رَهِقَهُ كفَرِحَ : غَشِيَهُ ولَحَقَه يَرْهَقُه رَهَقاً ومنه قولُ اللهِ تعالَى : " ولا يَرْهَقُ وُجُوهَهُم قتَرٌ ولا ذِلَّةٌ " وفي الحَدِيثِ : " إِذا صَلّى أحَدُكُم إِلى شَيْءً فلْيَرْهَقْهُ " أي : فليُغَشِّهِ . أو رَهِقَه رَهَقاً : إِذا دَنا مِنْهُ ويُقال : رَهِقَ شُخُوصُ فُلانٍ أي : دنا وأزِفَ وطلَبْتُ فُلاناً حَتّى رَهِقْتُه أَي : حَتّى دَنَوْتُ منه سواءٌ أخَذَه أَو لَمْ يَأْخُذْه . واخْتُلِفَ في قولهِ تَعالى : " فزادُوهُمْ رَهَقاً " قيلَ : الرَّهقُ مُحَركَة هو السَّفَهُ . وقِيلَ : هو النَّوْكُ والخِفةُ والعَرْبَدَةُ ورُكُوبُ الشَّرِّ عن أبِي عمَروٍ وأنْشَدَ في وَصْفِ كَرْمَة وشَرابِها :
لها حَلِيبٌ كَأَن المِسْكَ خالَطَهُ ... يَغْشَى النَّدامَى عليه الجُودُ والرهَقُ وقالَ الفَرّاءُ - في قَوْلِه تَعالَى - " فلا يَخافُ بَخْساً ولا رَهَقاً " . إن الرَّهَقَ هو الظُّلْمُ
وقِيلَ : هو " غِشْيانُ المَحارِم " . قالَ الأَزْهَرِىُّ : الرَّهَقُ : اسم من الإِرْهاقِ وهو أَن تَحْمِلَ الإِنْسانَ على مالا يُطِيقُه . والرَّهَقُ أيْضاً : الكَذِبُ وبه فُسِّرَ قولُ الشاعِرِ :
حَلَفَتْ يَمِيْناً غيرَ ما رَهَقٍ ... باللهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ وبِلالِ قالَهُ النَّضْرُ . والرَّهَقُ أيضاً : العَجَلَةُ قال الأَخْطَلُ :
صُلْبُ الحَيازِيم لا هَذْرُ الكَلام إِذا ... هَزَّ القَناةَ ولا مُسْتَعْجِل رَهِقُ وفي الحَدِيثِ : " إنَّ في سَيْفِ خالِدٍ رَهَقاً " وقد رَهِقَ كفَرِحَ في الكلِّ رَهَقاً . ويُقال : هُوَ يغدو الرَّهقَى كجَمَزَى أي : يُسْرِعُ في مَشيِه وفي المُحْكَم : في عَدْوِه حَتّى يُرْهِقَ طالِبَهُ قال ذُو الرمَّةِ :
" حَتّى إِذا هاهَى بهِ وأَسَّدَا
" وانْقَضَّ يَعْدُو الرَّهقَى واسْتَأسَدَا والرَّهِيقُ كأَمِيرٍ : لُغَةٌ في الرَّحِيقِ بمَعْنَى الخَمْر كالمَدْح وِالمَدْهِ . والرَّهُوقُ كصَبُورٍ : الناقَةُ الوَساعُ الجَوادُ التي إِذا قدْتَها رَهِقَتْكَ حَتّى تَكادَ تَطَؤُكَ بخُفيْها قالَهُ النَّضْر وأَنْشَدَ :
وقُلْتُ لها أرْخِى فأَرْخَتْ برَأسِها ... غَشَمْشَمَةٌ للقائِدِينَ رَهُوقُ والرَّيْهُقان بضَمِّ الهاءَ : الزَّعفرانُ نَقَلَه ابنُ درَيْدٍ وأنشدَ :
" التّارِك القِرْنَ على المِتانِ
" كأَنَّما عُسل برَيْهُقانِ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّىّ والصّاغانيُّ لحُمَيْدِ ابنِ ثَوْرٍ - رَضِيَ اللهُ عنه - :
فأَخْلَسَ منها البَقْلُ لَوْناً كأَنَّه ... عَلِيل بماءَ الريْهُقانِ ذَهِيبُ
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : زعمَ بعضُ الرواةِ أَنّ الزَّعفْرانَ يُقالُ لهُ : الرَّيْهُقانُ ولم أَجِدْ ذلِكَ مَعْرُوفاً . قُلْتُ : ولا عِبْرَةَ إِلى إِنْكاره هذا فقد أَثْبَتَه غَيْرُ واحِدٍ من الأئِمَّةِ . ويُقال : القَوْمُ رُهاقُ مائَةٍ كغُرابٍ وكِتاب أي : زُهاؤُها ومِقْدارُها حكاهُ ابنُ السِّكِّيتِ عن ابْن دُرَيدٍ . وأَرْهَقَه طُغْياناً أي : أَغشاهُ إِيّاهُ وأَلْحَق ذلِك به يُقال : أرْهَقَنِي فُلانٌ إِثْماً حَتَّى رَهِقْتُه أي : حَمَّلَنِي إِثْماً حَتّى حَمَلْتُه وقالَ أَبو خِراشٍ الهُذَلِي :
ولَوْلا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ ... حُسامَ الحَدِّ مَطْرُورًا خَشِيبَا أَي : أَغْشاهُ إِيّاه . وقالَ أبُو زَيْد : أرْهَقَه عُسْرًا أَي : كَلَّفَه إِياهُ ومنه قولُه تَعالى : " ولا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً " وقيلَ : معناهُ لا تُغْشِنِي شَيئاً . ومن المَجازِ : أَرْهَقَ الصَّلاةَ : إِذا أَخَّرَها حَتّى كادَتْ أنْ تَدْنو من الأُخرَى عن الأَصْمَعِيِّ ومنه حَدِيث ابنِ عُمَرَ : " وقد أَرْهَقْنا الصُّلاةَ ونَحن نَتَوَضَّأُ فقالَ : وَيْلٌ للأعْقابِ من النّارِ " . وأرْهَقْتُه أَنْ يُصَلِّيَ أَي : أَعجَلتُه عَنْها ويُقال : لا تُرْهِقْني لا أرْهَقَكَ اللّهُ أَي : لا تُعْسِرْنِي لا أَعْسَرَكَ اللهُ وهي تَتِمَّةٌ لقَوْلِ أَبِى زَيْدٍ السابِقِ
والمُرْهَقُ كمُكْرَم : مَنْ أدْرِكَ زادَ الصاغانِيُّ : ليُقْتَلَ وأَنشدَ :
ومُرْهَقٍ سالَ إمْتاعاً بأُصدَتِه ... لَمْ يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاهُ
فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعَيْنَا لأَرْمَلَةٍ ... أَو بائِسٍ جاءَ مَعْناهُ كمَعْناهُ قالَ ابنُ بَرِّي : أنْشَدَه أَبو عَلِيّ الباهِلِيُّ غَيْثُ بن عَبْدِ الكَرِيم لبَعْض العَرَب يَصِفُ رَجُلاً شَرِيفاً ارْتُثَّ في بَعْضِ المَعارِكِ فسَألَهُم أَن يُمتِعُوهُ بأُصْدَتِه وهِيَ ثَوْبٌ صَغيرٌ يُلْبَسُ تحْتَ الثِّياب أي : لا يُسْلَبُ وقوله : لَمْ يَسْتَعِنْ أَي : لم يَحْلِقْ عانَتَه وهو في حالِ المَوْتِ والصَّرْعانِ : الإِبِلان تَرِدُ إحْداهُما حِينَ تَصْدُرُ الأُخرىَ لكَثْرَتِها يَقُولُ : افتَدَيْته بصَرْعَيْن من الإبلِ فأَعْتَقْتُه بِهما وإِنّما أعْدَدْتُهما للأرامِلِ والأَيْتام أفْدِيهِم بهِما . قُلْتُ : ورَوَى أَبو عُمَرَ في اليَواقِيتِ صَدْرَ البَيْتِ الأَول :
" مثل البِرام غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ وقد مَرَّ الإيماءُ إِلى ذلك في " ص ر ع " أَيضاً وقالَ الكُميْتُ :
تَنْدَى أَكفهمُ وفي أَبْياتِهِم ... ثِقَةُ المُجاوِرِ والمُضافِ المُرْهَقِ والمُرَهَّقٌ كمُعَظَّم : هو المَوْصُوفُ بالرَّهَقِ مُحَرَّكَةً وهو الجَهْلُ والخِفَّةُ في العَقْل قاله اللَّيْثُ وأَنشَدَ :
إِنّ في شُكْرِ صالِحِينا لَمَا يَدْ ... حَضُ قَوْلَ المُرَهّقِ المَوْصُومِ وقِيلَ : المُرَهَّقُ : مَن يُظَن به السُّوءُ أَو يُتَّهَم ويُؤَبَّنُ بشَرٍّ أَوْسَفَه ومنه الحَدِيثُ : " أَنَّهُ صَلَّى على امْرَأَة كانَتْ تُرَهَّقُ "
والمُرَهَّقُ : مَنْ يَغْشاهُ الناسُ كَثِيراً وتَنْزِلُ به الأَضيافُ قالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنان :
ومُرَهَّقُ النِّيرانِ يُطْعِمُ في ال ... لأْواءِ غَيْرُ مُلْعَّنِ القِدْرِ وقالَ ابنُ هَرْمَةَ :
خَيْرُ الرِّجالِ المُرَهقُونَ كما ... خَيْرُ تِلاع البِلادِ أوْطَؤُها وراهَقَ الغُلامُ مُراهَقَةً : قارَبَ الحُلُمَ فهو مُراهِق والجارِيَةُ مُراهِقَةٌ . وفي حَدِيثِ سَعْدٍ - رضِيَ اللهُ عنه : " أَنّه كانَ إِذا دَخَلَ مَكةَ مُراهِقاً خَرَج إِلى عَرَفَةَ قبلَ أَنْ يَطُوفَ بالبَيْتِ وبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ ثم يَطُوف بعدَ أَنْ يَرْجعَ " أَي : مُقارِباً لآخِرِ الوَقْتِ كأَنّه كانَ يَقْدُمُ يومَ التَّرْوِيَةِ أَو يَوْمَ عَرَفَةَ فيَضِيقُ عليه الوَقتُ حَتّى كادَ يَفوتُه التَّعْرِيفُ كذا في النِّهاية والعُبابِ وهو مَجازٌ
ومما يسُتدْرَكُ عليه :الرَّهَقُ مُحَرَّكَةً : التُّهمَةُ والإِثْمُ عن قَتادَةَ . ورَجُلٌ مُرَهَّقٌ كمُعَظم : موصوفٌ بهِ ولا فِعْلَ له . والمُرَهَّقُ أَيضاً : الفاسِدُ ومَنْ بهِ حِدَّة وسَفَهٌ . والمُتَّهَمُ في دِينِه . وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : إِنَّهُ لرَهِقٌ نَزِلٌ أَي : سَرِيعٌ إِلى الشَّرِّ قال الكُمَيْتُ :
و لايَة سِلَّغْد أَلَفَّ كأَنَّهُ ... من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنَّوْكِ أَثْوَلُ والرَّهَقُ مُحَرَّكةً : التهَمَة والإثْمُ عن قَتادَةَ والذِّلَّةُ والضَّغفُ عن الزَّجاجُ والغَيُّ عن ابنِ الكَلْبِي والفَسادُ والعَظَمَةُ والكِبْرُ والعَنَتُ واللَّحاقُ والهَلاكُ ومن الأخِيرِ قولُ رُؤْبَةَ يصِفُ حُمُرًا وَرَدَت الماء : " بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَرْنَ من خَوْفِ الرَّهَقْ " أَي : من خَوْفِ الهَلاكِ . والرَّهَقُ أَيضاً : الهَلاكُ . والرَّهقَةُ : المَرْأةُ الفاجِرَةُ
ورَهِقَ فُلان فُلاناً : إِذا تَبِعَهُ وقارَبَ أَنْ يَلْحَقَهُ . وأَرْهَقناهُم الخَيْلَ : أَلْحَقْناهُم إيّاها . وبه رَهقَةٌ شَدِيدَةٌ وهي العَظَمَةُ والفَسادُ . وأَرْهَقَكُم اللَّيْلُ فأَسْرِعُوا أَي : دَنا وهو مَجازٌ . ورَهِقَتْنا الصَّلاةَ رَهَقاً أي : حانَت وهو مَجازٌ . وأَتَيْنا في العُصيْرِ المُرْهَقة وهو مَجازٌ أَيضاً . ويُقال : جارِيَةٌ راهِقَةٌ وغلامٌ راهِقٌ وذلِكَ ابنُ العَشَرِة إِلى إِحْدَى عَشَرَة ومنه قَوْلُ الشاعِرِ :
وفَتاةٍ راهِقٍ عُلِّقْتُها ... في عَلالِيّ طِوالٍ وظُلَلْ ورَجُل رَهِقٌ ككَتِفٍ : مُعْجِبٌ ذو نَخوَةٍ . ورَهِقَهُ الدَّيْنُ : غَشِيَة ورَكِبَهُ وهو مَجازٌ . ويُقال : صَلَّى الظهْرَ مُراهِقاً أَي : مُدانِياً للفَواتِ وهو مَجازٌ أَيضاً
المَرْقُ : الطّعْنُ بالعَجَلةِ عن ابنِ الأعْرابيّ . والمَرْقُ : إكْثارُ مَرَقَةِ القِدْر كالإمْراق . يُقال : مرَقْتُها أمرُقُها وأمرِقُها مرْقاً وأمْرَقْتُها أي : أكثرتُ مَرَقَها . والمَرْقُ : نتْفُ الصّوف والشَّعَر عن الجِلْدِ . وخَصّ بعضُهم به المطْعون إذا دُفِن ليَستَرْخي . والمَرْقُ : غِناءُ الإماءِ والسَّفِلة وهو اسمٌ كالنّصبِ لغِناءِ الرُّكْبانِ . والمَرْقُ : الإهابُ المُنْتِنُ وهو الذي عُطِنَ في الدِّباغ وتُرِكَ حتى أنْتَن وامّرَطَ عنهُ صوفُه . قال الحارث بن خالدٍ :
ساكِناتُ العَقيقِ أشْهى الى القلْ ... بِ من السّاكِناتِ دورَ دِمَشْقِ
يتضوّعْنَ لو تضمّخْنَ بالمِسْ ... كِ ضِماخاً كأنّه ريحُ مرْقِ والمُرْقُ بالضّمِّ : الذّئابُ المُمَعّطَةُ عن ابنِ الأعرابيّ . والمِرْقُ بالكسْرِ : الصّوفُ المُنتِنُ هكذا في النُّسَخ وصَوابُه المُنَفَّشُ كما هو نصُّ ابنِ الأعرابيّ . ومرَقُ بالتّحْريك : ة بالمَوْصِل على مرْحَلَتيْن منها للقاصِدِ مصر . والمَرَق : آفة تُصيبُ الزّرْعَ نقله الجوهريّ . والمَرَقُ من الطّعام : م معْروف وهو الذي يُؤْتَدَمُ به واحدَتُه مرَقةٌ والمَرَقة أخصُّ منه قالَه الجوهريّ . وفي الحديث : يا أبا ذرّ إذا طبَخْت مرَقَةً فأكثِرْ ماءَها وتعاهَدْ جيرانَك . وقال ابنُ عبّاد : يُقال : أطعَمَنا فلانٌ مرَقَة مرقَيْن وهي التي تُطبَخ بلُحوم كثيرة . ومَرَقَ السّهْمُ من الرّمِيّة مرْقاً ومُرُوقاً بالضمِّ : خرَج طرفه من الجانِب الآخَرِ وسائِرُه في جوفِها . وبه سُمّيت الخَوارِج مارِقَة لخُروجِهم عن الدِّين وهو مَجازٌ . وفي حديث أبي سَعيد الخُدْريّ - رضي الله عنه - وذكر الخَوارجَ : يمْرُقونَ من الدّين كما يمْرُقُ السّهْمُ من الرّميّة أي : يجوزونَه ويخرِقونَه ويتَعدّونه كما يخرِقُ السّهْمُ المَرْميَّ به ويخرُجُ منه . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : أُمِرْتُ بقِتالِ المارِقين يعْني الخَوارِجَ . وقال ابنُ رشيقٍ في العُمدة : المُروقُ : سُرْعةُ الخُروج من الشّيء . مرَق الرجلُ من دينِه ومن بيْته . ويُقال : كانَت امرأةٌ تغْزو قال ابنُ برّي : قال المُفضَّل : هي رقاشِ الكِنانيّة كانوا يتيمّنون برأيِها وكانت كاهِنةً لها حزْمٌ ورأْي فأغارَت طَيِّئٌ - وهي عليهم - على إيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ يومَ رَحَى جابِرٍ فظَفِرَتْ بهم وغنِمَت وكان فيمَنْ أصابَت من إياد شابٌّ جميلٌ فاتّخذتْهُ خادِماً فرأتْ عورَتَه فأعْجبَتْها فدعَتْه الى نفسِها فحبِلَتْ فذُكِر لها الغزْوُ فقالوا : هذا زمانُ الغزْوِ فاغزِي إن كُنتِ تُريدينَ الغزْوَ فقالت : رُوَيْدَ الغزْوَ ينْمَرِقْ فأرسَلتْها مثلاً أي : أمْهِلِ الغزْوَ حتّى يخرُجَ الولَدُ ثم جاءُوا لعادَتهم فوجَدوها نُفَساءَ مُرضِعاً قد ولَدَت غُلاماً فقال شاعِرُهم :
نُبِّئْتُ أن رَقاشِ بعدَ شِماسِها ... حبِلَتْ وقد ولَدَتْ غُلاماً أكْحَلا
فاللهُ يُحظيها ويرْفَعُ بُضْعَها ... والله يُلْقِحُها كِشافاً مُقْبِلا
كانَتْ رَقاشِ تَقود جيْشاً جحْفَلاً ... فصَبَتْ وأحرِ بمَنْ صَبا أن يحْبَلاومرِقَت النّخْلةُ كفَرِح : نفَضَت حمْلَها بعدَ الكثْرَة كما في العُباب . وفي اللّسان : سقَط حملُها بعد ما كبِرَ . ومرِقَت البيضَةُ مرَقاً ومذِرَتْ مَذراً : فسَدَت فصارَتْ ماءً . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : إنّ من البيْضِ ما يَكونُ مارِقاً أي : فاسِداً . والمُرَّيْقُ كقُبَّيْطٍ هكذا في سائِر النُسَخ وهو غلَط لأنه قد سبَق له في دَرَأ أنه ليسَ في الكَلامِ فُعِّيل - بضمٍّ فكَسْر مع تشْديد - إلا دُرِّئ ومُرِّيق هذا ففيه مُخالَفة ظاهِرة . وأما الصاغانيّ فإنّه ضبَطَه بضمّ فكَسر وزادَ فقال : وبعضُهم يكْسِر الميمَ فالصّوابُ إذن ضبْطُه بضمٍّ فكسْر : العُصْفُرُ وقيل : حَبُّ العُصْفُرِ . وفي التّهذيب : شحْمُ العُصْفُر . واختلفوا فيها فقيل : إنّها عربيّةٌ محضَة وبعضٌ يقول : ليست بعربيّة . وابنُ دفرَيد يقول : أعجميٌّ معرّب وهكذا قالَه أبو العبّاس . قال ابنُ سيدَه : وقال سيبَوَيْه : حكاه أبو الخطّاب عن العرَبِ فكيفَ يكونُ أعجَميّاً وقد حكاه عن العرَب . والمُتَمَرَّقُ بفتْحِ الراء : الثّوْب المصْبوغُ بهِ أو بالزّعْفَران وهكذا فسّر المازنيُّ ما أنشدَه الباهِليّ :
يا لَيْتَني لكِ مئْزَرٌ مُتَمرَّقٌ ... بالزّعْفَرانِ لبِسْتِه أيّاما وفي اللّسان : قولُه متمرَّق أي : مصْبوغٌ بالعُصْفُر . وقال بالزّعْفَران ضَرورةً وكان حقُّه أنْ يقول بالعُصْفُر . والمتَمَرِّقُ بكسْر الراء : الذي أخذَ في السِّمنِ من الخيْل وغيرِها نحو المُتَملِّح . والمُراقَة كثُمامة : ما انتتَفْتَهُ من الصّوفِ والشَّعر وخصّ بعضُهم به ما يُنْتَفُ من الجِلْدِ المعْطون . أو ما انْتَتَفْتَه من الكلأ القَليل لبَعيرِك رُبّما قيلَ له ذلك كالمُراطَةِ وقال أبو حنيفة : هو الكَلَأُ الضّعيفُ القَليلُ . وقال غيرُه : ما يُشْبِعُ المالَ . قال اللِّحْيانيّ : وكذلِك الشيءُ يسقُطُ من الشّيءِ والشّيء يفْنى منه فيبْقَى منه الشيءُ . ومن المَجاز : أمْرَقَ الرجلُ : إذا أبْدى عوْرَتَه نقله ابنُ عبّاد والزّمخْشَري . وأمْرَقَ الجِلْدُ : حانَ له أنْ يُنْتَفَ وذلك إذا عطِنَ . والامْتِراقُ : سُرْعة المُروق وقد امْتَرَقَت الحَمامةُ من الوَكْرِ وكذا امْتَرَق من البيْتِ : إذا أسْرَعَ الخُروجَ وهو مَجازٌ . وبِئْرُ مرْقٍ بالتّسْكين . وقد يُحَرَّكُ بالمَدينَة على ساكِنِها أفضَلُ الصّلاةِ والسلام لها ذِكْرٌ في حديثِ أوّلِ الهِجْرة والتّحْريكُ هو المَشْهورُ عند المُحدّثين كما في النّهاية والمُعْجم . والمُمَرِّق كمُحَدِّث : الذي يَصير فوْقَ اللّبَن من الزُّبْد الذي يَصير تبارِيقَ كأنّها عُيونُ الجَرادِ نقَله الصاغانيّ . والأمْراقُ والمُروقُ : سَفا السُّنْبُلِ عن ابن عبّاد
والمُمَّرَق : المَخْرَج . قال رؤبَةُ يصِفُ صائِداً بَنَى ناموساً :
" وقد بَنَي بيْتاً خفيَّ المُنْزَبَقْ
" رمْساً من النّاموسِ مسْدودَ النّفَقْ
" مُقتَدِرَ النّقْبِ خفيَّ المُمَّرَقْ وكذلك المَمْرَق كمَخْرَجٍ وزْناً ومعْنىً وهو شِبْه كوّة تمْرُقُ منه الرّيحُ . ومَرَقا الأنفِ مُحرّكة : حرْفاه . قال ثعْلبٌ : هكذا ضبَطَه ابنُ الأعْرابيّ والصّوابُ : مرقّا الأنف بالتّشديدِ وقد ذكر في ر ق ق . ومُنْيَةُ أُمارقة : قرْية بمِصْر من أعمال المنْصورة . ومحلّةُ مرقة : أخْرى بالبُحَيْرة
النُّمْرُق والنُّمْرُقَة مُثلّثة أي : بتثْليث النّون الضمُّ هو المشْهور والكسْرُ لُغة حَكاها يعْقوب كما في الصِّحاح والعُباب . وقال الفرّاءُ : وسمِعْتُها من بعْض كلْبٍ كما في اللِّسان . وأما الفتْح فلم أرَه فيما تيسّر عندِي من المَوادّ إلا أن تكون اللّغَةُ الثالثةُ فتْحَ الرّاء مع ضمّ الميم ولكن يحْتاجُ الى دليل قويٍّ : الوِسادَةُ قاله الفرّاءُ أو الصّغيرة أو هي المِيثَرَة ؛ وهي : ما افْترشَتْ استُ الرّاكب على الرّحْلِ كالمِرْفَقَة غير أنّ مُؤَخَّرَها أعظمُ من مُقدَّمِها ولها أربعةُ سُيورٍ تُشَدُّ بآخِرة الرّحْلِ قاله أبو عُبَيد . أو هي الطِّنْفِسَة التي فوْق نُمرُق الرّحْل قاله أبو عُبَيد أيضاً . والجمْعُ النّمارِقُ قال الله تعالى ونَمارِقُ مصْفوفَة
قال محمد بنُ عبد الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفيّ : إذا ما بِساطُ اللّهْوِ مُدَّ وقُرِّبَتْ ... للذّاتِه أنماطُهُ ونمارِقُهْ وقال آخر : تضِجُّ من أسْتاهِها النّمارِقُ مفارشُ الرِّحالِ والأيانِقُ وفي حديث هِنْد : نحنُ بَناتُ طارِق نمْشي على النّمارِق
وذو النُّمْرُق الكِنْديّ هو النُعْمانُ بنُ يَزيد بن شُرَحْبيل بن يَزيد بن امرئِ القيْس بن عمْرو المَقصور بن حُجْر آكلِ المُرار بن عَمْرو بن مُعاوية . ويُقال : ما علَى السّحاب نِمْرِقَة .
النِّمْرِقَةُ - بالكسْر - من السّحاب : ما كان بينَه خُلوصٌ أي : فُتوقٌ نقَله الصاغانيّ