" الثُّلثُ " بضمّ فسكون " وبِضَمَّتَيْنِ " ويُقَال : بضَمَّة ففَتْحَة - كأَمثاله - : لُغَةً أَو تَخْفِيفاً وهو كَثِير في كلامهم وإِنْ أَغْفَلَه المُصنِّفُ تَبَعاً للجوهريّ كذا قاله شيْخُنَا " : سَهْمٌ " أَي حَظٌ ونَصِيبٌ " من ثَلاثَةِ " أَنْصِباءَ " كالثَّلِيثِ " يَطَّرِدُ ذلك عِنْد بعضِهم في هذِه الكُسُورِ وجَمْعُهَا أَثْلاَثٌ . ونَصُّ الجوهَرِيّ : فإِذا فتَحْتَ الثَّاءَ زِدْت ياءً فقلت : ثَلِيثٌ مثل : ثَمِينٍ وسَبِيعٍ وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ وأَنْكَرَ أَبو زَيْدٍ منها خَمِيساً وثَلِيثاً . قلت : وقَرَأْتُ في مُعْجَمِ الدِّمْياطِيِّ ما نَصُّه : قال ابنُ الأَنْبَارِيّ : قال اللُّغَوِيُّون : في الرُّبعِ ثلاثُ لُغاتٍ : يقال : هو الرُّبْعُ والرُّبُعُ والرَّبِيعُ وكذلك العُشْرُ والعُشُرُ والعَشِيرُ يَطَّرِدُ في سائِرِ العَدَدِ ولم يُسْمَع الثَّلِيثُ فمن تَكَلَّمَ به أَخْطَأَ فالمصنّف جَرَى على رَأْىِ الأَكْثَرِ وقالوا : نَصِيفٌ بمعنى النِّصْف لكِن المعروف في النِّصْفِ الكَسْرُ بخلافِ غيرِه من الأَجزاءِ فَإِنّهَا على ما قُلْنَا . وعن الأَصمعيّ : الثَّلِيثُ : بمعنى الثُّلُثِ ولم يَعْرِفْه أَبو زيد وأَنشدَ شَمِرٌ :
تُوفِي الثَّلِيثَ إِذا ما كانَ في رَجَبٍ ... والحَيُّ في خَاثِرٍ منها وإِيقاعِ
الثِّلْثُ بالكَسْرِ من قَوْلِهِم : " سَقَى نَخْلَهُ الثِّلْثَ - بالكسر - أَي بَعْدَ الثُّنْيَا " . " وثِلْثُ النّاقَةِ أَيضاً : وَلَدُهَا الثَّالِثُ " وطَرَدَه ثعلب في وَلَدِ كلِّ أُنْثَى وقد أَثْلَثَت فهي مُثْلِثٌ ولا يُقَال : نَاقَةٌ ثِلْثٌ . " وفي قولِ الجَوْهَرِيّ : ولا تُسْتَعْمَلُ " أَي الثِّلْث " بالكَسْرِ إِلاّ في الأَوَّلِ " - يعني في قولهم : هو يَسْقِي نَخْلَه الثِّلْثَ - " نَظَرٌ " كأَنَّه نَقَصَ كلامَه بِمَا حَكَاه من ثِلْثِ النَّاقَةِ : وَلدِها الثالث وهذا غَيْرُ وارِد عَلَيْه ؛ لأَنَّ مُرادَ الجَوْهَرِيّ أَنّ الثِّلْثَ في الأَظْماءِ غيرُ وارِدٍ ونَصُّ عبارَتِه : والثِّلْثُ بالكَسْرِ من قَوْلِهِمْ : هو يَسْقِي نَخْلَه الثِّلْثَ ولا يُسْتَعْمَلُ الثِّلْثُ إِلا في هذا المَوْضِع وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ ؛ لأَنَّ أَقْصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ : وهو أَنْ تَشْرَبَ الإِبِلُ كلَّ يومٍ ثم الغِبُّ : وهو أَنْ تَرِدَ يوماً وتَدَعَ يوماً فإِذا ارتَفَعَ من الغِبِّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثُمّ الخِمْسُ وكذلك إلى العِشْرِ قاله الأَصْمَعِيّ . انتهى . فعُرِف من هَذَا أَنَّ مُرَادَه أَنّ الأَظْماءَ ليسَ فِيهَا ثِلْثٌ وهو صحيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْه ووجودُ ثِلْثٌ النَّخْلِ أَو ثِلْثِ النَّاقَةِ - لِوَلدِهَا الثَّالِث - لا يُثْبِتُ هَذا ولا يَحُومُ حَوْلَهُ كما هُو ظاهِرٌ فقوله : فيه نَظرٌ فيه نَظَرٌ . كما حَقَّقه شيخُنا . جَاءُوا " ثُلاثَ " ثُلاثَ " ومَثْلَثَ " مَثْلَثَ أَي ثَلاَثَةً ثَلاثَةً . وقال الزَّجّاج : - في قولهِ تَعالى : " فانْكِحُوا ما طَاب لَكُمْ مِن النِّسَاءِ مَثْنَى وثُلاَثَ ورُبَاعَ " معناه : اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثَاً ثَلاثاً إِلاّ أَنَّهُ لمْ يَنْصَرِفْ ؛ لِجِهَتَيْنِ : وذلك أَنَّهُ اجتمَعَ عِلَّتانِ : إِحداهما أَنه مَعْدُولٌ عن اثْنَيْن اثْنَيْن وثَلاثٍ ثَلاثٍ والثانية أَنّه عُدِلَ عن تَأْنِيثٍ . وفي الصّحاح : ثُلاثُ ومَثْلَثُ " غيرُ مَصْرُوفٍ " للعَدْلِ والصِّفَة والمُصَنِّف أَشار إِلى عِلَّة واحدةٍ وهي العَدْل وأَغْفَلَ عن الوَصْفِيّة فقال : " مَعْدُولٌ من ثَلاثَةٍ ثلاثَةٍ " إِلى ثُلاثَ وَمَثْلَثَ وهو صِفَةٌ ؛ لأَنَّك تقُول : مَرَرْتُ بقومٍ مَثْنَى وثُلاَثَ وهذا قولُ سيبويه . وقال غيرُه : إِنّمَا لَمْ يُصْرَفْ لِتَكَرُّرِ العَدْلِ فيه : في اللَّفْظِ والمعنَى لأَنَّهُ عُدِلَ عن لفظِ اثْنَينِ إِلى لفظِ مَثْنَى وثُنَاءَ وعن معنى اثْنَيْنِ إِلى معنَى اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ إِذَا قُلْتَ : جاءَتِ الخيلُ مَثْنَى فالمَعْنَى : اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَي جَاءُوا مُزْدَوِجِين وكذلك جميعُ معدول العَدَد فإِنْ صَغَّرْتَه صَرَفْتَه فقلتَ : أُحَيِّدٌ ونُثَىٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ ؛ لأَنَّه مثل حُمَيِّر فخرج إِلى مِثَالِ ما يَنْصَرِف وليس كذلك أَحْمَدُ وأَحْسَنُ ؛ لأَنَّه لا يَخْرُجُ بالتَّصْغِير عن وزْنِ الفِعْل ؛ لأَنَّهم قد قالوا - في التَّعَجّب - : ما أُمَيْلِحَ زَيْداً وما أُحَيْسِنَهُ . وفي الحديث : " لكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ وسَمُّوا اللهَ تَعالَى " يقال : فعلت الشيءَ مَثْنَى وثُلاثَ ورُبَاعَ غيرَ مصروفاتٍ إِذا فَعْلَتَه مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ وثَلاثاً ثَلاثاً وأَربَعاً أَرْبَعاً . " وثَلَثْتُ القَوْمَ " أَثْلُثُهُم ثَلْثاً " كنَصَرَ : أَخَذْتُ ثُلُثَ أَمْوَالِهِم " وكذلك جميع الكُسور إِلى العُشْر . ثَلَثْتُ " كَضَرَبَ " أَثْلِثُ ثَلْثاً " : كُنْتُ ثَالِثَهُم أَو كَمَّلْتُهم ثَلاثَةً أَو ثَلاثِينَ بِنَفْسِي " . قال شيخُنا : " أَو " هُنَا بمعنى الواو أَو للتَّفْصِيل والتّخْيِير ولا يَصحّ كونُهَا لتَنْويعِ الخِلاف . انتهى . قال ابن منظور : وكذلك إِلى العَشَرَة إِلاّ أَنّك تَفْتَح : أَرْبَعُهُم وأَسْبَعُهُم وأَتْسَعُهُم فيها جميعاً ؛ لِمَكَانِ العَيْن . وتقولُ : كانوا تِسْعَةً وعِشرِينَ فَثَلَثْتُهم أَي صِرْتُ بهم تَمَامَ ثَلاَثِين وكانوا تِسعَةً وثَلاثِين فَرَبَعْتُهم مثل لفظ الثّلاثةِ والأَرْبَعَة كذلك إلى المائةِ وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ قولَ الشاعر في ثَلَثَهُم إِذا صارَ ثالِثَهُم قال ابنُ بَرِّىّ : هو لعَبْدِ الله بنِ الزَّبِيرِ الأّسَدِيّ يهجو طَيّئاً :فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ وإِنْ يَكُ خَامِسٌ ... يَكنْ سَادِسٌ حتّى يُبِيرَكُمُ القَتْلُ أَرادَ بقَوْله : تَثْلِثُوا أَي تَقْتُلوا ثالِثاً . وبعدَه :
وإِنْ تَسْبَعُوا نَثْمِن وإِن يَكُ تَاسِعٌ ... يَكُنْ عاشِرٌ حتّى يَكُونَ لنا الفَضْلُ يقول : إِن صِرْتُم ثَلاثَةً صِرْنا أَرْبَعَةً وإِن صِرْتُم أَربعةً صِرْنا خمسةً فلا نَبْرَحُ نَزيدُ عليكم أَبداً . يقالُ : " رَماهُ اللهُ بثَالِثَةِ الأَثَافِي " وهي الدّاهِيَةُ العَظِيمَةُ والأَمْرُ العَظِيم وأَصلُهَا أَنّ الرّجُلّ إِذَا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْنِ لِقِدْرِهِ ولم يَجدِ الثَّالِثَةَ جَعلَ رُكْنَ الجَبَل ثَالِثَةَ الأُثْفِيَّتَيْنِ . و " ثالِثَةُ الأَثافِي : الحَيْدُ النَّادِرُ من الجَبَل يُجْمَعُ إِليهِ صَخْرَتَانِ فَيُنْصَبُ عَلَيْها القِدْرُ " . " وأَثْلَثُوا : صارُوا ثَلاثَةً " عن ثعلب وكانُوا ثَلاثَةً فأَرْبَعُوا كذلك إِلى العَشَرة . وفي اللسان : وأَثْلَثُوا : صارُوا ثَلاثِين كلُّ ذلك عن لفظِ الثَّلاثة وكذلك جميعُ العُقُودِ إِلى المِائَة تصريفُ فِعْلِهَا كتَصْرِيفِ الآحادِ . " والثَّلُوثُ " من النُّوق " : ناقَةٌ تَمْلأُ ثَلاثَةَ أَوَان " وفي اللسان : ثَلاثةَ أَقْدَاحٍ " إِذا حُلِبَتْ " ولا يَكُون أَكْثَرَ من ذلك عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ؛ يَعْنِي لا يكونُ المَلءُ أَكثَرَ من ثَلاثَةٍ . هي أَيضاً : " ناقَةٌ تَيْبَسُ ثَلاثَةٌ من أَخْلافِها " وذلك أَن تُكْوَى بِنارٍ حتّى يَنْقَطِعِ ويكُونَ وَسْماً لها هذه عن ابن الأَعْرَابِيّ . هي التي " صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها أَو " بمعنى الواو وليست لتَنْوِيع الخِلاف فإِنّها مع ما قبلها عبارةٌ واحدةٌ " تُحْلَبُ من ثلاثَةِ أَخْلافٍ " وعبارة اللسان : ويقال - للنّاقَةِ التي صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافِها وتُحْلَبُ من ثَلاثَةِ أَخْلافٍ : تَلُوثٌ أَيضاً وقال أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيّ :
أَلاَ قَولاَ لِعَبْدِ الجَهْل إِنّ ال ... صَّحِيحَةَ لا تُحَالِبُها الثَّلُوثُ وقال ابن الأَعْرابِيّ : الصَّحِيحَةُ : التي لها أَرْبَعَةُ أَخْلافٍ والتَّلُوثُ : التي لها ثلاثَةُ أَخْلافٍ . وقالَ ابنُ السِّكِّيت : نَاقَةٌ ثَلُوثٌ إِذا أَصابَ أَحَدَ أَخْلافِها شيءٌ فَيَبِسَ وأَنشدَ قولَ الهُذَلّي أَيضاً . وكذلك أَيضاً ثَلَّثَ بِنَاقَتِه إِذا صَرَّ منها ثَلاثَةَ أَخْلاف فإِن صَرَّ خِلْفَيْنِ قيل : شَطَّرَ بِها فإِن صَرَّ خِلْفاً واحِداً قيل : خَلَّفَ بها فإِن صَرَّ أَخْلافَهَا جُمَعَ قيل : أَجْمَعَ بِنَاقَتِه وأَكْمَشَ . وفي التهذيب : النَّاقَةُ إِذَا يَبِسَ ثَلاَثَةُ أَخْلافٍ منْهَا فهي ثَلُوثٌ . ونَاقَةٌ مُثَلَّثَةٌ : لها ثلاثَةُ أَخْلافٍ قال الشاعر :
فتَقْنَعُ بالقَلِيلِ تَرَاهُ غُنْماً ... ويَكْفِيك المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ" والمَثْلُوثَةُ : مَزَادَةٌ " من ثَلاثَةِ آدِمَةٍ وفي الصّحاح : " من ثَلاَثَةِ جُلُودٍ " . " والمَثْلُوثُ : ما أُخِذَ ثُلُثُه " وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوكٌ . وقِيل : المَثْلُوثُ : ما أُخِذَ ثُلُثُة والمَنْهُوكُ : ما أُخِذَ ثُلُثاهُ وهو رَأْىُ العَرُوضِيِّينَ في الرَّجَزِ والمُنْسَرِح . والمَثْلُوثُ من الشِّعْرِ : الذي ذَهَبَ جُزآنِ من سِتَّةِ أَجزائِه . المَثْلُوثُ " : حَبْلٌ ذُو ثَلاثِ قُوىً " وكذلك في جميع ما بَيْنَ الثّلاثَةِ إِلى العَشَرَة إِلاّ الثَّمَانِيةَ والعشرةَ . وعن الليث : المَثْلُوثُ من الحبال : ما فُتِلَ على ثَلاثِ قُوىً وكذلك ما يُنْسَج أَو يُضْفَرُ . " والمُثَلَّثُ " ؛ كمُعَظَّمٍ " : شَرابٌ طُبِخَ حتّى ذَهَبَ ثُلُثاه " وقد جاءَ ذِكْرُه في الحديث . أَرْضٌ مُثَلَّثَةٌ : لها ثَلاثةُ أَطرافٍ فمِنْهَا المُثَلَّثُ الحَادُّ ومنها المُثَلَّثُ القائِم . و " شَيْءٌ " مُثَلَّثٌ : " ذو ثَلاَثَةِ أَرْكَان " قاله الجَوْهَرِيّ . وقال غيرُه : شَيْءٌ مُثَلَّثٌ : مَوْضُوعٌ على ثَلاثِ طاقاتٍ وكذلك في جميع العَدَدِ ما بين الثّلاثَةِ إِلى العَشَرة . وقالَ اللَّيْثُ : المُثَلَّثُ : ما كان من الأَشْيَاءِ على ثَلاثَةِ أَثْنَاءٍ . " وَيثْلَثُ كيَضْرِبُ أَو يَمْنَع وتَثْلِيثُ وثَلاثٌ كسَحَاب وثُلاَثَانُ - بالضَّمّ - : مواضعُ " الأَخيرُ قيلَ : ماءٌ لبَنِى أَسَدٍ . قال امرُؤُ القَيْس :
قَعَدْتُ له وصُحَْبِتي بَيْنَ ضَارِجٍ ... وبينَ تِلاعِ يَثْلَثَ فالعَرِيضِ وقال الأعشى :
كَخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْ ... لِيثَ قَفْراً خَلاَ لَهَا الأَسْلاقُ وفي شرحِ شيخِنَا قال الأَعْشَى :
وجَاشَتِ النَّفْسُ لمَّا جَاءَ جَمْعُهُمُ ... ورَاكِبٌ جَاءَ من تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ وقال آخر :
أَلاَ حَبَّذا وادِي ثُلاَثَانَ إِنَّنِي ... وَجَدْتُ به طَعْمَ الحَيَاةِ يَطِيبُ " والثَّلِثَانُ كالظَّرِبَانِ " نقل شيخنا عن ابن جِنِّي في المحتسب أَنَّ هذا من الأَلْفَاظِ التي جاءَت على فَعِلانَ - بفتح الفاءِ وكَسْرِ العَيْنِ - وهي : ثَلِثَانُ وبَدِلانُ وشَقِرَانُ وقَطِرَانُ لا خامِسَ لها " ويَحَرَّكُ " : شَجَرةُ " عِنَب الثَّعْلبِ " قال أَبو حنيفَةَ : أَخبرنِي بذلك بعضُ الأَعْرَاب قال : وهو الرَّبْرَقُ أَيضا وهو ثُعَالَةُ وقولُه : ويُحَرَّك الصَّواب ويُفْتَح كما ضَبَطَه الصّاغانيّ . من المجاز : الْتَقَتْ عُرَى ذي ثَلاثِها " ذُو ثُلاث . بالضَّمِّ " هو " وَضِينُ البَعِيرِ " . قال الطِّرِمّاح :
وقد ضُمِّرَتْ حَتَّى بَدا ذُو ثَلاثِها ... إِلى أَبْهَرَىْ دَرْمَاءَ شَعْبِ السَّنَاسِنِويُقَال : ذو ثُلاثِها : بَطْنُها والجِلْدَتَانِ العُلْيَا والجِلْدَةُ التي تُقْشَر بَعْدَ السَّلْخِ . وفي الأَسَاس : وروى " حَتَّى ارْتَقَى ذُو ثَلاثِها " أَي وَلَدُها والثَّلاثُ : السَّابِياءُ والرَّحِم والسَّلَى أَي صَعِدَ إِلى الظَّهْرِ . من المجاز أَيضاً : " يَومُ الثَّلاثَاء " وهو " بالمَدِّ ويُضَمُّ " كان حَقُّه الثّالث ولكنه صِيغَ له هذا البِناءُ ؛ ليَتَفَرَّدَ به كما فُعِل ذلك بالدَّبَرَانِ وحُكِىَ عن ثعلب : مَضَت الثَّلاثَاءُ بما فيها فَأَنَّتَ وكان أَبُو الجَرَّاحِ يقول : مَضَت الثَّلاثَاءُ بما فِيهِنَّ يُخْرِجُهَا مُخْرَج العَدَدِ والجَمْع : ثَلاثَاوَاتٌ وأَثَالِثُ . حَكَى الأَخِيرَةَ المُطَرِّزِيُّ عن ثعلب . وحكى ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ : لاَ تَكُنْ ثَلاَثَاوِيّاً أَي مِمّن يَصُوم الثَّلاثَاءَ وَحْدَه . وفي التَّهْذِيب : والثَّلاثَاءُ لمّا جُعِل اسْماً جُعِلَت الهَاءُ التي كانت في العَدد مَدّةً فَرْقاً بين الحَالَيْنِ وكذلك الأَرْبِعَاءُ من الأَرْبعَة فهذه الأَسمَاءُ جُعِلت بالمَدّ تَوْكِيداً لِلاسمِ كما قَالُوا : حَسَنَةٌ وحَسْنَاءُ وقَصَبَةٌ وقَصْبَاءُ حيثُ أَلْزَمُوا النَّعْتُ إِلزامَ الاسمِ وكذلك الشَّجْراءُ والطَّرْفَاءُ والواحِدُ من كلّ ذلك بوزْن فَعَلَة . " وَثَلَّثَ البُسْرُ تَثْلِيثاً : أَرْطَبَ ثُلُثُه " وهو مُثَلِّثُ . قال ابنُ سيدَه : ثَلَّثَ " الفَرَسُ : جاءَ بَعْدَ المُصَلِّى " ثُمَّ رَبَّع ثمّ خَمَّسَ . وقال عَلِيٌّ - رضي الله عنه - " سَبَقَ رسولُ الله - صلّى اللهُ عليه وسلم - وثَنَّى أَبُو بكرٍ وثَلَّثَ عُمَرُ وخَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فما شَاءَ الله " . قال أَبو عُبَيْد : ولم أَسمَعْ في سَوَابِقِ الخَيْلِ - مِمّن يُوثَق بِعِلمِه - اسْماً لشْيءٍ منها إِلاّ الثّانيَ والعَاشرَ فإِنّ الثَّانيَ اسمُه المُصَلِّى والعَاشرَ السُّكَيْتُ وما سِوَى ذَيْنِك إِنما يقال : الثّالِثُ والرَّابع وكذلك إِلى التّاسع . وقال ابنُ الأَنْبَارِيّ : أَسماءُ السُّبَّقِ من الخَيْلِ : المُجَلِّى والمُصَلِّى والمُسَلِّى والتَّالِي والحَظِىُّ والمُؤَمِّلُ والمُرْتَاحُ والعَاطِفُ واللَّطِيمُ والسُّكَيْتُ . قال أَبو مَنْصُور : ولم أَحْفَظْهَا عن ثِقَةٍ وقد ذكرها ابنُ الأَنْبَارِيّ ولم يَنْسُبْهَا إِلى أَحَدٍ فلا أَدْرِي أَحفِظَهَا لِثِقَةٍ أَمْ لا . في حَدِيثِ كَعْبٍ أَنه قالَ لعُمر : أَنْبِئني ما " المُثَلِّثُ " ؟ حين قال له : " شَرُّ النَّاسِ المُثَلِّثُ " . - أَي كمُحَدّثٍ " ويُخَفَّفُ " قال شَمرٌ : هكذا رواه لنا البَكْرَاوِيّ عن عَوَانَةَ بالتَّخْفِيفِ وإِعْرَابُه بالتَّشْديد مُثَلِّثٌ من تَثْلِيثِ الشَّيْء - فقال عُمر : المُثَلِّث لا أَبَالك هو " السَّاعِي بأَخيه عندَ " وفي نسخة إِلى " السُّلْطَان لأَنّه يُهْلِكُ ثلاثَةً : نَفْسَه وأَخاه والسُّلْطَانَ " وفي نُسخَةٍ : وإِمَامَهُ أَي بالسَّعْيِ فيه إِليه . والرّواية : هو الرَّجُلُ يَمْحَلُ بأَخِيه إلى إِمَامِه فيبْدَأُ بنَفْسه فيُعْنتُهَا ثمّ بأَخِيِه ثم بإِمامِه فذَلِك المُثَلِّثُ وهو شَرُّ النَّاسِ
ومما يستدرك عليه : الثَّلاثَةُ من العَدَدِ : في عَدَدِ المذَكَّرِ معروفٌ والمُؤَنَّثُ ثَلاثٌ . وعن ابن السِّكِّيت : يقال : هو ثَالِثُ ثَلاثَةٍ مضافٌ إِلى العَشَرَة ولا يُنَوَّن فإِن اخْتَلَفا : فإِن شِئتَ نَوَّنْتَ وإِن شِئتَ أَضَفْتَ قلت : هو رابِعُ ثَلاثَةٍ ورَابِعٌ ثَلاثَةً كما تقول : ضارِبُ زَيْدٍ وضَارِبٌ زَيْداً ؛ لأَن معناه الوُقُوع أَي كَمَّلَهُم بنَفْسِه أَرْبَعَةً . وإِذَا اتَّفقَا فالإِضافَةُ لا غَيْرُ لأَنه في مذهَبِ الأَسماءِ لأَنك لم تُرِدْ معنَى الفِعْلِ وإِنّمَا أَردْتَ هو أَحدُ الثَّلاثَةِ وبعضُ الثلاثَةُ وهذا ما لا يكونُ إِلا مُضَافاً . وقد أَطَالَ الجوهَريّ في الصّحاح وتَبِعَهُ ابنُ منظور وغيرُه ولابنِ بَرِّىّ هنا في حواشيه كلامٌ حَسَن . قال ابن سيده : وأَمّا قولُ الشّاعر :
" يَفْدِيك يا زُرْعَ أَبِي وخَالِي
" قَدْ مَرَّ يومَانِ وهذَا الثَّالِي
" وأَنتِ بالهِجْرَانِ لا تُبَالِيفإِنّه أَرادَ الثَّالِثَ فأَبْدلَ الياءَ من الثَّاءِ . وفي الحديث : " دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثاً أَي ثَلاثٌ وثَلاثُونَ حِقَّةً وثلاثٌ وثلاثُونَ حِقَّةَ وثلاثٌ وثلاثُونَ جَذَعَةً وأَربعٌ وثلاثُون ثَنِيَّةً . والثُّلاَثَةُ بالضَّمّ : الثَّلاثَةُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . وأَنشد :
فمَا حَلَبَتْ إِلاَّ الثُّلاثَةَ والثُّنَى ... ولا قُيِّلَتْ إِلا قَرِيباً مَقَالُهَا هكذا أَنشدَه بضم الثّاءِ من الثَّلاثَة . والثَّلاثُون مِنَ العَدَدِ ليْسَ على تَضْعِيفِ الثَّلاثَةِ ولكن على تَضْعِيفِ العَشَرَة قالَهُ سيبويهِ . والتَّثْلِيثُ : أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيَةً أُخْرَى بعد الثُّنْيَا . والثُّلاثِيّ : منسوبٌ إِلى الثَّلاثَة على غيرِ قياسٍ . وفي التَّهْذيب : الثُّلاثِيُّ : يُنْسَب إِلى ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ أَو كانَ طُولُه ثلاَثَةَ أَذْرُعٍ : ثَوْبٌ ثُلاثِيّ ورُبَاعِيّ وكذلك الغلامُ يقال : غُلامٌ خُمَاسِيّ ولا يُقَال : سُدَاسِيّ ؛ لأَنَّه إِذا تَمَّت له خَمْسٌ صار رَجُلاً . والحُرُوف الثُّلاثِيَّة : التي اجْتَمَع فيها ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ . والمِثْلاثُ : من الثُّلُثِ كالمِرْباعِ من الرُّبُع . وأَثْلَثَ الكَرْمُ : فَضَلَ ثُلُثُه وأُكِلَ ثُلُثاه . وإِناءٌ ثَلْثَانُ : بَلَغَ الكَيْلُ ثُلُثَه وكذلك هو في الشَّرَابِ وغيرِه . وعن الفرَّاءِ : كِساءٌ مَثْلُوثٌ : مَنْسُوجٌ من صُوفٍ ووَبَرٍ وشَعَرٍ وأَنشد :
" مَدْرَعَةٌ كِسَاؤُهَا مَثْلُوثُ وفي الأَساس : أَرْضٌ مَثْلُوثَةٌ : كُرِبَتْ ثَلاَثَ مَرّاتٍ ومَثْنِيَّة : كُرِبَتْ مَرّتَيْنِ . و " قد " ثَنَيْتُهَا وثَلَثْتُها . وفُلان يَثْنِى ولا يَثْلِثُ أَي يَعُدّ من الخُلفاءِ اثْنَيْن وهما الشَّيْخَانِ ويُبْطِلُ غيرَهُما . وفلانٌ يَثْلِثُ ولا يَرْبَعُ أَي يَعُدُّ منهم ثَلاثَةً ويُبْطِلُ الرّابِعَ . وشَيْخٌ لا يَثْنِى ولا يَثْلِثُ أَي لا يَقْدِرُ في المَرّةِ الثّانِيَةِ ولا الثَّالِثَةِ أَنْ يَنْهَضَ . ومن المجاز : عليه ذُو ثَلاثٍ أَي كِسَاءٌ عُمِلَ من صُوفِ ثَلاثٍ من الغَنَمِ . وتَثْنِيَةُ الثَّلاثاءِ ان عن الفَرّاءِ ذهبَ إِلى تَذْكِير الاسم . وثُلَّيْث - مُصَغَّراً مُشَدَّداً - مَوضِعٌ على طريقِ طَيِّىء إِلى الشّامِ
شَرِبَ الماءَ وغيره كسَمِع يَشْرَبُ شَرْباً مَضْبُوطٌ عندَنَا بالرَّفْع وضَبَطَه شَيْخُنا بالفَتْح وقَالَ : إِنَّه عَلَى القِيَاس ونَقَل أَيْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ وأَقْيَسُ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي مَا يُنَافِيه . ويُثَلَّثُ ومنه قَوْلُه تَعَالَى : فشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ بالوُجُوه الثَّلاَثَةِ . قال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ : سَمْعْتُ ابْنَ جُرِيْحٍ يقرأُ : فَشَارِبُونَ شَرْبَ الهِيمِ فذَكَرْتُ ذلِكَ لجَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ : ولَيْسَتْ كَذلِك إِنَّمَا هِيَ شُرْبَ الهِيم . قَالَ الفَرَّاءُ : وسَائِر القُرّاء يَرْفَعُون الشِّينَ . وفي حَدِيثِ أَيَّام التَّشْرِيقِ أَنَّهَا أَيَّامُ أَكْل وشُرَب يُرْوَى بالضَّمِّ والفَتْح وهُمَا بمَعْنىً والفَتْحُ أَقَلُّ اللُّغَتَيْن وَبِهَا قَرَأَ أَبو عَمْرو كذا في لِسَانِ العَرَب ومَشْرَباً بالفَتْح يَكُونُ مَوْضِعاً وَيُكُونُ مَصْدَراً وأَنْشَد :
ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمَامِي كَأَنَّه ... خَصِيٌّ أَتَى لِلمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الشُّرْبِ وسَيَأْتِي . وتَشْرَاباً بالفَتْح عَلَى تَفْعَال يُبْنَى عِنْدِ إرَادَة التَّكْثِيرِ : جَرَعَ وَمِثْلُه في الأَسَاس وَفِي قَوْلِ أَبِي ذُؤيْبٍ في وَصْف سَحَاب :
" شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعتَ البَاءُ زَائِدَةٌ . وقيل : إِنَّهُ لَمَّا كَانَ شَرِبْنِ بِمَعْنى رَوِيْنَ وَكَانَ رَوِينَ مِمَّا يَتَعَدَّى بالْبَاء عَدَّى شَرِبْن بالبَاءِ . وفي حديثِ الإِفْكِ : لَقَد سَمِعْتُمُوه وأُشْرِبَتْه قَلُوبُكم أَي سُقِيَتْه كما يُسْقَى العَطْشَانُ المَاءَ . يُقَالُ : شَرِبْتُ المَاءَ وأَشْرِبْتُه أَنَا إِذَا سُقِيتُه أَوِ الشَّرْبُ بالفَتْح بأَوِ المُنَوَّعَةِ لِلْخلاَف عَلَى الصَّوَاب . وسَقَط من نُسْخَةِ شَيْخنا مَصْدَرٌ كالأَكْلِ والضَّرْب . وبِالضَّم والكَسْرِ : اسْمَان من شَرِبْتُ لا مَصْدَرَان نص عليه أَبُو عُبَيْدَةَ والاسْم الشِّرْبَةُ بالكسر عن اللِّحْيانيّ . الشَّرْب بالفَتْح : القَومُ يَشْرَبُون ويَجْمِعُون عَلى الشَّرَاب . قال ابْنُ سِيدَه : فأَمَّا الشَّرْبُ فَاسْمٌ لجَمْعِ شَارِبٍ كرَكْبٍ ورَجْلٍ وقيل هو جَمْعٌ كالشُّرُوب بالضَّمِّ . قال ابن سيده : أَمَّا الشُّرُوب عِنْدِي فجَمْعُ شَارِبٍ كَشَاهِدٍ وشُهُودٍ وجَعَلَه ابن الأَعْرَابِيّ جمع شَرْب قَالَ : وَهُوَ خََطَأٌ قال : وَهَذَا مِمَّا يَضِيقُ عَنْه عِلْمُه لجَهْلِه بالنَّحْوِ . قال الأَعْشَى :
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو ... بَ بَيْن الحَرِيرِ وبَيْن الكَتَنْ وقوله أَنْشَدَه ثَعْلَب :
يَحْسَبُ أَطْمارِي عَلَيَّ جُلُبَا ... مِثْلَ المَنَادِيل تُعَاطَى الأَشْرُبَايكون جَمْعَ شَرْب وشَرْب جَمْ'ُ شَارِب وَهُوَ نَادِرٌ لأَنَّ سِيبَوَيْه لَم يَذْكُر أَنَّ فَاعِلاً قَدْ يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعُلٍ كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب ونَقَلَه شَيْخُنَا فأَجْحَفَ في نَقْله وَفِيه في حَدِيثِ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا : وَهُو في هَذَا البَيْت في شَرْبٍ من الأَنْصَارِ . قيل : الشَّرْبُ بالفَتْح المَصْدَر . والشِّرْبُ بالكَسْرِ : الاسْمُ وقيلَ هو الماءُ بِعَيْنِه يُشْرَب والجَمْعُ أَشْرَابٌ كالمَشْربِ بالكَسْر ؛ وهو المَاءُ الَّذِي يُشْرَب قَالَهُ أَبُو زَيْد . الشِّرْبُ بالكسر أَيضاً : الحَظُّ منه أَي المَاء . يُقَالُ : لَهُ شِرْبٌ مِنْ مَاءٍ أَي نَصِيبٌ منه ذكرَهُمَا ابْنُ السِّكِّيتُ كَذَا في التَّهذيب . الشِرْبُ بالكَسر : المَوْرِدُ قَالَه أَبُو زَيْدٍ . جَمْعُه أَشْرَاب . قيل : الشِّرْبُ هُوَ وَقْتُ الشُّرْب قَالَ شَيْخُنا : قَالُوا إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى الوَقْتِ بِضَرْبٍ من المَجازِ واخْتَلَفُوا في عَلاَقَتِه فتأَمَّل . والشَّرَابُ : ما شُرِبَ وفي نُسْخَةٍ مَا يُشْرَب مِنْ أَيِّ نَوع كَانَ وعَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ وجَمْعُه أَشْرِبَةٌ . وقيل : الشَّرَابُ والعَذَابُ لا يُجْمَعَان كما يَأْتي للمُصَنِّفِ في ن ه ر . وقال أَبو حنيفة : الشَّرَابُ كالشَّرِيب والشَّرُوبِ يرفَعُ ذَلِكَ إِلى أَبِي زَيْد . وفي لِسَانِ العَرَبِ : الشَّرَابُ : اسمٌ لِمَا يُشْرَبُ وكَلُّ شَيْءٍ لا مَضْغَ فيه فإِنه يقال فيه يُشْرَب . والشَّرُوبُ : ما شُرِب . أَو هُمَا أَي الشَّرُوب والشَّرِيبُ : المَاءُ بين العَذْب والمِلْح . وقيل : الشَّرُوبُ : الذي فيه شَيْءٌ من العُذُوبَة وقد يَشْرَبُه النَّاسُ على مَا فِيه . والشَّرِيبُ : دون العَذْب ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلاَّ عِنْدَ الضَّرُورَة وقد تَشْرَبُه : البَهَائِم ذَكَر هَذَا الفَرْقَ ابنُ قُتَيْبَة ونَسَبَه الصَّاغَانِيّ إِلَى أَبِي زَيْد قلت : فَلَه قَوْلاَنِ فِيه وقيل : الشَّرِيب العَذْب وقيل : المَاءُ الشَّرُوب الذي يُشْرَب . المَأْجُ : المِلْحُ . قال ابْنُ هَرْمَة :
فإِنَّكَ بالقَرِيحَةِ عَامَ تُمْهَى ... شَرُوبُ المَاءِ ثُمَّ تَعُودُ مَأْجَاهكذا أَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْد بالقَرِيحَة والصَّوَابُ كَالقَرِيحَة . وفي التهذيب عن أَبي زيد : الماءُ الشَّرِيبُ : الذي لَيْسَ فِيه عُذُوبَةٌ وقد يَشْرَبُه النَّاسُ عَلَى مَا فِيه . والشَّرُوب : دُونَه في العُذُوبَة ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلاَّ عِنْدَ الضَّرُورَةِ ومِثْلُه حَكَاه صَاحِب كتاب المَعَالِم وابْنُ سِيدَه في المُخصّص والمُحْكَم . وقال الليث : مَاءُ شَرِيبٌ وشَرُوب : فيه مَرَارَةٌ ومُلُوحَةٌ ولم يَمْتَنِع من الشُّرْبِ ومِثْله قَالَ صَاحِبُ الوَاعِي . ومَاءٌ شَرُوبٌ وماءٌ طَعِيمٌ بِمَعْنىً وَاحد . وفي حديث الشورى : جُرْعَةٌ شرُوبٌ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ يَسْتَوِي فِيهِ المذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ وَلِهَذَا وُصِف به الجُرْعة . ضُرب الحَدِيثُ مَثَلاً لِرَجُلَيْن أَحَدُهُما أَدْوَنُ وأَنْفَعُ والآخَر أَضَرُّ وأَرْفَعُ كذا في لِسَانِ العَرَب . وعن ابْنِ دُرَيْدِ : مَاءٌ شَرُوبٌ ومِيَاهٌ شَرُوبٌ ومَاءٌ مَشْرَبٌ كَشَرُوب عن الأَصمعي . وأَشْرَب الرجلُ : سَقَى إِبِلَه . أَشْرَبَ : عَطِش بِنَفْسِه . يُقَالُ : أَشْرَبْنَا أَي عَطِشْنَا . قَالَ : اسْقِني فإِنَّني مُشْرِب رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيّ وَفَسَّرهُ بأَنَّ مَعْناه عَطْشَان يَعْنِي نَفْسَه أَوْ إِبِلَه . قال غيرُه : أَشْرَبَ : رَوِيتْ إِبله . وعَطِشَت رَجُلٌ مُشْرَبٌ : قَدْ شَرِبَتِ إِبِلُه ومُشْرِبٌ عطِشَت إِبلُه وهما عِنْدَه ضِدٌّ ونَسَبَه الصَّاغَانِيُّ إِلَى اللَّيْثِ . وأَشْرَبَ الإِبلَ فَشَرِبَت وأَشْرَب الإِبِل حَتَّى شَرِبَت . وأَشْرَبْنَا نَحْنُ : رَوِيَتْ إِبِلُنا . وأَشْرَبْنَا : عَطِشْنَا أَو عَطِشَت إِبِلُنَا . أَشْرَب الرَّجُلُ : حَانَ لإِبِلِه أَنْ تَشْرَبَ . من المجازِ : أَشْرَبَ اللَّونَ : أَشْبَعَه وكلُّ لَوْنٍ خَالَطَ لوناً آخر فقد أُشْرِبَه وقد اشرابّ على مِثَالِ اشْهابّ . والإِِشْرَابُ : لَوْنٌ قد أُشْرِبَ مِنْ لَوْن . يقال : أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَة أَي إِشْرَابٌ . ورَجُلٌ مُشِرَبٌ حُمْرَةً مُخَفَّفاً وإِذَا شُدِّد كان للتَكْثِيرِ والمُبَالَغَة . والشَّرِيبُ : مَنْ يَسْتَقِي أَو يُسْتَقَى مَعَك . وَبِه فَسَّر ابْن الأَعْرَابِي قَوْلَ الرَّاجز :
" رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ
" شِرَابُه كالحَزِّ بالمَواسِي الحُساس : الشُّؤم والقَتْل . يَقُولُ : انْتِظَارُك إِيَّاه عَلى الحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإبِلك . الشَّرِيبُ : مَنْ يُشَارِبُكَ ويُورِدُ إِبِلَه مَعَكَ . شَارَبَ الرَجلَ مُشَارَبَةً وشِرَاباً : شَرِبَ معه وهو شَرِيبِي . قال الراجز :
" إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ
" فخَلِّه حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْالشِّرِّيبُ كسِكِّيت : المُولَعُ بالشَّراب ومِثْلُه في التَّهْذِيب . ورجل شَارِبٌ وشَرُوبٌ وشِرِّيبٌ وشَرَّابٌ : مُولَعٌ بالشَّرَاب . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْب . والشَّارِبَةُ : القَومُ يَسْكُنُون على ضِفَّة وفي نُسْخَةٍ ضَفّة بفَتْح الضَّادِ المُعْجَمَة النَّهْرِ وَهُم الَّذِينَ لَهُم مَاءُ ذلِكَ النَّهْرِ . والشَّرْبَةُ : النَّخْلَةُ الَّتي تَنْبُتُ من النَّوى جَمْعُه شَرَبَاتٌ . الشُّرْبَةُ . بالضَّمِّ : حُمْرَةٌ في الوَجْه . يقال : أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً : عَلاَه ذَلِك . وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةٍ . ورجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَة وإِنَّه لمَسْقِي الدَّمِ مِثْلُه . وفي صِفَتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ حُمْرَةً وسَيَأْتِي بَيَانُه . الشُّرْبَةُ : ع ويُفْتَح في المَوْضَع وجاءَ ذلِك في شِعْرِ اْمرِئ القَيْسِ والصَّحِيحُ أَنَّه الشَّرَبَّةُ بتشديد الموحدة وإِنَّما غَيَّرهَا لِلضَّرُورَةِ . الشُّرْبَةُ : مِقْدَارُ الرِّيِّ مِنَ الْمَاءِ كالحُسْوَة والغُرْفَةِ واللُقْمَة . الشُّرَبَةُ كهُمَزَة : الكَثِيرُ الشُّرْبِ . يُقَالُ : رَجُلٌ أُكَلَة شُرَبَةٌ : كَثِيرُ الأَكْلِ والشُّرْبِ عن ابْنِ السِّكِّيت . كالشَّرُوبِ والشَّرَّاب كَكَتَّانٍ . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْبِ كما تَقَدَّم . الشُّرَبَة بالتحريك : كَثْرَةُ الشُّرْبِ وجَمْعُ شَارِب كَكَتَبَة جَمْع كَاتِب نَقَلَه الفَيُّومِيّ في المِصْبَاحِ . قال أَبو حَنِيفَة : قَالَ أَبُو عَمْرو : إِنَّه لَذو شَرَبَةٍ إِذَا كَانَ كَثِيرَ الشُّرْب . الشُّرَبَةُ مِثْلُ الحُوَيْضِ يُحْفَر حَوْلَ النَّخْلَة والشَّجَرة يُمْلأُ مَاءً يَسَعُ رِيَّها فتَترَوَّى منه . والجَمع شَرَبٌ وشَرَبَاتٌ . قال زُهَيْرٌ :
يَخْرُجْنَ مِنْ شَرَبَاتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ ... عَلَى الجُذُوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
" مِثْل النَّخِيل يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُوفي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنْه - اذْهَبْ إِلَى شَرَبَةٍ من الشَّرَبَات فادلُك رَأْسَك حتى تُنَقِّيَه وفي حَدِيثِ جَابِر : أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَعَدَلَ إِلَى الرَّبِيعِ فَتطَهَّر وأَقْبل إِلى الشَّرَبَّة . الرَّبِيعُ : النهر . الشُّرَبَةُ : كُرْدُ الدَّبْرَة وهي المِسْقَاةُ . والجَمْعُ مِنْ ذلِك كُلِّه شَرَبَاتٌ وشَرَبٌ . الشُّرَبَةُ : العَطَشُ . ولم تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ هذا اليومَ أَيْ عَطَشٌ قاله اللِّحْيَانيّ . وفي التهذيب : جَاءَتِ الإِبِلُ وبِهَا شَرَبَةٌ أَي عَطَشٌ . وقد اشْتَدَّت شَرَبَتُها . وطَعَامٌ مَشْرَبَةٌ : يُشْرَبُ عَلَيْهِ الماءُ كَثِيراً . وطَعَامٌ ذُو شَرَبة إِذَا كانَ لا يُرْوَى فِيه من الماءِ . وفي لسان العرب : الشُّرَبَةُ : عَطَشُ المَالِ بَعْدَ الجَزْءِ ؛ لأَنَّ ذلِك يَدْعُوهَا إِلَى الشُّرْب . الشُّرَبَةُ شِدَّةُ الحَرِّ . يقال : يَوْمٌ ذو شَرَبَةٍ أَي شَدِيدُ الحَرِّ يُشْرَبُ فِيهِ المَاءُ أَكثر مِمّا يُشْرَبُ في غيره . والشَّوَارِبُ : عُرُوقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ المَاءَ وهي مَجَارِيه وقيل : هِي عُرُوقٌ لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُهَا بالرِّئَة قَالَه ابْنُ دُرَيْدِ . ويقال : بَلْ مُؤَخَّرُهَا إِلَى الوَتِين ولَهَا قَصَب منه يَخْرُجُ الصَّوْت . وقيل : هي مَجَارِي الماءِ في العُنُقِ وَهِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الشَّرَقُ ومِنْهَا يَخْرُج الرِّيقُ وقيل : شَوَارِبُ الفَرَسِ : نَاحِيَةُ أَوْدَاجِه حَيْث يُوَدِّجُ البَيْطَارُ وَاحِدُهَا في التَّقْدِيرِ شارِبٌ . وحِمَارٌ صَخِبُ الشَّوَارِبِ مِنْ هَذَا أَي شَدِيدُ النَّهِيقِ . وفي الأَسَاس ومِن المَجَازِ : يُقَال للمُنْكَرِ الصَّوْتِ : صَخِبُ الشَّوَارِبِ يُشَبَّه بالحِمَارِ انتهى . وفي لِسَانِ العَرَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الشَّوَارِبُ : مَجَارِي المَاءِ في العَيْنِ . قال أَبُو مَنْصُور : أَحْسَبُه أَراد مَجَارِيَ المَاءِ في العينِ الَّتِي تَفُورُ في الأَرْضِ لا مَجَارِيَ مَاءِ عَيْنِ الرَّأْسِ . والشَّوَارِبُ : مَا سَالًَ على الفَمِ من الشَّعَر . قال اللِّحْيَانِيُّ : وقَالُوا : إِنَّه لَعَظِيمُ الشَّوَارِب قال : وَهُوَ من الوَاحِدِ الذي فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ منه شَارِباً ثم جُمِعَ عَلَى هَذَا . وقد طَرَّ شَارِب الغُلاَمِ وهُمَا شَارِبَانِ انْتَهَى . وقيل : إِنَّمَا هُو الشَّارِبُ والتَّثْنِيَة خَطَأٌ . وقال أَبُو عَلِيّ الفَارِسيّ : لا يَكَاد الشَّارِب يُثَنَّى ومثلُه قَوْلُ أَبِي حَاتِم . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : قالَ الكِلاَبِيُّون : شَارِبَانِ باعْتِبَارِ الطَّرَفَيْن والجَمْعُ شَوَارِب نَقَلَه شَيْخُنا . وأَنْشَدَنِي الأَدِيبُ المَاهِر حَسَن بْنُ مُحَمَّد المَنْصُورِيّ بدَجْوَة مِنْ لَطَائِف ابْنِ نُبَاتَة :
لقد كنْتَ لي وَحْدِي وَوَجْهُك جَنَّتي ... وكُنَّا وكَانَت لِلزَّمَانِ مَوَاهِبُ
فَعَارَضَنِي في رَوْض خَدِّك عَارضٌ ... وزَاحَمَني في وِرْدِ رِيقِك شَارِبُ والشَّارِبَان عَلَى مَا فِي التَّهْذِيب وغَيْرَه : ما طَالَ مِنْ نَاحِيَةِ السَّبَلَةِ أَو السَّبَلَةُ كُلُّها شَارِب واحد . قَالَه بَعْضُهُم ولَيْسَ بِصَوَاب . من المَجَازِ : أُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فُلاَنٍ كذَا في النُّسَخ . وفي غير وَاحِدٍ من الأُمَّهَاتِ فُلاَنَةَ أَي خَالَطَ قَلْبَه . وأُشْرِبَ قَلْبُه مَحَبَّةَ هذَا أَيْ حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ . وفي التَّنْزِيلِ : وأُشْرِبُوا فِي قُلوبِهِمُ العِجْلَ أَي حُبَّ العِجْلِ فَحُذِفَ المُضَافُ وأُقِيم المُضَافُ إِلَيْه مُقَامه ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ العِجْلُ هو المُشْرَب ؛ لأَنَّ العِجْلَ لا يُشْرَبُه القَلْبُ . وقال الزَّجَّاج : معناه أَي سُقُوا حُبَّ العِجْلِ فَحُذِفَ حُبّ وأُقِيم العِجْل مُقَامَه كما قَالَ الشَّاعِر :
وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلاَلَتُه كَأَبِي مَرْحَبِأَي كخَلاَلِه أَبِي مَرْحَبٍ وأُشْرِبَ قَلْبُه كَذَا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ أَوِ اخْتَلَطَ بِه كما يَخْتَلِط الصَّبْغُ بالثَّوْبِ . وفي حديث أَبي بكر : وأُشْرِب قلبُه الإِشْفَاقَ كذا في لسان العرب . وفي الأَسَاسِ ومِن المَجَازِ قَوْلُهم : رَفَع يَدَه فأَشْرَبَهَا الهَوَاءَ ثم قَالَ بها على قَذَالي . من المَجَازِ تَشَرَّبَ الصِّبْغُ في الثَّوْب . وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ : نَشِفَهُ هكَذَا في نُسْخَتِنَا . والَّذِي في الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب : الثَّوْبُ يَتَشَرّب الصِّبْغ أَي يَتَنَشَّفُه والثوبُ يَشْرَبُ الصِّبْغَ يَنْشَفُه . واسْتَشْرَبَ لَوْنُه : اشْتَدَّ . يقال : اسْتَشْرَبَتِ القوسُ حُمْرَةً أَي اشْتَدَّت حُمْرَتُها وذلك إِذَا كَانَت مِنَ الشِّرْيانِ حكاه أَبو حنيفة . والمَشْرَبَةُ بالفتح في الأَوَّل والثَّالِثِ وتُضَمُّ الرَّاء : أَرْضٌ لَيِّنَةٌ دَائِمَةُ النَّبَاتِ أَي لا يزال فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيَّانُ . المَشْرُبَةُ بالوَجْهَيْنِ : الغُرْفَةُ قال في الأَسَاس : لأَنَّهم يَشْرَبُون فِيهَا . وعن سيبويه : جَعَلُوه اسْماً كالغُرْفَة . وفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عليه وسَلَم كَانَ في مَشْرُبَة لَه أَي كَان في غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ . المَشْرَبَةُ : العِلِّيَّةُ . قال شيخنا : هي كَعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة وهي أَشْهَرُ من العِلِّيَّة وعليه اقْتَصَر الفَيُّوميّ انتهى . والمَشَارِبُ : العَلاَلِيّ في شِعْر الأَعْشَى . المَشْرَبَةُ : الصُّفَّةُ وقِيلَ : هي كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة . المَشْرَبَةُ : المَشِرَعَةُ . وفي الحديث : مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ على مَشْرَبَة . هي بفَتْح الراء من غير ضَمٍّ : المَوضِعُ الذي يُشْرَبُ مِنْه كالمَشْرَعَة ويُرِيدُ بالإِحَاطة تَمَلُّكَه ومنْعَ غيره منه . كذا في لسان العرب . ويوجد هنا في بعض النسخ بدل المشرعة المِشْرَبة كأَنَّه يقول : والمَشْرَبة بالفَتْح وكمِكْنَسَة أَي بالكسر وهو خطأٌ لما عَرَفت . وقد يُرَدُّ على المُصَنِّف بوَجْهَيْن : أَوَّلاً أَنَّ المَشْرَبَة بالوَجْهَين إِنَّمَا هُوَ في مَعْنَى الغُرْفَة فقط وبمعنى أَرْض لَيِّنة وَجهٌ وَاحِد وهو الفَتْح صَرَّحَ به غَيْرُ وَاحِدٍ . وثانِياً أَن المَشْرَبَة بالمَعْنَيَيْن الأَخِيرين إِنَّمَا هو كالصُّفَّة وكالمَشْرَعَة لا هما بِنَفْسِهما كَمَا أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ وقد أُغْفِل عن ذلك شَيْخُنا . المِشْرَبَةُ كمِكْنَسَة وجوَّزَ شيخُنا فيه الفَتح ونَقْلَه عن الفَيُّوميّ : الإِنَاءُ يُشْرَبُ فيه . والشَّرُوبُ : الَّتِي تَشْتَهِي الفَحْلَ . يقال : ضَبَّةٌ شَرُوبٌ إِذا كَانَت كَذلِكَ . عن أَبي عبيد : شَرَّبَ تَشْرِيباً . تَشْريبُ القِرْبَةِ : تَطْييبُها بالطِّين وذَلِكَ إِذَا كانت جَدِيدَةً فجَعَل فِيهَا طِيناً وماءً ليَطِيبَ طَعْمُها وفي نسخة تَطْيِينُها بالنُّونِ وهو خطأُ . وشَرِب به أَي الرَّجُلِ كَسَمِعَ وأَشْرَبَ به أَيْضاً : كَذَبَ عَلَيْهِ . من المَجَازِ : أَشْرَبَ إِبِلَه إِذَا جَعَلَ لِكُلِّ جَمَلٍ قَرِيناً فَيَقُولُ أَحَدُهُم لِنَاقَتِه : لأُشْرِبَنَّكِ الحِبَالَ والنُّسوعَ أَي لأَقْرُنَنَّكِ بِهَا . أَشْرَبَ الخَيْلَ : جَعَلَ الحِبَالَ في أَعْنَاقها . وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وأَشْرَبْتُهَا الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها ... بِقُرْحَ وقد أَلْقَيْنَ كُلَّ جَنِينِأَشْرَب فُلاَناً وكذا البَعِيرَ والدَّابَّة الحَبْلَ : جَعَلَه أَي وَضَعَه في عُنُقِه . من المجَازِ : اشْرَأَبَّ إِليه ولَهُ اشْرِئْبَاباً : مَدَّ عُنُقَه ليَنْظُرَ أَو هُوَ إِذَا ارْتَفَع وعَلاَ وكُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبُّ قَالَه أَبُو عُبَيْد . والاسم الشُّرَأْبِيبَةُ بالضَّمِّ كالطُّمَأْنِينَة . . وقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا اشرأَبَّ النِّفَاقُ وارْتَدَّتِ العَرَبُ . أَي ارْتَفَع وعَلاَ وفي حَدِيث : يُنَادِي يَوْمَ القِيَامَة مُنَادٍ يا أَهْلَ الجَنَّةَ ويا أَهْل النَّار فيَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِه أَي يَرْفَعُونَ رُءُوسَهم ليَنْظُرُوا إِلَيْه . وكُلُّ رَافعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ . وأَنْشدَ لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّبْيَةَ ورَفْعَها رَأْسَهَا :
ذَكَرْتُكِ أَنْ مَرَّت بِنَا أُمُّ شَادِنٍ ... أَمَامَ المَطَايَا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ قال : اشْرَأَبَّ مَأْخُوذٌ من المَشْرَبَة وَهي الغُرْفَةُ كذا في لسان العرب . والشَّرَبَّةُ كجَرَبَّة قال شَيْخُنَا : وفي بَعْضِ النُّسَخ كخِدَبَّة بكسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ وفي أُخْرَى بالجيم بَدَل الخَاءِ وكِلاَهُمَا على غَيْرِ صَوَاب وعن كُرَاع : لَيْسَ في الكلام فَعَلَّة إِلاَّ هذَا أَي الشَّرَبَّة وزِيد عليه قَوْلُهُم : جَرَبَّه وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ ولا ثَالِثَ لَهُمَا بالاستِقْرَاءِ وَهِيَ الأَرْضُ اللّيِّنَةُ المُعْشِبَةُ أَي تُنْبِتُ العُشْب لا شَجَرَ بها . قَالَ زُهَيْرٌ :
وإِلاَّ فإِنَّا بِالشَّرَبَّة فالِّلَوى ... نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ ونَيْسِرُ شَرَبَّة بتَشْدِيدِ البَاءِ بِغَيْر تَعْرِيفٍ : ع قال سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
بِشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه ... أَرْطَى يَعُوذُ بِهِ إِذَا ما يُرْطَبُ يُرْطَبُ أَي يُبَلُّ . وقال : دَمِثُ الكَثِيب لأَنَّ الشَّرَبَّةَ مَوْضِعٌ أَو مَكَانٌ قاله ابنُ سِيدَه في المُحْكَم . وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّرَبَّةُ بِنَجْد . وفي مَرَاصِدِ الاطِّلاَع : الشَّرَبَّةُ : مَوْضِع بَيْنَ السَّلِيلَةِ والرَّبَذَةِ وهو بين الخَطِّ وَالرُّمَّة وخَطّ الجُرَيْب حتى يَلْتَقِيَا والخَطُّ : مَجْرَى سَيْلِهِمَا فَإِذَا الْتَقيَا انقطعت الشَّرَبَّة ويَنْتَهِي أَعْلاَهَا مِن القِبْلَةِ إِلى حَزْن مُحَارِب وقيل : هِيَ فِيمَا بَيْن الزَّبَّاءِ والنَّطُوفِ وفيها هَرْشَى وهي هَضْبَة دُون المَدينة وهي مُرْتَفِعَةٌ كَادَت تَكُونُ فيما بين هَضْبِ القَلِيبِ إِلَى الرَّبَذَة وقيل : إِذا جاوزْتَ النَّقْرَةَ ومَاوَانَ تُرِيدُ مَكَّة وَقَعْتَ في الشَّرَبَّة وهي أَشَدُّ بِلاَدِ نَجْدٍ قُرّاً ومنها الرَّبَذَةُ وتَنْقَطِعُ عِنْدَ أَعْلَى الجُرَيْب وهي مِنْ بَلاَدِ غَطَفَان وقيل : هي فِيما بَيْن نَخْل ومَعْدِن بَنِي سُلَيْم . قال : وَهَذِه الأَقَاوِيلُ مُتَقَارِبَةٌ . قلت : وكونه فِي دِيَارِ غَطَفَان هُوَ المَفْهُومُ مِنْ كَلاَمِ يَاقُوت في أُقُرٍ قال :
وإِلَى الأَمِيرِ من الشَّرَبَّةِ والِّلوَى ... عَنَّيْتُ كُلَّ نَجِيبَةٍ مِحْلاَلِالشَّرَبَّةُ : الطَّرِيقَةُ كالمَشْرَب يقال : ما زَالَ فُلاَنٌ على شَرَبَّةٍ وَاحِدَةٍ أَي على أَمْرٍ وَاحِدٍ . من المَجَاز عَنْ أَبِي عَمْرو : الشَّرْبُ : الفَهْمُ . يُقَالُ : شَرَب كَنَصَرَ يَشْرُب شَرْباً إِذَا فَهِمَ وشَرَب مَا أُلْقِي إِلَيْهِ : فَهِمَه . ويقال للبَليد : وحَلَبَ إِذَا بَرَكَ كما تَقَدَّم . شَرِبَ كَفَرِحَ إِذَا عَطِشَ . وشَرِبَ إِذَا رَوِيَ ضدّ . وشَرِبَ أَيضاً إِذا ضَعُفَ بَعِيرُه . شَرِبَ وفي نُسْخَةٍ : أَو عَطِشَت إِبِلُه ورَوِيَتْ عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ وَهُوَ ضِدٌّ وقد تَقَدَّمَ في أَشْرَب . وشِرْبٌ بالكَسْر : ع . شَرْبٌ بالفَتْح : ع آخَرُ بقُرْب مَكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعَالَى وفيه كَانَتْ وَقْعَةُ الفِجَارِ . وَشَرِيبٌ كأَمِيرٍ : مَوْضعٌ و : د بَيْنَ مكّةَ والبَحْرَيْن . و شرِيبٌ أَيْضاً : جَبَلٌ نَجْدِيٌّ في دِيَارِ بَنِي كِلاَب . وشُوْرَبَانُ بالضَّمِّ : ة بِكَسّ بفتح الكاف وكَسْرِهَا مَعَ إِهْمَال السِّين كما يَأْتِي . وشَرِبٌ كَكَتِفٍ : موضعٌ قربَ مَكَّةَ المُشَرَّفَة . وشُرَيْبٌ مصغراً وشُرْبُبٌ كقُنْفُذٍ : اسْمُ وَادٍ بعَيْنِه هو في شِعْر لَبِيد شُرْبُبَة بالهاء :
" هل تَعْرِف الدَّارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ قال الصَّاغَانِيُّ : ولَيْسَ لِلَبِيدٍ على هَذَا الرَّوِيِّ شَيْءٌ . وشُرْبُوبٌ وشُرْبَةٌ بضَمِّهِنّ وقد تقدّم ضَبْطُ الأَخِير بِالفَتْح أَيْضاً وشَرْبَانُ بالفَتْح مَوَاضِعُ قد بَيَّنَّا بَعْضَها . ونُحِيل البَقِيَّةَ على مُعْجَم يَاقُوت ومَرَاصِدِ الاطِّلاَعِ فإِنَّهُمَا قد اسْتَوْفَيا بيَانَها . والشَّارِبُ . الضَّعِيفُ من جَمِيع الحَيَوَانِ . يقال : في بَعِيرِك شَارِبٌ وهو الخَوَرُ والضَّعْفُ في الحَيَوَانِ . وقد شَرِبَ كَسَمِع إِذا ضَعُفَ بَعِيرُه . ويقال : نِعْم هَذَا البَعِيرُ لَوْلاَ أَنَّ فِيهِ شَارِبَ خَوَر أَي عِرْقَ خَوَرٍ . من المجاز : الشَّاربَانِ وهما أَنْفَانِ طَوِيلاَنِ في أَسْفَلِ قَائِم السَّيْف أَحَدُهُما مِنْ هذَا الجَانِبِ والآخَرُ مِن هذَا الجَانِبِ والغَاشِيَةُ : ما تَحْت الشَّارِبَيْنِ قَالَه ابْنُ شُمَيْلٍ . وفي التَّهْذِيبِ : الشَّارِبَانِ : مَا طَالَ مِنْ نَاحِيَة السَّبَلَةِ وبِذَلِكَ سُمِّيَ شَارِبَا السَّيْفِ . وشَارِبَا السَّيْفِ : ما اكْتَنَفَ الشَّفْرَة وَهُوَ مِنْ ذلِكَ . من المجَازِ : أَشْرَبْتَنِي بِتَاءِ الخِطَابِ ما لم أَشْرَب أَي ادّعَيْتَ عَلَيّ ما لَمْ أَفْعَلْ وهو مَثَلٌ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والمَيْدَانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وابْنُ سِيدَه وابْنُ فَارِس . وذُو الشُّوَيْرِب : شَاعِرٌ اسْمُه عَبْد الرَّحْمن أَخُو بَني أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ كَان في زَمَن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعزِيزِ . والشُّرْبُبُ كقُنْفُذٍ : الغَمْلِيُّ من النَّبَاتِ وهو ما الْتَفَّ بعضُه على بَعْضٍ عن ابن الأَعْرَابِيّ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : قَوْلُهُم في المَثَل : آخِرُهَا أَقَلُّها شُرْباً . وأَصْلُه في سَقْيَ الإِبِل لأَنَّ آخِرَهَا يَرِد وقَد نُزِف الحَوْضُ . والشَّرِيبَةُ من الغَنَم : التي تُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتْ فتَتْبَعُهَا الغَنَمُ هذه في الصَّحَاح . وفي بعض النسخ حَاشِيَة : الصَّوَابُ السَّرِيبَةُ بالسِّينِ المُهْمَلَة . والمَشْرَبُ : الوَجْهُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ . والمَشْرَبُ : شَرِيعَةُ النَّهْرِ . ويقال في صِفَة بَعِيرٍ : نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذَا يَقُولُ : يَكْتفِي إِلَى مَنْزِلِه الَّذِي يُرِيدُ بِشَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ لا يَحْتَاجُ إِلَى أُخْرَى . وتقول : شَرَّبَ مَالِي وأَكَّلَه أَيْ أَطْعَمَهُ النَّاسَ وسَقَاهُم . . وظَلَّ مَالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ وهو مَجَازٌ . وشَرَّبَ الأَرْضَ والنَّخْلَ : جَعَلَ : لَهَا شَرَاباً . وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ في صِفَة نَخْل :
مِن الغُلْبِ مِنْ عِضْدَانِ هَامَةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُهَاوكُلُّ ذَلِكَ من الشُّرْبِ . وقال بعض النَّحْوِيّينَ : من المُشْرَبَةِ حُرُوفٌ يَخْرُجُ مَعَهَا عِنْد الوُقُوف عَلَيْها نَحْوُ النَّفْخ إِلاَّ أَنَّهَا لم تُضْغَط ضَغْطَ المَحْقُورَة وهي الزَّايُ والظَّاءُ والذَّالُ والضَّادُ . قال سِيبويه : وبَعْضُ العَرَب أَشَدُّ تَصْويتاً من بَعْض . وشُرْبةُ بالضم : مَوْضِعٌ . قال امرُؤُ القَيْس :
كأَنِّي وَرَحْلِي فَوْق أَحْقَبَ قَارِحٍ ... بشُرْبَةَ أَو طَاوٍ بعِرْنَانَ مُوجِسِ ويُروى بسُرَبة ويروى بحربة وقَد أَشَرْنَا لَهُ في السِّينِ والمُصَنِّفُ أَهمَلَه في المَوْضِعِين . وأَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بنُ الحَسَن الشُّورَابِيّ بالضم الأَسْتَرَابَاذِيّ رَوَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ رَجَاء وعَنْه ابنه أَبُو أَحْمَد عَمْرٌو وعن عمرو هذا أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيّ . وأَبُو بَكْر عَبْدُ الرَحْمَن ابْنُ مَحْمُود الشَّوْرَابِيّ بالفَتْح مُحَدِّثٌ . ومن المجاز : أُشْرِبَ الزَّرْعُ : جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ عداه أَبُو حنيفة سماعاً من العَرَب أَو الرُّواة . ويقال للزرعِ إِذَا خَرَجَ قَصَبُه : قد شَرِبَ الزَّرْعُ في القَصَب وشَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع إِذَا صَارَ المَاءُ فِيهِ . وفي حديث أُحُدٍ أَنَّ المُشْرِكِينَ نَزَلُوا عَلَى زَرْعِ أَهْلِ المَدِينَة وخَلُّوا فِيه ظُهُورهم وقد شُرِّبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ . وفي رواية شَرِبََ الزرْعُ الدَّقِيقَ . وهو كِنَايَةٌ عَنِ اشْتِدَادِ حَبِّ الزَّرْعِ وقُرْبِ إِدرَاكِه . يقال : شَرِبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ إِذَا صَارَ فِيه طُعْمٌ والشُّرْبُ فيه مُسْتَعَارٌ كأَنَّ الدَّقيقَ كان مَاءً فَشِربَه . وتَقُولُ للسُّنْبُل حِينَئذٍ شَارِبُ قَمْحٍ بالإِضافة . كَذَا في الأَسَاسِ . والشَّرَابُ بالكَسْر : مَصْدَرُ المُشَارَبَة والشِّرْب بالكَسر : وَقْتُ الشُرْب . وقال اللِّحْيَانِيّ : يُقَالُ : طَعَامٌ مَشْرَبَةٌ إِذَا كَانَ يُشْرَبُ عَلَيْه المَاءُ كثيراً كما قَالُوا : شَرَابٌ مَسْفَهَةٌ من سَفَهْتُ المَاءَ إِذَا أَكثرتَ مِنْه فَلَمْ تَرْوَ . ومِمَّا اسْتَدْرَكَه شَيْخُنَا : شَرْبَةُ أَبِي الجَهْم . يُقَالُ للشَّيْءِ اللَّذِيذِ الوَخِيمِ عَاقِبَتُه وذَكَرَ لها قِصَّةً مَع المَنْصُورِ العَبَّاسِيّ نَقْلاً من المُضَافِ والمَنْسُوبِ لِلثَعَالِبِيّ وأَنْشَدَ :