تِسْعَةُ رِجَالٍ في العَدَد المُذَكَّر وتِسْعُ نِسْوَةٍ في العَدَدِ المُؤَنَّثِ مَعْرُوفٌ . وقَوْلُهُ تَعَالَى : " ولَقَدْ آتَيْنَا مُوَسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيَّناتٍ " هي : أَخْذُ آلِ فِرْعَوْنَ بالسِّنِينَ وإِخْرَاجُ مُوسَى عَلَيْه السّلامُ يَدَهُ بَيْضَاءَ والعَصَا والطُّوفانُ والجَرَادُ والقُمَّلُ والضَّفَادِعُ والدَّمُ وانْفِلاقُ البَحْرِ . وقَدْ جَمَعَ ذلِكَ المُصَنِّفُ في بَيْتٍ واحدٍ فقال :
عَصاً سَنَةٌ بَحْرٌ جَرَادٌ وقُمَّلٌ ... دَمٌ ويَدٌ بَعْدَ الضَّفادِعِ طُوفانُ وقَدْ ضَمَّنْتُه بِبَيْتٍ آخَرَ فقُلْتُ :
" آياتُ مُوسَى الكَلِيمِ التِّسْعُ يَجْمَعُهَابَيْتٌ فَرِيدٌ لَهُ في السَّبْك عُنْوَانُ عَصاً سَنة ...إِلى آخِرِه . أَمَّا العَصَا فَفِي قَوْلِه تَعَالَى : " فَألْقَى عَصَاهُ فإِذا هِيَ ثُعْبَانٌ مِبِين " وأَمَّا السَّنَةُ ففي قَوْلِه تَعالَى : " ولَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بالسِّنِينَ " وهو الجَدْبُ حَتَّى ذَهَبَتَ ثِمَارُهُمْ وذَهَبَ من أَهْلِ البَوَادِي مَوَاشِيهِم وكَذا بَقِيَّةُ الآيَاتِ وكُلُّهَا مَذْكُورَةٌ في القُرْآنِ قال شَيْخُنَا : وقَدْ نَظَمَها البَدْرَ بنُ جَمَاعَةَ أَيْضاً فِي قَوْلِه :
" آيَاتُ مُوسَى الكَلِيمِ التّسعُ يَجْمَعُهَابَيْتٌ عَلَى إِثْرِ هذَا البَيْتِ مَسْطُورُ
عَصاً يدٌ وَجرادٌ قُمَّلٌ ودَمٌ ... ضَفَادِعٌ حَجَرٌ والبَحْرُ والطُّورُ وقَالَ : وبَيْنَهُ مع بَيْتِ المُصَنِّف اتّفَاقٌ واخْتِلافٌ وجَعَلَهَا الزَّمَخْشَرِيّ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً : فزاد الطَّمْسَةَ والنُّقْصَانَ في مَزَارِعِهِم وعِبَارَتُه : لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : كانَتِ الآيَاتُ إِحْدَى عَشرَةَ : ثِنْتَانِ منها اليَدُ والعَصَا والتَّسْعُ : الفَلقُ والطُّوفانُ والجَرَادُ والقُمَّلُ والضّفادِعُ والدَّمُ والطَّمْسُ والجَدْبُ في بَوادِيهِمْ والنَّقْصُ من مَزَارِعِهِم . انْتَهَى ولَمْ يَذْكُرِ الجَوَابَ . وقَوْلُه في النَّظْمِ : حَجَرٌ يُرِيدُ به انْفِجَارَهُ وقد ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ أَيْضاً
قال شَيْخُنَا : ثُمَّ إِنَّ المُصَنِّف أَطْلَق في التِّسْعِ اعْتِمَاداً على الشُّهْرَة بالكَسْرِ فَلِمْ يَحْتَج إِلَى ضَبْطِهَا وفي سُورَةِ ص " تَسْعٌ وتسْعُون " بفَتْح التَّاءِ وكَأَنِّهُم لَمَّا جاوَرَ التِّسْعُ الثَّمانَ والعَشْرَ قَصَدُوا مُنَاسَبتَه لِمَا فَوْقَه ولِمَا تَحْتَهُ فتَأَمَّلْ . والتِّسْع أَيْضاً أَي بالكَسْرِ : ظِمْءٌ من أَظْمَاءِ الإِبِلِ وهو أَنْ تَرِدَ إِلَى تِسْعَةِ أَيّامٍ والإِبِلُ تَوَاسِعُ . والتُّسْعُ بالضَّمِّ : جُزْءٌ من تِسْعَةٍ كالتَّسِيعِ كأَمِيرٍ يَطَّرِدُ في جَمِيعِ هذِه الكُسُورِ عنْدَ بَعْضِهِم . قَالَ شَمِرٌ : ولَمْ أَسْمَعْ : التَّسِيع إِلاَّ لأَبِي زَيْدٍ . قُلْتُ : إِلاَّ الثَّلِيث . فإِنَّهُ لَمْ يُسْمَع كما نَقَلَهُ الشَّرَفُ الدِّمْيَاطِيّ في المُعْجَمِ عن ابنِ الأَنْبَارِيّ قَالَ : فَمَنْ تَكَلَّم به أَخْطأَ وقد تَقَدَّمَت الإِشَارَةُ إِلَيْه في ث ل ث
والتُّسَعُ كصُرَدٍ : اللَّيْلَةُ السَّابِعَةُ والثامِنَةُ والتّاسِعَةُ من الشَّهْرِ وهي بَعْدَ النُّفَلَ لأَنَّ آخِرَ لَيْلَةِ منها هي التاسعة وقيل : هي اللَّيّالِي الثَّلاثُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ والأَوَّلُ أَقْيَسُ
وقال الأَزْهَرِيّ : العَرَبُ تَقُول في لَيالِي الشَّهْرِ : ثَلاثٌ غُرَرٌ وبَعْدَهَا ثَلاثٌ نُفَلٌ وبَعْدَهَا ثَلاثٌ تَسَعٌ سُمِّينَ تُسَعاً لأَنَّ آخِرَتَهُنَّ اللَّيْلَةُ التاسِعَةُ كما قِيلَ لِثَلاثٍ بَعْدَهَا : ثَلاثٌ عُشَرٌ لأَنَّ بَادِئَتَها اللَّيْلَةُ العاشِرَةُ . والتّاسُوعاءُ : اليَوْمُ التاسِعُ من المُحَرَّمِ وفي الصّحاح : قَبْلَ يَوْمِ عَاشُوراءَ مُوَلَّدٌ ونَصُّ الصّحاح : وأَظُنُّه مُوَلَّداً . وقالَ غَيْرُه : هو يَوْمُ عاشُورَاءَ . وقال الأَزْهَرِيُّ في قَوْله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فِيما رَواهُ عَنْهُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ يَعْنِي يَوْمَ عاشُوراءَ كأَنَّهُ تَأَوَّلَ فيه عِشْرَ الوِرْدِ أَنَّهَا تِسْعَةُ أَيّامٍ والعَرَبُ تَقُولُ : وَرَدْتُ الماءُ عِشْراً يَعْنُونَ يَوْمَ التَّاسِعِ ومِنْ ها هُنا قالُوا : عِشْرِين ولم يَقُولُوا عِشْرِيْنِ لأَنَّهم جَعَلُوا ثَمانِيةَ عَشَرَ يَوْماً عِشْرَين واليَوْمَ التَّاسِعَ عَشَرَ والمُكَمِّلَ عِشْرِينَ طائفةً من الوِرْدِ الثّالِثِ فَجَمَعُوهُ بِذلِكَوقال ابنُ بَرِّيّ : لا أَحْسَبُهَم سَمَّوْا عَاشُوراءَ تاسُوعاءَ إِلاَّ عَلَى الأَظْماءِ نَحْوَ العِشْر لأَنَّ الإِبِلَ تَشْرَبُ في اليَوْمِ التّاسِعِ كَذلِكَ الخِمْسُ تَشْرَبُ في اليَوْمِ الرّابِعِ . وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : إِنَّمَا قالَ ذلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ كَرَاهَةً لِمُوَافَقَةِ اليَهُودِ فإِنَّهُمْ كانُوا يَصُومُونَ عاشُوراءَ وهو العَاشِرُ فأَرَادَ أَنْ يُخَالِفَهُمْ ويَصُومَ التّاسِعَ قال : وظاهِرُ الحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى خِلافِ ما ذَكَرَهُ الأَزْهَرِيّ
قُلتُ : وقد صَحَّحَ الصّاغَانِيُّ هذا القَوْلَ . والمُرَادُ بظَاهِرِ الحَدِيثِ يَعْنِي حَدِيثَ ابنِ عَبّاسٍ المَذْكُورَ أَنَّه قالَ حِينَ صامَ رِسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ يَوْمَ عاشُورَاءَ وأَمَرَ بصِيَامِهِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُه اليَهُودُ والنَّصَارَى فَقَالَ : فإِذا كانَ العام القابِلُ صُمْنا اليَوْمَ التاسِعَ وفِي رِوَايةٍ : إِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ تاسُوعاءَ أَي فكَيْفَ يَعِدُ بصَوْمِ يَوْمٍ قد كَانَ يَصُومُه . فَتَأَمَّلْ
وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ وغَيْرِه : إِنَّه مُولَّدٌ فيه نَظَرٌ فإِنّ المُوَلَّدَ هو اللَّفْظُ الَّذِي يَنْطِقُ به غَيْرُ العَرَبِ من المُحْدَثِينَ وهذِه لَفْظَةٌ وَرَدَتْ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ وقالَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ الَّذِي هو أَفْصَحُ الخَلْقِ وأَعْرَفُهُمْ بِأَنْوَاعِ الكَلامِ بوَحْيٍ مِن اللهِ الحَقِّ فَأَنَّى يُتَصَوَّرُ فِيها التَّوْلِيدُ أَوْ يَلْحَقُهَا التَّفْنِيدُ ؟ كما حَقّقَه شَيْخُنَا وأَشَرْنَا إِلَيْه في مُقَدّمة الكِتَابِ . وتَسَعَهُمْ كمَنَع وضَرَبَ الأخِيرَةُ عن يُونُسَ وعلَى الأُولَى اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ : أَخَذَ تُسْعَ أَمْوَالِهِمْ أَوْ كانَ تاسِعَهُمْ . ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ المَعْنَيَيْنِ أَوْ تَقُولُ : كانَ القَوْمُ ثَمَانِيَةً فتَسَعَهُمْ أَيْ صَيَّرَهُمْ تِسْعَةً بنَفْسهِ أَوْ كَانَ تَاسِعَهُمْ فَهُوَ تاسِعُ تِسْعِةٍ وتَاسِعُ ثَمَانِيَةٍ ولا يَجَوزُ أَنْ يُقَالَ : هو تاسِعٌ تِسْعَةً ولا رَابِعٌ أَرْبَعَةً إِنَّمَا يُقَال : رَابِعُ أَرْبَعَةٍ على الإِضَافَةِ ولكِنَّكَ تَقُولُ : رَابِعٌ ثَلاثةً هذا قَوْلُ الفَرّاءِ وغَيْرِهِ من الحُذَّاقِ
وأَتْسَعُوا : كانُوا ثَمَانِيَةً فصارُوا تِسْعَةً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَيْضاً : وَرَدَتْ إِبِلْهُمْ تِسْعاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً أَيْ وَرَدَتْ لتِسْعَةِ أَيّامٍ وثَمَانِي لَيَالٍ فهم مُتْسِعُونَ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : قَوْلُهم : تِسْعَ عَشَرَةَ مَفْتُوحَانِ عَلَى كُلِّ حال لأَنَّهُمَا اسْمَانِ جُعِلاَ اسْماً وَاحِداً فأُعْطِيَا إِعْرَاباً وَاحِداً غَيْرَ أَنَّكَ تَقُولُ : تِسْعَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً : قال اللهُ تَعَالَى : " عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ " أَي تِسْعَةَ عَشَرَ مَلَكاً وأَكْثَرُ القُرَّاءِ عَلَى هذِه القِراءَةِ وقَدْ قُرِئَ : تِسْعَةَ عْشَرَ بسُكُونِ العَيْنِ وإِنّما أَسْكَنَهَا مَنْ أَسْكَنَهَا لِكثْرَةِ الحَرَكاتِ . وقَوْلُهم : تِسْعَةُ أَكْثَرُ مِنْ ثَمَانِيَةَ فَلا تُصْرَفُ إِلاَّ إِذا أَرَدْتَ قَدْرَ العَدَدِ لا نَفْسَ المَعْدُودِ فإِنَّما ذلِكَ لأَنَّها تُصَيِّرُ هذا اللَّفْظَ عَلَماً لهذا المَعْنَى
وحَبْلٌ مَتْسُوعٌ : عَلَى تِسْعِ قُوىً . ونَقَلَ الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ : رَجُلٌ مُتَّسِعٌ وهو المُنْكَمِشُ الماضِي في أَمْرِهِ . قال الأَزْهَرِيّ : ولا أَعْرفُ ما قَالَ إِلاَّ أَنْ يَكُون مُفْتَعِلاً من السَّعَةِ وإِذا كانَ كَذلِكَ فَلَيْسَ مِنْ هذا البابِ قالَ الصّاغَانِيّ : لَمْ يَقُل اللَّيْثُ شَيْئاً في هذا التَّرْكِيبِ وإِنَّمَا ذَكَرَهُ في تَرْكِيبِ س ت ع : رَجُلٌ مِسْتَعٌ : لُغَةٌ في مِسْدَع فانْقَلَبَ علَى الأَزْهَرِيّقُلْتُ : وهذا الَّذِي رَدَّ به علَى الأَزهَرِيّ فإِنَّهُ ذَكَرَهُ في كتابِهِ فِيما بَعْدُ فإِنَّهُ قالَ : وفي نُسْخَةٍ من كتَابِ اللَّيْثُ : مِسْتَعٌ ويُقَالُ : مِسْدَعٌ لُغَةٌ وهُوَ المُنْكَمِشُ الماضِي في أَمْرِهِ . ورَجُلٌ مِسْتَعٌ : سَرِيعٌ . فتَأَمَّلْ ذلِكَ
السَّعْرُ بالكسر : الذي يَقُومُ عليه الثَّمَنُ ج أَسْعَارٌ . قد أسْعَرُوا وسَعَّرُوا تَسْعِيراً بمعنًى واحدٍ : اتَّفّقُوا على سِعْرٍ . وقال الصاغاني : أَسْعَرَه وسَعَّرَه : بَيَّنه وفي الحديث : " أنه قِيلَ للنَّبِي صلّى الله عليه وسلّم : سَعِّرْ لنا فقالَ : إِنَّ الله هو المُسَعِّر " ُ أَي أَنه هو الذي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها فلا اعتراضَ لأَحَدٍ عليه ولذلك لا يجوزُ التَّسْعِير والتَّسْعِيرُ : تقديرُ السِّعْر قاله ابنُ الأَثير
وسَعَرَ النّارَ والحَرْبَ كمَنَعَ يَسْعَرُهَا سَعْراً : أَوْقَدَها وهَيَّجَها كسَعَّرَ ها تَسْعِيراً . وأَسْعَرََ ها إِسْعَاراً وفي الثاني مَجازٌ أي الحرْب . والسُّعْرُ بالضَّمّ : الحَرُّ أَي حَرُّ النار كالسُّعَارِ كغُرَاب . السُّعْرُُ بالضّم : الجُنُون كالسُّعُر بضَمّتَيْنِ وبه فسر الفارِسِيُّ قوله تعالى " إِنَّ المُجْرِمِينَ في ضلال وسُعُرٍ " قال : لأَنَّهُم إذا كانوا في النّار لم يكُونُوا في ضَلال لأَنه قد كشفَ لهم وإنما وصَفَ حالَهم في الدنيا يذهب إلى أَن السُّعُرَ هنا ليس جمْعَ سَعِير الذي هو النار وفي التنزيل حكاية عن قوم صالح " أَبَشَراً مِنّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنا إذاً لَفِي ضَلالَ وسُعُر " معناه : إِنا إِذاً لفي ضَلال وجنُُون وقال الفَرّاءُ : هو العَنَاءُ والعَذَاب وقال ابنُ عَرَفَة : أَي في أَمْرٍ يُسْعِرُنا أي يُلْهِبُنَا قال الأَزهرِي : ويجوزُ أَن يكونَ معناه : إِنا إِن اتَّبَعْنَاه وأَطَعْنَاه فنحن في ضَلال وفي عذابٍ مما يلزَمُنَا قال : وإلى هذا مال الفَرّاءُ . السُّعْرُ بالضمّ : الجُوعُ كالسُّعار بالضم قاله الفرَّاءُ أو القَرَمُ أي الشَّهْوة إلى اللَّحْم ويقال سُعِرَ الرجلُ فهو مَسْعُورٌ إذا اشتَد جُوعُه وعَطَشُه . السُّعْرُ بالضَّم : العَدْوَى وقد سَعَرَ الإِبلَ كمَنَعَ يَسْعَرُها سَعْراً : أَعْداهَا وألْهَبَها بالحَرَبِ وقد اسْتَعَرَ فيها وهو مَجاز . السَّعِرُ ككَتِفٍ : َمن به السُّعْر وهو المَجْنُون ج سَعْرَي مثل كَلِب وكَلْبَي
والسَّعِيرُ : النّار قال الأَخفش : هو مثْل دَهِينٍ وصَرِيع لأَنَّك تقول : سُعِرَت فهي مَسْعُورَةٌ وقال اللِّحْيَانيّ : نارٌ سَعِيرٌ : مسعُورةُ بغير هاءٍ كالسّاعُورَة
قيل : السَّعِيرُ والسَّاعُورةُ : لَهَبُها . السَّعِيرُ : المَسْعُورُ فَعيل بمعنى مفعول . السُّعَيْرُ في قول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْضٍ العَنَزِي :
حَلَفتُ بمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ ... وأَنْصَابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعَيْرِ كزُبَيْر وغَلطَ من ضَبَطَه كأَمِيرٍ نبّه عليه صاحبُ العُبَاب : صنَمٌ لعَنَزَةَ خاصَّةً قاله ابنُ الكَلْبِيّ . وقيل : عَوْضٌ : صَنَمٌ لبكْرِ بن وائلٍ والمائِرَاتُ : دِمَاءُ الذّبائِحِ حَولَ الأَصْنام . سُعَيْرُ بنُ العَداءِ يُعدّ في الحِجَازِييّن صَحَابِي قيل : كان معه كِتَابُ النبيّ صلى الله عليه وسلم . والمِسْعَرُ : بالكَسْر : ما سُعِرَ بِه هكذا في النُّسخ والصوابُ ما سُعِرَتْ به أي النّارُ أي ما تُحَركُ به النارُ من حَدِيدٍ أو خَشَب كالمِسْعارِ ويُجْمَعَان على مَسَاعِيرَ ومَسَاعِرَمن المجاز : المِسْعُرُ : مُوقدُ نار الحَرْبِ يقال : هو مِسْعرُ حَرْب إذا كان يُؤرَثُها أي تحْمي به الحَرْب وفي الحديث " وأَما هذا الحَي من هَمْدَانَ فأَنْجَادٌ بُسْلٌ مَسَاعيرُ غيرُ عُزلٍ " المِسْعرُ : الطَّوِيلُ مِنَ الأَعْنَاقِ . وبه فَسر أبو عَمْرو قولَ الشاعرِ :
" وسَامَي بها عُنُقٌ مِسعرُ . ولا يخفي أن ذكرَ الأعناقِ إنما هو بيانٌ لا تخصيصٌ . أو المِسْعَرُ الشَّدِيدُ قاله الأَصْمَعشي وبه فَسر قولَ الشاعِر المتقدم . في كتابِ الخَيْل لأَبي عُبَيْدَة : المِسْعَرُ منَ الخَيْل : الذي يُطيحُ قَوَائِمَه ونَصُّ أبي عُبَيْدَة تُطِيحُ قَوَائمُهُ مُتَفَرِّقَةً ولا ضَبْرَ لَه وقيل وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم كالمُساَعِرِ . أَبو سَلَمَةََ مِسْعَرُ بنُ كِدامٍ ككِتَاب الهِلاَلِيّ العامِري إِمامٌ جَلِيل شَيْخُ السُّفْيَانيْنِ أي الثَّوْرِي وابن عُيَيْنَة وناهِيكَ بها مَنْقَبَةً وفيه يقولُ الإِمام عبدُ اللهِ بن المُبَارَك :
مَنْ كَانَ مُلتَمِساً جَلِيساً صالِحاً ... فلْيَأتِ حَلْقَةَ مِسْعَرِ بنِ كِدَامِ توفي سنة 153 وقيل : 55 . وقد تُفْتَحُ مِيمُه ومِيمُ أَسْمِيائِهِ أي من تَسَمَّى باسمِه وهم مِسْعَرُ الفَدَكِي ومَسْعَرُ بنُ حَبِيبٍ الجَرْمِي : تابِعيّان تَفَاؤْلاً وفي اللسان : جَعَله أصحابُ الحديثِ مَسْعَراً بالفتح للتَّفاؤُل . السُّعَارُ كغُرَابِ : الجُوعُ وقيل شِدَّته وقيل : لَهِيبُه أَنشد ابنُ الأَعْرَابِي لشاعرٍ يَهْجُو رَجُلاً :تُسَمِّنُها بأَخْثَرِ حَلْبَتَيْها ... ومَوْلاكَ الأَحَمُّ له سُعَارُ وصَفَه بتَغْزِيرِ حلائِبِه وكْسَعه ضُرُوعضها بالماءِ الباردِ ليرتدَّ لبَنُها ليَبْقَى لها طِرْقُهَا في حال جُوعِ ابنِ عَمِّه الأَقْرَبِ منه . ويقال : سُعرَ الرَّجُلُ سُعَاراً فهو مَسْعُورٌ : ضَربَتَهُ السَّمُومُ أو اشتدّ جُوعُه وعَطَشُه ولو ذكر السُّعار عند السُّعرِ كان أَصْوَبَ فإِنَّهما من قول الفَراءِ وقد ذَكَرَهُما ففرق بينهما فتأَمَّلْ . السَّاعُورُ : كهَيْئَةِ التَّنُّور يُحْفَرُ في الأَرضِ يُخْتَبزُ فيه
السَّاعُور : النارُ عن ابن دُرْيَد ولو ذَكَرَه عند السَّعِير ان أصابَ وقيل : لَهَبُها . السّاعور : مُقَدَّمُ النَّصَارَى في مَعْرِفَةِ علم الطِّبّ وأَدواته وأصله بالسريانية ساعُوراً ومعناه مَتَفَقِّدْ المَرْضَى
والسِّعْرارَةُ بالكسر والسُّعْرُورَةُ بالضم : الصُّبْحُ لا لِتهابِه حين بُدُوِّه . و : شُعَاعُ الشَّمْسِ الدّاخِلُ من كُوَّةِ البيتِ قال الأزهري : هو ما تَرَدَّدَ في الضوءِ الساقط في البَيْت من الشَّمْسِ وهو الهَبَاءُ المُنْبَثّ . وسِعْر بنُ شُعْبَة الكِنَانِي الدُّؤَلِي بالكَسْرِ قيلَ : صحابِي روَى عنه ابنُه جابِرُ بنُ سِعْرٍ ذكرَه البُخَاِري في التاريخ . وأبو سِعْر : مَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ راجزِ لم أَجِده في التَّبْصِيرِ . والمَسْعُورُ : الحَرِيصُ على الأَكْلِ وإِن مُلِئ بَطْنُه قيل : وعلى الشُّرْبِ لأنه يقال سُعِرَ فهو مَسْعُورٌ إذا اشْتَد جُوعُه وعَطَشُه فاقْتصارُ المُصَنّف على الأَكْلِ قُصُورٌ . يقال : لأَسْعَرَنَّ سَعْرَه بالفَتْح أي لأَطُوفَنَّ طَوْفَه قاله الفراءُ ويقال : سَعَرتُ اليومَ في حاجَتي سَعْرَةً أي طُفْتُ . والسَّعْرَةُ بالفتح : السُّعَالُ الحَاد وهي السُّعَيْرَةُ قاله ابنُ الأَعرابي . يقال : هذا سَعْرَةُ الأَمْرِ وسَرْحَتُه وفَوْعَتُه كما تقول : أَوَّل الأَمرِ وجِدَّته هكذا بالجيم وفي بعضِ النُّسخ بالحاءِ الأولى الصّوابُ . والسَّعَرَانُ محَركَةً : شِدةُ العَدْوِ . كالجَمَزان والفَلَتانِ
السِّعْرَان بالكِسْرِ : اسْم جماعة ومنهم بَيْتٌ في الأِسكَنْدَرِية تَفَقَّهُوا . والأَسْعَرُ : الرجلُ القليلُ اللحمِ الضَّامِرُ الظاهِرُ العَصَبِ الشاحِبُ الدَّقِيقُ المَهْزُول . الأَسْعَرُُ : لَقَبُ مَرْثَدِ بنِ أبي حُمْرَانَ الجُعَفِي الشَّاعِرِ سُمِّيَ بذلك لقوله :
فلا تَدْعُنِي الأَقْوَامُ من آلِ مالِكِ ... إِذَا أَنا لَمْ أَسْعَرْ عَلَيْهِم وأُثْقِبِ أَبُو الأَسْعَر : كُنيةُ عُبَيْدٍ مَوْلَى زَيْدِ بن صُوحَان هكذا ذَكَرَه ابنُ أَبِي خَيْثَمَةَ والدُّولابِي وعبد الغَنِي وغيرُهم ورَجَّحَه الأَمِير أو هو بالشِّينِ المُعَجَمَة كما ذَكَرَه البُخَارِي والدّارقُطَنِيّ وغيرهما . وأَسْعَرُ بن النُّعْمَانِ الجُعْفِي الرّاوِي عن زُبيد اليامِي . أسْعَرُ بنُ رُحَيْلٍ الجُعْفِيّ التابِعِيّ . أَسْعَرُ بنُ عَمْرو : شيخٌ لابنِ الكَلْبِي : مُحَدِّثُونَ . وهلاَلُ بنُ أَسْعَرَ البَصْرِي من الأَكَلَة المَشْهُورِين حكى عنه سُلَيْمَانُ التّيمِي وفي بعض النُّسَخ من الأَجِلَّة وهو تصحيف وفي بعضها المَذْكُورِين بدلَ المَشْهُورِين ولو قال : أَحَدُ الأَكلةِ لكان أَخْضَر
وصَيِفَّةُ بنتُ أَسْعَرََ : شَاعِرَةٌٌ لها ذِكْر . واسْتَعَرَ الجَرَبُ في البَعِير : ابتَدَأ بمسَاعِرِهِ أي أَرْفَاغِهِ وآبِطهِ قاله أبو عمرو وفي الأَساس : أي مَغَابِنهِ وهو مَجَازٌ ومنه قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
" قَرِيعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَسَاعِرُوالواحِدُ مَسْعَرٌ . اسْتَعَرَت النّارُ : اتَّقَدَتْ وقد سَعرْتُها كتَسَعَّرَتْ . من المَجَاز : اسْتَعَرَت اللُّصُوصُ إذا تَحَرَّكُوا للشَّرِّ كأَنَّهمُ اشْتَعَلوا والتَهَبُوا . من المجاز : اسْتَعَرَ الشَّرُّ والحَرْبُ أي انْتَشِرا . وكذا سَعَرَهُم شَرٌ وسَعَرَ على قَوْمِه . ومَسْعَرُ البَعِيرِ : مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه . ويَسْتَعُور الذي في شِعْر عُرْوَة مَوْضِعٌ قُرْبَ المَدينة ويقال : شَجَرٌ ويقال أَجْمَةٌ ويُقَال : اليَسْتَعُور وفيه اختلافٌ على طُولِه يأْتِي في فصل الياءِ التّحْتَّية إن شاءَ الله تعالى
ومما يستدرك عليه : رَمْىٌ سَعْرٌ أي شديدٌ . وسَعَرْناهُم بالنَّبْلِ : أَحْرَقْنَاُهم وأَمْضَضْناهُم . ويقال : ضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَثْرٌ ورَمْىٌ سَعْرٌ وهو مأخوذ من سَعَرتْ النار في حديث عليّ رضي الله عنه : " اضْرِبُوا هَبْراً وارْمُوا سَعْراً " أي رَمْياً سَرِيعاً شَبَّهه باسْتِعارِ النارِ . وفي حديث عائشة : " كان لرسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم وَحْشٌ فإذا خَرَجَ من البَيْتِ أَسْعَرَنا قَفْزاً " أي ألْهَبَنَا وآذانا . وسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً : قَطَعَه . وعن ابنِ السِّكيّتِ : وسَعَرَت النّاقَةُ إذا أَسْرَعَتْ في سيرها في سَعُورٌ . وسَعَرَ القَومَ شَراًّ وأَسْعَرَهُم : عَمَّهم به على المَثَل وقال الجوهري : لا يقال أَسْعَرَهم . وفي حديثِ السَّقِيفَة : ولا يَنَامُ الناسُ من سُعَارِه أَي شَرّه . وفي حديث عمر " أَنه أَرادَ أَن يَدْخُلَ الشام وهُو يَسْتَعرُ طاعوناً " استَعَارَ استِعَارَ النارِ ِلشدَّةِ الطاعون يريد كَثْرَتَه وشِدَّةََ تَأْثِيرِه وكذلك يُقالُ في كلِّ أمرٍ شَدِيدٍ . والسُّعْرَةُ والسَّعَرُ : لَونٌ يَضْرِب إلى السَّوادِ فُوَيْقَ الأُدْمَة . ورَجُلٌ أَسْعَرُ وامرأةٌ سَعْراءُ قال العّجاج :
" أسْعَرَ ضَرْباً أو طُوالاً هِجْرَعَا . وقال أبو يُوسف : اسْتَعَرَ الناسُ في كل وَجْهٍ واسْتَنْجَوا إذا أَكَلُوا الرُّطَبََ وأصابُوه . وكزُفَر سُعَرُ بنُ مالكِ بن سَلَامانَ الأَزْدِي من ذُرِّيّته حنَيفَةُ بن تَمِيم شيخٌ لابن عُفيْرٍ قديم . وسِعْر بالكسر : جَبَلٌ في شِعْر خُفافِ بنِ نُدْبَة السُلمَي . وسِعرا بالكسر والإمالة مَقْصُوراً : جَبَلٌ عند حرة بني سُليَمْ . وسِعْر بن مالك العَبْسِي سَمعَ عُمَرَ ابن الخطاب روى عنه حَلامُ بنُ صالح . وسِعْرُ بنُ نِقَادَةَ الأَسَدِي عن أبيه وعنه ابنُه عاصِمٌ . وسِعْرٌ التَّمِيمي عن عَليّ الثلاثة من تاريخ البخاري . وسُعَيْرُ بنُ الخِمْس أبو مَالك الكوفيّ عن حَبيبِ بن أبي ثابِت عن ابن عُمَرَ روى عنه سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَة . ودَيْرُ سَعْرانَ : موضِعٌ بجِيزة مِصْر . وبَنُو السَّعْرانِ : قومٌ بالإِسْكَنْدَرِيّة