لحِق به كسَمِع ولَحِقه لَحْقاً ولَحاقاً بفَتْحِهما : أدرَكَه . ومنه الحَديث : أسرعُكُنّ لَحاقاً بي أطْوَلُكنّ يَداً وكذلك اللُّحوق بالضمِّ كألْحَقَه إلحاقاً وهذا لازِمٌ متَعدٍّ . يُقال : ألحقَه به غيرُه وألحَقَه : أدْرَكَه . قال ابنُ برّي : شاهِدُ اللازِم قولُ أبي دُواد :
فألحَقَه وهْوَ سَاطٍ بها ... كما تُلْحِقُ القَوسُ سَهْمَ الغَرَبْ
وفي دُعاءِ القُنوتِ : إنّ عذابَكَ بالكُفّار مُلْحِق بكَسْر الحاءِ أي : لاحِقٌ والفَتْح أحسَنُ أو هو الصّواب كما قاله الجوهريّ والصاغانيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : مُلحَق ومُلحِق جَميعاً . وقال اللّيثُ : بالكَسْر أحبُّ إلينا قال : ويُقال : إنّها من القُرآن لم يَجدُوا عليها إلا شاهِداً واحداً فوضِعَتْ في القُنوت . قال : وهذه اللّغَة موافقةٌ لقولِ الله تعالى : ( سُبحان الذي أسْرى بعَبْدِه ) . وقال ابنُ الأثير : الرِوايةُ بكسْرِ الحاءِ أي : مَنْ نَزَل به عذابُك ألحَقَه بالكُفّار وقيل : هو بمعنَى لاحِق لغةٌ في لَحِقٍ يُقال : لحِقْته وألحَقْته بمعنى كتَبِعْتُه وأتْبَعْته ويُروى بفَتْح الحاءِ على المَفْعول أي : إنّ عذابَك مُلْحَقٌ بالكُفّارِ ويُصابون به . ولَحِقَ كسَمِع لُحوقاً بالضّمِّ أي : ضَمُر نقله الجوهريّ . زاد الزمخشريُّ : ولَصِق بطنُه وهو مَجازٌ . وقال الأزهريّ : فرسٌ لاحِقُ الأيْطَلِ من خيْلٍ لُحْقِ الأياطِل : إذا ضُمِّرَتْ . وفي قَصيدة كعْبٍ رضي الله عنه :
تَخدِي على يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ ... ذوابِلٌ وقعُهُنّ الأرضَ تحليلُ وأنشد الصاغانيّ لرؤبَة :
" لواحِقُ الأقْرابِ فيها كالمَقَقْ ولاحِق : اسم أفْراس كانت لمُعاوِية بنِ أبي سُفْيان رضي الله عنه كما في الصّحاح . ولاحِق الأكْبر لغَنيّ بنِ أعْصُر . ولاحِق : فرَس للحازُوقِ الخارِجيّ . قالت أختُه تَرثيه :
ومن يَغْنمِ العامَ الوشيلَ ولاحِقاً ... وقَتْل حِزاق لم يَزل عاليَ الذِّكْرِ ولاحِق : فرس لعُيَيْنة بنِ الحارِث بنِ شهاب . وقال أبو النّدى : لاحِقٌ الأصغَرُ لبَني أسَد . قال النابغة الذُبْيانيّ :
فيهم بناتُ العَسْجَديِّ ولاحِقٍ ... وُرْقاً مراكِلُها من المِضْمارِ وقال ابنُ الكَلْبي - في أنساب الخيل - ما نصّه : ولاحِق الأصْغَرُ : من بَناتِ اللاّحق الأكْبرِ ولها يَقول الكُمَيْت :
نجائِبُ من آلِ الوَجيه ولاحقٍ ... تُذكِّرنا أحقادَنا حين تصْهَلُ وأبو لاحِق : كُنْية البازي نقله الصاغانيّ . وقال أبو حاتم : اللُّوَيْحِقُ : طائِر أغْبَر يَصيدُ الوَبْر واليَعاقِيبَ . وقال اللّيثُ : المِلْحاقُ : النّاقَة لا تكادُ الإبِلُ تَفوقُها في السّيْر . قال رؤبَة :
" فهي ضَروحُ الرّكْضِ مِلْحاقُ اللَّحَقوالمُلْحَقُ : الدَّعِيُّ المُلصَقُ كما في الصّحاح وهو مجاز . ومنه باب الإلْحاق في كُتُب التّصْريف . واللِّحاق ككِتاب : غِلافُ القَوْس كما في العُباب ولم يضْبطُه بالكسْر فاحْتَمل أن يكونَ بالفَتْح أيضاً . والألْحاقُ : مَواضِعُ من الوادِي ينضُبُ عنها الماءُ فيُلْقَى فيها البَذْر يُقال : قد زَرَعوا الألحاقَ الواحِدُ لَحَقٌ مُحرّكة قاله الكِسائيُّ . وقال ابنُ الأعرابيّ : اللَّحَقُ : أن يزْرعَ القومُ في جانبِ الوادي . ويُقال : استَلْحَق الرجلُ أي : زَرَعها أي : الألْحاق . واستَلْحَقَ فُلانٌ فُلاناً : ادّعاه . وفي حديث عَمْرو بنِ شُعَيْب : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قَضَى أنّ كُلَّ مُسْتَلْحَق استُلحِق بعدَ أبيه الذي يُدْعى له فقد لحِق بمَنْ استَلْحَقَه قال ابنُ الأثير : قال الخَطّابيّ : هذه أحكامٌ وقَعت في أوّل زَمانِ الشّريعةِ ؛ وذلك أنّه كان لأهْلِ الجاهليّةِ إماءٌ بغايا وكان سادَتُهنّ يُلِمّون بهِنّ فإذا جاءَت إحداهُنّ بولَد رُبّما ادّعاه السّيّد والزاني فألْحَقَه النبيُّ صلّى الله عليه وسلم بالسَّيِّد ؛ لأنّ الأمةَ فِراشٌ كالحُرّة فإن مات السّيِّدُ ولم يسْتَلْحِقْه ثم استَلْحَقَه ورثَتُه بعده لحِقَ بأبيه وفي مِيراثِه خِلافٌ . واللَّحَقُ مُحرّكةً : شيءٌ يُلحَق بالأوّل كما في الصحاح . واللَّحَق من التّمْر : الذي يُلْحَقُ . وفي الصِّحاح : يأتي بعْدَ الأوّل زادَ أبو حَنيفَةَ : وكُلُّ ثَمَرة تجيءُ بعدَ ثَمَرةٍ فهي لَحَقٌ والجمْع ألْحاقٌ . وقال الليْثُ : اللَّحَقُ : كُلّ شيءٍ لحِقَ شيئاً أو لُحِّقَ به من الحَيَوان والنّبات وحَمْلِ النخلِ . وقيل : اللَّحَق في النّخْل أن يُرطِبَ ويُتَمِّرَ ثم يَخْرُج في بطْنِه شيءٌ يكون أخْضَر قلّما يُرطِب حتى يُدرِكَه الشّتاءُ فيُسقِطَه المَطَرُ وقد يكون نحْو ذلك في الكَرْم يُسمّى لَحَقاً . وقد قال الطِّرِمّاحُ في مثل ذلك يصِفُ نخْلةً أطْلَعَتْ بعدَ ينْعِ ما كان خرجَ منها في وقْتِه فقال :
ألحَقَتْ ما استَلْعَبَت بالّذي ... قد أنَى إذْ حانَ حينُ الصِّرامْ أيْ ألحَقت طَلْعاً غَريضاً كأنّها لعِبت به إذْ أطْلَعَتْه في غيرِ حِينِه وذلك أنّ النّخلَة إنّما تُطلِعُ في الرّبيع فإذا أخرَجَت في آخرِ الصّيف ما لا يكون له يَنْع فكأنّها غيرُ جادَّةٍ فيما أطْلَعَت . وتَلاحَقَت الرِّكابُ والمَطايا أي : لحِقَ بعضُها بعْضاً قال الشاعر :
أقولُ وقد تلاحَقَتِ المَطايا ... كَفاكَ القَوْلُ إنّ عليكَ عيْنا أي : ارفُق وأمْسِكْ عن القوْلِ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : اللُّحُوق بالضّمِّ : اللّزوم واللّصوق . وألحقَ فُلانٌ فلاناً وألحقَه : كلاهما جعله مُلحقَه . وتَلاحقَ القومُ : أدركَ بعضُهم بعضاً . واللَّحَق مُحرّكة : ما يُلْحَقُ بالكِتاب بعد الفَراغِ منه فيُلْحَق به ما سَقَط عنه ويُجمعُ ألْحاقاً وإن خُفِّفَ فقيل : لَحْقٌ كان جائِزاً نقله الأزهريّ . قلت : وقولُهم : لِحاقٌ لذلك بالكسرِ غلَط ويُسَمُّون ما لحق به مُلْحَقه . واللَّحَقُ أيضاً : الشيءُ الزائِدُ . قال ابنُ عُيَيْنة :
" كأنّه بيْنَ أسْطُرٍ لَحَقُ واللّحَق من النّاسِ : قوْم يَلْحَقون بقَومٍ بعدَ مُضيِّهم قال الراجِزُ :
" ولَحَقٍ يَلْحَق من أعْرابِهاقال الأزهريّ : يجوزُ أن يكون مصدراً لِلَحِقَ ويجوزُ أن يكون جَمْعاً للاحِق كما يُقال : خادِمٌ وخَدَمٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ . ولَحَقُ الغَنَمِ : أولادُها التي كادَت تلْحَق بها . واللَّحَق : الزّرعُ العِذْي وهو ما سَقَتْه السّماءُ والجمعُ ألْحاقٌ . وقوسٌ لُحُقٌ - بضمّتَيْن - ومِلْحاق : سَريعة السّهمِ لا تُريدُ شيئاً إلا لَحِقَته . وألحَقَ الشّجَرُ : طلَع له اللَّحَق عن أبي حَنيفة . واللَّحَق : رأسُ الجَبَل . والدّعيُّ المُلصقَ بغيرِ أبيه عن اللّيث وهو المُلْحَق أيضاً عن الأزهريّ . وألْحَقْتُهم : إذا تقدّمْتهُم قال ابنُ دُريْد : وليس بثَبت . وقولُهم : التحقَ به أي : لحِق مُولَّدة . قال الصّاغاني : لم أجِدْه فيما دُوِّن من كُتُب اللّغة فليُجْتَنَب ذلك وكذلك المَلاحق واللِّحاق ككِتاب . وقولُهم : اللُّحوقِيّ - بالضّم - لشَبْه القارُورة . وتَلاحَقَت الأخْبارُ : تتابَعَت وكذا أحوالُ القَوْم وهو مَجازٌ . واللاحِقَةُ : الثّمَرُ بعدَ الثّمر الأول والجمع لَواحِق . وأبو مِجْلَز لاحِقُ بنُ حُمَيد السّدوسيّ : تابِعيّ
السمْلَقُ كجَعْفَرٍ كَتَبَه بالحُمْرةِ على أنَّه مُسْتَدْرَك على الجَوْهَرِيِّ وليس كذلك بل ذَكَرَه الجَوْهَرِي في تَرْكِيبِ " س ل ق " على أَنَّ المِيمَ زائِدَةٌ ويُؤَيِّدُه أَنَّ مَعْناه ومَعْنَى السَّلْقِ واحِد وهو : القاعُ الصفْصَفُ فالأوْلَى كَتْبُه بالسَّوادِ وقالَ غيرُه : هو الَقفرُ الذي لا نَباتَ فِيه ويُقال : هو الأرْضُ المُسْتَوِيَةُ الجَرْداءُ قال رُؤبَةُ :
" وإِنْ أَثارَتْ مِن رِياغٍ سَمْلَقَا
" تُهْوِى حَوامِيها بهِ مُدَقّقَا وقال جَمِيلٌ :
" أَلَمْ تَسْال الرَّبْعَ القَدِيمَ فيَنْطِقُوهَلْ يُخْبِرَنْكَ اليَوْمَ بَيْداءُ سَمْلَقُ وقال عمارَة :
" يَرْمِي بهِن سَمْلَقٌ عن سَمْلَقِ وفي حَدِيثِ عَلِي رضِيَ اللهُ عنه : " ويَصِيرُ مَعْهَدُها قاعاً سَمْلَقَا "
ومما يُسْتَدرَكُ عليه : عَجُوزٌ سَمْلَق كجَعْفَر : صَخّابَة وقالَ أَبُو عَمْرٍو : سَيئَةُ الخُلُق قال :
" أَشْكُو إلى اللهِ عِيالاً دَرْدَقَا
" مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزًا سَمْلَقَا والسمالِقُ : الصَّحارى وقال الواحِدِيُّ هي الأرض البَعِيدَةُ الطَّوِيلَة قال أَبُو زُبَيْدٍ :
فإلَى الوَلِيدِ اليَوْمَ حنت ناقَتِي ... تَهْوِى بمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمالِقِ وامْرَأَة سَمْلَقٌ : لا تَلِدُ شُبهَت بالأرْضِ التي لا تُنْبِتُ
والسَّمْلَقُ والسَّمْلَقَةُ : الرَّدِيئَةُ في البَضْعَ
والسمْلَقَةُ : الّتِي لا إِسْكَتانِ لَها . وكَذِب سَمَلَّقٌ كعَمَلس : بَحْتٌ قال رُؤْبةُ :
ملَقَه يمْلُقه ملْقاً : مَحاهُ كلَمَقَه نقَلَه الجوهريُّ . ومَلَقَ جاريَتَه وملَجَها أي : جامَعَها كما يمْلُقُ الجَدْيُ أمَّه إذا رضَعها . وملَقَ الثّوْبَ والإناءَ يملُقه ملْقاً : غسَلَه . والمَلْقُ : الرّضْعُ . يُقال : ملَق الجدْيُ أمَّه يمْلُقها ملْقاً : رضَعَها وكذلك الفَصيلُ والصّبيُّ عن ابن الأعرابيّ . وقُرِئَ على المُنْذِري : مَلق الجدْيُ أمَّهُ يمْلِقُها قال : وأحسَب ملَقَ الجدْيُ أمَّه يمْلُقها : إذا رضَعها لُغة . وملَقَه بالسّوطِ والعصا ملْقاً : ضرَبَه . ويُقال : ملَقه ملَقاتٍ إذا ضرَبَه . وقال الأصمعيّ : ملَق فُلانٌ : إذا سار شَديداً وكذلِك ملَخ . وتملّقه . وتملّق له تملُّقاً وتِمِلاّقاً بكسْرتَيْن مع تشْديدِ اللام : تودّد إليه وتلطّفَ له . قال الشاعر :
ثَلاثةُ أحبابٍ فحُبُّ عَلاقَةٍ ... وحُبُّ تِمِلاّقٍ وحُبٌّ هو القتْلُ وقد ذُكِر البيت في علق . والمَلَق مُحرّكةً : الوُدُّ واللُّطْفُ الشّديدُ وأصْلُه التّليينُ . وقيل : هو شِدّة لُطْفِ الوُدِّ وقيل : التّرفُّقُ والمُداراةُ والمَعْنَيان مُتقارِبان . والمَلَقُ أيضاً : أن تُعْطيَ باللِّسان ما ليْسَ في القَلب . ومنه الحديث : ليْسَ من خُلُق المؤْمِن المَلَقُ . والفِعْل مَلِق كفرِح وهو مَلِقٌ . ومنه قولُ المُتَنخِّل :
أرْوَى بجِنِّ العهْد سلْمَى ولا ... يُنصِبْك عهدُ المَلِقِ الحُوَّلِ
وقيل : المَلِق : الذي يعِدُك ويُخلِفُك فلا يَفي ويتزيّنُ بما ليس عندَه . والمَلَقُ أيضاً : ما اسْتَوى من الأرض . قال رؤبةُ يصِفُ الحِمار :
" مُعْتزِمُ التّجْليحِ مَلاّخُ الملَقْ
" يرْمي الجَلاميدَ بجُلْمودٍ مِدَقّْ الواحدة ملَقَة . والمَلَق أيضاً : ألطَفُ الحُضْرِ وأسْرَعُه عن أبي عُبَيدة : قال : ومنه فرسٌ ملِق ككتِف وهي بهاءٍ وأنشد للنّابغةِ الجَعْديّ رضي الله عنه :
ولا مَلِقٌ ينْزو ويُنْدِرُ روثَه ... أُحادَ إذا فأسُ اللِّجامِ تصَلْصَلا ومَلِقَ الخاتَمُ كفَرِح : جرِجَ أي : قلِق . وقال الأصمعيّ : المَلِق ككَتِفٍ : الضّعيفُ . وقال خالدُ بنُ كُلْثوم : المَلِقُ من الخيْل : فرسٌ لا يوثَقُ بجرْيِه أخذَه من ملَقِ الإنسانِ الذي لا يصْدُقُ في مودّتِه . وأنشد قولَ النابغةِ السّابق . وقال الزّمخشَريّ : فرَسٌ ملِقٌ : يقْفِزُ ويضْرِبُ الأرضَ بحوافِرِه ولا جرْيَ عندَه وهو مجازٌ . والمالَق كهاجَر : ما يُمَلِّسُ به الحارثُ الأرضَ المُثارَةَ قاله اللّيث . وقال النّضرُ : هي الخشَبةُ العريضةُ التي تُشَدُّ بالحِبال الى الثّورين فيَقوم عليها الرّجُل ويجُرُّها الثّوران فيُعَفّى آثارَ اللؤمَةِ والسِّنّ . وقال أبو سعيد : ومالَجُ الطّيّانُ يُقال له : مالَق كالمِمْلَق كمِنْبَر . وقال أبو حنيفة : المِمْلَقَةُ : خشَبة عريضَة يجُرُّها الثّيران . وقد ملّقَ الأرضَ والجِدارَ تمْليقاً أي : ملّسها بالمالَق . وقال الأزهريّ : ملّقوا وملّسوا واحد فكأنّه جعلَ المالَق عربيّاً . ومالَقَة بفتْح اللام والعامّة تكسِرُها قال الصاغانيّ : وهو غلَط وأكثَرُ الأندَلُسيّين يضبِطونه بفَتْحِها . قال شيخُنا : وسمِعْنا من الشّيوخِ أنّه الوجهَين : د بالأندلُس كثيرُ الفَواكِه والثِّمار ولاسيّما الزّيتون والتّين والأمثالُ تُضرَبُ بتِينِه ومنه يُحمَل الى الآفاقِ وقيل : إنّه ليسَ في الدُنيا مثلُه . وفيه يقول أبو الحجّاج يوسُفُ بنُ الشيخِ البَلَويُّ المالَقِيّ حسبما أنشدَه غيرُ واحد وهو في نفْح الطيب وغيره من تَواريخِ الأندلس :
مالَقَةٌ حُيّيتَ يا تينَها ... الفُلكُ من أجلِك يا تينَها
نَهى طَبيبي عنه في علّتي ... ما لِطَبيبي عن حَياتي نَهَى وقد ذيّل عليه الخَطيبُ أبو عبدِ الوهّاب المُنْشي بقَوله :
وحِمْصُ لا تنْسَ لها تِينَها ... واذكُرْ مع التّينِ زَياتينَها والمَيْلَق كحيْدَر : السّريع والياءُ زائدة قال الزَّفَيانُ :
" ناجٍ مُلِحٌّ في الخَبارِ ميْلَقُ
" كأنّه سُوذانِقٌ أو نِقْنِقُ والميْلَق : اسم ومنهُم ابنُ الميْلَق المشْهور وقد ذكرْناه وآل بيتِه في أ ل ق فراجِعْه . وانْمَلَق الشيءُ : امّلس أي : صارَ أمْلَس . قال الراجز :
" وحوْقَلٍ ساعدُه قد انْمَلَقْ
" يقول قَطْباً ونِعماً إن سلَقْ أي : انْسحَجَ من حمْلِ الأثْقالِ كامّلَق على افْتَعَل . وانْمَلَق منّي وانْملَس أي : أُفلِت . والمَلَقَة مُحرّكة : الصّفاةُ الملْساءُ اللّيِّنة والجمْعُ ملَقاتٌ . قال صخْرُ الغيِّ :
أُتيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشيفٍ ... إذا سامَتْ علَى الملَقاتِ ساماويروى : أُغَيبِر ويُرْوى : ذو قطاع . وقيل : الملَقاتُ : صُفوح ليّنةٌ مُلتزِقةٌ من الجبَل وقيل : هي الآكامُ المُفتَرِشَة وقيل : المَلَقَة : مكانٌ أملَسُ يُزلَقُ منه . ومُلاق كغُراب : نهْر . ومَلَقونِيَةُ مُخَفَّفة كحلَزُونِيَة : د بالرّوم قُربَ قونِيَة ومعْناها بلُغَتِهم : مقْطَع الأرْحاءِ ؛ لأنّ من جبَلِها تُقْطَعُ أرْحاؤها . وقال ابنُ عبّاد : فرسٌ ممْلوقُ الذَّكَر أي : حديثُ العهدِ بالنِّزاءِ . ومن المجاز : أمْلَقَ زيدٌ : أنْفَقَ مالَه حتى افْتَقَر . قال الصاغانيّ وهو جارٍ مجْرى الكِناية ؛ لأنه إذا أخْرجَ مالَه من يدِه ردَفَه الفقْر فاستُعمِل لفْظُ السّبَبِ في موضع المُسَبّب . قال الله تَعالى : ( ولا تقْتُلوا أولادَكُم من إمْلاقٍ ) . وقال ابنُ عبّاد : أملَقَت الفَرسُ مثل : أزْلَقَتْ والولَدُ مليقٌ كأميرٍ . وفي اللّسان : يقال : ولَدت النّاقةُ فخرَج الجنينُ مَليقاً من بطنِها أي : لا شضعْرَ عليه . والمَلَق : المُلوسَةُ وقال الأصمعيّ : الجَنينُ مَليطٌ بهذا المعنى . وأملَقَ الثّوب : غسَلَه لغةٌ في ملَق . وقال ابنُ عبّاد : امْتَلَقَه أي : الفَرَسُ قَضيبَه من الحَياءِ أي : أخْرجَه . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : رجُلٌ مَلاّق ككتّان : مثل ملِقٍ . والمَلَقُ : الدُعاءُ والتّضرُّع ومنه قولُ العجّاج :
" لا هُمَّ ربَّ البيْتِ والمُشَرَّقِ
" إيّاكَ أدْعو فتقبّلْ مَلَقي يعْني دُعائي وتضرُّعي . وملّقَ الشيءَ تمْليقاً : ملّسضه . وقال ابنُ شُمَيل : الإمْلاق : الإفْساد . وإنه لمُمْلِقٌ أي : مُفسِد . وقال غيرُه : المُمْلِقُ : الذي لا شيءَ له . وقال شَمِر : أملَق لازمٌ متعدّ . أما اللازِم فقد ذكَره المُصنِّف . وأما المُتعَدّي فيُقال : أملَق الدّهرُ ما بيَدِه . ومنه قولُ أوْس :
لمّا رأيتُ العُدْمَ قيّدَ نائِلي ... وأمْلَقَ ما عِنْدي خُطوبٌ تنبَّلُ وأملقَتْه الخُطوب : أفقَرتْه . وأملَقَ مالِي خُطوبُ الدّهرِ : أذْهَبَتْه . ويُقال : أملَق ما معَه إمْلاقاً وملَقَه ملْقاً : إذا أخْرَجه ولم يحْبِسْه . ورجُلٌ أمْلَقُ من المالِ أي : فَقيرٌ منه . وملقَ الأديمَ يمْلُقه ملْقاً : إذا دَلَكَه حتّى يَلينَ . ويُقال : ملَقْتُ جِلدَه : إذا دلَكْته حتى يمْلاسّ قال :
" رأتْ غُلاماً جِلدُه لم يُمْلَقِ
" بماءِ حمّامٍ ولم يُخَلَّقِ والاسْتِمْلاقُ : يُكْنَى به عن الجِماع استِفْعالٌ من المَلْق وهو الرّضْع ؛ لأنّ المرأةَ ترضَعُ ماءَ الرّجُلِ إذا خالَطَها كما يرضَعُ الرّضيعُ إذا لَقِمَ حلَمَة الثّدْي . وملَقَ عينَه يمْلُقُها ملْقاً : ضرَبها . والمَلْقُ : ضرْبُ الحِمار بحوافِره الأرْضَ . قال رؤبَة يصِفُ حِماراً :
" مُعتَزِمُ التّجليح ملاّخُ المَلَقْ أراد الملْق فثقّلَه . يقول : ليسَ حافِرُ هذا الحِمار بثَقيل الوقْع على الأرْض . وفيه قولٌ آخر سبَق آنِفاً . وملْقُ الأديم : غسْلُه . والمَلْقُ : المَرُّ الخَفيف . يُقال : مرَّ يمْلُقُ الأرضَ ملْقاً . وانْمَلَق الخِضابُ : املاسّ وذهَبَ . وأبشيه المَلَق : قريةٌ بالغَرْبية من أعمالِ مِصْر . وشَبْرا ملَق : أخرى بها . والنِّساءُ يتملّقْن العِلْكَ بأفْواهِهنّ أي : يمضُغْنَ ويستَخْرِجْنَ . ومُلقاباذ : من مَحالّ أصفهان يُنسَب إليه جَماعةٌ من المُحدّثين