معنى تخللت شواهد خطابه في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الخَطْبُ
الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ صَغُر أَو عَظُم وقيل هو سَبَبُ الأَمْر يقال ما خَطْبُك ؟
أَي ما أَمرُكَ ؟ وتقول هذا خَطْبٌ جليلٌ وخَطْبٌ يَسير والخَطْبُ الأمر الذي
تَقَع فيه المخاطَبة والشأْنُ والحالُ ومنه قولهم جَلَّ الخَطْبُ أَي عَظُم
الأَمرُ والشأ
الخَطْبُ
الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ صَغُر أَو عَظُم وقيل هو سَبَبُ الأَمْر يقال ما خَطْبُك ؟
أَي ما أَمرُكَ ؟ وتقول هذا خَطْبٌ جليلٌ وخَطْبٌ يَسير والخَطْبُ الأمر الذي
تَقَع فيه المخاطَبة والشأْنُ والحالُ ومنه قولهم جَلَّ الخَطْبُ أَي عَظُم
الأَمرُ والشأْن وفي حديث عمر وقد أَفْطَروا في يومِ غيمٍ من رمضان فقال الخَطْبُ
يَسيرٌ وفي التنزيل العزيز قال فما خَطْبُكُم أَيُّها المُرسْلون ؟ وجمعه خُطُوبٌ
فأَما قول الأَخطل
كَلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلَّبةٍ ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدّهْرِ
والخُطُبِ
إِنما أَراد الخُطوبَ فحذفَ تخفيفاً وقد يكونُ من باب رَهْنٍ ورُهُنٍ وخَطَب
المرأَةَ يَخْطُبها خَطْباً وخِطْبة بالكسر الأَوَّل عن اللحياني وخِطِّيبَى وقال
الليث الخِطِّيبَى اسمٌ قال عديُّ بن زيد يذكر قَصْدَ جَذِيمة الأَبرَشِ لخِطْبةِ
الزَّبَّاءِ
لخِطِّيبَى التي غَدَرَتْ وخانَتْ ... وهنّ ذَواتُ غائلةٍ لُحِينا
قال أَبو منصور وهذا خطاٌ مَحْضٌ وخِطِّيبَى ههنا مصدرٌ كالخِطْبَةِ هكذا قال أَبو
عبيد والمعنى لخِطْبةِ زَبَّاءَ وهي امرأَةٌ غَدَرَت بجَذِيمة الأَبْرَشِ حين
خَطَبَها فأَجابَتْه وخاستْ بالعهد فقَتَلَتْه وجَمعُ الخاطب خُطَّاب الجوهري
والخَطيبُ الخاطِبُ والخِطِّيبَى الخُطْبة وأَنشد بيتَ عَدِيّ بن زيد وخَطَبَها
واخْتَطَبَها عليه والخِطْبُ الذي يَخْطُب المرأَةَ وهي خِطْبُه التي يَخْطُبُها
والجمع أَخطابٌ وكذلك خِطْبَتُه وخُطْبَتُه الضمّ عن كُراع وخِطِّيباهُ
وخِطِّيبَتُه وهو خِطْبُها والجمعُ كالجمع وكذلك هو خِطِّيبُها والجمع خِطِّيبون
ولا يُكَسَّر والخِطْبُ المرأَةُ المَخطوبة كما يقال ذِبْح للمذبوحِ وقد خَطَبها
خَطْباً كما يقال ذَبَحَ ذَبْحاً الفرَّاءُ في قوله تعالى من خِطْبة النساءِ
الخِطْبة مصدر بمنزلة الخَطْبِ وهو بمنزلة قولك إِنه لحَسَن القِعْدة والجِلْسةِ
والعرب تقول فلان خِطْبُ فُلانة إِذا كان يَخْطُبها ويقُول الخاطِبُ خِطْبٌ فيقول
المَخْطُوب إِليهم نِكْحٌ وهي كلمة كانتِ العرب تَتزَوَّجُ بها وكانت امرأَةٌ من
العرب يقال لها أُمُّ خارجِةَ يُضْرَبُ بها المَثَل فيقال أَسْرَعُ من نِكاحِ
أُمِّ خارجة وكان الخاطِب يقوم على باب خِبائِها فيقول خِطْبٌ فتقول نِكْحٌ
وخُطْبٌ فيقال نُكْحٌ ورجلٌ خَطَّابٌ كثير التَّصَرُّفِ في الخِطْبةِ قال بَرَّحَ
بالعَيْنَينِ خَطَّابُ الكُثَبْ يقولُ إِني خاطِبٌ وقد كذَبْ وإِنما يخْطُبُ
عُسًّا من حَلَبْ [ ص 361 ] واخْتَطَب القومُ فُلاناً إِذا دَعَوْه إِلى تَزْويجِ
صاحبَتهِم قال أَبو زيد إِذا دَعا أَهلُ المرأَة الرجلَ إِليها ليَخْطُبَها فقد
اخْتَطَبوا اختطاباً قال وإِذا أَرادوا تَنْفيق أَيِّمِهم كذَبوا على رجلٍ فقالوا
قد خَطَبها فرَدَدْناه فإِذا رَدَّ عنه قَوْمُه قالوا كَذبْتُم لقد اخْتَطَبْتُموه
فما خَطَب إِليكم وقوله في الحديث نَهَى أَن يَخْطُبَ الرجلُ على خِطْبةِ أَخيهِ
قال هو أَن يخْطُب الرجلُ المرأَةَ فَترْكَنَ إِليه ويَتَّفِقا على صَداقٍ معلومٍ
ويَترَاضَيا ولم يَبْقَ إِلاّ العَقْد فأَما إِذا لم يتَّفِقَا ويَترَاضَيا ولم
يَرْكَنْ أَحَدُهما إِلى الآخر فلا يُمنَع من خِطْبَتِها وهو خارج عن النَّهْي وفي
الحديث إِنَّه لحَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ أَي يجابَ إِلى خِطْبَتِه يقال
خَطَب فلانٌ إِلى فلانٍ فَخَطَّبَه وأَخْطَبَه أَي أَجابَه الخِطابُ والمُخاطَبَة
مُراجَعَة الكَلامِ وقد خاطَبَه بالكَلامِ مُخاطَبَةً وخِطاباً وهُما يَتخاطَبانِ
الليث والخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ وخَطَب الخاطِبُ على المِنْبَر واخْتَطَب
يَخْطُبُ خَطابَةً واسمُ الكلامِ الخُطْبَة قال أَبو منصور والذي قال الليث إِنَّ
الخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ لا يَجوزُ إِلاَّ عَلى وَجْهٍ واحدٍ وهو أَنَّ
الخُطْبَة اسمٌ للكلام الذي يَتَكَلَّمُ به الخَطِيب فيُوضَعُ موضِعَ المَصْدر
الجوهري خَطَبْتُ على المِنْبَرِ خُطْبةً بالضم وخَطَبْتُ المرأَةَ خِطْبةً بالكَسْرِ
واخْتَطَبَ فيهما قال ثعْلب خَطَب على القوْم خُطْبةً فَجَعَلَها مصدراً قال ابن
سيده ولا أَدْرِي كيف ذلك إِلاَّ أَن يكونَ وَضَعَ الاسْمَ مَوْضِعَ المَصْدر وذهب
أَبو إِسْحق إِلى أَنَّ الخُطْبَة عندَ العَرَب الكلامُ المَنْثُورُ المُسَجَّع
ونحوُه التهذيب والخُطْبَة مثلُ الرِّسَالَةِ التي لَها أَوّلٌ وآخِرٌ قال وسمعتُ
بعضَ العَرَب يقولُ اللهم ارْفَعْ عَنَّا هذه الضُّغْطة كأَنه ذَهَب إِلى أَنَّ
لها مُدَّة وغايةً أَوّلاً وآخراً ولو أَراد مَرَّة لَقال ضَغْطَة ولو أَرادَ
الفعلَ لَقالَ الضِّغْطَة مثلَ المِشْيَةِ قال وسمعتُ آخَرَ يقولُ اللهم غَلَبَني
فُلانٌ على قُطْعةٍ من الأَرض يريدُ أَرضاً مَفْرُوزة ورَجُلٌ خَطِيبٌ حَسَن
الخُطْبَة وجَمْع الخَطِيب خُطَباءُ وخَطُبَ بالضم خَطابَةً بالفَتْح صار خَطِيباً
وفي حديث الحَجّاج أَمِنْ أَهْلِ المَحاشِد والمَخاطِبِ ؟ أَراد بالمَخَاطب
الخُطَبَ جمعٌ على غيرِ قياسٍ كالمَشَابِهِ والمَلامِحِ وقيل هو جَمْع مَخْطَبة
والمَخْطَبة الخُطْبَة والمُخاطَبَة مُفاعَلَة من الخِطاب والمُشاوَرَة أَراد
أَنْتَ من الذينَ يَخْطُبون الناسَ ويَحُثُّونَهُم على الخُروجِ والاجْتِمَاعِ
لِلْفِتَنِ التهذيب قال بعض المفسرين في قوله تعالى وفَصْلَ الخِطابِ قال هو أَن
يَحْكُم بالبَيِّنة أَو اليَمِين وقيل معناه أَن يَفْصِلَ بينَ الحَقِّ والبَاطِل
ويُمَيِّزَ بيْن الحُكْمِ وضِدِّهِ وقيلَ فصلُ الخِطَاب أَمّا بَعْدُ وداودُ عليه
السلام أَوَّلُ من قال أَمَّا بَعْدُ وقيل فَصلُ الخِطاب الفِقْهُ في القَضَاءِ
وقال أَبو العباس معنى أَمَّا بعدُ أَمَّا بَعْدَ ما مَضَى من الكَلامِ فهو كذا
وكذا والخُطْبَةُ لَوْنٌ يَضْرِب إِلى الكُدْرَةِ مُشْرَبٌ [ ص 362 ] حُمْرةً في
صُفْرةٍ كَلَوْنِ الحَنْظَلَة الخَطْبَاءِ قبلَ أَن تَيْبَسَ وكَلَوْنِ بَعضِ
حُمُرِ الوَحْشِ والخُطْبَةُ الخُضْرَةُ وقيل غُبْرَة تَرْهَقُها خُضْرَة والفعلُ
من كلِّ ذلك خَطِبَ خَطَباً وهو أَخْطَب وقيلَ الأَخْطَبُ الأَخْضَرُ يُخالِطُه
سَوَادٌ وأَخْطَبَ الحَنْظَل اصْفَرَّ أَي صَار خُطْبَاناً وهو أَن يَصْفَرَّ
وتصير فيه خُطوطٌ خُضْرٌ وحَنْطَلةٌ خَطْباءُ صفراءُ فيها خُطوطٌ خُضْرٌ وهي
الخُطْبانةُ وجمعها خُطْبانٌ وخِطْبانٌ الأَخيرة نادرة وقد أَخْطَبَ الحَنْظَل
وكذلك الحِنْطة إِذا لَوَّنَتْ والخُطْبانُ نِبْتةٌ في آخرِ الحشِيشِ كأَنها
الهِلْيَوْنُ أَوأَذْناب الحَيَّاتِ أَطْرافُها رِقَاقٌ تُشْبه البَنَفْسَج أَو هو
أَشدُّ منه سَواداً وما دون ذلك أَخْضَرُ وما دون ذلك إِلى أُصُولِها أَبيضُ وهي
شديدةُ المَرارةِ وأَوْرَقُ خُطْبانِيٌّ بالَغُوا به كما قالوا أَرْمَكُ رادِنِيٌّ
والأَخْطَبُ الشِّقِرَّاقُ وقيل الصُّرَدُ لأَنّ فيهما سَواداً وبَياضاً وينشد
ولا أَنْثَنِي مِن طِيرَةٍ عن مَرِيرَةٍ ... إِذا الأَخْطَبُ الداعِي على
الدَّوْحِ صَرْصَرَا
ورأَيت في نسخةٍ من الصحاح حاشيةً الشِّقِرّاقُ بالفارسِيَّة كأَسْكِينَهْ وقد
قالوا للصَّقْرِ أَخْطَبُ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهذلي
ومِنَّا حَبِيبُ العَقْرِ حينَ يَلُفُّهم ... كما لَفَّ صِرْدانَ الصَّريمةِ
أَخْطَبُ
وقيل لليَدِ عند نُضُوِّ سوادها من الحِنَّاءِ خَطْباءُ ويقال ذلك في الشَّعَرِ
أَيضاً والأَخْطَب الحِمارُ تَعْلُوه خُضْرَة أَبو عبيد من حُمُرِ الوَحْشِ
الخَطْباءُ وهي الأَتانُ التي لها خَطٌّ أَسودُ على مَتْنِها والذكَر أَخْطَبُ
وناقةٌ خَطْباءُ بَيِّنة الخَطَبِ قال الزَّفَيانُ
وصاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ ... خَطْباءُ وَرْقاءُ السَّراةِ عَوْهَقُ
وأَخْطَبانُ اسم طائرٍ سُمِّي بذلك لِخُطْبةٍ في جَناحَيْه وهي الخُضْرَة ويدٌ
خَطْباءُ نَصَل سَوادُ خِضابِها من الحِنّاءِ قال
أَذَكرْت مَيَّةَ إِذْ لَها إِتْبُ ... وجَدائِلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ
وقد يقال في الشَّعَر والشَّفَتَيْن وأَخْطَبَكَ الصَّيْدُ أَمْكَنَكَ ودَنا منكَ
ويقال أَخْطَبَكَ الصَّيْدُ فارْمِه أَي أَمْكَنَكَ فهو مُخْطِبٌ والخَطَّابِيَّة من
الرافِضةِ يُنْسَبون إِلى أَبي الخَطَّابِ وكان يَأْمُر أَصحابَه أَن يَشهدوا على
مَنْ خالَفَهم بالزُّورِ
معنى
في قاموس معاجم
الخَلُّ معروف
قال ابن سيده الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب وغيره قال ابن دريد هو عربي صحيح
وفي الحديث نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ واحدته خَلَّة يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه
قال اللحياني قال أَبو زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم قال فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من
الخ
الخَلُّ معروف
قال ابن سيده الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب وغيره قال ابن دريد هو عربي صحيح
وفي الحديث نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ واحدته خَلَّة يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه
قال اللحياني قال أَبو زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم قال فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من
الخَلِّ أَم هي لغة فيه كخَمْر وخَمْرة ويقال للخَمْر أُمُّ الخَلّ قال رَمَيْت
بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلبه فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ ليال والخَلَّة الخَمْرُ
عامَّةً وقيل الخَلُّ الخمرة الحامضة وهو القياس قال أَبو ذؤيب عُقارٌ كماء
النِّيءِ ليست بِخَمْطَة ولا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها ويروى فجاء بها
صفراء ليست يقول هي في لون ماء اللحم النِّيءِ وليست كالخَمْطَة التي لم تُدْرِك
بعد ولا كالخَلَّة التي جاوَزَت القَدْر حتى كادت تصير خَلاًّ اللحياني يقال إِن
الخَمْر ليست بخَمْطَة ولا خَلَّة أَي ليست بحامضة والخَمْطَة التي قد أَخَذَت
شيئاً من ريح كريح النَّبِقِ والتُّفَّاح وجاءنا بلبن خامطٍ منه وقيل الخَلَّة
الخَمْرة القَارِصة وقيل الخَلَّة الخَمْرة المتغيرة الطعم من غير حموضة وجمعها
خَلٌّ قال المتنخل الهذلي مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك ليست إِذا دِيفَتْ من
الخَلِّ الخِماط وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأَشربة فَسَدت وحَمُضَت
وخَلَّلَ الخمرَ جعلها خَلاًّ وخَلَّل البُسْرَ جعله في الشمس ثم نَضَحه بالخَلِّ
ثم جعله في جَرَّة والخَلُّ الذي يؤتدم به سمي خَلاًّ لأَنه اخْتَلَّ منه طَعْمُ
الحَلاوة والتَّخْليل اتخاذ الخَلِّ أَبو عبيد والخَلُّ والخَمْر الخير والشر وفي
المثل ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده قال النمر بن تولب
يخاطب زوجته هلاَّ سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه والخَلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَع
ويروى التي لم تُمْنَع أَي التي قد أُحِلَّت وبعد هذا البيت بأَبيات لا تَجْزَعي
إِن مُنْفِساً أَهلكتُه وإِذا هَلَكْتُ فعندَ ذلك فاجزَعي وسئل الأَصمعي عن
الخَلِّ والخَمْر في هذا الشعر فقال الخَمْرُ الخير والخَلُّ الشر وقال أَبو عبيدة
وغيره الخَلُّ الخير والخمر الشر وحكى ثعلب ما له خَلٌّ ولا خمر أَي ما له خير ولا
شر والاختلال اتخاذ الخَلِّ الليث الاخْتِلال من الخَلِّ من عصير العنب والتمر قال
أَبو منصور لم أَسمع لغيره أَنه يقال اخْتَلَّ العصيرُ إِذا صار خَلاًّ وكلامهم
الجيِّد خَلَّلَ شرابُ فلان إِذا فَسَد وصار خَلاًّ اللحياني يقال شَرابُ فلان قد
خَلَّل يُخَلِّل تَخْليلاً قال وكذلك كل ما حَمُض من الأَشربة يقال له قد خَلَّل
والخَلاَّل بائع الخَلِّ وصانِعُه وحكى ابن الأَعرابي الخَلَّة الخُمْرة الحامضة
يعني بالخُمْرة الخمير فرُدَّ ذلك عليه وقيل إِنما هي الخَمْرة بفتح الخاء يعني بذلك
الخَمْر بعينها والخَلُّ أَيضاً الحَمْض عن كراع وأَنشد ليست من الخَلِّ ولا
الخِمَاط والخُلَّة كل نَبْت حُلْو قال ابن سيده الخُلَّة من النبات ما كانت فيه
حلاوة من المَرْعى وقيل المرعى كله حَمْض وخُلَّة فالحَمْض ما كانت فيه ملوحة
والخُلَّة ما سوى ذلك قال أَبو عبيد ليس شيء من الشجر العظام بحَمْض ولا خُلَّة
وقال اللحياني الخُلَّة تكون من الشجر وغيره وقال ابن الأَعرابي هو من الشجر خاصة
قال أَبو حنيفة والعرب تسمي الأَرض إِذا لم يكن بها حَمْض خُلَّةً وإِن لم يكن بها
من النبات شيء يقولون عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلاً وقال ابن شميل
الخُلَّة إِنما هي الأَرض يقال أَرْضٌ خُلَّة وخُلَلُ الأَرضِ التي لا حَمْض بها
قال ولا يقال للشجر خُلَّة ولا يذكر وهي الأَرض التي لا حَمْضَ بها وربما كان بها
عِضاهٌ وربما لم يكن ولو أَتيت أَرضاً ليس بها شيء من الشجر وهي جُرُز من الأَرض
قلت إِنها لَخُلَّة وقال أَبو عمرو الخُلَّة ما لم يكن فيه مِلْح ولا حُموضة
والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة وقال الكميت صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ
نازلُه لا مَرْتَعاً بَعُدَتْ من حَمْضه الخُلَل والعرب تقول الخُلَّة خُبْز
الإِبل والحَمْض لحمها أَو فاكهتها أَو خَبِيصها وإنما تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا
مَلَّتِ الخُلَّة وقوم مُخِلُّون إِذا كانوا يَرْعَوْن الخُلَّة وبَعيرٌ خُلِّيٌّ
وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة تَرْعى الخُلَّة وفي المثل إِنك مُخْتَلٌّ
فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل من حال إِلى حال قال ابن دريد هو مَثَل يقال للمُتَوَعِّد
المتهدِّد وقال أَبو عمرو في قول الطرماح لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ وذو الخُلْ
لَة يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ يقول إِن لم يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض
ويقول من جاء مشتهياً قتالَنا شَفَيْنا شهوته بإِيقاعنا به كما تُشْفى الإِبل
المُخْتَلَّة بالحَمْض والعرب تضرب الخُلَّة مثلاً للدَّعة والسَّعة وتضرب
الحَمْضَ مثلاً للشَّر والحَرْب وقال اللحياني جاءت الإِبل مُخْتَلَّة أَي أَكلت
الخُلَّة واشتهت الحَمْضَ وأَرض مُخِلَّة كثيرة الخُلَّة ليس بها حَمْض وأَخَلَّ
القومُ رعت إِبلُهم الخُلَّة وقالت بعض نساء الأَعراب وهي تتمنى بَعْلاً إِن ضَمَّ
قَضْقَض وإِن دَسَر أَغْمَض وإِن أَخَلَّ أَحْمَض قالت لها أُمها لقد فَرَرْتِ لي
شِرَّة الشَّباب جَذَعة تقول إِن أَخذ من قُبُل أَتبَع ذلك بأَن يأْخذ من دُبُر
وقول العجاج جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا
أَي كان في قلوبهم حُبُّ القتال والشر فَلَقُوا مَنْ شَفاهم وقال ابن سيده معناه
أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مما كانوا فيه يُضْرب ذلك للرجل يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد
فيلقى من هو أَشد منه ويقال إبل حامضة وقد حَمَضَتْ هي وأَحْمَضتها أَنا ولا يقال
إِبل خالَّة وخَلَّ الإِبلَ يخُلُّها خَلاًّ وأَخَلَّها حَوَّلها إِلى الخُلَّة
وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها في الخُلَّة واخْتَلَّت الإِبلُ احْتَبَسَتْ في
الخُلَّة قال أَبو منصور من أَطيب الخُلَّة عند العرب الحَلِيُّ والصِّلِّيان ولا
تكون الحُلَّة إِلا من العُرْوة وهو كل نَبْت له أَصل في الأَرض يبقى عِصْمةً
للنَّعْم إِذا أَجْدَبْت السنةُ وهي العُلْقة عند العرب والعَرْفَج والحِلَّة من
الخُلَّة أَيضاً ابن سيده الخُلَّة شجرة شاكة وهي الخُلة التي ذكرتها إِحدى
المتخاصمتين إِلى ابنة الخُسِّ حين قالت مَرْعى إِبل أَبي الخُلَّة فقالت لها ابنة
الخُسِّ سريعة الدِّرَّة والجِرَّة وخُلَّة العَرْفَج مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه
والخَلَل مُنْفَرَج ما بين كل شيئين وخَلَّل بينهما فَرَّج والجمع الخِلال مثل
جَبَل وجبال وقرئ بهما قوله عز وجل فترى الوَدْق يخرج من خِلاله وخَلَله وخَلَلُ
السحاب وخِلالُه مخارج الماء منه وفي التهذيب ثُقَبه وهي مخارج مَصَبّ القَطْر قال
ابن سيده في قوله فترى الودق يخرج من خِلاله قال قال اللحياني هذا هو المُجْتَمع
عليه قال وقد روي عن الضحاك أَنه قرأَ فترى الوَدْق يخرج من خَلَلِه وهي فُرَجٌ في
السحاب يخرج منها التهذيب الخَلَّة الخَصَاصةُ في الوَشِيع وهي الفُرْجة في
الخُصِّ وفي رأْي فلان خَلَل أَي فُرْجة والخَلَل الفُرْجة بين الشيئين والخَلَّة
الثُّقْبة الصغيرة وقيل هي الثُّقْبة ما كانت وقوله يصف فرساً أَحال عليه
بالقَناةِ غُلامُنا فأَذْرِعْ به لِخَلَّة الشاة راقِعا معناه أَن الفرس يعدو
وبينه وبين الشاة خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع تلك الخَلَّة بشخصه وقيل يعدو
وبين الشاتين خَلَّة فَيرْقَع ما بينهما بنفسه وهو خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بينهم
وخِلالُ الدار ما حوالَيْ جُدُرها وما بين بيوتها وتَخَلَّلْتُ ديارهم مَشَيت
خِلالها وتُخَلَّلتُ الرملَ أَي مَضَيت فيه وفي التنزيل العزيز فجاسُوا خِلالَ
الدِّيار وقال اللحياني جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور القوم أَي جلسنا بين
البيوت ووسط الدور قال وكذلك يقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم وفي
التنزيل العزيز ولأَوْضَعوا خِلالَكم يَبْغونكم الفتنةَ قال الزجاج أَوْضَعْت في
السير إِذا أَسرعت فيه المعنى ولأَسرعوا فيما يُخِلُّ بكم وقال أَبو الهيثم أَراد
ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الفتنة وجعل خِلالكم بمعنى وَسَطَكم
وقال ابن الأَعرابي ولأَوْضَعوا خِلالكم أَي لأَسرعوا في الهَرب خلالكم أَي ما
تَفرق من الجماعات لِطَلب الخَلَوة والفِرار وتَخَلَّل القومَ دخل بين خَلَلهم
وخِلالهم ومنه تَخَلُّل الأَسنان وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ طلبه خِلال السَّعَف بعد
انقضاء الصِّرام واسم ذلك الرُّطَب الخُلالة وقال أَبو حنيفة هي ما يبقى في أُصول
السَّعَف من التمر الذي ينتثر وتخليل اللحية والأَصابع في الوضوء فإِذا فعل ذلك
قال تَخَلَّلت وخَلَّل فلان أَصابعَه بالماء أَسال الماء بينها في الوضوء وكذلك
خَلَّل لحيته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بين شعرها وأَوصل الماء إِلى بشرته بأَصابعه
وفي الحديث خَلِّلُوا أَصابعَكم لا تُخَلِّلها نار قليل بُقْياها وفي رواية
خَلِّلوا بين الأَصابع لا يُخَلِّل اللهُ بينها بالنار وفي الحديث رَحِم الله
المتخلِّلين من أُمتي في الوضوء والطعام التخليل تفريق شعر اللحية وأَصابع اليدين
والرجلين في الوضوء وأَصله من إِدخال الشيء في خِلال الشيء وهو وسَطُه وخَلَّ
الشيءَ يَخُلُّه خَلاًّ فهو مَخْلول وخَلِيل وتَخَلَّله ثَقَبه ونَفَذَه والخِلال
ما خَلَّه به والجمع أَخِلَّة والخِلال العود الذي يُتَخَلَّل به وما خُلَّ به
الثوب أَيضاً والجمع الأَخِلَّة وفي الحديث إِذا الخِلال نُبَايِع والأَخِلَّة
أَيضاً الخَشَبات الصغار اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شِقَاق البيت والخِلال عود
يجعل في لسان الفَصِيل لئلا يَرْضَع ولا يقدر على المَصِّ قال امرؤ القيس فَكَرَّ
إِليه بمِبْراتِه كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ وقد خَلَّه يَخُلُّه خَلاًّ
وقيل خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فيه ذلك العود وفَصيل مخلول إِذا غُرز خِلال على
أَنفه لئلا يَرْضَع أُمه وذلك أَنها تزجيه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال وخَلَلْت
لسانَه أَخُلُّه ويقال خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خلاًّ فهو مخلول إِذا شَكَّه
بالخِلال وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلاًّ جَمَع أَطرافه بخِلال وقوله يصف
بقراً سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً قِيَاماً ما يُخَلُّ لهنَّ عُود
( * قوله « سمعن بموته إلخ » أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء
يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر )
إنما أَراد لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ على العود اضطراراً وقبل هذا
البيت أَلا هلك امرؤ قامت عليه بجنب عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ قال ابن دريد
ويروى لا يُحَلُّ لهنَّ عود قال وهو خلاف المعنى الذي أَراده الشاعر وفي حديث أَبي
بكر رضي الله عنه كان له كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا ركب خَلَّه عليه أَي جمع بين
طَرَفيه بخِلال من عود أَو حديد ومنه خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به والخَلُّ
خَلُّك الكِساء على نفسك بالخِلال وقال سأَلتك إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ وأَنت
تَخُلُّه بالخَلِّ خَلاًّ قال ابن بري قوله بالخَلّ يريد الطريق في الرمل وخَلاًّ
الأَخير الذي يُصْطَبَع به يريد سأَلتك خَلاًّ أَصْطَبِغ به وأَنت تُخُلُّ خِباءَك
في هذا الموضع من الرمل الجوهري الخَلُّ طريق في الرمل يذكر ويؤنث يقال حَيَّةُ
خَلٍّ كما يقال أَفْعَى صَرِيمة ابن سيده الخَلُّ الطريق النافذ بين الرمال
المتراكمة قال أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً إِنِّي لأُزْرِي عليها
وهي تَنْطَلِقُ قال سمي خَلاًّ لأَنه يَتَخَلَّل أَي يَنْفُذ وتَخَلَّل الشيءُ أَي
نَفَذ وقيل الخَلُّ الطريق بين الرملتين وقيل هو طريق في الرمل أَيّاً كان قال من
خَلِّ ضَمْرٍ حين هابا ودجا والجمع أَخُلٌّ وخِلال والخَلَّة الرملة اليتيمة
المنفردة من الرمل وفي الحديث يخرج الدجال خَلَّة بين الشام والعراق أَي في سبيل
وطريق بينهما قيل للطريق والسبيل خَلَّة لأَن السبيل خَلَّ ما بين البلدين أَي
أَخَذَ مخيط ما بينهما خِطْتُ اليوم خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة ورواه بعضهم بالحاء
المهملة من الحُلول أَي سَمْتَ ذلك وقُبَالَته واخْتَلَّه بسهم انْتَظَمه
واخْتَلَّه بالرمح نَفَذه يقال طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انتظمته
قال الشاعر نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه
بالمِطْرَدِ وتَخَلَّله به طعنه طعنة إِثر أُخرى وفي حديث بدر وقتِل أُمَيَّة بن
خَلَف فَتَخَلَّلوه بالسيوف من تحتي أَي قتلوه بها طعناً حيث لم يقدروا أَن يضربوه
بها ضرباً وعسكر خالٌّ ومُتَخَلْخِل غير مُتَضامّ كأَن فيه منافذ والخَلَل الفساد
والوَهْن في الأَمر وهو من ذلك كأَنه تُرك منه موضع لم يُبْرَم ولا أُحْكِم وفي
رأَيه خَلَل أَي انتشار وتَفَرُّق وفي حديث المقدام ما هذا بأَول ما أَخْلَلْتم بي
أَي أَوهنتموني ولم تعينوني والخَلَل في الأَمرِ والحَرْبِ كالوَهْن والفساد وأَمر
مُخْتَلٌّ واهن وأَخَلَّ بالشيء أَجْحَف وأَخَلَّ بالمكان وبمَرْكَزه وغيره غاب
عنه وتركه وأَخَلَّ الوالي بالثغور قَلَّل الجُنْدَ بها وأَخَلَّ به لم يَفِ له
والخَلَل الرِّقَّة في الناس والخَلَّة الحاجة والفقر وقال اللحياني به خَلَّة
شديدة أَي خَصَاصة وحكي عن العرب اللهم اسْدُدْ خَلَّتَه ويقال في الدعاء للميت
اللهم اسْدُدْ خَلَّته أَي الثُّلْمة التي ترك وأَصله من التخلل بين الشيئين قال
ابن بري ومنه قول سلمى بنت ربيعة زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ يَسْدُدْ
بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي الأَصمعي يقال للرجل إِذا مات له ميت اللهم اخْلُفْ
على أَهله بخير واسْدُدْ خَلَّته يريد الفُرْجة التي ترك بعده من الخَلَل الذي
أَبقاه في أُموره وقال أَوس لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي ال فُقُودُ ولا خَلَّةُ
الذاهب أَراد الثُّلْمة التي ترك يقول كان سَيِّداً فلما مات بَقِيَتْ خَلَّته وفي
حديث عامر بن ربيعة فوالله ما عدا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها أَي احتجنا إِليها
( * قوله « أَي احتجنا إِليها » أَي فاصل الكلام اختللنا إِليها فحذف الجار وأوصل
الفعل كما في النهاية ) وطلبناها وفي المثل الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة
السَّلَّة السرقة وخَلَّ الرجلُ افتقر وذهب مالُه وكذلك أُخِلَّ به وخَلَّ الرجلُ
إِذا احتاج ويقال اقْسِمْ هذا المال في الأَخَلِّ أَي في الأَفقر فالأَفقر ويقال
فلان ذو خَلَّة أَي محتاج وفلان ذو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر من الأُمور قاله ابن
الأَعرابي وفي الحديث اللهم سادّ الخَلَّة الخَلَّة بالفتح الحاجة والفقر أَي جابرها
ورجل مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ مُعْدِم فقير محتاج قال زهير وإِن أَتاه
خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ قال يعني بالخَلِيل المحتاج
الفقير المُخْتَلَّ الحال والحَرِم الممنوع ويقال الحَرَام فيكون حَرِم وحِرْم مثل
كَبِد وكِبْد ومثله قول أُمية ودَفْع الضعيف وأَكل اليتيم ونَهْك الحُدود فكلٌّ
حَرِم قال ابن دريد وفي بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج وحكى
اللحياني ما أَخَلَّك الله إِلى هذا أَي ما أَحوجك إِليه وقال الْزَقْ بالأَخَلِّ
فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر واخْتَلَّ إِلى كذا احتاج إِليه وفي حديث ابن
مسعود تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا يَدْري متى يُخْتَلُّ إِليه أَي متى يحتاج
الناس إِلى ما عنده وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وما ضَمَّ زيدٌ من مُقيم بأَرضه
أَخَلَّ إِليه من أَبيه وأَفقرا أَخَلُّ ههنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلى
كذا احتاج لا من أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول
أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر من أَبيه والخَلَّة كالخَصْلة وقال كراع الخَلَّة
الخصلة تكون في الرجل وقال ابن دريد الخَلَّة الخصلة يقال في فلان خَلَّة حسنة
فكأَنه إِنما ذهب بالخَلَّة إِلى الخصلة الحسنة خاصة وقد يجوز أَن يكون مَثَّل
بالحسنة لمكان فضلها على السَّمِجة وفي التهذيب يقال فيه خَلَّة صالحة وخَلَّة
سيئة والجمعِ خلال ويقال فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال وهي الخِصال وخَلَّ في
دعائه وخَلَّل كلاهما خَصَّص قال قد عَمَّ في دعائه وخَلاًّ وخَطَّ كاتِباه
واسْتَمَلاًّ وقال كأَنَّك لم تَسمع ولم تكُ شاهداً غداةَ دعا الداعي فعمَّ
وخَلَّلا وقال أُفْنون التَّغْلَبي أَبلغْ كِلاباً وخَلِّلْ في سَراتهم أَنَّ
الفؤاد انطوى منهم على دَخَن قال ابن بري والذي في شعره أَبلغ حبيباً وقال لَقِيط
بن يَعْمَر الإِيادي أَبلغ إِياداً وخَلِّلْ في سَراتم أَني أَرى الرأْيَ إِن لم
أُعْصَ قد نَصَعا وقال أَوس فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً تَخَيَّرتهم
فيما أَطوفُ وأَسأَلُ بَني مالك أَعْني بسَعد بن مالك أَعُمُّ بخير صالحٍ
وأُخَلِّل قال ابن بري صواب إِنشاده بني مالك أَعْني فسعدَ ابن مالك بالفاء ونصب
الدال وخلَّل بالتشديد أَي خَصَّص وأَنشد عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع فَأَصبحوا
أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً
والخُلَّة الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ودَعارته
وجمعها خِلال وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة وقال النابغة الجعدي
أَدُوم على العهد ما دام لي إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب وبَعْضُ الأَخِلاَّء
عند البَلا ءِ والرُّزْء أَرْوَغُ من ثَعْلَب وكيف تَواصُلُ من أَصبحت خِلالته
كأَبي مَرْحَب ؟ أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب وأَبو مَرْحَب كنية
الظِّل ويقال هو كنية عُرْقُوب الذي قيل عنه مواعيد عُرْقُوب والخِلال والمُخالَّة
المُصادَقة وقد خالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وخلالاً قال امرؤ القيس صَرَفْتُ
الهَوى عنهنَّ من خَشْيَة الرَّدى ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال ولا قالي وقوله عز وجل
لا بيعٌ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة قال الزجاج يعني يوم القيامة والخُلَّة
الصَّداقة يقال خالَلْت الرجلَ خِلالاً وقوله تعالى مِن قَبْلِ أَن يأْتي يوم لا
بَيْع فيه ولا خِلال قيل هو مصدر خالَلْت وقيل هو جمع خُلَّة كجُلَّة وجِلال
والخِلُّ الوُدُّ والصَّدِيق وقال اللحياني إِنه لكريم الخِلِّ والخِلَّة كلاهما
بالكسر أَي كريم المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ وأَما قول الهذلي إنَّ سَلْمى
هي المُنى لو تَراني حَبَّذا هي من خُلَّة لو تُخالي إِنما أَراد لو تُخالِل فلم
يستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانية ياء وفي الحديث إِني أَبرأُ إِلى كل ذي
خُلَّة من خُلَّته الخُلَّة بالضم الصداقة والمحبة التي تخلَّلت القلب فصارت
خِلالَه أَي في باطنه والخَلِيل الصَّدِيق فَعِيل بمعنى مُفَاعِل وقد يكون بمعنى
مفعول قال وإِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة على حب الله تعالى فليس فيها
لغيره مُتَّسَع ولا شَرِكة من مَحابِّ الدنيا والآخرة وهذه حال شريفة لا ينالها
أَحد بكسب ولا اجتهاد فإِن الطباع غالبة وإِنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل
سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين ومن جعل الخَلِيل مشتقّاً من
الخَلَّة وهي الحاجة والفقر أَراد إِنني أَبرأُ من الاعتماد والافتقار إِلى أَحد
غير الله عز وجل وفي رواية أَبرأُ إِلى كل خلّ من خلَّته بفتح الخاء
( * قوله « بفتح الخاء إلخ » هكذا في الأصل والنهاية وكتب بهامشها على قوله بفتح
الخاء يعني من خلته )
وكسرها وهما بمعنى الخُلَّة والخَليل ومنه الحديث لو كنتُ متخذاً خَلِيلاً
لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِيلاً والحديث الآخر المرء بخَلِيله أَو قال على دين خَليله
فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخالِل ومنه قول كعب بن زهير يا وَيْحَها خُلَّة لو أَنها
صَدَقَتْ موعودَها أَو لو آنَّ النصح مقبول والخُلَّة الصديق الذكر والأُنثى
والواحد والجمع في ذلك سواء لأَنه في الأَصل مصدر قولك خَليل بَيِّن الخُلَّة
والخُلولة وقال أَوْفى بن مَطَر المازني أَلا أَبلغا خُلَّتي جابراً بأَنَّ
خَلِيلكَ لم يُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه وأَخَّر يَوْمِي فلم يَعْجَل قال
ومثله أَلا أَبلغا خُلَّتي راشداً وصِنْوِي قديما إِذا ما تَصِل وفي حديث حسن
العهد فيُهْديها في خُلَّتها أَي في أَهل ودِّها وفي الحديث الآخر فيُفَرِّقها في
خلائلها جمع خَليلة وقد جمع على خِلال مثل قُلَّة وقِلال وأَنشد ابن بري لامرئ
القيس لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم أَي ما سَعْد مُخالٌّ رجلاً آثماً قال ويجوز
أَن تكون الخُلَّة الصَّداقة ويكون تقديره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم وقد
ثَنَّى بعضهم الخُلَّة والخُلَّة الزوجة قال جِران العَوْد خُذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ
فإِنني رأَيت جِران العَوْد قد كاد يَصْلُح فَثَنَّى وأَوقعه على الزوجتين لأَن
التزوج خُلَّة أَيضاً التهذيب فلان خُلَّتي وفلانة خُلَّتي وخِلِّي سواء في المذكر
والمؤنث والخِلُّ الودّ والصديق ابن سيده الخِلُّ الصَّديق المختص والجمع أَخلال
عن ابن الأَعرابي وأَنشد أُولئك أَخْداني وأَخلالُ شِيمتي وأَخْدانُك اللائي
تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ ويروى يُزَيَّنَّ ويقال كان لي وِدًّا وخِلاًّ ووُدًّا
وخُلاًّ قال اللحياني كسر الخاء أَكثر والأُنثى خِلٌّ أَيضاً وروى بعضهم هذا البيت
هكذا تعرَّضَتْ لي بمكان خِلِّي فخِلِّي هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ كأَنه قال
تَعَرَّضَتْ لي خِلِّي بمكان خلْوٍ أَيو غير ذلك ومن رواه بمكان حِلٍّ فحِلّ ههنا
من نعت المكان كأَنه قال بمكان حلال والخَلِيل كالخِلِّ وقولهم في إِبراهيم على
نبينا وعليه الصلاة والسلام خَلِيل الله قال ابن دريد الذي سمعت فيه أَن معنى
الخَلِيل الذي أَصْفى المودّة وأَصَحَّها قال ولا أَزيد فيها شيئاً لأَنها في
القرآن يعني قوله واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً والجمع أَخِلاّء وخُلاّن والأُنثى
خَلِيلة والجمع خَلِيلات الزجاج الخَلِيل المُحِبُّ الذي ليس في محبته خَلَل وقوله
عز وجل واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً أَي أَحبه محبة تامَّة لا خَلَل فيها قال
وجائز أَن يكون معناه الفقير أَي اتخذه محتاجاً فقيراً إِلى ربه قال وقيل للصداقة
خُلَّة لأَن كل واحد منهما يَسُدُّ خَلَل صاحبه في المودّة والحاجة إِليه الجوهري
الخَلِيل الصديق والأُنثى خَلِيلة وقول ساعدة بن جُؤَيَّة بأَصدَقَ بأْساً من
خَلِيل ثَمِينةٍ وأَمْضى إِذا ما أَفْلَط القائمَ اليَدُ إِنما جعله خَلِيلها
لأَنه قُتِل فيها كما قال الآخر لما ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني هَمِّي
وأَفرد ظهري الأَغلَبُ الشِّيحُ وخَلِيل الرجل قلبُه عن أَبي العَمَيْثَل وأَنشد
ولقد رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله من بين قائم سيفه والمِعْصَم قال الأَزهري في
خطبة كتابه أُثبت لنا عن إِسحق ابن إِبراهيم الحنظلي الفقيه أَنه قال كان الليث بن
المظفَّر رجلاً صالحاً ومات الخليل ولم يَفْرُغ من كتابه فأَحب الليث أَن يُنَفِّق
الكتاب كُلَّه باسمه فسَمَّى لسانه الخليل قال فإِذا رأَيت في الكلمات سأَلت
الخليل بن أَحمد وأَخبرني الخليل بن أَحمد فإِنه يعني الخَلِيلَ نفسَه وإِذا قال
قال الخليل فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه قال وإِنما وقع الاضطراب في الكتاب من
قِبَل خَلِيل الليث ابن الأَعرابي الخَلِيل الحبيب والخليل الصادق والخَلِيل
الناصح والخَلِيل الرفيق والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السيف والخَلِيل الرُّمْح
والخَلِيل الفقير والخَليل الضعيف الجسم وهو المخلول والخَلُّ أَيضاً قال لبيد لما
رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله من بين قائم سيفه والمِحْمَل صُبْح كان من ملوك الحبشة
وخَلِيلُه كَبِدُه ضُرِب ضَرْبة فرأَى كَبِدَ نفسه ظَهِر وقول الشاعر أَنشده أَبو
العَمَيْثَل لأَعرابي إِذا رَيْدةٌ من حَيثُما نَفَحَت له أَتاه بِرَيَّاها
خَلِيلٌ يُواصِلُه فسَّره ثعلب فقال الخَلِيل هنا الأَنف التهذيب الخَلُّ الرجل القليل
اللحم وفي المحكم الخَلُّ المهزول والسمين ضدّ يكون في الناس والإِبل وقال ابن
دريد الخَلُّ الخفيف الجسم وأَنشد هذا البيت المنسوب إِلى الشَّنْفَرى ابن أُخت
تأَبَّطَ شَرًّا فاسْقِنيها يا سَواد بنَ عمرو إِنَّ جِسْمِي بعد خالِيَ خَلُّ
الصحاح بعد خالي لَخَلُّ والأُنثى خَلَّة خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ وخُلُولاً
واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف وذلك في الهُزال خاصة وفلان مُخْتَلُّ الجسم أَي نحيف
الجسم والخَلُّ الرجل النحيف المخْتَلُّ الجسم واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل وأَما ما
جاء في الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام أُتِي بفَصِيل مَخْلول أَو مَحْلول فقيل
هو الهزيل الذي قد خَلَّ جسمُه ويقال أَصله أَنهم كانوا يَخُلُّون الفصيلَ لئلا
يرتضع فيُهْزَل لذلك وفي التهذيب وقيل هو الفَصِيل الذي خُلَّ أَنفُه لئلا يرضع
أُمه فتُهْزَل قال وأَما المهزول فلا يقال له مَخْلول لأَن المخلول هو السمين ضدّ
المهزول والمهزول هو الخَلُّ والمُخْتَلُّ والأَصح في الحديث أَنه المشقوق اللسان
لئلا يرضع ذكره ابن سيده ويقال لابن المخاض خَلٌّ لأَنه دقيق الجسم ابن الأَعرابي
الخَلَّة ابنة مَخاض وقيل الخَلَّة ابن المخاض الذكر والأُنثى خَلَّة
( قوله « وقيل الخلة ابن المخاض الذكر والانثى خلة » هكذا في النسخ وفي القاموس
والخل ابن المخاض كالخلة وهي بهاء أَيضاً ) ويقال أَتى بقُرْصة كأَنه فِرْسِن
خَلَّة يعني السمينة وقال ابن الأَعرابي اللحم المخلول هو المهزول والخَلِيل
والمُخْتَل كالخَلِّ كلاهما عن اللحياني والخَلُّ الثوب البالي إِذا رأَيت فيه
طُرُقاً وثوب خَلٌّ بالٍ فيه طرائق ويقال ثوب خَلْخال وهَلْهال إِذا كانت فيه
رِقَّة ابن سيده الخَلُّ ابن المخاض والأُنثى خَلَّة وقال اللحياني الخَلَّة
الأُنثى من الإِبل والخَلُّ عِرْق في العنق متصل بالرأْس أَنشد ابن دريد ثمَّ إِلى
هادٍ شديد الخَلِّ وعُنُق في الجِذْع مُتْمَهِلِّ والخِلَل بقية الطعام بين
الأَسنان واحدته خِلَّة وقيل خِلَلة الأَخيرة عن كراع ويقال له أَيضاً الخِلال
والخُلالة وقد تَخَلَّله ويقال فلان يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي ما يخرجه
من بين أَسنانه إِذا تَخَلَّل وهو مثل ويقال وجدت في فمي خِلَّة فَتَخَلَّلت وقال
ابن بزرج الخِلَل ما دخل بين الأَسنان من الطعام والخِلال ما أَخرجته به وأَنشد
شاحِيَ فيه عن لسان كالوَرَل على ثَناياه من اللحم خِلَل والخُلالة بالضم ما يقع
من التخلل وتَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل وفي الحديث التَّخَلُّل من السُّنَّة هو
استعمال الخِلال لإِخراج ما بين الأَسنان من الطعام والمُخْتَلُّ الشديد العطش
والخَلال بالفتح البَلَح واحدته خَلالة بالفتح قال شمر وهي بِلُغة أَهل البصرة
واخْتَلَّت النخلةُ أَطلعت الخَلال وأَخَلَّت أَيضاً أَساءت الحَمْل حكاه أَبو
عبيد قال الجوهري وأَنا أَظنه من الخَلال كما يقال أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب وفي
حديث سنان بن سلمة إِنا نلتقط الخَلال يعني البُسْر أَوَّل إِدراكه والخِلَّة جفن
السيف المُغَشَّى بالأَدَم قال ابن دريد الخِلَّة بِطانة يُغَشَّى بها جَفْن السيف
تنقش بالذهب وغيره والجمع خِلَل وخِلال قال ذو الرمة كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة
قُشُب وقال آخر لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل يلوحُ كأَنه خِلَل وقال عَبِيد بن الأَبرص
الأَزدي دار حَيٍّ مَضَى بهم سالفُ الده ر فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال التهذيب
والخِلَل جفون السيوف واحدتها خِلَّة وقال النضر الخِلَلُ من داخل سَيْر الجَفْن
تُرى من خارج واحدتها خِلَّة وهي نقش وزينة والعرب تسمي من يعمل جفون السيوف
خَلاَّلاً وفي كتاب الوزراء لابن قتيبة في ترجمة أَبي سلمة حفص بن سليمان
الخَلاَّل في الاختلاف في نسبه فروى عن ابن الأَعرابي أَنه منسوب إِلى خِلَل السيوف
من ذلك وأَما قوله إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة بِيضُ الوجوه خُرُق الأَخِلَّه
قال ابن سيده زعم ابن الأَعرابي أَن الأَخلة جمع خِلَّة أَعني جفن السيف قال ولا
أَدري كيف يكون الأَخِلَّة جمع خِلَّة لأَن فِعْلة لا تُكَسَّر على أَفْعِلة هذا
خطأٌ قال فأَما الذي أُوَجِّه أَنا عليه الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة على
خِلال كطِبَّة وطِباب وهي الطريقة من الرمل والسحاب ثم تُكَسَّر خِلال على
أَخِلَّة فيكون حينئذ أَخله جمع جمع قال وعسى أَن يكون الخِلال لغة في خِلَّة
السيف فيكون أَخِلَّة جمعها المأْلوف وقياسها المعروف إِلا أَني لا أَعرف الخِلال
لغة في الخِلَّة وكل جلدة منقوشة خِلَّة ويقال هي سيور تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي
القوس ابن سيده الخِلَّة السير الذي يكون في ظهر سِيَة القوس وقوله في الحديث إِن
الله يُبْغِض البليغ من الرجال الذي يَتَخَلَّل الكلام بلسانه كما تَتَخَلَّل
الباقرةُ الكلأَ بلسانها قال ابن الأَثير هو الذي يتشدَّق في الكلام ويُفَخِّم به
لسانه ويَلُفُّه كما تَلُفُّ البقرة الكلأَ بلسانها لَفًّا والخَلْخَل والخُلْخُل
من الحُلِيِّ معروف قال الشاعر بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل وقال ملأى
البَرِيم متُأَق الخَلْخَلِّ أَراد متْأَق الخَلْخَل فشَدَّدَ للضرورة والخَلْخالُ
كالخَلْخَل والخَلْخَل لغة في الخَلْخال أَو مقصور منه واحد خَلاخِيل النساء
والمُخَلْخَل موضع الخَلْخال من الساق والخَلْخال الذي تلبسه المرأَة وتَخَلْخَلَت
المرأَةُ لبست الخَلْخال ورمل خَلْخال فيه خشونة والخَلْخال الرمْل الجَرِيش قال
من سالكات دُقَق الخَلْخال
( * قوله « من سالكات إلخ » سبق في ترجمة دقق وسهك بساهكات دقق وجلجال )
وخَلْخَل العظمَ أَخذ ما عليه من اللحم وخَلِيلانُ اسمٌ رواه أَبو الحسن قال أَبو
العباس هو اسم مُغَنٍّ
معنى
في قاموس معاجم
من أَسماء الله
عز وجل الشهيد قال أَبو إِسحق الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته قال وقيل
الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء والشهيد الحاضر وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة
في فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً فهو العليم وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة فهو
من أَسماء الله
عز وجل الشهيد قال أَبو إِسحق الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته قال وقيل
الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء والشهيد الحاضر وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة
في فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً فهو العليم وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة فهو
الخبير وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة فهو الشهيد وقد يعتبر مع هذا أَن
يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة ابن سيده الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما
عَلِمَهُ شَهِدَ شهادة ومنه قوله تعالى شهادَةُ بينِكم إِذا حضر أَحدَكم الموتُ
حين الوصية اثنان أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف وأَقام المضاف
إِليه مقامه وقال الفراء إِن شئت رفعت اثنين بحين الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا
عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود والنصارى هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز
شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا ورجل شاهِدٌ وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك
إِنما هو في المذكر والجمع أَشْهاد وشُهود وشَهيدٌ والجمع شُهَداء والشَّهْدُ اسم
للجمع عند سيبويه وقال الأَخفش هو جمع وأَشْهَدْتُهُم عليه واسْتَشْهَدَه سأَله
الشهادة وفي التنزيل واستشهدوا شَهِيدين والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه شَهِدَ
الرجلُ على كذا وربما قالوا شَهْدَ الرجلُ بسكون الهاء للتخفيف عن الأخفش وقولهم
اشْهَدْ بكذا أَي احْلِف والتَّشَهُّد في الصلاة معروف ابن سيده والتَّشَهُّد
قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من « أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن
محمداً عبده ورسوله » وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة وفي حديث ابن مسعود كان
يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن يريد تشهد الصلاة التحياتُ
وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله إِلا الله أَعْلَمُ
أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا الله قال وقوله أَشهد أَن
محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً رسول الله وقوله عز وجل شهد الله
أَنه لا إِله إِلا هو قال أَبو عبيدة معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا
هو وحقيقته عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه
فالله قد دل على توحيده بجميع ما خَلَق فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئَ
شيئاً واحداً مما أَنشأَ وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته وشَهِدَ
أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره وقال أَبو
العباس شهد الله بيَّن الله وأَظهر وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكم أَي بين ما يعلمه
وأَظهره يدل على ذلك قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ
شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه فبينوا بذلك الكفر على
أَنفسهم وإِن لم يقولوا نحن كفار وقيل معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه
أَن كل فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم
كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم بالشرك
وكانوا يقولون في تلبيتهم لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو لكَ تَمْلِكُه
وما ملك وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل شهد الله أَنه لا إِله
إِلا هو فقال كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه بمعنى علم الله قال وقال ابن الأَعرابي
معناه قال الله ويكون معناه علم الله ويكون معناه كتب الله وقال ابن الأَنباري
معناه بيَّن الله أَن لا إِله إِلا هو وشَهِدَ فلان على فلان بحق فهو شاهد وشهيد
واسْتُشِهْدَ فلان فهو شَهِيدٌ والمُشاهَدَةُ المعاينة وشَهِدَه شُهوداً أَي
حَضَره فهو شاهدٌ وقَوْم شُهُود أَي حُضور وهو في الأَصل مصدر وشُهَّدٌ أَيضاً مثل
راكِع ورُكّع وشَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة فهو شاهِد
والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ وبعضهم يُنْكره وجمع الشَّهْدِ
شُهود وأَشْهاد والشَّهِيدُ الشَّاهِدُ والجمع الشُّهَداء وأَشْهَدْتُه على كذا
فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه وأَشْهَدْتُ الرجل على إِقرار الغريم
واسْتَشْهَدتُه بمعنًى ومنه قوله تعالى واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم أَي
أَشْهِدُوا شاهِدَيْن يقال للشاهد شَهيد ويُجمع شُهَداءَ وأَشْهَدَني إِمْلاكَه
أَحْضَرني واسْتَشْهَدْتُ فلاناً على فلان إِذا سأَلته اقامة شهادة احتملها وفي
الحديث خَيْرُ الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها قال ابن
الأَثير هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً وقيل هي في الأَمانة
والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره وقيل هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة الشاهد إِذا
اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها وأَصل الشهادة الإِخْبار بما شاهَدَه
ومنه يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ
قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ الحق منه ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها والذي قبله
خاص وقيل معناه هم الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا
كانت عندهم وفي الحديث اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم وقيل
لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية وفي حديث اللقطة فَلْيُشْهِدْ ذا
عَدْل الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما يُخافُ من تسويلِ النفس
وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها فيدعوه إِلى الخِيانة بعد الأَمانة وربما نزله به
حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل تَرِكَتِه وفي الحديث شاهداك أَو
يَمِينُه ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما قال شاهِداكَ وحكى اللّحياني إِنَّ
الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا أَي أَهلَ الشَّهادَة كما يقال إِن المجلس لَيَشْهَدُ
بكذا أَي أَهلَ المجلس ابن بُزرُج شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ يريد شُهَداءَ سوء
وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون والشاهِدُ والشَّهيد
الحاضر والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ وأَنشد ثعلب كأَني وإِن كانَتْ
شُهوداً عَشِيرَتي إِذا غِبْتَ عَنّى يا عُثَيْمُ غَريبُ أَي إِذا غِبْتَ عني
فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني غريب الليث لغة تميمِ شهيد بكسر
الشين يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان ثانيه أَحد حروف الحلق وكذلك سُفْلى مُصغر
يقولون فِعِيلاً قال ولغة شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل والنصب اللغة العالية وشَهدَ
الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً فهو شاهدٌ من قوْم شُهَّد حكاه سيبويه وقوله تعالى
وذلك يومٌ مَشْهودٌ أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض ومثله إِنَّ قرآن
الفجر كان مشهوداً يعني صلاة الفجر يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار وقوله
تعالى أَو أَلقى السمع وهو شهيد أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب
عنه وفي حديث عليّ عليه السلام وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك
وفي الحديث سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه وقوله
فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله الشهادة معناها اليمين ههنا وقوله عز وجلّ
إِنا أَرسلناك شاهداً أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة وقيل مُبَيِّناً وقوله
ونزعنا من كل أُمة شهيداً أَي اخْتَرْنا منها نبيّاً وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه
وقوله عز وجل تبغونها عِوَجاً وأَنْتم شُهَداء أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم حق لأَن الله عز وجل قد بينه في كتابكم وقوله عز وجل يوم
يقوم الأَشْهادُ يعني الملائكة والأَشهادُ جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب
وأَصحاب وقيل إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على المكذبين بمحمد
صلى الله عليه وسلم قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ مَلَكٌ وروى شمِر في
حديث أَبي أَيوب الأَنصاري أَنه ذكَرَ صلاة العصر ثم قال قلنا لأَبي أَيوب ما
الشَّاهِدُ ؟ قال النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر وصلاةُ
الشاهِدِ صلاةُ المغرب وهو اسمها قال شمر هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه
النجم قال غيره وتسمى هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم
السماء فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم ولذلك قيل له
( * قوله « قيل له » أي المذكور صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل
المعول عليه ) صلاةُ البصر وقيل في صلاةِ الشاهد إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر
يصليها كالشاهد لا يَقْصُرُ منها قال فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ تَيْماء
والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل وروي عن أَبي
سعيد الضرير أَنه قال صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ المقيم والمسافر فيها
وأَنها لا تُقْصَر قال أَبو منصور والقَوْلُ الأَوَّل لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر
أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم تُسَمَّ شاهداً وقوله عز وجل فمن شَهِدَ
منكم الشهر قليصمه معناه من شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن
الشهر يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فيه قال الفراء نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه
بوقوع الفعل عليه المعنى فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في
سفره وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر كَشهِدَه وامرأَة مُشْهِدٌ حاضرة البعل بغير هاءٍ
وامرأَة مُغِيبَة غاب عنها زوجها وهذه بالهاءِ هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب
القياس وفي حديث عائشة قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب
والطِّيبَ أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ ؟ قالت مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ يقال امرأَة مُشْهِدٌ
إِذا كان زوجها حاضراً عندها ومُغِيبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها ويقال فيه
مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا يَقْرَبُها فهو
كالغائب عنها والشهادة والمَشْهَدُ المَجْمَعُ من الناس والمَشْهَد مَحْضَرُ الناس
ومَشاهِدُ مكة المَواطِنُ التي يجتمعون بها من هذا وقوله تعالى وشاهدٍ ومشهودٍ
الشاهِدُ النبي صلى الله عليه وسلم والمَشْهودُ يومُ القيامة وقال الفراءُ
الشاهِدُ يومُ الجمعة والمشهود يوم عرفةَ لأَن الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه
ويجتمعون فيه قال ويقال أَيضاً الشاهد يومُ القيامة فكأَنه قال واليَوْمِ الموعودِ
والشاهد فجعل الشاهد من صلة الموعود يتبعه في خفضه وفي حديث الصلاة فإِنها
مَشْهودة مكتوبة أَي تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي وفي حديث صلاة
الفجر فإِنها مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار هذه صاعِدةٌ وهذه
نازِلَةٌ قال ابن سيده والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان لم يفسره كراع بأَكثر من
هذا والشَّهِيدُ المقْتول في سبيل الله والجمع شُهَداء وفي الحديث أَرواحُ
الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق
( * قوله « تعلق من ورق إلخ » في المصباح علقت الإبل من الشجر علقاً من باب قتل
وعلوقاً أكلت منها بأفواهها وعلقت في الوادي من باب تعب سرحت وقوله عليه السلام
أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة قيل يروى من الأَول وهو الوجه اذ لو كان من
الثاني لقيل تعلق في ورق وقيل من الثاني قال القرطبي وهو الأكثر ) الجنة والإسم
الشهادة واسْتُشْهِدَ قُتِلَ شهِيداً وتَشَهَّدَ طلب الشهادة والشَّهِيدُ الحيُّ
عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يُسْتَشْهَدُ الحيّ أَي هو عند ربه حيّ
ذكره أَبو داود
( * قوله « ذكره أبو داود إلى قوله قال أبو منصور » كذا بالأصل المعول عليه ولا
يخفى ما فيه من غموض وقوله « كأن أرواحهم » كذا به أيضاً ولعله محذوف عن لان
أرواحهم ) أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال فلان حيّ أَي هو عند ربه
حيّ قال أَبو منصور أُراه تأَول قول الله عز وجل ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل
الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام
أَحياءً وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث قال وهذا قول حسن وقال ابن
الأَنباري سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة وقيل سُمُّوا
شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على
الأُمم الخالية قال الله عز وجل لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيداً وقال أَبو إِسحق الزجاج جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في
الآخرة من أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم
أَمْرَ الرسل فتشهَدُ أُمة محمد صلى الله عليه وسلم بصدق الأَنبياء وتشهد عليهم
بتكذيبهم ويَشْهَدُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهذه بصدقهم قال أَبو منصور
والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة فأَفضلهم من قُتِلَ في سبيل الله
مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون
فرحين بما آتاهم الله من فضله ثم يتلوهم في الفضل من عدّه النبي صلى الله عليه وسلم
شهيداً فإِنه قال المَبْطُونُ شَهيد والمَطْعُون شَهِيد قال ومنهم أَن تَمُوتَ
المرأَةُ بِجُمَع ودل خبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ
مُنْكَراً وأَقام حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء
لقوله رضي الله عنه ما لكم إِذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا
تَعْزِمُوا عليه ؟ قالوا نَخافُ لسانه فقال ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا شهداء قال
الأَزهري معناه والله أَعلم أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا وتُقَبِّحوا على من
يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه لم تكونوا في جملة الشهداء الذين
يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت أَنبياءَها في الدنيا الكسائي
أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد في سبيل الله فهو مُشْهَدٌ بفتح الهاءِ وأَنشد أَنا
أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً وفي الحديث المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ قال
الشهيدُ في الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من
سماه النبي صلى الله عليه وسلم من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب الهَدْمِ
وذات الجَنْب وغيرِهم وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له بالجنة وقيل لأَن
ملائكة الرحمة تَشْهَدُه وقيل لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ وقيل
لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل وقيل غير ذلك فهو فَعيل بمعنى
فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأْويل والشَّهْدُ والشُّهْد العَسَل ما دام لم
يُعْصَرْ من شمَعِه واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ قال أُمية
إِلى رُدُحٍ من الشِّيزى مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ
( * قوله « ملاء » ككتاب وروي بدله عليها ) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق وقيل
الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان وأَشْهَدَ الرجُل بَلَغَ عن
ثعلب وأَشْهَدَ اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه وأَشْهَدَ أَمْذَى والمَذْيُ
عُسَيْلَةٌ أَبو عمرو أَشْهَدَ الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك وأَشْهَدت الجاريةُ
إِذا حاضت وأَدْركتْ وأَنشد قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا فَداسَها لَيْلَتَه
حتى اغْتَدَى والشَّاهِدُ الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط قال ابن سيده
والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد واحِدُها شاهد قال حميد بن ثور الهلالي
فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبوا له والصَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها
ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف وقيل الشُّهودُ الأَغراس التي تكون على
رأْس الحُوار وشُهودُ الناقة آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى أَو دَمٍ والشَّاهِدُ
اللسان من قولهم لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة والشاهد المَلَك قال الأَعشى فلا
تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً على شاهِدي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال أَبو
بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ معناه ما له مَنْظَرٌ ولا لسان
والرُّواءُ المَنظَر وكذلك الرِّئْيِ قال الله تعالى أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً
وأَنشد ابن الأَعرابي لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ حَسَن الرُّواءِ وقلْبُه
مَدْكُوكُ قال ابن الأَعرابي أَنشدني أَعرابي في صفة فرس له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه
وشاهِدُ قال الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ وقال غيره
شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه