الشَّجَرُ محرّكةً والشَّجَرُ بكسر ففتح في لغة بني سُلَيْم قاله الدِّينَوَرِي والشَّجْرَاءُ كجَبَل وعِنَبٍ وصَحْرَاء كذلك الشِّيَرُ باليَاءِ كِعنَب أبدلوا الجيم ياءً إما أن تكونَ على لُغَةِ من قال شِجَر وإِما أن تكونَ الكسرةُ لمجاوَرَتِها الياءَ قال :
" تَحْسَبُه بَيْنَ الأَكامِ شِيَرَهْ . وقالوا في تصغيرها : شِيَيْرَة وهذا كما يقلبون الياءَ جِيماً في قولهم : أنا تَمِيمِجٌّ أي تَمِيمِيٌّ وكما رُوِىَ عن ابن مسعود : " عَلَى كُلِّ غَنِجٍّ " يريد غَنِىّ هكذا حكاه أبو حنيفة بتحرِيكِ الجِيمِ والذي حكاه سيبويه أَن ناساً من بني سَعْدٍ يُبْدِلُون الجيمَ مكانَ الياءِ في الوقْف خاصّةً ذلك لأَن الياءَ خفيفةٌ فأبدلوا من موضِعِها أَبْيَنَ الحروفِ وذلك قولهم في تَمِيمِيْ : تَيمِجْ فإذا وصَلوا لم يُبْدِلُوا . وقال ابن جِنِّي : أَما قولهم . في شَجَرَة : شِيَرَة فينبغِي أن تكون الياءُ فيها أَصْلاً ولا تكون مُبدلةً من الجيم لأَمْرَيْن : أَحدهما : ثَبَاتُ الياءِ في تصغيرِها في شُيَيْرة ولو كانت بدلاً من الجيم لكانوا خُلَقَاءَ إذا حَقَّرُوا الاسمَ أن يَرُدُّوها إلى الجيم ليَدُلوا على الأصل
والآخر : أنَّ شينَ شَجَرَة مفتوحة وشين شِيَرةٍ مكسورة والبدل لا تُغَيِّرُ فيه الحركات إنما يُوقَع حرْفٌ موضعَ حرفٍ
مِنَ النَّبَاتِ : ما قَامَ على سَاقٍ أو هو كُلّ ما سَمَا بِنَفْسِه دَقَّ أو جَلَّ قاوَمَ الشِّتَاءَ أو عَجَزَ عَنْه . والواحِدَةُ من كُلِّ ذلك بهاءٍ ويُجْمع أيضاً على الأَشْجَارِ والشَّجَراتِ والشِّيَرَاتِ قال :
إذا لمْ يكنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ ولا جَنًى ... فأَبْعَدَكُنّ اللهُ من شِيَرَاتِ وأَرضٌ شَجِرَةٌ كفَرِحَةٍ وشَجِيرَةٌ ومَشْجَرَةٌ وهذه عن أبي حنيفة وشَجْرَاءُ : كَثِيرَتهُ أي الشَّجَرِ . وقيل : الشَّجْرَاءُ : اسمٌ لجماعة الشَّجَرِ وواحد الشَّجْرَاءِ شَجَرَةٌ ولم يأْتِ من الجمع على هذا المِثَالِ إِلاّ أَحرفٌ يَسيرة : شَجَرَةٌ وشَجْرَاءُ وقَصَبَةٌ وقَصْبَاءُ وطَرَفَهٌ وطَرْفَاءُ وحَلَفَةٌ وحَلْفَاءُ . وقال سِيبويهِ : الشَّجْرَاءُ واحدٌ وجمْعٌ وكذلك القَصْباءُ والطَّرْفاءُ والحَلْفَاءُ . وفي حديثِ ابنِ الأَكْوَعِ : " حَتَّى كنتُ في الشَّجْرَاءِ " أي بين الأَشْجَارِ المُتَكَاثفة قال ابنُ الأَثِير : هو الشَّجَرَة اسمٌ مفردٌ يُراد به الجمع وقيل : هو جَمْع . والأَوّل أَوْجَهُ . والمَشْجرُ بالفتح : مَنْبَتُه أَي الشَجرِ الشَّجَرُ الكثير . ووادٍ أشْجَرُ وشَجِيرٌ كأَمِيرٍ ومُشْجِرٌ كمُحْسِن : كَثِيرُه أي الشَّجَرِ . وفي الصحاح : وَادٍ شَجِير ولا يقال : وَادٍ أَشْجَرُ . يقال : هذا المَكَانُ أَشْجَرُ ِمْنه أَي أَكْثَرُ شَجَراً وكذلك هذه الأَرْضُ أَشْجَرُ من هذه أي أَكثرُ شَجَراً ولا يُعْرَف له فِعْلٌ هكذا قالوه
وأَشْجَرَتِ الأَرْضُ : أَنْبَتَتْه كأَعْشَبَتْ وأَبْقَلتْ مُشْجِرَةٌ ومُعْشِبَةٌ ومُبْقِلَةٌ . وإِبْرَاهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ محمد ابن عَبّادِ بنِ هانِئ الشَّجَرِيّ مَدَنِيّ شَيْخُ الإِمام أَبي عبدِ الله البُخَارِيِّ روَى عن أَبيه يَحيى وأَبوه يحيى قال فيه عبدُ الغَنِي بنُ سَعِيد : يحيَى بنُ هانئٍ نسبة إلى جَدّ أَبيهِ وقد رَوَى عنه عبدُ الجَبّارِ ابنُ سعيد . وقال الحافظُ في التبصير : قال ابنُ عَدِيّ : حدّثنا أَحمدُ بن حَمْدُونَ النَّيْسَابُورِيّ حدَّثَنا عبد اللهِ بن شَبِيب حدّثنا إِبراهِيمُ بنُ محمّد ابنِ يَحْيَى الشَّجَرِي عن أَبيه . فانْقَلَبَ عليه وإِنما هو إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ محمد وتَبِعَه حَمْزَةُ في تاريخ جُرْجانَ وهو وهَمٌ نَّبَه عليه الأَميرُ . وقال الحافظ أَيضاً : إبراهِيمُ الشَّجَرِيّ هذا منسوبٌ إلى شَجَرَةَ بنَ مُعاوِيَةَ بنِ رَبِيعَةَ الكِنْدِيّ قاله الرُّشَاطِي وفيه نَظَرٌوقال أبو عُبَيْد : بنو شَجَرَةَ بن مُعاويةَ يقال لهم : الشَّجَرَاتُ ولهم مَسْجِدٌ بالكوفَة . الشَّرِيفُ النَّقِيبُ أبو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللهِ بنُ النَّقِيبِ الطَّاهِر بالكَرْخ أبي الحَسَن علِّي بنِ محمّد بنِ حَمْزَةَ بنِ أبي القاسِمِ علي بن أبِي عليٍّ عُبَيْدِ الله بن حَمْزَة الشَّبِيه بن محمّد بن عُبَيْدِ الله بن أبي الحَسَن علي ابن عبيدِ الله بنِ عبدِ الله بن الحَسَن بن علّي بن محمد بن الحَسنَ بن جَعْفَر بن الحَسَن المُثَنَّى الشَّجَرِيّ العَلَوِي نَحْوِيُّ العِرَاقِ ومُحدَّثُه اجتمع به الزَّمَخْشَرِيّ ببغدادَ وأَثنَى عليه وتُوُفِّي بها سنة 542 ودفن بداره بالكَرْخِ وله في المُسَتفَاد في تاريخ بغداد ترجمة مُطَوَّلَة ليس هذا محلَّها . قلت : وجَدّه أَبو الحَسَن علّى بن عُبَيْد الله هو الملقب بباغر ترجمة السَّمْعَانِي في الأَنْسَاب والحافظ في التَّبْصِير وقد أَشَرْنا إليه آنِفاً وكذلك ذكرا حفيدَه أَبا طالبٍ علَّي بنَ الحُسَيْن بن عُبَيْدِ الله بن عليّ نقيب الكوفة . قلت : ومما بقىَ عليه أَحمدُ بنُ كامِلِ ابنِ خَلَفِ بن شَجَرَة بنِ مَنْظُورٍ الشَّجَرِي البغدادِي مشهورٌ . وبنْته أمُُّ الفتْح أَمَهُ السّلام حدَّثتْ وعُمِّرت وماتَت سنة 680 . ويحيى بنُ إِبراهِيمَ بنِ عُمَر الشَّجَرِي سمعَ عبدَ الحميدِ بن عبدِ الرَّشِيدِ سبْطَ الحافظ أَبي العَلاءِ العَطَّار . وشَاجَرَ المالُ برفع المال على أَنّه فاعلٌ قوله : رَعَاهُ أي الشَّجَرَ . زاد الزَّمَخْشَرِيّ : وبَعِيرٌ مُشَاجِرٌ . وقال ابن السِّكِّيت : شاجَرَ المالُ إذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ فلم يُبْقِ منها شَيْئاً فصارَ إلى الشَّجرَ يَرْعَاه قال الراجِزُ يصف إبِلاً :
تَعْرِفُ في أَوْجُهِها البَشَائرِ ... آسَانَ كلِّ آفِقٍ مُشَاجِرِ قال الصاغانِي : الرَّجَزُ لِدُكَيْن . وشاجَرَ فُلانٌ فلاناً مُشَاجَرَةً : نازَعَه وخاصَمَه . والمُشَجِّرُ من التَّصاوير : ما كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ هكذا بالصاد والنون والعين المهملة في النُسَخ وفي بعض الأَصول على صِيغَةِ الشَّجَرِ بالصاد والتحتية والغين المعجمة أي على هَيْئَتِه . ويقال : دِيباجٌ مُشَجَّرٌ إذا كان نَقْشُه على هَيْئَةِ الشَّجَرِ
واشْتَجَرُوا : تَخَالَفُوا كتَشاجَرُو بينهم مُشاجَرَةٌ . وفي حديث النَّخَعِي ذكرَ فِتْنَةً : " يَشْتَجِرُونَ فيها اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ أرادَ أَنَّهم يَشْبَكِوُنَ في الفِتْنَة والحَرْبِ اشْتِباكَ أَطباقِ الرأْس وهي عِظَامُه التي يَدخُل بعضُها في بعضٍ وقيل : أَرادَ يَخْتَلِفُون كما تَشْتَجِرُ الأَصَابِعُ إذا دَخلَ بعضُها في بعض . ويقال : الْتَقَي فِئَتَان فَتَشَاجَرُوا برماحِهِم أي تَشابَكُوا واشْتَجَرُوا برِماحِهم . وكل شيئٍ يَأْلَفُ بعضُه بعضاً فقد اشْتَبَك واشْتَجَرَ وإِنَّمَا سُمِّي الشَّجَرُ شَجَراً لدخول بعض أغصانِه في بعض . وَشَجَرَ بينَهُم الأَمْرُ يَشْجُر . شُجُورًا بالضمّ وشَجْراً بالفَتْح : تَنَازَعُوا فِيهِ . وشَجَرَ بين القَوْمِ إذا اخْتَلَفَ الأَمْرُ بينَهم وفي التنزيل " فَلاَ ورَبَّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُم " قال الزَّجّاجُ : أي فِيمَا وقَع من الاخْتِلاف في الخُصُومات حتى اشْتَجَرُوا وَتَشَاجَرُوا أي تَشَابَكُوا مُخْتَلِفِينَ . وفي الحديث " إيّاكُمْ وما شَجَرَ بينَ أَصْحَابِي " أي ما وقَعَ بينَهمُ من الإخْتِلاف
وشَجَرَ الَّشيْءَ يَشْجُره شَجْراً بالفتح : ربَطَه . وشَجَر الرَّجل عن الأمرِ يشْجُرُه شَجْراً : صَرَفه يقال : ما شَجَرك عنه أي ما صَرَفكوفي التكملة : َِشجَرَ الشيءَ عن الشَّيْءٍ إذا نَجاهُ قال العَجّاج : وشَجَرَ الهُدّأبَ عنْهُ فجفا أي جافاهُ عنه فتجافى وإذا تجافى قيل : اشْتَجَرَ وأنْشجرَ . شَجَرَ الرجل عن الأمْر يشجره شَجراً إذا منعه ودفعه . شجرَ الفمَ : فتحه وقد جاءَ في حديثِ سعدٍ " أنّ أُّمه قالتْ له : لا أطعمُ طعاماً ولا أشربُ شراباً أو تكفرَ بمحمد قال : فكانوا إذا أرادو أن يطُعموها أو يسقوها شجروا فاها " أي أدخلوا في شجرهِ عُوداً ففتحوه . وفي الأساس : شجروا فاه فأوجروه إذا فتحوه بعودٍ . ففي إطلاق المُصنف الفتح نظرٌ . شجرَ الدابةَ يَشجرها شجراً : ضربَ لِجامها : ليكفيها حتى فتحتْ فاها ومنه حديثُ العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال : " كنتُ آخذاً بحكمةِ بغلةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنين وقد شجرتها " كذا في التكملة . قلت : وفي روايةٍ : " والعباسُ يشجرها . أو يشجرها . بلجامها "
شجرَ البيتَ يشجره شجراً عمدهَ بِعُودٍ هكذا في النُسخ والصواب بعمودٍ كذا في اللسان وكلُّ شيءٍ عمدتهَ بِعمادٍ فقد شجرته . شجرَ الشجرةَ والنباتَ شجراً : رفعَ ما تدلى من أغصانها وفي التهذيب : وإذا نزلتْ أغصانُ شجرٍ أو ثوب فرفعته وأجفيته قلتَ : شجرته فهو مشجورٌ . شجرهَ بالرُّمحِ : طعنه حتى اشتبكَ فيه . وتشاجروا بالرماح : تطاعنوا وكذا اشتجروا برماحهم . شجرَ الشيءَ : طرحه على المِشجرِ وهو المشجبُ وسيأتي قريباً في المادة . وشجرِ كفرحَ : كَثرَ جمعه هكذا أورده الصاغاني في التكملة وكان الأصمعي يقول : كُلُّ شيءٍ اجتمعَ ثُمّ فرقَ بينه شيءٌ فانفرقَ فهو شجرٌ
والشجرُ بفتح فسكون : الأمرُ المُختلفُ وقد شجرَ الأمرُ بينهم وقد تقدم . الشجرُ : ما بينَ الكرينِ مِنَ الرحلِ أي رَحلِ البعيرِ وهو الذي يلتهمُ ظهره والكرُّ ما ضمَّ الظلفتينِ كما سيأتي ويقال لما بين الكرينِ أيضاً : الشرخُ والشخرُ بالخاءِ المعجمة كما سيأتي . الشَّجْرُ : الذَّقَنُ عزاه الصاغاني إلى الأصمعي . قيل : الشجرُ : مخرجُ الفمِ ومفتحه هكذا بالخاءِ المعجمة والراءِ من خرج في النسخ والصواب مفرجُ الفمِ بالفاءِ . شجرُ الفمِ مؤخره أو هو الصامغُ أو هو ما انتفحَ من مُنطبق الفمِ أو هو مُلتقي اللهْزِمتينِ أو هو ما بينَ اللحيينِ الأخيرُ عن أبي عمروٍ . وقيل : هو مُجتمعَ اللحيينِ تحتَ العنفقة وبه فسر حديثُ بعض التابعين " تفقدْ في طهارتك كذا وكذا والشاكلَ والشجرَ " إحدى الرواياتِ " قُبضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين شَجريِ ونحري "
وشجْرُ الفَرَس : ما بين أعالي لَحْييْه من مُعْظمها . ج أشْجارٌ وشُجورٌ بالضمّ وشجارٌ بالكسر . والضّادُ من الحُرُوف الشَّجْرِية ويجْمَعُها قولك شضج الشين والضاد والجيم . واشْتَجَرَ الرّجلُ : وضعَ يَدهُ تحتَ ذقنه وأتَّكأ على المرْفقِ ولم يَضَعْ جَنْبهُ على الفرْش وقيل : وضعَ يده على حَنَكهِ قال أبو ذُؤيْب :
نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ الليلَ مُشْتجراً ... كأنَّ عيْنيَ فيها الصّابُ مذْبُوحُ وقيل : باتَ مُشْتَجراً إذا اعْتمدَ بشَجْره على كَفِّه . والمشْجَرُ كمنْبرٍ والشِّجارُ مثل : كتابٍ ويُفْتحان وقد أنكر شيخُنا الفتح في الأول وادَّعى أنه غيرُ معروف ولا سَلف له في ذلك مع أنه مُصَرَّحٌ به في اللِّسان بل وغيره من الأمَّهات : عُودُ الهَوْدجِ الواحدةُ مَشْجَرَةٌ وشَجارةٌ . وفي المحكم : المَشْجرُ : أعوادٌ تُرْبط كالمشْجب يوضع عليها المتاع والجمعُ المشاجِرُ سُمِّيتْ لتشابُكِ عيدانِ الهوْدجِ بعضها في بعض . وقال اللَّيْث : الشِّجارُ : خَشَبُ الهوْدجِ فإذا غُشِّيَ غِشاءَه صار هَوْدَجاً . أو مَرْكَبٌ من مَرَاكب النساءِ أصْغَرُ منه مَكْشوف الرأس قاله أبو عَمرو ومنه قولُ لبيدٍ :
وأرْبدُ فارسُ الهَيْجا إذا ما ... تقعَّرَتِ المَشَاجرُ بالفِئامِوقال الأصمعيّ : ويَكْفي واحداً حسْبُ وبه فُسِّر حديثُ حُنيْن " ودُريْد بن الصِّمَّة يوْمئذٍ في شجارٍ له " الشِّجارُ ككتَابٍ : خشبةٌ يُضببُ بها السَّريرُ من تحت وهو بالفارسيّة مترس هكذا بفتح الميم والمثناة وسكون الراء وبخطّ الأزهريّ بفتح الميم وتشديد المُثنّاة وقال : هي الخَشَبة التي تُوضع خلفَ الباب . والشِّجارُ : خشبُ البئرِ قال الرّاجزُ : لترْوَيَنْ أو لتبِيدَنَّ الشُّجُرْ جمع شِجار ككتاب وكُتب هكذا أنشده الجوهريّ في الصحاح : قال الصاغانيّ : والروايةُ السُّجُل بالسين المهملة واللام والرجز لآميٌّ وبعده : أو لأرُوحَنْ أُصلاً لا أشْتَملْ والرجزُ لأبي محمد الفقْعَسي والشجار سمة للإبلّ . والشِّجارُ : عُودٌ يُجْعلُ في فمِ الجدْي لئلاّ يرْضَعَ أمه كذا في التَّكْملة . وشَجار كسَحابٍ : ع بين الأهْوازِ ومرْجِ القلْعة وهو الذي كان النُّعمانُ بن مُقرنٍ أمر مُجاشعَ بن مسْعودٍ أن يُقيم به في غزوة نهاوَنْد ويقال له شَجَرٌ أيضاً . وعُلاثةُ بنُ شَجّارٍ ككّتان : صحابيّ من بني سليطٍ أخرجه ابن عبد البرِّ وابن منده روى عنه الحسن وروى عنه خارجةُ بن الصَّلْتِ وهو عمُّ خارجة ووهم الذَّهَبيُّ في تخْفيفه وتبعه الحافظُ في التبصير فذكره بالتخفيف وضُبط في التكملة : شِجار ككتابٍ هكذا وعليه علامةُ الصِّحَّة . وأبو شَجارٍ ككّتانٍ : عبدُ الحكمِ ابن عبد اللهِ بن شَجَّار الرَّقِّيّ : مُحدِّثٌ عن أبي المليح الرَّقِّي وغيره . والشَجيرُ كإميرٍ : السَّيْف
الشَّجيرُ والشَّطيرُ : الغريبُ منّا . ومن سجعات الأساس : ما رأيتُ شَجيريْنِ إلا شَجيرَيْن . الشَّجيرُ الأولُ بمعنى الغريب والثاني بمعنى الصَّديق وسيأتي . الشجيرُ من الإبل : الغريبُ . والشَّجيرُ : القدْحُ يكونُ بين قداحٍ غريباً ليسَ من شَجَرٍها ويقال : هو المُسْتعار الذي يُتيمَّنُ بفوزه والتشريجُ : قدْحُه الذي هو له قال المُنخل
وإذا الرِّياحُ تكَمَّشتْ ... بجَوانِبِ البيْتِ القَصيرِ
ألْفيْتني هَشَّ اليديْ ... نِ بمَرْيِ قدْحي أو شَجيري وفي المُحكم : الشَّجيرُ : الصاحبُ وجمعه شُجراءُ . وقال كُراع : الشَّجيرُ هو الرَّديءُ . والأشْتجارُ : تجافى النوْمِ عن صاحبه أنشد الصاعانيّ لأبي وجْزَةَ :
طافَ الخَيالُ بنا وهْناً فأرَّقنا ... منْ آل سُعْدى فباتَ النوْمُ مُشْتَجرا والأِشْتِجارُ : التقدُّمُ والنَّجاءُ قال عُويْفٌ الهُذَليّ وفي التكملة : عُويْجٌ النبهانيّ
فعَمْداً تَعَدَّيْناك واشْتَجَرتْ بنا ... طِوالُ الهَوَادي مُطْبعاتٌ من الوقرِ كالانْشِجارِ فيهِما . ويروَى في بيت الهُذَلِي انْشَجَرَتْ وهكذا أنشده صاحب اللسان والأَول رواية الصاغاني . وديباجٌ مُشَجَّرٌ كمُعَظَّمٍ : مُنَقَّشٌ بهَيْئةِ الشَّجَرِ . ولا يَخفَى أَنه لو ذُكِرَ في أَوّل المادّة عند ضبطه المُشَجَّر كان أوفقَ لما هو مُتَصَدٍّفيه مع أن قولهَ آنِفاً : ما كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ شامِل للدَّيباجِ وغيره فتأَمَّل . والشَّجْرَة بفتح فسكون : النُقْطَةُ الصَّغِيرَةُ في ذَقَنِ الغُلامِ عن ابن الأَعرابيّ . من المَجَاز : يقال : ما أَحْسَنَ شَجْرَةََ ضَرْعِ النَّاقَةِ أي قَدْرَهُ وهَيْئَتَه كذا في التكملة وفي الأَساس : شَكْلَه وهَيْئَتَه زاد الصاغانيّ أو عُرُوقَه وجِلْدهَ ولَحْمَهوتَشْجِيرُ النَّخْلِ : تَشْجِيرهُ بالشين والخاءِ المعجمتين وهو أن تُوضَع العُذُوقُ على الجَرِيدِ وذلك إذا كَثُرَ حَمْلُ النَّخْلَةِ وعَظُمَت الكَبَائِسَ وخِيفَ على الجُمّارة أو على العُرْجُونِ . وسيأتي . ومما يستدرك عليه : الشَّجْرُ : الرَّفْعُ وكل ما سُمِكَ ورُفِعَ فقد شُجِرَ . وفي الحديث " الشَّجَرَةُ والصَّخْرَة من الجَنَّةِ " قيل : أراد بالشَّجَرةِ : الكَرْمَةَ وقيل هي التي بُوِيعَ تَحْتَها سيِّدُنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم وهي شَجَرَةُ بَيَعةِ الرِّضْوَانِ لأن أصحابَهَا اسْتَوْجَبُوا الجَنَّة قيل : كانت سَمُرَةً . والمُتَشَاجِرُ : المُتَداخِل كالمُشْتَجِرِ . ورِمَاحٌ شَوَاجِرُ ومُشْتَجِرةٌٌ ومُتَشاجِرةٌٌ : مُتدَاخِلَةٌ مُخْتَلِفهٌٌ . والشَّجْرُ والاشْتِجَار : التَّشْبِيكُ . والشَّوَاجِرُ : المَوَانِعُ والشَّواغِلُ . والشُّجُرُ بضمَّتَيْنِ : مَرَاكِبُ دون الهَوَادِجِ عن أبي عَمْرٍو وهو جَمْع شِجَار ككِتَابٍ . ويقال : فُلانٌ من شَجَرةٍ مبارَكَةٍ أي من أصْل مُبَارَك وهو مَجاز وقوله تعالى : " كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ " أصَحُّ الأَقوالِ أنّها النَّخْلَة . ويَزيدُ بن شَجَرَةَ الرُّهَاويّ من التابعين
ومَعْدِنُ الشَّجَرتَيْنِ بالذُّهْلُول . وعَمْرُو بن شُجَيْرَةَ العِجْلِي ذكرَه المَرْزبانيّ . والشَّريف أبو الشّجرِ أبو بَكْرِ بنُ محمّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ أبي بكْرٍ الحُسَيْنيّ من أشهر شُيوخِ اليمن وله ذُرِّيّةٌ طَيِّبة بوادِي سُرْدُدٍ
لَقِحَتِ النّاقَةُ كسَمِعَ تَلْقَح لَقْحاً بفتْح فسكون ولَقَحاً محرّكة ولَقَاحاً بالفتح إِذا حَمَلَتْ فإِذا اسْتبانَ حَمْلُهَا قيل : استَبانَ لَقَاحُها . وقال ابن الأَعرابيّ : قَرَحَت تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِحَت تَلْقَح لَقَاحاً ولَقْحاً : قَبِلَت الِلَّقَاحَ بالكسر والفتح معاً كما ضُبط في نُسختنا بالوَجْهَين . وروى عن ابن عبّاسٍ أَنه سُئل عن رجُل كانت له امرأَتانِ أَرضَعتْ إِحداهما غُلاماً وأَرضعت الأُخرى جاريةً هل يتزوّج الغُلام الجارية ؟ قال : لا اللِّقَاحُ واحدٌ . قال الليث : أَراد أَن ماءَ الفَحْل الذي حَمَلَتَا منه واحدٌ فاللَّبن الَّذي أَرضعتْ كلُّ واحدةٍ منهما مُرْضَعَها كان أَصلُه ماءَ الفَّحْلِ فصار المُرْضَعَانِ وَلدَيْن لزوجِهِما لأَنّه كان أَلقحَهما . قال الأَزهريّ : ويحتمل أَن يكون اللّقَاح في حديث ابن عباس معناه الإِلقاح يقال أَلقَحَ الفَحلُ النّاقة إِلقاحاً ولَقَاحاً فالإِلقاحُ مصدرٌ حقيقيّ واللَّقاحُ اسمٌ لما يقوم مَقَامَ المصدرِ كقولك أَعطَى عَطاءً وإِعْطاءً وأَصلَح صَلاَحاً وإِصلاحاً وأَنبتَ نباتاً وإِنباتاً فهي ناقَةٌ لاقِحٌ وقارِحٌ يومَ تَحمِل فإِذا استبانَ حَملُهَا فهي خَلِفَةٌ قاله ابن الأَعرابيّ مِنْ إِبلٍ لَوَاقحَ ولُقَّحٍ كقُبَّرٍ ولَقُوحٌ كصَبور مِنْ إِبلٍ لُقُحٍ بضمتين . واللَّقَاحُ كسَحاب : ما تُلْقَح به النَّخْلَةُ وطَلْعُ الفُحَّالِ بضمّ فتشديد وهو مَجَاز . والحَيّ اللَّقَاح والقَوْمُ اللَّقَاح - ومنه سُمِّيَت بنو حنيفةَ باللَّقَاح وإِيَّاهم عَنَي سعدُ بنُ ناشبٍ :
بِئْسَ الخلائفُ بَعدَنا ... أَولادُ يَشْكُرَ واللَّقَاحُ وقد تقدَّم في برح فراجِعْه - الذين لا يَدِينُون للمُلوك ولم يُملَكوا أَو لم يُصِبْهُم في الجاهِليَّة سِباءُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
لعَمْرُ أَبيكَ والأَنباءُ تَنْمِي ... لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِيَاحُ
أَبْوَا دِينَ المُلُوكِ فهم لَقَاحٌ ... إِذَا هِيجُوا إِلى حرْبٍ أَشَاحُوا وقال ثعلب : الحَيّ اللَّقاح مشتقٌّ من لَقضاح النَّاقَةِ : لأَنّ النَّاقة إِذَا لَقِحتْ لم تُطَاوِع الفَحْلَ . وليس بقَويّ . وفي الصّحاح : اللِّقَاحُ . كَكِتَاب : الإِبلُ بأَعْيَانها . واللَّقُوح كصَبورٍ واحِدتُها وهي النّاقَةُ الحَلُوبُ مثل قَلوُصٍ وقِلاَص أَو النّاقَة الّتي نُتِجَتْ لَقُوحٌ أَوّلَ نتَاجِهَا إِلى شَهْرَين أَو إِلى ثلاثةٍ ثم يَقَع عنها اسمُ اللَّقُوح فيقال هي لَبُون . وعبارة الصّحاح : ثم هي لَبونٌ بعد ذلك . ومن المجاز : اللِّقَاح : النُّفُوس وهي جمْع لِقْحَة بالكسر قال الأَزهَرِيّ : قال شَمِرٌ : وتقول العرب : إِنّ لي لِقْحَةً تُخْبِرني عن لِقَاحِ النّاسِ . يقول : نفْسِي تُخْبرني فتصْدُقني عن نُفوس النَّاس إِن أَحْبَبْتُ لهُم خَيراً أَحبُّوا لِي خَيْراً وإِنْ أَحبَبت لهم شَرّاً أَحبُّوا لي شَرّاً ومثله في الأَساس . وقال يزيد بن كثْوَة : المَعْنَى أَنّي أَعرِف إِلى يصير إِليه لِقَاحُ الناسِ بما أَرى من لِقْحَتي : يقال عند التأْكيد للبصيرِ بخاصِّ أُمورِ النّاسِ وعَوامّها . واللِّقاح : اسمُ ماءِ الفَحْلِ من الإِبل أَو الخيل هذا هو الأَصل ثم استُعير في النِّساءِ فيقال : لَقِحَت إِذَا حَمَلَت : قال ذلك شَمِرٌ وغيرُه من أَهل العربيّة . واللِّقْحَةُ بالكسر : النّاقَةُ من حين يَسمَن سَنامُ وَلدِهَا لايَزال ذلك اسمَهَا حتّى تَمضَيَ لها سبعَةُ أَشهر ويُفصَل وَلدُهَا وذلك عند طُلوع سُهَيْل وقيل : اللِّقْحَة هي اللَّقُوح أَي الحَلُوب الغَزيرَةُ اللَّبنِ ويفتح ولا يُوصفُ به ولكن يقال لِقْحةُ فُلانٍ قال الأَزهريّ : فإِذا جَعلْتَه نعْتاً قُلْت : ناقَةٌ لَقُوحٌ . قال : ولا يقال : ناقةٌ لِقْحَةٌ إِلاّ أَنّك تقول هذه لِقْحَةُ فُلانٍ لِقَحٌ بكسر ففتح ولِقَاحٌ بالكسر الأَوّلُ هو القيَاسُ وأَمّا الثاني فقال سيبويه : كَسرُوا فِعْلَة على فِعَالٍ كما كَسَّروا فُعْلة عليه حتّى قالوا جُفْرَة وجِفار قال : وقالوا لِقَاحانِ أَسودَانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ : أَلا تَرَى أَنّهم يقولون لِقَاحَةٌ واحدة كما يقولون قِطْعَة واحدة . قال : وهو في الإِبل أَقوَى لأَنّه لا يُكسَّر عليه شيءٌ . وقال ابن شُمَيْل : يقال لِقْحَةٌ ولِقَحٌ ولَقُوحٌ ولَقَائحُ . واللِّقَاحُ ذَوَاتُ الأَلبانِ من النُّوق واحدُهَا لَقُوحٌ ولِقْحَة . قال عديّ بن زيد :
مَن يكُنْ ذَا لِقَحٍ رَاخِيَاتٍ ... فلِقَاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرَا
بلْ حَوَابٍ في ظِلاَلِ فَسِيلٍ ... مُلِئتْ أَجْوافُهنَّ عَصيرَا واللِّقْحَة واللَّقْحَة : العُقَابُ الطّائرُ المعروف واللِّقْحَةُ : الغُرَاب . واللِّقْحة في قول الشاعر :
ولقدْ تَقيَّلَ صاحبي مِن لِقْحَةٍ ... لَبََناً يَحِلّ ولَحمُهَا لا يُطْعَمُعَنَى بها المرأَة المُرْضِعَة . وجعلها لِقْحَةً لتصحَّ له الأُحجِيَّة . وتَقَيَّل : شَرِبَ القَيْل وهو شُرْبُ نِصْف النَّهَار . واللَّقَح محرَّكةً : الحَبَلُ . يقال امرأَةٌ سَريعةُ اللَّقَحِ . وقد يُستعمل ذلك في كلّ أُنثَى فإِمّا أَن يكون أَصلاً وإِمّا أَن يكون مستعاراً . واللَّقَح أَيضاَ : اسمُ ما أُخِذ من الفَحْل وفي بعض الأُمّهات : الفِحَال ليُدَسَّ في الآخَر . والإِلقَاحُ والتَّلقيح : أَن يَدَعَ الكَافُورَ وهو وِعاءُ طَلْع النَّخْل ليَلتَينِ أَو ثلاثاً بعد انْفلاقه ثمّ يَأْخذَ شِمْرَاخاً من الفُحَّال . قال الأَزهريّ : وأَجودُه ما عَتُقَ وكانَ من عَامِ أَوّل فيدُسُّونَ ذلك الشِّمْرَاخَ في جَوْفِ الطَّلْعَة وذلك بقَدرٍ . قال : ولا يَفعل ذلك إِلاّ رَجلٌ عالمٌ بِما يَفعَل منه لأَنّه إِِن كان جاهِلاً فأَكْثَرَ منه أَحرَقَ الكَافُورُ فأَفسدَه وإِنْ أَقلَّ منه صارَ الكافُورُ كثيرَ الصِّيصاءِ يعنيِ بالصِّصاءِ مالا نَوَى له . وإِن لم يَفعل ذلك بالنَّخلة لم يُنتَفع بطَلْعِها ذلك العامَ . وفي الصّحاح : المَلاقِح : الفُحول جمع مُلْقِحٍ بكسر القاف . والمَلاقِح أَيضاً : الإِناث التي في بُطونِها أَولادُهَا جمع مُلْقَحَة بفتح القاف . وقد يقال : المَلاَقِيح : الأُمَّهات . ونُهِيَ عن أَولاد المَلاقيح وأَولاد المَضَامين في المُبَايَعة لأَنّهم كانوا يَتَبَيعُون أَولادَ الشّاءِ في بطون الأُمّهاتِ وأَصلاب الآباءِ . والمَلاَقِيحُ في بطُون الأُمّهات والمَضامِينُ في أَصْلاب الآباءِ . وقال أَبو عُبيدٍ : المَلاَقيح : ما في بُطونها أَي الأُمَّهاتِ من الأَجِنَّة . أَو المَلاَقيحُ : ما في ظُهورِ الجِمَال الفُحولِ . رُوِيَ عن سعيدِ بن المسِّيب أَنّه قال : لارِبَا في الحَيَانِ وإِنّما نُهِيَ عن الحيوانِ عن ثَلاث : عن المَضَامين والمَلاقيح وحَبَل الحَبَلَةِ . قال سعيد فالملاقِيح ما في ظُهُورِ الجِمال والمَضَامينِ ما في بُطون الإِناث . قال المُزَنيّ : وأَنا أَحفَظ أَنّ الشافعيّ يقول : المضَامِينُ مضا في ظُهور الجِمال والمَلاَقيح ما في بُطونِ الإِناث . قال المُزَنيّ : وأَعلَمْت بقولِه عبدَ الملك بنَ هِشَامٍ فأَنشدني شاهداً له من شِعر العرب :
" إِنَّ المضامينَ التي في الصُّلْب
" مَاءَ الفُحُول في الظّهور الحُدْبِ
" ليسَ بمغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبَ وأَنشدَ في الملاقيح :
" مَنَّيْتَنِي مَلاقِحاً في الأَبطُن
" تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بعْدَ أَزمُنِ قال الأَزهريّ : وهَذَا هو الصّواب . جَمْعُ مَلْقُوحةٍ . قال ابن الأَعرابيّ : إِذَا كَان في بَطْنِ النَّاقةِ حَمْلٌ فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ وهي مضامِينُ وضَوَامِنُ والّذي في بطْنها مَلقُوحٌ ومَلقُوحةٌ . ومعنى المَلْقوحِ : المحمولُ واللاّقح : الحامِلُ . وقال أَبو عُبَيْد : واحدةُ الملاقِيحِ مَلْقُوحةٌ من قولهم لُقِحَت كالمَحمومِ من حُمّ والمجنون من جُنّ وأَنشد الأَصمعيّ :
وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابل ... مَلقُوحَةً في بطن نابٍ حائلِ يقول : هي مَلقوحَةٌ فيما يُظهِرُ لي صاحِبُها وإِنّما أُمُّهَا حائلٌ . قال : فَالملقُوحُ هي الأَجِنّة التي في بطونِها وأَما المَضَامينُ فما في أَصلاب الفُحول وكانُوا يَبيعُون الجَنينَ في بطْن الناقةِ ويَبيعون ما يَضْرِبُ الفَحلُ في عامِه أَو في أَعوام كذا في لسان العرب . وتَلقَّحَتِ النّاقَةُ إِذا شالَتْ بذَنَبها وأَرَتْ أَنَّها لاقِحٌ لئلاَّ يدْنُوَ منها الفَحلُ ولم تَكُنْ كَذلك . وتَلقَّحَ زيدٌ : تَجَنَّى علىَّ ما لم أُذْنِبْه . ومن المجاز : تَلقَّحَتْ يَداه إِذَا أَشارَ بهما في التَّكلُّم تشبيهاً بالنّاقَة إِذا شالَتْ بذَنَبِها . وأَنشد :
تَلَقَّحُ أَيْديهمْ كأَنَّ زَبِيبَهم ... زَبِيبُ الفُحُولِ الصِّيدِ وهي تَلَمَّحُأَي أَنهم يُشِيرُون بأَيديهم إِذَا خَطَبُوا . والزَّبِيب شِبْه الزَّبَد يَظْهَر في صامِغَيِ الخَطِيب إِذَا زَبَّبَ شِدْقَاه . وإِلقاح النَّخْلةِ وتَلْقيحُها : لَقْحُهَا وهو دَسُّ شِمْراخِ الفُحالِ في وِعاءِ الطَّلْع وقد تقدَّم وهو مَجاز فإِنَّ أَصْل اللَّقَاح للإِبل . يقال : لَقَحوا نَخْلَهم وأَلْقحوها . وجاءَنا زَمنُ اللَّقاح أَي التلقيح . وقد لَقَّحْت النَّخيلَ تَلقيحاً . ومن المجاز أَيضاً : أَلقَحَت الرِّيَاحُ الشَّجرَ والسَّحابَ ونحوَ ذلك في كلِّ شَيْءٍ يَحْمِل فهيَ لَوَاقِحُ وهي الرِّياح التي تَحمِل النّدَى ثمَّ تَمُجُّه في السَّحابِ فإِذا اجتمَعَ في السَّحاب صارَ مَطَراً . وقيل : إِنّما هي مَلاقحُ . فأَمّا قولهم : لواقحُ فعلَى حَذفِ الزائد قال اللّه تعالى : " وأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ " قال ابن جنّي : قياسُه مَلاقِح لأَنَّ الرِّيح تَلْقَح السَّحابَ . وقد يجوز أَن يكون على لَقِحَتْ فَهي لاقحٌ فإِذا لَقِحَت فزَكَت أَلْقحَت السّحَابَ فيكون هذا مما اكتُفِيَ فيه بالسَّبَب عن المُسبَّب قاله ابن سيده . وقال الأَزهريّ : قرأَها حمزةُ لواقحَ فهو بيِّن ولكن يقال إِنّما الرِّيحُ مُلقِحَة تُلقِح الشّجرَ فكيفَ قيل لوَاقح ؟ ففي ذلك معْنيانِ : أَحدهما أَنْ تجعل الرِّيح هي التي تَلْقَحُ بمرورِهَا على التُّراب والماءِ فيكون فيها اللِّقَاح فيقال : رِيحٌ لاقحٌ كما يقال : ناقةٌ لاقِحٌ ويَشهد على لك أَنّه وَصَفَ رِيحَ العذابِ بالعَقِيم فجعلها عَقيماً إِذْ لم تُلقِح . والوجهُ الآخر : وَصْفُها باللَّقْح وإِن كانت تُلْقِح كما قيل لَيْلٌ نائم والنّومُ فيه وسرٌّ كاتمٌ وكما قيل المَبروزُ والمَختوم فجعله مَبروزاً ولم يقل مُبرَزا فجاز مفعول لمُفْعَل كما جاز فاعلٌ لمُفعِل . وقال أَبو الهيثم : ريحٌ لاقحٌ أَي ذات لِقاحٍ كما يقال دِرْهم وازِنٌ أَي ذو وَزْن ورجل رامِحٌ وسائفٌ ونابِلٌ ولا يقال رَمَحَ ولا سَافَ ولا نَبَل يراد ذو سيفٍ وذو نَبْل وذو رُمْح . قال الأَزهريّ : ومعنى قوله " وأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَوَاقِحَ " أَي حَواملَ جعل الريح لاقحاً لأنها تحمل الماء والسحاب وتقلبه وتصرفه ثم تستدره فالرياح لواقح أي حوامل على هذا المعَنى . ومنه قول أَبي وَجْزَةَ :
حتّى سَلَكْنَ الشَّوَى مِنهنَّ في مَسَك ... من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْدَاجِ سَلَكْن يعنى الأُتن أَدخلْن شَوَاهنّ أَي قوائمهنّ في مَسَك أَي فيما صارَ كالمَسَك لأَيديهما . ثم جعل ذلك الماءَ من نَسْل رِيحٍ تَجُوب البلادَ . فجعَلَ الماءَ للرِّيح كالوَلد لأَنّها حمَلَتْه . ومّما يحِّقق ذلك قولُه تعالى : " وهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرْاً بينَ يَدَيْ رَحْمتهِ حَتّى إِذَا أَقلَّتْ سَحاباً ثِقَالاً " أَي حَمَلت . فعلَى هذا المعنَى لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقحٌ بمعنى ذي لَقْح ولكنّها تَحمل السّحابَ في الماءِ . قال الجوهريّ ريَاحٌ لَواقحُ ولا يُقَال مَلاقحُ وهو من النوادر وقد قيل : الأَصْل فيه مُلقِحَة ولكنها لا تُلقِح إِلاّ وهي في نفْسها لاقحٌ كأَنَّ الرِّياح لَقِحَتْ بخَير فإِذا أَنشأَت السّحابَ وفيها خَيرٌ وصلَ ذلك إِليه . قال ابن سيده : ورِيحٌ لاقِحٌ على النّسب تَلقَح الشّجَرُ عنها كما قالوا في ضدّه : عَقيمٌ . وحَرْبٌ لاقِحٌ على المَثَل بالأُنثَى الحامل . وقال الأَعشي
إِذا شَمَّرَت بالنَاسِ شَهْبَاءُ لاقِحٌ ... عوَانٌ شد يدٌ هَمْزُهَا وأَظلَّت يقال هَمَزَتْه بنابٍ أَي عَضَّتْه ومن المجاز : يقال للنخَلةِ : الواحدة : لَقِحَت بالتخفيف . واستَلْقَحَتِ النّخْلَةُ أَي آنَ لها أَنْ تُلْقَحَ . و في الأَساس : ومن المجاز رَجلٌ مُلقَّح كمُعظَّم أَي مُجَّرب منقَّع مُهذَّب . وشَقِيحٌ لَقِيحٌ إِتباعٌ وقد تقدّم . ومما يستدرك عليه : نِعْمَ المِنْحةُ اللِّقْحَةُ وهي النّاقة القَريبةُ العهْدِ بالنّتاج . واللَّقَح : إِنبات الأَرَضين المجدِبة قال يصف سحاباً :
لَقِحَ العشجَافُ له لِسَابعِ سَبْعَةِ ... فشَرِ بْنَ بعْدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينايقولُ : قَبِلَت الأَرَضونَ ماءَ السحابِ كما تَقبَلُ الناقةُ ماءَ الفَحْل وهو مَجاز . وأَسَرّت الناقَةُ لَقَحاً وَلَقَاحاً وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقَاحاً . قال غَيلانُ :
أَسَرَّت لَقَاحاً بعدَ ما كانَ رَاضَها ... فِرَاسٌ وفيها عِزّةٌ ومَيَاسِرُ أَسرَّتْ أَي كتَمَتْ ولم تُبشِّر به وذلك أَنَّ النَّاقَة إِذا لَقِحَتْ شالَتْ بذَنَبها وزَمَّت بأَنْفِهَا واستكبَرَت فبَانَ لَقَحُهَا وهذه لم تَفعل من هذا شيئاً . ومَيَاسِرُ : لِينٌ . والمعنَى أَنها تَضْعُفُ مرَّةً وتَدِلّ أُخرى . قال :
طَوَتْ لَقَحاً مِثْل السِرار فَبشَّرتْ ... بأَسْحَمَ رَيّانِ العَشِيَّةِ مُسْبَلِ مثل السّرار أَي مثل الهِلال في السّرار . وقيل : إِذا نُتِجَت بعضُ الإِبل ولم يُنْتَج بعضٌ فوضَع بعضُها ولَم يَضَعْ بعضُها فهي عشار فإذا انتجت كلها ووضعت فهي لِقاحٌ . وأَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلِمينَ في حديث عُمَر المراد بها الفَيْءُ والخَرَاجُ الذي منه عَطاؤُهم وما فُرِضَ لهم . وإِدرارُه : جِبَايَتُه وتَحَلُّبه وجَمعُه مع العَدْلِ في أَهْل الفَيْءِ وهو مجاز . واللوَّاقح : السِّياطُ . قال لِصٌّ يخاطب لِصَّا :
وَيْحكَ يا عَلْقمةَ بنَ ماعِزِ ... هل لكَ في اللَّوَاقِح الحَرائزِ وهو مَجاز . وفي حديث رُقْيَة العَينِ : أَعُوذُ بك من شَرّ كُل مُلْقِح ومُخْبل . المُلْقِح : الذي يُولَد له والمُخْبِل الذي لا يُولَد له من أَلقَحَ الفَحْلُ الناقةَ إِذَا أَولَدَها . وقال الأَزهريّ في ترجمة صمعر : قال الشاعر :
أَحَيّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيّةٌ ... أَحَبُّ إِليكمْ أَمْ ثَلاثٌ لوَاقِحُ قال : أَرادَ باللَّواقحِ العَقارِبَ . ومن المجاز : جَرَّب الأُمورَ فلَقَّحَت عَقْلَه . والنَّظرُ في عَواقبِ الأُمورِ تَلقيحُ العقولِ . وأَلْقحَ بينهم شرّاً : سَدَّاه وتَسبَّب له ويقال اتّقِ اللّه ولا تُلْقِح سِلْعتَك بالأَيْمان