الأزهري إلا
تكون استثناء وتكون حرف جزاء أَصلها إن لا وهما معاً لا يُمالان لأَنهما من
الأَدواتِ والأَدواتُ لا تُمالُ مثل حتى وأَما وأَلا وإذا لا يجوز في شيء منها
الإمالة أَلف ليست بأَسماء وكذلك إلى وعلى ولَدَى الإمالة فيها غير جائزة وقال
سيبويه أَلق إ
الأزهري إلا
تكون استثناء وتكون حرف جزاء أَصلها إن لا وهما معاً لا يُمالان لأَنهما من
الأَدواتِ والأَدواتُ لا تُمالُ مثل حتى وأَما وأَلا وإذا لا يجوز في شيء منها
الإمالة أَلف ليست بأَسماء وكذلك إلى وعلى ولَدَى الإمالة فيها غير جائزة وقال
سيبويه أَلق إلى وعلى منقلبتان من واوين لأَن الأَلفات لا تكون فيها الإِمالة قال
ولو سمي به رجل قيل في تثنيته أَلَوانِ وعَلَوانِ فإذا اتصل به المضمر قلبته فقلت
إلَيْكَ وْعَلَيْكَ وبعض العرب يتركه على حاله فيقول إلاك وعَلاك قال ابن بري عند
قول الجوهريّ لأَنَّ الأَلفات لا يكون فيها الإِمالة قال صوبه لأَن أَلِفَيْهِما
والأَلِفُ في الحروف أَصل وليست بمنقلبة عن ياء ولا واو ولا زائدة وإنما قال
سيبويه أَلف إلى وعلى منقلبتان عن واو إذا سميت بهما وخرجا من الحرفية إلى الاسمية
قال وقد وَهِمَ الجوهري فيما حكاه عنه فإذا سميت بها لَحِقَت بالأَسماء فجُعِلَتْ
الأَلف فيها منقلبة عن الياء وعن الواو نحو بَلَى وإلى وعلى فما سُمِع فيه الإمالة
يثنى بالياء نحو بَلَى تقول فيها بَلَيانِ وما لم يُسمع فيه الإمالة ثني بالواو
نحو إلى وعلى تقول في تثنيتهما اسمين إلَوانِ وعَلَوانِ قال الأَزهري وأَما مَتَى
وأَنَّى فيجوز فيهما الإمالة لأَنهما مَحَلاَّنِ والمحالُّ أَسماء قال وبَلَى يجوز
فيها الإمالة لأَنها ياء زيدت في بل قال وهذا كله قول حذاق النحويين فأَما إلا
التي أَصلها إنْ فإنها تلي الأَفعال المُسْتَقْبَلَة فتجزمها من ذلك قوله عز وجل
إلا تَفْعَلوه تَكُنْ فِتنة في الأرض وفساد كبير فَجَزْمُ تفعلوه وتكن بإلاَّ كما
تفعل إن التي هي أُمّ الجزاء وهي في بابها الجوهري وأَما إلا فهي حرف استثناء
يُستثنى بها على خمسة أَوجه بعد الإيجاب وبعد النفي والمُفَرَّغِ والمُقَدَّمِ
والمُنْقَطِع قال ابن بري هذه عبارة سيئة قال وصوابها أَن يقول الاستثناء بإلاَّ
يكون بعد الإيجاب وبعد النفي متصلاً ومنقطعاً ومُقَدَّماً ومؤخراً وإلا في جميع
ذلك مُسَلِّطة للعامل ناصِبة أَو مُفَرَّغة غير مُسَلِّطة وتكون هي وما بعدها
نعتاً أَو بدلاً قال الجوهري فتكون في الاستثناء المنقطع بمعنى لكن لأَن
المُسْتَثْنَى من غير جنس المُسْتَثْنَى منه وقد يُوصفُ بإلاَّ فإن وصَفْتَ بها
جَعلْتها وما بعدها في موضع غير وأَتبعت الاسم بعدها ما قبله في الإعراب فقلت
جاءني القومُ إلا زيدٌ كقوله تعالى لو كان فيهما آلهةٌ إلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا
وقال عمرو بن معديكرب
وكلُّ أخٍ مُفارِقُه أَخُوه ... لَعَمْرُ أَبِيكَ إلاَّ الفَرْقدانِ
كأَنه قال غير الفَرْقَدَيْنِ قال ابن بري ذكر الآمِدي في المؤتَلِف والمُخْتَلِف
أَنّ هذا البيت لحضرمي بن عامر وقبله وكلُّ قَرينةٍ قُرِنَتْ بأُخْرَى وإن ضَنَّت
بها سَيفَرَّقانِ قال وأَصل إلاَّ الاستثناء والصفةُ عارضةٌ وأصل غير صفةٌ
والاستثناء عارضٌ وقد تكون إلاَّ بمنزلة الواو في العطف كقول المخبل وأَرَى لها
داراً بأَغْدِرةِ ال سِّيدان لم يَدْرُسْ لها رَسْمُ إلاَّ رَماداً هامداً
دَفَعَتْ عنه الرِّياحَ خَوالِدٌ سُحَمُ يريد أَرَى لها داراً ورَماداً وآخر بيت
في هذه القصيدة إنَّي وجَدْتُ الأَمْرَ أَرْشَدُه تَقْوَى الإلهِ وشَرُّه الإِثْمُ
قال الأزهري أَما إلاَّ التي هي للإستثناء فإنها تكون بمعنى غَيْر وتكون بمعنى
سِوَى وتكون بمعنى لَكِن وتكون بمعنى لَمّا وتكون بمعنى الاستثناء المَحْضِ وقال
أبو العباس ثعلب إذا اسْتَثْنَيْتَ بإلاَّ من كلام ليس في أَوّله جَحْدٌ فانصب ما
بعد إلا وإذا استثنيت بها من كلام أَوّلُه جحد فارفع ما بعدها وهذا أَكثر كلام
العرب وعليه العمل من ذلك قوله عز وجل فشَرِبُوا منه إلاَّ قَلِيلاً منهم فنصب
لأَنه لا جحد في أَوّله وقال جل ثناؤه ما فعَلُوه إلاَّ قَليلٌ منهم فرفع لأن في
أَوّله الجحد وقس عليهما ما شاكلهما وأَما قول الشاعر
وكلُّ أَخ مفارقه أَخوه ... لعَمر أَبيك إلا الفرقدان
فإن الفراء قال الكلام في هذا البيت في معنى جحد ولذلك رفع بإلا كأَنه قال ما أَحَدٌ
إلا مُفارِقُه أَخُوه إلا الفَرْقَدانِ فجعلها مُتَرْجِماً عن قوله ما أَحَدٌ قال
لبيد لو كانَ غَيْرِي سُلَيْمَى اليومَ غَّيْرَه وَقْعُ الحوادِثِ إلا الصَّارِمُ
الذَّكَرُ جعله الخليل بدلاً من معنى الكلام كأَنه قال ما أَحد إلا يتغير من وقع
الحوادث إلاّ الصارمُ الذكَرُ فإلاَّ ههنا بمعنى غير كأَنه قال غيري وغيرُ الصارمِ
الذَّكرِ وقال الفراء في قوله عز وجل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدنا قال إلا
في هذا الموضع بمنزلة سوى كأَنك قلت لو كان فيهما آلهةٌ سِوَى الله لفَسَدَنا قال
أَبو منصور وقال غيره من النحويين معناه ما فيهما آلهةٌ إلا اللهُ ولو كان فيهما
سِوَي الله لفسدنا وقال الفراء رَفْعُه على نِيَّةِ الوصل لا الانْقطاع من أوّل
الكلام وأما قوله تعالى لئلاّ يكونَ للناس عليكم حُجَّةٌ إلاَّ الذين ظلموا منهم
فلا تَخْشَوْهُم قال الفراء قال معناه إلاّ الذين ظلموا فإنه لا حجة لهم فلا
تَخْشَوْهُم وهذا كقولك في الكلام الناس كلُّهم لك حامدُون إلاَّ الظالِمَ لك
المعتدي فإن ذلك لا يُعتدُّ بتركه الحمد لموضع العداوة وكذلك الظالم لا حجة له وقد
سمي ظالماً قال أَبو منصور وهذا صحيح والذي ذهب إليه الزجاج فقال بعدما ذكر قول
أَبي عبيدة والأَخفش القول عندي في هذ واضح المعنى لئلاَّ يكونَ للناس عليكم حجةٌ
إلاَّ من ظلم باحتجاجه فيما قد وضح له كما تقول ما لَكَ عليَِّ حجةٌ إلاَّ الطلمُ
وإلاَّ أن تَظْلِمَني المعنى ما لك عليَّ حجةٌ البتة ولكنك تَظلِمُني وما لك عليَّ
حجةٌ إلاَّ ظُلمي وإنما سَمَّى ظلمه هنا حجة لأن المحتج به سماه حجةً وحُجَّتُه
داحضة عند الله قال الله تعالى حُجَّتهم داحضةٌ عند ربهم فقد سميت حجةً إلاَّ
أَنها حجةُ مُبْطِل فليست بحجة موجبة حقًّا قال وهذا بيان شافٍ إن شاء الله تعالى
وأَما قوله تعالى لا يَذُوقُون فيها الموتَ إلاَّ المَوْتَةَ الأُولى وكذلك قوله
تعالى ولا تَنْكِحوُا ما نَكَح آباؤكم من النساء إلاَّ ما قد سَلَفَ أَراد سوى ما
قد سلف وأَما قوله تعالى فلولا كانت قريةٌ آمَنَتْ فنَفَعَها إيمانُها إلاَّ
قَوْمَ يُونُسَ فمعناه فهَلاَّ كانت قريةٌ أَي أَهلُ قرية آمنُوا والمعنى معنى النفي
أَي فما كانت قريةٌ آمنوا عند نزول العذاب بهم فنفعها إيمانها ثم قال إلا قومَ
يونسَ استثناء ليس من الأَوّل كأَنه قال لكن قومُ يُونُسَ لمَّا آمنُوا انقطعوا من
سائر الأُمم الذين لم يَنْفَعْهم إيمانُهم عند نزول العذاب بهم ومثله قول النابغة
عَيّتْ جَواباً وما بالرَّبْع من أَحدٍ إلاَّ أَواريَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها
( * قوله « عَيَّت جواباً إلخ هو عجز بيت صدره وقفتُ فيها أَصَيلاناً أُسائلها
وقوله إلا الأَواريّ إلخ هو صدر بيت عجزه والنُؤيَ كالحَوضِ في المظلومةِ الجَلَدِ
)
فنصَب أَواريَّ على الانقطاع من الأَوّل قال وهذا قول الفراء وغيره من حذاق
النحويين قال وأَجازوا الرفع في مثل هذا وإن كان المستثنى ليس من الأوّل وكان
أَوّله منفيًّا يجعلونه كالبدل ومن ذلك قول الشاعر وبَلْدَةٍ ليس بها أَنِيسُ إلا
اليَعافِيرُ وإلاَّ العِيسُ ليست اليَعافيرُ والعِيسُ من الأنِيس فرفَعَها ووجْهُ
الكلام فيها النَّصبُ قال ابن سلام سأَلت سيبويه عن قوله تعالى فلولا كانت قريةٌ
آمَنَتْ فنَفَعَها إيمانُها إلاَّ قَومَ يُونُسَ على أَيّ شيء نصب ؟ قال إذا كان
معنى قوله إلاَّ لكنْ نُصب قال الفراء نُصب إلا قومَ يونس لأَنهم منقطعون مما قبل
إذ لم يكونوا من جِنْسه ولا من شَكْله كأَن قومَ يونس منقطعون من قَوْمِ غيره من
الأَنبياء قال وأَمَّا إلاَّ بمعنى لمَّا فمِثل قول الله عز وجل إنْ كللٌّ إلاَّ
كَذَّبَ الرُّسُلَ وهي في قراءة عبد الله إنْ كُلُّهم لمَّا كذَّبَ الرُّسُلَ
وتقول أَسأَلُك باللهِ إلاَّ أَعْطَيْتَني ولَمَّا أَعطيتني بمعنى واحد وقال أَبو
العباس ثعلب وحرف من الاستثناء تَرفع به العربُ وتَنْصِبُ لغتان فصيحتان وهو قولك
أَتاني إخْوَتُك إلاَّ أن يكون زيداً وزيدٌ فمن نَصب أَراد إلاَّ أَن يكون
الأَمْرُ زيداً ومن رفع به جعل كان ههنا تامة مكتفية عن الخبر باسمها كما تقول كان
الأَمر كانت القصة وسئل أَبو العباس عن حقيقة الاستثناء إذا وقع بإلا مكرّراً
مرتين أَو ثلاثاً أَو أَربعاً فقال الأَوّل حَطٌّ والثاني زيادةٌ والثالث حَطٌّ
والرابع زيادة إلا أَن تجعل بعض إلاَّ إذا جُزْت الأَوّل بمعنى الأوّل فيكون ذلك
الاستثناء زيادة لا غير قال وأَما قول أَبي عبيدة في إلاَّ الأُولى إنها تكون
بمعنى الواو فهو خطاً عند الحذاق وفي حديث أنس رضي الله عنه أَن النبي صلى الله
عليه وسلم قال أَما إنَّ
( * قوله « أما إن » في النهاية ألا ان )
كلَّ بناءٍ وَبالٌ على صاحبه إلاَّ ما لا إلاَّ ما لا
( * قوله « إلا ما لا إلخ » هي في النهاية بدون تكرار ) أَي إلاَّ ما لا بُدَّ منه
للإنسان من الكِنّ الذي تقُوم به الحياة
معنى
في قاموس معاجم
اللَّيَسُ
اللُّزُوم والأَلْيَسُ الذي لا يَبْرَح بيتَه واللَّيَسُ أَيضاً الشدة وقد
تَلَيَّس وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْض إِذا أَقامت عليه فلم تبرحه وإِبِلٌ لِيسٌ
ثِقال لا تبرَح قال عَبْدة بن الطَّبِيب إِذا ما حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ
لِعَبْدَة مُنْتَهى
اللَّيَسُ
اللُّزُوم والأَلْيَسُ الذي لا يَبْرَح بيتَه واللَّيَسُ أَيضاً الشدة وقد
تَلَيَّس وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْض إِذا أَقامت عليه فلم تبرحه وإِبِلٌ لِيسٌ
ثِقال لا تبرَح قال عَبْدة بن الطَّبِيب إِذا ما حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ
لِعَبْدَة مُنْتَهى الأَهْواء لِيسُ لِيسٌ لا تفارقه مُنْتَهى أَهوائها وأَراد
لِعَطَنِ عَبدَة أَي أَنها تَنْزع إِليه إِذا حام راعيها ورجل أَلْيَس أَي شجاع
بَيِّنُ اللَّيَس من قوم لِيسٍ ويقال للشجاع هو أَهْيَسُ أَلْيَسُ وكان في الأَصل
أَهْوَسَ أَلْيَس فلما ازدوج الكلام قَلَبوا الواو ياء فقالوا أَهْيَس والأَهْوَس
الذي يَدُقُّ كل شيء ويأْكله والأَلْيَسُ الذي يُبازجُ قِرْنَهُ وربما ذَمُّوه
بقولهم أَهْيَس أَلْيَس فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُني بالأَهْيَس الأَهْوَس وهو
الكثير الأَكل وبالأَلْيَس الذي لا يَبْرَح بَيْتَه وهذا ذمٌّ وفي الحديث عن أَبي
الأَسْوَد الدُّؤَلي فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَس الأَلْيَسُ الذي لا يبرح مكانه
والأَلْيَسُ البعير يَحْمِلُ كلَّ ما حُمِّلَ بعضُ الأَعراب الأَلْيَسُ الدَّيُّوث
الذي لا يَغار ويُتَهَزَّأُ به فيقال هو أَلْيَسُ بُورك فيه فاللَّيَسُ يدخل في
المَعْنَيَينِ في المدْح والذم وكلٌّ لا يخفى على المُتَفَوِّه به ويقال تَلايَسَ
الرجلُ إِذا كان حَمُولاً حسن الخلُق وتَلايَسْتُ عن كذا وكذا أَي غَمَّضْتُ عنه
وفلان أَلْيَس دَهْثَم حسَن الخلُق الليث اللَّيَس مصدر الأَلْيَس وهو الشجاع الذي
لا يُبالي الحرْبَ ولا يَرُوعُه وأَنشد أَلْيَسُ عن حَوْبائِه سخِيّ يقوله العجاج
وجمعه ليس قال الشاعر تَخال نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَياءً وتَلْقاهمْ غَداةَ
الرَّوْعِ لِيسا وفي الحديث كلُّ ما أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَيْسَ السِّنََّ
والظُّفْرَ معناه إِلا السِّنَّ والظُّفْر وليس من حروف الاستثناء كإِلاَّ والعرب
تستثني بليس فتقول قام القوم ليس أَخاك وليس أَخَوَيْك وقام النِّسْوَة ليس هنداً
وقام القوم لَيْسي ولَيْسَني وليس إِيَّاي وأَنشد قد ذَهَبَ القوْمُ الكِرام
لَيْسِي وقال آخر وأَصْبح ما في الأَرض مِني تَقِيَّةً لِناظِرِه لَيْسَ العِظامَ
العَوالِيا قال ابن سيده ولَيْس من حروف الاستثناء تقول أَتى القوم ليس زيداً أَي
ليس الآتي لا يكون إِلا مضمراً فيها قال الليث لَيْس كلمة جُحُود قال الخليل
وأَصله لا أَيْسَ فطُرِحَتِ الهمزة وأُلْزِقَت اللام بالياء وقال الكسائي لَيس
يكون جَحْداً ويكون استثناء ينصَب به كقولك ذهب القوم لَيْس زيداً يعني ما عَدا زيداً
ولا يكون أَبداً
( * قوله ولا يكون أَبداً هكذا في الأصل ولم يذكر خبراً لكان يدرك معه المعنى
المُراد ) ويكون بمعنى إِلا زيداً وربما جاءت ليس بمعنى لا التي يُنسَقُ بها كقول
لبيد إِنما يَجْزي الفَتى لَيْس الجَمَلْ إِذا أُعرِب لَيْس الجَمَلُ لأَن ليْس
ههنا بمعنى لا النَّسَقِيَّة وقال سيبويه أَراد ليس يَجْزي الجَمَل وليس الجَمَل
يَجْزي قال وربما جاءت ليس بمعنى لا التَّبْرِئَة قال ابن كيسان ليْس من حروف
جَحْدٍ وتقع في ثلاثة مواضع تكون بمنزلة كأن ترفع الاسم وتنصب الخبر تقول ليس زيد
قائماً وليس قائماً زيد ولا يجوز أَن يقدَّم خبرها عليها لأَنها لا تُصرف وتكون
ليس استثناء فتنصب الاسم بعدها كما تنصبه بعد إِلا تقول جاءني القوم ليس زيداً
وفيها مُضْمَر لا يظهر وتكون نسقاً بمنزلة لا تقول جاءني عمرو لَيْس زيد قال لبيد
إِنما يَجْزي الفتى ليس الجَمَل قال الأَزهري وقد صَرَّفوا لَيْس تصريف الفعل
الماضي فَثَنَّوْا وجمعوا وأَنَّثُوا فقالوا لَيْس ولَيْسا ولَيْسُوا ولَيْسَتِ
المرأَة ولَيْسَتا ولَسْنَ ولم يُصرِّفُوها في المستقبَل وقالوا لَسْت أَفعل
ولَسْنا نَفْعَل وقال أَبو حاتم من اسمح أَنا ليس مثلك والصواب لَسْتُ مِثْلك
لأَنَّ ليس فعل واجبٌ فإِنما يجاء به للغائب المتراخي تقول عبد اللَّه
( * قوله « وقال أَبو حاتم إلى قوله تقول عبد اللَّه » هكذا بالأصل ) ليس مثلك
وتقول جاءني القوم ليس أَباك وليسك أَي غيرَ أَبيك وغيرك وجاءَك القوم ليس أَباك
ولَيْسَني بالنون بمعنى واحد التهذيب وبعضهم يقول لَيْسَني بمعنى غيري ابن سيده
ولَيْسَ كلمة نفي وهي فعل ماض قال وأَصلها ليس بكسر الياء فسكنت استثقالاً ولم
تقلب أَلفاً لأَنها لا تتصرَّف من حيث استعملت بلفظ الماضي للحال والذي يدلُّ على
أَنها فعل وإِن لم تتصرَّف تصرُّف الأَفعال قولهم لَسْت ولَسْتما ولَسْتُم كقولهم
ضربت وضربتما وضربتم وجُعِلت من عَوامِل الأَفعال نحو كان وأَخواتها التي ترفع
الأَسماء وتنصب الأَخبار إلا أَن الباء في خبرها وحدها دون أَخواتها تقول ليس زيد
بمنطلقٍ فالباء لِتعدِيَة الفعل وتأْكيد النفي ولك أَن لا تدخلها لأَن المؤكِّد
يستغنى عنه ولأَن من الأَفعال ما يتعدّى مرّة بحرف جرّ ومرّة بغير حرف نحو
اشْتَقْتُك واشتقت إِليك ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في أَخواتها لا تقول
محسِناً ليس زيد قال وقد يُستثنى بها تقول جاءَني القوم ليس زيداً كما تقول إِلا
زيداً تضمِر اسمَها فيها وتنصب خبرها بها كأَنك قلت ليس الجائي زيداً وتقديره
جاءني القوم ليس بعضهم زيداً ولك أَن تقول جاءني القوم لَيْسك إِلا أَن المضمر
المنفصل ههنا أَحسن كما قال الشاعر لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ لا نَرى فيه غَريبا
ليس إِيّايَ وإِيّا كَ ولا نَخْشى رَقِيبا ولم يقل لَيْسَني ولَيْسَك وهو جائز
إِلا أَن المنفصل أَجْوَد وفي الحديث أَنه قال لزيد الخَيل ما وُصِف لي أَحد في
الجاهلية فرأَيته في الإِسلام إِلا رأَيته دون الصِّفة لَيْسَك أَي إِلا أَنت قال
ابن الأَثير وفي لَيْسَك غَرابة فإِن أَخبار كان وأَخواتها إِذا كانت ضمائر فإِنما
يستعمل فيها كثيراً المنفصل دون المتصل تقول ليس إِياي وإِياك قال سيبويه وليس
كلمة ينفى بها ما في الحال فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدَّ
( * قوله « فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدّ » هكذا في الأصل ولعلها محرفة عن صيد
بسكون الياء لغة في صيد كفرح ) كما قالوا عَلْم ذلك في عَلِمَ ذلك قال فلم يجعلوا
اعتلالَها إلا لزُوم الإِسكان إِذ كَثُرَت في كلامهم ولم يغيِّروا حركة الفاء
وإِنما ذلك لأَنه لا مستقبل منها ولا اسم فاعل ولا مصدر ولا اشتقاق فلما لم
تُصَرَّف تصرُّف أَخواتها جُعِلَتْ بمنزلة ما لَيْس من الفعل نحو لَيْتَ وأَما قول
بعض الشعراء يا خَيْرَ مَنْ زانَ سُرُوجَ المَيْسِ قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ
إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بِلَيْسِ فإِنه جعلها اسماً وأَعْرَبها وقال الفراء أَصل
ليس لا أَيْسَ ودليل ذلك قول العرب ائتِنِي به من حيث أَيْسَ ولَيْس وجِئْ به من
أَيْسَ ولَيْسَ أَي من حيث هُوَ ولَيْسَ هُوَ قال سيبويه وقالوا لَسْتُ كما قالوا
مَسْتُ ولم يقولوا لِسْتُ كما قالوا خِفْتُ لأَنه لم يتمكَّن تمكن الأَفعال وحكى
أَبو علي أَنهم يقولون جِئْ به من حَيْثُ ولَيْسا
( * قوله « من حيث وليسا » كذا بالأَصل وشرح القاموس ) يريدون ولَيْسَ فيشيعون
فتحة السين إِما لبيان الحركة في الوقف وإِما كما لحقت بَيْنا في الوصل وإِلْياسُ
وأَلْياس اسم قال ابن سيده أَراه عبرانيّاً جاء في التفسير أَنه إِدريس وروي عن
ابن مسعود وإِن إِدريسَ مكانَ وإِن إِلْياسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ومن قرأَ على
إِلْياسِين فعلى أَنه جعل كل واحد من أَولاده أَو أَعمامه إِلْياساً فكان يجب على
هذا أَن يقرأَ على الإِلْياسِين ورويت سلام على إِدْراسِين وهذه المادة أَولى به
من باب أَلس قال ابن سيده وكذلك نقلته عنه اطراداً لمذهب سيبويه أَن الهمزة إِذا
كانت أُولى أَربعة حكم بزيادتها حتى يثبت كونها أَصلاً