الطَّوْرُ بالفتْح : التَّارَةُ يقال : طَوْراً بعدَ طَوْرٍ أَي تارةً بعدَ تارةٍ قال النّابِغَةُ في وَصْف السَّليِم :
فبِتُّ كأَنِّي سَاوَرَتْني ضَئيلَةٌ ... مِنَ الرُّقْشِ في أَنْيابِها السّمُّ ناقِعُ
تنَاذَرَها الرّاقُونَ من سُوءِ سمِّهَا ... تُطَلَّقُه طَوراً وطَوْراً تُرَاجِعُ . ج : أَطْوَارٌ . الطَّوْرُ : ما كانَ على حَدّ الشَّيْءِ أَو بِحذَائِهِ أَي مُقَابَلَتِهِ وطُولِه كالطُّورِ بالضّمّ . والطَّوَارِ بالفتْحِ ويقال : رأَيتُ حَبْلاً بطَوارِ هذا الحائطِ أَي بِطُوِلِه ويقال هذه الدّارُ بطَوَارِ هذهِ الدّارِ أَي حائِطُهَا مُتَّصِلٌ بحائِطِها على نَسَقٍ واحدٍ . وقال أَبو بكر : وكلّ شَيْءٍ ساوَي شَيْئاً فهو طَوْرُه وطُوارُه . الطَّوْرُ : الحَدُّ بينَ الشَّيْئَيْنِ . الطَّوْرُ : القَدْرُ وعَدَا طَوْرَه أَي حَدَّه وقَدْرَه . الطَّوْرُ : الحَوْمُ حَوْلَ الشَّيءِ وقد طار حَوْلَ الشّيءِ طَوْراً كالطَّوَرَانِ مُحَرَّكَةً ومنه : فلانٌ لا يَطُورُنِي أَي لا يَقْرَبُ طَوَارِي ويقال : لا تَطُرْ حَرَاناَ أَي لا تَقْرَبْ ما حَوْلَنَا وفُلانٌ يَطُورُ بفُلانٍ كأَنه يَحُومُ حَوَاليْه ويَدْنُو منه وفي حديث عليّ رضي الله عنه : " واللهِ لا أَطُورُ بهِ ما سَمَرَ سَمِيرٌ " . أَي لا أَقْرَبُهُ أَبَداً . وَطَوراُ الدارِ ويُكْسَر : ما كَانَ مُمْتَداًّ مَعَهَا من الفِناءِ . والطُّورِيُّ : بالضّمّ : الوَحْشِيُّ من الطَّيْرِ والنَّاسِ وقال بعضُ أَهلِ اللُّغَةِ في قولِ ذي الرُّمَّةِ :
أَعارِيبُ طُورِيُّونَ عَن كُلِّ قَرْيَةٍ ... حِذَارَ المَنَايَا أَو حِذَارَ المَقادِرِ . قال : طُورِيُّونَ أَي وَحْشِيّون يَحِيدُونَ عن القُرَى حِذَارَ الوَباءِ والتّلَف كأَنّهُم نُسِبُوا إِلى الطُّورِ وهو جَبَلٌ بالشام . العَرَبُ تقول : مابِهَا أي بالدّارِ طُورِيٌّ ولا دُورِيّ أي أَحدٌ قال العَجّاج :
" وبَلْدَةٍ ليسَ بها طُورِيُّ
قال اللّيْثُ : ما بالدارِ طُورَانيٌّ أَي أَحَدٌ . وطُورَانُ : ة بهَرَاةَ وأُخْرَى بنَاحِيَةِ المَدَائِنِ . طُورَانُ : ناحِيَةٌ واسِعَةٌ بالسِّنْدِ . والطُّورُ : الجَبَلُ وفي الرّوْضِ اُلأُنُفِ : الطُّورُ : كُلُّ جَبَل يُنْبِتُ الشَّجَرَ فإِن لم يُنْبِتْ شَيْئاً فليس بطُورٍ . الطُّورُ : فِناءُ الدّارِ كالطُّورةِ . الطُّورُ : جَبَلٌ قُربَ أَيْلَةَ وهو بالسُّريانِيّة طُورَى والنَّسب إليه طُورِىّ وطُورَانيٌّ ويُضافُ إِلى سيناءَ في قوله تعالى " وشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ " يُضَاف أَيضاً إِلى سِينِينَ في قوله تعالى " والتينِ والزَّيْتُونِ . وطُورِ سِينِينَ " وقيل إِن سِيناءَ حِجَارَةٌ وقيل : إِنه اسمُ المَكانِ . والطُّورُ : جَبَلٌ بالشّامِ وقيل : هو المُضَافُ إلى سَيْنَاءَ وقال الفَرّاءُ في قوله تعالى " والطُّورِ وكِتَابٍ مَسْطُور " إنه هو الجَبَلُ الذي بمَدْيَنَ الذي كلَّم الله تَعَالى موسَى عليه السلامُ عليه تَكْليِماُ وقال المصنّف في البَصَائِر بعد ذِكْر هذه الآية : هو جبل محيط بالأرض والسطور هو جَبَلٌ بالقُدْسِ عن يَمِينِ المَسْجِدِ ويعرفُ بطُورِ زيتَا وقد صعدْتُه وتَبَرّكْتُ به . والطُّورُ : جَبَلٌ آخَرُ عنْ قِبْلِيّهِ به قَبْرُ هَارونَ عليه السّلامُ وهو يُزَازُ إلى الآن . والطُّورُ : جَبَلٌ برأْسِ العَيْنِ . والطُّورُ : جَبَلٌ آخَرُ مُطِلُّ على طَبَرِيَّة الأرْدُنِّ . والطُّورُ أيضاً : جَبَلٌ شاهِقٌ عند كُورَة تَشتملُ على عدَّةِ قُرىً تُعرَف بهذا الاسمِ بمِصْرَ من القِبْليَّةِ ويُنْسَبُ إليه الكُمَّثْرَى الجَيِّد وزَعَمَتْ طائِفَةٌ من اليهودِ أنّه جَبَلُ التَّجَلِّي وهو كَذِبٌ
والطُّورُ : د بنَواحِي نَصِيبينَ . وطُورِينُ : ة بالرَّيِّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الطِّوَرَةُ مثل الطِّيَرَةِ في بعضِ اللّغَاتِ . وقال الأصمعِيّ : يقال : لَقِيَ منه الأطْوَرِينَ بكسرِ الرّاءِ أي الدَّاهِيَةَ وكذلك الأقْوَرِينَ والأَمَرِّينَ . وعن أبي زَيد قال : من أمثالِهم " بَلَغَ فلانٌ في العِلْمِ أطْوَرَيْهِ " بفَتْحِها وقد تُكْسَرُ أي حَدَّيْه أوّلَهُ وآخِرَهُ أو غايَةَ ما يُحَاوِلُه أو أقصاه . وقال شَمِرٌ : سَمِعتُ ابن الأعرابِيّ يقول : بَلَغَ فُلانٌ أطْوَرِيه بخفضِ الرّاءِ : غايَتَه وهِمَّتَه . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : بَلَغْتُ مِن فُلان أطْوَرَيْه أي الجَهْدَ والغايَةَ في أمرِه . وعن الأصْمَعيّ : رَكِبَ فلانٌ الدَّهْرَ وأطْوَرَيْهِ أي طَرَفَيْه . وطَوْطَرَنِي : رَمَاني مَرْمىً بَعْدَ مَرْمَىً وهذا نقَلَه الصّاغانيّ . ومما يستدرك عليه : الناسُ أطْوَارٌ أي أخْيَافٌ على حالاتٍ شَتَّى وقوله تعالى " وقَدْ خَلَقَكُمْ أطْوَاراً " معناهُ ضُروباً وأحْوالاً مختلفةً . وقال ثعلب : أَطْوَراً أي خِلَقاً مختلفَة كلّ واحِدٍ على حِدَةٍ . وقال الفَرّاءُ : أي نُطْفَةً ثم عَلَقَةً ثم مُضْغَةً ثم عَظْماً . وقال الأخْفَشُ : طَوْراً عَلَقَةً وطَوْراً مُضْغةً . وقال غيره : أرادَ اختلافَ المَنَاظِرِ والأَخلاقِ . وتَعَدَّى طَوْرَه : حالَه الذي يخُصّه . وحَمَامٌ طُورَانيٌّ وطوري : منسوبٌ إلى الطُّورِ جَبَل وقيل : هذا الجبلُ يقال له طُرْآن نسبٌ شاذّ ويقال : جاءَ من بَلَدٍ بعيدٍ . ورَجُلٌ طُورِيٌّ : غَرِيبٌ
المَرَضُ مُحَرَّكَةً وإِنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِهِ : إِظْلامُ الطَّبيعَةِ واضْطِرابُها بعدَ صَفائِها واعْتِدالِها كما في العباب وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابيّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : المَرَضُ : السُّقمُ وهو نَقيضُ الصِّحَّةِ يكونُ للإِنسانِ والبَعيرِ وهو اسمٌ للجنسِ . قالَ سِيبَوَيْه : المَرَضُ من المصادرِ المجموعَةِ كالشَّغْلِ والعَقْلِ قالوا أَمراضٌ وأَشغالٌ وعُقُولٌ . مَرِضَ فلانٌ كفَرِحَ مَرَضاً بالتَّحْريكِ ومَرْضاً بالسُّكونِ فهو مَرِضٌ ككَتِفٍ ومَرِيضٌ ومَارِضٌ والأُنْثى مَرِيضَةٌ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسلامَةَ بنِ عُبادَةَ الجَعْدِيّ شاهداً عَلَى مَارِضٍ :
يُرِينَنَا ذا اليَسَرِ القَوارِضِ ... لَيْسَ بمَهْزولٍ ولا بمَارِضِ وقال اللِّحْيانِيُّ : عُدْ فُلاناً فإِنَّه مَرِيضٌ ولا تأكُلْ هذا الطَّعامَ فإِنَّكَ مَارِضٌ إنْ أَكلتَهُ أَي تَمْرَضُ . المَرِيضِ مِراضٌ بالكَسْرِ . قالَ جَريرٌ :
" وفي المِراضِ لَنَا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ
قُلْتُ : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ مَارِضٍ كصاحبٍ وصِحابٍ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يُجمعُ المَرِيضُ عَلَى مَرْضى ومَرَاضَى مِثْلُ جَريحٍ وجَرْحى وجَرَاحَى . أَو المَرْضُ بالفَتْحِ للقَلْبِ خاصَّةً . قالَ أَبو إسحاقَ : يُقَالُ : المَرَضُ والسُّقُم في البَدَن والدِّينِ جَميعاً كما يُقَالُ : الصِّحَّة في البَدَنِ والدِّينِ جميعاً . والمَرَضُ في القلبِ يصلُحُ لكُلِّ مَا خرَجَ به الإِنسانُ عن الصِّحَّةِ والدِّينِ . وبالتَّحريك أَو كِلاهُما : الشَّكُّ والنِّفاقُ وضَعْفُ اليَقينِ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " أَي شكٌّ ونِفاقٌ . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : أَي شكٌّ . ويُقَالُ : قلبٌ مَرِيضٌ من العَدَاوَةِ وهو النِّفاقُ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وحدَّثنا أَبو حاتمٍ عن الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ قالَ : قرأْتُ عَلَى أَبي عَمْرو بنِ العلاءِ " وفي قُلوبِهِمْ مَرَضٌ " فقالَ لي : مَرْضٌ يا غُلامُ . والمَرَضُ : الفُتورُ . قالَ ابنُ عَرَفَةَ : المَرَضُ في القَلبِ : فُتورٌ عن الحقِّ وفي الأَبدانِ : فُتورُ الأَعْضاءِ . وفي العَيْنِ : فُتورُ النَّظَرِ . والمَرَضُ : الظُّلمَةُ عن ابنِ الأَعْرَابيّ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " فيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبِه مَرَضٌ " أَي ظُلْمَةٌ وقيلَ : فُتورٌ عمَّا أُمرَ به ونُهِيَ عنه . ويُقَالُ : حُبُّ الزِّنا . وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ كما في التَّكْمِلَة وفي العُبَاب أَنشَدَ ابنُ كَيْسانَ لأَبي حَيَّةَ النُّميْريّ :
ولَيْلَةٍ مَرِضَتْ من كُلِّ ناحِيَةٍ ... فلا يُضيءُ لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ ويُروى : فما يُحِسُّ بِها قالَ : أَي أَظلمتْ وهكذا فسَّرَهُ ثَعْلَبٌ أَيْضاً وهو مَجازٌ . وقال الرَّاعي :
وطَخْياءَ مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَريضَةً ... أَجَنَّ العَمَاءُ نَجْمَها فهْو مَاصِحُ
تَعَسَّفْتُها لمَّا تَلاوَمَ صُحْبَتي ... بمُشْتَبِهِ المَوْماةِ والماءُ نازِحُ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : أَصلُ المَرَضِ النُّقْصانُ يُقَالُ : بدنٌ مَرِيضٌ أَي ناقصُ القوَّةِ . وقلبٌ مَرِيضٌ أَي ناقِصُ الدِّينِ . وأَمرَضَهُ اللهُ : جَعَلَهُ مَريضاً . وقال سِيبَوَيْه : أَمْرَضَ الرَّجُلَ : جَعَلَهُ مَريضاً . وفي الصّحاح : أَمْرَضَ الرَّجُلُ أَي قارَبَ الإِصابَةَ في رأْيِهِ . زادَ في اللّسَان : وإنْ لم يُصِبْ كلَّ الصَّوابِ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ الشَّاعر وهو الأُقَيْشِرُ الأَسَدِيّ يمدحُ عبدَ الملكِ بنَ مروانَ وأَوَّلهُ :
رَأَيْتُ أَبا الوَليدِ غَداةَ جمْعٍ ... بِهِ شَيْبٌ وما فَقَدَ الشَّبَابَا
ولكِنْ تَحْتَ ذاكَ الشَّيْبِ حَزْمٌ ... إِذا مَا ظنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصابا والذي في الأَساس : ومن المَجازِ : أَمْرَضَهُ فلانٌ : قارَبَ إِصابَةَ حاجَتِهِ ؟ : ولا يَخْفَى أنَّ هذا غيرُ إِصابَةِ الرَّأْيِ وَقَدْ اشْتَبَهَ عَلَى المُصَنِّفِ حيثُ جعل أَمْرَضَهُ في إِصابَةِ الرَّأْيِ وإِنَّما هو أَمْرَضَ الرَّجُلُ بنَفْسه كما هو نصُّ الصّحاح وغيرِه من أُمَّهاتِ اللَّغة فتأَمَّل . وأَمْرَضَ الرَّجُلُ : صارَ ذا مَرَضٍ . ويُقَالُ : أَتى فُلاناً فأَمْرَضَهُ أَي وَجَدَهُ مَريضاً . ومن المَجَازِ : التَّمْريضُ في الأُمورِ : التَّوْهينُ فيها وأَنْ لا تُحْكِمَها . وقِيل : هو التَّضْجيعُ وَقَدْ مرَّضَ في الأَمْرِ : ضَجَّعَ فيه كما في الأَساسِ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : مَرَّضَ الرَّجُلُ في كلامِهِ إِذا ضَعَّفَهُ ومَرَّضَ في الأَمْرِ إِذا لم يُبالِغْ فيه . والتَّمْريضُ : حُسْنُ القِيامِ عَلَى المَرِيضِ . قالَ سِيبَوَيْه : مرَّضَهُ تَمْريضاً : قامَ عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ في مَرَضِه ودَاواهُ ليَزولَ مَرَضُهُ . جاءَتْ فَعَّلْتُ هُنا للسَّلْبِ وإِنْ كانتْ في أَكثرِ الأَمْرِ إنَّما تكونُ للإِثْباتِ . والتَّمْريضُ : تَذْرِيَةُ الطَّعامِ عن أَبي عَمْرو . ومن المَجَازِ : ريحٌ مَرِيضَةٌ : ساكنةٌ أَو شديدَةُ الحَرِّ أَو ضَعيفَةُ الهُبُوبِ . وشمسٌ مَرِيضَةٌ إِذا لم تكُنْ منجَلِيَةً صافيةً حَسَنةً . وأَرْضٌ مَرِيضَةٌ أَي ضعيفَةُ الحالِ وأَنْشَدَ أَبو حَنيفَةَ :تَوَائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَرِيضَةٍ ... يَلُذْنَ بخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ وقيلَ معناهُ مُمْرِضة عَنَى بذلك فَسادَ هَوَائها . وَقَدْ تَكُونُ مَرِيضَةً هُنا بمَعْنَى قَفْرَةٍ أَو ساكِنَةِ الرِّيحِ شديدَةِ الحرِّ . والمَرَاضَانِ بالفَتْحِ : وادِيانِ مُلْتقاهُما واحِدٌ . قالَهُ اللَّيْثُ . أَو هُما مَوْضِعانِ أَحدهُما لسُلَيْمٍ والآخَرُ لهُذَيْلٍ . ويُقَالُ : هُما المَارِضانِ : كذا في التَّكْمِلَة . والمَرائضُ : ع وقال الأّزْهَرِيّ : المَرائضُ والمَراضانِ : مَواضِعُ في ديارِ تَميمٍ بيم كاظِمَةَ والنَّقِيرَة فيها أَحْساءٌ . وليستْ من المَرَضِ وبابِه في شيءٍ ولكنَّها مأْخوذةٌ من اسْتِراضَةِ الماءِ وهو اسْتِنْقاعُه فيها والرَّوْضَةُ مأْخوذةٌ منها وَقَدْ نبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً وتقدَّمَ للمُصنِّفِ في روض مِثْلُ ذلك وكأَنَّهُ ذَكَرَهُ هنا ثانياً تبَعاً للَّيْثِ . ومن المَجَازِ : تَمرَّضَ الرَّجُلُ تَمَرُّضاً إِذا ضعُفَ في أَمرِهِ فهو مُتَمَرِّضٌ . والمُراضُ كغُرابٍ : داءٌ للثِّمار يقَعُ فيها يُهْلِكُها وَقَدْ جاء ذِكرُهُ في حديثِ تَقَاضي الثِّمار . والمَرَاضُ كسَحَابٍ : ع أَو وادٍ وَقَدْ تَقَدَّم قَريباً عن الأّزْهَرِيّ أن حقه أن يذكر في روض وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ هُنا وأعاده ثانياً فتَأَمَّلْ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : التَّمارُضُ : أَنْ يُري مِنْ نَفًسِهِ المَرَضَ وليسَ بِهِ . وتَمَارَضَ في أَمرِهِ : ضَعُف وهو مَجازٌ . وأَكلَ مَا لم يُوافِقْه فأَمْرَضَهُ : أَوْقَعَهُ في المَرَضِ . وبِهِ مَرْضَةٌ شَديدةٌ . ومارَضْتُ رَأْيِي فيكَ : خادَعْتُ نَفْسي وهو مَجازٌ . ورَجُلٌ مَمْروضٌ : مَرِيضٌ ومُتَمَرِّض كَذلِكَ . ومَرَّضَهُ تَمْريضاً : داواهُ ليزُولَ مَرَضَهُ عن سِيبَوَيْه وَقَدْ تَقَدَّم . ويُجْمَعُ المَرِيضُ أَيْضاً عَلَى مُرَضاءَ ككَريمٍ وكُرَماءَ . وأَمْرَضَ القومُ : مَرِضَتْ إِبِلُهُمْ . ونقَلَ الجَوْهَرِيّ عن يعقوبَ : أَمْرَضَ الرَّجُلُ : وقَعَ في مالِهِ العاهَةُ . انْتَهَى وفي الحَدِيث : " لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ " . المُمْرِضُ : من له إِبِلٌ مَرْضَى فنَهَى أَنْ يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَهُ مع إِبِلِ المُصِحِّ لا لأَجْل العدوَى ولكنْ لأنَّ الصِّحاحَ رُبَّما عَرَضَ لها مَرَضٌ فوقَعَ في نَفْسِ صاحِبها أَنَّ ذلك مِنْ قَبِيلِ العدوَى فيَفْتِنه ويُشَكِّكُه فأَمَرَ باجْتِنابِهِ والبُعْدِ عنه . وليلةٌ مَرِيضَةٌ إِذا تَغَيَّمت السَّماءُ فلا يَكُونُ فيها ضوءٌ وَقَدْ تَقَدَّم وهُو مَجَازٌ . ورأيٌ مَرِيضٌ : فيهِ انْحِرافٌ عن الصَّوَابِ وهُو مَجَازٌ . ومَرَّضَ فُلانٌ في حاجَتِي تَمْرِيضاً إِذا نَقَصَتْ حَرَكَتُهُ فيها . وعَيْنٌ مَرِيضَةٌ : فيها فُتُورٌ . وأَعْيُنٌ مِراضٌ ومَرْضَى وهُو مَجَازٌ . وأَرضٌ مَرِيضَةٌ : قَفْرَةٌ . ويُقَالُ : أَرضٌ مَرِيضَةٌ إِذا ضاقَتْ بأَهْلِها . وقيل إِذا كثُرَ بها الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ . وهُو مَجَازٌ . قالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ :
تَرَى الأرْضَ مِنَّا بالفَضَاءِ مَرِيضَةً ... مُعَضِّلَةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : امرأةٌ مَرِيضَةُ الأَلْحاظِ ومَرِيضَةُ النَّظَرِ أَي ضعيفَةُ النَّظَرِ . وقال أَبو عَمْرٍو إِذا دِيسَ الزَّرْعُ ولمْ يُذَرَّ بعدُ فذلِكَ المِرْضُ بالكَسْرِ كما في العُبَاب