عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً : مالَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ ومنه الحَدِيثُ : " فواللهِ لكأَنَّ عَطْفَتَهُم حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ البَقَرِ على أَوْلادِها . وعَطَفَ عليهِ : أَشْفَقَ كَتَعَطَّفَ قالَ شيخُنا : صَرَّحُوا بأَنّ العَطْفَ بمَعْنى الشَّفَقَة مَجازٌ من العَطْفِ بمعنَى الانْثِناءِ ثم اسْتُعِيرَ للمَيْلِ والشَّفَقَةِ إِذا عُدِّيَ بَعَلى وإِذا عُدِّىَ بعَنْ كان عَلَى الضِّدِّ . وعَطَفَ الوِسادَةَ : ثَناها كعَطَّفَها تَعْطِيفاً . وعَطَفَ عليهِ : أَي حَمَلَ وكَرَّ وفي اللِّسان : رَجَع عليه بما يَكْرَهُ أَو لَهُ بما يُرِيدُ . ويَتَوَجَّهُ قولُ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ : العاطِفُونَ تَحِينَ ما مِنْ عاطِفٍ والمُسْبِغُونَ يداً إِذا ما أَنْعَمُوا على العاطِفَةِ وعلى الحَمْلَةِ . والعَطْفَةُ : خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالَ كما في الصِّحاحِ . والعَطْفَةُ : شَجَرةٌ تَتَعَلّقُ الحَبَلَةُ بِها وهي التي يُقالُ لها : العَصْبَة كما سَيَأْتِي ويُكْسَرُ فِيهِما في الأُولى حَكَى اللِّحْيانِي وفي الثانية أَبو حَنِيْفَةَ وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ قولَ الشاعر :
تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عَطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ وقال ابنُ بَرِّيّ : العَطْفَةُ : اللَّبْلابُ سُمِّي بذلِكَ لتَلَوِّيهِ على الشَّجَرِ . والعِطْفَةُ بالكَسْرِ : أَطْرافُ الكَرْمِ المُتَعَلِّقَةُ منه وشَجَرَةُ العَصْبَةِ وهي التي تقدم فيها أَنَّ الحَبَلَة تَتَعلقُ بها . وبالتحرِيكِ : نَبْتٌ يَتَلوَّى على الشَّجَرِ لا وَرَقَ له ولا أَفْنانَ ترْاهُ البَقَرُ خاصةً وهو مُضِرٌّ بِها ويَزعْمُونَ أَنَّه يُؤْخَذُ بعضُ عُرُوقِه ويُلْوَى ويُرْقَى ويُطْرَحُ على الفارِكِ فتُحِبُّ زَوْجَها قالَ الأَزْهَرِيُّ : وقالَ النَّضْرُ : إِنَّما هي العَطَفَةً فخَفَّفَها الشاعر ضرورةً ؛ ليَسْتَقِيمَ له الشّعْرُ وقال أَبو عَمْرٍو في غَرِيبِ شَجَرِ البَرِّ : العطَفُ واحِدُها عَطَفَةٌ . وظَبْيَةٌ عاطِفٌ : تَعْطِفُ جِيدَها إِذا رَبَضَتْ وكذلِك الحاقِفُ من الظِّباءِ . والعِطافُ ككِتابٍ والمِعْطَفُ كمِنْبَرٍ : الرِّداءُ والطَّيْلَسانُ وكُلُّ ثَوْبٍ يُتَرَدَّى به جمعُ الأَخِيرِ : مَعاطِفُ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :
شُمُّ العَرانِينِ يُنْسِيهِم مَعاطِفَهُم ... ضَرْبُ القِداحِ وتَاْرِيبٌ على الخَطَرِ وقل الأَصْمَعِيُّ : لم أَسْمَعْ للمَعاطِفِ بواحدٍ وفي حَدِيثِ ابن عُمَرَ : خَرَج مُتَلَفِّعاً بعِطافٍ وفي حديث عائشة : " فناوَلْتُها عِطافاً كانَ عليَّ " وجمع العِطافِ : عُطُفٌ وأَعْطِفَةٌ وعُطُوفٌ والمِعْطَفُ والعِطافُ مثل مِئْزَرٍ وإِزارٍ ومِلْحَف ولِحافٍ ومِسْرَدٍ وسِرادٍ . وقِيلَ : سُمِّيَ الرِّداءُ عِطافاً لوُقُوعِه على عِطْفَى الرَّجُلِ وهُما ناحِيتَا عُنُقِه . والعِطافُ : السَّيْفُ لأَنَّ العَربَ تُسَمِّيهِ رِداءً قال :
ولا مالَ لِي إِلاّ عِطافٌ ومِدْرَعٌ ... لَكُم طَرَفٌ منه حَدِيدٌ ولِي طَرَفْ الطَّرَفُ الأَول : حَدُّه الذي يُضرَبُ به والطَرفُ الثانِي : مَقْبِضهُ وقال آخر :
لا مالَ إِلا العِطَافُ تُؤْزِرُه ... أُمُّ ثَلاثِينَ وابْنَةُ الجَبَلِ وقال ابنُ عَبّادٍ : العِطافُ ككِتابِ : اسمُ كَلْبٍ . والعَطُوفُ : النّاقَةً التي تُعْطفُ على البَوِّ فتَرْأَمُه نقله الجوهَرِيُّ والجمع عُطُفٌ . والعَطُوفُ : مَصْيَدةٌ سُمِّيَتْ لأَنَّ فيها خَشَبَةٌ مُنْعَطِفَة الرأْسِ كالعاطُوفِ . والعَطُوفُ في قِداحِ المَيْسِرِ : القِدْحُ الذي يَعْطِفُ على القِداحِ فيَخْرُجُ فائِزاً قال صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيُّ :
فخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَاأَو هو : القِدْحُ الذي لا غُرْمَ فيهِ ولا غُنْمَ وهو أَحَدُ الأَغْفالِ الثلاثَةِ من قِداحِ المَيْسِرِ سُمِّي عَطُوفاً لأَنّه في كُلِّ رِبابَةٍ يُضْرَب قاله القُتَيْبِيُّ في كِتابِ المَيْسِرِ كالعَطّافِ كشَدّادٍ فِيهِما . أَو العَطُوفُ : الَّذِي يُرَدُّ مَرَّةً بعد مَرَّةٍ . أَو الذي كُرِّرَ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ قاله السُّكَّرِيُّ في شرحِ ديوانِ الهُذَلِيِّينَ . أَو العَطّافُ كشَدّادٍ : قِدْحٌ يُعْطَفُ على مَآخِذِ القِداحِ ويَنْفَرِدُ وبه فُسِّرَ قولُ ابنِ مُقْبِلٍ :
وأَصْفَرَ عَطّافٍ إِذا راحَ رَبُّهُ ... غَدا ابْنهَا عِيانٍ في الشِّواءِ المُضَهَّبِ والعَطّافُ : فَرَسُ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي اللهُ عنه . وعَطّافُ بن خالِدٍ : مُحَدِّثٌ مَخزُومِيٌّ مَدَنِيٌّ يروِى عن نافعٍ قال أَحمدُ : ثِقةٌ وقال ابنُ مَعِينٍ : ليس به بَأْس . والعَطَفُ مُحَرَّكةً : طولُ الاَشْفارِ وانْعطافُها ومنه حديثُ أُمِّ مَعْبَدٍ : وفِي أَشْفارِهِ عَطَفٌ نقله كُراعٌ ويُرْوَى بالغَيْن وهو أَعْلى . وعُطَيْفٌ كزُبَيرٍ : عَلَم والأَعْرَفُ عغُطَيْفٌ بالمعجمة عن ابنِ سِيدَه . والمعْطُوفَةُ : قَوْسٌ عَرَبِيَّةٌ تُعْطَفُ سِيَتُها عَلَيْها عَطْفاً شَدِيداً وهي التي تُتَّخَذُ للأَهْدافِ قاله ابنُ دُرَيْدٍ والجوهريُّوفي الصحاح : عِطْفا الرَّجُلِ : جانِباهُ من لدُنْ رَأْسِه إلى ورِكيْهِ وكذلِ : عِطْفَا كُلِّ شَيءٍ بالكَسْرِ : جانِباهُ . وقال ابنُ الأَعرابِيّ : يُقال : تَنَحَّ عن عِطْفِ الطَّرِيق ويُفْتَحُ : أَي قارِعَتِه وكذا عن عَلْبِه ودَعْسِه وقَرْيِهِ وقارِعَتِه . وعِطْفُ القَوْسِ بالكسرِ : سِيَتُها ولَها عِطْفانِ قال ابنُ عَبّادٍ . ويقال : هو يَنْظَرُ فِي عِطْفَيْهِ : أَي مُعْجِبٌ بنفسه . قالَ ابن دُريدٍ : وجاءَ فُلانٌ ثانِيَ عِطْفِه : أَي جاءَ رخِيَّ البالِ ومنه قوله تعالى " ثانِيَ عِطْفِه لِيُضِلَّ عنْ سَبِيلِ الله " أَو مَعْناه : لا وِياً عُنْقَه قال الأزهريُّ : وهذا يُوصفُ به المتكَبرُ أَو المعْنَى مُتَكَبِّراً مُعْرِضاً عن الإِسلامِ ولا يخْفَى أَنّ التّكَبُّرَ والإِعْراضَ من نتائِجِ العُنُقِ فالمَآلُ واحدٌ ويُقالُ : ثَنَى عنهُ فلانٌ عِطْفَه : أَي أَعْرَضَ عنه نَقَله الجوهريُّ . وتَعوَّج الفَرَسُ هكذا في النُّسَخِ وهو غلطٌ والصوابُ وتَعَوَّجَ القَوْسُ فِي عِطْفَيْهِ : إِذا تَثَنَّى يَمْنَةً ويَسْرَةً كما هُوَ نَصُّ العُبابِ . والعِطْفُ أَيْضاً أَي : بالكسرِ : الإِبِطُ وقِيلَ : المَنْكِبُ وقال الأَزْهريّ : مَنْكِبُ الرَّجُلِ عِطْفُه وإِبِطُه عِطْفُه والجَمْعُ العُطُوفِ . والعَطْفُ بالفتحِ : الانْصِرافُ وقد عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً . والعُطْفُ بالضّمِّ : جمْعُ العاطِفِ والعَطُوفِ وهُما العائِدُ بالفَضْلِ الحَسَنُ الخُلُقِ . والعِطافُ بالكسرِ وهذه لِلإِزارِ وفي عِبارةِ المصنِّف قَلاقَةٌ ظاهِرَةٌ . وقال أَبو زَيْدٍ : امْرأَةٌ عَطِيفٌ كأَمِيرٍ : أَي لَيِّنَةٌ مِطْواعٌ وهي التي لا كِبْرَ لَها . ويُقال : عَطَّفْتُه ثَوْبِي تَعْطِيفاً : إِذا جَعَلْتهُ عِطافاً لَهُ أَي رِداءً على مَنْكِبَيْه كالَّذِي يفعَلُه الناسُ في الحَرِّ . وقِسِيٌّ مُعَطَّفَةٌ : معْطُوفَةُ إِحْدَى السِّيَتَيْنِ على الأُخْرَى وكذلك لِقاحٌ مُعَطَّفَةٌ شُدِّدَ فيهما للكَثْرَةِ قال الجَوْهَرِيُّ : ورُبَّما عَطَفُوا عِدَّةَ ذَوْدٍ على فَصِيلٍ واحدٍ واحْتَلَبُوا أَلْبانَهُنَّ على ذلِك لِيَدْرُرْنَ . وانْعَطَف الغُصنُ وغيرُه : انْثَنَى وهو مُطاوِع عَطَفَه . قالَ الجوهريُّ : ومُنْعَطفُ الوادِي : مُنْعَرَجُه ومُنْحَناه . قال : وتَعاطَفُوا : أَي عَطَفَ بعضُهُم على لَعْضٍ . قال : وتَعَطَّفَ بهِ أَي بالعِطافِ : إِذا ارْتَدَى بالرِّداءِ ومنه الحَدِيثُ : " سُبْحانَ من تَعَطَّفَ بالعِزِّ وقالَ بهِ " معناهُ : سُبْحانَ من تَرَدَّى بالعِزِّ والتَّعَطُّفُ في حَقِّ اللهِ سُبْحانَه مَجازٌ يُرادُ به الاتِّصاف كأَنَّ العِزَّ شَمِلَه شُمُولَ الرِّداءِ هذا قولُ ابنِ الأَثِيرِ قال صاحبُ اللِّسان : ولا يُعْجِبُنِي قوله : كأَنّ العِزَّ شَمِلَه شُمُولَ الرِّداءِ واللهُ تعالى يَشْمَلُ كلَّ شيءٍ وقالَ الأَزهري : المُرادُ به عِزُّ اللهِ وجَمالُه وجَلالُهُ والعَرَبُ تَضَعُ الرِّداءَِ موضِعَ النِّعْمَةِ والبَهاءِ كاعْتَطَف بهِ اعْتِطافاً كما في المُحيطِ واللِّسانِ ومنه قولُ ابنِ هَرْمَةَ :
عُلِّقَها قَلْبُه جُوَيْريَةً ... تَلْعَبُ بينَ الوِلْدانِ مُعْتَطِفَهْ وقال اللَّيْثُ : يُقالُ للإِنسانِ : يَتَعاطَفُ في مِشْيَتِهِ : إِذا حَرَّكَ رأْسَهُ وقالَ غيرُه : هو بمَنْزِلَةِ تَهادَى وتَمَايَلَ أو تَبَخْتَرَ وهما واحدٌ . واسْتَعْطَفَه اسْتِعْطافاً : سأَلَه أَنْ يَعْطِفَ عليهِ فَعَطَف
ومما يُستَدْركُ عليه : رَجُلٌ عَطُوفٌ وعَطّافٌ : يحمِي المُنْهَزِمِينَ . وتَعَطَّفَ عليهِ : وصَلَه وبَرَّهُ . وتَعَطَّفَ على رَحمِهِ : رَقَّ لها . والعاطِفَةُ : الرَّحِمُ صفةٌ غالِبةٌ . وقالَ اللَّيْثُ : العَطّافُ : الرجلُ الحَسَنُ الخُلُقِ العَطُوفُ على الناسِ بفَضْلِه . ويُقال : ماتَثْنِينِي عليكَ عاطِفَةٌ من رَحِمٍ ولا قَرابةٍ . وعَطَف الشَّيءَ عُطُوفاً وعَطَّفَه تَعْطِيفاً : حَنَاه وأَمالَه فانْعَطَفَ وتَعَطَّفَ . ويُقال : عَطَّفْتُ رَأَسَ الخَشَبَةِ شُدِّدَ للكَثْرة . وقَوْسٌ عَطُوفٌ ومُعَطَّفَةٌ : مَعْطُوفَةُ إِحْدَى السِّيَتَيْنِ على الأُخرى . والعَطِيفَةُ والعِطافَةُ : القَوسُ قال ذُو الرُّمَّةِ في العطائِفِ :وأَشْقَرَ بَلَّى وَشْيَه خَفَقانُه ... على البِيضِ في أَغْمادِها والعَطائفِ وقَوْسٌ عَطْفَى : أَي مَعْطُوفَةٌ قال أُسامَةُ الهُذَلِيُّ :
فمَدَّ ذِراعَيْهِ وأَجنَأَ صُلْبَهُ ... وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِدُ والعِطافَةُ بالكَسْرِ : المُنْحَنَى قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ يصفُ صخرَةً طَوِيلَةً فيها نَحْلٌ :
من كُلِّ مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافَةٍ ... مِنْها يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَبُ وشاةُ عاطِفَةٌ بَيِّنَةُ العُطُوفِ والعَطْفِ : تَثْنِي عُنُقَها لِغَيْرِ عِلَّةٍ . وفي حَدِيثِ الزّكاةِ : " لَيْسَ فِيها عَطْفاءُ " أَي : مُلْتَوِيَةُ القَرْنِ وهي نَحْو العَقْصاءِ . والعَطُوفُ : المُحِبَّةُ لزَوْجِها والحانِيَةُ على وَلَدِها . وانْعَطَفَ نَحْوَه : مالَ إِليهِ . وعَطَفَ رأْسَ بَعِيرِه إِليهِ : إِذا عاجَه عَطْفاً . وعَطَفَ اللهُ تعالى بقَلْبِ السُّلْطانِ على رَعِيَّتِه : إذا جَعَله عاطِفاً رَحِيماً . وجَمْعُ عِطْفِ الرَّجُلِ : أَعْطافٌ وعِطافٌ وعُطُوفٌ . ومَرَّ يَنْظُرُ في عِطْفَيْهِ : إِذا مَرَّ مُعْجِباً . واعْتَطَفَ السَّيْفَ والقَوْسَ : ارْتَدَى بِهِما الأَخِيرةُ عن ابن الأعرابيِّ وأَنْشَدَ :
ومنْ يَعْتَطِفْهُ على مِئْزَرٍ ... فنِعْمَ الرِّداءُ على المِئزَرِ والعَطْفُ : عَطْفُ أَطْرافِ الذَّيْلِ من الظِّهارِةِ على البِطانِةِ . وفي حَلْبِةِ الخَيْلِ : العاطِفُ وهو السّادِسُ رُوِيَ ذلِكَ عن المُؤَرِّجِ قالَ الأَزهريُّ : ولم أَجِد الرِّوايَةَ ثابِتةً عن المُؤَرِّجِ من جِهَةِ من يُوثَقُ به قال : فإِنْ صَحَّتْ عنه الرِّوايةً فهو ثِقَةٌ . وسَمَّوْا عاطِفاً وعُطَيْفَةَ كجُهَيْنَةَ . وفي الأَساس : يُقالُ : لا تَرْكَبْ مِثْفاراً ولا مِعْطافاً : أَي مُقَدِّماً للسَّرْجِ ولا مُؤَخِّراً
السَّقْلَبَةُ أَهْمَلَه الجوهريّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو مَصْدَر سَقْلَبَه إِذَا صَرَعَه . والسَّقْلَبُ : اسْمٌ . وجِيلٌ من النَّاسِ وهو سَقْلَبِيٌّ ج : سَقَالِبَةٌ والمشهورُ على الأَلْسِنَة في الجِيلِ بالصَّاد . وسِقْلاَبٌ : والد المُوَفَّق يَعْقُوبَ النَّصْرَانِيِّ الطَّبِيب وجَدّ السَّدِيد أَبِي مَنُصور . ولَقَب أَبي بكر مُحمَّد بْنِ يُوسفَ بْنِ ديرويه بن سبخت الدينوريّ سكب
قَلَبَه يَقْلِبُهُ قَلْباً من بابِ ضَرَب : حَوَّلَهُ عن وَجهِهِ كأَقْلَبَهُ . وهذا عن اللِّحْيَانِيّ وهي ضعيفةُ . وقد انْقَلَبَ . وقَلَّبهُ مُضَعَّفاً
وقَلَبَه : أَصابَ قَلْبَه أَي فُؤادَهُ ومثلُهُ عبارةُ غيره يَقْلُبُه ويَقْلِبُهُ الضَّمّ عن اللِّحْيَانيّ فهو مَقْلُوبٌ . وقَلَبَ الشْيءَ : حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ اللامُ فيه بمعنى على ونَصَبَ ظَهْراً على البَدَل أَي : قَلَبَ ظَهْرُ الأَمْرِ عَلَى بَطنه حَتَّى عَلِمَ ما فِيه كَقلَّبَه مُضَعَّفاً . وتَقَلَّب الشَّيْءُ ظَهْراً لِبَطْنٍ كالحَيَّة تَتقلَّبُ على الرَّمْضاءِ . وقَلَبَه عن وَجْههِ : صَرفَه . وحكى اللحيانيّ : أَقْلَبَهُ قال : هي مرغوبُ عنها . وقَلَبَ الثَّوْبَ والحَدِيثَ وكُلَّ شَيْءٍ : حَوَّلَه ؛ وحكى اللِّحْيَانيُّ فيهما أَقْلَبَه والمختارُ عندَه في جميع ذلك : قَلَبْتُ والانْقِلابُ إلِى اللهِ عَزّ وجلّ : المَصِيرُ إِليه والتَّحوُّلُ . وقد قَلَبَ اللهُ فُلاناً إِليه توَفَّاه هذا كلام العربِ وقولُه كأَقْلَبَه حكاه اللِّحْيَانِيّ وقال أَبُو ثَرْوَان أَقْلَبَكُمُ اللّهُ مَقْلَبَ أَوْلِيائِهِ ومُقْلَبَ أَوْليِائِهِ فقالها بالأَلف . وقالَ الفَرَّاءُ قد سَمِعْتُ أَقْلَبَكُم اللهُ مُقْلَبَ أَولِيائِهِ وأَهْلِ طاعتِهِ . وقَلَبَ النَّخْلَةَ : نَزَعَ قَلْبَها وهو مَجازٌ وسيأتِي أَن فيه لُغَاتٍ ثلاثةً . قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقْلِبُ : إِذَا احْمَرَّت . عن ابْنِ سِيدَه : القَلْبُ : القُؤادُ مذكَّرُ صرّح به اللِّحْيَانُّي ؛ أَو مُضْغَةُ من الفُؤادِ مُعلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ . ثُمَّ إِنّ الكلامَ المُصَنِّف يشُيرُ إِلى تَرادُفِهِما وعليه اقتصر الفَيُّومِيّ والجوْهرِيُّ وابْنُ فارِسٍ وغيرُهُمْ أَوْ أَنَّ القَلْبَ أَخصُّ منه أَي : من الفُؤَاد في الاستعمالِ . لأَنّه معنىً من المعاني يَتعلَّق به . ويَشهَدُ له حديثُ : " أَتَاكُم أَهْلُ اليَمَنِ هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً وأَلْيَنُ أَفْئدَةً " ووصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ والأَفئدَةَ باللِّينِ لأَنَّهُ أَخصُّ من الفُؤادِ ولذلك قالوا : أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ وسُوَيْدَاءَ قَلْبِه . وقيل القُلُوبُ والأَفْئدةُ قريبانِ من السَّواءِ وكَرَّرَ ذِكْرَهُمَا لاختلاف اللّفظينِ تأْكيداً . وقال بعضُهُم : سُمّىَ القَلْبُ قَلباً لِتَقَلُّبِه وأَنشد :
ما سُمِّىَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِه ... والرَّأْيُ يَصْرِفَ بالإِنسانِ أَطْوارَا قال الأَزهريُّ : ورأَيتُ بعضَ العربِ يُسمِّى لحمةَ القلْبِ كُلَّها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤاداً . قال : ولم أَرَهُم يَفْرِقُون بينَهمَا . قال : ولا أُنْكِرُ أَنْ يكونَ القلبُ هي العَلَقَةَ السَّوْداءَ في جوفه . قال شيخُنا : وقيلَ : الفُؤَادُ وعِاءُ القَلْبِ وقيلَ : داخِلُهً : غِشاؤُهُ . انتهى . وقد يُعَبَّرُ بالقَلْبِ عن العَقْلِ قال الفَرّاءُ في قوله تَعالى : " إِنَّ في ذلكَ لذِكْرَى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ " أَي : عَقْلُ قال : وجائزُ في العربية أَنْ يقولَ : مالكَ قَلْبُ وما قَلْبُكَ مَعَكَ يقول : ما عَقْلُكَ معك . وأَيْنَ ذَهَب قَلْبُك ؟ أَي : عَقْلُك : وقال غيرُه : لمنْ كانَ لَهُ قَلْب أَي : تَفَهُّمُ وتَدَبُّرُ . وعَدَّ ابْنُ هِشَامٍ في شرحِ الكَعْبِيَّةِ من معاني القَلْبِ أَربعةً : الفُؤادَ والعَقْلَ ومَحْض أَي : خلاصة كُلِّ شْيءٍ وخِياره وفي لسان العرب : قَلْبُ كُلِّ شَيْءٍ : لُبُّه وخالِصُهُ ومَحْضُه . تقول : جئتُك بهذا الأَمرِ قَلْباً : أَي مَحضاً لا يَشُوبُه شَيْءُ . وفي الحديثِ : وإِنّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْباً وقَلْبُ القُرآنِ يس . ومن المَجاز : هو عَرَبِيُّ قَلْبُ وَعَرَبيَّةُ قَلْبَةُ وقَلْبُ : أَي خالِصُ . قال أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ امْرَأَةً :
قَلْبُ عَقِيلَةُ أَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ ... يُرْمَى الْمَقَانِبُ عنها والأَرَاجِيلُقال سِيبَوَيْه : وقالُوا : هذا عَرَبِيُّ قَلْبُ وقَلْباً على الصِّفَة والمَصْدَر والصِّفَةُ أَكْثَرُ ؛ وفي الحديث : " كانَ عَلِىّ قُرَشِيًّا قَلْباً " أَي : خالصاً من صَمِيم قُرَيْشٍ . وقيل : أَرادَ فَهِماً فَطِناً من قوله تعالَى " لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبُ " كذا في لسان العرب وسيأْتي . القَلْبُ : مَاءُ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ عندَ حاذَةَ . وأَيضاً : جَبَلُ وفي بعض النُّسَخ هنا زيادة م أَي معروف . ومن المَجَاز : وفي يَدِهَا قُلْبُ فِضَّةٍ وهو بالضَّمِّ من الأَسْوِرَةِ : ما كان قَلْداً واحِداً ويقولون : سِوارٌ قُلْبٌ . وقيل : سِوارُ المَرْأَةِ على التَّشْبِيه بقَلْبِ النَّخْلِ في بياضه . وفي الكفاية : هو السِّوارُ يكونُ من عاجٍ أَو نحوِه . وفي المِصباحِ : قُلْبُ الفِضَّة : سِوَارُ غيرُ مَلْوِىّ . وفي حديثِ ثَوْبانَ : " أَنّ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عنها حَلَّتِ الحَسَنَ والحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عنهُما بقُلْبَيْن مِن فِضَّة " : وفي آخَرَ : " أَنَّه رأَى في يَدِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قُلْبَيْنِ " وفي حديثها أَيضاً في قوله تَعَالى : " وَلاَ يُبْديِنَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْهَا " قالَتْ : القُلْبَ والفَتَخَةَ . من المجاز : القُلْبَ : الحَيَّةُ البَيْضَاءُ على التَّشبيهِ بالقُلْبِ من الأَسْوِرَةِ . القُلْبُ : شَحْمَةُ النَّخْلِ ولُبُّهُ وهي هَنَةٌ رَخْصَةُ بَيْضَاءُ تُؤْكَلُ وهي الجُمّار أوَ أَجْوَدُ خُوصِها أَي : النَّخْلةِ وأَشَدّه بَياضاً وهو : الخُوصُ الّذي يَلِي أَعلاها واحِدَتُه قُلْبَةٌ بضمٍّ فسكون ؛ كُلُّ ذلك قولُ أَبي حنيفةَ . وفي التّهذيب : القُلْبُ بالضَّمّ : السَّعَفُ الَّذي يَطْلُعُ من القَلْب ويُثَلَّثُ أَيْ : فِي المعنيَيْنِ الأَخيرَيْنِ أَي : وفيه ثلاثُ لُغاتٍ : قَلْبُ وقُلْبُ وقِلْبُ و ج : أَقْلاَبُ وقُلُوبُ . وقُلُوبُ الشَّجَرِ : ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُرُوقها الّتي تقودُهَا . وفي الحديث . أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عليهما السلام كانَ يَأْكُلُ الجَرَادَ وقُلُوبَ الشَّجَرِ " يَعْنِي : الَّذِي يَنْبُتُ في وَسَطِهَا غَضًّا طَرِيًّا فكان رَخْصاً من البُقُولِ الرَّطْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقوَى وتَصْلُبَ واحدُهَا قُلْبٌ بالضَّمِّ لِلفَرْق . وقَلْبُ النَّخْلَةِ : جُمّارُها وهي شَطْبَةُ بيضاءُ رَخْصَةُ في وَسَطِها عندَ أَعلاها كأَنَّهَا قُلْبُ فِضَّةٍ رَخْصُ طيّب يُسَمَّى قَلْباً لِبَياضِه . وعن شَمِرٍ : يقالُ : قَلْبُ وقُلْبُ لقلب النَّخلة يجمع على قِلَبَةٍ أَي : كَعِنَبَةٍ . والقُلْبَةُ بالضَّمّ : الحُمْرَةُ قالَه ابْنُ الأَعْرَابيِّ . عَرَبِيَّةُ قُلْبَةُ وهي الخَالِصَةُ النَّسَبِ ؛ وَعَرَبِيُّ قُلْبُ بالضَّمِ : خالِصُ مثلُ قَلْبِ . عن ابْنِ دُرَيْدٍ كما تقدَّمتِ الإِشارةُ إِليه وهو مجازُ . والقَليبُ : البئُرُ ما كانت . والقَلِيبُ : البِئرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى فإِذا طُوِيَتْ فهي الطَّوِىُّ أَوِ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ منها الَّتي لا يُعْلَمُ بها لا رَبٌّ ولا حافِرُ يكون في البَرَارِيِّ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ . و قيل : هي البِئرُ القَدِيمة مَطْويَّةً كانت أَو غيرَ مَطْوِيَّةٍ . وعن ابنِ شُمَيْلٍ : القَلِيبُ : اسْمُ من أَسماءِ الرَّكِيّ مَطْوِيَّة أَو غَيْرُ مَطْوِيّة ذات ماءٍ أَو غَيْرُ ذاتِ ماءٍ جَفْرُ أَو غَيْرُ جَفْرٍ . وقال شَمِرُ : القَلِيبُ اسْمُ من أَسماءِ البئرِ البَدِيءِ والعادِيَّةِ ولا تُخَصُّ بها العادِيَّةُ . قال : وسُمِّيَتْ قَليباً لأَنّه قُلِب تُرابهُا . وقال ابْنُ الأَعرابيّ القَلِيبُ : ما كان فيه عينُ وإِلاَّ فلا ج أَقْلِبَةُ قال عَنْتَرَةُ يصف جُعَلاً :
كَأَن مُؤشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً ... هَدُوجاً بيْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ وجمع الكثيرِ قُلُبُ بضمّ الأَوَّلِ والثّانِي قال كُثَيّرُ :
وما دامَ غَيْثُ منْ تِهامَةَ طَيِّب ... بها قُلُبُ عادِيَّةٌ وكِرَارُ الكِرار : جمعُ كَرٍّ للحَسْيِ ؛ والعادِيَّةُ : القَديمةُ وقد شَبَّه العَجّاجُ بها الجِراحاتِ فقال :
" عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرَّى مَنْ سَبَرْوقيل : الجمعُ قُلُبُ في لغة من أَنَّث وأَقْلِبَةُ وقُلْبُ أَي : بضمٍّ فسُكُونٍ جميعاً في لُغَة من ذَكَّرَ ؛ وقد قُلِبَتْ تُقْلَبُ هكذا وفي غير نُسَخٍ وفي نسختِنا تقديمُ هذا الأَخِيرِ على الثاني واقتصرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ وهما من جُموعِ الكَثْرَة . وأمَاّ بسكون الَّلامِ فليس بوزْنٍ مُستَقِلٍّ بل هو مُخَفَّفُ من المضموم كما قالُوا في : رُسُلٍ بضمَّتَيْنِ ورُسْلٍ بسكونها أَشار له شيخُنا . وقال الأَمَوِيُّ : في لغةِ بَلْحَارِثِ ابْنِ كَعْبٍ : القالِبُ بالكسر : البُسْرُ الأَحمَرُ يقال منه : قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقِلبُ إِذا احْمَرَّتْ . وقد تقدَّم . وقال أَبو حنيفَةَ : إِذا تَغَيَّرتِ البُسْرَةُ كلُّهَا فهي القالِبُ والقالِبُ بالكَسْر : كالْمِثالِ وهو الشَّيْءُ يُفْرَغُ فيهِ الجَوَاهِرُ لِيَكُونَ مِثَالاً لِما يُصاغُ منها . وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوِه دَخِيلُ وفتَحْ لاُمِه أَي في الأَخيرة أَكْثَرُ . وأَمّا القالِبُ الّذي هو البُسر فليس فيه إِلاّ الكسرُ ولا يجوز فيه غيرُهُ . قال شيخُنا : والصَّوَابُ أَنَّهُ مُعَرَّبُ وأَصلُه كالَبُ ؛ لأَنَّ هذَا الوَزْنَ ليس من أَوزان العرب كالطَّابَق ونحْوِه وإِنْ رَدَّهُ الشِّهابُ في شرح الشِّفاءِ بأنَّهُ غيرُ صحيح فإِنَّها دعوَي خاليةٌ عن الدَّليلِ وصِيغَتُهُ أُقوَى دليلٍ على أَنَّهُ غيرُ عربِيٍّ إِذْ فاعَلُ بفتح العين ليس من أَوزانِ العرَبِ ولا من استعمالاتها . انتهى
وشاةُ قالِبُ لَوْنٍ : إِذا كانت على غَيْرِ لَوْنِ أُمِّها وفي الحديث : " أَنَّ مُوسَى لَمَّا آجَرَ نَفْسَهُ مِنْ شُعَيبٍ قال لِمُوسَى عليهِما الصَّلاةُ والسّلامُ : لَكَ من غَنَمِي ما جاءَت به قالِبَ لَوْنٍ . فجاءَت به كُلِّهِ قَالِبَ لَوْنٍ " تفسيرُهُ في الحديث : أَنَّها جاءَت على غيرِ أَلْوانِ أُمَّهاتِها كأَنَّ لَوْنَها قد انْقلب . وفي حديثِ عليٍّ رضيَ اللهُ عنه في صفةِ الطُّيُورِ : " فمِنْهَا مَغْموس في قالِب لَوْنٍ لا يَشُوبُه غَيْرُ لَوْنِ ما غُمِسَ فيه " . والقِلِّيب : كسِكِّيتٍ وتَنُّورٍ وسِنَّوْرٍ وقَبُولٍ وكِتابٍ : الذِّئْبُ يَمَانِيَةُ . قال شاعرُهم :
أَيا جَحْمَتَا بَكِّى على أُمِّ واهِب ... أَكِيلَةِ قِلَّوْب ببَعْضِ المَذانِبِ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والصَّغانيّ في كتاب له في أَسماءِ الذِّئب وأَغفله الدَّمِيرِيُّ في الحياة
ومن الأَمثال : مابِهِ أَي : العَليلِ قَلَبَةُ مُحَرَّكَةً أَي : ما به شَيْءُ لا يُسْتعملُ إِلاَّ في النَّفْي قال الفَرّاءُ : هو مأْخوذُ من القُلاَب : داءٍ يأْخُذُ الإِبلَ فِي رُؤُوسها فيَقْلِبُها إِلى فوق ؛ قال النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ :
" أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْوقد بَرِئْتُ فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ أَي بَرِئْتُ من داءِ الحُبّ . وقال ابْنُ الأَعْرَابيّ . معناه ليست به عِلّة يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه . تقولُ : ما بالبَعِير قَلَبَةُ أَي : ليس به داءُ يُقْلَب له فيُنْظَرُ إِليه . وقال الطّائيُّ : معناهُ : ما به شَيْءُ يُقْلِقُهُ فَيَتَقَلَّب من أَجْلِهِ على فِراشه . قال اللَّيْثُ : ما به قَلَبَةُ أَي لا داءَ ولا غائلةَ ولا تَعَب . وفي الحديث : " فانْطَلَق يَمْشِي ما بِهِ قَلَبَةُ " أَي : أَلَمُ وعِلّةُ : وقال الفَرّاءُ : معناه ما به عِلَّةُ يُخْشَي عليه منها وهو مأْخوذ من قَوْلِهم : قُلِبَ الرَّجُلُ إِذا أَصابَهُ وَجَعُ في قَلْبِه وليس يكاد يُفْلِتُ منه . وقال ابْن الأَعْرَابيِّ : أَصلُ ذلك في الدَّوابّ أَي : ما بِهِ داءٌ يُقْلَبُ به حافِرُهُ . قال حُمَيْدُ الأَرْقَطُ يَصِفُ فَرَساً :
ولَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ ... ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبارُأَي : لم يَقْلِبْ قوائمَها من عِلّة بها . وما بالمَرِيض قَلَبَةٌ : أَي عِلَّةٌ يُقَلَّبُ منها كذا في لسان العرب . وأَقْلَبَ العِنَبُ : يَبِسَ ظاهِرُهُ فَحُوِّلَ . قَلَبَ الخُبْزَ ونَحْوَهُ يَقْلِبُه قَلْباً إِذا نَضِجَ ظاهِرُهُ فَحَوَّلَه لِيَنْضَجَ باطنُه . وأَقْلَبَهَا لُغَةٌ عن اللِّحْيانيّ ضعيفةٌ . وأَقْلَبَ الخُبْزُ : حانَ له أَنْ يُقلَبَ وقَلَبْتُ الشَّيْءَ فانْقَلَبَ : أَي انْكَبَّ . وقَلَّبْتُهُ بيَدِي تَقْلِيباً . وكلام مقلوبٌ وقد قَلَبْتُهُ فانْقَلَبَ وقَلَّبْتُهُ فتَقَلَّبَ . وقَلَّبَ الأُمورَ : بَحَثَها ونظر في عَوَاقِبِها . و تَقَلَّبَ في الأُمورِ وفي البِلادِ : تَصَّرَفَ فيها كَيْلإَ شاءَ وفي التَّنْزِيل العزيز : فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ في البِلادِ معناه . فلا يَغْرُرْكَ سَلامتُهم في تَصرُّفهِم فيها فإِنَّ عاقبةَ أَمرِهم الهلاكُ . ورَجُلٌ قُلَّبٌ : يَتَقَلَّبٌ كيفَ يَشاءُ . من المجاز : رَجُلٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ كلاهُما على وزن سُكَّرٍ وكذلك حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ بزيادة الياءِ فيهما و كذلك حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ بحذف الياءِ في الأَخِيرِ أَي مُحْتَالٌ بَصِيرُ بتَقْلِيبِ وفي نسخة : بتَقَلُّبِ الأُمُورِ . ورُوِىَ عن مُعاوِيَةَ لمّا احْتُضِرَ أَنَّه كان يُقَلَّبُ على فِراشِه في مَرضِه الذي مات فيه فقال : إِنَّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً لَوْ وُقِيَ هَوْلِ المُطَّلَعِ . وفي النِّهاية : إِنْ وُقِىَ كَبَّةَ النّارِ أَي : رَجُلاً عارفاً بالأُمور قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُولَ وقَلَّبَهُما ظَهْراً لِبَطْنٍ وكان مُحْتالاً في أُموره حَسَنَ التَّقَلُّب . وقوله تعالى " تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ والأَبْصَارُ " قال الزَّجّاجُ : معناهُ تَرْجُفُ وتَخِفّ من الجَزْعِ والخَوفِ . والمِلْقَبُ كمِنْبَرٍ : حَدِيدَةٌ تُقَلَّبُ بِها الأَرْض لأَجْلِ الزِّرَاعَةِ والمَقلوبة : الأُذُنُ نقله الصّاغانيّ . والقَلَبُ مُحَرَّكةً : انْقِلابٌ في الشَّفَةِ العُلْيَا واسْتِرْخَاءٌ وفي الصَّحِاح : انْقِلابُ الشَّفَةِ ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيَا كما للمؤلِّف . رَجُلٌ أَقْلَبُ وَشَفَةٌ قَلْباءُ بَيِّنَةُ القَلَبِ . والقَلُوبُ كَصبُورٍ : الرجل المُتَقَلِّبُ ؛ قالَ الأَعْشَي :
أَلَمْ تَرْوَا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ ... أَن بَنِي قِلاَبَةَ القَلُوبِ
أُنُوفُهُمْ مِلْفَخْرِ في أُسْلُوبِ ... وشَعَرُالأَسْتاهِ في الجَبُوبِوقُلُبٌ بضمَّتَيْن : مِياهٌ لِبَنِي عامرِ ابْنِ عُقَيْلٍ . وقُلَيْبٌ كَزُبَيْرٍ : ماءٌ بنَجْدٍ لربِيعةَ وجَبَلٌ لِبَنِي عامرٍ وفي نسحةٍ : هُنا زيادةُ قولِه : وقدْ يُفْتَح وضَبطَهُ الصّاغانّي كَحُمَيْرٍ في الأول . وأَبو بَطْنٍ من تَمِيم . وفي نسخة وبَنَو القُلَيْبِ : بَطْنٌ من تَمِيمٍ وهو القُلَيْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ . قلتُ : وفي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ : القُلَيْبُ بن عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ منهم : أَيْمَنُ بنُ خُرَيْمِ بْنِ الأَخْرَمِ بْنِ شَدّادِ بْنُ عَمْرو بْنِ الفَاتِكِ بنِ القُلَيْبِ الشّاعرُ الفارسُ . و القُلَيْبُ : خَرَزةٌ لِلتَّأْخِيذِ يُؤَخَّذُ بِها هذهِ عن اللِّحْيانِيِّ . وذُو القَلْبَيْنِ : لَقَبُ أَبي مَعْمَرْ جمِيلِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الجُمَحِيّ وقيل : هو جَميلُ بْنُ أَسَدٍ الفِهْرِيُّ . كان من أَحفظِ العربِ فقيلَ له : ذُو القَلْبَيْنِ أَشار له الزَّمَخْشَرِيُّ : يُقَالُ : إِنَّهُ فيه نَزَلَتْ هذه الآية " ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ " وله ذكرٌ في إِسلامِ عُمَرَ رَضِيَ اللّه عنه كانت قُرَيْشٌ تُسَمِّيه هكذا . ورَجُلٌ قَلْبٌ بفتح فسكون وقُلْبٌ بضَمّ فسُكون : مَحْضُ النَّسَبِ خالِصُه يستوي فيه المُؤَنثُ والمُذَكَّرُ والجَمْعُ وإِن شِئتَ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وإِن شِئتَ تَركتَه في حال التَّثْنِيَةِ والجمعِ بلفظٍ واحد وقد قدّمتُ الإِشارَةَ إِليه فيما تقدَّمَ . وأَبُو قِلابَةَ ككِتابَة : عبدُ اللّهِ بْنُ زَيْدٍ الجَرْمِىُّ تابِعيٌّ جليل ومُحَدِّثٌ مشهورٌ
والمُنْقَلَبُ : يستعملُ لِلمَصْدَرِ ولِلْمَكانِ كالمُنْصَرَف وهو مَصِيرُ العِبَادِ إِلى الآخِرَة وفي حديثِ دُُعاءِ السَّفَر : " أَعُوذُ بك من كَآبَةِ المُنْقَلَبِ أَي : الانقلابِ من السَّفَر والعَوْدِ إلى الوَطَن يعني : أنّه يعودُ إِلى بيته فيَرى ما يَحْزنُهُ : والانقلاب : الرُّجُوعُ مُطْلَقاً . والقُلاَبُ : كغُرابٍ : جَبَلٌ بدِيارِ أسَدٍ ؛ ودَاءٌ للْقَلْبِ . وعِبارَةُ اللِّحْيَانيِّ : داءٌ يأْخُذُ في القَلْب . القُلاَبُ : داءٌ لِلْبَعِيرِ فيَشتكى منه قْلبَه ويُمِيتُهُ مِنْ يَوْمِهِ وقيل : منه أُخِذَ المَثَلُ الماضي ذكرُه : ما به قَلَبةٌ يُقَالُ : بَعِيرٌ مَقلوبٌ وناقةٌ مَقلوبةٌ . قال كُرَاع : وليس في الكلام اسْمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسم العُضْوِ إلا القُلابُ من القَلْبِ والكُبادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ من النَّكَفتَيْنِ وهما غُدَّتَانِ تَكْتَنِفَانِ الحُلْقُومَ من أصْلِ اللَّحْىِ . وقَدْ قُلِبَ بالضَّمّ قُلاَباً فهو مقْلُوبٌ ؛ وقيل : قَلِبَ البَعِيرُ قُلاَباً : عاجَلَتْهُ الغُدَّةُ فمات عنِ الأَصْمَعيِّ . وأَقْلَبُوا : أَصابَ إِبِلَهُمُ القُلابُ هذا الدّاءُ بعَيْنِهِ . وقُلْبَيْنُ بالضَّمّ فسكون ففتح الْمُوَحَّدَة : ة بدِمَشْقَ وقد يُكْسَرُ ثالثُهُ وهي المُوَحَّدَةُ . ومما بقي على المؤلِّف من ضروريّات المادة : قَلَب عَيْنَهُ وحِمْلاقَهُ عندَ الوَعِيدِ والغَضَب وأنشدَ :
" قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّْوفي المَثَل : " اقْلِبِي قَلاَبِ " يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْلِبُ لِسانَهُ فيضَعُهُ حيثُ شَاءَ . وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللّه عنه : " بَيْنَا يُكَلِّمُ إِنساناً إذا انْدَفَعَ جَرِيرٌ يُطْرِيهِ ويُطْنِبُ فأَقبلَ عليه فقال : ما تقولُ يا جَرِيرُ ؟ : وعَرف الغضبَ في وجهِه فقال : ذَكَرْتُ أَبا بكرٍ وفَضْلَهُ فقال عُمَرُ : اقْلِبْ قَلاَّبُ " . وسكت . قال ابن الأَثيرِ : هذا مَثَلٌ يُضْرَب لِمَنْ يكون منه السَّقْطَةُ فيتداركُها بأَنْ يَقْلِبها عن جِهتها ويَصْرِفَهَا إِلى غيرِ معناها يريد : اقْلِبْ يا قَلاَّب فأسْقَطَ حرفَ النِّداءِ وهو غريبٌ ؛ لأَنّه إنّما يُحْذَفُ مع الأعْلاَمِ . ومثلُه في المُسْتَقْصَى ومَجْمَعِ الأَمْثالِ لِلمَيْدَانِيِّ . ومن المَجاز : قَلَبَ المُعَلِّمُ الصِّبْيانُ : صَرَفَهم إلى بُيُوتِهم عن ثعلب . وقال غيره . أَرسلَهم ورَجَعَهُمْ إِلى منازلِهم . وأَقْلَبَهم لغةٌ ضعيفةٌ عن اللِّحْيَانيّ . على أَنّه قد قال : إنَّ كلامَ العربِ في كلِّ ذلك إِنّما هو : قَلَبْتُهُ بغيرِ أَلِفٍ : وقد تقدّمتِ الإشارةُ إليهِ . وفي حديثِ أَبي هُريْرَةَ : أَنه كان يُقَالُ لِمُعَلِّمِ الصِّبْيَانِ : اقْلِبْهُمْ أي : اصْرِفْهُمْ إلى منازلهم . وفي حديث المُنْذِرِ فاقْلِبُوهُ . فقالوا : أقْلَبْناهُ يا رَسُولَ اللّهِ " قال ابْنُ الأثِيرِ : هكذا جاءَ في صحيح مسلم وصوابه : قَلَبْنَاهُ ويَأْتِي القَلْبُ بمعنى الرُّوحِ . وقَلْبُ العَقْرَبِ : مَنْزِلٌ من منازلِ القمرِ وهو كَوكبٌ نَيِّرٌ وبجانِبَيْهِ كوكبانِ . قال شيخُنا : سُمِّىَ به لأَنّه . في قلْب العقْرب . قالوا : والقُلُوبُ أَربعة : قَلْبُ العقْرب وقلْبُ الأَسَدِ وقلبُ الثَّوْرِ وهو الدَّبَرانُ وقلْبُ الحُوتِ وهو الرِّشاد ذَكرَهُ الإمامُ المَرْزُوقيُّ في كتابِ الأَمطنة والأزمنة ونقله الطِّيبِيُّ في حواشي الكَشّافِ أثناءَ يس وَنَبَّه عليهِ سَعْدِي جَلَبِي هُنَاك وأَشارَ إِليه الجَوْهَرِيُّ مختصراً انتهى . ومن المَجَازِ : قَلَبَ التّاجِرُ السِّلْعَةَ وقَلَّبَهَا : فَتَّشَ عن حَالِهَا . وقَلَبْتُ المملوكَ عندَ الشِّراءِ أَقْلِبُه قَلْباً : إذا كشفْتَهُ لتَنْظُرَ إلى عَيُوبِه . وعن أَبي زيدٍ : يُقَالُ للبلِيغ من الرِّجالِ : قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ وقد طَبَّقَ المَفْصِلَ ووضَعَ الهِناءَ مَوَاضِعَ النُّقْب . وفي حديثٍ : كان نساءُ بني إ سرائيلَ يَلْبَسْن القَوالِبَ جمعُ قالِبٍ وهو نَعْلٌ من خَشَبٍ كالقَبْقابِ وتُكْسَرُ لامهُ وتُفْتَح . وقيل : إِنَّه مُعَرَّبٌ وفي حديث ابْنِ مسعودٍ : " كانت المرأَة'ُ تَلْبَسُ القَالِبَيْنِ تَطَاوَلُ بهما " كذا في لِسان العرب
وقَلِيبٌ كأمير : قريةٌ بمِصْرَ منها الشّيخُ عبدُ السَّلامِ القَلِيبِيُّ أَحَدُ من أَخَذَ عن أَبِي الفَتْحِ الوَاسِطِيّ وحفِيدُهُ الشَّمْسُ محمّدُ بْنُ أَحمدَ بْنِ عبد الواحدِ بْنِ عبدِ السَّلامِ كتب عنه الحافِظُ رضْوانُ العقبِيّ شيئاً من شِعْرهِ
وقَلْيُوبُ بالفتح : قريةٌ أٌخرَى بمِصْرَ تضافُ إليها الكُورَةُ . وهَضْبُ القَلِيبِ كأميرٍ بِنجْدٍ . وقُلَّبٌ كسُكَّر : وادٍ آخَرُ نَجْدِيٌّ . وبنو قِلاَبَةَ بالكسر : بطْنٌ
والقِلَّوْبُ والقِلِّيبُ كسِنَّوْرٍ وسِكِّيت : الأَسَدُ كما يُقالُ له السِّرْحانُ . نقله الصّاغانيُّ
ومَعَادِنُ القِلَبَةِ كعِنَبة : موضعٌ قُرْبَ المدينةِ نقله ابْنُ الأَثيرِ عن بعضهم : وسيأْتي في ق ب ل . والإقْلابِيَّةُ : نوعٌ من الرِّيحِ يَتضَرَّر منها أَهلُ البحر خوفاً على المَرَاكِب