الحَقُّ : من أسماء اللهِ تَعالَى أو من صفاتِه قالَ ابنُ الأثِيرِ : هو المَوجُودُ حقيقةً المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته وقال الراغِبُ : أصلُ الحَقِّ : المُطابقةُ والمُوافَقَة كمُطابَقَةِ رِجلِ الباب في حُقهِ لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ والحَقًّ : يقالُ لمُوجدِ الشيءَ . بحَسَب ما تَقْتَضِيه الحِكمَةُ ولِذلِكَ يُقال : فِعلُ اللهٍ كُله حَق وللاعْتقادِ في الشيء التطابِقِ لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء في نَفْسِه نحو : اعتَقادُ زَند في البَعثِ حَق وللفِعل والقَولِ الواقِع بِحَسَب ما يَجِبُ وقَدر ما يَجِبُ في الوَقتِ الَّذِي يَجِبُ نحو : فِعلك حَق وقولُكَ حَق . والحَق : القُرآنُ قاله أبو إسحاقَ في قَولِه تَعالَى : " ولا تَلْبسُوا الحَق بالباطل " قال : الحَق : أَمرُ النبِي صَلَّى اللهُ عليه وسَلمَ وما جاء بهِ من القُرْآن وكذلِكَ قالَ في قَوْلِه تَعالى : " بَل نَقْذِفُ بالحَقِّ عَلَى الباطِل " . والحَق : خِلاف الباطِل جَمعُه : حُقُوق وحقاقٌ وليسَ له بِناءُ أَدنَى عدَد . والحَقُّ : الأمرُ المقتضى المَفعُول وبه فُسرَ قولُه تعالى : " ما نُنَزلُ المَلائِكَةَ إلا بالحَقِّ " ويبَيِّنُ ذلِكَ قولُه تَعالى : " ولو أَنْزَلنا مَلَكاً لقُضىَ الأمرُ " . والحَق : العَدلُ . والحَقُّ : الإسلام وبه فُسر قولُ عُمَرَ - رضِي الله عنه - لمّا طُعِنَ أوقِظَ للصلاةِ فقالَ : الصَّلاةُ واللهِ إذَنْ ولا حَق أي : لاحظَّ في الإسلام لمَن تَرَكها . والحَقُّ : المالُ . والحق : المِلْكُ بكسرِ الميم . والحَق : المَوْجُودُ الثابِتُ الذي لا يَسُوغُ إِنْكارُه . والحَقُّ : الصِّدقُ في الحَدِيثِ . والحَقُّ : المَوْتُ وبه فُسِّرَ قولُه تَعالى : " وجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْت بالحَقِّ " كما في العُبابِ والمَعْنى : جاءَت السَّكْرَة التي تَدُلُّ الإِنْسانَ أَنَّه مَيِّت بالحَقِّ أَي : بالمَوْتِ الذي خُلِقَ له قالَ ابنُ سِيدَه : ورُوىَ عن أبي بَكْرٍ رضِي اللّهُ عنه : وجاءَتْ سَكْرَةَ الحَقِّ بالمَوْتِ والمَعْنى واحِد . والحَقُّ : الحَزمُ وبه فَسرَ الشّافِعيًّ - رضِي اللهُ عنه - قَوْلَ النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلًّمَ : ما حَقًّ امرِئ مُسلِم أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَينِ إِلاّ ووصِيَّتُه عِنْدَه قال مَعْناهُ : ما الحَرمُ لامْرِئً وما المَعْرُوف في الأخلاقِ الحَسَنَةِ لامرِئ ولا الأحوَطُ إلاّ هذَا لا أَنَّه واجِبٌ ولا هُوَ من جِهَةِ الفَرْضِ وفي شَرْح العَقائدِ : الحَق عُرْفاً : الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك ويُقابِلُه الباطِلُ وأَمَّا الصِّدْقُ فشاعَ في الأَقْوالِ فَقَط ويُقابِلُه الكَذِبُ وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ في الحَقِّ من جانِبِ الواقِع وفي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه : حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه . والحَقُّ : واحِدُ الحُقُوقِ والحَقَّةُ : أَخَص منه يُقالُ : هذِه حَقَّتِي أي : حَقِّي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . والحَقَّةُ أيْضاً : حَقِيقَة الأمْرِ يُقال : لمّا عَرَفَ الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب نَقَله الجَوْهَرِي . وحَقِيقَةُ الأمْرِ : ما يَصيرُ إِليه حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه يُقال : بَلَغَ حَقِيقَةَ الأمْرِ أي : يَقِينَ شَأنِه . وقولُهم : كان ذلِكَ عندَ حَقّ لِقاحِها بفَتْح الحاءَ ويُكْسَرُ أَي : حينَ ثَبَتَ ذلِكَ فيها وفي الأساس : حِينَ ثَبَتَ أنّها لاقِح وهو مَجازٌ . ويُقال : سَقَطَ فلان على حَق رأِسه وحاقّهِ أي : وَسَطِه ويُقال : جِئتُه في حاقِّ الشِّتاءَ أي : في وَسَطِه . وفي حَدِيثِ أبِي بَكْرٍ رضِي الله عنه : أنَّه خَرَج بالهاجِرَةِ إلى المَسْجِدِ فقيلَ له : ما أَخْرَجَكَ هذه الساعةَ ؟ قال : ما أَخْرَجَنِي إلا ما أَجِدُ مِنْ حَق الجُوعِ أَي : من صادِقِه ويَقُولون : رَجل واللّهِ حاقُّ الرَّجُلِ وحاق الشُّجاع وحاقَّتُهُما لا يثَنَّيانِ ولا يُجْمَعان والمَعْنَى : كامِلٌ فِيهِما أَي : صادِقُ جِنْسِه في الرجولِيَّة والشجاعَةِ ويُرْوَى حديث أَبي بكرٍ بتَخفِيفِ القافِ مِن حاقَ بهِ البلاءُ حَيْقاً وحاقاً : إذا أحْدَقَ به أَي : من اشتِمالِ الجُوع عليه ويجوز أنْ يكونَبمعنَى الحائِقِ كالشّال والنّالِ . قال ابن سيدَه : قال سِيبَوَيْهِ : قالُوا : هذا العالِمُ حَقُّ العالِم يُرِيدُون بذلِكَ التَّناهي وأَنه قد بَلَغ الغايةَ فيما يصِفهُ من الخصال قالَ : وقالُوا : هذا عَبْدُ اللّه الحَقَّ لا الباطِلَ دخلت فيه الّلامُ كدُخُولها في قولهم : أرسَلَها العراك إِلاّ أنّه قد تَسقُطُ منه فتَقُول : حَقَاً لا باطِلاً . والحاقةُ : النّازِلَةُ الثّابِتَةُ كالحَقَّةِ وقِيلَ : سُمِّيَتِ القِيامَةُ حاقة لأنَّها تَحُقُّ كلَّ إِنْسان من خَيْرٍ وشَرّ قاله الزَّجّاجُ وقالَ الفَرَّاءُ : سُمِّيت حاقَّةً لأنَّ فِيها حَواقَّ الأمُورِ والثوابَ قال الله تَعالَى : " الحَاقَّة ما الحَاقَّةُ وما أدْراك ما الحاقَةُ " أو لأنّها تَحُقُّ لكل قَوْم عَمَلَهُم وقِيلَ : تَحُقًّ كُلَّ مُحاق في دينِ الله بالباطِلِ أَي : كُل مُجادِلٍ ومخاصِمٍ وهو من قَوْلِهم : حَقَّهُ كمَدَّهَ يَحُقه حَقّاً : إذا غَلَبَه وخَصَمَه قالَ ابنُ عَباد : على الحَق ويُقال : حاقَقْته أحاقُّه حِقاقاً ومُحاقةً فحَققته أحقُّه أي : غَلَبْتُه وفَلَجتُ عليه . كأحَقَّه إِحْقاقاً نَقَلَهُ الأزهرِيُّ عن الكسِائيِّ قال : وأنْكَرَه أَبو عُبَيد . وحَقَّ الشّيءَ : أَوجْبَهَ وأثبَتَه وصارَ عندَه حَقاً لا يَشُك فيه ويُقال : يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا أَي : يَجبُ كأحَقَّه وحَققَه وقِيلَ : أحَقَّه : صَيًّرَه حَقاً . وحَق الطرِيقَ : ركِبَ حاقهُ أَي : وَسَطَه ومنه الحَدِيثُ أنه قالَ للنساءَ : ليسَ لَكُنَّ أنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ . وحَق فُلاناً يَحقَّه حَقُّاً : ضَرَبَه في حاقِّ رَأسِه أي : وَسَطِه أو ضَرَبَه في حق كَتِفِه : اسم للنُّقْرَةِ التي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل : هو رَأس العَضُدِ الذي فيه الوابِلَةُ . وحَق الأمرُ يَحُقُّ بالضمّ وبَحِق بالكسرِ حَقةً بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ وكذلك حَقاً وحُقوقاً كقُعُودٍ : صارَ حَقاً وثَبَتَ قال الأزهَرِي : مَعناه : وَجَبَ وُجُوباً ومنه قولُه تَعالى : " ولكِنْ حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ " أَي : وَجَبَت وثَبَتَتْ وكذلِكَ قولُه تعالَى : " لَقَد حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ " . وقالَ ابنُ درَيد : حَقَّ الأمْرُ يَحِقُّ حَقاً ويَحُقُّ : إِذا وَقَعَ بلا شَك ونص الجَمْهَرِة : وَضَحَ ولم يَكُ فيه شك لازِم مُتَعَد . وحَقَقْت حَذرَه أحُقُّه حَقاً وأحْقَقْتُه : إِذا فَعَلْت ما كانَ يَحْذَرُه نقله الصاغانِيُّ وأنْكَره الأزْهَرِي وقال : إنَّما هو أَحْقَقْت حَذَرَه لا غَيْره . وحَقَقْتُ الأمْرَ : إِذا تَحَققْته وتَيَقنته أي : وصرتَ منه عَلَى يَقِين حكاه أَبو عُبَيْدٍ . وحَقَقْتَ فُلاناً : إذا أَتَيته كأحْقَقْتَه حكاه أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً . وقال الكِسائِي : يُقال : حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذا بالضَّمِّ وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه بمعنىً واحِد وحُق له أَن يَفْعَل كذا وهو مَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيق وهم مَحقُوقُونَ . وقال ابن عَبّاد هو حَقِيقٌ به وحق أَي : جَدِيرٌ وخَلِيقٌ وقوله تعالَى : " حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ " أي : أنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ وقرأ : نافعٌ " حَقِيقٌ عليَّ " بتشديدِ الياءَ أَي : واجِبٌ عليَّ وقال شَمرٌ : تَقُول العَرَبُ : حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك وحَق وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً وهو حَقِيق به ومَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيقٌ له والجَمعُ أَحِقّاءُ ومَحْقُوقُونَ وقال الفَراء : حق لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك وحَقَّ وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كذا فإِذَا قُلْتَ : حُقَّ قلْتَ : لَكَ وإذا قُلْتَ : حَق قلتَ : عَلَيْكَ قال : وتَقول : يَحِق عليكَ أن تَفْعَلَ كذا وحُق لكَ ولم يَقُولُوا : حَقَقْتَ أن تَفْعَلَ وقوله تعالى : " وَأَذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ " أَي : وحُق لَها أَنْ تَفْعَلَ ومعنَى قَولِ من قال : حَق عليكَ أنْ تَفْعَلَ : وَجَبَ عليكَ وقالُوا : حَق أَنْ تَفعَلَ وحَقيق أَنْ تَفْعَلَ وحقِيق - في حَق وحُق - : فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول قالَ الشّاعِر : ى الحائِقِ كالشّال والنّالِ . قال ابن سيدَه : قال سِيبَوَيْهِ : قالُوا : هذا العالِمُ حَقُّ العالِم يُرِيدُون بذلِكَ التَّناهي وأَنه قد بَلَغ الغايةَ فيما يصِفهُ من الخصال قالَ : وقالُوا : هذا عَبْدُ اللّه الحَقَّ لا الباطِلَ دخلت فيه الّلامُ كدُخُولها في قولهم : أرسَلَها العراك إِلاّ أنّه قد تَسقُطُ منه فتَقُول : حَقَاً لا باطِلاً . والحاقةُ : النّازِلَةُ الثّابِتَةُ كالحَقَّةِ وقِيلَ : سُمِّيَتِ القِيامَةُ حاقة لأنَّها تَحُقُّ كلَّ إِنْسان من خَيْرٍ وشَرّ قاله الزَّجّاجُ وقالَ الفَرَّاءُ : سُمِّيت حاقَّةً لأنَّ فِيها حَواقَّ الأمُورِ والثوابَ قال الله تَعالَى : " الحَاقَّة ما الحَاقَّةُ وما أدْراك ما الحاقَةُ " أو لأنّها تَحُقُّ لكل قَوْم عَمَلَهُم وقِيلَ : تَحُقًّ كُلَّ مُحاق في دينِ الله بالباطِلِ أَي : كُل مُجادِلٍ ومخاصِمٍ وهو من قَوْلِهم : حَقَّهُ كمَدَّهَ يَحُقه حَقّاً : إذا غَلَبَه وخَصَمَه قالَ ابنُ عَباد : على الحَق ويُقال : حاقَقْته أحاقُّه حِقاقاً ومُحاقةً فحَققته أحقُّه أي : غَلَبْتُه وفَلَجتُ عليه . كأحَقَّه إِحْقاقاً نَقَلَهُ الأزهرِيُّ عن الكسِائيِّ قال : وأنْكَرَه أَبو عُبَيد . وحَقَّ الشّيءَ : أَوجْبَهَ وأثبَتَه وصارَ عندَه حَقاً لا يَشُك فيه ويُقال : يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا أَي : يَجبُ كأحَقَّه وحَققَه وقِيلَ : أحَقَّه : صَيًّرَه حَقاً . وحَق الطرِيقَ : ركِبَ حاقهُ أَي : وَسَطَه ومنه الحَدِيثُ أنه قالَ للنساءَ : ليسَ لَكُنَّ أنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ . وحَق فُلاناً يَحقَّه حَقُّاً : ضَرَبَه في حاقِّ رَأسِه أي : وَسَطِه أو ضَرَبَه في حق كَتِفِه : اسم للنُّقْرَةِ التي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل : هو رَأس العَضُدِ الذي فيه الوابِلَةُ . وحَق الأمرُ يَحُقُّ بالضمّ وبَحِق بالكسرِ حَقةً بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ وكذلك حَقاً وحُقوقاً كقُعُودٍ : صارَ حَقاً وثَبَتَ قال الأزهَرِي : مَعناه : وَجَبَ وُجُوباً ومنه قولُه تَعالى : " ولكِنْ حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ " أَي : وَجَبَت وثَبَتَتْ وكذلِكَ قولُه تعالَى : " لَقَد حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ " . وقالَ ابنُ درَيد : حَقَّ الأمْرُ يَحِقُّ حَقاً ويَحُقُّ : إِذا وَقَعَ بلا شَك ونص الجَمْهَرِة : وَضَحَ ولم يَكُ فيه شك لازِم مُتَعَد . وحَقَقْت حَذرَه أحُقُّه حَقاً وأحْقَقْتُه : إِذا فَعَلْت ما كانَ يَحْذَرُه نقله الصاغانِيُّ وأنْكَره الأزْهَرِي وقال : إنَّما هو أَحْقَقْت حَذَرَه لا غَيْره . وحَقَقْتُ الأمْرَ : إِذا تَحَققْته وتَيَقنته أي : وصرتَ منه عَلَى يَقِين حكاه أَبو عُبَيْدٍ . وحَقَقْتَ فُلاناً : إذا أَتَيته كأحْقَقْتَه حكاه أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً . وقال الكِسائِي : يُقال : حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذا بالضَّمِّ وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه بمعنىً واحِد وحُق له أَن يَفْعَل كذا وهو مَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيق وهم مَحقُوقُونَ . وقال ابن عَبّاد هو حَقِيقٌ به وحق أَي : جَدِيرٌ وخَلِيقٌ وقوله تعالَى : " حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ " أي : أنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ وقرأ : نافعٌ " حَقِيقٌ عليَّ " بتشديدِ الياءَ أَي : واجِبٌ عليَّ وقال شَمرٌ : تَقُول العَرَبُ : حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك وحَق وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً وهو حَقِيق به ومَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيقٌ له والجَمعُ أَحِقّاءُ ومَحْقُوقُونَ وقال الفَراء : حق لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك وحَقَّ وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كذا فإِذَا قُلْتَ : حُقَّ قلْتَ : لَكَ وإذا قُلْتَ : حَق قلتَ : عَلَيْكَ قال : وتَقول : يَحِق عليكَ أن تَفْعَلَ كذا وحُق لكَ ولم يَقُولُوا : حَقَقْتَ أن تَفْعَلَ وقوله تعالى : " وَأَذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ " أَي : وحُق لَها أَنْ تَفْعَلَ ومعنَى قَولِ من قال : حَق عليكَ أنْ تَفْعَلَ : وَجَبَ عليكَ وقالُوا : حَق أَنْ تَفعَلَ وحَقيق أَنْ تَفْعَلَ وحقِيق - في حَق وحُق - : فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول قالَ الشّاعِر :" قَصِّر فإنَّكَ بالتَّقْصِيرِ مَحْقُوقُ يُقال للمَرْأَةِ : أنْتِ حَقِيقَةٌ لذلِكَ يَجعَلونَه كالاسْم وأنْتِ مَحْقُوقةٌ لذلِك وأنْتِ مَحْقُوقة أَنْ تَفْعَلِي ذلِكَ وأمّا قولُ الأعْشَى :
وإِنَّ امْرَأَ أَسْرَى إليكِ ودُونَه ... من الأرضِ مَوْماةٌ ويَهْماءُ سمْلَق
لمَحْقُوقةٌ أَنْ تَستَجِيبِي لصَوْتِه ... وأَنْ تَعلَمِي أَن المعانَ مُوَفقُ فإنه أَرادَ : لَخُلَّةٌ مَحْقُوقَةٌ يعني بالخُلَّةِ الخَلِيلَ ولا تَكُونُ الهاة في مَحْقُوقةٍ للمُبالَغةِ إِنّما هي في أسماءَ الفاعِلِينَ دونَ المَفْعُولِينَ ولا يَجُوز أَن يكونَ التقديرُ : لمَحقُوقَة أنْتِ لأن الصّفةَ إِذا جَرَت على غَيْرِ مَوْصُوفِها لم يكن عندَ أَبِي الحَسَنِ الأخْفَشِ بُد من إِبرازِ الضمِيرِ وهذا كلُّه تَعْلِيلُ الفارسيّ . وفي الأساسِ : فإن قُلتَ : فما وَجْهُ قولِهم : أنْتَ حَقِيقٌ بأنْ تَفْعَلَ وأَنْت مَحقُوق به وإنكِ مَحقُوقَة بأن تفعَلِي وحَقِيقَة به وحقِقْتَ بأنْ تَفعَلَ وحُق لكَ أَن تَفْعَلَ . قلتُ : أما حَقِيقٌ فهو من حَققَ في التقديرِ كما قالَ سِيبَوَيهِ في فَقِيرٍ : إنّه من فَقُرَ مُقَدراً وفي شَدِيد : مِن شَدُدَ ونَظِيرُه خَلِيقٌ وجَدِير من خَلُقَ بكَذا وجَدرَ بهِ ولا يَكُون فَعِيلاً بمعنى مَفْعُول وهو مَحقُوق لقولِهم : أنتِ حَقيقَة بكذا وامْرَأَة حَقِيقَةٌ بالحَضانَةِ وأَمّا حُقِقتَ بأنْ تَفعَلَ وأَنْتَ مَحقُوق بهِ فبمعنىَ : جُعِلْتَ حَقِيقاً به وهو من باب فَعَلْتُه ففَعَلَ كقَبحَ وقبَحَهُ الله وبَرَدَ الماءُ وبَرَدتُه ويَجُوز كوُنه من حَقَقتُ الخَبَرَ أَي : عُرِفْتَ بذلِك وتُحُققَ منك أَنَّكَ تَفعلهُ بشهادَةِ أَحوالِكَ وأَمّا حُقَّ لكَ أَن تَفْعَلَ فمِن حَق اللهُ الأمرَ أَي : جَعَلَه حَقّاً لك أَنْ تَفْعَلَ أَو أَثْبَتَ لَكَ ذلِك انتهى وهو تَحقِيق نَفِيس . والحَقِيقَة : ما أقِر في الاستِعْمالِ على أَصْل وَضْعِه . وقِيلَ : هو اسمٌ لِما أريدَ به ما وُضِعَ له فَعِيلَة من حَق الشًّيءُ : إِذا ثَبَتَ بمَعْنَى فاعِلَة والتاءُ فيه للنقل من الوَصفية إلى الاسميَّة كما في العَلاّمةِ لا للتأنِيثِ وقال بَعضُهم : إن ما بهِ الشيء هو هو باعْتِبارِ حَقِيقَتِه حقيقةٌ وباعْتبارِ تَشَخصِه هُوَ به - ومع قَطع النظر عن ذلك - : ماهِية وهو ضِد المَجازِ وإنما يَقَعُ المَجازُ ويُعدَلُ إليه عن الحَقِيقةِ لمَعانٍ ثَلاثة وهي : الاتساعُ والتوكِيدُ والتشبِيه فإنْ عُدِمَ هذه الأوصافُ كانت الحَقِيقَةُ البَتةَ . والحَقِيقَةُ : ما يحِقُّ عليكَ أنْ تَحمِيَهُ يُقال : فلانٌ حامِي الحَقِيقَةِ نَقَلَه الجَوهَرِي وهو مَجاز كما في الأساسِ وفي اللسانِ : حَقِيقَةُ الرجل : ما يَلزَمُه حِفظُه ومَنْعُه ويَحِق عليه الدّفاعُ عنه من أَهل بَيتِه وجَمعُها : الحَقائِقُ . ويُقال : الحَقِيقَةُ : الرّايَة ومنه قولُ أَبي المُثَلَّمِ يَرثِي صَخْرَ الغَيِّ الهذَليّ :
حامِي الحَقِيقَةِ نَسّال الوَدِيقَةِ مِع ... تاقُ الوَسِيقَةِ جَلْدٌ غير ثُنْيانِ وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لعامرِ بنِ الطُّفَيْل :
لقَد عَلِمَت عُلْيا هَوازِنَ أَننِي ... أَنا الفارِسُ الحامِي حَقِيقَةَ جَعفَرِ قالَ الصاغانِيُّ : جَعفَر هذا أَبو جَدِّهِ لأنه عامِرُ بنُ الطُّفَيل بنِ مالك بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍوبَناتُ الحُقَيق كزبيْرٍ : تَمر رَدِئ قِيلَ : هو الشِّيصُ نقَله الليثُ وابنُ عبّاد وكَذَا أَبو رافع عَبدُ اللهِ وقِيلَ : سَلاّمُ بنُ أَبي الحُقَيقِ اليَهُودِيُّ الذي قَتَلَه عَبدُ اللهِ بن عَتِيك رَضِي الله عنه بأمرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فإنه مُصَغرٌ أَيضاً . وقَرب حَقحاق : جاد وذلِكَ إذا كانَ السَّيرُ فيهِ شَدِيداً مُتْعِباً وكذلِكَ هَقْهَان وقَهقاه على القلْبِ والبَدَلِ وسَيَأتي . والحقةُ بالضم : وعاء من خَشَبٍ أَو عاج أَو غَيرِهِما مما يَصلُحُ أَنْ يُنْحَت منه عَرٌبِي مَعرُوفٌ وقد جاءَ في الشِّعر الفَصِيح . ج : حُق بالضمِّ جَعَلُوه من بابِ سِدرَة وسِدرٍ وهذا أَكثرهُ إنّما هو في المَخلُوقِ دُونَ المَصنُوع ونظيره من المَصنُوع : دواةٌ ودَوى وسَفِينَةٌ وسَفِين وقالَ عَمرُو بنُ كُلْثُوم :
وصَدراً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً ... حَصاناً من أكُفِّ الّلامِسِينَا ويُقالُ أيضاً في جَمعِه : حُقُوق بالضمِّ ويُقال : هو جَمعُ الحُقِّ فيكون جَمعَ الجَمعَ . وقِالَ ابن سِيدَه : جَمْع الحُقةِ : حُقَق وجَمعُ الحقِّ : أحقاقٌ وحِقاقٌ قالَ رُؤْبَة - يصفُ حوافِر حُمرِ الوَحْشِ :
" سَوَّى مَساحِيهِن تَقْطِيط الحُقَق
" تَقلِيلُ ما قارَعنَ من سُفرِ الطرَق والحُقَّةُ : الدّاهِيَةُ لثُبُوتِها ويُفْتَح نَقَلَه الأزْهَرِيُّ . والحُقةُ : المَرْأةُ على التشْبِيه . والحُق بلا هاءً : بَيْتُ الكَهْوَلِ أي : العَنْكَبوتِ ومنه حَدِيثُ عَمرِو ابن العاص أنّه قالَ لمُعاوِيَة في مُحاورات كانَت بينَهما : لقَدْ رَأَيْتُكَ بالعِراقِ وإنَّ أمْرَكَ كحُق الكَهْوَلِ وكالحَجاةِ في الضُّعْف فما زِلْتُ أَرُمهُ حتىّ استحكم أي : واهٍ قالَ الأزْهرِيُّ : وقد رَوَى ابن قُتَيْبَةَ هذا الحَرْفَ بعينِه فصَحفَه وقال : مثل حقِّ الكَهْدَلِ بالدالِ بدلَ الواو وخَبَطَ في تَفْسيرِه خَبْطَ العَشْواء والصواب مثلُ حُقّ الكَهْوَلِ والكَهْوَلُ : العَنكَبُوتُ وحُقُّه : بيتُه وسَيَأتِي ذلِكَ إنْ شاءَ الله تعالَى
والحُق : أَصل رَأس الوَرِكِ الذي فيه عَظمُ رَأسِ الفَخِذِ . وقِيلَ : هو رَأس العَضُدِ الّذِي فيه الوابِلَةُ ونَص ابنِ درَيْد في الجَمْهَرة : رأس العَضُدِ الَّذِي فيه عَظْمُ الفَخِذِ وقد تَقدمت الإشارَةُ إليه . وفي حَدِيثِ يُوسُفَ بن عُمَرَ أَنّه قالَ : إن عامِلاً من عُمّالي يذْكُر أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقّ ولُق الحق : الأرضُ المُسْتَدِيرَةُ أو هِي المُطمَئنَّة واللُّق : المُرْتَفِعَة قال الصاغانِي : فأما في حَدِيثِ الحَجّاج فالخَاءُ مُعْجَمَةٌ مفْتُوحَة . وقيلَ : الحُقُّ : مثل الجُحر في الأرْضِ . والحُقيًّ بياء النسبَةِ : تَمْرٌ نَقَلَه الصاغاني . والحِق بالكسر من الإِبِل : الدّاخِلَةُ في الرّابِعَةِ بعد اسْتِكْمالِها الثّالثةَ عن أَبي عُبَيْد وقد حَقت تَحِق حِقة وحِقاً بكَسْرِهِما وهما مَصدَرانِ وأَحَقَّتْ وهي حِق وحِقة بَيِّنَةُ الحِقَّةِ بالكسرِ أيضاً قال ابنَ سِيدَه : وإِنما حُكمُه بَيِّنَةُ الحَقاقَةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلِكَ من الأبْنِيَةِ المُخالِفَةِ للصِّفَة لأنَّ المَصدرَ في مِثل هذا يُخالِفُ الصِّفَةَ ولا نَظِيرَ لَها في مُوافَقَةِ المصدرِ الاسمَ في البناءَ إِلاّ قَولهم : أَسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ وأَنْشَدَ ابن دُرَيْد :
" إِذا سُهَيل مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَع
" فابن اللَّبُونِ الحِق والحِق جَذَع وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للأعْشَى :
بحقتها رُبِطَت في اللجي ... نِ حَتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّْ أرادَ أَنّها رُبِطَت في اللجينِ وَقْتَ أَنْ كانت حِقَّةً إِلى أَن نَجَمَ سديسها أَي : نَبَتَ ج : حِقَق كعِنَبٍ وحِقاق بالكسرِ نقله الجَوهَرِيُّ وقال الأعشَى :
وهُمُ ما همُ إِذا عَزَّتِ الخَم ... ر وقامت زقَاقُهم والحِقاق أَي : يبِيعُون زِقّاً بحِق لصُعُوبة الزمانِ وجج أَي : جمع الجمع بضمتَينِ ككِتاب وكتُبٍ ومنه قولَ المُسَيبِ بن علَس :
قد نالِني مِنْهُم على عَدَم ... مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُكما في الصحاح سُمى حِقة لأنهُ استحَقَّ أن يُركَبَ ويُحمَلَ عليه وأن يُنْتَفَعَ به نقَلَه الجَوهرِي أو لأنَّه استحَق الضِّرابَ نقَلَه بَغضُهم كما في اللسانِ . والحِقُّ أيضاً : أن تَزِيدَ النَّاقَةُ على الأيّام التي ضُرِبَتْ فِيها قال ابن سِيدَه وبعضُهُم يجعَلُ الحِقَّةَ - في قولِ الأعْشَى - : الوَقْت ويُقال : أَتَتِ النّاقَةُ علي حِقَّتِها أَي : على وَقْتِها الذي ضَرَبَها الفَحْلُ فيه من قابِلٍ وهُوَ إِذا تَم حمْلُها وزادَت على السَّنَةِ أَياماً من اليَوْمِ الذي ضُرِبَتْ فيه عاماً أَوَّلَ حَتّى يَسْتوفي الجَنِينُ السنَةَ وقِيلَ : حِق الَناقَةِ واسْتِحقاقُها : تَمامُ حَمْلِها قال ذُو الرُّمَّةِ :
أَفانِينَ مَكْتُوبٌ لها دُونَ حِقِّها ... إِذا حَملها راشَ الحِجاجَيْنِ بالثكْلِ أي : إِذا نَبَتَ الشّعرُ على وَلَدِها أَلْقَتْه مَيِّتاً وقال الأصْمَعِيُّ : إِذا جازَت النّاقَةُ السَّنَةَ ولم تَلدْ قِيلَ : قد جازَت الحِقَّ . والحِق : النّاقَةُ التي سَقَطَت أَسْنانها هَرَماً . والحِقَّةُ بالكَسْرِ : الحَق الواجِبُ يُقالُ : هذِه حِقَّتِي وهذا حَقِّي يُكْسَرُ مع التاءَ ويُفْتَحُ دُونَها وقد مَرَّ له آنِفاً أنه يُفْتَحُ مع الهاءَ أَيْضاً وحينَئِذِ يَكُون أَخَص من الحَقِّ كما نَقَلهَ الجَوْهريُّ وغيره فتَأمل ذلِكَ . وأم حِقةَ : اسمُ امْرَأَةٍ قالَ مَعْنُ بنُ أوْس :
فقَدْ أنْكَرَتْهُ أم حِقةَ حادِثاً ... وأَنْكَرها ما شِئتَ والوُدُّ خادِعُوالحِقَّةُ بالكَسْرِ : لَقَبُ أمِّ جَرِير الشّاعِر بن الخَطَفَى وذلَكَ لأن سُوَيْدَ ابنَ كُراعِ خَطَبَها إِلى أَبِيها فقَالَ : إِنّها لصَغِيرَةٌ ضرعَةٌ قال سُوَيدٌ : لقد رَأيْتُها وهي حِقَّةٌ أَي : كالحِقَّةِ من الإبِل في عِظَمِها . أو في حديثِ أبي وَجزَةَ السعدِيّ : حتىّ رَأَيتُ الأرنَبَةَ يَأكُلُها صِغارُ الإبِل مِن وراء حِقاق العُرْفُطِ قال الصّاغانِي : الأرنَبَةُ : الأرنبُ كالعَقرَبَةِ في العَقْرَبِ وقيل : هي نَبْتٌ وقال شَمِرٌ : هي الأريْنَة وهي : نَباتٌ يُشْبهُ الخَطْمِيًّ عرِيضُ الوَرَقِ قال الصّاغانِي : أولُ ما رأَيتُ الأرَينَةَ سنة 605 ، دُونَ جَمرَةِ العَقَبَة بينَها وبين جبل حراء وحِقاق العرفطِ : صِغارهَ وشوابّه . مُستعارَة من حِقاقِ الإبِلِ والمَعْنَى - فيمن جَعَل الأرْنَبَةَ واحِدَ الأرانِبِ - أن السيلَ حَمَلَها فتَعَلَّقَتْ بالعُرْفطِ ومضى السَّيْلُ ونَبَتَ المَرْعَى فخَرَجَت الإِبِلُ تأكُل عِظامَ الأرانِبِ إِحْماضاً بها . وفيمَن فَسرَها بالنَّباتِ : أَنّه طالَ واكْتَهَلَ حَتّى أَكَلَه صِغارُ الإِبل ونالَتْهُ من وراءَ شَجَرِ العُرْفُطِ . وفي حِديثِ علي رضِي اللّهُ عنه : إِذا بَلَغْنَ أي : النِّساءُ والرِّوايَة : إذا بَلَغَ النّساءُ نصَّ الحِقاق أو نَص الحَقائِق كما في رِوايَةٍ أخْرى فالعصَبَةُ أولَى قال أبُو عُبَيْدٍ : نَص كُلِّ شَيءً : مُنْتَهاه ومَبْلَغُ أقْصاه أي : إِذا بَلَغْنَ الغايَةَ التي عَقَلْنَ فِيها وعَرَفْنَ فيها حَقائِقَ الأمورِ أَو قَدَرْنَ فِيها على الحِقاقِ أَي : الخِصام وهو المُحاقَّةُ أو حُوقَّ فيهِنَّ أَي : خُوصمَ فقالَ كُل من الأَولِياءَ : أَنا أَحَق بها ونَصُّ أبِي عبَيْدٍ : هو أنْ يُحاقَّ الأمَّ العصَبَةُ في الجارِيَةِ فتقول : أنا أحَقُّ بها ويَقُولونَ : بلْ نَحْنُ أَحَق أَو المَعْنَى : إِذا بَلَغْنَ نِهايَةَ الصِّغارِ أَي الوقتَ الّذِي يَنْتَهِي فيه صِغَرُهُنَّ ويَدْخُلْنَ في الكبرِ استعارَ لهُنَّ اسم الحِقاقِ من الإبِلِ قال الصاغاني : هذا ونَحْوُه مما يَتَمسكُ به مَن اشْتَرَط الوَلِي في نِكاح الصَّغِيرَة وقال أَبُو عُبَيْد أرادَ بنَصِّ الحِقاقِ : الإدْراكَ لأنَّ وَقْت الصغَرِ يَنتَهِي فتَخْرُجُ الجارِيَة من حَدِّ الصِّغَرِ إِلى الكبَرِ يَقُولُ : ما دامَت الجارِيَة صَغِيرَةً فأمها أوْلَى بِها فإذا بَلَغَت فالعَصَبَةُ أوْلىَ بأمْرِها من أمّها وبتَزْوِيجِها وحَضانَتِها إِذا كانُوا مُحْرَماً لها مثلَ الآباءَ والإِخْوَةِ والأعْمام . وقالَ ابنُ المُبارَك : نَصُّ الحقاقَ : بلوغُ العَقْلِ وهو مِثْلُ الإِدْراكِ لأنَّهُ إنَّما أرادَ مُنْتَهَى الأمْرِ الذي تَجِبُ به الحُقوقُ والأحْكامُ فهو العَقْلُ والإدْراك . وقِيلَ : المُرادُ بلوغُ المَرْأَةِ إلى الحَدِّ الذي يَجوزُ فيه تَزْوِيجُها وتَصَرفُها في أمْرِها تَشْبِيهاً بالحِقاقِ من الإبِلِ وعِنْدَ ذلِكَ يُتَمَكَّن من رُكُوبه وتحْمِيله ومن رَواه نَصّ الحَقائِق أرادَ جمعَ الحَقِيقةَ أو جَمع الحِقةِ من الإِبِلِ . ويقال : إِنَه لنَزِق الحِقاقِ أَي : مُخاصِم في صِغارِ الأَشياءِ وهو مَجاز . والأَحَقّ من الخَيْلِ : الفرَس الذي يَضَع حافِرَ رجْلِه موضِعَ يَدِه وذلِك عَيب والشَّئَيت الذي يَقصُر موقِع حافرِ رِجله عن مَوْقِع حافرِ يَدِه وذلك عَيْب أًيضاً . وقال الجوهويُّ : هو الّذِي لا يَعْرَقُ وهو عَيْب أيضاً قالَ : وأَنْشَدَ أَبُو عمرو لرَجل من الأَنْصار قلت : هو عَدِي ابنُ خَرَشَةَ الخطمِيّ :
وأَقْدر مُشْرِف الصهوات ساطٍ ... كُمَيْت لا أَحَقَُّ ولا شَئَيتُ هذه رِوايَةُ أبي عَمْرو وأَبي عبَيْدٍ وفي المحْكَم : وروَى ابن دُرَيدٍ :
بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهد ... جَواد لا أَحَقُّ ولا شَئَيتقلت : والذي في الجَمْهَرةِ مثل روايَةِ أَبِي عَمرو وأَبِي عبَيْدٍ ومصدَرهما الحَقَقُ محَركَةً يقال : أَحَق بَيِّن الحَقق . وحَقَقْت عليه القَضاءَ أَحُقَه حقاً وأحققته أحقه إحقاقاً أوجبته وهذا قد تقدم فهو تكرار وقال أبو مالك أحقت البكرة إذا استوفت ثلاث سنين . وقال ابن عباد أحقت صارت حقة مثل حقت . ويقال : رمى فأحق الرمية إذا قتلها على المكان عن ابن عباد والزمخشري وهو مجاز . والمحق ضد المبطل يقال : أحققت ذلك أي أثبته حقاً أو حكمت بكونه حقاً ومنه قوله تعالى : " ويحق الله الحق بكلماته " وقال الراغب : إحقاق الحق ضربان أحدهما : بإظهار الأدلة والآيات والثاني بإكمال الشريعة وبثها . والمحاق من المالِ يكونُ الحَلْبَةَ الأولَى والثانيةُ منها لِبَأٌ قاله أَبو حاتِم وقال ابنُ عَبّادٍ : هي : التي لم يُنْتَجن في العام الماضِي ولم يُحلَبْنَ فيه . وحَقًّقَهُ تَحْقِيقاً : صَدقَه وقالَ ابنُ دُرَيْدِ : صَدَّقَ قائِلَه وقِيلَ : حَققَ الرَّجُلُ : إِذا قالَ هذا الشيء هو الحَق كقَوْلِكَ : صَدَّقَ . والمحَقَّقُ من الكلام : الرَّصِين المحْكًمُ النَّظْم وهو مَجازٌ قال رؤبَة :
" دعْ ذا وراجِعْ مَنْطِقاً محَققا ويُرْوى : مذلقاً . والمُحَقَّقُ من الثِّيابِ : المُحْكمُ النَّسخ الذي عَلَيْهِ وَشى على صُورَةِ الحُقَقِ كما يُقال : برد مرجل وهو مجاز أيضاً وقال :
تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إنّا ... كَفَيْناكَ المحقَّقَةَ الرقاقَا والاحْتِقاقُ : الاخْتِصامُ وذلك أن يقولَ كُلُّ واحد منهم : الحَقُّ بيَدِي ومَعِي ومنه حديثُ الحضانَةِ : فجاءَ رَجُلانِ يَحْتَقّان في وَلَدِ أَي : تختصِان ويطْلُبُ كُلُّ واحدٍ منها حقه وفي حَديثٍ آخر : متى ما تَغْلُوا في القُرآن تَحْتَقُّوا يَعْنِي المِراءَ في القُرآنِ . ومن المَجازِ : طَعْنَةٌ محَققَةٌ : إِذا كانَتْ لا زَيْغَ فِيها وقد نَفَذَتْ هكَذا في سائرِ النسخ والصوابُ : طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ كما هو نصُّ اللِّسانِ والأَساس والعُبابِ . واحْتَقَّا : اختصَما وهذا قَدْ ذُكِرَ قريباً فلا حاجَةَ لذكرِه ثانِياً ولَعَلَّه أَعادَه ثانِياً إِشارةً إِلى أَنّه لا يُقالُ : احْتَقَّ للواحِدِ كما لا يُقال : اخْتَصَم للواحِدِ دُون الآخَرِ وإِنَّما يُقال : احْتَقَّ فلان وفُلانٌ . واحْتَقَّ المال : سَمِنَ والَّذِي في اللسان والأَساسِ والعُباب : احْتَقَّ القَوْمُ احْتِقاقاً : إِذا سَمِنَ ما لهُمْ وانْتَهَى سمَنه . واحْتَقَّت به الطعْنَةُ أَي : قَتَلَتهُ نَقَله أَبوُ عَمْرو وفَسَّرَ به قولَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِي :
وَهَلا وقَدْ شرعَ الأَسنةَ نَحوَها ... من بَيْنِ مُحْتَقِّ بِها ومُشرَّموقال الأَصْمَعِيُ : أَي حَقتْ به الطَّعْنَة لا زَيْغ فِيها وهو مَجازٌ وفي اللِّسانِ : المُحَقِّقُ من الطَّعْنِ : النافِذُ إِلى الجَوْفِ وقالَ في معنَى بيتِ أَبِي كَبِيرٍ : أَرادَ مِنْ بَيْنِ طَعْن نافِذٍ في جَوْفِها وآخرَ قد شَرَمَ جِلْدَها ولم ينْفُذْ إِلى الجَوْفِ . أَو احْتقَّتْ به الطَّعْنَة : إِذا أَصابَتْ حُقَّ وَرِكِهِ وهو المَوْضِعُ الذي يَدورُ فِيه قالَه ابنُ حَبِيب . واحْتَقَّ الفَرَس ضَمُرَ هُزالاً . وقالَ ابنُ عَبّادِ : انْحَقَّت العُقْدَة أَي : انشَدَّتْ وهو مَجازٌ . واستَحَقَّهُ أَي : الشيءَ : اسْتَوْجَبَه وقولُه تَعالَى : " فإِنْ عُثرَ عَلَى أَنَّهما اسْتَحَقَّا إِثْماً " أَي : استَوْجَباه بالخِيانَةِ وقِيلَ : معناه : فإِن اطُّلِعٍ على أَنّهما اسْتَوْجَبا إِثْماً أَي : خِيانة باليَمِينِ الكاذِبَةِ التي أَقْدَما عليها وإذا اشْتَرَى رجلٌ داراً من رَجُلٍ فادّعاها رجلٌ آخَر وأَقام بَيَنَةً عادِلَةً على دَعْواه وحَكَم له الحاكِمُ ببَيِّنَتِه فقد استَحَقَّها على المُشْتَرِي الذي اشْتَراها أَي : مَلَكَها عليه وأَخْرَجَها الحاكِمُ من يدِ المُشْتَرِي إِلى يدِ مَن اسْتَحَقَّها ورَجَعَ المشْتَرِي على البائِع بالثَّمَنِ الذي أَدَّاه إِليه والاسْتِحْقاقُ والاسْتيجابُ قَرِيبانِ من السَّواءِ قال الصاغانِيّ : وقولُ النّاسِ : المسْتَحِقُّ مَحْرُومٌ فيه خَلَلانِ الأَوّلُ : أَنّها كلمةُ كُفْرٍ لأَنَّ من اسْتَحَقَّ شَيئاً أَعْطاهُ الله ما يَسْتَحِقُّه والثانِي : أَنَّهُم يَجْعَلونَه من الأَحادِيثِ وليس كَذلك . وتَحَقّقَ عنده الخَبَر أَي : صَحَ . وفي حَدِيثِ مطَرِّفِ بن عَبْدِ الله ابنِ الشِّخِّيرِ أَنَه قالَ لابْنه حِينَ اجتهَدَ فِي العِبادةِ ولَمْ يقْتَصِدْ : خَيْرُ الأمورِ أَوساطُها والحَسَنَة بين السيئتين وشَرّ السيرِ الحَقْحَقَة يقال : هوَ أَرْفّعُ السير وأَتْعَبُه للظهر نقله الجَوهَرِيُّ وهو إِشارَةٌ إِلى الرِّفْقِ في العِبادَةِ يَعني عليكَ بالقَصدِ في العِبادَةِ ولا تحْمِلْ على نَفْسك فتسْأم وخير العَمَلِ ما دِيمَ وإِن قَلَّ أَو اللَّجاج في السيْرِ حتى يُنقَطَعَ به قال رُؤْبَةُ :
" ولا يُرِيدُ الوِرْدَ إلا حَقحَقَا أَو هُوَ : السَّيْرُ في أَوَّلِ اللَّيل ونُهىَ عن ذلِكَ نَقَلَه الجَوهري وهو قول اللَّيْثِ ونصُّه في العَيْنِ . الحَقحَقَةُ : السير أَوَّل اللَّيْلِ وقد نُهى عنه قالَ : وقالَ بعضُهم . الحَقحَقَةَ في السيرِ : إِتعابُ ساعَةٍ وكَفُّ ساعَةِ انتهى قال الأَزهرِيّ : ولم يصِب اللَّيْثُ في واحد مما فَسر وما قالَه إن الحَقْحقةَ : السير أَولَ اللَّيْلِ فهو باطلٌ ما قاله أَحَد ولكن يقال . قَحَّموا عن اللًّيل أَي : لا تَسيروا فيه . أَو هو : أنْ يَلجَّ في السيرِ حَتى تَعطَب راحلته أو تَنقطعَ هذَا هو الذي صَوبَه الأَزْهَرِي وأَيدَه بقولِ العَرَبِ ونَصُّه : أنْ يُسارَ البَعِير ويحِّمَلَ على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يبدع براكِبه وقالَ ابنُ الأًعرابِي : الحَقْحَقَة : أَن يجْهد الضَعِيفَ شدةُ السير . والتَحاق : التَّخاصم وحاقَّه محاقَّةً : خاصَمَه وادَّعَى كُل واحد منهُما الحَقَّ فإِذا غَلَبَه قِيلَ : قد حَقهُ حَقَّاً وقد ذكِر ذلِك وأَكثرُ ما يَستَعْمِلونَه في الفِعلِ الغائِب يَقولون حاقني ولم يحاقَنِي فيه أَحَد
ومما يُستدرك عليهِ : الحَق : الحظُّ يقال : أَغطَى كَل ذي حَق حَقه أي : حَظه ونَصِيبه . الذي فْرضَ له ومنه حديث عمرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طعِن أَوقِظَ للصَلاة فقال : " الصَّلاة واللهِ إِذن ولا حَقَّ أي لاحَظَّ في الإسلام لمَنْ تَرَكَها ويحتمل : ولا فيها لأنه وجد نفسه على حال سقطت عنه الصلاة فيها قال الصاغانيِّ : وهذا أوقَع . والحَق : اليقين بعد الشَكِّ وحَقَه حَقاً : أحقهُ : صَيَرهُ حَقاً لا شك فيهِ وحَقه حَقاً : صَدقَه . وأحْققتَ الأمرَ إحقاقاً أحكَمته وصَححته وهو مجاز قال :
" قد كُنْت أوعَزت إلى العلاء
" بأنْ يحِقَ وَذَم الدَلاءَوحَقَّ الأَمْرَ وأّحَقَّهُ . كانَ منه على يقين . ويقال : ما لِي فِيك حق ولا حَقَق أي : خصومة . واسْتحقه : طلَب حَقه . واحتقه إلى كذا إذا أخره وضيق عليه . وهو في حاق من كذا أي : ضيق . وما كان يَحقكَ أَن تفعَله في معنى ما حق لك . وأحقَ عليكَ القضاءُ فحَق أَي : أُثبتَتَ فثَبَت . وحقِيقَةُ الإِنسان . خالِصه ومَحضه وكنهه . والحَقِيقَةَ : الحرمَة والفِناءُ . وأَحَقَ الرجل : قالَ شَيئاً أَو ادَعى شيئاً فوَجَبَ له . وقالَ الكسائي : حَقَقت ظَنَّه مثل حَقَّقته . وأَنا أحق لكم هذا الخَبَر أَي : أعلَمُه لكم وأَعرفُ حقِيقتَه . وقَوْلهم : لَحقُ لا آتِيكَ قال الجوْهَوِيّ : هو يمينٌ للعَرَب يَرْفَعونَها بغير تَنوينٍ إِذا جاءَتْ بعدَ اللام وإِذا أَزالُوا عَنها اللامَ قالوا : حقاً لا آتَيكَ وفي الأَساسِ : لَحَقّ لا أفعَلُ هو مُشَبَّه بالغاياتِ وأَصله : لَحَقّ الله فحذفَ المضاف إِليه وقُدر وجُعلَ كالغاية . ولمّا رَأَى الحاقةَ مِنِّي هَرَبَ كالحَقَّة . وحَقَقْتُ العُقْدَةَ : شَدَدْتُها عن ابن عَبّادٍ وفي الأساس : أحْكمْتُ شدَّها وهو مَجازٌ . وأَتَتِ الناقَةُ على حِقِّها أي وَقْتِ ضِرابها ومعناهُ دارت السَّنَةُ وتَمَّتْ مُدَّةُ حَمْلِها وهو مجاز . وحقوق الدّارِ : مَرافِقُها . وحَقَّت الحاجَة : نَزَلَتْ واشتَدتْ . وحَقِيقَة الشيء : منتَهاه وأَصله المشتمل عليه . وقوله تعالى : " لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِن شهادَتهما " يَجُوزُ أَن يكونَ مَعْناه أَشد استِحقاقاً للقَبُولِ ويَكُونُ إِذ ذاكَ عَلَى طَرح الزّائِدِ مِن استحَقَ أَعنِي السينَ والتاء ويَجوز أَن يكونَ أَرادَ أَثْبتَ من شَهادَتِهما مُشْتَق من قوْلِهم : حَقَّ الشيءُ : ثَبَتَ . وفي المصْباح : قولُهم : هو أحَقُّ بكذا له مَعْنَيانِ أحَدهما : اختصاصُه بغَيرِ شرِيك كزَيْدِ أحَق بمالِه أَي : لا حَق لغيرِهَ فيه الثانِي : أَنْ يكونَ أَفْعَلَ تَفضِيلٍ فيقْتَضي اشتراكَهُ معِ غَيْره وترجِيحَه عليه ومنه : الأَيم أَحَقُّ بنَفْسِها من وَلِيِّها فهما مُشْتَرِكان لكنْ حَقُّها آكدُ . والحاقَّة : النازِلَة . والحُققُ بضَمتَيْنِ : القَرِيبو العَهْدِ بالأمور خيرها وشرِها
وأَيْضاً : المُحِقونَ لمَا ادَّعوا . وتُجْمَعُ الحِقَّةُ أَيضاً على الحَقائِق كقَوْلِهم : امرَأَة غِرَّة على غرائَرَ وقال الجَوْهَرِيُّ : كإِفالٍ وأَفائل فهو جَمْعُ حِقاق لا حِقةٍ وأَنشَدَ لعُمارَةَ ابنِ طارِقٍ :
" ومسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أيانِق
" لَسْن بأنياب ولا حَقائِقِ قال ابن سِيدَه : وهو نادِر . وهلال بن حق بالكسَرِ : من المُحَدِّثِين . وبابُ حُقّات بالضمِّ : من أَبوابِ عَدَن أَبْيَنَ وحقّاتٌ : خارِجَ هذا البابِ بَيْنَهُ وبينَ جَبَلِ ضُرَاس قِيلَ : إِنها مجنةٌ
واستِحقاق الناقَةِ : تَمامُ حَمْلِها . وحِقاق الشَّجَرِ : صِغارُها بصِغارِ الإِبل قاله الأصْمعِيُّ . وصَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبغاً تَحْقِيقاً أَي : مشْبَعاً . وأنا حقيق على كَذا أَي . حَرِيص عليه عن أَبِي علي وبه فُسِّرَ قوله تعالَى : " حَقيق عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَق . وحقٌّ العَجُوزِ : ثَدْيها وحقُّ الكَمْأَةِ : بَيْضها كِلاهُما بالضَّمِّ . وأَصابَ حاقَ عَيْنِه أَي : وَسَطَها قال الأَزهريُّ : سمِعْتُ أَعْرابِيّاً يَقول لنقبَةِ من الجَرَبِ ظهرت ببعيرٍ فشَكُّوا فيها فقال : هذا حاقّ صمادِح الجَرَبِ . وسَقَطَ على حَقَ القفا أَي : حاقَهِ . ويُقالُ : اسْتَحَقَّتْ إِبلُنا رَبِيعاً وأَحَقَّتْ رَبِيعاً : إِذا كان الرَّبِيع تامّاً فرَعَته . وأَحَق القومُ إِحْقاقاً : سَمِنَ مالُهم . قالَ ابن سِيده : أَحَقَّ القَومُ من الرِّبِيع : ْ إِذا سَمِنوا ة عن أَبِي حَنِيفَةَ يرِيدُ سَمِنت مَواشِيهِم وحقت النّاقَةُ وأحَقت واستَحقَّت
سمنت . واستحقت الناقة لقاحاً إذا لقحت واستحقت لقاحها يجعل الفعل مرة للناقة ومرة للقاح . ويقال : لا يحق ما في هذا الوعاء رطلاً أي لا يزن رطلاً . وقرب محقحق : جاد . وحقتني الشمس بلغتني . ولقيته عند حاق المسجد وعند حق بابه أي بقربه وهو مجاز . والحاقاني منسوب إلى الحق كالرباني إلى الرب
طَالَ يَطُولُ طُولاً بِالضَّمِّ : أي امْتَدَّ وكُلُّ ما امْتَدَّ مِنْ زَمَنٍ أو لَزِمَ مِنْ هَمٍّ ونحوِهِ فقد طالَ كقولِكَ : طالَ الهَمُّ واللَّيْلُ والطُّولُ : خِلافُ العَرْضِ كَما في الصِّحاحِ وفي المُحْكَمِ : نَقِيضُ القِصَرِ يَكونُ في النَّاسِ وغَيرِهِم مِنَ الحَيوانِ والمَوَاتِ وقالَ الرَّاغِبُ : الطُّولُ والقِصَرُ مِنَ الأَسْماءِ المَتَضايِفَةِ ويُسْتَعْمَلُ في الأَعْيانِ والأَعْراضِ كالزَّمانِ ونحوِهِ . قالَ شيخُنا عندَ قَوْلِهِ : امْتَدَّ : أي فهو لازِمٌ ولا يَتَعَدَّى إِلاَّ لِلْمُبالَغَةِ كاسْتَطَالَ قالَ شيخُنا : كَلامُ المُصِنِّفِ صَرِيحٌ في أنَّ طالَ واسْتَطَالَ بِمَعْنىً واحِدٍ فهما لازِمانِ عندَهُ والسِّينُ والطَّاءُ للتَّأْكِيدِ واسْتَعْمَلَ البَيْضاوِيُّ كالزَّمَخْشَرِيِّ اسْتَطَالَ مُتَعَدِّياً وبَنَوْا منهُ مُسْتَطَالاً ووَقَعَ في المُفْصَّلِ أيضاً وقالَ شُرَّاحُهُ : اسْتَطالَهُ : عَدَّهُ طَوِيلاً إِلاَّ أَنَّهُم لَمْ يَسْتَنِدُوا فيهِ لِنَقَلٍ عن أَئِمَّةِ اللُّغَةِ ولا مُصَنَّفاتِها كَما أَشارَ إليهِ في العِنَايَةِ . قلتُ : وقد اسْتَعْمَلَهُ السَّعْدُ أيضاً في المُطَوَّلِ فقالَ : وكما إذا اسْتَطَلْتَ لَيْلَتَكَ فَفَسَّرَهُ المُلاَّ عبدُ الحكيم بقولِهِ : أي عَدَدْتَها طَوِيلَةً بِناءٌ قِياسِيٌّ فَإنَّ الاسْتِفْعَالَ يَجِيءُ للحُسْبَانِ والعَدِّ والاسْتِعَمَالُ اللُّغَوِيُّ لِلاسْتِطَالَةِ هو الَّلازِمُ انْتَهى فهوَ طَوِيلٌ ومُسْتَطِيلٌ وقالَوا : إِنَّ اللَّيلَ طَوِيلٌ ولا يَطُلْ إِلاَّ بِخَيْرٍ عن اللِّحْيانِيِّ قالَ : ومَعْنَاهُ الدُّعاءُ وطُوَالٌ كَغُرَابٍ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِطُفَيْلٍ :
طُوَالُ السَّاعِدَيْنِ يَهُزُّ لَدْناً ... يَلُوحُ سِنانُهُ مِثْلَ الشِّهابِ وهِيَ بِهَاءٍ طَوِيلَةٌ وطُوَالَةٌ وقالَ النَّحْوِيُّونُ : أَصْلُ طالَ طَوُلَ ككَرُمَ اسْتِدْلاَلاً بالاِسْمِ منهُ إِذْ جاءَ على فَعِيلٍ نَحْوَ طَويلٍ حَمْلاً على شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ وكَرُمَ فَهُوَ كَرِيمٌ وج أي جمعُ طَوِيلٍ وطُوالٍ : طِوَالٌ قالَ ابنُ جِنِّيٍّ في المُنْصِف : هذا مِنَ الطُّولِ ضِدُّ القِصَرِ إذا كان لازِماً غَيْرَ مُتَعَدٍّ وأَمَّا طالَهُ مُتَعَدِّياً فهو فَعَل ولا يَكونُ فَعُلَ لأنَّ فَعُلَ لا يَتَعَدَّى وإِنَّما صَحَّتِ الواوُ في طَوِيلٍ لأنَّهُ لَمْ يَجِيء على الفِعْلِ لأنَّكَ لو بَنَيْتَهُ على الفِعْلِ قُلْتَ : طَائِل وإِنَّما هو كفَعِيل يُعْنَى به مَفْعُولٌ وقد جاءَ على الأَصْلِ ما اعْتَلَّ فِعْلُهُ نحوَ مَخْيُوط فهذا أَجْدَرُ انتهى . وقال سِيبَوَيْهِ : صَحَّتِ الواوُ في طِوَالٍ لِصِحَّتها في طَوِيلٍ فصارَ طَوالٌ مِنْ طَوِيلٍ كجِوَارٍ مِنْ جَاوَرْت قالَ : ووافَقَ الذينَ قالَوا فَعِيل الذين قالَوا فُعال لأَنَّهما أُخْتانِ فجَمَعُوهُ جَمْعَهُ وَحَكَى اللُّغَوِيُّونَ : طِيَالٌ ولا يُوجِبُهُ القِياسُ لأنَّ الواوَ قد صَحَّتْ في الواحِدِ فحُكْمُها أَنْ تَصِحَّ في الجَمْعِ . قال ابنُ جِنِّيٍّ : لَمْ تُقْلَبْ إِلاَّ في بيتٍ شاذٍّ وهو قَوْلُهُ :
تَبَيَّنَ لي أَنَّ القَماءَةَ ذِلَّةٌ ... وأَنَّ أَعِزَّاءَ الرِّجالِ طِيالُها
وقَوْلُهُ : بِكَسْرِهِمَا أي بكسرِ طاءِ طِوَالٍ وطِيَالٍ . والطُّوَّالُ كَرُمَّانٍ : الْمُفْرِطُ الطُّولِ ولا يُكَسَّرُ إِنَّما يُجْمَعُ جَمْعَ السَّلامَةِ يُقالُ للرَّجُلِ إِذا كان أَهْوَجَ الطُّولِ : طُوَالٌ وطُوَّالٌ وامْرَأَةٌ طُوَالَةٌ وطُوَّالَةٌ وأَنْشَدَ ابنُ جِنِّي في المُحْتَسَبِ :
" جاءُوا بِصَيْدٍ عَجَبٍ مِنَ العَجَبْ
" أُزَيْرِقِ العَيْنَيْنِ طُوَّالِ الذَّنَبْ وقالَ الكِسَائِيُّ في بابِ المُغَالَبَةِ : طَاوَلَنِي فَطُلْتُهُ : كُنْتُ أَطْوَلَ مِنْهُ في الطُّولِ والطَّوْلِ جَمِيعاً كذا في النُّسَخِ وصَوابُهُ : مِنَ الطُّولِ والطَّوْلِ جميعاً ومثلُه في الصِّحاحِ والمُخَصَّصِ وفي المُحْكَمِ : كُنْتُ أَشَدُّ طُولاً مِنْهُ وقالَ :
إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ ... طالَتْ فليْسَ تَنالُها الأَوْعَالاَ أي طالَتِ الأَوْعَالَ . ومِنَ الطُّولِ بالضَّمِّ الحديثُ : ما مَشَى مع طِوَالٍ إِلاَّ طَالَهُم وحديثُ الاِسْتِسْقَاءِ : فطالَ العَبَّاسُ عُمَرَ أي غَلَبَهُ في طُولِ القامَةِ . وفي الصِّحاحِ : وطُلْتُ أصْلُهُ طَوُلْتُ بِضَمِّ الواوِ لأنَّكَ تَقولُ طَوِيلٌ فنُقِلَت الضَّمَّةُ إِلى الطَّاءِ وسَقَطَتْ الوَاوُ لاِجْتِماع السَّاكِنَيْنِ ولا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ منه : طُلْتُه لأَنَّ فَعُلْتُ لا يَتَعَدَّى فَإِنْ أَرَدْتَ أن تُعَدِّيَه قُلْتَ طَوَّلْتُه أو أَطَلْتُهُ وأَمَّا قَوْلُك : طَاوَلَنِي فطُلْتُه فَإِنَّما تَعْنِي بذلكَ : كُنْتَ أَطْوَلَ منه منَ الطُّولِ والطَّوْلِ جَميعاً انتهى . وقالَ سِيبَوَيْه : يُقالُ : طُلْتُ على فَعُلْتُ لأَنَّكَ تَقُولُ : طَوِيلٌ وطُوَالٌ كَما قُلْتَ : قَبُحَ وهو قَبِيحٌ قالَ : ولا يَكُونُ طُلْتُهُ كَما لا يَكونُ فَعُلْتُه في شَيْءٍ . قالَ المازِنِيُّ : طُلْتُ فَعُلْتُ أَصْلٌ واعْتَلًّت مِنْ فَعُلْت غيرَ مُحَوَّلَةٍ الدَّلِيلُ على ذلكَ طَوِيلٌ وطُوالٌ قالَ : وأمَّا طَاوَلْتُهُ فطُلْتُه فهيَ مُحَوَّلَةٌ كَما حُوِّلَتْ قُلْتُ وفَاعِلُها طائِلٌ لا يُقال فيه : طَوِيلٌ كَما لا يُقالُ في قائِلٍ قَوِيلٌ قالَ : ولَمْ يُؤْخَذْ هذا إِلاَّ عن الثَّقاتِ قالَ : وقُلْتُ مُحَوَّلَةٌ مِنْ فَعَلْت إلى فَعُلْت كَما أَنَّ بِعْتُ مُحَوَّلَةٌ مِنْ فَعَلْت إلى فَعِلْت وكانتْ فَعِلْتُ أَوْلَى بها لأنَّ الكَسْرَةَ مِنَ اليَاءِ كَما كانَ فَعُلْت أَوْلَى بِقُلْت لأنَّ الضَّمَّةَ مِنَ الواوِ . وأَطَالَهُ إطَالَةً وأَطْوَلَهُ إِطْوَالاً : طَوَّلَهُ أي جَعَلَهُ طَوِيلاً قالَ ابنُ سِيدَه : وكأَنَّ الذينَ قالُوا ذلكَ إِنَّما أَرادُوا أَنْ يُنَبِّهُوا على أَصْلِ الْبَابِ ولا يُقاسُ هذا إِنَّما أَتَى للتَّنْبِيهِ على الأَصْلِ أَنْشَدَ سِيبَوَيْه :
صَدَدْتِ فَأَطْوَلْتِ الصُّدُودَ وقَلَّمَا ... وِصالٌ عَلى طُولِ الصُّدُودِ يَدُومُ والطَّوَلُ مُحَرَّكَةً : طُولٌ في مِشْفَرِ الْبَعِيرِ الأَعْلَى على الأَسْفَلِ كَما في المُحْكَمِ وقَوْلُ الْحَوْهَرِيِّ : في شَفَةِ الْبَعِيرِ ونَصُّهُ : وجَمَلٌ أَطْوَلُ إِذا طَالَتْ شَفَتُهُ العُلْيَا وهو وَهَمٌ لأَنَّ الشَّفَةَ خاصَّةٌ بالإِنْسانِ والبَعِيرُ إِنَّما يُقالُ فيهَ مِشْفَرٌ . قالَ شيخُنا : ومِثْلُهُ لا يَكونُ وَهَماً وإِنَّما هو مَجازٌ وقَصْدُ الجُوْهَرِيِّ الإِيضاحُ والبيَانُ لأنَّ المِشْفَرَ لا يَعْلَمُهُ إِلاَّ فُقَهاءُ اللُّغَةِ فَأَطْلَقَها الجَوْهَرِيُّ لذلكَ كَما قيلَ في الإِنْسانِ مَجازاً : عَظِيمُ المَشافِرِ واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ انتهى . يُقالُ : بَعِيرٌ أَطْوَلُ وبهِ طَوَلٌ . وتَطَاوَلَ الرَّجُلُ : مِثْلُ تَطَالَلَ إِذا قامَ عَلى أَصابِعِ رِجْلَيْهِ ومَدَّ قَوامَهُ لِيَنْظُرَ إِلَى الشَّيْءِ قالَ :
تَطاوَلْتُ كَي يَبْدُو الْحَصِيرُ فَما بَدَا ... لِعَيْنِي ويا ليتَ الحَصِيرَ بَدَالِيَاواسْتَطَالَ الشَّقُّ : امْتَدَّ وارْتَفَعَ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وهو كاسْتَطَارَ . واسْتَطَالَ عليْهِ : تَفَضَّلَ ورَفَعَ نَفْسَهُ وأيضاً : تَطَاوَلَ قالَ الأَزْهَرِيُّ : الاِسْتِطَالَةُ والتَّطَاوُلُ : هوَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ ويَرَى أَنَّ لهُ عليْهِ فَضْلاً في القَدْرِ وهو مَذْمُومٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ التَّكَبُّرِ وفي الحديثِ : أَرْبَى الرِّبَا الاِسْتِطَالَةُ في عِرْضِ النَّاسِ أي اسْتِحْقارُهُم والتَّرَفُّعُ عليْهم والوَقِيعَةُ فيهم . والطِّيلَةُ بالكَسْرِ : الْعُمُرُ يُقالُ : أطَالَ اللهُ طِيلَتَهُ . والتِّطْوَلُ كِدرْهَمٍ وَزْنُهُ بهِ يَدُلُّ عَلى أَصالَةِ التَّاءِ وهي زَائِدَةٌ فلذا لو قالَ : بالكَسْرِ كانَ أَحْسَنَ والطَّوِيلَةُ كسَفِينَةٍ عن اللَّيْثِ وأَنْكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ وقالَ : لَمْ نَسْمَعْهُ مِنَ العَرَبِ بهذا المَعْنَى ورَأيتُهم يَسَمُّونَهُ : الطِّوَل والطِّيَل كَعِنَبٍ فيهِما وقد تُشَدَّدُ لاَمُهُما في الشِّعْرِ ضَرُورَةً قالَ مَنْظُورُ بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ :
" تَعَرَّضَتْ لي بِمَكانٍ حِلِّ
" تَعَرُّضاً لَمْ يَأْلُ عن قَتْلٍ لِي
" تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ قالَ الجَوْهَرِيُّ : وقد يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذلكَ في الشِّعْرِ كَثيراً ويَزِيدُونَ في الحَرْفِ مِنْ بَعْضِ حُرُوفِهِ قالَ الرَّاجِزُ :
" قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَدِ القُطْنِّ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : وأَنْشَدَ غَيْرُهُ :
" قُطْنُنَّةٌ مِنْ أَجْوَدِ القُطْنُنِّ وأَوَّلُهُ :
" كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنَّ قالَهُ ذُهْلُ بنُ قُرَيْع ويُقالُ : قارِبُ بنُ سَالِمٍ المُرِّيُّ كُلُّ ذلكَ : حَبْلٌ طَوِيلٌ يُشَدّث بهِ قَائِمَةُ الدَّابَّةِ أو هو الحَبْلُ تُشَدُّ به وتُمْسِكُ أنتَ طَرَفَهُ وتُرْسِلُها تَرْعَى أو يُشَدُّ أَحَدُ طَرَفَيْهِ في وَتِدٍ والآخَرُ في يَدِ الفَرَسِ لِيَدُورَ فيه ويَرْعَى ولا يَذْهَبُ لَوَجْهِهِ قالَ مُزاحِمٌ :
وسَلْهَبَةٍ قَوْدَاءَ قُلِّصَ لَحْمُها ... كسِعْلاَةِ بِيدٍ في خِلاَلٍ وتِطْوَلِ وقالَ طَرَفَةُ :
" لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوْتَ ما أَخْطَأَ الفَتَىلَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْياهُ بالْيَدِ وفي الحديثِ : لاَ حِمىً إِلاَّ في ثَلاثٍ طِوَلُ الْفَرَسِ وثَلَّةِ البِئْرِ وحَلْقَةِ القَوْمِ يَعْنِي إِذا نَزَلَ رَجُلٌ في عَسْكَرٍ عَلى مَوْضِع له أنْ يَمْنَعَ غيرَهُ طِوَلَ فَرَسِهِ وكذلك إِذا حَفَرَ بِئْراً له أنْ يَمْنَعَ غَيْرَهُ مِقْدارَ ما يَكونُ حَرِيماً له . وطَوَّلَ لَهَا تَطْوِيلاً : أَرْخَى طَوِيلَتَها في الْمَرْعَى ويُقالُ : طَوِّلْ لِفَرَسِكَ يا فُلانُ أي أَرْخِ حَبْلَهُ في مَرْعَاهُ وفي الحديثِ : ورَجُلٌ طَوَّلَ لَهَا في مَرْجٍ فَقَطَعَتْ طِوَلَهَا وفي آخَر : فَأطَالَ لَها الطِّوَلَ والطِّيَلَ . وطَوَّلَ له تَطْوِيلاً : أَمْهَلَهُ ولم يُعْجِلْهُ . والطَّوَالُ كسَحَابٍ : مَدَى الدَّهْرِ قالَ الجَوْهَرِيُّ : هو مِنْ قَوْلِكِ : لا أُكَلِّمُهُ طَوَالَ الدَّهْرِ وطُولَ الدَّهْرِ بِمَعْنىً وذكَرَهُ أَيضاً ابنُ مالِكٍ في المُثَلَّثاتِ . ويُقالُ : طالَ طِوَلُكَ وطِيَلُكَ كَعِنَبٍ فيهِما وطُوْلُكَ بالضَّمِّ وهذه عن كُرَاعٍ وطَوْلُكَ بالفَتْحِ وطِيْلُكَ بالكَسْرِ وهذهِ عن كُرَاعٍ أيضاً وطُوَلُكَ كَصُرَدٍ وطَوَالُكَ كَسَحَابٍ وطِيَالُكَ كَكِتَابٍ قالَ الجَوْهَرِيُّ : كُلُّ ذلكَ ذَكَرَهُ ابنُ السِّكِّيت قالَ : فَأَمَّا الحَبْلُ فَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلاَّ بِكَسْرِ الأَوَّلِ وفَتْحِ الثَّانِي : أي طالَ مُكْثُكَ وتَمادِيكَ في أَمْرٍ أو تَراخِيكَ عنهُ كَما في الأَسَاسِ وهو مَجازٌ وقالَ الزَّجَّاجُ : طالَ طِيَلُكَ وطِوَلُكَ : أي طالَتْ مُدَّتُكَ أو عُمُرُكَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ أيضاً أو غَيْبَتُكَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً قالَ القَطامِيُّ :
" إِنَّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أَيُّها الطَّلَلُوإِنْ بَلِيتَ وإِنْ طالَتْ بِكَ الطِّوَلُويُرْوَى : الطِّيَلُ جَمْعُ طِيلَةٍ والطِّوَلُ : جَمْعُ طِوَلَة فاعْتَلَّ الطِّيَلُ وانْقَلَبَتْ يَاؤُهُ واواً لاِعْتِلالِها في الواحِدِ فَأَمَّا طِوَلَةٌ وطِوَلٌ فمِنْ بابِ عِنَبَةٍ وعِنَبٍ وقالَ طُفَيْلٌ :
" أَتَانَا فَلَمْ نَدْفَعْهُ إِذْ جَاءَ طَارِقاًوقُلْنا لَهُ قد طَالَ طُوْلُكَ فانْزِلِ أي أَمْرُكَ الذي أَنْتَ فيه مِنْ طُولِ السَّفَرِ ومُكَابَدَةِ ا لسَّيْرِ ويُرْوَى : طِيلُكَ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ :
" أما تَعْرِفُ الأَطْلاَلَ قد طَالَ طِيلُها والطَّوْلُ والطَّائِلُ والطَّائِلَةُ : الْفَضْلُ والْقُدْرَةُ والْغِنَى والسَّعَةُ والعُلُوُّ قالَ أبو ذُؤَيْبٍ :
ويَأْشِبُنِي فيها الذينَ يَلُونَها ... ولو عَلِمُوا لم يَأْشِبُونِي بِطَائِلِ وأَنْشَدَ ثَعْلَب في صِفَةِ ذِئْبٍ :
وإِنْ أَغَارَ فَلَمْ يَحْلُلْ بِطَائِلَةٍ ... في لَيْلَةٍ مِنْ جَمِيْرٍ ساوَرَ الْفُطُمَا وقد تَطَوَّلَ عَلَيْهِم أي امْتَنَّ كطَالَ عَلَيْهِم وأَصْلُ الطَّوْلِ المَنُّ والفَضْلُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : والتَّطَوُّلُ عِنْدَ العَرَبِ مَحْمُودٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المَحاسِنِ والتَّطَاوُلُ مُذْمُومٌ يُوْضَعُ مَوْضِعَ التَّكّبُّرِ كالاِسْتِطَالَةِ وقد تقدَّم . وقولُهُ تَعالَى : " ومَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً " قالَ الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يَقْدِرْ مِنْكُمْ عَلى مَهْرِ الحُرَّةِ قال : والطَّوْلُ : القُدْرَةُ عَلى المَهْرِ . وقال الرَّاغِبُ : هوَ كِنَايَةٌ عَمَّا يُصْرَفُ إلى المَهْرِ والنَّفَقَةِ . وقَولهُ تَعالَى : " ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ " أي ذِي القُدْرَةِ وقيلَ : ذِي الفَضْلِ والمَنِّ . ويُقالُ : ما هوَ بِطَائِلٍ : لِلدُّونِ الْخَسِيسِ الذَّكَرُ والأُنْثَى في ذلكَ سَواءٌ قال :
" لقدْ كَلَّفُونِي خُطَّةً غيرَ طَائِلِ ومنهُ حَديثُ ابنِ مَسْعُودٍ في قَتْلِ أبي جَهْلٍ : ضَرَبْتُهُ بِسَيْفٍ غَيْرِ طائِلٍ أي : غيرِ مَاضٍ ولا قَاطِعٍ كأَنَّهُ كانَ سَيْفاً دُوناً بَيْنَ السُّيُوفِ وفي حديثٍ آخَرَ : أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلاً مِنْ أَصْحابِهِ قُبِضَ فُكُفِّنَ في كَفَنٍ غيرِ طَائِلٍ أي غيرِ رَفِيع ولا نَفِيسٍ . وأَصْلُ الطَّائِلِ : النَّفْعُ والفائِدَةُ . والطُّوَّلُ كَسُكَّرٍ : طَائِرٌ وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وزاد الصَّاغانِيُّ : مائِيٌّ طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ . وطُوَالَةُ كَثُمَامَةٍ : ع أو بِئْرٌ في دِيَارِ فَزارَةَ لِبَنِي مُرَّةَ قالَهُ نَصْرٌ وأَنْشَدَ الصَّاغانِيُّ لِلشَّمَّاخِ :
كِلاَ يَوْمَيْ طُوالَةَ وَصْلُ أَرْوَى ... ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُونِ وطُوَالَةُ : فَرَسٌ لِبَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ نِزَارٍ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وأبو طُوَالَةَ : عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ مَعْمَرٍ النَّجَّارِيُّ قاضِي المَدِينَةِ تابِعِيٌّ عن أَنَسٍ وابنِ المُسَيَّبِ وعنهُ مالِكٌ ووَرْقَاءُ والدَّرَاوَرْدِيُّ وكانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ كذا في الكَاشِفِ . وطُوَالٌ كَغُرَابٍ : اسْمُ رَجُلٍ . وأَطَالَتِ الْمَرْأَةُ : وَلَدَتْ أَوْلاَداً طِوَالاً أو وَلَداً طَوِيلاً وفي الأَسَاسِ والصِّحاح : وَلَداً طِوَالاً وفي الْمَثَلِ : إِنَّ الْقَصِيرَةَ قد تُطِيلُ وإِنَّ الطَّوِيلَةَ قد تُقْصِرُ ولَيْسَ بِحَدِيثٍ كَما وَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ قالَ شيخُنا : لا وَهَم إِذْ كَوْنُهُ مَثَلاً لا يُنافِي أَنَّهُ حَدِيثٌ ففي الأحادِيثِ النَّبَوِيَّةِ كَثِيرٌ مِنَ الأَمْثالِ المَشْهُورَةِ وقد صرَّحَ ابنُ الأَثِيرِ أَنَّهُ حديثُ . انتهى قلتُ : والمُصَنِّفُ قَلَّدَ الصَّاغانِيَّ في جَعْلِهِ مَثَلاً . وبَنُو الأَطْوَلِ : بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ عن ابنِ دُرَيْدٍ . والطَّالَةُ : الأَتَانُ قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ناقَتَهُ :
مَوَّارَةُ الضَّبْعِ مِثْلُ الحَيْدِ حارِكُها ... كَأَنَّها طَالَةٌ في دَفِّها بَلَقُقال الأَزْهَرِيُّ : ولا أَعْرِفُهُ فَلْيُنْظَرْ في شِعْرِ ذِي الرُّمَّةِ . والْمِطْوَلُ كَمِنْبَرٍ : الذَّكَرُ كَما في العُبابِ . وأيضاً : الرَّسَنُ والجمعُ المَطَاوِلُ ومَطاوِلُ الخَيْلِ : أَرْسَانُهَا نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ . وطَيِّلَةُ الرِّيحِ كَكَيِّسَةٍ : نَيِّحَتُهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وطَاوَلَهُ مُطاوَلَةً : ماطَلَهُ في ا لدَّيْنِ والعِدَةِ . والسَّبْعُ الطُّوَلُ كَصُرَدٍ في القُرْآنِ : مِن سورة الْبَقَرَةِ إلى سُورَةِ الأَعْرَافِ هي البَقَرَةُ وآلُ عِمْرانَ والنِّساءُ والمائِدَةُ والأَنْعَامُ والأَعْرافُ فهذهِ سِتُّ سُوَرٍ مُتَوالِيَاتٌ واخْتَلَفُوا في السَّابِعَةِ فقيلَ : هي سُورَةُ يُونُسَ عليهِ السَّلاَمُ أو الأَنْفَالُ وَبَراءَةُ جَمِيعاً لأنَّهُما سُورَةٌ واحِدَةٌ عِنْدَهُ أي عندَ مَنْ قال بهذا القَوْلِ وقالَ بعضُهُم : هيَ الكَهْفُ وقيلَ : التَّوْبَةُ وقيلَ : الحَوَامِيمُ والصَّحِيحُ ما ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ أَوَّلاً والطُّوَلُ : جَمْعُ الطُّولَى يُقالُ : هي السُّورَةُ الطُّولَى وهُنَّ الطُّوَلُ وقالَ الشاعرُ :
سَكَّنْتُهُ بعدَ ما طارَتْ نَعامَتُهُ ... بِسُورَةِ الطُّورِ لَمَّا فاتَنِي الطُّوَلُ وفي الحديثِ : أُوتِيتُ السَّبْعَ والطُّوَلَ وهذا البِنَاءُ يَلْزَمُهُ الأَلِفُ والَّلاَمُ أو الإِضافَةُ . وفي الْمَثَلِ : قَصِيرَةٌ مِنْ طَويلَةٍ أي تَمْرَةٌ مِنْ نَخْلَةٍ يُضْرَبُ في اخْتِصَارِ الْكَلاَمِ وجَوْدَتِهِ . والطَّوِيلَةُ : رَوْضَةٌ بِالصَّمَّانِ واسِعَةٌ عَرْضُها قَدْرُ مِيلٍ في طُولِ ثَلاثَةِ أَمْيالٍ قالَهُ الأَزْهَرِيُّ وقال مَرَّةً : تكونُ ثَلاثَةَ أَميالٍ في مِثْلِها وفيها مَسَاكٌ لِلْمَطَرِ إذا امْتَلأَ شَرِبُوا الشَّهْرَ والشَّهْرَيْنِ وأَنْشَدَ :
" عادَ قَلْبِي مِنَ الطَّوِيلَةِ عِيدُ والطُّولَى كَطُوبَى : تَأْنِيثُ الأَطْوَلِ ومنهُ حَديثُ أُمِّ سَلَمَةَ : أَنَّهُ كانَ يَقْرَأُ في المَغْرِبِ بِطُولَى الطُّولَيَيْنِ أي بأَطْوَلِ السُّورَتَيْنِ الطَّوِيلَتَيْنِ يَعْنِي الأَنْعَامَ والأَعْرافَ . والطُّولَى أَيضاً : الْحَالَةُ الرَّفِيعَةُ ج : طُوَلٌ كَصُرَدٍ . والطَّوِيلُ مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ : مَعروفٌ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : مِن جِنْسِ العَرُوض وهي كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّهُ أَطْوَلُ الشِّعْرِ كُلِّه وذلكَ أَنَّ أَصْلَه ثَمانِيَةٌ وأَربعونَ حَرْفاً وأكثرُ حُروفِ الشِّعْرِ مِنْ غِيرِ دَائِرَتِهِ اثْنانِ وأربعونَ حَرْفاً ولأَنَّ أَوْتَادَهُ مُبْتَدَأٌ بها فالطُّولُ لِمُتَقَدِّمِ أَجْزائِهِ لازِمٌ أَبَداً لأنَّ أَوَّلَ أَجْزائِهِ أَوْتادٌ والزَّوائِدُ أَبَداً تَتَقَدَّمُ أَسْبابَها ما أَوَّلُهُ وَتِدٌ كذا في المُحْكَمِ وَوَزْنُهُ فعولن مفاعلين ثماني مَرَّاتٍ مثلُ قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ :
" أَلا انْعَمْ صَباحاً أَيُّها الطَّلَلُ البالِيوهل يَنْعَمَنْ مَنْ كَانَ في العُصُرِ الخَاليوبَيْنَهُم طَائِلَةٌ : أي عَدَاوَةٌ وَتِرَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والجمعُ : الطَّوائِلُ وهي الذُّحُولُ والأَوْتَارُ وفُلانٌ يطلُبُ بَنِي فُلانٍ بِطَائِلَةٍ : أي بِوَتْرٍ كَأَنَّ لَهُ فيهم ثَأْراً يَطْلُبُهُ بِدَمِ قَتِيلِهِ . وفي الصِّحاحِ : يُقالُ : هذا أَمْرٌ لا طَائِلَ فيه إِذا لَمْ يَكُنْ فيهِ غَناءٌ ومَزِيَّةٌ يُقالُ ذلكَ في التِّذْكِيرِ والتِّأْنِيثِ . ولَمْ يَحْلُ مِنْهُ بِطَائِلٍ : خَاصٌّ بالجَحْدِ أي لا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلاَّ فيه . ويُقالُ : اسْتَطَالُوا عَلَيْهِم : أي قَتَلُوا مِنْهُمْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانُوا قَتَلُوا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه . الرِّجالُ الأَطَاوِلُ جمعُ الأَطْوَلِ كما في الصِّحاحِ . وتَطاوَلاَ : تَبَارَيَا . وتَطَاوَلَ عليْهِم الرَّبُّ بِفَضْلِهِ : تَطَوَّلَ أو أَشْرَفَ وهو مِنْ بابِ طَارَقْتُ النَّعْلَ في إِطْلاقِها على الواحِدِ . وفي الحديثِ : أطْوَلُكُنَّ يَداً أَسْرَعُ بِي لُحُوقاً أي أَمَدُّكُنَّ يَداً بالْعَطَاءِ مِنَ الطَّوْلِ . وأَطالَ لِفَرَسِهِ : شَدَّهُ في الحَبْلِ . وتَطاوَلَ فُلانٌ : أَظْهَرَ الطُّوْلَ أو الطَّوْلَ قالَ اللهُ تَعالَى : " فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ " أي طالَ ومِثْلُهُ قَوْلُ الشاعِرِ :
" تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بالإِثْمِدِ والطَّوِيلُ : لَقَبُ حُمَيْدِ بنِ أبي حُمَيْدٍ تِيْرَوَيْهِ مَوْلَى طَلْحَةِ الطَّلَحَاتِ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ كانَ قَصِيراً طَوِيلَ اليَدَيْنِ فَسُمِّيَ بالضِّدِّ أو لِطُولِ يَدَيْهِ ماتَ سَنَةَ 143 . وقَوْلُ الفَرَزْدَقِ :
" بَيْتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وأَطْوَلُ أي عَزِيزَةٌ طَوِيلَةٌ . وفي حديثِ الدُّعاءِ : وبِكَ أُطَاوِلُ مِنَ الطَّوْلِ وهو الفَضْلُ والعُلُوُّ عَلى الأَعْداءِ . والفَحْلُ يَتَطَاوَلُ على إِبِلِهِ : أي يَسُوقُها كيفَ يَشاءُ ويَذُبُّ عنها الفُحُولَ . ورَجُلٌ طُولاَنِيٌّ بالضَّمِّ ومُطَاوِلٌ : كَثِيرُ الطُّوْلِ عامِّيَّةٌ . والطَّوِيلَةُ : قَرْيَةٌ بِمِصْرَ قُرْبَ البرمون وقد دَخَلْتُها . وأحمدُ بن طُولُونَ بالضَّمِّ : أميرُ مِصْرَ وابْنُهُ أبو مَعَدٍّ عَدْنانُ بنُ أحمدَ وُلِدَ بِمِصْرَ ورَوى عن الرَّبِيعِ بنِ سليمانَ المُرادِيِّ وماتَ سنة 325