السَّيْرُ : الذَّهابُ نهاراُ وليلاً وأما السُّرَى فلان يكونُ إلا ليْلاً كالمَسيرِ يقال : سارَ القومُ يَسيرونَ سَيْراً ومسيراً إذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جِهة توجَّهُوا لها ويقال : بارك الله في مَسِيرك أي سَيْرك . قال الجوهريُّ : وهو شاذٌّ لأن القياسَ المصدرِ من فعلَ يفعلُ مفعلٌ بالفتح لا والتسيارِ بالفتح ويُذهبُ به إلى الكثرةِ وهو تفعالٌ من السيرِ قال :
فأَلْقَتْ عَصَا التَّيسْارِ منها وخَيَّمَتْ ... بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٌ مَحَافِرُهْ
والمَسِيِرَةِ بزيادة الهاءِ كالمَعِيشَةِ من العيْشِ ويرادُ به أيضاً : المَسَافَة التي يُسَارُ فيها من الأَرْضِ كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَة وبه فُسِّرَ الحديث " نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْر " ٍ والسَّيْرُورِةَ الأخِيرَة عن اللِّحْيَانيّ . وسارَ الرّجلُ يَسِيرُ بنفْسهِ وسارَهُ غَيْرُهُ سَيْراً وسِيرَةً ومَسَاراً ومَسِيراً َيَتَعّدى ولا يَتَعَدَّى . وأَسَارَهُ قال ابنُ بُزُرْج : سِرْتُ الدَّابَّةَ إذا رَكِبْتَها وإذا أَرَدْتَ المَرْعَى قلت : أَسَرْتُهَا إِلى الكَلإ وهو أن يُرسِلُوا فيها الرُّعْيَانَ ويُقِيموا هم . وسَارَ بِهِ أي يتَعَدَّى بالهَمْز وبالبَاءِ . وسَيَّرَه تَسْييراً أي يتعَدى بالتضعيف . والاسْمُ من كُلّ ذلك السِّيرَةُ بالكَسْر . وطَرِيقٌ مَسُورٌ ورَجُلٌ مَسُورٌ بِهِ قال شيخنا : هذا غَلَطٌ ظَاهِرٌ في هذه المادة والصواب مَسِيرٌ ومَسِيرٌ به كما لا يَخْفَى عمّن له أَدْنَى مُسْكَة بالصَّرْف انتهى
قلت : وهذا الذي خَطَّأَه هو بعينِه قولُ ابنِ جِنِّي فإِنه حَكَى طَرِيقٌ مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به قالوا : وقَيَاسُ هذا ونَحْوِه عند الخليل أن يكون مما يُحْذفُ فيه الياءُ والأَخْفَشُ يعتقدِ أن المحذوفَ من هذا ونَحْوِه إنما هو واو مَفْعُول لا عَيْنهُ وآنسَه بذلك قد هُوبَ بهِ وسُورَ به وكُولَ به ففي تَخْطِئَةِ شيخِنا للمصَنَّف على بادِرةِ الأَمْرِ تحاملٌ شديدٌ كما لا يَخْفَى وغايَةُ ما يقال فيه : إنه جاءَ على خلاف القياسِ عند الخَليلِ
والسَّيْرَةُ بالفَتْح : الضَّرْبُ من السَّيْرِ . وحكى : إِنّه لَحَسَنُ السِّيرَةِ . والسُّيَرَةُ كهُمَزَةٍ : الكَثِيرُ السَّيْرِ عن ابن جِنَّي . من المَجَاز : السِّيرَةُ بالكَسْر : السُّنَّةُ وقد سارَتْ وسِرْتُها قال خالِدُ بنُ زُهَيْر كذا عَزَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وقالَ ابنُ بَرِّي : هو لخِالدِ ابنِ أُخْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فلاَ تَغْضَبَنْ من سُنَّة أَنتَ سِرْتَهَا ... فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُهَا يقول : أَنْتَ جَعَلْتَها سائِرَةً في النّاس . وقال أبو عُبَيْد : سارَ الشَّيْءُ وسِرْتُه فَعمّ وأََنشد قول خالد . السِّيَرةُ : الطَّرِيقَةُ يقال : سارَ الوالِي في رَعِيَّتهِ سِيرَةً حَسَنَةً وأَحْسَن السِّيَرَ وهذا في سِيَرِ الأَوّلِينَ . السِّيرَةُ الهَيْئَةُ وبه فُسِّر قولهُ تعالى " سَنُعِيدُها سِيرَتَها الأُولَى " . السِّيرَةُ : المِيرَةُ . والسَّيْرَ بالفَتْح : الذِي يُقدُّ من الجِلْدِ طُولاً وهو الشِّراكُ ج سُيُورٌ بالضّم يقال : شَدَّة بالسَّيْرِ وبالسُّيُورِ والأَسْيَارِ والسُّيُورَةَ . وإليهِ أَي إلى لفظِ الجَمْعٍ نُسِبَ المُحَدِّثانِ : أَبو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِي بنِ إِبراهِيمَ النَّيْسابُورِيّ عن محمّدِ بن الحُسَيْنِ القَطّان وعنه الفَضْلُ بنُ العَبّاسِ الصّاغانِيّ . أَبو طاهِرٍ عبدُ المَلِكِ بن أَحمد عن عبد المَلكِ بن بِشْرَان شيخٍ لابنِ الزغوانيّ تُوُفِّي سنة 481 السُّيُورِيّانِ . قال شيخنا : وهذا على خِلاَفِ القِياسِ لأَن القِيَاسَ في النَّسَبِ أن يُرْجَعَ به إلى المفردِ كما عُرِفَ به في العربية . وقيل : إِنَّهما مَنْسُوبانِ إلى بَلَدٍ اسمه سُيُور وصحّحه أَقوام . وفاته : أبو القاسِمِ عبدُ الخَالِقِ بنِ عبْدِ الوارِثِ السُّيُورِيّ المَغْرِبِيّ المالِكيّ خاتمة شُيوخِ القَيْرَوَان توفيِّ سنةَ 460السَّيْورُ : د باليَمَنِ شَرْقيَّ الجَنَدِ منه الإِمَامُ الفَقِيهُ أَبُو زَكَرِياءَ يَحْيَى بنُ أبِي الخَيْرِ بنِ سالمِ بنِ أَسْعَد بنِ عبدِ اللهِ بن محمّد ابن مُوسَى بن الحُسَيْنِ بنِ أَسْعَد بنِ عَبْد اللهِ السَّيْرِيُّ العُمْرانِيّ من بني عمْرَانَ ابن رَبِيعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ شحارَةَ بَطْن كبير باليَمنَ صاحِبُ كتابِ البَيَانِ والزَّوَائِدِ في الِفْقهِ وُلِدَ سنة 487 ، وَكان ولدُه طاهِرُ بنُ يحيى من كِبارِ الفُقَهَاءِ باليَمَنِ . وفي التَّبْصِير للحافظ بن حجر : والسِّيَرِيّ بالكسر وفتح الياءِ غَلَبَ على بَعْضِ الحُصُونِ باليَمنِ في زمن الأَشرف واستمرّ منازعاً له ولولده انتهى . قلت : ولعلّه تصحيف والصواب السَّيري بالفتح كما للمصنف . وهَبِيرُ سَيَّار ككَتّانٍ : رَمْلٌ نَجْدِيٌّ قيل : هو رَمْلُ زَرُود في طريقِ مَكَّةَ كانَت بهِ وقَعْةَ ابن أَبي سَعدْ الجَنَابِيّ القَرْمَطِيّ بالحاجِّ . يوم الأَحد لاثْنَتَيْ عَشْرَةََ ليلة بقيتْ من المُحَرِّم سنة 312 قَتَلَهم وسَبَاهُم وأخذ أموالَهم كذا في مُعْجَم يا قُوت وَسَيّارُ بنُ بَكْر كذا في النُّسَخِ بالموحدة والكاف وصوابه بلز باللام والزاي صَحَابِيّ وهو والدُ أبِي العُشْرَاءِ الدَّارِمِي روى عنه ابنه . وفي التابِعينَ والمُحَدِّثينَ جماعَةٌ اسمهم سَيَّار ومنهم : أبو المِنْهَالِ سَيّارُ بنُ سَلامَةَ الرِّياحِيّ البَصْرِيّ . وسَيّارُ بنُ عبد الرحمن الصَّدَفيّ . وسَيّارُ بنُ مَنْظُورِ بن سَيّارٍ الفَزارِيّ وسَيّارُ بنُ أبِي سَيارٍ العَنَزِيّ الوَاسطي . وسَيارٌ أَبو حَمْزَةَ الكُوفِيّ . وسَيّارٌ القُرَشِيّ الأُمَوِي مولَى معاوِيةَ ابنِ أَبي سُفْيَانَ . وسَيّارُ بنُ مَعْرُور التَّمِيميّ . وسَيَّارُ بنُ رَوْحٍ . حَدَّثُوا
السَّيّارِيُّونَ : جَمَاعَةُ منهم : عُمَرُ بنُ يَزِيدَ السَّيّارِيُّ حدّث عن عبدِ الوَارِثِ وعَبّادِ بنِ العَوامِ . ويُوسفُ بنُ مَنْصُورِ بنِ إبراهيمَ السَّيّارِيّ . وأحمدُ بنُ زِيَادٍ السَّيّارِيّ . والقَاسِمُ بنُ عبدِ الله بن مَهْدِيّ السَّيّارِيّ وغيرهم . والسَّيارَةُ : القافِلَةُ . والسَّيارَةُ : القَوْمُ يَسِيرُون أُنِّثَ على معنى الرُّفْقَةِ أو الجَمَاعَة فأما قِراءَةُ من قَرَأَ " تَلْتَقِطْهُ بعضُ السَّيّارَةٌ " فإنه أنثَ لأَنّ بعضَها سَيّارَةٌ
وأَبو سَيَّارَةَ : عُمَيْلَةُ بنُ خالدٍ العَدْوانِي كانَ له حِمارٌ أسْوَدُ أجازَ الناسَ عليه منَ المُزْدَلِفةِ إلى مِنى أَرْبَعِينَ سَنَةً قال الرّاجِز :
" خَلُّوا الطَّرِيقَ عن أبِي سَيَّارَةْ
" وعَنْ مَوَالِيهِ بنِي فَزَارَهْ
" حتى يُجيزَ سالمِاً حِمَارَهْ وكان يَقُولُ : أَشْرِقْ ثَبِير كيْما نُغِير . أي كَيْ نُسْرِعَ إِلى النَّحْرِ فقيلَ : أصَحُّ من عيدِ أَبِي سَيَّارَةَ " وضُرِبَ به المَثَلُ . والسِّيَرَاءُ كالعِنباءِ ويُسَكّن : نَوْعٌ من البُرُودِ وقيل : هو ثَوبٌ مُسيرٌ فيه خُطُوطٌ تُعملُ من القزّ كالسُّيُورِ . وقال الجَوْهَرِيّ : هو بُرْدٌ فيه خُطوطٌ صُفرٌ قال النابِغَة :
صَفْرَاءُ كالسَّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا ... كالغُصْنِِ في غُلَوَائهِ المُتَأوِّدِ أو يُخالِطهُ حَرِيرٌ وقيل : هي من ثيابِ اليمنِ قلت : وهو المشهورُ الآن بالمضف وفي الحديث " أهْدَي إليهِ أُكيْدرُ دُوَمَةَ حُلةً سِيَرَاءَ " قال ابنُ الأثيرِ : هو نَوعٌ من البُرُودِ يُخالِطه حَريرٌ كالسُّيورِ وهي فُعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ قال هكذا رُوِىَ على هذه الِّصفة قال : قال بعضُ المتأَخِّرينَ : إنما هو على الإِضافةِ واحتجّ بأن سيبويه قال : لم يأتِ فِعَلاءُ صِفةً لكن اسماً وشرحَ السِّيَراءَ : الحرير الصافي ومعناه حلة حَريرٍ وفي الحديثِ " أَعْطَى عَلِيَّا بُرْداً سِيَرَاءَ وقالَ : اجْعَلْهُ خُمُراً " وفي حديثِ عُمَر " رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ تُباعُ "
والسِّيَرَاءُ : الذَّهَبُ وقيل : هو الذَّهبُ الصافِي الخَالِصُ . قال الفَراءُ : السِّيَرَاءُ : نَبْتٌ ولم يَصِفْه الدِّينَوَرِيّ وقيل : هو يُشبهُ الخُلةَ كذا في الكتلمة . هي أيضاً القِرْفةُ اللاَّزِقَةُ بالنّواةِ . استعاره الشاعرُ للخِلبِ وهو حِجَابُ القَلْبِ فقال :" نَجَّى امْرأًَ من مَحَلِّ السَّوْءِ أنّ لهُفي القَلْبِ من سِيَرَاءِ القَلْبِ نِبْرَاساَ السِّيَراءُ : جَرِيدةَ من جَرَائِدِ النَّخْلَةِ . والسَّيِّرَانُ بالكسر الياءِ المُشَدَّدةِ : ع جاءَ ذِكره في الشِّعْر . وصُقْعٌ بالعِرَاقِ بين واسِطَ وفَمِ النيل وأهلُ السوادِ يُحِيلُون اسمَه . وسِيرَوَانُ بالكسر وفتح الراءِ : كُورَةُ ما سَبَذَانَ مُحَرَّكةً أو كورَةٌ بجَنْبِهَا وقال الصاغاني : بالجَبَل . سِيرَوَانُ : ة بمِصْرَ منها أبو علي أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مُعاذٍ السَّيرَوَانِي سكنَ نسفَ ومات بها سنة 329 ، عن إسحاقَ بن إبراهيمَ الدَّبَرِي وعلي بن المُبَاركِ الصَّاغاني والذي ذكره ياقوت أن أبا عَلِي هذا من قريةٍ بِنَسَفَ ولم أجد سِيرَوَانَ في القُرَى المِصْريّة مع كثرةِ تَتَبُّعي في مظانِّها
سِيرَوَانُ : ع بفارِس . سِيرَوَانُ : ع قَرْبَ الرَّيِّ كذا في معجم ياقوت . وسارُ الشَّيْءِ : سائِرُةُ أي جَميعه وهما لُغتان قال أبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ ظَبْيَة :
وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فَاهَا فَلَوْنُه ... كَلَوْنِ النَّئُورِ وهي أدْماءُ سارُها . أي سائِرُها قد ذُكرَ في سرا ومر هناك تفصيلُ القَولينِ من المَجاز : سيرَ الجُلَّ عن الفَرَسِ : نَزَعَه " وأَلْقاه عنه . سَيَّرَ المَثلَ : جَعَله سائِراً شائِعاً في الناس وكذلك الكلامَ وبقال : هذا مثلٌ سائرٌ وقد سَيِّرَ أَمْثَالاً سائِرَةً وهو مَجَاز . سَيَّرَ سَيرَةً بالكسر : جاءَ بأحدِيثِ الأَوائِلِ أَو حَدَّثَ بها . قال شيخنا : والسِّيرَةُ النَّبَوِيَّة وكُتُبُ السيرِ مأخوذةٌ من السَّيرةِ بمعنى الطَّرِيقَةِ وأُدْخِلَ فيها الغَزَواتُ وغير ذلك . إِلْحَاقاً أَو تأْوِيلاً . سَيَّرَت المَرْأَةُ خَِضابَها : خَطَّطَتْه أي جَعَلْته خُطُوطاً كالسُّيُورِ وأنشد الزَّمَخْشَرِي لابن مُقْبِلٍ :
وأَشْنَبَ تَجْلُوه بِعُودِ أَراكَةٍ ... ورَخْصاً علَتْه بالخِضَابِ مُسَيَّرَاَ والمُسَيَّر كمُعَظَّم : ثَوْبٌ فيه خُطُوطٌ تُعمَلُ من القزِّ كالسُّيُوِر . وقيل : بُرُودُ يُخالِطُهَا حَرِيرٌ ويقال : ثَوْبٌ مُسَيَّرٌ : وَشْيُه مثْلُ السُّيُورِ . مُسَيَّرٌ : اسم جماعةٍ منهم : أبُو الزَّعْرَاءِ يَحْيَى بنُ الوَلِيدِ بنِ المُسَيَّر الطائِي عن مُحِلّ بنِ خَلِيفَة وعنه ابنُ مَهْدَي وزيدُ بنُ الحُبابِ . مُسَيَّرُ القَرْعِ : حَلْوَاءُ معروف . من المَجاز : تَسَيِّرَ جِلْدُه إذا تَقَشَّرَ وصار شِبهَ السُّيُورِ . واسْتَارَ : امْتَارَ قال الراجز :
" أشْكُو إِلى اللهِ العَزيزِ الغَفَّارْ
" ثمَّ إِليْكَ اليومَ بُعدَ المُسْتَارْ ويقال : المُسْتَارُ في هذا البَيتِ مُفْتَعلٌ من السَّيْرِ . يقال : اسْتَارَ بسِيرَتهِ إذا اسْتَنَّ بسُنتِهِ وطَرِيقَتِه . وسَيَرٌ كجَبلَ هكذا ضبطه الصاغاني وغيره وضبطه ابنُ الأَثِير وغيره بفتح السين وتشديد الباءِ الموحَّدَةِ المكسورة : ع وهو كِثيبٌ بينَ بَدْرٍ والمدينةِ المُشرَّفةِ قَسَمَ فيهِ النبي صلى الله عليه وسلم غَنَائمَ بَدْرٍ وسبق في سبر أيضاً أنّ سَبِّرَ كَثيبٌ بين بَدْرٍ والمدينةِ كما ذكره الصاغاني هناك أيضاً فهما مَوضِعان أو أَحَدهُما تصحيفٌ عن الآخر فتأَمّلْ
ومما يستدرك عليه : تَسايرَ عن وَجْهِه الغَضَبُ : سارَ وزَالَ وهو مَجاز وقد جاءَ ذلك في حديثِ حُذَيْفَة . وسايَرَهُ مُسَايَرَةً : جارَاه وتَسَاَيَرَا . وبينهما مَسِيَرةُ يَوْمٍ . وسَيَّرَه من بَلَدِه : أَخْرَجَه وأخْلاه . وسايَرَهُ : سارَ معه . وفلانٌ لا تُسَايِرُهُ خُيَلاءُ إذا كان كَذاباً . وقولهم : سِرْ عَنْكَ أي تَغَافَلْ واحتَمِلْ وفيه إِضْمارٌ كأَنه قال سِرْ ودعْ عَنْكَ المِراءَ والشّكّ . وسَيَّرَ الثوب والسّهمَ : جعل فيه خُطُوطاً . وعُقابٌ مُسَيَّرةٌ : مُخطَّطَة . وثَعْلَبَةُ بنُ سَيار له ذِكْرهٌ وإِياه عنَى الشاعر قال ابن بَرِّي هو المُفَضَّل النُّكْرِيّ :
وسائِلَة بثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ ... وقد عَلِقَتْ بثَعْلَبَةَ العَلُوقُجعَلَه سَيْراً للضرورة نقله الجَوْهَرِيّ في علق وسيأتي . ومَنْزِلَهُ سيار : قَرْيَة بمصر من حَوْفِ رَمْسِيسَ . ومَسيرِ الكوم ومُنيَة مَسِير ومَحَلة مَسِير : قُرًى بالغربية من مصر . ومُسَيّر : قرية أُخرى بالأُشْمُونَيْنِ . والصاحبُ فَلَكُ الدّين بن المَسيري وزَير الأَشْرَفِ مشهورٌ . وعبد الرازق بن يعقوب المسيري رحلَ وأدركَ السَّلفِي . واستدرك صاحب الناموس هنا سَارَة قال : وتُشَدَّد راؤُه وانه اسم سُرِّيَّة إبراهيمَ الخليلِ أُمِّ إسماعيلَ عليهما السلام . قلت : وقد رده شيخنا من أوجه ثَلاَثة وكفانا المُؤْنَةَ في ذلك ولكنه لم يُنَبِّه أن الصوابَ استدراكه في مادة سوركما فعله الصاغاني وغيره . ويستدرك عليه أيضاً : سَيْسَر كحَيْدَرَ وهو جدُّ أبي الفَضْلِ أحمدَ بنِ إبراهيِم بن سَيْسَر البُوشَنْجِي حدّثَ ببغدادَ عن ابن عُيَيْنَةَ وأَنسِ ابنِ عِياض وعنه وَكِيعٌ القَاضِي
فصل الشين المعجمة مع الراءِ
المَرَضُ مُحَرَّكَةً وإِنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِهِ : إِظْلامُ الطَّبيعَةِ واضْطِرابُها بعدَ صَفائِها واعْتِدالِها كما في العباب وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابيّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : المَرَضُ : السُّقمُ وهو نَقيضُ الصِّحَّةِ يكونُ للإِنسانِ والبَعيرِ وهو اسمٌ للجنسِ . قالَ سِيبَوَيْه : المَرَضُ من المصادرِ المجموعَةِ كالشَّغْلِ والعَقْلِ قالوا أَمراضٌ وأَشغالٌ وعُقُولٌ . مَرِضَ فلانٌ كفَرِحَ مَرَضاً بالتَّحْريكِ ومَرْضاً بالسُّكونِ فهو مَرِضٌ ككَتِفٍ ومَرِيضٌ ومَارِضٌ والأُنْثى مَرِيضَةٌ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسلامَةَ بنِ عُبادَةَ الجَعْدِيّ شاهداً عَلَى مَارِضٍ :
يُرِينَنَا ذا اليَسَرِ القَوارِضِ ... لَيْسَ بمَهْزولٍ ولا بمَارِضِ وقال اللِّحْيانِيُّ : عُدْ فُلاناً فإِنَّه مَرِيضٌ ولا تأكُلْ هذا الطَّعامَ فإِنَّكَ مَارِضٌ إنْ أَكلتَهُ أَي تَمْرَضُ . المَرِيضِ مِراضٌ بالكَسْرِ . قالَ جَريرٌ :
" وفي المِراضِ لَنَا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ
قُلْتُ : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ مَارِضٍ كصاحبٍ وصِحابٍ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يُجمعُ المَرِيضُ عَلَى مَرْضى ومَرَاضَى مِثْلُ جَريحٍ وجَرْحى وجَرَاحَى . أَو المَرْضُ بالفَتْحِ للقَلْبِ خاصَّةً . قالَ أَبو إسحاقَ : يُقَالُ : المَرَضُ والسُّقُم في البَدَن والدِّينِ جَميعاً كما يُقَالُ : الصِّحَّة في البَدَنِ والدِّينِ جميعاً . والمَرَضُ في القلبِ يصلُحُ لكُلِّ مَا خرَجَ به الإِنسانُ عن الصِّحَّةِ والدِّينِ . وبالتَّحريك أَو كِلاهُما : الشَّكُّ والنِّفاقُ وضَعْفُ اليَقينِ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " أَي شكٌّ ونِفاقٌ . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : أَي شكٌّ . ويُقَالُ : قلبٌ مَرِيضٌ من العَدَاوَةِ وهو النِّفاقُ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وحدَّثنا أَبو حاتمٍ عن الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ قالَ : قرأْتُ عَلَى أَبي عَمْرو بنِ العلاءِ " وفي قُلوبِهِمْ مَرَضٌ " فقالَ لي : مَرْضٌ يا غُلامُ . والمَرَضُ : الفُتورُ . قالَ ابنُ عَرَفَةَ : المَرَضُ في القَلبِ : فُتورٌ عن الحقِّ وفي الأَبدانِ : فُتورُ الأَعْضاءِ . وفي العَيْنِ : فُتورُ النَّظَرِ . والمَرَضُ : الظُّلمَةُ عن ابنِ الأَعْرَابيّ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " فيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبِه مَرَضٌ " أَي ظُلْمَةٌ وقيلَ : فُتورٌ عمَّا أُمرَ به ونُهِيَ عنه . ويُقَالُ : حُبُّ الزِّنا . وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ كما في التَّكْمِلَة وفي العُبَاب أَنشَدَ ابنُ كَيْسانَ لأَبي حَيَّةَ النُّميْريّ :
ولَيْلَةٍ مَرِضَتْ من كُلِّ ناحِيَةٍ ... فلا يُضيءُ لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ ويُروى : فما يُحِسُّ بِها قالَ : أَي أَظلمتْ وهكذا فسَّرَهُ ثَعْلَبٌ أَيْضاً وهو مَجازٌ . وقال الرَّاعي :
وطَخْياءَ مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَريضَةً ... أَجَنَّ العَمَاءُ نَجْمَها فهْو مَاصِحُ
تَعَسَّفْتُها لمَّا تَلاوَمَ صُحْبَتي ... بمُشْتَبِهِ المَوْماةِ والماءُ نازِحُ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : أَصلُ المَرَضِ النُّقْصانُ يُقَالُ : بدنٌ مَرِيضٌ أَي ناقصُ القوَّةِ . وقلبٌ مَرِيضٌ أَي ناقِصُ الدِّينِ . وأَمرَضَهُ اللهُ : جَعَلَهُ مَريضاً . وقال سِيبَوَيْه : أَمْرَضَ الرَّجُلَ : جَعَلَهُ مَريضاً . وفي الصّحاح : أَمْرَضَ الرَّجُلُ أَي قارَبَ الإِصابَةَ في رأْيِهِ . زادَ في اللّسَان : وإنْ لم يُصِبْ كلَّ الصَّوابِ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ الشَّاعر وهو الأُقَيْشِرُ الأَسَدِيّ يمدحُ عبدَ الملكِ بنَ مروانَ وأَوَّلهُ :
رَأَيْتُ أَبا الوَليدِ غَداةَ جمْعٍ ... بِهِ شَيْبٌ وما فَقَدَ الشَّبَابَا
ولكِنْ تَحْتَ ذاكَ الشَّيْبِ حَزْمٌ ... إِذا مَا ظنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصابا والذي في الأَساس : ومن المَجازِ : أَمْرَضَهُ فلانٌ : قارَبَ إِصابَةَ حاجَتِهِ ؟ : ولا يَخْفَى أنَّ هذا غيرُ إِصابَةِ الرَّأْيِ وَقَدْ اشْتَبَهَ عَلَى المُصَنِّفِ حيثُ جعل أَمْرَضَهُ في إِصابَةِ الرَّأْيِ وإِنَّما هو أَمْرَضَ الرَّجُلُ بنَفْسه كما هو نصُّ الصّحاح وغيرِه من أُمَّهاتِ اللَّغة فتأَمَّل . وأَمْرَضَ الرَّجُلُ : صارَ ذا مَرَضٍ . ويُقَالُ : أَتى فُلاناً فأَمْرَضَهُ أَي وَجَدَهُ مَريضاً . ومن المَجَازِ : التَّمْريضُ في الأُمورِ : التَّوْهينُ فيها وأَنْ لا تُحْكِمَها . وقِيل : هو التَّضْجيعُ وَقَدْ مرَّضَ في الأَمْرِ : ضَجَّعَ فيه كما في الأَساسِ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : مَرَّضَ الرَّجُلُ في كلامِهِ إِذا ضَعَّفَهُ ومَرَّضَ في الأَمْرِ إِذا لم يُبالِغْ فيه . والتَّمْريضُ : حُسْنُ القِيامِ عَلَى المَرِيضِ . قالَ سِيبَوَيْه : مرَّضَهُ تَمْريضاً : قامَ عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ في مَرَضِه ودَاواهُ ليَزولَ مَرَضُهُ . جاءَتْ فَعَّلْتُ هُنا للسَّلْبِ وإِنْ كانتْ في أَكثرِ الأَمْرِ إنَّما تكونُ للإِثْباتِ . والتَّمْريضُ : تَذْرِيَةُ الطَّعامِ عن أَبي عَمْرو . ومن المَجَازِ : ريحٌ مَرِيضَةٌ : ساكنةٌ أَو شديدَةُ الحَرِّ أَو ضَعيفَةُ الهُبُوبِ . وشمسٌ مَرِيضَةٌ إِذا لم تكُنْ منجَلِيَةً صافيةً حَسَنةً . وأَرْضٌ مَرِيضَةٌ أَي ضعيفَةُ الحالِ وأَنْشَدَ أَبو حَنيفَةَ :تَوَائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَرِيضَةٍ ... يَلُذْنَ بخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ وقيلَ معناهُ مُمْرِضة عَنَى بذلك فَسادَ هَوَائها . وَقَدْ تَكُونُ مَرِيضَةً هُنا بمَعْنَى قَفْرَةٍ أَو ساكِنَةِ الرِّيحِ شديدَةِ الحرِّ . والمَرَاضَانِ بالفَتْحِ : وادِيانِ مُلْتقاهُما واحِدٌ . قالَهُ اللَّيْثُ . أَو هُما مَوْضِعانِ أَحدهُما لسُلَيْمٍ والآخَرُ لهُذَيْلٍ . ويُقَالُ : هُما المَارِضانِ : كذا في التَّكْمِلَة . والمَرائضُ : ع وقال الأّزْهَرِيّ : المَرائضُ والمَراضانِ : مَواضِعُ في ديارِ تَميمٍ بيم كاظِمَةَ والنَّقِيرَة فيها أَحْساءٌ . وليستْ من المَرَضِ وبابِه في شيءٍ ولكنَّها مأْخوذةٌ من اسْتِراضَةِ الماءِ وهو اسْتِنْقاعُه فيها والرَّوْضَةُ مأْخوذةٌ منها وَقَدْ نبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً وتقدَّمَ للمُصنِّفِ في روض مِثْلُ ذلك وكأَنَّهُ ذَكَرَهُ هنا ثانياً تبَعاً للَّيْثِ . ومن المَجَازِ : تَمرَّضَ الرَّجُلُ تَمَرُّضاً إِذا ضعُفَ في أَمرِهِ فهو مُتَمَرِّضٌ . والمُراضُ كغُرابٍ : داءٌ للثِّمار يقَعُ فيها يُهْلِكُها وَقَدْ جاء ذِكرُهُ في حديثِ تَقَاضي الثِّمار . والمَرَاضُ كسَحَابٍ : ع أَو وادٍ وَقَدْ تَقَدَّم قَريباً عن الأّزْهَرِيّ أن حقه أن يذكر في روض وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ هُنا وأعاده ثانياً فتَأَمَّلْ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : التَّمارُضُ : أَنْ يُري مِنْ نَفًسِهِ المَرَضَ وليسَ بِهِ . وتَمَارَضَ في أَمرِهِ : ضَعُف وهو مَجازٌ . وأَكلَ مَا لم يُوافِقْه فأَمْرَضَهُ : أَوْقَعَهُ في المَرَضِ . وبِهِ مَرْضَةٌ شَديدةٌ . ومارَضْتُ رَأْيِي فيكَ : خادَعْتُ نَفْسي وهو مَجازٌ . ورَجُلٌ مَمْروضٌ : مَرِيضٌ ومُتَمَرِّض كَذلِكَ . ومَرَّضَهُ تَمْريضاً : داواهُ ليزُولَ مَرَضَهُ عن سِيبَوَيْه وَقَدْ تَقَدَّم . ويُجْمَعُ المَرِيضُ أَيْضاً عَلَى مُرَضاءَ ككَريمٍ وكُرَماءَ . وأَمْرَضَ القومُ : مَرِضَتْ إِبِلُهُمْ . ونقَلَ الجَوْهَرِيّ عن يعقوبَ : أَمْرَضَ الرَّجُلُ : وقَعَ في مالِهِ العاهَةُ . انْتَهَى وفي الحَدِيث : " لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ " . المُمْرِضُ : من له إِبِلٌ مَرْضَى فنَهَى أَنْ يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَهُ مع إِبِلِ المُصِحِّ لا لأَجْل العدوَى ولكنْ لأنَّ الصِّحاحَ رُبَّما عَرَضَ لها مَرَضٌ فوقَعَ في نَفْسِ صاحِبها أَنَّ ذلك مِنْ قَبِيلِ العدوَى فيَفْتِنه ويُشَكِّكُه فأَمَرَ باجْتِنابِهِ والبُعْدِ عنه . وليلةٌ مَرِيضَةٌ إِذا تَغَيَّمت السَّماءُ فلا يَكُونُ فيها ضوءٌ وَقَدْ تَقَدَّم وهُو مَجَازٌ . ورأيٌ مَرِيضٌ : فيهِ انْحِرافٌ عن الصَّوَابِ وهُو مَجَازٌ . ومَرَّضَ فُلانٌ في حاجَتِي تَمْرِيضاً إِذا نَقَصَتْ حَرَكَتُهُ فيها . وعَيْنٌ مَرِيضَةٌ : فيها فُتُورٌ . وأَعْيُنٌ مِراضٌ ومَرْضَى وهُو مَجَازٌ . وأَرضٌ مَرِيضَةٌ : قَفْرَةٌ . ويُقَالُ : أَرضٌ مَرِيضَةٌ إِذا ضاقَتْ بأَهْلِها . وقيل إِذا كثُرَ بها الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ . وهُو مَجَازٌ . قالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ :
تَرَى الأرْضَ مِنَّا بالفَضَاءِ مَرِيضَةً ... مُعَضِّلَةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : امرأةٌ مَرِيضَةُ الأَلْحاظِ ومَرِيضَةُ النَّظَرِ أَي ضعيفَةُ النَّظَرِ . وقال أَبو عَمْرٍو إِذا دِيسَ الزَّرْعُ ولمْ يُذَرَّ بعدُ فذلِكَ المِرْضُ بالكَسْرِ كما في العُبَاب
الوَقْفُ : سِوارٌ مِنْ عاجٍ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ وقالَ الكُمَيْتُ يصِفُ ثَوْراً : ثُمَّ اسْتَمَرَّ كوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتاً يَرْمِي به الحَدَبَ الَّلمّاعَةَ الحَدَبُ هكذا أَنشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ والصّاغانِيُّ وقيلَ : هو السِّوارُ ما كانَ والجَمعُ وُقُوفٌ وقِيلَ : المَسَكُ إذا كانَ من عاجٍ فهو وَقْفٌ وإذا كانَ من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ وهو كَهْيَئِة السِّوار . والوَقْفُ : ة بالحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ أَي : من أَعْمالِها بالعِراقِ . وأيضاً : قريةٌ أُخْرى بالخاِلِص شَرْقِيَّ بَغْدادَ بينَهُما دُونَ فَرْسخٍ . ووَقْفٌ : ع بِبلادِ بَنِي عامِرٍ قال لَبِيدٌ رضِيَ اللهُ عنه :
لِهْندِ بأَعْلَى ذِي الأَغَرِّ رُسُومُ ... إلى أُحُدٍ كأَنَّهُنَّ وُشُوُم
فَوقْفِ فسُلِّىٍّ فأَكْنافِ ضَلْفَعٍ ... تَرَبَّعُ فيه تارةً وتُقِيمُ وقالَ اللَّيْثُ : الوَقْفُ من التُّرْسِ : ما يَسْتَدِيرُ بحافَتِه مِنْ قَرْنٍ أو حَديِدٍ وشِبْهِه . ووَقَفَ بالمَكانِ وَقْفاً ووُقُوفاً فهو واقِفٌ : دامَ قائِماً وكذا وَقَفَتِ الدّابَّةُ . والوُقُوفُ : خِلافُ الجُلُوسِ قال امْرُؤُ القَيْسِ :
قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيب ومَنْزِلِ ... بِسَقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ ووَقَفْتُه أنا وكَذا وَقَفْتُها وَقْفاً فَعَلْتُ بِه ما وَقَفَ أَو جَعَلْتُها تَقِفُ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى قالَ اللهُ تَعالى : " وقفِوُهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ " وقال ذُو الرُّمَّةِ :
وقَفْتُ عَلَى رَبْعٍ لمَيَّةَ ناقَتِي ... فما زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وأُخاطِبُه
كوَقَّفْتُه تَوْقِيفاً وأَوْقَفْتُه إيقافاً قال شَيْخُنا : أَنْكَرَهما الجَماهِيرُ وقاُلوا : غيرُ مَسْمُوعَيْنِ وقيل : غيرُ فَصِيحَيْنِ . قلتُ : وفي العَيْنِ : الوَقْفُ : مصدرُ قولِكَ وَقفْتُ الدّابَّةَ ووَقَفْتُ الكلمَةَ وقفاً وهذا مُجاوزٌ فإِذا كان لازِماً قلتَ : وَقَفْتُ وُقُوفاً وإذا وَقَفْتَ الرَّجُلَ على كَلِمَة قلتَ : وَقَفْتُه تَوْقِيفاً . انْتهَى . ويُقال : أَوْقَفَ في الدَّوابِّ والأَرَضِينَ وغيرِها لُغَةٌ ردِيئَةٌ . وفي الصِّحاحِ : حَكَى أَبو عُبَيْدٍ في المُصَنَّفِ عن الأَصْمَعِي واليَزيدِيِّ أَنَهما ذَكَرا عن أبِي عَمْرٍو بنِ العَلاءِ أنَّه قال : لو مَرَرْتَ برَجُلٍ واقِفِ فقُلْتَ له : ما أَوْقَفَكَ هاهُنا ؟ لرَأَيْتُه حَسَناً وحَكَى ابنُ السِّكِّيتِ عن الِكسائِيِّ : ما أوْقَفَكَ هاهُنا ؟ وأَيُّ شَيْءٍ أَوْقَفَكَ هاهُنا ؟ : أَيْ : أَيُّ شَيْءٍ صَيَّرَكَ إلى الوُقُوفِ قال ابنُ بَرِّىّ : ومِمّا جاءَ شاهِداً على أَوْقَفَ الدّابَّةَ قولُ الشّاعِرِ :
وقَوْلُها والرِّكابُ مُوقَفَةٌ ... أَقِمْ علينا أخِي فَلَمْ أُقِمِ ومن المجاز : وقَفَ القِدَرَ بالمِيقافِ وَقْفاً : أَدامها وسكَّنَها أَي : أدام غَلَيانَها وهو أَنْ ينْضَحَها بماءٍ بارِدِ أو نَحْوِه ؛ ليُسكِّنَ غَلَيانَها والإدامةُ والتَّدْويِمُ : تَرْكُ القِدْرِ على الأَثافِيِّ بعد الفَراغِ . ووقَفَ النَّصْرانِيُّ وقِّيفي كخِلِّيفَي : خَدَمَ البِيعةَ ومنه الحدِيثُ في كِتابِه لأَهْلِ نَجْرانَ : وأَنْ لا يُغَيِّرَ واقِفٌ مِنْ وِقِّيفاهُ الواقِفُ : خادِمُ البِيعَةِ ؛ لأَنَّه وقَفَ نَفْسَه على خِدْمتِها والوِقِّيفَي : الخِدْمةُ وهي مصْدرٌ
ومن المجاز : وقَفَ فُلاناً علَى ذَنْبِه وسُوءِ صنِيعِه : إذا أَطْلعه عليِه وأَعْلَمهُ به . ووقَفَ الدَّارَ على المساكينِ كما في العُبابِ وفِي الصِّحاحِ للمِساكِينِ : إذا حَبَّسه هكذا في سائِر النُّسخِ والصّوابُ حَبَّسها ؛ لأَنَّ الدّار مُؤَنَّثَةٌ اتِّفاقاً وإن صحَّ ذلِك بالتَّأْوِيلِ بالمِكانِ أَو الموْضِعِ أَو المسْكَنِ ونحو لكَ فلا داعِيَ إليِه قالَهُ شيخُنا كأَوْقَفَهُ بالأَلِفِ والصوابُ كأَوْقَفَها كما في الصِّحاحِ قالَ الجوْهرِيُّ : وهذِه لُغَةٌ ردِيئَةٌ وفي اللِّسانِ : تَقولُ : وقَفْتُ الشَّيْءَ أَقِفُه وَقْفاً ولا يُقالُ فيه : أَوْقَفْتُ إلاّ على لُغَةٍ ردِيئَةٍ . والمَوْقِفُ كمَجْلِسٍ : مَحَلُّ الوُقُوفِ حيْثُ كانَ كما في الصِّحاحِ . والموْقِفُ : محلَّةٌ بمِصْر كما في التَّكْمِلَةِ وفي العُبابِ بالبصْرَةِ وهو غَلَطٌ وقد نُسِب إليها أَبو حرِيزٍ الموْقِفِيُّ المِصْرِيُّ يرْوِى عن مُحمَّدِ ابنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ وعنه عبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ مُنْكَرُ الحديثِ . والموْقِفانِ من الفَرسِ : الهَزْمتانِ في كَشْحَيْهِ كما في الصِّحاحِ أَو هُما نُقْرتا الخاصِرةِ علَى رَأْسِ الكُلْيةِ قالَه أَبو عُبيْدٍ يُقال : فَرسٌ شَدِيدُ المَوْقِفَيْنِ كما يُقال : شَدِيدُ الجنْبيْن وحَبِطُ المَوْقِفَيْنِ قالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضِي اللهُ عنه يِصفُ فَرساً :
فَلِيقُ النَّسا حَبِطُ المَوْقِفْينِ ... يسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعبِ وقيِلَ : مَوْقِفُ الفَرَسِ : ما دخَلَ في وسَطِ الشّاكِلَةِ . وقِيلَ : هو ما أَشْرفَ من صُلْبِه على خاصِرَتِهومن المجازِ : امْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَوْقِفَيْنِ ؛ أَي : الوَجْهِ والقَدَمِ عن يَعْقُوبَ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو العَيْنَيْنِ واليَدَيْنِ وما لا بُدَّ لها مِنْ إظْهارِه نقَلَه الجَوْهَريُّ أَيْضاً زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : لأَنَّ الأَبْصارَ تَقِفُ عليهِمَا ؛ لأَنَّهما مما تُظْهِرُه من زِينَتِها . وقال أبو عَمْرٍو : المَوْقِفانِ : هما عِرْقانِ مُكْتَنِفا القُحْقُحِ إِذا تشَنَّجا لم يَقُمِ الإِنْسانُ وإذا قُطِعا ماتَ كما في العُبابِ . وواقِفٌ : بَطْنٌ من الأَنْصارِ من بَنِي سالِمِ بنِ مالِكِ بنِ أَوْسٍ كما في الصِّحاحِ ووقَعَ في المُحْكَمِ : بَطْنٌ من أَوْسِ اللاّتِ وكأَنّه وَهَمٌ وقالَ ابنُ الكُلْبِيِّ في جَمْهَرَةِ نَسَب الأَوْسِ : إنّ واقِفاً : لَقَبُ مالِكِ بنِ امْرِيءِ الَقَيْسِ بنِ مالِكِ بنِ الأَوْسِ وهُو أَبُو بَطْنٍ من الأَنْصارِ مِنْهُم هِلالُ ابنُ أُمَيَّةَ بنِ عامرٍ الأَنْصاريُّ الواقِفِيُّ رضِيَ اللهُ عنه وهو أَحَدُ الثَّلاثَةِ الذَّيِنَ خُلِّفُوا ثُمِّ تِيبَ عَلَيْهِمَ والآخَرانِ : كَعْبُ بنُ مالكِ ِ ومُرَارةُ ابنُ الرَّبِيعِ وضابِطُ أَسمائِهم مَكّة وكانَ هِلالٌ بَدْرِيّاً فيما صَحّ في البُخارِيّ وكان يَكْسِرُ أَصنامَ بَنِي واقِفِ وكانَ معه رايَةُ قومِه يومَ الفَتْح . وذُو الوُقُوفِ بالضمِّ : فَرَسُ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ هكذا في سائِرِ النُّسَخَ وفي كتابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ لرَجُلٍ من بنَيِ نَهْشَلٍ وفي التَّكْمِلَة فَرَسُ صَخْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ وهو الصّوابُ قال ابنُ الكَلْبِيِّ : ولَهُ يَقولُ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ :
خالِي ابنُ فارِسِ ذِي الوُقُوفِ مُطَلِّقٌ ... وأبِي أَبُو أَسْماءَ عَبْدُ الأَسْوَدِ
نَقَمَتْ بَنُو صَخْرٍ علىَّ وجَنْدَلٌ ... نَسَبٌ لعَمْرُ أَبِيكَ ليَس بقُعْدُدِ والوَقّافُ كشَدّادٍ : المُتَأَنِّي في الأُمورِ الذي لا يَسْتَعْجِلُ وهو فَعّالٌ من الوُقُوفِ ومنه حَدِيثُ الحَسَنِ : إنَّ المُؤَمِنَ وَقّاٌف مُتَأَنٍّ وليَس كَحاطِبِ اللَّيْلِ ومنه قولُ الشّاعِر :
وقَدْ وَقَّفَتْنِي بينَ شَكٍّ وشُبْهَةٍ ... وما كُنتُ وَقّافاً على الشُّبُهاتِ ويُقالُ : الوَقّافُ : المُحْجِمُ عن القِتالِ كأَنَّهُ يَقِفُ نَفْسَه عنه ويَعُوقُها كأَنَّه جَبانٌ قالَ :
" فَتًى غيرُ وَقّافِ وليَس بزُمَّلِ وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ :
فإِنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلَّى مَكانَه ... فما كان وَقّافاً ولا طائِشَ الَيدِ والوَقّافُ : شاعِرٌ عُقَيْلِيٌّ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : كُلُّ عَقَبِ لُفَّ عَلَى القَوْسِ : وَقْفَةٌ وعلى الكُلْيَةِ العُلْيا وَقْفَتانِ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : وُقُوفُ القَوْسِ : أَوْتارُها المَشْدُودَةُ في يَدِها ورِجْلِها . وقالَ اللِّحْيانِيُّ : المِيقَفُ والمِيقافُ كمِنْبِرٍ ومِحْرابٍ : عُودٌ يُحَرَّكُ به القِدْرُ ويُسَكَّنُ بِه غَلَيانُها قالَ : وهو المِدْوَمُ والمِدْاومُ أَيضاً قالَ : والإدامَةُ : تَرْكُ القِدْرِ على الأَثافِيِّ بعدَ الفَراغِ . قال الجَوْهرِيُّ : والوَقِيَفةُ كسَفِينَة : الوَعِلُ تُلْجِئُه قال ابنُ بَرِّي : صَوابُه : الأُرْوَّيةُ تُلْجِئُها الكِلابُ إلىَ صخْرِّةٍ لا مخْلَص لها مِنه فلا يُمْكِنُه أَنْ يَنْزِلَ حتَّى يُصادَ قال : فلا تَحْسبَنِّي شَحْمةً من وقِيفَة مُطَرَّدَةٍ مما تَصِيدُكَ سَلْفَعُ قلتُ : هكَذا أَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ فارِسِ وأَنشَده ابنُ السِّكِّيتِ في كِتابِ معانِي الشِّعْر من تأَلِيفِه : وقِيفَةِ تَسَرَّطُها مما تَصِيدُكَ وسلْفَعُ : اسمُ كَلْبةٍ وقيل الوقِيفَةُ : الطَّرِيدَةُ إذا أَعْيَتْ من مُطارَدَةِ الكِلابِ . وأَوْقَفَ : سكَتَ نَقَلَه الجَوْهريُّ عن أَبِي عَمْرٍو ونَصُّه : كَلَّمْتُهم ثم أَوْقَفْتُ ؛ أَي سكَتُّ وكلُّ شَيْءٍ تُمْسِكُ عنهُ تقولُ فيه : أَوْقَفَتُ . وأَوْقَفَ عنهُ أَي : عن الأَمْرِ الذي كانَ فِيه : أَمْسَكَ وأَقْلَعَ وأَنْشَد الجوهرِيُّ للطِّرِمّاحِ :
جامِحاً في غَوايَتِي ثُمَّ أَوْقَفْ ... تُ رِضاً بالتُّقَى وذُو البِرِّ راضِيوليسَ في فَصِيِح الكَلامِ أَوْقَفَ إلاّ لِهذَا المَعْنَى ونَصُّ الجَوْهَريِّ : وليسَ في الكَلامِ أَوْقَفْتُ إِلا حَرْفٌ واحِدٌ . قلتُ : ولا يَرِدُ عليه ما ذَكَرَه أَوّلاً مِن أَوْقَفَه بمعنى أَقامَهُ ؛ فإنَّه مُخَرَّجٌ على قولِ من قالَ : وَقَفَ وأَوْقَفَ سَواءٌ وهو يَذْكُرُ الفَصِيحَ وغيرَ الفَصيحِ جَمْعاً للشَّواردِ كما هو عادتَهُ . ووَقَّفَها تَوْقِيفاً فهِيَ مُوَقَّفَةٌ : جَعَلَ في يَدَيْها الوَقْفَ أَي : السِّوارَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . ووَقَّفَت المَرْأَةُ يَدَيْهَا بالحِنّاءِ تَوْقِيفاً : نَقَطَتْهُما نَقْطاً . والمُوَقَّفُ كمُعَظَّمٍ من الخَيْلِ : الأَبْرَشُ أَعْلَى الأُذُنَيْنِ كأَنَّهُما مَنْقُوشَتانِ ببَياضٍ ولَوْنُ سائرِهِ ما كانَ كما في العُبابِ واللِّسانِ . وقال الِّلحْيانِيُّ : المُوَقَّفُ من الحُمُرِ : ما كُوِيَتْ ذِراعاهُ كَيّاً مُسْتَدِيراً وأنشَدَ :
كَوَيْنَا خَشْرَماً في الرَّأْسِ عَشْراً ... ووَقَّفْنَا هُدَيْبَةَ إذْ أَتانَا ومِنَ الأرْوَى والثِّيرانِ : ما فِي يَدَيْهِ حُمْرَةٌ تُخالِفُ سائِرَهُ وفي نُسَخٍ : تُخالِفُ لَوْنَ سائِرِه . وفي اللِّسانِ : التَّوْقِيفُ : البَياضُ مع السَّوادِ ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ تَوْقِيفاً وهو شِيَتُها ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ : في قَوائِمِها خُطُوطٌ سُودٌ قال الشَّمّاخُ :
وما أَروْىَ وإنْ كَرُمَتْ عَلَيْنَا ... بأَدْنَى مِنْ مُوَقَّفَهٍ حَرُونِ أَراد بالمُوَقَّفَةِ أُرْوِيَّةً في يَدَيْها حُمْرَةٌ تخاِلفُ لونَ سائِرِ جَسَدِها ويُقالُ أيضاً : ثَوْرٌ مُوَقَّفٌ قال العَجّاجُ :
" كأَنَّ تَحْتِي ناشِطاً مُجَأّفَا
" مُذَرَّعاً بوَشْيِه مُوَقَّفَا واسْتَعْمَلَ أَبُو ذُؤَيْب التَّوْقِيفَ في العُقابِ فقالَ :
مُوَقَّفَةُ القَوادِمِ والذُّنابَي ... كأَنَّ سَراتَها الَّلبَنُ الحَلِيبُ وقالَ اللَّيْثُ : التَّوْقِيفُ في قَوائِمِ الدّابَّةِ وبَقَرِ الوَحْشِ : خُطُوطٌ سُودٌ . والمُوَقَّفُ مِنّا : هو المُجَرَّبُ المُحَنَّكُ الذي أَصابَتْه البَلايَا قالَه الِلحْيانِيُّ ونقَلَه ابنُ عَبّادٍ أيضاً . والمُوَقَّفُ : من القِداحِ : ما يُفاضُ بِه في المَيْسِرِ عن ابن عَبّادٍ وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : التَّوْقِيفُ أَنْ يُوَقِّفَ الرَّجُلُ على طائِفِ هكَذا في النُّسَخِ والصَّوابُ طائِفَيْ قَوْسِه بمَضائِغَ مِنْ عَقَبٍ قد جَعَلَهُنَ في غِراءٍ من دِماءِ الظَّباءِ فيَجِئْنَ سُوداً ثمَّ يُغْلي على الغِراءِ بصَدَإِ أَطْرَافِ النَّبْلِ فيجيءُ أَسْوَدَ لازِقاً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً . والتَّوْقِيفُ : أَنْ يُجْعَلَ للفَرَسِ هكَذا في النُّسَخِ وصوابُه : للتُّرْسِ وَقْفاً وقد ذُكِرَ مَعْناه كما في العُبابِ . والتَّوْقِيفُ : أَنْ يُصْلِحَ السَّرْجَ ويَجْعَلَه واقِياً لا يَعْقِرُ نقَلَه الصّاغانِيُّ وقالَ أبو زَيْدٍ : التَّوْقِيفُ في الحَدِيثِ : تَبْيِيُنه وقد وَقَّفْتُه وبَيَّنْتُه كلاهُما بمَعْنىً وهو مَجازٌ . والتَّوْقِيفُ في الشَّرْع كالنَّصِّ نقله الجَوْهَرِيُّ . قال : والتَّوْقِيفُ في الحَجِّ : وُقُوُفُ النّاسِ في المَواقِفِ وفي الصِّحاحِ بالمَواقِفِ . والتَّوْقِيفُ في الجَيْشِ : أَنْ يَقِفَ واحِدٌ بَعْدَ واحِدٍ وبه فسُرِّ َقولُ جَمِيلِ بنِ مَعْمَرٍ العُذْرِيِّ :
" تَرَى النّاسَ ما سِرْنَا يَسِيرُونَ حَوْلَناوإنْ نَحْنُ أَوْمَاْنَا إلىَ النّاسِ وَقَّفُوايُقالُ : إنّ الفَرَزْدَقَ أَخَذَ منه هذا البَيْتَ وقالَ : أَنَا أَحَقُّ بِه منكَ مَتَى كانَ المُلْكُ في عُذْرَةَ ؟ إنَّما هَذَا لمُضَرَ . والتَّوْقِيفُ : سِمَةٌ في القِداحِ تَجْعَلُ عليه قاله ابنُ عَبّادِ . والتَّوْقِيفُ : قَطْعُ مَوْضِعِ الوَقْفِ أَي : السِّوارِ من الدَّابَّةِ هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ والصَّوابُ بياضُ مَوْضِعِ السِّوارِ كما هو نَصُّ أَبي عُبَيْدٍ في المُصَنَّفِ قال : إذا أَصابَ الأَوْظِفَةَ بَياضٌ في مَوْضِعِ الوَقْفِ ولَمْ يَعْدُها إلى أَسفَلَ ولا فَوْقَ فذلِكَ التَّوْقِيفُ ويُقالُ : فَرَسٌ مُوَقَّفٌ ونَقَله الصّاغانِيُّ أَيْضاً هكَذا فتأَمّل ذلِك . والتَّوَقُّفُ في الشَّيْءِ كالتَّلَوُّمِ فيه نَقَلَه الجَوْهرِيُّ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : التَّوَقُّفُ عليه هو التَّثَبُّتُ يُقال : تَوَقَّفْتُ على هذا الأَمْرِ : إذا تلَبَّثْتَ وهو مَجازٌ ومنه تَوَقَّفَ على جَوابِ كلامِهِ . قالَ : والوِقافُ بالكَسْرِ والمُواقَفَةُ : أنْ تَقِفَ مَعَه ويَقِفَ مَعَكَ في حَرْبٍ أَو خُصُومَةٍ وتَواقَفَا في القِتالِ وواقَفْتُه على كَذَا : وَقَفْتُ مَعَه في حَرْبٍ أو خُصُومَةِ . قالَ واسْتَوْقَفْتُه : سَأَلْتُه الوُقُوفَ يُقال : إنَّ امْرَأ القَيْسِ أولُ من اسْتَوْقَفَ الرَّكْبَ على رَسْمِ الدّارِ بقَوْلهِ : قِفانَبْكِ . . .
ومما يُستَدْرَكُ عَلَيْه : الوُقْفُ والوُقُوفُ بضَمِّهِما : جَمْعُ واقِفِ ومنه قولُ الشّاعِرِ :
أَحْدَثُ مَوْقِفٍ من أُمِّ سَلْمٍ ... تَصَدِّيهَا وأَصْحابي وُقُوفُ
وُقُوفٌ فَوْقَ عِيسٍ قَدْ أُمِلَّتْ ... بَراهُنَّ الإناخَةُ والوَجيفُ أرادَ : وُقُوفٌ لإبِلِهمْ وَهُم فَوْقَها . والمَوْقِفُ : مصدرٌ بمعنَى الوُقُوفِ . والواقِفُ : خادِمُ البِيَعةِ . والمَوْقُوفُ من الحَدِيثِ : خِلافُ المَرْفُوعِ وهو مجازٌ . وَوَقَفَ وَقْفَةً وله وَقَفات . وتَوَقَّفَ بمكانِ كَذا . ووَقَفَ القارِئُ على الكَلِمةِ وُقُوفاً وَوَقَّفَه تَوْقِيفاً : عَلَّمَه مواضِعَ الوُقُوفِ . ووَقَفَ على المَعْنَى : أَحاطَ بِه وهو مجازٌ . وكذا قَوْلُهم : أَنا مُتَوَقِّفٌ في هَذا لا أُمْضِي رَأْياً . ووَقَفَ عليهِ : عايَنَه وأَيْضاً : أُدْخِلَه فعَرَف ما فيِه تَقُولُ : وَقَفْتُ على ما عِنْدَ فُلانِ : تُرِيدُ قد فَهِمْتُه وتَبَيَّنْتُه وبكليِهما فُسِّرَ قَوْلُه تَعاَلى : " وَلَوْ تَرَى إذْ وُقِفُوا عَلَى النّارِ " . والواقِفَةُ : القَدَمُ يمانِيَّةٌ صِفَةٌ غالِبَةٌ . والمَوْقُوفُ من عَرُوضِ مَشْطُوِر السَّرِيعِ والمُنْسَرِحِ : الجُزءُ الذَّيِ هو مَفْعُولانْ كقَوْلِه :
" يَنْضَحْنَ في حافَاتِها بالأَبْوَالْ فقَوْلُه : بالأَبْوالْ مَفْعُولان أَصْلُه مَفْعُولاتُ أُسْكِنَت التّاءُ فصارَ مَفْعُولاتْ فنُقِلَ في التَّقْطِيِع إلى مَفْعُولانْ . وفي المُحْكَمِ : يُقالُ في المَرْأَةِ : إنَّها لجَمِيلَةُ مَوْقِفِ الرّاكِبِ يَعْنِي عَيْنَيْها وذِرَاعَيْها وهو ما يَراهُ الرّاكِبُ منها وهو مَجازٌ . ويُقالُ : هو أَحْسَنُ من الدُّهْمِ المُوَقَّفَةِ وهِيَ خَيْلٌ في أَرْساغِها بَياضٌ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ . وهو مَجازٌ . وكُلُّ مَوْضِعٍ حَبَسَتْه الِكلابُ على أَصْحابِه فَهُوَ وَقِيفَةٌ . والوقْفُ : الخَلْخالُ من فِضَّةِ أَو ذَبْلٍ وأكثَرُ ما يكونُ من الذَّبْلِ . وحَكَى ابنُ بَرِّىّ عن أَبِي عَمْرٍو : أَوْقَفْتُ الجارِيَةَ : جَعَلْتُ لهَا وَقْفاً من عاجٍ . وقالَ أبو حَنِيفَةَ : التَّوْقِيفُ : عَقَبٌ يُلْوَى عَلَى القَوْسِ رَطْباً ليِّناً حَتّى يَصِيرَ كالحَلْقِة مُشْتَقٌّ من الوَقْفِ الذي هو السِّوارُ من العاجِ قالَ ابنُ سِيدَه : هذِه حِكاَيَةُ أَبِي حَنِيفَةَ جَعَلَ التَّوْقِيفَ اسْماً كالتَّمْتيِنِ والتَّنْبِيتِ وفيه نَظَرٌ وقال غَيْرُه : التَّوْقِيفُ : لَيُّ العَقَبِ على القَوْسِ من غَيْرِ عَيْبٍ . وضَرْعٌ مُوَقَّفٌ : به آثارُ الصِّرارِ أنشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ :
" إبْلُ أَبِي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ
" يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُوتَوْقِيفُ الدّابَّةِ : شِيَتُها . ورَجُلٌ مُوَقَّفٌ على الحَقِّ ؛ أَي : ذَلُولٌ بِه . واتَّقَفَ : مُطاوعُ وَقَفَ يُقالُ : وَقَفْتُه فاتَّقَفَ كما تَقُولُ : وَعَدْتُه فاتَّعَدَ والأَصْلُ فيِه اوْتَقَفَ وقد جاءَ في حَدِيثِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ : أَقْبَلْتُ معه فوَقَفْتُ حَتَّى اتَّقَفَ النّاسُ كُلُّهُم . ويُقالُ : فُلانٌ لا تُواقَفُ خَيْلاهُ كَذِباً ونَمِيمَةً ؛ أَي : لا يُطاقُ وهو مَجازٌ . وواقِفٌ : موضِعٌ في أَعالِي المَدِينَةِ