" تَسْمعُ للجَرْعِ إذَا اسْتُحِيرَا وحِيارُ بن مُهَنَّا ككتَاب : من أمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام نَقَلَه الذَّهَبِيّ . واسْتَدْرَكَ شيخُنَا هُنا حَيْرُون بفَتْح فَسُكُون ونَقَل عن الشِّهاب القَسْطَلانيّ في إرشاد السَّارِي أنَّ سيِّدَنا إبراهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْه السَّلام دُفِن به . قُلْت : وهو َتَصحِيف . والصَّوابُ أنه حَبْرون بالمُوحَّدة وقد سبق في مَوْضعِه ثم رأيتُ ابْنَ الجَوَّانِّي النَّسّابةَ ذَكَرَ عند سَرْدِ أولادِ عِيصُو بْنِ إسْحَاق في المُقَدّمة الفَاضِلِيّةِ ما نَصُّه : ودُفِن مع أخِيه يَعْقُوبَ في مَزْرعةَ حَيْرون هكذا بالحَاءِ واليَاءِ . وقيل : بل هي مزْرَعة عَفْرُون عند قَبْر إبراهِيمَ الخَلِيلِ عليه السّلام كان شَرَاهَا لِقَبْرِه وفِيهَا دُفِنَت سَارَةُ . فصل الخاء من باب الراء خبر
الخَبَرُ : مُحرَّكَةً : النَّبَأُ هكذا في المُحْكَم . وفي التَّهْذِيب : الخَبَر : ما أتَاك مِن نَبَإٍ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ . قال شَيْخُنا : ظاهِرُه بل صَرِيحُه أنَّهُما مُتَرادِفَان وقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُما وأنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عن الرَّاغِب وغيرُه من أئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ في أصولِ العَرَبِيَّة . ثم إنَّ أعلامَ اللُّغَةِ والإصْطِلاح قالوا : الخَبَر عُرْفاً ولُغَة : ما يُنْقَل عن العَيْر وزادَ فيه أهْلُ العَرَبِيَّة . واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه . والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث . أو الحَدِيثُ : ما عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللُه عليه وسلَّم والخَبَر : ما عَنْ غَيْرِه
وقال جَماعَة من أهْلِ الإصْطلاح : الخَبَر أعَمُّ والأَثَرُ هو الذي يُعَبَّرُ به عن غَيْر الحَدِيث كما لِفُقَهاءِ خُراسَانَ . وقد مَرَّ إيماءٌ إليه في أثر وبَسْطه في عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث . ج أخْبارٌ . وجج أي جَمْع الجَمْع أخابِيرُ . يقال : رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ : عالِمٌ بالخَبَر . والخَبِيرُ : المُخْبِر
قال أبُو حَنيفَة في وَصْف شَجَر : أخْبَرني بذلِك الخَبِرُ . فجاءَ به ككَتِف . قال ابنُ سِيده . وهذا لا يَكَادُ يُعْرَف إلاّ أنْ يُكونَ على النَّسب . يُقالُ : رَجُلٌ خُبْرٌ مثل حُجْر أي عَالِمٌ بِهِ أي بالخَبَر على المُبَالَغَة كزيد عَدْل . وأخْبَره خُبُورَه بالضّمّ أي أنْبَأه ما عِنْدَه . والخُبْرُ والخُبْرَة بكَسْرِهِما ويُضَمَّان والمَخْبَرَة بفَتْح المُوَحَّدة والمَخْبُرَة بضَمِّها : العِلْمُ بالشَّيْءِ تقول : لي به خِبْرٌ وخُبْرة كالاخْتِبار والتَّخَبّرِ . وقد اخْتَبَرَه وتَخَبَّرَه . يقال : مِنْ أيْنَ خَبْرتَ هذا الأمرَ ؟ أي من أيْن عَلِمْت . ويقال صَدَّقَ الخَبَرُ الخُبْرَ . وقال بَعضُهم : الخُبْر بالضَّمّ : العِلْم بالباطن الخَفِيِّ لاحْتياج العِلْم به للاخْتبار . والخِبْرَةُ : العِلْم بالظَّاهر والباطنِ وقيلَ : بالخَفَايا البَاطِنَةِ ويَلْزَمُها مَعْرِفَةُ الأُمورِ الظَّاهِرة . وقد خَبُرَ الرَّجُلُ ككَرُمَ خُبُوراً فهو خَبيرٌ
والخِبْرُ بفتْح فَسُكُون : المَزَادَةُ العَظِيمَة كالخَبْرَاءِ مَمْدُوداً والأَخِير عن كُرَاع . مِنَ المَجَازِ : الخِبْرُ : النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبنِ شُبِّهَت بالمَزَادة العَظِيمة في غُزْرِهَا وقد خَبَرَتْ خُبُوراً عن اللِّحْيَانِيّ ويُكْسرُ فِيِمَا وأَنْكَر أَبو الهَيْثم الكَسْرَ في المَزادة وقال غيرهُ : الفَتْحُ أَجْودُ . ج أَي جمْعهما خُبُورٌ . الخَبْرُ : ة بِشِيرازَ بها قَبْرُ سَعِيدٍ أَخي الحَسَن البَصْرِيّ . مِنْهَا أَبُو عَبْدِ الله الفَصْلُ بنُ حَمَّادٍ الخَبْرِيّ الحافظ صاحِبُ المُسْنَدِ وكان يُعَدُّ من الأَبدَال ثِقَةٌ ثَبتٌ يَرْوِي عن سَعِيد بن أَبي مَرْيَمَ وسَعِيدِ بنِ الشِّيرازِيّ وأَبو بَكْر عبد الله بن أَبي دَاوود السِّجِسْتَانيّ وتُوفِّيَ سنة 264 ، الخَبْرُ : ة باليَمَن نَقَله الصَّغانِيُّ . الخَبْرُ : الزَّرْعُ
الخَبْرُ : مَنْقَعُ الماءِ في الجَبَل وهو ما خَبِرَ المسِيلُ في الرُّءُوس فتَخُوضُ فيه . الخَبْرُ : السِّدْرُ والأَرَاكُ وما حَوْلَهُمَا من العُشْب . قال الشاعر :
فجادَتْكَ أَنواءُ الرَّبِيعِ وهَلَّلَتْ ... عليكَ رِيَاضٌ من سَلاَمٍ ومنِ خَبْرِ . كالخَبِر ككَتِفٍ عن اللَّيث واحِدَتُهما خَبْرة وخَبِرَةٌ . والخَبْرَاءُ : القاعُ تُنْبِتُه أَي السِّدْرَ كالخَبِرَة بفَتْح فكَسْر وجمْعُه خَبِرٌ . وقال اللّيث : الخَبْراءُ شَجْراءُ في بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيها المَاءُ إِلى القَيْظ وفيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَر السِّدْرِ والأَراكِ وحَوالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ وتُسَمَّى الخَبِرةَ ج الخَبَارَي بفتح الرّاءِ والخَبَارِي بكَسْرِهَا مثل الصَّحَارَي والصَّحَارِي . والخَبْراواتُ والخبَارُ بالكسْرِ وفي التَّهِيب في نَقْع : النَّقَائع : خَبَارَي في بِلادِ تَميم . الخَبْرَاءُ : منْقَعُ المَاءِ . وخَصَّ بَعْضُهم به مَنْقَعَ المَاءِ في أُصُولِهِ أَي السِّدرِ . وفي التَّهْذِيب الخَبْرَاءُ : قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِع فيه المَاءُ . والخَبَارُ كسَحَاب : مَالاَنَ مِنَ الأَرْضِ واسْتَرْخَى وكانَت فِيهَا جِحَرَةٌ زاد ابْنُ الأَعْرَابِيّ : وتَحَفَّر . وقال غيره : هو ما تَهوَّرَ وساخَتْ فيه القَوَائِمُ . وفي الحَدِيث " فدَفَعْنَا في خَبَارٍ من الأَرض " أَي سَهْلَةٍ لَيِّنة . وقال بَعضُهم : الخَبَارُ : أَرضٌ رِخْوَة تَتعْتَع فيها الدَّوابُّ وأَنشد :
تَتَعْتع في الخَبَارِ إِذا عَلاَه ... وتَعْثُرُ في الطَّرِيق المُسْتَقِيمِالخَبَارُ : الجرَاثِيمُ جَمْعُ جُرْثُومٍ وَهُوَ التُّرابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجرِ . الخَبَارُ : جِحَرةُ الجُرْذانِ واحدَتُه خَبَارَةٌ . ومَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ مَثَلٌ ذَكَرَه المَيْدَانِي في مَجْمَعِه والزَّمخْشَريّ في المُسْتَقْصَى والأَساس . وخَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً كفَرِح كَثُر خَبَارُهَا . وخَبِر المَوْضِعُ كفَرِحَ فَهْو خَبِرٌ : كَثُرَ به الخَبْرُ وهو السِّدْر . وأَرضٌ خَبِرَةٌ وهذا قَدْ أَغفَلَه المُصَنِّفُ . وفَيْفَاءُ أَو فَيْفُ الخَبَارِ : ع بِنَواحِي عَقِيقِ المَدِينَةِ كانَ عَلَيْه طَرِيقُ رَسُول اللهِ صلَّى الله وسلم حِينَ خَرَجَ يُرِيدُ قُرَيشاً قبل وَقْعَة بَدْرٍ ثم انْتَهَى منه إِلى يَلْيَلَ . والمُخَابَرَةُ : المُزَارَعَةُ عَمَّ بها اللِّحْيَانيّ . وقال غَيْره : على النِّصْفِ ونَحْوِه أَي الثُّلُث . وقال ابنُ الأَثير : المُخَابَرةُ : والمُزارَعَة على نَصِيبٍ مُعَيِّن كالثُّلُث والرُّبع وغَيْرِهما . وقال غيرهُ : هو المُزَارَعَة ببَعْض ما يَخْرُج من الأَرض كالخِبْرِ بالكَسْر . وفي الحَدِيث " كُنَّا نُخَابِرُ ولا نَرى بِذلك بَأْساً حتّى أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم نَهَى عَنْهَا " قيل : هو من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً : كَثُر خَبَارُهَا وقيل : أَصْلُ المُخَابَرة من خَْبَر لأَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أَقَرَّها في أَيْدِي أَهْلِهَا على النَّصف من مَحْصُولِها فقيل : خَابَرَهُم أَي عامَلَهُم في خَيْبر . المُخَابَرَة أَيْضاً المُؤَاكَرَةُ : والخَبِيرُ : الأَكَّارُ قال :
تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من كُلِّ جانِبٍ ... كجَرِّ عَقَاقِيلِ الكُرُومِ خَبِيرُها . رفع خَبِيرُهَا على تَكْرِيرِ الفِعْل . أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها . الخَبِيرُ : العالِمُ بالله تَعَالى بمَعْرِفة أَسمائِه وصِفاتِه والمُتمَكِّن من الإِخْبار بما عَلِمَه والذي يَخْبُرُ الشَّيءَ بعِلْمه . الخَبِير : الوَبَرُ يَطْلُع على الإِبل واستعاره أَبو النّجم لحمِير وَحْشٍ فقال :
" حَتَّى إِذا ما طَارَ من خَبِيرِهَا . من المَجَاز في حَدِيثِ طَهْفَة " نسْتَخْلِبُ الخَبِيرُ " أَي نَقْطَع النَّبَات والعُشْب ونأْكلُه . شُبِّه بخَبِير الإِبِل وهو وَبَرُهَا لأَنَّه يَنْبُت كما يَنْبُت الوَبَر واستِخْلابُه : احتِشاشُه بالمِخْلَبِ وهو المِنْجلُ . الخَبِيرُ : الزَّبَدُ وقيل : زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبلِ . وأَنْشَد الهُذَلِيّ :
تَغَذَّ مْنَ في جَنِبَيْه الخَبِي ... ر لَمَّا وهَي مُزْنهُ واستُبِيحَا تَغَذَّ مْنَ يَعْنِي الفُحُول أَي مَضَغْن الزَّبَدَ وعَمَيْنَه
الخَبِيرُ : نُسَالَةُ الشَّعرِ . قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ :
فآبُوا بالرِّماح وهُنَّ عُوجٌ ... بِهِنّ خَبَائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطِ . خَبِير : جَدُّ والدِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرانَ بنِ مُوسَى بنِ خَبِير الغُوَيْدِينِيّ المُحدِّث النَّسَفِيّ عن مُحَمّد بنِ عَبْدِ الرحمن الشاميّ وغَيْرِه . الخَبِيرَةُ بالهَاءِ اسمُ الطَّائِفَة مِنْه أَي من نُسَالَةِ الشَّعر . الخَبِيرَةُ : الشَّاةُ تُشْتَرَي بَيْن جماعةٍ بأَثْمانِ مُخْتَلفة فتُذْبَحُ ثم يقْتَسِمُونها فيُسْهِمُون كُلُّ واحد على قَدْر ما نَقَد كالخُبْرة بالضَّمِّ وتَخَبَّروا خُبْرةً فَعَلُوا ذلِك أَي اشتَرُوا شاةً فَذَبحُوها واقْتَسَمُوها . وشاةٌ خَبِيرَةٌ : مُقْتَسَمَةٌ . قال ابنُ سِيدَه : أَرَاهُ على طَرْحِ الزَّائد . الخُبْرة : الصُّوفُ الجَيِّد من أَوَّل الجَزِّ نقله الصاغانِيّ . والمَخْبَرَةُ بفتح المُوَحّدة : المَخْرأَةُ موضع الخِراءَة نقلَه الصَّغانِيّ . المَخْبَرةُ : نَقِيضُ المَرْآةِ وضَبَطه ابنُ سِيدَه بضَمِّ المُوَحَّدَة . وفي الأَساس : ومن المَجاز : تُخْبِرُ عن مَجْهُولِه مَرآتُه . والخُبْرَة بالضَّمِّ : الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ الدَّسِمة . الخُبْرَة : النَّصِيبُ تَأْخذُه . من لَحْمٍ أو سَمَكٍ وأنْشَد :
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيزُ خُبْرَتُه ... وطَاحَ طَيْ بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِالخُبْرَة : ما تَشْتَرِيه لأهْلِك وخَصَّه بعضُهم باللَّحم كالخُبْرِ بغير هَاءٍ يقال للرّجل ما اخْتَبَرْتَ لأهْلك ؟ . الخُبْرَة : الطَّعامُ من اللَّحْم وغَيْرِه . قيل : هو اللَّحْمُ يَشْتَرِيه لأَهْلِه الخُبْرة : ما قُدِّمَ مِنْ شَيْءٍ وحَكَى اللِّحْيَانيّ أنَّه سمِع العرب تقول : اجْتَمعوا على خُبْرَته يَعْنُون ذلك قيل : الخُبْرَة : طَعَامٌ يَحْمِلُه المُسَافِرُ في سُفْرَتِه يَتَزوَّدُ به الخُبْرَة : قصْعَةٌ فِيهَا خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أرْبَعَةٍ أو خَمْسَةٍ . والخابُورُ : نَبْتٌ أو شَجَر له زَهْرٌ زَاهِي المَنْظَرِ أصفرُ جَيِّدُ الرائِحَةِ تُزيَّنُ به الحَدائِقُ قال شيخُنا : ما إخَالُه يُوجَد بالمَشْرِق . قال :
أيَا شجَر الخَبُورُ مَالَك مُورِقاً ... كأنَّكَ لم تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ الخابُورُ : نَهرٌ بَيْنَ رَأسِ عَيْنٍ والفُراتِ مَشْهُور . الخَابُور : نَهرٌ آخرُ شَرْقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ بينه وبين الرَّقَّة عليه قُرىً كَثِيرةٌ وبُلَيْدَاتٌ . ومنها عَرَابَان منها أبُو الرّيّان سريح بن رَيّان بن سريح الخَابُورِيّ كَتَبَ عنه السَّمْعَانيّ . الخَابُور : وادٍ بالجَزِيرة وقيل بسِنْجَار منه هِشام القَرْقسائيّ الخَابُوريّ القصّار عن مَالِك وعنه عُبَيْد بن عَمرٍو الرَّقِّيّ . وقال الجوهريّ : مَوْضِع بناحية الشَّام وقيل بَنواحِي ديَار بَكْرٍ كما قاله السّيد والسّعد في شَرْحَي المْفْتَاح والمُطَوَّل كما نَقَله شيخُنا . ومُرادُه في شَرْحِ بَيْت التَّلخِيص والمِفْتَاح :
" أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَالَك مُورِقاً . المُتَقَدّم ذِكْرُه . وخَابُورَاءُ : ع . ويضاف إِلى عَاشُورَاءَ وما مَعَه . وخَيْبَرُ كصَيْقَل : حِصْنٌ م أَي معروف قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَة على ثَمَانِيةِ بُرُدٍ منها إِلى الشّام سُمِّيَ باسم رَجُل من العَمَالِيقِ نزَل بها وهُو خَيْبَرُ بن قانِيَة بن عَبِيل بن مهلان بن إِرَم بن عَبِيل وهو أَخُو عَاد . وقال قوْم : الخَيْبَر بلسَان اليَهُودِ : الحِصْن ولذا سُمِّيَت خَبائِرَ أَيْضاً وخَيْبَرُ مَعْرُوفٌ غَزَاه الّنبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم وله ذِكْرٌ في الصَّحِيح وغيره وهو اسْمٌ للوِلاَية وكانت به سَبْعَةُ حُصُونٍ حَوْلَها مَزارِعُ ونَخْلٌ وصادفت قوله صَلَّى الله عليه وسلَّم : " الله أَكْبَر خَرِبَت خَيْرَ " . وهذه الحُصُونُ السَّبْعَة أَسماؤُهَا : شِقّ ووَطِيح ونَطَاة وقَمُوص وسُلاَلِم وكَتِيبة ونَاعِم . وأَحمَدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِر اللَّخْمِيّ الدِّمَشْقيّ يَرْوِي عن مُنَبِّه بنِ سُلَيْمَان . قلت : وهو شيْخٌ للطَّبَرَانِيّ . ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزيز أَبو مَنْصُور الأَصْبهانيّ سَمِع من أَبي مُحَمّد بن فارِس الخَيْبَرِيانِ كأَنَّهُمَا وُلِدَا بِهِ وإِلا فلَم يخرُجْ منه مَنْ يُشارُ إِليه بالفَضْل . وعَلِيُّ بنُ مُحَمِّدِ بْنِ خَيْبَرَ مُحَدِّثٌ وَهُو شَيْخٌ لأَبِي إِسْحَاق المُسْتَمِلسي . والخَيْبَرَي بفتحِ الَّراءِ وأَلِفٍ مَقْصُورَة ومِثْلُه في التَّكْمِلَة وفي بعضِ النُّسَخ بكَسْرِها ويَاءِ النِّسْبَة : الحَيَّةُ السَّوْدَاءُ . يُقال : بَلاَه اللهُ بالخَيْبَرَي يَعْنُون به تِلْك وكأَنَّه لَمَّا خَرِبَ صار مَأْوَى الحَيَّاتِ القَتّالة . وخَبَرَه خُبْراً بالضَّمّ وخِبْرَةً بالكَسْرِ : بَلاَهُ وجَرَّبَه كاخْتَبَرَه : امْتَحَنَهخَبَرَ الطَّعَامَ يَخْبُره خَبْراً : دَسَّمَه . ويقال : اخْبُر طَعَامَك أَي دَسِّمْه . ومنه الخُبْرَةُ : الإِدام . يقال : أَتَانَا بخُبْزَة ولم يأْتِنَا بخُبْرة . ومنه تَسْمِيَة الكَرج المُلاصِقِ أَرضهم بعِراق العَجَم التمرةَ خُبْرَةً هذا أَصْل لُغَتِهم ومِنْهم من يَقْلِب الّراءَ لاماً . وخابَرَانُ بفتح المُوحَّدة : نَاحِيَةٌ بَيْنَ سَرَخْسَ وأَبيوَرْد ومن قُراها مِيهَنَةُ . ومِمَّن نُسِب إِلى خَابَرَانَ أَبُو الفَتْح فَضْلُ الله بنُ عَبْد الرَّحمْن بْنِ طَاهِرٍ الخَابَرانِيّ المُحَدِّث . خَابَرَانُ عآخَرُ . واستَخْبَره : سأَلَه عن الخَبَر وطلَب أَن يُخْبِرَه كتَخَبَّرَه . يقال : تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واستَخْبرْتُه ومِثْله تَضَعَّفْت الرَّجلَ واستَضْعَفْته . وفي حدِيث الحُدَيبِيَة " أَنَّه بَعَث عَيْناً من خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر له خَبَرَ قُرَيْشٍ " أَي يَتَعَرَّف ويَتَتَبَّع . يقال : تَخَبَّر الخَبَرَ واستَخْبَرَ إذا سَأَل عن الأَخبار ليَعْرِفَها . وخَبَّره تَخْبِيراً : أَخْبَرَه . يقال : اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِي وخَبَّرَنِي . وخَبْرِينُ كقَزْوِينَ : بِبُسْتَ . ومنها أَبُو عَليّ الحُسَيْن بْنُ اللَّيْث ابن فُدَيْك الخَبْرِينِيّ البُسْتِيّ من تاريخ شِيرَازَ . والمخْبُورُ : الطَّيَّب الإِدَامِ عن ابْنِ الأَعْرابِيّ أَي الكَثِيرُ الخُبْرَةِ أَي الدَّسم . خَبُورٌ كصبُورٍ : الأَسَدُ . خَبِرَةُ كنَبِقَة : ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ في حِمَى الرَّبذَةِ وعنده قَلِيبٌ لأَشْجَعَ . وخَبْرَاءُ العِذْقِ : ع بالصَّمَّانِ في أَرْضِ تَمِيم لِبَنِي يَرْبُوع . والخَبَائِرَةُ مِن وَلَد ذِي جَبَلَة بْنِ سَوادٍ أَبُو بَطْن من الكُلاع وهو خَبَائِرُ بْنُ سَوَاد بنِ عَمْرو بْنِ الكلاع ابن شَرَحْبِيل . مِنْهُم أَبُو عَلِيّ يُونُس بْن ياسِر بن إيادٍ الخَبَائِرِيّ . روى عنه سَعِيدُ بْنُ كثير بن عُفَيْر في الأخبار . وسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أبو يَحْيَى الخَبَائِريّ تَابِعيٌّ مِنْ ذِي الكَلاَعِ عن أبِيِ أُمَامَة وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالحٍ وعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الخَبَائِرِيُّ الحِمْصيّ لَقَبُه زُرَيْق عن إسْمَاعِيل ابنِ عَيّاش وعنه محَمَّد بنُ عَبْد الرحمن بن يُونُس السّرّاج وأبُو الأحْوَص وجَعْفَرٌ الفِرْيَابيّ قالَه الدَّارَقُطْنِيّ
قَوْلُهم : لأخْبُرَنَّ خَبَرَكَ هكذا هو مضْبُوطٌ عِنْدَنَا محرّكةً . وفي بعْضِ الأُصول الجَيِّدة بضَمٍّ فَسُكُون أي لأعْلَمَنَّ عِلْمَك . والخُبْرُ والخَبَرُ والخَبَرُ : العِلْم بالشَّيْءِ الحَدِيثُ الذي رَوَاه أبو الدَّرْدَاءِ وأخْرَجَه الطَّبَرانِيّ في الكَبِير وأبُو يَعْلَى في المُسْنَد وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَهِ أي وَجَدْتُهُم مَقُولاً فيهِم هذا القَوْلُ . أي مَا مِنْ أحَد إلاَّ وهو مَسْخُوطُ الفِعْلِ عِنْدَ الخِبْرَة والامْتِحانِ هكذَا في التَّكْمِلَة وفي اللِّسَانِ والأساسِ وتَبِعَهُم المُصَنَّفُ في البَصَائِر يُرِيدُ أنَّك إذا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُم أي أبْضْتَهم فأخْرَجَ الكلاَم علَى لَفْظِ الأمْرِ وَمَعْنَاه الخَبَر . وأخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ : وَجدْتَها مَخْبُورَةً أي غَزِيرَةً نقله الصَّغانِيّ كأحْمَدْتُه : وَجَدْتُه مَحْمُوداً
ومُحَمَّدُ بْن عَليٍّ الخَابِرِيّ مُحَدِّثٌ عن أبي يَعْلَي عَبْدِ المُؤْمن ابْنِ خَلَف النَّسَفِيّ وعنه عَبْدُ الرَّحيم ابنِ أحمدَ البُخَارِيّ . ومما يُسْتَدْرَك عليه : الخَبِير مِنْ أسْماءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : العالِمُ بِما كَانَ وبِمَا يَكُون . وفي شَرْح التَّرْمَذِيّ : هو العَلِيم ببَواطِنِ الأَشْيَاءِ . والخَابِرُ : المُخْتَبِرُ المُجَرِّب . والخَبِيرُ : المُخْبِر . ورجلٌ مَخْبَرانِيُّ : ذو مَخْبَرٍ كما قالوا : مَنْظَرَانِيّ : ذُو مَنْظَرٍ . والخَبْرَاءُ : المُجَرَّبَة بالغُزْرِ . والخَبِيرُ : الزَّرْعُ . والخَبِيرُ : الفَقِيه والرَّئِيسُ . والخَبِير : اإِدَام والخبِيرُ . المأْدُومُ . ومنه حديثُ أَبي هُرَيْرَة " حينَ لا آكُل الخَبيرَ " . وجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ : كَثيرُ اللَّحْمِ . ويقال : عليه الدَّبَرَي وحُمَّي خَيْبَرَي . وحُمَّى خَيْبَرَ مُتَنلذَرَةٌ قال الأَخْنَس ابْنُ شِهَاب :" كَمَا اعْتَادَ مَحْمُوماً بخَيبَرَ صالِبُ . والأَخْبَاريّ المُؤَرخ نُسِب للفْظ الأَخْبَار كالأَنْصَاري والأَنماطي وشِبْههما . واشْتَهَر بها الهَيْثَم بنُ عَدّي الطَّائيّ . والخَبَائرَةُ : بَطْنٌ من العَرَب ومَساكنُهُم في جِيزةِ مِصْر . ومن أَمْثَالهم " لاهُلْكَ بوَادِي خبرٍ " . بالضمّ . والخَبِيرَة : الدَّعْوَةُ على عَقِيقَة الغُلام قاله الحَسَنُ بنُ عَبْد الله العَسْكَرِيّ في كتاب " الأَسْمَاء والصِّفات " . والخَيَابِرُ : سَبْعَةُ حُصُونٍ تقدَّم ذِكرُهُم
وخَيْبَرِيّ بن أَفْلَت بن سِلْسِلَة ابن غَنْم بن ثَوْب بن مَعْن قبيلة في طَيِّء منهم إِياسُ بنُ مَالِك بنِ عَبْدِ الله ابن خَيْبَرِيّ الشاعر وله وفِادَة قاله ابنُ الكَلْبيّ . وخَيْبَرُ بنُ أُوَام بن حَجْوَر بن أَسْلم بن عَلْيَانَ : بَطْن من هَمْدَان . وخَيْبَر بنُ الوَلِيد عن أَبيه عن جَدَّه عن أَبي موسى ومُدْلِجُ بنُ سُوَيْد بن مَرْثَد ابن خَيْبَرِيّ الطَّائِيّ لقَبُه مُجِيرُ الجَرادِ . والخَيْبَرِيّ بنُ النُّعمان الطائِيّ : صحابيّ . وسِمَاكٌ الإِسرائِيليُّ الخَيْبَرِيُّ ذَكَره الرُّشاطِيّ في الصَّحابَة . وإِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الله ابْنِ عُمَر بن أَبي الخَيْبَريّ القَصَّار العَبْسِيّ الكُوفِيّ عن وَكِيع وغيرِه . وجَمِيل بن عبد الله بن معَمَر بنِ الحارث بن خَيْبَرِيّ العُذْرِيّ الشَّاعِرُ المَشْهُور
السَّخْبَر : شَجَرٌ إِذَا طَالَ تَدَلَّتْ رُؤُوسه وانْحَنَت واحدتُه سَخْبَرَةٌ وهو يُشبِهُ الإِذْخِرَ . وقال أبو حَنِيفة : يُشْبِه الثُّمَامَ له جُرْثُومَةٌ وعِيدانُه كالكُرّاثِ في الكَثْرَةِ . كأَنَّ ثَمَرَه مَكَاسِحُ القَصَبِ أَو أَرقُّ منها إِذَا طالَ تَدَلَّتْ رُؤُوسُه وانْحَنَتْ . وفي حديث ابنِ الزُّبَيْر قال لِمُعَاوِيَة : " لا تُطْرِقْ إِطراقَ الأُفْعُوانِ في أُصولِ السَّخْبَر " . قالوا : هو شَجَرٌ تَأْلَفُه الحَيَّاتُ فتَسْكُن في أُصولِه أَي لا تَتغافَلْ عمَّا نَحن فيه . وسَخْبَرٌ : ع سُمِّيَ باسْم الشَّجَرِ . والسُّخَيْبِرَة مُصغَّراً : مَاٌء جامعٌ ضَخْمٌ لبَنِي الأَضْبَط بنِ كِلاب . وسَخْبَرَةُ الأَزْدِيّ رَوَى عنه ابنُه عبدُ اللّه . وله حديثٌ في سُنَن التِّرْمِذيّ كذا قاله الذَّهَبيّ وابنُ فَهْد . قلت : والذي رَوَى عنه أَبُو دَاوود الأَعمَى عن عبدِ اللّهِ بن سَخْبَرَة عن النّبِيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم ليس بالأَزْدِيِّ فإِن الأَزْدِيَّ هو أَبو مَعَْر وليس لابْنِه رِوَايَةٌ ولا لأَبِي دَاوُود عنه - وسَخْبَرَةُ بنُ عُبَيْدَةَ ويقال عُبَيْدٍ الأَسَديّ من أَقَارِب عَبْدِ اللّهِ ابنِ جَحْشٍ له هِجْرَةٌ صحابِيَّانِ . وسَخْبَرَةُ بِنْتُ تَمِيم ويقال بِنْتُ أَبي تَمِيم صَحابِيَّةٌ : ذَكَرها ابنُ إِسحاقَ فِيمَن هاجَرَ إِلى المَدِينَة
ومما يُسْتَدرَكُ عليه : فُرُوعُ السَّخْبَرِ لَقَبُ بَنِي جَعْفَر ابنِ كِلاب . قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة :
" ممّا يَجِيءُ به فُرُوعُ السَّخْبَرِ ويقال : رَكِبَ فُلانٌ السَّخْبَرَ إِذَا غَدَرَ . قال حَسَّانُ بنُ ثابتٍ :
إِن تَغْدِرُوا فالغَدْرُ منكمْ شِيمَةٌ ... والغَدْرُ يَنْبُتُ في أُصُولِ السَّخْبَرِ أَرادَ قَوماً مَنازِلُهُم ومَحَالُّهم في مَنَابِتِ السَّخْبَرِ . قال : وأَظنُّهم من هُذَيْل . قال ابنُ بَرِّيّ : إِنَّمَا شَبَّهَ الغادِرَ بالسَّخْبَرِ . لأَنَّه شَجَرٌ إِذَا انتَهَى استَرْخَى رأْسُه ولم يَبْقَ على انتصابِه . يقول : أَنتم لا تَثْبتون على وفَاء كهذا السَّخْبرِ الذي لا يَثْبُت على حَال بَيْنَا يُرَى مُعْتَدِلاً مُنْتَصِباً عادَ مُسْتَرْخِياً غَيْرَ مُنْتَصِبٍ . وأَبُو مَعْمَر عَبْدُ اللّهِ بنُ سَخْبَرَةَ الأَزْدِيُّ صاحِبُ عبدِ اللّه بنِ مسْعُودٍ من وَلَدِه أَبُو القَاسِم يَحْيَى بنُ عَلِيّ ابْنِ يَحْيَى بنِ عَوْفِ بْنِ الحَارِث بن الطُّفَيْلِ بن أَبي مَعْمَر السَّخْبَرِيّ البَغْدَادِيّ ثِقَةٌ حدَّث عن البَغَوِيّ وابْنِ صَاعِدٍ وعنه أَبُو مُحَمَّد الخَلاَّل تُوفِّي سنة 384
" الصُّبْح " بالضَّم " : الفَجْر أَو أَوّلُ النَّهَارِ ج أَصْباحٌ وهو الصَّبِيحة ؛ والصَّبَاح " نقيض المسَاءِ " والإِصْباحُ " بالكسر " ,المُصْبَحُ كمُكْرَم " لأَنّ المفعول مما زاد على الثلاثة كاسم المفعول . قال الله عزّ وجل : " فالِقُ الإِصْباحِ " قال الفرّاءُ : إِذا قيل : الأَمْسَاءُ والأَصْباحُ فهو جمْع المَسَاءِ والصّبْح . قال : ومِثْله الأَبْكار والإِبْكار وقال الشّاعر :
" أَفْنَى رِيَاحاً وذَوِي رِيَاحِ
" تَناسُحُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ وحكَىَ اللِّحْيَانيّ : تقول العرب إِذا تَطيَّروا من الإِنسان وغيرِه : صَبَاحُ اللهِ لا صَباحُك قال : وإِنْ شِئتَ نَصَبْتَ . " وأَصْبَحَ : دَخَل فيه " أَي الصُّبْحِ كما يقال : أَمْسَى إِذا دخل في المَسَاءِ . وفي الحديث : " أَصْبِحوا بالصُّبح فإِنه أَعظمث للأَجْر " أَي صَلُّوها عند طُلوع الصُّبحِ . وفي التَّنْزِيل " وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ " أَصْبَحَ : " بمَعْنَي صارَ " . قال شيخُنا فيه تَطْوِيلٌ لأَنّ " بمعنى " مُسْتَدْرَك كما لا يَخفَى . قال سيبويه : أَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا أَي صِرْنَا في حينِ ذاك . وأَصْبَحَ فلانٌ عالِماً : صار . " وصَبَّحهم " تَصْبيحاً : " قال لهم : عِمْ صَباحاً " وهو تَحِيَّةُ الجاهليَّة أَو قال : صَبَّحكَ اللهُ بالخَيْر . صَبَّحَهم : " أَتاهم صَبَاحاً كصَبَحهم كمَنَعَ " . قال أَبو عَدْنَان : الفَرْق بين صَبَحْنَا وصَبَّحْنَا أَنه يُقَال : صَبَّحْنا بلدَ كذا وكذا وصَبَّحْنَا فُلاناً فهذه مشدّدة ؛ وصَبَحْنَا أَهْلَهَا خَيراً أَو شَرّاً . وقال النّابغة :
وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زَالَ كَعْبُه ... على كُلِّ مَنْ عادَى منَ النّاسِ عَالِيَا ويقال : صَبَّحه بكذا ومَسّاه بكذا كلّ ذلك جائز قال بُجَير بن زُهَير المُزَنيّ وكان أَسْلَمَ :
صَبَحْنَاهُمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ ... وسَبْعٍ من بني عُثْمَانَ وَافِي معناه أَتَيْنَاهم صَبَاحاً بأَلف رَجلٍ من بني سُلَيم . وقال الراجز :
" نَحْنُ صَبَحْنَا عامراً في دَارِها
" جُرْداً تَعَادَى طَرَفَيْ نَهَارِهَا يريد أَتَيْنَاهَا صَباحاً بخَيْل جُرْد . وقال الشَّمّاخ :
وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكَابَها ... وقِيلَ المُنَادِي : أَصبَحَ القَوْمُ أَدْلِجى
قال الأَزهريّ : يَسأَل السّائلُ عن هذا البَيت فيقول : الإِدْلاجُ : سَيرُ اللَّيل فكيف يقول : أَصبحَ القومُ وهو يأْمر بالإِدلاجِ ؟ وقد تقدّم الجواب في " دلج " فراجِعْه . صَبَحَهُم : " سَقَاهم صَبُوحاً " من لَبنٍ يَصْبَحُهم صَبْحاً وصَبَّحَهم تَصْبيحاً كذلك . " وهو " أَي الصَّبوحُ : " ما حُلِبَ من اللَّبنِ بالغَدَاةِ " أَو ما شُرِبَ بالغَدَاةِ فما دُونَ القائِلةِ . وفِعْلُك الاصْطِباحُ . الصَّبُوحُ أَيضاً : كلُّ ما أُكِلَ أَو شُرِبَ غُدْوَةً وهو خِلافُ الغَبُوقِ . والصَّبُوح : " ما أَصْبَحَ عندَهُم من شَرَابٍ " فشَرِبوه . الصَّبُوح : " النَّاقَةُ تُحْلَب صَبَاحاً " حكاه اللِّحْيَانيّ وأَبو الهَيثم . وقولُ شَيْخِنا إِنه غريبٌ محلُّ نَظرٍ . من المجاز : هذا " يومُ الصَّبَاحِ " ولَقِيتُهم غَدَاةَ الصَّبَاحِ : وهو " يَومُ الغَارَةِ " قال الأَعشى :
به تَرْعُفُ الأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذَا النَّقْعُ ثارا يقول : بهذا الفَرَسِ يَتقدَّم صاحبُه الأَلْفَ من الخَيْل يَومَ الغَارَةِ . والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارَةٍ من الخَيْل تَفْجَؤُهم صَبَاحاً : يا صَبَاحَاه : يُنْذِرُونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداءِ العالي . ويُسَمُّون يومَ الغَارةِ يَومَ الصَّبَاحِ لأَنّهم أَكْثَر ما يُغِيرونَ عندَ الصَّباح . " والصُّبْحَة بالضَّمِّ : نَوْمُ الغَدَاةِ ويُفْتَح " وقد كَرِهه بعضُهم . وفي الحديث أَنه نَهَى عن الضُّبْحَة وهي النَّومُ أَوّلَ النَّهَار لأَنه وَقتُ الذِّكْرِ ثم وَقْتُ طَلَبِ الكَسْبِ . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ أَنها قالت : " وعندَه أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُد فأَتَصبَّح " . أَرادتْ أَنها مُكْفِيَّةٌ فهي تَنَام الصُّبْحَة . الصُّبْحَة : " ما تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً " . " وقد تَصَبَّحَ " : إِذا نام بالغَدَاةِ . وفي الحديث : " مَنْ تَصبَّحَ بسَبْعِ تَمْرَاتٍ عَجْوَة " هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القَوْمَ : إِذَا سَقَيْتهم الصَّبُوحَ وصَبَّحت التّشديد لُغة فيه . الصُّبْحَة والصَّبَحَ : " سَوَادٌ إِلى الحُمْرَةِ أَو لَوْنٌ يَضْرِب إِلى الشُّهْبَةِ " قَرِيبٌ منها " أَو إِلى الصُّهْبَةِ " وجَزَمَ السُّهَيليّ بأَن الصُّبْحةَ بياضٌ غيرُ خالصٍ . وقال اللّيث : الصَّبَح : شِدَّةُ الحُمْرَةِ في الشَّعر . " وهو أَصْبَحُ . وهي صَبْحاءُ " . وعن اللّيث : الأَصْبَح قَريبٌ من الأَصْهَب . وروَى شَمِرٌ عن أَبي نَصْرٍ قال : في الشَّعر الصُّبْحَةُ والمُلْحَة . ورجل أَصْبَحُ اللِّحْيَةِ : الّذي تَعلوا شَعرَه حُمْرَةٌ . وقال شَمِرٌ : الأَصْبَحُ : الّذي يكون في سَوادِ شَعرِهِ حُمْرةٌ . وفي حديث المُلاَعنة : " إِنْ جاءَتْ به أَصْبَحَ أَصْهَب " الأَصْبَح : الشَّديدُ حُمْرةِ الشَّعرِ . ومنه صُبْحُ النَّهارِ مُشتَقٌّ من الأَصْبَح . قال الأَزهريّ : ولَوْنُ الصُّبْح الصّادقِ يَضْرِب إِلى الحُمْرَةِ قليلاً كأَنّها لَوْنُ الشَّفَق الأَوَّلِ في أَوَّلِ اللَّيْل . " وأَتَيْنُه لِصُبْحِ خامسةٍ " بالضّم كما تَقُول : لِمُسْيِ خامسةٍ " ويُكْسَر أَي لِصَبَاحِ خَمسةِ أَيامٍ " . وحكَى سيبويه : أَتَيتُه صَبَاحَ مَسَاءَ . من العرب مَن يَبْنِيه كخَمْسَةَ عَشَرَ ومنهم من يُضيفُه إِلاّ في حَدِّ الحالِ أَو الظَّرف . " وأَتيْتُه ذَا صَبَاحٍ وذا صَبُوحٍ أَي بُكْرَةً " . قال سيبويه : " لا يُستعمل إِلاَّ ظَرْفاً " وهو ظَرْفٌ غيرٌ مُتمكِّنٍ . وقد جاءَ في لُغَةٍ لخَثْعَم " اسماً " قال أَنَسُ بنُ نُهَيْك منهم :
عزَمْتُ على إِقامةِ ذِي صَبَاحٍ ... لأَمْرٍ مَا يُسَوَّدُ مَنْ يَسُودُلم يستعمله ظَرْفاً . قال سيبويه : هي لُغَةٌ لخَثْعَم . ووَجدْت في هامش الصّحاح : البيتُ لرجُلٍ من خَثْعَم قالَهُ على لُغَته لأَنّه جَرّ ذا صباحٍ وهو ظَرْفٌ لا يَتمَكَّن والظُّرُوف الّتي لا تَتمكّن لا تُجَرُّ ولا تُرْفَع ولا يجوز ذلك إِلاّ في لغة قومٍ من خَثْعَم أَو يُضْطَرُّ إِليه شاعرٌ . يُريد : عَزَمْت على الإِقامةِ إِلو وَقْتِ الصَّباح لأَنّي وَجَدْت الرَّأْيَ والحَزْمَ يُوجبانِ ذلك . ثم قال : لشيْءٍ ما يُسَوَّد مَنْ يَسود : يقول : إِنّ الذي يُسوِّده قَومُه لا يُسوَّدُ إِلاّ لشيْءٍ من الخِصَالِ الجَمِيلةِ والأُمورِ المحمودةِ رآهَا قَومُه فيه فسَوَّدُوه من أَجْلها ؛ كذا قاله ابن السّيرافيّ . ولقيتُه ذاتَ صُبْحَةٍ وذا صَبُوح أَي حِين أَصْبَحَ وحين شَرِبَ الصَّبُوحَ . وعن ابنِ الأَعرابيّ : أَتَيتُه ذاتَ الصَّبُوحِ وذَات الغَبُوق إِذا أَتَاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً ؛ وذَا صَبَاحٍ وذَا مَساءٍ ؛ وذَاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيْمِ أَي منذُ ثلاثة أَزْمَانٍ وأَعْوامٍ . " والأَصبَحُ : الأَسَدُ " بَيِّنُ الصَّبَحِ . ورَجُلٌ أَصْبَحُ كذلك . الأَصْبَح : " شَعرٌ يَخْلطه بياضٌ بحُمْرَةٍ خِلْقَةً " أَيّاً كانَ " وقد اصْبَاحَّ " اصْبِيحَاحاً " وصَبِحَ كفَرِحَ صَبَحاً " محرَّكةً " وصُبْحَةً بالضّمّ " . " والمُصْبَح كمُكْرَم : موضِعُ الإِصْبَاحِ ووَقْتُه " وعبارة الصّحاح : والمَصْبَح بالفتح : مَوْضِع الإِصباحِ ووَقْتُ الإِصباحِ أَيضاً قال الشاعر :
" بمَصْبَحِ الحَمْدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مَبنيٌّ على أَصْلِ الفِعْل قبلَ أَن يُزاد فيه ولو بُنِيَ على أَصْبَحَ لقِيلَ : مُصْبَح بضَمّ المِيم . انتهى . وفي بعض النُّسخ بعد قوله : كمُكْرَم : " وكمُذْهَب " وهو الصّواب إِن شاءَ الله تعالى . وقال الأَزهريّ : المُصْبَح : المَوضِع الّذِي يُصْبَح فيه والمُمْسي : المَكَان الّذي يُمْسَى فيه . ومنه قوله :
" قَرِيبةُ المُصْبَحِ من مُمْسَاها " والمِصْبَاح : السِّرَاح " وهو قُرْطُه الّذِي تَراه في القِنْدِيل وغيرِه . وقد يُطْلَق السِّرَاجُ على مَحلِّ الفَتِيلةِ مَجَازاً مشهوراً ؛ قاله شيخُنَا . وقال أَبو ذُؤَيب الهُذليّ :
أَمِنْك بَرْقٌ أَبيتُ اللَّيلَ أَرْقُبُه ... كأَنّهُ في عِراضِ الشّامِ مِصْبَاحُ المِصْبَاح من الإِبل : الّذِي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلاَ يَنْهض حتّى يُصْبِحَ وإِنْ أُثِيرَ . وقيل : المِصْبَاح : " النّاقَةُ " الّتي " تُصْبِح في مَبْرَكِهَا " لا تَرْعَى " حتّى يَرْتفِعَ النّهَارُ " وهو ممّا يُسْتَحبّ من الإِبل وذلك " لقُوَّتِهَا " وسِمَنِها جَمْعُه مَصابِيحُ . أَنشد ابن السِّيد في الفَرْق :
مَصَابِيحُ لَيستْ باللَّوَاتِي يَقودُهَا ... نُجومٌ ولا بالآفلاَتِ الدَّوالِكِ المِصْباح : " السِّنَانُ العَرِيض " وأَسِنَّةٌ صَبَاحِيَّة . المِصْباح : " قَدَحٌ كَبِيرٌ " عن أَبي حنيفةَ " كالمِصْبَح كمِنْبَر " في الأَربعة . وعلى الثّاني قولُ المُزَرِّد أَخي الشّمَّاخ :
ضَرَبْتُ له بالسَّيْفِ كَوْمَاءَ مِصْبَحاً ... فشُبَّتْ عليها النّارُ فهْي عَقِيرُ" والصَّبُوحةُ : النَّاقَةُ المحْلُوبةُ بالغَداةِ كالصَّبوحِ " عن اللِّحْيَانيّ . وقد تَقَدّم ذِكْرُ الصَّبُوح آنِفاً . ولو قال هناك : كالصَّبُوحة سَلِمَ من التَّكرار . وحكى اللِّحْيَانيّ عن العرب : هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتِي . " والصَّبَاحَةُ : الجَمالُ " هكذا فَسّره غيرُ واحدٍ من الأَئمّة وقَيّده بعضُ فقهاءِ اللُّغَة بأَنه الجَمالُ في الوَجْهِ خاصَّةً . ونقل شيخنا في عن أَبي منصور : الصَّبَاحةُ في الوَجْهِ والوَضَاءَةُ في البَشَرَة والجَمال في الأَنْف والحَلاوةُ في العيْن والمَلاحَةُ في الفَمِ والظَّرْفُ في اللّسَان والرَّشَاقَةُ في القَدّ واللَّباقة في الشَّمَائل وكَمالُ الحُسْنِ في الشَّعرِ . وقد " صَبُح ككَرُمَ " صَبَاحَةً : أَشْرَقَ وأَنارَ ؛ كذا في المصباح . " فهو صَبِيحٌ وصُبَاحٌ نقله الجوهَرِيّ عن كِسَائيّ واقتصر عليهما " وصُبّاحٌ وصَبْحانُ كشَريفٍ وغُرَابٍ ورُمّانٍ وسَكْرَانَ " وافقَ الّذِين يقولون فُعَالٌ الَّذِين يقولون فَعِيلٌ لاعْتِقَابِهما كثيراً والأُنثَى فيهما بالهاءِ والجمع صِبَاحٌ . وافقَ مُذَكَّرَه في التكسير لاتفاقهما في الوَصْفِيّة . وقال اللّيث : الصَّبِيح : الوَضِيءُ الوَجْهِ . " ورَجَلٌ صَبَحَانٌ محرَّكَةً : يُعَجِّل الصَّبُوحَ " وهو ما اصْطُبِحَ بالغَدَاةِ حارّاً . قَرِّبْ تَصْبِيحَنَا . وقَرَّبَ إِلى الضُّيُوفِ تَصَابِيحَهم " التَّصْبِيحُ الغَدَاءُ " وفي حديثِ المَبْعَثِ " أَنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يَتِيماً في حِجْرِ أَبي طالبٍ وكان يُقرَّبُ إِلى الصِّبْيَان تَصْبِيحُهم فيَخْتَلِسون ويَكُفّ " وهو " اسمٌ بُنِيَ على تَفْعِيلٍ " مثل التّرْعِيب للسَّنامِ المُنْقَطع والتَّنْبِيت اسمٌ لما يَنْبُت من الغِرَاس والتَّنْوِير اسمٌ لنَوْر الشَّجر . يقال : صُبَّتْ عليهم الأَصْبَحِيَّة . " الأَصْبَحيّ : السَّوْطُ " وهي السِّيَاطُ الأَصْبَحِيَّة " نِسْبَةٌ إِلى ذي أَصْبَحَ لمَلِكٍ من مُلوكِ اليَمنِ " من حِمْيَر ؛ قاله أَبو عُبيدَةَ . وذو أصْبَحَ هذا قِيلَ : هو الحارثُ بنُ عَوفِ بنِ زَيد ابن سَدَدِ بن زُرْعةَ وقال الن حزْم هو ذو أَصْبَحَ مالِكُ بن زَيد بن الغَوْث من وَلِد سَبَإٍ الأَصغرِ " من أَجْدَادِ " سيِّدنا " الإِمامِ " الأَقْدَمِ والهُمَامِ الأَكْرَمِ عالِمِ المدينة " مالِكِ بنِ أَنَسٍ " الفقيهِ وجَدُّه الأَقْرَبُ أَبو عامرِ بنُ عَمْرِو بن الحارِثِ ابن غَيْمَانَ الأَصبَحِيّ الحِمْيَريّ تابِعيّ . وذكر الحازميّ في كتاب النَّسب : أَن ذا أَصْبَحَ من كَهْلاَنَ وأَنّ منهم الإِمامَ مالكاً . والمشهور هو الأَوّلُ لأَنّ كَهْلانَ أَخو حِمْيَر على الصّحِيح خلافاً للجوهَريّ كما سيأْتي . " واصِطَبَحَ : أَسْرَجَ " كأَصْبَحَ ؛ وهذا من الأَساس . والشَّمعُ ممَّا يُصْطَبَح به أَي يُسْرَجُ به . اصْطَبَحَ : " شَرِبَ الصَّبُوحَ " - وصَبَحه يَصْبَحُه صَبْحاً : سقاه صَبُوحاً - " فهو مَصْطَبِحٌ " وقال قُرْط بن التَّوْأَم اليَشْكُريّ :
كانَ ابنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه ... مِن هَجْمةٍ كفَسِيلِ النَّحْلِ دُرّارِيَعْشُوه : يُطْعِمه عِشَاءً . والهَجْمةُ : القِطْعَة من الإِبل . ودُرّار : من صِفَتها . وفي الحديث : " ومالَنا صَبِيٌّ يَصْطَبِح " أَي ليس لنا لَبَنٌ بقَدْرِ ما يَشْرَبُه الصَّبيُّ بُكْرَةً من الجَدْب والقَحْطِ فَضْلاً عن الكثير اصْطَبَحَ واغْتَبَقَ وهو " صَبْحانُ " وغَبْقَانُ . ومن أَمْثَالِهم السّائِرَةِ في وَصْف الكَذّابِ قولهم : " أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ " . قال شَمِرٌ : هكذا قال ابن الأَعْرَابيّ . قال وهو الحُوَار الّذي قد شَرِبَ فَروِيَ فإِذا أَردتَ أَن تَسْتَدِرَّ به أُمَّه لم يَشرَبْ لرِيِّه دِرَّتَها . قال : ويقال أَيضاً : " أَكْذَبُ من الأَخِيذِ الصَّبْحانِ " . قال أَبو عَدنَانَ : الأَخيذُ : الأَسيرُ . والصَّبْحَانُ : الّذِي قد اصْطَبَح فَرَوِيَ . قال ابن الأَعْرَابيّ : وهو رَجلٌ كان عند قَومٍ فصَبَحوه حتى نَهَضَ عنهم شاخِصاً فأَخَذَه قَوْمٌ وقالوا : دُلَّنا على حيث كُنْت . فقال : إِنما بِتُّ بالقَقْر فبينما هم كذلك إِذ قَعَدَ يَبول . فعَلِموا أَنّه بات قَرِيباً عند قَوْمٍ . فاستدلّوا به عليهم واسْتَبَاحُوهم . والمَصْدَر الصَّبَح بالتحريك . " واسْتَصْبَحَ " بالمِصْبَح : " اسْتَسْرَجَ " به . وفي حديث جابرٍ في شُحُومِ المَيْتَة : " ويَسْتَصْبِحُ بها النّاسُ " أَي يُشْعِلون بها سُرُوجَهم . " والصُّبَاحِيَّة بالضّمّ : الأَسِنَةُ العَرِيضَةُ " . وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ قال ابن سِيدَه : لا أَدري إِلامَ نُسِبَ . " والصَّبْحَاءُ " : الوَاضِحَةُ الجَبينِ . الصَّبْحَاءُ والمُصبِّح " كمُحَدِّث : فَرَسانِ " لهم . " ودَمٌ صُبَاحِيّ بالضّمّ : شَدِيدُ الحُمْرَةِ " مأْخُوذٌ من الأَصْبحِ : الّذي تَعلو شَعرَه حُمْرَةٌ . قال أَبو زُبَيد
" عَبيطِ صُبَاحِيٍّ من الجَوْفِ أَشْقَرَا " والصُّبَاحُ " بالضّمّ " شُعْلَةُ القنْديل " " وبنو صُبَاحٍ " بالضّمّ : بُطونٌ . منها " بَطْنٌ " في عبد القَيْس وهو صُبَاحُ بن لُكَيْزِ بن أفْصَى بن عبد القَيْس أَخو شَنّ بن لُكَيْز . وبَطْنٌ في ضَبَّةَ . وبَطْنٌ في غَنِيٍّ . وبطن في عُذْرَةَ . " وذو صُبَاحٍ : ع وقَيْل مِن " أَقْيَالِ " حِمْيَر " وهو غَيْرُ " ذُو أَصْبَحَ " " وصُبَاحٌ وصُبْحٌ ماءَانِ حِيَالَ " أَي حِذَاءَ " نَمَلَى " مُحرَّكَةً . صَبَاحٌ " كسحَابٍ ابنُ الهُذَيْلِ أَخو " الإِمَامِ " زُفَر الفَقِيهِ " . صَبَاحُ " بنُ خاقَانَ كَرِيمٌ " جَوادٌ امْتَدَحه إِسحاقُ النَّديم . صُبَاحٌ " كغُراب ابنُ طَرِيفِ جاهِليّ " من بني رَبيعةَ ؛ كذا قاله أَئمّة الأَنسابِ . قال الحافظُ ابن حجَرٍ : وليس كذلك بل هو ضَبِّيّ هو صُبَاحُ بنُ طَرِيفِ ابنِ زيدِ بنِ عَمْرِو بن عامرِ بن رَبيعةَ بنِ كَعْبِ بن ثَعْلَبةَ بن سَعد بن ضَبَّةَ يُنْسَب إِليه جماعةٌ منهم عبدُ الحَارث بنُ زَيد بن صَفْوَانَ بن صُبَاحٍ وفَدَ على النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم فسماه عبدَ الله . " والصَّبَحُ محركةً : بَرِيقُ الحَدِيدِ " وغيرِه . " وأُمُّ صُبْح بالضّمّ " من أَعلامِ " مَكَّة " المشرَّفَة زِيدَتْ شَرَفاً . في التّهذيبِ : والتَّصْبِيحُ على وُجُوهٍ يقال : " صَبَّحْتُ القَوْمَ المَاءَ تَصْبِيحاً " : إِذا " سَرَيْتَ بهم حتّى أَوْردَتْهُم إِيّاه " أَي الماءَ " صَباحاً " ومنه قوله :
وَصَبَّحتُهم ماءً بِفَيْفَاءَ قَفْرةٍ ... وقد حَلَّقَ النَّجْمث اليَمَانيُّ فاسْتَوَى أَرادَ سَرَيْتُ بهم حتّى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماءِ . وتقول : صَبَّحتُ القَومَ تَصْبِيحاً إِذا أَتَيتَهم مع الصَّبَاح . ومنه قولُ عَنْتَرةَ يَصف خَيْلاً :
وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفَارَ عَوابِساً ... تَهْدِي أَوائلَهنَّ شُعْثٌ شُزَّبُأَي أَتَيْنَ الجِفَارَ صَبَاحاً يعني خَيْلاً عليها فُرْسانُها . ويقال : صَبَّحْتُ القَوْمَ إِذاسَقَيْتهم الصَّبُوحَ . انتهت عبارةُ التّهذيب . وقد تقدّم المَعنيانِ الأَخيرَانِ في أَوّل المَادّة ولم يزل دأَب المصنِّف في تَقطيعِ الكلامِ المُوجِب لِسهَام المَلامِ عَفا عَنّا وعنه المَلِك العَلاّم فإِنه لو ذَكر هذه عند أَخَواتِها كان أَمْثَلَ لطرِيقَتِه الّتي اختارها . من المَجَاز : يقال للرّجل يُنبَّهُ من سِنَةِ الغَفْلَةِ : " أَصْبِحْ " يا رَجلُ " أَي انْتَبِهْ " من غَفْلِتك " وأَبْصِرْ رُشْدَك " وما يُصْلِحُك . وقال رُؤبة
" أَصْبِحْ فَمَا مِن بَشَرٍ مَآْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعيب . ويُقَال للنّائم : أَصْبِحْ أَي اسْتيقِظْ . وأَصْبَحُوا : استَيْقَظُوا في جَوْف اللَّيْل ؛ كذا في الأَساس . من المجاز أَيضاً : " الحَقُّ الصَّابِحُ " وهو " البَيِّنُ " الظَّاهِرُ الّذِي لا غُبَارَ عليه . وكذَا قَوْلُهم صَبَحَني فُلانٌ الحَقَّ ومَحَضَنِيه . " وصَبْحَةُ " بالفتح : " قَلْعَةٌ بدِيار بَكْرٍ " بين آمِدَ وَمَّيَّافَارِقِينَ . ومما يستدرك عليه : قولهم : صَبَّحَك اله بخيرٍ إِذا دَعَا له . وأَتَيْتُه أُصْبُوحَةَ كلِّ يومٍ وأُمْسِيَّةَ كلِّ يومٍ . وأَصْبَحَ القَوْمُ : دَنَا وَقْتُ دُخولِهم في الصَّبَاح . وبه فُسِّر قولُ الشّمّاخ . والصَّبُوح : كلُّ ما أُكِلَ أَو شُرِبَ غُدْوةً وهو خِلافُ الغَبوقِ . وحكَى الأَزهريّ عن اللّيث : الصَّبُوحُ : الخَمْرُ وأَنشد :
ولَقَدْ غَدَوْتُ عَلَى الصَّبُوحِ معي ... شَرْبٌ كِرامٌ مِن بَني رُهْمِ والصّبَائح في قَوْلِ أَبي لَيْلَى الأَعْرَابيّ : جَمْعُ صَبُوحٍ بمعنى لَبَنِ الغَدَاةِ . وصَبَحتُ فُلاناً : أَي ناوَلْتُه صَبُوحاً من لَبَنٍ أَو خَمْرٍ . ومنه قول طَرَفة :
" مَتى تَأْتِنِي أَصْبَحْكَ كأْساً رَوِيّةً أَي أَسقِكَ . وفي المَثَل : " أَعَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّقُ " لمَنْ يُجَمْجِم ولا يُصَرِّحُ . وقد يُضْرَبُ أَيضاً لمن يُورِي عن الخَطْبِ العَظيمِ بكِنايةٍ عنه ولمن يُوجِب عليك ما لا يَجِبُ بكلامٍ يُلطِّفه . ورُوِيَ عن الشَّعْبِيّ أَن رَجلاً سأَله عن رَجل قَبَّلَ أُمَّ امرأَتِه فقال له الشَّعْبيّ : " أَعَنْ صَبُوحٍ تُرقِّق حَرُمَت عليه امرأَتُه " ظنّ الشَّعْبيّ أَنه كَنَى بتقبيله إِيّاهَا عن جِماعِها . ورُجلٌ صَبْحَانُ وامرأَةٌ صَبْحَى : شَرِبَا الصَّبُوحَ مثل سَكْرانَ وسَكْرَى . وفي مجمع الأَمثال : ونَاقَة صَبْحَى : حُلِبَ لَبنُها ذكرَه في الصّاد . انتهَى . وصَبُوحُ النّاقَةِ وصُبْحَتُها : قَدْرُ ما يُحْتَلَب منها صُبْحاً . وصَبَحَ القَوْمَ شَرّاً : جاءَهُم به صَبَاحاً . وصَبَحَتْهم الخَيْلُ وصَبَّحَتْهم : جاءَتْهُم صُبْحاً . ويا صَبَاحَاه : يقولها المُنْذِر . وصَبَحَ الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً : سَقَاهَا غُدْوَةً . والصّابِحُ : الّذِي يَصْبَحُ إِبلَه الماءَ أَي يَسْقِيها صَبَاحاً . ومنه قول أَبي زُبَيْد :
" حِينَ لاحَتْ للصَّابِحِ الجَوْزاءُ وتلك السَّقْيَةُ تُسَمّيها العربُ الصُّبْحَةَ وليست بناجِعةٍ عند العَرَب . ووَقْتُ الوِرْدِ المحمود عندهم مع الضَّحاءِ الأَكبرِ . وفي حديث جَرِير : و " ولا يَحْسِر صابِحُها " أَي لا يَكِلّ ولا يَعْيَا وهو الّذي يَسْقِيها صَبَاحاً لأَنه يُورِدها ماءً ظاهراً على وجْه الأَرض . وفي الحديث : " فأَصْبِحي سِرَاجَك " أَي أَصْلِحيها . وفي حديث يحيَى بن زكريّا عليهما السّلام : " كان يَخْدُم بيت المَقْدِس نَهاراً ويُصْبِح فيه لَيْلاً " أَي يُسْرِج السِّرَاجَ . والمَصابِيح : الأقْدَاحُ الّتي يُصْطَبَح بها وأَنشد :
نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابيحِ وَسْطَهَا ... لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفرَّقُ مُجْمَعُومَصَابِيحُ النُّجُومِ : أَعْلاَمُ الكَوَاكب . وفُلانٌ يَتَصَابَحُ وَيَتَحَاسَنُ . ومن المَجَاز : رأَيْت المَصَارِيحَ تَزْهَرُ في وَجْهه . وفي مَثَلٍ : " أَصْبِحْ لَيْلُ " . ومُخَاطبةث اللَّيْلِ وخِطَابُ الوَحْشِ مَجَازَانِ ؛ كذا في الأَساس . وقد سَمَّت صُبْحاً وصَبَاحاً وصُبَيحاً وصَبَّاحاً وصَبِيحاً ومَصْبَحا كقُفْلٍ وسَحَابٍ وزُبَيْرِ وكَتّانٍ وأَمِير ومَسْكَن . وأَسْوَدُ صُبْحٌ تأْكيدٌ ؛ قاله الزّمخشريّ . وصَبَاحٌ : مولَى العبّاسِ بنِ عبد المُطَّلب ؛ ذَكرَه ابنُ بَشْكَوال في الصّحَابة . وصُبَيحٌ : مولى أَبي أُحَيْحةَ تَجَهَّز لبَدْرٍ فمَرِض . وعبد الله بن صُبَيْحٍ : تابعيّ روَى عنه محمّد ابن إِسحاقَ . وصُبَيحَةُ بنُ الحارِث القُرشيّ التَّيْميّ : من مُسْلِمَةِ الفَتْح . وبنو صُبْحِ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيبانَ قبيلةٌ . وبنو صُبْحِ بنِ ذُهْلِ بنِ مالِكِ بنِ بَكرِ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبّةَ فَخِذٌ . وصَبَاحُ بنُ ثابتٍ القُشَيْريّ . وصُبَيْحٌ : مَولَى زَيدِ بنِ أَرْقَمَ . وصُبَيْحُ بنُ عميرَةَ . وصُبَيْحٌ مَولَى عبدِ الله بن رَبَاحٍ . وصُبَيْحُ بنُ عبدِ الله العَبْسيّ تابعيّون . وصُبَاحٌ بالضّمّ : ابنُ نَهْدِ بن زَيدٍ في قُضاعةَ وصُبَاحُ بنُ عَبِيلِ بنِ أَسْلمَ في عَنَزةَ . وصُبَاحُ بنُ لُكَيز في عبد القَيْس منهم أَبو خَيْرَةَ الصَّبَاحِيّ يأْتي للمصنّف في خ ي ر مع وَهمٍ . وصُبَاحُ بن ظَبْيَانَ في نَسبِ جَميلٍ صاحبِ بُثَيْنَةَ . وفي سَعْدِ هُذَيمٍ صُبَاحُ بنُ قَيْسِ بنِ عامرِ ابنِ هُذَيم . وصُبْحُ بنُ مَعْبَدِ بنِ عَدِيٍّ في طَيِّئِ . وصَبّاحٌ - كشدّادٍ - ابنُ محمّدِ بن صَبّاحٍ عن المُعَافَى بن سُلَيْمانَ