المَسكُ بالفَتْحِ : الجِلْدُ عامَّةً زاد الرّاغِبُ المُمْسِكُ للبَدَنِ
أَو خاصٌّ بالسَّخْلَةِ أي بجِلْدِها ثم كَثُرَ حتّى صارَ كُلُّ جِلْدٍ مَسكًا كذا في المُحْكَمِ فلا يُلْتَفَتُ إِلى دَعْوَى شَيخِنا في مرجُوحِيتِه
مُسُوكٌ ومُسُكٌ قال سلامَةُ بنُ جَنْدَل :
" فاقْنَى لعَلَّكِ أَنْ تَحْظَى وتَحْتَبِلِيفي سَحْبَلٍ مِنْ مُسُوكِ الضَّأْنِ مَنْجُوبِ ومنه قولُهم : أَنَا في مَسكِكَ إِنْ لَم أَفْعَلْ كذا وكذا وفي حَدِيثِ خَيبَر : فَغَيَّبُوا مَسكًا لحُيَي بنِ أَخْطَبَ فوَجَدُوه فقَتَل ابن أَبي الحُقَيق وسَبَى ذَرارِيَهُم قيل : كانَ فيهِ ذَخِيرَةٌ من صامِت وحُلِي قُوِّمَتْ بعَشْرَةِ آلافٍ كانَتْ أَوَّلاً في مَسْكِ حَمَلٍ ثُمّ في مسكِ ثَوْرٍ ثُمّ في مَسكِ جَمَلٍ وفي حَدِيث عَلِي رضي الله تَعالى عنه : ما كانَ فِراشِي إِلا مَسكَ كَبش أي جِلْدَه
والمَسكَةُ بهاءٍ : القِطْعَةُ مِنْه
ومن المَجازِ : يُقال : هم في مُسُوكِ الثَّعالِبِ أي : مَذْعُورُونَ خائِفُون وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ :
فيَوْمًا تَرانا في مُسُوكِ جِيادِنا ... ويَوماً تَرانَا في مُسُوكِ الثَّعالِبِ أي على مُسُوكِ جِيادِنا أي تَرانَا فُرساناً نُغِيرُ على أَدائِنا ثمَّ يَوماً ترانا خائِفِينَ
وفي المثل : لا يَعْجِزُ مَسكُ السَّوءِ عَنْ عَزفِ السَّوْءِ أي لا يَعْدَمُ رائِحَةً خَبِيثَةً يُضْرَبُ للرَّجُلِ اللَّئيمِ يَكْتُم لُؤْمَه جَهْدَه فيَظْهَرُ في أَفْعالِه
والمَسَكُ بالتَّحْرِيكِ : الذَّبْلُ والأَسْوِرَةُ والخَلاخِيلُ من القُرُونِ والعاجِ الواحِدُ بهاءٍ قال جَرِيرٌ :
تَرَى العَبَسَ الحَوْلِيَ جَوْناً بكُوعِها ... لَها مَسَكًا من غَيرِ عاجٍ ولا ذَبْلِ وفي حَدِيثِ أبي عَمْرو النَّخَعِي رضي اللُّه تعالى عنه : رَأَيت النّعْمانَ بنَ المُنْذِرِ وعليه قُرطانِ ودُمْلُجانِ ومَسَكَتانِ وفي حَدِيث بَدْرٍ قال ابنُ عَوْف ومَعَه أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ : فأَحاطَ بِنا الأَنْصارُ حَتّى جَعَلُونا في مِثْلِ المَسَكَةِ أي جَعَلُونا في حَلْقة كالسِّوارِ وقال الأَزْهَرِيُّ : المَسَكُ الذَّبْلُ من العاجِ كهيئَةِ السِّوارِ تَجْعَله المرأَةُ في يَدَيْها فذلِكَ المَسَكُ والذَّبْلُ والقرون فإِن كانَ مِنْ عاج فهو مَسَك وعاج ووَقْفٌ وِإذا كانَ من ذَبْل فهو مَسَكٌ لا غير
والمِسكُ بالكَسرِ : طِيبٌ معروف وهو مُعَرَّبُ مُسْك بالضمِّ وسُكُونِ المُعْجَمة . قال الجَوْهَرِيّ : وكانَت العَرَبُ تُسَمِّيه المَشْمُومَ وفي الحَدِيثِ : أَطْيَبُ الطِّيبِ المِسكُ يُذَكَّرُ ويُؤَنث قال الجَوْهَرِيُّ : وأَما قَوْل جِرانِ العَوْدِ :
لقَدْ عاجَلَتْني بالسِّبابِ وثَوْبُها ... جَدِيدٌ ومِنْ أَرْدانِها المِسكُ تَنْفَحُ
فإِنّه أَنَّثَه لأَنّه ذَهَبَ به إِلى رِيحِ المِسكِ
والقِطْعَةُ منه مِسكَةٌ مِسَكٌ كعِنَبٍ قال رُؤْبَةُ :
" أَحْرِ بِها أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ المِسَكْ هكذا قالَهُ الأَصْمَعي وقيل : هو بكَسرِ الميمِ والسِّينِ على إِرادَةِ الوَقْفِ كما قالَ :
" شُربَ النَّبِيذِ واعْتِقالاً بالرجِلْ وقال الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيُ : اضطر إِلى تَحْرِيكِ السِّينِ فحَرَكَها بالفَتْحِ . مُقَو للقَلْبِ مُشَجِّعٌ للسَّوْداوِيِّينَ نافِعٌ للخَفَقانِ والرياحِ الغَلِيظَةِ في الأَمْعاءِ والسُّمُومِ والسُّدَدِ باهِي وِإذا طُلِيَ رَأسُ الإِحْلِيلِ بمَدُوفِه بدُهْنٍ خَيرِي كان غَرِيبًا
ودَواءٌ مُمًسّك كمُعَظمٍ : خُلِط بهِ مِسكٌ
ومَسَّكَه تَمْسِيكًا : طَيَّبَه به قال أَبو العَبّاسِ في قولِه صَلّى اللهُ عليهِ وسَلّمَ في الحيضِ : " خُذِي فِرصَةً فتَمَسَّكِي بِها " وفي رِوايَةٍ : " خُذِي فِرصَةً مُمَسَّكَةً فتَطَيَّبِي بِها " يريدُ قِطْعَةً من المِسكِ وفي رواية " خُذِي فرصَةً مِنْ مِسكٍ فَتَطَيَّبِي بها " . وقال بَعْضُهم : " تَمَسَّكِي : تَطَيَّبِي من المِسكِ " وقالت طائِفَةٌ : هو من التَّمَسُّكِ باليَدِ وقيل : مُمَسَّكَةً أي مُتَحَمَّلَةً يعني تَحْتَمِلِينَها مَعَكِ وأَصْلُ الفِرصَةِ في الأَصْلِ القِطْعَةُ من الصّوفِ والقُطْنِ ونحوِ ذلك وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : المُمَسَّكَةُ : الخَلَقُ التي أمْسِكَتْ كَثِيرًا قال : كأَنَّه أَرادَ ألاّ يُستَعْمَلَ الجَدِيدُ من القُطْنِ والصُّوفِ للارْتِفاقِ بهِ في الغَزْلِ وغَيرِه ولأَنَّ الخَلَق أَصْلَحُ لذلك وأَوْفَقُ قال ابنُ الأَثِيرِ : وهذه الأَقْوالُ كُلُّها مُتَكًلّفَةٌ والذي عليهِ الفُقَهاءُ أَنَّ الحائِضَ عندَ الاغْتِسالِ من الحَيضِ يُستَحَبُّ لها أَنْ تَأْخُذَ شيئًا يَسِيرًا من المِسكِ تتطَيَّبُ به أَو فِرصَةً مُطَيَّبَةً من المِسكِ
ومَسَّكَة تَمْسِيكًا : أَعْطاه مُسكانًا بالضّمِّ : اسمٌ للعَرَبُونِ والجَمْعُ مَساكِينُ وجاءَ في الحَدِيث النَّهْي عن بَيعِ المُسكانِ وهو أَنْ يَشْتَرِيَ شَيئًا فيَدْفَعَ إِلى البائِعِ مَبلَغًا على أَنَّه إِنْ تَمَّ البَيعُ احْتُسِبَ مِن الثَّمَنِ وإِن لم يَتمّ كانَ للبائِعِ ولا يرتَجَعُ منه وقد ذُكِرَ ذلك في ع ر ب مُفَصَّلاً
ومِسكُ البَر ومِسكُ الجِنِّ : نَباتانِ الأَوَّلُ قالَ فيه أَبو حَنِيفَةَ : هو نَبتٌ أَطْيَبُ من الخُزامَى ونَباتُها نَباتُ القَفْعاءِ ولها زَهْرَةٌ مثلُ زَهْرَةِ المَروِ وقال مَرَّةً : هو نَباتٌ مِثْلُ العُسلُجِ سواء
ومَسَكَ بهِ وأَمسَكَ به وَتماسَكَ وَتمَسَّكَ واسْتَمْسَكَ ومَسَّكَ تَمْسِيكًا كُلُّه بمَعْنى احْتَبَسَ . وفي الصحاحِ : اعْتَصَمَ به وفي المُفْرَداتِ إِمْساكُ الشيء : التَّعَلُّقُ بهِ وحِفْظُه قال الله تعالَى : " فإمْساكٌ بمَعْرُوف أَو تَسرِيحٌ بإِحْسان " وقوله تعالى : " وُيمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ على الأَرْضِ إِلاّ بإذْنِه " أي يَحْفَظُها قالَ اللّه تَعالَى : " والَّذِينَُ يمَسِّكُونَ بالكِتابِ " أي : يَتَمَسَّكُونَ به وقال خالِدُ بنُ زُهَيرٍ :
فكُنْ مَعْقِلاً في قَوْمِكَ ابْنَ خُوَيْلِدٍ ... ومَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها وقال الأَزْهَريُّ في مَعْنَى الآيةِ : أي يُؤْمِنُونَ بهِ ويَحْكمُونَ بما فيهِ قال : وأَمّا قَوْلُه تعالَى : " ولاُ تمْسِكُوا بعِصَمِ الكَوافِرِ " فإِنَّ أَبا عَمرو وابنَ عامِر ويَعْقُوبَ الحَضْرَمِيَ قَرَءُوا " ولا تُمَسِّكُوا " بتَشْدِيدِها وخَفَّفَها الباقُونَ وشاهِدُ الاسْتِمساكِ قولُه تَعالى : " فقَدِ اسْتَمسَكَ بالعُروَةِ الوُثْقَى " وفي المُفْرداتِ : واسْتَمْسَكْتُ بالشيء : إِذا تَحَريت الإِمْسَاكَ ومنه قوله : " فاسْتَمْسِكْ بالذي أُوحِيَ إلَيكَ " وقوله تعالى : " فَهُم بهِ مُستَمْسِكُونَ " وفي المَثَلِ : سُوءُ الاسْتِمْساكِ خَيرٌ من حُسنِ الصِّرعَةِ . والمُسكَةُ بالضمِّ : ما يُتَمسّكُ به يُقال : لي فيه مُسكَةٌ أي : ما أتمَسَّكُ به
والمُسكَةُ أَيضاً : ما يُمْسِكُ الأَبْدانَ من الغِذاءِ والشَّرابِ أَو ما يُتَبَلَّغُ به منهُما وقد أمْسَكَُ يمْسِكُ إِمْساكًاوالمُسكَةُ : العَقْلُ الوافِر والرَأي يُقالُ : فُلانٌ ذُو مُسكَةٍ أي : رَأي وعَقْلٍ يرجع إِليه وفُلانٌ لا مُسكَةَ له أي : لا عَقْلَ له كالمَسكِ فِيهِما : أي كأَمِيرٍ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصواب كالمسكِ فيهما بالضم مُسَكٌ كصُرَدٍ
والمَسَكَةُ بالتَّحْرِيكِ : قِشْرَة تكونُ على وَجْهِ الصَّبي أَو المُهْرِ كالماسِكَةِ وقيل : هي كالسَّلَى يكونانِ فِيها وقال أَبو عُبَيدَةَ : الماسِكَةُ : الجِلْدَةُ التي تَكُونُ على رَأْسِ الوَلَدِ وعلى أَطْرافِ يَدَيْهِ فإِذا خَرَجَ الولَدُ من الماسِكَةِ والسَّلَى فهو بَقِيرٌ وِإذا خَرَج الولَدُ بلا ماسِكَةٍ ولا سَلًى فهو السَّلِيلُ
والمَسَكَة : المكانُ الصُّلْبُ في بِئْرٍ تَحْفِرُها والجَمْعُ مَسَكٌ قال ابنُ شُمَيل ويُقال : إِنّ بِئارَ بني فُلانٍ في مَسَك قال :
" اللّه أَرْواكَ وعبد الجَبّار
" تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَربُ المِنْقارْ
" في مَسَكٍ لا مُجْبِلٍ ولا هَارْ أَو المَسَكَةُ من البِئْرِ : الصّلْبَةُ التي لا تَحْتاجُ إِلى طَي نقَلَه الجَوْهَرِيُّ ويُضَمُّ فِيهما عن ابن دُرَيْدٍ
ومن المَجازِ : رَجُلٌ مَسِيكٌ كأَمِيرٍ وسِكيتٍ وهُمَزَةٍ وعُنُقٍ لغاتٌ أَربعة اقْتَصَر الجَوْهَريُّ منها على الثالثةِ : أي بَخِيلٌ وفي حَدِيث هِنْد بنْتِ عُتْبَةَ رضي اللّه عَنْها : إِنّ أَبا سُفْيانَ رَجُلٌ مَسِيكٌ أي بَخِيلٌ يمْسِكُ ما في يَدَيْهِ لا يُعْطِيه أَحَدًا وهو مِثْلُ البَخِيلِ وَزْنًا ومَعْنًى وقال أَبو مُوَسى : إِنّه مِسِّيكٌ كسِكيتٍ أي : شَدِيدُ الإِمْساكِ وفي العُبابِ : كَثِيرُ البُخْلِ وهو من أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ وقيل : المَسِيكُ : البَخِيلُ كما جَنَحَ إِليه المُصَنِّفُ والمَحْفُوظُ الأول
وفيه إِمْساك ومُسكَةٌ بالضمِّ ومُسُكَةٌ بضمَّتَيْنِ وهُما عن اللِّحْياني
ومَساكٌ كسَحابٍ وسَحابَةٍ وكِتابٍ وكِتابَةٍ أي : بُخْل وَتمَسَّكَ بما لَدَيْهِ ضَنًّا به وهو مجاز قال ابنُ بَري : المَسَاكُ : الاسْمُ من الإِمْساكِ قال جَرِير :
عَمِرَتْ مُكَرَّمَةَ المِسَاكِ وفارَقَتْ ... ما شَفَّها صَلَفٌ ولا إِقْتارُ ومن المَجازِ : قال أَبو عُبَيدَةَ : فَرَسٌ مُمْسَكُ الأَيامِنِ مُطْلَقُ الأَياسِر : مُحَجَّلُ الرِّجْلِ واليَدِ من الشِّقِّ الأَيمَنِ وهم يَكْرَهُونَه فإنْ كان مُحَجَّلَ الرِّجْلِ واليَدِ من الشِّقِّ الأَيْسَرِ قالُوا : هو مُمْسَكُ الأَياسِرِ مُطْلَقُ الأَيامِنِ وهم يَستَحِبّون ذلك
وكُلُّ قائِمَةٍ من الفَرَسِ فيها بَياضٌ فهي مُمْسَكَة كمُكْرَمَةٍ ؛ لأنَّها أُمْسِكَتْ على البَيَاض وفي اللِّسانِ بالبَياضِ وقِيلَ : هي أَنْ لا يَكُونَ فِيها بياضٌ وفي التَّهْذِيب : والمُطْلَقُ : كلُّ قائِمَة لَيس بها وَضَحٌ وقَوْمٌ يَجْعَلْونَ البَياضَ إِطْلاقًا والذي لا بَياضَ فيهِ إِمْساكًا وأَنْشَدَ :
" وجانِبٌ أُطْلِقَ بالبَيَاض
" وجانِبٌ أُمْسِكَ لا بَياض قالَ : وفِيهِ من الاخْتِلافِ على القَلْبِ كما وَصفْتُ في الإِمْساكِ
وأَمْسَكَه إِمْساكًا : حَبَسَه
وأَمْسَكَ عن الكَلامِ : سَكَتَ
والمَسَكُ مُحَرَّكَةً : المَوْضِعُ يُمْسِكُ الماءَ عن ابنِ الأَعْرابِي كالمَسَاكِ كسَحَابٍ وهذه عَنْ أَبي زَيْد
والمَسِيكُ مثل أَمِير قال أبو زَيْد : أَرض مَسِيكَةٌ : لا تُنَشِّفُ الماءَ لصَلابَتِها
والمُسَكُ كصُرَدٍ : جَمْعُ مُسَكَة كهُمَزَة لمَنْ إِذا أَمْسَكَ الشيء لم يُقْدَرْ عَلَى تَخْلِيصِه مِنْهُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ بعد تَفْسِيرِه بالبَخِيلِ قال : ويُقال : هو الّذِي لا يَتَعَلَّقُ بشيء فتتَخلَّصُ منه ولا يُنازِلُه مُنازِلٌ فيُفْلِتَ والجَمْعُ مُسَكٌ قالَ ابنُ بَريّ : التَّفْسِيرُ الثاني هو الصَّحِيحُ وهذا البِناءُ أَعْني مُسَكَةً يَخْتَصُّ بمن يَكْثُرُ منه الشيء مثل : الضُّحَكَةِ والهمَزَةِوسِقاءٌ مِسِّيكٌ كسِكِّيتٍ : كَثِيرُ الأَخْذِ للماءِ وقد مَسَكَ بفتح الشينِ مَسَاكَةً رواه أَبُو حَنِيفَةَ إِلاّ أَنّه لم يَضْبِطْهُ كسِكِّيت وكأَنَّ المُصَنِّفَ لاحَظَ مَعْنَى الكَثْرةِ فضَبَطَه على بِناءِ المُبالَغَةِ وإِلاّ فهو كأَمِيرٍ كما لأَبي زَيْد والزَّمَخْشَرِيِّ قال الأَخِيرُ : سِقاءٌ مَسِيكٌ : لا يَنْضَحُ وقال أَبو زَيْدٍ : المَسِيكُ من الأَساقِي : التي تَحْبِسُ الماءَ فلا تَنْضَحُ
ومِسكَوَيْهِ بالكسرِ كسِيبَوَيْهِ : عَلَمٌ جاءَ بالضَّبطَيْنِ الأَوّلُ للأَوّلِ والثّاني للأَخِيرِ ولو اقْتَصَرَ على الأَخِيرِ كانَ أَخْصَرَ
وماسِكانُ بكسرِ السِّينِ كما هو مَضْبُوطٌ والصوابُ بالْتِقاءِ الساكِنَين : ناحِيَةٌ بمَكْرانَ يُنْسَبُ إِليها الفانِيذُ نَقَلَه الصاغاني
وفَروَةُ بنُ مُسَيك كزُبَيرٍ المُرادِيُّ ثم الغُطَيفِي : صَحابي رضي الله عنه سَكَنَ الكُوفَةَ يُكْنَى أَبا عُمَيرٍ واسْتَعْمَلَه عُمَرُ رضي اللّهُ عنه
ومُسكانُ بالضّمِّ : شَيخٌ للشِّيعَةِ اسْمُه عَبدُ اللّه هكذا هو في العُبابِ وقال الحافِظُ : هو عَبدُ اللّه بنُ مُسكانَ من شُيُوخِ الشِّيعَةِ روى عن جَعْفَرِ بنِ مُحَمّد ذكره الأَمِير
وماسِك كصاحِب : اسمٌ قالَ ابنُ دُرَيْد : وقد سَمَّوْا ماسكًا ولم نَسمَعْ مَسَكْتُ في شِعْرٍ فَصِيحٍ ولا كَلامٍ إِلاّ أَنِّي أَحْسبه أنّه كما سًمّوْا مَسعُودا ولا يَقولُونَ إِلاّ أَسْعَدَهُ اللّه
ويُقال : بَيننا ماسِكة رَحِمٍ كما يُقال : مَاسَّةُ رحِمٍ وواشِجَةُ رَحِمٍ وهو مَجازٌ
ومن المَجازِ : هو حَسَكَةٌ مَسَكَة مُحَرَّكَتَيْنِ أي : شُجاعٌ ونَظِيرُه رَجُلٌ أَمَنَةٌ : يثق بكُلِّ أَحَدٍ والجمع حَسَكٌ مَسَكٌ ومِنْهُ قَوْلُ خَيفانَ بنِ عَرَانَةَ لعُثْمانَ رضي اللّه عنه لَمّا سَأَله : كَيفَ تَرَكْتَ أَفارِيقَ العَرَبِ في ذِي اليَمَنِ ؟ فقالَ : أَمّا هذا الحَيُ من بَلْحارِثِ بن كَعب فحَسَكٌ أَمْراسٌ ومَسَكٌ أَحْماسٌ تَتَلَظَّى المَنايَا في رِماحِهِم . وَصَفَهُم بالقُوَّةِ والمَنَعَةِ وأَنَّهُم لِمَنْ رامَهم كالشَّوْكِ الحادِّ الصُّلْبِ وهو الحَسَكُ وإِذا نازَلُوا أَحداً لم يُفْلِتْ منهم ولم يَتَخلَّصْ
وأَرض مَسِيكَةٌ كسَفِينَةٍ : لا تُنَشِّف الماءَ صَلابَةً عن أبي زَيْد وقد تَقدَّمَ
ويُقالُ : ما فِيهِ مِساكٌ ككِتابٍ ومُسكَةٌ بالضّم كِلاهُما عن ابنِ دُرَيْد زاد غَيرُه
ومَسِيكٌ كَأَمِير أي خَيرٌ يُرجَعُ إِلَيهِ ونَصُّ الجَمْهَرَةِ : خَيرٌ يُرجَى
ومما يُستَدْرَكُ عليه : المَسَك مُحَرَّكة : جُلودُ دابَّةٍ بَحْرِيَّةٍ كانت يُتَّخَذُ مِنْها شِبه الإِسْوِرَةِ
وَتمَسَّكَ به : تَطَيَّبَ
وثَوْبٌ مُمَسَّكٌ : مَصْبُوغٌ به وكذلك مَمسُوكٌ وقد مَسَكَه به نَقَله الزَّمَخْشَرِيّ
والمُمَسَّكَةُ : الخِرقَةُ الخَلَقُ التي أُمْسِكَتْ كَثِيرًا عن الزَّمَخْشَرِيِّ
وامْتَسَكَ به : اعْتَصَمَ قال زُهَيرٌ :
" بأي حَبل جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ وقال العَبّاسُ :
صَبَحْتُ بها القَوْمَ حَتّى امْتَسَك ... تُ بالأَرْضِ أَعْدِلُها أَنْ تَمِيلاَ وما تَمَاسَكَ أَنْ قالَ ذلِكَ أي : ما تَمالَكَ
وفي صِفَتِه صَلّى اللّهُ عليهِ وسَلّمَ بادِنٌ مُتَماسِكٌ أَرادَ أَنّه مَعَ بدانَتِه مُتَماسِكُ اللَّحْم ليس مُستَرخِيَه ولا مُنْفَضِجَه أي أَنَّه مُعْتَدِلُ الخَلْقِ كأَن أَعْضاءهُ يمْسِكُ بعضُها بعضًا
والمُسكَةُ بالضّمِّ : القُوَّةُ كالماسِكَةِ
وفيه مُسكَةٌ من خَيرٍ أي : بَقِيَّهٌ
وقولُ الحارِثِ بنِ حِلِّزَةَ :
ولَمّا أَنْ رَأَيْتُ سَراةَ قَوْمِي ... مَساكَى لا يَثُوبُ لهم زَعِيمُ قال ابنُ سِيدَه : يَجُوزُ أَنْ يكونَ مَساكَى في بيتِه اسْمًا لجَمْعِ مَسِيك ويَجُوزُ أَن يُتَوَهَّمَ في الواحِدِ مَسكان فيكونَ من بابِ سَكارَى وحَيارَى
والمَسَكَةُ مُحَرَّكَةً : من إِذا نازَلَ أَحَدًا لم يُفْلِتْ منه ولم يَتَخَلَّصْوقال أَبو زَيْد : مَسَّكَ بالنّارِ تَمْسِيكًا وثَقَّبَ بها تَثْقِيبًا وذلِكَ إذا فَحَصَ لَها في الأَرْضِ ثمّ جَعَلَ عليها الرَّمادَ والبَعْرَ أَو الخَشَبَ أَو دَفَنَها في التّراب
وقال ابنُ شُمَيل : الأَرْضُ مَسَكٌ وطَرائِقُ فمَسَكَةٌ كَذّانَةٌ ومَسَكَةٌ مُشَاشَةٌ ومَسَكَةٌ حِجَارَةٌ ومَسَكَةٌ لَيِّنَةٌ وِإنَّما الأَرْضُ طَرائِقُ فكلُّ طَرِيقَة مَسَكَةٌ
والمَسَاكاتُ : التَّناهي في الأَرْضِ تُمْسِكُ ماءَ السَّماءِ
ويُقالُ للرَّجُلِ يَكُونُ مع القَوْمِ يَخُوضُونَ في الباطِلِ إِنَّ فيهِ لمُسكَةً عمّا هُمْ فِيهِ
ومَسِكٌ ككَتِفٍ : صُقْعٌ بالعِراقِ قُتِل فيهِ مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيرِ
ومَوْضِع آخرُ بدُجيلِ الأَهْوازِ حَيث كانَتْ وَقْعَةُ الحَجّاجِ وابنِ الأَشْعَثِ
وخَرَجَ في مُمَسَّكَةٍ أي : جُبَّة مُطَيَّبَة
وعَلَى ظَهْرِ الظَّبيَةِ جُدَّتانِ مِسكِنتَانِ أي : خُطَّتانِ سَوْداوانِ
وصِبغٌ مِسكِي
ومَسُكَ الرَّجُل مَساكَةً : صارَ بَخِيلاً
وِإنَّه لَذُو تَماسُكٍ : أي عَقْلٍ
وما في سِقائِه مُسكَةٌ من ماءٍ أي قَلِيلٌ منه
وما بِه تَماسك : إِذا لم يَكُن به خَيرٌ وهو مَجازٌ
وكادَ يَخْرُجُ مِنْ مَسكِه : للسَّرِيعِ وهو مَجازٌ
وقولُهم - في صِفَتِه تَعالى - : مِساكُ السَّماءِ مُوَلَّدَةٌ
والمِسكِيُّونَ : جَماعَةٌ مُحَدِّثُون نُسِبوا إِلى بَيعِ المِسكِ
ومُسَيكَةُ كجُهَينَةَ : من قُرَى عَسقَلانَ منها عَبدُ اللِّه بنُ خَلَفٍ المُسَيكِي الحافِظُ المَعْرُوفُ بابنِ بُصَيلَة سَمِعَ السِّلفِي وماتَ سنة 614
وأَحْمَدُ بنُ عَبدِ الدّائِمِ المُسَيكِي سَمِعَ مِنْه أَبُو حَيان وضَبَطَه
والأَمِيرُ عِزُّ الدِّينِ مُوسَك الهَكّارِيُّ أَحَدُ الأُمَراءِ الصَّلاحِيَّةِ وإِليه نُسِبَت القَنْطَرَةُ بمِصْر
وعطْوانُ بنُ مُسكانَ رَوَى حَدِيثَهُ يَحْيَى الحِمّاني هكذا ضَبَطَه الذَّهَبيُ تَبَعًا لعبد الغَني وضَبَطَه غيرُه بإِعْجامِ الشِّينِ
السَّكْتُ والسُّكُوتُ : خِلافُ النُّطْقِ . قال شيخُنا : وفي عِبَارة المُصنِّف تفسيرُ الشَّيْءِ بنفسه لَفْظًا ومعْنًى وهو غيرُ مُتَعَارَف بينَ أَهلِ اللِّسان ولو فَسَّره بالصَّمْتِ كما في المصباح أَو قال : هو معروفٌ لكان أَوْلَى . قلتُ : وبما عَبَّرْنا يَنْدَفِعْ الإِيرادُ المذكور كما هو ظاهر . وقد سَكَتَ يَسْكُتُ سَكْتاً وسُكُوتاً كالسُّكَاتِ بالضَّمِّ والسَّاكُوتَةِ فاعُولَة من السَّكْتِ . وأَخَذَه سَكْتٌ وسَكْتَةٌ وسُكَاتٌ وسَاكٌوتَةٌ . ورجلٌ ساكِتٌ وسَكٌوتٌ وساكٌوتٌ . السَّكْتُ : الرجلُ الكَثِيرُ السُّكُوتِ كالسِّكْتِيتِ بالكسر وياءٍ بينَ تَاءَيْن . قال أَبو زَيْد : سمِعْتُ رجُلاً من قَيْسٍ يقول : هذا رَجُلٌ سِكْتيتُ بمعنى السِّكِّيت كسِكِّين . ورَجُلُ سِكِّيتٌ بَيِّنُ السّاكوتَةِ والسُّكُوتِ : إِذا كان كثيرَ السُّكُوت كذلك السُّكَّيْتُ والسُّكُيْتُ مُصغَّراً مُشدَّداً ومُخَفَّفاً رواهُما أَبو عمْرٍو . والسَّاكُوتُ والسّاكُوتَةُ يُقَالُ : رَجُلُ ساكُوتٌ وساكُوتَةٌ : إِذا كان قليلَ الكلامِ من غير عِيٍّ فإِذا تَكَلَّمَ أَحْسَنَ . قال اللَّيْثُ : يقال : سَكَتَ الصّائِتُ يَسْكُتُ سُكُوتاً : إِذا صَمَتَ قال شيخُنَا عن بعض المُحَقِّقينَ : إِنّ السُّكوتَ هو تَرْكُ الكلامِ مع القُدْرةِ عليه . قالوا : وبالقيد الأَخير يُفارقُ الصَّمْتَ فإِنّ القدرَة على التَّكَلُّم لا تُعْتَبر فيه قاله ابنُ كمال باشا وأَصلُه للرَّاغب الأَصْبَهانيّ فإِنّه قال في مُفرداته : الصَّمْتُ أَبلغُ من السَّكُوت لأَنَّه قد يُستعملُ فيما لا قُوَّةَ له على النُّطْقِ ولذا قيل لِما لا نُطْقَ له : الصّامتُ والمُصْمَت ؛ والسُّكُوتُ يقالُ لما لَهُ نُطْقٌ فيَتْرُكُ استعمالَه . قال شيخُنَا : فإِطلاقُ الفَيُّومِيّ في المصباح - كغيرِه - أَحَدَهُما على الآخَر من الإِطلاقات اللُّغَوِيّة العامَّة . السَّكْتُ : من أُصول الأَلحَان شبْهُ تَنَفُّسٍ يُرادُ بذلك الفَصْلُ بَيْنَ نَغَمَتَيْنِ بِلاَ تَنَفُّس كذا في التَّهْذيب كالسَّكْتَة سَكَت يَسْكُت سَكُوتاً وأَسْكَتَ . وقيلَ : تَكلَّمَ الرَّجُلُ ثم سَكَتَ بغيرِ أَلِفٍ . وأَسْكَتَ : إِذا انْقَطَعَ كَلامُهُ فلَمْ يَتَكَلَّمْ ؛ وأَنشد :
" قَدْ رَابَنِي أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتَا
" لو كان مَعْنِيًّا بَنَا لَهَيَّتَا والسَّكْتَةُ بالفَتْح : داءٌ وهو المشهور بين الأَطِبّاءِ . وقد صرَّح به الجَوْهَرِيُّ وغيرُهُ . وقال بعض أَربابِ الحَواشِي : هي بالكسر ؛ لأَنه هَيْئته . قلت : وهو غير صحيحٍ لِمُخَالَفَتِه النُّقُولَ . السُّكْتَة بالضَّمِّ : ما أَسْكَتّ به صَبِياًّ أَو غَيْرَهُ . وقال اللِّحْيَانيّ مالَهُ سِكْتَةٌ لِعيالِه وسُكْتَةٌ أَي ما يُطْعِمُهم فيُسْكِتَهم به وإِليه أَشارَ المصنّف بقوله : وبَقيَّةٌ تَبْقَى في الوِعَاءِ أَي : من الطَّعَام . السُّكَيْتُ كالكُمُيْت وقد يُشّدَّدُ فيقال : السُّكَّيْتُ وهو الّذي يجيءُ آخِرِ خَيْلِ الحَلْبَةِ من العَشْرِ المَعْدُودَات وهو القاشُور والفِسْكِلُ أيضاً وما جاءَ بعدَهُ لا يُعْتَدُّ به كذا في الصِّحاح . وأَوَّلُهُ المُجَلِّي ثم المُصَلِّي ثم المُسَلِّي ثُمّ التّالي ثم المُرْتَاحُ فالعَاطِفُ فالحَظِيُّ فالمُؤَمَّلُ فاللَّطِيمُ . وفي اللِّسَان : قال سِيبَوَيْهِ : سُكَيْتٌ : ترخيم سَكَّيْتٍ يعني أَنَّ تصغيرَ سُكَّيْت إِنّما هو سُكَيْكِيتٌ فإِذا رُخِّمَ حُذِفت زائدتاه . وسَكَتَ الفَرَسُ : جاءَ سُكَيْتَا . وَرَمَاهُ اللهُ بسَكَاتَةٍ وسَكَاتٍ بضمِّهما . قاله أَبو زَيْدٍ ولم يُفَسِّرْه . قال ابنُ سِيدَهْ : وعندي أَنّ يُسْكِتُهُ أَو بأَمْرٍ يَسْكُتُ منه . وهو عَلَى سَكَاتِ الأَمْرِ بالضَّمّ : أَي مُشْرِفٌ على قَضَائِه . وكنتُ على سَكَاتِ هذه الحاجَةِ : أَي على شَرَفٍ من إِدراكِها . كذا في اللّسان . والسُّكَاتُ بالضّمّ من الحَيَّاتِ : ما يَلْدَغُ قبلَ أَنْ يُشْعَرَ بِهِ وهو مَجازٌ . وحَيّةٌ سَكُوتٌ وسُكَاتٌ : إِذا لم يَشْعُرُ به الملسوعُ حتّى يَلْسَعَهُ وأَنشد يَذْكُرُ رجُلاً داهِيَةً :
فما تَزْدَرِي منْ حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ ... سُكَاتٍ إِذا ما عَضَّ ليس بأْدْرَدَاوذهب بالهاءِ إِلى تأْنيث لفظ الحَيَّة . والأَسْكاتُ من النّاس بالفتح عن ابن الأَعرابيّ يقال : رأَيتُ أَسْكاتاً من الناس : أَي فِرقاً مُتفرِّقةً ولم يَذْكُرْ لها واحداً . وقال اللِّحْيانيّ : هم الأَوْباشُ ومنهم من قال : إِنّ واحدَهُ : سَكْتٌ وفيه تأَمُّلٌ . الأَسْكاتُ : البَقايا مِنْ كلّ شَيْءٍ كأّنّه جمع سَكْتة وقد تقدم . الأَسكاتُ أَيضاً : أَيّامُ الفَصْل وهي الأَيّام المُعْتَدِلاَتُ دُبُرَ الصَّيْفِ نقلَه الصّاغانيّ . في حديث ماعِزٍ " فرميْنَاهُ بجَلاَمِيدِ الحَرَّةِ حَتَّى سَكَتَ " أَي ماتَ عن أَبي زَيْد : يقال : رَجُلٌ سَكِتٌ إِذا كَانَ قَلِيلَ الكلامِ من غَيْرِ عِيّ فإِذا تَكَلَّمَ أَحْسَن كالسِّكِّيت وقد تقدّمَت الإِشارةُ إِليه . المُسكِّتُ كمُعَظَّمٍ : آخِرُ القِدَاحِ وقد تَسقُطُ هذِهِ عن بعض النُّسَخ كما قالَهُ شيخُنَا . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : عن اللِّحْيّانيّ : الاسْمُ من : سَكَتَ السَّكْتَةُ والسُّكْتَةُ . وقيل : تعّمَّد السكوتَ وأسكت . سَكَتَ : أَطْرَقَ من فِكْرَةٍ أَو داءٍ أَوْ فَرَقٍ . وفي حديث أَبي أُمَامةَ : " وأَسْكَتَ واسْتَغْضَبَ ومكَثَ طَوِيلاً " أَي : أَعْرض ولم يتَكلَّمْ . ويقال : ضَرَبْتهُ حتّى أَسْكَتَ وقد أَسْكَتَتْ حَركَتُه فإِنْ طال سُكُوتُه من شَرْبَةٍ أَو داءٍ قيلَ : به سُكَاتٌ . وساكَتَنِي فسَكَتُّ . وأَصاب فلاناً سُكاتٌ : إِذا أَصابَهُ داءٌ مَنَعَه من الكلام . وعن أَبي زَيْد : صَمَتَ الرَّجُلُ وأَصْمَتَ وسكَتَ وأَسْكَتَ وأَسْكَتَه اللهُ وسَكَّتَه بمعنىً . ورمَيْتُهُ بسُكَاتَةٍ أَي : بما أَسْكَتَهُ . وفي المُحْكَمِ : رماهُ بصُمَاتَةٍ وسُكَاتَةٍ أَي : بما صَمَتَ مِنْهُ وسَكَتَ . قال ابنُ سِيدَهْ : وإِنّما ذكرْت الصَّمَاتَ هنا لأَنّه قَلَّما يُتَكلَّمُ بسَكاتَةٍ إِلاّ مع صَماتَةٍ وسيأْتي ذِكرُه في وضعه . والسُّكُوتُ من الإبِل : الَّتي لا تَرْغُو عند الرّحْلَة قال ابْنُ سِيدَه : أَعني بالرَّحْلَة هنا وَضْعَ الرَّحْلِ عليها . وقد سَكَتَتْ سُكُوتاً وهُنَّ سُكُوتٌ ؛ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
" يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتَا
" سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا قال : وروايةُ أَبي العلاءِ :
" يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُفُوتا من قولك : سَفِتَ الماءَ : إِذَا شَرِبَ منه كثيراً فلم يَرْوَ وأَراد بارِدَ مائِه فوضعَ المصدرَ موضِعَ الصِّفة كم قال :
" إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوساً
" تأْكُلُ بعدَ الخُضْرةِ اليَبِسَاوفي التَّهْذِيب السَّكْتَةُ في الصَّلاةِ أَنْ تَسْكُتَ بعدَ الافتتاح وهي تُسْتَحَبُّ وكذلك السَّكْتَة بعدَ الفَرَاغ من الفاتحة . وفي الحديث : " ما تقولُ في إِسْكَاتَتِكْ ؟ " قال ابنُ الأَثِيرِ : هي إِفْعَالةٌ من السُّكُوت معناه . سُكُوتٌ يَقْتَضِي بعدَه كَلاماً أَو قِراءَةً مع قِصَرِ المُدَّة . وقيل : أَراد بهذا السُّكوت ترْك رفْعِ الصَّوْتِ بالكلام أَلاَ تراه قال : ما تقولُ في إِسكاتَتِك ؟ أي سُكُوتِكَ عن الجَهْرِ دُونَ السُّكُوتِ عن القِراءَةِ والقول . وسَكَت الغَضبُ مثل سَكَن : فَتَرَ . وفي التَّنْزيل العزيز : " ولمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الغَضبُ " . وقال الزَّجّاج معناه : ولمَّا سَكَنَ . وقيل : لمَّا سَكَتَ مُوسى عن الغَضبِ على القَلْب كما قالُوا أَدْخلْتُ القَلَنْسُوَة في رَأْسِي والمَعْنى أَدْخلْتُ رَأْسي في القلَنسُوَة . قال : والقوْل الأَوّل الذي معناهُ سَكنَ هو قولُ أَهلِ العربية قال : ويقالُ سَكَتَ الرّجل يَسْكُتُ سَكْتاً : إِذا سَكَنَ . وسَكَت يَسْكُتُ سُكُوتاً وسَكْتاً : إِذا قَطَعَ الكلامَ ونقلَهُ شيخُنا عن بحْر أَبي حَيّان ولكن ادَّعى في سَكَت الرَّجُلُ أَنَّ مصدره السَّكُوتُ فقط وأَوردَ به على المؤلف حيثُ لم يمييز بينهما مع أنَّ المنقول عن الأَئمة خَلافُ ذلك كما قدَّمْنا . وسَكَتَ الحَرُّ : اشْتَدَّ ورَكدَتِ الرِّيحُ . وأَسْكَتَتْ حَرَكَتُه : سَكَنَتْ . وأَسْكَتَ عن الشَّيْءِ : أَعرضَ . وفي الأَساس : تَكلّمَ ثُمّ سَكَتَ وإِذا أُفْحِمَ قِيل : أُسْكِتَ . وللحُبْلَى صَرْخَةٌ ثمّ سَكْتَة . هذه هاءُ السَّكْتِ . ومن المَجَاز : فلانٌ سَكَيْتُ الحَلْبَةِ للمُتخلِّفِ في صَنْعَتِه . وسَكْتَانُ كعُثْمَانَ : قَريةٌ ببُخَارى منها : أَبو سَعِيدٍ سُفْيَانُ بنُ أَحمدَ بنِ إِسحاقَ الزّاهد محدّث . وسُكْتانُ أَيضاً ويقال : سُجْتَانُ بالجيم : بلدٌ بالمغْرِب وإِليه نُسِبَ عِيسى الكتّانِيّ شيخ مشايخَ مَشايِخِنا . وآلُ باسكوتة : جماعة باليَمَن