دَارَ الشيءُ
يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه
وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ ودَاوَرَهُ
مُدَاوَرَةً ودِوَاراً دَارَ معه قال أَبو ذؤيب حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّة
دَارَ الشيءُ
يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه
وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ ودَاوَرَهُ
مُدَاوَرَةً ودِوَاراً دَارَ معه قال أَبو ذؤيب حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّةٍ بِدِوَارِ الصَّيْدِ وَجَّاسُ عدّى وجاس بالباء لأَنه في معنى قولك
عالم به والدهر دَوَّارُ بالإِنسان ودَوَّارِيُّ أَي دائر به على إِضافة الشيء
إِلى نفسه قال ابن سيده هذا قول اللغويين قال الفارسي هو على لفظ النسب وليس بنسب
ونظيره بُخْتِيٌّ وكُرْسيٌّ ومن المضاعف أَعْجَمِيٌّ في معنى أَعجم الليث
الدَّوَّارِيُّ الدَّهْرُ الدائرُ بالإِنسان أَحوالاً قال العجاج والدَّهْرُ
بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ أَفْنَى القُرُونَ وهو قَعْسَرِيُّ ويقال دَارَ دَوْرَةً
واحدةً وهي المرة الواحدة يدُورُها قال والدَّوْرُ قد يكون مصدراً في الشعر ويكون
دَوْراً واحداً من دَوْرِ العمامة ودَوْرِ الخيل وغيره عام في الأَشياء كلها
والدُّوَارُ والدَّوَارُ كالدَّوَرَانِ يأْخذ في الرأْس ودِيَر به وعليه وأُدِيرَ
به أَخذهن الدُّوَارُ من دُوَارِ الرأْس وتَدْوِيرُ الشيء جعله مُدَوَّراً وفي
الحديث إِن الزمان قد اسْتَدَار كهيئته يوم خلق الله السموات والأَرض يقال دَارَ
يَدُورُ واستدار يستدير بمعنى إِذا طاف حول الشيء وإِذا عاد إِلى الموضع الذي
ابتدأَ منه ومعنى الحديث أَن العرب كانوا يؤخرون المحرم إِلى صفر وهو النسيء
ليقاتلوا فيه ويفعلون ذلك سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إِلى شهر حتى يجعلوه
في جميع شهور السنة فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إِلى زمنه المخصوص به قبل
النقل ودارت السنة كهيئتها الأُولى ودُوَّارَةُ الرأْس ودَوَّارَتُه طائفة منه
ودَوَّارَةُ البطن ودُوَّارَتُه عن ثعلب ما تَحَوَّى من أَمعاء الشاة والدَّائرة
والدَّارَةُ كلاهما ما أَحاط بالشيء والدَّارَةُ دَارَةُ القمر التي حوله وهي
الهَالَةُ وكل موضع يُدَارُ به شيء يَحْجُرُه فاسمه دَارَةٌ نحو الدَّاراتِ التي
تتخذ في المباطخ ونحوها ويجعل فيها الخمر وأَنشد تَرَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ
دَارَتها فَوْضَى وبين يديها التِّبْنُ مَنْثُورُ قال ومعنى البيت أَنه رأَى
حَصَّاداً أَلقى سنبله بين يدي تلك الإِوز فقلعت حبّاً من سنابله فأَكلت الحب وافتضحت
التبن وفي الحديث أَهل النار يحترقون إِلا دارات وجوههم هي جمع دارة وهو ما يحيط
بالوجه من جوانبه أَراد أَنها لا تأْكلها النار لأَنها محل السجود ودارة الرمل ما
استدار منه والجمع دَارَاتٌ ودُورٌ قال العجاج من الدَّبِيلِ ناشِطاً لِلدُّورِ
الأَزهري ابن الأَعرابي الدِّيَرُ الدَّارَاتُ في الرمل ابن الأَعرابي يقال
دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ لكل ما لم يتحرك ولم يَدُرْ فإِذا تحرك ودار فهو
دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ والدَّارَةُ كل أَرض واسعة بين جبال وجمعها دُورٌ ودَارَات
قال أَبو حنيفة وهي تُعَدُّ من بطون الأَرض المنبتة وقال الأَصمعي هي الجَوْبَةُ
الواسعة تَحُفُّها الجبال وللعرب دارات قال محمد بن المكرم وجدت هنا في بعض
الأُصول حاشية بخط سيدنا الشيخ الإِمام المفيد بهاء الدين محمد ابن الشيخ محيي
الدين إبراهيم بن النحاس النحوي فسح الله في أَجله قال كُرَاعٌ الدارةُ هي البُهْرَةُ
إِلا أَن البُهْرَة لا تكون إِلا سهلة والدارة تكون غليظة وسهلة قال وهذا قول أَبي
فَقْعَسٍ وقال غيره الدارة كلُّ جَوْبَةٍ تنفتح في الرمل وجمعها دُورٌ كما قيل
ساحة وسُوحٌ قال الأَصمعي وعِدَّةٌ من العلماء رحمهم الله تعالى دخل كلام بعضهم في
كلام بعض فمنها دارة جُلْجُل ودارةُ القَلْتَيْنِ ودارةُ خَنْزَرٍ ودارةُ صُلْصُلٍ
ودارةُ مَكْمَنٍ ودارةُ مَاسِلٍ ودارة الجَأْبِ ودارة الذِّئْبِ ودارة رَهْبى
ودارةُ الكَوْرِ ودارةُ موضوع ودارةُ السَّلَمِ ودارةُ الجُمُدِ ودارةُ القِدَاحِ
ودارةُ رَفْرَفٍ ودارةُ قُِطْقُِطٍ ودارةُ مُحْصَنٍ ودارةُ الخَرْجِ ودارة وَشْحَى
ودارةُ الدُّورِ فهذه عشرون دَارَةً وعلى أَكثرها شواهد هذا آخر الحاشية
والدَّيِّرَةُ من الرمل كالدَّارةِ والجمع دَيِّرٌ وكذلك التَّدْورِةُ وأَنشد
سيبويه لابن مقبل بِتْنَا بِتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا دَسَمُ السَّلِيطِ
يُضِيءُ فَوْقَ ذُبالِ ويروى بتنا بِدَيِّرَةٍ يضيء وجوهنا والدَّارَةُ رمل مستدير
وهي الدُّورَةُ وقيل هي الدُّورَةُ والدَّوَّارَةُ والدَّيِّرَةُ وربما قعدوا فيها
وشربوا والتَّدْوِرَةُ المجلسُ عن السيرافي ومُدَاوَرَةُ الشُّؤُون معالجتها
والمُدَاوَرَةُ المعالجة قال سحيم بن وثيل أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي
ونَجَّدَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ والدَّوَّارَةُ من أَدوات النَّقَّاشِ
والنَّجَّارِ لها شعبتان تنضمان وتنفرجان لتقدير الدَّارات والدَّائِرَةُ في
العَرُوض هي التي حصر الخليل بها الشُّطُورَ لأَنها على شكل الدائرة التي هي
الحلقة وهي خمس دوائر الأُولى فيها ثلاثة أَبواب الطويل والمديد والبسيط والدائرة
الثانية فيها بابان الوافر والكامل والدائرة الثالثة فيها ثلاثة أَبواب الهزج
والرجز والرمل والدائرة الرابعة فيها ستة أَبواب السريع والمنسرح والخفيف والمضارع
والمقتضب والمجتث والدائرة الخامسة فيها المتقارب فقط والدائرة الشَّعَرُ المستدير
على قَرْنِ الإِنسان قال ابن الأَعرابي هو موضع الذؤابة ومن أَمثالهم ما
اقْشَعَرَّتْ له دائرتي يضرب مثلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يضرك ودائرة رأْس
الإِنسان الشعر الذي يستدير على القَرْنِ يقال اقشعرت دائرته ودائرة الحافر ما
أَحاط به من التبن والدائرة كالحلقة أَو الشيء المستدير والدائرة واحدة الدوائر
وفي الفرس دوائر كثيرة فدائرة القَالِع والنَّاطِحِ وغيرهما وقال أَبو عبيدة دوائر
الخيل ثماني عشرة دائرة يكره منها الهَقْعَةُ وهي التي تكون في عُرضِ زَوْرِه
ودائرة القَالِعِ وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ ودائرة النَّاخِسِ وهي التي تكون
تحت الجَاعِرَتَيْنِ إِلى الفَائِلَتَيْنِ ودائرةُ اللَّطَاةِ في وسط الجبهة وليست
تكره إِذا كانت واحدة فإِن كان هناك دائرتان قالوا فرس نَطِيحٌ وهي مكروهة وما سوى
هذه الدوائر غير مكروهة ودَارَتْ عليه الدَّوائِرُ أَي نزلت به الدواهي والدائرة
الهزيمة والسوء يقال عليهم دائرة السوء وفي الحديث فيجعل الدائرة عليهم أَي
الدَّوْلَة بالغلبة والنصر وقوله عز وجل ويَتَرَبَّصُ بكم الدوائر قيل الموت أَو
القتل والدُّوَّارُ مستدار رمل تَدُورُ حوله الوحش أَنشد ثعلب فما مُغْزِلٌ
أَدْماءُ نام غَزَالُها بِدُوَّارِ نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وحُلَّبِ بأَحْسَنَ من
لَيْلَى ولا أُمُّ شَادِنٍ غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُها وَسْطَ رَبْرَبِ والدائرة
خشية تركز وسط الكُدْسِ تَدُورُ بها البقر الليث المَدَارُ مَفْعَلٌ يكون موضعاً
ويكون مصدراً كالدَّوَرَانِ ويجعل اسماً نحو مَدَار الفَلَكِ في مَدَارِه
ودُوَّارٌ بالضم صنم وقد يفتح وفي الأَزهري الدَّوَّارُ صنم كانت العرب تنصبه
يجعلون موضعاً حوله يَدُورُون به واسم ذلك الصنم والموضع الدُّوَارُ ومنه قول امرئ
القيس فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجَهُ عَذَارَى دُوَارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
السرب القطيع من البقر والظباء وغيرها وأَراد به ههنا البقر ونعاجه إِناثه شبهها
في مشيها وطول أَذنابها بِجَوَارٍ يَدُرْنَ حول صنم وعليهن الملاء والمذيل الطويل
المهدّب والأَشهر في اسم الصنم دَوَارٌ بالفتح وأَما الدُّوَارُ بالضم فهو من
دُوَارِ الرأْس ويقال في اسم الصنم دُوارٌ قال وقد تشدد فيقال دُوَّارٌ وقوله
تعالى نَخْشَى أَن تصيبنا دائرة قال أَبو عبيدة أَي دَوْلَةٌ والدوائر تَدُورُ
والدَّوائل تَدولُ ابن سيده والدَّوَّار والدُّوَّارُ كلاهما عن كراع من أَسماء
البيت الحرام والدَّارُ المحل يجمع البناء والعرصة أُنثى قال ابن جني هي من دَارَ
يَدُورُ لكثرة حركات الناس فيها والجمع أَدْوُرٌ وأَدْؤُرٌ في أَدنى العدد
والإِشمام للفرق بينه وبين أَفعل من الفعل والهمز لكراهة الضمة على الواو قال
الجوهري الهمزة في أَدؤر مبدلة من واو مضمومة قال ولك أَن لا تهمز والكثير دِيارٌ
مثل جبل وأَجْبُلٍ وجِبالٍ وفي حديث زيارة القبور سلامٌ عليكم دَارَ قَوْمٍ مؤمنين
سمي موضع القبور داراً تشبيهاً بدار الأَحياء لاجتماع الموتى فيها وفي حديث
الشفاعة فأَسْتَأْذِنُ على رَبِّي في دَارِه أَي في حضرة قدسه وقيل في جنته فإِن
الجنة تسمى دار السلام والله عز وجل هو السلام قال ابن سيده في جمع الدار آدُرٌ
على القلب قال حكاها الفارسي عن أَبي الحسن ودِيارَةٌ ودِيارَاتٌ ودِيرَانٌ ودُورٌ
ودُورَاتٌ حكاها سيبويه في باب جمع الجمع في قسمة السلامة والدَّارَةُ لغة في
الدَّارِ التهذيب ويقال دِيَرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيارٌ ودِيرَانٌ ودَارَةٌ ودَارَاتٌ
ودُورٌ ودُورَانٌ وأَدْوَارٌ ودِوَارٌ وأَدْوِرَةٌ قال وأَما الدَّارُ فاسم جامع
للعرصة والبناء والمَحَلَّةِ وكلُّ موضع حل به قوم فهو دَارُهُمْ والدنيا دَارُ
الفَناء والآخرة دَارُ القَرار ودَارُ السَّلام قال وثلاث أَدْؤُرٍ همزت لأَن
الأَلف التي كانت في الدار صارت في أَفْعُلٍ في موضع تحرّك فأُلقي عليها الصرف ولم
تردّ إِلى أَصلها ويقال ما بالدار دَيَّارٌ أَي ما بها أَحد وهو فَيْعَالٌ من دار
يَدُورُ الجوهري ويقال ما بها دُورِيٌّ وما بها دَيَّارٌ أَي أَحد وهو فَيْعَالٌ
من دُرْتُ وأَصله دَيْوَارٌ قالوا وإِذا وقعت واو بعد ياء ساكنة قبلها فتحة قلبت
ياء وأُدغمت مثل أَيَّام وقَيَّام وما بالدّارِ دُورِيٌّ ولا دَيَّارٌ ولا
دَيُّورٌ على إِبدال الواو من الياء أَي ما بها أَحد لا يستعمل إِلا في النفي وجمع
الدَّيَّارِ والدَّيُّورِ لو كُسِّرَ دَواوِيرُ صحت الواو لبعدها من الطرف وفي
الحديث أَلا أُنبئكم بخير دُورِ الأَنصار ؟ دُورُ بني النَّجَّارِ ثم دُور بني
عَبْدِ الأَشْهَلِ وفي كلِّ دُورِ الأَنصارِ خَيْرٌ الدُّورُ جمع دار وهي المنازل
المسكونة والمَحَالُّ وأَراد به ههنا القبائل والدُّورُ ههنا قبائل اجتمعت كل
قبيلة في مَحَلَّةٍ فسميت المَحَلَّةُ دَاراً وسمي ساكنوها بها مجازاً على حذف
المضاف أَي أَهل الدُّورِ وفي حديث آخر ما بقيتْ دَارٌ إِلاَّ بُنِيَ فيها مسجد
أَي ما بقيت قبيلة وأَما قوله عليه السلام وهل ترك لنا عَقِيلٌ من دار ؟ فإِنما
يريد به المنزل لا القبيلة الجوهري الدار مؤنثة وإِنما قال تعالى ولنعم دار
المتقين فذكَّر على معنى المَثْوَى والموضع كما قال عز وجل نِعْمَ الثوابُ
وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً فأَنث على المعنى والدَّارَةُ أَخص من الدَّارِ وفي حديث
أَبي هريرة يا لَيْلَةً من طُولها وعَنَائِها على أَنها من دَارَةِ الكُفْرِ
نَجَّتِ ويقال للدَّارِ دَارَة وقال ابن الزِّبَعْرَى وفي الصحاح قال أُمية بن
أَبي الصلت يمدح عبدالله بن جُدْعان لَهُ دَاعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ وآخَرُ فَوْقَ
دَارَتِه يُنادِي والمُدَارَات أُزُرٌ فيها دَارَاتٌ شَتَّى وقال الشاعر وذُو
مُدَارَاتٍ على حَصِير والدَّائِرَةُ التي تحت الأَنف يقال لها دَوَّارَةٌ
ودَائِرَةٌ ودِيرَةٌ والدَّارُ البلد حكى سيبويه هذه الدَّارُ نعمت البلدُ فأَنث
البلد على معنى الدار والدار اسم لمدينة سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي
التنزيل العزيز والذين تَبَوَّأُوا الدَّارَ والإِيمان والدَّارِيُّ اللازِمُ
لداره لا يبرح ولا يطلب معاشاً وفي الصحاح الدَّارِيُّ رَبُّ النِّعَمِ سمي بذلك
لأَنه مقيم في داره فنسب إِليها قال لَبِّثْ قليلاً يُدْرِكِ الدَّارِيُّون ذَوُو
الجيادِ الُبدَّنِ المَكْفِيُّون سَوْفَ تَرَى إِن لَحِقُوا ما يُبْلُون يقول هم
أَرباب الأَموال واهتمامهم بإِبلهم أَشد من اهتمام الراعي الذي ليس بمالك لها
وبَعِيرٌ دَارِيٌّ متخلف عن الإِبل في مَبْرَكِه وكذلك الشاة والدَّارِيُّ
المَلاَّحُ الذي يلي الشِّرَاعَ وأَدَارَهُ عن الأَمر وعليه ودَاوَرَهُ لاوَصَهُ
ويقال أَدَرْتُ فلاناً على الأَمر إِذا حاوَلْتَ إِلزامَه إِياه وأَدَرْتُهُ عن
الأَمر إِذا طلبت منه تركه ومنه قوله يُديرُونَنِي عن سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ
وجِلْدَةُ بينَ العَيْنِ والأَنْفِ سَالِمُ وفي حديث الإِسراء قال له موسى عليه
السلام لقد دَاوَرْتُ بني إِسرائيل على أَدْنَى من هذا فَضَعُفُوا هو فاعَلْتُ من
دَارَ بالشيء يَدُورُ به إِذا طاف حوله ويروى رَاوَدْتُ الجوهري والمُدَارَةُ
جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو فيستقى بها قال الراجز لا يَسْتَقِي في
النَّزَحِ المَضْفُوفِ إِلاَّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ يقول لا يمكن أَن
يستقى من الماء القليل إِلا بدلاء واسعة الأَجواف قصيرة الجوانب لتنغمس في الماء
وإِن كان قليلاً فتمتلئ منه ويقال هي من المُدَارَاةِ في الأُمور فمن قال هذا
فإِنه ينصب التاء في موضع الكسر أَي بمداراة الدلاء ويقول لا يستقى على ما لم
يسمَّ فاعله ودَارٌ موضع قال ابن مقبل عادَ الأَذِلَّةُ في دَارٍ وكانَ بها هُرْتُ
الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ وابنُ دَارَةَ رجل من فُرْسَانِ العرب وفي المثل
محا السَّيْفُ ما قال ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا والدَّارِيُّ العَطَّارُ يقال أَنه
نُسِبَ إِلى دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَيْنِ فيها سُوق كان يحمل إِليها مِسْكٌ من
ناحية الهند وقال الجعدي أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دَا رِينَ وفِلْجٌ من
فُلْفُلٍ ضَرِمِ وفي الحديث مَثَلُ الجَلِيس الصالِح مَثَلُ الدَّارِيِّ إِن لم
يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من ريحه قال الشاعر إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ
جاءَ بفَأْرَةٍ من المِسْكِ رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْري والدَّارِيُّ بتشديد
الياء العَطَّارُ قالوا لأَنه نسب إِلى دَارِينَ وهو موضع في البحر يؤتى منه
بالطيب ومنه كلام عليّ كرّم الله وجهه كأَنه قِلْعٌ دَارِيُّ أَي شِراعٌ منسوب
إِلى هذا الموضع البحري الجوهري وقول زُمَيْلٍ الفَزَارِيِّ فلا تُكْثِرَا فيه
المَلامَةَ إِنَّهُ مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا قال ابن بري
الشعر للكُمَيت بن مَعْرُوف وقال ابن الأَعرابي هو للكميت بن ثعلبة الأَكبر قال
وصدره فلا تُكْثِرُوا فيه الضَّجَاجَ فإِنه مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ
أَجْمَعا والهاء في قوله فيه تعود على العقل في البيت الذي قبله وهو خُذُوا
العَقْلَ إِنْ أَعْطاكمُ العَقْلَ قَومُكُم وكُونُوا كمن سَنَّ الهَوَانَ
فَأَرْتَعَا قال وسبب هذا الشعر أَن سالم بن دارة هجا فَزَارَةَ وذكر في هجائه
زُمَيْلَ بن أُم دينار الفَزَارِيَّ فقال أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي لن أُصالِحَها
حتى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينارِ ثم إِن زميلاً لقي سالم بن دارة في طريق
المدينة فقتله وقال أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابنِ دَارَهْ ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن
فَزَارَهْ ويروى وكاشِفُ السُّبَّةِ عن فَزَارَهْ وبعده ثم جَعَلْتُ أَعْقِلُ
البَكَارَهْ جمع بَكْرٍ قال يعقل المقتول بَكارَةً ومَسَانّ وعبدُ الدَّار بطنٌ من
قريش النسب إِليهم عَبْدَرِيٌّ قال سيبويه وهو من الإِضافة التي أُخذ فيها من لفظ
الأَول والثاني كما أُدخلت في السَّبَطْر حروفُ السَّبِطِ قال أَبو الحسن كأَنهم
صاغوا من عَبْدِ الدَّارِ اسماً على صيغة جَعْفَرٍ ثم وقعت الإِضافة إِليه ودارِين
موضع تُرْفَأُ إِليه السُّفُنُ التي فيها المسك وغير ذلك فنسبوا المسك إِليه وسأَل
كسرى عن دارين متى كانت ؟ فلم يجد أَحداً يخبره عنها إِلا أَنهم قالوا هي
عَتِيقَةٌ بالفارسية فسميت بها ودَارَانُ موضع قال سيبويه إِنما اعتلَّت الواو فيه
لأَنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاًّ كاعتلاله
ولا زيادة فيه وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلانُ ودَارَاءُ موضع قال
لَعَمْرُكَ ما مِيعادُ عَيْنِكَ والبُكَا بِدَارَاءَ إِلا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ
ودَارَةُ من أَسماء الداهية معرفة لا ينصرف عن كراع قال يَسْأَلْنَ عن دَارَةَ أَن
تَدُورَا ودَارَةُ الدُّور موضع وأُراهم إِنما بالغوا بها كما تقول رَمْلَةُ
الرِّمالِ ودُرْنَى اسم موضع سمي على هذا بالجملة وهي فُعْلى ودَيْرُ النصارى
أَصله الواو والجمع أَدْيارٌ والدَّيْرَانِيُّ صاحب الدَّيْرِ وقال ابن الأَعرابي
يقال للرجل إِذا رأَس أَصحابه هو رأْس الدَّيْرِ
معنى
في قاموس معاجم
مِثل كلمةُ
تَسْوِيَةٍ يقال هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه وشَبَهُه بمعنى قال ابن بري
الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس
والمتَّفقين لأَن التَّساوِي هو التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص وأَما
المُما
مِثل كلمةُ
تَسْوِيَةٍ يقال هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه وشَبَهُه بمعنى قال ابن بري
الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس
والمتَّفقين لأَن التَّساوِي هو التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص وأَما
المُماثَلة فلا تكون إِلا في المتفقين تقول نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه
كلونِه وطعمُه كطعمِه فإِذا قيل هو مِثْلة على الإِطلاق فمعناه أَنه يسدُّ مسدَّه
وإِذا قيل هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دون جهةٍ والعرب تقول هو
مُثَيْلُ هذا وهم أُمَيْثالُهم يريدون أَن المشبَّه به حقير كما أَن هذا حقير
والمِثْل الشِّبْه يقال مِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه بمعنى واحد قال ابن جني وقوله
عز وجل فَوَرَبِّ السماء والأَرض إِنه لحقٌّ مثل ما أَنَّكم تَنْطِقون جَعَل مِثْل
وما اسماً واحداً فبنى الأَولَ على الفتح وهما جميعاً عندهم في موضع رفعٍ لكونهما
صفة لحقّ فإِن قلت فما موضع أَنكم تنطِقون ؟ قيل هو جر بإِضافة مِثْلَ ما إِليه
فإِن قلت أَلا تعلم أَن ما على بِنائها لأَنها على حرفين الثاني منهما حرفُ لِينٍ
فكيف تجوز إِضافة المبني ؟ قيل ليس المضاف ما وحدَها إِنما المضاف الاسم المضموم
إِليه ما فلم تَعْدُ ما هذه أَن تكون كتاء التأْنيث في نحو جارية زيدٍ أَو كالأَلف
والنون في سِرْحان عَمْرو أَو كياء الإِضافة في بَصْرِيِّ القومِ أَو كأَلف
التأْنيث في صحراء زُمٍّ أَو كالأَلف والتاء في قوله في غائلاتِ الحائِر
المُتَوّهِ وقوله تعالى ليس كَمِثْلِه شيء أَراد ليس مِثْلَه لا يكون إِلا ذلك
لأَنه إِن لم يَقُل هذا أَثبتَ له مِثْلاً تعالى الله عن ذلك ونظيرُه ما أَنشده
سيبويه لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي مَقَقٌ وقوله تعالى فإِن آمنوا
بمثل ما آمنتم به قال أَبو إِسحق إِن قال قائل وهل للإِيمان مِثْل هو غير الإِيمان
؟ قيل له المعنى واضح بيِّن وتأْويلُه إِن أَتَوْا بتصديقٍ مِثْلِ تصديقكم في
إِيمانكم بالأَنبياء وتصديقكم كتوحيدكم
( * قوله « وتصديقكم كتوحيدكم » هكذا في الأصل ولعله وبتوحيد كتوحيدكم ) فقد
اهتدوا أَي قد صاروا مسلمين مثلكم وفي حديث المِقْدام أَن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الكِتاب ومِثْلَه معه قال ابن الأَثير يحتمل وجهين
من التأْويل أَحدهما أَنه أُوتِيَ من الوَحْي الباطِن غيرِ المَتْلُوِّ مثل ما
أُعطيَ من الظاهر المَتْلُوِّ والثاني أَنه أُوتي الكتابَ وَحْياً وأُوتي من
البَيان مثلَه أَي أُذِنَ له أَن يبيِّن ما في الكتاب فيَعُمَّ ويَخُصَّ ويَزيد
وينقُص فيكون في وُجوب العَمَل به ولزوم قبوله كالظاهِر المَتْلوِّ من القرآن وفي
حديث المِقْدادِ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه
قبلَ أَن يقولَ كلمته أَي تكون من أَهل النار إِذا قتلتَه بعد أَن أَسْلَمَ
وتلفَّظ بالشهادة كما كان هو قبل التلفُّظ بالكلمة من أَهل النار لا أَنه يصير
كافراً بقتله وقيل إِنك مِثْله في إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قبل أَن يُسْلِم
مُباحُ الدم فإِن قتله أَحد بعد أَن أَسلم كان مُباحَ الدم بحقِّ القِصاصِ ومنه
حديث صاحب النِّسْعةِ إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قال ابن الأَثير جاء في رواية
أَبي هريرة أَنَّ الرجلَ قال والله ما أَردت قَتْله فمعناه أَنه قد ثَبت قَتْلُه
إِياه وأَنه ظالم له فإِن صَدَقَ هو في قوله إِنه لم يُرِد قَتْله ثم قَتَلْتَه
قِصاصاً كنتَ ظالماً مثلَه لأَنه يكون قد قَتَلَه خطأً وفي حديث الزكاة أَمَّا
العبَّاس فإِنها عليه ومثلُها مَعها قيل إِنه كان أَخَّرَ الصَّدَقة عنه عامَيْن
فلذلك قال ومثلُها معها وتأْخير الصدقةِ جائز للإِمام إِذا كان بصاحبها حاجةٌ
إِليها وفي رواية قال فإِنها عَليَّ ومثلُها معها قيل إِنه كان اسْتَسْلَف منه
صدقةَ عامين فلذلك قال عَليَّ وفي حديث السَّرِقة فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيْه هذا
على سبيل الوَعِيدِ والتغليظِ لا الوُجوبِ ليَنْتَهِيَ فاعِلُه عنه وإِلاّ فلا
واجبَ على متلِف الشيء أَكثر من مِثْلِه وقيل كان في صدْر الإِسلام تَقَعُ
العُقوباتُ في الأَموال ثم نسِخ وكذلك قوله في ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها ومثلُها
معها قال ابن الأَثير وأَحاديث كثيرة نحوه سبيلُها هذا السبيل من الوعيد وقد كان
عمر رضي الله عنه يحكُم به وإِليه ذهب أَحمدُ وخالفه عامَّة الفقهاء والمَثَلُ
والمَثِيلُ كالمِثْل والجمع أَمْثالٌ وهما يَتَماثَلانِ وقولهم فلان مُسْتَرادٌ
لمِثْلِه وفلانةُ مُسْتَرادةٌ لمِثْلِها أَي مِثْلُه يُطلَب ويُشَحُّ عليه وقيل
معناه مُسْتَراد مِثْله أَو مِثْلها واللام زائدة والمَثَلُ الحديثُ نفسُه وقوله
عز وجل ولله المَثَلُ الأَعْلى جاء في التفسير أَنه قَوْلُ لا إِله إِلاَّ الله
وتأْويلُه أَن الله أَمَر بالتوحيد ونَفى كلَّ إِلهٍ سِواهُ وهي الأَمثال قال ابن
سيده وقد مَثَّلَ به وامْتَثَلَهُ وتَمَثَّلَ به وتَمَثَّله قال جرير
والتَّغْلَبيّ إِذا تَنَحْنَح للقِرى حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا على أَن
هذا قد يجوز أَن يريد به تمثَّل بالأَمْثال ثم حذَف وأَوْصَل وامْتَثَل القومَ
وعند القوم مَثَلاً حَسَناً وتَمَثَّل إِذا أَنشد بيتاً ثم آخَر ثم آخَر وهي
الأُمْثولةُ وتمثَّل بهذا البيتِ وهذا البيتَ بمعنى والمَثَلُ الشيء الذي يُضرَب
لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه وفي الصحاح ما يُضرَب به من الأَمْثال قال الجوهري ومَثَلُ
الشيء أَيضاً صفته قال ابن سيده وقوله عز من قائل مَثَلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ
المُتَّقون قال الليث مَثَلُها هو الخبر عنها وقال أَبو إِسحق معناه صِفة الجنة
وردّ ذلك أَبو علي قال لأَن المَثَلَ الصفة غير معروف في كلام العرب إِنما معناه
التَّمْثِيل قال عمر بن أَبي خليفة سمعت مُقاتِلاً صاحبَ التفسير يسأَل أَبا عمرو
بن العلاء عن قول الله عز وجل مَثَل الجنة ما مَثَلُها ؟ فقال فيها أَنْهار من
ماءٍ غير آسِنٍ قال ما مثلها ؟ فسكت أَبو عمرو قال فسأَلت يونس عنها فقال مَثَلُها
صفتها قال محمد ابن سلام ومثل ذلك قوله ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في
الإِنجيل أَي صِفَتُهم قال أَبو منصور ونحوُ ذلك رُوي عن ابن عباس وأَما جواب أَبي
عمرو لمُقاتِل حين سأَله ما مَثَلُها فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ ثم
تكْريرُه السؤال ما مَثَلُها وسكوت أَبي عمرو عنه فإِن أَبا عمرو أَجابه جواباً
مُقْنِعاً ولما رأَى نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سكت عنه لما وقف من غلظ فهمه وذلك أَن
قوله تعالى مَثَل الجنة تفسير لقوله تعالى إِن الله يُدْخِل الذين آمنوا وعملوا
الصالحاتِ جناتٍ تجري من تحتها الأَنهار وَصَفَ تلك الجناتِ فقال مَثَلُ الجنة
التي وصفْتُها وذلك مِثْل قوله ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل أَي
ذلك صفةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأَصحابِه في التوراة ثم أَعلمهم أَن صفتهم في
الإِنجيل كَزَرْعٍ قال أَبو منصور وللنحويين في قوله مثل الجنة التي وُعِد المتقون
قولٌ آخر قاله محمد بن يزيد الثمالي في كتاب المقتضب قال التقدير فيما يتلى عليكم
مَثَلُ الجنة ثم فيها وفيها قال ومَنْ قال إِن معناه صِفةُ الجنةِ فقد أَخطأَ لأَن
مَثَل لا يوضع في موضع صفة إِنما يقال صفة زيد إِنه ظَريفٌ وإِنه عاقلٌ ويقال
مَثَلُ زيد مثَلُ فلان إِنما المَثَل مأْخوذ من المِثال والحَذْوِ والصفةُ
تَحْلِية ونعتٌ ويقال تمثَّل فلانٌ ضرب مَثَلاً وتَمَثَّلَ بالشيء ضربه مَثَلاً
وفي التنزيل العزيز يا أَيُّها الناسُ ضُرِب مَثَل فاستَمِعوا له وذلك أَنهم
عَبَدُوا من دون الله ما لا يَسْمَع ولا يُبْصِر وما لم ينزِل به حُجَّة فأَعْلَم
اللهُ الجوَاب ممَّا جعلوه له مَثَلاً ونِدًّا فقال إِنَّ الذين تَعْبُدون من دون
الله لن يخلُقوا ذُباباً يقول كيف تكونُ هذه الأَصنامُ أَنْداداً وأَمثالاً للهِ
وهي لا تخلُق أَضعفَ شيء مما خلق اللهُ ولو اجتمعوا كلُّهم له وإِن يَسْلُبْهُم
الذُّبابُ الضعيفُ شيئاً لم يخلِّصوا المَسْلوبَ منه ثم قال ضَعُفَ الطالِبُ
والمَطْلوبُ وقد يكون المَثَلُ بمعنى العِبْرةِ ومنه قوله عز وجل فجعلناهم سَلَفاً
ومَثَلاً للآخرين فمعنى السَّلَفِ أَنا جعلناهم متقدِّمين يَتَّعِظُ بهم
الغابِرُون ومعنى قوله ومَثلاً أَي عِبْرة يعتبِر بها المتأَخرون ويكون المَثَلُ
بمعنى الآيةِ قال الله عز وجل في صفة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وجعلناه
مَثَلاً لبني إِسرائيل أَي آيةً تدلُّ على نُبُوّتِه وأَما قوله عز وجل ولَمَّا
ضُرِب ابنُ مريم مثلاً إِذا قومُك منه يَصُدُّون جاء في التفسير أَن كفَّارَ قريشٍ
خاصَمَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فلما قيل لهم إِنكم وما تعبُدون من دون الله
حَصَبُ جهنم قالوا قد رَضِينا أَن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى والملائكةِ الذين
عُبِدوا من دون الله فهذا معنى ضَرْبِ المَثَل بعيسى والمِثالُ المقدارُ وهو من
الشِّبْه والمثل ما جُعل مِثالاً أَي مقداراً لغيره يُحْذَى عليه والجمع المُثُل
وثلاثة أَمْثِلةٍ ومنه أَمْثِلةُ الأَفعال والأَسماء في باب التصريف والمِثال
القالَِبُ الذي يقدَّر على مِثْله أَبو حنيفة المِثالُ قالَِب يُدْخَل عَيْنَ
النَصْل في خَرْق في وسطه ثم يُطْرق غِراراهُ حتى يَنْبَسِطا والجمع أَمْثِلةٌ
وتَماثَل العَليلُ قارَب البُرْءَ فصار أَشْبَهَ بالصحيح من العليل المَنْهوك وقيل
إِن قولَهم تَماثَل المريضُ من المُثولِ والانتصابِ كأَنه هَمَّ بالنُّهوض
والانتصاب وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضوان الله عليهما فَحَنَتْ له قِسِيَّها
وامْتَثَلوه غَرَضاً أَي نَصَبوه هَدَفاً لِسِهام مَلامِهم وأَقوالِهم وهو افتَعل
من المُثْلةِ ويقال المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن مُثولاً وانتصاباً ثم جعل
صفة للإِقبال قال أَبو منصور معنى قولهم المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن حالاً
من حالةٍ كانت قبلها وهو من قولهم هو أَمْثَلُ قومه أَي أَفضل قومه الجوهري فلانٌ
أَمْثَلُ بني فلانٍ أَي أَدناهم للخير وهؤلاء أَماثِلُ القوم أَي خيارُهم وقد
مَثُل الرجل بالضم مَثالةً أَي صار فاضِلاً قال ابن بري المَثالةُ حسنُ الحال ومنه
قولهم زادك الله رَعالةً كلما ازْدَدْتَ مَثالةً والرَّعالةُ الحمقُ قال ويروى
كلما ازْددْت مَثالة زادك اللهُ رَعالةً والأَمْثَلُ الأَفْضَلُ وهو من أَماثِلِهم
وذَوِي مَثَالَتِهم يقال فلان أَمْثَلُ من فلان أَي أَفضل منه قال الإِيادي وسئل
أَبو الهيثم عن مالك قال للرجل ائتني بقومك فقال إِن قومي مُثُلٌ قال أَبو الهيثم
يريد أَنهم سادات ليس فوقهم أَحد والطريقة المُثْلى التي هي أَشبه بالحق وقوله
تعالى إِذ يقول أَمْثَلُهم طريقةً معناه أَعْدَلُهم وأَشْبهُهم بأَهل الحق وقال
الزجاج أَمْثَلُهم طريقة أَعلمهم عند نفسه بما يقول وقوله تعالى حكاية عن فرعون
أَنه قال ويَذْهَبا بطريقتكم المُثْلى قال الأَخفش المُثْلى تأْنيثُ الأَمْثَل
كالقُصْوى تأْنيث الأَقْصَى وقال أَبو إِسحق معنى الأَمْثَل ذو الفضل الذي يستحق
أَن يقال هو أَمثل قومه وقال الفراء المُثْلى في هذه الآية بمنزلة الأَسماء
الحُسْنى وهو نعت للطريقة وهم الرجال الأَشراف جُعِلَتِ المُثْلى مؤنثةً لتأْنيث
الطريقة وقال ابن شميل قال الخيل يقال هذا عبدُ الله مِثْلك وهذا رجل مِثْلك لأَنك
تقول أَخوك الي رأَيته بالأَمس ولا يكون ذلك في مَثَل والمَثِيلُ الفاضلُ وإِذا
قيل مَنْ أَمْثَلُكُم قلت كُلُّنا مَثِيل حكاه ثعلب قال وإِذا قيل مَنْ أَفضلكُم ؟
قلت فاضِل أَي أَنك لا تقول كلُّنا فَضيل كما تقول كُلُّنا مَثِيل وفي الحديث
أَشدُّ الناس بَلاءً الأَنبياءُ ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ أَي الأَشرفُ فالأَشرفُ
والأَعلى فالأَعلى في الرُّتبةِ والمنزلة يقال هذا أَمثلُ من هذا أَي أَفضلُ
وأَدنَى إِلى الخير وأَماثِلُ الناس خيارُهم وفي حديث التَّراويح قال عمر لو
جَمَعْت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثلَ أَي أَولى وأَصوب وفي الحديث أَنه قال
بعد وقعةِ بَدْر لو كان أَبو طالب حَيّاً لَرَأَى سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل
قال الزمخشري معناه اعتادت واستأْنستْ بالأَماثِل وماثَلَ الشيءَ شابهه
والتِّمْثالُ الصُّورةُ والجمع التَّماثيل ومَثَّل له الشيءَ صوَّره حتى كأَنه
ينظر إِليه وامْتَثله هو تصوَّره والمِثالُ معروف والجمع أَمْثِلة ومُثُل ومَثَّلت
له كذا تَمْثيلاً إِذا صوَّرت له مثالة بكتابة وغيرها وفي الحديث أَشدُّ الناس
عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلين أَي مصوِّر يقال مَثَّلْت بالتثقيل والتخفيف إِذا
صوَّرت مِثالاً والتِّمْثالُ الاسم منه وظِلُّ كل شيء تِمْثالُه ومَثَّل الشيء
بالشيء سوَّاه وشبَّهه به وجعله مِثْلَه وعلى مِثالِه ومنه الحديث رأَيت الجنةَ
والنار مُمَثَّلَتين في قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما ومنه الحديث
لا تمثِّلوا بنَامِيَةِ الله أَي لا تشبهوا بخلقه وتصوِّروا مثل تصويره وقيل هو من
المُثْلة والتِّمْثال اسم للشيء المصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله وجمعه
التَّماثيل وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره ويكون تَمْثيل
الشيء بالشيء تشبيهاً به واسم ذلك الممثَّل تِمْثال وأَما التَّمْثال بفتح التاء
فهو مصدر مَثَّلْت تمثيلاً وتَمْثالاً ويقال امْتَثَلْت مِثالَ فلان احْتَذَيْت
حَذْوَه وسلكت طريقته ابن سيده وامْتَثَلَ طريقته تبِعها فلم يَعْدُها ومَثَلَ
الشيءُ يَمْثُل مُثُولاً ومَثُل قام منتصباً ومَثُل بين يديه مُثُولاً أَي انتصب
قائماً ومنه قيل لِمَنارة المَسْرَجة ماثِلةٌ وفي الحديث مَنْ سرَّه أَن يَمْثُل
له الناس قِياماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النار أَي يقوموا قِياماً وهو جالس
يقال مَثُل الرجل يَمْثُل مُثولاً إِذا انتصب قائماً وإِنما نهى عنه لأَنه من
زِيِّ الأَعاجم ولأَن الباعث عليه الكِبْر وإِذلالُ الناس ومنه الحديث فقام النبي
صلى الله عليه وسلم مُمْثِلاً يروى بكسر الثاء وفتحها أَي منتصباً قائماً قال ابن
الأَثير هكذا شرح قال وفيه نظر من جهة التصريف وفي رواية فَمَثَلَ قائماً
والمَاثِلُ القائم والماثِلُ اللاطِيءُ بالأَرض ومَثَل لَطِئَ بالأَرض وهو من
الأَضداد قال زهير تَحَمَّلَ منها أَهْلُها وخَلَتْ لها رُسومٌ فمنها مُسْتَبِينٌ
وماثِلُ والمُسْتَبِين الأَطْلالُ والماثلُ الرُّسومُ وقال زهير أَيضاً في الماثِل
المُنْتَصِبِ يَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمس ماثِلاً على الجِذْل إِلا أَنه لا
يُكَبِّرُ وقول لبيد ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاه كالمَثَلْ
فسَّره المفسِّر فقال المَثَلُ الماثِلُ قال ابن سيده ووجهه عندي أَنه وضع
المَثَلَ موضع المُثُولِ وأَراد كَذِي المَثَل فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه
مقامه ويجوز أَن يكون المَثَلُ جمع ماثِل كغائب وغَيَب وخادِم وخَدَم وموضع الكاف
الزيادة كما قال رؤبة لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي فيها مَقَقٌ
ومَثَلَ يَمْثُل زال عن موضعه قال أَبو خِراش الهذلي يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيجُ
لِما يَرى فمنه بُدُوٌّ مرَّةً ومُثُولُ
( * قوله « يقربه النهض إلخ » تقدم في مادة نجح بلفظ ومثيل والصواب ما هنا ) أَبو
عمرو كان فلان عندنا ثم مَثَل أَي ذهب والماثِلُ الدارِس وقد مَثَل مُثولاً
وامْتَثَلَ أَمرَه أَي احتذاه قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن رَبَاعٍ لها مُذْ
أَوْرَقَ العُودُ عنده خُماشاتُ ذَحْلٍ ما يُراد امتِثالُها ومَثَلَ بالرجل
يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلة الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ومَثَّل كلاهما نكَّل به وهي
المَثُلَة والمُثْلة وقوله تعالى وقد خَلَت من قبلهمُ المَثُلاتُ قال الزجاج الضمة
فيها عِوَض من الحذف وردّ ذلك أَبو علي وقال هو من باب شاةٌ لَجِبَة وشِياهٌ
لَجِبات الجوهري المَثُلة بفتح الميم وضم الثاء العقوبة والجمع المَثُلات التهذيب
وقوله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المَثُلات يقول
يستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به وقد علموا ما نزل من عُقوبَتِنا بالأُمَمِ
الخالية فلم يعتبروا بهم والعرب تقول للعقوبة مَثُلَه ومُثْلة فمن قال مَثُله
جمعها على مَثُلات ومن قال مُثْلة جمعها على مُثُلات ومُثَلات ومُثْلات بإِسكان
الثاء يقول يستعجلونك بالعذاب أَي يطلبُون العذاب في قولهم فأَمطر علينا حجارةً من
السماء وقد تقدم من العذاب ما هو مُثْلة وما فيه نَكالٌ لهم لو اتَّعظوا وكأَن
المَثْل مأْخوذ من المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ في عُقوبته جعله مَثَلاً وعَلَماً
ويقال امْتَثَل فلان من القوم وهؤُلاء مُثْلُ القوم وأَماثِلُهم يكون جمع أَمْثالٍ
ويكون جمع الأَمْثَلِ وفي الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن يُمَثَّل
بالدوابِّ وأَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بها وهو أَن تُنْصَب فترمَى أَو تُقَطَّع
أَطرافها وهي حَيَّة وفي الحديث أَنه نهى عن المُثْلة يقال مَثَلْت بالحيوان
أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به ومَثَلْت بالقتيل إِذا جَدَعت
أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه والاسم المُثلة فأَما مَثَّل
بالتشديد فهو للمبالغة ومَثَلَ بالقتيل جَدَعه وأَمْثَله جعله مُثْلة وفي الحديث
من مَثَلَ بالشَّعَر فليس له عند الله خَلاق يوم القيامة مُثْلة الشَّعَر حَلْقُه
من الخُدُودِ وقيل نتفُه أَو تغيِيرُه بالسَّواد وروي عن طاووس أَنه قال جعله الله
طُهْرةً فجعله نَكالاً وأَمْثَلَ الرجلَ قَتَلَه بقَوَدٍ وامْتَثَل منه اقتصَّ قال
إِن قَدَرْنا يوماً على عامِرٍ نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم وتَمَثَّل منه
كامْتَثَل يقال امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي اقتصصت منه ومنه قول ذي الرمة
يصف الحمار والأُتن خُماشات ذَحْلٍ ما يُرادُ امْتِثالُها أَي ما يُراد أَن
يُقْتَصَّ منها هي أَذل من ذلك أَو هي أَعز عليه من ذلك ويقول الرجل للحاكم
أَمْثِلْني من فلان وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي أَقِصَّني منه وقد أَمْثَله الحاكم
منه قال أَبو زيد والمِثالُ القِصاص قال يقال أَمْثَله إِمْثالاً وأَقصَّه
إِقْصاصاً بمعنى والاسم المِثالُ والقِصاصُ وفي حديث سُويد بن مقرّن قال ابنُه
معاوية لَطَمْتُ مَوْلىً لنا فدَعاه أَبي ودعاني ثم قال امْثُل منه وفي رواية
امْتَثِل فعَفا أَي اقتصَّ منه يقال أَمْثَلَ السلطانُ فلاناً إذا أَقادَه وقالوا
مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ عن ابن الأعرابي وأَنشد مَن لا يَضَعْ
بالرَّمْلةِ المَعاوِلا يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا وإِنْ تشكَّى الأَيْنَ
والتَّلاتِلا عنى بالتَّلاتِل الشدائد والمِثالُ الفِراش وجمعه مُثُل وإِن شئت
خفَّفت وفي الحديث أَنه دخل على سعد وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خَلَق وفي
الحديث عن جرير عن مغيرة عن أُم موسى أُم ولد الحسين بن علي قالت زوَّج علي بن
أَبي طالب شابَّين وابْني منهما فاشترى لكل واحد منهما مِثالَيْن قال جرير قلت
لمُغيرة ما مِثالان ؟ قال نَمَطان والنّمَطُ ما يُفْترش من مَفارش الصوف الملوَّنة
وقوله وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خلَق قال الأَعشى بكلِّ طُوَالِ
السَّاعِدَيْنِ كأَنما يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثالَ المُمَهَّدا وفي حديث عكرمة
أَن رجلاً من أَهل الجنة كان مُسْتَلْقِياً على مُثُله هي جمع مِثال وهو الفِراش
والمِثالُ حجَر قد نُقِر في وَجْهه نَقْرٌ على خِلْقة السِّمَة سواء فيجعل فيه طرف
العمود أَو المُلْمُول المُضَهَّب فلا يزالون يَحْنون منه بأَرْفَق ما يكون حتى
يَدخل المِثال فيه فيكون مِثْله والأَمْثال أَرَضُون ذاتُ جبال يشبه بعضُها بعضاً
ولذلك سميت أَمْثالاً وهي من البَصرة على ليلتين والمِثْل موضع
( * قوله « والمثل موضع » هكذا ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة ولكن في
القاموس ضبط بالضم )
قال مالك بن الرَّيْب أَلا ليت شِعْري عل تَغَيَّرَتِ الرَّحَى رَحَى المِثْل أَو
أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا ؟