معنى أروى غليله في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
قال ابن سيده في معتل الأَلف رُواوةُ موضع من قِبَل
بلاد بني مُزَيْنةَ قال كثير عزة وغَيَّرَ آياتٍ بِبُرْقِ رُواوةٍ تَنائِي
اللَّيالي والمَدَى المُتَطاوِلُ وقال في معتل الياء رَوِيَ من الماء بالكسر ومن
اللَّبَن يَرْوَى رَيّاً ورِوىً أَيضاً مثل رِضاً وتَ
قال ابن سيده في معتل الأَلف رُواوةُ موضع من قِبَل
بلاد بني مُزَيْنةَ قال كثير عزة وغَيَّرَ آياتٍ بِبُرْقِ رُواوةٍ تَنائِي
اللَّيالي والمَدَى المُتَطاوِلُ وقال في معتل الياء رَوِيَ من الماء بالكسر ومن
اللَّبَن يَرْوَى رَيّاً ورِوىً أَيضاً مثل رِضاً وتَرَوَّى وارْتَوَى كله بمعنى
والاسم الرِّيُّ أَيضاً وقد أَرْواني ويقال للناقة الغزيرة هي تُرْوِي الصَّبِيَّ
لأَنه يَنام أَول الليلِ فأَراد أَنّ دِرَّتها تَعْجَلُ قبلَ نَوْمِه والرَّيَّانُ
ضدّ العَطْشان ورجل رَيّانُ وامرأَة رَيَّا مِن قوم رِواءٍ قال ابن سيده وأَمّا
رَيَّا التي يُظنّ بها أَنها من أَسماء النساء فإِنه صفة على نحو الحَرث والعَباسِ
وإِن لم يكن فيها اللام اتخذوا صحة الياء بدلاً من اللام ولو كانت على نحو زيد من
العلمية لكانت رَوَّى من رَوِيت وكان أَصلها رَوْيا فقلبت الياء واواً لأَن فَعْلى
إِذا كانت اسماً وأَلفها ياء قلبت إِلى الواو كتَقْوَى وشرْوَى وإِن كانت صفة صحت
الياء فيها كصَدْيا وخَزْيا قال ابن سيده هذا كلام سيبويه وزدته بياناً الجوهري
المرأَة رَيَّا ولم تُبدل من الياء واو لأَنها صفة وإِنما يُبدلون الياء في
فَعْلَى إِذا كانت اسماً والياء موضع اللام كقولك شَرْوَى هذا الثوبِ وإِنما هو من
شَرَيْت وتَقْوَى وإِنما هو من التَّقِيَّة وإِن كانت صفة تركوها على أَصلها قالوا
امرأَة خَزْيا ورَيَّا ولو كانت اسماً لكانت رَوَّى لأَنك كنت تبدل الأَلف واواً
موضع اللام وتترك الواو التي هي عين فَعْلَى على الأَصل وقول أَبي النجم واهاً
لِرَيَّا ثُمَّ واهاً واها إِنما أَخرجه على الصفة ويقال شَرِبْت شُرْباً رَوِيّاً
ابن سيده ورَوِيَ النَّبْتُ وتَرَوَّى تَنَعَّم ونَبْتٌ رَيّانُ وشَجر رِواءٌ قال
الأَعشى طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ
تَنْعَبُ وماء رَوِيٌّ ورِوىً ورَواءٌ كثير مُرْوٍ قال تَبَشّرِي بالرِّفْهِ
والماءِ الرِّوَى وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى وقال الحطيئة أَرَى إِبِلِي
بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ وأَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّواءُ وماءٌ رَواء ممدود
مفتوح الراء أَي عَذْبٌ وأَنشد ابن بري لشاعر مَنْ يَكُ ذا شَكّ فهذا فَلْجُ ماءٌ
رَواءٌ وطَرِيقٌ نَهْجُ وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما واجْتَهَرَ
دُفُنَ الرَّواء وهو بالفتح والمد الماء الكثير وقيل العَذْب الذي فيه للوارِدين
رِيٌّ وماء رِوىً مقصور بالكسر إِذا كان يَصْدُر
( * قوله « إذا كان يصدر إلخ » كذا بالأصل ولعله إذا كان لا يصدر كما يقتضيه السياق
) من يَرِدُه عن غير رِيٍّ قال ولا يكون هذا إِلا صفة لأَعْداد المياه التي
تَنْزَحُ ولا يَنقطع ماؤها وقال الزَّفيان السعدي يا إبلي ما ذامُه فَتَأْبَيْهْ
( * قوله « فتأبيه إلخ » هو بسكون الياء والهاء في الصحاح والتكملة ووقع لنا في
مادة حول وذام وأبي من اللسان بفتح الياء وسكون الهاء )
ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْهْ هذا مَقامٌ لَكِ حَتَّى تِيَبَيْهْ إِذا كسرت
الراء قصرته وكتبته بالياء فقلت ماء رِوىً ويقال هو الذي فيه للوارِدةِ رِيٌّ قال
ابن بري شاهده قول العجاج فصَبِّحا عَيْناً رِوىً وفَلْجا وقال الجُمَيْحُ بن
سُدَيْدٍ التغلبي مُسْحَنْفِرٌ يَهْدِي إِلى ماء رِوَى طامِي الجِمام لَمْ
تَمَخَّجْه الدِّلا المُسْحَنْفِرُ الطريق الواضح والماء الرِّوَى الكثير
والجِمامُ جمع جَمَّة أَي هذا الطريق يَهْدِي إِلى ماء كثير ورَوَّيْتُ رأْسِي
بالدُّهْن ورَوَّيْت الثَّرِيدَ بالدَّسم ابن سيده والراويةُ المَزادة فيها الماء
ويسمى البعير راوية على تسمية الشيء باسم غيره لقربه منه قال لبيد فتَوَلَّوْا
فاتِراً مَشْيُهُمُ كَروايا الطَّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ ويقال للضَّعيف الوادِع
ما يَرُدُّ الراوية أَي أَنه يَضْعُف عن ردِّها على ثِقَلها لما عليها من الماء
والراوية هو البعير أَو البغل أَو الحمار الذي يُستقى عليه الماء والرَّجل المستقي
أَيضاً راوية قال والعامة تسمي المَزادة راوية وذلك جائز على الاستعارة والأَصل
الأَول قال أَبو النجم تَمْشِي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ مَشْيَ الرَّوايا
بالمَزادِ الأَثْقَلِ
( * قوله « الاثقل » هو هكذا في الأصل والجوهري هنا ومادة ردد ووقع في اللسان في
ردد المثقل )
قال ابن بري شاه الراوية البعير قول أَبي طالب ويَنْهَضُ قَوْمٌ في الحَدِيد
إِلَيْكُمُ نُهُوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتَ الصَّلاصِلِ فالروايا جمع راوية للبعير
وشاهد الراوية للمَزادة قول عمرو بن مِلْقَط ذاكَ سِنانٌ مُحْلِبٌ نَصْرُه
كالجَمَلِ الأَوْطَفِ بالرَّاوِيَةْ ويقال رَوَيْتُ على أَهلي أَرْوِي رَيَّةً قال
والوعاء الذي يكون فيه الماء إِنما هي المَزادة سميت راويةً لمكان البعير الذي
يحملها وقال ابن السكيت يقال رَوَيْتُ القومَ أَرْوِيهم إِذا استَقَيْت لهم ويقال
من أَيْنَ رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء وقال غيره الرِّواء الحَبْل
الذي يُرْوَى به على الراوية إِذا عُكِمَتِ المزادتانِ يقال رَوَيْت على الراَّوية
أَرْوِي رَيّاً فأَنا راوٍ إِذا شدَدْتَ عليهما الرِّواء قال وأَنشدني أَعرابي وهو
يُعاكِمُني رَيَّاً تَمِيميّاً على المزايدِ ويجمع الرِّواءُ أَرْوِيةً ويقال له
المِرْوَى وجمعه مَراوٍ ومَراوَى ورجل رَوَّاء إِذا كان الاستقاءُ بالرّاوية له
صِناعةً يقال جاء رَوّاءُ القوم وفي الحديث أَنهُ عليه الصلاة والسلام سَمَّى
السَّحابَ رَوايا البِلادِ الرَّوايا من الإِبلِ الحَوامِلُ للماء واحدتها راوِيةٌ
فشبَّهها بها وبه سميت المزادةُ راويةً وقيل بالعكس وفي حديث بَدْرٍ فإِذا هو
برَوايا قُرَيْشٍ أَي إِبِلِهِم التي كانوا يستقون عليها وتَرَوَّى القومُ
ورَوَّوْا تزوّدوا بالماء ويَوْم التّرْوِية يوْمٌ قبل يومِ عَرَفَةَ وهو الثامن
من ذي الحِجّة سمي به لأَن الحُجّاج يتَرَوَّوْنَ فيه من الماء وينهَضُون إِلى
مِنىً ولا ماء فيتزوَّدون رِِيَّهم من الماء أَي يَسْقُون ويَسْتَقُون وفي حديث
ابن عمر كان يُلبِّي بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ ورَوَيْت على أَهلي ولأَهلي
رَيّاً أَتيتُهم بالماء يقال من أَيْن رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء
ورَوَيْتُ على البَعير رَيّاً اسْتَقَيْتُ عليه وقوله ولنا رَوايا يَحْمِلون لنا
أَثْقالَنا إِذ يُكْرَهُ الحَمْلُ إِنما يعني به الرجال الذين يحْمِلون لهم
الدِّياتِ فجعلهم كروايا الماء التهذيب ابن الأَعرابي يقال لسادةِ القوم الرَّوايا
قال أَبو منصور وهي جمع راوِيةٍ شَبّه السيِّد الذي تحَمَّل الدِّيات عن الحي
بالبَعير الراوية ومنه قول الرَّاعي إِذا نُدِيَتْ روايا الثِّقْلِ يَوْماً
كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لِمَنْ يَلِينا أَراد بروايا الثِّقْل حَوامِل ثِقْل
الدِّيات والمُضْلِعات التي تُثْقِلُ مَنْ حَِمَلَها يقول إِذا نُدِبَ للدِّيات
المُضْلِعةِ حَمَّالوها كنا نحن المُجِيبين لحمْلِها عمَّن يَلِينا من دوننا غيره
الرَّوايا الذين يحْمِلون الحمالات وأَنشدني ابن بري لحاتم اغْزُوا بني ثُعَل
والغَزْوُ جَدُّكُم جَدُّ الرِّوايا ولا تَبْكُوا الذي قُتِلا وقال رجل من بني
تميم وذكر قوماً أَغاروا عليهم لقيناهم فقَتَلْنا الرَّوايا وأَبَحْنا الزَّوايا
أَي قَتَلْنا السادةَ وأَبَحْنا البُيوت وهي الزَّوايا الجوهري وقال يعقوب ورَوَيْتُ
القومَ أَرْويهم إِذا استقيت لهم الماء وقوم رِواء من الماء بالكسر والمدّ قال
عُمر بن لجَإِ تَمْشي إِلى رِواءِ عاطِناتِها تحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها
وتَرَّوت مفاصِلْه اعتدلت وغَلُظَتْ وارْتَوت مفاصل الرجل كذلك الليث ارْتَوَتْ
مفاصل الدابة إِذا اعْتَدَلت وغَلُظت وارْتَوَت النخلة إِذا غُرست في قَفْر ثم
سُقِيَت في أَصلها وارْتوى الحَبْلُ إِذا كثر قُواه وغَلُظ في شِدَّة فَتْلٍ قال
ابن أَحمر يذكر قطاةً وفَرْخَها تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ تَصْهَرُه
الشَّمس فما يَنْصَهِرْ تَرْوي معناه تَسْتقي يقال قد رَوى معناه اسْتَقى على
الرَّاوية وفرس رَيّانُ الظهر إِذا سمِنَ مَتْناهُ وفرس ظمآن الشَّوى إِذا كان
مُعَرَّق القوائم وإِنَّ مفاصِله لظِماء إِذا كان كذلك وأَنشد رِواء أَعالِيهِ
ظِماء مفاصِلُهْ والرِّيُّ المَنْظرُ الحسَنُ فيمن لم يعتقد الهمز قال الفارسي وهو
حسن لمكان النَّعْمة وأَنه خلاف أَثَرِ الجَهْد والعَطش والذُّبول وفي التنزيل
العزيز أَحسَنُ أَثاثاً ورِيّاً قال الفراء أَهل المدينة يقرؤونها رِيّاً بغير همز
قال وهو وجه جيد من رأَيت لأَنه مع آيات لسْنَ مهموزات الأَواخر وذكر بعضهم أَنه
ذهب بالرِّيّ إِلى رَوَيْت إِذا لم يهمز ونحو ذلك قال الزجاج من قرأَ رِيّاً بغير
همز فله تفسيران أَحدهما أَنّ مَنْظَرَهم مُرْتَوٍ من النَّعْمة كأَن النعيم
بيِّنٌ فيهم ويكون على ترك الهمز من رأَيت ورَوى الحَبْلَ رَيّاً فارْتَوى فتَلَه
وقيل أَنْعم فَتْله وقيل أَنْعم فَتْله والرِّواء بالكسر والمدّ حبل من حِبال
الخِباء وقد يُشدُّ به الحِمْل والمَتاع على البعير وقال أَبو حنيفة الرِّواءُ
أَغْلَظُ الأَرْشيةِ والجمع الأَرْوِية وانشد ابن بري لشاعر إِنِّي إِذا ما
القَوْمُ كانوا أَنْجِيَهْ وشُدَّ فوْقَ بَعْضِهِمْ بالأَرْويَهْ هُناك أَوْصيني
ولا تُوصِي بَيَهْ وفي الحديث ومَعِي إِداوةٌ عليها خِرْقةٌ قد روَّأْتها قال ابن
الأَثير هكذا جاء في رواية بالهمز والصواب بغير همز أَي شَدَدتها بها وَرَبَطْتها
عليها يقال رَوَيْت البعير مخفف الواو إِذا شَدَدْت عليه بالرِّواء وارْتَوى
الحبْلُ غلُظَت قواه وقد رَوى عليه رَيّاً وأَرْوى ورَوى على الرَّجل شدَّه
بالرِّواءِ لئلا يسقُط عن البعير من النوم قال الراجز إِنِّي على ما كانَ مِنْ
تَخَدُّدي ودِقَّةٍ في عَظْمِ ساقي ويَدِي أَرْوي على ذي العُكَنِ الضَّفَنْدَدِ
وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه كان يأْخذ مع كل فريضةٍ عِقالاً ورِواءً الرِّواء
ممدود وهو حبل فإِذا جاءت إِلى المدينة باعَها ثم تَصدَّق بتلك العُقُل
والأَرْوِيِة قال أَبو عبيد الرِّواء الحَبْلُ الذي يُقْرَن به البعيرانِ قال أَبو
منصور الرِّواء الحَبْل الذي يُرْوى به على البعير أَي يُشدّ به المتاع عليه وأَما
الحَبْلُ الذي يُقْرَنُ به البعِيرانِ فهو القَرَنُ والقِرانُ ابن الأَعرابي
الرَّوِيُّ الساقي والرَّوِيُّ الضَّعيفُ والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعقلِ
وروى الحديثَ والشِّعْرَ يرْويه رِواية
وتَرَوَّاه وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها قالت تَرَوَّوْا شِعْر حُجَيَّة بن
المُضَرِّبِ فإِنه يُعِينُ على البِرِّ وقد رَوَّاني إِياه ورجل راوٍ وقال الفرزدق
أَما كان في مَعْدانَ والفيلِ شاغِلٌ لِعَنْبَسةَ الرَّاوي عليَّ القَصائدا ؟
وراوِيةٌ كذلك إِذا كثرت روايتُه والهاء للمبالغة في صفته بالرِّواية ويقال روَّى فلان
فلاناً شعراً إِذا رواه له حتى حَفِظه للرِّواية عنه قال الجوهري رَوَيْتُ الحديث
والشِّعر رِواية فأَنا راوٍ في الماء والشِّعر من قوم رُواة ورَوَّيْتُه الشِّعر
تَرْويةً أَي حملته على رِوايتِه وأَرْوَيْتُه أَيضاً وتقول أَنشد القصيدةَ يا هذا
ولا تقل ارْوِها إِلا أَن تأْمره بروايتها أَي باستظهارها ورج له رُواء بالضم أَي
منظرٌ وفي حديث قيلة إِذا رأَيتُ رجلاً ذا رُواء طمح بصري إِليه الرُّواء بالضم
والمد المنظرُ الحسن قال ابن الأَثير ذكره أَبو موسى في الراء والواو وقال هو من
الرِّيِّ والارْتِواء قال وقد يكون من المَرأَى والمنظر فيكون في الراء والهمزة
والرَّويُّ حرف القافية قال الشاعر لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوديِّ بِرَجَزٍ
مُسْحَنْفِرِ الرَّويِّ مُسْتَوِياتٍ كنَوى البَرْنيِّ ويقال قصيدتان على رَويّ
واحد قال الأَخفش الرَّويُّ الحرف الذي تُبْنى عليه القصيدة ويلزم في كل بيت منها
في موضع واحد نحو قول الشاعر إِذا قلَّ مالُ المَرْءِ قلَّ صديقُه وأَوْمَتْ إِليه
بالعُيوبِ الأَصابعُ قال فالعين حرف الرَّويّ وهو لازم في كل بيت قال المتأَمل
لقوله هذا غير مقْنعٍ في حرف الرَّويّ أَلا ترى أَن قول الأَعشى رحَلَتْ سُمَيَّةُ
غُدْوَةً أَجْمالَها غَضْبى عليكَ فما تقولُ بدا لها تجد فيه أَربعة أَحرف لوازم
غير مختلفة المواضع وهي الأَلف قبل اللام ثم اللام والهاء والأَلف فيما بعد قال
فليت شعري إِذا أَخذ المبتدي في معرفة الرَّويّ بقول الأَخفش هكذا مجرداً كيف يصح
له ؟ قال الأَخفش وجميع حروف المعجم تكون رَوِيّاً إِلا الأَلف والياء والواو
اللَّواتي يكُنَّ للإِطلاق قال ابن جني قوله اللواتي يكنَّ للإِطلاق فيه أَيضاً
مسامحة في التحديد وذلك أَنه إِنما يعلم أَن الأَلف والياء والواو للإطلاق إِذا
عَلِمَ أَن ما قبلها هو الرويّ فقد استغنى بمعرفته إِياه عن تعريفه بشيء آخر ولم
يبقَ بعد معرفته ههنا غرضٌ مطلوب لأَن هذا موضع تحديده ليُعرف فإِذا عُرف وعُلم
أَن ما بعده إِنما هو للإطلاق فما الذي يُلتَمس فيما بعد ؟ قال ولكن أَحْوَطُ ما
يقال في حرف الرويّ أَن جميع حروف المعجم تكون رَويّاً إِلا الأَلف والياء والواو الزوائد
في أَواخر الكلم في بعض الأَحوال غير مَبْنِيَّات في أَنْفُس الكلم بناء الأُصول
نحو أَلف الجَرَعا من قوله يا دارَ عَفْراء مِن مُحْتَلِّها الجَرعَا وياء
الأَيَّامي من قوله هَيْهاتَ منزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ كانتْ مباركةً من
الأَيَّامِ وواو الخِيامُو من قوله متى كان الخِيامُ بذي طُلُوحٍ سُقيتِ الغَيْثَ
أَيتها الخِيامُ وإِلاَّ هاءي التأْنيث والإِضمار إِذا تحرك ما قبلهما نحو
طَلْحَهْ وضرَبَهْ وكذلك الهاء التي تُبَيَّنُ بها الحركة نحو ارْمِهْ واغْزُهْ
وفِيمَهْ ولِمَهْ وكذلك التنوين اللاحق آخر الكلم للصرف كان أَو لغير نحو زيداً
وصَهٍ وغاقٍ ويومئذٍ وقوله أَقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابَنْ وقول الآخر
دايَنْتُ أَرْوى والدُّيونُ تُقْضَيَنْ وقال الآخر يا أَبَتا علَّك أَو عَساكَنْ
وقول الآخر يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَمَنْ وقول الأَعشى ولا تَعْبُدِ الشيطانَ
واللهَ فاعْبُدَنْ وكذلك الأَلفات التي تبدل من هذه النونات نحو قد رابني حَفْصٌ
فحَرِّكْ حَفْصا وكذلك قول الآخر يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَما وكذلك الهمزة
التي يبدلها قوم من الأَلف في الوقف نحو رأَيت رَجُلأْ وهذه حُبْلأْ ويريد أَن
يضربَهأْ وكذلك الأَلف والياء والواو التي تلحق الضمير نحو رأَيتها ومررت بهي
وضربتهو وهذا غلامهو ومررت بهما ومررت بهمي وكلمتهمو والجمع رَوِيَّات حكاه ابن
جني قال ابن سيده وأَظن ذلك تسمحاً منه ولم يسمعه من العرب والرَّوِيَّةُ في
الأَمر أَن تَنْظُر ولا تَعْجَل ورَوَّيْت في الأَمر لغة في رَوَّأَْت ورَوَّى في
الأَمر لغة في رَوَّأَ نظر فيه وتَعقّبه وتَفَكَّر يهمز ولا يهمز والرَّوِيَّة
التَّفَكُّر في الأَمر جرت في كلامهم غير مهموزة وفي حديث عبد الله شَرُّ
الرَّوايا رَوايا الكَذِب قال ابن الأَثير هي جمع رَوِيّة وهو ما يروِّي الإِنسانُ
في نفسه من القول والفعل أَي يُزَوِّرُ ويُفَكِّرُ وأَصلها الهمز يقال رَوَّأْتُ
في الأَمر وقيل هي جمع راويةٍ للرجل الكثير الرِّواية والهاء للمبالغة وقيل جمع
راوية أَي الذين يَرْوُون الكذب أَو تكثر رواياتُهم فيه والرَّوُّ الخِصْبُ أَبو
عبيد يقال لنا عند فلان رَوِيَّةٌ وأَشْكَلةٌ وهما الحاجةُ ولنا قِبَله صارَّة
مثله قال وقال أَبو زيد بقيت منه رَوِيَّةٌ أَي بقية مثل التَّلِيَّة وهي البقية
من الشيء والرَّوِيَّةُ البقيِّة من الدِّين ونحوه والرَّاوي الذي يقومُ على الخيل
والرَّيَّا الرِّيحُ الطيبة قال تطلَّعُ رَيَّاها من الكَفِرات الكَفِراتُ الجبال
العاليةُ العظام ويقال للمرأَة إِنها لطيبة الرَّيَّا إِذا كانت عطرة الجهرْم
ورَيَّا كل شيء طِيبُ رائحتهِ ومنه قوله
( * هو امرؤ القيس وصدر البيت إِذا قامتا تَضَوّعَ المِسكُ منهما )
نَسِيمَ الصَّبا جاءتْ برَيَّا القَرَنْفُلِ وقال المتلمس يصف جارية فلو أَن
مَحْمُوماً بخَيْبَر مُدْنَفاً تَنَشَّقَ رَيَّاها لأَقْلَعَ صالِبُهْ والرَّوِيُّ
سحابة عظيمة القَطر شديدة الوقع مثل السَّقِيّ وعين رَيَّةٌ كثيرة الماء قال
الأَعشى فأَوْرَدَها عَيْناً من السِّيفِ رَيَّةً به بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ
المُكَمَّمِ
( * قوله « به برأ » كذا بالأصل تبعاً للجوهري قال الصاغاني والرواية بها وقد
أورده الجوهري في برأ على الصحة وقوله « المكمم » ضبط في الأصل والصحاح بصيغة اسم
المفعول كما ترى وضبط في التكملة بكسر الميم أي بصيغة اسم الفاعل يقال كمم إذا
أخرج الكمام وكممه غطاه )
وحكى ابن بري من أَين رَيَّةُ أَهْلِك أَي من أَينَ يَرْتَوُون قال ابن بري أَما
رِيَّةً في بيت الطرماح وهو كظَهْرِ اللأَى لو تَبْتَغي رِيَّةً بها نهاراً
لَعَيَّت في بُطُونِ الشَّواجِنِ قال فهي ما يُورَى به النارُ قال وأَصله وِرْيةٌ
مثل وِعْدةٍ ثم قدموا الراء على الواو فصار رِيَّةً والرَّاءُ شجر قالت الخنساء
يَطْعُنُ الطَّعْنةَ لا يَنْفَعُها ثَمَرُ الرّاء ولا عَصْبُ الخُمُر ورَيَّا موضع
وبنو رُوَيَّة بطن
( * قوله « وبنو روية إلخ » هو بهذا الضبط في الأصل وشرح القاموس )
والأُرْوِيَّةُ والإِرْوِيَّةُ الكسر عن اللحياني الأُنثى من الوُعول وثلاثُ
أَراويّ على أَفاعيلَ إِلى العشر فإِذا كثرت فهي الأَرْوَى على أَفْعَل على غير
قياس قال ابن سيده وذهب أَبو العباس إِلى أَنها فََعْلَى والصحيح أَنها أَفْعَل
لكون أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولةً قال والذي حكيته من أَنّ أَراويَّ لأَدنى العدد
وأَرْوَى للكثير قول أَهل اللغة قال والصحيح عندي أَن أَراوِيَّ تكسير أُرْوِيَّةٍ
كأُرْجُوحةٍ وأَراجِيحَ والأَرْوَى اسم للجمع ونظيره ما حكاه الفارسي من أَنّ
الأَعَمَّ الجماعة وأَنشد عن أَبي زيد ثمَّ رَماني لأَكُونَنْ ذَبِيحةً وقد كثُرَتْ
بينَ الأَعَمِّ المَضائِضُ
( * قوله « ثم إلخ » كذا بالأصل هنا والمحكم في عمم بدون ألف بعد اللام ألف ولعله
لا أكونن بلا النافية كما يقتضيه الوزن والمعنى )
قال ابن جني ذكرها محمد بن الحسن يعني ابن دريد في باب أَرو قال فقلت لأَبي علي من
أَين له أَن اللام واو وما يؤمنه أَن تكون ياء فتكون من باب التَّقْوَى
والرَّعْوَى قال فجَنَح إِلى الأَخذ بالظاهر قال وهو القول يعني أَنه الصواب قال
ابن بري أَرْوَى تنوّن ولا تنوّن فمن نوّنها احتمل أَن يكون أَفْعَلاً مثل
أَرْنَبٍ وأَن يكون فَعَلى مثل أَرْطى ملحق بجَعْفر فعلى هذا القول يكون
أُرْوِيَّةٌ أُفْعُولةً وعلى القول الثاني فُعْلِيَّة وتصغير أَرْوَى إِذا جعلت
وزنها أَفْعَلاٌ أُرَيْوٍ على من قال أُسَيْوِدٌ وأُحَيْوٍ وأُرَيٍّ على من قال
أُسَيِّدٌ وأُحَيٍّ ومن قال أُحَيٍّ قال أُرَيٍّ فيكون منقوصاً عن محذوف اللام
بمنزلة قاضٍ إِنما حُذفت لامها لسكونها وسكون التنوين وأَما أَرْوَى فيمن لم ينوّن
فوزنها فَعْلى وتصغيرها أُرَيَّا ومن نوَّنها وجعل وزنها فَعْلى مثل أَرْطى
فتصغيرها أُرَيٌّ وأَما تصغير أُرْوِيَّةٍ إِذا جعلتها أُفْعُولةً فأُرْيَوِيَّةٌ
على من قال أُسَيْوِدٌ ووزنها أُفَيعِيلةٌ وأُرَيَّةٌ على من قال أُسَيِّدٌ ووزنها
أُفَيْعةٌ وأَصلها أُرَيَيْيِيَةٌ فالياء الأُولى ياء التصغير والثانية عين الفعل
والثالثة واو أُفعولة والرابعة لام الكلمة فحَذَفْت منها اثنتين ومن جعل
أُرْوِيَّة فُعْلِيَّةً فتصغيرها أُرَيَّةٌ ووزنها فُعَيْلة وحذفت الياء المشدّدة
قال وكون أَرْوَى أَفْعَلَ أَقيسُ لكثرة زيادة الهمزة أَولاً وهو مذهب سيبويه
لأَنه جعل أُرْوِيَّةً أُفْعُولةً قال أَبو زيد يقال للأُنثى أُرْوِيَّة وللذكر
أُرْوِيَّة وهي تُيُوس الجَبل ويقال للأُنثى عَنْزٌ وللذكر وَعِلٌ بكسر العين وهو
من الشاء لا من البقر وفي الحديث أَنه أُهْدِيَ له أَرْوَى وهو مُحْرِمٌ فرَدَّها
قال الأَرْوَى جمع كثرة للأُرْوِيَّة ويجمع على أَراوِيّ وهي الأَيايِلُ وقيل
غَنَمُ الجبَل ومنه حديث عَوْن أَنه ذكَرَ رجلاً تكلم فأَسقَط فقال جمَع بين
الأَرْوَى والنَّعامِ يريد أَنه جمع بين كلمتين مُتناقِضتين لأَن الأَرْوَى تسكن
شَعَف الجِبال والنَّعامُ يسكن الفَيافيَ وفي المثل لا تَجْمَعْ بين الأَرْوَى
والنَّعامِ وفيه لَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ من
رأْسِ الجَبلِ الجوهري الأُرْوِيَّةُ الأُنثى من الوُعُول قال وبها سميت المرأَة
وهي أُفْعُولة في الأَصل إِلا أَنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأَدغموها في التي
بعدها وكسروا الأُولى لتسلم الياء والأَرْوَى مؤنثة قال النابغة بتَكَلُّمٍ لو
تَسْتَطِيعُ كَلامَه لَدَنَتْ له أَرْوَى الهِضابِ الصُّخَّدِ وقال الفرزدق وإِلى
سُلَيْمَانَ الذي سَكَنَتْ أَرْوَى الهِضابِ له مِنَ الذُّعْرِ وأَرْوَى اسم
امرأَة والمَرْوَى موضع بالبادية ورَيَّانُ اسم جبل ببلاد بني عامر قال لبيد
فمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُها خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
معنى
في قاموس معاجم
الغُلُّ
والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ كله شدّة العطش وحرارته قلَّ أَو كثر رجل مَغْلول
وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ بالفتح عطشان شديد العطش
غُلَّ يُغَلٌّ غَلَلاً فهو مَغْلول على ما لم يسم فاعله ابن سيده غَلَّ يَغَلّ
غُلّة واغْت
الغُلُّ
والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ كله شدّة العطش وحرارته قلَّ أَو كثر رجل مَغْلول
وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ بالفتح عطشان شديد العطش
غُلَّ يُغَلٌّ غَلَلاً فهو مَغْلول على ما لم يسم فاعله ابن سيده غَلَّ يَغَلّ
غُلّة واغْتَلّ وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً وأَغَلّ إِبلَه أَساءَ
سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا لم يَقْضِ
رِيَّه أَبو عبيد عن أَبي زيد أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتها ولم تروها فهي
عالَّة بالعين غير معجمة قال أَبو منصور هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا
أَصدرتها ولم تروها بالغين من الغُلَّة وهي حرارة العطش وهي إِبل غالَّة وقال نصر
الرازي إِذا صدَرَت الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ وقد أَغْلَلْتَها
أَنت إِغْلالاً إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ الواحدة
غالَّة وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته والغَلِيلُ حَرُّ الجوف لَوْحاً
وامْتِعاضاً والغِلُّ بالكسر والغَلِيلُ الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد
والحسد وفي التنزيل العزيز ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ قال الزجاج حقيقته والله
أَعلم أَنه لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ
وهو أَيضاً كَدر والجنة مبرّأَة من ذلك غَلَّ صدرُه يَغِلُّ بالكسر غِلاًّ إِذا
كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد ورجل مُغِلٌّ مُضِبٌّ على حقد وغِلٍّ وغَلَّ يَغُلُّ
غُلولاً وأَغَلَّ خانَ قال النمر جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ جزاءَ
مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم وأَغَلَّه
خَوّنه وفي التنزيل العزيز وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ قال ابن السكيت لم نسمع في
المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً وقرئ وما كان لنبي أَن يُغَلَّ فمن قرأَ يَغُلّ
فمعناه يَخُون ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين أَحدهما يُخان يعني أَن يؤخذ من
غنيمته والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول وهي قراءة أَصحاب عبد الله يريدون
يسرَّق قال أَبو العباس جعل يُغَل بمعنى يُغَلَّل قال وكلام العرب على غير ذلك في
فَعَّلْت وأَفْعَلْت وأَفْعَلْت أَدخلت ذلك فيه وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه وقال
الفراء جائز أَن يكون يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله
فإِنهم لا يكذِّبونك وقال الزجاج قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ فمن قال
أَن يَغُل فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين فقالوا لا
تقسم غنائمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أَفاء الله عليّ مثل أُحُد ذهباً
ما منعتكم درهماً أَترَوْنني أَغُلُّكم مَغْنَمكم ؟ قال ومن قرأَ أَن يُغَل فهو
جائز على ضرْبين أَحدهما ما كان لنبي أَن يَغُله أَصحابه أَي يخونوه وجاء عن النبي
صلى الله عليه وسلم أَنه قال لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد
غَلَّها لها ثُغاءٌ ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط والوجه الثاني أَن يكون
يُغَل يخوَّن وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران وما كان لنبي أَن يَغُل قال
يونس كيف لا يُغَل ؟ بلى ويقتل وقال أَبو عبيد الغُلول من المَغْنَم خاصة ولا نراه
من الخيانة ولا من الحِقْد ومما يبين ذلك أَنه يقال من الخيانة أَغَلّ يُغِلّ ومن
الحِقْد غَلّ يَغِلّ بالكسر ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ بالضم قال ابن بري قلّ أَن
نجد في كلام العرب ما كان لفلان أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول
وإِنما نجده مبنيّاً للفاعل كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب وما كان لنبي أَن
يَخُون وما كان لمُحرِم أَن يلبَس قال وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ وما كان لنبي
أَن يَغُل على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول قال والشاهد على قوله يُقال من
الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء ولم تكن للغَدْر
خائنة مُعِلّ الإِصبع وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَمْلى في صُلْح
الحُدَيْبية أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال قال أَبو عبيد الإِغْلال الخِيانة
والإِسْلال السَّرِقة وقيل الإِغلال السرقة أَي لا خيانة ولا سرقة ويقال لا رِشْوة
قال ابن الأَثير وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث وهو الخيانة في المَغْنم والسرقة
من الغَنيمة وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل وسميت غُلولاً لأَن الأَيدي فيها
مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ وهو الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه
ويقال لها جامِعَة أَيضاً وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة أَبو عبيدة رجل
مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب خيانة وسَلَّةٍ ومنه قول شريح ليس على المُستعير غير
المُغِلّ ولا على المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان إِذا لم يَخُن في العارِيَّة
والوَدِيعة فلا ضمان عليه من الإِغْلال الخِيانةِ يعني الخائن وقيل المُغِل ههنا
المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ قال ابن الأَثير
والأَوَّل الوَجْه وقيل الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة والإِسْلال من سَلّ
البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل وهي السَّلَّة وقيل هو الغارة
الظاهرة يقال غَلّ يَغُلّ وسَلّ يَسُلّ فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا
غُلول وسَلَّة ويكون أَيضاً أَن يُعِينَ غيره عليهما وقيل الإِغْلال لُبْس
الدُّروع والإِسْلال سَلّ السيوف وقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يُغِل
عليهنّ قلبُ مؤمن إِخْلاصُ العمل لله ومُناصَحة ذوي الأَمْر ولزوم جماعة المسلمين
فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم قيل معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي لا
يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق ولكن يكون معها الإِخلاص في ذات الله عز وجل
وروي لا يَغِلّ ولا يُغِلّ فمن قال يَغِلّ بالفتح للياء وكسر الغين فإِنه يجعل ذلك
من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن والشَّحْناء أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق
ومن قال يُغِل بضم الياء جعله من الخيانة وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة
في المَغْنَم خاصة والإِغْلال الخيانة في المَغانم وغيرها ويقال من الغِلّ غَلّ
يَغِلّ ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ وقال الزجاج غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان لأَنه
أَخْذ شيء في خَفاء وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ غُلولاً وكل ما كان
في هذا الباب راجع إِلى هذا من ذلك الغالّ وهو الوادي المطمئن الكثير الشجر وجمعه
غُلاَّن ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد الكامِن وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ
عليهنّ قلب مؤمن قال ويروى يَغِلُ بالتخفيف من الوُغول الدخول في الشيء قال
والمعنى أَن هذه الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب فمن تمسك بها طهُر قلبه من
الدَّغَل والخيانة والشرّ قال وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً
عليهن وفي حديث أَبي ذر غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم تَصْدُقوه
ابن الأَعرابي في النوادر غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من غَلَّ يَغِلُّ وهو معنى
قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد عن الصواب غاشًّا وأَغَلَّ
الخطيب إِذا لم يصب في كلامه قال أَبو وجزة خُطباء لا خُرْق ولا غُلل إِذا خطباء
غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها وأَغَلَّ في الجِلْد أَخذ بعض اللحم والإِهابَ يقال
أَغْلَلْت الجلد إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم وأَغْلَلْت في الإِهاب
سلخته فتركت على الجلد اللحم والغَلَل اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ
وأَغَلَّ الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب والغَلَل
داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب الضَّرْع فيترك فيه
شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ
وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ دخل فيه يكون ذلك في الجواهر والأَعراض قال ذو الرمة يصف
الثور والكِناس يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى
مُتَغَلْغِل
( * قوله « يحفره » هكذا في الأصل » )
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن شيوخه
تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ وغَلَّه يَغُلّه
غَلاًّ أَدخله قال ذو الرمة غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة وبين الدُّجَى حتى
أَراها تمزَّق وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل قال بعض العرب ومنها ما يُغِلّ
يعني من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية وغَلّ أَيضاً دخل
يتعدّى ولا يتعدّى ويقال غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها وغَلْغَله كغَلَّه
والغُلَّة ما تواريت فيه عن ابن الأَعرابي والغَلْغَلة كالغَرْغَرة في معنى الكسر
والغَلَلُ الماء الذي يَتَغَلَّل بين الشجر والجمع الأَغْلال قال دُكين يُنْجِيه
مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلال ظَمْأَى النَّسا
من تَحت رَيَّا مِن عال يقول يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع
( * قوله « من سراع » عبارة الصحاح من خيل سراع ) في الغارة كالحَمام الواردة وفي
التهذيب قال أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد غَلَلاً من الماء وهو ما
يجري في أُصول الشجر وقيل الغَلَل الماء الظاهر الجاري وقيل هو الظاهر على وجه
الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية فيخفى مرّة ويظهر مرة وقيل الغَلَل الماء
الذي يجري بين الشجر قال الحُوَيْدِرة لَعِب السُّيُول به فأَصبح ماؤه غَلَلاً
يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع وقال أَبو حنيفة الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن
الوادي أَو التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي وقيل أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من
قَبْل ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع
إِلاَّ الوَطاء وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ بالضم في جميع
ذلك وتَغَلْغَل الماء في الشجر تخلَّلها وقال أَبو سعيد لا يذهب كلامُنا غَلَلاً
أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أَن يظهر ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن
في الأَرض غَلْغَلٌ وجمعه غَلاغَلُ قال كعب وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا كأَنها
أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل والغِلالة شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه
يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل وفي التهذيب الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو
تحت دِرْع الحديد واغْتَلَلْت الثوبَ لَبِسته تحت الثياب ومنه الغَلَل الماء الذي
يجري في أُصول الشجر وغَلَّلَ الغِلالة لبسها تحت ثيابه هذه عن ابن الأَعرابي والغُلَّة
الغِلالة وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي تدخَل والغَلائل الدرُوع وقيل
بَطائن تلبَس تحت الدُّروع وقيل هي مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق
لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل واحدتها غَلِيلَة وقول النابغة عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ
وأُبْطِنّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل
( * في ديوان النابغة القلائل بدل الغلائل ولعل الصواب ما هنا )
خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع ومن جعلها البَطائن
جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل وغَلائل الدُّروع مساميرها المُدخَلة فيها
الواحد غَلِيل قال لبيد وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل وقال ابن السكيت في
قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل قال الغِلالة المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي
الحَلَقَة وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع ابن
الأَعرابي العُظْمَة والغِلالة والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي
تشدّه المرأَة على عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها وأَنشد تَغْتال عَرْض
النُّقْبة المُذالة ولم تَنَطّقْها على غِلاله إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله
قال ابن بري وكذلك الغُلَّة وجمعها غُلَل قال الشاعر كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه
وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ وغَلَّ الدهنَ في رأْسه أَدخله في أُصول الشعر
وغَلَّ شعرَه بالطيب أَدخَله فيه وتَغَلَّل بالغالِية شدد للكثرة واغْتَلَّ
وتَغَلْغَل تَغَلَّف أَبو صخر سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة فلا هي
مِتْفال ولا اللَّوْن أَكْهَب وغَلَّله بها وحكى اللحياني تَغَلَّى بالغالِية
فإِما أَن يكون من لفظ الغالِية وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام
الأَخيرة ياء كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت قال والأَول أَقيس غيره ويقال
تَغَلَّيْتٍّ من الغالية وقال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالية قال وكل شيء
أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته قال وتَغَلَّيْت مولّدة وقال أَبو
نصر سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية ؟ فقال إِن أَردت أَنك أَدخلته
في لحيتك أَو شارِبك فجائز الليث ويقال من الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت
وفي حديث عائشة رضي الله عنها كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالغالِية أَي أُلطّخها وأُلبِسها بها قال ابن الأَثير قال الفراء يقال تَغَلَّلْت
بالغالِية ولا يقال تَغَلَّيْت قال وأَجازه الجوهري وفي حديث المخنَّث هِيتِ قال
إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ فقال له قد تَغَلْغَلْت يا عدوّ
الله الغَلْغَلَة إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به ويصير من جملته أَي يلغْت
بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف
وغَلَّ المرأَةَ حَشاها ولا يكون إِلاَّ من ضخم حكاه ابن الأَعرابي السلمي غَشَّ
له الخَنْجَر والسِّنَانَ وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به والغُلاَّن
بالضم مَنابت الطَّلْح وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات شجر واحدها غالّ وغلِيلٌ
وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن قال أَبو حنيفة هو بطن غامض في الأَرض وقد
انْغَلَّ والغالُّ أَرض مطمئنة ذات شجر ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ
من سَلَم كما يقال عِيصٌ من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً والغالّ نبت والجمع غُلاَّن
بالضم وأَنشد ابن بري لذي الرمة وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ عَلاجِيمُ
لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ
( * قوله « وأظهر في غلان رقد إلخ » تقدم هذا البيت في مادة ضحح ورقد وظهر على غير
هذه الصورة والصواب ما هنا )
أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة وقيل إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع وقال مضرِّس
الأَسدي تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع تَرْتَعي تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من
رَمَمْ
( * قوله « تعرض إلخ » قبله كما في ياقوت
ولم أنس من ربا غداة تعرضت ... لنا دون أبواب الطراف من
الادم )
الغُلاَّن بطون الأَودية ورَمَم موضع والغالَّة ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في
موضع والغُلّ جامِعة توضع في العُنق أَو اليد والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير
ذلك ويقال في رقبته غُلّ من حديد وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها فهو
مَغْلول وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويَضَعُ عنهم
إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم قال الزجاج كان عليهم أَنه من قَتَل قُتِل لا
يقبَل في ذلك دِيَة وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من البول أَن يقرِضوه وكان
عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت هذه الأَغلال التي كانت عليهم وهذا على المَثل
كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك وليس هناك طوق وتأْويله ولَّيْتُك هذا
وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك كالطَّوْق في عنُقك وقوله تعالى إِذ الأَغْلال
في أَعناقهم أَراد بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال وهي أَيضاً مؤدِّية
إِلى كون الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك
للشيء يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب وقد غَلَّه
يَغُلّه وقوله تعالى وتقدَّس إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً هي الجَوامِع تجمَع
أَيديهم إِلى أَعناقهم وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه وقد غُلّ فهو مَغْلول وفي حديث
الإِمارة فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره
( * قوله « وغله جوره » هكذا في الأصل والذي في النهاية أو غله جوره ) أَي جعل في
يده وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما وقوله تعالى وقالت اليهود يَدُ الله
مَغْلولة غُلَّت أَيديهم قيل ممنوعة عن الإِنفاق وقيل أَرادوا نعمتُه مقبوضة عنَّا
وقيل معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا وقيل يدُ الله ممسكة عن الاتساع علينا وقوله
تعالى ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى عنُقك تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق وقد
غَلَّه يَغُلُّه وقولهم في المرأَة السَّيِّئة الخُلُق غُلٌّ قَمِلٌ أَصله أَن
العرب كانوا إِذا أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر فربما قَمِلَ
في عُنقه إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل ضربه مثلاً
للمرأَة السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً والعرب تكني عن
المرأَة بالغُلّ وفي الحديث وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه الله في عُنق من
يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو ابن السكيت به غُلّ من العطش وفي رقبته غُلّ من حديد وفي
صدره غِلّ وقولها ما له أُلَّ وغُلَّ أُلَّ دُفِع في قضاء وغُلّ جُنّ فوضع في
عُنقه الغُلّ والغَلّة الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض والغَلَّة
واحدة الغَلاَّت واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه واسْتِغْلال
المُسْتَغَلاَّت أَخْذُ غَلّتها وأَغَلَّت الضَّيْعة أَعطت الغَلَّة فهي مُغِلَّة
إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ قال زهير فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها قُرىً
بالعراق من قَفِيزٍ ودِرْهَم وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً من الغَلَّة قال الراجز
أَقْبَل سَيْلٌ جاء من عِند الله يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ وأَغَلَّ
القومُ إِذا بلغت غَلّتهم وفي الحديث الغَلَّة بالضَّمان قال ابن الأَثير هو
كحديثه الآخر الخَراجُ بالضَّمان والغَلَّة الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر
واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك وفلان يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم
بالغَلَّة ويقال نِعْم الغَلول شَراب شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني ويقال
اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه وأَنا مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه ونِعْم غَلول
الشيخ هذا الطعام يعني التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه
على فَعُول بفتح الفاء وغَلّ بصَرُه حاد عن الصواب وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره
والغُلَّة خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق عن ابن الأَعرابي والجمع غُلَل والغَلَلُ
المِصْفاة وقول لبيد لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيْمانِ عُجْمٍ
يَنْصُفونَ المَقاوِلا يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق وبعضهم يرويه غُلَل
بالضم جمع غُلَّة والغَلِيل القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ والغَلِيل النوى
يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة قال علقمة سُلاَّءَة كعَصا النَّهْدِيِّ غُلّ لها ذو
فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم ويروى سُلاَّءة كعصا النهديِّ غُلّ لها مُنَظَّم
من نوى قرّان معجوم قوله ذو فَيئة أَي ذو رَجعة يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم
بَعَرته فهو أَصلب شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل
والنَّهْدِيّ الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء ومَعْجُوم مَعْضُوض أَي عضَّته الناقة
فرمته لصلابته والغَلْغَلة سرعة السير وقد تغَلْغَل ويقال تغَلْغَلوا فمضوا
والمُغَلْغَلة الرِّسالة ورِسالة مُغَلْغَلة محمولة من بلدٍ إِلى بلد وأَنشد ابن
بري أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام وفي
حديث ابن ذي يَزَن مُغَلْغَلة مَغالِقُها تُغَالي إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق
المُغَلْغَلة بفتح الغينين الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد وبكسر الغين
الثانية المسرِعة من الغَلْغَلةِ سرعة السير وغَلْغَلَة موضع قال هنالِك لا أَخْشى
تنالُ مَقادَتي إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله