بادَرَهُ مُبَادَرَةً وبِدَاراً بالكسر لأنّه القِياسُ في مصدر فاعَلَ أي عَجِلَ إلى فِعْلِ ما يَرْغَبُ فيه . وهو يَتعدَّى بنفسِه وبإلِى كذا في شَرْح الشِّفَاءِ
قال شيخُنَا : وقد عَدُّوه ممّا جاءَ فيه فاعَلَ في أصل الفِعْل كسافَرَ وأبقاه بعضُهم على أصل المُفَاعَلَةِ وذلك فيما يَتَعَدَّى فيه بنفسِه وأمّا في تَعْدِيَتِه بإلى فلا دلالَةَ له على المُفَاعلَة كما لا يَخفَى انتهى
وفي التنزِيل : " ولا تَأْكلُوها إسرافاً وبِدَاراً أن يَكْبَرُوا " أي مُسَابَقَةً لِكبَرِهم
وفي الأساس : وبادَرَ إلى الشَّيْءِ : أسرعَ وبادَرَه الغايةَ وإلى الغاية
بادَره وابتدَرَه وبَدَر غَيرَه إليه يَبْدُرُه : عَاجَلَه وأسرعَ إليه . وبَدَرَه الأمْرُ وبَدَر إليه يَبْدُرُ بَدْراً : عَجِلَ وأسرعَ إليه واسْتَبَقَ قال الزَّجّاج : وهو غيرُ خارجٍ عن معنى الأصلِ يَعْنِي الامتلاء لأن معناه اسْتَعْمَلَ غايةَ قُوَّتِه وقُدْرَتِه على السُّرْعَة أي استعملَ مِلْءَ طَاقَتِهِ
وابتَدَرُوا السِّلاحَ : تَبَادَرُوا إلى أَخْذِه وبادَرَه إليه كبَدَره . ويُقَال : ابتدَر القَوْمُ أمْراً وتَبَادَرُوه أي بادَرَ بعضُهم بعضاً إليه أيُّهُم يسْبِقُ إليه فيَغْلِبُ عليه . واستَبقْنَا البَدَري محرَّكةً كجَمَزَى أي مُبادِرِينَ . وضَرَبَه البَدَرَي أي مُبَادَرَةً . والبادِرَةُ : ما يَبْدُر مِن حِدَّتِكَ في الغَضَب بَلَغَتِ الغايَةَ في الإسراع من قَوْلٍ أو فِعْلٍ . وبادِرَةُ الشَّرِّ : ما يَبْدُرُكَ منه يُقال : أخشَى عليكَ بادرَتَهَ وبَدَرَتْ منه بوَادِرُ غَضَبٍ أي خَطَأٌ . وسَقَطَاتٌ عندما احْتَدَّ وقال النّابغةُ :
ولا خيرَ في حِلْمٍ إذا لم يكنْ له ... بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أن يُكَدَّرَا . وفُلانٌ حارٌّ النَّوادر حادٌّ البَوادِر
البادِرَةُ : شَبَاةُ السَّيْفِ . ومِن السَّهْم : طَرَفُه من قِبَلِ النَّصْلِ . فلانٌ حَسَنُ البادِرَةِ أي البَدِيهَة
البادِرةُ : وَرَقُ الحُوّاءَةِ بضمِّ الحاءِ وتشديدِ الواو المفتوحةِ فألف وبعدَها همزةٌ مفتوحةٌ أي الحِنّاءِ : أوّل مَا يَبْدَأُ منه . البادِرَةُ : أوَّلُ ما يَتَفَطَّرُ من النَّبَاتِ وهو رأْسُه لأنه أوَّلُ ما يَنْفَطِرُ عنه . البادِرَةُ : أجْودُ الوَرْسِ وأحْدَثُه نَباتاً عن أبي حَنِيفَةَ
البادِرَةُ من الإنسانِ وغيرِه : اللَّحْمَةُ التي بين المَنْكِبِ والعُنُقِ
قيل : البادِرَتان من الإنسان : اللَّحْمتانِ فوق الرُّغَثَاوَيْنِ بالضّمّ وأسْفَلَ الثُّنْدُرَةِ وقيل : هما جانِبَا الكِرْكِرَةِ وقيل : هما عِرْقَانِ يَكْتَنِفانِها قال الشاعر :
" تَمْرِي بَوادِرَهَا منها فَوَارِقُها . يَعْنِي فَوارِقَ الإبلِ وهي التي أخَذَهَا المَخاضُ ففَرِقَتْ نادَّةً فكلما أخَذَهَا وَجَعٌ في بَطْنِهَا مَرَتْ أي ضَرَبَتْ بخُفِّها بادِرَةَ كِرْكِرَتِها وقد تَفْعَلُ ذلك عند العَطَش
ج البَوادِرُ وفي حديث مَبْدَأ الوَحْي : " فرجَعَ منها تَرْجُفُ بَوادِرُه " وقال خِرَاشَةُ بنُ عَمْروٍ العَبْسِيِّ :
" هَلاّ سَأَلْتِ ابْنَةَ العَبْسِيِّ ما حَسَبِيعنْدَ الطِّعَانِ إذا ما غُصَّ بالرِّيقِ
وجاءَتِ الخَيْلُ مُحْمَرّاً بَوادِرُهَا ... زُرواً وَزَلَّتْ يَدُ الرّامِي عن الفُوقِ . عن ابن الأعرابيِّ : البَدْرُ : القَمَرُ المُمْتَلِئُ وإنما سُمِّيَ بَدْراً لأنه يُبَادِرُ بالغُرُوب طُلُوعَ الشَّمْسِ وفي المُحْكَم : لأنه يُبَادِرُ بطُلُوعه غرُوبَ الشَّمْسِ لأنهما يَتَرَاقَبَانِ في الأُفق صُبْحاً وقال الجوهريُّ : سُمِّيَ بَدْراً لمُبَادَرَتِه الشَّمسَ بالطُّلوع كأنَّه يُعَجِّلها المَغِيبَ وسُمِّيَ بَدْراً لتَمامِه وسُمِّيَتْ لَيْلَةَ البَدْرِ لَتمامِ قَمَرِهَا وجَمْعُه بُدُور كالبَادِرِ كما في اللِّسَان ولا عِبْرَةَ بإنكار شيخِنا له وفي البَصائر للمصنِّف : والبَدْرُ قيل سُمِّيَ به لمُبَادَرتِه الشَّمسَ بالطُّلوع وقيل : لامتلائِه تشبيهاً بالبَدْرَة فعلى ما قِيلَ يكون مصدراً في معنى الفاعلِ
قال الرّاغب : الأقربُ عندي ان يُجعَل البَدرُ أصلاً في الباب ثم تُعتَبَرُ معانِيه التي تَظْهَرُ منه فيُقال تارةً : بَدَرَ كذا أي طَلَعَ طلوعَ البَدْرِ ويُعْتَبرُ امتلاؤُه تارةً فيُشَبَّه البَدْرَة به
البَدْرُ : السَّيِّد يقال : هو بَدْرُ القومِ أي سيِّدُهم على التشبِيهِ بالبَدْر قال ابنُ أحمرَ :
وقد نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بكَفِّه ... عليه ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَوَدِّدِ . ويُرْوَى البَدْءَ
البَدْر : الغُلامُ المُبَادِرُ . وغلامٌ بَدْرٌ : مُمْتَلِئٌ شباباً ولَحْماً قاله الزَّجّاجُ وفي حديث جابرٍ : " كُنَّا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ " أي يَبْلُغَ . يقال : بَدَرَ الغُلامُ إذا تَمَّ واستدارَ تشبيهاً بالبَدْر في تَمامِه وكَمَالِه . وقيل : إذا احْمَرَّ البُسْرُ يقال له : قد أبْدَرمن المَجَاز في الحديث عن جابرٍ : " أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُتِىَ ببَدْرٍ فيه خَضِراتٌ من البُقُول " . قال ابن وَهْبٍ يَعْنِي بالبَدْرِ الطَّبَقَ شُبِّهَ بالبَدْر لاسْتدارَتِه . قال الأزهَريُّ : وهو صحيحٌ قال : وأحْسَبُه سُمِّيَ بَدْراً لأنه مُدَوَّرٌ . وبَدْرٌ : ع بين الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن أسفلَ وادِي الصَّفْراءِ وهو إلى المدينة أقربُ يُقال : هو منها على ثمانية وعشرين فَرْسَخاً وبينه وبين الجارِ وهو ساحِلُ البحرِ ليلةٌ معرفةٌ ويُذكَّر . أو اسمُ بئرٍ هناك حَفَرها رجلٌ من غِفَار اسمُه بدر بنُ يَخْلُدَ بنِ النَّضْر بنِ كِنانةَ قاله الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار عن عمِّه وحَكَى عن غير عَمِّه انه بَدْرُ بنُ قُرَيش بنِ يَخْلُدَ بنِ النّضْر بنِ كِنانةَ وقيل : بدرٌ رجلٌ مِن بَنِي ضَمْرَةَ سَكَن ذلك الموْضعَ فنُسِبَ إليه ثم غَلبَ اسمُه عليه . وفي المعجمَ : ويقال له : بَدْرٌ القِتَال وبَدْرُ المَوْعِدِ وبَدْرٌ الأولَى والثانيةُ وقيل : إنما سُمِّيَتْ بدراً لاستدارتِها أو لصَفاءِ مائها . وحكى الواقديُّ إنكارَ ذلك عن شُيُوخ غِفَار وقالوا : ماؤُنا ومنازلُنا لم يَملكْها أحدٌ وإنما بَدْرٌ عَلَمٌ عليها كغيرها من البلاد . وأخرج ابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بن حُمَيْد وابنُ جَرِير وابنُ المُنْذرِ وابنُ أبي حاتمٍ عن الشَّعْبِيِّ قال : كانت بَدْرٌ بِئْراً لرجل من جُهَيْنةَ فسُمِّيت به وأخرج ابنُ جَرِيرٍ عن الضَّحّاك قال : بَدْرٌ : ماءٌ عن يمينِ طريقِ مكّةَ بين مكّةَ والمدينةِ . قال شيخُنَا : وأنشدنا غيرُ واحدٍ للصَّلاح الصَّفَدِيِّ :
أتينا إلى البَدْرِ المُنِيرِ مُحمَّدٍ ... نُجِدُّ السُّرَى حتَّى نَزَلْنَا على بَدْرِ
فهذا بَدِيعٌ ليس في اللَّفْظِ مثلُه ... وهذا جِنَاسٌ ليس في النَّظْمِ والنَّثْر . بَدْرٌ : مِخْلافٌ باليَمن ذَكَره البَكْرِيُّ وياقوتٌ في معجمَيها
بَدْرٌ : جَبَلٌ لباهِلَةَ بنِ أعْصُر وهناك أرْمَامٌ : الجبلُ المعروفُ . بَدْرٌ : جبلٌ آخرُ قُرْبَ الوارِدَةِ عن يسارِ طريقِ مكّةَ وأنت قاصِدُها . بَدْرٌ : ع بالباديةِ وفي بعضِ النُّسَخ : باليَمَامَةِ قال الشّاعرُ :
فقلتُ وقد جعلنَ بِرَاقَ بَدْرٍ ... يميناً والعُنَابَةَ عن شِمَالِ . بَدْرٌ : جبلٌ ببلادِ معاويةَ بنِ حَفْصٍ هكذا في النُّسَخ والصَّوابُ : معاوية بن كَعْب بنِ ربيعةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ وهما جَبلانِ ويُقال لهما بَدْرَانِ
المُسَمَّى ببَدْرٍ صَحَابِيّان وهما : بَدْرُ بنُ عبدِ الله الخَطْمِيُّ ويقال بُدَيْر وبَدْرُ بنُ عبدِ الله المُزَنيُّ
وفاته : بَدْرٌ أبو عبد اللهِ مَوْلَى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . والبَدْرِيُّ بياءِ النِّسْبَة : مَن شَهِدَ بَدْراً الوَقْعَة المشهورة المذكورة في كُتُب السِّيَر وفي عِدّتهم خلاف واسع . وأمّا أبو مَسْعُودٍ عُقْبةُ بنُ عَمْرو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أسيرةَ بنِ عسيرةَ بنِ عطيّةَ بنِ جدارةَ بنِ عمروِ بنِ الحارث بنِ الخَزْرج البَدْرِيُّ فإنه لم يَشهَدْها مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كذا جَزَم به الحُفّاظُ وإن عَدّه البُخَارِيُّ فيمن شَهِدَها وتَعقَّبوه وإنما نَزَل ماءً يقال له : بَدْر قبل الوَقْعَةِ فنُسِبَ إليهاوبَدْرُ بنُ عَمْروِ بنِ جُوَيَّةَ بنِ لَوْذَاَن بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ فَزارةَ جدُّ عُيَينَةَ بنِ حِصْنِ بنِ حُذَيفَةَ بنِ بَدْر : بَطْن من فَزارةَ إليه نُسِبَ العَلامَةُ تاجُ الدِّين عبدُ الرَّحمن بنُ إبراهِيمَ بن ضياءِ بنِ سِبَاعٍ البَدْرِيُّ الفَزارِيُّ المعروفُ بابنِ الفِرْكاحِ فَقِيهُ الشّافعيّةِ بدمشقِ الشام تفقَّه على العِزِّ بنِ عبدِ السَّلام ورَوَى البخاريِّ عن ابن الزبيديِّ وسمع ابنَ الّلتيّ وابن الصَّلاح وخَرَّج له الحافظُ البرْزالي مَشيخةً تُوفِّيَ سنة 690 ، وولداه الإمام برهانُ الدِّين إبراهيمُ تفقَّه على والِدِه وأجازَ التاجَ السُّبكيّ توفي سنة 729 . والإمامُ أبو عبد اللهِ محمّد سَمِعَ مع اخيه الغيلانيّاتِ على أبي محمّد عبدِ الرَّحمن بنِ عُمَرَ بنِ أبي قُدامةَ وولدُه شرفُ الدينِ أحمدُ بنُ إبراهيمَ سمع الغيلانيّاتِ علي القاضي شمسِ الدين بنِ عَطاءٍ الحنفيّ عن ابن طَبَرْزد وحفيدُه شمسُ الدين أبو حَفصٍ عُمَرُ بنُ أحمدَ سمع على ابنِ النّجاريِّ وغيره وبالجملة فهم بيتُ رياسةٍ وجَلالةٍ
والبَدْرُ والبَدْرَةُ بهاءٍ : جِلْدَةُ السَّخْلَةِ إذا فُطِمَ ج بُدُورٌ وبِدَرٌ
قال الفارِسِيُّ : ولا نَظِيرَ لبَدْرَةٍ وبِدَرٍ إلا بَضْعَة وبِضَع وهَضْبَة وهِضَب . وفي الصّحاح : والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأنّها مادامتْ تَرْضَعُ فمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَة ولِلسَّمْنِ عُكَّة فإذا فُطِمَتْ فمَسكُها لِلَّبَنِ بَدْرَة ولِلسَمْنِ مِسْأَد فإذا أجْذَعَتْ فَمسْكُهَا لِلَّبَنش وَطْب ولِلسَّمْنِ نِحْيٌ ومثلُه قولُ أبي زَيْد
البَدْرَةُ : كِيسٌ فيه ألْفٌ أو عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ أو سَبْعةُ آلافِ دِينارٍ سُمِّيَتْ بِبَدْرَةِ السَّخْلَةِ والجَمْع البُدُورُ . ومِن سَجَعَات الأساسِ : فُلان يَهَبُ البُدُورَ وينْهبُ البُدُور قال الأولُ جمْعُ بَدْرَةٍ وهي عَشرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ والثّاني جَمْعُ بَدْرٍ وهو القَمَرُ ليلَةَ تَمامِه
البَدْرَةُ : ع
يقال : عَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ : تَبْدُرُ بالنَّظَر وتَسْبِقُه وقيل : حَدْرَةٌ : واسعةٌ وبَدْرةٌ : تامَّةٌ كالبَدْرِ قال امْرُؤُ القَيْسِ :
وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ... شُقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ . وقيل : عينٌ بَدْرةٌ : تَبدُرُ نَظَرُهَا نَظَرَ الخيلِ عن ابن الأعرابيِّ . وقيل : هي الحَدِيدَةُ النَّظَرِة وقيل : هي المُدَوَّرةُ العظيمةُ . والصَّحِيحُ في ذلك ما قاله ابنُ الأعرابي
والبَيْدَرُ : الأنْدَرُ وخَصَّ كُراع به أنْدَرَ القَمْحِ يَعْنِي الكُدْس منه وبذلك فَسَّرَه الجوهريُّ
يقال : أبْدَرْنَا طَلَعَ لنا البَدْرُ كأقْمَرْنَا وأشْرَقْنَا من الشَّرْق بمعنَى الشَّمْس كذا في الأساس
أو أبْدَرْنا : سِرْنَا في لَيْلَتِه وهي ليلةُ أربعَ عَشْرَةَ
أبْدَرَ الوَصِيُّ في مالِ اليَتِيمِ بمعنَى بادَرَ كِبَرَه . وبَدَّرَ وبَيْدَرَ الطَّعامَ : كَوَّمَه
والبَيْدَرُ : الموضعُ الذي يُدَاسُ فيه الطّعَامُ وفي البَصَائِر : هو المكانُ المُرَشَّحُ لجَمْع الغَلَّةِ فيه . ومَلْئه منه . وفي مُعجَم ياقُوت نقلاً عن الزَّجّاج : وسُمِّيَ بَيْدَرُ الطَّعَامِ بَيْدَراً لأنه أعظمُ الأمكنةِ التي يَجتَمِعُ فيها الطَّعَامُ . ولِسانٌ بَيْدَرَي كخَوْزَلَي : مُسْتَوِيَةٌ نَقَلَه الصَّغَانيّ
والبَدْرِيُّ من الغَيْث : ما كانَ قُبَيْلَ الشِّتَاءِ لمُبادَرَتِه
البَدْرِيُّ من الفُصْلان : السَّمِينُ . قال الفَرّاءُ : أوَّلُ النِّتَاجِ البَدْرِيَّةُ ثم الرِّبْعِيّةُ ثم الدَّفَئِيَّةُ
وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ : بَدَرَتْ أُمُّها الإبِلَ في النِّتَاج فجاءَتْ بها في أوَّلِ الزَّمَانِ فهو أغْزَرُ لها وأكْرَمُ
البَدْرِيَّةُ بهاءٍ : مَحَلَّةٌ ببغدادَ بشرقيَّها منها يَحْيَى بنُ المُظَفَّرِ بنِ نُعيمٍ الّلامِيُّ هكذا في النُّسَخ وصوابُه السّلامِيُّ البَدْرِيُّ رَوَى عن ابن ناصرٍ تُوفِّي سنة 657 ، ذَكَره الذَّهَبِيُّ . ومنها أيضاً أبو عبدِ اللهِ الحُسَينُ بنُ محمّدِ بنِ عبد الوهّابِ البَدْريُّ المعروفُ بالبارع رَوَى عنه ابنُ عَساكر وابنُ الجَوْزِيِّ وله ديوانُ شِعْرٍ مات سنة 524وممّا يُستدرَك عليه : بَدْرٌ : اسمُ رَجُلٍ وكذلك بُدَيْرٌ بالتَّصْغِير . والبَدَارِيُّ : جمعُ البَدْرِيِّ من الفُصْلان . ومن الكِنَاية : خَرجتُ أبْدُرَ كُنَى به عن البَوْل . وبَيْدَر : قريةٌ ببُخاراءَ منها أبو الحَسَنِ مُقَاتِلُ بنُ سعدٍ الزاهدُ البَيْدَرِيُّ البُخَارِيُّ رَوَى عن سَهْلِ بنِ شادَوَيْهِ البُخَاريّ . ومُنْيَةُ البَيْدَرِ : قريةٌ بمصر من السَّمَنُّودِيَّة . وكذا مَحَلَّةُ بَدْرٍ ومُنيةُ بَدْرٍ : قريتانِ بمصر . وابْتَدَرَتْ عَيْنَاه : سالَتَا بالدُّمُوع
وأبْدَرَ الوَصِيُّ في مالِ اليَتِيمِ بمعنَى بادَرَ . والنجمُ بنُ بُديرٍ : من القُرّاءِ . والبُدَيريُّون : بطنٌ من العَلَوِيِّين . والمُبْتَدِرُ : الأسد . وسَمَّوا مُبادِراً
وجزيرةُ بَدْرانَ : قُرْبَ مصر . ومَحَلَّة بَدْرانَ : أُخْرَى من أعمالها . وبَدْرَةُ أبو مالكٍ : صحابيٌّ . وأحمدُ بنُ موسى بنِ نَصْرِ بنِ الجَهْم البَدْرِيُّ القُرَشيُّ البغداديُّ نِسْبة إلى جَدِّه بَدْرٍ وأبو يَحيَى عميرَةُ بنُ أبي ناجيَةَ البَدْرِيُّ نِسْبة إلى بَدْر بنِ قَطَنِ بنِ حُجْر رُعَيْنٍ : قبيلة
وإبراهيمُ بنُ محمّدٍ البادرانيُّ الأصبهانيُّ عن سعيد العَيّار
" السَّرْحُ : المالُ السائِمُ " . وعن اللّيث : السَّرْحُ : المالُ يُسام في المَرْعَى من الأَنعام . وقال غيره : ولا يُسمَّى من المالِ سَرْحاً إِلاّ ما يُغْدَى به ويُراحُ . وقيل : السَّرْحُ من المالِ : ما سَرَحَ عليك . السَّرْحُ أَيضاً : " سَوْمُ المالِ كالسُّرُوحِ " بالضّمّ قال شيخنا ظاهره أَنه مَصدَرُ المتعدِّي والصّواب أَنه مصدرُ اللاّزمِ كما اقْتضاه القياس . السَّرْحُ : " إِسَامَتُها كالتَّسْريحِ " . يقال : سرَحتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُروحاً : سامَتْ . وسَرَّحَها هو : أَسامَها يَتعدَّى ولا يتعَدَّى . قال أَبو ذُؤيب :
وكان مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَماً ... حَيْثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ تقول : أَرَحْتُ الماشيةُ وأَنْفَشْتها وأَسَمْتُها وأَهْمَلْتُها وسَرحْتُها سَرْحاً هذه وَحْدَها بلا أَلِفٍ . وقال أَبو الهَيْثم في قوله تعالى : " حِينَ تُرِيحُونَ وَحينَ تَسْرَحُونَ " قال : يُقال : سَرَحْتُ الماشيةَ : أَي أَخرجتُها بالغَدارةِ إِلى المرْعَى وسَرَحَ المالُ نفسُه إِذا رَعَى بالغداةِ إِلى الضَّحاءِ ويقال : سَرَحْت أَنا سُروحاً أَي غَدَوْتُ . وأَنشد لجرير :
وإِذا غَدوْتَ فَصَبَّحَتْكَ تَحيَّةٌ ... سَبَقَتْ سُرُوحَ الشّاحِجاتِ الحُجَّلِ السَّرْح : " شَجَرٌ " كِبَارٌ " عِظَامٌ " طِوَالٌ لا يُرْعَى وإِنما يُستَظَلُّ فيه ويَنْبُت بنَجْدٍ في السَّهْل والغَلْظِ ولا يَنبُت في رَملٍ ولا جَبَلٍ ولا يأْكلُه المالُ إِلاّ قَلِيلاً له ثَمرٌ أَصفرُ " أَو " هو " كلُّ شَجرٍ لا شَوْكَ فيه " والوَاحِدُ سَرْحةٌ . " أَو " هو " كلُّ شَجَرٍ طَالَ " . وقال أَبو حَنِيفَة : السَّرْحةُ : دَوْحةٌ مِحْلالٌ وَاسِعةٌ يَحُلُّ تحتَها النَّاسُ في الصَّيف ويَبنُون تحتَها البُيوتَ وظِلُّها صالحٌ . قال الشاعر :
فيا سَرْحَةَ الرُّكْبانِ ظلُّكِ بارِدٌ ... وماؤُكِ عَذْبٌ لا يَحِلُّ لوارِدِ وقال الأَزهريّ : وأَخبرني أَعرابيّ قال : في السَّرْحةِ غُبْرَةٌ وهي دون الأَثْلِ في الطُّولِ ووَرَقُها صِغَارٌ وهي سَبْطَهُ الأَفْنانِ . قال : وهي مائلة النِّبْتَة أَبداً ومَيْلُهَا من بينِ جَميعِ الشَّجَرِ في شِقِّ اليَمين . قال : ولم أَبْلُ على هذا الأَعرابيّ كَذِباً . ورُوِيَ عن اللَّيْث قال : السَّرْح : شَجرٌ له حَمْلٌ وهي الأَلاَءُ والواحدةُ سَرْحَةٌ . قال الأَزهَرِيّ : هذا غَلطٌ ليس السَّرحُ من الأَلاَءِ في شيْءٍ قال أَبو عُبيدٍ : السَّرْحةُ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ مَعْرُوفَةٌ وأَنشد قولَ عنترةَ :
بَطَلٌ كأَنّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ ... يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليس بتَوْأَمِ
يَصفه بطولِ القامَةِ . فقد بَيَّن لك أَن السَّرْحةُ من كِبار الشَّجر أَلاَ تَرَى أَنه شَبَّه به الرَّجُلَ لِطوله والأَلاَءُ لاَ سَاقَ له ولا طُولَ . وفي حديث ظَبْيَانَ : " يأْكلون مُلاَّحَهَا ويَرْعَوْنَ سِرَاحَهَا " . قال ابن الأَعْرَابيّ : السَّرْحُ : كِبَار الذَّكْوَانِ . والذَّكْوانُ : شَجَرٌ حَسَنُ العَسَالِيجِ . السَّرْحُ : " فِنَاءُ الدَّارِ " . وفي اللسان : فِنَاءُ البابِ . السَّرْحُ : " السَّلْح " . السَّرْح والسَّرِيح : " انْفِجَارُ البَوْلِ " وإِدْرَارُه بعد احتباسه . وسَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ وتَسَرَّحَ : فَرَّجَ . ومنه حديث الحَسن : " يالها نِعْمَةً - يعني الشَّربَةَ من الماءِ - تُشْرَب لَذّةً وتَخْرُجُ سُرُحاً " أَي سَهْلاً سَريعاً . السَّرْح : " إِخْرَاجُ ما في الصَّدْر " . يقال : سَرَحْتُ ما في صَدري سَرْحاً أَي أَخْرجْتَه . وسُمِّيَ السَّرْحُ سَرْحاً لأَنّه يُسْرَحُ فيَخْرُجُ وأَنشد :
" وسَرَحْنَا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمِنْ السَّرْح : " الإِرسالُ " . يقال : سَرَحَ إِليه رَسُولاً : أَي أَرسلَه ؛ كما في الأَساس و " فِعْل الكلِّ كمَنَع " إِلاّ الأَخير فإِنه استُعمِل فيه التشديد أَيضاً . يقال سَرَّحْت فلاناً إِلى مَوضعِ كذا إِذا أَرسلْته . والتَّسْريح : إِرسالُك رسولاً في حاجة سَرَاحاً ؛ كما في اللسان . " وعَمْرو بنُ سَوَادِ " بنِ الأَسود ابنِ عَمْرِو بنِ محمّدِ بن عبدِ الله بن عَمْرِو بن أَبي السَّرْح ؛ " وأَحمدُ بنُ عَمْرِو بن السَّرْحِ " وهو أَبو طاهرٍ أَحمدُ بن عَمْرِو بنِ عبدِ الله بن عَمْرو بن السَّرْحِ عن ابنِ عَيَيْنَة وعنهُ مُسلمٌ وأَبو داوود ؛ " وابنه عُمَرُ " بن أَبي الظّاهر حَدَّثَ عن أَبيه وجدِّه ؛ وولدُه أَبو الغَيْداق إِبراهِيمُ حَدَّث " وحَفيدُه عبدُ الله " بن عُمرَ بن أَحمدَ عن يُونُس بن عبدِ الأَعْلَى ؛ قاله الذّهبيّ . " السَّرْحِيُّون مُحدِّثون " . " وتَسْرِيحُ المرأَةِ : تَطْلِيقُها والاسم " سَرَاحٌ " كسَحَابٍ " مثلُ التَّبْلِيغ والبلاغِ وسَمَّى الله عزّ وجلّ الطّلاقَ سَرَاحاً فقال : " وسرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً " كما سمّاه طَلاقاً من طَلَّق المَرْأَةَ وسَمّاه الفِراقَ ؛ فهذه ثلاثةُ أَلفاظٍ تَجمعُ صَرِيحَ الطَّلاقِ الّذِي لا يُدَيَّنُ فيها المُطلِّقُ بها إِذ أَنكرَ أَن يكون عنَى بها طَلاَقاً ؛ كذا في اللِّسان . التّسّرِيحُ : " التَّسهيلُ " والتَّفْريجُ وقد سَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ . التَّسْرِيحُ : " حلُّ الشَّعرِ وإِرْسالُه " قبلَ المَشْط ؛ كذا في الصّحاح . وقال الأَزهريّ : تَسْريحُ الشَّعْرِ : تَرْجِيلُه وتَخْليصُ بعضِه من بعْضٍ بالمشْط . " والمُنْسرِح " من الرّجال : " المُسْتَلْقِي " على ظهْرِه " المُفَرِّجُ " بين " رِجْلَيْه " كالمُنْسَدِح وقد تقدّم . المُنْسرِحُ : المُتجرِّد . وقيل : القَلِيلُ الثِّيَابِ الخَفِيفُ فيها وهو " الخارِجُ من ثِيابِهِ " قال رُؤبة :
" مُنْسَرِحٌ عنه ذَعاليبُ الخِرَقْ المُنْسرِح : ضَرْبٌ من الشِّعْرِ لخِفَّتِه وهو " جِنْسٌ من العَرُوض " تَفْعِيلُه : مُسْتفعلنْ مفعولاتُ مُسْتفعِلُنْ ستّ مرّات . وقال شيخنا : وهو العاشر من البحُور مُسَدَّسُ الدَّائرة . " والسِّرْياح كجِرْيال : الطَّويلُ " من الرِّجال . السِّرْياج : " الجَراد و " اسم " كَلْب . وأُمُّ سِرْياحٍ " : اسمُ " امرأَة " مُشْتقٌّ منه . قال بعض أُمراءِ مكَّة وقيل : هو " درّاجُ بن زُرْعَةَ " بن قَطَنِ بن الأَعرفِ " الضَّبابيّ أَمير مكَّةَ " زِيدتْ شَرفاً :
إِذا أُمُّ سِرْياحٍ غَدَتْ في ظَعائِنٍ ... جَوالِس نَجْداً فاضَتِ العِينُ تَدْمَعُقال ابن بَرّيّ : وذكر أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ أَنّ أُمّ سِرْياحٍ في غيرِ هذا المَوْضِع كُنْيَةُ الجَرَادَةِ . والسِّرْياح : اسمُ الجرادِ . والجالِسُ : الآتي نَجْداً . قلت : وهكذا في الغَريبَين للهَرويّ . " والمَسْروحُ : الشَّراب " حُكِيَ عن ثعلب وليس منه على ثقَة . " وذو المَسْروحِ : ع " . " والسَّرِيحةُ : السَّيْرُ " الّتي " يُخْصَف بها " وقيل : هو الذي يُشَدُّ به الخَدَمةُ فوْقَ الرُّسْغِ . والخَدَمَةُ : سَيْرٌ يُشَدّ في الرُّسْغ . السَّرِيحَة : " الطَّرِيقَةُ المُسْتَطِيلَةُ من الدَّمِ " إِذا كَان سائلاً السَّرِيحة : " الطَّريقَةُ الظَّاهِرة من الأَرْضِ " المُسْتَوِيةُ " الضَّيِّقَةُ " . قال الأَزْهَرِيّ : " وهي أَكْثَرُ " نَبْتاً و " شَجَراً ممَّا حَوْلَهَا " وهي مُشرِفَةٌ على ما حَوْلَهَا فترَاهَا مُسْتَطِيلةً شَجِيرةً وما حَوْلَهَا قَلِيلُ الشَّجرِ ورُبما كانت عَقَبَةً . السَّرِيحةُ : " القِطْعَةُ من الثَّوْبِ " المُتَمزِّقِ " ج " أَي جمع السَّرِيحة في الكُلِّ " سَرائِحُ " وسَرِيحٌ في الأَخير وسُرُوح في الأَوّل . " والمِسْرَح كمِنْبَر : المُشْط " وهو المِرْجَل أَيضاً لأَنه آلة التّسريح والتَّرجيل . المُسْرَح " بالفَتْح : المَرْعَى " الّذي تَسْرَح فيه الدّوابّ للرّعْيِ وجمعه المَسَارِحُ . وفي حديث أُمّ زرعٍ " له إِبلٌ قَليلاتُ المَسَارِحِ " . قيل : تَصفه بكَثْرةِ الإِطعامِ وسَقْيِ الأَلبانِ أَي أَن إِبلَه على كَثْرَتِها لا تَغيبُ عن الحيِّ ولا تَسْرَحُ في المَرَاعي البَعِيدَةِ ولكنها باركةٌ بفِنائه ليُقَرِّب لِلضِّيفانِ من لَبنها ولحمِها خَوْفاً من أَن يَنزِل به ضَيْفٌ وهي بعيدةٌ عازِبةٌ . " وفرَسٌ سَرِيحٌ " كأَمير : " عُرْيٌ و " خَيْلٌ " سُرُحٌ بضمّتين " أَي " سرِيعٌ كالمُنْسَرِح " . يقال : ناقَةٌ سُرُحٌ ومُنْسرِحةٌ في سَيْرِهَا أَي سَريعةٌ . قال الأَعشى :
بجُلالةٍ سُرُحٍ كأَنّ بغَرْزِهَا ... هِرّاً إِذا انْتعل المَطِيُّ ظِلاَلَها وفي اللسان : والسَّرُوح والسُّرُوحُ من الإِبل : السَّريعة المَشْي . " وعَطاءٌ " سُرُحٌ : " بلا مَطْل . ومِشْيَةٌ " سُرُحٌ بكسر الميم - مثلُ سُجُح أَي " سَهْلة " والسَّرْحَة : الأَتانُ أَدْرَكَتْ ولم تَحْمِلْ . و " السَّرْحَةُ : اسم " كَلْب " لهم . السَّرْحة : " جَدّ عُمَرَ بنِ سَعيدِ المُحَدِّث " يَرْوِي عن الزُّهْرِيّ . " وأَما اسم الموضع فبالشّين والجيم وغَلِطَ الجَوْهريّ " فإِنه تَصحَّفَ عليه ؛ هكذا نبّهَ عليه ابنُ بَرِّيّ في حاشيته . ولكن في المَراصِد واللِّسَان أَن سرْحَةَ اسمُ مَوْضعٍ كما قاله الجوهريّ . والذي بالشين والجيم موضعٌ آخرُ " وكذلك في البيت الذي أَنشده " للبيدٍ :
لِمَنْ طَلَلٌ تَضمَّنَهُ أُثَالُ ... " فَسَرْحةُ فالمَرَانةُ فالخَيَال " " والخَيَالُ بالخَاءِ واليَاءِ " على ما هو مَضبوطٌ في سائر نُسخ الصّحاح وفي باب اللاّم " أَيضاً تَصحيفٌ " . ولكنْ صَرّحَ شُرّاحُ دِيوانِ لَبيدٍ وفسَّروه بالوَجْهَيْن . قال الجوهَريّ في باب اللاّم : الخَيَالُ : أَرْضٌ لبني تَغْلب قال شيخنا : وهو مُوَافِقٌ في ذلك لما ذكره أَبو عُبيدٍ البكْرِيّ في معجمه والمراصد وغيره " وإِنما هو بالحاءِ المهملة والباءِ " الموحّدة " لِحبَال الرَّمْل " كذا صوَّبه بعضُ المحقّقين . ووجدتهُ هكذا في هامش الصّحاح بخطٍّ يُعتمد عليه . ووجدْت أَيضاً فيه أَن الخَيَالَ بالخَاءِ المعجمة والتّحتيةِ أَرضٌ لبني تَميم . " وقولُه : السَّرْحةُ يقال له " - نصّ عبارته : الوَاحِدَة سَرْحَةٌ يقال : هي - " الآءُ " على وَزْنِ العَاعِ " غَلَطٌ أَيضاً وليس السَّرْحَةُ الآءَ " يُشبِه الزَّيتونَ . " والسِّرْحان بالكسر " - فِعْلانُ من سَرَحَ يَسْرَح - : " الذِّئْبُ " . قال سيبويه : النُّون زائدةٌ " كالسِّرْحال " عند يَعْقُوب وأَنشد :
" تَرَي رَذَايَا الكُومِ فَوْقَ الخَالِ
" عِيداً لكُلِّ شَيْهَمٍ طِمْلالِ
" والأَعْوَرِ العَيْنِ مع السِّرْحَالِ والأُنثَى بالهَاءِ والجمع كالجمع وقد تُجْمَع هذه بالأَلفِ والتّاءِ ؛ قاله الكسائيّ . السِّرْحَانُ والسِّيد " : الأَسد " بلُغة هُذَيْلٍ . قال أَبو المُثَلَّم يَرْثِي صَخْر الغَيّ :هَبّاطُ أَوْدِيَةٍ حَمّالُ أَلْوِيَةٍ ... شَهّادُ أَنْدِيةٍ سِرْحَانُ فِتْيانٍ سِرْحَان " كَلْبٌ و " اسم " فَرَس عُمَارةَ بنِ حَرْب البُحْتُريّ " الطّائيّ اسم " فَرَس مُحْرِزِ بنِ نَضْلَةَ " الكِنَانِيّ . السِّرْحَان " من الحَوْضِ : وَسَطُه ج سَرَاحٍ كثَمَانٍ " قال شيخُنَا : أَي فيُعْرَب مَنقوصاً كأَنهم حَذَفوا آخرَه . انتهَى وسَراحِي كما يقال : ثَعَالِبُ وثَعالِي " وسِرَاحٌ " وسِرْحَانٌ " كضِباعٍ " وضِبْعَانٍ قال الأَزهريّ : ولا أَعرِف لهما نَظيراً " وسَراحِينُ " وهو الجارِي على الأَصل الّذي حكاه سيبويه . وأَنشد أَبو الهَيْثَم لطُفَيل :
وخيلٍ كأَمْثالِ السِّرَاحِ مَصونةٍ ... ذَخَائِرَ ما أَبْقَى الغُرَابُ ومُذْهَبُ " وذَنَبُ السِّرْحَانِ " الوَارِد في الحَدِيث : هو " الفَجْرُ الكاذِبُ " أَي الأَوّلُ والمراد بالسِّرْحَان هنا الذِّئْب ويقال : الأَسد . " وذو السَّرْح : وادٍ بين الحَرَمَيْن " زادهما الله شرفاً سُمِّي بشجرِ السَّرْحِ هُناك قُرْبَ بَدْرٍ ووادٍ آخرُ نَجْديّ . " وسَرِحَ كفرِحَ : خَرَجَ في أُمُورِه سَهْلاً " ومنه حديث الحَسن : " يا لها نِعْمَةً - يعنِي الشَّرْبةَ " من " الماءِ - تُشْرَب لَذّةً وتَخْرُج سُرُحاً " أَي سَهْلاً سَريعاً . " ومُسَرَّحٌ كمُحَمَّد : عَلَمٌ " . " وبنو مُسَرِّحٍ كمُحَدِّث : بَطْنٌ " " وسَوْدَةُ بنتُ مِسْرَحٍ كمِنْبَرٍ صَحَابِيَّةٌ " حَضَرتْ وِلادَةَ الحَسَنِ بنِ عليّ أَورده المِزِّيّ في ترجمته وقيّد أَباها ابنُ ماكُولا " أَو هو " مِشْرَحٌ " بالشِّين " المعجمة . سَرَاحِ مبنيّاً على الكسرِ " كقَطَامِ : فَرَسٌ " . " وكَسَحَابٍ جَدٌّ لأَبي حَفْصٍ " عُمَرَ " بنِ شَاهِينَ " الحَافظِ المشهور . " وكَكتّانٍ فَرَسُ المُحَلَّقِ " كمعظَّم " ابْن حَنْتَمٍ " بالنون والمثنّاة الفوقيّة وسيأْتي . " وككُتُبٍ : ماءٌ لبني العَجْلاَنِ " ذَكَرَه ابن مُقْبِل فقال :
" قالتْ سُلَيْمَى ببطنِ القَاعِ من سُرُوحٍ " وسرْحٌ " بفتح فسكون " عَلَمٌ " قال الرّاعي :
فلَوْ أَنّ حَقَّ اليومِ منكم إِقامةٌ ... وإِنْ كان سَرْحٌ قد مَضَى فتَسَرَّعَا ومما يستدرك علين : السّارِحُ : يكون اسماً للرّاعِي الّذي يَسْرَحُ الإِبلَ ويكون اسماً للقَوْمِ الّذِين لهم السَّرْح كالحاضِرِ والسّامِر . وماله سارِحةٌ ولا رائحة : أَي ماله شَيْءٌ يَروح ولا يَسْرَح . قال اللِّحْيَانيّ : وقد يكون في معنَى مالَه قَوْمٌ . وقال أَبو عُبَيْدٍ : السّارِحَ والسَّرْح والسَّارحَة سَوَاءٌ : الماشيَةُ . وقال خالد بن جَنْبَة : السَّارِحَة : الإِبلُ والغَنَم . قال : والدَّابَّةُ الوَاحِدَة . قال وهي أَيضاً الجَمَاعَة . ووَلَدَتْه سُرُحاً بضمّتين أضي في سُهولة . وفي الدّعاءِ : " اللّهُمَّ اجْعَلْه سَهْلاً سُرُحاً . وشَيْءٌ سَريحٌ : سَهْلٌ . وافْعَلْ ذلك في سَرَاحٍ ورَوَاحٍ أَي في سُهولة . ولا يكون ذلك إِلاّ في سَريحٍ أَي في عَجَلةٍ . وأَمْرٌ سَريحٌ : مُعجَّل والاسم السَّرَاحُ . والعرب تقول : إِنّ خَيْرَكَ لَفِي سَرِيحٍ وإِن خَيْرك لَسَرِيحٌ وهو ضِدُّ البَطِيءِ . ويقال : تَسرَّحَ فُلانٌ من هذا المكانِ إِذا ذَهَبَ وخَرَجَ . ومن الأَمثال : " السَّرَاحُ من النَّجَاح " أَي إِذا لم تَقْدِر على قَضَاءِ حاجَةِ الرَّجُلِ فأَيْئسْه فإِن ذلك عنده بمنزلةِ الإِسعافِ ؛ كذا في الصّحاح . والمُسْتَرَاحُ : مَوْضِعٌ بمِشَانَ وقَرْيةٌ بالشّام . وسَرْح بالفتح : عند بُصْرَى . ومن المَجَاز : السَّرْحَة : المَرْأَةُ . قال حُميدُ بنُ ثَوْرٍ :
أَبَى اللهُ إِلاّ أَنَّ سَرْحَةَ مالِكٍ ... على كُلِّ أَفنَانِ العِضَاهِ تَرُوقُ كنَى بها عن امرأَةٍ . قال الأَزهريّ تَكْنِي عن المَرْأَةِ بالسَّرْحةِ النابِتَة على الماءِ . ومنه قوله :
يا سَرْحَةَ المَاءِ قد سُدَّتْ مَوارِدُهُ ... أَمّا إِليكِ طريقٌ غيرُ مسدودِكَنَى بالسَّرحةِ النّابتةِ على الماءِ عن المَرْأَةِ لأَنها حينئذٍ أَحْسَنُ ما تكون . والمُنسرِح : الّذِي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه . وفي الصّحاح : ومِلاَطٌ سُرُحُ الجَنْبِ : مُنْسَرِحٌ للذَّهَابِ والمَجِيءِ . يعنِي بالمِلاَطِ الكَتِفَ وفي التهذيب : العَضُد . وقال ابن شُمَيل : مِلاطَا البَعيرِ : هما العَضُدانِ . والمِسْرَحَة : ما يُسرَّح به الشَّعْرُ والكَتّانُ ونَحْوُهما . والسَّرائِحُ والسُّرُح : نِعالُ الإِبلِ . وقيل : سُيورُ نِعالِهَا كلُّ سَيْرٍ منها سَرِيحةٌ . وأَورده ابن السِّيد في كتاب الفَرْق :
فَطِرْنَ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ ... دَوَامِي الأَيْدِ يَخْبِطْن السَّرِيحَا وقال السُّهيليّ في الرَّوْض : السَّريح شِبْهُ النَّعْل تُلْبَسُه أَخْفافُ الإِبل . وعن أَبي سعيد : سَرَحَ السَّيْلُ يَسْرَح سَرْحاً : إِذا جَرَى جَرْياً سَهْلاً فهو سَيْلٌ سارحٌ . وسَرائحُ السَّهْمِ : العَقَبُ الّذِي عُقِب به . وقال أَبو حَنيفَة : هي العَقَبُ الّذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ واحدتُه سَرِيحةٌ . والسَّرَائِحُ أَيضاً آثارٌ فيه كآثارِ النَّار . ومن المَجَاز : سَرَحَه اللهُ وسَرَّحَه أَي وَفَّقَه الله تعالى . قال الأَزْهَرِيّ : هذا حَرفٌ غريب سمِعته بالحاءِ في المؤلَّف عن الإِياديّ . والمَسْرَحَانِ : خَشَبتَانِ تُشَدَّانِ في عُنُق الثَّورِ الّذي يُحْرَث به عن أَبي حَنيفَةَ . وفَرَسٌ سِرْيَاحٌ : سَريعٌ . قال ابن مُقْبِل يَصف الخَيْل :
" مِنْ كلِّ أَهْوَجَ سِرْيَاحٍ ومُقْرَبَةٍ ومن المَجاز : هو يَسْرَح في أَعراضِ النّاسِ : يَغْتابُهم . وهو مُنْسَرِحٌ من ثياب الكَرَم أَي مُنْسَلخٌ ؛ كذا في الأَساس . وأَبو سَرِيحَةَ : صَحَابيٌّ اسمه حُذيفةُ بنُ سعيد ؛ ذكره الحُفّاظ في أَهْلِ الصُّفَّةِ ؛ قاله شيخنا . قلت : وقرأْت في مُعجم ابن فَهْدٍ : أَبو سَريحةَ الغِفَارِيّ حُذَيْفَةُ بن أَسيدٍ بايعَ تحت الشّجرةِ روَى عنه الأَسودُ بن يَزيدَ . وأَبو سِرْحَانَ وسُرَيْحَانَ : من كُنَاهم . وسُلَيْمُ بنُ سَرْحٍ : من التّابعين ؛ كذا في تاريخ البخاريّ . وبخطّ أَبي ذَرٍّ بالهامش : سَرْج بالجيم . وسُوَيْدُ ابنُ سِرْحانَ عن المُغيرةِ وعنه إِيادُ بن لَقِيطٍ . وأَبو سَرْحٍ أَو أَبو مَسْروح : كُنْيَة أَنَسَةَ مولى النَّبيّ صلّى الله عليه وسلم
بُلْبَيْس أهمله الجَوْهَرِيّ وَضَبَطه الصَّاغانِيّ كغُرْنَيْقٍ وَنَسَبه بعضُهم للعامّة وقد يُفتَحُ أوَّلُه وهذا قد صحَّحه بعضُهم : د بمِصر بالشَّرقِيَّةِ على عَشْرَةِ فراسخَ منها كما في العُباب أو على مَرْحَلتَيْن منها نَزَلَه عَبْسُ بنُ بَغِيض يُنسَبُ إليه جَماعةٌ من أهلِ العِلمِ والحديثِ ومن المُتأخِّرينَ المُحِبُّ مُحَمَّد بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ عثمانَ الشافعيُّ إمامُ الجامعِ الأَزْهَر كأبيه وجدِّه لازَمَ مَجْلِسَ الحافظ ابنَ حَجَرٍ وماتَ سنة 889 نابَ ابنُه يَحْيَى محَلَّه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : بَلْبُوس بالفَتْح : هو بَصَل الرَّنْدِ يُشبِهُ ورَقُه وَرَقَ السَّذَابِ ذكره صاحب المنهاج
لَبِسَ الثَّوْبَ كسَمِعَ يَلْبَسَه لُبْساً بالضّمّ وأَلْبَسَه إِيّاه ويُقَال : إلْبَسْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ . و منَ المَجاز : لَبِسَ امْرَأَةً إِذا تَمَتَّعَ بها زَماناً . و من المَجَاز : لَبِسَ قَوْماً إِذا تَمَلَّى بِهِمْ دَهْراً قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
لَبِسْتُ أُنَاساً فأَفْنَيْتُهُمْ ... وأَفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسَاً
ثَلاَثَةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُمْ ... وكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسَا و مِن المَجَاز : لَبِسَ فُلانَةَ عُمْرَهُ إِذا كانَتْ مَعَهُ شَبَابَهُ كُلَّه . واللِّبَاسُ بالكَسْرِ وإِنَّمَا أَطْلَقه لشُهْرتِه واللَّبُوسُ كصَبُورٍ واللِّبْسُ بالكَسْر والمَلْبَسُ كمَقْعَدٍ والمِلْبَسُ مِثالُ مِنْبَرٍ ما يُلْبَسُ الأَخيرُ كما يُقَال : مِئْزَرٌ وإِزازٌ ومِلْحَفٌ ولِحَافٌ . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت علَى اللَّبُوسِ لِبَيْهَسٍ الفَزاريِّ وكانَ يُحَمَّقُ :
إلْبَسْ لِكُلِّ حالةٍ لَبُوسَهَا ... إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا بُوسَهَا و مِن المَجَازِ : اللِّبْسُ بالكسرِ : السِّمْحاقُ عن ابن عبّادٍ يقَال : السِّمْحاقُ لِبْسُ العَظْمِ . وفي كتابِ الصّاغَانِيِّ : اللُّبْسُ بالضّمّ هكذا ضَبَطَه بالقَلَمِ . و يوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخِ بِخَطِّ المُصَنِّف عِنْدَ قولِه السِّمْحَاقُ : هوَ جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ تكونُ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ فظَنَّهُ النّاسِخُ من أَصْلِ الكِتَابِ فأَلْحَقه به والصّوابُ إِسْقَاطُه لكَوْنهِ تَطْوِيلاً وليسَ من عادَتهِ في مِثْلِ هذه المَوَاضعِ إِلاّ الإِحالَةُ والإِكتفاءُ بالغَرِيب . ولِبْسُ الكَعْبةِ : كِسْوتُهَا وهو ما عَلَيْها من اللِّبَاسِ وكذا لِبْسُ الهَوْدَجِ يُقَال : كَشَفْتُ عن الهَوْدَجِ لِبْسَه قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ يصِفُ فَرَساً خَدَمَتْه جَوارِي الحَيِّ :
فلَمَّا كَشَفْن اللِّبْسَ عَنْه مَسَحْنَهُ ... بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّمَاً واللِّبْسَةُ بالكَسْرِ : حالَةٌ من حالاتِ اللُّبْسِ ومنه الحَديثُ : نَهَى عَن اللِّبْسَتَيْنِ أَي الحالتَيْن والهَيْئَتَيْنِ ويُرْوَى بالضَّمّ على المَصْدَرِ قال ابنُ الأَثيرِ : والأَوّلُ الوَجْهُ . و اللِّبْسَةُ : ضَرْبٌ منْ الثِّيَابِ كاللَّبْسِ . و عن ابن عَبّادٍ : اللُّبْسَةُ بالضمِّ : الشُّبْهَةُ ويقَال : في حَدِيثهِ لُبْسَةٌ أَي شُبْهَةٌ ليس بوَاضِحِ . و من المَجَاز : اللِّبَاسُ ككِتَاب : الزَّوجُ والزَّوْجةُ كُلٌّ منهما لِبَاسٌ للآخَرِ قال اللهُ تَعَالَى : " هنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ " أَي مِثْلُ اللِّبَاسِ وقالَ الزَّجَّاجُ : ويقَال : إِن المَعْنَى : تُعَانِقُونَهُنَّ ويعَانِقْنَكُمْ . وقِيلَ : كُلُّ فَرِيقٍ منكم يَسْكُن إِلى صاحِبهِ ويُلاَبِسُه كما قال تعالى : " وجَعَلَ منْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنَ إِلَيْهَا " والعربُ تُسَمِّي المَرْأَةَ لِبَاساً وإِزاراً قال الجَعْدِيُّ يصِفُ امرأَةً :
إِذَا ما الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَهُ ... تَثَنَّتْ فكانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَاًو قالَ ابنُ عَرَفَةَ : اللِّبَاسُ مِن المُلاَبَسَةِ أَي الإخْتِلاطُ والإجْتِمَاعُ و من المَجَازِ قولُه تعالَى : " وَ لِبَاسَ التَّقوَى ذلِكَ خَيْرٌ " قيل : هو الإِيمانُ قالَه السُّدِّيُّ أَو الحَيَاءُ وقد لبِسَ الحيَاءَ لِبَاساً إِذا إسْتَتَر به نقلَه ابنُ القَطّاع وقيل : هو العَمَلُ الصالحُ أَو سَتْرُ العَوْرَةِ وهو سَتْرُ المُتَّقِين وإِليه يُلْمِحُ قولُه تَعالَى : " أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ " فيَدُلُّ عَلَى أَنّ جُلَّ المَقْصِدِ منِ اللِّبَاسِ سَتْرُ العَوْرَةِ وما زادَ فتَحَسُّنٌ وتَزَيُّنٌ إِلاّ مَا كَانَ لِدَفْع حَرٍّ وبَرْدٍ فَتَأَملْ . وقِيلَ : هو الغَلِيظُ الخَشِنُ القَصيرُ . و قولُه تَعالَى " فَأَذَاقَها اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوْفِ " أَي جاعُوا حتَّى أَكَلُوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ ولَمّا بَلَغ بِهِمُ الجُوعُ الغَايَةَ أَي الحالَة الّتِي لا غَايَةَ بَعْدَها ضَرَب لَه اللِّباسَ أَي لِمَا نالَهُم من ذَلك مَثَلاً لإشْتِمَالِه على لاَبِسِه . واللَّبُوسُ كصَبُورٍ : الثِّيَابُ والسِّلاحُ . مُذَكَّرٌ فإِنْ ذَهَبْتَ به إِلى الدِّرْعِ أَنَّثْت وقالَ اللهُ تَعَالى : " وعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ " قالوا : هي الدِّرْعُ تُلْبَسُ في الحُرُوبِ كالرَّكُوب لِما يُرْكَبُ . واللَّبيسُ كأَمِيرٍ : الثَّوْبُ قد أُكْثِرَ لُبْسُهُ فأَخْلَقَ يقال : ثَوْبٌ لَبِيسٌ ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ . بغير هاء . واللَّبِيسُ : الْمِثلُ يُقَال : ليسَ لَه لَبِيسٌ أَي نَظِيرٌ ومِثْلٌ . وقال أَبو مالِكٍ : هو من المُلابَسَةِ وهي المُخَالَطَةُ . ودَاهِيَةٌ لَبْسَاءُ : مُنْكَرَةٌ وكذلكَ رَبْسَاءُ وقد تقدَّم . واللَّبَسَةُ مُحَرَّكةً : بَقْلَةٌ قاله اللَّيْثُ وقالِ الأَزهريُّ : لا أَعْرِفُ اللَّبَسَةَ في البُقُولِ ولم أَسْمَعْ بها لغَيْرِ اللَّيْثِ . ويُقَال : إِنَّ فِيه لَمَلْبَساً كمَقْعَدٍ أَي مُسْتَمْتَعاً وقالَ أَبُو زَيْدٍ : أَي ما بهِ كِبْرٌ بكسر الكاف وسكون المُوَحَّدَةِ ويقال : كِبَرٌ بكسرٍ ففتح . ومن أَمْثَالِهم : أَعْرضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ إِذا سَأَلْتَه عن أَمرٍ فلم يُبَيِّنْهُ لك ويُرْوَى : ثَوْبُ الملْبسِ كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ ومُفْلِسٍ نُقِلَ الثَّلاثَةُ عنِ ابنِ الأَعْرَابيِّ وقال : هو مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَن إتَّسَعَتْ قِرْفَتُه . أَي كَثُرَ مَنْ يَتَّهِمُه فيما سَرَقه هذا نَصُّ الأَزْهَرِيّ ونَصُّ التَّكْمِلة : فيما قال . ولَبَسَ عليهِ الأَمْرَ يَلْبِسُهُ من حَدِّ ضَرَبَ لَبْساً بالفَتْحِ أَي خَلَطَهُ أَي خَلَط بعْضَه ببعْضٍ ومنه قولُه تعالَى : " ولَلَبَسْنَا علَيْهمْ ما يَلْبِسُونَ " أَي شَبَّهْنَا عليهِم وأَضْلَلْنَاهم كما ضَلُّوا وقال ابنُ عرفَةَ في تَفْسير قَولهِ تَعَالى : " ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بالْبَاطِلِ " أَي لا تَخْلِطُوه به وقوله تعالى : " أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً " أَي يَخْلِطَ أَمْرَكُم خَلْطَ إضْطِرابٍ لا خَلْطَ إتَّفَاقٍ . وقوله جلّ ذِكْرُه " ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ " أَي لم يَخْلِطُوه بشِرْكٍ وفي الحديث : " فَلَبَس عَلَيْهِ صَلاتَه " وفيه أَيْضاً : " مَنْ لَبَسَ علَى نَفْسِه لَبْساً " . ونَقَل شيخُنَا عن السُّهَيْليِّ في الروْض منَاسبَةَ لَبِسَ الثوْبَ كسَمِعَ ولَبَسَ الأَمْرَ كضَرَبَ فقال : لَمّا كانَ لَبَسَ الأَمْرَ معناه خَلَطَه أَو سَتَرهَ جاء بوَزْنِه ولَمَّا كان لَبِس الثِّيابَ يَرْجِعُ إِلى معْنَى كسِيتُ وفي مُقَابلة عَرِيتُ جاءَ بوَزْنِه وهي لَطِيفَةٌ . وأَلْبَسَه : غَطَّاه يُقَال : أَلْبسَ السَّماءَ السَّحابُ إِذا غَطّاها ويُقَال : الحَرَّةُ : الأَرْضُ التي أَلْبَسْتَها حِجَارَةٌ سُودٌ قال أَبو عَمْروٍ : يُقَال للشْيءِ إِذا غَطّاه كُلَّهُ : أَلْبَسَه كقولهم : أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ وأَلْبَسَ السَّماءَ السَّحابُ ولا يكُونُ : لَبِسَنا الليْلُ ولا لَبِسَ السمَاءَ السحَابُ . وأَمْرٌ مُلْبِسٌ كمُحْسِنٍ ومُلْتَبِسٌ أَي مُشْتَبِهٌ وقد إلْتَبَسَ أَمْرُه وأَلْبَسَ . والتلْبِيسُ : التَّخْلِيطُ مُشَدَّدٌ للمبَالَغَةِ قال الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ :وكَتِيبةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتيبَةٍ ... فيهَا السَّنَوَّرُ والمَغَافِرُ والقَنَا والتَّلْبِيسُ : شِبْهُ التَّدْلِيسِ . ويُقَال : رجلٌ لَبَّاسٌ كشَدَّادٍ : كَثِيرُ اللِّبَاسِ أَو كَثِيرُ اللُّبْسِ وقد سُمَّىَ به : ولا تَقُلْ : مُلَبِّسٌ كمحَدِّثٍ فإِنهُ لُغَةُ العَامَّةِ . وتَلَبَّس بالأَمْرِ والثوْبِ : إخْتَلَطَ وفي الحديث ذَهَبَ ولم يَتَلَبَّسْ منْهَا بِشَيْءٍ يَعْنِي مِن الدُّنْيَا . ويُقَال أَيضاً : تَلَبَّسَ في الأَمْرِ : إخْتَلَط وتَعَلَّقَ وأَنشَدَ أَبو حَنيفةَ
تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُروعِ ضَالِ وتَلَبَّسَ الطعَامُ باليَدِ : إلتَزَقَ ومنه الحديث فيأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بيَدِه طَعَامٌ أَي لا يَلْزَقُ به لِنظَافَةِ أَكْلِه . ولاَبَسَه أَي الأَمْرَ إِذا خَاَلَطَهُ . ولابَسَ فُلاناً حَتَّى عَرَفَ دِخْلَتَه : باطِنَهَ . وفي الحَدِيثِ في المَوْلدِ . والمَبْعَثِ فَجَاءَ المَلَكُ فشَقَّ عَنْ قَلْبه قالَ : فَخِفْتُ أَن يَكُونَ قد التُبِسَ بي أَي خُولطْتُ في عَقْلِي من قَوْلِك : في رَأْيه لَبْسٌ . أَي إخْتِلاطٌ ويقَالُ للمِجنُونُ مُخَالَطٌ . وإلتَبَسَ عليه الأَمْرُ أَي إخْتَلَط وإشْتَبَه . ومَما يُسْتَدْرَك عليه : تَلَبَّسَ بِلِباسٍ حَسَنٍ ولِبَاساً حَسَناً وعليه مَلاَبِسُ بَهِيَّةٌ . واللُّبُسُ بضمَّتَيْنِ : جَمْعُ لَبِيس يُقَالُ : مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ ومَزَادَةٌ لَبِيسٌ وجَمْعُها لَبَائِسُ قال الكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ :
تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حَتَّى كأَنمَّا ... يَشُقُّ برَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبَائِسَا يعني الّتِي أستُعْمِلَتْ حتَّى أَخْلَقَتْ فهو أَطْوَعُ للشَّقِّ والخَرْقِ . ودارٌ لَبِيسٌ : خَلَقٌ على التشْبِيهِ بالثَّوْبِ المَلْبوسِ الخَلَقِ قال :
دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسُ ... لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا أَنِيسُ وحَبْلٌ لِبيس : مسْتَعْمَلٌ عن أَبِي حَنيفَةَ . وَرجُلٌ لَبِيسٌ : ذو لِبَاسٍ حكاه سيبوَيه . ورجُلٌ لَبُوسٌ : كَثيرُ اللِّبَاسِ . ولَبِسْتُ الثوْبَ لَبْسَةً وَاحدَةً . ولِبَاسُ النَّوْرِ : أَكِمَّتُهُ . ولِبَاسُ كُلِّ شْيءٍ : غِشَاؤُه . ولاَبَسَ عَمَله وإلْتَبَسَ بهِ وتَلَبَّسَ . وفي أَمْرِه لُبْسٌ بالضّمِّ أَي شُبْهَةٌ . وفي فُلانٍ مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ وهو مَجَازٌ . وفُلانٌ جِبْسٌ لِبْسٌ بكسرهما أَي لَئِيمٌ . ولِبَسَ أَباه : مُلِّيَهُ وهو مَجَازٌ قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ :
لَبِسْتُ أَبِي حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... ومُلِّيتُ أَعْمامِي ومُلِّيتُ خالِيَاً ويقال : ألْبَسِ النّاسَ على قَدْرِ أَخْلاقِهمِ أَي عاشِرْهم وهو مَجَازٌ . ولكُلِّ زَمَانٍ لِبْسَةٌ أَي حالَةٌ يُلْبَسُ عليها من شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ . وفي حَديثِ ابن صَيّادٍ : فلَبسَنِي أَي جَعَلَنِي أَلْتَبِسُ في أَمْرِه . ولَبَسَ الأَمْرَ عليه إِذا شَبَّهَهُ عليه وجَعَلَه مُشْكِلاً . واللَّبْسُ : إخْتِلاَطُ الظلاَمِ . ولَبِسْتُ فُلاناً على ما فيه : إحْتَمَلْتُه وقَبِلْتُه وهو مَجَازٌ . وفي كلامِه لَبُوسَةٌ ولُبُوسَةٌ أَي أَنه مُلْتَبِسٌ عن اللِّحْيَانِيّ . ولَبَّسَ الشْيءُ : إلْتَبَسَ وهو من باب :
" قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ وجاءَ لاَبِساً أُذُنَيْه أَي مُتَغَافِلاً وقد لَبِسَ له أُذُنَه عن ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنْشَدَ :
لَبِسْتُ لِغَالِبٍ أُذُنَيَّ حَتَّى ... أَرَادَ لقَوْمِه أَنْ يَأْكُلُونِي يَقُولُ : تَغَافَلْتُ له حَتَّى أَطْمَعَ قَوْمَه فِيَّ . وفي الأَساسِ : لَبِسْتُ عَلَى كذا أُذُنَيَّ : سَكَتَّ عليه ولم تَتَكَّلمْ وتَصَامَمْتَ عنه وهو مَجَازٌ . ورجُلٌ لبيسٌ بالكَسْرِ : أَي أَحْمَقُ . ويُقَالُ : إلَتَبَسَتْ به الخَيْلُ إِذا لَحِقَتْه وهو مَجازٌ . وقولُه تَعالَى : " وجَعَلْنَا الَّليْلَ لِبَاساً " أَي يَسْتُرُكُم بظُلْمَتِه