الجَرْمُ
القَطْعُ جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً قطعه وشجرة جَرِيمَةٌ مقطوعة وجَرَمَ
النَّخْلَ والتَّمْرَ يَجْرِمه جَرْماً وجِراماً وجَراماً واجْتَرَمه صَرَمَه عن
اللحياني فهو جارمٌ وقوم جُرَّمٌ وجُرَّام وتمر جَرِيم مَجْرُوم وأَجْرَمَ حان
جِرامُه وقول ساعدة بن جؤية
( * قوله « وقول ساعدة بن جؤية » أي يصف سحاباً كما في ياقوت وقبله
أفعنك لا برق كأنّ وميضه ... غاب تشيمه ضرام مثقب
قال الأزهري ساد أي مهمل وقال أَبو عمرو السادي الذي يبيت حيث يمسي وتجرم أي قطع
ثمانياً في البضيع وهي جزيرة بالبحر يلوي بماء البحر أي يحمله ليمطره ببلده )
سَادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيع ثمانِياً يَلْوِي بعَيْقاتِ البحار ويَجْنُبُ يقول
قطع ثماني ليال مقيماً في البضيع يشرب الماء والجَرِيم النَّوَى واحدته جَرِيمة
وهو الجَرامُ أَيضاً قال ابن سيده ولم أَسمع للجَرام بواحد وقيل الجَرِيمُ
والجَرامُ بالفتح التمر اليابس قال يَرَى مَجْداً ومَكْرُمَةً وعِزّاً إذا عَشَّى
الصَّديِقَ جَرِيمَ تمرِ والجُرامَة التمر المَجْرُوم وقيل هو ما يُجْرَمُ منه
بعدما يُصْرَمُ يُلْقَطُ من الكَرَب وقال الشماخ مُفِجُّ الحَوامِي عن نُسُورٍ
كأَنَّها نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عن جَرِيم مُلَجْلَجِ
( * قوله « عن نسور » الذي في نسخة التهذيب من بالميم )
أَراد النوى وقيل الجَرِيم البُؤْرَةُ التي يُرْضَحُ فيها النَّوَى أَبو عمرو
الجَرام بالفتح والجَرِيمُ هما النوى وهما أَيضاً التمر اليابس ذكرهما ابن السكيت
في باب فَعِيل وفَعالٍ مثل شَحاجٍ وشَحيج وكَهامٍ وكَهِيم وعَقامٍ وعَقِيمٍ
وبَجَالٍ وبَجِيل وصَحاحِ الأَدِيم وصَحِيح قال وأَما الجِرام بالكسر فهو جمع
جَرِيم مثل كريم وكرام يقال جِلَّةٌ جَرِيمٌ أي عِظامُ الأَجْرام والجِلَّة الإبلُ
المَسانُّ وروي عن أَوْس بن حارثَةَ أنه قال لا والذي أَخْرَجَ العِذْقَ من
الجَريمة والنارَ من الوثِيمةِ أَراد بالجريمة النواةَ أَخرج الله تعالى منها
النخلة والوَثِيمةُ الحجارة المكسورة والجَريمُ التمر المَصْرُوم والجُرامةُ
قِصَدُ البُرِّ والشعير وهي أَطرافه تُدَقُّ ثم تُنَقَّى والأعرفُ الجُدَامَة
بالدال وكله من القَطْع وجَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً واجْتَرَمَه خَرَصَه وجَرَّه
والجِرْمةُ القومُ يَجْتَرِمون النخلَ أي يَصْرِمُون قال امرؤ القيس عَلَوْنَ
بأَنْطاكِيَّةٍ فَوْقَ عَقْمَةٍ كجِرْمةِ نَخْلٍ أو كجَنَّة يَثْرِبِ الجِرْمَةُ
ما جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْر شبه ما على الهودج من وَشْيٍ وعِهْنٍ بالبُسْر
الأَحمر والأَصفر أو بجنة يثرب لأنها كثيرة النخل والعَقْمةُ ضرب من الوَشْيِ
الأصمعي الجُرامة بالضم ما سقط من التمر إذا جُرِمَ وقيل الجُرامة ما الْتُقِطَ من
التمر بعدما يُصْرَمُ يُلْقَط من الكَرَبِ أَبو عَمْرو جَرِمَ الرجل
( * قوله « أبو عمرو جرم الرجل إلخ » عبارة الازهري عمرو عن أبيه جرم إلخ ) إذا
صار يأْكل جُرامة النخل بين السَّعَفِ ويقال جاء زمنُ الجِرامِ والجَرام أي صِرامِ
النخل والجُرَّامُ الذي يِصْرِمونَ التمر وفي الحديث لا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ وعلى
الأرض عَيْنٌ تَطْرِفُ يريد تَجَرُّم ذلك القَرْنِ يقال نَجَرَّم ذلك القَرْنُ أي
انْقَضَى وانْصَرَم وأصله من الجَرْم القَطْعِ ويروى بالخاء المعجمة من الخَرْم
وهو القطع وجَرَمْتُ صُوفَ الشاة أَي جَزَزْته وقد جَرَمْتُ منه إذا أَخذت منه مثل
جَلَمْتُ والجُرْمُ التَّعدِّي والجُرْمُ الذنب والجمع أَجْرامٌ وجُرُومٌ وهو
الجَرِيَمةُ وقد جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْماً واجْتَرَمَ وأَجْرَم فهو مُجْرِم
وجَرِيمٌ وفي الحديث أَعظمُ المسلمين في المسلمين جُرْماً من سأَل عن شيء لم
يُجَرَّمْ عليه فَحُرِمَ من أجل مسألته الجُرْم الذنب وقولُه تعالى حتى يَلِجَ
الجَمَلُ في سَمِّ الخياط وكذلك نَجْزي المُجْرِمين قال الزجاج المُجْرِمون ههنا
والله أعلم الكافرون لأن الذي ذكر من قِصَّتهم التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها
وتَجَرَّم عَليَّ فُلانٌ أي ادَّعَى ذنباً لم أفعله قال الشاعر تَعُدُّ عَليَّ
الذَّنْبَ إنْ ظَفِرَتْ به وإلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَليَّ تَجَرَّم ابن سيده
تَجَرَّم ادَّعَى عليه الجُرْمَ وإن لم يُجْرِم عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد
يُعْتَزَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّم وقالوا اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه قال الشاعر
أَنشده ثعلب وتَرَى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ عِرْضَ الرجالِ وعِرْضُه
مَشْتُومُ وجَرَمَ إليهم وعليهم جَرِيمة وأَجْرَم جَنَى جِناية وجَرُمَ إذا عَظُمَ
جُرْمُه أي أَذنب أَبو العباس فلان يَتَجَرَّمُ علينا أي يَتَجَنَّى ما لم نَجْنه
وأَنشد ألا لا تُباتلي حَرْبَ قَومٍ تَجَرَّمُوا قال معناه تَجَرَّمُوا الذنوب
علينا والجَرِمَةُ الجُرْمُ وكذلك الجَرِيمَةُ قال الشاعر فإنَّ مَوْلايَ ذو
يُعَيِّرُني لا إحْنَةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ وقوله أَنشده ابن الأعرابي ولا
مَعْشَرٌ شُوسُ العُيون كأَنَّهم إليَّ ولم أجْرِمْ بهم طالِبُو ذحْلِ قال أَراد
لم أجْرِم إليهم أَو عليهم فأَبدل الباء مكان إلى أو على والجُرْم مصدر الجارِم
الذي يَجْرِم نَفْسَه وقومه شَرّاً وفلان له جَرِيمةٌ إليَّ أَي جُرْم والجارمُ
الجاني والمُجْرِم المذنب وقال ولا الجَارِمُ الجاني عليهم بمُسْلَم قال وقوله عز
وجل ولا يَجْرِمَنَّكم شنَآنُ قوم قال الفراء القُرّاءُ قرؤوا ولا يَجْرِمَنَّكم
وقرأَها يحيى بن وَثَّابٍ والأَعْمَشُ ولا يُجْرِمَنَّكم من أَجْرَمْتُ وكلام
العرب بفتح الياء وجاء في التفسير ولا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قوم أن تَعْتَدُوا قال
وسمعت العرب يقولون فلان جَريمَة أَهله أي كاسبهم وخرج يَجْرِمُ أَهْلَه أي
يَكْسبهم والمعنى فيهما متقارب لا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قوم أن تعتدوا وجَرَمَ
يَجْرِمُ واجْتَرم كَسَبَ وأنشد أبو عبيدة للهَيْرُدانِ السَّعْدِيِّ أَحدِ لُصوص
بني سَعْد طَريدُ عَشِيرةٍ ورهينُ جُرْمٍ بما جَرَمَتْ يَدي وجنَى لِساني وهو
يَجْرِمُ لأَهله ويَجْتَرِمُ يَتَكَسَّبُ ويطلب ويَحْتالُ وجَريمةُ القوم كاسِبُهم
يقال فلان جارِمُ أَهْلِهِ وجَريمَتُهم أي كاسبهم قال أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يصف
عُقاباً تَرْزُق فَرخَها وتَكْسِبُ له جَريمَةُ ناهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ تَرى
لِعظامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبا جَريمَةُ بمعنى كاسبة وقال في التهذيب عن هذا البيت
قال يصف عُقاباً تصيد فَرْخَها الناهضَ ما تأْكله من لحم طير أكلته وبقي عظامه
يسيل منها الودك قال ابن بري وحكى ثعلب أن الجَريمة النَّواة وقال أَبو إسحق يقال
أَجْرَمَني كذا وجَرَمَني وجَرَمْتُ وأَجْرَمْت بمعنى واحد وقيل في قوله تعالى لا
يُجْرِمنَّكم لا يُدْخِلَنَّكم في الجُرم كما يقال آثَمْتُه أي أَدخلته في الإثم
الأَخفش في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم أي لا يُحِقَّنَّ لكم لأن قوله لا
جَرَمَ أن لهم النار إنما هو حَقٌّ أن لهم النار وأَنشد جَرَمَتْ فَزارةُ بعدَها
أن يَغْضَبوا يقول حَقَّ لها قال أَبو العباس أما قوله لا يُحِقَّنَّ لكم فإنما
أَحْقَقْتُ الشيءَ إذا لم يكن حَقّاً فجعلته حقّاً وإنما معنى الآية والله أَعلم
في التفسير لا يَحْملَنَّكُم ولا يَكْسبَنَّكم وقيل في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم قال
لا يَحْمِلَنَّكم
( * قوله « وقيل في قوله ولا يجرمنكم قال لا يحملنكم » هذا القول ليونس كما نص
عليه الأزهري ) وأنشد بيت أبي أَسماء والجِرْمُ بالكسر الجَسَدُ والجمع القليل
أَجرام قال يزيدُ بن الحَكَمِ الثَّقَفيُّ وكم مَوْطِنٍ لَوْلاي طِحْتَ كما هَوى
بأَجْرامِه من قُلَّة النِّيقِ مُنْهَوي وجَمَعَ كأنه صَيَّر كل جزء من جِرْمه
جِرْماً والكثير جُرُومٌ وجُرُم قال ماذا تقُولُ لأَشْياخ أُولي جُرُمٍ سُودِ
الوُجوهِ كأمْثالِ المَلاحِيبِ التهذيب والجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد وجُثْمانه
وأَلقى عليه أَجْرامه عن اللحياني ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أنه يريد ثَقَلَ
جِرْمِه وجمع على ما تَقَدَّم في بيت يزيد وفي حديث عليّ اتّقُوا الصُّبْحة فإنها
مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم قال ثعلب الجِرْمُ البَدَنُ ورجل جَريمٌ عظيم الجِرْم
وأَنشد ثعلب وقد تَزْذَري العينُ الفَتى وهو عاقِلٌ ويُؤفَنُ بَعْضُ القومِ وهو
جَريمُ ويروى وهو حزيم وسنذكره والأُنثى جَريمة ذات جِرْم وجِسْم وإبل جَريمٌ
عِظامُ الأَجْرام حكى يعقوب عن أَبي عمرو جِلَّةٌ جَريمٌ وفسره فقال عِظام
الأَجْرام يعني الأَجسام والجِرْم الحَلْقُ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ لأسْتَلّ منه
الضِّغْنَ حتى اسْتَلَلْتُه وقد كانَ ذا ضِغْنٍ يَضِيقُ به الجِرْمُ يقول هو أمر
عظيم لا يُسِيغُه الحَلْقُ والجِرْمُ الصوت وقيل جَهارَتُه وكرهها بعضهم وجِرْمُ
الصوت جَهارته ويقال ما عرفته إلا بِجِرْم صوته قال أَبو حاتم قد أُولِعَتِ
العامَّةُ بقولهم فلان صافي الجِرْم أي الصوت أو الحَلْق وهو خطأٌ وفي حديث بعضهم
كان حَسَنَ الجِرْم قيل الجِرْم هنا الصوت والجِرْمُ البَدَنُ والجِرْم اللَّوْنُ
عن ابن الأعرابي وجَرِمَ لونُه
( * قوله « وجرم لونه » وكذلك جرم إذا عظم بدنه وبابهما فرح كما ضبط بالأصل
والتهذيب والتكملة وصوّبه السيد مرتضى على قول المجد وأَجرم عظم لونه وصفا ) إذا
صفا وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ تامٌّ وسنة مُجَرَّمة تامَّة وقد تَجَرَّم أَبو زيد العامُ
المُجَرَّمُ الماضي المُكَمَّلُ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة ولكنَّ حُمَّى
أَضْرَعَتْني ثلاثَةً مُجَرَّمةً ثم اسْتَمَرَّتْ بنا غِبَّا ابن هانئ سَنَةٌ
مُجَرَّمةٌ وشهر مُجَرَّمٌ وكَريتٌ فيهما ويوم مُجَرَّمٌ وكَريتٌ وهو التام الليث
جَرَّمْنا هذه السنةَ أي خَرَجْنا منها وتَجَرَّمَتِ السنةُ أي انقضت وتَجَرَّمَ
الليلُ ذهب قال لبيد دِمَنٌ تَجَرَّم بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها حِجَجٌ خَلَوْنَ
حَلالُها وحَرامُها أي تَكَمَّل قال الأَزهري وهذا كله من القَطْع كأَنّ السنة لما
مضت صارت مقطوعة من السنة المستقبلة وجَرَّمْنا القومَ خرجنا عنهم ولا جَرَم أي لا
بدّ ولا محالة وقيل معناه حَقّاً قال أَبو أسماء بن الضَّريبَةِ ولقد طَعَنْتُ أبا
عُيَيْنَةَ طَعْنَةً جَرَمَتْ فَزارةَ بعدَها أن يَغْضَبُوا أي حَقَّتْ لها
الغَضَبَ وقيل معناه كسَبَتْها الغَضَبَ قال سيبويه فأما قوله تعالى لا جَرَمَ
أنَّ لهم النارَ فإن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها فعل ومعناها لقد حَقَّ أن لهم النار
وقول المفسرين معناها حَقّاً أن لهم النارَ يَدُلُّك على أنها بمنزلة هذا الفعل
إذا مثَّلْتَ فَجَرَمَ عَمِلَتْ بعدُ في أَنّ والعرب تقول لا جرم لآتِيَنَّك لا جَرَم
لقد أَحْسَنْتَ فتراها بمنزلة اليمين وكذلك فسرها المفسرون حَقّاً أنهم في الآخرة
هم الأَخْسَرُون وأصلها من جَرَمْتُ أي كَسَبْتُ الذنبَ وقال الفراء وليس قول من
قال إن جَرَمْتُ كقولك حُقِقْتُ أو حَقَقْتُ بشيء وإنما لَبَّس عليه قولُ الشاعر
جَرَمَتْ فَزارةُ بعدها أن يَغْضَبُوا فرفعوا فَزارة وقالوا نجعل الفعل لفَزارة
كأَنها بمنزلة حَقَّ لها أو حُقَّ لها أن تَغْضَبَ قال وفزارة منصوب في البيت
المعنى جَرَمَتْهُم الطعنةُ الغَضَبَ أي كَسَبَتْهم وقال غير الفراء حقيقة معنى لا
جَرَم أن لا نَفْيٌ ههنا لَمَّا ظنوا أنه ينفعهم فرُدَّ ذلك عليهم فقيل لا ينفعهم
ذلك ثم ابتدأ فقال جَرَم أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرونَ أي كَسَبَ ذلك العملُ لهم
الخُسْرانَ وكذلك قوله لا جَرَم أن لهم النارَ وأنهم مُفْرَطُونَ المعنى لا ينفعهم
ذلك ثم ابتدأ فقال جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لهم عذابَ النار أي كَسَبَ بهم
عَذابَها قال الأزهري وهذا من أَبْيَن ما قيل فيه الجوهري قال الفراء لا جَرَم
كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة فَجَرتْ على ذلك وكثرت حتى تَحَوَّلتْ
إلى معنى القَسَم وصارت بمنزلة حقّاً فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن
القسم ألا تراهم يقولون لا جَرَم لآتينك ؟ قال وليس قول من قال جَرَمْتُ حَقَقْتُ
بشيء وإنما لبس عليه الشاعر أَبو أَسماء بقوله جَرَمْتَ فَزارة وقال أَبو عبيدة
أَحَقّت عليهم الغضَبَ أي أَحَقَّتْ الطعنةُ فزارة أن يغضبوا وحَقَّتْ أيضاً من
قولهم لا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كذا أي حَقّاً قال ابن بري وهذا القول ردٌّ على
سيبويه والخليل لأنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أي بالغَضَبِ فأسقط
الباء قال وفي قول الفراء لا يحتاج إلى إسقاط حرف الجرّ فيه لأن تقديره عنده
كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عليك قال والبيت لأَبي أَسماء بن الضَّريبة ويقال لعَطِية
بن عفيف وصوابه ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة بفتح التاء لأَنه يخاطب كُرْزاً
العُقَيليَّ ويَرْثيه وقبل البيت يا كُرْزُ إنَّك قد قُتِلْتَ بفارسٍ بَطَلٍ إذا
هابَ الكُماةُ وجَبَّبُوا وكان كُرْزٌ قد طعن أبا عيينة وهو حِصْنُ بن حذيفة بن
بَدْر الفَزاريّ ابن سيده وزعم الخليل أن جَرَم إنما تكون جواباً لما قبلها من
الكلام يقول الرجل كان كذا وكذا وفعلوا كذا فتقول لا جَرَمَ أنهم سيندمون أو أَنه
سيكون كذا وكذا وقال ثعلب الفراء والكسائي يقولان لا جَرَمَ تَبْرِئةٌ ويقال لا
جَرَم
( * قوله « ويقال لا جرم إلخ » زاد الصاغاني لا جرم بضم فسكون ولا جرم بوزن كرم
ومعنى لا ذا جرم ولا أن ذا جرم استغفر الله والاجرام متاع الراعي والاجرام من
السمك لونان مستدير بلون وأسود له أجنحة ) ولا ذا جَرَم ولا أنْ ذا جَرَم ولا عَنْ
ذا جَرَم ولا جَرَ حذفوه لكثرة استعمالهم إياه قال الكسائي من العرب من يقول لا ذا
جرم ولا أن ذا جرم ولا عن ذا جرم ولا جَرَ بلا ميم وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت
الميم كما قالوا حاشَ للهِ وهو في الأصل حاشَى وكما قالوا أَيْشْ وإنما هو أيُّ
شيء وكما قالوا سَوْ تَرَى وإنما هو سوفَ تَرَى قال الأزهري وقد قيل لا صلة في جَرَم
والمعنى كَسَبَ لهم عَمَلُهم النَّدَم وأَنشد ثعلب يا أُمَّ عَمْرٍو بَيِّني لا أو
نَعَمْ إن تَصْرمِي فراحةٌ ممن صَرَمْ أو تَصِلِي الحَبْلَ فقد رَثَّ ورَمّ قُلْتُ
لها بِينِي فقالت لا جَرَمْ أنَّ الفِراقَ اليومَ واليومُ ظُلَمْ ابن الأعرابي لا
جَرَ لقد كان كذا وكذا أي حقّاً ولا ذا جَرَ ولا ذا جَرَم والعرب تَصِلُ كلامها
بذي وذا وذو فتكون حَشْواً ولا يُعْتَدُّ بها وأَنشد إن كِلاباً والِدِي لا ذا
جَرَمْ وفي حديث قَيْس بن عاصم لا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها قال ابن الأَثير هذه
كلمة تَرِدُ بمعنى تحقيق الشيء وقد اختلف في تقديرها فقيل أصلها التبرئة بمعنى لا
بُدَّ وقد استعملت في معنى حقّاً وقيل جَرَمَ بمعنى كَسَب وقيل بمعنى وَجَبَ
وحَقَّ ولا رَدٌّ لما قبلها من الكلام ثم يبتدأُ بها كقوله تعالى لا جَرَم أن لهم
النار أي ليس الأْمْرُ كما قالوا ثم ابتدأَ وقال وَجَبَ لهم النار والجَرْمُ
الحَرُّ فارسي معرَّب وأَرض جَرْمٌ حارّة وقال أَبو حنيفة دَفِيئةٌ والجمع جُرُومٌ
وقال ابن دُرَيْدٍ أَرْضٌ جَرْمٌ توصف بالحرِّ وهو دخيل الليث الجَرْمُ نَقِيض
الصَّرْد يقال هذه أَرض جَرْمٌ وهذه أَرض صَرْدٌ وهما دخِيلان
( * قوله « وهما دخيلان إلخ » عبارة التهذيب دخيلان مستعملان ) في الحرِّ والبرد
الجوهري والجُروُمُ من البلاد خلافُ الصُّرُودِ والجَرْمُ زَورَقٌ من زوارقِ
اليَمَن والجمع من كل ذلك جُرُومٌ والمُدّ يُدْعَى بالحجاز جَرِيماً يقال أَعطيته
كذا وكذا جَرِيماً من الطعام وجَرْمٌ بَطْنانِ بطنٌ في قُضاعة وهو جَرْمُ بنُ
زَيَّانَ والآخر في طيِّء وبنو جارِمٍ بطنانِ بطنٌ في بني ضَبَّة والآخر في بني
سَعْدٍ الليث جَرْمٌ قبيلة من اليمن وبَنُو جارِمٍ قومٌ من العرب وقال إذا ما
رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ إلى رَمْلِها والجارمِيُّ عَمِيدُها
( * قوله « إذا ما إلخ » تقدم في عمد شمساً بدل حرباً والجلهمي بدل الجارميّ والذي
هناك هو ما في المحكم )
عَبُ الشَّمْس ضَوْءُها وقد يثقل وهو أَيضاً اسم قبيلة
معنى
في قاموس معاجم
خَلَص الشيء بالفتح يَخْلُص خُلُوصاً
وخَلاصاً إِذا كان قد نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه
دِينَه أَمْحَضَه وأَخْلَصَ الشيءَ اختاره وقرئ إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين والمُخْلَصِين
قال ثعلب يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبا
خَلَص الشيء بالفتح يَخْلُص خُلُوصاً
وخَلاصاً إِذا كان قد نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه
دِينَه أَمْحَضَه وأَخْلَصَ الشيءَ اختاره وقرئ إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين والمُخْلَصِين
قال ثعلب يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه تعالى وبالمُخْلَصِين
الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ الزجاج وقوله واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان
مُخْلَصاً وقرئ مُخْلِصاً والمُخْلَص الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً
من الدنس والمُخْلِص الذي وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة قل هو اللّه
أَحد سورة الإِخلاص قال ابن الأَثير سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى
وتقدّس أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ وكلمة الإِخلاص
كلمة التوحيد وقوله تعالى من عبادنا المُخْلَصِين وقرئ المُخْلِصين فالمُخْلَصُون
المُخْتارون والمُخْلِصون المُوَحِّدُون والتخليص التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ
تقول خَلَّصْته من كذا تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص وتَخلّصَه
تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَس والإِخْلاصُ في الطاعة تَرْكُ
الرِّياءِ وقد أَخْلَصْت للّه الدِّينَ واسْتَخْلَصَ الشيء كأَخْلَصَه والخالِصةُ
الإِخْلاصُ وخَلَص إِليه الشيءُ وَصَلَ وخَلَصَ الشيءُ بالفتح يَخْلُصُ خُلوصاً
أَي صار خالِصاً وخَلَصَ الشيء خَلاصاً والخَلاصُ يكون مصدراً للشيء الخالِص وفي
حديث الإِسراء فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض أَي وَصَلْتُ وبلَغْت يقال
خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا ومنه حديث هِرَقْلَ
إِني أَخْلُص إِليه وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ
أَي الرجوعِ بالثَّمن على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ
ثمَنَها أَي قضى بما يُتَخَلّص به من الخصومة وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل
إِليه ويقال هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة وقوله عزّ وجلّ وقالوا ما
في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل معنى ما
التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم قالوا جماعةُ ما في بطون هذه الأَنعامِ
خالصةٌ لذكورنا وقوله ومُحَرَّمٌ مَرْدُودٌ على لفظ ما ويجوز أَن يكون أَنَّثَه
لتأْنيث الأَنْعامِ والذي في بطون الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك
سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه بَعْضُ الأَصابِع أُصبعٌ وهي واحدة منها وما في بطن كل
واحدة من الأَنعام هو غيرها ومن قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال وقالوا
الأَنعامُ التي في بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا قال ابن سيده والقولُ الأَول
أَبْبَنُ لقوله ومُحَرَّمٌ لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما وقرأَ بعضهم
خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً وأَما قوله عزّ وجلّ قل هي للذين آمَنُوا في
الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة قُرئَ خالصةٌ وخالصةً المعنى أَنها حَلال
للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون فإِذا كان يومُ القيامة خَلَصت للمؤمنين في
الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر وأَما إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه
خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ لبيبٌ المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة
الدنيا في تأْويل الحال كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم
القيامة وقوله عزّ وجلّ إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار يُقْرَأُ
بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى فمن قرأَ بالتنوين جعل ذِكْرى
الدار بَدَلاً من خالصة ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى الدار ومعنى الدار
ههنا دارُ الآخرة ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين بأَن جعلناهم يُذَكِّرون
بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا وذلك شأْن الأَنبياء ويجوز أَن يكون
يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى اللّه وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً
فمعناه تَميّزوا عن الناس يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم وفي الحديث أَنه ذَكَر يومَ
الخلاصِ فقالوا وما يومُ الخَلاصِ ؟ قال يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة
كلُّ مُنافِقٍ ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض وفي حديث
الاستسقاء فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس وخالَصَهُ في العِشْرة أَي
صافاه وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون يُخْلِصُ
بعضُهم بَعضاً والخالصُ من الأَلوان ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان عن اللحياني
والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر والخِلاصةُ
والخُلاصةُ والخِلاصُ التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن وأَخْلَصَه فَعَل به ذلك
والخِلاصُ ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ
الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل والخُلوصُ الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ
ويقول الرجل لصاحبةِ السَّمْنِ أَخْلِصي لنا لم يفسره أَبو حنيفة قال ابن سيده
وعندي أَن معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ غيره وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما
خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه شيئاً من
سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ فإِذا جادَ وخلَصَ من الثُّفْل فذلك السمنُ هو
الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً بكسر الخاء وهو الإِثْر والثُّفْلُ الذي
يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ والقِشْدَةُ والكُدادةُ والمصدر منه
الإِخْلاصُ وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ أَبو زيد الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ
لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ والإِذْوابةُ فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل
فذلك اللبن الإِثْرُ والإِخْلاصُ والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ قال
الأَزهري سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء
والثُّفْل الخِلاصُ وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ فيُؤْخذُ
تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة اللبن
المختلط به وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص بكسر الخاء وأَما الخِلاصة والخُلاصة فهو
ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه أَبو
الدقيش الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج حَدّث
الأَصمعي قال مَرَّ الفرزدق برجل من باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ
فقال له الفرزدق أَتَشْتري أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي ؟ فقال
أَللّهِ عليك لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ فقال أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ فأَلْقى
النِّحْيَ بين يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال لَعَمْرِي لَنِعْمَ
النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ نِحْيُ حُمامِ من السَّمْنِ
رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض
قَيْس كمُحرِمٍ أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ الفراء أَخْلَصَ الرجلُ إِذا
أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة وخَلَّصَ إِذا أَعطى الخَلاص وهو مِثْل الشيء ومنه حديث
شريح أَنه قضى في قَوْس كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها والخِلاص بالكسر ما أَخْلَصَته
النارُ من الذهب والفضة وغيره وكذلك الخِلاصة والخُلاصة ومنه حديث سلمان أَنه
كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص والخِلاصة والخُلاصة
كالخِلاص قال حكاه الهروي في الغريبين واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه
بدُخْلُلِه وهو خالِصَتي وخُلْصاني وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي
خالِصَتي إِذا خَلَصَت مَوَدّتُهما وهم خُلْصاني يستوي فيه الواحد والجماعة وتقول
هؤلاء خُلْصاني وخُلَصائي وقال أَبو حنيفة أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه وأَخْلَصَ
البعيرُ سَمِن وكذلك الناقة قال وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا والخَلَصُ شجرٌ
طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ قال أَبو حنيفة أَخبرني أَعرابي
أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق بالشجر فيعْلق وله ورق أَغبر رِقاقٌ
مُدَوَّرةٌ واسعةٌ وله وَرْدةٌ كوَرْدة المَرْوِ وأُصولهُ مُشْرَبةٌ وهو طيّبُ
الريح وله حبّ كحبّ عِنَبِ الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً وهو أَحمر
كغَرز العقيق لا يؤكل ولكنه يُرْعَى ابن السكيت في قوله بِخالِصةِ الأَرْدانِ
خُضْرِ المَناكِبِ الأَصمعي هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ
المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه ويقال لكل شيء أَبيضَ خالِصٌ
قال العجاج مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ
الليث بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان قَصِيداً سَميناً وأَنشد مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو
رَعُوما والخالصُ الأَبْيَضُ من الأَلوان ثوب خالصٌ أَبْيَضُ وماءٌ خالص أَبيض
وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم فذلك الخَلَصُ قال وذلك في قَصَب العظام في اليد
والرجل يقال خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من
اللحم والخَلْصاءُ ماءٌ بالبادية وقيل موضع وقيل موضع فيه عين ماء قال الشاعر
أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها
صِوَرَا وقيل هو الموضع بالدهناء معروف وذو الخَلَصة موضع يقال إِنه بيت لِخَثْعَم
كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ فَهُدِم وفي الحديث
لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على ذي الخَلَصة هو بيتٌ كان فيه
صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم وقيل ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ
التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها رسول اللّه صلَى اللّه عليه وسلّم جَرِيرَ بنَ
عبد اللّه يُخَرِّبُها وقيل ذو الخَلَصة الصنم نفسه قال ابن الأَثير وفيه نظر
( * قوله « وفيه نظر » أَي في قول من زعم انه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة لأن ذو
لا تضاف الا إلخ كذا بهامش النهاية ) لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء
الأَجناس والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة الأَوثان
فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ أَعجازُهن وخالصةُ اسم
امرأَة واللّه أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
الشِّرْكَةُ
والشَّرِكة سواء مخالطة الشريكين يقال اشترَكنا بمعنى تَشارَكنا وقد اشترك الرجلان
وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر فأَما قوله عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ
مُقَلِّصٌ وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا
يدفع
الشِّرْكَةُ
والشَّرِكة سواء مخالطة الشريكين يقال اشترَكنا بمعنى تَشارَكنا وقد اشترك الرجلان
وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر فأَما قوله عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ
مُقَلِّصٌ وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا
يدفعه إلى غيره ويُشارَك يعني يشاركه في الغنيمة والشَّريكُ المُشارِك والشِّرْكُ
كالشَّريك قال المُسَيِّب أَو غيره شِرْكاً بماء الذَّوْبِ يَجْمَعهُ في طَوْد
أَيْمَنَ في قُرى قَسْرِ والجمع أَشْراك وشُرَكاء قال لبيد تَطيرُ عَدائدُ
الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً والزَّعامَةُ للغُلامِ قال الأَزهري يقال شَريك
وأَشْراك كما يقال يتيم وأَيتام ونصير وأَنصار وهو مثل شريف وأَشراف وشُرفاء
والمرأة شَريكة والنساء شَرائك وشاركت فلاناً صرت شريكه واشْتركنا وتَشاركنا في
كذا وشَرِكْتُه في البيع والميراث أَشْرَكُه شَرِكةً والإسم الشِّرْك قال الجعدي
وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنان والجمع أَشْراك مثل
شِبْر وأَشبار وأَنشد بيت لبيد وفي الحديث من أَعتق شِرْكاً له في عبد أَي حصة
ونصيباً وفي حديث معاذ أَنه أَجاز بين أَهل اليمن الشِّرْكَ أَي الإشتراكَ في
الأرض وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك وفي حديث عمر بن
عبد العزيز إن الشِّركَ جائز هو من ذلك قال والأشْراكُ أَيضاً جمع الشِّرْك وهو
النصيب كما يقال قِسْمٌ وأقسام فإن شئت جعلت الأَشْراك في بيت لبيد جمع شريك وإن شئت
جعلته جمع شِرْك وهو النصيب ويقال هذه شَرِيكَتي وماء ليس فيه أَشْراك أَي ليس فيه
شُركاء واحدهما شِرْك قال ورأَيت فلاناً مُشتركاً إذا كان يُحَدِّث نفسه أن رأيه
مُشْتَرَك ليس بواحد وفي الصحاح رأيت فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يحدِّث نفسه
كالمهموم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال الناسُ شُرَكاء في ثلاث
الكَلإ والماء والنار قال أَبو منصور ومعنى النار الحَطَبُ الذي يُستوقد به فيقلع
من عَفْوِ البلاد وكذلك الماء الذي يَنْبُع والكلأُ الذي مَنْبته غير مملوك والناس
فيه مُسْتَوُون قال ابن الأثير أَراد بالماء ماء السماء والعيون والأَنهار الذي لا
مالك له وأراد بالكلإِ المباحَ الذي لا يُخَصُّ به أَحد وأَراد بالنار الشجَر الذي
يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه
مطلقاً وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة والصحيح الأول وفي حديث أم
معبد تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ أَي عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فيه
وفَريضة مُشتَرَكة يستوي فيها المقتسمون وهي زوج وأُم وأَخوان لأم وأخوان لأَب
وأُم للزوج النصف وللأم السدس وللأخوين للأم الثلث ويَشْرَكُهم بنو الأب والأُم
لأن الأَب لما سقط سقط حكمه وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معاً وهذا قول زيد وكان
عمر رضي الله عنه حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأُم ولم يجعل للإخوة للأَب
والأُم شيئاً فراجعه الإخوة للأَب والأُم وقالوا له هب أَن أَبانا كان حماراً
فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا فأَشَرَكَ بينهم فسميت الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرَّكةً
وقال الليث هي المُشْتَرَكة وطريق مُشْتَرَك يستوي فيه الناس واسم مُشْتَرَك تشترك
فيه معان كثيرة كالعين ونحوها فإنه يجمع معاني كثيرة وقوله أنشده ابن الأَعرابي
ولا يَسْتَوِي المَرْآنِ هذا ابنُ حُرَّةٍ وهذا ابنُ أُخُرى ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ
فسره فقال معناه مُشْتَرَك وأَشْرَك بالله جعل له شَريكاً في ملكه تعالى الله عن
ذلك والإسم الشِّرْكُ قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه قال لإبنه يا
بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بالله إن الشِّرْكَ لَظُلم عظيم والشِّرْكُ أَن يجعل لله
شريكاً في رُبوبيته تعالى الله عن الشُّرَكاء والأنداد وإِنما دخلت التاء في قوله
لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِلْ به غيره فتجعله شريكاً له وكذلك قوله تعالى
وأَن تُشْرِكوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلْطاناً لأن معناه عَدَلُوا به ومن
عَدَلَ به شيئاً من خَلقه فهو كافرّ مُشرِك لأن الله وحده لا شريكَ له ولا نِدَّ
له ولا نَديدَ وقال أَبو العباس في قوله تعالى والذين هم مُشْرِكون معناه الذين هم
صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأَشركوا بالشيطان
ولكن عبدوا الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشْركين ليس أَنهم أَشركوا
بالشيطان وآمنوا بالله وحده رواه عنه أَبو عُمر الزاهد قال وعَرَضَه على المُبرِّد
فقال مُتْلَئِبٌّ صحيح الجوهري الشِّرْك الكفر وقد أَشرك فلان بالله فهو مُشْرِك
ومُشْرِكيٌّ مثل دَوٍّ ودَوِّيٍّ وسَكٍّ وسَكِّيّ وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بمعنى واحد قال
الراجز ومُشْرِكِيٍّ كافرٍ بالفُرْقِ أَي بالفُرقان وفي الحديث الشّرْك أَخْفَى في
أُمتي من دبيب النمل قال ابن الأثير يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله
غير الله ومنه قوله تعالى ولا يُشْرِكْ بعبادة ربه أَحداً وفي الحديث من حلف بغير
الله فقد أَشْرَك حيث جعل ما لا يُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذي به يكون
القَسَم وفي الحديث الطِّيَرةُ شِرْكٌ ولكنّ الله يذهبه بالتوكل جعل التَطَيُّرَ
شِرْكاً به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر وليس الكفرَ بالله لأنه لو كان كفراً
لما ذهب بالتوكل وفي حديث تَلْبية الجاهلية لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك
تملكه وما مَلكَ يَعْنون بالشريك الصنم يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من
الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله
عز وجل فذلك معنى قوله تملكه وما ملك قال محمد بن المكرم اللهم إنا نسألك صحة
التوحيد والإخلاص في الإيمان أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا
قولهم عن الصنم هُوَلَكَ ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكاً بل حَبِطَ
عَمَلهُم بهذه التسمية ولم يصح لهم التوحيد مع الإستثناء ولا نفعتهم معذرتهم
بقولهم إلا ليقرّبونا إلى الله زُلْفى وقوله تعالى وأَشْرِكْهُ في أَمْري أَي
اجعله شريكي فيه ويقال في المُصاهرة رَغِبْنا في شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم
في النسب قال الأَزهري وسمعت بعض العرب يقول فلان شريك فلان إذا كان متزوجاً
بابنته أَو بأُخته وهو الذي تسميه الناس الخَتَنَ قال وامرأة الرجل شَرِيكَتُه وهي
جارته وزوجها جارُها وهذا يدل على أَن الشريك جار وأَنه أَقرب الجيران وقد شَرِكه
في الأَمر بالتحريك يَشْرَكُه إذا دخل معه فيه وأَشْرَكه معه فيه وأَشْرَك فلانٌ
فلاناً في البيع إذا أَدخله مع نفسه فيه واشْتَرَكَ الأَمرُ التبس والشَّرَكُ
حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير واحدته شَرَكَة وجمعها شُرُكٌ وهي قليلة نادرة
وشَرَكُ الصائد حبالَتَه يَرْتَبِك فيها الصيد وفي الحديث أَعوذ بك من شر الشيطان
وشِرْكِه أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى ويروى بفتح الشين
والراء أَي حَبائله ومَصايده واحدتها شَرَكَة وفي حديث عمر رضي الله عنه كالطير
الحَذِر يَرى أَن له في كل طريق شَرَكاً وشَرَكُ الطريق جَوادُّه وقيل هي
الطُّرُقُ التي لا تخفى عليك ولا تَسْتَجْمِعُ لك فأنت تراها وربما انقطعت غير
أَنها لا تخفى عليك وقيل هي الطُّرق التي تخْتَلجُ والمعنيان متقاربان واحدته
شَرَكَة الأصمعي الْزَمْ شَرَك الطريق وهي أَنْساع الطريق الواحدة شَرَكَة وقال
غيره هي أَخاديد الطريق ومعناهما واحد وهي ما حَفَرَت الدوابُّ بقوائمها في متن
الطريق شَرَكَة ههنا وأُخرى بجانبها شمر أُمُّ الطريق مَعْظَمُه وبُنَيَّاتُه
أَشْراكُه صِغارٌ تتشعب عنه ثم تنقطع الجوهري الشَّرَكة معظم الطريق ووسطه والجمع
شَرَك قال ابن بري شاهده قول الشَّمَّاخ إذا شَرَكُ الطريقِ تَوَسَّمَتْهُ
بخَوْصاوَيْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ وقال رؤبة بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ
والكلأُ في بني فلان شُرُكٌ أَي طرائق واحدها شِراك وقال أَبو حنيفة إذا لم يكن
المرعى متصلاً وكان طرائق فهو شُرُكٌ والشِّراكُ سير النعل والجمعُ شُرُك وأَشْركَ
النعلَ وشَرَّكها جعل لها شِراكاً والتَّشْرِيك مثله ابن بُزُرْج شَرِكَت النعلُ
وشَسِعَتْ وزَمَّتْ إذا انقطع كل ذلك منها وفي الحديث أَنه صلى الظهر حين زالت
الشمس وكان الفَيْءُ بقدر الشِّراكِ هو أَحد سُيور النعل التي تكون على وجهها قال
ابن الأَثير وقدره ههنا ليس على معنى التحديد ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما
يُرى من الظل وكان حينئد بمكة هذا القَدْر والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة
وإنما يبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يَقِلّ فيها الظل فإذا كان أَطول النهار
واستوت الشمس فوق الكعبة لم يُرَ لشيء من جوانبها ظلّ فكل بلد يكون أقرب إلى خط
الاستواء ومُعْتَدل النهار يكون الظل فيه أَقصر وكلما بَعُدَ عنهما إلى جهة
الشَّمال يكون الظل فيه أَطول ولطْمٌ شُرَكِيّ متتابع يقال لطمه لطْماً شُرَكِيّاً
بضم الشين وفتح الراء أَي سريعاً متتابعاً كلَطْمِ المُنْتَقِشِ من البعير قال
أَوس بن حَجَر وما أنا إلا مُسْتَعِدٌّ كما تَرى أَخُو شُرَكيّ الوِرْدِ غَيْرُ
مُعَتِّمِ أَي وِرْد بعد وِرْدٍ متتابع يقول أَغْشاك بما تكره غير مُبْطِئ بذلك
ولطمه لطمَ المُنْتَفِش وهو البعير تدخل في يده الشوكة فيضرب بها الأرض ضرباً
شديداً فهو مُنْتَقِش والشُّرَكِيّ والشُّرَّكِيُّ بتخفيف الراء وتشديدها السريع
من السير وشِرْكٌ اسم موضع قال حسان بن ثابت إذا عَضَلٌ سِيقَت إلينا كأنَّهم
جِدايَةُ شِرْكٍ مُعْلَماتُ الحَواجِب ابن بري وشَرْكٌ اسم موضع قال عُمارة هل
تَذكُرون غَداةَ شَرْك وأَنتُمُ مثل الرَّعيل من النَّعامِ النَّافِرِ ؟ وبنو
شُرَيْك بطنٌ وشَريك اسم رجل