الشطرُ : نِصفُ الشيءِ وجزؤه كالشطيرِ ومنهُ المثلُ أحلبُ حلباً لك شَطرهُ . وحديث سعد " أنه استأذنَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصدق بماله قال : لا قال فالشطرُ قال : لا قال : الثُّلث فقال : الثُّلُثُ والثُّلُثُ كثيرٌ " وحديثُ عائشة : " كان عِندنا شَطرهٌ منْ شَعير " وفي آخر " أنه رهنَ دِرعه بشطر منْ شَعير " قيل : أرادَ نِصفَ مَكوكٍ وقيلِ : نصفَ وَسقٍ وحديثُ الإسراءِ : " فوضعَ شَطرها " . أي الصلاة أي بعضها وكذا حديثُ : " الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ " لأنّ الأيمانَ يظهرُ بحاشيةِ الباطنِ والطهور يَظهرُ بحاشيةِ الظاهرِ . ج أَشْطُرٌ وشُطُورٌ . الشَّطْرُ : الجهةُ والناحيةُ ومنه قوله تعالى " فولِّ وَجهكَ شَطرَ المَسْجِد الحرامِ " وإذا كانَ بهذا المعنى فلا يتصرفُ الفِعْلُ مِنه قال الفراءُ : يريدُ : نحوه وتِلقاءَهُ ومثله في الكلام : وَلِّ وَجهَكَ شَطره وتُجاهَهُ وقال الشاعرُ :
إنّ العَسيرَ بها داءٌ مُخامِرها ... فَشَطْرَها نَظرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ وقال أبو إسحاق : الشَّطْرُ : النَّحْوُ لا اختلافَ بينَ أهلِ اللغة فيه قال : ونُصبَ قوله عزّ وجلّ : " شَطْرَ المَسْجِد الحَرام " على الظَّرْف . أو يُقالُ : شَطرَ شَطْرَه أي قَصَدَ قصده ونحوه . الشطرُ : مصدر شطرَ الناقةَ والشاةَ يَشطرهاُ شَطراً : أنْ تَحْلبَ شَطراً وتتركَ شَطراً وللناقةِ شَطرانِ : قادمانِ وآخرانِ وكلُّ خِلفينِ شَطْرٌ والجمع أَشْطُرٌ
وشطرَ بِناقته تشطيراً : صَرَّ خِلفيها وترك خِلفينِ فإنْ صَرَّ خِلفاً واحداً قيلَ : خلفَ بها فإنْ صَرَّ ثلاثةَ أخلافٍ قيل : ثلث بها فإذا صَرها كُلها قيل : أجمعَ بها وأكمشَ بها . شَطَّرَ الشيءَ تشْطيراً : نصفه وكل ما نصفَ فقد شُطرَ . وشاةٌ شَطُورٌ كصَبُورٍ : يبسَ أحدُ خِلفيها . وناقةٌ شَطورٌ : يبسَ خِلفانِ من أخلافها لأن لها أربعةَ أخلاف فإنْ يبسَ ثلاثةٌ فهي ثَلُوثٌ
شاةٌ شَطورٌ إذا صارتْ أحدُ طًبييها أطولَ من الآخرِ وقد شَطرتَ كنصرَ وكرمَ شِطاراً . وثوبٌ شطورٌ أي أحدُ طرفيْ عرضه كذلكَ أي أطولُ من الآخر قال الصاغاني : ويقال له بالفارسية كُوس بضَمةِ غير مُشبعة . من المجاز : قولهمُ : حلبَ فُلانٌ الدهرَ أشطُره أي خبرَ ضُروبه يعني مرَّ بهِ خيره وشره وشدته ورخاؤه تشبيهاً بحلبِ جميعِ أخلافِ الناقةِ ما كان منها حَفلاً وغير حَفلِ وداراً وغيرَ دارٍّ وأصلهُ من أشطرِ الناقة ولها خلفانِ قادمان وآخران كأنه حلبَ القادمينِ وهما الخيرُ والآخرينِ وهما الشرّ . وقيل : أشطرُهُ " دررُه . ويُقال أيضاً : حلبَ الدهرَ شَطريه . وفي الكامل للمبرد : يُقال للرجل المُجرب للأمورِ : فلانٌ قد حلبَ أشطره أي قد قاسي الشدائدَ والرخاءَ وتصرفَ في الفقرِ والغنى ومعنى قوله : أشطره فإنما يُريدُ خُلُوفه يقول : حلبتها شطراً بعد شطر وأصلُ هذا من التصنيفِ لأنَّ كلَّ خلفٍ عديلٌ لصاحبهِ . وإذ كانَ نِصفُ ولدكَ ذُكوراً ونِصفُهُم إناثاً فَهمْ شِطرهٌ بالكسرِ يقال : ولدُ فُلان شِطرة . وإناءٌ شَطرانُ كسَكرانَ : بلغَ الكَيلُ شَطرهُ وقدحٌ شَطرانُ أي نصفانُ وكذلك جُمجمةٌ شَطري وقصعةٌ شَطري . وشَطرَ بصرهُ يشطرُ شُطُوراً بالضمّ وشطراً : صار كأنهُ يَنظر إليكَ وإلى آخرَ رواه أبو عُبيدعن الفَراءِ قاله الأزهري وقد تقدم قريباً . والشاطرُ : منْ أعيا أهلهُ ومؤدبه خُبثاً ومكراً جمعه الشُطارُ كرُمان وهو مأخوذٌ من شطرَ عنهم إذا نزحَ مُراغماً وقد قيل : إنه مُولد . وقد شطرَ كنصرَ وكرُمَ شطارةً فيهما أي في البابين ونقل صاحبُ اللسان : شُطُوراً أيضاً . وشَطرَ عنهم شُطوراً ووشُطُورةً بالضمّ فيهما وشطارةً بالفتحِ إذا نَزحَ عنهمْ وتركهم مُراغماً أو مخالفاً وأعياهم خُبثاًقال أبو إسحاق : قولُ الناس : فلانٌ شاطرٌ : معناه أنه آخذٌ في نحوٍ غيرِ الأستواءِ ولذلك قيل له : شاطرٌ لأنه تباعدَ عن الأستواءِ . قلت : وفي جواهرِ الخمس للسيد محمد حميد الدين الغوث ما نصه : الجوهرُ الرابع مَشربُ الشُطار جمع شاطر أي السُّباقِ المُسرعينَ إلى حضرة الله تعالى وقُربه والشاطرُ : هو السابقُ كالبريدِ الذي يأخذُ المسافةَ البعيدةَ في المدةِ القريبةِ وقال الشيخُ في مَشربِ الشُّطار : يعني أنه لا يتولى هذه الجهةَ إلا منْ كانَ منعوتاً بالشاطر الذي أعيا أهله ونزحَ عنهم ولو كانَ معهم إذ يدعونه إلى الشهوات والمألوفاتِ انتهى . والشطيرُ كأمير : البعيدُ يقال : منزلٌ شطيرٌ وحي شَطيرٌ وبلدٌ شَطيرٌ . الشَّطِيرُ : الغريبُ والجمع الشُطُرُ بضمتين قال امرؤ القيس :
أشاقكَ بينَ الخَليطِ الشُّطُرْ ... وفيمنْ أقامَ من الحيِّ هِرْ . أرادَ بالشاطرِ هنا المُتغربينَ أو المُتغزبين وهو نعتُ الخليطِ . ويقالُ للغريب : شَطيرٌ لتباعده عن قومه قال :
لا تدعني فيهمُ شَطيرا ... إني إذاً أهلكَ أو أطيرا أي غريباً وقال غسانُ بنُ وعلة :
إذا كُنتَ في سعدٍ وأمكَ مِنهمُ ... شَطيراً فلا يَغرُرْكَ خالكَ من سَعْدِ
وإنَّ ابنَ أُختِ القَومِ مُصغي إناؤه ... إذا لمْ يُزاحمْ خالهُ بأبٍ جَلدِ يقول : لا تغترَّ بخؤلتكَ فإنك منقوصُ الحظِّ مالم تُزاحمْ أخوالك بآباءٍ شِرافٍ وأعمامٍ أعزة وفي حديث القاسمِ بنِ مُحمد " لو أنّ رَجلينِ شَهدا على رَجُلٍ بحقٍّ أحدهما شَطيرٌ فإنه يحمل شهادة الآخر أي غريبٌ يعني : لو شَهدَ له قريبٌ من أبٍ أو ابنٍ أو لأخٍ ومعه أجنبيٌّ صححت شهادةُ الأجنبيّ شهادةَ القريبِ ولعلّ هذا مذهبُ القاسمِ وإلا فشهادةُ الأبِ والابنِ لا تقبلُ . والمَشْطُورُ : الخُبْزُ الملطليُّ بالكامخِ أورده الصاغاني في التكملةِ . المَشُطُورُ من الرجزِ والسريعِ : ما ذهبَ شطره وذلكَ إذا نقصتْ ثلاثةُ أجزاءٍ من ستته وهو على السلبِ مأخوذٌ من الشطرِ بمعنى النصفِ صرح به المُصنف في البصائر . ونوى شُطُرٌ بضمتينِ : بعيدةٌ . ونيةٌ شَطُورٌ أي بعيدةٌ . وشطاطِيرُ : كُورةٌ غربي النيلِ بالصعيدِ الأدنى وهي التي تُعرف الآنَ بشطُّورات وقد دخلتها وقد تُعد في الديوان من الأعمال الأسيوطية الآنوشاطرته مالي : ناصفته أي قاسمته بالنصف وفي المُحكمِ : أمسكَ شَطره وأعطاه شَطره الآخر . يقال : هُمْ مُشاطرونا أي دُورُهم تتصلُ بدُورنا كما يقال : هؤلاءِ مناحونا أي نحنُ نحوهم وهم نحونا . في حديثِ مانع الزكاة قوله صلى اللهُ تعالى عليه وسلم : " من منعَ صدقةً فإنا آخذوها وشطرَ مالهِ عزمةٌ من عزمات ربنا " . قال ابنُ الأثيرِ : قال الحربي : هكذا رواه بهزٌ راوي هذا الحديثِ قدْ وُهم . ونص الحربي : غلطَ بهزٌ في لفظِ الرواية إنما الصوابُ " وشُطرَ ماله " كعُنيَ أي جُعلَ ماله شَطرَيْنِ فيتخيرُ عليه المُصدقُ فيأخذُ الصدقةَ من خيرِ الشَّطْرَيْنِ أي النصفين عُقوبةً لمنعه الزكاةَ فأما ما لا يلزمه فلا قال : وقالَ الخطابي في قولِ الحَربي : لا أعرفُ هذا الوجهَ . وقيل : معناه أن الحقَّ مُستوفى منه غير مَتروكٍ عليه وإنْ تلفَ شَطرُ مالهِ كرجلٍ كان له ألفُ شاةٍ فتلفتْ حتى لم يبقَ له إلا عِشرون فإنه يؤخذُ منه عشرُ شياهٍ لصدقةِ الألفِ وهو شَطرُ ماله الباقي قال : وهذا أيضاً بعيدٌ لأنه قالَ إنا آخذوها وشطرَ ماله ولم يقل : إنا آخذو شَطرِ ماله . وقيل : إنه كانَ في صَدرِ الإسلامِ يقعُ بعضُ العُوقُباتِ في الأموالِ ثم نُسخَ كقولهِ في الثمرِ المُعلقِ : من خرج بشيءٍ منه فعليه غرامةُ مِثليه والعُقُوبة كقوله في ضالةِ الإبلِ المَكتومةِ غرامتها ومِثلها مَعها " فكان عُمر يحكم به فغرمَ حاطباً ضِعفَ ثمنِ ناقةِ المُزني لما سرقها رقيقه ونحروها قال : وله في الحديثِ نظائرُ . قال : وقد أخذَ أحمدُ بنُ حَنبلٍ بشيءٍ من هذا وعَملَ به . وقال الشافعي في القديم : منْ منعَ زكاةَ ماله أخذت منه وأُخِذَ شَطرهُ مالهِ عُقوبةً على مَنعهِ . واستدل بهذا الحديثِ وقال في الجديدِ : لا يؤخذُ منه إلا الزكاةُ لا غيرُ وجعلَ هذا الحديثَ منسوخاً وقال : كان ذلك حيثُ كانت العُقوباتُ في الأموالِ ثم نُسخت . ومذْهبُ عامةِ الفقهاءِ أنْ لا واجبَ على مُتلفِ الشيء أكثرُ منْ مثله أو قيمته . وإذا تأملتَ ذلك عرفتَ أنّ ما قاله الشيخُ ابنُ حجرٍ المكي في شرح العُباب وذكر فيه : في القاموس ما فيه نظرٌ ظاهرٌ فاحذره إذ يلزمُ على توهيمهِ لبهزٍ رواية توهيم الشافعيّ الآخذِ به في القديم وللأصحابِ فإنهم مُتفقون على أن الرواية كما مر من إضافةِ شَطْرٍ وإنما الخلافُ بينهم في صحةِ الحديثِ وضعفه وفي خلوه عن مُعارضٍ وعدمه انتهى لا يخلو عن نظرٍ من وُجوهٍ مع أن مثلَ هذا الكلام لا تُردُّ به الروايات فتأمل . ومما يستدرك عليه : شطرته : جعلته نصفين . ويقال : شِطرٌ وشَطيرٌ مثل نِصفٍ ونصيفٍ . وشطرُ الشاةِ : أحدُ خِلفيها عن ابن الأعرابي . والشطرُ : البُعدُ . وأبو طاهرٍ محمدُ بنُ عبدِ الوهابِ بنِ مُحمد عُرفَ بابنِ الشاطرِ بغدادي عن أبي حفصِ بنِ شاهين وعنه الخطيب . ومما يستدرك عليه : شظر
النَّشْرُ : الرِّيح الطَّيِّبةُ قال مُرَقِّشٌ :
النَّشْرُ مِسْكٌ والوُجوهُ دَنا ... نِيرٌ وأَطرافُ الأَكُفِّ عَنَمْ أَو أَعَمُّ أَي الرِّيحُ مُطلقاً من غير أَن يقيّد بطيبٍ أَو نَتْنٍ وهو قول أبي عُبَيد أَو ريحُ فَمِ المَرْأَةِ وأَنْفِها وأَعطافِها بعدَ النَوْمِ وهو قول أبي الدُّقَيْش قال امْرؤُ القَيْس :
كأَنَّ المُدامَ وصَوبَ الغَمامِ ... وريحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ
من المَجاز : النَّشْرُ إحياءُ المَيِّت كالنُّشورِ والإنشارِ وقد نشَرَ اللهُ المَيِّتَ ينشُره نَشْراً ونُشوراً وأَنْشَرَه : أَحياهُ وفي الكتاب العزيز : " وانْظُرْ إلى العِظامِ كيفَ نُنْشِرُها " قرأَها ابن عبّاس كيفَ نُنْشِرُها وقرأَها الحَسَن نَنْشُرُها وقال الفرَّاءُ من قرأَ كيف نُنْشِرُها فإنْشارُها إحياؤُها واحتجَّ ابن عبّاس بقوله تعالى : " ثُمَّ إذا شاءَ أَنْشَرَه " قال ومَن قرأَ كيفَ نَنْشُرُها وهي قراءة الحَسَن فكأَنَّه يذهبُ بها إلى النَّشْرِ والطَّيِّ . والوَجهُ أَن يقالَ : أَنْشَرَ الله المَوتى فنَشَروا هم إذا حَيُوا وأَنشرَهُمُ اللهُ : أَحياهُم . وأَنشَدَ الأَصمعيّ لأبي ذُؤَيْب :
لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً ... أَحْيا أَبُوَّتَكِ الشُّمَّ الأَماديحُ النَّشْرُ : الحياةُ . يقال : نَشَرَه نَشْراً ونُشوراً كأَنْشَرَهُ فَنَشَرَ هو أي المَيِّتُ لا غير نُشوراً : حَيِيَ وعاشَ بعدَ المَوت . وقال الزّجّاج : نَشَرَهُم الله بعثَهم كما قال تعالى : " وإلَيْهِ النُّشُورُ " وقال الأَعشَى :
حتَّى يقولَ النّاسُ مِمّا رأَوا ... يا عَجَباً لِلْمَيِّت النّاشِرِ النَّشْرُ : الكَلأُ إذا يَبِسَ فأَصابَه مَطَرٌ في دُبُر الصَّيف فاخْضَرَّ وهو رديءٌ للرّاعيةِ يهرُبُ النّاسُ منه بأَموالِهم يصيبها منه السَّهام إذا رعَتْه في أَوّل ما يَظْهَر وقد نَشَرَ العُشْبُ نَشْراً . وقال أبو حنيفة : ولا يضُرُّ النَّشْرُ الحافِرَ وإذا كان كذلك تركوه حتى يَجِفَّ فتذهب عنه أُبْلَتُه أي شَرّه وهو يكون من البقل والعشب وقيل : لا يكون إلاّ من العشب وقد نَشَرَت الأَرضُ . النَّشْرُ : انتشارُ الوَرَقِ وقيل : إِيراقُ الشَّجَرِ وبكُلٍّ منهما فَسَّرَ ابنُ الأَعرابيّ قولَ الشاعر :
كأَنَّ على أَكتافهم نَشْرَ غَرْقَدٍ ... وقد جاوَزوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ وقيل : النَّشْرُ هنا الرّائحةُ الطَّيِّبَةُ عن ابن الأَعرابيّ أَيضاً . النَّشْرُ : خِلافُ الطَّيِّ كالتَّنشيرِ نَشَرَ الثَّوْبَ ونحوَه ينْشُرُهُ نَشْراً ونَشَّرَهُ : بَسَطَهُ وصُحُفٌ مُنَشَّرَةٌ شُدِّدَ للكَثرَة . النَّشْرُ : نَحْتُ الخَشَب وقد نَشَرَ الخَشَبَةَ يَنْشُرُها نَشْراً : نَحَتَها وهو مَجازٌ . وفي الصِّحاح : قطعها بالمِنْشارِ . النّشْرُ : التَّفريقُ والقومُ المُتَفَرِّقون الذين لا يجمعهم رئيسٌ ويُحَرَّكُ يُقال : جاءَ القوم نَشَراً أي مُتَفَرِّقين ورأَيْتُ القومَ نَشَراً أي منتشرين . منَ المَجاز : النَّشْرُ : بَدْءُ النَّباتِ في الأرض . يقال : ما أَحْسَنَ نَشْرَها . النَّشْرُ : إذاعةُ الخبَر وقد نَشَرَه يَنْشِره بالكسر ويَنْشُره بالضم : أذاعَه فانْتَشَر . ومحمد بن نَشْر محدّث هَمْدَانيّ وروى عنه لَيْثُ بن أبي سُلَيْم وضَبطه الحافظ في التَّبْصير بالتَّحْتِيَّة بدلَ النون وقال فيه : يروي عن لَيْثِ بن أبي سُلَيْم ثم قال : قلت هو هَمْدَانيّ روى عن ابنِ الحنفيّة . ففي كلام المصنّف نظرٌ من وَجْهَيْن . وقرأت في ديوان الذهَبِيّ ما نصه : محمد بن نَشْر المَدَني عن عمرو بن نَجيح نكرةٌ لا يُعرَف . قلت : ولعل هذا غير الذي ذكره المصنِّف فليُنظَر . قَوْلُهُ تَعالى : " وهو الذي يُرسِل الرِّياحَ نُشُراً بينَ يَدَيْ رَحْمَته " هو بضمَّتَيْن قرئ نُشْراً بضمٍ فسكون قرئَ نَشَرَاً بالتحريك فالأول جَمْع نَشور كرَسول ورُسُل والثاني سكّن الشين استِخْفافاً أي طلباً للخِفَّة والثالث معناه إحْياء بنَشْرِ السَّحَاب الذي فيه المَطَر الذي هو حياةُ كلِّ شيءٍ والرابع شاذٌّ عن ابنِ جنّي قال : وقرئ بها . وعلى هذا قالوا ماتت الرِّيح : سَكَنَت قال :
إنّي لأرْجو أن تَموتَ الرِّيحُ ... فَأَقْعُد اليومَ وأَسْتَريحُقيل : معناه وهو الذي يُرسِل الرياحَ مُنشِرةً نَشَرَاً قاله الزَّجَّاج . قال : وقرئ بُشُراً بالباء جمع بَشيرة كقوله تعالى : " ومن آياتِه أنْ يُرسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ " . وَنَشَرتِ الريحُ : هَبَّتْ في يومِ غَيْمٍ خاصَّةً . عن ابْن الأَعْرابِيّ . وقَوْلُهُ تَعالى : " والنَّاشِراتِ نَشْرَاً " قال ثعلب : هي الملائكةُ تَنْشُر الرّحمة . وقيل : هي الرِّياح تَأْتِي بالمطر . منَ المَجاز : نَشَرَتِ الأرضُ تَنْشُر نُشوراً بالضم : أصابها الربيعُ فأنبَتَتْ فهي ناشِرةٌ . منَ المَجاز : النُّشْرَة بالضَّمِّ : رُقْيَةٌ يُعالَج بها المجنون والمريض ومن كان يُظَنُّ أنّ به مَسَّاً من الجنّ وقد نَشَرَ عنه إذا رَقَاه وربَّما قالوا للإنسانِ والمَهْزول الهالِك : كأنَّه نُشْرَة . قال الكلابيّ : وإذا نُشِرَ المَسْفوعُ كان كأنّما أُنشِطَ من عِقال أي يُذهَب عنه سريعاً سُمِّيت نُشْرَة لأنّه يُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء أي يُكشَف ويُزال . وفي الحديث : " أنّه سُئلَ عن النُّشْرَة فقال : هي من عَمَلِ الشَّيْطان " وقال الحسن : النُّشْرَة من السِّحْر . وانْتَشَر المَتاعُ وغيرُه : انْبَسَط وقد نَشَرَه نَشْرَاً كتَنَشَّر . وفي الحديث : " أنّه لم يَخْرُج في سفرٍ إلاّ قال حين يَنْهَضُ من جُلوسِه : اللهُمَّ بكَ انْتَشَرْت " . قال ابنُ الأثير : أي ابتدأتُ سَفَري . وكلّ شيءٍ أخذته غَضَّاً طَرِيَّاً فقد نَشَرْتَه وانتَشَرْته ويُروى بالباء المُوَحَّدة والسِّين المُهمَلة . وقد ذُكر في محلِّه . انْتَشَرَ النهارُ وغيرُه : طالَ وامْتَدَّ . منَ المَجاز : انْتَشَرَ الخَبَرُ في الناس : انْذاعَ وانتَشَرَت الإبلُ والغَنَمُ : افْتَرَقَتْ وفي بعض النسخ : تفرَّقتْ عن غِرَّةٍ من راعِيها وَنَشَرها هو يَنْشُرها نَشْرَاً . وهي النَّشَر محرَّكةً . منَ المَجاز : انْتَشَر الرجلُ إذا أَنْعَظ وانتشَرَ ذَكَرُه إذا قام . انْتَشَرَ العَصَبُ : انْتَفَخَ للإتْعابِ قال أبو عُبَيْدة : والعَصَبَةُ التي تنتفخ هي العُجايَة قال : وتحَرُّكُ الشَّظَى كانتِشارِ العَصَبِ غير أنّ الفرَسَ لانتِشارِ العَصَبِ أشدُّ احتمالاً منه لتحرُّك الشَّظَى . وقال غيرُه : انتِشار عَصَبِ الدّابَّةِ في يَدِه أنْ يُصيبه عَنَتٌ فيزول العَصَبُ عن مَوْضِعه . انْتَشَرَت النَّخلةُ : انبسَطَ سعَفُها . نَشَرَ الخَشَبَة بالمِنْشار . والمِنْشار : ما نُشِرَ به والمِنْشار أيضاً : خَشَبَةٌ ذاتُ أصابعَ يُذَرَّى بها البُرُّ ونَحْوُه . والنَّواشِر : عَصَبُ الذِّراع من داخلٍ وخارجٍ أو عروقٌ وَعَصَبٌ في باطنِ الذِّراع وهي الرَّواهِشُ أيضاً . وقال أبو عمرو والأصمعيّ هي عروقُ باطِنِ الذِّراع قال زُهَيْر :
" مَراجيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ أو هي العَصَبُ في ظاهِرِها واحدَتُها ناشِرَةٌ واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على ما ذهبَ إليه الأصمعيُّ وأبو عَمْروٍ . يقال : ما أَشْبَه خَطَّه بتَناشيرِ الصِّبيان التَّناشير : كتابةٌ لغِلْمان الكُتَّاب وهي خطوطُهم في المَكْتَبِ بلا واحد قاله ابنُ سِيدَه . وناشِرَةُ بن أَغْوَاثٍ الذي قَتَلَ هَمَّاماً غَدْرَاً وقصَّتُه مشهورةٌ في كتب التَّواريخ واستوفاها البَلاذُرِيّ في المَفاهيم . وفيه يقول القائل :
لقدْ عَيَّلَ الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أَناشِرَ لا زالتْ يمينُك آشِرَهْومالكُ بن زَيْدٍ المَعافِريّ سمع أبا أيوب وابنَ عمر وعنه أبو قَبيل المَعافِرِيُّ وعباس بن الفضل عن أبي داوود النَّخَعِيّ ومحمد بن عَنْبَس عن إسحاق بن يزيد وغيرِه وعنه محمد بن محمود الكِنْديّ الكوفيّ وعبدُ الرحمن بن مُزْهِر وهذا الأخير لم يذكره الحافظ في التَّبْصير وذكر ضِمام بن إسماعيل المَعافِرِيّ الناشِرِيُّون محَدِّثون كلهم إلى جدِّهم ناشِرَة أما مالكُ بن زَيْد فمن بني ناشِرَه بن الأبيض بن كِنانة بن مُسْلِيَة بن عامر بن عَمْرِو بن عُلَةَ بن جَلْد بَطْن من هَمْدَان قاله ابنُ الأثير . ونَشْوَرَتِ الدَّابَّةُ من علَفِها نَشْوَاراً بالكسر : أَبْقَتْ من علَفِها عن ثعلب وحكاه مع المِشْوار الذي هو ما أَلْقَت الدابَّةُ من علفِها قال : فَوَزْنُه على هذا نَفْعَلَتْ قال وهذا بناءٌ لا يُعرَف كذا نقله ابنُ سِيدَه وقال الجَوْهَرِيّ : والنِّشْوار : ما تُبقيه الدَّابَّةُ من العلَف فارسيٌّ معرَّب . في الحديث : " إذا دَخَلَ أحدكم الحَمَّام فعليه بالنَّشير ولا يَخْصِف " . النَّشير كأَمير : المِئْزَر سُمِّي به لأنّه يُنشَر ليُؤْتَزَرَ به . النَّشِير : الزَّرْعُ إذا جُمِع وهم لا يدوسونه . في التَّكملة : المَنْشور : ما كان غَيْرَ مَخْتُومٍ من كتبِ السلطان وهو المَشْهور بالفَرَمان الآن والجَمْعُ المَناشير . المَنْشورة بهاءٍ : المرأةُ السَّخِيَّةُ الكَريمة كالمَشْنورة عن ابْن الأَعْرابِيّ . والنُّشارَة بالضمّ : ما سَقَطَ من المِنْشار في النَّشْر كالنُّحاتَة . وإبلٌ نَشَرَى كَجَمَزى : انْتشَرَ فيها الجَرَبُ وفي التَّكملة : نَشْرَى كَسَكْرى والفِعلُ نَشِرَ كفَرِح إذا جَرِبَ بعد ذهابِه وَنَبَتَ الوَبَرُ عليه حتى يَخْفَى وبه فُسِّر قَوْلُ عُمَيْر بن الحُبَاب :
وفينا وإنْ قيلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ ... كما طرَّ أَوْبَارُ الجِرابِ على النَّشْرِوالتَّنْشير مثلُ التَّعويذ بالنُّشْرَة والرُّقْيَة وقد نَشَّر عنه تَنْشِيراً ومنه الحديث أنّه قال : " فلعلَّ طَبَّاً أصابه " يعني سِحْراً ثم نَشَّرَه ب : " قُل أعوذُ برَبِّ النَّاسِ " وهو مجاز . قال الزَّمَخْشَرِيّ : كأنك تُفرِّق عنه العِلَّة . والنَّشَرُ محرَّكةً : المُنْتَشِرُ ومنه الحديث : " اللَّهُمَّ اضْمُمْ نَشَري " أي ما انتشرَ من أَمْرِي كقولهم : لَمَّ الله شعَثي . وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها تَصِفُ أباها : " فَرَدَّ نَشَرَ الإسلام على غَرِّه " أي رَدَّ ما انتشَرَ من الإسلام إلى حالتِه التي كانت على عَهْدِ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم تعني أَمْرَ الرِّدَّة وكِفايةَ أبيها إيّاه . وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول . يقال : اتَّقِ على غنَمِكَ النَّشَر وهو أن تَنْتَشِرَ الغنَمُ باللَّيْل فَتَرْعى . والمُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِلِيّ أخو أَعْشَى باهِلَةَ لأمِّه أحدُ الأشرافِ كان يَسْبِقُ الفرَسَ شَدَّاً . ونُشور بالضمّ : ة بالدِّينَوَر نقله الصَّاغانِيّ قلتُ : ومنها أبو بكرٍ محمد بن عثمان بن عَطاءٍ النُّشورِيّ الدِّينَوَرِيّ سَمِعَ الحديثَ ودخلَ دِمْياط وكان حَسَنَ الطّريقة . والنُّشُر بضمَّتَيْن : خروج المَذْيِ من الإنسان نقله الصَّاغانِيّ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : أرضُ المَنْشَر : الأرضُ المُقدَّسَة من الشام أي مَوْضِع النُّشور جاء في الحديث وهي أرضُ المَحْشَر أيضاً . وفي الحديث : " لا رَضاعَ إلاّ ما أَنْشَر اللحمَ وأَنْبَتَ العظمَ " أي شَدَّه وقَوَّاه . قال ابنُ الأثير ويُروى بالزاي . ونَشرُ الأرضِ بالفتح : ما خرجَ من نباتها . وقال الليثُ : النَّشْرُ : الكَلأُ يَهيجُ أعلاه وأسفلُه نَدِيٌّ أَخْضَر وبه فُسِّر قولُ عُمَيْر بن الحُباب السابق . يقول : ظاهرُنا في الصُّلْح حَسَنٌ في مِرآةِ العَيْن وباطنُنا فاسدٌ كما تَحْسُنُ أَوْبَارُ الجَرْبَى عن أكلِ النَّشْرِ وتحتها داءٌ منه في أَجْوَافِها . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : النَّشْرُ : نباتُ الوَبَرِ على الجَرَبِ بَعْدَ ما يَبْرَأ . والنَّشْرُ : محركة : أن تَرْعَى الإبلُ بَقْلاً قد أصابه صَيْفٌ وهو يَضرُّها ومنه قولهم : اتَّقِ على إبلك النَّشْر . ويقال : رأيتُ القومَ نَشَرَاً أي مُنتَشرين واكْتسى البازي رِيشاً نَشَرَاً أي مُنتشراً طويلاً . وجاء ناشِراً أُذُنَيْه إذا جاء طائعاً كذا في الأساس وفي نسخة اللسان طامِعاً وعزاه لابن الأعرابيّ وهو مَجاز وَنَشَرُ الماءِ محرَّكة : ما انْتَشَر وتَطايَر عند الوضوء وفي حديث الوضوء : " فإذا اسْتَنْشَرْتَ واسْتَنْثَرْتَ خَرَجَتْ خَطايا وَجْهِك وفِيكَ وخَياشيمِك مع الماء " قال الخَطَّابيُّ : المَحْفوظُ اسْتَنْشَيْت بمعنى اسْتَنْشَقْتَ . قال : فإن كان محفوظاً فهو من انتِشار الماء وتفَرُّقه . وقال شَمِرٌ : أرضٌ ماشِرَةٌ وهي التي قد اهتزَّ نباتُها واستوَتْ ورَوِيَت من المطر . وقال بعضهُم : أرضٌ ناشِرَةٌ بهذا المعنى . والنَّشْرَةُ بالفتح : النَّسيم وقد ذَكَرَه أبو نُخَيْلة في شِعره . وتَنَشَّر الرجلُ إذا اسْتَرْقى . والمُنتَشِرُ بنُ الأجْدَع أخو مَسْرُوقٍ روى عنه ابنُه محمد بن المُنتَشِر وأخوه المُغيرةَ بن المُنتَشِر ذكره ابنُ سعد في الفقهاء وأبو عثمان عاصمُ بن محمد بن النَّصير بن المُنتَشِر البَصْرِيّ عن مُعتَمِر وعنه مُسلِمٌ وأبو داوود وغيرُهما . وَنَشَرْتُ : من قرى مصر بالغربيَّة . والمِنْشار بالكسر : حِصنٌ قريبٌ من الفرات . وقال الحازميُّ : مِنْشار : جبلٌ أظنُّه نَجْدِيَّاً . وبنو ناشِرَة بَطْنٌ من المَعافِر . وناشِرَةُ بن أسامة بنِ والبة بن الحارث بنِ ثعلبة بن دُودان بن أسدٍ بطنٌ آخر منهم بِشْرُ بن أبي خازمٍ واسمُه عَمْرُو بن عَوْف بن حِمْيَر بن ناشِرَة الشاعر ذكره ابنُ الكلبيّ . ونُشَيْرٌ مُصغَّراً : موضعٌ ببلاد العرب . والنّاشِريُّون : فقهاءُ زَبيد بل اليمن كلّه وهم أكبر بيت في العلم والفقه والصّلاح وبهم كان يُنتفَع في أكثر بلادِ اليمن ينتسبون إلى ناشِر بن تَيْم بن سَمْلَقة بَطْن من عَكِّ بنِ عدنان وإليه نُسِب حِصنُ ناشِر باليمن . وحفيدُه ناشِرٌ الأصغر بنُ عامر بن ناشِر نزلَ أسفلَ وادي مَوْر وابْتَنى بها القرية المعروفة بالنّاشريَّة في أول المائة الخامسَة منهم القاضي مُوفَّقالدين عليّ بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله النّاشريّ شاعر الأشرَف تُوفِّي سنة 739 بتَعِزّ وحفيدُه الشِّهاب أحمد بن أبي بكر بن عليّ إليه انتهتْ رِياسَةُ العلمِ بزَبيد وكان معاصِراً للمُصنِّف ؛ وكذا أخوه عليُّ بن أبي بكر الحاكِم بزَبيد ووالدُهما القاضي أبو بكر تفقَّه بأبيه وهو ممّن أخذ عنه ابنُ الخيّاط حافظُ الدِّيار اليمنيّة تُوفِّي بتَعِزّ سنة 772 ومنهم القاضي أبو الفتوح عبدُ الله بن محمد بن عبد الله بن عمر النّاشِرِيّ تفقّه على أبيه وعلى القاضي جمال الدين الريميّ وتُوفّي بالمَهْجَم قاضياً بها سنة 814 وله إخوةٌ أربعةٌ كلّهم تَوَلَّوا الخَطابةَ والتدريس بالمَهْجَم والكدراء ومنهم الفقيه الناسِك إبراهيمُ بنُ عيسى بن إبراهيم النّاشِرِيّ تُوفِّي بالكدراء سنة 817 . وفيها توفّي المُصنِّف بزَبيد . ومنهم إسماعيل الناشريّ توفّي بحَرَض سنة 812 وقد ألّف فيهم أبو محمد عثمان بنُ عمر بن أبي بكرٍ النّاشريّ الزَّبيديّ كتاباً سَمّاه البُستانُ الزاهر في طَبَقَات علماءِ بني ناشِر وكذلك الإمام المُفتي أبو الخُطَباء محمد بن عبد الله بن عمر النّاشريّ فقد اسْتَوْفى ذِكرَهم في كتابه : غُرَر الدُّرَر في مختصر السِّيَر وأنساب البَشَر . والأُنْشور : بَطْنٌ من عَكِّ بن عدنان يَنْزِلون قبِليّ تَعِزّ على نِصفِ يومٍ منها . وناشِرُ بن حامد بن مغرب : بطنٌ من عَكّ وهو جَدّ المَكاسِعَة باليمن . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الدين عليّ بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله النّاشريّ شاعر الأشرَف تُوفِّي سنة 739 بتَعِزّ وحفيدُه الشِّهاب أحمد بن أبي بكر بن عليّ إليه انتهتْ رِياسَةُ العلمِ بزَبيد وكان معاصِراً للمُصنِّف ؛ وكذا أخوه عليُّ بن أبي بكر الحاكِم بزَبيد ووالدُهما القاضي أبو بكر تفقَّه بأبيه وهو ممّن أخذ عنه ابنُ الخيّاط حافظُ الدِّيار اليمنيّة تُوفِّي بتَعِزّ سنة 772 ومنهم القاضي أبو الفتوح عبدُ الله بن محمد بن عبد الله بن عمر النّاشِرِيّ تفقّه على أبيه وعلى القاضي جمال الدين الريميّ وتُوفّي بالمَهْجَم قاضياً بها سنة 814 وله إخوةٌ أربعةٌ كلّهم تَوَلَّوا الخَطابةَ والتدريس بالمَهْجَم والكدراء ومنهم الفقيه الناسِك إبراهيمُ بنُ عيسى بن إبراهيم النّاشِرِيّ تُوفِّي بالكدراء سنة 817 . وفيها توفّي المُصنِّف بزَبيد . ومنهم إسماعيل الناشريّ توفّي بحَرَض سنة 812 وقد ألّف فيهم أبو محمد عثمان بنُ عمر بن أبي بكرٍ النّاشريّ الزَّبيديّ كتاباً سَمّاه البُستانُ الزاهر في طَبَقَات علماءِ بني ناشِر وكذلك الإمام المُفتي أبو الخُطَباء محمد بن عبد الله بن عمر النّاشريّ فقد اسْتَوْفى ذِكرَهم في كتابه : غُرَر الدُّرَر في مختصر السِّيَر وأنساب البَشَر . والأُنْشور : بَطْنٌ من عَكِّ بن عدنان يَنْزِلون قبِليّ تَعِزّ على نِصفِ يومٍ منها . وناشِرُ بن حامد بن مغرب : بطنٌ من عَكّ وهو جَدّ المَكاسِعَة باليمن . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نشمر