الدَّرَكُ مُحَرَّكَةً : اللَّحاقُ وقد أَدْرَكَه : إِذا لَحِقَه وهو اسمٌ من الإدْراكِ وفي الصِّحاحِ الإِدْراكُ : اللُّحُوقُ يُقال : مَشَيت حتى أَدْرَكْتُه وعِشْتُ حتى أَدْرَكْتُ زمانَه . ورَجُلٌ دَرّاكٌ : كثيرُ الإدْراكِ قال الجوهري : وقَلّما يَجِئُ فَعّالٌ من أَفْعَلَ يُفْعِلُ إِلا أَنَّهم قد قالُوا : حَسّاسٌ دَرّاكٌ لُغَةٌ أَو ازْدِواجٌ وقال غيرُه : ولم يَجِئْ فَعّالٌ من أَفْعَلَ إِلا دَرّاكٌ من أَدْرَكَ وجَبّارٌ من أَجْبَرَه على الحُكْمِ : أَكْرَهَه وسَأّرٌ من قوله : أَسْأَرَ في الكَأْسِ : إِذا أَبْقَى فيها سُؤْرا من الشَّرابِ وهي البَقِيَّةُ . وحَكَى اللِّحْياني : رجُلٌ مُدْرِكَةٌ بالهاءِ : سَريعُ الإِدْراكِ . وقال غيرُه : رجلٌ مُدْرِكٌ أَيضاً أي : كَثِيرُ الإِدْراكِ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهِدُ درّاكٍ قولُ قَيس بنِ رِفاعَةَ :
وصاحِبُ الوِتْرِ ليسَ الدَّهْر مُدْرِكَه ... عِنْدِي وِإنّي لدَرّاكٌ بأَوْتارِ وتَدَارَكُوا : تَلاحَقُوا أَي : لَحِقَ آخِرُهُم أَوَّلَهم
والدِّراكُ ككِتابٍ : لَحاقُ الفَرَسِ الوَحْشَ وغيرها
وفَرَسٌ دَرَكُ الطَّرِيدَةِ يُدرِكُها كما قالوا : فَرسٌ قَيدُ الأَوابِدِ : أي أَنّه يُقَيدُها
والدِّراكُ : إِتْباعُ الشيءِ بَعْضِه على بَعْضٍ في الأَشْياءِ كُلِّها وهو المُدارَكَةُ وقد تَدارَكَ يُقال : دارَكَ الرَّجُلُ صَوْتَه أي : تابَعَه . والمُتَدارِكُ من القَوافي والحُرُوفِ المُتَحَرِّكَة : ما اتَّفَقَ مُتَحَركانِ بعدَهُما ساكِنٌ مثل فَعُو وأَشْباهِ ذلك قاله اللَّيثُ وفي المُحْكَم : المُتَدارِكُ من الشِّعْرِ : كُلُّ قافِيَة تَوالَى فِيها حَرفان مُتَحَركَانِ بَين ساكِنَيْنِ كمُتَفاعِلُنْ ومُستَفْعِلُنْ ومفاعِلُن وفَعَلْ إِذا اعْتَمَدَ على حَرفٍ ساكِنٍ نحو فَعُولنْ فَعَلْ فاللاَّمُ من فَعَلْ ساكِنَةٌ . وفُلْ إِذا اعْتَمَدَ على حَرفٍ مُتَحَرك نحو فَعُولُ فُلْ اللاَّم من فُلْ ساكنةٌ والواو من فَعُولُ ساكِنَة سُمِّي بذلك لتَوالِي حَرَكتَيْنِ فيها وذلك أَنّ الحَرَكاتِ كما قَدَّمْنا من آلاتِ الوَصْل وأَماراتِه فكَأَنَّ بَعْضَ الحَرَكاتِ أَدْرَكَ بَعْضاً ولم يَعُقْه عنه اعْتِراضُ ساكِنٍ بينَ المتَحَركَين هذا نَصُّ ابنِ سيدَه في المُحْكَمِ قال الصاغانِي : ومِثالُه قولُ امْرِئِ القَيسِ :
" قِفا نَبكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِبِسِقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ والتَّدْرِيكُ من المَطَرِ : أَنْ يُدارِكَ القَطْرُ كأَنّه يُدْرِكُ بعضُه بَعْضاً عن ابنِ الأَعْرابِي وأَنشدَ أَعرابيٌ يخاطِبُ ابْنَه :
" وا بِأبي أَرْواحُ نَشْرٍ فِيكَا
" كأَنَّه وَهْنٌ لمَنْ يَدْرِيكَا
" إِذَا الكَرَى سِناتُه يُغْشِيكَا
" رِيحَ خُزَامَى وُلّيَ الرَّكِيكَا
" أَقْلَعَ لمّا بَلغَ التَّدْرِيكَا واسْتَدْرَكَ الشيء بِالشَّيءِ : إِذا حاوَلَ إِدْراكَه به واسْتعْمَل هذا الأَخْفَشُ في أَجْزَاءِ العَرُوضِ ؛ لأنّه لم يَنْقُص من الجُزْءِ شيءٌ فيستدركه . وأَدْرَكَ الشَيءُ إِدْراكاً : بَلَغَ وَقْتَه وانْتَهى ومنه أَدْرَكَ التَّمْرُ والقِدْرُ إِذا بَلَغَتْ إِناهَا
وأَدْرَكَ الشيء أَيضاً : إِذا فَنىَ حكاهُ شَمِرٌ عن اللّيثِ قال : ولم أَسْمَعْه لغيرِه وبه أَوّل قوله تعالى : " بَلْ أَدْرَكَ عِلْمُهُم " أي فَنيَ علمُهُم في الآخرة قالَ الأزهري : وهذا غيرُ صَحِيح في لُغَةِ العَرَبِ وما علمتُ أَحَداً قال : أدْرَكَ الشيء : إِذا فَنيَ فلا يُعَرَّجُ على هذا القَوْلِ ولكن يُقال : أَدْرَكَت الثِّمارُ : إِذا بَلَغَت إِناها وانْتَهي نُضْجُها . قلتُ : وهذا الذي أَنْكَرَه الأزهري على اللَّيثِ فقد أَثْبتَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمّة وكلامُ العربِ لا يَأْباه ؛ فإِن انْتِهاءَ كُلِّ شيءٍ بحَسَبِه فإذا قالوا أَدْرَكَ الدقيقُ فبأي شيءٍ يُفَسَّرُ ؟ أًيُقال إِنّه مثلُ إِدراكِ الثِّمارِ والقِدْرِ . وإِنما يُقال انْتَهي إِلى آخِرِه ففَنيَ قال ابنُ جِنّي في الشّواذِّ : أَدْرَكْتُ الرجلَ وأدّرَكتْهُ وأدَّرَكَ الشيء : إِذا تَتابَعَ ففَني وبه فُسِّر قولُه تعالَى : " إِنّا لَمُدْرَكُونَ " وأَيضاً فإِنّ الثِّمارَ إِذا أَدْرَكَتْ فقد عُرضت للفَناءِ وكذلك القِدْرُ وكُلُّ شيءٍ انْتَهى إِلى حَدِّه فالفناءُ من لَوازِمِ مَعْنَى الإدْراكِ ويُؤَيِّدُ ذلك تَفْسِيرُ الحَسَنِ للآَية على ما يَأْتِي فتأَمَّلْ . وقولُه تعالى : " حَتَّى إِذا ادّارَكُوا فيها جميعاً " أَصْلُه تَدَارَكُوا فأُدْغِمَت التاءُ في الدّالِ واجْتُلِبَتْ الأَلِفُ ليَسلَمَ السكونُ . وقولُه تعالى : " قُل لا يَعْلَمُ مَنْ في السَّماواتِ والأَرْضِ الغَيبَ إِلاّ اللّهُ وما يَشْعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُون بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُم في الآخِرَة " قال الحَسَنُ فيما رُوِىَ عنه : أي جَهِلُوا عِلْمَها ولا عِلْمَ عِنْدَهُم من أَمْرِها كذا في النّسَخِ وفي بعضِ الأصولِ في أَمْرِها قال ابنُ جِنِّي في المُحْتَسب : معناه أَسْرَعَ وخَفَّ فلم يَثْبُتْ ولم تَطْمَئنّ لليَقِينِ به قَدَمٌ . قلتُ : فهذا التفسيرُ تَأْيِيدٌ لِمَا نَقَلَه شَمِرٌ عن اللّيثِ قال الأزهري . قرَأَ شُعْبَةُ ونافعٌ " بل ادّارَكَ " وقرأَ أَبو عَمْرو " بَلْ أَدْرَكَ " وهي قِراءَةُ مجاهِدٍ وأبي جَعْفَرٍ المَدَني ورُوِى عن ابنِ عَبّاسٍ أَنّه قَرَأَ " بَلَى آأَدْرَكَ عِلْمُهُم " ؟ يَستَفْهِمُ ولا يُشَدِّدُ فأَمّا من قَرَأَ " بَلِ ادّارَكَ " فإِنّ الفَرّاءَ قال : مَعْناه لغة في تَدارَكَ أي تَتَابَعَ عِلْمُهُمِ في الآخِرَةِ يُريدُ بعِلْمِ الآخِرَةِ تَكُونُ أو لا تَكُون ولذلك قال : " بَلْ هُم في شَك مِنْها بَلْ هُم مِنْها عَمون " قال : وهي في قراءةِ أُبَي أَمْ تَدَارَكَ والعَرَبُ تجْعَلُ بَلْ مكانَ أَمْ وأَمْ مكانَ بَلْ إِذا كانَ في أَوَّل الكَلِمةِ اسْتِفْهامٌ مثل قَوْلِ الشّاعِرِ :
فواللّه ما أَدْرِي أَسَلْمَى تَغَوَّلَت ... أَم البُومُ أَمْ كل إِليَ حَبِيبُ مَعْنَى أَمْ بَلْ وقال أَبو مُعاذٍ النَّحْوِيّ : ومَنْ قرأَ : " بَلْ أَدْرَكَ " و " بَلِ ادّارَكَ " فمعناهُما واحِدٌ يَقُول : هم عُلماءُ في الآخِرَةِ كقوله تَعالَى : " أسْمِعْ بِهِم وأَبْصِر يَوْمَ يأتونَنَا " ونحو ذلك قال السدِّيُّ - في تَفْسِيرِه - قال : اجْتَمَع عِلْمُهُم في الآخِرَةِ ومعناها عندَه أي عَلِمُوا في الآخِرَةِ أَنّ الذي كانوا يُوعَدُونَ به حَقٌّ وأَنْشَدَ للأَخْطَلِ :
وأَدْرَكَ عِلْمِي في سَواءَةَ أَنَّها ... تُقِيمُ على الأَوْتارِ والمَشْرَبِ الكَدْرِأي : أَحاطَ عِلْمِي بها أَنَّها كذلك قالَ : والقَوْلُ في تفسيرِ أَدْرَك وادّارَكَ ما قالَ السُّدّيّ وذَهَبَ إِليه أَبو مُعاذٍ النَّحْوِيُّ وأَبُو سَعِيدٍ والذي قاله الفَرّاءُ في مَعْنَى تَدارَكَ أي : تتابَعَ عِلْمُهم في الآخرة أَنَّها تكونُ أَو لا تَكونُ ليسَ بالبَينِّ إِنَّما المَعْنَى أَنه تَتابَعَ علمُهم في الآخِرَةِ وتواطَأَ حينَ حَقَّت القِيامَةُ وخَسِرُوا وبانَ لهم صِدْقُ ما وُعِدُوا حِينَ لا يَنْفَعُهم ذلك العِلْمُ ثُم قالَ جلَّ وعَز : " بَلْ هم اليومَ في شك من عِلْم الآخِرةِ بَلْ هم مِنْها عَمُونَ " أي : جاهِلُونَ والشّكّ في أَمرِ الآخِرَةِ كُفْرٌ . وقال شَمِرٌ : هذه الكلمةُ فيها أَشْياءُ ؛ وذلك أَنّا وَجَدْنَا الفعلَ اللاَّزِمَ والمُتَعَدِّيَ فيها - في أَفْعَلَ وتَفاعلَ وافْتَعَل - واحِداً وذلك أَنّكَ تقولُ : أَدْرَكَ الشيء وأَدْرَكْتُه وتَدَارَكَ القومُ وادّارَكُوا وأَدْرَكُوا : إِذا أَدْرَكَ بعضُهم بَعضَاً ويُقالُ : تَدارَكْتُه وادّارَكْتُه وأَدْرَكْتُه وأَنْشَدَ لزُهَير :
تَدارَكْتُما عَبساً وذُبْيانَ بَعْدَما ... تَفانَوْا ودَقُّوا بَينَهُم عِطْرَ مَنْشِمِ وقال ذُو الرُمَة :
خُزَامَى اللِّوَى هَبَّت له الرِّيحُ بَعْدَما ... عَلا نَوْرَها مَجّ الثرى المُتَدارِكِ فهذا لازِمٌ وقال الطِّرِمّاحُ :
" فلَمّا ادَّرَكْناهُنّ أَبْدَيْنَ للهَوَى وهذا مُتَعدِّ وقال اللّهُ تعالى في اللاَّزِمِ : " بَلِ ادّرَاكَ عِلْمُهُم " قال شَمِرٌ : وسَمِعْتُ عبدَ الصَّمَدِ يُحَدِّث عن الثَّوْرِيِّ في قولِه تَعالَى هذا قالَ مُجاهِدٌ : أَم تَواطَأ عِلْمُهُم في الآخِرَةِ قال الأزهري : وهذا يُوافِقُ قولَ السُّدِّيِّ ؛ لأَنّ معنَى تَواطَأَ تحَقَّقَ واتَّفَقَ حينَ لا يَنْفَعُهم لا على أَنه تَواطَأَ بالحَدْسِ كما ظَنَّه الفَرّاءُ قالَ : وأَمّا ما رُوِىَ عن ابنِ عَبّاسٍ أَنّه قال بَلْ آدْرَكَ عِلْمهُم في الآخِرَةِ فإِنّه - إِنْ صَحَّ - اسْتِفْهامٌ فيه رَدٌّ وتَهَكّمٌ ومَعْناه لم يُدْرِكْ علمُهم في الآخِرَةِ ونحو ذلك رَوَى شُعْبَةُ عن أبي حَمْزَةَ عن ابنِ عَبّاس في تَفْسِيره ومثلُه قولُه تَعالَى : " أَمْ له البَناتُ ولَكمُ البَنُونَ " معنى أم : أَلِفُ الاسْتِفْهامِ وكأنه قال : ألَه البَناتُ ولكُم البَنُونَ اللّفْظُ لفظُ الاسْتِفْهامِ ومعناه الرّدُّ والتّكْذِيبُ لهم . والدَّرَكُ يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ هكذا هو في الصِّحاحِ والعبابِ ولا قَلَقَ في العِبَارَةِ كما قاله شيخُنا والضبطُ عندَه وِإن كان راجِعاً لأَوّلِ الكلمةِ فإِنّه لما عَدَا التّسكِين فإِنّه في الأَوّلِ لا يُتَصَوَّرُ بل هو على كلِّ حالٍ راجعٌ للوَسَطِ ومثلُ هذا لا يُحتاجُ التّنْبِيهُ عليه . بقِيَ أَنّه لو قال : والدَّرْكُ ويُحَرَّكُ على مُقْتَضَى اصْطِلاحِه فإِنّه أَرْجَحِيةُ التّحْرِيكِ كما نَصّوا عليه فتأَمّلْ : التَّبِعَةُ يُقالُ : ما لَحِقَكَ مِن دَرَك فعَلَيَ خَلاصُه يُروَى بالوَجْهَيْنِ وفي الأَساس : ما أَدْرَكَه من دَرَكٍ فعَلَيَ خَلاصُه وهو اللَّحَقُ من التَّبِعَةِ أي ما يلْحَقُه منها وشاهِدُ التّحْرِيكِ قولُ رُؤْبَةَ :
" ما بَعْدَنا مِنْ طَلَبٍ ولا دَرَكْ ومنه ضمانُ الدَّرَكِ في عُهْدَةِ البَيعِوالدَّرَكُ : أَقْصَى قَعْرِ الشّيءِ يُروَى بالوَجْهَيْنِ كما في المُحْكَمِ زاد في التّهْذِيبِ : كالبَحْر ونحوِه وقال شَمِرٌ : الدَّرَكُ : أَسفلُ كلًّ شيءٍ ذي عُمقِ كالرَّكِيّةِ ونحوِها وقال أَبو عَدْنَانَ : دَرَكُ الرَكِيَّةِ : قَعْرها الذي أدْرِكَ فيهِ الماءُ وبهذا تعلَمُ أَنّ قولَ شيخِنا : - وتفسيرُه بقوله أَقْصَى قَعْرِ الشّيءِ غيرُ معرُوفٍ وعبارتُه غيرُ دالَّة على معنًى صحيحٍ - غيرُ وَجيه فتأَمّلْ وقال المُصَنِّف في البَصائِرِ : الدَّرَكُ اسمٌ في مقابَلَةِ الدَّرَجِ بمعنَى : أَنَّ الدَّرَجَ مراتِبُ اعتباراً بالصّعُودِ والدَّرَك مَراتِبُ اعتباراً بالهُبوطِ ولهذا عَبَّرُوا عن مَنازِلِ الجَنَّةِ بالدَّرَجاتِ وعن منازِلِ جَهَنَّمَ بالدَّرَكاتِ أَدْراكٌ هو جمعٌ للمُحَرَّكِ والساكِنِ وهو في الأَوّل كثيرٌ مَقِيسٌ وفي الثاني نادِرٌ ويُجْمَعُ أَيضاً على الدَّرَكاتِ وهي منازِلُ النّارِ نعوذُ باللّهِ تعالى مِنْها . وقال ابنُ الأعرابي : الدَّرَكُ : الطَّبَقُ من أَطْباقِ جَهَنَّمَ وروى عن ابنِ مَسعُود رضي اللّهُ تعالَى عنه أَنّه قال : الدَّرْكُ الأَسْفَلُ : تَوابِيتُ من حَدِيد تُصَفَّدُ عليهم في أَسْفَلِ النارِ وقال أَبو عُبَيدَةَ : جَهَنَّمُ دَركاتٌ أي : مَنازِلُ وطَبَقاتٌ وقولُه تعالَى : " إِنَّ المُنافِقِينَ في الدَّركِ الأَسْفَلٍ من النّارِ " قرأَ الكُوفِيّونَ غير الأعْمَشِ والبرجُمِي بسكون الراءِ والباقُّونَ بفَتْحِها . والدَّرَكُ بالتحْريكِ : حَبلٌ يوَثًقُ في طَرَفِ الحًبلِ الكَبِيرِ ليَكُونً هو الذي يَلِي الماءَ ولا يَعْفَنُ الرشاءُ عندَ الاستِقاءِ كما في المحْكم وقالَ الأزهري : هو الحبلُ الذي يُشَدُّ به العَراقِي ثُمَّ يُشَدُّ الرشاءُ فيه وهو مَثْنى وقال الجوهري : قِطْعَة حَبل يُشَدُّ في طَرًفِ الرشاءِ إِلى عَرقّوَةِ الدَّلْوِ ليكونَ هو الذي يَلي الماءَ فلا يعفَنُ الرشاءُ ومثلُه في العبابِ . والدّركَةُ بالكسرِ : حَلْقَةُ الوَتَرِ التي تَقَعُ في الفُرضَة . وهي أَيضاً سير يوصَلُ بوَتَرِ القَوسِ العَرَبيَّةِ . وقال اللّحْياني : الدركَةُ : قِطْعةٌ تُوصَلُ في الحِزامِ إٍذا قَصرَ وكذلك في الحَبلِ إِذا قصرَ
ويُقال : لا بارَكَ اللّهُ تَعالَى فيهِ ولا دارًكَ ولا تارَكَ إِتْباع كُلّه بمَعْنًى . ويَومُ الدَّرَكِ مُحرَكَة : من أَيّامِهم قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه كانَ بَيْنَ الأَوْسِ والخَزْرَج . والمُدارِكَةُ : هي المَرأَةُ التي لا تَشْبَعُ من الجِماعِ فكأَنَّ شهوَتَها تتبَعُ بعضُها بعضاً . والمُدْرِكَةُ كمحْسِنَةٍ : ماءةٌ لبني يَربُوعٍ كذا في العُبابِ وقال نصر في كتابِه : هي لبني زِنْباع من بني كِلابٍ . وقال ابنُ عَبّاس : وتُسًمّى الحَجْمَةُ بينَ الكَتِفًيْن : المدْرِكَةَ . ومدرِكَة بنُ إِلْياسَ بنِ مضَرَ اسمُه عَمْرو لقّبَه بها أبُوه لماَّ أَدْرَكَ الإِبِلَ وقد ذُكِرَ في خ ن د ف . ودَرّاك كشَدّاد : اسم رَجلٍ . ومُدْرِك كمِحسن : فرَس لِكلْثُومِ بنِ الحارٍثِ وهو مدْرِكُ بنُ الجازِي . ومُدْرِكُ بنُ زِيادٍ الفَزارِيُّ قبره بقَريَة زاوية من الغُوطَة له حَدِيثٌ من طَرِيقِ بِنْتِه . ومُدْرِك بنُ الحارِثِ الأَزْدِيُّ الغامِدِيُّ له رُؤْيَةٌ رَوَى عنه الوَلِيدُ بنُ عبدِ الرّحمنِ الجُرَشِي . ومُدْرِكٌ الغِفارِيُّ أَبو الطّفَيل حدِيثُه عند أَوْلادِه وهو غيرُ أبي الطّفَيل اللَّيثيِّ من الصَّحابَة : صحابِيُّونَ رضي اللّهُ تعالَى عنهمومُدْرِكُ بنُ عَوْفٍ البَجَلِيُ ومُدْرِكُ بنُ عَمّارٍ : مُخْتَلَفٌ في صُحْبتِهما فابنُ عَوْفٍ رَوَى عن عُمر وعنه قَيسُ بنُ أبي حازِم وهذا لم يَخْتَلِفوا فيه وإِنّما اخْتَلَفُوا في ابنِ عَمّار ؛ قالوا : الأَظْهَرُ أَنه مُدْرِكُ بنُ عُمارَةَ بنِ عُقْبَة بنِ أبي مُعيطٍ وأَنّه تابِعِيٌ ثُمّ رأَيتُ ابنَ حِبّان ذَكَرَهُما في ثِقاتِ التّابِعِينَ وقالَ في ابنِ عُمارَةَ : عِدادُه في أَهْلِ الكُوفَةِ ورَوَى عن ابنِ أبي أَوْفى وعنه يُونُسُ بنُ أبي إِسْحاقَ . ومُدْرِكُ بنُ سَعْد : مُحَدِّثٌ . وفاتَه من التابِعِينَ : مُدْرِكُ بنُ عبدِ اللّهِ ومُدْرِكٌ أَبو زِيادٍ مَوْلَى عَلِي ومُدْرِكُ بنُ شَوْذَبٍ الطّاهِرِيُّ ومُدْرِكُ بنُ مُنِيب ذَكَرَهُم ابنُ حِبّان في الثِّقاتِ . وفي الضُّعَفاءِ : مُدْرِكٌ الطّفاوِيّ عن حُمَيدٍ الطَّوِيلِ ومُدْرِكٌ القُهُنْدُزيُّ عن أبي حَنِيفَةَ ومُدْرِكُ بنُ عبد اللّهِ أبُو خالِدٍ ومُدْرِكٌ الطّائِيُّ ومُدْرِكٌ أَبو الحَجّاجِ ذكَرَهُم الحافِظُ الذهبي . وخالِدُ بنُ دُرَيْكٍ كزُبَيرٍ : تَابِعِيٌ شاميٌّ
ودِراكٌ ككِتاب : اسمُ كلْب قالَ الكُميتُ يَصِفُ الثّوْرَ والكِلابَ :
فاخْتَلَّ حِضْنَى دِراكٍ وانْثَنَى حَرِجاً ... لزارِعٍ طَعْنَةٌ في شِدْقِها نَجَلُ أي في جانِبِ الطّعْنَةِ سَعَةٌ وزارِعٌ أَيضاً : اسمُ كَلْبٍ وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه . وقالوا : دَراكِ كقَطامِ أي : أَدْرِكْ مِثْل تَراكِ بمَعْنَى اتْرُكْ وهو اسمٌ لِفِعْلِ الأمْرِ وكُسِرَت الكافُ لاجْتِماعِ السّاكِنَيْنِ ؛ لأَنَّ حَقَّها السكونُ للأَمْرِ قالَ ابنُ بَريّ : جاءَ دَرَاكِ ودَرّاكِ وفَعَالِ وفَعّالِ إِنَّما هو من فِعْلٍ ثُلاثِي ولم يُستَعْمَل منه فعلٌ ثلاثيٌ وِإن كانَ قد استُعْمِلَ منه الدَّرْكُ قالَ جَحْدَرُ بنُ مالِكٍ الحَنْظَلِيُ يُخاطِب الأَسَدَ :
" لَيثٌ ولَيثٌ في مَجالٍ ضَنْكِ
" كِلاهُما ذو أَنَفٍ ومَحْكِ
" وبَطْشَةٍ وصَوْلَةٍ وفَتْكِ
" إِنْ يَكْشِفِ اللّهُ قِناعَ الَّشكِّ
" بظَفَر من حاجَتِي ودَرْكِ
" فذا أحَقّ مَنْزِلٍ برَك قال أَبو سَعِيدٍ : وزادَني هفّانُ في هذا الشِّعْرِ :
" الذِّئْبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبكِي والدّرِيكَةُ كسَفِينَةٍ : الطَّرِيدَةُ ومنه فَرَسٌ دَرَكُ الطَّرِيدَةِ وقد تَقَدَّمَ . ودَرَكاتُ النّاي محَرَّكَةً : مَنازِلُ أَهْلِها جمعُ دَرَكٍ مُحَرَّكَةً وقد تَقَدَّم تفصيرُ ذلِكَ قريباً
ومما يستدرك عليه : تَدارَكَ الثَّرَيانِ : أي أَدْرَكَ ثَرَى المَطَرِ ثَرَى الأَرْضِ . وقالَ اللَّيثُ : الدَّرَكُ : إِدْراكُ الحاجَةِ ومَطْلِبه يُقال : بَكر ففيه دَرَكٌ ويُسَكَّنُ وشاهِده قولُ جَحْدَر السابقُ . وأَدْرَكْتُه ببَصَرِي : رأَيْتُه . وأَدْرَكَ الغُلامُ : بَلَغ أَقْصَى غايَة الصِّبَا
واسْتَدْرَكَ ما فاتَ وتَدارَكَه بمَعْنًى . واستَدْرَكَ عليه قّولَه : أَصْلَحَ خَطَأَه ومنه المستَدْرَك للحاكِم على البُخارىّ
وقال اللِّحْيانِيُّ : المُتَدارِكَةُ غيرُ المُتَواتِرَةِ ؛ المُتواتِر : الشيءُ الذي يَكُونُ هُنَيَّةً ثمّ يَجِيءُ الآخِر فإِذا تَتابَعَتْ فليست مُتَواتِرَة هي مُتَدارِكَةٌ مُتَواتِرَةٌ . وطَعَنَه طَعْناً دِراكاً وشَرِبَ شُرباً دِراكاً وضربٌ دِراكٌ : مُتَتابع . وأَدْرَكَ ماءُ الرَّكِيَّةِ إِدْراكاً عن أبي عَدْنانَ أي : وَصَلَ إِلى دَرَكِها أي : قَعْرِهاقالَ الأزهري : وسَمِعْت بعضَ العَرَبِ يقُّولُ للحبل الذي يُعَلَّق في حَلْقَةِ التّصْدِيرِ فيُشَدُّ به القَتَبُ : الدَّرَكَ والتّبلِغَةَ . وقّالَ أَبو عَمْرو : التَّدْرِيكُ : أَنْ تُعَلِّقَ الحَبلَ في عُنُقِ الآخَرِ إِذا قَرَنْتَه إِليه . وادَّرَكَه بمعنَى أَدْرَكَه ومنه قولُه تَعالَى : " إِنّا لمُدّرَكُونَ " بالتّشْدِيدِ وهي قراءةُ الأَعْرجِ وعُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ نقَلَه ابنُ جِني . وأَدْرَكَ : بَلَغَ عِلمُه أَقْصَى الشيء ومنه المُدْرِكاتُ الخَمْسُ والمَدارِكُ الخَمْسُ : يعني الحَواسَّ الخَمْسَ . وقوله تَعالَى : " لا تَخافُ دَرَكاً ولا تَخْشَى " أي : لا تَخافُ أَنْ يُدْرِكَكَ فِرعَونُ ولا تَخْشاهُ ومَنْ قَرَأَ " لا تَخَف " فمعناه : لا تَخَفْ أَنْ يُدْرِكَكَ ولا تَخشى الغَرَقَ . وقولُه تَعالَى : " لا تُدْرِكُه الأَبْصارُ " منهم مَنْ حَمَل ذلك على البَصَرِ الذي هو الجارِحَةُ ومنهم من حَمَلَه على البَصِيرَةِ أي لا تُحِيطُ بَحقِيقَةِ الذّاتِ المُقدَّسَة . والتَّدارُكُ في الإِغاثَةِ والنِّعْمَةِ أَكْثَر ومنه قول الشّاعِرِ :
تَدارَكَني مِنْ عَثْرَةِ الدَّهْرِ قاسِمٌ ... بما شاءَ من معروفه المُتدارك وتَدارَكَت الأَخْبارُ : تلاحَقَتْ وتَقاطَرَتْ
والحُسَيْنُ بنُ طاهِرِ بن دُرْكٍ بالضمِّ : المُؤَدِّب الدُّرْكِيُ روى عن الصَّفّار وابنِ السَّمّاك سمِعَ منه ابنُ بَرهان سنة 380
ودارَكُ كهاجَرَ : من قُرَى أَصْبَهانَ منها الحَسَنُ بنُ محمَّدٍ الدارَكي روى عنه عُثْمانُ بنُ أَحمدَ بنِ شِبل الدِّينَوَريّ
ويَعْمُرُ بنُ بِشْرٍ الدّارَكاني منسوبٌ إِلى دارَكان قرية من قرى مَروَ صاحبُ ابنِ المُبارَكِ . ودَوْرَكُ كنَوْفَلٍ : مَدِينَةٌ من أَعمال مَلَطْيَةَ وقد تُكْسَرُ الراءُ هكذا ضَبَطَهما المُحِبُّ ابنُ الشِّحْنَةِ . ويقال : له مُدْرِكٌ ودِراكَةٌ أي : حاسَّةٌ زائِدَةٌ
السَّمادِيرُ : ضَعْفُ البَصَرِ أو شَيْءٌ يَتَرَاءَى للإنْسانِ من ضَعْفِ بَصَرِه ِعن وفي المُحْكَم عند . السُّكْرِ من الشّرابِ . وغَشْيُ الدُّوَارِ والنُّعَاسِ قال الكُمَيْتُ :
ولمّا رَأيْتُ المُقْرَباتِ مُذَالَةً ... وأنْكَرْتُ إلاّ بالسَّمادِيرِ آلَهَا . سَمادِيرُ : اسمُ امرَأة دُرَيْدِ ابنِ الصِّمّةِ . وقد اسْمَدِرَّ بَصَرُهُ اسْمِدْرَاراً قال ابن القَطَّاع في كتاب الأبنية : وَزْنه افْمَعَلّ من السَّدَرِ . وطَرِيقٌ مُسْمَدِرٌ : طَوِيلٌ مُسْتَقَيمٌ . من ذلك كَلاَمٌ مُسْمَدِرٌّ أي قَوِيمٌ . وطَرْفٌ مُسْمَدِرٌّ : مُتَحَيِّرٌ . والسُّمْدُرورُ بالضَّمّ : المَلِكُ كَأنَّه سُمِّي بذلك لأنَّ الأبْصَارَ تَسْمَدِرُّ عن النَّظَرِ إليهِ وَتَتحَيَّرُ نقله الصَّاغانيّ في سدر
السُّمْدُورُ أيضاً : غِشَاوَةُ العَيْنِ . وضَعْفُ البَصَر . والسَّمَنْدَرُ كقَلَنْدَرَ والسَّمَيْدَرُ كعَمَيْثَلٍ : دابَّةٌ كالسَّمَنْدَلِ وعلى الثاني اقتصَرُوا كاقتصارِ الصّاغانيّ على الأوّل وقال : هي غير السَّمَنْدل . وقال اللحيانيُّ : اسْمَدَّرت عَيْنُه : دَمَعَت : قال ابنُ سِيدَه : وهَذَا غيرُ معروف في اللُّغة
المَدَر مُحرَّكة : قِطَعُ الطِّينِ اليابِس المُتَماسِك أو الطِّينُ العِلْكُ الذي لا رَمْلَ فيه واحدَتُه بهاءٍ . ومن المَجاز قولُ عامر بن الطُّفَيْل للنبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم : " لنا الوَبَر ولكم المَدَر " . إنّما عنى به المُدُن أو الحَضَر لأنَّ مَبانيها إنّما هي بالمَدَر وَعَنَى بالوَبَر الأَخْبِيَة لأنّ أَبْنِية الباديةِ بالوَبَر . المَدَر : ضِخَمُ البطْن ومنه مَدِرَ الرجلُ كفرِحَ مَدَرَاً فهو أَمْدَرُ بيِّنُ المَدَر إذا كان عظيم البطْن مُنتَفِخ الجَنْبَيْن وهي مَدْرَاء . وسيأتي معنى الأَمْدَر بعدُ أيضاً . أما قولُهم : الحِجارةُ والمِدارَة بالكسر فهو إتْباع ولا يُتَكَلَّمُ به وَحْدَه مُكسَّراً على فِعالَة هذا معنى قولِ أبي رِيَاش . وامْتَدَر المَدَر : أَخَذَه . وَمَدَر المكان يَمْدُرُه مَدْرَاً : طانَه كمَدَّرَه تَمْدِيراً . ومكانٌ مَدِيرٌ : مَمْدُور . مَدَرَ الحَوْضَ : سَدَّ خَصاصَ حِجارَتِه بالمدر وقيل : هو كالقَرْمَدَة إلاّ أنّ القَرْمَدَة بالجِصّ والمَدْرَ بالطِّين . وفي التهذيب : والمَدْرُ : تَطْيِينُكَ وَجْهَ الحَوضِ بالطِّين الحُرّ لئلاّ يَنْشَف ؛ وقيل : لئلاّ يَخْرُج منه الماء . وفي حديث جابر : فانطَلَق هو وجبَّارُ بن صَخْرَة فَنَزَعا في الحَوْض سَجْلاً أو سَجْلَين فَمَدَراه . أي أَصْلَحاه بالمَدَر . والممْدَرَة كمِكْنَسَة وتُفتَح الميم الأُولى نادِرة : الموضعُ فيه طِينٌ حُرٌّ يُستعَدُّ لذلك . وَضَبَط الزمخشريُّ اللُّغَة الثانيةَ كمَقْبَرَة وتقول : أَمْدِرونا من مَمْدَُرَتكم . والهَدَّة مَمْدَرةُ أهلِ مكَّة . وَمَدَرتُك مُحرَّكة : بَلْدَتُك أو قَرْيَتُك وفي اللسان : والعربُ تُسمِّي القريةَ المَبنيَّة بالطِّين واللَّبِن المَدَرَة وكذلك المدينة الضَّخمة يُقال لها المَدَرَة وفي الصحاح : والعربُ تُسمِّي القريةَ المَدَرَة . قال الراجز يصف رَجلاً مجتهداً في رِعْيَةِ الإبل يقومُ لوِرْدِها من آخرِ الليل لاهتمامه بها :
شَدَّ على أَمْرِ الوُرودِ مِئْزَرَهُ ... لَيْلاً وما نادى أَذِينُ المَدَرَهْ والأَذِين هنا : المُؤَذِّن . قلتُ : وهو مَجاز : ومن سجعات الأساس : اللهُمَّ أَخْرِجني من هذه المَدَرَة وخلِّصْني من هؤلاء المَدَرَة . الأخير جمع مادِر . من المَجاز : بَنو مَدْرَاء : أَهْلُ الحَضَر ؛ لأنّ سُكناهم غالباً في البيوت المَبْنِيَّة بالمَدَر . والأَمْدَر : الخارِئُ في ثِيابه . قال مالك بن الرَّيْب :
إنْ أكُ مَضْرُوباً إلى ثَوْبِ آلِفٍ ... مِن القومِ أَمْسَى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ أو الأَمْدَر : الكثيرُ الرَّجِيع العاجِزُ عن حَبْسِه نقله أبو عُبَيْد عن بعضهم . الأَمْدَر : الأَقْلَف وبه فسَّر خالد بن كلثوم قولَ عَمْرُو بن كلثوم :
ألا هُبِّي بصَحْنِك فاصْبَحِينا ... ولا تُبُقِي خُمورَ الأَمْدَرِينا بالميم نقله الصَّاغانِيّ . قلتُ : هكذا قاله شَمِرٌ سمعتُ أحمد بن هانئٍ يقول : سمعتُ خالد بن كلثوم فذكره . الأَمْدَر : الأَغْبَر وهو المِعْمال الذي يَمْتَهن نَفْسَه ولا يتعهَّدُها كقولهم للمِسْفار : أَشْعَثَ أَغْبَر وهو مَجاز . الأَمْدَر : المُنتفِخ الجَنْبَيْن العظيمُ البطن قاله أبو عُبَيْد وأنشد للراعي يصفُ إبلاً لها قيِّم :
وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ ... عَنْهُ العَباءةُ قَوَّامٍ على الهَمَلِ يقال : الأَمْدَر : من تترَّب جَنْبَاهُ من المَدَر يذهبُ به إلى التراب أي أصاب جَسَدَه التراب . الأَمْدَر من الضِّباع : الذي في جسده لُمَع وفي اللِّسان على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه ويقال : لَوْنٌ له وفي حديث إبراهيمَ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم : " أنَّه يَأْتِيه أبوه يَوْمَ القِيامةِ فيسألهُ أنْ يَشْفَع له فيلتفِتُ إليه فإذا هو بضِبْعانٍ أَمْدَرَ فيقول : ما أنت بأبي " وفي لفظٍ : أَمْجَر بالجيم وقد تقدّم وهو مَجاز . من أمثالهم : أَلأَمُ من مادِر . وفي الأساس : أَبْخَلُ من مادِرٍ . قالوا : مادِرٌ لقبُ مُخارِقٍ لَئيم جدِّ بني هلال بن عامر . وفي الصِّحاح : هو رجلٌ من بني هلال بن مالك كذا في النسخ وصوابُه كما في الصحاح وغيرِه : هلال بن عامر بن صَعْصَعة بن مُعاوية بن بَكْر بن هَوازِن لأنّه سَقَىَ إبلَه فبَقِي في أَسْفَل الحَوْضِ ماءٌ قليل فَسَلَح فيه ومَدَرَ الحوْضَ به بُخلاً أن يُشرَب من فَضْلِه . قال ابنُ بَرِّيّ : هذا هلالٌ جدٌّ لمحمد بن حَرْبٍ الهلاليّ صاحبُ شُرْطَةِ البَصْرَة . وكانتْ بنو هلال عَيَّرَت بني فَزَاَرة بأكلِ أَيْرِ الحِمار ولمّا سَمِعَت فَزارَة بقول الكُمَيْت بن ثَعْلَبة :
نَشَدْتُكَ يا فَزارُ وأنْتَ شَيْخٌ ... إذا خُيِّرْتَ تُخْطئُ في الخِيارِ
أصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بسَمْنٍ ... أَحَبُّ إليكَ أمْ أَيْرُ الحِمارِ
بلى أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ ... أحَبُّ إلى فَزارةَ من فَزارِ قالت بنو فَزارة : أَلَيْسَ منكم يا بني هلالٍ من قَرا في حَوْضِه فسقى إبله فلمّا رَوِيَتْ سَلَحَ فيه وَمَدَره بُخْلاً أنْ يُشرَب منه فَضْلُه وكانوا جعلوا حَكَمَاً بينهم أنس بنَ مُدرِك فقضى على بني هلال بعظم الخِزْي . ثم إنّهم رَمَوْا بني فَزارة بخِزْيٍ آخر وهو إتْيانُ الإبل ولهذا يقول سالُم بن دَارَة :
لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيَّاً خَلَوْتَ بهِ ... على قَلُوصِك واكْتُبْها بأَسْيارِ
" لا تَأْمَنَنْهُ ولا تَأْمَنْ بَوائِقَهُبَعْدَ الذي امْتَلَّ أَيْرَ العَيْرِ في النَّارِ فقال الشاعر :
لَقَدْ جَلَّلْتَ خِزْياً هِلالُ بن عامرٍ ... بَني عامرٍ طُرَّاً بسَلْحَةِ مادِرِ
فَاُفٍّ لكُم لا تَذْكُروا الفَخْرَ بَعْدَها ... بَني عامرٍ أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِوَمَدَرى كَجَمَزى : جبلٌ من جبال نَعْمَان نقله الصَّاغانِيّ . مَدَر كَجَبَل : ة باليمن . ومنه فلانٌ المَدَرِيُّ كذا في الصحاح . والمَدَرَة مُحرَّكة وفي التكملة : وَمَدَرةُ : مَضِيقٌ لبَني شُعبَة قُربَ مكَّة شرَّفها اللهُ تعالى وهو ممّا يلي اليمن في ديارهم . وثَنِيَّةُ مِدْران بالكسر : من مَساجِد النبي صلّى الله تعالى عليه وسلَّم بين المدينة وتَبوك . والمَدْراء : الضَّبُع ويقال : ضَبُعٌ مَدْرَاءُ إذا كان عظيمَ البَطنِ . وفي الأساس : ويقال : أَعْيَثُ من المَدْراء وهي الضَّبُع لغُبْرَةِ لَوْنِها . انتهى . وقال ابنُ شُمَيْل . المَدْراء من الضِّباع : التي لَصِقَ بها بَوْلُها . مَدْرَاء : ماءٌ بنَجْدٍ لبَني عُقَيْل نَقَلَه الصَّاغانِيّ . ومَدَّرَ تَمْدِيراً : سَلَحَ وأكثرُ ما يُستعمَل في الضَّبُع . والمُمَدَّرَة كمُعَظَّمَة : الإبلُ السِّمان وهو مَجاز . ومما يُستدرَك عليه : مكانٌ مَدِيرٌ : مَمْدُور . والمَمْدور : مَوْضِعٌ بعَينه في ديار غَطَفَان . والأَمْدَر : الرجلُ لا يَمْتَسِح بالماءِ ولا بالحَجَر . والمَدَرِيَّة مُحرَّكةً : رِماحٌ كانت تُرَكَّبُ فيها القُرون المُحدَّدة مكانَ الأسِنَّة قال لَبيد يصف البقرةَ والكِلاب :
فلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لها مَدَرِيَّةٌ ... كالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها كذا في اللسان قال الصَّاغانِيّ : والصَّوابُ مَدْرِيَّة بسكون الدال أي مُحدَّدة وموضع ذِكرِه في المُعتَلّ . وقال الزمخشريُّ : ومن المَجاز : عَكَرَةٌ كَدْرَاءُ مَدْرَاء : ضَخْمَةٌ كبيرةٌ وهو من كُدرَةِ اللون وغُبْرَته كما يُشبَّه الجَمعُ الكثيف باللَّيْل . ويقال له : السَّواد والدَّهْماء . وَمَدَر الرجلُ : أَبْدَى ؛ لاستعماله المَدَر وكني عن السَّلْح بالطِّين . وفي مختصر البلدان : المَدار كَسَحَابٍ : مَوْضِعٌ بالحجاز في ديار عَدْوَان . ومحمد بنُ عليٍّ المادَرائيّ وزيرُ مصر وأبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مادَرَة المادَرَيّ الفقيه حدَّث عنه أبو سعد الإدْريسيّ