الرِّدْفُ بِالْكَسْرِ : الرَّاكِبُ خلْفَ الرَّاكِبِ كَالْمُرْتَدِفِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والرَّدِيفِ وجَمْعُه : رِدَافٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً والرُّدَافَى كَحُبَارَى ومنه قَوْلُ الرَّاعِي :
" وخُودٍ مِنَ الَّلائِي يُسَمَّعْنَ في الضُّحَىقَرِيضَ الرُّدَافَى بِالْغِناءِ الْمُهَوَّدِ ويُقَال : الرُّدَافَى هنا : جَمْعُ رَدِيفٍ وبِهِمَا فُسِّرَ . وكُلُّ مَا تَبِعَ شَيْئاً فهو رِدْفُهُ . قال اللَّيْثُ : الرِّدْفُ : كَوْكَبٌ قَرِيبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ . الرِّدْفُ أَيضاً : تَبِعَةُ الأَمْرِ يُقال : هذا أَمْرٌ ليس له رِدْفٌ أَي : ليس لَهُ تَبِعَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ ويُحَرَّكُ أَيضاً نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ . الرِّدْفُ : جَبَلٌ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . واللِّيْلُ والنَّهَارُ وهُمَا رِدْفَانِ لأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما رِدْفُ الآخَرِ ويُقَالُ : لا أَفْعَلَهُ ما تَعَاقَبَ الرِّدْفَانِ وهو مَجَازٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ . الرِّدْفُ : جَلِيسُ الْمَلِكِ عَن يَمِينِهِ إِذا شَرِبَ يَشْرَبُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ ويَخْلُفُهُ علَى النَّاسِ إِذا غَزَا ويقْعُدُ مَوْضِعَ المَلِكِ حتى يَنْصَرِفَ وإِذا عَادَتْ كَتِيبَةُ المَلِكِ أَخَذَ الرِّدْفُ المِرْبَاعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . مِن المَجَازِ : الرِّدْفُ في الشِّعْرِ : حَرْفٌ سَاكِنٌ مِن حُرُوفِ الْمَدِّ واللِّينِ يَقَعُ قَبْلَ حَرْفِ الرَّوِيِّ ليس بَيْنَهما شَيْءٌ فإِنْ كان أَلِفاً لم يَجُزْ مَعَها غَيْرُهَا وإِن كان وَاواً جازَ مَعَهَا الياءُ كذا في الصِّحاحِ . قلت : وشاهدُ الأَوّل قولُ جَرير :
أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ والْعِتَابَا ... وقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لقد أَصَابَا وشاهِدُ الثَّانِي قوْلُ عَلْقَمَةَ بنِ عَبْدَةَ :
طحَا بِكَ قَلْبٌ في الحِسَانِ طَرُوبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيبُ وقال ابنُ سِيدَه : الرِّدْفُ : الأَلِفُ والْيَاءُ والواوُ التي قَبْلَ الرَّوِيِّ سُمِّيَ بذلك لأَنَّهُ مُلْحَقٌ في الْتِزَامِهِ وتَحَمُّلِ مُرَاعَاتِهِ بالرَّوِيَّ فجَرَى مَجْرَى الرِّدْفِ للرَّاكِبِ . والرِّدْفَانِ في قَوْلِ لَبِيد رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه يَصِفُ السَّفِينةَ :
فَالْتَامَ طَائِفُهَا الْقَدِيمُ فَأَصْبَحَتْ ... ما إِنْ يُقَوِّمُ دَرْأَهَا رِدْفَانِ قيل : هَمَا مَلاَّحَانِ يَكُونَانِ في وفي العُبَابِ واللِّسَانِ : على مُؤَخَّرِ السَّفِينَةِ والطَّائِفُ : ما يخرُج مِن الجَبَلِ كالأَنْفِ وأًرَادَ هَنَا : كَوْثَلَ السَّفِينَةِ . وفي قَوْلِ جَرِيرٍ :
مِنْهُمْ عُتَيْبَةُ والْمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والْحَنْتَفَانِ ومنهمُ الرِّدْفَانِ هما : قَيْسٌ وعَوْفٌ ابْنَا عَتَّابِ بنِ هَرَمِيٍّ قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ أَو أَحَدُ الرِّدْفَيْنِ : مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ الثانِي : رَجُلٌ آخَرُ مِن بَنِي رَبَاحِ بنِ يَرْبُوعٍ وكانت الرِّدَافَةُ في الجاهِلِيَّةِ في بَنِى يَرْبُوعٍ كما سَيَأْتي . والرَّدِيفُ : نَجْمٌ آخَرٌ قَرِيبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو بعِيْنِه الرِّدْفُ الذي تَقَدَّم ذِكْرُه عن اللِّيْثِ . الرَّدِيفُ أَيضاً : النَّجْمُ الذي يَنُوءُ مِن الْمَشْرِقِ إَذا غَرَبَ وفي الصِّحاحِ : غَابَ رَقِيبُهُ في المَغْرِبِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . قال أَبو حاتمٍ : الرَّدِيفُ : الذي يَجِيءُ بِقِدْحِهِ بَعْدَ فَوْزِ أَحِدِ الأَيْسَارِ أَو الاثْنِينِ منهم فَيَسْأَلُهُمْ أَنْ يُدْخِلُوا قِدْحَهُ في قِدَاحِهِمْ وقال غيرُه : هو الذي يَجِيءُ بقِدْحِهِ بَعْدَما اقْتَسَمُوا الجَزُورَ فلا يَرُدُّونَهُ خَائِباً ولكنْ يَجْعَلُونَ له حَظّاً فيما صَارَ لهم من أَنْصِبَائِهِمْ والجمعُ : رِدَافٌ . قال اللَّيْثُ : الرَّدِيفُ في قَوْلِ أَصْحابِ النُّجُومِ : النَّجْمُ النَّاظِرُ إِلى النَّجْمِ الطَّالِع وبه فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" ورَاكِبُ الْمِقْدَارِ والرَّدِيفُ
" أَفْنَى خُلُوفاً قَبْلَهَا خُلُوفُ وراكبُ المِقْدارِ : هو الطَّالِعُ . قال ابنُ عَبَّادٍ : بَهْمٌ رَدْفَى كَسَكْرَى : أَي وُلِدَتْ في الخَرِيفِ والصَّيْفِ في آخِرِ وِلاَدِ الْغَنَمِ فكأَنَّهَا رَدِفَ بَعْضُها بَعْضاً . الرَّدَافُ كَكِتَابٍ : الْمَوْضِعُ الذي يَرْكَبُهُ الرَّدِيفُ وأَخْصَرُ منه عبارةُ المُفْرَدَاتِ : والرِّدَافُ : مَرْكَبُ الرِّدْفِ وفي الأَسَاسِ : ووَطَّأَ له علَى رِدَافِ دَابَّتِهِ وهو مَقْعَدُ الرَّدِيفِ مِن وِطَائِهَا ومنه قَوْلُ الشاعِرِ : لِيَ التَّصْدِيرُ فَاتْبَعْ في الرِّدَافِ والرِّدَافَةُ بَهَاءٍ : فِعْلُ رِدْفِ الْمَلِكِ كَالْخِلاَفَة وكانَتْ في الجاهِلِيَّةِ لِبَنِى يَرْبُوعٍ : لأَنَّه لم يكُنْ في العربِ أَحَدٌ أَكْثَرَ غارةً علَى مُلُوكِ الحِيرَةِ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ فصَالَحُوهم علَى أَن جَعَلُوا لهم الرِّدَافَةَ وَيَكُفُّوا عن أَهْلِ العِراقِ الغَارَةَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لَجَرِيرٍ - وهو من بَنِي يَرْبوعٍ :
" رَبَعْنَا وأَرْدَفْنَا الْملُوكَ فَظَلِّلُواوِطَابَ الأَحَالِيبِ الثُّمَامَ الْمُنَزَّعَاوِطَاب : جَمْعُ وَطْبِ اللَّبَنِ قال ابنُ بَرِّيّ : الذي في شِعْرِ جَريرٍ : ( ورَادَفْنَا الملُوكَ ) قال : وعليه يَصِحُّ كلامُ الجَوْهَرِيِّ لأَنَّه ذكَره شَاهِداً على الرِّدَافَةِ والرِّدافَةُ مَصْدَر رَادَفَ لا أَرْدَفَ وقال المبَرِّد : للرِّدافةِ مَوْضِعانِ : أَحَدُهما : أَنْ يُرْدِفَه الملُوكُ دَوَابَّهم في صَيْدٍ والآخَر أَن يَخْلُفَ المَلِكَ إِذا قامَ عن مَجْلِسِهِ فَيَنْظُرُ في أَمْرِ الناسِ قال : كان المَلِكُ يُرْدِفُ خَلْفَهُ رجلاً شَرِيفاً وكانوا يَرْكَبُونَ اٌلإِبِلَ وأَرْدَافُ المُلُوكِ : هم الذين يَخْلُفُونَهم في القِيَامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمَنْزِلَةِ الوُزَرَاءِ في الإِسْلامِ واحدُهم رِدْفٌ والاسْمُ الرِّدافَةُ كالوِزَارةِ . والرَّوَادِفُ : رَوَاكِيبُ النَّخْلِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال ابنُ بَرِّيّ : الرَّاكُوبُ : ما نَبَتَ في أَصْلِ النَّخْلِة وليس له في الأَرْضِ عِرْقٌ . قال ابنُ عَبّادٍ : الرَّوَادِفُ : طَرَائِقُ الشَّحْمِ ومنه حديثُ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ : ( علَى أَكْتَافِهَا أَمْثَالُ النَّوَاجِدِ شَحْماً تَدْعُونَهُ أَنتم الرَّوَادِفَ ) الْوَاحِدَةُ رَادِفَةٌ . أَمَّا رَادُوفٌ فهو وَاحِدُ الرَّوَادِيفِ بمَعْنَى رَاكُوبِ النَّخْلِ كما في المُحِيطِ . والرُّدَافَى كَحُبَارَى الأَوْلَى تَمْثِيلُهَا بكُسَالَى : الْحُدَاةُ أَي حُدَاةُ الظُّعْنِ والأَعْوَانُ لأَنَّهُ إِذا أَعْيَا أَحْدُهُمْ خَلَفَهُ الآخَرُ وقال لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه :
عُذَافِرَةٌ تَقَمَّصُ بِالرُّدَافَى ... تَخَوَّنَهَا نُزُولِى وارْتِحَالِى هو جَمْعُ رَدِيفٍ كالفُرَادَى جَمْعٌ فَرِيد منه قَوْلُهم : جَاءُوا رُدَافَى أَي مُتَرَادِفِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وذلك إِذا لم يَجِدُوا إِبِلاً يتَفَرَّقونَ عليها ورأَيتُ الجَرَادَ رُدَافَى رَكِبَ بَعْضُها بَعْضاً وجاءُوا فُرَادَى ورُدَافَى : وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ مُتَرَادِفِينَ . والرُّدَافَى فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَق يَهْجُو جَريراً وَبنِي كُلَيْبٍ :
ولكِنَّهُمْ يُكْهِدُونَ الحَمِيرَ ... رُدَافَى علَى الْعَجْبِ والْقَرْدَدِ جَمْعُ رَدِيفٍ لا غَيْرُ ويُكْهِدُونَ : يُتْعِبُونَ . ورَدِفَهُ كَسَمِعَهُ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ وغيرُه رَدَفَهُ مِثْلُ نَصَرَهُ وبه قَرَأَ الأَعْرَج : ( رَدَفَ لَكُمْ ) بفَتْحِ الدَّالِ : تَبِعَهُ يُقَال : نَزَلَ بهم أَمْرٌ فرَدِفَ لهم آخَرُ أَعْظَمُ منه وقَوْلُه تعالَى : ( عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ) قال ابنُ عَرَفَةَ : أَي دَنَا لكم وقال غيرُه : جاءَ بَعْدَكُم وقيل : مَعْناه : رَدِفَكم وهو الأَكْثَرُ وقال الفَرَّاءُ : دَخَلَت اللاَّمُ لأَنَّه بمعنَى قَرُبَ لكم واللامُ صِلَةٌ كقَوْلِه تعالَى : ( إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) كَأَرْدَفَهُ مِثَالُ تَبِعَهُ وأَتْبَعُهُ ومنه قَوْلَهُ تعالَى : ( بِأَلْفٍ مِن الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِين ) قال الزَّجَّاجُ : يَأْتُونَ فِرْقَةً بَعْدَ فِرْقَةٍ وقال الفَرَّاءُ : أَي : مُتَتَابِعِينَ : رَدِفَه وأَرْدَفَهُ بمَعْنًى واحدٍ وقَرَأَ أَبو جعفرٍ ونافِعٌ ويعقوبُ وسَهْلٌ : ( مُرْدَفِينَ ) بفَتْحِ الدَّالِ أَي فُعِلَ ذلك بهم أَي : أَرْدَفَهُمْ اللهُ بغَيْرِهِم وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لخُزَيْمَةَ بنِ مالكِ بنِ نَهْدٍ قلتُ : هو ابنُ زيدِ بنِ لَيْثِ بنِ سُوْدِ بنِ أَسْلَمَ بنِ الْحَافى بنِ قُضَاعَةَ :
إِذَا الْجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّا ... ظَنَنْتُ بِآل فَاطِمَةَ الظُّنُونَا قلتُ : وبَعْدَهُ :
ظَنَنْتُ بها وظَنُّ المَرْءِ حَوْبٌ ... وإِنْ أَوْفَى وإِنْ سَكَنَ الحَجُونَا
وحَالَتْ دون ذلك مِنْ هُمُومِي ... هُمُومٌ تُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا قال الجْوْهَرِيُّ : يَعْنِي فاطَمَةَ بنتَ يَذْكُرَ بنِ عَنَزَةَ أَحَدِ القَارِظَيْنِ . قال ابنُ بَرِّىّ : ومِثْلُ هذا البيتِ قَوْلُ الاخَرِ :
قَلاَمِسَةٌ سَاسُوا الأُمُورَ فَأَحْسَنُوا ... سِيَاسَتَهَا حَتَّى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِقال : ومَعْنَى بيتِ خُزَيْمَةَ علَى ما حَكَاهُ عن أَبِي بكرِ بنِ السَّرَّاجِ أَنَّ الجَوْزَاءَ تَرْدُفُ الثُّرَيَّا في اشْتِدَادِ الحَرِّ فتَتَكَبَّدُ السَّمَاءَ في آخِرِ اللَّيْلِ وعندَ ذلك تَنْقَطِعُ المِيَاهُ وتَجِفُّ وتَتَفَرَّقُ النَّاسُ في طَلَبِ المِيَاهِ فتَغِيبُ عن مَحْبُوبَتُه فلا يَدْرِي أَينَ مَضَتْ ولا أَينَ نَزَلَتْ . وقال شَمِرٌ : رَدِفْتَ وأَرْدَفْتَ : فَعَلْتَ بنفسِك فإِذا فَعَلْتَ بغَيْرِك فأَرْدَفْتَ لا غيرُ قال الزَّجَّاجُ : يُقَال : رَدِفْتُ الرَّجُلَ : إِذا رَكِبْتَ خَلْفَه وأَرْدَفْتُه : أَرْكَبْتُه خَلْفِي قال ابنُ بَرِّىّ : وأَنْكَرَ الزُّبَيْدِيُّ : أَرْدَفْتُه مَعَهُ بمَعْنَى أَرْكَبْتُهُ قال : وصَوَابُهُ : ارْتَدَفْته فأَمَّا أَرْدَفْتُه وَردِفْتُه فهو أَن تكونَ أَنتَ رِدْفاً له وأَنْشَدَ :
" إِذَا الجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّالأَنَّ الجَوْزاءَ خَلْفَ الثُّرَيَّا كالرِّدْفِ . أَرْدَفَتِ النُّجُومُ : إِذا تَوَالَتْ . ومُرَادَفَةُ الْمُلُوكِ : مُفَاعَلَةٌ مِن الرَّدَافَةِ ومنه قَوْلُ جَرِير الذي تقدُّم ذِكْرُه : رَبَعْنَا وأَرْدَفْنَا المُلُوكَ وتقدَّم الكلامُ عَلَيْه . المُرَادَفَةُ مِن الْجَرَادِ : رُكُوبُ الذَّكَرِ الأُنْثَى ورُكُوبُ الثَّالِثِ عَلَيْهِمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . يُقَال : هّذِه دَابَّةٌ لا تُرَادِفُ وهو الكلامُ الفَصِيحُ وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِىُّ جَوَّز اللَّيْثُ : لا تُرْدِفُ وتَبِعَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والرَّاغِبُ وقيل : هي قَلِيلَةٌ أَو مُوَلَّدَةٌ مِن كَلامِ الحَضَرِ كما قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ : أَي لا تَحْمِلُ وفي الأَسَاسِ : لا تَقْبَلُ رَدِيفاً . وارْتَدَفَهُ : رَدِفَهُ ورَكِبَ خَلْفَهُ قال الخليلُ : سَمِعْتُ رجلاً بمكَّةَ يَزْعُم أَنَّهُ مِن القُرَّاءِ وهو يَقْرَأُ : مُرُدِّفِينَ بضَمِّ المِيمِ والرًّاءِ وكَسْرِ الدَّالِ وتَشْدِيدِها - وعنه في هذا الوَجْهِ كَسْرُ الرَّاءِ - فالأُولَى أَصْلُهَا : مُرْتَدِفِينَ لكنْ بعدَ الإِدْغَامِ حُرِّكتِ الرَّاءُ بحَرَكةِ المِيمِ وفي الثَّانِيَةِ حَرَّكَ الرَّاءَ السَّاكِنَةَ بالكَسْرِ وعنه في هذا الوجْهِ وعن غيرِه بفَتْحِ الرَّاءِ كأَنَّ حَرَكَةَ التَّاءِ أُلْقِيَتْ عليها وعن الجَحْدَرِىِّ بسُكُونِ الراءِ وتَشْدِيدِ الدَّالِ جَمْعاً بيْن السَّاكنَيْن . ارْتَدَفَ العَدُوِّ : إِذا أَخَذَهُ مِن وَرَائِهِ أَخْذاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ عن الكِسَائِيِّ . واسْتَرْدَفَهُ : سَأَلَهُ أَنْ يُرْدِفَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسَائِيِّ فَأَرْدَفَهُ . قال الأَصْمَعِيُّ : تَرَادَفَا عليه وتَعَاوَنَا بمَعْنًى وَاحِدٍ وكذلك تَرَافَدَا . من المَجَازِ : تَرَادَفَا أَى تَنَاكَحَا قال اللَّيْثُ : كِنَايَةً عن فِعْلٍ قَبِيحٍ . تَرَادَفَا أَيْضاً : تَتَابَعَا يُقَال : تَرَادَفَ الشَّيْءُ أَي : تَبِعَ بَعْضُه بَعْضاً . مِن المَجَازِ : الْمُتَرَادِفُ مِن الْقَوَافِي : ما اجْتَمَع فِيهَا أَي في آخِرِهَا سَاكِنَانِ وهي مُتَفَاعِلانْ ومُسْتَفْعِلانْ ومفاعلان ومفتعلان وفاعِلتَان وفعلتان وفعليان ومفعولان وفاعلان وفعلان ومفاعيل وفعول سُمِّىَ بذلك لأَنَّ غَالِبَ العَادةِ في أَواخِرِ الأَبْيَاتِ أَن يكونَ فيها ساكنٌ واحِدٌ رَوِيَّاً مُقَيَّداً كان أَو وَصْلاً أَو خُرُوجاً فلمَّا اجْتَمَعَ في هذه القافِيَةِ سَاكِنَانِ مُتَرادِفانِ كان أَحَدُ السَّاكِنَيْنِ رِدْفَ الآخَرِ ولاَحِقاً بِه . المُتَرَادِفُ : أَنْ تَكُونَ أَسْمَاءٌ لِشَيْءٍ وَاحِدٍ وهي مُوَلَّدَةٌ ومُشْتَقَّةٌ مِن تَرَاكُبِ الأَشْيَاءِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . ورَدَفَانُ مُحَرَّكَةً : ع عن ابنِ دُرَيْدٍ . ورِدْفَةُ بِالْكَسْرِ : ع آخَرُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِىُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : رِدْفُ كُلِّ شَيْءٍ : مُؤَخَّرُه . والرِّدْفُ : الكَفَلُ : والعَجُزُ وخَصَّ بَعْضُهم به عَجِيزَةَ المَرْأَةِ والجَمْعُ مِن كلِّ ذلك : أَرْدَافٌ . والرَّوادِفُ : الأَعْجَازُ قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرَى أَهو جمع ردف نادر أم هو جَمْعُ رَادِفَةٍ وكلُّه مِن الإِتْباعِ . والعَجِبُ مِن المُصَنِّفِ كيف تَرَكَ ذِكْرَ الرَّدْفِ بمَعْنَى الكَفَلِ وقد ذَكَرَهُ اللَّيْث والجَوْهَرِىُّ والزَّمَخْشَرِىّ والصّاغَانِيُّ . والارْتِدَافُ : الإسْتِدْبارُ . وأَرْدَفَ الشَّيْءَ بالشَّيءِ وأَرْدَفَهُ عليه : أَتْبَعَهُ عليْه قال :
" فأَرْدَفَتْ خَيْلاً على خَيْلٍ لِي
" كالثِّقْلِ إِذْ عَالَى بِهِ الْمُعَلِّىوجَمْعُ الرَّدِيفِ : رُدَفاءُ . وقال أَبو الهَيْثَمِ : يُقَال : رَدِفْتُ فُلاناً : أَي صِرْتُ له رِدْفاً . والرادف : المتأخر والمُرْدِفُ : المُتَقَدِّم . وقيل : مَعْنَى ( مُرْدِفِينَ ) في الآيَةِ : أَي مُرْدِفِين مَلاَئِكَةً أُخْرَى فعلَى هذا يكونُونَ مُمَدِّينَ بأَلْفَيْنِ مِن المَلائِكَةِ وقيل : عَنَى بالمُرْدِفِينِ المُتَقَدِّمِين للعَسْكَرِ يُلْقُونَ في قُلوبِ العِدَى الرُّعْبَ وقُرِىءَ ( مُرْدَفِينَ ) بفَتْحِ الدَّالِ أَي أَرْدَفَ كلُّ إِنْسَانٍ مَلَكاً قَالَهُ الرَّاغِبُ . والرِّدْفُ : الحَقِيبَةُ وغيرُهَا مِمَّا يكونُ وَرَاءَ الإِنْسَانِ كالرِّدْفِ ومنه قَولُ الشاعِرِ :
فَبِتُّ علَى رَحْلِي وبَاتَ مَكَانَهُ ... أُرَاقِبُ رِدْفِي تَارَةً وأُبَاصِرُه وأَردَافُ النُّجُومِ : تَوَالِيهَا وتَوَابعُهَا قال ذُو الرُّمَّةِ :
السَّفْرُ بفتح فسكون : الكَنْسُ يقال : سَفَرَ البَيْتَ وغيرَهَ يَسْفِرُهُ سَفْراً إذا كَنَسَه وفي الحديث أنّ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى الّنبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمْ فقال : يا رسُولَ الله لو أمَرْتَ بهذَا البَيْتِ فَسُفِرَ أي كُنِسَ قاله الأصْمَعِيّ
السَّفْرُ بنُ نُسَيِرِ بنِ أبي هُرَيْرَةَ التّابعيّ السَّفْرُ : والِدُ أبِي الفَيْضِ يُوسُف و قال المِزِّيّ الأسْمَاءُ بالسُّكُونِ والكُنَى بالحَرَكَةِ كذا نقَلَه عنه الحافظ في التَّبْصِير فقولُ شيخِنَا : هي قاعدَةٌ أغْلَبْيّة عند المُحَدِّثِين وَرَدَتْ كلماتٌ على خِلافِها مَحَلُّ تَأَمُّل وكان يَنْبِغي له استيفاءُ تلك الكلماتِ حتى يظْهر ما قال وأنَّي له ذلك . والمِسْفَرَةُ : المِكْنَسةُ لأنَّها آلة السَّفْرِ كالمِسْفَرِ
والسُّفارِةُ بالضّم : الكُنَاسَةُ السَّفْرُ : الكَشْطُ يقال : سَفَرَت الرِّيحُ الغْيمَ عن وَجْهِ السّماءِ سَفْراً : كَشَطتْهُ فانْسَفَرَ قالَ العَجّاج :
" سَفْرَ الشَّمَالِ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا وهو مَجازٌ . السَّفْرُ : التَّفْريقُ يقال : سَفَرَت الرِّيحُ الغَيْمَ سَفْراً فانْسَفَر : فَرَّقَتْه فَتَفرّقَ يَسْفِرُ بالكسرِ في الكُلّ . السَّفْر : الأثَرُ يَبْقَى ج سُفُورُ بالضَّمّ . وسَفْرُ بنُ نُسَيْر : مُحَدّث وورد في تاريخ البُخَارىّ سَقَر بالقَاف محرَّكَةً وفي الهامش بخطّ أبِي ذَرٍّ صوابُه سَفْر بالفاء ساكنة حَدّث عن يَزِيد بنِ شُرَيحْ عن أبِي أُمامَةَ . ورَجُلٌ سَفْرٌ وقَوْمُ سَفْرُ وهو جمْع سافِر كشارب وشَرْب ويقال رجل سافِرُ وسَفْر أيضاَ وقد يكون السَّفْرُُ للواحِد قال الشاعر :
" عُوجِي علىَّ فإنَّني سَفْرُ أي مُسافِر مثل الجَمْع لأنَّه في الأصْلِ مصدر . قَوْمٌ سافِرَةٌ وأسْفَارٌ وسُفّارٌ أي ذَوُو سَفَرٍ لضدّ الحَضَرِ سُمِّيَ به لما فيه من الذَّهابِ والمَجِيءِ كما تَذْهَبُ الريحُ بالسَّفيرِ من الوَرَقِ وتَجِيءُ كذا في المحكم
وفي التّهْذيب : سُمِّيَ السَّفَرُ سَفَراً لآَنه يُسْفِرُ عن وُجُوهِ المُسَافُريِنَ وأخْلاَقَهِم فَيُظْهِرُ ما كان خافِياً فِيها . والسّافِرُ المسافر قيل : إنما سُمِّيَ مُسَافِراً لكَشْفِه قِنَاعَ الكِنِّ عن وَجْهه ومَنَازِلَ الحَضَرِ عن مَكانِه ومَنْزِلَ الَخفْضِ عن نَفْسِه وبُرُوزِه للأرْضِ الفَضَاءِ لا فِعْلَ لَه . وفي المُحْكم : ورَجُلٌ سافِرٌ : ذو سَفَرٍ وليس على الفِعْلِ لأنّا لم نَرَ له فِعْلاً
وفي المصباح : سَفَرَ الرجُلُ سَفَراً مثل طَلَب : خرج للارْتِحالِ فهو سافِرٌ والجَمْعُ سَفْرٌ مثل صاحِبٍ و صَحْب لكن استعمالَ الفعلِ مَهْجُورٌ واستعمِلَ المَصْدَر اسْماً وجُمِعَ على أسْفارٍ
السّافِرُ : القَليِلُ اللَّحْمِ من الخّيْلِ قال ابنُ مُقْبِل :
لا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ ولا هَبِجٌ ... كاسي العِظَامِ لَطِيفُ الكّشْح مَهْضُومُ
السّافِرةُ بهاءٍ : أُمَّةٌ من الرُّومِ سُمُّوا كأنَّهُ لِبُعدِهمْ وتَوَغُلهم في المَغْرِب ومنه الحديثُ عن سَعِيد ابنِ المُسَّيبِ مَرْفوعاً : لولا أصْوَاتُ السَّافِرةِ لسَمِعْتم وَجْبَةَ الشَّمْس حكاه الهَرَويّ في الغَرِيبْين قال الأزهريّ : كذا جاءَ التفسيرُ مُتَّصِلا بالحديث الوَجْبَةُ : الغُرُوبُ يعني صّوْتَه فحذف المضاف
والمِسْفَرُ بالكسرة : الرّجُلُ الكَثِيرُ الأَسْفَارِ والمِسْفَرُ أيضاً القَوِيُّ على السَّفَرِ اقْتَصَر الأَزْهَرِيُّ على الثاني وجمعهما ابنُ سِيدَه في المُحْكَم ونصُّه : والمِسْفَرُ : الكثيرُ الأَسفارِ القَوّيُ عليها فلو قال المصنّف هكذا كان أخْصَر زاد الأَزهريّ : وهي مِسْفَرَةٌ بهاءٍ أنشد في المُحْكم :
" لن يَعْدمَ المَطِيُّ مِنّي مِسْفَراً
" شَيْخاً بَحَالاً وغُلاماً حَزْورا وبَعِيرٌ مِسْفَرٌ : قويُّ على السفر قال النَّمِرُ بن توْلَب :
أجَرْتُ إليكَ سُهوبَ الفَلاةِ ... ورَحْلي على جَمَل مِسْفَرِ وناقةٌ مِسْفَرَةٌ ومِسْفارٌ كذلك قال الأَخْطَلُ :
ومَهْمَهٍ طامِسٍ تُخْشَى غَوائِلُه ... قَطَعْتُه بكَلُوءٍ العَيْنِ مِسْفَارِ والسُّفْرَةُ بالضَّم : طَعامُ المُسَافِر المُعَدّ للسَّفر هَذا هو الأَصْلُ فيه ثم أُطلِقَ على وِعَائِه وما يُوضَع فيه من الأَدِيم ثم شَاعَ الآن فيما يُؤْكَلُ عليه . وفي التَّهْذيب : السُّفْرَةُ : التي يُؤكلِ عليها وسُمِّيت لأنها تُبْسَطُ إذا أُكِلَ عليها . السِّفارُ ككِتَاب : حَدِيَدةٌ يُخْطَمُ بها البَعِيرُ قاله الأَزهرّي أو جِلْدَةٌ تُوضَعُ على أنْفِ البَعِير وقال اللّحْيَانيّ : السِّفارُ والسِّفارَةُ : الذي يَكُونُ على أنْفِ البَعِيرِ بمَنْزِلَةِ الحَكَمَةِ مُحَرَّكَة وقوله من الفَرَسِ زيادةٌ من المصنف على عبارة اللّحْيَانِيّ ج أسْفِرَةٌ وسُفْرٌ بالضم وسَفَائرُ
وقد سَفَرَهُ به يَسْفِرُه بالكسر وهكذا قاله الأصمعيّ سَفَرْتُه بالسِّفارِ . وقال اللَّيثُ : هو حَبْلٌ يُشدُّ على خِطامِ البعَيرِ فيُدارُ عليه ويُجْعلُ بَقيَّتُه زِمامَاً ورُبّما كان من حَدِيد . وأسْفَرَهُ إسفاراً وهذا قولُ أبي زيْد وسَفّرَهُ تَسْفيراً وهو في المُحْكم
وسَفَرَ الصُبْحُ يَسْفِرُ بالكسر سَفراً : أضاءَ وأشْرَقَ كأسْفَرَ وأنكرَ الأصمعيّ أسْفَرَ
وفي البصائر والمُفْردات والإسْفارُ يخْتصُّ باللون نحو والصُّبحِ إذا أسْفَرَ أي مُشْرِقةٌ مضِيئةٌ . وفي الأساس : ومن المجاز : وجْهٌ مُسْفِرٌ : مُشْرقٌ سُروراً . وفي التهذيب : أسْفرَ الصُبحُ إذا أضاءَ إضاءَةً لا يُشَكّ فيه ومنه قولُه صلى الله عليه وسلم : " أسْفِروا بالفجْرِ فإنه أعْظَمُ لللأجْر " يقول : صلُّوا الفجرَ بعد تَبيُّنِه وظُهورِه بلا ارْتِيَاب فيه فكلّ مَنْ نَظَرَه عَلِم أَنه الصّادِقُ وسُئلَ أحمدُ بن حَنْبَل عن الإِسْفَارِ بالفَجْرِ فقال : أَنْ يَتَّضِحَ الفَجْرُ حتى لا يُشَكَّ فيه ونحوه قال إسْحَاق وهو قولُ الشّافِعِي وأَصحابه
ويقال : أَسْفِرُوا بالفَجْرِ : طَوِّلُوها إلى الإِسْفَارِ وقيل : الأَمْرُ بالإِسْفَارِ خاصٌّ في اللّيَالِي المُقْمِرَة لأنّ أولَ الصُّبحِ لا يَتَبَيّن فيها فأُمِرُوا بالإِسْفارِ احتِياطاً ومنه حديث عُمَر : صَلّوا المَغْرِبَ والفِجَاجُ مُسْفِرةٌ أي بيِّنةٌ مُضِيئَةٌ لا تَخَْْفى وفي حديث عَلْقَمَةَ الثَّقَفِي : كَانَ يَأْتِينَا بِلالٌ يُفْطِرُنا ونحن مُسْفِرُونَ جِداًّ كذا في النهاية . من المجاز : سَفَرَت الحَرْبُ : وَلَّتْ . في البَصَائِر : السَّفْرُ : كَشْفُ الغِطَاءِ ويَخْتَصّ ذلك بالأَعْيَانِ يقال : سَفَرَت المَرْأةُ إذا كَشَفَتْ عن وَجْهِها النِّقَابَ وفي المحكم : جَلَتْه وفي التهذيب : ألْقَته تَسْفِرُ سُفُوراً فهي سِافرٌ وهنَّ سَوافِرُ وبه تَعْلَمُ أَن ذِكْرَ المرأةِ للتَّخْصِيصِ لا للتَّمْثِيلِ خلافاً لبعضهِمسَفَرَ الغَنَمَ : باع خِيَارَها . سَفَرَ بينَ القَوْمِ : أَصْلَحَ يَسْفِرُ بالكسر ويَسْفُر بالضم سَفْراً بالفتح وسَفَارَةً كسَحَابةِ وسِفَارَةً بالكسر وهي كالكَفَالَةِ والكِتَابَةِ يرادُ بها التَّوَسُّط للإصلاحِ فهو سَفيِرٌ كأَمِيرٍ وهو المُصْلِحُ بين القَومْ وإنما سُمي به لأَنه يَكْشِفُ ما في قلبِ كلٍّ منهما ليُصْلِحَ بينهما ويُطلقَ أيضاً على الرَّسُولِ لأنه يُظْهِرُ ما أَمِرَ به وجمَعَ بينهما الأَزهري فقال : هو الرّسولُ المُصْلِحُ . السَّفُّور كَتُّنورٍ : سَمَكَةٌ كثيرةُ الشَّوْكِ قَدْر شِبْرٍ وضَبْطَه الصاغاني كصَبُور . السَّفُّورَةُ : بهاءٍ : جريدةٌ من ألواحٍ يُكتبُ عليها فإذا استَغْنَوا عن المَكْتَوبْ مَحَوْهُ وهي مُعَرِّبَةٌ ويقال لها أيضا : السَّبُّورَةُ بالباءِ وتقدم . سَفَارِ كقَطَامِ : اسم بِئْر قبلَ ذِي قارٍ بين البَصْرَةِ والمَدِينَة لبني مازِنِ بن مالِكٍ قال الفَرَزْدَقُ :
" مَتَى ما تَرِدْ يَوْماً سَفَارِ تَجِدْ بِهَاأُدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَجِيزَ المَعَوَّرَا يقال : اعلِفْ دَابّتَك السَّفِير كأَمِيرٍ : ما سَقطَ من وَرَقِ الشَّجَرِ وفي التَّهْذِيب : وَرَقُ العُشْبِ لأَنَّ الرِّيحَ تَسْفِرهُ وأنشدَ لذِي الرُّمَّة :
وحائِلٌ من سَفيرِ الحَوْلِ جَائِلهُ ... حَوْلَ الجَرَاثِيمِ في أَلْوَانِه شَهَبُ يعني الوَرَقَ تَغَيَّرَ لونُهُ فحالَ وابْيَضَّ بعد أن كانَ أَخْضَرَ . السَّفِيرُ ع : السَّفِيرَةُ بهاءٍ قِلادَةٌ بِعُرًي جمع عُرْوَة من ذَهَبٍ وفِضَّة . سَفِيرَةُ : ناحِيةٌ ببلادِ طَيِّءٍ وقيل : صَهْوَةٌ لبني جَذيِمةَ من طَيِّءٍ يُحيطُ بها الجبلُ ليس لمائِهَا مَنْفَذ . سُفَيْر كزُبَيْرٍ : ع آخرُ بنجْد وهو قَارَةٌ ضَخْمَة . سُفَيْرةَ كجُهَيْنَة : هَضْبَةُ . مَعْرُوفَةٌ ذكرها زُهَيْرٌ في شعره . ومَسَافِرُ الوَجْهِ : ما يَظْهَرُ منه قال امرُؤُ القَيْسِ :
ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَي نَقِيُّةٌ ... وأَوجْهُهُمُ بيضُ المَسَافِرِ غُرّانُ وأَسْفَرَ : دَخَلَ في سَفَرِ الصُبْحِ محرّكةً وهو انْسِفَارُ الفَجْرِ قال الأَخْطَلُ :
إِني أَبِيتُ وهَمُّ المرءِ يَبْعَثُه ... من أَوّل اللّيل حتى يُفْرِجَ السَّفَرُ . يريد الصُّبْحَ يقول : أَبِيتُ أَسْري إلى انْفِجَارِ الصُّبحِ وبه فسَّر بعضُهمُ حديثَ " أَسْفِرُوا بالفَجْرِ " . ويقال : أسْفَرَ القَوْمُ إِذا أَصْبَحُوا . أَسْفَرَت الشَّجَرَةُ : صَارَ ورَقُهَا سَفِيراً تُسْقِطُه الرِّيَاحُ وذلك إذا تَغَيَّر لَونُه وابْيَضَّ . من المَجاز : أَسْفَرَت الحَرْبُ إذا اشْتَدَّتْ ولو ذَكَرَهُ عند سَفَرَت الحَرْبُ وَلَّتْ كان أَصابَ . وسَفَّرَهُ تَسْفِيراً : أرْسَلَه إلى السَّفَرِ وهو قَطْعُ المَسافَةِ
سَفَّرَ الإِبِلَ تَسْفِيراً : رَعَاها بَيْنَ العِشَاءَيْنِ وفي السَّفِيرِ وهو بياض قَبْل اللَّيْلِ فَتَسَّفرَتْ هي أي الإِبلُ أَي رَعَتْ كذلك . سَفَّرَ النّارَ تَسْفِيراً : أَلْهَبَهَا وأَوْقَدَها . وتَسَفَّرَ : أَتَى بِسَفَرٍ محركةً أي بياضِ النّهَارِ . تَسَفَّرَ الجِلدُ : تَأَثَّرَ من السَّفَر وهو الأَثَر . وتَسَفَّرَ شَيْئاً من حَاجَتِه : تَدارَكَه قبل فَواتِه وهو مَجاز . تَسَفَّرَ النّسَاءَ عن وُجُوهِهِنَّ بمعنى اسْتَسْفَرَهُنّ أي طَلَبَ أَشْرَقَهُنَّ وَجْهاً وأَنْوَرَهُنَّ جمالاً . تَسَفَّرَ فُلاناً : طَلَبَ عندَه النَّصْفَ من تَبَعَةٍ كانَتْ له قِبَلَهُ نقله الصاغانيّ
والسِّفرُ بالكسرِ : الكِتَابُ الذي يُسْفرُ عن الحَقَائِقِِ وقيل : الكِتَابُ الكَبِيرُ لأَنَّه يُبَيِّنُ الشيءَ ويُوَضِّحُه وكأَنّهم أخذُوه من قول الفراءِ : الأَسْفَارُ : الكُتُبُ العِظَامُ السِّفْرُ : جزءٌ من أجْزاءِ التوَّراةِ والجمع أَسْفَارٌ قال الزَّجَّاجُ في قوله تعالى : " كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً " الأَسْفارُ : الكُتُبُ الكِبَارُ واحدها سِفْرٌ . أَعْلَمَ تعالى أن اليَهُودَ مَثَلُهُم في تَرْكِهِم اسْتِعْمَالَ التَّوْراةِ وما فِيهَا كمثلِ الحِمارِ يُحْمَلُ عليه الكُتُبُ وهو لايَعْرِفُ ما فيها ولا يَعِيهَاوالسَّفَرَةُ محركةً : الكَتَبَةُ جمعُ سافِر وهو بالنَّبَطِيَّة : سافرا . وسَفَرَ الكِتابَ : كَتَبه قاله الزّمَخْشَرِيّ . السَّفَرَةُ : كتَبَةُ المَلائِكة الذين يُحْصُون الأَعْمَالَ قال الله تعالى : " بِأَيْدِي سَفَرَة . كِرَام برَرَةٍ " قال المُصَنّفُ في البصائرِ : والرّسُولُ . والمَلائِكَةُ والكُتُبُ مشتَرِكَةٌ في كَوْنِها سافِرَةً عن القَوْمِ ما اشْتَبَه عليهم . السَّفَرُ بلا هاءٍ هو قَطْعُ المَسَافَةِ البَعِيدَة ج أَسْفَارٌ ومن سجَعَات الأَساس : حَطَّمَنِي طُولُ مُمَارَسَةِ الأَسْفَارِ وكَثْرةُ مُدَارَسَة الأَسْفَارِ
السَّفرَ : بَقيَّةُ بَياضِ النَّهَارِ بَعْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ لوُضُوحِهِ ومنه : إذا طَلَعت الشَّعْرَي سَفَراً لم تَرَ فيها مَطَراً أَرادَ طُلوعَها عِشاءً . سَفَرٌ : ع أَظُنُّه جَبَلاً مَكِّياًّ ويُرْوَى بفتح فسُكُون
سَفْراءُ : ة بَحَرانَ تُعرَفُ بسَفَرْ مَرْطَى . وأَبُو السَّفَرِ مُحَرَّكةً : سَعِيدُ بنُ مُحَمّد هكذا في نُسْخَتِنَا وهو غَلَطٌ وقال ابنُ مُعِين : سَعِيدُ بن أَحْمَد والصوابُ ما في تاريخ البُخَارِيّ : سَعِيدُ بن يَمْحَمَدَ كيَمْنَعَ كذا بخطّ ابن الجَوانِي النَّسابَة راوِى التاريخِ المذكور وضبطه شيخُنَا كمُضارعِ أَحْمَدَ كأَكْرَم ومثله في التّبْصِير للحافظ من التابعِينَ كوفِي من ثَوْرِ هَمْدَانَ سَمِع ابنَ عَبَّاس والبَرَاءَ وناجِيَةَ روى عنه أبو إِسحاقَ ومُطَرِّفٌ وشُعْبَةُ ويُونُس بن أبي إسحاقَ كذا في التاريخ البخاريّ . وعبدُ اللهِ بنُ أَبِي السَّفَرِ ومن أَتْبَاعهِمْ ذكره الحافظُ في التَّبْصِير قال : واسمُ أَبي السَّفَرِ : سَعِيدٌ قلْت : فهو ابنُ الذي سَبقَ ذِكْره ولم يُنَبَّه عليه المصنَّف فليُنَبَّه لذلك
وأَبُو الأَسْفَرِ : روَى عن أَبِي حَكِيمٍ وفي التَّبْصِيرِ : عن ابن حَكِيم عن عَليٍّ رضي الله عنه في المَطَر مَجْهُول لا يعرف . قلت : على ما في نُسْخَتِنَا يَحْتَملُ أن يكونَ المرادُ بأبي حكِيمٍ عبد الله بن حَكِيم الكِنَانِي فإِنّه يُكْنَى كذلك وله صُحْبَة وأما ابنُ حَكِيم فكَثِيرُونَ منهم : الصَّلتُ بن حَكِيم وزُرَيْقُ بنُ حَكِيم وإسماعِيلُ ابنُ قَيْسِ بنِ حَكِيم الذي رَوَى عن ابنِ مسْعُود فليُنْظَر ذلك . والنَّاقةُ المُسْفِرَةُ الحُمْرَةِ : هي التي ارْتَفَعَتْ عن الصَّهْبَاءِ شَيْئاً قليلاً نقله الصاغانيّ . المُسَفَّرَةُ كمُعَظَّمَة : كُبَّةُ الغَزْلِ نقله الصاغانيّ . وسافَرَ فلانٌ إلى بَلَدِ كذا سِفَاراً بالكسر ومُسَافَرَةً : مَضَى إليه وليس يُرَادُ به معنَى المُشَاركة كعاقَبَ اللِّصَّ . سافرَ فلانٌ : ماتَ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ :
زَعَمَ ابنُ جُدْعانَ بنِ عَمْ ... رٍو أَنَّهُ يَوْماً مُدابِرْ
ومُسَافِرٌ سَفَراً بَعِي ... داً لا يَئُوبُ له مُسَافِرْ وانْسَفَرَ مُقدمُ رَأْسِه من الشَّعرِ : انْحَسَرَ . وانْسَفَرَت الإِبِلُ أي ذَهَبَتْ في الأَرضِ . والرياحُ يُسافِرُ بَعضُها بَعْضاً لأَنّ الصَّبَا تَسْفِرُ أي تَكْشِطُ وتُفَرّقُ ما أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ والجَنُوبُ تُلْحِمهُ وتَضُمَّه
ومما يستدرك عليه : انْسَفرَ الغَيْمُ : تَفَرّقَ . وسَفَرَت الرِّيحُ التُرَابَ : ذَهَبَت به كل مَذْهَب . والمُسَفارُ : النَّاقةُ القَوِيَّةُ . ومُسَافِرَة : البَقَرَةُ هكذا سماها زُهَيْرٌ في قوله :
كخَنْساءَ سَفْعَاءِ المِلاطَيْنِ حُرةٍ ... مُسَافِرةٍ مَرْوؤُمَةٍ أُمَّ فَرْقَدِ ولقيته سَفَراً وفي سَفَرٍ أي عند اسْفِرارِ الشَّمْسِ كذا حكى بالسّين وقولُ أَبي صَخْر الهُذَلِي :
لِلَيْلَى بذاتِ البَيْنِ دارٌ عَرَفْتُها ... وأُخْرَى بذاتِ الجَيْشِ آياتُهَا سَفْرُقال السُكري : دَرَسَتْ فصَارَتُ رُسُومُها أَغْفَالاً . وقال ابنُ جِنِّي : يَنبَغِي أن يَكُونَ السَّفْرُ من قولِهِمْ سَفَرَ البَيْتَ : كنَسَه فكأنه من كَنَسْتُ الكِتَابةَ من الطِّرْسِ . ورَجُلٌ مِْسَفارٌ : كثيرُ الأَسْفارِ . وبَيْنِي وبينَه مَسَافرُ بَعِيدةٌ . ومن سَجَعاتِ الأَسَاس : رُبَّ رَجُل رأَيْتُه مُسَفَراً ثم رأَيْته مُفَسِّراً . أي مُجَلِّداً . وبَقي عليه سَفَرٌ من نَهَار . وسَفَرَ شحْمهُ : ذهبَ وهو مَجاز
وسافَرَتْ عنه الحُمَّى . سافَرَت الشمسُ عن كَبِدِ السّمَاءِ وهُو مِنى سَفَرٌ أي بَعِيدٌ وكل ذلك مَجاز . والسفَارَةَ : أَن يَرْتَفعَ شعرهُ عن جَبْهَتِه نقله الصّاغانيّ . وسَفَّارِين كجَبّارِين قريةٌ من أعمال نابُلس ومنها شيخُنا العلامة أبو عبدِ الله محمدُ بنُ أحمد بنِ سالمِ الحَنْبَلي الأَثرِي كتب إلى مَروِيَّاتَه وأجازني بها . وأَسْفَراين يأتي في النون ووهم من استدراكه على المصنف هنا . والمَسْفُور : من أصابه جَهْدُ السَّفَرِ . والتَّسْفِيرةُ : ما يُسَفَّر به وجمعه التّسافِيرُ . ومُسَافِرُ بنُ أبي عَمرْ من بني أُميةَّ بنِ عبدِ شَمْس . وغالِبُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مسفر ابن جعفر الليثي له صحبة . وأبو القاسِمِ الحَسَنُ بنُ هِبةِ اللهِ بن سُفَيْر كزُبَيْر السُّفَيْرِي من شيوخ يُوسُف بنِ خَليلِ . والسَّفْر بنُ حَبِيبٍ الغَنَوِي عن عُمَر بنِ عبدِ العَزِيز قوله روى عنه حَجّاجُ بنُ حَسان قاله البُخَاري في التاريخ . والمِسْفيرة والمِسْفَار قريتان بمِصْرَ في حَوْفِ رَمْسِيس
والسَّفَرُ : الجِهَادُ من إِطْلاقِ العَامة . وحارَةُ سَفّار ككَتّان : من مَدينة هُوَّ بصَعِيدِ مِصْر . وسفارَةُ : بَطْنٌ من لَواتَه يَنْزِلُون أرضَ مِصْر منهم شَرَفُ الدينِ مُحَمَّدُ ابنُ عبدِ الواحد بنِ أبِي بَكْرِ بنِ إبراهيم الرَّبَعِي السفاري حدَّثَ عنه المَقْرِيزِي