الرِّفْقُ بالكسرِ : ما اسْتعِينَ به وقال العَضُدُ : الرِّفْقٌ : حُسنُ الانْقِيادِ لما يؤَدِّي إلى الجَميلِ . والرِّفق : اللُّطْفُ وهو ضِدُّ العُنْفِ ومنه الحَدِيث : " ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إِلا زانَه " وقد رَفُقَ به وعَلَيْه كلاهُما عن أَبِي زَيْدِ زادَ غيرُه : ورَفَقَ له مُثَلَّثَةً اقْتصرَ الجوهريُّ على رَفَقَ كنَصَرَ . وكعَلِمَ وكرُمَ نَقَلَهُما الصاغانِيُّ وقالَ : هما لُغَتان وفي الحَدِيث : " اللّهُمّ مَنْ " رَفَقَ بأمتِي فارْفُقْ بهِ " وقالَ اللّيْث : الرِّفْقُ : ليِنُ الجانِب ولَطافَةُ الفِعْل وصاحِبُه رَفِيقٌ وقد رَفقَ يَرْفُق رِفقاً بالكسر ومَرْفِقاً كمَجْلسٍ ومَرفَقاً مثل مَقْعَدِ ومِرفَقاً مثل مِنبرٍ الأوّلُ والثاني والرابعُ عن أَبي زَيدٍ والثالِث عن غيرِه وقُرىءَ قولُه تعالى : " ويهَيِّىءْ لَكُم من أَمرِكمْ مِرْفَقاً " بالوَجْهينِ أَي : ما تَرْتَفِقُون به قرأَ بفَتحَ الميمَ وكسرِ الفاء أَبو جَعْفَرٍ ونافِع وابنُ عامر والأَعْمَشُ والبُرْجُمِيُّ عن أبي بكر عن عاصمً والباقونَ بكسرِ الميمَ وفتح الفاءَ ولم يَقْرأ بفتح المِيم والفاءَ أَحدٌ وفي التهذيبِ : كَسَرَ الحسنُ والأَعمشُ الميم من مِرْفَق ونَصَبَها أَهلُ المدينة وعاصِمٌ فكأَنَ الذين فَتَحُوا الميم وكَسَرُوا الفاء أَرادُوا أَنْ يُفَرَقوا بين مِرْفِق من الأَمرِ وبين المِرْفَقِ من الإِنسانِ . والمِرْفَقُ كمِنبَرٍ ومَجْلِسٍ : مَوْصِلُ الذّرواعِ في العَضُد . كما في الصِّحاح . وقال ابنُ سِيدَه : المِرْفَق من الإنسانِ والدَّابَّة : أَعْلَى الذِّراعَ وأَسفلُ العَضُدِ واَلجمع المَرافِقُ قال اللهُ تَعالَى : " وأَيْدِيَكُم إِلى المَرافِقِ " قالَ الأَزْهريُّ : وأَكثر العَرَبِ على كسرِ الميم للمِرفَقِ من الأمر ومن مِرْفَق الإِنسانِ قال : والعَرَبُ أَيضاً تفتَح المِيمَ منْ مَرْفِقِ الإِنْسان لُغَتانِ في هذا وفي هذا وقال يونُس : الّذي اخْتَارهُ المَرفِقُ : في الأَمْرِ والمرِفَقُ في اليدِ
ومَرافِق الدّارِ : مَصابُّ الماءَ ونَحْوُها وكانَ ابن سِيرينَ إِذْا دَخَلَ المِرْفَقَ كَفَّ كُمَّه على كَفِّهِ . وفي التهذِيب : المِرفَقُ من مَرافِقِ الدّارِ من المُغْتَسَل والكَنِيفِ ونَحْوِه وفي حديث أبي أَيُّوَبَ - رضِيَ الله عنه - : " وَجَدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِلَ بها القِبلَة " يُريدُ الكُنُفَ والحُشُوشَ ويُرْوَى : " مَراحِيضَهُم " . والمِرْفَقَةُ كمِكْنَسَة : المِخَدَّةُ والمُتَّكَأُ . والرفْقَة مثلثة . والرُفاقَةُ كثُمامَةٍ : جماعَة تُرافِقُهم في َسفَرِك ج : رِفاقٌ وأَرْفاقٌ ورُفَقٌ ككِتابٍ وأَصْحابٍ وصُرَدٍ قالَ الأَعْشَى - يصفُ الجِمالَ :
قاطِعاتٍ بَطْنَ العَتِيكِ كما تَمْ ... ضِي رِفاق أمامَهُنَّ رِفاقُ وقال تابَّطَ شَراً :
سَبّاقِ غاياتِ مَجْدٍ في عشَيرَتِه ... مُرَجِّعُ الصَّوْتِ هَدًّا بينَ أَرْفاقِ وقال رُؤْبَةُ :
" حِينَ احْتَذاها رُفْقَةٌ من الرُّفَقْ والرَّفِيقُ : المُرافِقُ وقيلَ : هو الصاحِبُ في السَّفَرِ خاصّة . ج : رُفَقاءُ ككَرِيم وكُرَماءَ وقِيلَ : إِذا عَدَا الرَّجُلانِ بلا عَمَلٍ فهما رَفِيقان فإِن عَمِلا عَلَى بَعِيرَيْهِما فهُما زَمِيلان فإِذا تَفرّقُوا ذَهَبَ اسمُ الرّفْقَةِ ولا يَذْهَبُ اسم الرَّفِيق وهو أَيضاً : للواحِد و الجَمِيع مثل : الصَّدِيق والخَلِيط ومنه قولُه تعالى : " وحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً " والحديث : " بل الرَّفِيقَ الأَعْلَى من الجَنَّةِ " أَي : جَماعةَ الأَنْبياءَ . والمَصْدَر الرَّفْاقَةُ كالسَّماحَةِ وقال الفَرّاءُ : سمعتُ رَجُلاً بعَرَفات يَقُول : جَعَلَكُم اللهُ في رِفاقِ مُحمَّد صَلّى اللّهُ عليه وسَلّم . أَو الرِّفقَةُ بالكسرِ : جَع رَفيِق والرُّفْقَةُ بالضمِّ : اسمٌ للجَمْع ج : رِفَقٌ ورِفاقٌ كعِنَب وصُرَد وجِبالٍ قالَ ابنُ سِيدَه : وقال ابنُ بَرِّىٍّ : الرِّفاقُ : جمِعُ رُفْقَة كعُلْبَةٍ وعِلابٍ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
قياماً ينْظرونَ إِلى بِلالٍ ... رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالاقالوا في تَفْسِيرِ الرِّفاقِ : جَمْعُ رُفْقَةٍ ويُجْمَعُ رُفَق أَيضاً ومن قالَ : رِفْقَة قالَ : رِفَقٌ ورِفاقٌ وقَيْسٌ تَقُول : رِفْقَة وتَمِيم : رُفْقَةٌ . ورِفاقٌ أَيضاً : جَمْعُ رَفِيقٍ ككَرِيم وكِرامٍ . والرِّفاقُ : مَصدرُ رافَقْتُه . وقالَ اللَّيْثُ : الرُّفْقَةُ يُسَمَّوْنَ رُفْقَةً ما دامُوا مُنْضَمَينَ في مَجْلسِ واحدٍ ومَسِيرٍ واحد فإذا تَفَرَّقُوا ذَهَب عنهم الرُّفْقَة والرُّفْقَةُ : القومُ ينهَضُونَ في سَفَر ويسِيرونَ مَعاً ويَنْزِلُون معاً ولا يَفْتَرِقُون وأَكثرُ ما يُسَمَّوْنَ رُفْقَةً إِذا نَهضُوا سُيّارًا . والرَّفِيقُ أَيضاً : ضِدُّ الأَخْرَق وقد رَفُقَ ككَرُمَ . ورَفَقَ فُلانٌ فُلاناً : إِذا نَفَعَه وكذلِك : رَفَقَ به كأَرْفَقَهُ ومنه الحَدِيثُ : " في إِرْفاقِ ضَعِيفِهم وسَدِّ خَلَّتِهم " أي : إِيصالِ الرِّفْقِ إِليهم . ورَفَقَه رَفْقاً : ضَرَبَ مِرْفَقَهُ كعَضَدَه ورَأسَهُ وصَدَرَه . ورَفَقَ النّاقَةَ يَرْفُقُها رَفْقاً : شَدَّ عَضُدَها بالحبْلِ قال الأَصْمَعِيُّ : وذلك إِذا خِيفَ أَنْ تَنْزِعَ أي : تَشْتاقَ إِلى وَطَنِها وذلِكَ الحَبْلُ رِفاقٌ ككِتابٍ والجمعُ : رُفُقٌ بضمَّتَيْنِ وهو حَبْلٌ يُشَدُّ من الوَظيفِ إلى العَضُد وقِيلَ : يُشَدُّ في عُنُقِ البَعيرِ إلى رُسْغِه قالَ بِشرُ بن أبِي خازِمٍ :
فإِنِّى والشَّكاةَ مِنَ الِ لأْمٍ ... كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشِي في الرِّفاقِيَقولُ : أَنا مُمْسِكٌ عن هِجائهم كهذِه الناقَةِ التي حَنَّتْ إلى وَطَنِها فشُدَّتْ وحُبِسَتْ فإِن صارُوا إِلى ما أُحِبُّ وإلاّ أَطْلَقْتُ لِسانِي بهِجائِهم . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : بَعِيرٌ مَرْفُوقٌ : إذْا كان يَشْتَكِي مِرْفَقَهُ . وقالَ اللَّيثُ : جَمَلٌ أَرْفَقُ بَيِّنُ الرَّفَقِ مُحَرَّكَة أَي : مُنْفَتِلُ المِرْفَق عن جَنْبِه وقد رَفِقَ كفَرِحَ وهي رَفْقاءُ وقالَ الأَزهرِي : الذي حَفِظْتَهُ من العَرَب جَمَلٌ أَدْفَقُ وناقَةٌ دَفْقاءُ : إِذا انْفَتَق مِرْفَقُه عن جَنْبِه بالدّال وقد تَقَدَّم ذِكْرُه وناقةٌ رَفْقاءُ عن الأَصمعيِّ ورَفِقةٌ كفَرحَة عن زَيدِ بن كُثْوَةَ أي : مُنْسَدٌّ إِحليلُ خِلْفِها فتَحْلِبُ دَماً وبها رَفَقٌ مُحَرَكَةٌ قال - في الأَخيرِ - : وهو حَرْفٌ غَريبٌ وقيل : ناقَةٌ رَفِقةٌ : إذا وَرِمَ ضِرعُها وقيل : هي التي تُوضَعُ التَّوْدِيَةُ على إِحْلِيلِها فيَقْرحُ . أَو الرَّفَقُ : فَسادٌ في الإحْليلِ من سُوءِ حَلْبِ الحالِب أَو تَرْكِ نَفْضِهِ إيّاه فيَرْتَّدُ اللَّبنُ في الضَّرَّةِ فيَعودُ دماً أَو خَرَطاً . والمِرفاقُ من الجمالِ : ما يُصيبُ مِرْفَقُهُ جَنْبَهُ . ومن النَّوقِ وفي العَيْنِ : من الإبلِ : ما إذا صُرَّتْ أَوجَعَها الصِّرارُ وإذا حُلِبتْ خَرَجَ منها دَمٌ وهي الرَّفِقّةُ أيضاً كما تقدَّم قاله اللَّيْثُ . وماءٌ رَفَقٌ مُحَرَّكَةً وكذا : مَرْتّعٌ رَفَقٌ أي : سَهْلٌ . أو ماءٌ رَفَقٌ أي قَصِيرُ الرَّشاءِ ومَرْتَعٌ رَفَقٌ : ليس بكَثِيرٍ . ويُقال : طَلَبْتُ حاجةً فوجَدْتُها رَفَق البِغْيَةِ بالتَّحْرِيكِ : إذا كانَتْ سَهلَة . ورُفَيْقٌ كزُبَيرٍ : ابنُ عُبَيْد عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّه وعنه مِرْداسُ بن مَافَنّه وأَبو رافِقَةَ : مُحَدِّثانِ . والرّافِقَةُ : د مُتَّصِلُ البِناءِ بالرّقّةِ وهي على ضَفَّةِ الفُراتِ قالَ بن الأَثيرِ : تُعْرَفُ اليومَ بالرَّقَّةِ كان محمدُ بنُ خالِدِ بنِ جَبَلَة يَنزِلُها يُقال : إِنَّ البُخارِيَّ حدَّثَ عنه في الصَّحِيح وقالَ اليَعْقُوبِيُّ : الرَّافِقةُ : مدينةٌ جانِبَ الرَّقَّةِ بناها المَنْصُور العَبَاسِيُّ أَبو جَعْفَرٍ وأَتَمَّها المَهْديُّ ونَزَلها الرَّشِيدُ مِنْها : مُعافى بن مُدْرِكٍ عن أَيُّوبَ بنِ سَوادٍ . وقولُ شَيْخِنا : فالرَّافِقَةُ والرَّقَّةُ بلدٌ واحد لا بَلَدانِ كما يُتَوَهَّمُ من تَعْداد الاسمَ واختِلافِه فيه نظر ظاهِرٌ . والرافِقةُ أيضاً : ة بالبَحْرَيْنِ . وقال ابن دُرَيْدٍ : يُقالُ : أَوْلَى فُلانٌ فُلاناًرافِقَةً وهو الرِّفْقُ واللُّطْفُ وحُسْنُ الصَّنِيعَ . وحَكَى أَبو زَيْدٍ : أَرْفَقَهُ أَي : رَفَقَ به ويُقالُ أَيضاً : أَرْفَقَه أيى : نَفَعَهُ وهو مَجازٌ . ويقال : شاةٌ مُرَفقَةٌ كمُعَظَّمَة أَي : يَداها بَيْضاوانِ إِلى مِرْفَقَيْها نقله الصّاغانِيُّ . وارْتَفَق الرَّجُلُ : اتَّكَأَ على مِرْفَقِ يَدِه ومنه الحَدِيثُ : " هو الأَبْيَضُ المُرْتَفِقُ " . وباتَ فُلانٌ مُرْتَفِقاً : أَي مُتكِئاً على مِرْفَقِ يَدِه وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لأَعْشَى باهِلَةَ :
فبِتُّ مُرْتَفِقاً والعَينُ ساهِرَةٌ ... كأَنَّ نَوْمِي عَلَىَّ اللَّيْلَ مَحْجُورُ أَو ارْتَفَقَ : إِذا اتكَأَ على المِخَدَّةِ . ومنه حَدِيثُ ابنا ذِي يَزَنَ :
" فاشْرَبْ هَنِيئاً عَلَيْكَ التّاجُ مُرْتَفِقاً وارْتَفَق : إذا امْتَلأَ . ومِنهُ المُرْتَفِقُ من القِيعانِ وهو : الواقِفُ الثّابتُ الدّائِمُ كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِىءَ أَو امْتَلأً قال شَمِر عن ابنِ الأَعرابِيِّ وبه فَسَّرَ بيتَ عَبِيدِ بنِ الأَبْرصِ :
فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ... مِنْ بينِ مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاح وفَسَّرَ المُنْصاحَ بالفائضِ الجارِي على الأَرْضِ ورَواه أَبو عُبَيْدٍ : " من بينِ مُرْتَتِقٍ ... " وقد تَقَدَّم في " رت ق "
وتَرَفَّقَ به بمعنى : رَفقَ وأَرْفَقَ . ورافَقَهُ مُرافَقَةً ورِفاقاً : صارَ رَفِيقَهُ في السَّفَرِ والمَسِيرَةِ . وتَرافَقا في السَّفَرِ : صارَا رُفقاءَ . ومما يُسْتدرَكُ عليه : يُقال : هذا الأَمرُ رَفِيقٌ بكَ ورافِقٌ بكَ ورافِقٌ عليكَ أَي : نافِعٌ نَقَلَه اللَّيْثُ . وأَنْشَدَ :فبعضَ هذا الوَجء يا عَجْرَدٌ ... ماذا عَلَى قومِكَ بالرّافِقِ وهو مَجازٌ وكَذا قولُهم : هذا أَرْفَقُ بكَ أَي : أَنْفَعُ . ورَفَقَ كنَصَر : انْتَظَرَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ ويَقال للمُتَطَبِّبِ : مُتَرَفِّقٌ ورَفِيقٌ . وارْتَفَقَ به : تَرَفَّقَ . والمُرْتَفَقُ : المُتَّكَأْ ومنه قولُه تَعالَى : " وحسُنَتْ مُرْتَفَقاً " قاله ابنُ السِّكِّيتُ وقال الفَرّاءُ : أَنَّثَ الفِعْلَ عَلَى معنى الجَنَّة . والمِرْفَقُ كمِنْبر : المُتَّكَأْ قاله اللَّيْثُ وتَمَرْفَقَ : أَخَذَ مِرْفَقاً . وناقَةٌ رَفِقَةٌ كفَرِحَهْ : مُذْعِنَةٌ . وارْتَفَقُوا : تَرافَقُوا . وقال أَبو عَدْنان : قَوْلُه في الدُّعاءِ : " اللهمَّ أَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ الأَعْلَى " سَمِعْتُ أَبا القَهْدِ الباهِلِيَّ يقولُ : إنَّه تبارَكَ وتَعالى رَفِيقٌ رَفِيقٌ فكانَّ مَعناهُ أَلْحِقْنِي بالرَّفيقِ أَي : باللّهِ يُقال : اللهُ رَفِيقٌ بعِبادِه من الرِّفْقِ والرَّأفَةِ فهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِل قال الأَزهرِيُّ : والعُلَماءُ على أَنَّ معناه أَلْحِقنِي بجَماعةِ الأَنْبِياءِ وهو اسمٌ جاءَ على فَعِيلٍ ومعناهُ الجَماعَةُ قال : ولا أَعْرِفُ الرَّفِيقَ في صِفاتِ اللهِ . ورَفِيقَةُ الرَّجُلِ : امْرَأَتُه هذه عن اللِّحْيانِيِّ قالَ : وقالَ أبو زِيادٍ في حَدِيثِه : " سأَلَنِي رَفِيقِي " أَرادَ زَوْجَتِي قالَ : ورَفِيقُ المَرْأَةِ : زَوْجُها . ويُقالُ : في مالِهِ رَفَق مُحَرَّكةً أَي : قِلَّةٌ ورواهُ أَبو عُبَيْد بقافَيْن . والرِّفاقُ ككِتابٍ : مَضمَرُ رافَقَه في السفَرِ وأَيضاً بمعنى النِّفاقِ وبه فُسِّرَ حَدِيثُ طَهْفَةَ : " ما لم تُضْمِرُوا الرِّفاقَ " . ومَرْفَقٌ كمَقْعَدٍ : اسمُ رَجُلٍ من بَنِي بَكرِ بنِ وائِل قَتَلَتْهُ بنو فَقْعَس قالَ المَرّارُ الفَقعَسِيُّ :
وغادَرَ مَرْفَقاً والخَيْلُ تَرْدِى ... بسَيْلِ العِرْضِ مُستلَباً صَرِيعاً واستَرْفَقَة : استَنْفَعَه . وارْتَفَقَ به : انْتَفَع . والرافِقَة : قريةٌ بمِصْرَ من أعمالِ الشرقِيّة
" الشَّخْصُ " : سَوادُ الإِنْسانِ وغَيْرِه تَراهُ من بُعْدٍ وفي الصّحاح : من بَعِيدٍ . " ج " في القَلِيل " أَشْخُصٌ و " في الكَثِير " شُخُوصٌ وأَشْخَاصٌ " وفاتَه : شِخَاصٌ . وذكر الخَطَّابِيُّ وغَيْرُه أَنَّهُ لا يُسَمَّى شَخْصاً إِلاّ جِسْمٌ مُؤَلَّفٌ له شُخُوصٌ وارْتِفَاعٌ . وأَمَّا ما أَنْشدَهُ سِيبَوَيْه لِعُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيعَة :
فكَان نَصِيرِي دُونَ مَنْ كُنْتُ أَتَّقِي ... ثَلاَثُ شُخُوص كَاعِبَانِ ومُعْصِرُ فإِنّه أَراد ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ . وفي الحَدِيث " لا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ " . قال ابنُ الأَثِير : الشَّخْصُ : كُلُّ جِسم له ارْتفَاعٌ وظُهُورٌ . والمُرادُ به إِثْبَاتُ الذَّاتِ فاسْتُعِير لها لَفْظُ الشَّخْصِ . وقد جاءَ في روايَة أُخْرَى " لاشَيء أَغَيْرُ مِن اللهِ " . وقيل معناه : لا يَنْبَغِي لِشَخْصٍ أَنْ يَكُونَ أَغْيَرَ مِنَ الله . " وشَخَصَ كمَنَع شُخُوصاً : ارْتَفَعَ . و " يُقَال : شَخَصَ " بَصَرُهُ " فهو شاخِصٌ إِذا " فَتَحَ عَيْنَيْه وجَعَلَ لا يَطْرِفُ " قال للهُ تَعَالَى : " فَإِذَا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا " شَخَص المَيِّتُ " بَصَرَهُ : رَفَعَهُ " إِلى السماءِ فلَمْ يَطْرِفْ . وشَخَص ببَصره عِنْد المَوْت كَذلِكَ وهو مَجَازٌ . وأَبْصَارٌ شاخِصَةٌ وشَوَاخِصُ . وتقول : سَمِعْتُ بقُدُومِكَ فقَلْبي بينَ جَنَاحَيَّ رَاقِص وقال ابنُ الأَثير : شُخوصُ بَصَرِ المَيِّت : ارْتِفَاعُ الأَجْفَان إِلى فَوْق وتَحْدِيدُ النَّظَرِ وانْزعاجُه . شَخَصَ " من بَلَد إِلى بَلَد " يَشْخَصُ شُخُوصاً : " ذَهَبَ و " قِيلَ : " سَارَ في ارْتفَاع " فإِنْ سَارَ في هَبُوط فهو هابِطٌ . وأَشْخَصْتُه أَنَا . شَخَصَ " الجُرْحُ : انْتَبَرَ ووَرِمَ " عن اللَّيْث . وفي المُحْكَم : شَخَصَ الشَيءُ يَشْخَصُ شُخُوصاً : انْتَبَرَ . وشَخَصَ الجُرْحُ : وَرمَ . شَخَصَ " السَّهْمُ : ارْتَفَعَ عن الهَدَف " . فهو سَهْمٌ شَاخِصٌ وهو مَجَاز . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : لَشَدَّ ما شَخَصَ سَهْمُكَ وقَحَزَ سَهْمُكَ : إِذَا طَمَحَ في السَّماءِ . وقال حُمَيْد بنُ ثَوْر رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه :
إِنَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْنِي عِبَادَتُهَا ... حَتَّى أَصِيدَكُمَا في بَعْضِها قَنَصَا
شَاةُ أُوَارِدُهَا لَيْثٌ يُقَاتِلُهَا ... رامٍ رَمَاهَا بوَبْل النَّبْلِ أَوْشَخَصا " أَصيدكما أَي أَصيد لكما " وكَنَى بالشّاةِ عن المَرْأَةِ . شَخَصَ " النَّجْمُ : طَلَعَ " . قال الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بْنَ عُلاثَةَ :
تَبيتُون في المَشْتَى مِلاَءَ بُطُونُكُمْ ... وجَارَاتُكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائصَا
يُراقِبْنَ مِنْ جُوعٍ خِلالَ مَخَافَةٍ ... نُجُومَ الثُّرَيَّا الطَّالِعَاتِ الشَّواخِصَا
شَخَصَتِ " الكَلمَةُ من الفَمِ : ارتَفَعَتْ نَحْوَ الحَنَكِ الأَعْلَى ورُبَّما كان ذَلِك : في الرَّجُل " خِلْقَةً أَنْ يَشْخَصَ بصَوْتِهِ فلا يَقْدِرُ على خَفْضِهِ " بها . من المَجَاز : " شُخِصَ به كعُنِي : أَتَاه أَمْرٌ أَقْلَقَهُ وأَزْعَجَهُ " ومنه حَدِيثُ قَيْلَةَ بنْتِ مَخْرَمةَ التَّمِيمِيَّةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْها " فشُخِصَ بِي " " يُقَال للرَّجُل إِذا أَتاهُ ما يُقْلِقُهُ قد شُخِصَ بِهِ " كأَنَّه رُفِعَ من الأَرْضِ لِقَلقِه وانزِعَاجه . ومنه شُخوصُ المُسَافِر : خُرُوجُه عن مَنْزِلِه . شَخُصَ الرَّجُل " ككَرُم " شَخَاصَةً فهو شَخِيصٌ : " بَدُنَ وضَخُمَ . والشَّخِيصُ : الجَسِيمُ " . وقيل : العَظِيم الشَّخْصِ " وهي شَخِيصَةٌ " بهَاءٍ " والاسْمُ الشَّخَاصَةُ . قال ابن سِيدَه : ولم أَسْمَعْ له بفِعْل . فأَقُول : إِنَّ الشَّخَاصَةً مَصْدر وقد شَخُصْت شَخَاصَةً . قالَ أَبو زَيْد : الشَّخِيصُ : السَّيِّدُ " . وقيل : رَجُلٌ شَخيصٌ : إِذا كانَ ذا شَخْص وخُلثقٍ عَظِيم بَيِّنُ . الشَّخَاصَةِ . من المَجَاز : الشَّخِيصُ " من المَنْطِق : المُتَجَهِّمُ " عن ابن عَبَّاد . " وأَشْخَصَه " مِن المَكَانِ : " أَزْعَجَهُ " وأَقْلَقَه فذَهَبَ . أَشخَصَ " فُلانٌ : حَانَ سَيْرُه وذَهابُه " . يُقَال : نَحْنُ على سَفَرٍ قد أَشْخَصْنَا أَي حان شُخُوصُنَا . قال أَبو عُبَيْدَةَ : أَشْخَصَ " به " وأَشْخَسَ إِذَا " اغْتَابَه " حكاه عنه يَعْقُوبُ وهو مَجَاز . أَشْخَصَ " الرَّامِي " إِذا " جازَ سَهْمُهُ الهَدَفَ " وفي بعض نُسَخِ الصّحاح : الغَرَضَ أَي من أَعْلاه وهو مَجَاز . قال ابنُ عَبَّادٍ : " المُتَشَاخِصُ " : الأَمْرُ " المُخْتَلِف . و " قال أَبو عُبَيْدٍ : المُتَشاخِصُ والمُتَشاخِسُ : الكَلامُ " المُتَفاوِتُ " . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الشُّخُوصُ : ضِدّ الهُبُوط عن ابن دُرَيْدٍ . وشَخَصَ عن قَوْمه : خَرَج مِنهم . وشَخَصَ إِليهم : رَجَعَ . والشّاخِصُ : الَّذِي لا يُغِبُّ الغَزْوَ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد :
" أَمَا تَرَيْنِي اليَوْمَ ثِلْباً شاخِصَا والثِّلْبُ : المُسِنُّ . وفي حديثِ أَبِي أَيُّوب " فَلَم يَزَلْ شاخصاً في سَبيلِ اللهِ " . وفي حديث عُثْمَانَ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه : " إِنّما يَقْصُرُ الصَّلاةَ مَنْ كانَ شاخِصاً أَو بحَضْرَة عَدُوٍّ " أَي مُسَافراً . وتَشْخيص الشَّيْءِ : تَعْيينُهُ . وشْيءٌ مُشَخَّصٌ وهو مَجَاز . وأَشْخَصَ إِليه : تَجَهَّمَهُ وهو مَجَاز وكَذلِكَ قَوْلُهُم : رَمَى فُلاَنٌ بالشَّاخصات . والمَشَاخِصُ : دَنَانِيرُ مُصَوَّرةٌ . وبَنُو شَخِيص كأَمِيرٍ : بُطَيْنٌ قال ابنُ سِيدَه : أَظُنُّهُم انْقَرَضُوا . قلتُ : والشَّخِيصُ : أَخو عَنْزٍ وبَكْرٍ وتَغْلِبَ بَنُو وَائِل بنِ قاسِط . قِيل : إِنَّهُ لَمّا وُلِدَ له الشَّخيصُ خَرَجَ فرَأَى شَخْصاً على بُعْدٍ صَغِيراً فسَمَّاهُ الشَّخِيصَ . قال السُّهَيْليّ : فَهؤُلاءِ الأَرْبَعُ هم قَبَائلُ وَائِل وهُمْ مُعْظَمُ رَبِيعَةً . وشَخْصَانِ : مَوْضِعٌ . قال الحَارِثُ ابنُ حِلِّزَةَ :