بَدَلُ الشّيءِ مُحَرَّكةً وبالكسرِ لُغتان مِثْل شَبَهٍ وشِبهٍ ومَثَلٍ ومِثْلٍ وَنَكَلٍ ونِكْلٍ قال أبو عُبيدة : ولم نسمع في فَعَلٍ وفِعْلٍ غيرَ هذه الأحْرُف . بَدِيلٌ كأمِيرٍ : الخَلَفُ مِنه وهو غيرُه . ج : أَبْدالٌ أمّا المُحَرَّكُ والمكسورُ فَظَاهِرٌ كجَبَلٍ وأَجبالٍ ومَثَلٍ وأَمْثالٍ وأمَّا جَمعُ بَدِيلٍ فهو قلَيلٌ إذ ليس في كلامهم فَعِيلٌ وأَفعْالٌ مِن السالِم إلاَّ أَحْرُفٌ وهي شَرِيفٌ وأَشْرافٌ ويَتِيمٌ وأَيْتامٌ وفَنِيقٌ وأَفْناقٌ وبَدِيلٌ وأَبْدالٌ قاله ابنُ دُرَيْد . قلت : وكذلك شَهِيدٌ وأَشْهادٌ . وتَبَدَّلَهُ وبهِ واسْتَبدَلَه وبهِ وأَبْدَلَهُ مِنه بغَيرِه وَبَدّلَهُ مِنه : اتَّخَذَه مِنه بَدَلاً . قال ثَعْلَبٌ : يُقال : أَبْدَلْتُ الخاتَمَ بالحَلْقَةِ : إذا نَحَّيْتَ هذا وجَعَلْتَ هذا مكانَه وبَدَّلْتُ الخاتَمَ بالحَلْقَةِ : إذا أَذَبْتَه وسَوَّيْتَه حَلْقَةً وبَدَّلْتُ الحَلْقَةَ بالخاتَمِ : إذا أَذَبْتَها وجَعلتَها خاتَماً . قال : وحَقيقتُه أنّ التَّبديلَ تَغييرُ الصُّورَةِ إلى صُورةٍ أخرَى والجَوهَرَةُ بعَينِها والإِبدالُ : تَنْحِيَةُ الجَوهَرةِ واستئناف جَوْهَرةٍ أُخْرَى . قال أبو عمرو : فعَرضْتُ هذا على المُبَرِّد فاستحسنَه وزاد فيه فقال : وقد جَعلت العربُ بَدَّلْتُ مكانَ أَبْدَلْتُ وهو قولُ اللّه عزّ وجلّ : " فأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ " ألا تَرَى أنه قد أزال السَيِّئاتِ وجعلَ مكانَها حَسَناتٍ وأمّا ما شَرَطَهُ ثَعْلَبٌ فهو معنى قولِه تعالى : " كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُم جُلُوداً غَيرَهَا " قال : فهذه هي الجَوْهَرةُ وتَبديلُها : تغيير صُورتِها إلى غيرِها ؛ لأنها كانت ناعمةً فاسْودَّتْ مِن العذاب فرُدَّتْ صُورةُ جُلودِهم الأولى لَمّا نَضِجَتْ تلك الصُّورَةُ فالجوهرةُ واحدة والصّورةُ مختلفةٌ . وحُرُوفُ البَدَلِ أربعةَ عَشَرَ حرفاً : حُروفُ الزِّيادة ما خلا السِّينَ والجيمُ والدالُ والطاء والصاد والزاي يجمعُها قولُك : أنْجَدْتُه يومَ صالَ زُطٌّ . وحُروفُ البدَلِ الشائِعِ في غير إدغام أحَدٌ وعشرون حرفاً يجمعُها قولُك : بِجِدٍّ صَرفُ شَكِثٍ أَمِنَ طَىَّ ثَوْبِ عِزَّتِهِ . والمرادُ بالبَدَل : أن يُوضَعَ لفظٌ مَوضعَ لفظٍ كوضعِك الواوَ موضِعَ الياء في : مُوقِنٍ والياءَ موضِعَ الهمزةِ في : ذِيب لا ما يُبدَلُ لأجلِ الإدغام أو التَّعويضِ من إعلالٍ . وأكثرُ هذه الحروفِ تصرفاً في البَدَلِ حُروفُ اللِّين وهي يُبْدَلُ بعضُها ويُيدَلُ مِن غيرِها كما في العُباب . قلت : وأمّا البَدَلُ عندَ النَّحويِّين فهو : تابعٌ مَقْصودٌ بما نُسِبَ إلى المَتبُوعِ دُونَه . فخَرَج بالقَصْدِ : النَّعْتُ والتوكيدُ وعطفُ البَيان لأنها غيرُ مقصودَةٍ بما نُسِب إلى المَتْبُوع . وبادَلَهُ مُبادَلَةً وبدالاً بالكَسْرِ : أعطاه مِثْلَ ما أَخَذَ مِنه وأنشد ابنُ الأعرابِي :
" قال أبي خَوْن فقِيلَ لا لا
" ليس أباكَ فاتْبَعِ البِدالاوقال ابنُ دُرَيْدٍ : بادَلْتُ الرَّجُلَ : إذا أعطيتَه شَروَى ما تَأخُذُ مِنه . والأَبْدالُ : قَوْمٌ من الصالِحين لا تَخْلُو الدّنيا مِنهم بِهم يُقِيمُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ الأرضَ . قال ابن درَيْدٍ : هُم سَبْعُونَ رَجُلاً فيما زَعَمُوا لا تخلو منهم الأرضُ أَرْبَعُونَ رَجُلاً منهم بالشّامِ وثَلاثونَ بغَيرِها . قال غيرُه : لا يَمُوتُ أَحدُهُم إلا قامَ مَكانَه آخَرُ مِن سائرِ النَّاسِ . قال شيخُنا : الأَوْلَى : إلاَّ قام بَدَلَهُ ؛ لأنهم لذلك سُمُّوا أَبْدالاً . قلتُ : وعِبارَةُ العُبابِ : إذا مات منهم واحِدٌ أَبْدَلَ اللّهُ مَكانَه آخَرَ . وهي أخْصَرُ مِن عبارةِ المُصنِّفِ . واختُلِفَ في واحِدِه فقِيل : بَدَلٌ مُحرَّكةً صَرَّح به غيرُ واحدٍ وفي الجَمْهَرة : واحِدُهم : بَدِيلٌ كأمِيرٍ وهو أَحَدُ ما جاء على فَعِيلٍ وأفْعالٍ وهو قَليلٌ كما تقدَّم . ونَقل المُناوِيُّ عن أبي البَقاءِ قال : كأنهم أرادوا أَبْدالَ الأنبياءِ وخُلَفائهم وهم عندَ القَوْمِ سَبعةٌ لا يَزِيدُون ولا يَنْقُصُونَ يَحفَظُ اللّهُ بهم الأقاليمَ السَّبعةَ لِكُلِّ بَدَلٍ إِقْليمٌ فيه وِلايَتُه منهم واحِدٌ على قَدَمِ الخَلِيل وله الإقْلِيمُ الأوّلُ والثاني على قَدَمِ الكَلِيمِ والثالث على قَدَمِ هَارُونَ والرابعُ على قَدَمِ إدْرِيسَ والخامسُ على قَدَمِ عِيسى والسابعُ على قَدَمِ آدَم عليهم السَّلامُ على ترتيب الأقالِيم . وهم عارِفُون بما أودَعَ اللّه في الكَواكِبِ السّيّارةِ مِن الأسرار والحَرَكاتِ والمَنازِل وغيرِها . ولهم مِن الأسماء أسماءُ الصِّفاتِ وكُلّ واحدٍ بحَسَبِ ما يُعْطِيه حَقِيقةُ ذلك الاسمِ الإلهي مِن الشُّمُولِ والإحاطةِ ومنه يكونُ تَلَقِّيه . انتهى . وقال شيخُنا : عَلَامَتُهم أن لا يُولَدَ لَهم قالوا : كان منهم حَمّادُ بن سَلَمَة بن دِينار تزوَّج سبعين امرأةً فلم يُوْلَدْ له كما في الكَواكِب الدَّرارِي . قلتُ : وفي شَرح الدَّلائِل لِلفاسِي في ترجمة مؤلِّفها ما نَصُّه : وجدتُ بخَطِّ بعضِهم أنه لم يَترُكْ ولداً ذكَراً . انتهى . وأفاد بعضُ المُقَيِّدين أن هذا إشارَةٌ إلى أنه كان مِن الأبدال . ثم قال شيخُنا : وقد أفردَهم بالتَّصنيفِ جماعةٌ منهم السَخاوِيُّ والجَلال السُّيوطِيُّ وغيرُ واحدٍ . قلتُ : وصنَّف العِزُّ بن عبد السلام رِسالةً في الرَّدِّ على مَن يقول بوُجُودهِم وأقام النَّكِيرَ على قولِهِم : بهم يحفظُ اللّهُ الأرضَ . فَلْيُتَنَبَّهْ لذلِك . وبَدَّلَهُ تَبدِيلاً : حَرَّفَهُ وغَيَّره بغَيرِه . وتَبَدَّلَ : تَغَيَّرَ وقولُه تعالى : " يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيرَ الأَرْضِ وَالسَّمَواتُ " قال ابن عَرفة : التَّبدِيلُ : تَغْييرُ الشيء عن حالِه . وقال الأزهريُّ : تَبدِيلُها : تَسيِيرُ جِبالِها وتَفْجِيرُ بِحارِها وكونُها مُستَويةً لا تَرَى فِيها عِوَجاً ولا أَمْتاً . وتَبدِيلُ السمواتِ : انْتِثارُ كواكِبها وانفِطارُها وتَكْوِيرُ شَمسِها وخُسُوفُ قَمرِها . وقولُه تعالى : " مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ " قال مُجاهِدٌ : يقولُ : قَضَيتُ ما أنا قاضٍ . ورَجُلٌ بِدْلٌ بالكسر ويُحَرَك : شَرِيفٌ كَرِيمٌ الأَوَّلُ عن كُراعٍ وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّب . ج : أَبْدالٌ كطِمْرٍ وأَطْمارٍ وجَبَلٍ وأَجْبالٍ . والبَدَلُ مُحَرَّكَةً : وَجَعُ المَفاصِلِ واليَديْنِ . وفي العُبابِ : وَجَعٌ في اليَدينِ والرِّجْلَين وقد بدِلَ كفَرِحَ فهو بَدِلٌ ككَتِفٍ وأنشد يعقوبُ في الألفاظ :
فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذَاكَ ولَم أَزَلْ ... بَدِلاً نَهارِي كُلَّهُ حَتَّى الأُصُلْوالبَأْدَلَة : لَحْمَةٌ بَيْنَ الإِبْطِ والثَّنْدُوَةِ وقِيل : ما بينَ العُنُقِ والتَّرْقُوَةِ والجَمْعُ : بآدِلُ . وقد ذُكِر في أَوّلِ الفَصْل على أنه رُبَاعِيٌّ وأعاده ثانياً على أنه ثُلاثيٌّ . بَدِلَ كفرِحَ بَدَلاً : شكاهَا على حُكْمِ الفِعل المَصُوغِ مِن ألفاظ الأعضاء لا عَلَى العامَّة . قال ابنُ سِيدَهْ : وبذلك قَضَينا على همزتِها بالزِّيادة وهو مَذهبُ سِيبَوَيه في الهمزة إذا كانت الكلمةُ تَزِيد على الثَّلاثة . والبَدَّالُ كشَدَّادٍ : بَيَّاعُ المَأْكُولاتِ مِن كُلِّ شيءٍ منها هكذا تقوله العَربُ قال أبو حاتِمٍ : سُمِّيَ به لأنه يُبَدِّلُ بَيعاً ببَيعٍ فيبيعُ اليومَ شيئاً وغداً شيئاً آخَر . قال أبو الهَيثَم : والعامَّةُ تقولُ : بَقَّالٌ وسيأتي ذلك أيضاً في ب - ق - ل . وبادَوْلَى بفتحِ الدال مَقْصوراً وعلَى هذا اقتصرَ الصاغانيُّ في التَّكْمِلة وتُضَمُّ دالُه أيضاً : ع في سَوادِ بَغدادَ قال الأعْشى :
حَلَّ أَهْلِي ما بَيْنَ دُرْتَى فبادَوْ ... لَى وَحَلَّتْ عُلْوِيَّةٌ بالسِّخالِوقِيل : بادَوْلىَ : موضِعٌ ببَطْنِ فَلْج مِن أرضِ اليَمامة فمَن قال هذا رَوى بيتَ الأعشى : دُرْنَى بالنُّون لأنه موضِعٌ باليَمامة . كذا في المُعْجَم . وكزُبَيرٍ : بُدَيْلُ بنُ وَرقاءَ بنِ عبد العُزَّى بنِ رَبِيعِة هِن كِبار مُسلِمة الفَتْح . وبُدَيْلُ بنُ مَيسَرَةَ بنِ أُمِّ أَصْرَمَ الخُزاعِيَّانِ هكذا في سائرِ النُّسَخ . قال شيخُنا : والذي في الرَوْضِ الأُنُفِ : أنّ بدَيْلَ بنَ أُمِّ أَصْرَمَ هو بُدَيْلُ بن سَلَمَةَ وكلامُ المُصنِّف صريحٌ في أنه غيرُه وأنه وابنُ مَيسَرَةَ سَواءٌ فتأمَّلْ . قلتُّ : والَّذي في العُباب : وبُدَيْلُ بنُ ورقاءَ وبُدَيْلُ بنُ سَلَمَةَ الخُزاعِيّانِ رضي اللّه تعالَى عنهما لَهُما صُحْبَةٌ . في مُعْجَمِ ابنِ فَهْدٍ : بُدَيْلُ بنُ سَلَمَةَ بني خَلَفٍ السَّلُولِيُ وقِيل : بُدَيْلُ بنُ عبدِ مَناف بنِ سَلَمَةَ قِيل : لَه صُحْبَةٌ وفي مُخْتَصر تهذيب الكَمال للذَّهَبي : بُدَيْلُ بنُ مَيْسَرَةَ العُقَيلِي عن صفِيَّةَ بنتِ شَيبَةَ وأنَسٍ وعنه شُعْبَةُ وحمّادُ بن زيدٍ وخَلْقٌ ثِقَةٌ مات سنةَ 213 ، وهو من رِجال مُسلِمٍ والأَربعةِ . فسِياقُ المُصنِّفِ فيه خطأٌ مِن وُجُوهٍ : الأول : جَعْله ابنَ مَيسَرَةً وابن أمِّ أَصْرَمَ سَواءٌ وهما مُختلِفان والصَّوابُ في ابن أُمِّ أَصْرَمَ : هو ابنُ سَلَمَة . وثانياً : جَعْلُه خُزاعِيّاً وليس هو كذلك بل هو عُقَيلِي وإنما الخُزاعِيٌّ الثاني هو ابن عمرو بن كُلْثُوم الآتِي . وثالثاً : عَدُّه مِن الصَّحابة وابن مَيسَرَةَ تابِعِيٌ كما عَرفْتَ فتأمَّلْ . بُدَيْلُ بنُ عمرو بنِ كُلْثُوم وقِيل : بُدَيْلُ بنُ كُلْثُوم الخُزاعِيُ له وِفادَةٌ . بُدَيْلُ بنُ مارِيَةَ مَوْلَى عمرِو بن العاص رَوى عنه ابنُ عبّاسٍ والمُطَّلِبُ بن أبي وَداعَةَ قِصَّةَ الجامِ لَمّا سافر هو وتَمِيمٌ الدّارِيّ وكذا قال ابنُ مَنْدَهْ وأبو نُعَيم وإنما هو : بُزَيْلٌ . بُدَيْلٌ آخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ قال موسى بنُ علي بنِ رَباح عن أبيه عنه رضي اللّه عنه : أنه رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم يَمْسَحُ على الخُفَّين . مِصْرِيٌّ : صَحابِيُّونَ رضي اللّه عنهم . وفاتَه : بُدَيْلُ بنُ عمرو الأنصاري الخَطْمِيُّ رضي اللّه تعالَى عنه عَرَض على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللّه عليه وسلَّم رُقْيَةَ الحَيَّةِ . جاء مِن وَجْهٍ غَريب . وأحمدُ بنُ بُدَيْلٍ الإِيامِيُّ وجَماعَةٌ آخَرُون ضُبطُوا هكهذا . وكأَمِيرٍ : بَدِيل بنُ عَلِيٍّ عن يوسُفَ بنِ عبد الله الأَرْدُبِيلِيِّ هكهذا نَصَّ الذَّهبيُّ وغيرُه وسِياقُ المُصنِّف يَقتضِي أن يكون بَدِيلٌ هو الأَرْدُبِيلِيَّ وهو خطأٌ إنما هو شيخُه مع أنه لم يتعرَّضْ لأَرْدُبِيلَ في موضعِه وهو غَرِيبٌ . بَدِيلُ بنُ أحمدَ الهَرَوِيُّ الحافِظُ عن أبي العبّاسِ الأَصَمِّ . بَدِيلُ بن أبي القاسِمِ الخُوَيِّيُّ هكذا في النُّسَخ بضَمّ الخاء المعجَمة وفتحِ الواو وياءان إحداهما مُشدّدة للنِّسبة وفي بعض النُّسَخ : الخرمى وهو غَلَطٌ وهو أبو الوفاء بَدِيلُ بن أبي القاسم بن بَدِيلٍ الإِمْلِيُّ بكسر الهمزة تَقدَّمِ ذِكرُه في أ - م - ل . وصالِحُ بنُ بَدِيلٍ عن أبي الغَنائِم بن المَأْمُون مُحَدِّثُون رحمهم اللَّهُ تعالى
ومِمّا يُستَدْرَك عليه : قال أبو عبيدة : هذا بابُ المَبدُولِ مِن الحُرُوف والمُحَوَّل ثم ذكَر : مَدَهْتُه أي مَدَحْتُه . قال الأزهريُّ : وهذا يَدُلَّ على أن : بَدَلْتُ مُتَعَدٍّ . وبَدَلانُ مُحَرَّكَةً أو كقَطِران : جَبَلٌ قال امرؤ القيس :
دِيارٌ لهِو والرَّبابِ وفَرْتَنَى ... لَيالِينَا بالنَّعْف مِن بَدَلانِضُبِط بالوَجْهين . وَتَبدِيلُ الشيء : تَغْييرُه وإن لم تأتِ ببَدَلٍ . وأبو المُنِير بَدَلُ بنُ المُحَبَّر البَصْريُّ محدِّثٌ . قلت : هو من بني يَرْبُوع روى عن شُعْبَةَ وطائفةٍ وعنه البُخارِيُّ والكَجِّيُّ والدَّقِيقِيُّ ثِقَةٌ تُوفي سنةَ 215 . والبَدَّالَةُ : قَريةٌ بمِصْرَ مِن أعمال الدَّقَهْلِيَّة وقد رأيتُها . وتَبادَلا : بادَلَ كُل واحدٍ صاحِبَه . والبُدَلاءُ : الأَبْدالُ . وأبو البُدَلاءِ : سَيِّدي محمد أَمغار الحَسَنِيُّ الصِّنْهاجِيُّ والبُدَلاءُ أولادُه سبعةٌ : أبو سعيد عبد الخالق وأبو يعقوب يوسف وأبو محمد عبد السلام العابِدُ وأبو الحسن عبد الحَيِّ وأبو محمد عبد النُّور وأبو محمد عبد الله وأبو عمرو مَيمُون . قال في أُنْسِ الفَقِير : وهذا البيتُ أكبرُ بيتٍ في المَغْرِب في الصَّلاح فإنهم يَتوارثُونه كما يُتوارَثُ المالُ . وبُدالَةُ كثُمامَةٍ : مَوضِعٌ في شِعر عبدِ مَناف الهُذَلِيِّ :
أَنَّى أُصادِفُ مِثلَ يومِ بُدالَةٍ ... ولِقاءُ مِثْلِ غَداةِ أمسِ بَعِيدُ والبادِلِيَّةُ : نَخْلٌ لِبَني العَنْبَرِ باليَمامة عن الحَفْصِيّ . وفي كتاب الصِّفات لأبي عُبيد : البَأْدَلَةُ : اللَّحْمَةُ في باطِنِ الفَخِذِ . وقال نُصَير : البَأْدَلَتانِ : بُطُونُ الفَخِذَيْنِ . ويُقال للرَّجُل الذي يأتي بالرأي السَّخِيف : هذا رأيُ الجَدَّالِين والبَدَّالِين
" بِسَبْحَلِ الدَّفَّيْنِ عَيْسَجُورِ وقال ابنُ جِنِّيٍّ : أراد بسِبَحْل فَأَسْكَنَ الْباءَ وحَرَّكَ الحاءَ وَغَيَّرَ حَرَكَةَ السِّينِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : س ب د ل
السَّبَنْدَلُ كسَفَرْجَلٍ أَهْمَلَهُ الْجَماعَةُ وقالَ كُرَاعٌ : هوَ السَّمَنْدَلُ بالمِيمِ عَلى ما يَأْتِي بَيانُهُ
ثَابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَبَاناً : رجع بَعْدَ ذَهَابِهِ ويُقَالُ : ثَابَ فُلاَنٌ إلى اللهِ وتَابَ بالثَّاءِ والتَّاءِ أَيْ عَادَ وَرَجَعَ إلى طَاعَتِه وكذلك أَثَابَ بمَعْنَاهُ ورَجُلٌ تَوَّابٌ أَوَّابٌ ثَوَّابٌ مُنِيبٌ بِمَعْنًى وَاحِد وثَابَ النَّاسُ : اجْتَمَعُوا وجَاءُوا وثَابَ الشيءُ ثَوْباً وثُؤُوباً أَيْ رَجَعَ كَثَوَّبَ تَثْوِيباً أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لرَجُلٍ يَصِفُ سَاقيَيْنِ :
" إذَا اسْتَرَاحَا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبَا ومن المَجَازِ : ثَابَ جِسْمُهُ ثَوَبَاناً مُحَرَّكَةً وأَثَابَ : أَقْبَلَ الأَخيرَةُ عن ابنِ قُتَيْبَةَ وأَثَابَ الرَّجُلُ : ثَابَ إلَيْهِ جِسْمُهُ وصَلَحَ بَدَنُهُ وأَثَابَ اللهُ جِسْمَهُ وفي التهذيب : ثَابَ إلى العَليلِ جِسْمُهُ إذا حَسُنَتْ حَالَهُ بَعْدَ نُحُوله ورَجَعَتْ إلَيْهِ صِحَّتُهُ . ومن المَجَازِ : ثَابَ الحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْباً وثُؤُوباً : امْتَلأَ أَوْ قَارَبَ وأَثَبْتُهُ أَنَا قَالَ :
" قَدْ ثَكِلَتْ أُخْتُ بَنِي عَدِيِّ
" أُخَيَّهَا فِي طَفَلِ العَشِيِّ
" إنْ لَمْ يَثُبْ حَوْضُكِ قَبْلَ الرِّيِّ ومن المَجَازِ الثَّوَابُ بمَعْنَى العَسَلِ أَنْشَدَ ابْنُ القَطَّاعِ :
هِيَ أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ إذَا مَا ... ذُقْتُ فَاهَا وبَارِىءِ النَّسَمِ والثَّوَابُ : النَّحْلُ لأَنّهَا تُثُوبُ قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
مِنْ كُلِّ مُعْنِقَةِ وكُلِّ عطَافَةِ ... منْهَا يُصَدِّقُهَا ثَوَابٌ يَرْعَبُ وفي الأَسَاس : ومِنَ المَجَازِ سُمِّيَ خَيْرُ الرِّيَاحِ ثَوَاباً كَمَا سُمِّيَ خَيْرُ النَّحْلِ ثَوَاباً يُقَالَ : أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ والثَّوَابُ : الجَزَاءُ قَالَ شَيْخُنَا ظَاهِرُهُ كالأَزْهَرِيِّ أَنَّهُ مُطْلَقٌ في الخَيْرِ والشَّرِّ لاَ جَزَاءُ الطَّاعَةِ فَقَطْ كَمَا اقْتَصَر عَلَيْهِ الجَوْهَرِيّ واسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى " هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ " وقد صَرَّحَ ابنُ الأَثِيرِ في النهاية بِأَنَّ الثَّوَابَ يَكُونُ في الخَيْرِ والشَّرِّ قَالَ إلاَّ أَنَّهُ فِي الخَيْرِ أَخَصُّ وأَكْثَرُ اسْتِعْمَالاً قلْتُ : وكذَا في لسان العرب
ثُمَّ نقل شَيْخُنَا عن العَيْنِيِّ في شَرْح البُخَارِيِّ : الحَاصِلُ بِأُصُولِ الشَّرْع والعِبَادَاتِ : ثَوَابٌ وبالكَمَالاَتِ : أَجْرٌ لأَنَّ الثَّوَابَ لُغَةً بَدَلُ العَيْنِ والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَة إلى هُنَا وَسَكَتَ عَلَيْهِ مع أَنَّ الذِي قاله من أَنَّ الثَّوَابَ لُغَةً بَدَلُ العَيْنِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ في الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّةِ فَلْيُعْلَمْ ذلكَ كَالمَثُوبَة قَالَ اللهُ تَعَالَى " لَمَثُوبَةٌ منْ عنْدِ اللهِ خَيْرٌ " والمَثْوَبَةِ قال اللِّحْيَانِيُّ : أَثَابَه اللهُ مَثُوبَةً حَسَنَةً ومَثْوضبَةٌ بِفَتْحِ الواوِ شَاذٌّ ومنه قَرَأَ مَنْ قَرأَ " لَمَثْوَبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ " وأَثَابَهُ اللهُ يُثِيبُهُ إثَابَةً : جَازَاهُ والاسْمُ الثَّوَابُ ومنْهُ حَدِيثُ ابْنِ التَّيِّهَان " أَثِيبُوا أَخَاكُمْ " أَيْ جَازُوهُ على صَنِيعِهِ وقد أَثْوَبَهُ اللهُ مَثُوبة حَسَنَةً ومَثْوَبَةً فَأَظْهَرَ الوَاوَ عَلى الأَصْل وقال الكلاَبيُّونَ : لا نَعِرِف المَثْوَبَةَ ولكن المَثَابةَ وكذا ثَوَّبَهُ اللهُ مَثُوبَتَهُ : أَعْطَاهُ إيَّاها وثَوَّبهُ من كذَا : عَوَّضَهُ
ومَثَابُ الحَوْضِ وثُبَتُهُ : وَسَطُه الذي يَثُوبُ إليه الماءُ إذا اسْتُفْرِغَ
والثُّبَةُ : مَا اجْتَمَعَ إليهِ المَاءُ في الوَادِي أَو في الغَائِطِ حُذِفَتْ عَيْنُهُ وإنَّمَا سُمِّيَتْ ثُبَةً لأَنَّ المَاءَ يَثُوبُ إلَيْهَا والهَاءُ عِوَضٌ عن الوَاوِ الذّاهِبَةِ من عَيْنِ الفِعْلِ كما عَوَّضُوا من قَوْلِهِمْ أَقَامَ إقَامَةً كَذَا في لسان العرب ولم يَذْكُر المُؤَلِّفُ ثُبَةً هنا بل ذكره فِي ثَبي مُعْتَلِّ الَّلامِ وقد عَابُوا عَلَيْهِ في ذلك وذكرهُ الجَوْهَريّ هنا ولكنْ أَجَادَ السَّخَاوِيُّ في سِفْرِ السَّعَادَةِ حَيْثُ قال : الثُّبَةُ : الجَمَاعَةُ فِي تَفَرُّقٍ وهي مَحْذُوفَةُ الَّلامِ لأَنَّهَا من ثَبَيْتُ أَي جَمَعتُ وَوَزْنُهَا على هذا فُعَةٌ والثُّبَةُ أَيْضاً : وَسَطُ الحَوْضِ وهُو مِن ثَابَ يَثُوبُ لأَنَّ المَاءَ يَثُوبُ إليها أَي يَرْجِعُ وهِي مَحْذُوفَةُ العَيْنِ ووَزْنُهَا فُلَةٌ . انْتَهَى نقله شَيْخُنَا
قُلْتُ : وأَصْرَحُ مِنَ هذَا قَوْلُ ابْنِ المُكَرَّمِ رَحِمَهُ اللهُ : الثُّبةُ : الجمَاعةُ مِنَ النَّاسِ ويُجْمَعُ عَلَى ثُبًى وقد اختلَفَ أَهْلُ اللُّغَةِ فِي أَصْلِهِ فَقَال بَعْضُهُمْ : هي من ثَابَ أَي عَادَ ورجعَ وكان أَصْلُهَا ثُوَبَةً فَلَمَّا ضُمَّتِ الثاءُ حُذِفَتِ الوَاو وتَصْغِيرُهَا ثُوَيْبَةٌ ومن هذا أُخِذَ ثُبَةُ الحَوْضِ وهو وَسَطَهُ الذي يَثُوبُ إليه بَقِيَّةُ المَاءِ وقولُه عزَّ وجلَّ " فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفرُوا جَمِيعاً " قال الفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ فانءفِرُوا عُصَباً إذَا دُعيتُمْ إلى السَّرَايا أَو دُعِيتُمْ لتَنْفِرُوا جَمِيعاً ورُوِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ سَلاَّمٍ سأَلَ يُونُسَ عن قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ " فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً " قال : ثُبَةٌ وثُبَاتٌ أَي فرْقَةٌ وفِرَقٌ وقال زُهَيْرٌ :
وَقَدْ أَغْدُو عَلَى ثُبَة كِرَامٍ ... نَشَاوَى وَاجِدِينَ لِمَا نَشَاءُقال أَبو مَنْصُورٍ : الثُّبَاتث : جَمَاعَاتٌ في تَفْرِقَةٍ وكلُّ فِرْقَة : ثُبَةٌ وهَذَا مِن ثاب وقال آخَرُونَ : الثُّبَةُ من الأَسْمَاءِ النَّاقصَةِ وهو في الأَصْل ثُبَيَة فالسَّاقطُ لاَمُ الفعْلِ في هذا القَوْل وأَما في القول الأَولِ فالسّاقِطُ عَيْنُ الفِعْلِ انْتَهَى فإذا عَرَفْتَ ذلك عَلمْتَ أَنَّ عَدَمَ تَعَرُّض المُؤَلِّفِ لِثُبَة بمعْنَى وَسَطِ الحَوْضِ في ثَابَ غَفْلَةٌ وقُصُورٌ
وَمَثَابُ البِئرِ : مَقَامَ السَّاقِي مِنْ عُرُوشهَا على فَمِ البِئْرِ قال القُطَامِيُّ يَصفُ البِئرَ وتَهَوُّرَهَا :
ومَا لِمَثَابَاتِ العُرُوش بَقِيَّةٌ ... إذَا اسْتُلَّ مِنْ تَحْت العُرُوشِ الدَّعَائِمُ أَوْ مَثابُ البِئْرِ : وَسَطُهَا ومَثَابَتُهَا : مَبْلَغُ جُمُومِ مَائِهَا ومَثَابَتُهَلا : مَا أَشْرَفَ مِن الحِجَارَةِ حَوْلَهَا يَقُومُ عليها الرَّجُلُ أَحْيَاناً كَيْلاَ يُجَاحِفَ الدَّلْوَ أَو الغَرْبَ أَو مَثَابَةُ البِئرِ : طَيُّهَا عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ قال ابنُ سِيدَهْ : لاَ أَدْرِي أَعَنَى بِطَيِّهَا مَوْضِع طَيِّهَا أَمْ عَنَى الطَّيَّ الَّذي هو بِنَاؤُهَا بالحِجَارَةِ قال : وقَلَّمَا يَكُونُ المَفْعَلَةُ مَصْدَراً والمَثَابَةُ : مُجْتَمَعُ النَّاسِ بَعْدَ تَفَرُّقِهم كالمَثَابِ ورُبَّمَا قالوا لِمَوْضِع حِبَالَةِ الصَّائِدِ مَثَابَةٌ قال الرَّاجِزُ :
" حَتَّى مَتَى تطَّلعُ المَثَابَا
" لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصَاباً يَعْنِي بالشَّيْخِ الوَعِلَ . والمَثَّابَةُ : المَوْضِعُ الَّذِي يُثَابُ إلَيْه أَي يُرْجَعُ إليه مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ومنه قولُه تَعَالَى : " وإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وأَمْناً " وإنَّمَا قِيلَ للْمَنْزِلِ مَثَابَةٌ لأَنَّ أَهْلَهُ يَتَصَرَّفُونَ في أُمُورِهم ثُمَّ يَثُوبُونَ إليهِ والجَمْعُ المَثَابُ قال أَبُو إسْحَاقَ الزَّجَّاجُ : الأَصْلُ في مَثَابَة مَثْوَبَةٌ ولكن حَرَكَة الواوِ نُقِلَتْ إلى الثاء وتَبِعَتِ الواوُ الحَرَكَةَ فَانْقَلَبَتْ أَلفاً قال : وهذا إعْلاَلٌ بِاتِّبَاع بَابِ ثَابَ وقِيلَ المَثَابَةُ والمَثَابُ وَاحدٌ وكذلك قال الفَرَّاءُ : وأَنشد الشَّافِعِيُّ بَيْتَ أَبي طَالِبٍ :
مَثَاباً لأَفْنَاءِ القَبَائلِ كُلِّهَا ... تَخُبُّ إلَيْهَا اليَعْمضلاَتُ الذَّوَامِلُ وقال ثَعْلَبٌ : البَيْتُ : مَثَابَةٌ وقال بَعْضُهُمْ : مَثُوبَةٌ ولَمْ يُقْرَأْ بها
قلتُ : وهَذَا المَعْنَى لم يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ مع أَنَّهُ مَذْكُورٌ في الصّحاحِ وهو عَجِيبٌ وفي الأَساس : ومنَ المَجًَازِ : ثَابَ إليه عَقْلُهُ وحِلْمُهُ وجَمَّتْ مَثَابَةُ البِئْرِ وهي مُجْتَمَعُ مَائهَا وبِئرٌ لَهَا ثائِبٌ أَيْ مَاءٌ يَعُودُ بَعْدَ النَّزْح وقَوْمٌ لهم ثَائِبٌ إذا وَفَدُوا جَمَاعَةً بَعْدَ جَمَاعَةٍوثَابَ مَالُهُ : كَثُرَ واجْتضمَعَ والغُبَارُ : سَطَعَ وكَثُرَ . وثُوِّبَ فُلانٌ بعد خَصَاصةٍ . وجَمَّتْ مَثَابَةُ جَهْلِهِ : اسْتَحْكَمَ جَهْلثهُ انتهى وفي لسان العرب : قال الأَزهريُّ وسَمِعْتُ العضرَبَ تَقُولُ : الكَلأُ بِمَوْضع كَذَا وكَذَا مِثْلُ ثَائبِ البَحْرِ يَعْنُونَ أَنَّهُ غَضٌّ رَطْبٌ كَأَنَّهُ مَاءُ البَحْرِ إذَا فَاضَ بَعْدَ جَزْر . وثَابَ أَي عَادَ ورَجَعَ إلى مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ أَفْضَى إليه ويُقَالُ : ثَابَ مَاءُ البِئرِ إذَا عَادَتْ جُمَّتُهَا وما أَسْرَعَ ثَائِبَهَا وثَابَ المَاءُ إذا بَلَغَ إلى حاله الأَوَّلِ بَعْدَ ما يُسْتَقَى وثَابَ القَوْمُ : أَتَوْا مُتَوَاترِينَ وَلاَ يُقَالُ لِلْوَاحِدِ وفي حَديث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه " لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً انْتَقَصَ من سُبُلِ النَّاسِ إلى مَثَابَاتِهِمْ شَيْئاً " قال ابنُ شُمَيْل إلى مثاباتهم أَيْ إلى مَنَازِلِهِمْ الوَاحدُ مَثَابَة قال : والمَثَابَةُ : المَرْجِعُ والمَثَابَةُ : المُجْتَمَعُ والمَثَابَة : المَنْزِلُ لأَنَّ أَهْلَهُ يَثُوبُونَ إليه أَي يَرْجِعُونَ وأَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه : لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً اقْتَطَعَ شَيْئاً مِنْ طُرِقِ المُسْلمينَ وأَدْخَلَهُ دَارَه . وفي حَديثِ عَمْرِو بنِ العَاص : " قيلَ له فِي مَرَضه الذي مَاتَ فيه : كَيْفَ تَجِدُك ؟ قال : أَجِدُني أَذُوبُ وَلاَ أَثُوبُ " أَي أَضْعُف ولا أَرْجِعُ إلى الصِّحَّة . وعن ابن الأَعرابيّ : يُقَالُ لأَسَاس البَيْت : مَثَابَات ويُقَالُ لأَسَاس البَيْت : مَثَابَات ويُقَالُ لتُرَابِ الأَسَاسِ : النَّثِيلُ قَالَ : وثَابَ إذَا انْتَبَه وآبَ إذَا رَجَعَ وتابَ إذَا أَقْلَعَ . والمَثَابُ طَيُّ الحجَارَة يَثُوبُ بَعْضُهَا على بَعْض من أَعْلاَهُ إلى أَسْفَله والمَثَابُ : المَوْضعُ الَّذي يَثُوبُ منه المَاءُ ومنه : بِئرٌ مَالَهَا ثَائبٌ كذا في لسَان العَرَبِ . والتَّثْوِيبُ : التَّعْوِيضُ يُقَالُ ثَوَّبَهُ مِن كَذَا : عَوَّضَهُ وقدْ تَقَدَّمَ والتَّثْوِيبُ الدُّعَاءُ إلَى الصَّلاة وغَيْرهَا وأَصْلُه أَنَّ الرَّجُلَ إذَا جاءَ مُسْتَصْرخاً لَوَّحَ بِثَوْبِهِ ليُرى وَيَشْتَهِرَ فكان ذلك كالدُّعَاءِ فسُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيباً لِذلك وكُلَّ داعٍ مُثَوِّبٌ وقِيلَ : إنَّمَا سُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيباً من ثَابَ يَثُوبُ إذا رَجَعَ فهو رُجُوعٌ إلى الأَمْرِ بالمُبَادَرَةِ إلى الصَّلاةِ فإنَّ المُؤَذِّنَ إذا قال : حَيَّ على الصَّلاَة فَقَدْ دَعَاهُمْ إليهَا فإذا قال بَعْدَهُ : الصَّلاةُ خَيْرٌ مِن النَّوْمِ فقد رَجَعَ إلى كَلاَمٍ مَعْنَاهُ المُبَادَرَةُ إليها أَو هو تَثْنِيَةُ الدُّعَاءِ أَو هو أَنْ يَقُولَ في أَذَانِ الفَجْرِ : الصَّلاَةُ خَيْرٌ من النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ عَوْداً على بَدْءٍ ورَدَ في حَدِيثِ بِلاَل " أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ لا أُثَوِّبَ في شَيْءٍ من الصَّلاة إلاَّ في صَلاَة الفَجْرِ وهو قَوْلُهُ : الصَّلاَةُ خَيْرٌ من النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ . والتَّثْوِيبُ : الإِقَامَةُ أَي إقَامَةُ الصَّلاَة جَاءَ في الحَديث : " إذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَة فَأْتُوهَا وعَلَيْكُمُ السَّكينَةُ والوَقَارُ " قال ابْنُ الأَثير : التَّثْويبُ هُنَا : إقَامَةُ الصَّلاَةِ . والتَّثْوِيبُ : الصَّلاَةُ بَعْدَ الفَريضَة حَكَاهُ يُونُسُ قَالَ : ويُقال : تَثَوَّبَ إذَا تَطَوَّعَ أَي تَنَفَّلَ بَعْد المَكْتُوبَة أَي الفَرِيضَةِ وَلاَ يَكُونُ التَّثْوِيبُ إلاَّ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ وهو العَوْدَ للْصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ . وتَثَوَّبَ : كَسَبَ الثَّوَابَ قال شَيْخُنَا : وَجَدْتُ بِخَطِّ والدي : هذا كُلُّه مُوَلَّد لا لُغَوِيٌّ
والثَّوْبُ : اللِّبَاسُ مِن كَتَّانٍ وقُطْن وصُوفٍ وخَزٍّ وفِرَاءٍ وغَيْرِ ذلكَ ولَيْسَتِ السُّتُورُ مِن اللِّبَاسِ وقَرَأْتُ فِي مُشْكِل القُرْآنِ لابْنِ قُتَيْبَةَ : وقد يَكْنُونَ بِاللِّبَاسِ والثوْبِ عَمَّا سَترَ وَوَقَى لأَنَّ اللِّبَاسَ والثَّوْبَ سَاتِرَانِ وَواقِيَان قَال الشَّاعرُ :
كَثَوْبِ ابْنِ بَيْض وَقَاهُمْ بِهِ ... فَسَدَّ عَلَى السَّالِكِينَ السَّبِيلاَوسيأْتِي في " ب ي ض " ج أَثْوُبٌ وبَعْضُ العَرَبِ يَهْمِزُهُ فيقولُ أَثْؤُبٌ لاسْتثْقَالِ الضَّمَّةِ على الوَاوِ والهَمْزَةُ أَقْوَى على احْتِمَالِهَا منها وكذلك دَارٌ وأَدْؤُرٌ وسَاقٌ وأَسْؤُقٌ وجَمِيعُ ما جَاءَ على هذا المِثَال قَالَ مَعْرُوفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ :
" لِكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أَثْؤُبَا
" حَتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعَا أَشْيَبَا
" أَمْلَحَ لاَ لَذًّا وَلاَ مُحَبَّبَا ولعَلَّ أَثْؤُب مَهْمُوزاً سَقط من نُسْخَةِ شَيْخِنَا فَنَسَبَ المُؤلِّفَ إلى التَّقْصِيرِ والسَّهْوِ وإلاَّ فهو مَوْجُودٌ في نُسْخَتِنَا المَوْجُودَةِ وفي التَّهْذِيب : وثَلاَثَةُ أَثْوُبٍ بِغَيْرِ هَمْزٍ حُمِلَ الصَّرْفُ فيها على الواو التي في الثَّوْبِ نَفْسِهَا والواوُ تَحتملُ الصَّرْفَ من غير انْهِمَازٍ قال : ولو طُرِحَ الهَمْزُ من أَدْؤُر أَو أَسْؤُق لجاز على أَنْ تُرَدَّ تلك الأَلفُ إلى أَصْلِها وكان أَصلُها الواو وأَثْوَابٌ وثِيَابٌ ونقل شيخُنَا عن رَوْضِ السُّهَيْلِيِّ أَنه قد يُطْلَقُ الأَثْوَابُ على لاَبِسيهَا وأَنْشَدَ :
رَمَوْهَا بأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلاَ تضرَى ... لَهَا شَبَهاً إلاَّ النَّعَامَ المُنَفَّرَا أي بأَبْدَان . قلت : ومثْلُه قولُ الراعي :
فَقَامَ إليها حبْتَرٌ بسِلاَحِهِ ... وللهِ ثَوْبَا حَبْتَرٍ أَيِّمَا فَتَى يريدُ ما اشتمل عليه ثَوْبَا حَبْتَرٍ من بَدَنِه وسيأْتي
وبَائِعُه وصَاحِبُه : ثَوَّابٌ الأَوَّلُ عَنْ أَبي زيد قال شيخنا : وعلى الثاني اقتصر الجوهريّ وعَزَاه لسيبويهِ قلت : وعلى الأَولِ اقتصرَ ابن المُكَرَّمِ في لسان العرب حيث قال : ورَجُلٌ ثَوَّابٌ للذِي يَبِيعُ الثِّيَابَ نَعَمْ قال في آخِرِ المادّة : ويُقَالُ لصاحب الثِّيَابِ : ثَوَّابٌ
وأَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عُمَرَ الثِّيَابِيُّ البُخَارِيُّ المَحَدِّثُ رَوَى عنه مُحَمَّد وعمرُ ابْنَا أَبِي بكرِ بنِ عُثْمَانَ السِّنْجِيّ البخاريّ قاله الذهبيّ لُقِّب به لأَنّه كان يَحْفَظُ الثِّيَابَ في الحَمَّامِ كالحُسين بن طَلْحةَ النَّعَّالِ لُقِّب بالحَافِظِ لحفظه النِّعَالَ وثَوْبُ بنُ شَحْمَةَ التَّمِيمِيُّ وكان يُلَقَّب مُجِيرَ الطَّيْرِ وهو الذي أَسَر حَاتِمَ طَيِّىءٍ زعموا وثَوْبُ بنُ النَّارِ شَاعرٌ جاهليٌّ وثوبُ بن تَلْدَةَ بفتح فسكون مُعَمَّرٌ له شِعرٌ يومَ القَادِسيَّةِ وهو من بني وَالِبَةَ
ومن المَجَازِ : للهِ ثَوْبَاهُ كما تقول : للهِ تِلاَدُهُ أَي للهِ دَرُّهُ وفي الأَساس : يريدُ نَفْسَه ومن المجاز أيضاً : اسْلُلْ ثِيَابَكَ مِن ثَيَابِي : اعْتَزلْني وفَارِقْنِي وتَعلَّقَ بِثِيَابِ اللهِ : بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ كذَا في الأَسَاس
وثَوْبُ المَاءِ هو السَّلَى والغِرْسُ نقله الصَّاغَانِيّ وقولهم وَفِي ثَوْبَيْ أَبِي مُثَنًّى أَنْ أَفِيَهُ أَيْ في ذِمَّتِي وذمَّةِ أَبي وهذَا أَيضاً من المجاز ونقله الفرّاءُ عن بَني دُبَيْرٍ وفي حديث الخُدْرِيِّ لمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعَا بثيَاب جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثم ذَكَرَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال : " إنَّ المَيِّتَ لَيُبْعَثُ وفي رواية : يُبْعثُ فِي ثِيابِهِ التي يَمُوتُ فيها " قال الخَطَّابِيُّ : أَمَّا أَبُو سَعيد فقد استعملَ الحديثَ على ظَاهرِه وقد رُوِيَ في تَحْسِينِ الكَفَنِ أَحاديثُ وقد تأَوَّلَه بعضُ العلماءِ على المعنى فقال : أَيْ أَعْمَاله التي يُخْتَمُ له بها أَو الحالة التي يَمُوتُ عليها من الخَيْر والشَّرِّ وقد أَنكرَ شيخُنَا على التأْوِيل والخروجِ به عن ظاهرِ اللفظِ لغيرِ دليل ثمّ قال : على أَنّ هذا كالذي يُذْكَر بعده ليس من اللغة في شيء كما لا يخفى وقوله عزّ وجلّ : " وثِيَابَكَ فَطَهِّرْ " قال ابنُ عبّاس : يقول : لاَ تَلْبَسْ ثِيَابَكَ على مَعْصِيَةِ ولا على فُجُورٍ واحتجَّ بقول الشاعر :
وإنِّي بحَمْدِ الله لاَ ثَوْبَ غَادِر ... لَبِسْتُ وَلاَ مِنْ خَزْيةٍ أَتَقَنَّعُوقيلَ : قَلْبَكَ القَائِلُ : أَبو العبّاس ونقل عنه أَيضاً : الثِّيَابُ : اللِّبَاسُ وقال الفرّاء أَي لاَ تَكُنْ غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِيابَكَ فإنّ الغادرَ دَنسُ الثِّيابِ ويقال : أَي عَمَلَكَ فَأَصْلِحْ ويقال : أَي فَقَصِّرْ فإنّ تَقصيرَها طُهْرٌ وقال ابنُ قتيبةَ في مشكلِ القرآن : أَي نَفْسَكَ فَطَهِّرْهَا منَ الذُّنُوبِ والعَرَبُ تَكْنِي بالثِّيَابِ عن النفْس لاشتمالها عليها قالت لَيْلَى وذَكَرَت إبلا :
" رَمَوْهَا بِأَثْوَاب خِفَافِ فَلاَ تَرَى البَيْتُ قد تقدَّم وقال :
" فَسُلِّي ثِيَابِ عَنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ وفُلاَنٌ دَنِسُ الثِّيَابِ إذَا كَان خَبِيثَ الفِعْلِ والمَذْهَبِ خبيثَ العِرْضِ قال امرؤُ القيس :
ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ ... وَأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ وقال آخر :
" لاَهُمَّ إنَّ عَامِرَ بْن جهْمِ
" أَوْذَمَ حَجًّا في ثِيَابٍ دُسْم أي مُتَدَسِّم بالذُّنُوبِ ويقولون : قَوْمٌ لِطَافُ الأُزُرِ أَي خِمَاصُ البُطُونِ لأَنَّ الأُزُرَ تُلاثُ عليها ويقولون : فِداً لَكَ إزَارِي أَي بَدَنِي وسيأْتِي تحقيقُ ذلك
وسَمَّوْا ثَوْباً وثُوَيْباً وثَوَاباً كسَحَابٍ وثَوَابَةَ كسَحَابَةٍ وثَوْبَانَ وثُوَيْبَةَ فالمُسَمَّى بثَوْبَانَ في الصَّحَابة رَجُلاَنِ : ثَوْبَانُ بنُ بُجْدُدٍ مَوْلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثَوْبَانُ أَبو عبدِ الرحمن الأَنْصَارِيُّ حَدِيثُه في إِنْشَادِ الضَّالَّةِ وثَوْبَانُ : اسْمُ ذِي النُّونِ الزبَّاهِدِ المِصْرِيّ في قول عن الدَّارَقُطْنِيِّ وثَوْبَانُ بن شَهْرٍ الأَشْعَرِيُّ يَرْوِي المَرَاسِيلَ عِدَادُه في أَهلِ الشأْمِ وثُوَيْبٌ أَبُو رشيدٍ الشامِيُّ
وثُوَيْبَةُ مَوْلاَةُ أَبِي لَهَبٍ مُرْضِعَةُ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ومرضعة عمِّه حمزةَ رضي الله عنه قال ابنث مَنْدَه : إنَّهَا أَسلمتْ وأَيَّده الحافظ ابنُ حَجَر
وَمَثْوَبُ كمَقْعَدٍ : د باليَمَنِ نقله الصاغانيّ
وثُوَبُ كزُفَرَ وفي نسخة كصُرَد ابنُ مَعْنٍ الطَّائِيُّ من قُدماءِ الجاهليّةِ وهو جَدُّ عَمْرِو بنِ المُسَبِّح ابنِ كَعْب وزُرْعَةُ بنُ ثُوَبَ المُقْرِىءُ تابعيٌّ كذَا في النسخ والصواب المُقْرَائِيّ قاضي دِمَشْقَ بعدَ أَبي إدريسَ الخَوْلاَنِيِّ وَعَبْدُ الله ابنُ ثُوَبَ أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ اليَمَانِيُّ الزاهدُ ويقال : هو ابن ثَوَابٍ ويقال أَثْوَبَ سَكنَ بِدَارِيَّا الشَّام لَقِيَ أَبَا بكرٍ الصدِّيقَ وَرَوَى عن عوفِ بنِ مالكٍ الأَشجعيِّ وعنه أَبُو إدْرِيسَ الخوْلاَنِيُّ كذا في التهذيب للمِزّيّ . وجُمَيْحُ بالحضاءِ المهملة مُصَغَّراً هكذا في النسخ والصَّوَاب : جَمِيعُ بالعين كأَمير والحَاء تصحيفٌ أَو هو جُمَيْعُ بالعين المهملة مُصَغَّراً ابْنُ ثُوَبَ عن خالد بن مَعْدَانَ وعنه يحيى الوُحَاظِيّ وَزَيْدُ بنُ ثُوَبَ رَوَى عنه يوسفُ بنُ أَبي حَكِيمٍ مُحَدِّثُونَ . وفَاتَه ثُوَبُ بنُ شريد اليافِعيّ شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ
وأَبُو سَعْدٍ الكَلاَعِيُّ اسمُه عبدُ الرحمن بنُ ثُوَبَ وغيرُهُمَا والحارِثُ ابن ثُوَبَ أَيضاً كزُفَرَ لاَ أَثْوَبَ بالأَلف وَوَهِمَ فيه الحافظُ عَبْدُ الغَنِيّ المَقْدِسِيُّ خَطَّأَهُ ابن مَاكُولاَ وهو تَابِعيّ رأَى عليًّا رضي الله عنه وأَثْوَبث بنُ عُتْبةَ مقبولٌ مِنْ رُوَاةِ حَدِيثِ الدِّيكِ الأَبْيَضِ وقيل : له صُحْبَة ولا يَصِحُّ رضوَاهُ عنه عبدُ الباقي بنُ قانع في مُعجمه وفَاتَه : أَثْوَبُ بن أَزْهَرَ أَخُو بني جَنَاب وهو زَوْجُ قَيْلَةَ بنتِ مَخْرَمَةَ الصَّحَابِيَّةِ ذَكره ابنُ مَاكُولاَ
وثَوَابٌ اسمُ رَجُلٍ كَان يُوصَف بالطَّوَاعِيَةِ ويُحْكَى أَنه غَزَا أَو سَافَرَ فانقطع خبرُه فَنَذَرَتِ امرأَتُه لَئنِ اللهُ رَدَّهُ إليها لَتَخْرِمَنَّ أَنْفَهُ أَي تجعل فيه ثُقْباً وتَجْنُبَنَّ أَي تَقُودَنَّ بِهِ وفي نسخة : تَجِيئَنَّ به إلى مَكَّةَ شُكْراً للهِ تعالى فلما قَدِمَ أَخْبَرَتْهُ به فقال لهضا : دُونَكِ بمَا نَذَرْتِ فقِيلَ : أَطْوَعُ مِنْ ثَوَاب قال الأَخْنَسُ بنُ شِهَابٍ :وكُنْتُ الدَّهْرَ لَسْتُ أُطِيعُ أُنْثَى ... فَصِرْتُ اليوْمَ أَطْوَعَ مِنْ ثَوَابِ ومن المجاز : الثَّائِبُ : الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ التي تَكُونُ في أَوّلِ المَطَرِ
وفي الأَساسِ : نَشَأَتْ مُسْتَثَابَاتُ الرِّيَاح : وهي ذَوَاتُ اليُمْنِ والبَرَكَةِ التي يُرْجَى خَيْرُهَا سُمِّيَ خَيْرُ الرِّيَاحِ ثَوَاباً كمَا سُمِّيَ خَيْرُ النَّحْلِ وهو العَسَلُ ثَوَاباً والثَّائِبُ مِن البَحْرِ ماؤهُ الفَائِضُ بَعْدَ الجَزْرِ تقول العَرَبُ : الكَلأُ بِمَوْضِعِ كَذَا مِثْلث ثَائِبِ البَحْرِ : يَعْنُونَ أَنَّه غَضٌّ طَرِيٌّ كأَنَّهُ مَاءُ البَحْرش إذَا فَاضَ بَعْدَ مَا جَزَرَ
وثَوَّابُ بنُ عُتْبَةَ المَهْرِيّ البَصْرِيّ كَكَتَّانٍ : مُحَدِّثٌ عن ابن بُرَيْدَةَ وعنه أَبُو الوَلِيدِ والحَوْضِيُّ وثَوَّابُ بنُ حُزَابَةَ كدُعَابة له ذِكْرٌ وابنه قثتَيْبَةُ بن ثَوَّاب له ذِكْر أيضاً
وثَوَابٌ بالتَّخفيف : جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثين
واسْتَثَابَه : سَأَله أنْ يُثِيبَهُ أَي يُجَازِيَه . ويقال : ذَهَبَ مالُ فلانٍ فاستَثابَ مالاً أَي اسْتَرْجَعَه وقال الكُمَيْت :
إنَّ العَشِيرَةَ تَسْتَثِيبُ بمالِه ... فتُغِيرُ وهو مُوَفِّرٌ أَمْوالَها وأَثَبْتُ الثَّوْبَ إثَابَةً إذا كَفَفْتَ مَخَايِطَه ومَلَلْتُه : خِطْتُه الخِيَاطَةَ الأُولَى بغيرِ كَفٍّ
وعمُودُ الدِّينِ لا يُثَابُ بالنِّسَاءِ إنْ مَال أَي لا يُعَادُ إلى استِوائه كذا في لسان العرب
وثُوَيْبٌ كزُبيرٍ تابِعِيٌّ مُحَدِّثٌ وهُمَا اثنانِ أَحَدُهُمَا كَلاَعِيٌّ يُكنَى أَبا حامدٍ شيْخٌ روى عن خالد بن مَعْدَانَ وآخَرُ بِكَاليٌّ حِمْصِيٌّ يكنى أَبا رَشيد روى عن زيدِ بن ثابتٍ وعنه أَبو سَلضمَةَ وزِيَادُ بن ثُوَيْبٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ مقبولٌ من الثالثة وأَبو مُنْقِذٍ عبدُ الرحمن بن ثُوَيْب تابِعيَّانِ وحيث إنَّهُمَا تَابِعيَّانِ كان الأَليَقُ أَن يقولَ : تابِعِيُّونَ لأَن اللَّذَيْنِ تقدَّمَا تابعيَّانِ أَيضاً فتأَمّلْ
وثَوْبَانُ بن شِهْمِيلٍ بطن من الأَزْد
وأَبُو جَعْفَر الثَّوَابِيُّ محمدُ بن إبرضاهِيم البِرْتيّ الكاتب : مُحَدِّثٌ
" الشَّخْصُ " : سَوادُ الإِنْسانِ وغَيْرِه تَراهُ من بُعْدٍ وفي الصّحاح : من بَعِيدٍ . " ج " في القَلِيل " أَشْخُصٌ و " في الكَثِير " شُخُوصٌ وأَشْخَاصٌ " وفاتَه : شِخَاصٌ . وذكر الخَطَّابِيُّ وغَيْرُه أَنَّهُ لا يُسَمَّى شَخْصاً إِلاّ جِسْمٌ مُؤَلَّفٌ له شُخُوصٌ وارْتِفَاعٌ . وأَمَّا ما أَنْشدَهُ سِيبَوَيْه لِعُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيعَة :
فكَان نَصِيرِي دُونَ مَنْ كُنْتُ أَتَّقِي ... ثَلاَثُ شُخُوص كَاعِبَانِ ومُعْصِرُ فإِنّه أَراد ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ . وفي الحَدِيث " لا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ " . قال ابنُ الأَثِير : الشَّخْصُ : كُلُّ جِسم له ارْتفَاعٌ وظُهُورٌ . والمُرادُ به إِثْبَاتُ الذَّاتِ فاسْتُعِير لها لَفْظُ الشَّخْصِ . وقد جاءَ في روايَة أُخْرَى " لاشَيء أَغَيْرُ مِن اللهِ " . وقيل معناه : لا يَنْبَغِي لِشَخْصٍ أَنْ يَكُونَ أَغْيَرَ مِنَ الله . " وشَخَصَ كمَنَع شُخُوصاً : ارْتَفَعَ . و " يُقَال : شَخَصَ " بَصَرُهُ " فهو شاخِصٌ إِذا " فَتَحَ عَيْنَيْه وجَعَلَ لا يَطْرِفُ " قال للهُ تَعَالَى : " فَإِذَا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا " شَخَص المَيِّتُ " بَصَرَهُ : رَفَعَهُ " إِلى السماءِ فلَمْ يَطْرِفْ . وشَخَص ببَصره عِنْد المَوْت كَذلِكَ وهو مَجَازٌ . وأَبْصَارٌ شاخِصَةٌ وشَوَاخِصُ . وتقول : سَمِعْتُ بقُدُومِكَ فقَلْبي بينَ جَنَاحَيَّ رَاقِص وقال ابنُ الأَثير : شُخوصُ بَصَرِ المَيِّت : ارْتِفَاعُ الأَجْفَان إِلى فَوْق وتَحْدِيدُ النَّظَرِ وانْزعاجُه . شَخَصَ " من بَلَد إِلى بَلَد " يَشْخَصُ شُخُوصاً : " ذَهَبَ و " قِيلَ : " سَارَ في ارْتفَاع " فإِنْ سَارَ في هَبُوط فهو هابِطٌ . وأَشْخَصْتُه أَنَا . شَخَصَ " الجُرْحُ : انْتَبَرَ ووَرِمَ " عن اللَّيْث . وفي المُحْكَم : شَخَصَ الشَيءُ يَشْخَصُ شُخُوصاً : انْتَبَرَ . وشَخَصَ الجُرْحُ : وَرمَ . شَخَصَ " السَّهْمُ : ارْتَفَعَ عن الهَدَف " . فهو سَهْمٌ شَاخِصٌ وهو مَجَاز . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : لَشَدَّ ما شَخَصَ سَهْمُكَ وقَحَزَ سَهْمُكَ : إِذَا طَمَحَ في السَّماءِ . وقال حُمَيْد بنُ ثَوْر رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه :
إِنَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْنِي عِبَادَتُهَا ... حَتَّى أَصِيدَكُمَا في بَعْضِها قَنَصَا
شَاةُ أُوَارِدُهَا لَيْثٌ يُقَاتِلُهَا ... رامٍ رَمَاهَا بوَبْل النَّبْلِ أَوْشَخَصا " أَصيدكما أَي أَصيد لكما " وكَنَى بالشّاةِ عن المَرْأَةِ . شَخَصَ " النَّجْمُ : طَلَعَ " . قال الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بْنَ عُلاثَةَ :
تَبيتُون في المَشْتَى مِلاَءَ بُطُونُكُمْ ... وجَارَاتُكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائصَا
يُراقِبْنَ مِنْ جُوعٍ خِلالَ مَخَافَةٍ ... نُجُومَ الثُّرَيَّا الطَّالِعَاتِ الشَّواخِصَا
شَخَصَتِ " الكَلمَةُ من الفَمِ : ارتَفَعَتْ نَحْوَ الحَنَكِ الأَعْلَى ورُبَّما كان ذَلِك : في الرَّجُل " خِلْقَةً أَنْ يَشْخَصَ بصَوْتِهِ فلا يَقْدِرُ على خَفْضِهِ " بها . من المَجَاز : " شُخِصَ به كعُنِي : أَتَاه أَمْرٌ أَقْلَقَهُ وأَزْعَجَهُ " ومنه حَدِيثُ قَيْلَةَ بنْتِ مَخْرَمةَ التَّمِيمِيَّةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْها " فشُخِصَ بِي " " يُقَال للرَّجُل إِذا أَتاهُ ما يُقْلِقُهُ قد شُخِصَ بِهِ " كأَنَّه رُفِعَ من الأَرْضِ لِقَلقِه وانزِعَاجه . ومنه شُخوصُ المُسَافِر : خُرُوجُه عن مَنْزِلِه . شَخُصَ الرَّجُل " ككَرُم " شَخَاصَةً فهو شَخِيصٌ : " بَدُنَ وضَخُمَ . والشَّخِيصُ : الجَسِيمُ " . وقيل : العَظِيم الشَّخْصِ " وهي شَخِيصَةٌ " بهَاءٍ " والاسْمُ الشَّخَاصَةُ . قال ابن سِيدَه : ولم أَسْمَعْ له بفِعْل . فأَقُول : إِنَّ الشَّخَاصَةً مَصْدر وقد شَخُصْت شَخَاصَةً . قالَ أَبو زَيْد : الشَّخِيصُ : السَّيِّدُ " . وقيل : رَجُلٌ شَخيصٌ : إِذا كانَ ذا شَخْص وخُلثقٍ عَظِيم بَيِّنُ . الشَّخَاصَةِ . من المَجَاز : الشَّخِيصُ " من المَنْطِق : المُتَجَهِّمُ " عن ابن عَبَّاد . " وأَشْخَصَه " مِن المَكَانِ : " أَزْعَجَهُ " وأَقْلَقَه فذَهَبَ . أَشخَصَ " فُلانٌ : حَانَ سَيْرُه وذَهابُه " . يُقَال : نَحْنُ على سَفَرٍ قد أَشْخَصْنَا أَي حان شُخُوصُنَا . قال أَبو عُبَيْدَةَ : أَشْخَصَ " به " وأَشْخَسَ إِذَا " اغْتَابَه " حكاه عنه يَعْقُوبُ وهو مَجَاز . أَشْخَصَ " الرَّامِي " إِذا " جازَ سَهْمُهُ الهَدَفَ " وفي بعض نُسَخِ الصّحاح : الغَرَضَ أَي من أَعْلاه وهو مَجَاز . قال ابنُ عَبَّادٍ : " المُتَشَاخِصُ " : الأَمْرُ " المُخْتَلِف . و " قال أَبو عُبَيْدٍ : المُتَشاخِصُ والمُتَشاخِسُ : الكَلامُ " المُتَفاوِتُ " . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الشُّخُوصُ : ضِدّ الهُبُوط عن ابن دُرَيْدٍ . وشَخَصَ عن قَوْمه : خَرَج مِنهم . وشَخَصَ إِليهم : رَجَعَ . والشّاخِصُ : الَّذِي لا يُغِبُّ الغَزْوَ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد :
" أَمَا تَرَيْنِي اليَوْمَ ثِلْباً شاخِصَا والثِّلْبُ : المُسِنُّ . وفي حديثِ أَبِي أَيُّوب " فَلَم يَزَلْ شاخصاً في سَبيلِ اللهِ " . وفي حديث عُثْمَانَ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه : " إِنّما يَقْصُرُ الصَّلاةَ مَنْ كانَ شاخِصاً أَو بحَضْرَة عَدُوٍّ " أَي مُسَافراً . وتَشْخيص الشَّيْءِ : تَعْيينُهُ . وشْيءٌ مُشَخَّصٌ وهو مَجَاز . وأَشْخَصَ إِليه : تَجَهَّمَهُ وهو مَجَاز وكَذلِكَ قَوْلُهُم : رَمَى فُلاَنٌ بالشَّاخصات . والمَشَاخِصُ : دَنَانِيرُ مُصَوَّرةٌ . وبَنُو شَخِيص كأَمِيرٍ : بُطَيْنٌ قال ابنُ سِيدَه : أَظُنُّهُم انْقَرَضُوا . قلتُ : والشَّخِيصُ : أَخو عَنْزٍ وبَكْرٍ وتَغْلِبَ بَنُو وَائِل بنِ قاسِط . قِيل : إِنَّهُ لَمّا وُلِدَ له الشَّخيصُ خَرَجَ فرَأَى شَخْصاً على بُعْدٍ صَغِيراً فسَمَّاهُ الشَّخِيصَ . قال السُّهَيْليّ : فَهؤُلاءِ الأَرْبَعُ هم قَبَائلُ وَائِل وهُمْ مُعْظَمُ رَبِيعَةً . وشَخْصَانِ : مَوْضِعٌ . قال الحَارِثُ ابنُ حِلِّزَةَ :