الأَجَلُ مُحَرَكَةً : غايَةُ الوَقْتِ في المَوْتِ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " فإذا جاءَ أَجَلُهُم لا يستَأْخِرُونَ ساعَةً ولا يَستَقْدِمُونَ " وهو المُدَّةُ المَضْرُوبَةُ لحَياةِ الإِنْسانِ ويُقالُ : دَنا أَجَلُه : عبارةً عن المَوْتِ وأَصْلُه اسْتِيفاء الأَجَلِ أي هذه الحَياة وقوله : " وبَلَغْنا أَجَلَنا الذي أَجَّلْت لَنا " أي حَدَّ المَوْتِ وقِيلَ : حَدّ الهَرَمِ وقَوْلُه : " ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وأَجَلٌ مُسَمًّى " فالأَوّلُ : البقاءُ في هذه الدُّنْيا والثّاني : البَقاءُ في الآخِرَةِ وقيل : الثّاني : هو ما بَين المَوْتِ إِلى النّشُورِ عن الحَسَنِ وقيلَ : الأَوّلُ للنَّوْمِ والثّاني للمَوتِ إِشارَة إِلى قولِه تَعالى : " اللّهُ يَتَوَفى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والتي لم تَمُتْ في مَنامِها " عن ابنِ عَبّاسٍ رضي اللّه تعالى عَنْهما وقيل : الأَجَلانِ جَمِيعًا المَوْتُ فمِنْهُم من أَجَلُه بِعارِض كالسَّيفِ والغَرَقِ والحَرقِ وكُلِّ مُخالِفٍ وغيرِ ذلك من الأَسْبابِ المَؤَدِّيَةِ للهَلاكِ ومِنْهُم من يُوَقَّى ويُعافي حَتّى يَمُوتَ حَتْفَ أَنْفِه وقِيل : للنّاسِ أَجَلانِ : مِنْهُم من يَمُوتُ عَبطَةً ومِنْهُم مَنْ يَبلُغُ حَدًّاً لم يَجْعَلِ اللّه في طَبِيعَةِ الدُّنْيَا أَنْ يَبقَى أَحَدٌ أَكْثَرَ منه فِيهَا وِإليهما أَشارَ بَقَوْلِه : " ومِنْكُم مَنْ يُتَوَفى ومِنْكم مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ " وقد يُرادُ بالأَجَلِ الإِهْلاكُ وبه فسِّرَ قولُه تَعالَى : " وأَنْ عَسَى أَن يكُونَ قد اقْتَرَبَ أَجَلُهُم " أي إِهْلاكُهم
والأَجَلُ أَيْضًا : غايَةُ الوَقْتِ في حُلُولِ الدَّيْنِ ونحوِه
وأَيْضًا : مُدّةُ الشيء المَضْرُوبَةُ له وهذا هو الأَصْلُ فيهِ ومنه قولُه تَعالى : " أيما الأَجَلَيْنِ قَضَيت " ومِنْه أخِذَ الأجَلُ لِعدَّةِ النِّساءِ بعد الطَّلاقِ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " فإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ " آجالٌ
والتَّأْجِيلُ : تَحْدِيدُ الأَجَلِ وقد أَجَّلَه وفي العُبابِ : التَّأْجِيلُ : ضَربٌ من الأجَل وفي التَّنْزِيل " كتابًا مُؤَّجلا "
وأَجِلَ كفَرِحَ أَجَلاً فهو أَجِلٌ وأَجِيلٌ ككَتِفٍ وأمِيرٍ وفي نُسخَةٍ فهو آجِل : تَأخَّرَ فهو نَقِيض العاجِلِ
واسْتَأْجَلْتُه أي : طَلبتُ منه الأَجَلَ فأَجَّلَني إِلى مُدّةٍ تَأجِيلاً : أي أَخَّرَني
والآجِلَةُ : الآخِرَةُ ضِدّ العاجِلَةِ وهي الدُّنْيَا
والإِجْلُ بالكسرِ : وَجَعٌ في العُنُقِ وقد أَجِلَ الرَّجُلُ كعَلِمَ : نامَ على عُنُقِه فاشْتَكاها
وأَجَلَه مِنْهُ يَأْجِلُه أَجلاً من حَدِّ ضَرَبَ وهذه عن الفارِسِي
وأَجَلَه تَأْجِيلاً وآجَلَه مُؤاجَلَةً : إِذا داواهُ مِنْه أي : من وَجَعِ العُنُقِ قال ابنُ الجَرّاحِ : يُقالُ : بي إِجْلٌ فآجِلُوني أي : داوُوني منه كما يقال : طَنَّيتُه أي : عالَجتُه من الطَّنَى ومرَضْتُه أي : عالَجْتُه من المَرَض
والإِجْلُ : القَطِيعُ من بَقَرِ الوَحش والظِّباءِ آجالٌ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : أجَلْنَ عُيُونَ الآجالِ فأَصبْنَ النُّفُوسَ بالآجال وفي حَدِيث زيادٍ : في يَوْمٍ مَطِيرٍ تَرمَضُ فيه الآجالُ
والأجل بالضم : جَمعُ أجِيلٍ كأَمِيرٍ : للمُتأَخر
وأَيْضًا للمجْتمِعِ من الطِّينِ حَول النَّخْلة ليحتبِسَ فيه الماءُ أَزْدِيَّةٌ
وتَأَجَّل بمعنى اسْتأْجَل كما قِيل : تعَجَّل بمعنى اسْتعْجَل وفي حديثِ مَكْحُولٍ : كُنّا مُرابِطِينَ بالسّاحِلِ فتأَجَّل مُتأَجِّلٌ أي : سَأَل أَنْ يُضْرَبَ له أَجَلٌ ويُؤْذن له في الرُّجُوعِ إِلى أَهْلِه وقال ابنُ هَرمَة :
نصارَى تأَجَّلُ في مفصحٍ ... ببَيداءَ يَومَ سِمِلاّجِها وتأَجَّل الصِّوار : صارَ إِجلاً
وتأَجَّل القومُ : تجَمّعُوا نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ
ويقال : فَعَلْتُه من أَجْلِكَ ومن أَجلاكَ ومن أَخلالِكَ ويُكْسَر في الكُلِّ أي ؛ من جَلَلِكَ وجَرّاكَ قالَ اللّه تَعالَى : " مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبنَا
وأَجلَه يَأجلُه أَجلاً من حَدِّ ضَرَبَ وأَجَّلَه تَأْجِيلاً وآجَلَه : إِذا حَبَسَه وقِيل : مَنَعَه ومنه أَجَّلُوا مالهم : إِذا حَبَسُوه عن المَرعَىوأَجَلَ عَلَيهِمُ الشَّرَّ يَأْجُلُه ويَأْجِلُه من حَدَّي وضَرَبَ أَجلاً : جَنَاه قال خَوّاتُ بنُ جُبَيْرٍ رضي اللّه تَعالَى عَنْه وذُكِرَ في شعْرِ اللُّصُوصِ أَنَّه للخِنَّوْتِ واسْمُه تَوبَةُ بنُ مُضَرسِ بن عُبَيدٍ :
وأَهْلِ خِباءٍ صالِحٍ ذاتُ بَينِهِم ... قَد احْتَرَبُوا في عاجِلٍ أَنا آجِلُهْ أي أَنَا جانِيهِ
أَو أَجَلَ الشّرَ عليهِم : إِذا أَثارَه وهيجَه
وقالَ أَبو زَيْدٍ : أَجَلْتُ عَلَيهِم آجُل أجلاً : جَرَرْتُ جَرِيرَةً وقال أبُو عمرو : جَلَبتُ عليهم وجَرَرْتُ وأَجَلْتُ بمعنًى واحِدٍ
وأَجَلَ لأَهْلِه يَأْجلُ أَجْلاً : كَسَبَ وجَمَعَ وجَلَبَ واحْتالَ عن اللِّحْياني
والمَأْجَلُ كمَقْعَدٍ وهذه عن أبي عَمْرو
وقال غيرُه مثل مُعَظَّمٍ : مُستَنْقَعُ لماءِ هذا تَفْسِيرُ أبي عمرو قال : والجمعُ المَآجِلُ وقال غيرُه : هو شِبهُ حَوضٍ واسِعٍ يُؤَجَّلُ فيه الماءُ ثُمَّ يُفَجَّرُ في الزَّرْعِ وسيأْتِي في مجل أنّ ابنَ الأعرابِي ضَبَطَه بكسرِ الجِيم غيرَ مَهْمُوزٍ وانظره هناك
وقد أَجَّلَه فيه تَأْجِيلاً جَمَعَه فَتَأَجَّلَ أي اسْتَنْقَعَ ويقال : أَجِّلْ لنَخْلِكَ
وعُمَرُ وعُثْمانُ ابْنا أُجَيلٍ كزُبَيرٍ : مُحَدِّثان حَدّثَ عُثْمانُ عن عْتْبَةَ بنِ عَبدٍ السلَمِي
وناعِمُ بنُ أُجَيل الهَمْدانِي : تابِعِي ثِقَةٌ مَولَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي اللّه تَعالَى عنها كان سُبِيَ في الجاهِلِيَّةِ أَدْرَكَ عُثْمانَ وعَلِيًّا رضي اللّه تعالَى عنهما رَوَى عنه كَعْبُ بنُ عَلْقَمَةَ قاله ابن حِبّان . قلتُ : وكان ناعِمٌ هذا أَحدَ الفُقَهاءِ بمِصْرَ مات سنة ثمانِينَ
وأَجَلْ : جَوابٌ كنَعَم وَزْنًا ومَعْنًى وإِنّما لم يَتَعَرَّضْ لضَبطِه لشُهْرَتِه قال الرَضِي في شرح الكافِيَةِ : هي لتَصْدِيقِ الخَبَرِ ولا تَجِيءُ بَعْدَ ما فِيهِ مَعْنَى الطَّلَبِ وهو المَنْقُول عن الزَّمَخْشَرِيِّ وجماعةٍ وفي شرح التَّسهِيلِ : أَجَل : لتَصْدِيقِ الخَبَرِ ماضِيًا أَو غَيرَه مُثْبتًا أو مَنْفِيًّا ولا تجيءُ بعد الاسْتِفْهامِ وقال الأَخْفَشُ : إِنها تَجِيءُ بعدَه إِلاّ أَنَّه أَحْسَنُ منه أي من نَعَم في التَّصْدِيقِ ونَعَم أَحْسَنُ منه في الاسْتِفْهامِ فإِذا قَال : أَنْتَ سَوْفَ تَذْهَبُ قُلْتَ : أَجَلْ وكانَ أَحْسَنَ من نَعَمِ وإِذا قالَ : أَتَذْهَب ؟ قلتَ : نَعَم وكمانَ أحْسَنَ من أَجَلْ وتَحْرِيرُ مَباحِثِه على الوَجْهِ الأَكْمَلِ في المغْنِي وشُرُوحِه
وأَجَلى كجَمَزَى وآخِرُه مُمالٌ : اسمُ جَبَلٍ في شرقِي ذاتِ الإصادِ من الشَّرَبَّةِ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : أَجَلَى هَضباتٌ ثلاثٌ على مَبدأَة النعم من الثُّعْلِ بشاطِئ الجَرِيبِ الذي يَلْقى الثّعْل وهو مَرعًى لهُم معروفٌ قال :
" حَلَّتْ سُليمَى جانِبَ الجَرِيبِ
" بأَجَلَى مَحَلَّةَ الغَرِيبِ
" مَحَلَّ لا دانٍ ولا قرِيبِ وقال الأَصْمَعِيُ : أَجَلَى : بلادٌ طيِّبَةٌ مَرِيئَةٌ تُنْبِتُ الحَلِيَ والصِّليان وأَنْشدَ هذا الرَّجَز وقال السّكَّرِيُّ في شرحِ قوْلِ القتّالِ الكِلابيِّ :
عَفتْ أَجَلَى مِنْ أَهْلِها فقلِيبُها ... إِلى الدَّوْم فالرَّنْقاءِ قفْرا كثِيبُها أَجَلَى : هَضْبَةٌ بأَعْلىِ بلادِ نجْدٍ وقال مُحَمَّدُ بنُ زِيادٍ الأعْرابي : سُئلت ابْنةُ الخُسِّ عن أي البِلادِ أَفْضلُ مَرعًى وأَسْمَن ؟ فقالتْ : خياشِيمُ الحَزْنِ وأَجْواء الصَّمّانِ قِيل لها : ثُمَّ ماذا ؟ فقالت : أُراها أَجَلَى أَنَّى شِئْتَ أي : مَتى شِئْت بعدَ هذا قال : ويُقال : إنَّ أَجَلَى : مَوْضِعٌ في طرِيق البَصْرَةِ إِلى مَكًّة
وأَجْلةُ كدَجْلة : باليَمامَةِ عن الحَفْصِيِّ وضبَطه ياقوت بالكسرِ
والأجَّلُ كقِنَّب وقُبَّر وهذه عن الصّاغاني : ذكر الأَوْعال لُغةٌ في الأيَّلِ قال أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : بعضُ العَرَبِ يَجْعَلُ الياءَ المُشدَّدَة جِيمًا وِإنْ كانت أَيْضًا غير طرَفٍ وأَنْشدَ ابنُ الأَعرابي لأبي النَّجْمِ :
" كأَنَّ في أَذّنابِهِنّ الشُّوَّلِ
" مِنْ عَبَسِ الصَّيفِ قُرونَ الأُجَّلِ ضُبط بالوَجْهَيْنِ ويُروَى أَيْضًا بالياءِ بالكسرِ وبالفتْحِومما يستدرك عليه : الآجِلُ : ضِدُّ العاجِلِ
وماء أجِيل كأمِيرٍ : مجتمِع
وقال اللَّيثُ : الأَجِيلُ : المُؤَجَّلُ إِلى وَقْتٍ وأَنْشدَ :
" وغايَةُ الأَجِيلِ مَهْواةُ الرَّدَى وتأَجَّلت البَهائِمُ : صارَتْ آجالاً قال لبِيد :
والعِينُ ساكِنةٌ على أَطْلائِها ... عُوذًا تأَجَّلُ بالفضاءِ بِهامُها وأَجْل بالكسرِ والفتْحِ : لُغتانِ في أَجَلْ كنعَم وبهما رُوِيَ الحَدِيثُ : أَن تقْتُل وَلدَك أِجْل أَنْ يَأْكُل مَعَك وبالكسرِ قُرِئ أَيْضًا قوْلُه تعالى : " مِنْ إِجْلِ ذلِكَ " وقد يُعَدَّى بغيرِ مِنْ كقولِ عَدِيِّ بنِ زيْدٍ :
" أَجْلَ أَنَّ اللّه قدْ فضَّلكُم والتَّأَجُّلُ : الإِقْبالُ والإِدْبارُ
والأَجْلُ : الضِّيقُ
وَضَعَهُ منْ يَدِهِ يَضَعُه بفَتْحِ ضادِهِما وَضْعاً بالفَتْحِ ومَوْضِعاً كمَجْلِسٍ ويُفْتَحُ ضادُه وهذه عن الفَرّاءِ كما في العُبابِ و الّذِي يَقْتَضِيهِ نَصُّ الصِّحاحِ : أنَّ المَوْضَعَ بالفَتْحِ لُغَةٌ في المَوْضِعِ بالكَسْرِ في مَعْنَى اسْمِ المَكَانِ وقالَ : سَمِعَها الفَرّاءُ وفي اللِّسانِ : المَواضِعُ مَعْرُوفةٌ واحِدُها مَوْضِعٌ بالفَتْحِ الأخير نادِرٌ لأنَّه ليسَ في الكَلامِ مَفْعلٌ ممّا فاؤُه واوٌ اسْماً لا مَصْدَراً إلا هذا فأمَّا مَوْهَبٌ ومَوْرَقٌ فللعَلَمِيَّةِ وأمّا : ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ ففَتَحُوهُ إذ كانَ اسْماً مَوْضُوعاً لَيْسَ بمَصْدَرٍ ولا مَكَانٍ وإنَّمَا هُوَ مَعْدُولٌ عن واحِدٍ هذا كُلُّه قَوْلُ سِيَبَوَيْهِ فتأمَّلْ ذلكَ
ومَوْضُوعاً وهُوَ مِثْلُ المَعْقُولِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ولَهُ نَظائِرُ تَقَدَّمَ بَعْضُها والمَعْنَى : ألْقَاهُ منْ يَدِهِ وحَطَّهُ
ووَضَعَ عَنْهُ وَضْعاً : حَطَّ منْ قَدْرِهِ
ووَضَعَ عنْ غَرِيمهِ وَضْعاً أي : نَقَصَ ممّا لَهُ عَلَيْهِ شَيئاً ومنه الحديثُ : منْ أنْظَرَ مُعْسِراً أوْ وَضَعَ لَهُ : أظَلَّهُ اللهُ تحتَ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه
وقالَ أبو زَيدٍ : وَضَعَتِ الإبِلُ تَضَعُ وَضِيعَةً : رَعَتِ الحَمْضَ حَوْلَ الماءِ ولمْ تَبْرَحْ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كأوْضَعَتْ وهذهِ عن ابنِ عَبّادٍ فهِيَ واضِعَةٌ هُوَ نَصُّ أبي زيْدٍ وزادَ غَيْرُه : وواضِعٌ ومُوضِعَةٌ زادَهما صاحِبُ المُحِيطِ قالَ أبو زَيْدٍ : وكذلكَ وضَعْتُها أنا أي : ألْزَمْتُها المَرْعَى فهِيَ مَوْضُوعَةٌ قالَ الجَوْهَرِيُّ : يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى وأغْفَلَه المُصَنِّف تَقْصِيراً وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ قَولَ الشّاعِرِ :
رَأى صاحِبِي في العَادِياتِ نَجِيبَةً ... وأمْثَالَها في الواضِعاتِ القَوَامِسِ هُوَ جَمْعُ واضِعَةٍ
ومن المَجَازِ : وضَعَ فُلانٌ نَفْسَهُ وضْعاً ووُضُوعاً بالضَّمِّ وَضَعَةً بالفَتْحِ وضِعَةً قَبيحَةً بالكَسْرِ وهذهِ عنِ اللِّحْيَانِيِّ : أذَلَّهَا
والضَّعَةُ بالفَتْحِ والكَسْرِ : خلافُ الرِّفْعَةِ في القَدْرِ والأصْلُ وِضْعَةٌ حذَفُوا فاءَ الكَلِمَةِ على القِياسِ كما حُذِفَتْ من عِدَةٍ وزِنَةٍ ثمّ إنَّهُم عَدَلُوا بها عنْ فِعْلَةٍ فأقَرُّوا الحَذْفَ على حالِه وإنْ زالتِ الكَسْرَةُ الّتِي كانَتْ مُوجِبَةً له فقالُوا : الضَّعَةُ فتدَرَجُّوا بالضِّعَةِ إلى الضَّعَةِ وهِيَ وضْعَةٌ كجَفْنَةٍ وقَصْعَةٍ لا لأنَّ الفاءَ فُتِحَتْ لأجْلِ الحَرْفِ الحَلْقِيِّ كما ذهبَ إليْهِ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيدَ
ومن المَجَازِ : وضَعَ عُنُقَه : إذا ضَرَبَها كأنَّهُ وضَعَ السَّيْفَ بها ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ في النّوادِرِ : وَضَعَ أكْثَرَه شَعْراً ضَرَبَ عُنُقَه
ووضَعَ الجِنَايَةَ عنْهُ وَضْعاً : أسْقَطَها عَنْهُ وكذلكَ الدَّيْنَ
وواضِعٌ : مِخْلافٌ باليَمَنِ
والوَاضِعَةُ : الرَّوضَةُ عن أبي عَمْروٍ
والوَاضِعَةُ : الّتِي تَرْعى الضَّعَةَ : اسمٌ لشَجَرٍ منَ الحَمْضِ هذا إذا جَعَلْتَ الهاءَ عِوَضاً عن الواوِ الذّاهِبَةِ منْ أوَّلِها فأمَّا إنْ كانَتْ منْ آخِرِهَا وهُوَ قَوْلُ اللَّيثِ فهِيَ منْ بابِ المُعْتَلِّ وسَيُذْكَرُ في مَوْضِعِه إنْ شاءَ اللهُ تعالى قالَ أعْرَابِيٌّ يَصِفُ رَجُلاً شَهْوانَ للَحْمِ :
" يَتُوقُ باللَّيْلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ
" تَثَاؤُبَ الذِّئبِ إلى جَنْبِ الضَّعَهْ وقالَ الدَيَنَوَرِيُّ : قالَ أبو عَمْروٍ : الضَّعَةُ نَبْتٌ كالثُّمامِ وهي أرَقُّ منْهُ قال : وتَقُولُ العَرَبُ : السَّبْطُ : خَبِيصُ الإبِلِ والحَلِيُّ مِثْله والضَّعَةُ مِثْلُه وكذلكَ السَّخْبَرُ وقالَ أبو زِيادٍ : منَ الشَّجَرِ : الضَّعَةُ يَنْبُتُ على نَبْتِ الثُّمامِ وطُولِه وعَرْضِهِ وإذا يَبِسَتِ ابْيَضَّتْ وهي أرَقُّ عِيداناً وأعْجَبُ إلى المالِ منَ الثُّمامِ ولها ثَمَرَةٌ حَبٌّ أسْوَدُ قَليلٌ قالَ : والضَّعَةُ يَنْبُتُ في السَّهْلِ وفي الجَبَلِ وفي بَعْضِ النُّسَخِ هُنَا زِيادَةٌ أي النَّبْت بعدَ قَوْلِه الحَمْض وهي غَيرٌ مُحْتاجٍ إليْهَا
والوَاضِعَةُ : المَرْأَةُ الفاجِرَةُ عن ابنِ عبادٍ
ويُقَالُ : في الحَجَرِ أو اللَّبنِ إذا بُنِيَ بهِ : ضَعِ اللّبِنَةَ غَيْرَ هذه الوَضْعَةِ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ والضَّعَةِ بالفَتْحِ كُلُّه بمعْنىً كما في الصِّحاحِ قالَ : والهاءُ في الضَّعَةِ عِوَضٌ منَ الواوِ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : وَضَعَ البَعِيرُ حَكَمَتَه وضْعاً ومَوْضُوعاً : إذا طاشَ رَأْسُه وأسْرَعَ هكذا في النُّسَخِ ومِثْلُه في العُبابِ والصَّوابُ : طامَن رَأْسَهُ وأسْرَعَ كما في اللِّسانِ وحكَمَتُه مُحَرَّكَةً : ذَقَنُه ولَحْيُه قالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الإبِلَ :
وهُنَّ سِمامٌ واضِعٌ حَكَماتِه ... مُخَوِّيَةٌ أعْجَازُه وكَراكِرُه ووضَعَتِ المَرْأَةُ حَمْلَها وُضْعاً وتُضْعاً بضَمِّهِمَا الأخِيرَةُ على البَدَلِ وتُفْتَحُ الأُولَى : وَلَدَتْهُ وعلى الفَتْحِ في مَعْنَى الوِلادَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ
ويُقَالُ : وضَعَتْ وُضْعاً وتُضْعاً بضَمِّهِمَا وتُضُعاً بضَمَّتَيْنِ : إذا حَمَلَتْ في آخِرِ طُهْرِهَا وقيلَ : حَمَلَتْ على حَيْضٍ وقيلَ : في مُقْبَلِ الحَيْضَةِ كما في الصِّحاحِ : في آخِرِ طُهْرِهَا منْ مُقْبَلِ الحَيْضَةِ فهِيَ واضِعٌ عن ابنِ السِّكِّيتِ وأنْشَدَ قَوْلَ الرّجِزِ :
" تَقُولُ والجُرْدانُ فيها مُكْتَنِعْ
" أما تَخافُ حَبَلاً على تُضُعْ وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : الوُضْعُ : الحَمْلُ قَبْلَ الحَيْضِ والتُّضْعُ : في آخِره قالتْ أُمُّ تَأبَّطَ شَرّاً تَرْثِيه : واللهِ ما حَمَلْتُه وُضْعاً ولا وَضعْتُه يَتْناً ولا أرْضعْتُه غَيْلاً ولا أبَتُّه تَئقاً وزادَ ابنُ الأعْرَابِيّ : ولا سَقَيْتُه هُدَبِداً ولا أنمتُه ثئِداً ولا أطْعَمْتُه قَبْلَ رِئةٍ كَبِداًومن المَجَازِ : وضَعَت النّاقَةُ وَضْعاً ومَوْضُوعاً : أسْرَعَتْ في سَيْرِهَا والوَضْعُ : أهْوَنُ سَيْرِ الدَّوَابِّ وقيلَ : هُوَ ضَرْبٌ منْ سَيْرِ الإبِلِ دُونَ الشَّدِّ وقيل : هُوَ فَوقَ الخَببِ قالَ الأزْهَرِيُّ : ويُقَالُ : وضَعَ الرَّجُلُ إذا عَدَا وأنْشَدَ لدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة في يوم هَوَازِنَ :
" يا لَيْتَنِي فيها جَذَعْ
" أخُبُّ فيهَا وأضَعْ
" أقُودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ
" كأنَّها شاةٌ صَدَعْ أخُبُّ : منَ الخَبَبِ وأضَعُ : منَ الوَضْعِ كأوْضَعَتْ إيضاعاً قالَ : الأزْهَرِيُّ : والوَضْعُ : نَحْوُ الرَّقصانِ وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ عن أبي زَيدٍ : وضَعَ البَعِيرُ : إذا عدا وأوْضَعْتُه أنا : إذا حَمَلْتَهُ على العَدْوِ وقالَ اللَّيثُ : الدّابَّةُ تَضَعُ السَّيْرَ وضْعاً وهُوَ سَيْرٌ دُونٌ ومنْهُ قوْلُه تعالى : ولأوْضَعُوا خِلالَكُم وأنْشَدَ :
بماذا تَرُدِّينَاً امْرَءًا جاءَ لا يَرَى ... كَوُدِّكِ وُدّاً قدْ أكَلَّ وأوْضَعَا قالَ الأزْهَرِيُّ : وقَوْلُ اللَّيثِ : الوَضْعُ : سَيْرٌ دُونٌ لَيْسَ بصَحيحٍ الوَضْعُ : هُو العَدْوُ واعْتَبَرَ اللَّيثُ اللَّفْظَ ولمْ يَعْرِفْ كَلامَ العَرَبِ وقالَ أبو عُبَيدٍ : الإيضاعُ : سَيْرٌ مِثْلُ الخَبَبِ وقالَ الفَرّاءُ : الإيضاعُ : السَّيْرُ بينَ القَوْمِ
ومن المَجَازِ : وُضِعَ في تِجارَتِه وَضْعاً وضَعَةً بالفَتْحِ وضِعَةً بالكَسْرِ ووَضِيعَةً كعُنِيَ : خَسِرَ فيها ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن اليَزِيديِّ
وقالَ ابنُ دُرَيدٍ : وَضِعَ يَوْضَعُ كوَجِلَ يَوْجَلُ لُغَةٌ فيها وصِيغَةُ مالَمْ يُسَمَّ فاعِلُه أكْثَرُ وبهما رُوِيَ قَوْلُ الشّاعِرِ :
" فكانَ ما رَبِحْتُ وَسْطَ الغَثْيَرَةْ
" وفي الزِّحامِ أنْ وُضِعْتُ عَشَرَهْ وأُوضِعَ في مَالِهِ وتِجارَتِه بالضَّمِّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن اليزيديِّ وكذلكَ وُضِعَ : غُبِنَ وخَسِرَ فيها وكذلكَ وُكِسَ وأُوكِسَ وهُوَ مَوْضُوعٌ فيها نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ وفي حديثِ شُرَيحٍ : الوَضِيعَةُ على المالِ والرِّبْحُ على ما اصْطَلَحا عليه يعني أنَّ الخَسَارَةَ منْ رَأْسِ المالِ
وقالَ الفَرّاءُ : المَوْضُوعَةُ منَ الإبِلِ : الّتِي تَرَكَهَا رِعَاؤُها وانْقَلَبُوا باللَّيْلِ ثُمَّ أنْفَشُوها نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
ومَوْضُوعٌ : ع في قَوْلِ حَسّانٍ رضي الله عنه :
لَقَدْ أتَى عن بَنِي الجَرْبَاءِ قَوْلُهُمُ ... ودُونَهُمْ قُفُّ جُمْدانٍ فمَوْضُوعُ ودَارَةُ مَوْضُوعٍ : من داراتِ العَرَبِ قالَ الحُصَيْنُ بنُ حُمامٍ المُرِّيُّ :
جَزَى اللهُ أفْنَاءَ العَشِيرَةِ كُلَّهَا ... بِدَارَةِ مَوْضُوعٍ عُقُوقاً ومَأْثَما ودارَةُ المَواضِيعِ : بالمَضْجَعِ لعَبْدِ اللهِ بنِ كلابٍ
ولِوَى الوَضِيعَةِ : رَمْلَةٌ قالَ لَبِيدٌ رضي الله عنه :
وَلَدَتْ بَنُو حُرْثَانَ فَرْخَ مُحَرِّقٍ ... بِلِوَى الوَضِيعَةِ مُرْخِي الأطْنَابِ كُلُّ ذلكَ مَوَاضِعُ مَعْرُوفَةٌ في بِلادِ العَرَبِ
وقالَ الفَرّاءُ : يُقَالُ : لَهُ في قَلْبِي مَوْضِعَةٌ ومَوْقِعَةٌ بالكَسْرِ فيهمَا أي : مَحَبَّةٌ
ومن المَجَازِ : الأحاديثُ المَوْضُوعَةُ هي المُخْتَلَقَةُ الّتِي وُضِعَتْ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وافْتُرِيتْ عليْهِ وقد وَضَعَ الشَّيءَ وَضْعاً : اخْتَلَقَهُ
ومن المَجَازِ : في حَسَبِه ضَعَةٌ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ أي : انْحِطاطٌ ولُؤْمٌ وخِسَّةٌ ودَنَاءَةٌ والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ . وحَكَى ابنُ بَرِّيٍّ عن سِيبَوَيْهِ وقالُوا : الضِّعَةِ كما قالُوا : الرِّفْعَةَ أي حَمَلُوهُ على نَقِيضِه فكَسَرُوا أوَّلَه وقالَ ابنُ الأثِيرِ : الضَّعِةُ : الذُّلُّ والهَوَانُ والدَّناءَةُ وفي اللِّسانِ : وقَصَرَ ابنُ الأعْرَابِيِّ الضِّعَةَ بالكَسْرِ على الحَسَبِ وبالفَتْحِ على الشَّجَرِ الّذِي سَبَقَ ذِكْرُهن وقَدْ وَضُعَ ككَرُمَ ضَعَةً بالفَتْحِ ويُكْسَرُ ووَضاعَةً فهُوَ وَضِيعٌ واتَّضَعَ كِلاهُمَا : صارَ وَضِيعاً أي : دَنِيئاً ووضَعَهُ غَيْرُهُ وَضْعاً ووَضَّعَه تَوْضِيعاًوالضَّعَةُ : شَجَرٌ منَ الحَمْضِ أو نَبْتٌ كالثُّمامِ وقد تقدَّمَ تَحْقِيقُ ذلكَ قَرِيباً وذكْرُهُ ثانِياً تَكْرَارٌ
والوَضِيعُ : ضَدُّ الشَّرِيفِ وهُوَ المَحْطُوطُ القَدْرِ الدَّنِيءُ
والوَضِيعُ : الوَدِيعَةُ يُقَالُ : وَضَعْتُ عِنْدَ فُلانٍ وَضِيعاً أي : استْوَدْعْتُه وَدِيعَةً
والوَضِيعُ : أنْ يُؤْخَذُ التَّمْرُ قَبْلَ أنْ يَيْبَسَ فيُوضَعَ في الجِرَارِ أو في الجَرِينِ ويُقَالُ : هُوَ البُسْرُ الّذِي لمْ يَبْلُغْ كُلَّه فيُوضَعَ في الجِرَارِ
والوَضِيعَةُ : الحَمْضُ عن ابْنِ الأعْرابِيِّ وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : يُقَالُ : هم أصْحابُ وَضِيعَةٍ أي : أصْحَابُ حَمْضٍ مُقِيمُونَ لا يَخْرُجُونَ منْهُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً
وقالَ أبو سَعِيدٍ الوَضِيعَةُ الحَطِيطَةُ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : الوَضِيعَةُ الإبِلُ النّازِعَةُ إلى الخُلَّةِ
وقالَ غَيْرُه : الوَضِيعَةُ ما يَأْخُذُهُ السّلْطانُ من الخَراجِ والعُشُورِ جَمْعُه الوَضائِعُ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الوَضِيعَةُ : الدَّعِيُّ وقدْ وَضُعَ ككَرُمَ وَضَاعَةً
والوَضِيعَةُ : كِتَابٌ تُكْتَبُ فيهِ الحِكْمَةُ ج : وَضائِعُ وفي الحديثِ : إنَّه نَبِيٌّ وإنَّ اسْمَهُ وصُورَتَه في الوَضائِعِ وقالَ الهَرَوِيُّ : ولمْ أسْمَعْ لهاتَيْنِ يَعْنِي هذه ووَضائِعَ المِلْكِ الآتِي ذِكْرُها بواحِدٍ كذا في الغَرِيبَيْنِ
والوَضِيعَةُ : حِنْطَةٌ تُدَقُّ فيُصَبُّ عَلَيْهَا السَّمْنُ فتُؤْكَلُ
وفي اللِّسانِ والمُحِيطِ : الوَضِيعَةُ : أسْمَاءُ قَوْمٍ منَ الجُنْدِ تُجْعَلُ إسْمَاؤُهُم في كُورَة لا يَغزُونَ مِنْهَا
والوَضِيعَةُ أيْضاً : واحِدَةُ الوَضائِعِ لأثْقَالِ القَوْمِ يُقَالُ : أيْنَ خَلَّفُوا وَضَائِعَهُم
قالَ الأزْهَرِيُّ : وأما الوَضائِعُ الّذِينَ وَضَعَهُم كِسْرَى فهُمْ شِبْهُ الرَّهائِنِ كانَ يَرْتَهِنُهُمْ ويُنْزِلُهُم بَعْضَ بِلادِه وقالَ غَيْرُه : الوَضِيعَةُ والوَضَائِعُ : قَوْمٌ كانَ كِسْرَى يَنْقُلُهُم من أرْضِهِمْ فيُسْكِنَهُمْ أرْضاً أُخْرَى حتى يَصِيرُوا بها وَضِيعَةً أبداً وهُمُ الشِّحَنُ والمَسَالِحُ
ووَضائِعُ المِلْكِ بكسرِ المِيمِ جاءَ ذِكْرُه في الحديثِ وهُوَ حديثُ طَهْفَةَ بنِ أبي زُهَيْرٍ النَّهْدِيِّ رضي الله عنه ونَصُّه : لكُمْ يا بَنِي نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْكِ ووَضائِعُ المِلْكِ أي : ما وُضِعَ عَلَيْهِمْ في مِلْكِهِمْ منَ الزَّكَواتِ أي : لَكُمْ الوَظَائِفُ الّتِي نُوَظِّفُهَا على المُسْلِمِينَ في المِلْكِ لا نَزِيدُ عَلَيْكُمْ فِيهَا شَيْئاً وقيلَ : مَعْنَاهُ ما كانَ مُلُوكُ الجَاهِلِيَّةِ يُوَظِّفُونَ على رَعِيَّتِهِمْ ويَسْتأْثِرُونَ بهِ في الحُرُوبِ وغَيْرِهَا منَ المَغْنَمِ أي : لا نأْخُذُ مِنْكُم ما كانَ مُلُوكُكُمْ وَظَّفُوهُ عَلَيْكُمْ بَلْ هُوَ لكُمْ
ومن المَجَازِ قَوْلُهُ تعالى : ولأوْضَعُوَا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ أي : حَمَلُوا رِكَابَهُمْ على العَدْوِ السَّرِيعِ قالَ الصّاغَانِيُّ : ومنه الحديثُ : وأوْضَعَ في وادِي مُحَسِّرٍ وفي حديثٍ آخَرَ : عَلَيْكُم بالسَّكِينَةِ فإنَّ البِرَّ لَيْسَ بالإيضاعِ وقالَ الأزْهَرِيُّ : نَقْلاً عنِ الفَرّاءِ في تَفْسِيرِ هذه الآيَةِ : الإيضاعُ : السَّيْرُ بينَ القَوْمِ وقالَ : العَرَبُ تَقُولُ : أوْضَعَ الرّاكِبُ ووَضَعَتِ النّاقَةُ ورُبَّما قالُوا للرّاكِبِ : وَضَعَ وقيلَ : لأوْضَعُوا خِلالَكُم أي : أوْضَعُوا مَرَاكِبَهُم خِلالَكُم
والتَّوْضِيعُ : خِياطَةُ الجُبَّةِ بَعْدَ وَضْعِ القُطْنِ فيها نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقدْ وَضَّعَ الخائِطُ القُطْنَ على الثَّوْبِ : نَضَّدَهُ
والتَّوْضِيعُ : رَثْدُ النَّعامِ بَيْضَها ونَضْدُهَا لَهُ أي : وَضْعُ بَعْضِهِ فَوْقَ بَعْضٍ وهُوَ بَيْضٌ مُوَضَّعٌ : مُنَضَّدٌ
والمُوَضَّعُ كمُعَظَّمٍ : المُكَسَّرُ المُقَطَّعُ كما في التَّكْمِلَةِوالمُوَضَّعُ أيْضاً : هُوَ الرَّجُلُ المُطَرَّحُ غَيْرُ مُسْتَحْكِمِ الخَلْقِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ زادَ الصّاغَانِيُّ كالمُخَنَّثِ ويُقَالُ : في فُلانٍ تَوْضِيعٌ أي : تَخْنِيثٌ وقالَ إسماعِيلُ بنُ أُمَيَّةَ : إنَّ رَجُلاً منْ خُزاعَةَ يُقَالُ لهُ : هِيتٌ كانَ فيهِ تَوْضِيعٌ أو تَخْنِيثٌ وهو مُوَضَّعٌ : إذا كانَ مُخَنَّثَاً وفي الأساسِ : في كَلامِهِ تَوْضِيعٌ أي : تَخْنِيثٌ وهو مجازٌ منْ وَضَّعَ الشَّجَرَةَ : إذا هَصَرَها
ومِنَ المجازِ : تَوَاضَعَ الرَّجُلُ : إذا تَذَلَّلَ وقيلَ : ذَلَّ وتَخاشَعَ وهُوَ مُطَاوِعُ وَضَعَه يَضَعُهُ ضَعَةً ووَضِيعَةً . ومن المجاز : تَوَاضَعَ ما بَيْننَا أَي : بَعُدَ ويُقالُ : إِنَّ بَلَدَكُم مُتَواضِعٌ عنَّا كما يُقالُ : مُتَراخٍ وقال الأصْمَعِيُّ : هو المُتَخاشِعُ مِنْ بُعدِه تراهُ من بَعِيدٍ لاصِقاً بالأرْضِ قال ذُو الرُّمَّةِ :
فَدَعْ ذا ولكِنْ رُبَّ وَجْناءَ عِرْمِسٍ ... دَوَاءٍ لغَوْلِ النّازِحِ المُتَوَاضِعِ والاتِّضاعُ : أَن تخْفِضَ رَأْسَ البَعِير لِتَضَعَ قَدَمَكَ على عُنُقِه فتَرْكَبَ كما في الصحاح وهذا إذا كان قائِماً وأنشد للكميت :
إِذا اتَّضَعُونا كارِهِينَ لِبِيْعَةٍ ... أناخُوالأُخْرَى والأَزِمَّةُ تُجْذَبُ قلت : فجعل اتَّضضعَ مُتَعَدِّياً ومِثْلُه أيضاً قولُ رُؤُبةَ :
" أعانَكَ اللهُ فَخَفَّ أَثْقَلُهْ
" عَلَيْكَ مَأْجُوراً وأَنْتَ جَملُهْ وقد يكونُ لازِماً يُقالُ : وَضَعْتُه فاتَّضَعَ وقدْ تقدم . والمُوَاضَعَةُ : المُرَاهَنََةُ وهو مجاز ومنه الحديث : " جِئْتُ لأواضِعَكَ الرِّهَانَ " . والمُوَاضَعَةُ : مُتَارَكَةُ البَيْعِ . والمُوَاضَعَةُ : المُوافَقَةُ في الأمر على شيء تناظرُ فيه . ويقالُ : هلُمَّ أُواضِعْكَ الرأي أي : أطلعكَ على رَأْيي وتُطْلِعْنِي على رأَيكَ
وقال أبو سعيد : اسْتَوْضَعَ منه أي استَحَطَّ قال جريرٌ :
كانُوا كمُشْتَرِكينَ لمّا بايَعُوا ... خَسِرُوا وشَفَّ عَلَيْهِمُ واسْتُوضِعُوا ومما يستدرك عليه : المَوْضَعَةُ : لُغَةٌ في المَوْضِعِ حَكاهُ اللحياني عن العرب قال ويقال : ارْزُنْ في مَوضعِكَ ومَوْضَعَتِك . وإنه لحسنُ الوِضْعَةِ أي : الوَضْعِ . والوَضْعُ أيضاً : المَوْضُوعُ سُمِّيَ بالمَصْدَرِ والجَمْعُ : أَوْضاعٌ . ورَفَعَ السلاحَ ثمَّ وَضَعَهُ أي : ضَرَب به وقول سديفٍ :
فَضَعِ السَّيْفَ وارْفَعِ السوطَ حتى ... لا ترى فوق ظهرِها أُمَوِيَّا أي ضَعْه في المَضْرُوبِ به . ويقال : وَضَعَ يده في الطعام : إذا أكَلَه وهو كِنَايَةٌ ومنهُ حديث عُمَرَ رضي الله عنه " أَنَّه وَضَعَ يدهُ في كُشْيَةِ ضَبٍّ وقال : إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمْ يُحَرِّمْه ولكن قَذَّرَهُ " . ودَيْنٌ وَضِيعٌ : مَوْضُوعٌ عن ابن الأعرابي وأنشد لجميلٍ :
فإنْ غَلَبَتْكِ النَّفْسُ إلا وُرُودَهُ ... فدَيْنِي إِذَنْ يا بَثْنَ عَنْكِ وَضِيعُ ووَضَعَ الجزيَةَ : أسقَطَها وكذا الحَرْب . وفي الحديث : " ويَضَعُ العلَمَ " أي يهدِمُه ويُلْصِقُه بالأرض . واسْتَوْضَعَهُ في دَيْنِه : اسْتَرْفَقهُ . ووَضَعَ كما تَضَعُ الشاةَ : أَرادَ النَّجْوَ
وإذا عاكَمَ الرَّجُلُ صاحبه الأَعْدَالَ يقُولُ أحدهما لصاحبه : واضعْ أي : أَمِلِ العِدْلَ معناه : مُدَّه على المِرْبَعَةِ التي يَحْمِلانِ العِدْلَ بها فإذا أمرهُ بالرَّبْع قال : رابِعْ قالَ الأزهري : وهذا من كلام العرب إذا اعْتَكَمُوا
ورجلٌ وضّاعٌ : كَذّابٌ مُفْتَرٍ . وتَوَاضَعَ القَوْمُ على الشيء : اتَّفَقُوا عليه . ويقال : دخَلَ فلانٌ أمراً فوَضَعَهُ دُخُوله فيه فاتَّضَعَ . وتَوَاضَعَتِ الأرضُ : انْخَفَضَتْ عما يَلِيها وهو مجازٌ . ووَضَعَ السَّرَابُ على الآكامِ : لَمَعَ وسارَ قال ابن مُقْبِلٍ :
وهَلْ عَلِمْتِ إذا لاذَ الظّبَاءُ وقَدْ ... ظَلَّ السَّرَابُ على حِزّانِهِ يَضَعُ وبَعِيرٌ حَسَنُ المَوْضُوعِ وأنشد الجوهري لطرفة :
مَوْضُوعُها زَوْلٌ ومَرْفُوعُها ... كمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيحْ وقد تقدَّم في ر ف ع أن صواب إنشاده :
" مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَوْضُوعُهَاوأوْضَعَه إيضاعاً : حَمله على السَّيرِ رواه المنْذري عن أبي الهيثم . والمُوضِعُ : المُسْرِعُ . وأَوضَعَ بالرّاكِبِ : حمله على أن يُوضِعَ مَرْكُوبَه . وإذا طَرَأَ علَيْهِم راكِبٌ قالوا : من أيْنَ أَوْضَعَ ؟ وأنكره أبو الهيثم وقال : الكلامُ الجَيِّدُ : من أين أوْضَحَ الرّاكِبُ ؟ أي من أَينَ أنشَأَ ولَيْسَ من الإيضاعِ في شيء وصَوَّبَ الأزهري قول أبي الهيثم ووَضَعَ الشيءَ في المَكانِ : أَثْبَتَه فيه . ووَضَعَتِ المَرْأَةُ خِمارَها وهي واضِعٌ : لا خِمَارَ علَيْهَا وهو مَجازٌ . ووَضَعَ يَدَهُ عن فلانٍ : كَفَّ عَنْهُ ومِنْهُ الحديثُ : " إن الله وَاضِعٌ يدَهُ لمُسِيءِ اللَّيْلِ " أي : لا يُعَاجِلُهُ بالعُقُوبَةِ واللامُ بمعنَى عن
ووَضَّعَ البانِي الحَجَرَ تَوْضِيعاً : نَضَّدَ بَعْضَهُ على بعْضٍ . وقال ابنُ بَرِّيّ : والأَوْضَعُ : مِثْلُ الأَرْسَحِ والجَمِيعُ : وُضْعٌ بالضم وأنشدَ :
" حَتَّى تَرُوحُوا ساقِطِي المَآزِرِ
" وُضْعَ الفِقاحِ نُشَّزَ الخَوَاصِرِ والوَضِيعَةُ : الوَديعَةُ
والمُوضِّعُ كمُحَدِّثٍ : الذي تَزِلُّ رِجْلُه ويُفْرَشُ وظيفُه ثم يَتْبَعُ ذلك ما فَوْقَه من خَلْفِه وخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بذلك الفَرَسَ وقال : وهو عَيْبٌ . وفلانٌ لا يَضَعُ العَصَا عنْ عاتِقِهِ أَي : ضَرّابٌ للنِّساءِ أو كَثِيرُ الأَسْفَارِ وهو مجازٌ
وقال ابن الأعرابي : تقول العربُ : أَوْضِعْ بِنَا وأَمْلِكْ الإيضاعُ بالحَمْضِ والإِمْلاكُ في الخُلَّةِ . قال : وبَيْنَهُمْ وِضَاعٌ أي : مُرَاهَنَةٌ . ووَضَعَ أَكْثَرَهُ شَعَراً : ضَرَب عُنُقَهُ عن اللحيانيِّ . وتَكَلَّمَ بمَوْضُوع الكلام ومَخْفُوضِهِ أي : ما أَضْمَرَهُ ولم يتَكَلَّمْ بهِ
ويقال : هو من وَضَاعِ اللغةِ والصناعَةِ وهو مجازٌ . ووَضَعَ الشَّجَرَةَ : هَصَرَهَا
وهو كَثِيرُ الوَضَائِعِ : أي : الخَسَاراتِ
وجَمَلٌ عارِفُ المُوَضَّعِ أي : يَعْرِفُ التَّوْضِيعَ لأنَّه ذَلُولٌ فيضَعُ عِنْدَ الرُّكُوبِ رَأْسَه وعُنُقَه