معنى أهلك الحرث و النسل في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الأَهْل أَهل
الرجل وأَهْلُ الدار وكذلك الأَهْلة قال أَبو الطَّمَحان وأَهْلةِ وُدٍٍّّ
تَبَرَّيتُ وُدَّهم وأَبْلَيْتُهم في الحمد جُهْدي ونَائلي ابن سيده أَهْل الرجل
عَشِيرتُه وذَوُو قُرْباه والجمع أَهْلون وآهَالٌ وأَهَالٍ وأَهْلات وأَهَلات قال
المُخَبّ
الأَهْل أَهل
الرجل وأَهْلُ الدار وكذلك الأَهْلة قال أَبو الطَّمَحان وأَهْلةِ وُدٍٍّّ
تَبَرَّيتُ وُدَّهم وأَبْلَيْتُهم في الحمد جُهْدي ونَائلي ابن سيده أَهْل الرجل
عَشِيرتُه وذَوُو قُرْباه والجمع أَهْلون وآهَالٌ وأَهَالٍ وأَهْلات وأَهَلات قال
المُخَبَّل السعدي وهُمْ أَهَلاتٌ حَوْلَ قَيْسِ بنِ عاصم إِذا أَدْلَجوا باللَّيل
يَدْعُونَ كَوْثَرا وأَنشد الجوهري وبَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهالِها تَرَى بِها
العَوْهَقَ من وِئالُها وِثالُها جمع وائل كقائم وقِيام ويروى البيت وبَلْدَةٍ
يَسْتَنُّ حازي آلِها قال سيبويه وقالوا أَهْلات فخففوا شَبَّهوها بصعْبات حيث كان
أَهل مذكَّراً تدخله الواو والنون فلما جاء مؤنثه كمؤنث صَعْب فُعل به كما فعل
بمؤنث صَعْب قال ابن بري وشاهد الأَهْل فيما حَكى أَبو القاسم الزجاجي أَن حَكِيم
بن مُعَيَّة الرَّبَعي كان يُفَضِّل الفَرَزْدق على جَرير فهَجَا جرير حكيماً
فانتصر له كنان بن ربيعة أَو أَخوه ربعي بن ربيعة فقال يهجو جريراً غَضِبْتَ علينا
أَن عَلاك ابن غالب فهَلاَّ على جَدَّيْك في ذاك تَغْضَبُ ؟ هما حينَ يَسْعَى
المَرْءُ مَسْعاةَ أَهْلِهِ أَناخَا فشَدَّاك العِقال المُؤَرَّبُ
( * قوله شداك العقال اراد بالعقال فنصب بنزع الخافض وورد مؤرب في الأصل مضموماً
وحقه النصب لأنه صفة لعقال ففي البيت إذاً إقواء )
وما يُجْعَل البَحْرُ الخِضَمُّ إِذا طما كَجُدٍٍّّ ظَنُونٍ ماؤُه يُتَرقَّبُ
أَلَسْتَ كُلْيبيًّا لألأَمِ وَالدٍ وأَلأَمِ أُمٍٍّّ فَرَّجَتْ بك أَو أَبُ ؟
وحكى سيبويه في جمع أَهْل أَهْلُون وسئل الخليل لم سكنوا الهاء ولم يحرّكوها كما
حركوا أَرَضِين ؟ فقال لأَن الأَهل مذكر قيل فلم قالوا أَهَلات ؟ قال شبهوها
بأَرَضات وأَنشد بيت المخبل السعدي قال ومن العرب من يقول أَهْلات على القياس
والأَهَالي جمع الجمع وجاءت الياء التي في أَهالي من الياء التي في الأَهْلين وفي
الحديث أَهْل القرآن هم أَهْلُ الله وخاصَّته أَي حَفَظة القرآن العاملون به هم
أَولياء الله والمختصون به اختصاصَ أَهْلِ الإِنسان به وفي حديث أَبي بكر في
استخلافه عمر أَقول له إِذا لَقِيتُه اسْتعملتُ عليهم خَيْرَ أَهْلِكَ يريد خير
المهاجرين وكانوا يسمُّون أَهْلَ مكة أَهل الله تعظيماً لهم كما يقال بيت الله
ويجوز أَن يكون أَراد أَهل بيت الله لأَنهم كانوا سُكَّان بيت الله وفي حديث أُم
سلمة ليس بكِ على أَهْلكِ هَوَانٌ أَراد بالأَهل نَفْسَه عليه السلام أَي لا
يَعْلَق بكِ ولا يُصيبكِ هَوَانٌ عليهم واتَّهَل الرجلُ اتخذ أَهْلاً قال في
دَارَةٍ تُقْسَمُ الأَزْوادُ بَيْنَهم كأَنَّما أَهْلُنا منها الذي اتَّهَلا كذا
أَنشده بقلب الياء تاء ثم إِدغامها في التاء الثانية كما حكي من قولهم اتَّمَنْته
وإلا فحكمه الهمزة أَو التخفيف القياسي أَي كأَن أَهلنا أَهلُه عنده أَي مِثلُهم
فيما يراه لهم من الحق وأَهْلُ المذهب مَنْ يَدين به وأَهْلُ الإِسلام مَن يَدِين
به وأَهْلُ الأَمر وُلاتُه وأَهْلُ البيت سُكَّانه وأَهل الرجل أَخَصُّ الناس به
وأَهْلُ بيت النبي صلى الله عليه وسلم أَزواجُه وبَناته وصِهْرُه أَعني عليًّا
عليه السلام وقيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم والرجال الذين هم آله وفي التنزيل
العزيز إِنما يريد الله ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْس أَهلَ البيت القراءة أَهْلَ
بالنصب على المدح كما قال بك اللهَ نرجو الفَضْل وسُبْحانك اللهَ العظيمَ أَو على
النداء كأَنه قال يا أَهل البيت وقوله عز وجل لنوح عليه السلام إِنه ليس من
أَهْلِك قال الزجاج أَراد ليس من أَهْلِك الذين وعدتُهم أَن أُنجيهم قال ويجوز أَن
يكون ليس من أَهل دينك وأَهَلُ كل نَبيٍّ أُمَّته ومَنْزِلٌ آهِلٌ أَي به أَهْلُه
ابن سيده ومكان آهِلٌ له أَهْل سيبويه هو على النسب ومأْهول فيه أَهل قال الشاعر
وقِدْماً كان مأْهْولاً وأَمْسَى مَرْتَعَ العُفْر وقال رؤبة عَرَفْتُ
بالنَّصْرِيَّةِ المَنازِلا قَفْراً وكانت مِنْهُمُ مَآهلا ومكان مأْهول وقد جاء
أُهِل قال العجاج قَفْرَيْنِ هذا ثم ذا لم يُؤهَل وكلُّ شيء من الدواب وغيرها
أَلِف المَنازلَ أَهْلِيٌّ وآهِلٌ الأَخيرة على النسب وكذلك قيل لما أَلِفَ الناسَ
والقُرى أَهْلِيٌّ ولما اسْتَوْحَشَ بَرِّيّ ووحشي كالحمار الوحشي والأَهْلِيُّ هو
الإِنْسِيّ ونَهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أَكل لحوم الحُمُر الأَهْلية
يومَ خَيْبَرَ هي الحُمُر التي تأْلف البيوت ولها أَصْحاب وهي مثل الأُنْسية ضدّ
الوحشية وقولهم في الدعاء مَرْحَباً وأَهْلاً أَي أَتيتَ رُحْباً أَي سَعَة وفي
المحكم أَي أَتيت أَهْلاً لا غُرباء فاسَْأْْنِسْ ولا تَسْتَوْحِشْ وأَهَّل به قال
له أَهْلاً وأَهِل به أَنِس الكسائي والفراء أَهِلْتُ به وودَقْتُ به إِذا
استأْنستَ به قال ابن بري المضارع منه آهَلُ به بفتح الهاء وهو أَهْلٌ لكذا أَي
مُسْتَوجب له الواحدُ والجمعُ في ذلك سَواء وعلى هذا قالوا المُلْك لله أَهْلِ
المُلْك وفي التنزيل العزيز هو أَهْلُ التَّقْوى وأَهْل المغفرة جاء في التفسير
أَنه عز وجل أَهْلٌ لأَن يُتَّقَى فلا يُعْصَى وأَهْلُ المغفرة لمن اتَّقاه وقيل
قوله أَهل التقوى مَوْضِعٌ لأَن يُتَّقى وأَهْل المغفرة موضع لذلك الأَزهري
وخطَّأَ بعضُهم قولَ من يقول فلان يَسْتأْهِل أَن يُكْرَم أَو يُهان بمعنى يَسْتحق
قال ولا يكون الاستِئهال إِلاَّ من الإِهالة قال وأَما أَنا فلا أُنكره ولا
أُخَطِّئُ من قاله لأَني سمعت أَعرابيّاً فَصِيحاً من بني أَسد يقول لرجل شكر عنده
يَداً أُولِيَها تَسْتَأْهِل يا أَبا حازم ما أُولِيتَ وحضر ذلك جماعة من الأَعراب
فما أَنكروا قوله قال ويُحَقِّق ذلك قولُه هو أَهْل التقوى وأَهل المَغْفِرة
المازني لا يجوز أَن تقول أَنت مُسْتَأْهل هذا الأَمر ولا مستأْهل لهذا الأَمر
لأَنك إِنما تريد أَنت مستوجب لهذا الأَمر ولا يدل مستأْهل على ما أَردت وإِنما
معنى الكلام أَنت تطلب أَن تكون من أَهل هذا المعنى ولم تُرِدْ ذلك ولكن تقول أَنت
أَهْلٌ لهذا الأَمر وروى أَبو حاتم في كتاب المزال والمفسد عن الأَصمعي يقال استوجب
ذلك واستحقه ولا يقال استأْهله ولا أَنت تَسْتَأْهِل ولكن تقول هو أَهل ذاك وأَهل
لذاك ويقال هو أَهْلَةُ ذلك وأَهّله لذلك الأَمر تأْهيلاً وآهله رآه له أَهْلاً
واسْتَأْهَله استوجبه وكرهها بعضهم ومن قال وَهَّلتْه ذهب به إِلي لغة من يقول
وامَرْتُ وواكَلْت وأَهْل الرجل وأَهلته زَوْجُه وأَهَل الرجلُ يَأْهِلُ ويَأْهُل
أَهْلاً وأُهُولاً وتَأَهَّل تَزَوَّج وأَهَلَ فلان امرأَة يأْهُل إِذا تزوّجها
فهي مَأْهولة والتأَهُّل التزوّج وفي باب الدعاء آهَلَك الله في الجنة إيهالاً أَي
زوّجك فيها وأَدخلكها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَعْطى الآهِلَ
حَظَّين والعَزَب حَظًّا الآهل الذي له زوجة وعيال والعَزَب الذي لا زوجة له ويروى
الأَعزب وهي لغة رديئة واللغة الفُصْحى العَزَب يريد بالعطاء نصيبَهم من الفَيْء
وفي الحديث لقد أَمست نِيران بني كعب آهِلةً أَي كثيرة الأَهل وأَهَّلَك الله
للخير تأْهيلاً وآلُ الرجل أَهْلُه وآل الله وآل رسوله أَولياؤه أَصلها أَهل ثم
أُبدلت الهاء همزة فصارت في التقدير أَأْل فلما توالت الهمزتان أَبدلوا الثانية
أَلفاً كما قالوا آدم وآخر وفي الفعل آمَنَ وآزَرَ فإِن قيل ولمَ زَعَمْتَ أَنهم
قلبوا الهاء همزة ثم قلبوها فيما بعد وما أَنكرتَ من أَن يكون قلبوا الهاء أَلفاً
في أَوَّل الحال ؟ فالجواب أَن الهاء لم تقلب أَلفاً في غير هذا الموضع فيُقاسَ
هذا عليه فعلى هذا أُبدلت الهاء همزة ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً وأَيضاً فإِن الأَلف
لو كانت منقلبة عن غير الهمزة المنقلبة عن الهاء كما قدمناه لجاز أَن يستعمل آل في
كل موضع يستعمل فيه أَهل ولو كانت أَلف آل بدلاً من أَهل لقيل انْصَرِفْ إِلى آلك
كما يقال انْصَرِف إِلى أَهلك وآلَكَ والليلَ كما يقال أَهْلَك والليلَ فلما كانوا
يخصون بالآل الأَشرفَ الأَخصَّ دون الشائع الأَعم حتى لا يقال إِلا في نحو قولهم
القُرَّاء آلُ الله وقولهم اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد وقال رجل مؤمن من
آل فرعون وكذلك ما أَنشده أَبو العباس للفرزدق نَجَوْتَ ولم يَمْنُنْ عليك طَلاقةً
سِوى رَبَّة التَّقْريبِ من آل أَعْوَجا لأَن أَعوج فيهم فرس مشهور عند العرب
فلذلك قال آل أَعوجا كما يقال أَهْل الإِسكاف دلَّ على أَن الأَلف ليست فيه بدلاً
من الأَصل وإِنما هي بدل من الأَصل
( * قوله « وإنما هي بدل من الأصل » كذا في الأصل ولعل فيه سقطاً وأصل الكلام
والله أعلم وإنما هي بدل من الهمزة التي هي بدل من الأصل أو نحو ذلك ) فجرت في ذلك
مجرى التاء في القسم لأَنها بدل من الواو فيه والواو فيه بدل من الباء فلما كانت
التاء فيه بدلاً من بدل وكانت فرع الفرع اختصت بأَشرف الأَسماء وأَشهرها وهو اسم
الله فلذلك لم يُقَل تَزَيْدٍ ولا تالبَيْتِ كما لم يُقَل آل الإِسكاف ولا آل
الخَيَّاط فإِن قلت فقد قال بشر لعَمْرُك ما يَطْلُبْنَ من آل نِعْمَةٍ ولكِنَّما
يَطْلُبْنَ قَيْساً ويَشْكُرا فقد أَضافه إِلى نعمة وهي نكرة غير مخصوصة ولا
مُشَرَّفة فإِن هذا بيت شاذ قال ابن سيده هذا كله قول ابن جني قال والذي العمل
عليه ما قدمناه وهو رأْي الأَخفش قال فإِن قال أَلست تزعم أَن الواو في والله بدل
من الباء في بالله وأَنت لو أَضمرت لم تقل وَهُ كما تقول به لأَفعلن فقد تجد
أَيضاً بعض البدل لا يقع موقع المبدل منه في كل موضع فما ننكر أَيضاً أَن تكون
الأَلف في آل بدلاً من الهاء وإِن كان لا يقع جميع مواقع أَهل ؟ فالجواب أَن الفرق
بينهما أَن الواو لم يمتنع من وقوعها في جميع مواقع الباء من حيث امتنع من وقوع آل
في جميع مواقع أَهل وذلك أَن الإِضمار يردّ الأَسماء إِلى أُصولها في كثير من
المواضع أَلا ترى أَن من قال أَعطيتكم درهماً فحذف الواو التي كانت بعد الميم
وأَسكن الميم فإِنه إِذا أَضمر للدرهم قال أَعطيتكموه فردّ الواو لأَجل اتصال
الكلمة بالمضمر ؟ فأَما ما حكاه يونس من قول بعضهم أَعْطَيْتُكُمْه فشاذ لا يقاس
عليه عند عامة أَصحابنا فلذلك جاز أَن تقول بهم لأَقعدن وبك لأَنطلقن ولم يجز أَن
تقول وَكَ ولا وَهُ بل كان هذا في الواو أَحرى لأَنها حرف منفرد فضعفت عن القوّة
وعن تصرف الباء التي هي أَصل أَنشدنا أَبو علي قال أَنشدنا أَبو زيد رأَى بَرْقاً
فأَوْضَعَ فوقَ بَكْرٍ فلا بِكَ ما أَسالَ ولا أَغاما قال وأَنشدنا أَيضاً عنه
أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالِ ليَحْزُنَني فلا بِك ما أُبالي قال وأَنت ممتنع من
استعمال الآل في غير الأَشهر الأَخص وسواء في ذلك أَضفته إِلى مُظْهَر أَو أَضفته
إِلى مضمر قال ابن سيده فإِن قيل أَلست تزعم أَن التاء في تَوْلَج بدل من واو وأَن
أَصله وَوْلَج لأَنه فَوْعَل من الوُلُوج ثم إِنك مع ذلك قد تجدهم أَبدلوا الدال
من هذه التاء فقالوا دَوْلَج وأَنت مع ذلك قد تقول دَوْلَج في جميع هذه المواضع
التي تقول فيها تَوْلَج وإِن كانت الدال مع ذلك بدلاً من التاء التي هي بدل من
الواو ؟ فالجواب عن ذلك أَن هذه مغالطة من السائل وذلك أَنه إِنما كان يطَّرد هذا
له لو كانوا يقولون وَوْلَج ودَوْلَج ويستعملون دَوْلَجاً في جميع أَماكن وَوْلَج
فهذا لو كان كذا لكان له به تَعَلّقٌ وكانت تحتسب زيادة فأَما وهم لا يقولون
وَوْلَج البَتَّةَ كراهية اجتماع الواوين في أَول الكلمة وإِنما قالوا تَوْلَج ثم
أَبدلوا الدال من التاء المبدلة من الواو فقالوا دَوْلَج فإِنما استعملوا الدال
مكان التاء التي هي في المرتبة قبلها تليها ولم يستعملوا الدال موضع الواو التي هي
الأَصل فصار إِبدال الدال من التاء في هذا الموضع كإِبدال الهمزة من الواو في نحو
أُقِّتَتْ وأُجُوه لقربها منها ولأَنه لا منزلة بينهما واسطة وكذلك لو عارض معارض
بهُنَيْهَة تصغير هَنَة فقال أَلست تزعم أَن أَصلها هُنَيْوَة ثم صارت هُنَيَّة ثم
صارت هُنَيْهة وأَنت قد تقول هُنَيْهة في كل موضع قد تقول فيه هُنَيَّة ؟ كان
الجواب واحداً كالذي قبله أَلا ترى أَن هُنَيْوة الذي هو أَصل لا يُنْطَق به ولا
يستعمل البَتَّة فجرى ذلك مجرى وَوْلَج في رفضه وترك استعماله ؟ فهذا كله يؤَكد
عندك أَن امتناعه من استعمال آل في جميع مواقع أَهل إِنما هو لأَن فيه بدلاً من
بدل كما كانت التاء في القسم بدلاً من بدل والإِهالَةُ ما أَذَبْتَ من الشحم وقيل
الإِهَالة الشحم والزيت وقيل كل دهن اؤْتُدِم به إِهالةٌ والإِهالة الوَدَك وفي
الحديث أَنه كان يُدْعى إِلى خُبْز الشعير والإِهالة السَّنِخَة فيُجيب قال كل شيء
من الأَدهان مما يُؤْتَدَم به إِهالَةٌ وقيل هو ما أُذيب من الأَلْية والشَّحم
وقيل الدَّسَم الجامد والسَّنِخة المتغيرة الريح وفي حديث كعب في صفة النار يجاء
بجهنَم يوم القيامة كأَنها مَتْنُ إِهالة أَي ظَهْرُها قال وكل ما اؤْتدم به من
زُبْد ووَدَك شحم ودُهْنِ سمسم وغيره فهو إِهالَة وكذلك ما عَلا القِدْرَ من وَدَك
اللحم السَّمين إِهالة وقيل الأَلْية المُذابة والشحم المذاب إِهالة أَيضاً ومَتْن
الإِهالة ظَهْرُها إِذا سُكِبَت في الإِناء فَشَبَّه كعب سكون جهنم قبل أَن يصير
الكفار فيها بذلك واسْتَأْهل الرجلُ إِذا ائتدم بالإِهالة والمُسْتَأْهِل الذي
يأْخذ الإِهالة أَو يأْكلها وأَنشد ابن قتيبة لعمرو ابن أسوى لا بَلْ كُلِي يا
أُمَّ واسْتَأْهِلي إِن الذي أَنْفَقْتُ من مالِيَه وقال الجوهري تقول فلان أَهل
لكذا ولا تقل مُسْتَأْهِل والعامَّة تقول قال ابن بري ذكر أَبو القاسم الزجاجي في
أَماليه قال حدثني أَبو الهيثم خالد الكاتب قال لما بويع لإِبراهيم بن المهدي
بالخلافة طلبني وقد كان يعرفني فلما دخلت إِليه قال أَنْشِدْني فقلت يا أَمير
المؤْمنين ليس شعري كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ من الشعر لحكماً
وإِنما أَنا أَمزحُ وأَعْبَثُ به فقال لا تقل يا خالد هكذا فالعلم جِدٌّ كله ثم
أَنْشدته كُنْ أَنت للرَّحْمَة مُسْتَأْهِلاً إِن لم أَكُنْ منك بِمُسْتَأْهِل
أَلَيْسَ من آفة هذا الهَوى بُكاءٌ مقتول على قاتل ؟ قال مُسْتَأْهِل ليس من فصيح
الكلام وإِنما المُسْتَأْهِل الذي يأْخذ الإِهالة قال وقول خالد ليس بحجة لأَنه
مولد والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
الحَرْثُ
والحِراثَةُ العَمل في الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً وقد يكون الحَرْثُ نفسَ
الزَّرْع وبه فَسَّر الزجاجُ قوله تعالى أَصابت حَرْثَ قوم ظَلَمُوا أَنْفُسَهم
فأَهْلَكَتْه حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً الأَزهري الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ في
الأَرض لازْدِ
الحَرْثُ
والحِراثَةُ العَمل في الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً وقد يكون الحَرْثُ نفسَ
الزَّرْع وبه فَسَّر الزجاجُ قوله تعالى أَصابت حَرْثَ قوم ظَلَمُوا أَنْفُسَهم
فأَهْلَكَتْه حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً الأَزهري الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ في
الأَرض لازْدِراعٍ والحَرْثُ الزَّرْع والحَرَّاثُ الزَّرَّاعُ وقد حَرَث
واحْتَرثَ مثل زَرَعَ وازْدَرَع والحَرْثُ الكَسْبُ والفعلُ كالفعل والمصدر
كالمصدر وهو أَيضاً الاحْتِراثُ وفي الحديث أَصْدَقُ الأَسماءِ الحارِثُ لأَن
الحارِثَ هو الكاسِبُ واحْتَرَثَ المالَ كَسَبه والإِنسانُ لا يخلو من الكَسْب
طبعاً واخْتياراً الأَزهري والاحْتِراثُ كَسْبُ المال قال الشاعر يخاطب ذئباً ومن
يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ والحَرْثُ العَمَلُ للدنيا والآخرة وفي
الحديث احْرُثْ لدُنْياك كأَنك تَعيش أَبداً واعْمل لآخرتك كأَنك تَموتُ غَداً أَي
اعْمَلْ لدُنْياك فخالَفَ بين اللفظين قال ابن الأَثير والظاهر من لفظ هذا الحديث
أَمّا في الدنيا فالحَثُّ على عمارتها وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُنَ فيها
ويَنْتَفِع بها من يجيءُ بعدك كما انْتَفَعْتَ أَنتَ بعمل مَن ان قبلك وسَكَنْتَ
فيما عَمَر فإِن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه يَطُول عُمْرُه أَحْكَم ما يَعْمله
وحَرَصَ على ما يَكْتَسبه وأَما في جانب الآخرة فإِنه حَثَّ على الإِخلاص في العمل
وحضور النيَّة والقلب في العبادات والطاعات والإِكثار منها فإِن من يعلم أَنه يموت
غداً يُكثر من عبادته ويُخْلِصُ في طاعته كقوله في الحديث الآخر صَلِّ صلاةً
مُودِّع وقال بعضُ أَهل العلم المراد من هذا إِلى الحديث غيرُ السابق إِلى الفهم
من ظاهره لأَنه عليه السلام إِنما نَدَبَ إِلى الزُّهْد في الدنيا والتقليل منها
ومِن الانهماك فيها والاستمتاع بلذاتها وهو الغالب على أَوامره ونواهيه صلى الله
عليه وسلم فيما يتعلق بالدنيا فكيف يَحُثُّ على عِمارتها والاستكثار منها ؟ وإِنما
أَراد والله أَعلم أَن الإِنسان إِذا علم أَنه يعيش أَبداً قَلَّ حِرْصُه وعلم أَن
ما يريده لا يَفُوته تَحْصِيلُه بترك الحِرْص عليه والمُبادرةِ إِليه فإِنه يقول
إِن فاتني اليومَ أَدركته غَداً فإِني أَعيش أَبداً فقال عليه السلام اعْمَلْ
عَمَلَ من يَظُنُّ أَنه يُخَلَّد فلا تَحْرِصْ في العمل فيكون حَثّاً على الترك
والتقليل بطريق أَنيقةٍ من الإِشارة والتنبيه ويكون أَمره لعمل الآخرة على ظاهره فيَجْمَع
بالأَمرين حالةً واحدةً وهو الزهدُ والتقليل لكن بلفظين مختلفين قال وقد اختصر
الأَزهري هذا المعنى فقال معنى هذا الحديث تقديمُ أَمر الآخرة وأَعمالها حِذارَ
الموت بالفَوْت على عَمل الدنيا وتأْخيرُ أَمر الدنيا كراهيةَ الاشْتغال بها عن
عمل الآخرة والحَرْثُ كَسْبُ المال وجَمْعُه والمرأَةُ حَرْثُ الرجل أَي يكون
وَلَدُه منها كأَنه يَحْرُثُ ليَزْرَعَ وفي التنزيل العزيز نساؤُكم حَرْثٌ لكم
فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتم قال الزجاج زعم أَبو عبيدة أَنه كناية قال والقول
عندي فيه أَن معنى حَرْثٌ لكم فيهنَّ تَحْرُثُون الوَلَد واللِّدَة فأْتُوا
حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم أَي ائْتُوا مواضعَ حَرْثِكم كيف شِئْتُم مُقْبِلةً
ومُدْبرةً الأَزهري حَرَثَ الرجلُ إِذا جَمَع بين أَربع نسوة وحَرَثَ أَيضاً إِذا
تَفَقَّه وفَتَّشَ وحَرَثَ إِذا اكْتَسَبَ لعياله واجْتَهَدَ لهم يقال هو يَحْرُث
لعياله ويَحْتَرثُ أَي يَكْتَسِب ابن الأَعرابي الحَرْثُ الجماع الكثير وحَرْثُ
الرجل امرأَتُه وأَنشد المُبَرّد إِذا أَكلَ الجَرادُ حُروثَ قَوْمٍ فَحَرْثي
هَمُّه أَكلُ الجَرادِ والحَرْثُ مَتاعُ الدنيا وفي التنزيل العزيز من كانَ يُريد
حَرْثَ الدنيا أَي من كان يريد كَسْبَ الدنيا والحَرْثُ الثَّوابُ والنَّصِيبُ وفي
التنزيل العزيز من كان يُريدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ له في حَرْثه وحَرَثْتُ النار
حَرَّكْتها والمِحْراثُ خَشبة تُحَرَّك بها النارُ في التَّنُّور والحَرْثُ
إِشْعالُ النار ومِحْراثُ النار مِسْحَاتُها التي تُحَرَّك بها النار ومِحْراثُ
الحَرْب ما يُهَيِّجها وحَرَثَ الأَمْرَ تَذَكَّره واهْتاجَ له قال رؤْبة
والقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذا لم يُحْرَثِ والحَرَّاثُ الكثير الأَكل عن ابن الأَعرابي
وحَرَثَ الإِبلَ والخَيْلَ وأَحرَثَها أَهْزَلها وحَرَثَ ناقتَه حَرْثاً وأَحْرَثَها
إِذا سار عليها حتى تُهْزَلَ وفي حديث بَدْرٍ اخْرُجُوا إِلى مَعايشكم وحَرائِثكم
واحدُها حَريثةٌ قال الخطابي الحَرائِثُ أَنْضاءُ الإِبل قال وأَصله في الخيل إِذا
هُزِلَتْ فاستعير للإِبل قال وإِنما يقال في الإِبل أَحْرَفْناها بالفاء يقال ناقة
حَرْفٌ أَي هَزيلةٌ قال وقد يراد بالحرائثِ المَكاسِبُ من الاحْتراثِ الاكتساب
ويروى حَرَائبكم بالحاء والباء الموحدة جمعُ حَريبةٍ وهو مالُ الرجل الذي يقوم
بأَمره وقد تقدَّم والمعروف بالثاء وفي حديث معاوية أَنه قال للأَنصار ما فَعَلَتْ
نواضِحُكم ؟ قالوا حَرَثْناها يوم بَدْرٍ أَي أَهْزَلناها يقال حَرَثْتُ الدابةَ
وأَحْرَثْتُها أَي أَهْزَلْتها قال ابن الأَثير وهذا يخالف قول الخطابي وأَراد
معاوية بذكر النَّواضِح تَقْريعاً لهم وتعريضاً لأَنهم كانوا أَهل زَرْع وسَقْيٍ
فأَجابوه بما أَسْكتَه تعريضاً بقتل أَشياخه يوم بَدْر الأَزهري أَرض مَحْروثة
ومُحْرَثة وَطِئَها الناسُ حتى أَحْرَثُوها وحَرَثُوها ووُطِئَتْ حتى أَثاروها وهو
فسادٌ إِذا وُطِئَتْ فهي مُحْرَثة ومَحْروثة تُقْلَبُ للزَرْع وكلاهما يقال بَعْدُ
والحَرْثُ المَحَجَّةُ المَكْدُودة بالحوافر والحُرْثةُ الفُرضةُ التي في طَرَف القَوْس
للوَتر ويقال هو حَرْثُ القَوْسِ والكُظْرة وهو فُرْضٌ وهي من القوس حَرْثٌ وقد
حَرَثْتُ القَوسَ أَحْرُثُها إِذا هيَّأْتَ مَوْضِعاً لعُرْوة الوَتَر قال
والزَّنْدة تُحْرَثُ ثم تُكْظَرُ بعد الحَرْثِ فهو حَرْثٌ ما لم يُنْفَذ فإِذا
أُنْفِذَ فهو كُظْر ابن سيده والحَرَاثُ مَجْرى الوَتَر في القوس وجمعه أَحْرِثة
ويقال احْرُثِ القرآن أَي ادْرُسْه وحَرَثْتُ القرآن أَحْرُثُه إِذا أَطَلْتَ
دِراستَه وتَدَبَّرْتَه والحَرْثُ تَفْتِيشُ الكتاب وتَدبُّره ومنه حديث عبد الله
احْرُثُوا هذا القرآن أَي فَتِّشُوه وثَوِّروه والحَرْثُ التَّفْتِيش والحُرْثَةُ
ما بين مُنْتَهى الكَمَرة ومَجْرَى الخِتان والحُرْثَة أَيضاً المَنْبِتُ عن ثعلب
الأَزهري الحَرْثُ أَصلُ جُرْدانِ الحمار والحِرَاثُ السَّهم قبل أَن يُراش والجمع
أَحْرِثة الأَزهري الحُرْثة عِرقٌ في أَصل أُدافِ الرَّجل والحارِثُ اسم قال
سيبويه قال الخليل إِن الذين قالوا الحَرث إِنما أَرادوا أَن يجعلوا الرجل هو
الشيء بعينه ولم يجعلوه سمي به ولكنهم جعلوه كأَنه وَصفٌ له غَلَب عليه قال ومن
قال حارِثٌ بغير أَلف ولام فهو يُجْريه مُجْرى زيدٍ وقد ذكرنا مثل ذلك في الحسن
اسم رجل قال ابن جني إِنما تَعَرَّفَ الحَرثُ ونحوُه من الأَوْصاف الغالبة
بالوَضْع دون اللام وإِنما أُقِرَّتِ اللامُ فيها بعد النَّقْل وكونها أَعلاماً
مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل وجمع الأَول الحُرَّثُ والحُرَّاثُ وجمع حارِث
حُرَّثٌ وحَوارِثُ قال سيبويه ومن قال حارث قال في جمعه حَوارِث حيث كان اسماً
خاصًّا كزَيْد فافهم وحُوَيْرِثٌ وحُرَيثٌ وحُرْثانُ وحارِثةُ وحَرَّاثٌ
ومُحَرَّثٌ أَسماءٌ قال ابن الأَعرابي هو اسم جَدِّ صَفْوانَ بن أُمية بن
مُحَرَّثٍ وصَفوانُ هذا أَحدُ حُكَّامِ كِنانَة وأَبو الحارث كنيةُ الأَسَد
والحارثُ قُلَّة من قُلَلِ الجَوْلانِ وهو جبل بالشأْم في قول النابغة الذبْياني
يَرْثِي النُّعمان ابن المنذر بكَى حارِثُ الجَوْلانِ من فَقْدِ رَبِّه وحَوْرانُ
منه خائفٌ مُتضَائِلُ قوله من فَقْد رَبِّه يعني النعمان قال ابن بري وقوله
وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتَضائل كقول جرير لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ
تَوَاضَعَتْ سُورُ المدينة والجِبالُ الخُشَّعُ والحارثان الحارثُ بن ظالم بن
حَذيمةَ بن يَرْبُوع بن غَيْظِ بنِ مُرَّة والحارثُ بن عوفِ بن أَبي حارثة ابن
مُرَّة بن نُشْبَة بن غَيْظِ بنِ مرَّة صاحب الحَمَالة قال ابن بري ذكر الجوهري في
الحارثين الحارِثَ بن ظالم بن حَذيمة بالحاء غير المعجمة ابن يَرْبُوع قال
والمعروف عند أَهل اللغة جَذيمة بالجيم والحارِثان في باهلة الحارِثُ بن قُتَيْبة
والحارثُ بن سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قُتَيْبة وقولهم بَلْحَرث لبَني
الحرث بن كَعْب مِن شواذِّ الإِدغام لأَن النون واللام قريبا المَخْرَج فلما لم
يمكنهم الإِدغامُ بسكون اللام حذفوا النون كما قالوا مَسْتُ وظَلْتُ وكذلك يفعلون
بكل قبيلة تَظْهَر فيها لام المعرفة مثل بَلْعنبر وبَلْهُجَيم فأَما إِذا لم
تَظْهَر اللامُ فلا يكون ذلك وفي الحديث وعليه خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّة قال ابن
الأَثير هكذا جاءَ في بعض طُرُق البخاري ومسلم قيل هي منسوبة إلى حُرَيْثٍ رجلٍ من
قُضاعة قال والمعروف جُونِيَّةٌ وهو مذكور في موضعه
معنى
في قاموس معاجم
النَّسْل الخلْق
والنَّسْل الولد والذرِّية والجمع أَنسال وكذلك النَّسِيلة وقد نَسَل ينسُل
نَسْلاً وأَنسَل وتَناسَلوا أَنسَل بعضُهم بعضاً وتناسَل بنو فلان إِذا كثر
أَولادهم وتَناسَلوا أَي وُلد بعضهم من بعض ونَسَلَت الناقةُ بولد كثير تنسُل
بالضم قال ابن
النَّسْل الخلْق
والنَّسْل الولد والذرِّية والجمع أَنسال وكذلك النَّسِيلة وقد نَسَل ينسُل
نَسْلاً وأَنسَل وتَناسَلوا أَنسَل بعضُهم بعضاً وتناسَل بنو فلان إِذا كثر
أَولادهم وتَناسَلوا أَي وُلد بعضهم من بعض ونَسَلَت الناقةُ بولد كثير تنسُل
بالضم قال ابن بري يقال نَسَل الوالدُ ولدَه نَسْلاً وأَنسَل لغة فيه قال وفي
الأَفعال لابن القطاع ونَسَلت الناقة بولد كثير الوَبر أَسقطته وفي حديث وفد عبد
القيس إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلناها أَي استثْمَرْناها
وأَخذنا نَسْلها قال وهو على حذف الجارّ أَي نَسَلْنا بها أَو منها نحو أَمرتُك
الخيرَ أَي بالخير قال وإِن شدِّد كان مثل ولَّدناها يقال نَسَل الولد يَنْسُل
ويَنْسِل ونَسَلت الناقة وأَنسَلت نَسْلاً كثيراً والنَّسُولة التي تُقْتَنى
للنَّسْل وقال اللحياني هو أَنسَلُهم أَي أَبعدُهم من الجَدِّ الأَكبر ونَسَل
الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْسُل نُسُولاً وأَنسَل سقَط وتقطَّع وقيل سقَط ثم نبَت
ونَسَلَه هو نَسْلاً وفي التهذيب وأَنْسَله الطائرُ وأَنسَل البعيرُ وبَره أَبو
زيد أَنسَل ريشُ الطائر إِذا سقط قال ونَسَلْته أَنا نَسْلاً واسمُ ما سقَط منه
النَّسِيل والنُّسال بالضم واحدته نَسِيلة ونُسالة ويقال أَنسَلَت الناقةُ وبرَها
إِذا أَلقته تَنْسِله وقد نَسَلت بولد كثيرٍ تَنْسُل ونُسالُ الطير ما سقَط من
ريشها وهو النُّسالة ويقال نَسَل الطائرُ ريشَه يَنْسُل ويَنْسِل نَسْلاً ونَسَل
الوبرُ وريش الطائر بنفسه يتعدَّى ولا يتعدّى وكذلك أَنسَل الطائر ريشَه وأَنسَل
ريشُ الطائر يتعدّى ولا يتعدّى وأَنسَلَت الإِبلُ إِذا حان لها أَن تَنْسُل وبرَها
ونسَل الثوبُ عن الرجل سقَط أَبو زيد النَّسُولة من الغنم ما يُتَّخَذ نسلُها
ويقال ما لبني فلان نَسُولةٌ أَي ما يُطلَب نسلُه من ذوات الأَربع وأَنسَل
الصِّلِّيانُ أَطرافَه أَبرَزَها ثم أَلقاها والنُّسالُ سُنْبُل الحَليِّ إِذا
يَبس وطارَ عن أَبي حنيفة وقول أَبي ذؤيب
( * قوله « أبي ذؤيب » كذا في الأصل وشرح القاموس والذي في المحكم ابن ابي داود
لأبيه ويوافقه ما نقدم للمؤلف في مادة بقل )
أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ ويروى وأُنسِل فمَن
رواه وأَنسِل فمعناه سمِنت حتى سقط عني الشعر ومن رواه أُنسِل فمعناه تُنْسِل
إِبلي وغنَمي والنَّسِيلة الذُّبالةُ وهي الفَتِيلة في بعض اللغات ونَسَل الماشي
يَنْسِل ويَنْسُل نسْلاً ونَسَلاً ونَسَلاناً أَسرع قال عَسَلانَ الذئبِ أَمْسى
قارِباً بَرَدَ الليلُ عليه فَنَسَلْ وأَنشد ابن الأَعرابي عَسٌّ أَمامَ القوم
دائم النَّسَلْ وقيل أَصل النَّسلانِ للذئب ثم استعمِل في غير ذلك وأَنسَلْت
القومَ إِذا تقدَّمتهم وأَنشد ابن بري لعَدِيِّ بن زيد أَنْسَل الدرعان غَرْبٌ
خَذِمٌ وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ
( * قوله « أنسل الدرعان إلخ » هكذا في الأصل )
وفي التنزيل العزيز فإِذا هُمْ من الأَجْداث إِلى ربهم يَنْسِلون قال أَبو إِسحق
يخرجون بسرعة وقال الليث النَّسَلان مِشْية الذئب إِذا أَسرع وقد نسَل في العدْوِ
يَنْسِل ويَنْسُل نَسْلاً ونَسَلاناً أَي أَسرع وفي الحديث أَنهم شكَوْا إِلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الضَّعْفَ فقال عليكم بالنَّسْل قال ابن الأَعرابي ببسط
( * قوله « ببسط » هو هكذا في الأصل بدون نقط ) وهو الإِسراع في المشي وفي حديث
آخر أَنهم شكوا إِليه الإِعْياء فقال عليكم بالنَّسَلان وقيل فأَمرهم أَن
يَنْسِلوا أَي يسرعوا في المشي وفي حديث لقمان وإِذا سَعى القوم نَسَل أَي إِذا
عَدَوْا لغارة أَو مَخافة أَسرع هو قال والنَّسَلان دون السَّعْيِ والنَّسَل
بالتحريك اللبن يخرج بنفْسه من الإِحليل والنَّسِيل العسل إِذا ذابَ وفارَق
الشَّمَع المحكم والنَّسِيل والنَّسِيلةُ جميعاً العسل عن أَبي حنيفة ويقال
لِلَّبن الذي يَسِيل من أَخضر التِّين النَّسَل بالنون ذكره أَبو منصور في أَثناء
كلامه على نلس
( * قوله « على نلس » هكذا في الأصل بدون نقط )
واعتذر عنه أَنه أَغفله في بابه فأَثبته في هذا المكان ابن الأَعرابي يقال فلان
يَنْسِل الوَدِيقة ويحمي الحقيقة
معنى
في قاموس معاجم
لهَلْكُ الهلاك
قال أَبو عبيد يقال الهَلْك والهُلْكُ اوالمُلْكُ والمَلْكُ هَلَكَ يَهْلِكُ
هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً مات ابن جني ومن الشاذ قراءة من قرأَ ويَهْلَكُ
الحَرْثُ والنَّسْلُ قال هو من باب رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ وكل ذلك عند
أَبي بكر ل
لهَلْكُ الهلاك
قال أَبو عبيد يقال الهَلْك والهُلْكُ اوالمُلْكُ والمَلْكُ هَلَكَ يَهْلِكُ
هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً مات ابن جني ومن الشاذ قراءة من قرأَ ويَهْلَكُ
الحَرْثُ والنَّسْلُ قال هو من باب رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ وكل ذلك عند
أَبي بكر لغات مختلطة قال وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ فاستغنى
عنه بهَلَكَ وبقيت يَهْلَك دليلاً عليها واستعمل أَبو حنيفة الهَلَكَة في جُفُوف
النبات وبَيُوده فقال يصف النبات من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه ثم تَوَلِّيه
وإِدباره إِلى هَلَكَتِه وبَيُوده ورجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّك وهَلْكَى
وهَوَالِكَ الأَخيرة شاذة وقال الخليل إِنما قالوا هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى
لأَنها أَشياء ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون الأَزهري قومٌ هَلْكَى
وهالِكُون الجوهري وقد يجمع هالِك على هَلْكَى وهُلاَّك قال زيادُ بن مُنْقِذ
تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ يعني
به الفقراء وهَلَكَ الشيءَ وهَلَّكه وأَهْلَكَه قال العجاج ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ
تَعَرَّجا هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا يعني مُهْلِك لغة تميم كما يقال ليل
غاضٍ أَي مُغْضٍ وقال الأَصمعي في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ
المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا في السير أَي من تعرَّض فيه هَلَكَ وأَنشد ثعلب
قالت سُلَيْمى هَلِّكوا يَسارا الجوهري هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً
ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً وتَهْلُكَةً والاسم الهُلْكُ بالضم قال اليزيدي
التَّهْلُكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس قال ابن بري وكذلك
التُّهْلوك الهَلاكُ قال وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ شَبيبُ عادى
اللهُ من يَجْفُوكا وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا وأَهْلكه غيره واسْتَهْلَكه وفي
الحديث عن أَبي هريرة إِذا قال الرجلُ هَلَكَ الناسُ فهو أَهْلَكهم يروى بفتح
الكاف وضمها فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون
الناسَ من رحمة ا لله تعالى يقولون هَلَك الناسُ أَي استوجبوا النار والخلود فيها
بسوء أَعمالهم فإِذا قال الرجل ذلك فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى أَو هو الذي
لما قال لهم ذلك وأَيأَسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي فهو الذي
أَوقعهم في الهلاك وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا قال ذلك لهم فهو أَهْلَكهم أَي
أَكثرهم هَلاكاً وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً ويرى له
عليهم فضلاً وقال مالك في قوله أَهلكهم أَي أَبْسَلُهم وفي الحديث ما خالَطتِ
الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْه قيل هو حضٌّ على تعجيل الزكاة من قبل أَن تختلط
بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به وقيل أَراد تحذير العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم
إِياه بها وقيل أَن يأْخذ الزكاة وهو غنّي عنها وفي حديث عمر رضي الله عنه أَتاه
سائل فقال له هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ أَي أَهلكت عيالي وفي التنزيل وتلك القُرى
أَهْلَكْناهم لما ظلموا وقال أَبو عبيدة أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَلَكْتَني
بمعنى أَهْلَكتني قال وليست بلغتي أَبو عبيدة تميم تقول هَلَكَه يَهْلِكُه هَلْكاً
بمعنى أَهْلَكه وفي المثل فلان هالِكٌ في الهوالك وأَنشد أَبو عمرو لابن جذْلِ
الطِّعانِ تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ
مالكِ فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ غَداةَ إِذٍ أَو هالِكٌ في
الهَوالِكِ قال وهذا شاذ على ما فسر في فوارس قال ابن بري يجوز أَن يريد هالك في
الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكة على القياس وإِنما جاز فوارس لأَنه مخصوص
بالرجال فلا لبس فيه قال وصواب إنشاد البيت فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر والهَلَكَة
الهَلاكُ ومنه قولهم هي الهَلَكَة الهَلْكاءُ وهو توكيد لها كما يقال هَمَجٌ هامجٌ
أبو عبيدة يقال وقع فلان في الهَلَكَةِ الهَلْكى والسَّوْأَة السَّوْأى وقوله عز
وجل وجعلنا لمَهْلِكهِم مَوعِداً أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً ومن قرأ لمَهْلَكِهم
فمعناه لإهلاكهم وفي حديث أم زرع وهو إمامُ القَوْم في المَهالِك أرادت في الحروب
وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا يتخلف وقيل إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ
فيهديهم وهم على أثره واسْتَهْلَكَ المالَ أنفقه وأنفده أنشد سيبويه تقولُ إذا
اسْتَهْلَكْتُ مالاً للَذَّةٍ فُكَيْهَةُ هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ قال سيبويه
يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين وليس ذلك بواجب كوجوب إدغام الشم والشراب ولا
جميعهم يدغم هل شيء وأهْلَكَ المالَ باعه في بعض أخبار هذيل أن حَبيباً الهُذَليّ
قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد ارجِعْ إلى قومك قال كيف أصنع بإيلي ؟ قال أهْلِكْها
أي بعْها والمَهْلَكة والمَهلِكة والمَهْلُكة المَفازة لأنه يهلك فيها كثيراً
ومفازة هالكةٌ من سَلَكها أي هالكة للسالكين وفي حديث التوبة وتَرْكُها مَهْلِكة
أي موضع لهَلاكِ نفْسه وجمعها مَهالِكُ وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة
والهَلَكُونُ الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء ابن بُزُرج يقال هذه أرض آرمَةٌ
هَلَكُونٌ وأرض هَلَكون إذا لم يكن فيها شيء يقال هَلَكونُ نبات أرضين ويقال
ترَكها آرِمَةً هَلَكِينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر طويل يقال مررت بأرض
هَلَكِينَ بفتح الهاء واللام
( * قوله « هَلَكينَ بفتح النون دون تنوين » هكذا في الأصل وفي القاموس أرضٌ
هَلَكِينٌ وأرضٌ هَلكونٌ بتنوين الضمّ )
والهَلَكُ والهَلَكاتُ السِّنُونَ لأنها مهلكة عن ابن الأعرابي وأنشد لأسْودَ بن
يَعْفُرَ قالت له أمُّ صَمْعا إذ تُؤَامِرُه ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَلَكِ
؟ الواحدة هَلَكة بفتح اللام أيضاً والهَلاكُ الجَهْدُ المُهْلِكُ وهَلاكٌ
مُهْتَلِكٌ على المبالغة قال رؤبة من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَلِكْ
ولأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكٌ وإما مُلْكٌ والفتح فيهما لغة أي لأَذْهَبَنَّ فإما أن
أهْلِكَ وإما أن أمْلِكَ وهالِكُ أهْلٍ الذي يَهْلِكُ في أهْله قال الأَعشى وهالِك
أهْلٍ يَعودُونه وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَنْ قال ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْلِك
أهْلَه والهَلَكُ جِيفَةُ الشيء الهالِك والهَلَكُ مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ
السُّكاكِ لأنها مَهْلَكة وقيل الهَلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض
السابعة وهو من ذلك فأما قول الشاعر الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه وليس
يُعْجِزُهُ هَلْكٌ ولا لُوح فإنه سكن للضرورة وهو مذهب كوفي وقد حجر عليه سيبويه
إلا في المكسور والمضموم وقيل الهَلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء
ما بين كل شيئين وكله من الهَلاك وقيل الهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين وأنشد لامرئ
القيس أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ على الأَيْنِ ذاتَ هِبابٍ نِوارا رأتْ
هَلَكاً بنِجاف الغَبِيط فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا ويروى تَجُدّ لذاك
الهِجارا قوله هِباب نَشاط ونِواراً نِفاراً وتجدّ تقطع الحبل نُفوراً من
المَهْواةِ والهِجار حبل يشدّ في رسغ البعير والهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين وقال
ذو الرمة يصف امرأة جَيْداء تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً على
هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ والهَلَكُ بالتحريك الشيء الذي يَهْوي ويسقُط
والتَّهْلُكَةُ الهلاك وفي التنزيل العزيز ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة
وقيل التَّهْلُكة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك والتُّهْلُوك الهَلاك وأنشد بيت
شَبيبٍ وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا ووقع في وادي تُهْلِّكَ بضم التاء والهاء
واللامُ مشددة وهو غير مصروف مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه
بالفعل والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ رمي الإنسان بنفسه في تَهْلُكة والقَطاة
تَهْتَلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك ويقال تَهْتَلِكُ تجتهد في
طيرانها ويقال منه اهْتَلَكتِ القَطاةُ والمِهْتَلِكُ الذي ليس له همٌّ إلا أن
يَتَضَيَّفه الناسُ يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ
الهَلاكِ لا يتمالك دونَه قال أبو خِراشٍ إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا
ومُهتَلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ والهُلاّكُ الصَّعاليك الذين يَنْتابون
الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء حالهم وقيل الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا
الطريق وكله من ذلك أنشد ثعلب لجَمِيل أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها
وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ وكذلك المُتَهَلِّكُون أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل
الهُذَليّ لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ من بُؤَّس الناس عنه الخيْرُ
مَحْجُوزُ وافْعَلْ ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ أي على كل حال بضم الهاء واللام غير
مصروف قال ابن سيده وبعضهم لا يصرفه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو هَلَكْتَ
والعامَّة تقول إن هَلَكَ الهُلُكُ قال ابن بري حكى أبو علي عن الكسائي هَلَكَتْ
هُلُكُ مصروفاً وغير مصروف وفي حديث الدجال وذكر صفته ثم قال ولكن الهُلْكُ كلُّ
الهُلْكِ أن ربكم ليس بأعور وفي رواية فإما هَلَكَتْ هُلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور
الهُلْكُ الهَلاك ومعنى الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى
الربوبية ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر فإنه لا يقدر على إزالة العَور
لأن الله منزه عن النقائص والعيوب وأما الثانية فهُلَّكٌ بالضم والتشديد جمع هالك
أي فإن هَلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور ولو روي فإما
هَلَكَتْ هُلُك على قول العرب افعل كذا إما هَلَكَتْ هُلَّكُ وهُلُكٌ بالتخفيف
منوَّناً وغير منوّن لكان وجهاً قويّاً ومُجْراه مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما
خَيَّلَتْ أي على كل حال وهُلُكٌ صفة مفردة بمعنى هالكة كناقة سُرُحٌ وامرأة
عُطُلٌ فكأنه قال فكيفما كان الأمر فإن ربكم ليس بأعور وفي رواية فإما هَلَكَ
الهُلُكُ فإن ربكم ليس بأعور قال الفراء العرب تقول افعل ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ
وهُلُكٌ بإجراءٍ وغير إجراء وبعضهم يُضيفه إما هَلَكتْ هُلُكُه أي على ما
خَيَّلَتْ أي على كل حال وقيل في تفسير الحديث إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل
حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور وقوله على ما خَيَّلَتْ أي أرَتْ
وشَبَّهَتْ وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في عوره والهَلُوك من النساء
الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال سميت بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل
وتنثني عند جماعها ولا يوصف الرجل الزاني بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ وقال بعضهم
الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ لزوجها وفي حديث مازِنٍ إني مُولَعٌ بالخمر
والهَلُوكِ من النساء وفي الحديث فتهالَكْتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي
فوقه وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ سقط عليه وتَهالَكَتِ المرأةُ في مشيها
من ذلك والهالِكِيُّ الحدَّادُ وقيل الصَّيْقَل قال ابن الكلبي أوّل من عَمِلَ
الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة وكان حدّاداً نسب إليه
الحدّاد فقيل الهالِكيُّ ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ وقال لبيد جُنوحَ الهالِكِيِّ
على يدَيْهِ مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ أراد بالهالِكيّ الحداد وقال آخر
ولا تَكُ مِثلَ الهالِكيِّ وعِرْسِه سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ فقالت
شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ أي خلطته بالسويق
قال عرّام في حديثه كنت أتَهَلَّكُ في مَفاوز أي كنت أدور فيها شِبْهَ المتحير
وأنشد كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَلِكُ
واسْتَهْلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه واهْتَلَكَ معه وقال الراعي لهنَّ
حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى خفيفَ الحشا مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح طامِعا أي
يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها وطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ من سَلَكَه قال
الحُطَيئة يصف الطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتيِّ قد جعَلَتْ أيدي المَطيِّ
به عاديَّةً رُكُبا الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ يعني به السَّدى والسَّتى شبَّه شَرَك
الطريق بسَدَى الثوب وفلان هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أي ساقطة من السواقط أي هالِكٌ
والهَلْكى الشَّرِهُونَ من النساء والرجال يقال رجال هَلْكى ونساء هَلْكى الواحد
هالِكٌ وهالكة ابن الأَعرابي الهالِكَة النفس الشَّرِهَة يقال هَلَكَ يَهْلِكُ
هَلاكاً إذا شَرِهَ ومنه قوله ولم أهلِكْ إلى اللَّبَنِ
( * تمامه كما في شرح القاموس
جللته السيف إذا مالت كوارته ... تحت العجاج ولم اهلك إلى
اللبن )
أي لم أشْرَهْ ويقال للمُزاحِمِ على الموائد المُتَهالِكُ والمُلاهسُ والوارش
والحاضِرُ
( * قوله « والحاضر » كذا بالأصل والذي في مادّة حضر رجل حضر ككتف وندس يتحين طعام
الناس ليحضره ) واللَّعْوُ فإذا أكل بيد ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ وأنشد شمر إنَّ
سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه كَهالِكَةٍ من السحابِ المُصَوِّبِ قال هو السحاب
الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك هَلاكه