الخَطْبُ : الشَّأْنُ ومَا خَطبُكَ ؟ أَي مَا شَأْنُك الذي تَخطُبُه وهو مجاز كما في الأَساس . والخَطْب : الحالُ والأَمْرُ صَغُرَ أَوْ عَظُمَ وقِيل : هو سَبَبُ الأَمْرِ يقال : مَا خَطْبُكَ ؟ أَي مَا أمْرُكَ وتقول : هذا خَطْبٌ جَلِيل وخَطْبٌ يَسِيرٌ والخَطْبُ : الأَمْرُ الذي يَقَعُ فيه المُخَاطَبَةُ وجَلَّ الخَطْبُ أَي عَظُمَ الأَمْرُ والشَّأْن وفي حديث عُمَرَ " وقد أَفطَروا في يَوْم غَيْمٍ في رَمَضَانَ فقَالَ : الخَطْبُ يَسِيرٌ " وفي التنزيل العزيز : " قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا المُرْسَلُونَ ج خُطُوبٌ ومن المجاز : هُوَ يُقَاسِي خُطُوبَ الدَّهْرِ فأَمَّا قولُ الأَخْطَلِ :
كَلَمْع أَيْدِي مَثَاكِيلٍ مُسَلَّبَةٍ ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَنَاتِ الدَّهْرِ والخُطُبِ فإنما أَراد الخُطوبَ فحَذَف تخفيفاً كذا في لسان العرب
وخَطَبَ المَرْأَةَ يَخْطُبُهَا خَطْباً حكاه اللحيانيّ وخِطْبَةً وخِطِّيبَى بكَسْرِهِما قال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ يَذْكرُ قِصَّةَ جَذِيمَةَ الأَبْرَشِ لِخِطْبَةِ الزَّبَّاءِ :
لِخطِّيبَي التي غَدَرَتْ وخانَتْ ... وهنَّ ذَوَاتُ غَائِلةٍ لُحِينا
أَي لِخِطْبَةِ زَبَّاءَ وهي امرأَة غدَرَتْ بِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ حِينَ خطبهَا فَأَجَابَتْهُ وخَاسَتْ بالعَهْدِ وقَتَلَتْهُ هكذا قالَه أَبو عُبيد واستشهد به الجوهريّ وقال الليثُ : الخِطِّيبَي : اسْمٌ وأَنشد قولَ عَدِيٍّ المذكور قال أَبو منصور : هذا خَطَأٌ مَحْضٌ إنَّمَا خِطِّيبَى هنا مَصْدَر . واخْتَطَبَهَا وخَطَبَهَا عليه والخَطِيبُ : الخَاطِبُ والخِطْبُ : الذي يَخْطُبُ المَرْأَةَ وهِيَ خِطْبُه التي يَخْطُبُهَا وكذلك خِطْبَتُهُ وخِطِّيبَاهُ وخِطِّيبَتُهُ وهو خِطْبُهَا بِكَسْرِهِنَّ ويُضَمُّ الثَّانِي عن كراع ج أَخْطَابٌ والخِطْب : المَرْأَةُ المخْطُوبَةُ كما يقال : ذِبْحٌ لِلْمَذْبُوحِ وقد خَطَبَهَا خَطْباً كما يقال : ذَبَحَ ذَبْحاً وهُوَ خِطِّيبُهَا كسِكِّيت ج خِطِّيبُونَ ولا يُكَسَّرُ قال الفراء في قوله تعالى " مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ " الخِطْبَةُ : مصْدَرٌ بمنزلة الخَطْبِ والعربُ تقول فلانٌ خِطْبُ فُلاَنَةَ إذا كان يَخْطُبُها ويقولُ الخَاطِبُ : خِطْبٌ بالكَسْرِ ويُضَمُّ فيقول المَخطُوبُ إليهم : نِكْحٌ بالكَسْرِ ويُضمّ وهي كَلِمَةٌ كانتِ العربُ تَتَزَوَّجُ بها وكانت امرأَة من العرب يقال لها : أُمُّ خارِجَةَ يُضْرَب بها المَثَلُ فيقال : " أَسْرَعُ مِنْ نِكاح أُمِّ خَارِجَةَ " وكان الخاطبُ يقومُ على بابِ خِبَائِهَا ويقول : خِطْبٌ فتقولُ : نِكْحٌ
والخَطَّابُ كشَدَّادٍ : المُتَصَرِّفُ أَي كَثِيرُ التَّصَرُّفِ في الخِطْبَةِ قال :
" بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خَطَّابُ الكُثَبْ
" يَقُولُ إنِّي خَاطِبٌ وقَدْ كَذَبْ وإنَّمَا يَخْطُبُ عُسًّا مِنْ حَلَبْ واخْتَطَبُوهُ إذا دَعَوْهُ إلى تَزْوِيج صَاحِبَتِهِم قال أَبو زيدٍ : إذا دَعَا أَهلُ المرأَةِ الرجلَ لِيَخْطُبَهَا فقدِ اخْتَطَبُوا اخْتِطَاباً وإذا أَرادُوا تَنْفِيقَ أَيِّمِهِم كَذَبوا على رَجلٍ فقالوا قد خَطَبَها فرَددْناه فإذا رَدَّ عنه قَوْمُه قالوا : كَذَبْتُم لقدِ اخْتَطَبْتُمُوهُ فمَا خَطَبَ إليكم وفي الحديث " نُهِيَ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ " هَوَ أَنْ يَخْطُبَ الرجلُ المَرْأَةَ فَتَرْكَنَ إليه ويَتَّفِقَا علَى صَدَاقٍ مَعْلُوم ويَتَرَاضَيَا ولَمْ يَبْقَ إلاَّ العَقْدُ فأَمَّا إذا لم يَتَّفِقَا وَيَتَراضَيَا ولم يَرْكَنْ أحدُهما إلى الآخَرِ فَلاَ يُمْنَعُ من خِطْبَتِهَا وهو خارِجٌ عن النَّهْيِ وفي الحديث " إنَّهُ لَحَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ " أَي يُجَابَ إلى خِطْبَتِهِ يقال خَطَبَ فلانٌ إلى فلانٍ فَخَطَّبَه وأَخْطَبَه أَي أَجَابَهُ
والخُطْبَةُ : مَصْدَرُ الخَطِيبِ خَطَبَ الخَاطِبُ عَلَى المِنْبَرِ يَخْطُبُ خَطَابَةً بالفَتْحِ وخُطْبَة بالضَّمِّ قاله الليث ونقله عنه أبو منصور قال : ولا يَجُوزُ إلاّ علَى وَجْهٍ واحدٍ وهو أنَّ اسمَ ذلكَ الكَلاَم الذي يَتَكَلَّمُ به الخَطِيبُ خُطْبَةٌ أيضاً فيُوضعُ مَوضعَ المَصْدَرِ قال الجوهريّ : خَطَبْتُ علَى المِنْبَرِ خُطْبَةً بالضَّمِّ وخَطَبْتُ المَرْأَةَ خِطْبَةً بالكَسْرِ واخْتَطَبَ فيهما وقال ثعلب : خَطَبَ عَلَى القَوْم خُطْبَةً فجَعَلَهَا مَصْدَراً قال ابن سِيده : وَلاَ أَدْرِي كَيْفَ ذلكَ إلاَّ أَنْ يَكُونَ الاسمُ وُضِعَ مَوْضعَ المَصْدَرِ أَوْ هِيَ أَيِ الخُطْبَةُ عِنْدَ العَرَبِ : الكَلاَمُ المَنْثُورُ المُسَجَّعُ ونَحْوُهُ وإليه ذهَبَ أَبو إسحاقَ وفي التهذيب : الخُطْبَةُ : مِثْلُ الرِّسَالَةِ التي لها أَوَّلٌ وآخِرٌ قال : وسَمِعْتُ بعضَ العَرَبِ يقول : الّلهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا هَذِه الضُّغْطَةَ كأَنَّه ذَهَبَ إلى أَنَّ لَهَا مُدَّةً وغايَةً أَوَّلاً وآخِراً ولَوْ أَرَادَ مَرَّةً لقالَ : ضَغْطَةً ولو أَرادَ الفِعْلَ لقال الضِّغْطَةَ مِثْلَ المِشْيَةِ
ورَجُلٌ خَطِيبٌ : حَسَنُ الخُطْبَةِ بالضَّمِّ جَمْعُهُ خُطَبَاءُ وقَدْ خَطُبَ بالضَّمِّ خَطَابَةً بالفَتْحِ : صَارَ خَطِيباً
وأَبُو الحارث عليُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبي العَبَّاسِ الخَطِيبُ الهَاشِمِيُّ مُحَدِّثٌ بجَامعِ المَهْدِيِّ وتُوُفِّي سنة 594وخَطِيبُ الكَتَّان : لَقَبُ أَبي الغَنَائِم السلم بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المازِنِيِّ النَّصِيبِيّ المُحَدِّثُ توفي سنة 631 وإلَيْهِ أَيِ إلَى حَسَنِ الخُطْبَةِ نُسِبَ الإِمَامُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ ابنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الخَطِيبِيُّ شَيْخٌ لابنِ الجَوْزِيِّ المُفَسِّر المُحَدِّثُ الوَاعِظ وكذلك أَبُو حَنِيفَةَ مُحَمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ عبدِ اللهِ وفي التبصير : عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ كَذَا هو في النُّسَخِ والصوابُ : مُحَمَّدُ ابنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ الخَطِيبِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المُحَدِّثُ عن أَبي مُقْنِع مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الوَاحِدِ وعن أَبِيه وعن جَدِّه لأُمِّه حمد بنِ مُحَمَّدِ قَدِمَ بَغْدَادَ حاجًّا سنة 562 وأَمْلَى عدَّةَ مَجَالِسَ وهو من بيتٍ مشهورٍ بالرِّوَايَةِ والخَطَابة والقَضَاء والفَضْل والعِلْمِ رَوَى عنه عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ عبد القادرِ الجِيليّ وغيرُه قاله ابن النجّار وَوَلَدُه أَبُو المَعَالِي عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ خَطِيبُ بَغْشُور حَدَّثَ عن أَبِي سَعِيدِ البَغَوِيِّ وغيرِه وعنه ابنُ عَسَاكِرَ وعُمرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ الخَطِيبِيُّ المُحَدِّثُ من أَهْلِ زَنْجَانَ سَمِعَ منه أَبُو عَبْدِ الله محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبِي عليٍّ النُّوقانيّ بها ذَكَرَهُ الإِمَامُ أَبُو حَامدٍ الصَّابُونِيّ في ذَيْلِ الإِكْمَالِ وقَاضِي القُضَاة أَبُو نُعَيم عبدُ المَلِكِ ابنُ محمدِ بنِ أَحْمَدَ الخَطِيبِيُّ الأَسْتَرَابَاذِيُّ مُحَدِّثٌ
والخُطْبَةُ بالضَّمِّ : لَوْنٌ كَدِرٌ أَو يَضْرِبُ إلى الكُدْرَةِ مُشْرَبٌ حُمْرَةً في صُفْرَةِ كلَوْنِ الحِنْطَةِ الخَطْبَاءِ قَبْلَ أَنْ تَيْبَسَ وكَلَوْنِ بَعْضِ حُمُرِ الوَحْشِ والخُطْبَةُ أَيْضاً : الخُضْرَةُ أَوْ غُبْرَةٌ تَرْهَقُهَا خُضْرَةٌ . والفِعْلُ من كل ذلك خَطِبَ كفَرِحَ خَطَباً فَهَُ أَخْطَبُ وقِيلَ الأَخْطَبُ الأَخضر يُخَالِطُه سَوَادٌ والأَخْطَبُ الشِّقِرَّاقُ بالفارسية كَاسْكِينَهْ كذا في حاشية بعض نسخ الصحاح . أَو الصُّرَدُ لأَنَّ فيهما سَوَاداً وَبَيَاضاً ويُنشد :
" وَلاَ أَنْثَنِي مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِيرَةٍإذَا الأَخْطَبُ الدَّاعِي عَلَى الدَّوْحِ صَرْصَرَا والأَخْطَبُ الصَّقْر قال ساعدة ابنُ جُؤَيَّةَ الهُذليّ :
" ومِنَّا حَبِيبُ العَقْرِ حِينَ يَلُفُّهُمْكَمَا لَفَّ صِرْدَانَ الصَّرِيمَةِ أَخْطَبُ والأَخْطَبُ : الحِمَارُ تَعْلُوهُ خُضْرَةٌ وحِمَارٌ أَخْطَبُ بَيِّنُ الخُطْبَةِ وهُوَ غُبْرَةٌ تَرْهَقُهَا خُضْرَةٌ أَو الذي بِمَتْنِه خَطٌّ أَسْوَدُ وهو من حُمُرِ الوَحْشِ والأُنْثَى خَطْبَاءُ حكاه أَبو عُبيد وفي الأَساس : تقولُ : أَنْتَ الأَخْطَبُ البَيِّنُ الخُطْبَةِ فَيُخَيَّلُ إليه أَنَّه ذُو البَيَانِ في خُطْبَتِه وأَنْتَ تُثْبِتُ له الحِمَارِيَّةَ . والأَخْطَبُ مِنَ الحَنْظَلِ : ما فيه خُطُوطٌ خُضْرٌ وهي أَي الحَنْظَلَةُ والأَتَانُ خَطْبَاءُ أَي صَفْرَاءُ فيها خُطُوطٌ خُضْرٌ وهي الخُطْبَانَةُ بالضَّمِّ وجَمْعُهَا خُطْبانٌ بالضَّمِّ ويُكْسرُ نَادِراً وقَدْ أَخْطَبَ الحَنْظَلُ : صارَ خُطْبَاناً وهو أَنْ يَصْفَرَّ وتَصِيرَ فيه خُطُوطٌ خُضْرٌ وأَخْطَبَتِ الحِنْطَةُ إذا لَوَّنَتْ
والخُطْبَانُ بالضَّمِّ : نَبْتٌ في آخِرِ الحَشِيشِ كالهِلْيَوْن عَلَى وَزْنِ حِرْدَوْنٍ أَو كأَذْنَابِ الحَيَّاتِ أَطْرَافُهَا رِقَاقٌ تُشْبِهُ البَنَفْسَجَ أَو هو أَشَدُّ منه سَوَاداً وما دون ذلك أَخْضَرُ وما دونَ ذلك إلى أُصُولِها أَبْيَضُ وهي شَدِيدَةُ المَرَارَةِ
قلتُ : ويقالُ : أَمَرُّ منَ الخُطْبَانِ يَعْنُونَ به تِلْكَ النَّبْتَة لاَ أَنَّهُ جَمْعُ أَخْطَب كأَسْوَد وسُودَان كَمَا زَعَمَه المَنَاوِيُّ في أَحكام الأَساس
والخُطْبَانُ : الخُضْرُ مِنَ وَرَقَ السَّمُرِ وقولُهم أَوْرَقُ خُطْبَانِيٌّ بالضَّمِّ مُبَالَغَةٌ
وأَخْطَبَانُ : اسْمُ طَائِرٍ سُمِّيَ بذلك لِخُطْبَةٍ في جَنَاحيْهِ وهي الخُضْرَةُ وناقَةٌ خَطْبَاءُ : بَيِّنَةُ الخَطَبِ قال الزَّفَيَانُ :" وصَاحِبِي ذَاتُ هِبَابٍ دَمْشَقُ
" خَطْبَاءُ وَرْقَاءُ السَّرَاةِ عَوْهَقُ وحَمَامَةٌ خَطْبَاءُ القَمِيص ويَدٌ خَطْبَاءُ : نَصَلَ سَوَادُ خِضَابِهَا مِنَ الحِنَّاءِ قال :
أَذَكَرْتَ مَيَّةَ إذْ لَهَا إتْبُ ... وَجَدَائِلٌ وأَنَاملٌ خُطْبُ وقد يقال في الشَّعَرِ والشَّفَتَيْنِ
ومن المجاز : فلانٌ يَخْطُبُ عَمَلَ كذا : يَطْلُبُه
وأَخْطَبَكَ الصَّيْدُ فَارْمِهِ أَي أَمْكَنَكَ ودَنَا مِنْكَ فهو مُخْطِبٌ وأَخْطَبَكَ الأَمْرُ وأَمْرٌ مُخْطِبٌ ومعناه أَطْلَبَكَ من طلبتُ إليه حاجة فأَطْلَبَني
وأَبُو الخَطَّابِ العَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ
وعُثْمَانُ بنُ إبراهيمَ الخَاطِبِي من أئِمَّةِ الُّلغَةِ
وأَبُو سُلَيْمَانَ حمد بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الخَطَّابِ الخَطَّابِيُّ الإِمَامُ م
والخَطَّابِيَّةُ مُشَدَّدَةً : ة وفي نسخةٍ : ع بِبَغْدَادَ من الجانبِ الغربيِّ وقَوْمٌ مِنَ الرَّافِضَةِ وغُلاَةِ الشِّيعَةِ نُسِبُوا إلى أَبِي الخَطَّابِ الأَسَدِيِّ كانَ يَقُولُ بِإلهِيَّةِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ثُمَّ ادَّعَى الإِلهِيَّةَ لِنَفْسِهِ و كانَ يَأْمُرُهُمْ بِشَهَادَةِ الزُّورِ عَلَى مُخَالِفِيهِمْ في العَقِيدَةِ وكانَ يَزْعُمُ أَنَّ الأَئِمَّةَ أَنْبِيَاءُ وأَنَّ في كُلِّ وَقْتٍ رَسُولٌ نَاطِقٌ هو عَلِيٌّ ورسولٌ صامتٌ هو محمدٌ صلى الله عليه وسلم
وخَيْطُوبٌ كقَيْصُومِ : ع أَي موضع
والخِطَابُ والمُخَاطَبَةُ : مُرَاجَعَةُ الكَلاَمِ وقَدْ خَاطَبَهُ بالكَلاَم مُخَاطَبَةً وخِطَاباً وهُمَا يَتَخَاطَبَانِ قال الله تعالى : " وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا " وفي حديث الحَجَّاجِ " أَمِنْ أَهْلِ المَحَاشِدِ والمَخَاطِبِ " أَرَادَ بالمَخَاطِبِ الخُطَب جُمِعَ على غيرِ قِيَاسٍ كالمَشَابِهِ والمَلاَمِحِ وقِيلَ هو جَمْعُ مَخْطَبَةٍ والمَخْطَبَةُ : الخُطْبَةُ والمُخَاطَبَةُ : مُفَاعَلَةٌ من الخِطَابِ والمُشَاوَرَة أَرَادَ : أَأَنْتَ من الذينَ يَخْطُبُونَ النَّاسَ ويَحُثُّونَهُم على الخُرُوج والاجتماعِ لِلْفِتَنِ في التهذيب قال بعضُ المفسرين في قوله تعالى : " وفَصْلَ الخِطَابِ " قال هو الحُكْمُ بالبَيِّنَةِ أَوِ اليَمِينِ وقيل : معناه أَن يَفْصِلَ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِلِ ويُمَيِّزَ بين الحُكْم وضِدِّهِ أَوْ هو الفِقْهُ في القَضَاءِ أَوْ هو النُّطْقُ بِأَمَّا بَعْدُ ودَاودُ : أَوَّلُ مَنْ قال أَمَّا بَعْدُ وقال أَبو العبَّاس : ويَعْنِي : أَمَّا بَعْدَ ما مَضَى من الكَلام فَهُوَ كَذَا وكَذَا
وأَخْطَبُ : جَبَلٌ بِنَجْدٍ لبَنِي سَهْلِ ابنِ أَنَسِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ كَعْبٍ قال ناهِضُ بنُ ثُومَة :
لِمَنْ طَلَلٌ بَعْدَ الكَثِيبِ وأَخْطَبٍ ... مَحَتْهُ السَّوَاحِي والهِدَامُ الرَّشَائِشُ وقال نَصْرٌ : لِطَيِّئٍ الأَخْطَبُ لِخُطُوطٍ فيه سُودٍ وحُمْرٍ
وأَخْطَبَةُ بالهَاءِ : مِنْ مِيَاهِ بكرِ بنِ كِلاَبٍ عن أَبِي زِيَادٍ كذا في المعجم
وأَخْطَبُ اسْمٌ
الخَلُّ : ما حَمُضَ مِن عَصيرِ العِنَب وغيرِه قال ابنُ دُرَيد : وهو عَربيٌّ صَحِيحٌ ومنه الحديثُ : " نِعْمَ الإِدامُ الخَلّ " . والطائِفَةُ مِنه خَلَّةٌ قال أبو زِياد : جاءونا بخَلَّةٍ لَهُم . فلا أَدْرِي أَعَنَى الطائفةَ مِن الخَلِّ أم هي لُغةٌ كخَمْيرِ وخَمْرةٍ . وأَجْوَدُه خَلّ الخَمْرِ مُرَكَّبٌ مِن جَوْهَريْن لَطِيفَين حارٍّ وبارِدٍ والبارِدُ أَغْلَبُ والذي فيه حَرافَةٌ أسْخَنُ وإن لم تَكُن فبارِدٌ رَطْبٌ . والطَّبخُ يُنْقِصُ مِن بُرودَتِه . نافِعٌ للمَعِدَة الحارَّةِ الرَّطْبة مُنَقِّ للشَّهْوةِ مُعِينٌ على الهَضْمِ كُلُّ ذلك لدَفْعِه المَعِدَة . إذا تُمُضْمِضَ به نَفَع اللِّثَة وشَدَّها . ينفَعُ مِن سَعْيِ القُرُوحِ الخَبِيثَةِ والجَرَب والحِكَّةِ والقوباءِ بوَضْعِ صُوفٍ مَبلُولٍ منه عليها . ينفَعُ مِن نَهْشِ الهَوامِّ صَبّاً علَيها . ينفَعُ مِن أَكْلِ الأَفْيُونِ والشَّوْكَرانِ يُشْرَبُ مُسَخَّناً . ينفَعُ مِن حَرقِ النارِ أَسْرَعَ مِن كلِّ شيء . مِن أَوجاعِ الأَسنانِ مَضْمَضةً به . وبُخارُ حارِّه نافِعٌ اللاستِسقاء ولكنّ الإدْمانَ منه رَّبما أدَّى إلى الاستِسقاء . ينفَع أيضاً بُخارُ حارِّه مِن عُسرِ السَّمعِ ويَحُدُّه ويَفْتَحُ سُدَدَ المِصْفاة بقُوّة . يُحَلِّلُ الدَّوِيَّ والطَّنِين . والمُتَّخَذُ مِن العِنَب البَرِّيّ بمِلْح يَنفَعُ مِن عَضَّةِ الكَلْبِ الكَلِبِ . وإذا طُلِيَ مع الكُرُنْبِ علَى النِّقْرِسِ نَفع . قاله الرئيسُ . والخَلُّ أيضاً : الطَّرِيقُ يَنفُذُ في الرَّمْلِ أيّاً كان يقال : حَيَّةُ خَلِّ كما يقال : أَفْعَى صَرِيمَةٍ فإذا كان الطَّريقُ في جَبلٍ فهو نَقْبٌ . أو النّافِذُ بينَ رَمْلَتَيْن أو النّافِذُ في الرَّمْلِ المُتَراكِمِ أو الرِّمالِ المُتَراكِمَة سُمِّيَ به لأنه يَتَخلَّلُ : أي يَنفُذُ . يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ ج : أَخُلٌّ بضمّ الخاء وخِلالٌ بالكسر . مِن المَجاز : الخَلُّ : الرَّجُلُ النَّحِيفُ المُخْتَلُّ الجِسمِ وقال ابنُ دُرَيد : هو الخَفِيفُ الجِسم قال تَأَبَّطَ شَرّاً :
فاسْقِنِيها يا سَوادَ بْنَ عَمرٍو ... إنَّ جِسمِى بَعْدَ خالِي لَخَلُّ كالخَلِيلِ وهو الفَقيرُ المُخْتَلُّ الحالِ قال زُهَير يَمدَحُ هَرِمَ بنَ سِنان :
وإن أتاهُ خَلِيلٌ يومَ مَسأَلَةٍ ... يقولُ لا غائِبٌ مالِيولا حَرِمُ الخَلُّ : الثَّوبُ البالِي فيه طَرائِقُ . الخَلّ : عِرْقٌ في العُنُقِ وفي الظَّهْر عن ابن دُرَيد زاد غيرُه : مُتَّصِلٌ بالرَّأس وأنشد لجَنْدَل الطُّهَوِيّ :
" تَمَّتْ إلى صُلْبٍ شَدِيدِ الخَلِّ
" وعُنُقٍ أتْلَعَ مُتْمَهِلِّ وقال آخَرُ :
" نابى المِلاطَيْنِ شَدِيدُ الخَلِّ الخَلُّ : ابنُ المَخاضِ كالخَلَّةِ وهذه عن الأصمَعِي يقال : أتاهُم بقُرصٍ كأنه فِرسِنُ خَلَّةٍ قال الأزهريّ : يعني السَّمِينةَ . وهي بِهاءٍ أيضاً . الخَلُّ : القَلِيلُ الريشِ مِن الطَّيرِ قال أبو النَّجْم :
" وكُلّ صَعْلِ الرأسِ كالجُمَّاحِ
" خَلّ الذُّنابى أَجْدَف الجَناح الخَلّ : الحَمْضُ قال :
" ليسَتْ مِن الخَلِّ ولا الخِماطِ الخَل : المَهْزُولُ والسَّمِينُ ضِدٌّ يكون في الناس والإبلِ . الخَلُّ : الفَصِيلُ المَهْزُولُ . الخَلُّ : الشَّرُّ . وفي التهذيب : وتُضْرَبُ الخَلَّةُ مَثَلاً للدَّعَةِ والسَّعَةِ والحَمضُ للشّرِّ والحَرب . أيضاً : الشَّقُّ في الثَّوبِ . ورِمالُ الخَلِّ : قُربَ لِينَةَ بالحِجاز . أبو الحسن محمّدُ بن المُبارَك ابن الخَلِّ فقيهٌ سَمِع ابنَ البَطِر وعنه أبو الحسن القَطِيعيُّ . والخَلَّةُ : الثُّقْبَةُ الصَّغيرَةُ أو عامٌّ وفي التهذيب : هي الفُرجَةُ في الخُصِّ . قال الفرَّاء : الخَلَّةُ : الرَّمْلَةُ اليتِيمَةُ المُنْفَرِدَةُ مِن الرَّمل . الخَلَّةُ : الخَمْر عامَّةً أو حامِضَتها وهو القِياسُ قال أبو ذُؤَيْب :
فجاء بها صَفْرَاءَ لَيسَتْ بخَمْطَةٍ ... ولا خَلَّةٍ يَكْوِى الشُّرُوبَ شِهابُهاأو هي الخَمْرَةُ المُتَغَيرهُّ الطَّعْمِ بِلا حُمُوضَةٍ ج : خَلٌّ . خَلَّةُ : ة باليَمَنِ قُربَ عَدَنِ أَبْينَ عندَ سَبَأ صُهَيب لِبني مُسلِيَةَ ومنها أبو الرَّبيع سليمان بن محمد بن سليمان الخَلِّيّ النَّحوِيّ كان بمِصرَ في دولة الكامل . وهو شَدِيدُ الاشتِباه بالخِلِّي بالكسر وجماعةٌ باليَمَن ينتسِبون هكذا إلى بَيتِ بَرخِلّ : قَريةٍ بها وقد تقدَّم ذِكرُها . الخَلَّةُ : المَرأةُ الخَفِيفَةُ الجِسمِ النَّحِيفَةُ . الخَلَّةُ : مَكانَةُ الإنسانِ الخالِيةُ بعدَ مَوتِه . وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها مِن الأشْرِبةِ تَخلِيلاً : حَمُضَتْ وفَسَدتْ . خَلَّلَ العَصِيرُ : صار خَلّاً كاخْتَلَّ وهذه عن اللَّيث وأنكرها الأزهريّ وقال : لم أسمع لغيرِه أنه يقال : اخْتَلَّ العَصِيرُ : إذا صار خَلّا وكَلامُهم الجَيِّدُ : خَلّلَ شَرابُ فُلانٍ : إذا فَسَد وصارَ خَلّاً . خَلَّلَ الخَمرَ : جَعَلَها خَلّاً فهو لازِمٌ مُتَعَدٍّ . خَلَّلَ البُسرَ : وَضَعه في الشَّمسِ ثم نَضَحه بالخَلِّ فجَعلَه في جَرَّةٍ كما في المُحكَم وهو المُخَلَّلُ وكذا غيرُ البُسر كالخِيارِ والكُرُنْبِ والباذِنْجانِ والبَصَلِ . يُقال : ما لَهُ خَلٌّ ولا خَمرٌ : أي خيرٌ ولا شَرٌّ وهو مَثَلٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلَب :
هَلَّا سأَلْتِ بعادِياء وبَيتِه ... والخَلِّ والخَمْرِ الذي لم يُمْنَعِ والاخْتِلالُ : اتِّخاذُ الخَلِّ مِن عَصِيرِ العِنَب والتَّمر . والخَلَّالُ كشَدَّادٍ : بائِعُه . والخُلَّةُ بالضّمِّ : شَجَرةٌ شاكَةٌ وهي التي ذكرتْها إحدى المُتَخاصِمتَيْن إلى ابنةِ الخُسِّ حين قالَت : مَرعَى إبلِ أبي الخُلَّة فقالت لها ابنةُ الخُسِّ : سَرِيعَةُ الدِّرَّة والجِرَّة . وقال اللِّحيانيُّ : الخُلَّةُ يكون من الشَّجَرِ وغيرِه . وقال ابنُ الأعرابيّ : هو مِن الشَّجَر خاصَّةً . وقال أبوعُبَيد : ليس شيء مِن الشَّجَر العِظامِ بخُلَّةٍ . الخُلَّةُ مِن العَرفَجِ : مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه . أيضاً : ما فيه حَلاوَةٌ مِن النَّبْتِ . وقِيل : المَرْعَى كُلُّه حَمْضٌ وخُلَّةٌ فالحَمْضُ : ما فيه مُلُوحةٌ والخُلَّةُ : ما سِواه . وتقول العَربُ : الخلَّةُ : خُبزُ الإبِلِ والحَمْضُ لَحْمُها أو خَبِيصُها وفي التهذيب : فاكِهَتُها . وكُلُّ أرضٍ لم يكنْ بها حَمْضٌ فهي خُلَّةٌ وإن لم يَكُنْ بها من النَّباتِ شَيءٌ قاله أبو حنيفة . ج : خُلَلٌ كصُرَدٍ يقولون : عَلَونا أرضاً خُلَّةً وأَرَضِينَ خُلَلاً . وقال ابنُ شُمَيلٍ : الخُلَّةُ إنما هي الأَرضُ يقال : أرضٌ خُلَّةٌ وخُلَلُ الأرضِ : التي لا حَمْضَ بها ورّبما كانت بها عِضاهٌ ورّبما لم تَكُن ولو أتيتَ أرضاً ليس بها شيءٌ مِن الشَّجَر وهي جُرُزٌ مِن الأرض قلت : إنها خُلَّةٌ . إذا نَسَبتَ إليها قلت : بَعِيرٌ خُلِّيٌّ إبِلٌ خُلِّيَّةٌ عن يعقوب . قال غيرُه : إبِلٌ مُخِلَّة ومُخْتَلَّةٌ : إذا كانت تَرعاها يقال : جاءت الإبِلُ مُخِلَّةً ومُخْتَلَّة ومنه المَثَلُ : إنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ : أي انتقِلْ مِن حالٍ إلى حال قال ابنُ دريد : يقال ذلك للمُتوعِّد المُتَهدَد . وأَخَلُّوا إخْلالاً : رَعَتْها إبِلُهُم ومنه قولُ بعضِ نساءِ الأعراب وهي تَتَمنَّى بَعْلاً : إن ضَمَّ قَضْقَضْ وإن دَسَرَ أغْمَضْ وإن أخَلَّ أَحْمَضْ . قالت لها أُمُّها : لقد فَرَرْتِ لي شِرَّةَ الشَّباب جَذَعَةً . تقول : إن أخذَ مِن قُبلٍ أَتْبَع ذلك بأن يأخُذَ مِن دُبَر . وقولُ العَجّاج :
" كانوا مُخِلِّين فَلاقَوْا حَمْضاأي لاقَوْا أَشدَّ ممّا كانوا فيه يُضرَبُ لمن يَتَوعَّدُ ويتَهدَّد فيَلْقَى مَن هو أشَدُّ منه . وخَلَّ الإبِلَ يُخُلُّها خلّاً : وأخَلَّها : إذا حَوَّلها إليها واخْتَلَّت الإبِلُ : أي احْتَبَستْ فيهاز والخَلَلُ مُحرَّكةً : مُنْفَرَجُ ما بينَ الشَّيئَينْ . الخَلَلُ مِن السَّحاب : مَخارِجُ الماءِ كخِلالِه بالكسر . وقيل : الخِلالُ : جَمْعُ خَلَلٍ كجِبالٍ وجَبَلٍ ومنه قولُه تعالى : " فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ " وقرأ ابنُ عبّاسٍ وابن مَسعود رضي اللّه عنهم والحسنُ البَصْرِيّ وسعيد بن جُبَير والضّحّاك وأبو عمرو وأبو البَرَهْسَم : " مِنْ خَلَلِهِ " وهي الفُرَجُ في السّحاب يخرجُ منها المَطَرُ . وهو خِلَلُهُم وخِلالُهُم بكسرهما ويُفْتَح الثاني : أي بَينَهُم نقلَه ابنُ سِيدَه ولم يذكُر الفتحَ في الثاني . وخِلالُ الدّارِ أيضاً : ما حوالَى حُدُودِها كذا في النُّسَخ وفي المُحكَم : جُدُرها وما بينَ بُيوتِها ومنه قولُه تعالى : " فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيارِ " يقال : جَلسنا خِلَالَ بُيوتِ الحَيِّ وخِلَالَ دُورِ القَوم : أي بينَ البُيُوتِ ووَسْطَ الدُّور . وقولُه تعالى : " وَلَأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ " قال الأزهريّ : أي لأَسرَعوا وقيل : لأَوضَعُوا مَراكِبَهم خِلاكُم يَبغُونَكم الفِتْنةَ . وجَعل " خِلاَلكُم " بمَعْنى وَسْطَكم . وقيل : لأَسرَعُوا في الهَرب خلالَكُم : أي : ما تَفَرَّق مِن الجَماعات لطَلَب الخَلْوةِ والفَرار . قال شيخُنا : قالوا : يَحْتَمِلُ أن يكونَ مُفرداً ككِتاب أو جَمْعَ خَلَلٍ محرَّكة كجَبَلٍ وجِبال وعلى الثاني اقتصر الشِّهابُ في العِناية في سُورة التَّوبة . وتَخَلَّلهم : دَخَل بَينَهم وفي المُحكَم : بينَ خَلَلِهِم وخِلالِهم . تَخلَّل الشيء : نَفَذَ . تَخلَّلَ المَطَرُ : خَصَّ ولم يكن عامّاً . تَخلَّل الرّطَبَ : طَلَبه بينَ خِلالِ السَّعَفِ الصَّوابُ حَذفُ لفظة بين كما هو في المحكَم بعدَ انقِضاءِ الصِّرامِ . وذلك الرُّطَبُ خُلالٌ وخُلالَةٌ بضَمِّهما وقِيل : هي ما يَبقَى في أُصولِ السَّعَف مِن التَّمر الذي يَنتَثِر وهي الكُرابَةُ قاله الدِّينَوَرِيُّ . وخَلَّلَ أصابِعَه ولِحْيَتَه : أسالَ الماءَ بينَهما في الوُضُوء وهو معروفٌ ومنه الحديث : " خَلِّلُوا أَصابِعَكُم لا تَخَلَّلُها نارٌ قَلِيلٌ بُقْياها " . وخَلّ الشيء يَخلَّه خَلّا فهو مَخْلُولٌ وخَلِيلٌ وتَخلَّلَهُ كذلك : أي ثَقَبَهُ ونَفَذَهُ كما في المحكُم . الخِلالُ ككِتابٍ : ما خَلَّهُ به أي ثَقَبَهُ به . ج : أَخِلَّةٌ . أيضاً : ما تُخَلَّلُ به الأَسْنانُ بعدَ الطَّعامِ وهو معروفٌ . الخِلالُ أيضاً : عُودٌ يُجْعَلُ في لِسانِ الفَصِيلِ لئلَّا يَرضَعَ قد خَلَّهُ خَلّاً : إذا شَقَّ لِسانَه فأدخَلَ فيه ذلك العُودَ قال امرؤ القَيس :
فكَرَّ إليه بمِبراتِهِ ... كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسانِ المُجِرّْ خَلَّ الكِساءَ وغيرَه : شَدَّه بخِلالٍ . وفي التهذيب : خَلَّ ثَوبَه : شَكَّهُ بالخِلال ومنه قولُ الشاعر :
سألتُكَ إذْ خِباؤُك فَوْقَ تَلٍّ ... وأنت تَخُلُّه بالخَلِّ خَلّا وذو الخِلال : أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي اللّه تعالى عنه لُقِّبَ به الأنه لَمّا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصَّدقةِ تَصدَّقَ بجميعِ مالِه كلِّه فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما تَركتَ لأهلِكَ " ؟ فقال : اللّه ورسولَه قد خَلَّ كِساءَه وهي عَباءةٌ كانت عليه بخِلالٍ وقال له طارِقُ بنُ شِهابٍ رضي اللّه تعالى عنه : يا ذا الخِلالِ . أبو بكر محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ الخِلالِيُّ مُحدِّثٌ ثِقَة رَوى عن الرَّبيع والمُزَنيِّ هكذا ضبَطه ابنُ نُقْطَة في التَّقييد وتَبِعه الحافِظُ في التَّبصير وترجمه ابنُ السُّبكِيّ في الطبقات . وبالفتح والشّدِّ أبو القاسم إبراهيمُ بنُ عثمانَ الخَلَّالِي الجُرجانيُّ عن حَمزَة السَّهْمي . واخْتَلَّهُ بالرُّمْح : نَفَذَه كما في المحكَم . قيل : انْتَظَمهُ كما في التهذيب . وقيل : طَعَنَهُ فاخْتَلَّ فُؤادَه قال :
" لَمّا اخْتَلَلْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِوتَخَلَّلَهُ به : طَعَنَهُ طَعْنةً إِثْرَ أُخرَى كما في المحكَم . قال : وعَسكَرٌ خالٌّ ومُتَخَلْخِلٌ : أي غيرُ مُتَضامٍّ كأنّ فيه مَنافِذَ . والخَلَلُ مُحرَّكةً : الوَهْنُ في الأَمرِ وهو من ذلك كأنه تُرِكَ منه مَوضِعٌ لم يُبرَمْ ولا أُحْكِم . الخَلَلُ : الرِّقَّةُ في الناسِ . أيضاً : التَّفَرُّقُ في الرَّأي والانتِشارُ وهو مَجازٌ . وأَمْرٌ مُخْتَل : واهٍ وفي المحكَم : واهِنٌ . وأخَلَّ بالشيء : أجْحَفَ به . أخَلَّ بالمكانِ وغيرِه : إذا غابَ عنه وتَرَكَهُ . أخَلَّ الوالِي بالثُّغُورِ : إذا قَلَّلَ الجُنْدَ بها . أَخَلَ بالرَّجُلِ : إذا لم يَفِ له . والخَلَّةُ الحاجَةُ والفَقرُ والخَصاصةُ يقال : به خَلَّةٌ شَدِيدةٌ : أي خَصاصَةٌ عن اللِّحياني . ويقال في الدُّعاء : سَدَّ اللَّهُ خَلَّتَه وفي حدِيث الاستِسقاء : " اللهُمَّ سادَّ الخَلَّةِ " . وفي التهذيب : قال الأصمَعِيُ : يقال لمَن مات له مَيِّتٌ : اللهُمَّ اخلُفْ على أهلِه بخَيرٍ واسدُدْ خَلَّتَه أي الفُرْجةَ التي تَرَك قال أَوْسٌ :
لِهُلْكِ فَضَالَةَ لا يَستَوِي ال ... فُقُودُ ولا خَلَّةُ الذّاهبِ وفي المَثَل : الخَلَّهْ تدعو إلى السَّلَّهْ : أي الخَصاصَةُ تَحمِلُه على السَّرِقَة . وقد خَلَّ الرجُلُ خَلّاً . وأُخِلَّ بالضمّ : أي احتاج . ورجُلٌ مُخَلٌّ بفتح الخاء وفي نُسَخ المحكَم بكسرِها ومُخْتَلّ وخَلِيلٌ وأَخَلُّ : أي مُعْدِمٌ فقيرٌ مُحتاجٌ . قال ابنُ دُرَيد : وفي بعضِ صَدَقاتِ السَّلَف : للأَخَلِّ الأقْربِ أي الأَحْوَج . واخْتَلَّ إليه : احتاجَ ومنه قولُ ابنِ مسعودٍ رضي الله . عنه : عليكُمْ بالعِلْمِ فإنّ أحدَكم لا يَدْرِي متَى يُخْتَلُّ إليه أي متى يحتاجُ الناسُ إلى ما عِندَه . وما أَخَلَّكَ الله إليه : أي ما أَحْوَجَك عن اللِّحياني . قال : والأَخَلُّ : الأَفْقَرُ ومنه قولُهم : الزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ وقولُ الشاعر :
وما ضَمَّ زيدٌ مِن مُقِيمٍ بأَرْضِهِ ... أخَلَّ إليه مِن أبِيهِ وأَفْقَرا هو أَفْعَلُ مِن قولِك : أخَلَّ إلى كذا : إذا احتاج لا مِن أُخِلَّ لأنّ التَّعجُّبَ إنما هو من صيغةِ الفاعل لا من صيغة المفعول : أي أشَدَّ خَلَّةً إليه وأفقرَ من أبيه . والخَلَّةُ : الخَصْلَةُ تكون في الرَّجُل يقال : في فُلانٍ خَلَّة حَسَنةٌ قاله ابنُ دُرَيد وكأنه إنما ذَهَب بها إلى الخَصْلةِ الحَسنةِ خاصَّةً . ويجوزُ أن يكونَ مَثَّلَ بالحَسَنةِ لمَكانِ فَضْلِها على السَّمِجَة . ج : خِلالٌ بالكسر . الخُلَّةُ بالضمّ : الخَلِيلَةُ قال كعبُ بن زُهَير رضي الله عنه :
يا وَيْحَها خُلَّةً لو أنّها صَدَقَتْ ... مَوعُودَها أو لوَانَّ النُّصْحَ مقبولُ
لكنّها خُلَّةٌ قَد سِيطَ مِن دَمِها ... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وإخلافٌ وَتبدِيلُ الخُلَّةُ أيضاً : الصَّداقةُ المُختَصَّةُ التي لا خَلَلَ فيها تكون في عَفافِ الحُبِّ وفي دَعارَةٍ منه . ج : خِلالٌ ككِتابٍ والاسم : الخُلُولَةُ والخَلالَةُ الأخيرةُ مُثلَّثة عن الصاغاني وأنشد :
وكيفَ تُواصِلُ مَن أَصْبَحَتْ ... خِلالَتُه كأبي مَرحَبِ وأبو مَرْحَب : كُنْيةُ الظِّلِّ وقيل : كُنْية عُرْقُوب . وقد خالَّهُ مُخالَّةً وخِلالاً ويُفتَحُ قال امرؤ القيس :
" ولستُ بمَقْلِيِّ الخلِالِ ولا قالي وقولُه تعالى : " لاَ بَيعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ " قيل : هو مصدرُ خالَلْتُ وقيل : جَمْعُ خُلَّةٍ كجُلَّةٍ وجِلالٍ . وإنه لكَرِيمُ الخِلِّ والخِلَّةِ بكسرهما : أي المُصادَقَةِ والإخاءِ والمُوادَّة هكذا في التهذيب : المُصادَقَة وفي المحكم : الصَّداقَة . والخُلَّةُ أيضاً : الصَّدِيقُ يقال للذَّكَرِ والأُنْثى والواحدِ والجَمِيع لأنه في الأصل مصدرٌ قال أَوْفى بنُ مَطَرٍ المازِنيُّ :
ألاَ أبْلِغا خُلَّتِي جابِراً ... بأنَّ خَلِيلَكَ لم يُقْتَلِ وقد ثَنَّاه جِرانُ العَوْدِ في قولِه :
خُذَا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ فإنَّنِي ... رأيتُ جِرانَ العَوْدِ قدْ كاد يَصْلُحُأوقَعَهُ على الزَّوجتين لأن التَّزاوُج خُلَّةٌ أيضاً . والخُلُّ بالكسر والضمِّ : الصَّديقُ المُختَصُّ أو لا يُضَمُّ إلاّ مع وُدٍّ يقال : كان لي وُدّاً وخُلّاً قال ابنُ سِيدَه : وكَسرُ الخاءِ أكثَرُ والأنثَى : خِلٌّ أيضاً . ج : أَخْلالٌ قال الشاعِر :
أولئك أَخْدانِي وأَخْلالُ شِيمَتِي ... وأَخْدانُكَ اللَّائِي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ كالخَلِيلِ كأمِيرٍ . ج : أَخِلَّاءُ وخُلَّانٌ قال اللَّهُ تعالى : " وَاتَّخَذَ اللَّهُ إبراهِيمَ خَلِيلاً " . أو قِيل : الخَلِيلُ : الصَّادِقُ عن ابنِ الأعرابيّ . وقال الزّجّاج : هو المُحِبُّ الذي لا خَلَلَ في مَحبَّتِه وبه فَسَّر الآية أي أحَبَّه مَحبَّةً تامّةً لا خَلَلَ فيها . قال : وجائزٌ أن يكون معناه : الفَقِير أي اتّخذَه مُحتاجاً فقيراً إلى رَبّه . أو الخَلِيلُ : مَن أَصْفى المَودَّةَ وأصَحَّها وبه فَسَّر ابنُ دُريد قولَهم في إبراهيمَ صلى الله عليه وسلم : " خَلِيلُ اللَّهِ " سَماعاً قال : ولا أَزِيدُ فيه شيئاً لأنها في القُرآن . وهي بِهاءٍ جَمعُها : خَلِيلاتٌ وخَلائِلُ كما في المحكَم . الخَلِيلُ والفائِزُ كلاهما سَيفُ سَعيدِ بنِ زَيد بن عَمرو بن نُفَيل رضي اللّه تعالى عنه وهو القائلُ :
" أضْرِب بالفائزِ والخَليلِ
" ضَربَ كريمٍ ماجِدٍ بُهْلُولِ
" يرجُو رِضا الرَّحمن والرَّسُولِ
" حتّى أموتَ أو أَرى سَبِيلي أيضاً : اسمُ مدينةِ سيّدنا إبراهيمَ الخليلِ صلواتُ اللّه وسلامهُ عليه وعلى ولدِه وآلهِما . يُقال في النِّسبةِ : هو خَلِيلِيٌّ ولقد أَظْرَفَ مَن قال :
" فقلتُ لصاحِبِي هذا خَلِيلِي وقد دخلتُ هذه المدينةَ في سنة 1168 ، وتشرَّفتُ بزِيارة مَن بها مِن الأنبياء الكِرام عليهم السلام . وهي مدينةٌ عظيمةٌ بينَ جبالٍ عليها سُورٌ عظيم يقال : إنه مِن بناءِ الجِنّ يسكنها طَوائفُ من العَرب ولم أجِدْ بها مَن أحمِلُ عنه علمَ الحَدِيث . وقد خَرج منها أكابرُ العُلماءِ في كلّ فَنٍّ فمِن ذلك البُرهانُ إبراهيمُ بنُ عمر بنِ إبراهيم بن خَليل الجَعْبَرِيُّ الشافِعي المُقرئ نزيلُ الخَليلِ مات بها سنةَ 732 . وولدُه الشَّمسُ محمد شيخُ الخَلِيل . وأولادُه البُرهان إبراهيم وأحمدُ ومحمدٌ وعمرُ وعليٌّ حدَّثُوا الأخيرُ سَمِع علَى المِيدُومِيّ وتُوفي سنَةَ 803 . وأخوهُ غمرُ استجازَ له البِرزالِي جَمْعاً وتُوفي سنةَ 785 . والزَّينُ عبدُ القادر بنُ محمد بنِ علي سَمِع علَى المِيدُومِي وتُوفي سنة 827 . وأخوه شمسُ الدِّين محمد شيخُ حَرَمِ الخَلِيل حَدَّث وتُوفي سنةَ 898 . وأخوهم الثالث السِّراجُ عُمرُ عن الحافِظ ابن حَجَر والقاياتي وأخَذ المَشيخةَ تُوفي سنةَ 893 . والزَّينُ عبدُ الباسِط بن محمّد بن محمّد بن علي أجاز له الحافظُ ابن حَجَر وابنُ إمام الكامِلِيّة تُوفي سنةَ 897 . ومن المُتأخِّرين : شيخُ مشايخِنا شَرَفُ الدِّين أبو عبد اللّه محمدُ بن محمد بن محمد الخَليلي الشافِعي أخذ عن الحافِظ البابِلِي وجماعةٍ وعنه عِدَّةٌ من شيوخِنا . وخلِيلُك : قَلْبُك عن ابنِ الأعرابيّ . وقولُ لَبِيدٍ :
ولقد رأى صُبحٌ سَوادَ خَلِيلِه ... مِنْ بَين قائمِ سَيفِهِ والمِحْمَلِ صُبحٌ : كان مِن مُلُوكِ الحَبَشْة وخَلِيلُه : كَبِدُه ضُرِبَ ضَربةً فرأى كَبِدَ نَفسِه ظاهِرةً . أو خَلِيلُك : أَنْفُكَ وبه فُسِّر قولُ الشاعِر :
إذا رَيْدَةٌ مِن حَيثُما نَفَحَتْ بِه ... أتاه بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُهْ وخَلَّ خَلّاً : إذا خَصَّ وهو ضِدُّ عَمَّ ذَكره اللِّحياني في نَوادِرِه ومنه قولُ الشاعر :
" قد عَمَّ في دُعائِه وخَلَّا
" وخَطَّ كاتِباهُ واسْتَمَلّاخَلَّ لَحمُه يَخِلّ ويَخلُّ مِن حَدَّى ضَرَب ونَصَر خَلّاً وخُلُولاً واخْتَلَّ وهذه عن الصاغانيُّ : أي نَقَصَ وهُزِلَ فهو مَخلُولٌ ومُخْتَلٌّ . وقال الكِسائيُ : خَلَّ لَحمُه خَلّاً وخُلُولاً : قَلَّ ونَحُفَ . الخِلَلُ كعِنَبٍ وكِتابٍ وثمامَةٍ : بقيَّةُ الطَّعامِ بينَ الأسنان الواحِدَةُ : خِلَّةٌ بالكسر قِيل : خِلَلَةٌ ويقال : أَكَل خلالَتَه . وقد تَخَلَّلَهُ يقال : وجدتُ في فَمِي خِلَّةً فتَخلَّلتُ كما في التهذيب . وفي العُباب : الخُلالَةُ : ما يَقَعُ مِن التَّخَلُّلِ يقال : فُلانٌ يأكلُ خُلالَتَه وخِلَلَتَه وخِلَلَه : أي ما يخرجُ مِن بينِ أسنانِه إذا تَخلَّلَ وهو مَثَلٌ . والمُخْتَلُّ : الشَّدِيدُ العَطَشِ نقلَه ابنُ سِيدَه . والمُخَلِّلُ كمُحَدِّثٍ : لَقَبُ نافِعِ بن خَلِيفةَ الغَنَوِيِّ الشاعرِ نقله الحافظُ في التَّبصير . قال الصاغاني : ولُّقب به لقوله :
ولو كُنْتُ جارَ البُرْجُمِيَّةِ أُدِّيَت ... ولكنّما يَسعَى بذِمَّتِها عَبدُ
أَزَب كِلابِيُّ بني اللُّؤمُ فَوقَهُ ... خِباءً فلم تُهْتَك أخِلَّتُه بَعْدُ الخَلالُ كسَحابٍ : البَلَحُ قال الأزهريّ : بلُغةِ أهلِ البَصرة الواحِدَةُ : خَلالَةٌ . وأَخلَّت النَّخْلَةُ : أطْلَعَتْه أخَلَّتْ : أساءَت الحَمْلَ أيضاً حكاه أبو عبيد وهو ضِدٌّ . الخُلالُ كغُرابٍ : عَرَضٌ يَعْرضُ في كلِّ حُلْوٍ فيُغَيِّرُ طعمَه إلى الحُمُوضةِ . والخِلَّةُ بالكسر : جَفْنُ السَّيفِ المُغَشَّى بالأَدَمِ أو بِطانَةٌ يُغَشَّى بها جَفْنُ السَّيفِ تُنقَشُ بالذَّهب وغيره قال الأغْلَبُ العِجْلِيُّ :
" جارِيةٌ مِن قَيسٍ ابنِ ثَعْلَبَهْ
" قَبَّاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَعَّبَهْ
" مَمْكُورَةُ الأعْلَى رَداحُ الحَجَبَهْ
" كأنها خِلَّةُ سَيفٍ مُذْهَبَهْ الخِلَّةُ أيضاً : السَّيرُ يكونُ في ظَهْرِ سِيَةِ القَوْسِ وفي التهذيب : داخِل سَيرِ الجَفْن يُرَى مِن خارِجٍ وهو نَقْشٌ وزِينَةٌ . وكُلُّ جِلْدَةٍ مَنْقُوشةٍ خِلَّةٌ كما في المحكَم . ج : خِلَلٌ وخِلالٌ قال ذو الرُمَة :
إلى لَوائحَ مِن أَطْلالِ أَجْوِبَةٍ ... كأنها خِلَلٌ مَوْشِيَّةٌ قُشُبُ وقال عَبِيدُ بن الأَبْرَص :
دارُ حَيٍّ مَضَى بِهِم سالفُ الدَّه ... رِ فأضْحَتْ دِيارُهُم كالخِلالِ جج جَمْعُ الجَمعِ : أَخِلَّةٌ ومنه قولُ الشاعِر :
" إنّ بني سَلْمَى شُيوخٌ جِلَّهْ
" بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ قال ابنُ دُرَيد : هو جَمْعُ خِلَّةٍ أعني جَفْنَ السَّيف . قال ابنُ سِيدَه : ولا أدري كيف يكون الأَخِلَّةُ جمعَ خِلَّةٍ لأنّ فِعْلَةً لا تُكَسَّرُ على أَفْعِلة هذا خَطأٌ فأمّا الذي أُوَجِّهُه عليه : أن تُكَسَّرَ على خِلالٍ ثم خِلالٌ على أَخِلَّةٍ فيكون جَمْعَ الجَمْع وعسى أن يكونَ الخِلالُ لُغةً في خِلّةِ السَّيفِ فيكونَ أَخِلَّةٌ جَمْعَها المألُوفَ وقياسَها المعروف إلّا أني لا أعرِفُه لُغةً فيها . والخَلْخَلُ كجَعْفَرٍ ويُضَمّ الخَلْخَالُ كبَلْبالٍ : حَلْيٌ م معروفٌ للنِّساء قال :
" مَلْأي البَرِيمِ مُتْأَقُ الخَلْخَلِّ شَدّد لامَه ضَرُورةً وقال آخَرُ :
" بَرَّاقة الجِيدِ صَمُوت الخَلْخَل وقال امرؤ القيس :
كأنِّىَ لم أركَبْ جَواداً للذَّةٍ ... ولم أَتَبَطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ والجَمْعُ : خَلاخِلُ وخَلاخِيلُ . والمُخَلْخَلُ كمُدَحْرَجٍ : مَوضِعُه زاد الأزهري : مِن الساقِ أي ساقِ المرأةِ . وتَخَلْخَلتْ : لَبِستْه . وثَوْبٌ خَلْخالٌ وخَلْخَلٌ وهَلْهالٌ وهَلْهَلٌ : رَقِيقٌ . وخَلْخال : د بأَذْرَبِيجانَ قُربَ السلْطانِيَّة بينَها وبينَ تِبرِيز . ومنها الإمام مُوفَّق الدِّين يوسفُ إمامُ الخانْقاه السُّمَيساطِيَّة شارِحُ القُدُورِيّ توفي سنةَ 709 ، تَرجَمه العَينيُّ في طبقات الحنفيّة وشيخُ مَشايخِنا . وخَلْخَلَ العَظْمَ : أخَذ ما عليه مِن اللَّحم . وخَلِيلانُ بضمّ النُّون : اسمُ مُغَنّ جاء ذِكره في كتاب الأغاني
ومما يُسْتَدرَك عليه :المَخْلُول : الفَصِيلُ الذي خُلَّ أنفُه لئلّا يَرتَضِعَ عن شَمِرٍ . والمَخْلولُ : السَّمِينُ . وخَلَّ البَعِيرُ مِن الرَّبيعِ : أخطأه فهزَلَه عن ابنِ عَبّاد . والخَلَّةُ : الطَّرِيقَةُ بينَ الطَّرِيقَتين . والخَلَّةُ : العَظِيمةُ من الإبِل . والهَضْبَةُ أيضاً عن ابن عَبّاد . وقيل : الأُنثى من الإبل كما في المحكَم . والخِلَّةُ بالكسر : الخَلِيلَةُ . وأرضٌ مُخِلَّةٌ : كثيرةُ الخُلَّةِ ليس فيها حَمْضٌ عن يعقوب . والخَلِيلُ : السَّيفُ وأيضاً : الرُّمْحُ والناصِحُ . كلّ ذلك عن ابنِ الأعرابيّ . والخَلِيلُ بنُ أحمدَ الفَرهُودِيّ أحدُ أئمَّة اللُّغة . والخَلَلُ محرَّكةً : اللَّيلُ عن ابنِ عَبّاد . والخِلالُ بالكسر : العُودُ الذي يُخَلُّ به الثَّوبُ . وأخَلَّ الرجُلُ : افْتَقَر مِثْلُ خَلَّ . وأُخِلَّ به مَبنِيّاً للمفعول أي أُحْوِج . وأخَلَ الرجُلُ بمَرْكزِه : تَركَهُ . وخَلَّلَ في دُعائِه : خَصَّ قال أُفْنُون التَّغْلِبي :
أَبْلِغْ حُبَيباً وخَلِّلْ في سَرَاتِهِمُ ... أنّ الفُؤادَ انْطَوَى مِنْهُم علَى حَزَنِ وقال غيرُه :
كأنكَ لم تَسمَعْ ولم تَكُ شاهِداً ... غَداةَ دَعا الدَّاعِي فعَمَّ وخَلَّلَا وقال أبو عمرو : التَّخلِيلُ : أن تَتَّبعَ القثَّاءَ والبِطِّيخَ فتَنظُرَ كُلَّ شيء لم يَنْبُتْ وضعتَ آخَرَ في مَوْضِعِه يقال : خَلِّلُوا قِثَّاءَكُم . وقال الدِّينَوَرِيُّ : يقال : تَخَلَّلْ هذه النَّخلةَ وتَكَرَّبْها : أي القُطْ ما في أصولِ الكَرَبِ مِن تَمْرِها . ويقال : كان عندَ فُلانٍ نَبِيذٌ فتَخلَّلَه : إذا جَعلَه خَلاً . وخَلْخَلْتُها : ألبستُها الخَلْخالَ . وعَرَقُ الخِلالِ في قول الحارث بن زُهير تقدَّم ذِكره في ع - ر - ق . ويقال للخَمْر : أُمُّ الخَلِّ قال :
رَمَيتُ بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قَلْبِهِ ... فلم يَنْتَعِشْ مِنها ثَلاثَ لَيالِ والخُلَّةُ بالضمّ : الخُمْرةُ الحامِضَةُ أي الخَمِيرُ حكاه ابنُ الأعرابيّ . والأَخِلَّةُ : الخَشَباتُ الصِّغارُ اللَّواتِي يُخَلُّ بها ما بينَ شِقاقِ البَيت . وأحمدُ بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن يوسف بن إبراهيم بن أبي الخِلِّ فقيهٌ روَى عن عَمِّه صالح بن أحمد وإسماعيل بن الحَضْرَمِي توفي سنةَ 690 . وأمّ الخُلُولِ بالضمّ : حَيَوانٌ بَحْرِيٌّ . وخَلَّ الشيء : جَمَع أطرافَه بخِلالٍ . وقولُ الشاعِر :
سَمِعْنَ بمَوْتِه فظَهَرنَ نَوْحاً ... قِياماً ما يُخَلُّ لَهُنَّ عُودُ أراد : لا يُخَلُّ لهنّ ثوبٌ بعُود فأوقَعَ الخَلَّ علَى العُودِ اضطراراً . والخالُّ : بَقِيَّةُ الطّعامِ بينَ الأسنان . ورَمْلٌ خَلْخالٌ : فيه خُشُونةٌ . وتَخلَّلَ الرَّملَ : مضَى فيه عن الأزهري . والخَلُّ : كَيٌّ . والخَلِيلُ : موضعٌ باليَمَنِ نُسِبَ إليه أحدُ الأَذْواء هكذا قاله نَصْرٌ والصَّواب : خَيْلِيلٌ كما سيأتي
الشَّهَأدةُ خَبَرٌ قاطعٌ كذا في اللِّسَأن والأَساس . وقد شَهُدَ الرجلُ على كذا كعَلِم وكَرُم شَهَداً وشَهادةً وقد تُسَكَّنُ هاؤُهُ للتخفيف عن الأَخفش . قال شيخنا : لن الثلاثي الحَلقيَّ العينِ الذي على فَعُل بالضّمّ أو فَعِلَ بالكسر يجوز تسكينُ عينه تخفيفاً مُطلقاً كما في الكافية المالكية والتسهيل وشروحهما وغيرها بل جَوَّزوا في ذلك أَربعَ لُغاتٍ : شَهِدَ كفَرِح وشَهْد بسكون الهاءِ مع فتح الشين وشِهْدَ بكسرِها أَيضاً مع سكون الهاءِ وشِهِدَ بكسرتين وأَنشدوا :
إذا غَابَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبِيعُنا ... وإِن شِهْدَ أَجْدَى خَيْرُهُ ونوافِلُهْ
وشَهِدَه كسَمِعَه شُهُوداً أي حَضَره فهو شاهِدٌ ج شُهودٌ أَي حُضُورٌ وهو في الأَصل مصدر وشُهَّدٌ أَيضاً مثل رَاكِعٍ ورُكَّعٍ . ويقال : شَهِدَ لزيد بكذا شَهَادةً أَي أَدَّى ما عِندَهُ من الشَّهَادةِ فهو شاهِدٌ ج شَهْدٌ بالفتح مثل صاحِب وصَحْب وسافِرٍ وسَفْر وبعضهم يُنكِره . وهو عند سيبويهِ اسمٌ للجَمْع وقال الأَخفشُ هو جَمْعٌ وجج أَي جمع الجمْع : شُهُودٌ بالضمّ وأَشْهَادٌ ويقال إن فَعْلاً بالفَتْح لا يُجمَع على أَفعال إِلاّ في الأَلفاظ الثلاثة المعلومة لا رابعَ لها نقله شيخنا . واستَشْهَدَهُ : سأَله الشَّهَادةَ ومنه لا أَسْتَشْهِدُه كاذِباً . وفي القرآن : " واسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ " واستشهدتُ فُلاناً على فلانٍ : سأَلْته إِقامَة شَهادةٍ احتَمَلها . وأَشهَدْت الرجُلَ على إِقرارِ الغَرِيمِ واستَشهَدْته بمعنى واحدٍ . ومنه قوله تعالى : " واسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُم " أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْنِ . والشَّهِيدُ وتُكْسَرُ شِينُه قالَ اللّيْث : وهي لُغَة بني تميم وكذا كُلّ فَعِيلٍ حَلْقِيِّ العَيْنِ سواءٌ كان وصفاً كهذا واسماُ جامداً كرغِيف وبعير . قال الهَمْدانيُّ في إِعراب القرآن : أَهلُ الحجاز وبنو أَسَدٍ يقولون : رَحِيم ورَغيف وبَعير بفتح أَوائلهنّ . وقَيس ورَبيعة وتميم يقولون : رحيم ورغيف وبَعير بكسر أوائلهنّ وقال السُّهَيْليُّ في الروض : الكسر لغةُ تَمِيمٍ في كلِّ فَعِيلٍ عَيْنُ فِعْله همزةٌ أَو غيرُهَا من حُرُوف الحَلْق فيسكرون أَوّله كرِحِيم وشِهِيد . وفي شرح الدُّرَيْدِيَّة لابن خالويه : كل اسم على فَعِيل ثانيه حرْفُ حَلْقٍ يجوز فيه إِتباعُ الفاءِ العَيْنَ كبِعِير وشِعِير ورِغِيف ورِحِيم وحكى الشيخ النوويُّ في تحريره عن الليث : أَنَّ قوْماً من العب يقولون ذلك وإن لم يكن عينُه حَرْفَ حلْق ككِبِير وكِرِيم وجِلِيل ونحْوِه . قلت : وهم بَنُو تَمِيم . كما تقدَّم . الشَّاهِدُ وهو العالِم الذي يُبيِّنُ ما عَلِمَه . قاله ابن سيدهوالشَّهِيدُ في أَسماءِِ الله تعالى : الأَمينُ في شَهادَةٍ ونصّ التكملة : في شهادَتِه . قاله أَبو إِسحاق وقال أَيضاً : وقيل : الشَّهِيد في أسمائِهِ تعالى : الذي لا يَغِيبُ عن عِلْمه شَيئٌ والشَّهِيدُ : الحاضِرُ . وفَعِيلٌ من أَبْنِيَةِ المبالغةِ في فاعل فإِذا اعتُبِر العِلمُ مُطْلَقاً فهو العَلِيمُ وإذا أُضِيفَ إلى الأُمُورِ الباطِنَةِ فهو الخَبِيرُ وإذا أُضِيفَ إلى الأُمورِ الظاهِرَةِ فهو الشَّهِيدُ . وقد يُعْتَبَرُ مع هذا أن يَشْهَدَ على الخَلْقِ يومَ القيامَة . والشَّهِيد في الشَّرْعِ : القَتِيل في سَبيلِ اللهِ واختُلف في سبب تَسمية فقيل : لأَنَّ ملائِكَةَ الرَّحْمَةِ تَشْهَدُهُ أَي تَحْضُر غُسْلَه أو نَقْلَ رُوحِه إلى الجَنَّة أَو لأَنَّ اللهَ وملائِكَتَه شُهودٌ له بالجَنَّةِ كما قال ابن الأَنبارِيّ . أَو لأَنّهُ مِمَّن يُسْتَشْهَدُ يومَ القيامةِ مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأُمَمِ الخاليَةِ التي كَذَّبت أَنبياءها في الدُّنيا . قال الله عز وجلَّ : " لتَكُونُوا شُهَدَاءَ على النَّاسِ ويكونَ الرَّسولُ عليْكُمْ شَهِيداً " وقال أبو إسحاق الزَّجَّاج : جاءَ في التفسير أَنَّ أُمَمَ الأَنبياءِ تُكَذِّبُ في الآخرةِ من أُرسِلَ إليهم فيَجْحَدُون أَنبياءَهُم هذا فيمن جَحَدَ في الدُّنْيا منهم أَمْرَ الرُّسلِ فتَشْهَدُ أُمَّةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بصِدْق الأَنبياءِ وتَشْهَدُ عليهم بتَكْذِيبِهم ويَشْهَدُ النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأُمّةِ بصِدْقِهِم . قال أبو منصور : والشِّهادةُ تكون للأَفضلِ فالأَفضلِ من الأُمْة فأَفْضَلُهم مَن قُتِلَ في سبيلِ اللهُ مُيِّزُوا عن الخَلق بالفضْل وبيَّن اللهُ أَنَّهُم " أَحياءٌ عِنْدَ ربِّهم يُرْزَقُون فَرحِينَ بما آتاهُم الله من فَضْلِه " ثم يَتْلُوهُم في الفَضْلِ من عَدَّه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شَهِيداً فإنه قال : " المَبْطُونُ شَهِيدٌ والمَطْعُون شَهِيد " قال : ومنهم أَن تموتَ المَرْأَةُ بِجُمْعٍ . وقال ابن الأُثير : الشًّهِيد في الأَصل : من قُتِلَ مُجَاهِداً في سبيلِ الله ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلقَ على من سَمَّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من المَبْطُون والغَرِقِ والحَرِقِ وصاحِب الهَدْم وذاتِ الجَنْب وغيرهم . أَو لِسُقُوطِهِ على الشَّاهِدَةِ أَي الأرض نقله الصاغاني أو لأَنه حَيٌّ لم يَمُتْ كأَنّه عِنْدَ رَبّهِ شاهدٌ أَي حاضِرٌ كذا جاء عن النَّضْر بن شُمَيْل . ونقله عنه أَبو داوود . قال أَبو منصور : أُراه تَأَوَّلَ قولَ اللهِ عَزَّ وجلُّ : " ولا تَحْسَبَنَّ الذينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ " كأَنَّ أَرواحَهم أُحْضِرَت دارَ السلامِ أَحياءُ وأَرواحُ غيرِهم أُخِّرَت إلى البَعْثِ . قال : وهذا قولٌ حَسَنٌ . أَو لأَنَّه يَشْهَدُ مَلَكُوتَ اللهِ ومُلْكَهُ المَلَكُوت : عالَمُ الغَيْبِ المُخْتَصًّ بأرْوَاحِ النُّفُوسِ . والمُلْكُ : عالَمُ الشَّهادةِ من المَحْسوساتِ الطّبيعٍيّة . كذا في تعريفات المناويّ
فهذه سِتَّةُ أَوْجُهٍ في سَببِ تَسمِيةِ الشَّهِيد . وقيل : لِقيامه بشهادَةِ الحَقِّ في أَمْرِ الله حتَّى قُتِل . وقيل : لأَنّه يَشْهَدُ ما أَعدَّ اللهُ له من الكرامةِ بالقَتْلِ . أَو لأَنّه شَهِدَ المغَازِيَ أَو لأَنّه شُهِدَ له بالإيمانِ وخاتِمةِ الخَيْرِ بظاهرِ حالِه أَو لأَنّ عليه شاهِداً يَشْهَدُ بِشَهادَتِه وهو دَمُه
وهذه خَمسَةُ أَوجهٍ أُخْرَى فصار المجموع منها أَحدَ عَشَرَ وَجْهاً . وما عدا ذلك فمرجوعٌ إلى أَحدِ هؤلاء عند المتأَمِّل الصادق . قال شيخنا : وقد اختَلَفُوا في اشتقاقه هل هو من الشَّهَادة أَو من المُشَاهَدة أَو الشُّهُود أَو هو فَعِيل بمعنَى مفعول أَو بمعنى فاعل . وذكروا لكُلِّ أَوْجُهاً . ذكر أَكثر ذلك مُحَرَّراً مُهذَّباً الشيخُ أَبو القاسم السُّهيليّ في الروض الأُنُف بما لا مَزِيد عليهج : شُهَداءُ وفي الحديث : " أَرْواحُ الشّثهَداءِ في حَواصِلِ طَيْرٍ خضْرٍ تَعْلُق من وَرَقِ الجَنَّةِ " . والاسمُ : الشَّهَادةُ وقد سَبقَت الإشارةُ إلى الاختلاف فيه قريباً . واَشْهَدُ بكذا : أَحْلِفُ . قال المصنِّف في بصائِرِ ذَوِي التمييز : قولهم شَهِدْت : يقال على ضَرْبَيْنِ : أَحدهما جارٍ مَجْرَى العِلْم وبِلَفْظِه تُقام الشهادةُ يقال : أَشْهَد بكذا ولا يُرْضَى من الشاهِدِ أَن يَقول : أَعلَم بل يُحتاج أن يقول أَشْهد . والثاني يجْرِي مَجْرَى القَسَمِ فيقول : أَشْهَد بالله إِنّ زيداً مُنْطَلِقٌ . ومنهم من يقول : إِنْ قال أَشْهَدُ ولم يَقُل : بالله يكون قَسَماً ويَجْرِي عَلِمت مَجْرَاه في القَسَم فيُجَأب بجواب القسم كقوله :
" ولقد عَلِمْتُ لتَأْنِيَنَّ عَشِيَّةً وشاهَدَهُ مُشَاهدةً : عايَنَهُ كشَهِده والمُشَأهَدةُ : مَنزِلةٌ عاليَةٌ من منازِل السَّالِكينَ وأَهلِ الاستِقَامةِ وهي مُشاهَدةُ معاينةٍ تلبس نُعوتَ القُدُسِ وتخْرس أَلسنة الإِشاراتِ ومُشَاهدة جمْعٍ تجْذب إلى عَيْنِ اليَقين وليس هذا مَحلَّ إِشاراتها . وامرأَةٌ مُشْهِدٌ بغير هاءٍ : حَضَر زَوْجُها وامرأَةٌ مُغِيبةٌ : غابَ عنها زَوْجُها وهذه بالهاء : هكذا حُفِظ عن العرب لا على مذهب القياس
والتَّشَهُّدُ في الصَّلاةِ م معروف وهو قِراءَة : التَّحِيّاتُ للهِ واشتقاقُه من أَشْهَدُ أَن لا إِله إلاّ اللهُ وأَشهد أَنَّ محمَّداً عبدُه ورسُولُه وهو تَفَعُّل من الشَّهَادَةِ وهو من الأَوْضَاعِ الشّرعيّة . والشَّاهِدُ : من أَسماءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال الله عزَّ وجلّ " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شاهِداً " أي على أُمَّتِك بالإِبْلاغِ والرِّسالة وقيل مُبَيِّناً . وقال تعالى : " وشاهِدٍ ومَشْهُودٍ " قال المفسِّرون : الشاهد : هو النبي صلى الله عليه وسلم . والشاهد : اللِّسَانُ من قولهم : لفُلانٍ شاهِدٌ حَسَنٌ أَي عِبارةٌ جَمِيلةٌ . وقال أَبو بكر في قولهم : ما لِفلان رُوَأءٌ ولا شَاهِدٌ معناه : مالَهُ مَنْظَرٌ ولا لسانٌ . والشاهِدُ : المَلَكُ قال مُجاهد : " ويَتْلوُهُ شَاهِدٌ مِنْهُ " أَي حافِظٌ مَلَكٌ قال الأَعشَى :
فلا تَحْسَبَنِّي كافراً لكَ نِعْمَةً ... عَلَى شاهِدِ يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال الفراءُ : الشاهِدُ : يَوْمٌ الجُمْعَةِ ورَوَى شَمِرٌ في حديث أَبي أَيُّوبَ الأَنصاريّ : " أَنّه ذَكَرَ صَلاَةَ العَصْرِ ثم قال : ولا صَلاةَ بَعْدَها حتَّى يُرَى الشَّاهِدُ . قال : قلنا لأَبي أَيُّوبَ : ما الشَّاهِدُ ؟ قال : النَّجْمُ كأَنَّه يَشْهَدُ في الليلِ أَي يَحْضُر ويَظْهَرُ . والشَّاهِد : ما يَشْهَد على جَوْدَةِ الفَرَسِ وسَبْقِه من جَرْيِهِ فسّره ابنُ الأَعرابيِّ وأَنشد لسُوَيْدِ بنِ كُرَعَ في صِفَةِ ثَوْر :
ولو شَاءَ نَجَّاهُ فلم يَلْتَبِسْ بِهِ ... له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْهُ وشاهِدٌ وقال غيره : شاهِدُه : بّذْلُه جَرْيَه وغائِبُه : مَصُونُ جَرْيِهِ . والشَّاهِدُ شِبْهُ مُخَاطٍ يَخْرُج مع الوَلَدِ وجمْعُه شُهُودٌ قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ الهِلالِيّ :
فَجاءَتْ بِمِثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبُوا ... له والثَّرَى ما جَفَّ عَنْهُ شُهُودُهَا قال ابن سِيده : الشُّهُود : الأَغراسُ التي تكون على رأْسِ الحُوَار . والشَّاهِد من الأُمورِ : السَّرِيعُ . وصَلاةُ الشاهِدِ : صَلاَةُ المَغْرِبِ قال شَمِرٌ : هو راجِعٌ إلى ما فَسَّرَه أَبو أَيُّوبَ أَنَّهُ النَّجْمُ . قال غَيره : وتُسَمَّى هذه الصّلاةُ صَلاَةَ البَصَرِ لأَنّه يُبْصَرُ في وَقْته نُجومُ السماءِ فالبَصَرُ يُدْرِكُ رُؤْيَة النَّجْمِ ولذلك قيلَ له : صلاةُ البَصَرِ وقيل في صلاة الشّاهد : إِنّها صلاةُ الفَجْرِ لأَن المُسَافِرَ يُصَلِّيها كالشَّاهِدِ لا يَقْصُرُ منها قال :
" فَصَبَّحَتْ قَبْلَ أَذانِ الأَوَّلِ
" تَيْمَاءَ والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ
" قَبْلَ صَلاَةِ الشَّاهِدِ المُسْتَعْجِلِورُوِيَ عن أَبي سَعيد الضَّرِيرِ أَنه قال : صَلاَةُ المَغْرِب تُسمَّى شاهداً لاسْتِوَاءِ المُقِيمِ والمُسَافِرِ فيها وأَنَّهَأ لا تُقْصَر . قال أَبو منصور : والقَوْلُ الأَوّلُ لأَنَّ صلاَةَ الفَجْر لا تُقْصَرُ أَيضاً ويَسْتَوِي فيها الحاضِرُ والمسافِرُ فلم تُسَمَّ شاهِداً . والمَشْهُود : يَوْمُ الجُمُعَة أَو يومُ القِيَامَةِ أَو يَوْمُ عَرَفَةَ الأَخير قاله الفرّاءُ لأَنّ الناسَ يَشْهَدُون كُلاًّ منها ويَحضُرون بها ويجمَعُون فيها . وقال بعضُ المفسِّرين : الشاهد : يَوْمُ الجُمُعةِ والمشهود : يَوْمُ القيامةِ . والشَّهْدُ : العَسَلُ ما دام لم يُعْصَر من شَمَعِه بالفتح لتميم ويُضَمُّ لأَهْل العالِيَة كما في المصباح واحدته شَهْدة وشُهْدة . وقيل : الشُّهْدة أَخَصُّ ج : شِهَأدٌ بالكسر قال أُمَيَّةُ :
إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاَءٍ ... لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ أَي من لُبابِ البُرّ . والشَّهْد : ماءٌ لبني المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ نقله الصاغاني
وفي التنزيل العزيز " شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إلاّ هُوَا " سَأَلَ المُنْذريّ أحمد بن يحيى عن معناه فقال : أَي عَلِم اللهُ وكذا كلُّ ما كانَ شَهِد اللهُ في الكتاب أَو قال اللهً قاله ابن الأعرابي . وقال ابن الأنباريّ : معناه بَيَّن اللهُ أَن لا إِله إلا هُوَ . وقال أبو عبيدة : معنى شَهِدَ اللهُ : قَضَى اللهُ وحقيقَتُه : عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَنَّ الشاهِدَ هو العالِمُ الذِي يُبَيِّنُ ما عَلِمَه فاللهُ قد دَلَّ على تَوحيدِهِ بجميع ما خَلَقَ فَبَيَّن أَنه لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَن يُنْشِئَ شيئاً واحداً مِمَّا أَنشأَ وشَهَدت المَلاَئِكَةُ لما عاينَتْ من عَظيمِ قُدْرَتِه وشَهِد أُولو العِلْمِ بما ثَبَت عِنْدَهم وَتَبيَّن مِن خَلْقِه الذِي لا يَقْدِرُ عليه غيرهُ وقالأبو العَبَّاس : شَهِدَ اللهُ : بَيَّن اللهُ وأَظْهَرَ . وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكِمِ أَي بَيَّن ما يَعْلَمُه وأَظْهَرَه . وفي قَولِ المؤذِّنِ : أَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إلاّ اللهُ وأَشهَدُ أَنَّ محمداً رسولُ الله . قال أَبو بكر بن الأنباري : أي أَعْلَمُ أن لا إِلهَ إلا اللهُ وأُبَيِّنُ أَن لا إِلهَ إلاّ اللهُ . وأَشْهَدَهُ إِمْلاَكَه : أَحْضَرَهُ وأَشْهَدَ فُلانٌ : بَلَغَ عن ثَعْلَبَ . وأَشْهَدَ اشْقَرَّ واخضَرَّ مِئْزَرُه . وأَشْهَدَ : أَمْذَى كشَهَّدَ تَشْهِيداً وهذه عن الصاغانيّ إلا أَنه قال في تَفسيره : أَكْثَرَ مَذْيَه . والمَذْيُ عُسَيلةٌ . وعن أَيب عمرو : أَشْهَدَ الغُلامُ إذا أَمْدَى وأَدرَكَ وأَشْهَدَت الجاريةُ إذا حاضَتْ وأَدْركَتْ وأَنشد :
" قامَتْ تُنَأجِي عامِراُ فأَشهَدا
" فَدَاسَها لَيْلَتَهُ حَتَّى اغْتَدَى وعن الكسائي : أُشْهِدَ الرَّجلُ مجهولاً : قُتِلَ في سبيل اللهِ شَهِيداً كاستُشْهِدَ : رُزِقَ الشَّهَادَةَ فهو مُشْهَدٌ كمُكْرَمٍ وأَنشد :
" أَنا أَقُولُ سأَمُوتُ مُشْهَدَا والمَشْهَد والمَشْهَدةُ والمَشْهُدَةُ بالفتح في الكلّ وضَمّ الهاء في الأَخير الأَخِيرَتَأن عن الفَرّاءِ في نوادره مَحْضَرُ الناس ومَجمَعُهم . ومَشَاهِدُ مكَّةَ : المواطِنُ التي يَجتمعون بها من هذا . وشُهُودُ النّاقَةِ بالضّمّ : آثَارُ مَوْضِعِ مَنْتِجها أَي المَوْضِع الذي أُنْتِجَت فيه من دَمٍ أَو سَلى وفي بعض النُّسخ : من سلًى أو دَمٍ . وكزُبَيْرٍ : الشيخ الزَّاهِدُ عُمَرُ هكذا في النُّسخ . و الصواب : عُمَيْر ابن سَعْدِ بنِ شُهَيْدِ بن عَمْرٍ أَميرُ حمصَ صاحبيٌّ وكان يقال له : نَسِيجُ وَحْدِه . وأُخته سَلاَّمةُ بنت سَعْد لها ذِكْر . وأَبو عامر أحمد بن عبدِ الملك ابنِ أحمدَ بنِ عبد المَلِك بن عمر ابن محمد بن عيسى بن شُهَيْدٍ الأَشْجَعِيّ الأَديبُ مؤلّف كتاب حانُوت العَطَّار . وُلِدَ بِقُرْطُبَة سنة 382 ووَرِث الرُّتْبَةَ والجَلالَةَ عن أَسْلافِه وتوفِّي سنة 436 ، وعلى رُخَامةِ قَبْرِه من شِعْرِهِ :
يا صاحِبي قُمْ فقَد أَطَلْنا ... أَنَحْنُ طُولَ المَدَى هُجُودُ
فقال لِي لنْ نقومَ منها ... ما دامَ مِن فَوقِنا الجَليدُتَذْكُرُ كَمْ لَيلةِ نَعِمْنا ... في ظِلِّهَأ والزَّمانُ عِيدُ
وكَمْ سُرورٍ هَمَي علينا ... سَحابُهُ بِرُّهُ يَجُود
كُلٌّ كأَنْ لم يَكُنْ تَقَضَّى ... وشُؤْمُه حاضرٌ عَتِيدُ
حَصَّلَه كاتِبٌ حَفِيط ... وضَمَّه صادِقٌ شَهِيد
يا وَيْلَنَا إِن تَنَكَّبَتْنا ... رَحْمةُ مَنْ بَطْشُهُ شَدِيدُ
يا ربِّ عَفْواً فأَنتَ مَوْلى ... قَصَّرَ في أَمْرِكَ العَبِيدُ وأَبوه أَبو مروان عبد الملك بن أَحمد بن عبد الملك بن شُهَيْد القُرْطُبِي رَوَى عن قاسم بن أَصْبَغ وغيره ومات سنة 393 . وعبدُ الملك بن مَرْوَان بن شُهَيْد أَبو الحسن القُرْطبيّ مات سنة 408 ذَكَرهما ابن بَشْكُوال
ومما يستدرك عليه : الشَّهاده اليَمينُ وبه فُسِّر قولُه تعالى : " فشَهَادهُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهادات باللهِ " . والمَشْهُود : صَلاَةُ الفَجْرِ . ويَومٌ مشهودٌ : يَحْضُره أَهلُ السماءِ والأَرضِ . والأَشْهَأد : الملائِكَةُ جمْع شاهِدٍ كناصِر وأَنصار وقيل : هم الأَنبياءُ . و " فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ " أَي مَن شَهِد منكم المِصْرَ في الشَّهْر . والشَّهَادَه : المَجْمَعُ من الناس . والمَشْهودةُ : هي المَكتوبةُ أَي يَشْهَدها الملائِكةُ ويُكْتَب أَجْرُها للمُصَلِّي . قال ابن سيده : والشاهِدُ : من الشَّهَأدة عند السُّلطان لم يُفسِّره كُراع بأَكثرَ من هذا . وتَشهَّدَ : طَلَبَ الشَّهادَةَ . ومُنْيَة شَهَادةَ : قَرْيَة بمصر . وذو الشَّهَأدَتَيْن : خُزَيمةُ ب ثابتٍ . والشاهِد بن غَأفِقِ بن عَكٍّ من الأَزْد . وشُهْدَةُ الكاتبة بالضّمّ : معروفة وبالفتح : أَبو اللَّيْث عَتِيقُ بن أَحمد الصُّوفِيّ صاحب شهْدة حَدّث بمصر عن أَحمدَ بن عَطاءٍ الرُّوذَبارِيّ وأَحمد بن حسن بن عليٍّ المصريّ عُرِف بابْن شَهْدَة من شُيوخِ الرَّشيد العَطَّار