الثَّلاثة مِن
العدد في عدد المذكر معروف والمؤَنث ثلاث وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً
صار لهما ثالثاً وفي التهذيب ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إِذا كنتَ ثالِثَهم
وكَمَّلْتَهم ثلاثةً بنفسك وكذلك إِلى العشرة إِلاَّ أَنك تفتح أَرْبَعُهم
وأَسْبَعُهم و
الثَّلاثة مِن
العدد في عدد المذكر معروف والمؤَنث ثلاث وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً
صار لهما ثالثاً وفي التهذيب ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إِذا كنتَ ثالِثَهم
وكَمَّلْتَهم ثلاثةً بنفسك وكذلك إِلى العشرة إِلاَّ أَنك تفتح أَرْبَعُهم
وأَسْبَعُهم وأَتْسَعُهم فيها جميعاً لمكان العين وتقول كانوا تسعة وعشرين
فثَلَثْتُهم أَي صِرْتُ بهم تمامَ ثلاثين وكانوا تسعة وثلاثين فربَعْتُهم مثل لفظ
الثلاثة والأَربعة كذلك إِلى المائة وأَثْلَثَ القومُ صاروا ثلاثة وكانوا ثلاثة
فأَرْبَعُوا كذلك إِلى العشرة ابن السكيت يقال هو ثالث ثلاثة مضاف إِلى العشرة ولا
ينوّن فإِن اختلفا فإِن شئت نوَّنت وإِن شئت أَضفت قلت هو رابعُ ثلاثةٍ ورابعٌ
ثلاثةً كما تقول ضاربُ زيدٍ وضاربٌ زيداً لأَن معناه الوقوع أَي كَمَّلَهم بنفسه
أَربعة وإِذا اتفقا فالإِضافة لا غير لأَنه في مذهب الأَسماء لأَنك لم ترِد معنى
الفعل وإِنما أَردت هو أَحد الثلاثة وبعضُ الثلاثة وهذا ما لا يكون إِلا مضافاً
وتقول هذا ثالثُ اثنين وثالثٌ اثنين بمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثة
بنفسه وكذلك هو ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَرَ بالرفع والنصب إِلى تسعة عشر فمن رفع
قال أَردتُ ثالثٌ ثلاثة عَشر فحذفتُ الثلاثة وتركتُ ثالثاً على إِعرابه ومن نصب
قال أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر فلما أَسقطتُ منها الثلاثة أَلزمت إِعرابها الأَوّل
ليُعْلَم أَن ههنا شيئاً محذوفاً وتقول هذا الحادي عَشَرَ والثاني عَشَرَ إِلى
العشرين مفتوح كله لِما ذكرناه وفي المؤَنث هذه الحاديةَ عَشْرَة وكذلك إِلى
العشرين تدخل الهاء فيهما جميعاً وأَهل الحجاز يقولون أَتَوْني ثلاثَتَهم
وأَرْبَعَتَهم إِلى العشرة فينصبون على كل حال وكذلك المؤنث أَتَيْنَني ثلاثَهنَّ
وأَرْبَعَهنَّ وغيرُهم يُعْربه بالحركات الثلاث يجعله مثلَ كُلّهم فإِذا جاوزتَ
العشرةَ لم يكن إِلا النصبَ تقول أَتوني أَحَدَ عَشرَهُم وتسعةَ عشرَهُم وللنساء
أَتَيْنَني إِحدى عَشْرَتَهنَّ وثمانيَ عَشْرَتَهنَّ قال ابن بري رحمه الله قول
الجوهري آنفاً هذا ثالثُ اثْنين وثالثٌ اثنين ويالمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي
صَيَّرهما ثلاثةً بنفسه وقوله أَيضاً هذا ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَر بضم الثاء
وفتحها إِلى تسعة عشر وَهَمٌ والصواب ثالثُ اثنينِ بالرفع وكذلك قوله ثَلَّثَ
اثْنين وَهَمٌ وصوابه ثَلَثَ بتخفيف اللام وكذلك قوله هو ثالثُ عَشَر بضم الثاء
وَهَمٌ لا يُجيزه البصريون إِلاَّ بالفتح لأَنه مركب وأَهل الكوفة يُجيزونه وهو
عند البصريين غلط قال ابن سيده وأَما قول الشاعر يَفْديكِ يا زُرْعَ أَبي وخالي قد
مَرَّ يومانِ وهذا الثالي وأَنتِ بالهِجْرانِ لا تُبالي فإِنه أَراد الثالث فأَبدل
الياء من الثاء وأَثْلَثَ القومُ صاروا ثلاثة عن ثعلب وفي الحديث دِيةُ شِبْهِ
العَمْد أَثلاثاً أَي ثلاثٌ وثلاثون حقةً وثلاثٌ وثلاثون جذعةً وأربعٌ وثلاثون
ثَنِيَّةً وفي الحديث قل هو ا لله أَحد والذي نفسي بيده إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ
القرآن جعلها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن لأَن القرآن العزيز لا يَتَجاوز ثلاثةَ
أَقسام وهي الإِرْشاد إِلى معرفة ذات ا لله عز وجل وتقديسه أَو معرفة صفاته
وأَسمائه أَو معرفة أَفعاله وسُنَّته في عباده ولما اشتملت سورة الإِخلاص على أَحد
هذه الأَقسام الثلاثة وهو التقديس وازَنَها سيدُنا رسولُ ا لله صلى ا لله عليه
وسلم بثُلُثِ القرآن لأَن مُنْتَهى التقديس أَن يكون واحداً في ثلاثة أُمور لا
يكون حاصلاً منه من هو من نوعه وشِبْهه ودَلَّ عليه قولُه لم يلد ولا يكون هو
حاصلاً ممن هو نظيره وشبهه ودلَّ عليه قوله ولم يولد ولا يكون في درجته وإِن لم
يكن أَصلاً له ولا فرعاً مَن هو مثله ودل عليه قوله ولم يكن له كفواً أَحد ويجمع
جميع ذلك قوله قل هو ا لله أَحد وجُمْلَتُه تفصيلُ قولك لا إِله إِلا الله فهذه
أَسرار القرآن ولا تَتناهَى أَمثالُها فيه فلا رَطْب ولا يابس إِلا في كتاب مبين
وقولهم فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير فإِذا أَراد النُّهوضَ لم
يقدر في مرَّة ولا مرتين ولا في ثلاث والثلاثون من العدد ليس على تضعيف الثلاثة
ولكن على تضعيف العشرة ولذلك إِذا سميت رجلاً ثلاثين لم تقل ثُلَيِّثُون
ثُلَيْثُونَ عَلَّل ذلك سيبويه وقالوا كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم
أَي صِرْتُ لهم مَقام الثلاثين وأَثْلَثوا صاروا ثلاثين كل ذلك على لفظ الثلاثة
وكذلك جميعُ العُقود إِلى المائة تصريفُ فعلها كتصريف الآحاد والثَّلاثاء من
الأَيام كان حَقُّه الثالث ولكنَّه صيغ له هذا البناء ليَتَفَرَّد به كما فُعِلَ
ذلك بالدَّبَرانِ وحكي عن ثعلب مَضَت الثَّلاثاءُ بما فيها فأَنَّث وكان أَبو
الجرّاح يقول مَضَت الثلاثاءُ بما فيهن يُخْرِجُها مُخْرَج العدد والجمع ثَلاثاواتُ
وأَثالِثُ حكى الأَخيرَة المُطَرِّزِيُّ عن ثعلب وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي لا
تكن ثَلاثاوِيّاً أَي ممن يصوم الثَّلاثاءَ وحده التهذيب والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ
اسماً جُعلت الهاء التي كانت في العدد مَدَّة فرقاً بين الحالين وكذلك الأَرْبِعاء
من الأَرْبعة فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم كما قالوا حَسَنةٌ
وحَسْناء وقَصَبة وقَصْباء حيث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام الاسم وكذلك الشَّجْراء
والطَّرْفاء والواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي قال
ابن بري وهو لعبد ا لله بن الزبير يهجو طَيِّئاً فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ وإِن
يَكُ خامِسٌ يكنْ سادِسٌ حتى يُبِيرَكم القَتْلُ أَراد بقوله تَثْلِثُوا أَي
تَقْتُلوا ثالثاً وبعده وإِن تَسْبَعُوا نَثْمِنْ وإِن يَكُ تاسِعٌ يكنْ عاشرٌ حتى
يكونَ لنا الفَضْلُ يقول إِن صرْتم ثلاثة صِرْنا أَربعة وإِن صِرْتم أَربعةً
صِرْنا خمسة فلا نَبْرَحُ نَزيد عليكم أَبداً ويقال فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ مضاف وفي
التنزيل العزيز لقد كفر الذين قالوا إِن ا لله ثالثُ ثلاثةٍ قال الفراء لا يكون
إِلا مضافاً ولا يجوز ثلاثةٍ قال الفراء لا يكون إِلا مضافاً ولا يجوز التنوين في
ثالث فتنصب الثلاثةَ وكذلك قوله ثانيَ اثْنَين لا يكون إِلا مضافاً لأَنه في مذهب
الاسم كأَنك قلت واحد من اثنين وواحد من ثلاثة أَلا ترى أَنه لا يكون ثانياً لنفسه
ولا ثالثاً لنفسه ؟ ولو قلت أَنت ثالثُ اثنين جاز أَن يقال ثالثٌ اثنين بالإِضافة
والتنوين ونَصْب الاثنين وكذلك لو قلت أَنت رابعُ ثلاثةٍ ورابعٌ ثلاثةً جاز ذلك
لأَنه فِعْلٌ واقع وقال الفراء كانوا اثنين فثَلَثْتُهما قال وهذا مما كان
النحويون يَخْتارونه وكانوا أَحد عشر فثَنَيْتُهم ومعي عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ
واثْنِيهِنَّ واثْلِِثْهُنَّ هذا فيما بين اثني عشر إِلى العشرين ابن السكيت تقول
هو ثالثُ ثلاثةٍ وهي ثالثةُ ثلاثٍ فإِذا كان فيه مذكر قلت هي ثالثُ ثلاثةٍ
فيَغْلِبُ المذكرُ المؤَنثَ وتقول هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ يعني هو أَحدهم وقي
المؤَنث هو ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لا غير الرفع في الأَوّل وأَرضٌ مُثَلَّثة لها
ثلاثةُ أَطرافٍ فمنها المُثَلَّثُ الحادُّ ومنها المُثَلَّثُ القائم وشيء
مُثَلَّثٌ موضوع على ثلاثِ طاقاتٍ ومَثْلُوثٌ مَفْتُولٌ على ثلاثِ قُوًى وكذلك في
جميع ما بين الثلاثة إِلى العشرة إِلا الثمانية والعشرة الجوهري شيء مُثَلَّث أَي
ذو أَركان ثلاثة الليث المُثَلَّثُ ما كان من الأَشياء على ثلاثةِ أَثْناءِ
والمَثْلُوثُ من الحبال ما فُتِلَ على ثلاثِ قُوًى وكذلك ما يُنْسَجُ أَو يُضْفَر
وإِذا أَرْسَلْتَ الخيلَ في الرِّهان فالأَوّل السابقُ والثاني المُصَلِّي ثم بعد
ذلك ثِلْثٌ ورِبْعٌ وخِمْسٌ ابن سيده وثَلَّثَ الفرسُ جاء بعد المُصَّلِّي ثم
رَبَّعَ ثم خَمَّسَ وقال علي بن أَبي طالب عليه السلام سَبَقَ رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم وثَنَّى أَبو بكر وثَلَّثَ عمرُ وخَبَطَتْنا فتنةٌ مما شاء الله قال
أَبو عبيد ولم أَسمع في سوابق الخيل ممن يُوثَقُ بعلمه اسماً لشيء منها إِلاَّ
الثانيَ والعاشِرَ فإِن الثانيَ اسمه المُصَلِّي والعاشرَ السُّكَيْتُ وما سوى
ذَيْنِكَ إِنما يقال الثالثُ والرابعُ وكذلك إِلى التاسع وقال ابن الأَنباري
أَسماءُ السُّبَّقِ من الخيل المُجَلِّي والمُصَلِّي والمُسَلِّي والتالي
والحَظِيُّ والمُؤمِّلُ والمُرْتاحُ والعاطِفُ واللَّطِيمُ والسُّكَيْتُ قال أَبو
منصور ولم أَحفظها عن ثقة وقد ذكرها ابن الأَنباري ولم ينسبها إِلى أَحد قال فلا
أَدري أَحَفِظَها لِثِقةٍ أَم لا ؟ والتَّثْلِيثُ أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيةً
أُخْرى بعد الثُّنْيا والثِّلاثيُّ منسوب إِلى الثَّلاثة على غير قياس التهذيب
الثُّلاثيُّ يُنْسَبُ إِلى ثلاثة أَشياء أَو كان طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع ثوبٌ
ثُلاثيٌّ ورُباعِيٌّ وكذلك الغلام يقال غلام خُماسِيٌّ ولا يقال سُداسِيٌّ لأَنه
إِذا تَمَّتْ له خَمْسٌ صار رجلاً والحروفُ الثُّلاثيَّة التي اجتمع فيها ثلاثة
أَحرف وناقة ثَلُوثٌ يَبِسَتْ ثلاثةٌ من أَخْلافها وذلك أَن تُكْوَى بنار حتى
ينقطع خِلْفُها ويكون وَسْماً لها هذه عن ابن الأَعرابي ويقال رماه اللهُ بثالِثةِ
الأَثافي وهي الداهيةُ العظيمة والأَمْرُ العظيم وأَصلُها أَن الرجل إِذا وَجَدَ
أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ ولم يجد الثالثةَ جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ
الأُثْفِيَّتَيْن وثالثةُ الأَثافي الحَيْدُ النادِرُ من الجبل يُجْمَعُ إِليه
صَخْرتان ثم يُنْصَبُ عليها القِدْرُ والثَّلُوثُ من النُّوق التي تَمْلأُ ثلاثةَ
أَقداح إِذا حُلِبَتْ ولا يكون أَكثر من ذلك عن ابن الأَعرابي يعني لا يكون المَلْءُ
أَكثَر من ثلاثة ويقال للناقة التي صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها وتَحْلُب من ثلاثة
أَخْلافٍ ثَلُوثٌ أَيضاً وأَنشد الهُذَلي أَلا قُولا لعَبدِ الجَهْل إِنَّ ال
صَّحِيحةَ لا تُحالِبها الثَّلُوثُ وقال ابن الأَعرابي الصحيحة التي لها أَربعة
أَخْلاف والثَّلُوث التي لها ثَلاثةُ أَخْلاف وقال ابن السكيت ناقة ثَلُوثُ إِذا
أَصاب أَحد أَخْلافها شيءٌ فيَبِسَ وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً والمُثَلَّثُ من
الشراب الذي طُبِخَ حتى ذهب ثُلُثاه وكذلك أَيضاً ثَلَّثَ بناقته إِذا صَرَّ منها
ثلاثةَ أَخْلاف فإِن صَرَّ خِلْفين قيل شَطَّرَ بها فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً قيل
خَلَّفَ بها فإِن صَرَّ أَخلافَها جَمَعَ قيل أَجْمَعَ بناقته وأَكْمَش التهذيب
الناقة إِذا يَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ منها فهي ثَلُوثٌ وناقةٌ مُثَلَّثَة لها ثلاثة
أَخْلافٍ قال الشاعر فتَقْنَعُ بالقليل تَراه غُنْماً وتَكْفيكَ المُثَلَّثَةُ
الرَّغُوثُ ومَزادة مَثْلُوثة من ثلاثة آدِمةٍ الجوهري المَثْلُوثة مَزادة تكون من
ثلاثة جلود ابن الأَعرابي إِذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةً آنيةٍ فهي ثَلُوثٌ وجاؤُوا
ثُلاثَ ثُلاثَ ومَثْلَثَ مَثْلَثَ أَي ثَلاثةً ثلاثةً والثُّلاثةُ بالضم الثَّلاثة
عن ابن الأَعرابي وأَنشد فما حَلَبَتْ إِلاّ الثُّلاثةَ والثُّنَى ولا قُيِّلَتْ
إِلاَّ قَريباً مَقالُها هكذا أَنشده بضم الثاء الثُّلاثة وفسره بأَنه ثَلاثةُ
آنيةٍ وكذلك رواه قُيِّلَتْ بضم القاف ولم يفسره وقال ثعلب إِنما هو قَيَّلَتْ
بفتحها وفسره بأَنها التي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقيهم لبنَ القَيل وهو شُرْبُ
النهار فالمفعول على هذا محذوف وقال الزجاج في قوله تعالى فانْكِحُوا ما طابَ لكم
من النساء مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ معناه اثنين اثنين وثَلاثاً ثَلاثاً إِلا أَنه
لم ينصرف لجهتين وذلك أَنه اجتمع علتان إِحداهما أَنه معدول عن اثنين اثنين
وثَلاثٍ ثَلاثٍ والثانية أَنه عُدِلَ عن تأْنيثٍ الجوهري وثُلاثُ ومَثْلَثُ غير
مصروف للعدل والصفة لأَنه عُدِلَ من ثلاثةٍ إِلى ثُلاثَ ومَثْلَث وهو صفة لأَنك
تقول مررت بقوم مَثْنَى وثُلاثَ قال تعالى أُولي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ
ورُباعَ فوُصِفَ به وهذا قول سيبويه وقال غيره إِنما لم يَنْصرِفْ لتَكَرُّر
العَدْل فيه في اللفظ والمعنى لأَنه عُدِلَ عن لفظ اثنين إِلى لفظ مَثْنى وثُناء
عن معنى اثنين إِلى معنى اثنين اثنين إِذا قلت جاءت الخيلُ مَثْنَى فالمعنى اثنين
اثنين أَي جاؤُوا مُزدَوجِين وكذلك جميعُ معدولِ العددِ فإِن صَغَّرته صَرَفْته
فقلت أَحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ لأَنه مثلُ حَمَيِّرٍ فخرج إِلى
مثال ما ينصرف وليس كذلك أَحمد وأَحْسَن لأَنه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل
لأَنهم قد قالوا في التعجب ما أُمَيْلِحَ زيداً وما أُحَيْسِنَهُ وفي الحديث لكن
اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ وسَمُّوا الله تعالى يقال فَعَلْتُ الشيء مَثْنَى
وثُلاثَ ورُباعَ غير مصروفات إِذا فعلته مرتين مرتين وثلاثاً ثلاثاً وأَربعاً
أَربعاً والمُثَلِّثُ الساعي بأَخيه وفي حديث كعب أَنه قال لعمر أَنْبِئْني ما
المُثَلِّثُ ؟ فقال وما المُثَلِّثُ ؟ لا أَبا لكَ فقال شَرُّ الناسِ المُثَلِّثُ
يعني الساعي بأَخيه إِلى السلطان يُهْلِك ثلاثةً نفسَه وأَخاه وإِمامه بالسعي فيه
إِليه وفي حديث أَبي هريرة دعاه عمرُ إِلى العمل بعد أَن كان عَزَلَه فقال إِني
أَخاف ثلاثاً واثنتين قال أَفلا تقول خمساً ؟ قال أَخاف أَن أَقولَ بغير حُكم
وأَقْضِيَ بغير عِلْم وأَخافُ أَن يُضْربَ ظَهْري وأَن يُشْتَمِ عِرْضي وأَن
يُؤْخَذَ مالي الثَّلاثُ والاثنتان هذه الخلال التي ذكرها إِنما لم يقل خمساً لأَن
الخَلَّتين الأَوَّلَتَين من الحقِّ عليه فخاف أَن يُضِيعَه والخِلالُ الثلاثُ من
الحَقِّ له فَخاف أَن يُظْلَم فلذلك فَرَّقَها وثِلْثُ الناقةِ وَلدُها الثالثُ
وأَطْرَده ثعلب في وَلَد كل أُنثى وقد أَثْلَثَتْ فهي مُثْلِثٌ ولا يقال ناقةٌ
ثِلْث والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجزاء معروف يَطَّرِدُ ذلك عند بعضهم في هذه
الكسور وجمعُهما أَثلاثٌ الأَصمعي الثَّلِيثُ بمعنى الثُّلُثِ ولم يَعْرِفْه أَبو
زيد وأَنشد شمر تُوفي الثَّلِيثَ إِذا ماكانَ في رَجَبٍ والحَيُّ في خائِرٍ منها
وإِيقَاعِ قال ومَثْلَثَ مَثْلَثَ ومَوْحَدَ مَوْحَدَ ومَثْنَى مَثْنى مِثْلُ
ثُلاثَ ثُلاثَ الجوهري الثُّلُثُ سهم من ثَلاثةٍ فإِذا فتحت الثاء زادت ياء فقلت
ثَلِيث مثلُ ثَمِين وسَبيع وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ وأَنكر أَبو زيد منها
خَمِيساً وثَلِيثاً وثَلَثَهم يَثْلُثهم ثَلْثاً أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم وكذلك
جميعٌ الكسور إِلى العَشْرِ والمَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه وكلُّ مَثْلُوثٍ
مَنْهُوك وقيل المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه والمَنْهوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه وهو
رَأْيُ العَروضِيِّين في الرجز والمنسرح والمَثْلُوثُ من الشعر الذي ذهب جُزْآنِ
من ستة أَجزائه والمِثْلاثُ من الثُّلُثِ كالمِرْباع من الرُّبُع وأَثْلَثَ
الكَرْمُ فَضَلَ ثُلُثُه وأُكِلَ ثُلُثاه وثَلَّثَ البُسْرُ أَرْطَبَ ثُلُثه
وإِناءٌ ثَلْثانُ بَلَغ الكيلُ ثُلُثَه وكذلك هو في الشراب وغيره والثَّلِثانُ
شجرة عِنبِ الثَّعْلب الفراء كِساءٌ مَثْلُوثُ مَنْسُوجٌ من صُوف وَوَبَرٍ وشَعَرٍ
وأَنشد مَدْرَعَةٌ كِساؤُها مَثْلُوثُ ويقال لوَضِين البَعير ذو ثُلاثٍ قال وقد
ضُمِّرَتْ حتى انْطَوَى ذو ثَلاثِها إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءِ شَعْبِ السَّناسِنِ
ويقال ذو ثُلاثها بَطْنُها والجِلدتانِ العُلْيا والجِلدة التي تُقْشَر بعد
السَّلْخ الجوهري والثِّلْثُ بالكسر من قولهم هو يَسْقِي نَخْله الثِّلْثَ ولا
يُستعمل الثِّلْثُ إِلاَّ في هذا الموضع وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ لأَن أَقصَرَ
الوِرْدِ الرِّفْهُ وهو أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ يوم ثم الغِبُّ وهو أَن تَرِدَ
يوماً وتَدعَ يوماً فإِذا ارْتَفَعَ من الغِبّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثم الخِمْسُ
وكذلك إِلى العِشْر قاله الأَصمعي وتَثْلِيثُ اسم موضع وقيل تَثْلِيثُ وادٍ عظيمٌ
مشهور قال الأَعشى كخَذُولٍ تَرْعَى التَّواصِفَ مِن تَثْ لِيثَ قَفْراً خَلا لَها
الأَسْلاقُ
معنى
في قاموس معاجم
الشَّرْبُ مصدر
شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً ابن سيده شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً
وشُرْباً وشِرْباً ومنه قوله تعالى فشارِبون عليه من الحَميمِ فشارِبون شُرْبَ
الهِيمِ بالوجوه الثلاثة قال سعيد بن يحيى الأُموي سمعت أَبا جريج يقرأُ فشارِبون
شَرْبَ ا
الشَّرْبُ مصدر
شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً ابن سيده شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً
وشُرْباً وشِرْباً ومنه قوله تعالى فشارِبون عليه من الحَميمِ فشارِبون شُرْبَ
الهِيمِ بالوجوه الثلاثة قال سعيد بن يحيى الأُموي سمعت أَبا جريج يقرأُ فشارِبون
شَرْبَ الهِيمِ فذكرت ذلك لجعفر بن محمد فقال وليست كذلك إِنما هي شُرْب الهِيمِ
قال الفراء وسائر القراء يرفعون الشين وفي حديث أَيّامِ التَّشْريق إِنها أَيامُ
أَكل وشُربٍ يُروى بالضم والفتح وهما بمعنى والفتح أَقل اللغتين وبها قرأَ أَبو
عمرو شَرْب الهِيمِ يريد أَنها أَيام لا يجوز صَومُها وقال أَبو عبيدة الشَّرْبُ
بالفتح مصدر وبالخفض والرفع اسمان من شَرِبْتُ والتَّشْرابُ الشُّرْبُ فأَما قول
أَبي ذؤيب
شَرِبنَ بماءِ البحرِ ثم تَرَفَّعَتْ ... مَتى حَبَشِيَّاتٍ لَهُنَّ نئِيجُ ( 1 )
( 1 قوله « متى حبشيات » هو كذلك في غير نسخة من المحكم )
فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ ماء البحر ثم تَصَعَّدْنَ فأَمْطَرْن
ورَوَّيْنَ والباء في قوله بماء البحر زائدة إِنما هو شَرِبنَ ماء البحر قال ابن
جني هذا هو الظاهر من الحالِ والعُدُولُ عنه تَعَسُّفٌ قال وقال بعضهم شَرِبنَ مِن
ماء البحر فأَوْقَع الباء مَوْقِعَ من قال وعندي أَنه لما كان شَرِبنَ في معنى
رَوِينَ وكان رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ عَدَّى شَرِبنَ بالباءِ ومثله كثير منه
ما مَضَى ومنه ما [ ص 488 ] سيأْتي فلا تَسْتَوْحِش منه والاسم الشِّرْبةُ عن اللحياني
وقيل الشَّرْبُ المصدر والشِّرْبُ الاسم والشِّرْبُ الماء والجمع أَشرابٌ
والشَّرْبةُ من الماءِ ما يُشْرَبُ مَرَّةً والشَّرْبةُ أَيضاً المرةُ الواحدة من
الشُّرْبِ والشِّرْبُ الحَظُّ من الماءِ بالكسر وفي المثل آخِرُها أَقَلُّها
شِرْباً وأَصلُهُ في سَقْيِ الإِبل لأَنَّ آخِرَها يرد وقد نُزِفَ الحوْضُ وقيل
الشِّرْبُ هو وقتُ الشُّرْبِ قال أَبو زيد الشِّرْبُ المَوْرِد وجمعه أَشْرابٌ قال
والمَشْرَبُ الماء نَفسُه والشَّرابُ ما شُرِب من أَيِّ نوْعٍ كان وعلى أَيّ حال
كان وقال أَبو حنيفة الشَّرابُ والشَّرُوبُ والشَّرِيبُ واحد يَرْفَع ذلك إِلى
أَبي زيد ورَجلٌ شارِبٌ وشَرُوبٌ وشَرّابٌ وشِرِّيبٌ مُولَع بالشَّرابِ كخِمِّيرٍ
التهذيب الشَّرِيبُ المُولَع بالشَّراب والشَّرَّابُ الكثيرُ الشُّرْبِ ورجل
شَروبٌ شديدُ الشُّرْب وفي الحديث مَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدنيا لم يَشْرَبها في
الآخرة قال ابن الأَثير هذا من باب التَّعْلِيقِ في البيان أَراد أَنه لم يَدْخُلِ
الجنَّةَ لأَنَّ الجنةَ شرابُ أَهلِها الخمْرُ فإِذا لم يَشْرَبْها في الآخرة لم
يَكن قد دَخَلَ
الجنةَ والشَّرْبُ والشُّرُوبُ القَوم يَشْرَبُون ويجْتَمعون على الشَّراب قال ابن
سيده فأَما الشَّرْبُ فاسم لجمع شارِب كرَكْبٍ ورَجْلٍ وقيل هو جمع وأَما الشُّروب
عندي فجمع شاربٍ كشاهدٍ وشُهودٍ وجعله ابن الأَعرابي جمع شَرْبٍ قال وهو خطأٌ قال
وهذا ممَّا يَضِيقُ عنه عِلْمُه لجهله بالنحو قال الأَعشى
هو الواهِبُ المُسْمِعاتِ الشُّرُو ... بَ بَين الحَريرِ وبَينَ الكَتَنْ
وقوله أَنشده ثعلب
يَحْسَبُ أَطْمَاري عَليَّ جُلُبا ... مِثلَ المَنادِيلِ تُعاطَى الأَشرُبا ( 1 )
( 1 قوله « جلبا » كذا ضبط بضمتين في نسخة من المحكم )
يكون جمع شَرْبٍ كقول الأَعشى
لها أَرَجٌ في البَيْتِ عالٍ كأَنما ... أَلمَّ بهِ مِن تَجْرِ دارِينَ أَرْكُبُ
فأَرْكُبٌ جمع رَكْبٍ ويكون جمع شَارِبٍ وراكِبٍ وكلاهما نادر لأَنَّ سيبويه لم
يذكر أَن فاعلاً قد يُكَسَّر على أَفْعُلٍ وفي حديث علي وحمزة رضي اللّه عنهما وهو
في هذا البيت في شَرْبٍ من الأَنصار الشَّرْبُ بفتح الشين وسكون الراء الجماعة
يَشْرَبُونَ الخمْر التهذيب ابن السكيت الشِّرْبُ الماءُ بعَينهِ يُشْرَبُ
والشِّرْبُ النَّصِيبُ من الماء والشَّرِيبةُ من الغنم التي تُصْدِرُها إِذا
رَوِيَتْ فتَتْبَعُها الغَنمُ هذه في الصحاح وفي بعض النسخ حاشيةٌ الصواب
السَّريبةُ بالسين المهملة وشارَبَ الرَّجُلَ مُشارَبَةً وشِراباً شَرِبَ معه وهو
شَرِيبي قال
رُبَّ شَرِيبٍ لكَ ذِي حُساسِ ... شِرابُه كالحَزِّ بالمَواسي
والشَّرِيبُ صاحِبُكَ الذي يُشارِبُكَ ويُورِدُ إِبلَه معَكَ وهو شَرِيبُك قال
الراجز [ ص 489 ] إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ فخلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّهْ
وبه فسر ابن الأَعرابي قوله رُبَّ شَرِيب لك ذي حُساس قال الشَّرِيبُ هنا الذي
يُسْقَى مَعَك والحُساسُ الشُّؤْم والقَتْلُ يقول انتِظارُك إِيَّاه على الحوضِ
قَتْلٌ لك ولإِبلِك قال وأَما نحن ففَسَّرْنا الحُساسَ هنا بأَنه الأَذَى والسَّوْرةُ
في الشَّراب وهو شَرِيبٌ فَعِيلٌ بمعنى مُفاعِل مثل نَديم وأَكِيل وأَشْرَبَ
الإِبِلَ فَشرِبَتْ وأَشْرَبَ الإِبل حتى شَرِبَتْ وأَشْرَبْنَا نحن رَوِيَتْ
إِبلُنا وأَشْرَبْنا عَطِشْنا أَو عَطِشَت إِبلُنا وقوله اسْقِنِي فإِنَّنِي
مُشْرِب رواه ابن الأَعرابي وفسره بأَنَّ معناه عطشان يعني نفسه أَو إِبله قال
ويروى فإِنَّكَ مُشْرِب أَي قد وجَدْتَ مَن يَشْرَبُ التهذيب المُشْرِبُ العَطْشان
يقال اسْقِنِي فإِنِّي مُشْرِب والمُشْرِبُ الرجُل الذي قد عَطِشَت إِبلُه أَيضاً
قال وهذا قول ابن الأَعرابي قال وقال غيره رَجل مُشْرِبٌ قد شَرِبَت إِبله ورجل
مُشرِبٌ حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ قال وهذا عنده من الأَضداد والمَشْرَبُ الماء
الذي يُشْرَبُ والمَشْرَبةُ كالمَشْرَعةِ وفي الحديث مَلْعُونٌ ملعونٌ مَن أَحاطَ
على مَشْرَبةٍ المَشْرَبة بفتح الراءِ من غير ضم الموضع الذي يُشْرَبُ منه
كالمَشْرَعةِ ويريد بالإِحاطة تَملُّكَه ومنعَ غيره منه والمَشْرَبُ الوجهُ الذي
يُشْرَبُ منه ويكون موضعاً ويكون مصدراً وأَنشد
ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمامي كأَنه ... خَصِيٌّ أَتَى للماءِ مِنْ غَيْرِ
مَشْرَبِ
أَي من غير وجه الشُّرْب والمَشْرَبُ شَرِيعةُ النَّهر والمَشْرَبُ المَشْروبُ
نفسُه والشَّرابُ اسم لما يُشْرَبُ وكلُّ شيء لا يُمْضَغُ فإِنه يقال فيه يُشْرَبُ
والشَّرُوبُ ما شُرِبَ والماء الشَّرُوب والشَّريبُ الذي بَيْنَ العَذْبِ والمِلْح
وقيل الشَّروب الذي فيه شيء من عُذوبةٍ وقد يَشْرَبُه الناس على ما فيه
والشَّرِيبُ دونه في العُذوبةِ وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند ضرورة وقد
تَشْرَبُه البهائم وقيل الشَّرِيبُ العَذْبُ وقيل الماء الشَّرُوب الذي يُشْرَبُ
والمأْجُ المِلْحُ قال ابن هرمة
فإِنَّكَ بالقَرِيحةِ عامَ تُمْهى ... شَروبُ الماء ثم تَعُودُ مَأْجا
قال هكذا أَنشده أَبو عبيد بالقَرِيحة والصواب كالقَرِيحةِ التهذيب أَبو زيد الماء
الشَّريبُ الذي ليس فيه عُذوبةٌ وقد يَشْرَبُه الناسُ على ما فيه والشَّرُوبُ
دُونهُ في العُذوبةِ وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند الضَّرُورة وقال الليث ماء
شَرِيبٌ وشَرُوب فيه مَرارةٌ ومُلُوحة ولم يمتنع من الشُّرْب وماء شَرُوبٌ وماء
طَعِيمٌ بمعنى واحد وفي حديث الشورى جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع من عَذْبٍ مُوبٍ
الشَّرُوبُ من الماءِ الذي لا يُشْرَب إِلاّ عند الضرورة يستوي فيه المذكر
والمؤَنث ولهذا وصف به الجُرْعةَ ضرب الحديث [ ص 490 ] مثلاً لرجلين أَحدهما
أَدْوَنُ وأَنفعُ والآخر أَرفعُ وأَضرُّ وماءٌ مُشْرِبٌ كَشَروبٍ ويقال في صِفَةِ
بَعِيرٍ نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذا يقول يكتفي إِلى منزله الذي يريدُ
بشَرْبةٍ واحدة لا يَحْتاجُ إِلى أُخرى وتقول شَرَّبَ مالي وأَكَّلَه أَي أَطْعَمه
الناسَ وسَقاهُم به وظَلَّ مالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كيف شاءَ ورجل
أُكَلةٌ وشُرَبةٌ مثال هُمَزةٍ كثير الأَكل والشُّرب عن ابن السكيت ورجلٌ شَرُوبٌ
شديدُ الشُّرْبِ وقومٌ شُرُبٌ وشُرَّبٌ ويومٌ ذو شَرَبةٍ شديدُ الحَرِّ يُشْرَبُ
فيه الماءُ أَكثر مما يُشْرَب على هذا الآخر وقال اللحياني لم تَزَلْ به شَرَبَةٌ
هذا اليومَ أَي عَطَشٌ التهذيب جاءَت الإِبل وبها شَرَبةٌ أَي عطَش وقد اشْتَدَّتْ
شَرَبَتُها وقال أَبو حنيفة قال أَبو عمرو إِنه لذو شَرَبةٍ إِذا كان كثير الشُّرب
وطَعامٌ مَشْرَبةٌ يُشْرَبُ عليه الماء كثيراً كما قالوا شَرابٌ مَسْفَهةٌ وطَعامٌ
ذو شَرَبة إِذا كان لا يُرْوَى فيه من الماءِ والمِشْرَبةُ بالكسر إِناءٌ يُشْرَبُ
فيه والشَّارِبةُ القوم الذين مسكنهم على ضَفَّة النهر وهم الذين لهم ماء ذلك
النهر والشَّرَبةُ عَطَشُ المالِ بعدَ الجَزءِ لأَنَّ ذلك يَدْعُوها إِلى الشُّرْب
والشَّرَبةُ بالتحريك كالحُوَيْضِ يُحْفَرُ حولَ النخلةِ والشجرة ويُمْلأُ ماء
فيكون رَيَّها فَتَتَرَوَّى منه والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ قال زهير
يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتٍ ماؤها طَحِلٌ ... على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ
والغَرَقا
وأَنشد ابن الأَعرابي مِثْلُ النَّخِيلِ يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُ وفي حديث عمر
رضي اللّه عنه اذْهَبْ إِلى شَرَبةٍ من الشَّرَباتِ فادْلُكْ رأْسَك حتى
تُنَقِّيَه الشَّرَبة بفتح الراءِ حَوْضٌ يكون في أَصل النخلة وحَوْلَها يُمْلأُ
ماء لِتَشْرَبه ومنه حديث جابر رضي اللّه عنه أَتانا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه
وسلم فَعَدَلَ إِلى الرَّبِيع فتَطَهَّرَ وأَقْبَلَ إِلى الشَّرَبةِ الرَّبِيعُ
النهرُ وفي حديث لَقِيطٍ ثم أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْبةٌ واحدة قال القتيبي إِن
كان بالسكون فإِنه أَرادأَن الماء قد كثر فمن حيث أَردت أَن تشرب شربت ويروى
بالياءِ تحتها نقطتان وهو مذكور في موضعه والشَّرَبةُ كُرْدُ الدَّبْرَةِ وهي
المِسْقاةُ والجمع من كل ذلك شَرَباتٌ وشَرَبٌ وشَرَّبَ الأَرضَ والنَّخلَ جَعَلَ
لها شَرَباتٍ وأَنشد أَبو حنيفة في صفة نخل
مِنَ الغُلْبِ مِن عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وجُمَّتْ لِلنَّواضِحِ
بِئْرُها
وكلُّ ذلك من الشُّرْب والشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الحَلْقِ وقيل الشَّوارِبُ
عُروقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ الماء وقيل هي عُرُوقٌ لاصِقةٌ بالحُلْقوم
وأَسْفَلُها بالرِّئةِ ويقال بَل مُؤَخَّرُها إِلى الوَتِين ولها قَصَبٌ منه
يَخْرُج الصَّوْت وقيل الشَّوارِبُ مَجاري الماء في العُنُقِ وقيل شَوارِبُ
الفَرَسِ [ ص 491 ] ناحِيةُ أَوْداجِه حيث يُوَدِّجُ البَيْطارُ واحِدُها في
التقدير شارِبٌ وحِمارٌ صَخِبُ الشَّوارِبِ مِن هذا أَي شَديدُ النَّهِيقِ
الأَصمعي في قول أَبي ذؤَيب
صَخِبُ الشَّوارِب لا يَزالُ كأَنَّه ... عَبْدٌ لآلِ أَبي رَبِيعةَ مُسْبَعُ
قال الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الحَلْقِ وإِنما يريد كَثرةَ نُهاقِه وقال ابن
دريد هي عُرُوقُ باطِن الحَلْقِ والشَّوارِبُ عُرُوقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُومِ
يقال فيها يَقَعُ الشَّرَقُ ويقال بل هي عُرُوق تأْخذ الماء ومنها يَخْرُج
الرِّيقُ ابن الأَعرابي الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في العين قال أَبو منصور
أَحْسَبُه أَرادَ مَجارِيَ الماءِ في العين التي تَفُور في الأَرض لا مَجارِيَ
ماءِ عين الرأْس والمَشْرَبةُ أَرضٌ لَيِّنةٌ لا يَزالُ فيها نَبْتٌ أَخْضَرُ
رَيّانُ والمَشْرَبةُ والمَشْرُبَةُ بالفتح والضم الغُرْفةُ سيبويه وهي
المَشْرَبةُ جعلوه اسماً كالغُرْفةِ وقيل هي كالصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفةِ
والمَشارِبُ العَلاليُّ وهو في شعر الأَعشى وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه
وسلم كان في مَشْرَبةٍ له أَي كان في غُرْفةٍ قال وجمعها مَشْرَباتٌ ومَشارِبُ
والشارِبانِ ما سالَ على الفَم من الشَّعر وقيل إِنما هو الشَّارِبُ والتثنية خطأٌ
والشَّارِبان ما طالَ مِن ناحِيةِ السَّبَلةِ وبعضهم يُسمِّي السَّبَلةَ كلَّها
شارِباً واحداً وليس بصواب والجمع شَوارِبُ قال اللحياني وقالوا إِنه لَعَظِيمُ
الشَّواربِ قال وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فَجُعِلَ كلُّ جزءٍ منه شارِباً ثم
جُمِع على هذا وقد طَرَّ شارِبُ الغُلامِ وهما شارِبانِ التهذيب الشارِبانِ ما
طالَ من ناحِيةِ السَّبَلةِ وبذلك سُمِّي شارِبا السيفِ وشارِبا السيفِ ما اكْتَنَفَ
الشَّفْرةَ وهو من ذلك ابن شميل الشارِبانِ في السيفِ أَسْفَلَ القائِم أَنْفانِ
طَويلانِ أَحدُهما من هذا الجانب والآخَرُ من هذا الجانِب والغاشِيةُ ما تحتَ
الشَّارِبَين والشارِبُ والغاشِيةُ يكونان من حديدٍ وفِضَّةٍ وأَدَمٍ وأَشْرَبَ
اللَّونَ أَشْبَعَه وكلُّ لَوْنٍ خالَطَ لَوْناً آخَر فقد أُشْرِبَه وقد اشْرابَّ
على مِثالِ اشْهابَّ والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ في الثوبِ والثوبُ يَتَشَرَّبُه أَي
يَتَنَشَّفُه والإِشْرابُ لَوْنٌ قد أُشْرِبَ من لَونٍ يقال أُشْرِبَ الأَبيضُ
حُمْرةً أَي عَلاه ذلك وفيه شُرْبةٌ من حُمْرَةٍ أَي إِشْرابٌ ورجُل مُشْرَبٌ
حُمْرةً وإِنه لَمَسْقِيُّ الدَّم مثله وفيه شُرْبةٌ من الحُمْرةِ إِذا كان
مُشْرَباً حُمْرَةً وفي صفته صلى اللّه عليه وسلم أَبيضُ مُشْرَبٌ حُمرةً
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) شرب الشَّرْبُ مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ
شَرْباً وشُرْباً ابن سيده الإِشْرابُ خَلْطُ لَوْنٍ بلَوْنٍ كأَنَّ أَحد
اللَّوْنَينِ سُقِيَ اللونَ الآخَرَ يقال بياضٌ مُشْرَبٌ حُمْرةً مخففاً وإِذا
شُدّد كان للتكثير والمبالغة ويقال أَيضاً عنده شُرْبةٌ من ماءٍ أَي مِقدارُ
الرِّيِّ ومثله الحُسْوةُ والغُرْفةُ واللُّقْمةُ وأُشْرِبَ فلان حُبَّ فلانةَ أَي
خالَطَ قَلْبَه وأُشْرِبَ قلبُه مَحَبَّةَ هذا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرابِ وفي
التنزيل العزيز وأُشْرِبُوا في قُلوبِهِم العِجْلَ أَي حُبَّ العِجْلِ فحذَف
المضافَ وأَقامَ المضافَ [ ص 492 ] إِليه مُقامَه ولا يجوز أَن يكون العِجْلُ هو
المُشْرَبَ لأَنَّ العِجْل لا يَشْرَبُه القَلْبُ وقد أُشْرِبَ في قَلْبِه حُبّه
أَي خالَطَه وقال الزجاج وأُشْرِبُوا في قُلوبِهم العِجْلَ بكُفْرِهم قال معناه
سُقُو حُبَّ العِجْلِ فحذف حُبَّ وأُقِيمَ العِجْلُ مُقامَه كما قال الشاعر
وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلالَتُه كأَبي مَرْحَبِ ؟
أَي كَخلالةِ أَبي مَرْحَبٍ والثَّوْب يَتَشرَّبُ الصِّبْغَ يَتَنَشَّفُه
وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فيه سَرَى واسْتَشْرَبَتِ القَوْسُ حُمْرةً اشْتَدَّت
حُمْرَتُها وذلك إِذا كانت من الشِّرْبانِ حكاه أَبو حنيفة قال بعض النحويين من
المُشْرَبةِ حُروف يخرج معها عند الوُقوفِ عليها نحو النفخ إِلاَّ أَنها لم
تُضْغَطْ ضَغْطَ المَحْقُورَةِ وهي الزاي والظاءُ والذال والضاد قال سيبويه وبعضُ
العرب أَشَدُّ تصويباً من بعض وأُشْرِبَ الزَّرْعُ جَرى فيه الدَّقيقُ وكذلك
أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقَ عَدَّاه أَبو حنيفة سماعاً من العرب أَو الرُّواة
ويقال للزرع إِذا خرج قَصَبُه قد شَرِبَ الزرعُ في القَصَبِ وشَرَّبَ قَصَبُ
الزرعِ إِذا صارَ الماءُ فيه ابن الأَعرابي الشُّرْبُبُ الغَمْلى من النبات وفي
حديث أُحد انَّ المشركين نزلوا على زَرْعِ أَهلِ المدينةِ وخَلَّوا فيه ظَهْرهم
وقد شُرِّبَ الزرعُ الدَّقيقَ وفي رواية شَرِبَ الزرعُ الدقيقَ وهو كناية عن
اشْتِدادِ حَبِّ الزَّرْع وقُرْبِ إِدْراكِه يقال شَرَّبَ قَصَبُ الزرع إِذا صارَ
الماءُ فيه وشُرِّبَ السُّنْبُلُ الدَّقيقَ إِذا صارَ فيه طُعْمٌ والشُّرْبُ فيه
مستعارٌ كأَنَّ الدَّقِيقَ كان ماءً فَشَرِبَه وفي خديث الإِفك لقد سَمِعْتُموه
وأُشْرِبَتْه قُلوبُكم أَي سُقِيَتْهُ كما يُسْقَى العَطْشانُ الماء يقال شَرِبْتُ
الماءَ وأُشْرِبْتُه إِذا سُقِيتَه وأُشْرِبَ قَلْبُه كذا أَي حَلَّ مَحَلَّ
الشَّراب أَو اخْتَلَطَ به كَما يَخْتَلِطُ الصِّبغُ بالثوب وفي حديث أَبي بكر رضي
الله عنه وأُشْرِبَ قَلْبُه الإِشْفاقَ أَبو عبيد وشَرَّبَ القِرْبةَ بالشين
المعجمة إِذا كانت جديدة فجعل فيها طيباً وماء لِيَطِيبَ طَعْمُها قال القطامي يصف
الإِبل بكثرة أَلبانها
ذَوارِفُ عَيْنَيْها منَ الحَفْلِ بالضُّحَى ... سُجُومٌ كتَنْضاحِ الشِّنانِ
المُشَرَّب
هذا قول أَبي عبيد وتفسيره وقوله كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّبِ إِنما هو بالسين
المهملة قال ورواية أَبي عبيد خطأ وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ نَشِفَه وضَبَّةٌ
شَرُوبٌ تَشْتَهِي الفحل قال وأُراه ضائنةٌ شَرُوبٌ وشَرِبَ بالرجل وأَشْرَبَ به
كَذَبَ عليه وتقول أَشْرَبْتَني ما لم أَشْرَبْ أَي ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم
أَفْعَلْ والشَّرْبةُ النَّخْلة التي تَنبُتُ من النَّوى والجمع الشَّرَبَّاتُ
والشَّرائِبُ والشَّرابِيبُ ( 1 )
( 1 قوله « والجمع الشربَّات والشرائب والشرابيب » هذه الجموع الثلاثة إِنما هي
لشربة كجربة أَي بالفتح وشدّ الباء كما في التهذيب ومع ذلك فالسابق واللاحق لابن
سيده وهذه العبارة متوسطة أوهمت أنها جمع للشربة النخلة فلا يلتفت إلى من قلد
اللسان )
[ ص 493 ] وأَشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الحَبْلَ وَضَعَه في عُنُقها قال يا آلَ
وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأَقْرانْ وأَشْرَبْتُ الخَيْلَ أَي جعلت الحِبالَ في
أَعْناقِها وأَنشد ثعلب
وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها ... بِقُرْح وقد أَلقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ
وأَشْرَبْتُ إِبلَكَ أَي جَعَلْتُ لكل جَمَلٍ قَريناً ويقول أَحدهم لناقته
لأُشْرِبَنَّكِ الحِبالَ والنُّسُوع أَي لأَقْرُنَنَّكِ بها والشَّارِبُ الضَّعْفُ
في جميع الحيوان يقال في بعيرِك شارِبُ خَوَرٍ أَي ضَعْفٌ ونِعْم البعيرُ هذا لولا
أَن فيه شارِبَ خَوَرٍ أَي عِرقَ خَوَرٍ قال وشَرِبَ إِذا رَوِيَ وشَرِبَ إِذا
عَطِشَ وشَرِبَ إِذا ضَعُفَ بَعيرُه ويقال ما زالَ فلان على شَرَبَّةٍ واحدةٍ أَي
على أَمرٍ واحد أَبو عمرو الشَّرْبُ الفهم وقد شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذا
فَهِمَ ويقال للبليد احْلُبْ ثم اشْرُبْ أَي ابْرُك ثم افْهَمْ وحَلَبَ إِذا
بَرَكَ وشَرِيبٌ وشُرَيْبٌ والشُّرَّيْبُ بالضم والشُّرْبُوبُ والشُّرْبُبُ كلها
مواضع والشُّرْبُبُ في شعر لبيد بالهاءِ قال هل تَعْرِفُ الدَّار بسَفْحِ
الشُّرْبُبَه ؟ والشُّرْبُبُ اسم وادٍ بعَيْنِه والشَّرَبَّةُ أَرض لَيِّنَة
تُنْبِتُ العُشْبَ وليس بها شجر قال زهير
وإِلاَّ فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى ... نُعَقِّر أُمّاتِ الرِّباع ونَيْسِرُ
وشَرَبَّةُ بتشديد الباءِ بغير تعريف موضع قال ساعدة بن جؤَية
بِشَرَبَّةٍ دَمِث الكَثِيبِ بدُورِه ... أَرْطًى يَعُوذُ به إِذا ما يُرْطَبُ
يُرْطَبُ يُبَلُّ وقال دَمِث الكَثِيب لأَنَّ الشُّرَبَّةَ موضع أَو مكان ليس في
الكلام فَعَلَّةٌ إِلاَّ هذا عن كراع وقد جاءَ له ثان وهو قولهم جَرَبَّةٌ وهو
مذكور في موضعه واشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ وإِلى الشيءِ اشْرِئْباباً مَدَّ عُنُقَه
إِليه وقيل هو إِذا ارْتَفَعَ وعَلا والاسم الشُّرَأْبِيبةُ بضم الشين من
اشْرَأَبَّ وقالت عائشة رضي اللّه عنها اشْرَأَبَّ النِّفاقُ وارْتَدَّت العربُ
قال أَبو عبيد اشْرَأَبَّ ارتفعَ وعلا وكلُّ رافِعٍ رأْسَه مُشْرَئِبٌّ وفي حديث
يُنادِي منادٍ يومَ القيامةِ يا أَهلَ الجنةِ ويا أَهلَ النار فيَشْرَئِبُّون
لصوته أَي يَرْفَعُون رؤُوسهم ليَنْظُروا إِليه وكلُّ رافع رأْسه مشرئبٌّ وأَنشد
لذي الرمة يصف الظَّبْيةَ ورَفْعَها رأْسَها
ذَكَرْتُكِ إِذْ مَرَّتْ بِنا أُمُّ شادِنٍ ... أَمامَ المَطايا تَشْرَئِبُّ
وتَسْنَحُ
قال اشْرأَبَّ مأْخوذ من المَشْرَبة وهي الغُرْفةُ