معنى ما أشبه الليلة بالبارحة في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
أَشَبَ الشيءَ
يَأْشِبُه أَشْباً خَلَطَه والأُشابةُ من الناس الأَخْلاطُ والجمع الأَشائِبُ قال
النابغة الذُّبْياني
وَثِقْتُ له بالنَّصْرِ إِذْ قِيلَ قد غَزَتْ ... قَبائِلُ مِن غَسَّانَ غَيْرُ
أَشائِبِ
يقول وَثِقْتُ للممدوحِ بالنصرِ لأَن كَتائِبَه وج
أَشَبَ الشيءَ
يَأْشِبُه أَشْباً خَلَطَه والأُشابةُ من الناس الأَخْلاطُ والجمع الأَشائِبُ قال
النابغة الذُّبْياني
وَثِقْتُ له بالنَّصْرِ إِذْ قِيلَ قد غَزَتْ ... قَبائِلُ مِن غَسَّانَ غَيْرُ
أَشائِبِ
يقول وَثِقْتُ للممدوحِ بالنصرِ لأَن كَتائِبَه وجُنُودَه مِن غَسَّانَ وهم
قَوْمُه وبنو عمه وقد فَسَّر القَبائلَ في بيت بعده وهو
بَنُو عَمِّهِ دُنْيا وعَمْرُو بن عامِرٍ ... أُولئِكَ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ
كاذِبِ
ويقال بها أَوْباشٌ مِن الناسِ وأَوْشابٌ من الناس وهُمُ الضُّرُوبُ
المُتَفَرِّقون وتَأَشَّبَ القومُ اخْتَلَطُوا وأْتَشَبُوا أَيضاً يقال جاءَ فلان
فيمن تَأَشَّبَ إِليه أَي انْضَمَّ إِليه والتَفَّ عليه والأُشابَةُ في الكَسْبِ
ما خالَطَه الحَرامُ الذي لا خَيْرَ فيه والسُّحْتُ ورَجلٌ مَأْشُوبُ الحَسَبِ
غَيْرُ مَحْضٍ وهو مُؤْتَشِبٌ أَي مَخْلُوطٌ غَيْرُ صَرِيحٍ في نَسَبِه
والتَّأَشُّبُ التَّجَمُّع مِن هُنا وهُنا يقال هؤُلاءِ أُشابَة ليسوا مِن مَكانٍ
واحِد والجمع الأَشائِبُ وأَشِبَ الشَّجَرُ أَشَباً فهو أَشِبٌ وتَأَشَّبَ التَفَّ
وقال أَبو حنيفة الأَشَبُ شِدَّةُ التِفافِ الشجَرِ وكَثْرَتُه حتى لا مَجازَ فيه
يُقال فيه موضع أَشِبٌ أَي كثير الشجَر وغَيْضةٌ أَشِبةٌ وغَيْضٌ أَشِبٌ أَي
مُلْتَفٌّ وأَشِبَتِ الغَيْضةُ بالكسر أَي التَّفَتْ وعَدَدٌ أَشِبٌ وقولهم عيصُكَ
مِنْكَ وإِنْ كانَ أَشِباً أَي وإِن كان ذا شَوْكٍ مُشْتَبِكٍ غَيْرِ سَهْلٍ
وقولهم ضَرَبَتْ فيهِ فُلانةُ بِعِرْقٍ ذِي أَشَبٍ أَي ذي الْتِباسٍ وفي الحديث
إِنّي رَجُلٌ ضَرِيرٌ بَيْنِي وبَيْنَكَ أَشَبٌ فَرَخِّصْ لي في كذا الأَشَبُ كثرة
الشجَر يقال بَلْدةٌ أَشِبةٌ إِذا كانت ذاتَ شجر وأَراد ههنا النَّخِيل وفي حديث
الأَعْشَى الحِرْمازِيِّ يُخاطِبُ سيدنا رَسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم في
شَأْنِ امْرَأَتِه
وقَذَفَتْني بَيْنَ عِيصٍ مُؤْتَشِبْ ... وهُنَّ شَرٌّ غالِبٌ لِمَنْ غَلَبْ
المُؤْتَشِبُ المُلتَفُّ والعِيصُ أَصل الشجر الليث أَشَّبْتُ الشرَّ بينهم
تَأْشِيباً وأَشِبَ الكلامُ بينهم أَشَباً التَفَّ كما تقدَّم في الشجر وأَشَبَه
هو والتَّأْشِيبُ التَّحْرِيشُ بين القوم وأَشَبَه يَأْشِبُه ويَأْشُبُه أَشْباً
لامَه وعابَه وقيل قَذَفَه وخَلَط عليه الكَذِبَ وأَشَبْتُه آشِبُه لُمْتُه قال
أَبو ذؤَيب
ويَأْشِبُني فيها الّذِينَ يَلُونها ... ولَوْ عَلِمُوا لَمْ يَأْشِبُوني بطائِلِ
وهذا البيت في الصحاح لم يَأْشِبُوني بِباطِلِ والصحيح لم يَأْشِبُوني بَطائِلِ
يقول لو عَلِمَ هؤِلاء الذين يَلُونَ أَمْرَ هذه المرأَة أَنها لا تُولِيني إِلا
شيئاً يسيراً وهو النَّظْرة والكَلِمة لم يَأْشِبُوني بطائِل أَي لم يَلُومُوني
والطَّائلُ الفَضْلُ وقيل أَشَبْتُه عِبْتُه ووَقَعْتُ فيه وأَشَبْتُ [ ص 215 ]
القوم إِذا خَلَطْت بعضَهم بِبَعْض وفي الحديث أَنه قرأَ يا أَيُّها الناسُ
اتَّقُوا رَبَّكُم إِنّ زَلْزلَة الساعة شيءٌ عظيم فَتَأَشَّبَ أَصحابُه إِليه أَي
اجتمعوا إِليه وأَطافُوا به والأُشابةُ أَخْلاطُ الناسِ تَجْتَمِعُ مِنْ كُلِّ
أَوْبٍ ومنه حديث العباس رضي اللّه عنه يومَ حُنَيْنٍ حتَّى تَأَشَّبُوا حَوْلَ
رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم ويروى تنَاشَبُوا أَي تَدانَوْا وتَضامُّوا
وأَشَّبَه بشَرٍّ إِذا رمَاه بعَلامةٍ مِنَ الشَّرِّ يُعْرَفُ بها هذه عن اللحياني
وقيل رَماه به وخَلَطَه وقولهم بالفارسية رُورُ وأُشُوبْ ترجمة سيبويه فقال زُورٌ
وأُشُوبٌ وأُشْبَةُ من أَسماءِ الذِّئاب
معنى
في قاموس معاجم
بَرِحَ بَرَحاً
وبُرُوحاً زال والبَراحُ مصدر قولك بَرِحَ مكانَه أَي زال عنه وصار في البَراحِ
وقولهم لا بَراحَ منصوب كما نصب قولهم لا رَيْبَ ويجوز رفعه فيكون بمنزلة ليس كما
قال سعدُ بنُ ناشِبٍ في قصيدة مرفوعة مَنْ فَرَّ عن نِيرانِها فأَنا ابنُ قَيْسٍ
ل
بَرِحَ بَرَحاً
وبُرُوحاً زال والبَراحُ مصدر قولك بَرِحَ مكانَه أَي زال عنه وصار في البَراحِ
وقولهم لا بَراحَ منصوب كما نصب قولهم لا رَيْبَ ويجوز رفعه فيكون بمنزلة ليس كما
قال سعدُ بنُ ناشِبٍ في قصيدة مرفوعة مَنْ فَرَّ عن نِيرانِها فأَنا ابنُ قَيْسٍ
لا بَراحُ قال ابن الأَثير البيت لسعد بن مالك يُعَرِّضُ بالحرث بن عَبَّاد وقد
كان اعتزل حَرْبَ تَغْلِبَ وبكرٍ ابني وائل ولهذا يقول بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا
أَولادُ يَشْكُرَ واللِّقاحُ وأَراد باللقاح بني حنيفة سُمُّوا بذلك لأَنهم لا
يَدِينُونَ بالطاعة للملوك وكانوا قد اعتزلوا حرب بكر وتَغْلِبَ إِلاَّ الفِنْدَ
الزِّمَّانِيَّ وتَبَرَّج كَبَرِحَ قال مُلَيحٌ الهُذَليُّ مَكَثْنَ على
حاجاتِهنَّ وقد مَضَى شَبابُ الضُّحَى والعِيسُ ما تَتَبَرَّحُ وأَبْرَحَه هو
الأَزهري بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ من موضعه وما بَرِحَ يفعل كذا
أَي ما زال ولا أَبْرَحُ أَفعل ذاك أَي لا أَزال أَفعله وبَرِحَ الأَرضَ فارَقَها
وفي التنزيل فلن أَبْرَحَ الأَرضَ حتى يَأْذَنَ لي أَبي وقوله تعالى لن نَبْرَحَ
عليه عاكفين أَي لن نَزالَ وحَبِيلُ بَراحٍ الأَسَدُ كأَنه قد شُدّ بالحبال فلا
يَبْرَح وكذلك الشجاعُ والبَراحُ الظهور والبيان وبَرِحَ الخَفاء وبَرَحَ الأَخيرة
عن ابن الأَعرابي ظَهَر قال بَرَِحَ الخَفاءُ فما لَدَيَّ تَجَلُّدٌ أَي وَضَحَ
الأَمر كأَنه ذهب السِّرُّ وزال الأَزهري بَرِحَ الخَفاء معناه زال الخَفاءُ وقيل
معناه ظهر ما كان خافياً وانكشف مأْخوذ من بَراحِ الأَرض وهو البارز الظاهر وقيل
معناه ظهر ما كنت أُخْفِي وجاء بالكفر بَراحاً أَي بَيِّناً وفي الحديث جاء بالكفر
بَراحاً أَي جِهاراً بَرِحَ الخَفاءُ إِذا ظهر ويروى بالواو وجاءَنا بالأَمر
بَراحاً أَي بَيِّناً وأَرض بَراح واسعة ظاهرة لا نبات فيها ولا عُمرانَ والبَراح
بالفتح المُتَّسِع من الأَرض لا زرع فيه ولا شجر وبَراحُ وبَراحِ اسم للشمس معرفة
مثل قَطامِ سميت بذلك لانتشارها وبيانها وأَنشد قُطْرُبٌ هذا مُقامُ قَدَمَيْ
رَباحِ ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ بَراحِ يعني الشمس ورواه الفراء بِراحِ بكسر
الباء وهي باء الجر وهو جمع راحة وهي الكف أَي اسْتُريحَ منها يعني أَن الشمس قد
غَرَبَتْ أَو زالت فهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينظرون هل غربت أَو زالت ويقال
للشمس إِذا غربت دَلَكَتْ بَراحِ يا هذا على فَعالِ المعنى أَنها زالت وبَرِحَتْ
حين غَرَبَتْ فَبَراحِ بمعنى بارحة كما قالوا الكلب الصيدِ كَسابِ بمعنى كاسِبَة
وكذلك حَذامِ بمعنى حاذِمَة ومن قال دَلَكَتِ الشمسُ بِراحِ فالمعنى أَنها كادت
تَغْرُبُ قال وهو قول الفراء قال ابن الأَثير وهذان القولان يعني فتح الباء وكسرها
ذكرهما أَبو عبيد والأَزهريُّ والهَرَوِيُّ والزمخشري وغيرهم من مفسري اللغة
والغريب قال وقد أَخذ بعضُ المتأَخرين القولَ الثاني على الهروي فظن أَنه قد انفرد
به وخطَّأَه في ذلك ولم يعلم أَن غيره من الأَئمة قبله وبعده ذهب إِليه وقال
الغَنَوِيُّ بُكْرَةَ حتى دَلَكَتْ بِراحِ يعني برائح فأَسقط الياء مثل جُرُف هارٍ
وهائر وقال المفضل دَلَكَتْ بَراحِ وبَراحُ بكسر الحاء وضمها وقال أَبو زيد دلكت
بِراحٍ مجرور منوَّن ودلكت بَراحُ مضموم غير منوّن وفي الحديث حين دلكتْ بَراحِ
ودُلوك الشمس غروبها وبَرَّحَ بنا فلان تَبْريحاً وأَبْرَحَ فهو مُبَرِّحٌ بنا
ومُبْرِحٌ آذانا بالإِلحاح وفي التهذيب آذاك بإِلحاح المشقة والاسم البَرْحُ
والتَّبْريحُ ويوصف به فيقال أَمر بَرْحٌ قال بنا والهَوَى بَرْحٌ على مَنْ
يُغالِبُه وقالوا بَرْحٌ بارِحٌ وبَرْحٌ مُبْرِحٌ على المبالغة فإِن دَعَوْتَ به
فالمختار النصب وقد يرفع وقول الشاعر أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً ؟
ومُصْعِدَةً ؟ بَرْحٌ لعينيك بارِحُ يكون دعاء ويكون خبراً والبَرْحُ الشر والعذاب
الشديد وبرَّحَ به عذبه والتباريح الشدائد وقيل هي كُلَفُ المعيشة في مشقة
وتَبارِيحُ الشَّوْق تَوَهُّجُه ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً أَي شِدَّةً وأَذىً وفي
الحديث لقينا منه البَرْحَ أَي الشدّة وفي حديث أَهل النَّهْرَوانِ لَقُوا بَرْحاً
قال الشاعر أَجَدِّكَ هذا عَمْرَك اللهَ كلما دَعاكَ الهَوَى ؟ بَرْحٌ لعينيك
بارِحُ وضربه ضرباً مُبَرِّحاً شديداً ولا تقل مُبَرَّحاً وفي الحديث ضَرْباً غير
مُبَرِّح أَي غير شاقٍّ وهذا أَبْرَحُ عليّ من ذاك أَي أَشق وأَشدّ قال ذو الرمة
أَنيناً وشَكْوَى بالنهارِ كثيرةً عليّ وما يأْتي به الليلُ أَبْرَحُ وهذا على طرح
الزائد أَو يكون تعجباً لا فعل له كأَحْنَك الشاتَين والبُرَحاءُ الشِّدَّة
والمشقة وخص بعضهم به شدّة الحُمَّى وبُرَحايا في هذا المعنى وبُرَحاءُ الحُمَّى
وغيرها شِدَّة الأَذى ويقال للمحموم الشديد الحُمَّى أَصابته البُرَحاءُ الأَصمعي
إِذا تمدَّدَ المحمومُ للحُمَّى فذلك المطوّى فإِذا ثاب عليها فهي الرُّحَضاءُ
فإِذا اشتدت الحمى فهي البُرَحاءُ وفي الحديث بَرَّحَتْ بي الحمى أَي أَصابني منها
البُرَحاءُ وهو شِدتُها وحديث الإِفْكِ فأَخذه البُرَحاءُ هو شدّة الكرب من ثِقَلِ
الوَحْيِ وفي حديث قتل أَبي رافع اليهودي بَرَّحَتْ بنا امرأَته بالصِّياح وتقول
بَرَّحَ به الأَمرُ تَبْريحاً أَي جَهَدَه ولقيت منه بَناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ
والبِرَحِينَ والبُرَحِينَ بكسر الباء وضمها والبَرَحِينَ أَي الشدائد والدواهي
كأَن واحد البِرَحِينَ بِرَحٌ ولم ينطق به إِلا أَنه مقدّر كأَن سبيله أَن يكون
الواحد بِرَحة بالتأْنيث كما قالوا داهية ومُنْكَرَة فلما لم تظهر الهاء في الواحد
جعلوا جمعه بالواو والنون عوضاً من الهاء المقدّرة وجرى ذلك مجرى أَرضٍ وأَرَضِينَ
وإِنما لم يستعملوا في هذا الإِفرادَ فيقولوا بِرَحٌ واقتصروا فيه على الجمع دون
الإِفراد من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة والقول في
الفِتْكَرِينَ والأَقْوَرِينَ كالقول في هذه ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً ولقيتُ منه
ابنَ بَرِيحٍ كذلك والبَرِيحُ التَّعَبُ أَيضاً وأَنشد به مَسِيحٌ وبَرِيحٌ
وصَخَبْ والبَوارِحُ شدّة الرياح من الشمال في الصيف دون الشتاء كأَنه جمع بارِحَة
وقيل البوارح الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهَبَواتِ واحدها بارِحٌ
والبارح الريح الحارة في الصيف والبوارح الأَنْواءُ حكاه أَبو حنيفة عن بعض الرواة
ورَدَّه عليهم أَبو زيد البَوارِحُ الشَّمالُ في الصيف خاصة قال الأَزهري وكلام
العرب الذين شاهدتهم على ما قال أَبو زيد وقال ابن كُناسَة كل ريح تكون في نُجُوم
القَيْظ فهي عند العرب بَوارِحُ قال وأَكثر ما تَهُبُّ بنُجُوم الميزان وهي
السَّمائِم قال ذو الرمة لا بل هو الشَّوْقُ من دارٍ تَخَوَّنَها مَرًّا سَحابٌ
ومَرّا بْارِحٌ تَرِبُ فنسبها إِلى التراب لأَنها قَيْظِيَّة لا رِبْعِيَّة
وبَوارِحُ الصيف كلها تَرِبَة والبارِحُ من الظِّباءِ والطير خلافُ السَّانح وقد
بَرَحَتْ تَبْرُحُ
( * قوله « وقد برحت تبرح » بابه نصر وكذا برح بمعنى غضب وأَما بمعنى زال ووضح فمن
باب سمع كما في القاموس ) بُرُوحاً قال فَهُنَّ يَبْرُحْنَ له بُرُوحا وتارةً
يأْتِينَه سُنُوحا وفي الحديث بَرَحَ ظَبْيٌ هو من البارح ضد السانح والبارِحُ ما
مر من الطير والوحش من يمينك إِلى يسارك والعرب تتطير به لأَنه لا يُمَِكِّنُك أَن
ترميه حتى تَنْحَرِفَ والسانح ما مرَّ بين يديك من جهة يسارك إِلى يمينك والعرب
تَتَيَمَّنُ به لأَنه أَمكن للرمي والصيد وفي المثل مَنْ لي بالسَّانح بعد
البارِحِ ؟ يُضرب للرجل يُسِيءُ الرجلَ فيقال له إِنه سوف يحسن إِليك فيضرب هذا
المثل وأَصل ذلك أَن رجلاً مرت به ظِباءٌ بارِحَةٌ فقيل له سوف تَسْنَحُ لك فقال
من لي بالسانح بعد البارح ؟ وبَرَحَ الظبي بالفتح بُرُوحاً إِذا ولاَّك مياسره
يمرّ من ميامنك إِلى مياسرك وفي المثل إِنما هو كبارِحِ الأُرْوِيِّ قليلاً ما
يُرى يضرب ذلك للرجل إِذا أَبطأَ عن الزيارة وذلك أَن الأُرْوِيّ يكون مساكنها في
الجبال من قِنانِها فلا يَقْدِرُ أَحد عليها أَن تَسْنَحَ له ولا يكاد الناس
يَرَوْنَها سانِحةً ولا بارِحةً إِلاَّ في الدهور مرة وقَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ
أَي أَعجبه وفي حديث عكرمة أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التَّوْلِيهِ
والتَّبْرِيح قال التبريح قَتْلُ السَّوْءِ للحيوان مثل أَن يلقى السمك على النار
حيّاً وجاء التفسير متصلاً بالحديث قال شمر ذكر ابن المبارك هذا الحديث مع ما ذكره
من كراهة إِلقاء السمكة إِذا كانت حية على النار وقال أَما الأَكل فتؤْكل ولا
يعجبني قال وذكر بعضهم أَن إِلقاء القمل في النار مثله قال الأَزهري ورأَيت العرب
يَمْلأُون الوِعاءَ من الجراد وهي تَهْتَشُّ فيه ويحتفرون حُفْرَة في الرمل
ويوقدون فيها ثم يَكُبُّونَ الجراد من الوعاء فيها ويُهِيلُون عليها الإِرَةَ
المُوقَدَةَ حتى تموت ثم يستخرجونها يُشَرِّرُونها في الشمس فإِذا يَبِسَتْ
أَكلوها وأَصلُ التَّبْرِيحِ المشقَّةُ والشدّة وبَرَّحَ به إِذا شَقَّ عليه وما
أَبْرَحَ هذا الأَمرَ أَي ما أَعجبه قال الأَعشى أَقولُ لها حِينَ جَدَّ الرَّحي
لُ أَبْرَحْتِ رَبّاً وأَبرَحْتِ جارا أَي أَعْجَبْتِ وبالغتِ وقيل معنى هذا البيت
أَبْرَحْتِ أَكْرَمْتِ أَي صادَفْتِ كريماً وأَبرَحَه بمعنى أَكرمه وعظمه وقال
أَبو عمرو بَرْحَى له ومَرْحى له إِذا تعجب منه وأَنشد بيت الأَعشى وفسره فقال
معناه أَعْظَمْتِ رَبّاً وقال آخرون أَعجَبتِ رَبّاً ويقال أَكْرمت من رَبٍّ وقال
الأَصمعي أَبرَحْتِ بالَغْتِ ويقال أَبرَحْتَ لُؤْماً وأَبرَحْتَ كَرَماً أَي جئت
بأَمرٍ مُفْرِطٍ وأَبرَحَ فلانٌ رجلاً إِذا فضَّله وكذلك كل شيء تُفَضِّلُه
وبَرَّحَ اللهُ عنه أَي فَرَّج الله عنه وإِذا غضب الإِنسان على صاحبه قيل ما
أَشَدَّ ما بَرَحَ عليه والعرب تقول فعلنا البارِحَةَ كذا وكذا لِلَّيلَةِ التي قد
مضت يقال ذلك بعد زوال الشمس ويقولون قبل الزوال فعلنا الليلة كذا وكذا وقول ذي
الرمة تَبَلَّغَ بارِحِيَّ كَراه فيه قال بعضهم أَراد النوم الذي شق عليه أَمره
لامتناعه منه ويقال أَراد نومَ الليلة البارِحَةِ والعرب تقول ما أَشبه الليلة
بالبارحة أَي ما أَشْبه الليلة التي نحن فيها بالليلة الأُولى التي قد بَرِحَتْ
وزالت ومضت والبارِحَةُ أَقربُ ليلة مضت تقول لقيته البارِحَةَ ولقيته البارِحَةَ
الأُولى وهو من بَرِحَ أَي زال ولا يُحَقَّرُ قال ثعلب حكي عن أَبي زيد أَنه قال
تقول مُذْ غُدْوَةٍ إِلى أَن تزول الشمس رأَيت الليلةَ في منامي فإِذا زالت قلت
رأَيتُ البارِحَةَ وذكر السيرافي في أَخبار النحاة عن يونس قال يقولون كان كذا
وكذا الليلةَ إِلى ارتفاع الضحى وإِذا جاوز ذلك قالوا كان البارِحَةَ الجوهري
وبَرْحَى على فَعلى كلمة تقال عند الخطإِ في الرَّمي ومَرْحَى عند الإِصابة ابن
سيده وللعرب كلمتان عند الرمي إِذا أَصاب قالوا مَرْحَى وإِذا أَخطأَ قالوا بَرْحى
وقولٌ بَرِيحٌ مُصَوَّبٌ به قال الهذلي أَراه يُدافِعُ قَوْلاً بَرِيحا وبُرْحةُ
كل شيء خِيارُه ويقال هذه بُرْحَةٌ من البُرَحِ بالضم للناقة إِذا كانت من خيار
الإِبل وفي التهذيب يقال للبعير هو بُرْحَة من البُرَحِ يريد أَنه من خيار الإِبل
وابنُ بَرِيح وأُمُّ بَرِيحٍ اسمٌ للغراب معرفةٌ سمِّي بذلك لصوته وهُنَّ بناتُ
بَرِيحٍ قال ابن بري صوابه أَن يقول ابنُ بَرِيح قال وقد يُستعمل أَيضاً في
الشِّدَّة يقال لقيت منه ابنَ بَريحٍ ومنه قول الشاعر سَلا القلبُ عن كُبْراهما
بعدَ صَبْوَةٍ ولاقَيْتَ من صُغْراهما ابنَ بَرِيحِ ويقال في الجمع لَقِيتُ منه
بناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ ويَبْرَحُ اسم رجل وفي حديث أَبي طلحة أُحب أَموالي
إِليّ بيرحاء ابن الأَثير هذه اللفظة كثيراً ما تختلف أَلفاظ المحدِّثين فيها
فيقولون بَيرَحاء بفتح الباء وكسرها وبفتح الراء وضمها والمد فيهما وبفتحهما
والقصر وهو اسم مال وموضع بالمدينة قال وقال الزمخشري في الفائق إِنها فَيْعَلٌ من
البراح وهي الأَرض الظاهرة
معنى
في قاموس معاجم
الشِّبْهُ
والشَّبَهُ والشَّبِيهُ المِثْلُ والجمع أَشْباهٌ وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ ماثله
وفي المثل مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه وذلك إذا عجز
وضَعُفَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ من عِظَمِ
الرأْسِ ومن خرْ
الشِّبْهُ
والشَّبَهُ والشَّبِيهُ المِثْلُ والجمع أَشْباهٌ وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ ماثله
وفي المثل مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه وذلك إذا عجز
وضَعُفَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ من عِظَمِ
الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ فشدد للضرورة وهي لغة في الخُرْطُوم
وبينهما شَبَه بالتحريك والجمع مَشَابِهُ على غير قياس كما قالوا مَحاسِن ومَذاكير
وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها
أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه وفي التنزيل مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابه وشَبَّهه
إِياه وشَبَّهَه به مثله والمُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ والمُتَشابِهاتُ
المُتَماثِلاتُ وتَشَبَّهَ فلانٌ بكذا والتَّشْبِيهُ التمثيل وفي حديث حذيفة
وذَكَر فتنةً فقال تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً قال شمر معناه أَن
الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا
فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها فعَلِمَ مَنْ
دخل فيهاأَنه كان على الخطأ والشُّبْهةُ الالتباسُ وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ
ومُشَبِّهَةٌ
( * قوله ومشبهة » كذا ضبط في الأصل والمحكم وقال المجد مشبهة كمعظمة ) مُشْكِلَة
يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال واعْلَمْ بأَنَّك في زَما نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ
وبينهم أَشْباهٌ أَي أَشياءُ يتَشابهون فيها وشَبَّهَ عليه خَلَّطَ عليه الأَمْرَ
حتى اشْتَبه بغيره وفيه مَشابهُ من فلان أَي أَشْباهٌ ولم يقولوا في واحدته
مَشْبَهةٌ وقد كان قياسه ذلك لكنهم اسْتَغْنَوْا بشَبَهٍ عنه فهو من باب مَلامِح
ومَذاكير ومنه قولهم لم يَسْرِ رجلٌ قَطُّ ليلةً حتى يُصْبِحَ إلا أَصْبَح وفي
وجهه مَشابِهُ من أُمِّه وفيه شُبْهَةٌ منه أَي شَبَهٌ وفي الحديث الدِّياتِ
دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ هو أَن ترمي إِنساناً بشيءٍ ليس من عادته أَن
يَقْتُل مِثْلُه وليس من غَرَضِكَ قتله فيُصادِفَ قَضاءً وقَدَراً فيَقَعَ في
مَقْتَلٍ فيَقْتُل فيجب فيه الديةُ دون القصاص ويقال شَبَّهْتُ هذا بهذا وأَشْبَه
فلانٌ فلاناً وفي التنزيل العزيز منه آياتٌمُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب وأُخَرُ
مُتَشابِهاتٌ قيل معناه يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال أَبو منصور وقد اختلف المفسرون
في تفسير قوله وأُخر متشابهات فروي عن ابن عباس أَنه قال المتشابهات الم الر وما
اشْتَبه على اليهود من هذه ونحوها قال أَبو منصور وهذا لو كان صحيحاً ابن عباس كان
مُسَلَّماً له ولكن أَهل المعرفة بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه وكان الفراء يذهب
إلى ما روي عن ابن عباس وروي عن الضحاك أَنه قال المحكمات ما لم يُنْسَخْ
والمُتَشابِهات ما قد نسخ وقال غيره المُتَشابِهاتُ هي الآياتُ التي نزلت في ذكر
القيامة والبعث ضَرْبَ قَوْلِه وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكُمْ على رجل
يُنَبِّئُكم إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ ممَزَّقٍ إنَّكم لفي خَلْقٍ جديد أَفْتَرى على
الله كَذِباً أَم به جِنَّةٌ وضَرْبَ قولِه وقالوا أَئِذا مِتْنا وكنا تُراباً
وعِظاماً أَئنا لمَبْعُوثون أَو آباؤُنا الأَوَّلونَ فهذا الذي تشابه عليهم
فأَعْلَمهم الله الوَجْهَ الذي ينبغي أَن يَسْتَدِلُّوا به على أَن هذا المُتَشابِهَ
عليهم كالظاهر لو تَدَبَّرُوه فقال وضَرَب لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَه قال من
يُحْيِي العِظامَ وهي رَمِيمٌ قل يُحْيِيها الذي أَنْشأَها أَوَّلَ مرَّةٍ وهو بكل
خَلْقٍ عليم الذي جَعَلَ لكم من الشَّجر الأَخضَرِ ناراً فإذا أَنتم منه تُوقِدُون
أَوَلَيْس الذي خلق السموات والأَرض بقادر على أَن يَخْلُق مثلهم أَي إذا كنتم
أَقررتم بالإِنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنُّشور وهذا قول كثير من أَهل
العلم وهو بَيِّنٌ واضح ومما يدل على هذا القول قوله عز وجل فيَتَّبِعُونَ ما
تَشابَه منه ابْتِغاء الفِتْنة وابتغاء تَأْويله أَي أَنهم طلبوا تأويل بعثهم
وإِحيائهم فأَعلم الله أَن تأْويل ذلك ووقته لا يعلمه إلا الله عز وجل والدليل على
ذلك قوله هل يَنْظُرون إلا تأْويلَه يومَ يأْتي تأْويلُه يريد قيام الساعة وما
وُعِدُوا من البعث والنشور والله أَعلم وأَما قوله وأُتُوا به مُتَشابهاً فإن أَهل
اللغة قالوا معنى مُتَشابهاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الجَوْدَة والحُسْن وقال
المفسرون متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطَّعْم ودليل المفسرين
قوله تعالى هذا الذي رُزِقْنا من قَبْلُ لأَن صُورتَه الصورةُ الأُْولى ولكنَّ
اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ وأَغرب عند الخلق لو رأَيت تفاحاً فيه طعم
كل الفاكهة لكان نهايةً في العَجَبِ وفي الحديث في صفة القرآن آمنوا بمُتَشابهِه
واعْمَلُوا بمُحْكَمِه المُتَشابه ما لم يُتَلَقَّ معناه من لفظه وهو على ضربين
أَحدهما إذا رُدَّ إلى المُحْكم عُرف معناه والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته
فالمُتَتَبِّعُ له مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا يكاد ينتهي إلى شيء تَسْكُنُ نَفْسُه
إليه وتقول في فلان شَبَهٌ من فلان وهو شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه قال العجاج يصف
الرمل وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيُّ وشَبَهٌ أَمْيَلُ مَيْلانيُّ الأُمْطِيُّ شجر
له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب وقوله وشَبَهٌ هو اسم آخر اسمه شَبَهٌ أَمْيَلُ قد
مال مَيْلانيُّ من المَيل ويروى وسَبَطٌ أَمْيَلُ وهو شجر معروف أَيضاً حَيْثُ
انْحَنى ذو اللِّمَّةِ المَحْنِيُّ حيث انحنى يعني هذا الشَّبَه ذو اللِّمَّةِ حيث
نَمَّ العُشْبُ وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس وهي الجُمَّة في بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ
سِيُّ بَيْضُ وَدْعانَ موضعٌ أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وشَبَّه الشيءُ إذا
أَشْكَلَ وشَبَّه إذا ساوى بين شيء وشيء قال وسأَلته عن قوله تعالى وأُتُوا به
مُتَشابهاً فقال ليس من الاشْتِباهِ المُشْكِل إنما هو من التشابُه الذي هو بمعنى
الاستواء وقال الليث المُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ وتقول شَبَّهْتَ
عليَّ يا فلانُ إذا خَلَّطَ عليك واشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ واشْتَبه عليَّ
الشيءُ وتقول أَشْبَهَ فلانٌ أَباه وأَنت مثله في الشِّبْهِ والشَّبَهِ وتقول إني
لفي شُبْهةٍ منه وحُروفُ الشين يقال لها أَشْباهٌ وكذلك كل شيء يكونُ سَواءً
فإِنها أَشْباهٌ كقول لبيد في السَّواري وتَشْبيه قوائمِ الناقة بها كعُقْرِ
الهاجِريِّ إذا ابْتَناهُ بأَشْباهٍ خُذِينَ على مِثالِ قال شَبَّه قوائم ناقته
بالأَساطين قال أَبومنصور وغيرُه يَجْعَلُ الأَشباهَ في بيت لبيد الآجُرَّ لأَن
لَبِنَها أَشْباهٌ يُشْبِه بعضُها بعضاً وإنما شَبَّه ناقته في تمام خَلْقِها
وحَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مبني بالآجر وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ وهو اسم من
الاشْتِباهِ روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال اللَّيَنُ يُشَبَّهُ عليه
( * قوله « اللين يشبه عليه » ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى وضبط
في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول ) ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ
غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ
حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء وفي الحديث عن زيادٍ
السَّهْمِيّ قال نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن
اللَّبنَ يُشَبَّه وفي الحديث فإن اللبن يَتَشَبَّهُ والشِّبْهُ والشَّبَهُ
النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ وفي التهذيب ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ
فيَصْفَرُّ قال ابن سيده سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه
والجمع أَشْباهٌ يقال كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً قال المَرَّارُ تَدينُ
لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ من الشِّبْهِ سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو
حنيفة الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست بها والمُشَبَّهُ
المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ والشَّباهُ حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء
والشَّبَهانُ نبت يُشْبِهُ الثُّمام ويقال له الشَّهَبانُ قال ابن سيده والشَّبَهانُ
والشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه وقيل هو الثُّمامُ يَمانية حكاها ابن دريد قال رجل
من عبد القيس بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ وأَسْفَلُه بالمَرْخِ
والشَّبَهانِ قال ابن بري قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري واسمه يَعْلى
قال وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ على أَن تكون الباء زائدة وإِن شئت قَدَّرْتَه
ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ فتكون الباء للتعدية لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً
وفي الصحاح وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الرياحين قال ابن بري والشَّبَهُ
كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ
معنى
في قاموس معاجم
اللَّيْلُ عقيب
النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس التهذيب اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام
الليل والنهارُ الضِّياءُ فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم وتصغير
ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي يقول بعضهم
إِنما
اللَّيْلُ عقيب
النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس التهذيب اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام
الليل والنهارُ الضِّياءُ فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم وتصغير
ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي يقول بعضهم
إِنما كان أَصل تأْسيس بِنائها لَيْلاً مقصور وقال الفراء ليلة كانت في الأَصل
لَيْلِية ولذلك صغِّرت لُيَيْلِيَة ومثلها الكَيْكَةُ البَيْضة كانت في الأَصل
كَيْكِية وجمعها الكَياكي أَبو الهيثم النَّهار اسم وهو ضدُّ الليل والنهارُ اسم
لكل يوم واللَّيْل اسم لكل ليلة لا يقال نَهار ونَهاران ولا ليل ولَيْلان إِنما
واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أَيام وضدّ اليوم ليلة وجمعها لَيال وكان
الواحد لَيْلاة في الأَصل يدلُّ على ذلك جمعهم إِياها اللَّيالي وتصغيرهم إِياها
لُيَيْلِيَة قال وربما وضعت العرب النهار في موضع اليوم فيجمعونه حينئذ نُهُر وقال
دُرَيْد بن الصِّمَّة وَغارة بين اليوم والليلِ فَلْتَةً تَدارَكْتُها وَحْدي
بسِيدٍ عَمَرَّد فقال بين اليوم والليلِ وكان حقُّه بين اليوم والليلة لأَن الليلة
ضدّ اليوم واليوم ضد الليلة وإِنما الليلة ضد النهار كأَنه قال بين النهار وبين
الليل والعرب تستَجِيز في كلامها تعالى النهارُ في معنى تعالى اليوم قال ابن سيده
فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم سير عليه لَيْلٌ وهم يريدون ليل طويل فإِنما حذف
الصفة لما دل من الحال على موضعها واحدته لَيلة والجمع لَيالٍ على غير قياس
توهَّموا واحدته لَيْلاة ونظيره مَلامِح ونحوها مما حكاه سيبويه وتصغيرها
لُيَيْلِيَة شذّ التحقير كما شذّ التكسير هذا مذهب سيبويه في كل ذلك وحكى ابن الأَعرابي
لَيْلاة وأَنشد في كلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاهْ حتى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ
يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ وحكى الكسائي لَيايِل جمع لَيْلة وهو شاذ
وأَنشد ابن بري للكميت جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الذي أَضاءتْ به
مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل الجوهري الليل واحد بمعنى جمع وواحده ليلة مثل تَمْرة
وتَمْر وقد جمع على لَيالٍ فزادوا فيه الياء على غير قياس قال ونظيره أَهل وأَهالٍ
ويقال كأَنَّ الأَصل فيها لَيْلاة فحذفت واللَّيْنُ اللَّيْل على البدل حكاه يعقوب
وأَنشد بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ
ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْنْ قال ابن سيده هكذا أَنشده يعقوب في البدل
ورواه غيره بَناتُ وُطّاءٍ على خَدّ اللَّيْلْ لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ
الوَيْلْ وليلة لَيْلاءُ ولَيْلى طويلة شديدة صعبة وقيل هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة
وبه سميت المرأَة ليلى وقيل اللَّيْلاء ليلة ثلاثين ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائلٌ
ومُلَيَّلٌ كذلك قال وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الكثرة كأَنهم توهَّموا لُيِّل
أَي ضُعِّف ليالي قال عمرو بن شَأْس وكان مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَما مَضى نصفُ
لَيْلٍ بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ
( * قوله « وكان مجود » هكذا في الأصل )
التهذيب الليث تقول العرب هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها ولَيْلٌ
أَلْيَل وأَنشد للكُميت ولَيْلهم الأَليَل قال وهذا في ضرورة الشعر وأَما في
الكلام فلَيْلاء وليلٌ أَلْيَلُ شديد الظلمة قال الفرزدق قالوا وخاثِرُهُ يُرَدُّ
عليهمُ والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ ولَيْلٌ أَليَلُ مثل يَوْم
أَيْوَمُ وأَلالَ القومُ وأَليَلوا دخلوا في الليل ولايَلْتُه مُلايَلةً ولِيالاً
استأْجرته لليلة عن اللحياني وعامَله مُلايَلةً من الليل كما تقول مُياوَمة من اليوم
النضر أَلْيَلْتُ صِرْت في الليل وقال في قوله لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ
يقول أَسير بالنهار ولا أَستطيع سُرى الليل قال وإِلى نصف النهار تقول فعلتُ
الليلةَ وإِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ التي قد مضت أَبو زيد
العرب تقول رأَيت الليلةَ في منامي مُذْ غُدْوةٍ إِلى زَوال الشمس فإِذا زالت
قالوا رأَيت البارحةَ في منامي قال ويقال تَقْدَمُ الإِبلُ هذه الليلةَ التي في
السماء إِنما تعني أَقربَ الليلي من يومك وهي الليلةُ التي تليه وقال أَبو مالك
الهِلالُ في هذه الليلةِ التي في السماء يعني الليلةَ التي تدخلها يُتَكَلَّم بهذا
في النهار ابن السكيت يقال لِلَيْلة ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ ولليلة تسعٍ وعشرين
الدَّهماءُ ولليلة الثلاثين اللَّيْلاءُ وذلك أَظلمها وليلةٌ ليْلاءُ أَنشد ابن
بري كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب
واللَّيْلُ الذكَر والأُنثى جميعاً من الحُبارَى ويقال هو فَرْخُهما وكذلك فَرْخ
الكَرَوان وقول الفرزدق والشَّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ كأَنه لَيْلٌ يَصِيحُ
بِجانِبَيْهِ نَهارُ قيل عنى باللَّيْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى وبالنَّهار
فرخ القَطاة فحُكِيَ ذلك ليونس فقال اللَّيْل ليلُكم والنَّهار نَهاركم هذا
الجوهري وذكر قوم أَن اللَّيْل ولد الكَروان والنَّهار ولد الحُبارى قال وقد جاء
في ذلك في بعض الأَشعار قال وذكر الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ النَّهارَ ولم يذكُر
الليلَ قال ابن بري الشعر الذي عَناه الجوهريُّ بقوله وقد جاء ذلك في بعض الأَشعار
هو قول الشاعر أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ
بَهِيم وأُمُّ لَيْلى الخمرُ السَّوْداء عن أَبي حنيفة التهذيب وأُم ليلى الخمر
ولم يقيِّدها بلون قال وليلى هي النَّشْوَةُ وهو ابتداءُ السُّكْر وحَرَّةُ لَيْلى
معروفة في البادية وهي إِحْدَى الحِرَار ولَيْلى من أَسماء النساء قال الجوهري هو
اسم امرأَة والجمع لَيَالي قال الراجز لم أَرَ في صَواحِبِ النِّعالِ اللاَّبِساتِ
البُدَّنِ الحَوَالي شِبْهاً لِلَيْلى خِيرةِ اللَّيَالي قال ابن بري يقال لَيْلى
من أَسماء الخمرة وبها سميت المرأَة قال وقال الجوهري وجمعه ليالي قال وصوابه
والجمع لَيالٍ ويقال للْمُضَعَّفِ والمُحَمَّقِ أَبو لَيْلى قال الأَخفش علي بن
سليمان الذي صح عنده أَن معاوية بن يزيد كان يُكْنى أَبا لَيْلى وقد قال ابن همام
السَّلُولِيّ إِنِّي أَرَى فِتْنةً تَغْلي مَرَاجِلُها والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى
لمن غَلَبا قال ويحكى أَن معاوية هذا لما دُفِن قام مَرْوان بن الحَكَم على قبره
ثم قال أَتَدْرُون مَن دفنتم ؟ قالوا معاوية فقال هذا أَبو ليلى فقال أَزْنَمُ
الفَزَارِي لا تخْدَعَنَّ بآباءٍ ونِسْبَتِها فالمُلْكُ بعدَ أَبي لَيْلى لمن
غَلَبا وقال المدايني يقال إِنَّ القُرَشِيَّ إِذا كان ضعيفاً يقال له أَبو لَيْلى
وإِنما ضعف معاوية لأَنَّ وِلايته كانت ثلاثة أَشهر قال وأَما عثمان بن عفان رضي
الله عنه فيقال له أَبو لَيْلى لأَنَّ له ابنة يقال لها لَيْلى ولما قتل قال بعض الناس
إِنِّي أَرَى فتنةً تَغْلي مَراجِلُها والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لِمن غَلَبا قال
ويقال أَبو لَيْلى أَيضاً كُنْيةُ الذكَر قال نوفل بن ضمرة الضَّمْري إِذا ما
لَيْلِي ادْجَوْجَى رَماني أَبو لَيْلى بِمُخْزِيةٍ وعَارِ ولَيْلٌ ولَيْلى موضعان
وقول النابغة ما اضْطَرَّك الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَد تَخْتارُه مَعْقِلاً عن
جُشِّ أَعْيارِ
( * قوله « وقول النابغة ما اضطرك إلخ » كذا بالأصل هنا وفي مادة جشش وفي ياقوت
هنا ومادة برد قال بدر بن حزان )
يروى من لَيْلٍ ومن لَيْلى
معنى
في قاموس معاجم
حَرْفُ نَفي
وتكون بمعنى الذي وتكون بمعنى الشَّرط وتكون عِب ارة عن جميع أَنواع النكرة وتكون
موضُوعة موضع مَنْ وتكون بمعنى الاسْتِفهام وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ
قال الراجز قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إِنْ لم
أُرَوِّه
حَرْفُ نَفي
وتكون بمعنى الذي وتكون بمعنى الشَّرط وتكون عِب ارة عن جميع أَنواع النكرة وتكون
موضُوعة موضع مَنْ وتكون بمعنى الاسْتِفهام وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ
قال الراجز قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إِنْ لم
أُرَوِّها فَمَهْ قال ابن جني يحتمل مَهْ هنا وجهين أَحدهما أَن تكون فَمَهْ
زَجْراً منه أَي فاكْفُفْ عني ولستَ أَهلاً للعِتاب أَو فَمَهْ يا إنسانُ يُخاطب
نفسَه ويَزْجُرها وتكونُ للتعجُّب وتكون زائدة كافَّةً وغير كافة والكافة قولهم
إِنما زيدٌ مُنْطَلِقٌ وغير الكافَّة إِنما زَيْداً مُنطلق تريد إن زيداً منطلق
وفي التنزيل العزيز فِبما نَقْضِهم مِيثاقَهم وعَمَّا قليل ليُصْبِحُنَّ نادِمين
ومِمَّا خَطيِئَاتِهم أُغْرِقُوا قال اللحياني ما مؤنثة وإن ذُكِّرَت جاز فأَما
قول أَبي النجم اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما
وبَعْدِمَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ وكادتِ الحُرَّةُ أَن
تُدْعَى أَمَتْ فإِنه أَراد وبَعْدِما فأَبدلَ الأَلف هاء كما قال الراجز مِنْ
هَهُنا ومِنْ هُنَهْ فلما صارت في التقدير وبعدمَهْ أَشبهت الهاء ههنا هاء
التأْنيث في نحو مَسْلمةَ وطَلْحة وأَصلُ تلك إِنما هو التاء فشبَّه الهاء في
وبَعْدِمَهْ بهاء التأَنيث فوَقَفَ عليها بالتاء كما يَقِفُ على ما أَصله التاء
بالتاء في مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ فهذا قِياسُه كما قال أَبو وَجْزَة
العاطِفُونَتَ حين ما مِنْ عاطِفٍ والمُفْضِلونَ يَداً وإذا ما أَنْعَمُوا
( * قوله « والمفضلون » في مادة ع ط ف والمنعمون )
أَراد العاطِفُونَهْ ثم شبَّه هاء الوقف بهاء التأْنيث التي أَصلها التاء فَوَقَفَ
بالتاء كما يَقِفُ على هاء التأْنيث بالتاء وحكى ثعلب وغيره مَوَّيْتُ ماء حَسَنةً
بالمدِّ لمكان الفتحة مِن ما وكذلك لا أَي عَمِلْتها وزاد الأَلف في ما لأَنه قد جعلها
اسماً والاسم لا يكون على حرفين وَضْعاً واختار الأَلف من حروف المدِّ واللِّين
لمكان الفتحة قال وإذا نسبت إِلى ما قلت مَوَوِيٌّ وقصيدة ماويَِّةٌ ومَوَوِيَّةٌ
قافيتها ما وحكى الكسائي عن الرُّؤاسي هذه قصيدة مائِيةٌ وماوِيَّةٌ ولائِيَّةٌ
ولاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ وياوِيَّةٌ قال وهذا أَقْيسُ الجوهري ما حرف يَتَصَرَّف على
تسعة أَوجه الاستفهامُ نحو ما عِنْدَك قال ابن بري ما يُسأَلُ بها عَمَّا لا
يَعْقِل وعن صفات من يَعْقِل يقول ما عَبْدُ اللهِ ؟ فتقول أَحْمَقُ أَو عاقلٌ قال
الجوهري والخَبَر نحو رأيت ما عِنْدَك وهو بمعنى الذي والجزاء نحو ما يَفْعَلْ
أَفْعَلْ وتكون تعجباً نحو ما أَحْسَنَ زيداً وتكون مع الفِعل في تأْويل المَصدر
نحو بَلَغَني ما صَنَعْتَ أَي صَنِيعُك وتكون نكرة يَلْزَمُها النعتُ نحو مررت بما
مُعْجِبٍ لك أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لك وتكون زائدةً كافّةً عن العمل نحو إنما زيد
مُنْطَلِقٌ وغير كافَّة نحو قوله تعالى فبِما رَحْمَةٍ من اللهِ لِنْتَ لهم وتكون
نفياً نحو ما خرج زيد وما زَيْدٌ خارِجاً فإن جعلْتَها حرفَ نفيٍ لم تُعْمِلْها في
لغة أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ وهو القِياس وأَعْمَلْتَها في لغةِ أَهل الحِجاز
تشبيهاً بليس تقول ما زيدٌ خارِجاً وما هذا بَشراً وتجيء مَحْذُفَةً منها الأَلفُ
إِذا ضَمَمتَ إِليها حرفاً نحو لِمَ وبِمَ وعَمَّ يَتَساءلُون قال ابن بري صوابه
أَن يقول وتجيء ما الاستفهاميةُ مَحذُوفةً إِذا ضممت إِليها حرفاً جارًّا التهذيب
إِنما قال النحويون أَصلُها ما مَنَعَتْ إِنَّ من العمل ومعنى إِنَّما إثباتٌ لما
يذكر بعدها ونَفْيٌ لما سِواه كقوله وإِنَّما يُدافِعُ عن أَحْسابِهم أَنا أَو
مِثْلي المعنى ما يُدافعُ عن أَحسابهم إِلاَّ أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي والله أَعلم
التهذيب قال أَهل العربية ما إِذا كانت اسماً فهي لغير المُمَيِّزِين من الإِنس
والجِنِّ ومَن تكون للمُمَيِّزِين ومن العرب من يستعمل ما في موضع مَنْ مِن ذلك
قوله عز وجل ولا تَنكِحوا ما نَكَح آباؤكم من النِّساء إِلا ما قد سَلَفَ التقدير
لا تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آباؤكم وكذلك قوله فانْكِحُوا ما طابَ لكم من النِّساء
معناه مَنْ طابَ لكم وروى سلمة عن الفراء قال الكسائي تكون ما اسماً وتكون جَحْداً
وتكون استفهاماً وتكون شرطاً وتكون تَعَجُّباً وتكون صِلةً وتكون مَصْدَراً وقال
محمد بن يزيد وقد تأْتي ما تَمْنَع العامِلَ عَملَه وهو كقولك كأَنَّما وَجْهُكَ
القمرُ وإِنما زيدٌ صَدِيقُنا قال أَبو منصور ومنه قوله تعالى رُبَّما يَوَدُّ
الذين كفروا رُبَّ وُضِعَت للأَسماء فلما أُدْخِل فيها ما جُعلت للفعل وقد تُوصَلُ
ما بِرُبَّ ورُبَّتَ فتكون صِلةً كقوله ماوِيَّ يا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواء
كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ يريد يا رُبَّتَ غارة وتجيءُ ما صِلَةً يُريد بها
التَّوْكِيدَ كقول الله عز وجل فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهُم المعنى فبِنَقْضِهم
مِيثاقَهم وتجيء مصدراً كقول الله عز وجل فاصْدَعْ بما تؤمر أَي فاصْدَعْ بالأَمر
وكقوله عز وجل ما أَغْنى عنه مالُه وما كَسَبَ أَي وكَسْبُه وما التَّعَجُّبِ
كقوله فما أَصْبَرَهم على النار والاستفهام بما كقولك ما قولُك في كذا ؟
والاسْتِفهامُ بما من الله لعباده على وجهين هل للمؤمنِ تَقْريرٌ وللكافر
تَقْرِيعٌ وتَوْبيخٌ فالتقرير كقوله عز وجل لموسى وما تِلكَ بيَمِينك يا موسى قال
هي عَصايَ قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ أَن يَخافَها إِذا حوَّلها حَيَّةً
والشَّرْطِ كقوله عز وجل ما يَفْتَح الله للناسِ من رَحْمَة فلا مُمْسِكَ لها وما
يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ لَه والجَحْدُ كقوله ما فَعَلُوه إِلاَّ قَليلٌ منهم وتجيء
ما بمعنى أَيّ كقول الله عز وجل ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا ما لَوْنُها
المعنى يُبَيِّن لنا أَيُّ شيء لَوْنُها وما في هذا الموضع رَفْعٌ لأَنها ابْتداء
ومُرافِعُها قوله لَوْنُها وقوله تعالى أَيّاً ما تَدْعُوا فله الأَسْماء الحُسْنى
وُصِلَ الجَزاءُ بما فإِذا كان اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ بما وإِنما يُوصَلُ إِذا
كان جزاء وأَنشد ابن الأَعرابي قول حَسَّانَ إِنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَديثٌ
فبما يأْكُلُ الحَدِيثُ السِّمِينا قال فبما أَي رُبَّما قال أَبو منصور وهو
مَعْروف في كلامهم قد جاءَ في شعر الأَعشى وغيره وقال ابن الأَنباري في قوله عز
وجل عَما قَلِيل ليُصْبحُنَّ نادِمينَ قال يجوز أَن يكون معناه عَنْ قَليل وما
تَوْكِيدٌ ويجوز أَن يكون المعنى عن شيءٍ قليل وعن وَقْتٍ قليل فيصير ما اسماً غير
تَوكيد قال ومثله مما خَطاياهُمْ يجوز أَن يكون من إِساءَة خَطاياهم ومن أَعْمال
خَطاياهم فنَحْكُمُ على ما من هذه الجِهة بالخَفْض ونَحْمِلُ الخَطايا على
إِعرابها وجَعْلُنا ما مَعْرِفةً لإِتْباعِنا المَعْرِفةَ إِياها أَوْلى وأَشْبَهُ
وكذلك فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهم معناه فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم وما تَوْكِيدٌ ويجوز
أَن يكون التأْويل فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم ميثاقَهم والماءُ المِيمُ مُمالةٌ
والأَلف مَمْدُودةٌ حكاية أَصْواتِ الشاءِ قال ذو الرمة لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ
إِلا ما تَخَوَّنَهُ داعٍ يُناديه باسْم الماء مَبْغُومُ وماءِ حكايةُ صوتِ الشاةِ
مبني على الكسر وحكى الكسائي باتَتِ الشاءُ ليلَتَها ما ما وماهْ وماهْ
( * قوله « ما ما وماه ماه » يعني بالامالة فيها ) وهو حكاية صوتها وزعم الخليل
أَن مَهْما ما ضُمَّت إِليها ما لَغْواً وأَبدلوا الأَلف هاء وقال سيبويه يجوز أن
تكون كإِذْ ضُمَّ إِليها ما وقول حسان بن ثابت إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ
لَوْنُه شَمَطاً فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس
( * قوله « المخلس » أي المختلط صفرته بخضرته يريد اختلاط الشعر الأبيض بالأسود
وتقدم انشاد بيت حسان في ثغم الممحل بدل المخلس وفي الصحاح هنا المحول )
يعني إِن تَرَيْ رأْسي ويدخُل بعدها النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ كقولك إِما
تَقُومَنَّ أَقُمْ وتَقُوماً ولو حذفت ما لم تقل إِلاَّ إِنْ لم تَقُمْ أَقُمْ ولم
تنوّن وتكون إِمّا في معنى المُجازاة لأَنه إِنْ قد زِيدَ عليها ما وكذلك مَهْما
فيها معنى الجزاء قال ابن بري وهذا مكرر يعني قوله إِما في معنى المُجازاة ومهما
وقوله في الحديث أَنْشُدُكَ بالله لَمَّا فعلت كذا أَي إِلاَّ فَعَلْته وتخفف
الميم وتكون ما زائدة وقرئ بهما قوله تعالى إِنَّ كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافظ
أَي ما كلُّ نَفْسٍ إِلا عليها حافظ وإِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَيْها حافِظٌ