الصِّهْرُ بالكسر : القَرَابةُ . والصِّهْرُ : حُرْمَةُ الخُتُونَةِ . وخَتَنُ الرَّجُلِ : صِهْرثه والمُتَزَّوجُ فيهم : أصْهارُ الخَتَنِ . وقال الفَرّاءُ : بينَنَا صِهْرٌ فنحن نَرْعَاها . فأَنّثها كذا نقله الصاغانيّ . ج : أَصْهَارٌ وصُهَرَاءُ الأَخِيرةُ نادِرَةٌ . وقيل : أهْلُ بَيْتِ المرأةِ أصْهارٌ وأهْلُ بيتِ الرَّجلِ أخْتانٌ ومن العَرَب منْ يَجْعل الصِّهَرَ من الأَخْتانِ والأَحْماءِ جميعاً . وحقّقَ بعضُهم أنَّ أقارِبَ الزَّوْج أحْماءٌ وأقاربَ الزَّوجةِ أخْتَانٌ والصِّهْرُ يَجمَعُهُما . نقله شيخنا . قلْتُ : وهو قَوْل الأصْمعيّ قال : لا يقال غيرُه . قال ابن سيده : ورُبّما كَنَوْا بالصِّهْرِ عن القَبْرِ لأنهم كانوا يئدُون البَنَاتِ فيدْفُنونَهُنّ فيقُولونَ : زَوَّجْنَاهُن من القَبْرِ ثمّ استُعمل هذا اللَّفظُ في الإسلام فقيل : نِعْمَ الصِّهْرُ القَبْرُ وقيل : إنّما هذا على المَثَل إي الذي يَقُوم مَقَام الصِّهْر قال : وهو الصحيح
وقال ابنُ الأعرابِيّ : الصِّهْرُ : زَوْجُ بِنْت الرَّجل وزَوْجُ أُخْتهِ والخَتَنُ : أبو امرأةِ الرجلِ وأخُو امرأتِه والأخْتانُ أصْهَارٌ أيضاً وهو قول بعضِ العربِ وقد تقدَّم . والفِعْلُ المُصَاهَرَةُ وقد صاهَرَهمُ وصاهَرَ فيِهم وأنشد ثعلب :
حَرَائِرُ صَاهَرْنَ المُلُوكَ ولم يَزَلْ ... على النَّاسِ مِنْ أَبنائِهِنَّ أَمِيرُ وأصْهَرَ بِهِمْ وأصْهَرَ إليهم : صارَ فِيهِم صِهْراً وفي التّهْذِيب : أصْهَرَ بهم الخَتَنُ وأصْهَرَ : مَتَّ بالصِّهْرِ وقال أبو عُبيْد : يقال : فُلانٌ مُصْهِرٌ بِنا وهو من القَرَابةِ . وقال الفَرّاءُ في قوله تعالى " وهُوَ الَّذي خَلَقَ من المَاءِ بَشَراً فجَعَلَهُ نَسَباً وصِهْراً " فأمّا النَّسَبُ فهو النَّسَبُ الذي يَحِلّ نِكاحُه كَبناتِ العمِّ والخالِ وأشباهِهِنّ من القرابَة التي يَحِلّ تَزْويجُها . وقال الزَّجَاجُ : الأصْهارُ من النَّسَبِ لا يَجُوزُ لهم التَّزْويج والنَّسَبُ الذي ليْسَ بِصِهْر من قوله : " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أمَّهَاتُكُمْ " إلى قوله : " وأنْ تَجْمَعُوا بيْنَ الأُخْتَيْنِ " . قال أبو منصور : وقد رَوَيْنا عن ابن عبّاس في تفسير النَّسَب والصِّهْر خلافَ ما قال الفَرّاءُ جُمْلَةً وخِلافَ بعْضِ ما قالَ الزَّجّاجُ قال ابنُ عبّاس : حرَّمَ الله من النَّسَب سَبْعاً ومن الصِّهْرِ سَبْعاً " حُرِّمَتْ علَيْكُم أُمَّهَاتُكُمْ وبَنَاتُكُمْ وأخْوَاتُكُم وعَمّاتُكًم وخالاتُكُم وبَنَاتُ الأخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ " من النسب ومن الصِّهر " وأمَّهاتُكُمُ الّلاتِي أرْضَعْنَكُم وأخَواتُكُم مِنَ الرَّضاعَةِ وأمَّهَاتُ نِسائِكُمُ ورَبائِبُكُمُ الّلاتي في حُجُورِكُمْ من نِسَائِكُمُ الّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَ فإنْ لم تَكُونوا دَخلتم بهنّ فلا جُنَاحَ عليكم وحَلائِلُ أبْنائِكُم الذين مِنْ أصلابِكُمْ " . " ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ من النِّسَاءِ " وأن تَجْمَعُوا بيْنَ الأُخْتيْنِ " . قال أبو منصور : ونَحْو ما روينَا عن ابن عبّاس . قال الشّافِعِيّ : حَرّم اللهُ تعالى سَبعاً نَسَباً وسَبْعاً سَبَباً فجعلَ السَّبَبَ القَرَابةَ الحادثَةَ بسَبب المُصَاهرةِ والَّضاعِ وهذا هو الصَّحيح لا ارتيابَ فيه . قلْت : وقال بعضُ أئِمَّة الغَريبِ : الفَرْقُ بين الصِّهْرِ والنَّسَبِ أنّ النَّسَبَ : ما يَرْجِعُ إلى ولادةٍ قريبةٍ من جِهَة الآباء والصِّهْر : ما كان من خُلْطَةٍ تُشْبِه القَرَابَةَ يُحْدِثُها التّزويجُ . ومن المَجاز : صَهَرَتْهُ الشَّمْسُ كمَنَعَ تَصْهَرُه صَهْراً صَهَدَتْهُ وصَحَرَتْهُ وذلك إذا اشْتَدَّ وقْعُها عليه وحَرُّها حتّى ألمَ دِمَاغُه وانْصَهَرَ هو قال ابنُ أحْمَرَ يَصِف فَرْخَ قَطَاةٍ :
تَرْوِي لَقًى أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ ... تَصْهَرُه الشَّمْسُ فيصْبِرْ أي تُذيِبهُ الشَّمْسُ فيصْبِرُ على ذلك . وصَهَرَ فُلانٌ رأْسَهُ صَهْراً : دَهَنَه بالصُّهارَةِ بالضَّمّ وهو ما أُذيبَ من الشَّحْم كما سيأتي . وصَهَرَ الشَّيءِ كالشّحْمِ ونحْوِه يَصْهَرُه صَهْراً : أذابَه فانْصَهَرَ فهو صَهيِرٌ وفي التنزيل " يُصْهَرُ بهِ ما في بُطُونِهِمْ والجُلُودُ " أي يُذابُ وفي الحديث " أنّ الأسْوَدَ بن يزيدَ كان يَصْهَرُ رِجْليْهِ بالشَّحْمِ وهو مُحْرِمُ " أي كان يُذيِبُه ويَدهُنُهما به . والصَّهْرُ بالفَتْح : الحَارُّ حكاه كُراع وأنشد :
إذْ لا تَزَالُ لَكُمْ مُغَرْغِرَة ... تَغْلي وأعْلى لَوْنِها صَهْرُ فعَلَى هذا يُقال : شَيْءٌ صَهْرٌ : حارٌّ . والصَّهْرُ أيضاً : الإذابَةُ أي إذابَةُ الشَّحْمِ كالاصْطهارِ يقال : صَهَرَ الشَّحْمَ كمَنَعَ واصْطَهَرَه إذا أذابَهُ والصُّهرُ بالضَّمّ جَمْعُ صَهُورٍ كصَبُورٍ الأول من الصَّهْرِ وهو الإحْرَاقُ . يقال : صَهَرْتُه بالنار أي انْضَجْتُه . والصُّهَارَةُ ككُناسَةٍ : ما أُذِيبَ من الشَّحْمِ ونَحْوِه وقيل : كُلُّ قِطْعَة من الشَّحْمِ صَغُرَت أو كَبُرت صُهَارَةٌ . والصُّهَارَةُ : النِّقْيٌ وهو المُخّ وهو مَجَاز . واصْطِهارُ فلانٌ : أكَلَهَا أي الصُّهارَةَ فالاصْطِهارُ يُسْتَعْمل بمعنَى أكْل الصُّهارةِ وبمعنَى إذابَةِ الشَّحْمِ قال العَجّاجِ :شَكّ السَّفَافِيدِ الشِّواءَ المُصْطَهَرْ وقال الأصْمَعِيّ : يُقال لما أذيِبَ من الشَّحْم : الصُّهَارَةُ والجَمِيلُ . و من المَجَاز : اصْطَهَرَ الحِرْبَاءُ واصْهارَّ كاحْمارّ : تَلأْلأَ ظَهْرُه من شِدَّةِ حَرِّ الشَّمْس وقد صَهَرَه الحَرُّ . والصِّهْرِيُّ بالكسر : لغة في الصِّهْرِيّج وهو كالحَوْضِ قال الأزْهَريّ : وذلك أنّهم يأْتُون أسفَلَ الشِّعْبَة من الوادي الذي له مَأْزِمَانِ فيَبْنُون بينهما بالطّشينِ والحِجارَة فيترَادُّ الماءُ فيَشربون به زَماناً قال : ويُقال : تَصَهَرْجُوا صِهْرِياً . والصَّيْهُورُ : شِبْهُ مِنْبَرٍ يُعْمَل مِنْ طِين أو خَشَب لمَتاع البَيْتِ يُوضَع عليهِ من صُفْرٍ أو نحْوِه قال ابن سيده : وليس بثَبتٍ . والصَّهُورُ : غِلافُ القَمَر أعجميٌّ مُعَرّب . ومن المَجَاز : أصْهَرَ الجَيْشُ للجَيْشِ إذا دَنا بَعْضُهُم من بَعْضٍ نقله الصّاغانيّ والزَّمَخْشَرِيّ
ومما يستدرك عليه : الصَّهْرُ : المَشْوِيّ . وقال أبو زيد : صَهَرَ خُبْزَه إذا أدَمَهُ بالصُّهَارَةِ فهو خُبْزٌ صَهيِرٌ ومَصْهُورٌ . ويقال : صَهَرَ بَدَنَه إذا دَهَنَه بالصَّهِيرِ . ومن المَجَاز : قولُهم : لأصْهَرَنّك بيَمِين مُرَّة كأَنَّه يريد الإذابَةَ قال أبو عُبيْدة : صَهَرْتُ فُلاناً بيمينٍ كاذبِة تُوجِبُ له النّارَ وقال الزمخشريّ وصَهَرَه باليمين صَهءراُ : استحْلَفَه على يَمِين شَديدَة وهو مَصْهُورٌ باليميِنِ والصَّهْرُ في حديثِ أهلِ النارِ : أن يُسْلَتَ ما في جَوْفِه حتى يَمْرُقَ من قدَمَيْه . وصَهَرَه وأصْهَرَهُ إذا قَرَّبَه وأدْناه . ومنه الحديث " أنه كان يُؤَسِّسُ مَسْجِدَ قُبَاءٍ فيَصْهَرُ الحَجَرَ العَظيِمَ إلى بَطْنِه " أي يُدْنيهِ إليه
مَصَرَ النّاقةَ أَو الشّاةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصرَها وامْتَصَرَها : حلبَها بأَطرافِ الأَصابع الثَّلاث . وقيل هو أن تأخذ الضَّرعَ بكفِّك وتُصَيِّرَ إبهامَكَ فوقَ أَصابعِكَ أو هو الحَلْبُ بالإبهام والسَّبّابة فقط . وقال الليث : المَصْر : حَلْبٌ بأَطراف الأَصابع والسَّبّابة والوُسطى والإبهام ونحو ذلك . وفي حديث عبد الملك قال لحالب ناقته : كيف تحلُبها مَصراً أم فَطْراً وهي ماصِرٌ ومَصورٌ : بطيئةُ خروجِ اللَّبَنِ وكذا الشاةُ والبقرةُ وخصَّ بعضهم به المِعزَى ج مِصارٌ ومَصائِرُ كقِلاصٍ وقَلائِص . قال الأَصمعيّ : ناقة مَصورٌ وهي التي يتَمَصَّر لبنُها أي يُحلَب قليلاً قليلاً لأَنَّ لبنَها بطيءُ الخروج . وقال أبو زيد : المَصورُ : من المَعْزِ خاصَّة دون الضّأن وهي التي قد غرَزَت إلاّ قليلاً . قال : ومثلُها من الضَّأنِ الجَدودُ . ويقال : مَصَّرَت العَنْزُ تمْصيراً أي صارت مَصوراً . ويقال : نعجَة ماصرٌ ولَجْبَةٌ وجَدودُ وغَروزُ أي قليلةُ اللَّبَنِ . وقال ابن القطّاع : ومَصَرَت العَنْزُ مُصُوراً وأمْصَرَت : قَلَّ لبَنُها . والتَمَصُّرُ : القليل من كلِّ شيءٍ . قال ابن سِيدَه : هذا تعبير أهل اللغة والصحيح التَّمَصُّر : القِلَّة والتَمَصُّر : التَتَبُّع والتَمَصُّر : التَفَرُّق يقال : جاءت الإبلُ إلى الحَوضِ مُتَمَصِّرَةً ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . والتَمَصُّر : حَلْبُ بقايا اللَّبَن في الضَّرْع بعد الدَّرِّ . وصار مستعملاً في التَتَبُّع . والتَّمصير : التَّقليل . والتَّمصير : قَطْعُ العَطِيَّة قليلاً قليلاً يقال : مَصَّرَ عليه العَطاءَ تَمْصيراً إذا قَلَّله وفرَّقَه قليلاً قليلاً . ومَصَّرَ الرَّجلُ عَطِيَّتَه : قطَّعَها قليلاً قليلاً وهو مَجاز . ومُصِرَ الفرَسُ كعُنِيَ : استُخرِجَ جَريُه . والمُصارَةُ بالضَّمّ : الموضع الذي تُمْصَرُ فيه الخَيلُ حكاه صاحب العين . والمِصر بالكسر : الحاجز والحَدُّ بين الشيئين . قال أُمَيَّة يذكر حِكمة الخالق تبارك وتعالى :
والأَرضَ سوَّى بِساطاً ثُمَّ قَدَّرَها ... تحتَ السَّماءِ سَواءً مثلَ ما ثَقَلا
وجعلَ الشَّمسَ مِصراً لا خَفاءَ به ... بين النَّهارِ وبينَ الليلِ قدْ فَصَلا قال ابن بَرِّيّ : البيت لعَدِيّ بن زيدٍ العِباديّ وقد أوردَه الجَوْهَرِيّ وجاعل الشَّمس والذي في شعرِه : وجَعَل الشِّمس وهكذا أوردَه ابن سِيدَه أَيضاً . كالمَاصِر . وقال الصَّاغانِيّ : والماصِرانِ : الحَدَّان . والمِصْر : الحَدُّ في كلِّ شيءٍ وقيل : بينَ الأَرْضَيْنِ خاصَّةً والجمع المُصور . والمِصرُ : الوِعاءُ عن كُراع وقال الليث : المِصر في كلام العَرَب : الكورة تقام فيها الحدود ويُقسم فيها الفيءُ والصَّدقاتُ من غير مؤامرة الخليفة . والمِصر : الطِّينُ الأَحمر . والمُمَصَّر كمُعَظَّم : الثوب المصبوغ به أو بحُمرةٍ خفيفة . وفي التهذيب : ثوبٌ ممَصَّر : مصبوغ بالعِشْرِق وهو نباتٌ أَحمرُ طيِّب الرائحة تستعملُه العرائسُ . وقال أبو عبيد : الثِّياب المُمَصَّرة : التي فيها شيءٌ من صُفرَةٍ ليستْ بالكثيرة . وقال شَمِرٌ : المُمَصَّر من الثياب : ما كان مصبوغاً فغُسِلَ ومنه الحديث : " ينزِلُ عيسى عليه السّلامُ بينَ مُمَصَّرتينِ " ومَصَّروا المكانَ تمْصيراً : جعلوه مِصراً فتَمَصَّرَ : صار مِصراً . وكان عمر رضي الله عنه قد مَصَّرَ الأَمصارَ منها البصرة والكوفة وقال الجوهريّ فلانٌ مصَّرَ الأَمصارَ كما يقال : مَدَّنَ المُدُنَومِصْرُ : الكَسرُ فيها أَشهر فلا يُتَوَهَّم فيها غيره كما قاله شيخنا قلتُ : والعامَّة تفتحها هي المدينة المعروفة الآن سُمِّيَتْ بذلك لتَمَصُّرها أي تَمَدُّنها أو لأنَّه بناها المِصرُ بنُ نوح عليه السلام فسُمِّيت به . قال ابن سِيدَه ولا أدري كيفَ ذاكَ وفي الرَّوضِ : إنَّها سُمِّيَت باسم بانيها ونقل شيخنا عن الجاحِظ في تعليل تسميتها : لِمَصيرِ الناس إليها . وهو لا يخلو عن نظرٍ . وفي المقدمة الفاضليّة لابن الجوّانيّ النّسَّابة عند ذكر نسب القبط ما نَصُّه : وذكرَ أَبو هاشمٍ أَحمدُ بن جعفر العبّاسيُّ الصّالحيُّ النَّسّابةُ قِبْطَ مِصرَ في كتابه فقال : هم ولَدُ قِبْطَ بن مِصرَ بن قُوط بن حام وأَنَّ مِصرَ هذا هو الذي سُمِّيَتْ مِصرُ به مِصْرَ . وذكرَ شيوخُ التَّواريخ وغيرُهم أَنَّ الذي سُمِّيَتْ مِصْرً به هو مِصرُ بن بَيْصَرَ بن حام . انتهى . وقرأت في بعض تواريخ مِصْرَ ما نَصُّه : واختلف أَهلُ العلم في المعنى الذي لأَجله سُمِّيَت هذه الأرض بمِصْرَ فقيل : سَمِّيَت بمِصْرَيْم بن مُركَايِل وهو الأَوّل وقيل بل سُمِّيَت بمِصر الثاني . وهو مِصرام بن نقراوش بن مصْريم الأَوّل وعلى اسمه تسمَّى مِصْرُ بن بَيْصَر وقيل : بل سُمِّيَت باسم مِصر الثالث وهو مصرُ بن بَيْصَر بن حام بن نوح وهو أبو قِبطِيم بن مِصر الذي وَلِيَ المُلْك بعدَه وإليه يُنْسَب القبط . وقال الحافظ أَبو الخَطَّاب بن دِحيةَ : مِصرُ أَخْصَب بلاد الله وسمّاها الله تعالى بمِصْرَ وهي هذه دون غيرها ومن أَسمائها أُمّ البلاد والأَرضُ المُباركة وغَوْثُ العِبادِ وأُمّ خَنُّور وتفسيره : النِّعمة الكثيرة وذلك لما فيها من الخيرات التي لا توجد في غيرها وساكِنُها لا يخلو من خير يَدِرُّ عليه فيها فكأَنَّها البقرة الحَلوبُ النافعة وكانت فيما مضى أَكثر من ثمانين كورَةً عامِرَةً قبلَ الإسلام ثمَّ تقهقرت حتّى استقرَّت في أَوّل الإسلام على أَربعين كورَةً . وفي المائةِ التاسعة استقرَّت على ستَّةٍ وعشرين عملاً . وأما عِدَّة القرى التي تأخَرَت إلى سنة سبعٍ وثلاثين وثمانمائة فحُرِّرَت لمّا أَمَرَ الملك الأَشرف بِرِسباي كُتَّابَ الدَّواوين والجُيوش المِصريَّة بضبطِ وإحصاءِ قُرى مِصْرَ كلّها قبليّها وبحْريّها فكانت أَلفين ومائتين وسبعينَ قريةً . وأَلَّفَ الأَسْعَدُ بن ممّاتي كتاباً سمّاه قَوانين الدَّواوين وهو في أَربعة أَجزاءٍ ضخمةٍ والذي هو موجود في أَيدي الناس مختَصرُهُ في جزءٍ لطيف ذكر في الأصل ما أَحصاه من القرى من أَيّام السلطان صلاح الدِّين يوسُف بن أَيُّوب أربعة آلاف ضيعة وعيَّنَ مساحتَها ومتحصِّلاتِها من عين وغلَّة واحدةً واحدةً . وأَمّا حدودُها ومساحةُ أَرضِها وذِكْرُ كُوَرِها فقد تكَفَّل به كتاب الخِطَط للمَقريزيّ وتقويم البلدان للملك المُؤَيّد فراجِعْهُما فإنَّ هذا المحل لا يتحمَّل أكثر مما ذكرناه . وهي تُصرَف وقد لا تُصرَف وتؤَنَّث . وقد تُذَكَّر عن ابن السَّرَّاج . قال سيبويه : في قوله تعالى " اهْبِطُوا مِصْراً " قال أبو إسحاق : الأَكثر في القراءة إثبات الألف قال : وفيه وجهان جائزان يُرادُ بها مِصرٌ من الأَمصار لأَنَّهم كانوا في تيهٍ قال وجائزٌ أَنْ يكونَ أَرادَ مِصْرَ بعينِها فجعلَ مصراً اسماً للبلد فصَرَفَ لأَنَّه مذّكَّر ومَنْ قرأَ مِصْرَ بغير أَلِفٍ أَرادَ مِصْرَ بعينِها كما قال : " ادْخُلوا مِصْرَ إنْ شاءَ اللهُ " ولم يُصرَف لأَنَّه اسمُ المدينة فهو مُذَكَّر سُمِّيَ به مؤنَّث . وحُمُرٌ مَصارٍ ومَصارِيُّ جمع مِصرِيّ عن كُراع . والمِصرانِ : الكوفةُ والبَصْرَة . وقال ابن الأَعرابيّ : قيل لهما المِصرانِ لأَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قال : لا تجعلوا البحرَ فيما بيني وبينكم مَصِّروها أَي صَيِّروها مِصراً بين البحر وبيني أي حَدّاً وبه فُسِّرَ حديثُ المَواقيت : " لما فُتِحَ هذانِ المِصران يريد بهما الكوفة والبَصرة . ويَزيدُ ذُو مِصْرٍ بالكسر : مُحَدِّث فَرْدٌ روى حديثاً في الأَضاحي عن عُيَيْنَة بن عَبْد قاله الحافظ . والمَصيرُ كأَمير : المِعى وخصَّ بعضُهم به الطَّيْرَ وذوات الخُفِّ والظِّلْف ج أَمْصِرَةٌ ومُصرانٌ بضمّ الميم مثل رغيف وأَرغِفَة ورُغْفان وجج أي جَمْع الجَمْع مَصارينُ عندسيبويه وقال الليث : المَصارينُ خطأٌ . قال الأَزهريّ المَصارين جمع المُصرانِ جَمَعَتْه العرَبُ كذلك على توَهُّم النون أنها أَصليّة . وقال بعضُهم : مصيرٌ إنَّما هو مَفْعِلٌ من صار إليه الطَّعامُ وإنَّما قالوا مُصرانٌ كما قالوا في جميع مَسيلِ الماءِ مُسلانٌ شَبَّهوا مَفْعِلاً بفَعيل ولذلك قالوا قَعودٌ وقِعدانٌ ثم قَعادينُ جمْع الجمْع . وكذلك توَهَّموا الميمَ في المَصير أَنَّها أَصليّة فجمعوها على مُصرانٍ كما قالوا لجماعة مَصادِ الجبلِ مُصْدانٌ . وقال الصَّاغانِيّ : المِصرانُ بالكسر لُغةٌ في المُصرانِ بالضّمّ جمع مَصير عن الفَرّاءِ . ومُصْرانُ الفأْرِ بالضّمّ : تَمْرٌ رديءٌ على التَّشبيه . والمَصِيرَة : ع بساحل بحر فارس نقله الصاغانيّ . ويقولون : اشترى الدَّارَ بمُصُورِها أي بحدودها جمع مِصرٍ وهو الحَدّ هكذا يكتبون أَهلُ مصرَ في شروطِهم وكذا أَهلُ هَجَر . وقالوا : غُرَّةُ الفَرَس إذا كانت تَدِقُّ من مَوضِعٍ وتَغلُظ وتتَّسعُ من موضع آخر فهي مُتَمَصِّرَة لِتَفَرُّقِها . ويقال : جاءَت إِبلُ مُتَمَصِّرَة إلى الحوض ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . وامَّصَرَ الغَزْلُ بتشديد الميم كافتعَلَ إذا تَمَسَّخَ أي تَقَطَّع . ومما يستدرك عليه : قال ابن السِّكّيت : المَصْرُ : حَلْبُ كلِّ ما في الضَّرْعِ ومنه حديث علي : لا يُمْصَرُ لبَنُها فيَضُرَّ ذلك بولدِها يريد لا يُكثَرُ من أَخذ لبنها . والمَصْرُ : قِلَّةُ اللَّبَن . وقال أبو سعيد : المَصْرُ : تَقَطُّع الغزل وتَمَسُّخُه . والمُمَصَّرَة : كُبَّة الغَزْلِ . والتَّمْصيرُ في الثِّياب : أَنْ تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غير بِلىً . ومِصْرٌ : أحد أولادِ نوح عليه السلام . قال ابن سِيدَه : ولست منه على ثقة قلت قد تقدّم ما فيه . وفي التهذيب : والمَاصِرُ في كلامهم : الحَبْلُ يُلْقى في الماء لِيَمْنَعَ السُّفُنَ عن السَّيْرِ حتّى يُؤَدِّيَ صاحبُها ما عليه من حقِّ السّلطان هذا في دجلة والفرات . ويقال : لهُم غَلَّةٌ يَمْتَصرونَها أي هي قليلةٌ فهم يَتَبَلَّغونَ بها كذا في التكملة وكذلك يتَمَصَّرونَها قاله الزمخشريّ وهو مَجاز . وعَطاءٌ مَصورٌ كصَبور : قليلٌ وهو مَجاز . بويه وقال الليث : المَصارينُ خطأٌ . قال الأَزهريّ المَصارين جمع المُصرانِ جَمَعَتْه العرَبُ كذلك على توَهُّم النون أنها أَصليّة . وقال بعضُهم : مصيرٌ إنَّما هو مَفْعِلٌ من صار إليه الطَّعامُ وإنَّما قالوا مُصرانٌ كما قالوا في جميع مَسيلِ الماءِ مُسلانٌ شَبَّهوا مَفْعِلاً بفَعيل ولذلك قالوا قَعودٌ وقِعدانٌ ثم قَعادينُ جمْع الجمْع . وكذلك توَهَّموا الميمَ في المَصير أَنَّها أَصليّة فجمعوها على مُصرانٍ كما قالوا لجماعة مَصادِ الجبلِ مُصْدانٌ . وقال الصَّاغانِيّ : المِصرانُ بالكسر لُغةٌ في المُصرانِ بالضّمّ جمع مَصير عن الفَرّاءِ . ومُصْرانُ الفأْرِ بالضّمّ : تَمْرٌ رديءٌ على التَّشبيه . والمَصِيرَة : ع بساحل بحر فارس نقله الصاغانيّ . ويقولون : اشترى الدَّارَ بمُصُورِها أي بحدودها جمع مِصرٍ وهو الحَدّ هكذا يكتبون أَهلُ مصرَ في شروطِهم وكذا أَهلُ هَجَر . وقالوا : غُرَّةُ الفَرَس إذا كانت تَدِقُّ من مَوضِعٍ وتَغلُظ وتتَّسعُ من موضع آخر فهي مُتَمَصِّرَة لِتَفَرُّقِها . ويقال : جاءَت إِبلُ مُتَمَصِّرَة إلى الحوض ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . وامَّصَرَ الغَزْلُ بتشديد الميم كافتعَلَ إذا تَمَسَّخَ أي تَقَطَّع . ومما يستدرك عليه : قال ابن السِّكّيت : المَصْرُ : حَلْبُ كلِّ ما في الضَّرْعِ ومنه حديث علي : لا يُمْصَرُ لبَنُها فيَضُرَّ ذلك بولدِها يريد لا يُكثَرُ من أَخذ لبنها . والمَصْرُ : قِلَّةُ اللَّبَن . وقال أبو سعيد : المَصْرُ : تَقَطُّع الغزل وتَمَسُّخُه . والمُمَصَّرَة : كُبَّة الغَزْلِ . والتَّمْصيرُ في الثِّياب : أَنْ تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غير بِلىً . ومِصْرٌ : أحد أولادِ نوح عليه السلام . قال ابن سِيدَه : ولست منه على ثقة قلت قد تقدّم ما فيه . وفي التهذيب : والمَاصِرُ في كلامهم : الحَبْلُ يُلْقى في الماء لِيَمْنَعَ السُّفُنَ عن السَّيْرِ حتّى يُؤَدِّيَ صاحبُها ما عليه من حقِّ السّلطان هذا في دجلة والفرات . ويقال : لهُم غَلَّةٌ يَمْتَصرونَها أي هي قليلةٌ فهم يَتَبَلَّغونَ بها كذا في التكملة وكذلك يتَمَصَّرونَها قاله الزمخشريّ وهو مَجاز . وعَطاءٌ مَصورٌ كصَبور : قليلٌ وهو مَجاز