سَبَقَهُ يسبُقُه ويسبِقُه من حَدّيْ نصَرَ وضَرَبَ والكَسر أَعْلَى وقُرِىءَ قولُه تعالَى : " لا يسْبُقونَه بالقَوْلِ " بالضَّمِّ أي : لا يَقولونَ بغيرِ عِلْمٍ حَتّى يُعَلِّمَهُم : تَقَدّمه في الجَرْيِ وفى كُلِّ شيءٍ
وسبق الفَرَسُ في الحَلْبة : إذا جَلّى ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ - رضِىَ اللّه عنه - : " سَبَقَ رَسُول اللّهِ صَلّى اللّهُ عليهِ وسَلّمَ وصَلَّى أبو بَكْر وثَلَّثَ عُمَر ُرضِيَ اللّهُ عنهما وخَبطتْنَا فِتْنَة فما شاء الله "
وقوله تَعالى : " فالسَّابِقاتِ سَبْقاً " : هم المَلائِكة تَسْبِقُ الشّياطِينَ بالوّحْي إلى الأَنْبياءَ عليهمُ السَلام وفى التهذِيب : تَسبِق الجن باسْتِماعَ الوَحْيِ وقالَ الزَّجّاج : السّابِقاتُ : الخَيلُ وقِيلَ : أَرْواحُ المُؤْمِنْينَ تَخْرُجُ بسُهولَة وقيلَ : السابِقات : هي النُّجُومُ
والسبَقُ محركةً والسبْقةُ بالضمَ : الخَطَرُ الذي يُوضَعُ بينَ أَهْلِ السِّباقِ كما في الصِّحاحَ وفي التهْذِيب : بينَ أهْلِ النِّضالِ والرِّهان في الخَيلِ فمَنْ سَبَق أَخَذَه . ج : أَسْباق وفى الحَديثِ : " لا سبق إِلاّ في خف أَو حافِرٍ أَو نَصْلٍ " يريدُ أَنَّ الجُعلَ لا يسْتَحِقّانِه إِلاّ في سِباقِ الخَيْلِ والإِبِلِ وما في مَعنَى الخَيل والإبِلِ وفي النِّضالِ وهو الرمْي وذلكَ لأنَّ هذه الأَمُورَ عدة في قِتال العَدوَ وفي بَذْلِ الجعْلِ عليها تَرْغيبِ في الجِهادِ وتَحرِيضٌ عليه ويَدْخل في مَعْنَى الخَيلِ البِغالُ والحَمِيرُ لأنهاّ كُلَها ذَواتُ حافِرٍ وقد يحتاجِ إلى سرعَة سَيْرِها ونَجائِها لأَنَّها تحمل أَثقالَ العَساكِرِ وتكون معهم فِي المَغازِي
ومن المَجازِ : له سابِقَة في هذا الأَمْرِ أَي : سَبَقَ الناسَ إليهِ كما في الصِّحاح
وكذلِكَ : له سَبَقٌ في هذا الأَمْرِ أي : قدْمَةٌ كما في اللِّسانِ والأَساس
وسابِقُ بنُ عَبْدِ اللّه البَرْقِي المَعْرُوفُ بالبَرْبَرِيّ رَوَى عن أَبِى حنِيفَةَ رَحِمَهُ اللّهُ وعن طَبَقَتِه مشهُور عِنْدَهم
ومن المَجازِ : هو سبّاقُ غاياتٍ أَي : حائِز قَصَباتِ السَّبقِ قالَ الشَّمّاخ يمدَحُ عَرابَةَ الأَوْسِي :
في بيتِ مَأثُرَةٍ عِزًّا ومَكْرُمَةً ... سَبّاقُ غاياتِ مَجْدٍ وابْنُ سَبّاقِ وعُبيدُ بنُ السبّاقِ وابْنُه سعِيد : مُحَدَثانِ معْرُوفانِ
وككِتابٍ سباقَا البازِيِّ وهما قَيْداهُ مِنْ سيرٍ أو غَيْرِه نَقَله الجَوْهريُّ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : هما سبْقانِ بالكَسْرِ أَي : يستَبِقان ونَصُّ المُحِيط : إِذا استَبَقا وفي اللِّسَانِ : وسِبْقُكَ : الَّذِي يُسابِقُكَ وهُمْ سِبْقِي وأَسْباقِي . وسَبَّقَتِ الشّاةُ تَسْبِيقاً . إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها لغَيْرِ تَمام نقلهُ ابن عَبّادٍ وقالَ : هو بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ أَعْرَفُ وقد ذُكِرَ في مَحَلِّه
وقالَ ابنُ الأعْرابيَ : سبق فُلانٌ : إذا أَخَذَ السَّبَقَ
وسبَّقَ أيضاً : إِذا أَعْطاهُ وهو ضِد وهو نادِرٌ وفي الحَدِيث : " أنه أَمَرَ بإِجْراءِ الخَيْلِ وسبَّقها ثَلاثَّةَ أَعْذق من ثَلاثِ نَخْلاتِ " سَبَّقَها بمَعْنَى أَعْطَي السَّبَقَ وقد يكوَنُ بمَعْنَى أَخَذَ ويَكُون مُخَفَّفاً وهو المالُ المُعَيَّنُ
واسْتَبَقا البابَ : تَسابَقَا إِليهِ وابتَدراهُ يَجْتَهِدُ كُلُّ واحِد منهُما أَنْ يَسْبِقَ صاحِبَه وفيه الاسْتِباقُ من الاثْنَيْنِ
واسْتَبَقا الصِّراطَ : إَذا جاوَزاهُ وخَلّفاهُ وتَرَكاهُ حَتّى ضَلاّ وهو مَجاز وفيه الاسْتِباقُ من واحِدٍ وكِلاهُما في القُرْآن
ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ : خَرَجُوا يَسْتَبِقُون أَي : يَتَناضَلُونَ في الرَّمْيِ وهو مَجازٌ وفيه الاسْتِباقُ من واحِدٍ . وسابَقَه مُسابَقَةً فسَبَقَه . والسِّباقُ بالكَسْرِ : المُسابَقَةُ . والسَّبوق : السّابِقُ من الخَيْلِ . والمُسبق كمُعَظّمٍ : مَن يسْبِقُ من الخَيْلِ قال الفَرَزْدَق :
مِن المُحْرِزِينَ المَجْدَ يَوْمَ رِهانِه ... سَبُوقٌ إِلى الغاياتِ غَير مُسَبَّقِ وسَبقتُ الخَيْلَ وسابَقْتُ بينَها : إذا أَرْسَلْتَها وعَلَيْها فُرْسانُها لتَنْظُرَ أيَّها يَسْبِقُ
وسَبَّقَ البَدرَةَ بينَ الشُّعَراءِ مَنْ غَلَبَ أَصحابَه أَخَذَها أي : جَعَلَها سَبَقاً بينَهُم وهو مَجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِي
والسبقُ من النَّخْلِ : المُبَكِّرَةُ بالحَمْلِ . وأسْبَقَ القَوْمُ إِلى الأَمْرِ : بادَرُوا . واستَبَقُوا وتَسابَقُوا : تَخاطَرُوا . وتَسابَقُوا : تَناضلُوا وخَيْلٌ سَوابِقُ وسُبَّقٌوسَبَقَه في الكَرَم : زادَ عليه . وسَبَقْتُ عليهِ : غَلَبْتُ وهو مَجاز . وسَبَق على قَوْمِه : عَلاهم كرماً . وسَبَقَ إِليهم : مَرَّ سَرِيعاً . وله سِباقٌ عن السِّباق : مِن سِباقيِ الطّائِرِ
وسَبَّقْتُ الطائِر : جَعَلْتُ السِّباقَيْنِ في رجْلَيْه وقَيَّدْتُه وهو مَجازٌ
وعلاءُ الدِّينِ بن السابِق الكاتِبُ متأخرٌ وابْنُه
وشَيْخنا المُعَمَّر سابقُ بنُ رَمَضانَ ابنِ عَرّام الزعْبَلِيُّ ممّن أَدْرَك الحافِظَ البابِلِيَّ رَوْينا عَنْه بعُلُو
" الشَّخْصُ " : سَوادُ الإِنْسانِ وغَيْرِه تَراهُ من بُعْدٍ وفي الصّحاح : من بَعِيدٍ . " ج " في القَلِيل " أَشْخُصٌ و " في الكَثِير " شُخُوصٌ وأَشْخَاصٌ " وفاتَه : شِخَاصٌ . وذكر الخَطَّابِيُّ وغَيْرُه أَنَّهُ لا يُسَمَّى شَخْصاً إِلاّ جِسْمٌ مُؤَلَّفٌ له شُخُوصٌ وارْتِفَاعٌ . وأَمَّا ما أَنْشدَهُ سِيبَوَيْه لِعُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيعَة :
فكَان نَصِيرِي دُونَ مَنْ كُنْتُ أَتَّقِي ... ثَلاَثُ شُخُوص كَاعِبَانِ ومُعْصِرُ فإِنّه أَراد ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ . وفي الحَدِيث " لا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ " . قال ابنُ الأَثِير : الشَّخْصُ : كُلُّ جِسم له ارْتفَاعٌ وظُهُورٌ . والمُرادُ به إِثْبَاتُ الذَّاتِ فاسْتُعِير لها لَفْظُ الشَّخْصِ . وقد جاءَ في روايَة أُخْرَى " لاشَيء أَغَيْرُ مِن اللهِ " . وقيل معناه : لا يَنْبَغِي لِشَخْصٍ أَنْ يَكُونَ أَغْيَرَ مِنَ الله . " وشَخَصَ كمَنَع شُخُوصاً : ارْتَفَعَ . و " يُقَال : شَخَصَ " بَصَرُهُ " فهو شاخِصٌ إِذا " فَتَحَ عَيْنَيْه وجَعَلَ لا يَطْرِفُ " قال للهُ تَعَالَى : " فَإِذَا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا " شَخَص المَيِّتُ " بَصَرَهُ : رَفَعَهُ " إِلى السماءِ فلَمْ يَطْرِفْ . وشَخَص ببَصره عِنْد المَوْت كَذلِكَ وهو مَجَازٌ . وأَبْصَارٌ شاخِصَةٌ وشَوَاخِصُ . وتقول : سَمِعْتُ بقُدُومِكَ فقَلْبي بينَ جَنَاحَيَّ رَاقِص وقال ابنُ الأَثير : شُخوصُ بَصَرِ المَيِّت : ارْتِفَاعُ الأَجْفَان إِلى فَوْق وتَحْدِيدُ النَّظَرِ وانْزعاجُه . شَخَصَ " من بَلَد إِلى بَلَد " يَشْخَصُ شُخُوصاً : " ذَهَبَ و " قِيلَ : " سَارَ في ارْتفَاع " فإِنْ سَارَ في هَبُوط فهو هابِطٌ . وأَشْخَصْتُه أَنَا . شَخَصَ " الجُرْحُ : انْتَبَرَ ووَرِمَ " عن اللَّيْث . وفي المُحْكَم : شَخَصَ الشَيءُ يَشْخَصُ شُخُوصاً : انْتَبَرَ . وشَخَصَ الجُرْحُ : وَرمَ . شَخَصَ " السَّهْمُ : ارْتَفَعَ عن الهَدَف " . فهو سَهْمٌ شَاخِصٌ وهو مَجَاز . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : لَشَدَّ ما شَخَصَ سَهْمُكَ وقَحَزَ سَهْمُكَ : إِذَا طَمَحَ في السَّماءِ . وقال حُمَيْد بنُ ثَوْر رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه :
إِنَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْنِي عِبَادَتُهَا ... حَتَّى أَصِيدَكُمَا في بَعْضِها قَنَصَا
شَاةُ أُوَارِدُهَا لَيْثٌ يُقَاتِلُهَا ... رامٍ رَمَاهَا بوَبْل النَّبْلِ أَوْشَخَصا " أَصيدكما أَي أَصيد لكما " وكَنَى بالشّاةِ عن المَرْأَةِ . شَخَصَ " النَّجْمُ : طَلَعَ " . قال الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بْنَ عُلاثَةَ :
تَبيتُون في المَشْتَى مِلاَءَ بُطُونُكُمْ ... وجَارَاتُكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائصَا
يُراقِبْنَ مِنْ جُوعٍ خِلالَ مَخَافَةٍ ... نُجُومَ الثُّرَيَّا الطَّالِعَاتِ الشَّواخِصَا
شَخَصَتِ " الكَلمَةُ من الفَمِ : ارتَفَعَتْ نَحْوَ الحَنَكِ الأَعْلَى ورُبَّما كان ذَلِك : في الرَّجُل " خِلْقَةً أَنْ يَشْخَصَ بصَوْتِهِ فلا يَقْدِرُ على خَفْضِهِ " بها . من المَجَاز : " شُخِصَ به كعُنِي : أَتَاه أَمْرٌ أَقْلَقَهُ وأَزْعَجَهُ " ومنه حَدِيثُ قَيْلَةَ بنْتِ مَخْرَمةَ التَّمِيمِيَّةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْها " فشُخِصَ بِي " " يُقَال للرَّجُل إِذا أَتاهُ ما يُقْلِقُهُ قد شُخِصَ بِهِ " كأَنَّه رُفِعَ من الأَرْضِ لِقَلقِه وانزِعَاجه . ومنه شُخوصُ المُسَافِر : خُرُوجُه عن مَنْزِلِه . شَخُصَ الرَّجُل " ككَرُم " شَخَاصَةً فهو شَخِيصٌ : " بَدُنَ وضَخُمَ . والشَّخِيصُ : الجَسِيمُ " . وقيل : العَظِيم الشَّخْصِ " وهي شَخِيصَةٌ " بهَاءٍ " والاسْمُ الشَّخَاصَةُ . قال ابن سِيدَه : ولم أَسْمَعْ له بفِعْل . فأَقُول : إِنَّ الشَّخَاصَةً مَصْدر وقد شَخُصْت شَخَاصَةً . قالَ أَبو زَيْد : الشَّخِيصُ : السَّيِّدُ " . وقيل : رَجُلٌ شَخيصٌ : إِذا كانَ ذا شَخْص وخُلثقٍ عَظِيم بَيِّنُ . الشَّخَاصَةِ . من المَجَاز : الشَّخِيصُ " من المَنْطِق : المُتَجَهِّمُ " عن ابن عَبَّاد . " وأَشْخَصَه " مِن المَكَانِ : " أَزْعَجَهُ " وأَقْلَقَه فذَهَبَ . أَشخَصَ " فُلانٌ : حَانَ سَيْرُه وذَهابُه " . يُقَال : نَحْنُ على سَفَرٍ قد أَشْخَصْنَا أَي حان شُخُوصُنَا . قال أَبو عُبَيْدَةَ : أَشْخَصَ " به " وأَشْخَسَ إِذَا " اغْتَابَه " حكاه عنه يَعْقُوبُ وهو مَجَاز . أَشْخَصَ " الرَّامِي " إِذا " جازَ سَهْمُهُ الهَدَفَ " وفي بعض نُسَخِ الصّحاح : الغَرَضَ أَي من أَعْلاه وهو مَجَاز . قال ابنُ عَبَّادٍ : " المُتَشَاخِصُ " : الأَمْرُ " المُخْتَلِف . و " قال أَبو عُبَيْدٍ : المُتَشاخِصُ والمُتَشاخِسُ : الكَلامُ " المُتَفاوِتُ " . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الشُّخُوصُ : ضِدّ الهُبُوط عن ابن دُرَيْدٍ . وشَخَصَ عن قَوْمه : خَرَج مِنهم . وشَخَصَ إِليهم : رَجَعَ . والشّاخِصُ : الَّذِي لا يُغِبُّ الغَزْوَ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد :
" أَمَا تَرَيْنِي اليَوْمَ ثِلْباً شاخِصَا والثِّلْبُ : المُسِنُّ . وفي حديثِ أَبِي أَيُّوب " فَلَم يَزَلْ شاخصاً في سَبيلِ اللهِ " . وفي حديث عُثْمَانَ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه : " إِنّما يَقْصُرُ الصَّلاةَ مَنْ كانَ شاخِصاً أَو بحَضْرَة عَدُوٍّ " أَي مُسَافراً . وتَشْخيص الشَّيْءِ : تَعْيينُهُ . وشْيءٌ مُشَخَّصٌ وهو مَجَاز . وأَشْخَصَ إِليه : تَجَهَّمَهُ وهو مَجَاز وكَذلِكَ قَوْلُهُم : رَمَى فُلاَنٌ بالشَّاخصات . والمَشَاخِصُ : دَنَانِيرُ مُصَوَّرةٌ . وبَنُو شَخِيص كأَمِيرٍ : بُطَيْنٌ قال ابنُ سِيدَه : أَظُنُّهُم انْقَرَضُوا . قلتُ : والشَّخِيصُ : أَخو عَنْزٍ وبَكْرٍ وتَغْلِبَ بَنُو وَائِل بنِ قاسِط . قِيل : إِنَّهُ لَمّا وُلِدَ له الشَّخيصُ خَرَجَ فرَأَى شَخْصاً على بُعْدٍ صَغِيراً فسَمَّاهُ الشَّخِيصَ . قال السُّهَيْليّ : فَهؤُلاءِ الأَرْبَعُ هم قَبَائلُ وَائِل وهُمْ مُعْظَمُ رَبِيعَةً . وشَخْصَانِ : مَوْضِعٌ . قال الحَارِثُ ابنُ حِلِّزَةَ :