خالَ الشيء يَخالُ خَيلاً وخَيلَةً ويُكسَران وخالاً وَخَيلاناً محرَّكةً ومَخيلةً ومَخالَةً وخَيلُولَةً : ظَنَّهُ اقتصر ابنُ سِيدَه منها على الخَيل بالفتح والكسر والخَيلةِ والخالِ والخَيَلان والمَخالَة . ونَقل الصاغاني الخِيلَةَ بالكسر والمَخِيلَةَ والخَيلُولَةَ . وفي التهذيب : خِلْتُه زَيداً خِيلاناً بالكسر ومنه المَثَلُ : مَن يَسمَعْ يَخَلْ : أي يَظُن . وقيل : مَن يَشْبَعْ وكلامُ العَربِ الأَوَّلُ . ومعناه : مَن يَسمَعْ أخبارَ الناسِ ومَعايِبَهم يَقَعْ في نَفسِه عليهم المَكْروهُ . ومعناه : أنّ مُجانَبَةَ الناسِ أسلَمُ . وقيل : يُقال ذلك عندَ تَحقيقِ الظَّنِّ . وتقولُ في مُسْتَقبَلِه : إخالُ بكسر الهمزة وهو الأفصَحُ كما في العُباب . زاد غيرُه : وأكثَرُ استعمالاً . وتُفْتَحُ في لُغَيَّةٍ هي لُغة بني أَسَد نقص الصفحة 450
الخالُ : البَرقُ . أيضاً : الكِبرُ كالخُيَلاء قال العَجّاجُ :
" والخالُ ثَوبٌ مِن ثِيابِ الجُهَّالْ
" والدَّهْرُ فيه غَفْلَةٌ للغُفَّالْ وقال آخَرُ :
وإن كُنتَ سيِّدَنا سُدْتَنَا ... وإن كُنتَ للخالِ فاذْهَبْ فَخَلْ أيضاً : الثَّوبُ الناعِمُ مِن ثِيابِ اليَمَن . أيضاً : بُرْدٌ يَمَنِيٌّ أحمرُ فيه خُطوطٌ سُودٌ كان يُعمَلُ في الدَّهر الأوّل وجَعلهما الأزهريّ واحداً وقد تقدَّم ذلك في خ - و - ل أيضاً وهو يَحتَمِلُ الواوَ والياء . أيضاً : شامَةٌ سَوْدَاءُ في البَدَنِ وقِيل : نُكْتَةٌ سَوْداءُ فيه . وفي التهذيب : بَثْرَةٌ في الوَجْهِ تَضْرِبُ إلى السَّواد . ج : خِيلانٌ بالكسر . وهو أَخْيَلُ ومَخِيلٌ ومَخْيُولٌ زاد الأزهريّ : ومَخُولٌ : أي كثيرُ الخِيلان . وهي خَيْلاءُ . ولا فِعْلَ له وتَصغيرُه : خُيَيْل فيمَن قال : مَخِيلٌ ومَخْيُولٌ وخُوَيْلٌ فيمَن قال : مَخُولٌ . الخالُ : الجَبَلُ الضَّخْمُ . أيضاً : البَعِيرُ الضَّخْمُ على التَّشبيه وجَمْعُهما : خِيلانٌ قال الشاعر :
غُثاءٌ كَثِيرٌ لا عَزِيمَةَ فِيهِمُ ... ولكنَّ خِيلاناً عليها العَمائِمُ شَبَّهَهم بالإبِلِ في أبدانِهم وأنه لا عُقُولَ لَهم . الخالُ : اللِّواءُ يُعْقَدُ للأَمِير وفي التهذيب : يُعْقَدُ لوِلايةِ والٍ ولا أراه سمِّيَ به إلّا لأنه كان يُعْقَدُ مِن بُرُودِ الخال . الخالُ : مِثْلُ الظَّلَع يكونُ بالدابَّةِ وقد خالَ الفَرَسُ يَخالُ خَالاً فهو خائِلٌ وأنشد اللَّيث
نادَى الصَّرِيخُ فرَدُّوا الخَيلَ عانِيَةً ... تشكُو الكَلالَ وتَشكُو مِن حَفا خالِ الخالُ : الثَّوبُ يُستَرُ به المَيِّتُ وقد خُيِّلَ عليه . الخالُ : الرَّجُلُ السَّمْحُ يُشَبَّه بالغَيم حينَ يَبرُق كذا في المحكَم . وفي التهذيب : يُشَبَّه بالخال وهو السَّحابُ الماطِرُ . الخالُ : ع مِن شِقِّ اليَمامة قاله نَصْرٌ . الخالُ : المَخِيلَةُ وهي الفِراسَةُ وقد أخالَ فيه خالاً . الخالُ : الفَحْلُ الأَسودُ مِن الإبلِ عن ابنِ الأعرابيّ وقد تقدَّم في خ - و - ل . الخالُ : صاحِبُ الشيء يقال : مَن خالُ هذا الفَرسِ ؟ أي مَن صاحِبُه وهو مِن خالَهُ يَخُولُه : إذا قام بأَمْرِه وساسَهُ وقد ذُكِرَ في خ - و - ل . الخالُ : الخِلافَةُ إذ هي مِن شأن مَن يُعقَدُ له اللِّواءُ . الخال : جَبَلٌ تِلْقاءَ الدَّثِينَةِ في أرضِ غَطَفانَ وهو لبني سُلَيم قال :
أهاجَكَ بالخالِ الحُمُولُ الدَّوافِعُ ... وأنتَ لِمَهْواها مِن الأرضِ نازِعُ
الخالُ : المُتَكبِّرُ المُعْجِبُ بنَفْسِه يقال : رجُلٌ خالٌ وخالٍ . الخالُ : المَوضِعُ الذي لا أَنِيسَ به . الخالُ : الظَّن والتَّوَهُّمُ خالَ يَخالُ خالاً . الخالُ : الرجُلُ الفارِغُ مِن عَلاقَةِ الحُبِّ . الخالُ : العَزَبُ مِن الرجال . الخالُ : الرجلُ الحَسَنُ القِيامِ على المالِ . وقد خالَ عليه يَخِيلُ ويَخُولُ : إذا رَعاه وأحسنَ القِيامَ عليه . الخالُ : الأَكمَةُ الصَّغِيرةُ . الخالُ : المُلازِمُ للشيء يَسُوسُه ويرعاه . الخالُ : لِجامُ الفَرَسِ وكأنه لغَة في الخَوَلِ مُحرَّكةً وقد مَرَّ إنكارُ الأزهريّ على اللَّيث في خ - و - ل . الخالُ : الرَّجلُ الضَّعيفُ القَلْبِ والجِسمِ وهو أشْبَهُ أن يكون بتشديدِ اللام مِن خَلَّ لَحْمُه : إذا هُزِلَ وقد تقدَّم . الخالُ : نَبتٌ له نَوْرٌ م معروفٌ بنَجْدٍ وليس بالأَوَّل . الخالُ : البَرِيءُ مِن التُّهْمة . الخال : الرجلُ الحَسَنُ المَخِيلَةِ بِما يُتَخَيَّلُ فيه أي يُتَفرَّس ويُتَفَطَّن فهذه أحدٌ وثلاثون مَعنًى للخال . ومَرَّ الخالُ أخو الأُمّ فتكون اثنين وثلاثين معنًى نَظَم غالِبَها الشُّعراءُ في مُخاطَباتِهم ومِن أجمع ما رأيت فيها قصيدة مِن بَحْرِ السِّلْسِلة للشيخ عبدِ اللّه الطَّبلاوِيّ يمدَحُ بها أبا النَّصر الطَّبلاوِيّ ذَكر فيها هذه المَعانِيَ التي سَرَدَها المُصنِّفُ وزاد عليه بعضَ مَعانٍ يُنْظَرُ فيها . فمنها : الصاحِبُ والمُفْتَقِرُ والماضِي والمُخَصِّص والقاطِعُ والمَهْزولُ والمُتَفَرقُ والذي يَقْطَعُ الخَلاءَ مِن الحَشِيش والنِّقْرِسُ والخُلقُ . فهذه عَشْرةٌ . وذَكَر الكِبرَ والتَّكبُّرَ والاختِيالَ وهذه الثلاثة بمعنًى واحدٍ . ولا يَخفى أنّ المَعانيَ السبعةَ الأُوَل كلّها مِن خَلّ يَخُلُّ فهو خالٌّ بتشديد اللام . وخَلَّ إليه : افْتَقَرَ . وخَلَّهَ خَلّاً : شَكَّه وقَطَعَه . وخَلَّه في الدُّعاء : خَصَّه كما سبق ذلك كلُّه . وأما الذي يَقْطَع الخَلَاءَ فالصَّواب فيه الخالِئُ بالهمز حُذِفَتْ للتخفيف فهو ليس مِن هذا الحَرف . والنِّقْرِسُ مفهومٌ مِن الظَّلْع الذي ذكره المصنِّفُ فتأَمَّلْ ذلك . مِن المَجاز : أخالت الناقَةُ فهي مُخِيلَةٌ : إذا كان في ضَرعِها لَبَنٌ وكانت حَسَنَة العَطْلِ قال ابنُ سِيدَه : أراه على التَّشبيه بالسَّحاب . أخالَت الأرضُ بالنَّبات : إذا ازْدانتْ وفي المحكَم : اخْتالَتْ وهو مَجازٌ . والأَخْيَلُ والخُيَلاءُ إطلاقُه صريحٌ بأن يكون بالفَتح ولا قائِلَ به بل هو بضَم ففتح ورُوِي أيضاً بكسرٍ ففَتْح وذَكر الوَجْهين الصَّغانيُ . والخَيْلُ والخَيلَةُ والخالُ والمَخِيلَة بفتح المِيم كُلِّه : الكِبْرُ عن تَخَيُّلِ فَضيلةٍ تَتَراءَى للإنسان مِن نَفْسِه . وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي اللّه تعالى عنه : " إنَّكَ لستَ تَصْنَعُ ذلك خُيَلاءَ " ضُبِط بالوَجهين . وقال اللَّيثُ : الأَخْيَلُ : تَذكِيرُ الخَيلاءِ وأنشَد :
" لَها بَعْدَ إِدْلاجٍ مراحٌ وأَخْيَلُ ورجلٌ خال وخائِل وخالٍ مَقْلُوباً ومُخْتالٌ وأُخائِلٌ إطلاقُا صريحٌ في أنه بفتح الهمزة وليس كذلك بل هو بضَمّها والمعنى : أي مُتَكبِّرٌ ذو خُيَلاءَ مُعْجِبٌ بنفسه . ولا نظيرَ لأُخائِلٍ مِن الصِّفات إلّا رَجُلٌ أدابرٌ : لا يَقْبَلُ قولَ أحدٍ ولا يَلْوِي على شيء . وأُباتِرٌ : يَبتُر رَحِمَه : أي يقطَعُها نَبَّه عليه الجوهريّ . وفي التَّنزيل العزيز : " إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ " . وقد تَخَيَّلَ وتَخايَلَ : إذا تَكبِّر . والأَخْيَلُ : طائِرٌ مَشْؤُومٌ عندَ العَرب يقولون : أشْأَمُ مِن أخْيَلَ وهو يَقعُ على دَبَرِ البَعِير وأراهم إنما يَتشاءَمُون لذلك قال الفَرَزْدَق :
إذا قَطَناً بَلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكٍ ... فلاقَيتِ مِن طَيرِ العَراقِيبِ أَخْيَلاَ ويروَى : فلُقِّيتِ مِن طَيرِ اليَعاقِيبِ . أو هو الصُّرَدُ الأخضَرُ أو هو الشّاهِينُ أو هو الشِّقِرَّاقُ قاله الفَرّاءُ . قال السُّكَّرِيُّ : سُمِّيَ به لأنّ على جَناحِه ألواناً تُخالِفُ لَونَه قال أبو كَبِير الهُذَلِي :
فإذا طَرَحْتَ لَه الحَصاةَ رَأَيتَهُ ... يَنْزُو لوَقْعَتِها طُمُورَ الأَخْيَلِوقيل : سُمِّيَ به لاختِلافِ لَونِه بالسَّوادِ والبَياضِ . وفي العُباب : هو يَنْصرِفُ في النَّكِرةِ إذا سَمَّيتَ به ومنهم من لا يَصْرِفه في المَعرفة ولا في النَّكرة ويجعلُه في الأَصل صِفةً مِن التَّخَيُّلِ ويَحتَجُّ بقولِ حَسّانَ رضي اللّه تعالى عنه :
ذَرِينِي وعِلْمِي بالأُمُورِ وشِيمَتِي ... فما طائِرِي فيها عَلَيكِ بأَخْيَلاَ ج : خِيلٌ بالكسر وفي التهذيب : جَمْعُه الأَخائِلُ . وبَنُو الأَخْيَلِ بن مُعاوِيةَ : بَطْنٌ مِن بني عُقَيل بنِ كَعْب رَهْطُ لَيلَى الأَخْيَلِيَّة وقد جَمعتْه على الأَخائل فقالت :
نحن الأخائلُ ما يَزالُ غُلامُنا ... حتّى يَدِبَّ علَى العَصا مَذْكُورا وتَخيَّلَ الشيء له : إذا تَشَبَّه . وقال الراغِبُ : التَّخَيُّلُ : تَصوُّرُ خَيالِ الشيء في النَّفْس . وأبو الأَخْيَلِ خالِدُ بنُ عمرو السُّلَفِيُّ بضم ففتح عن إسماعيلَ بن عَيّاس . وإسحاقُ بن أَخْيَلَ الحَلَبِيُّ عن مُبَشِّرِ بن إسماعيل : مُحَدِّثان . والخَيالُ والخَيالَةُ : ما تَشَبَّه لكَ في اليَقَظة والحُلْمِ مِن صُورَةٍ . وفي التهذيب : الخَيالُ : كلُّ شيءٍ تَراه كالظِّلِّ وكذا خَيالُ الإنسانِ في المِرآة . وخَيالُه في النَّومِ : صُورةُ تِمْثالِه ورُّبما مَرَّ بك الشيء يُشبِهُ الظِّلَّ فهو خَيالٌ يقال : تَخَيَّلَ لي خَيالُه . وقال الراغِبُ : أصلُ الخَيالِ : االقُوَّةُ المُجَرَّدةُ كالصّورة المُتَصوَّرة في المَنامِ وفي المِرآةِ وفي القَلب ثم استُعمِل في صُورةِ كلِّ أمرٍ مُتَصَوَّرٍ وفي كلِّ دَقِيقٍ يَجرِي مَجْرَى الخيال . قال : والخَيالُ : قُوَّةٌ تَحفَظُ ما يُدْرِكُه الحِسّ المُشتَرَكُ مِن صُوَرِ المَحْسُوسات بعدَ غَيبُوبةِ المادَّةِ بحيثٌ يُشاهِدُها الحِسُّ المُشْتَرك كلَّما التفتَ إليه فهو خِزانَةٌ للحِسّ المُشتَرك ومَحَلُّه البَطْنُ الأَوّلُ مِن الدِّماغ . ج : أَخْيِلَةٌ . أيضاً : شَخْصُ الرَّجُلِ وطَلْعَتُه يقال : رأيت خَيالَه وخَيالَتَه وقال الشاعِر وهو البُحْتُرِيُّ :
فلَسْتُ بنازِلٍ إلَّا أَلَمَّتْ ... برَحْلِي أو خَيالَتُها الكَذُوبُ وقيل : إنما أَنت على إرادَةِ المرأة . وخَيَّلَ للنّاقَةِ وأخْيَلَ لها : وَضَعَ لِوَلَدِها خَيالاً لِيَفْزَعَ منه الذِّئبُ فلا يَقْرَبَه نقلَه ابنُ سِيدَه . خَيَّل فُلانٌ عن القَوْم : إذا كَعَّ عَنهُم ومثلُه : غَيَّفَ وخَيَّفَ نقله الأزهريّ وهو قولُ عَرّامٍ . وقال غيرُه : خَيَّل الرجلُ : إذا جَبُنَ عندَ القِتال . والخَيالُ : كِساءٌ أَسْوَدُ يُنصَبُ على عُودٍ يُخَيَّلُ به للبهَائم والطَّيرِ فتُظنُّه إنساناً وفي التهذيب : خَشَبَةٌ تُوضَعُ فَيُلْقَى عليها الثَّوبُ للغَنم إذا رآها الذِّئب ظَنَّه إنساناً قال الشاعر :
أَخٌ لا أخَا لِي غَيرُه غَيرَ أنَّنِي ... كَراعِي الخيَالِ يَستَطِيفُ بِلا فِكْرِ وقيل : راعِي الخَيالِ : الرَّأْلُ يَنْصِبُ له الصائدُ خَيالاً فيألَفُه فيأخذه الصائدُ فيتْبَعُه الرَّأْلُ . وقيل : الخَيالُ : ما نُصِبَ في أرضٍ ليُعْلَمَ أنها حِمًى فلا تُقْرَب . والجَمْعُ : أَخْيِلَةٌ عن الكِسائي وخِيلانٌ قال الراجز :
" تَخالُها طائرةً ولم تَطِرْ
" كأنها خِيلانُ راعٍ مُحْتَظِزأرادَ بالخِيلان : ما نَصَبَه الرَّاعِي عندَ حَظِيرةِ غَنَمِه . الخَيالُ : أرضٌ لبني تَغْلِبَ بن وائلٍ . الخَيالُ : نَبتٌ . والخَيل : جَماعَةُ الأَفْراسِ لا واحِدَ له مِن لَفْظِه وهو مُؤنَّثٌ سَماعِيٌّ يَعمُّ الذَّكرَ والأُنثى . أو واحِدُه : خائِلٌ لأنه يَخْتالُ في مِشْيتِه قاله أبو عُبيدة . قال ابنُ سِيدَه : وليس هذا بمعروفٍ والضَّميرُ عائدٌ إلى الخائلِ لأنه أقربُ مَذكُورٍ ويجوز إعادَتُه للخَيلِ بِناءً على أنه اسمُ جَمعٍ أمّا على القولِ بأنه مُؤنثٌ كما نَصُّوا عليه فيتعينُّ عَودُه للخائِل قاله شيخُنا . ويَشْهدُ لِما قاله أبو عبيدة ما حَكاه أبو حاتِمٍ نَقلاً عن الأصمَعِي قال : جاء مَعْتوهٌ إلى أبي عمرو بن العَلاء فقال : يا أبا عمرو لِمَ سُمِّيَت الخَيلُ خَيلاً ؟ فقال : لا أَدْرِي فقال : لكنْ أَدْرِي فقالَ : عَلِّمْنا قال : لاخْتِيالِها في المَشْيِ فقال أبو عمرو لأصحابِه بعدَ ما وَلَّي : اكتُبوا الحِكْمَةَ وارْوُوها ولو عن مَعْتُوهٍ . وقال الراغِبُ بعدَ ما ذَكر الخُيَلاء : ومنها تُنُووِلَ لَفظ الخَيلِ لِما قِيل : لا يَركَبُ أحدٌ فَرَساً إلَّا وَجَد في نَفْسِه نَخْوةً . قال ابنُ سِيدَه : وقول أبي ذُؤيب :
فَتنازَلا وتَواقَفَتْ خَيلاهُما ... وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَدَّعُ ثَنّاه على قولهم : هما لِقاحانِ أَسْودَان وجِمالان . جج جَمْعُ الجَمْع : أَخْيالٌ وخُيُولٌ وهذه أشْهَرُ وأَعْرَفُ ويكْسَرُ . قال الراغِبُ : الخَيلُ في الأصلِ : اسْمٌ للأَفْراسِ الفُرسان جَميعاً قال تعالى : " وَمِن رِبَاطِ الْخَيلِ " ويُستعمَلُ في كُل واحدٍ منهما مُنفَرِداً نحو ما رُوِى : يا خَيلَ اللَّهِ ارْكَبِي . أي يا رُكَّابَ خَيلِ اللَّهِ فحُذِفَ للعِلْم اختِصاراً . فهذا للفُرسان . وكذا قولُه تعالى : " وَأَجْلِبْ عَلَيهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ " أي بفُرسانِك ورَجَّالَتِك . وجاء في التفسير : أنّ خَيلَه كُلُّ خَيل تَسعَى في مَعْصِيةِ اللّه . ورَجِلَه : كلُّ ماشٍ في مَعصيةِ اللّه . وفي الحديث : " عَفَوْتُ لكُم عن صَدَقةِ الخَيلِ " يعني الأفْراسَ . وكذا قولُه تعالى : " وَالْخَيلَ والْبِغالَ والحَمِيرَ لِتَركَبُوها وزِينَةً " . خَيل : د قُربَ قَزْوِينَ بينَها وبينَ الرَّيَّ . وزَيْدُ الخَيرِ هو ابن مُهَلْهل بن زيد بن مُنْهِب الطائي النَّبهاني كان يُدْعَى زَيْدَ الخَيل لشجاعَتِه فسَمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم لمّا وَفَد عليه في سنة تِسعٍ من الهجرة زَيْدَ الخَيرِ لأنه بمَعناه وأَثْنى عليه وأقْطَعه أَرَضِينَ وقد تقدَّم ذِكرُه في أ - ل - ف . وأيضاً أزالَ تَوهُّمَ أنّه سُمِّيَ به لِما اتَّهَمَه به كَعْبُ بن زُهَير بن أبي سُلمَى مِن أَخْذِ فَرَسٍ له . يُقال : فُلانٌ لا تُسايَرُ خَيلاهُ أو لا تُواقَفُ خَيْلاه ولا تُسايَرُ ولا تُواقَفُ : أي لا يُطاقُ نَمِيمَةً وكَذِباً نقلَه ابنُ سِيدَه وهو مَجازٌ . قالوا : الخَيلُ أَعْلَمُ مِن فُرسانِها : يُضْرَبُ لمَن تَظُن به ظَنّاً أنّ عندَه غَناءً أو أنه لا غَناءَ عندَه فتَجِدُه على ما ظَنَنْتَ نقلَه ابنُ سِيدَه . والخِيلُ بالكَسرِ : السَّذابُ نقلَه الأزهريُّ . أيضاً : الحِلْتِيتُ يَمانِيَةٌ نقله ابنُ سِيدَه . ويُفْتَحُ . وخالَ يَخالُ خَيلاً : داوَمَ على أكلِه أي السَّذاب قاله الأزهريّ وهو قولُ ابنِ الأعرابيّ ونَصُّه : خالَ يَخِيلُ خَيْلاً . وخِيلَةُ الأَصْفَهانِيُّ بالكسر : مُحَدِّثٌ وهو أبو القاسِم عبدُ الملك بن عبد الغَفّار بن محمد بن المُظَفَّر البَصْرِيّ الفَقِيه الهَمَذاني يُعْرَفُ بخِيلَةَ ويُلَقَّب ببحير سَمِعَ الكثيرَ بأصبَهان وأدركَ أصحابَ الطَّبَرانِيّ قال ابن ماكُولا : سمعت منه قاله الحافِظُ . قلت : فقولُ المصنِّفِ الأصفهاني فيه نَظَرٌ . والمُخايَلَةُ : المُباراةُ خايَلْتُ فُلاناً : أي بارَيْتُه وفَعْلتُ فِعْلَه قال الكُمَيت :
أقولُ لَهُمْ يومَ أيمانهُم ... تُخايِلُها في النَّدَى الأَشْمُلُتُخايِلُها : أي تفاخِرها وتُبارِيها . وذو خَيلِيل هكذا في المَوضِعَين نَصُّ العُباب : وفي بعض النُّسَخ : وذو خَيل في المَوضِعَين ووقع في كتاب نَصْر : ذو خَلِيلٍ كأَمِيرٍ وقال : مَوضِعٌ بشِقِّ اليَمَن نسِب إليه أَحَدُ الأَذْواء . وهو على ما في العُباب : مالِكُ بن زُبَيدِ بنِ وَلِيعَةَ بن مَعْبَد بن سَبأ الأصغَر ابن كَعْب بن زَيد بن سَهْل الحِميَرِيّ . وذو خَيلِيل بنُ جُرَشَ بنِ أَسْلَمَ بن زَيد بن الغَوث الأصغَر ابن سعد بن عَوْف بن عَدِيّ بن مالِك بن زَيد بن سَهْل الحِمْيَرِيّ . وبَنُو المُخَيَّلِ كمُعَظَّمٍ : في ضُبَيعَةِ أَضْجَمَ كما في العُباب
ومما يستَدْرَكُ عليه : الخَيالُ والخَيالَةُ : الطَّيْفُ . والخائِلُ : الشاب المُخْتالُ والجَمْعُ : خالَةٌ . والخالَةُ : المَرأةُ المُخْتالَةُ وبهما فُسِّر قولُ النَّمِر بن تَوْلَب رضي اللّه تعالى عنه :
أودى الشَّبابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلَبَهْ ... وقد بَرِئْتُ فما بالقَلْبِ مِن قَلَبَهْ ويُرْوَى : الخَلَبَة مُحرَّكَةً كعابِدٍ وعَبَدَة وبكسر اللام أيضاً بمَعْنى الخَدَّاعة . ورجلٌ مَخُولٌ كمَقُولٍ : كَثُر الخِيلانُ في جَسَدِه . وبَعِيرٌ مَخْيولٌ : وقَعَ الأَخْيَلُ على عَجُزِه فقَطَعه ومنه قِيل للرَّجُل إذا طار عَقْلُه فَزَعاً : مَخْيولٌ وهو من استِعمال العامَّةِ لكنه صَحيحٌ . والخَيَّالَةُ بالتَّشديد : أصحابُ الخُيولِ . والخِيَلاءُ بكسرٍ ففتح : لُغَةٌ في الخُيَلاءِ بمَعْنى الكِبر . وهو مُخِيلٌ للخَيرِ : أي خَلِيقٌ له وحَقِيقَتُه أنه مُظْهِرٌ خَيالَ ذلك . وأخال الشيء : اشْتَبَه يقال : هذا أَمْرٌ لا يُخِيلُ قال :
والصِّدْقُ أَبْلَجُ لا يُخِيلُ سَبِيلُهُ ... والصِّدْقُ يَعْرِفُه ذَوُو الأَلْبابِ وفُلانٌ يَمضِي على المُخَيَّل كمُعَظمٍ : أي على ما خَيَّلَتْ : أي شَبَّهَتْ يعني علَى غَرَرٍ مِن غيرِ يَقِين ومنه قولُهم : وَقَع في مُخَيَّلِي كذا وفي مُخَيَلاتي . وخُيِّلَ إليه أنه كذا على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه مِن التَّخْيِيل والوَهْم ومنه قولُه تعالى : " يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِنْ سِحْرِهِم أَنَّهَا تَسعَى " والتَّخْيِيلُ : تَصوِيرُ خَيالِ الشيء في النَّفْس . ووجَدْنا أرضاً مُتَخَيِّلَةً ومُتَخايِلَة : إذا بَلَغَ نَبتُها المَدَى وخَرج زَهْرُها قال ابنُ هَرمَةَ :
سَرا ثَوْبَهُ عنكَ الصِّبا المُتَخايِلُ ... وقَرَّبَ للبَيْنِ الخَلِيطُ المُزايِلُ وقال آخَرُ :
تَأَزَّرَ فيه النَّبتُ حتّى تَخايَلَتْ ... رُباهُ وحتَّى ما تُرَى الشَّاءُ نُوَّما واسْتَخالَ السَّحابَةَ : إذا نَظَر إليها فخالَها ماطِرَةً ومنه الحديث : " نَسْتَحِيلُ الجَهام ونَستَخِيلُ الرهام . واخْتالَت الأرضُ بالنَّبات : ازْدانَتْ . ويقال : ظَهَرتْ فيه مَخاِيلُ النَّجابَة جَمْعُ مَخِيلَةٍ : أي المَظِنَّة وأصلُه في السَّحابة التي يُخالُ فيها المَطَرُ . وما أحسَنَ مَخِيلَها وخالَها : أي خَلاقَتَها للمَطَرِ . وافْعَل كذا إمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ أي : علَى ما خَيَّلَتْ أي على كُلِّ حالٍّ . والخَيالُ : خيالُ الطائِر يَرتَفِعُ في السَّماء فيَنظرُ إلى ظِلِّ نَفْسِه فيَرى أنه صَيدٌ فيَنْقَضُّ عليه ولا يَجِدُ شيئاً وهو خاطِفُ ظِلِّه . وشيء مُخَيِّلٌ : مُشْكِلٌ . وسَلْمانُ بنُ رَبِيعةَ الخَيلِيُّ ويقال أيضاً : سَلْمانُ الخَيلِ لأنه كان يَلي الخَيلَ لعمرَ رضي اللّه عنه وهو مَعْدُودٌ في الصًّحابة عِندَ البُخارِيّ وأبي حاتم . وكان عمرُ رضي اللّه عنه قد أَعَدَّ في كُلِّ مِصْرٍ خَيلاً كثيرةً للجِهاد فكان بالكُوفَة أرْبعَةُ آلافِ فَرَسٍ مُعَدَّةٍ لعدُو يَدْهَمُهم . اسْتُشهد بِبَلَنْجَرَ نَحْواً مِن سنة ثلاثين . والأمير عَرِيب الخَيلِي لأنه كان على خَيل الخَلِيفَة . وخَيلانُ : بَلَدٌ بما وراءَ النَّهر منه أبو سَهْل أحمدُ بن محمد بن إبراهيم بن يزيدَ الخَيلانيُّ فكذا ضَبَطه الحافِظُ . ومِن المتأخِّرين : شَمسُ الدِّين أحمد بن موسى الخَيَالِيُّ أحَدُ الأَذكياء له حَواشٍ على شَرحِ العَقائدِ النَّسَفِيَّة سَلَك فيها مَسلَك الأَلغاز
فصل الدال المُهمَلة مع اللام
الفعل بالكسر : حركة الإنسان وقال الصاغاني : هو إحداث كل شيء من عمل أو غيره فهو أخص من العمل . أو كناية عن كل عمل متعد أو غير متعد كما في المحكم وقيل : هو الهيئة العارضة للمؤثر في غيره بسبب التأثير أولا كالهيئة الحاصلة للقاطع بسبب كونه قاطعا قاله ابن الكمال . وقال الراغب : الفعل : التأثير من جهة مؤثر وهو عام لما كان بإيجاده أو بغيره ولما كان لعلم أو بغيره ولما كان بقصد أو غيره ولما كان من الإنسان أو الحيوان أو الجماد والعمل مثله والصنع أخص منهما انتهى . وقال الحرالي : الفعل : ما ظهر عن داعية من الموقع كان عن علم أو غير علم لتدين كان أو غيره وقال الجويني : الفعل : ما كان في زمن يسير بلا تكرير والعمل : ما تكرر وطال زمنه واستمر ورد بحديث : " ما فعل النغير " . والفعل عند النحاة : ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة وقال السعد في شرح التصريف : الفعل : بالكسر : اسم لكلمة مخصوصة . وبالفتح مصدر فعل كمنع وفعل به يفعل فعلا وفعلا فالاسم مكسور والمصدر مفتوح وقال قوم : المكسور هو الاسم الحاصل بالمصدر قال ابن كمال : ولكن اشتهر بين الناس كسر الفاء في المصدر قال شيخنا وفيه نظر وقيل : لا نظير له لفعله يفعله فعلا إلا سحره يسحره سحرا وقد جاء خدع يخدع خدعا وخدعا وصرع يصرع صرعا وصرعا وقرأ بعضهم : " وأوحينا إليهم فعل الخيرات " . الفعل : كناية عن حياء الناقة وعن فرج كل أنثى . الفعال كسحاب : اسم الفعل الحسن من الجود والكرم ونحوه قاله الليث . الفعال : الكرم قال هدبة :
ضروبا بلحييه على عظم زوره ... إذا القوم هشوا للفعال تقنعا أو يكون الفعال فعل الواحد خاصة في الخير والشر يقال : فلان كريم الفعال وفلان لئيم الفعال قاله ابن الأعرابي قال الأزهري : وهذا هو الصواب ولا أدري لم قصر الليث الفعال على الحسن دون القبيح . قال المبرد : الفعال يكون في المدح والذم وهو مخلص لفاعل واحد وإذا كان من فاعلين فهو فعال بالكسر قال الأزهري : وهذا هو الجيد قلت : وهو إذن مصدر فاعل . وهو أيضا جمع فعل كقدح وقداح وبئر وبئار كما في الصحاح . الفعال : نصاب الفأس والقدوم ونحوه كالمطرقة قال ابن بري : الفعال مفتوح أبدا إلا الفعال لخشبة الفأس فإنها مكسورة الفاء يقال : يا بابوس أولج الفعال في خرت الحدثان والحدثان : الفأس التي لها رأس واحدة وقال ابن الأعرابي : الفعال : العود الذي في خرت الفأس يعمل به وقال ابن مقبل في نصاب القدوم وسماه فعالا :
وتهوي إذا العيس العتاق تفاضلت ... هوي قدوم القين حال فعالها قال ابن فارس : لا أدري كيف صحتها وأنشد ابن الأعرابي :
أتته وهي جانحة يداها ... جنوح الهبرقي على الفعال ج : فعل ككتب . والفعلة محركة : صفة غالبة على عملة الطين والحفر ونحوه لأنهم يفعلون قال ابن الأعرابي : والنجار يقال له : فاعل . قلت : وقد خص به الآن من يعمل بالطين ويحفر الأساس . الفعلة كفرحة : العادة . من المجاز : افتعل عليه كذبا وزورا : أي اختلقه قال ذو الرمة :
غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا وقال ابن الأعرابي : افتعل فلان حديثا : إذا اخترقه وأنشد :
ذكر شيء يا سليمى قد مضى ... ووشاة ينطقون المفتعلقال ابن الأعرابي : سئل الدبيري عن جرحه فقال : أرقني وجاء بالمفتعل بالفتح أي على صيغة اسم المفعول أي جاء بأمر عظيم قيل له : أتقوله في كل شيء ؟ قال : نعم أقول جاء مال فلان بالمفتعل وجاء بالمفتعل من الخطأ . ويقال : عذبني وجع أسهرني فجاء بالمفتعل : إذا عانى منه ألما لم يعهد مثله فيما مضى له . وفعال كقطام قد جاء بمعنى افعل . وفعالة بالضم في قول عوف بن مالك :
تعرض ضيطارو فعالة دوننا ... وما خير ضيطار يقلب مسطحا كناية عن خزاعة وهي قبيلة معروفة . ومما يستدرك عليه : الفعال بالفتح : مصدر كذهب ذهابا نقله الجوهري . ويجمع الفعل على أفعال كقدح وأقداح . وقوله تعالى : " وفعلت فعلتك التي فعلت " أراد المرة الواحدة كأنه قال : قتلت النفس قتلتك وقرأ الشعبي : " فعلتك " بالكسر على معنى وقتلت القتلة التي قد عرفتها ؛ لأنه قتله بوكزة هذا عن الزجاج قال : والأول أجود . وكانت منه فعلة حسنة أو قبيحة . واشتقوا من الفعل المثل للأبنية التي جاءت عن العرب مثل : فعالة وفعولة وأفعولة ومفعيل وفعليل وفعلول وفعول وفعل وفعل وفعلة ومفعنلل وفعيل وفعيل . وكنى ابن جني بالتفعيل عن تقطيع البيت الشعري ؛ لأنه إنما بأجزاء مادتها كلها فعل كقولك : فعولن مفاعيلن وفاعلاتن فاعلن وفاعلاتن مستفعلن وغير ذلك من ضروب مقطعات الشعر . ويقال : شعر مفتعل : إذا ابتدعه قائله ولم يحذه على مثال تقدمه فيه من قبله وكان يقال : أعذب الأغاني ما افتعل وأظرف الشعر ما افتعل . وقوله تعالى : " وكنا فاعلين " أي قادرين على ما نريده . وقوله تعالى : " والذين هم للزكاة فاعلون " أي مؤتون قاله الزجاج وقيل : معناه الذين هم للعمل الصالح فاعلون . وتقول : إن الرشا تفعل الأفاعيل وتنسي إبراهيم وإسماعيل الأفاعيل : جمع أفعول أو إفعال : صيغة تختص بما يتعجب منه قاله السعد في حواشي الكشاف وهو عربي وقيل : مولد . وقال الراغب : والذي من جهة الفاعل يقال له مفعول ومنفعل وقد فصل بعضهم بينهما فقال : المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل والمنفعل إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه فهو أعم من المنفعل ؛ لأن المنفعل يقال لما يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه كحمرة اللون من خجل يعتري من رؤية إنسان والطرب الحاصل من الغناء وتحرك العاشق لرؤية معشوقه وقيل : لكل فعل انفعال إلا للإبداع الذي هو من الله عز وجل فذلك هو إيجاد من عدم لا من مادة وجوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر
النَّفْسُ : الرُّوحُ وسَيَأْتِي الكلامُ عليها قَريباً . وقال أَبو إِسحَاقَ : النَّفْسُ في كلامِ العَرَبِ يَجْرِي على ضَرْبَيْن : أَحَدُهما قولُك : خَرَجَتْ نَفْسُه أَي رُوحُه والضَّرْبُ الثانِي : مَعْنَى النَّفْسِ فيه جُملةُ الشْيءِ وحقِيقتُه كما سَيَأْتِي في كَلاَمِ المصنِّف وعلى الأَوّلِ قالَ أَبو خِراشٍ :
نَجَا سالِمٌ والنفْسُ مِنْهُ بشِدْقِهِ ... ولم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرَاً
أَي بِجَفْنِ سَيْفٍ ومِئْزَرٍ كذا في الصّحاحِ قال الصّاغَانِيُّ : ولم أَجِدْه في شِعْر أَبي خِراشٍ . قلتُ : قال ابنُ بَرِّيّ : إعْتَبَرْتُه في أَشْعَارِ هُذَيْلٍ فوَجَدْتُه لحُذَيفَةَ بنِ أَنَسٍ وليسَ لأَبِي خِراشٍ والمَعْنَى : لم يَنْجُ سالِمٌ إِلاّ بجَفْنِ سَيْفه ومِئْزَرِه وانْتِصَابُ الجَفْنِ على الإسْتِثْنَاءِ المنْقَطِع أَي لم يَنْجُ سالمٌ إِلاّ جَفْنَ سَيْفٍ وجَفْنُ السَّيْفِ مُنْقَطِعٌ منه . ومِن المجاز : النَّفْسُ : الدَّمُ يقال : سالَتْ نَفْسُه كما في الصّحاحِ وفي الأَسَاس : دَفَق نَفْسَه أَي دَمَه . وفي الحَدِيث : ما لا نَفْسَ لَهُ وَقَع في أُصُولِ الصّحاحِ : ما لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فإِنّه لا يُنَجِّسُ المَاءَ إِذا مَاتَ فيه . قلت : وهذا الِّذي في الصّحاحِ مُخَالِفٌ لِمَا في كُتُبِ الحَدَيثِ وفي رَوَايَةِ أُخْرَى : مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ ورُويَ عن النَّخَعِيّ أَنّه قال : كُلُّ شّيْءٍ له نَفْسٌ سائِلَةٌ فماتَ في الإِنَاءِ فإِنّه يُنَجِّسُه وفي النِّهَايَةِ عنه : كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فإِنه لا يُنَجِّسُ الماءَ إِذا سَقَطَ فيه أَي دَمٌ سائِلٌ ولذَا قالَ بعضُ مَن كَتَبَ على الصِّحّاحِ : هذا الحَدِيثُ لم يَثْبُتْ قال ابنُ بَرِّيّ : وإِنّمّا شاهِدُه قولُ السَّمَوْأَلِ :
تَسِيلُ عَلى حَدِّ الظُّبَاةِ نُفُوسُنَا ... ولَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظُّباة تَسِيلُ قال وإِنّمَا سُمِّيَ الدَّمُ نَفْساً لأَنّ النَّفْسَ تَخْرُج بخُرُوجِه . والنَّفْسُ : الجَسَدُ وهو مَجَازٌ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ يُحَرِّضُ عَمْرو بنَ هِنْدٍ عَلى بَنِي حَنِيفَةَ وهم قَتَلَةُ أَبيه المُنْذِر بنِ ماءِ السماءِ يومَ عَيْنِ أَبَاغٍ ويزْعُم أَن عَمْروَ بن شَمِرَ الحَنَفِيّ قَتَله :
نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِي سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا ... أَبْيَاتَهُم تَامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِفَلَبِئْسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمْروٍ رَهْطَهُ شَمِرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ : الدّمُ أَي حَمَلُوا دَمَه إِلى أَبْيَاتِهِم . والنَّفْسٌ : العَيْنُ التي تُصِيبُ المَعِينَ وهو مَجَازٌ . ويُقَال : نَفَسْتُه بنَفْسٍ أَي أَصّبْتُه بِعَيْنٍ وأَصابَتْ فُلاناً نَفْسٌ أَي عَيْنٌ وفي الحَديث عن أَنَسٍ رَفَعَهُ : أَنَّه نَهَى عَنِ الرُّقْيَةِ إِلاّ فِي النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنِّفْسِ أَي العَيْنِ والجَمْعُ أَنْفُسٌ ومنه الحديث : أَنه مَسَح بَطْنَ رافِعٍ فأَلْقَى شَحْمَةً خَضْرَاءَ فقال : إِنه كانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ يريدِ عُيُونَهُم . ورَجُلٌ نافِسٌ : عائِنٌ وهو مَنْفُوسٌ : مَعْيُونُ . والنَّفْسُ : العِنْدُ وشَاهِدُه قولُه تعالَى حِكَايَةً عن عِيسَى عَليه وعلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام " تَعْلَمُ مَا في نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ " أَي تَعْلَمُ ما عِنْدِي ولا أَعْلَمُ ما عِنْدَكَ ولكن يَتَعَيَّن أَنْ تَكُونَ الظَّرفِيَّةُ حِينَئذٍ ظرفيَّةَ مَكَانَةٍ لا مَكَانٍ أَو حَقِيقَتي وحَقِيقَتَكَ قال ابنُ سِيْدَه : أَي لا أَعْلَمُ ما حَقِيقَتُك ولا ما عِنْدَك عِلْمُه فالتَّأْوِيلُ : تَعْلَمُ ما أَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ ما تَعْلَمُ والأَجْوَدُ في ذِلك قولُ ابنِ الأَنْبَارِيّ : إِنَّ النَّفْسَ هنا الغَيْبُ أَي تَعْلَمُ غَيْبي لأَنَّ النَّفْسَ لمّا كانتْ غائِبَةً أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويَشْهدُ بصِحَّتِه قولُه في آخرِ الآيَة " إِنَّك أَنْت عَلاَّمُ الغُيُوبِ " كأَنّه قال : تعْلمُ غيْبِي يا عَلاَّم الغُيُوبِ . وقال أَبو إِسْحاق : وقدْ يُطْلَقُ ويُرَادُ به جُمْلةُ الشَّيْءِ وحَقِيقتُه يُقال : قَتلَ فُلانٌ نَفْسَه وأَهْلكَ نَفْسَه : أَي أَوْقَعَ الهَلاَكَ بذَاتِه كُلِّهَا وحَقِيقَتِه . قلتُ : ومنه أَيضاً ما حكاهُ سِيبُوَيْهِ من قَولِهِمْ : نَزَلْتُ بَنَفْسِ الجبَلِ ونَفْسُ الجَبَلِ مُقَابِلِي . والنَّفْسُ : عَيْنُ الشَّيْءِ وكُنْهُه وجَوْهَرُه يُؤَكَّدُ به يُقَالُ : جَاءَنِي المَلِكُ بِنَفْسِه ورأَيْتُ فلاناً نَفْسَه . وقَوْله تَعَالى : " الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِهَا " رُوِيَ عنِ ابنِ عَبّاس رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قالَ : لكُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسَانِ : إِحْدَاهُمَا نَفْسُ العَقْلِ الذي يكونُ به التَّمْيِيزُ والأَخْرى نَفْسُ الرُّوحِ الَّذي به الحَيَاةُ . وقال ابن الأَنباريّ : من اللُّغَويِّينَ مَن سَوَّى بَيْنَ النَّفْسِ والرُّوحِ وقَالَ : هما شَيْءٌ وَاحِدٌ إِلاّ أَن النفْسَ مؤنثَةٌ والرُّوحَ مُذكَّرَةٌ وقال غيرُهُ : الرُّوحُ الّذي به الحَيَاةُ والنَّفْسُ : التي بها العَقْلُ فإِذا نامَ النائمُ قَبَضَ اللهُ نَفْسَه ولم يَقْبِضْ رُوحَه ولا تُقْبَضُ الرُّوحَ إِلاّ عنَدِ المَوْت قال : وسُمِّيَت النَّفْسُ نَفْساً لتَوَلُّد النَّفْس منها وإتّصَاله بها كما سَمَّوَا الرُّوحَ رُوحاً لأَنَّ الرُّوْحَ مَوجُودٌ به . وقالَ الزَّجَّاجُ : لكُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسَانِ : إِحْدَاهُمَا نَفْسُ التِّمْييز وهي الّتي تُفَارِقُه إِذا نامَ فلا يَعْقِلُ بهَايَتَوَفَّاهَا الله تَعَالَى والأُخْرَى : نَفْسُ الحَيَاة وإِذَا زَالَت زالَ مَعَهَا النَّفِسُ والنَّائمَ يَتَنَفَّسُ قال : وهذا الفَرْقُ بينَ تَوفِّي نَفْسِ النائِم في النَّوْم وتَوَفِّي نَفْسِ الحَيِّ . قال : ونَفْسُ الحَيَاة هي الرُّوحُ وحَرَكَةُ الإِنْسَان ونُمُوُّه يكون به . وقال السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : كَثُرت الأَقَاويلُ في النَّفْس والرُّوح هل هُمَا وَاحِدٌ ؟ أَو النَّفْسُ غيرُ الرُّوح ؟ وتَعَلَّقَ قومٌ بظَوَاهرَ من الأَحاديثِ تدُلُّ على أَنَّ الرُّوحَ هي النَّفْسُ كقول بلالٍ أَخَذَ بِنَفْسِك مع قولهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : " إِنّ الله قَبضَ أَرْوَاحَنا " وقولِه تعالَى : : الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ " والمَقْبُوضُ هو الرُّوحُ ولم يَفَرِّقُوا بَيْنَ القَبْضِ والتَّوَفِّي وأَلْفَاظُ الحَدِيثِ مُحْتَملَةُ التَّأْويلِ ومَجَازَاتُ العَرَبِ وإتِّسَاعاتُها كَثِرَةٌ : والحَقُّ أَنَّ بَيْنَهما فَرْقاً ولو كانَا اسْمَيْنِ بِمَعْنىً وَاحِدْ كاللَّيْثِ والأَسَدِ لَصَحَّ وُقُوعُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهما مكانَ صاحِبِه كقوله تعالى : " ونَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوِحِي " ولم يَقْلْ : مِن نَفْسِي . وقوله : " تَعْلَمُ مَا في نَفْسِي " ولم يَقُلْ : ما فِي رُوحي . ولا يَحْسُنُ هذا القَولُ أَيضاً مِن غيرِ عِيسَى عليه السَّلامُ . " ويَقُولُونَ في أَنْفُسهمْ " ولاَ يَحْسَن في الكلام : يَقُولُون في أَرْوَاحهم . وقال : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ " ولم يقَل : أَنْ تَقُولَ رُوحٌ ولا يَقُولُه أَيْضاً عَرَبيٌّ فَأَيْنَ الفَرَقُ إِذا كَانَ النَّفْسُ والروَّحُ بمَعْنىً وَاحدٍ ؟ وإِنّمَا الفَرْقُ بينَهما بالإعْتبَارَاتِ ويَدُلُّ لذلك ما رَوَاهُ ابنُ عَبْد البَرِّ في التَّمْهِدِ الحَديث : إِن اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ وجَعَلَ فِيه نَفْساً ورُوحاً فمن الرُّوحِ عَفَافُه وفَهْمُه وحِلْمُه وسَخاؤُه ووَفَاؤُه ومِن النَّفْسِ شَهْوَتُه وطَيْشُه وسَفَهُه وغَضَبُه فلا يُقَالُ في النَّفْسِ هي الرُّوحَ عَلى الإِطْلاق حَتَّى يُقَيَّدَ ولا يُقَال في الرُّوحِ هي النَّفْسُ إِلاّ كما يُقَالُ في المَنِيِّ هو الإِنْسَانُ أَو كما يُقَالُ للمَاءِ المُغَذِّي لِلكَرْمَةِ هو الخَمْرُ أَو الخَلُّ على معنَى أَنه سيُضَافُ إِليه أَوصَافٌ يُسَمَّى بها خَلاًّ أَو خَمْراً فتَقَيُّدُ الأَلْفَاظِ هو مَعْنَى الكلامِ وتَنْزِيلُ كُلِّ لَفْظٍ في مَوْضِعه هو مَعْنَى البَلاغةِ إِلى آخِر ما ذَكرُه . وهو نَفِيسٌ جداً وقد نَقَلْتُه بالإخْتصَار في هذا المَوْضع لأَنّ التَّطْويِلَ كَلَّتْ منه الهِمَمُ لاسَّيمَا في زَماننا هذا . والنَّفْسُ : قَدْرُ دَبْغَةٍ وعَلَيْه اقتصر الجَوْهَرِيُّ وزاد غيرُه : أَو دَبْغَتَيْن . والَّدِبْغَةُ بكسر الدال وفتحها ممَّا يُدْبَغُ به الأَديمُ من قَرَظٍ وغيره يُقَال : هَبْ لي نَفْساً مِن دِبَاغٍ قال الشَّاعِرُ :
" أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِي تُدِيرُ
" فِي جِلْدِ شاةٍ ثُمَّ لا تَسِيرُ قال الجَوْهَرِيُّ : قال الأَصْمَعِيُّ : بَعثَت امرأَةٌ مِن العربِ بِنْتاً لها إِلى جارَتِهَا فقالت لها : تقولُ لك أُمِّي : أَعْطِينِي نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بِه مَنِيئَتي فإِنِّي أَفِدَةٌ . أَي مُسْتَعْجِلَةٌ لا أَتفرَّغُ لإتِّخاذِ الدِّباغِ مِن السُّرْعَةِ . انتَهَى . أَرَادَتْ : قَدْرَ دَبْغَة أَو دَبْغَتَيْن من القَرَظ الّذِي يُدْبَغُ به . المَنِيئَةُ : المَدْبَغَةُ وهي الجُلُودُ الّتِي تُجْعَلُ في الدِّباغ . وقيل : النَّفْسُ مِن الدِّباغِ : مِلْءُ الكَفِّ والجَمْعُ : أَنْفُسٌ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ ... عَلَى المَاءِ إِحْدَى اليّعْمَلاتِ العَرامِسِيَعْنِي الوَطْبَ مِن اللبَنِ الذِي طُبَخَ بهذا القَدْرِ مِن الدِّبَاغِ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : النَّفْسُ : العَظَمَةُ والكِبْرُ والنَّفْسُ : العِزَّةُ . والنَّفْسُ : الأَنْفَةُ . والنَّفْسُ : العَيْبُ هكذا في النُّسخِ بالعَيْنِ المُهْمَلَة وصَوَابُه بالغَيْنِ المُعْجَمَةُ وبه فَسَّر ابْنُ الأَنْبَارِيّ قوله تعالَى : " تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي " الآيَةَ وسَبَقَ الكلامُ عليه . والنَّفْسُ : الإِرادَةُ . والنَّفْسُ : العُقُوبَةُ قيل : ومنه قولُه تَعَالَى : " وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ " أَي عُقُوبَتَه وقال غيرُه : أَي يُحَذِّرُكم إِيّاه . وقد تَحَصَّل مِن كلامِ المصنِّف رحمَه الله تعالى خَمْسَةَ عَشَرَ مَعْنىً للنَّفْسِ وهي : الرُّوح 1 ، والدَّمُ 2 ، والجَسَدُ 3 ، والعَيْنُ 4 ، والعِنْدُ 5 ، والحَقِيقَةُ 6 ، وعَيْنُ الشَّيْءِ 7 ، وقَدْرُ دَبْغَةٍ 8 ، والعَظَمَةُ 9 ، والعِزَّةُ 10 ، والهِمَّةُ 11 ، والأَنَفَةُ 12 ، والغَيْبُ 13 ، والإِرادَةُ 14 ، والعُقُوبةُ 15 ، ذَكر منها الجَوْهَرِيُّ : الأَوّلَ والثّانِي والثالثَ والرّابِعَ والسابِعَ والثامنَ وما زدْناه على المُصَنِّف رحِمَه الله فسيأْتي ذِكْرُه فيما اسْتُدْرِك عليه . وجَمْعُ الكُلِّ : أَنْفُسٌ ونُفُوسٌ . والنَّفَسُ بالتَّحْرِيك : وَاحِدُ الأَنْفَاسِ وهو خُرُوجُ الرِّيحِ من الأَنْفِ والفَمِ ويُرَادُ به السَّعَةُ يُقَال : أَنتَ في نَفَسٍ مِن أَمْرِك أَي سَعَةٍ قاله الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ وقال اللِّحْيَانِيُّ : إِنَّ في الماءِ نَفَساً لِي ولَكَ وأَي مُتَّسَعاً وفَضْلاً . ويُقَال : بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ نَفَسٌ أَي مُتَّسَعٌ . والنَّفَسُ أَيضاً : الفُسْحَةُ فِي الأَمْرِ يقال : إعْمَلْ وأَنْتَ في نَفَسٍ أَي فُسْحَةٍ وسَعَةٍ قَبْلَ الهَرَمِ والأَمْرَاضِ والحَوَادِثِ والآفاتِ . وفِي الصّحاح : النَّفَسُ : الجَرْعَةُ يُقَال : اكْرَعْ في الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ أَي جُرْعَةً أَو جُرْعَتَيْنِ ولا تَزِدْ عليه . والجَمْع : أَنْفَاسٌ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ قال جَرِيرٌ :
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيهَا ... بأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِإنتَهَى . قال مُحَمدُ بن المُكَرّم : وفي هذا القَوْل نَظَرٌ . وذلك لأَن النَّفسَ الوَاحدَ يَجْرَع فيه الإِنْسَان عِدَّةَ جُرَعٍ يَزيدُ ويَنْقصُ علَى مقْدَار طُولِ نَفَسِ الشّارب وقَصِره حتّى إِنّا نَرَى الإِنْسَانَ يَشربُ الإِنَاءِ الكَبِيرَ في نَفَسٍ وَاحِدٍ على عِدَّةِ جُرَعٍ . ويُقَال : فُلانٌ شَرِبَ الإِنَاءَ كُلَّه عَلَى نَفَسٍ وَاحدٍ . والله تَعَالَى أَعْلَم . وعن ابن الأَعْرَابِيِّ : النَّفَسُ الرِّيّ وسيأْتي أَيْضاً قريباً . والنَّفَسُ : الطَّويل من الكَلام وقد تَنَفَّسَ . ومنه حديث عَمّارٍ : لقد أَبْلَغْتَ وأَوْجَزْتَ فلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ أَي أَطَلْت . وأَصْله : أَنَّ المَتَكَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ إستأْنَفَ القَوْل وسَهُلَت عليه الإِطالَة . وقال أَبُو زَيْدٍ : كَتَبْت كِتَاباً نَفَساً أَي طِويلاً . وفي قَوْله صلَّى الله تعالَى عليه وسلم : ولاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ الوَاو زائدة وليست في لَفْظ الحَديث فإِنَّهَا منْ نَفَسِ الرحْمن . وكذا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكمْ " وفي رِوايَة : نَفَسَ الرَّحْمن وفي أَخرَى : إِنّي لأَجدُ منْ قِبَل اليَمَن قَال الأَزْهَريُّ : النَّفَسُ في هذين الحَديثَيْن : اسْمٌ وُضَعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحَقيقيِّ مِن نَفَّسَ يُنَفِّسُ تَنْفيساً ونَفَساً أَي فَرَّجَ عنه الهَمَّ تَفْريجاً كأَنَّه قال : تَنْفيسَ رَبِّكم من قِبَل اليَمَنِ . وإِنَّ الرِّيحَ مِن تَنْفِيسِ الرَّحْمنِ بها عن المَكْرُوبِينَ فالتَّفْرِيج : مَصْدّرٌ حقيقيّيٌّ والفَرَجُ اسمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المصدرِ والمَعْنَى : أَنَّهَا أَي الرِّيحُ تُفَرِّجُ الكَرْبَ وتُنْشِيءُ السَّحابَ وتَنْشُرُ الغَيْثَ وتُذْهِبُ الجَدْبَ قال القُتَيْبِيُّ : هَجَمْتُ على وَادٍ خَصِيبٍ وأَهْلُه مُصْفَرَّةٌ أَلوَانُهُم فسأَلْتُهُم عن ذلك فقال شيخٌ منهم : ليسَ لنا رِيحٌ . وقولُه في الحَدِيثِ : مِن قِبَل اليَمَن المُرَادُ واللهُ أَعْلَمُ : مَا تَيَسَّر له صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ منْ أَهْل المَدينَةِ المُشَرَّفَة وهَم يَمَانُونَ يَعْني الأَنْصارَ وهم من الأَزْد والأَزْدُ من اليَمَن من النُّصْرَةِ والإِيواءِ له والتَّأْييد له برِجَالهم وهو مُسْتَعَارٌ من نَفَس الهَوَاءِ الَّذي يُرَدِّدُه المُتَنَفِّسُ إِلى الجَوْف فيُبَرِّدُ من حَرَارتِه ويُعَدِّلُها أَو من نَفَسَ الرِّيح الّذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِحُ إِليه ويُنَفِّس عنه أَو من نَفَس الرَّوْضة وهو طِيبُ رَوائحها فيَنْفَرجُ به عنه . ويقال : شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ : فيه سَعَةٌ ورِيٌّ قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ وقد تقدَّم للمصنِّف ذِكْرُ مَعْنَى السَّعِةِ والرِّيِّ فلو ذَكَرَ هذا القولَ هناك كانَ أَصابَ ولعلَّه أَعادَه ليُطَابقَ مع الكَلام الّذي يَذْكُرُه بَعْدُ وهو قوله : ومِن المَجازِ : يقال شَرَابٌ غَيْرُ ذِي نَفَسٍ أَي كَرِيه الطِّعْمِ آجِنٌ مُتَغَيِّرٌ إِذا ذاقَه ذائِقٌ لم يَتَنَفَّسْ فِيه وإِنَّمَا هي الشَّرْبَةُ الأُولَى قَدْرَ مَا يُمْسِك رَمَقَه ثُمَّ لا يَعُودُ له قال الرَّاعِي ويُرْوَي لأَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيَ :
وشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابٍ غَيْرِ ذِي نَفَسٍ ... في كَوْكَبٍ مِن نُجُومِ القَيْظِ وَهّاج
سَقَيْتُهَا صَادِيَاً تَهْوِي مَسامِعُهُ ... قدْ ظَنَّ أَنْ لَيْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِي أَي في وَقْتِ كَوْكَبٍ ويُرْوَي : في صَرَّةٍ . والنَّافِسُ : الخَامِسُ مِن سَهَام المَيْسِرِ قال اللِّحْيَانِيُّ : وفيه خَمْسَةُ فُرُوضٍ وله غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فازِ وعَلَيْه غُرْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم يَفُزْ ويُقَالُ : هُو الرابِعُ وهذا القَوْلُ مَذْكورٌ في الصّحاح والعَجَبُ من المُصَنِّفِ في تَرْكِه . وشَيءٌ نَفِيسٌ ومَنْفُوسٌ ومُنْفِسٌ كمُخْرِجٍ إِذا كانَ يُتَنَافَسُ فيه ويُرْغَبُ إِليه لِخَطَرِه قال جَرِيرٌ :
" لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍمِمَّا يُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوسِ المُطَّرَف : المُسْتَطْرَف . وقال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رضي الله تَعالَى عنه :لا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ ... فَإِذَا هَلَكْتُ فعِنْدَ ذلِكَ فاجْزَعِيوقد نَفُسَ ككَرُمَ نَفَاسَةً بالفَتْحِ ونِفَاساً بالكَسْرِ ونَفَساً بالتَّحْرِيك ونُفُوساً بالضّمّ . والنَّفِيسُ : المالُ الكَثِيرُ الّذِي له قَدْرٌ وخَطَرٌ كالمُنْفِسِ قالَه اللِّحْيَانِيُّ وفي الصّحاحِ : يُقَال : لفُلانٍ مُنْفِيٌ ونَفِيسٌ أَي مالٌ كَثِيرٌ . وفي بعض النُّسَخ : مُنْفِسٌ نَفِيسٌ بغير واوٍ . ونَفِسَ به كفَرِحَ عَن فُلانٍ : ضَنَّ عَلَيْه وبه ومنه قَوْلَه تَعَالَى " ومَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسه " والمَصْدَرُ : النَّفَاسَةُ والنَّفَاسِيَةُ الأَخيرَةُ نادرَةٌ . ونَفِسَ عَلَيْه بخَيْرٍ قَليلٍ : حَسَدَ ومنه الحَديثُ : لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ فما نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ . ونَفِسَ عَلَيْه الشَّيْءَ نَفَاسَةً : ضَنَّ به ولم يَرَهُ يَسْتَأْهِلُه أَي أَهْلاً لَهُ ولم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ يَصِلَ إِليه . ومِن المَجَازِ : النِّفَاسُ بالكَسْر : وِلاَدَةُ المَرْأَة وفي الصّحاحِ وِلاَدُ المَرْأَةِ مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ بمَعْنَى الدَّمِ فإِذا وَضَعَتْ فيهي نُفَسَاءُ كالثُّؤَبَاءِ ونَفْسَاءُ بالفَتْح مِثَالُ حَسْنَاءُ ويُحَرِّكُ وقَال ثَعْلِبٌ : النُّفَساءُ : الوَالِدَةُ والحَامِلُ والحَائِضُ و ج نُفَاسٌ ونُفُسٌ كجِيَادٍ ورُخَالٍ نَادِراً أَي بالضّمّ ومِثْل كُتُبٍ بضَمَّتَيْن ومِثْل كُتْبٍ بضمٍّ فسُكُون . ويُجْمَعُ أَيضاً على نفساءَ ونُفَسَاوَاتٍ وامْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ أَبْدَلُوا من هَمْزَة التّأْنِيثِ وَاواً قال الجَوْهريُّ : ولَيْسَ في الكَلامِ فُعَلاءُ يُجْمَع على فِعَالٍ بالكَسْرِ غَيْرَ نُفَسَاءَ وعُشَراءَ انتهى . وليس لهم فُعَلاَءُ يُجْمَع عَلى فُعَال أَي بالضَّمّ غَيْرَهَا أَي غيرَ النُّفَسَاءِ ولذا حُكِمَ عليه بالنُّدْرَة . وقد نُفِسَتِ المَرْأَةُ كسَمِعَ وعُنِيَ نَفَساً ونَفَاسَةً ونِفَاساً أَي وَلَدَتْ وقال أَبو حَاتِمٍ : ويُقَال : نُفِسَتْ على لم يُسَمَّ فاعِلُه . وحَكَى ثَعْلَبٌ : نُفِسَتْ وَلَداً على فِعْل المَفْعُول والوَالَدُ مُنْفُوسٌ ومنه الحَدِيث : مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ أَي مَوْلُودةٍ وفي حَدِيث ابنِ المُسَيِّبِ : لا يَرِثُ المَنْفُوسُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صارِخاً أَي حَتّى يُسْمَعَ له صَوْتٌ ومنه قَوْلُهم : وَرِثَ فُلانٌ هذا قبل أَن يُنْفَسَ فُلانٌ أَي قبلَ أَن يُولَدَ . ونُفِسَتِ المَرْأَةَ إِذا حَاضَتْ رُوِيَ بالوَجْهَيْن ولكِن الكَسْر فيه أَكْثَرُ وأَمّا قولُ الأَزْهَرِيّ : فأَمّا الحَيْضُ فلا يُقَال فيه إِلاّ نَفِسَتْ بالفَتْح : فالمُرَاد به فَتْحُ النُّونِ لا فَتْحُ العَيْنِ في لماضِي . ونَفِيسُ بنُ مُحَمِّدٍ مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ وقَصْرُه علَى مِيلَيْنِ مِن المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ على ساكنِها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسلامِ وقد قدَّمْنا ذِكْرَه في القُصُور . ويقال : لَكَ في هذا الأَمْرِ نُفْسَةٌ بالضّمّ أَي مُهْلَةٌ ومُتَّسَعٌ . ونُفُوسَةُ بالفَتْح : جِبَالٌ بالمَغْرِبِ بَعْدَ إِفريقِيَّةَ عاليةٌ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ في اَقلَّ من ذلِك أَهْلُهَا إِباضِيَّةٌ وطُولُ هذا الجَبَلِ مَسِيرةُ سِتَّةِ أَيامٍ من الشَّرْقِ إِلى الغَربِ وبينَه وبينَ طَرَابُلُسَ ثلاثَةُ أَيّامٍ وإِلى القَيْروَانِ سِتَّةُ أَيّامٍ وفي هذا الجَبلِ نَخْلٌ وزَيْتُونٌ وفَوَاكِهُ وإفْتَتَح عَمْرُو ابن العاصِ رضيَ الله تعالى عنه نَفُوسَةَ وكانُوا نَصَارَى . نَقَلَه ياقُوت . وأَنْفَسهُ الشَّيْءُ : أَعْجَبَهُ بنَفْسَه ورَغَّبَه فيها وقال ابنُ القَطّاعِ : صار نَفِيساً عِنْدَه ومنه حَدِيثُ إِسماعِيلَ عليه السّلاَمُ : أَنَّهُ تَعَلَّم العَرَبَيَّةَ وأَنْفَسَهُم . وأَنْفَسَه في الأَمْرِ : رَغَّبَهُ فيه . ويُقَالُ منه : مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفِسٌ كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ الأَخِيرُ عن الفَرّاءِ : أَي نَفِيسٌ وقيلَ : كَثِيرٌ وقيل : خَطيرٌ وعَمَّه اللِّحْيَانِيُّ فقال : كُلُّ شيْءٍ له خَطَرٌ فهو نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ . ومِن المَجَازِ : تَنَفَّسَ الصُّبْحُ أَي تَبَلَّجَ وامتدَّ حتى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً وقال الفَرّاءُ في قولِه تعالَى " والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ " قال :إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً . وقال مَجَاهِدٌ : إذا تنفس إذا اطلع وقال الأخفش إِذا أَضاءَ وقال غيرُه : إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ منه . ومِن المَجَاز : تَنَفَّسَتِ القَوْسُ : تَصَدَّعَتْ ونَفَّسَها هَو : صَدَّعَها عن كُرَاع وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ وهو خَيْرُ القِسِيِّ وأَمّا الفِلْقَةُ فلا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زاد : تَنَفَّسَ وكذلك المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وهو مَجَازٌ . وتَنَفَّس في الإِناءِ : شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عن فِيهِ وهو مَكْرُوهٌ . وتَنفَّسَ أَيضاً : شَرِبَ من الإِناءِ بثَلاثَةِ أَنْفَاس فأَبَانَهُ عن فِيهِ في كّلِّ نَفَسٍ فهو ضِدٌّ وفي الحَدِيث : أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان يَتَنَفَّسُ في الإِناءِ ثَلاثاً وفي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنه نَهَى عَنِ التَّنّفُّسِ في الإِناءِ قالَ الأَزْهَرِيّ : قال بَعضُهُم : الحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ والتَّنفُّسُ له مَعْنَيَانِ فذَكَرهما مِثْلَ ما ذَكَرَ المصنِّفُ . ونَافَسَ فيه مُنَافَسَةً ونِفَاساً إِذا رَغِبَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم كتَنَافَسَ والمُنَافَسَةُ والتَّنَافُسُ : الرَّغْبَةُ في الشَّيْءِ الإِنْفرَادُ به وهو منَ الشَّيْءِ النَّفِيس الجَيِّدِ في نَوعه وقولُه عَزّ وجلّ " وَفي ذلكَ فَلْيَتَنَافَس المُتَنَافُسُونَ " أَي فلْيَتَراغَب المُتَرَاغبُونَ وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قال ابنُ خالَوَيْه : النَّفْسُ : الأَخُ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهدُه قولُه تَعَالَى : " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفِسِكُمْ " قلتُ : ويَقْرُبُ من ذلكَ ما فَسَّر به ابنُ عَرَفَةَ قولَه تعالَى : " ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمنَاتُ بأَنْفُسِهمْ خَيْراً " أَي بأَهْل الإِيمان وأَهْل شَرِيعَتهم . والنَّفْسُ : الإِنْسَانُ جَميعُه رُوحُه وجَسَدُه كقولهم : عنْدي ثَلاَثَةُ أَنْفُسٍ وكقوله تَعَالَى : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْب الله " قَالَ السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : وإِنّمَا اتُّسِعَ في النَّفْس وعُبِّرَ بهَا عن الجُمْلَة لغَلَبةِ أَوصافِ الجَسَد على الرُّوح حَتَّى صارَ يَسَمَّى نفْساً وطَرَأَ عليه هذا الإسْمُ بسَبَبِ الجَسَدِ كما يَطْرَأُ على المَاءِ في الشَّجَر أَسْمَاءٌ على حَسَب إخْتلافِ أَنواع الشَّجَر من حُلْوٍ وحامضٍ ومُرٍّ وحِرِّيفٍ وغير ذلك . إنتهى . وقال اللِّحْيَانيُّ : العَرَبُ تقولُ : رأَيتُ نَفْساً وَاحِدَةً فتُؤنِّثُ وكذلك رأَيتُ نَفْسَيْن فإِذا قالوا : رأَيْتُ ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ وأَربَعَةَ أَنُفُسٍ ذَكَّرُوا وكذلك جميعُ العَدَد قال : وقد يكونُ التَّذِكيرُ في الواحِدِ والإثْنَيْنِ والتَّأْنِيثُ في الجَمْعِ قال : وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ وقال سِيبَوَيْهِ : وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ يَذكِّرُونَه لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون به الإِنْسَانَ ألا ترى أنهم يقولون : نفس وَاحِدٌ فلا يُدخِلون الهاءَ قالَ : وزَعَم يُونُسُ عن رَؤْبَةَ أَنَّه قال : ثَلاثُ أَنْفُسٍ على تَأْنِيثِ النَّفْسِ كما تَقُول : ثلاثُ أَعْيُنٍ للعَيْنِ مِن النّاسِ وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ في النِّساءِ وقال الحُطَيْئَةُ : إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً . وقال مَجَاهِدٌ : إذا تنفس إذا اطلع وقال الأخفش إِذا أَضاءَ وقال غيرُه : إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ منه . ومِن المَجَاز : تَنَفَّسَتِ القَوْسُ : تَصَدَّعَتْ ونَفَّسَها هَو : صَدَّعَها عن كُرَاع وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ وهو خَيْرُ القِسِيِّ وأَمّا الفِلْقَةُ فلا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زاد : تَنَفَّسَ وكذلك المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وهو مَجَازٌ . وتَنَفَّس في الإِناءِ : شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عن فِيهِ وهو مَكْرُوهٌ . وتَنفَّسَ أَيضاً : شَرِبَ من الإِناءِ بثَلاثَةِ أَنْفَاس فأَبَانَهُ عن فِيهِ في كّلِّ نَفَسٍ فهو ضِدٌّ وفي الحَدِيث : أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان يَتَنَفَّسُ في الإِناءِ ثَلاثاً وفي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنه نَهَى عَنِ التَّنّفُّسِ في الإِناءِ قالَ الأَزْهَرِيّ : قال بَعضُهُم : الحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ والتَّنفُّسُ له مَعْنَيَانِ فذَكَرهما مِثْلَ ما ذَكَرَ المصنِّفُ . ونَافَسَ فيه مُنَافَسَةً ونِفَاساً إِذا رَغِبَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم كتَنَافَسَ والمُنَافَسَةُ والتَّنَافُسُ : الرَّغْبَةُ في الشَّيْءِ الإِنْفرَادُ به وهو منَ الشَّيْءِ النَّفِيس الجَيِّدِ في نَوعه وقولُه عَزّ وجلّ " وَفي ذلكَ فَلْيَتَنَافَس المُتَنَافُسُونَ " أَي فلْيَتَراغَب المُتَرَاغبُونَ وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قال ابنُ خالَوَيْه : النَّفْسُ : الأَخُ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهدُه قولُه تَعَالَى : " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفِسِكُمْ " قلتُ : ويَقْرُبُ من ذلكَ ما فَسَّر به ابنُ عَرَفَةَ قولَه تعالَى : " ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمنَاتُ بأَنْفُسِهمْ خَيْراً " أَي بأَهْل الإِيمان وأَهْل شَرِيعَتهم . والنَّفْسُ : الإِنْسَانُ جَميعُه رُوحُه وجَسَدُه كقولهم : عنْدي ثَلاَثَةُ أَنْفُسٍ وكقوله تَعَالَى : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْب الله " قَالَ السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : وإِنّمَا اتُّسِعَ في النَّفْس وعُبِّرَ بهَا عن الجُمْلَة لغَلَبةِ أَوصافِ الجَسَد على الرُّوح حَتَّى صارَ يَسَمَّى نفْساً وطَرَأَ عليه هذا الإسْمُ بسَبَبِ الجَسَدِ كما يَطْرَأُ على المَاءِ في الشَّجَر أَسْمَاءٌ على حَسَب إخْتلافِ أَنواع الشَّجَر من حُلْوٍ وحامضٍ ومُرٍّ وحِرِّيفٍ وغير ذلك . إنتهى . وقال اللِّحْيَانيُّ : العَرَبُ تقولُ : رأَيتُ نَفْساً وَاحِدَةً فتُؤنِّثُ وكذلك رأَيتُ نَفْسَيْن فإِذا قالوا : رأَيْتُ ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ وأَربَعَةَ أَنُفُسٍ ذَكَّرُوا وكذلك جميعُ العَدَد قال : وقد يكونُ التَّذِكيرُ في الواحِدِ والإثْنَيْنِ والتَّأْنِيثُ في الجَمْعِ قال : وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ وقال سِيبَوَيْهِ : وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ يَذكِّرُونَه لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون به الإِنْسَانَ ألا ترى أنهم يقولون : نفس وَاحِدٌ فلا يُدخِلون الهاءَ قالَ : وزَعَم يُونُسُ عن رَؤْبَةَ أَنَّه قال : ثَلاثُ أَنْفُسٍ على تَأْنِيثِ النَّفْسِ كما تَقُول : ثلاثُ أَعْيُنٍ للعَيْنِ مِن النّاسِ وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ في النِّساءِ وقال الحُطَيْئَةُ :ثَلاَثَةُ أَنْفُسِ وثَلاَثُ ذَوْدٍ ... لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ علَى عِيَالِي وقَولُه تعَالَى : " الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ " يَعْنَي آدَم وزوجها يعني حَوَّاءَ عليهِمَا السلام . ويقال : ما رأَيتُ ثَمَّ نَفْساً أَي أَحَداً . ونَفَسُ السَّاعَةِ بالتَّحْرِيك : آخِرُ الزَّمَانِ عن كُراع . والمُتّنَفِّسُ : ذو النَّفَسُ ورَجُلٌ ذو نَفس أَي خُلُقٍ . وثَوْبٌ ذو نَفسٍ أَي جَلَدٍ وقُوَّةٍ . والنَّفُوسُ كصَبُورٍ والنَّفْسَانِيُّ : العَيُونُ الحَسُودُ المُتّعَيِّنُ لأَموالِ النَّاسِ لِيُصِيبَها وهو مَجَازٌ وما أَنْفَسَهُ أَي ما أَشَدَّ عَيْنَه هذهِ عن اللِّحْيَانِيّ وما هذا النَّفَسُ ؟ أَي الحَسَدُ وهو مَجَازٌ . والنَّفَسُ : الفَرَجُ مِن الكَرْبِ ونَفَّسَ عنه : فَرَّج عنه ووَسَّع عليه ورَفَّه له وكُلُّ تَرَوُّحٍ بَيْنَ شَرْبَتَيْن : نَفَسٌ . والتَّنَفُّسُ : إستِمْدادُ النَّفَسِ وقد تَنَفَّسَ الرجُلُ وتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ . وكُلُّ ذِي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودَوَابُّ الماءِ لا رِئَاتِ لَهَا . ودَارُكَ أَنْفَسُ مِن دَارِي أَي أَوْسَعُ وهذا الثَّوبُ أَنْفَسُ مِن هذا أَي أَعْرَضُ وأَطْوَلُ وأَمْثَلُ . وهذا المكانُ أَنْفَسُ مِن هذا أَي أَبْعَدُ وأَوسَعُ . وتَنَفَّس في الكلامِ : أَطالَ وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ : زادَ ماؤُها . وزِدْنِي نَفَساً في أَجَلِي أَي طَوِّلِ الأَجَلَ . عن اللِّحْيَانِيّ وعنه أَيضاً : تَنَفَّسَ النَّهَارُ : إنتصَفَ وتَنَفَّس أَيضاً : بعد . وتَنَفَّسَ العَمْرُ مِنْه إِمّا تَرَاخَى وتَبَاعَدَ وإِمّا إتَّسَع . وجَادَتْ عينْه عَبْرَةً أَنْفَاساً أي ساعةً بَعْدَ ساعةٍ . وشيءٌ نافِسٌ : رَفُعَ وصارَ مَرْغُوباً فيه وكذلِكَ رجُلٌ نافِسٌ ونَفِيس والجَمْع : نِفَاس . وأَنْفَسَ الشَّيْءُ : صار نَفِيساً . وهذا أَنْفَسُ مالِي أَي أَحَبُّه وأَكْرَمُه عِنْدِي وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفَاساً . ونَفَّسَنِي فيه : رَغَّبَني عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ :
بأَحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فِيه الحِمَامُ المَعَجَّلُ قلت : هو لأُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ يَرْثِي ابْناً له أَو أَخاً له وقد مَرَّ ذِكْرُه في هبرز . ومالٌ نَفِيسٌ : مَضْنُونٌ بِه . وَبلَّغَكَ اللهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ . وفي عُمُرِه تَنَفُّسٌ ومَتَنَفَّسٌ . وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ : بَعِيدٌ وهو مَجَازٌ . ويُجْمَعُ النُّفسَاءُ أَيضاً علَى نُفَّاسٍ ونُفَّسٍ كرُمّانٍ وسُكَّرٍ الأَخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيّ . وتَنَفَّسَ الرجُلُ : خَرَجَ مِن تَحْتِه رِيحٌ وهو على الكِنَايَةِ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : نَفَّسَ قَوْسَه إِذا حَطَّ وَتَرَهَا وتَنَفَّسَ القِدْحُ كالقَوْسِ وهو مَجازٌ . وأَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ : أَفْطَسَ وهو مَجازٌ . وفُلانٌ يُؤامِرُ نَفْسَيْهِ : إِذا اتَّجَه له رَأْيَانِ وهو مَجازٌ قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ . قلتُ : وبَيَانُه أَنَّ العَرَبَ قد تَجعلُ النَّفْسَ الّتي يكونُ بها التَّمْيِيزُ نَفْسَيْن وذلِكَ أَنَّ النَّفْسَ قد تَأْمُره بالشَّيْءِ أَو تَنْهَاه عنه وذلِكَ عندَ الإِقْدامٍ على أَمْرٍ مَكْرُوه فجَعَلُوا الّتِي تَأْمُره نَفْساً والّتِي تَنْهَاه كأَنَّهَا نَفْسٌ أُخْرَى وعلى ذلك قولُ الشاعِرِ :
يُؤامِرُ نَفْسَيْه وفي العَيْش فُسْحَةٌ ... أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبانَ أَمْ لاَ يَطُورُها وأَبُو زُرْعَةَ محمّدُ بنُ نُفَيْسٍ المَصيصِيُّ كزُبَيْرٍ كتَبَ عنه أَبو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ بحَلَبَ . وأَمّ القاسِمِ نَفِيسَةُ الحَسَنِيَّةُ صاحِبةُ المَشْهَدِ بمِصْرَ معروفةٌ وإِليها نَسِبَت الخِطَّةُ . وبنُو النَّفِيسِ كأَمِيرٍ : بَطْنٌ من العَلَويِّينَ بالمَشْهَدِ . ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّزَّاقِ بنِ نَفِيسٍ الدِّمَشْقِيُّ سَمِع علَى الزَّيْنِ العِراقِيّ ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نُفْيَاسُ بالضّمّ : قَرْيَةٌ بَشَرقِيَّة مِصْرَ ونُفْيُوسُ : أُخْرَى مِن السَّمَنُّودِيَّةِ