جَلَبَهُ يَجْلِبُهُ بالكسرِ ويجْلُبُه بالضمِ جَلْباً وجَلَباً محَركَةً واجْتَلَبَه : سَاقَهُ مِنْ مَوْضِعٍ إلى آخَرَ وجَلَبْتُ الشَّيْءَ إلى نَفْسِي واجْتَلَبْتُه بمَعْنىً واجْتَلَبَ الشاعرُ إذا اسْتَوقَ الشِّعْرَ من غَيْرِه واسْتَمَدَّه قال جرير :
أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوَافِي ... فَلاَ عِيًّا بِهِنَّ وَلاَ اجْتِلاَبَا أَي لا أَعْيَا بالقوافي ولا أَجتلبهُنَّ ممن سِوَايَ بل لي غِنًى بما لديَّ منها فجَلَبَ هُوَ أَي الشيءُ وانْجَلَبَ واسْتَجْلَبَهُ أَي الشيءَ : طَلَبَ أَنْ يُجْلَبَ لَهُ أَو يَجْلِبَه إلَيْه
والجَلَبُ محَرَّكَةً قال شيخُنا : والمَوْجُودُ بِخَطِّ المصَنِّف في أَصْلِه الأَخِيرِ : الجَلَبَةُ بهاءِ التأْنيثِ وهو الصوابُ وجَوَّزَ بعضُهم الوجهينِ انتهى زَادَ في لسان العرب : وكَذَا الأَجْلاَبُ : هُمُ الذين يَجْلُبُونَ الإِبِلَ والغنمَ للبَيْعِ
والجَلَبُ أَيضاً : ما جُلِبَ مِنْ خَيْلٍ وغَيْرِهَا كالإِبِلِ والغَنَمِ والمَتَاعِ والسَّبْيِ ومثله قال الليث : الجَلَب : مَا جَلَبَهُ القَوْمُ مِنْ غَنَم أَوْ سَبْيٍ والفِعْلُ يجْلِبُونَ ويقالُ : جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً والمَجْلُوبُ أَيضاً جَلَبٌ وفي المَثَلِ " النُّفَاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ " أَي أَنَّه إذا نَفَضَ القَوْمُ أي نَفِدَتْ أَزْوَادُهُمْ قَطَّرُوا إبِلَهُمْ لِلْبَيْعِ كالجَلِيبَةِ قال شيخُنا قال ابنُ أَبِي الحَدِيدِ في شرح نهج البلاغة : الجَلِيبَةُ تُطْلَقُ على الخُلُقِ الذي يتَكَلفُه الشخْصُ ويسْتَجلِبُه ولم يَتَعَرَّض له المؤلفُ والجَلُوَبةِ وسيأْتي ما يتعلَّق بها ج أَجْلاَبٌ
والجَلَبُ : الأَصْوَاتُ وقيلَ اخْتِلاَطُ الصَّوْتِ كالجَلَبَةِ مُحَرَّكَةً وبه تَعْلَمُ أَنَّ تَصْوِيبَ المؤلّفِ في أَول المادةِ في الجَلَبَةِ وَهَمٌ وقد جَلَبُوا يَجْلِبُونَ بالكَسْرِ ويَجْلُبُونَ بالضَّمِّ وأَجْلَبُوا مِنْ بَابِ الإِفْعَالِ وجَلَّبُوا بالتَّشْدِيدِ وهما فِعْلاَنِ من الجَلَبِ بمَعْنَى الصِّيَاحِ وجَمَاعَةِ النَّاسِ
وفي الحَدِيثِ المَشْهُورِ والمُخَرَّج في المُوَطَّإِ وغَيْرِه من كُتُبِ الصِّحَاحِ قولُه صلى الله عليه وسلم " لاَ جَلَبَ وَلاَ جَنَبَ " مُحَرَّكَةً فيهِمَا قال أَهْلث الغَرِيبِ : الجَلَبُ أَنْ يَتَخَلَّفَ الفَرَسُ في السِّبَاقِ فيُحَرَّكَ ورَاءَهُ الشَّيْءُ يُسْتَحَثُّ به فيَسْبِقَ والجَنَبُ : أَنْ يُجْنَبَ مَعَ الفَرَسِ الذي يُسَابَقُ به فَرسٌ آخَرُ فيُرْسَلَ حتَّى إذا دنا تَحَوَّل راكبُه على الفرسِ المجْنُوبِ فأَخذَ السَّبْقَ وقِيل : الجَلَبُ : هُو أَنْ يُرْسَلَ في الحَلْبة فتَجْتَمعَ له جَماعةٌ تصِيحُ به لِيُرَدَّ بالبِناءِ للمفعول عنْ وجْهِهِ
والجَنَبُ : أَنْ يُجْنَب فَرسٌ جامٌّ فيُرْسَلَ مِنْ دُونِ المِيطَانِ وهو الموْضِعُ الذي تُرْسلُ فيه الخيْلُأَوْهُو أَيِ الجَلَبُ : أَنْ لا تُجْلَبَ الصَّدَقةُ إلَى المِيَاهِ ولاَ إلى الأَمْصارِ ولكن يُتَصَدَّقُ بها في مَرَاعِيهَا وفي الصحاح : والجَلَبُ الذي وَرَدَ النَّهْيُ عنه هُوَ أَنْ لاَ يَأْتِيَ المُصَدِّقُ القَوْمَ في مِيَاهِهِم لأَخْذِ الصَّدَقَاتِ ولَكِنْ يَأْمُرُهُمْ بِجَلْبِ نَعَمِهِمْ إلَيْهِ وهو المُرَادُ من قول المُؤلّفِ : أَوْ أَنْ يَنْزِلَ العَامِلُ مَوْضِعاً ثُمَّ يُرْسِلَ منْ يجْلُبُ بالكَسْرِ والضَّمِّ إلَيْهِ الأَمْوَالَ من أَماكِنِها ليأْخَذَ صَدَقَتَهَا وقيل الجَلَبُ : هُوَ إذا رَكِب فَرساً وقَادَ خَلْفَه آخَرَ يَسْتَحِثُّه وذلك في الرِّهَانِ وقيل : هُوَ إذا صَاح به مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّه للسَّبْقِ أَو هُوَ : أَنْ يُرْكِب فَرسَهُ رجُلاً فإذَا قَرُبَ من الغَايةِ يَتْبَع الرَّجُلُ فَرسَهُ فَيرْكُض خَلْفَهُ ويزْجُره ويُجلِّبِ علَيْهِ ويَصِيح به وهو ضَرْبٌ مِنَ الخَدِيعَةِ فالمؤلّفُ ذَكَر في مَعْنَى الحديثِ ثَلاَثَةَ أَقوالٍ وأَخْصَرُ منها قولُ أَبِي عُبَيْدٍ : الجَلَبُ في شَيْئيْنِ : يَكُونُ في سِبَاقِ الخَيْلِ وهُوَ أَنْ يَتْبَعَ الرَّجُلُ فَرَسَهُ فيَزْجُرَهُ فَيُجَلِّبَ عَلَيْهِ أَوْ يَصِيحَ حَثًّا لَهُ فَفِي ذلكَ مَعُونَة لِلْفَرَسِ عَلَى الجَرْيِ فنُهيَ عن ذلك والآخَرُ أَن يَقْدَمَ المُصَدِّقُ عَلَى أَهْلِ الزَّكَاةِ فَيَنْزِلَ مَوْضِعاً ثُمَّ يُرْسِلَ إليهم مَنْ يَجْلُبُ إليه الأَمْوَالَ مِنْ أَمَاكِنِهَا فنُهِيَ عن ذلكَ وأُمِرَ أَنْ يَأَخُذَ صَدَقَاتِهِمْ في أَمَاكِنِهِم وعَلَى مِيَاهِهِم وبأَفْنِيَتِهِم وقد ذُكِرَ القَوْلانِ في كلامِ المصنّف وقال شيخُنا : قال عِياض في المشارق وتَبِعه تِلميذُه ابنُ قَرقُول في المَطالع : فسَّرَه مالِكٌ في السِّباقِ وكلامُ الزمخشريِّ في الفائقِ وابْنِ الأَثيرِ في النهاية والهروِيِّ في غرِيبيْهِ يرْجِعُ إلى ما ذَكرْنا من الأَقْوالِ
وجَلَبَ لأَهْلِه يَجْلُبُ : كَسَبَ وطَلبَ واحْتالَ كأَجْلَبَ عن اللحيانيّ
وجَلَبَ على الفَرسِ يَجْلُبُ جَلْباً : زَجَرَه وهي قلِيلةٌ كجَلَّبَ بالتَّشْدِيدِ وأَجْلَبَ وهُما مُسْتعْملانِ وقِيل : هو إذا ركِب فَرساً وقادَ خَلْفه آخَرَ يسْتحِثُّهُ وذلك في الرِّهانِ وقدْ تقدَّم في معْنى الحدِيث
وعَبْدٌ جَلِيبٌ أَي مَجْلُوبٌ والجَلِيبُ : الَّذِي يُجْلَبُ مِنْ بَلدٍ إلى غيْرِه : ج جَلْبَى وجُلَباءُ كقَتْلَى وقُتَلاءَ وقال الِّلحيانيُّ : امْرأَةٌ جَلِيبٌ مِنْ نِسْوةٍ جَلْبَى وجَلائِبَ قال قَيسُ بنُ الخَطِيم :
فَلَيْتَ سُويْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ ... ومَنْ خَرَّ إذْ يَحْدُونهُمْ كالجَلائِبِ والجَلُوبةُ ما يُجْلَبُ لِلْبَيْع وفي التهذيب : ما جُلِبَ للبيع نحو النَّابِ والفَحْلِ والقَلُوصِ فأَمَّا كِرامُ الإِبلِ الفُحُولةُ التي تُنْتَسلُ فليستْ من الجَلُوبَة ويقالُ لصاحبِ الإِبلِ : هَلْ لك في إبِلِك جَلُوبَةٌ ؟ يَعْنِي شيئاً جَلَبَه للبيْع وفي حديث سالِمٍ " قَدِم أَعْرابِيٌّ بِجَلُوبةٍ فنَزَل علَى طَلْحَةَ فقالَ طَلْحَةُ : نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبيعَ حاضِرٌ لِبَادٍ " قال : الجَلُوبةُ بالفَتْحِ : ما يُجْلَبُ لِلْبَيْع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ والجَمْعُ الجلاَئِبُ وقِيلَ : الجلاَئِبُ : الإِبِل التي تُجْلَبُ إلى الرَّجُلِ النَّازِلِ علَى المَاءِ لَيْسَ له ما يَحْتَمِلُ علَيْهِ فيَحْملونه عليها قال : والمُرَادُ في الحديثِ الأَوَّلِ كأَنَّه أَرَادَ أَن يبِيعَهَا له طَلْحَةُ قال ابنُ الأَثير : كَذَا جاءَ في كِتَابِ أَبِي مُوسَى في حرْفِ الجِيمِ قال : والذي قَرأْنَاهُ في سُنَنِ أَبِي دَاوُودَ بِحَلُوبةٍ وهي النَّاقَةُ التي تُحْلَبُ وقِيلَ : الجَلُوبةُ : ذُكُورُ الإِبِلِ أَو التي يُحْمَلُ عليها مَتَاعُ القَوْمِ الجمْعُ والوَاحِدُ فيه سَواءٌ ويُقَالُ لِلْمُنْتِج : أَأَجْلَبْتَ أَمْ أَحْلَبْتَ ؟ أَيْ أَولَدَتْ إبِلُكَ جَلُوبةً أَمْ وَلَدَتْ حَلُوبةً وهي الإِنَاثُ وسيأْتي قريباً
ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ كَمُحَدِّثٍ مُصَوِّتٌ وغَيْثٌ مَجَلِّبٌ كَذلِكَ قال :خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا ... خَفَاهُنَّ وَدْقٌ منْ عَشِيٍّ مُجَلِّبِ وفي الأَساس : وَذَا مِما يَجْلُبُ الإِخْوانَ ولُكِّلِ قَضَاءٍ جَالِب ولِكُلِّ دَرٍّ حَالِب انتهى وفي لسان العرب وقَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ :
بِحَيَّةِ قَفْرٍ في وِجَارٍ مُقِيمَةٍ ... تَنَمَّى بِهَا سَوْقُ المَنَى والجَوَالِبِ أَرَادَ سَاقَتْهَا جَوالِبُ القَدَرِ وَاحِدَتُهَا : جَالِبَةٌ
ويقَالُ : امْرَأَةٌ جَلاَّبَةٌ ومجَلِّبَةٌ كمُحَدِّثَةٍ وجِلِبَّانَةٌ بكسر الجِيمِ واللام وتشديدِ المُوَحَّدَةِ وبِضم الجِيمِ أَيضاً كَمَا نَقَلَه الصاغانيّ وجِلِبْنَانَةٌ بقَلْبِ إحدَى البَاءَيْنِ نُوناً وجُلُبْنَانَةٌ بِضَمِّهِما وكذا تِكِلاَّبَة أَيْ مُصَوِّتَةٌ صَخَّابَةٌ مِهْذَارَةٌ أَي كَثِيرَةُ الكَلاَم سَيِّئةُ الخُلُقِ صاحِبَةُ جَلَبَةٍ ومُكَالَبَةٍ وقولُ شيخِنا بَعْدَ قولِه مُصَوِّتَةٌ : وما بَعْدَه تَطْوِيلٌ قد يُسْتَغْنَى عنه مما يقضي منه العَجَبُ فإنَّ كُلاًّ منَ الأَوْصَافِ قائمٌ بالذَّاتِ في الغالبِ . وقيلَ : الجُلُبَّانَة منَ النِّسَاءِ : الجَافِيَةُ الغَلِيظَةُ قال ابنُ مَنْظُورٍ : وَعَامَّةُ هذِه اللُّغَاتِ عنِ الفَارِسِيِّ وأَنشدَ لِحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ وقَدْ تَقَدَّمَ في جرب أيضاً :
" جِلِبْنَانَةٌ وَرْهَاءُ تَخْصِي حِمَارَهَابِفِي مَنْ بَغَى خَيْراً إلَيْهَا الجَلاَمِدُ قال : وأَمَّا يَعْقُوبُ فإنه روَى جِلِبَّانَةٌ قال ابنُ جِنِّي : ليست لاَمُ جِلِبَّانَة بدَلاً من رَاءِ جِرِبَّانَةٍ يَدُلُّك على ذلكَ وجُودُكَ لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما أَصْلاً وَمُتَصَرَّفاً واشْتِقَاقاً صَحِيحاً فأَما جِلِبَّانَة فمنَ الجَلَبَةِ والصِّيَاحِ لأَنَّهَا الصَّخَّابَة وأَمَّا جِرِبَّانَة فمن : جَرَّبَ الأُمورَ وتَصَرَّفَ فيها أَلاَ تَرَاهُمْ قَالُوا : تَخْصِي حِمَارَهَا ؟ فإذا بَلَغَت المرأَةُ من البِذْلَةِ والحُنْكَةِ إلى خِصَاءِ عَيْرِهَا فَنَاهِيكَ بِهَا في التَّجْرِبَةِ والدُّرْبَةِ وهذا وقْتُ الصَّخَبِ والضَّجَرِ لأَنَّه ضِدُّ الحَيَاءِ والخَفَرِ ورَجُلٌ جُلُبَّانٌ بضمّ الجيم واللام وتشديد الموحدة وجَلَبَّانٌ بفتحهما مع تشديد الموحدة : ذُو جَلَبَةٍ أَي صِيَاح
وجَلَبَ الدَّمُ وأَجْلَبَ : يَبِسَ رَوَاهُ اللِّحْيَانيّ
وجَلَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ يَجْلُبُهُ إذا تَوَعَّدَهُ بِشَرٍّ أَوْ جَمَعَ الجَمْعَ كَأَجْلَبَ في الكُلِّ مما ذكر وفي التنزيل " وأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ " أَي اجْمَعْ عَلَيْهِم وتَوَعَّدْهُمْ بالشَّرِّ وقَدْ قُرِىءَ " واجْلُبْ "
وجَلَّبَ عَلَى فَرَسِهِ كأَجْلَب : صَاحَ به مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّهُ للسَّبْقِ قال شيخُنا : وهُوَ مَضْرُوبٌ عليه في النسخة التي بخطِّ المصنّفِ وضَرْبُه صَوَابٌ لأَنَّه تقدَّم في كَلاَمِه : جَلَّبَ على الفَرَسِ إذا زَجَرَه قلتُ : وفيه تَأَمُّلٌ
وقَدْ جَلَبَ الجُرْحُ : بَرَأَ يَجْلِبُ بالكَسْرِ ويَجْلُبُ بالضَّمِّ في الكُلِّ مما ذُكِرَ وأَجْلَبَ الجُرْحُ : مِثْلُه كَذَا في لسان العرب وعن الأَصمعيّ : إذا عَلَتِ القُّرْحَةَ جِلْدَةُ البُرْءِ قِيلَ : جَلَبَ وقُرُوحٌ جَوَالِبُ وجُلَّبٌ أَي كَسُكَّرٍ وأَنشد :
" عَافَاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ وفي الأَساس : وجُلَبُ الجُرُوح : قُشُورُهَا
وجَلِبَ كسَمِعَ يَجْلَبُ : اجْتَمَعَ ومنه في حديث العَقَبَة " إنَّكُمْ تُبَايِعُونَ مُحَمَّداً عَلَى أَنْ تُحَارِبُوا العَرَبَ والعَجَمَ مُجْلِبَةً " أَي مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحَرْبِ ومنهُمْ مَن رَوَاهُ بالتَّحْتِيَّةِ بَدَلَ المُوَحَّدَةِ وسيأْتي
والجُلْبَةُ بالضَّمِّ هِيَ القِشْرَةُ التي تَعْلُو الجُرْحَ عِنْدَ البُرْءِ ومنه قَوْلُهُم : طَارَتْ جُلْبَةُ الجُرْحِ
والجُلْبَةُ : القَطْعَةُ منَ الغَيْم يُقَالُ : مَا في السَّمَاءِ جُلْبَةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُهَا عن ابنِ الأَعرابيّ وأنشد :
" إذا مَا السَّمَاءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبَةِكَجِلْدَةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُهَاومَعْنَى تُنِيرُهَا أَي كَأَنَّهَا تَنْسِجُهَا بنِيرٍ . والجُلْبَةُ في الجَبَلِ : الحِجَارَةُ تَرَاكَمَ بَعْضُهَا عَلى بَعْضِهَا . فلم يَبْقَ فيها طَرِيقٌ لِلدَّوَابِّ تَأْخُذُ فيه قاله الليث والجُلْبَةُ أَيضاً : القِطْعَةُ المتَفَرِّقَةُ ليستْ بمتَّصِلة مِنَ الكَلإِ والجُلْبَة : السَّنَة الشَّدِيدَة والجُلْبَة : العِضاهُ بكسْرِ العَيْنِ المُهْمَلَةِ المُخْضَرَّةُ الغَلِيظَةُ عُودُهَا والصُّلْبَةُ شَوْكُهَا وقِيلَ : الجُلْبَةُ : شِدَّةُ الزَّمَانِ مثْلُ الكُلْبَةِ : يقالُ : أَصَابَتْنَا جُلْبَةُ الزَّمَانِ وكُلْبَةُ الزبَّمَانِ قال أَوْسُ بنُ مَغْرَاءَ التَّمِيمِيُّ :
لاَ يَسْمَحُونَ إذَا مَا جُلْبَةٌ أَزَمَتْ ... ولَيْسَ جارُهُمُ فِيها بِمُخْتَارِ والجُلْبَةُ : شِدَّةُ الجُوعِ وقيلَ : الجُلْبَةُ : الشدَّة والجَهْدُ والجُوعُ قال مالكُ بنُ عُوَيْمِرِ بنِ عُثْمَانَ بنِ حُنَيْشٍ الهُذَلِيُّ وهو المُتَنَخِّلُ ويُرْوَى لأَبِي ذُؤَيْبٍ والصَّحِيحُ الأَوَّلُ :
كَأَنَّمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ ... مِنْ جُلْبَةِ الجُوعِ جَيَّارٌ وإرْزِيزُ قال ابن بَرّيّ : الجَيَّارُ : حَرَارَةٌ من غَيْظٍ يكونُ في الصَّدْرِ والإِرْزِيزُ : الرِّعْدَةُ
والجَوَالِبُ : الآفَاتُ والشَّدَائِدُ وفي الأَساس : ومنَ المَجَازِ : جَلَبَتْه جَوَالبُ الدَّهْرِ
والجُلْبَةُ : جِلْدَةٌ تُجْعَلث عَلَى القَتَبِ والجُلْبَةُ : حَدِيدَةٌ تكونُ في الرَّحْلِ والجُلْبَةُ : حَدِيدَةٌ صَغِيرَةٌ يُرْقعُ بها القَدَحُ والجُلْبَةُ : العُوذَةُ تُخْرَزُ علَيْهَا جِلْدَةٌ وجَمْعُهَا الجُلَبُ قاله الليث وأَنْشَدَ لِعَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ يَصِفُ فَرَساً :
بِغَوْجٍ لَبَانُهُ يُتَمُّ بَرِيمُه ... شعَلَى نَفْثِ رَاقٍ خَشْيَةَ العَيْنِ مُجْلِبِ والمُجْلِبُ : الذي يَجْعَلُ العُوذَةَ في جِلْدٍ ثم يَخيط عليها فيعلّقها علَى الفَرَسِ والخَيْطُ الذي تُعْقَد عليه العُوذَةُ يُسَمَّى بَرِيماً والجُلْبَة من السِّكِّينِ : التي تَضُمُّ النِّصَابض علَى الحَدِيدَةِ والجُلْبَة : الرُّوبَة بالضَّمِّ هِيَ خَمِيرَةُ اللَّبَنِ تُصَبُّ عَلَى الحَلِيبِ لِيَتَرَوَّبَ والجُلْبَة : البُقْعَة يُقَال : إنَّه لَفِي جُلْبَةِ صِدْقٍ أَيْ في بُقْعَةِ صِدْقٍ والجُلْبَةُ : بَقْلَةٌ جَمْعُهَا الجُلَبُ
والجَلْبُ بالفَتْح : الجِنَايَةُ على الإِنْسَانِ وقد جَلَبَ عليه كَنَصَرَ : جَنَى
والجِلْبُ بالكَسْرِ وبالضَّمِّ . كذا في لسان العرب : الرَّحْلُ بِمَا فيهِ أَوْ جِلْبُ الرَّحْلِ : غِطَاؤُهُ . قاله ثعلب وجِلْبث الرَّحْلِ وجُلْبُه : عِيدَانُه قال العجّاج - وشَبَّهَ بَعِيرَهُ بِثَوْرٍ وَحْشِيٍّ رَائِح وقَدْ أَصَابَهُ المَطَرُ : عَالَيْتُ أَنْسَاعِي وجِلْبَ الكُورِ
" عَلَى سَرَاةِ رائِحٍ مَمْطُورِ قال ابن بَرّيّ : والمشهور في رَجزه :
" بل خِلْتُ أَعْلاَقِي وجِلْبَ كُورِي أَعْلاَق : جَمْعُ عِلْقٍ وهو النَّفِيسُ من كلّ شَيْءٍ والأَنْسَاعُ : الحِبَالُ وَاحِدُهَا : نِسْعٌ والسَّرَاةُ : الظَّهْرُ وأَرَادَ بالرَّائِحِ المَمْطُورِ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ
وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه : أَحْنَاؤُه وقِيلَ : جِلْبُهُ وجُلْبُه : أَحْنَاؤُه وقِيلَ : جِلْبُهُ وجُلْبُهُ خَشَبُهُ بِلاَ أَنْسَاعٍ وَأَدَاةٍ ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخ : خَشَبَةٌ بالرَّفْع وهو خَطَأٌ
والجُلْبُ بالضَّمِّ ويُكْسَرُ : السَّحَابُ الذي لاَ مَاءَ فيهِ وقِيلَ : سَحَابٌ رَقِيقٌ لاَ مَاءَ فيهِ وقِيلَ : سَحَابٌ رَقِيقٌ لاَ مَاءَ فيهِ أَو هُوَ السَّحَابُ المُعْتَرِضُ تَرَاهُ كأَنَّه جَبَلٌ قال تَأَبَّطَ شَرًّا :
ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ ... وَلاَ بِصَفاً صَلْدٍ عَنِ الخَيْرِ مَعْزِلِ يَقُولُ : لَسْتُ بِرَجُلٍ لاَ نَفْعَ فيهِ ومع ذلك فيه أَذًى كذلك السَّحَابِ الذي فيه رِيحٌ وقُرٌّ وَلاَ مَطَرَ فِيهِ والجَمْعُ أَجْلاَبٌ
والجُلْبُ بالضَّمِّ : سَوَادُ اللَّيْلِ قال جِرانُ العَوْدِ :نَظَرْتُ وصُحْبَتِي بِخُنَيْصِراتٍ ... وجُلْبُ اللَّيْلِ يَطْرُدُهُ النَّهَارُ والجُلْبُ : ع مِنْ مَنَازلِ حاجِّ صَنْعَاءَ علَى طَرِيقِ تِهَامَةَن بيْنَ الجَوْنِ وجازَانَ
والجِلْبَابُ كَسِرْدَابٍ والجِلِبَّابُ كَسِنِمَّارٍ مثَّلَ به سيبويهِ ولم يُفَسِّرْه أَحدٌ قال السيرافيّ : وأَظُنُّه يعْنِي الجِلْبَاب وهو يُذَكَّر ويُؤَنَّثُ : القَمِيصُ مُطْلَقاً وخَصَّه بعضُهم بالمُشْتَمِلِ على البدَنِ كُلِّه وفَسَّره الجوهريُّ بالمِلْحَفَةِ قاله شيخُنا والذي في لسانِ العرب : الجِلْبَابُ : ثَوْبٌ أَوْسعُ مِنَ الخِمَارِ دُونَ الرِّدَاءِ تُغَطِّي به المرْأَةُ رأْسَها وصدْرَها وقيلَ : هو ثَوْبٌ واسعٌ للمرأَةِ دُونَ المِلْحَفَةِ وقيلَ : هو المِلْحَفَةُ قالت جَنُوبُ أُخْتُ عمْرٍو ذِي الكَلْبِ تَرْثِيهِ :
تَمْشِي النُّسُورُ إلَيْهِ وَهْيَ لاَهِيَةٌ ... مَشْيَ العَذَارَى علَيْهِنَّ الجَلاَبِيبُ أَيْ أَنَّ النُّسُورَ آمِنَةٌ مِنْه لا تَفْرَقُه لِكَوْنِهِ مَيْتاً فهي تَمْشِي إليه مَشْيَ العَذَارَى وأَوَّلُ المَرْثِيَةِ :
كُلُّ امْرِىءٍ بِطُوَالِ العَيْشِ مكْذُوبُ ... وكُلُّ مَنْ غَالَبَ الأَيَّامَ مغْلُوبُ وقال تعالى : " يُدْنِينَ عليْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ " وقِيل : هو ما تُغطّي بهِ المرْأَةٌ أَو هو ما تُغطِّي به ثِيابَها مِن فَوْقُ كالمِلْحَفةِ أَو هو الخِمارُ كذا في المحكم ونقلَه ابنُ السكّيت عن العامِريَّة وقيل هو الإِزارُ قاله ابنُ الأَعرابيّ وقد جاءَ ذِكرُه في حدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ وقيل : جِلْبابُها : مُلاءَتُها تَشْتمِلُ بِها وقال الخَفاجِيُّ في العِناية : قِيل : هو في الأَصْلِ المِلْحَفَةُ ثم اسْتُعِير لِغَيْرِهَا منَ الثِّيَابِ ونَقَلَ الحافظُ ابنُ حَجرٍ في المُقَدَّمة عن النَّضْرِ : الجِلْبَابُ : ثَوْبٌ أَقْصرُ مِنَ الخِمَارِ وأَعْرضُ منه وهو المِقْنَعَة قاله شيخُنا والجمْعُ جَلاَبِيبُ وقَدْ تَجَلْبَبْتُ قال يَصِفُ الشَّيْبَ :
" حتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعاً أَشْهَبَا
" أَكْرَهَ جِلْبَابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا وقال آخَرُ :
" مُجَلْبَبٌ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ جِلْبَابَا والمصْدَرُ : الجَلْبَبَةُ ولَمْ تُدْغَمْ لأَنَّهَا مُلْحَقَةٌ بِدَحْرَجَةٍ وجَلْبَبَه إيَّاهُ فَتَجَلْبَبَ قال ابنُ جِنِّي : جَعلَ الخَلِيلُ باءَ جَلْبَبَ الأُولَى كوَاوِ جَهْوَرَ ودَهْوَرَ وجَعَلَ يُونُسُ الثَّانِيَةَ كياءِ سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ : وكان أَبُو عَلِيٍّ يَحْتجُّ لِكوْنِ الثَّانِي هو الزَّائِدَ باقْعَنْسَسَ واسْحَنْكَكَ وَوَجْهُ الدَّلالةِ من ذلك أَنَّ نون افْعنْلَلَ بابها إذا وَقَعتْ في ذَوَاتِ الأَرْبَعَةِ أَن تكونَ بين أَصْلَيْنِ نحو احْرنْجَمَ واخْرنْطَمَ واقْعَنْسَسَ مُلْحَقٌ بذلك فيجبُ أَن يُحْتَذَى به طَرِيقُ ما أُلْحِقَ بمِثَالِه فلْتَكُنِ السِّينُ الأُولَى أَصْلاً كَمَا أَنّ الطَّاءَ المُقَابِلَةَ لها من اخْرَنْطَمَ أَصْلٌ وإذا كانت السينُ الأُولَى من اقْعَنْسَس أَصلاً كانت الثانيةُ الزائدةَ من غير ارْتِيَابٍ ولا شُبْهَةٍ كَذَا في لسان العرب وأَشَار لمثلِه الإِمامُ أَبو جعفرٍ الَّلبْلِيّ في بُغْيَة الآمال والحُسامُ الشريفيّ في شرح الشافية وفي حديث علِيٍّ رضي الله عنه " منْ أَحبَّنَا أَهْلَ البيْتِ فَلْيُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً " قال الأَزهريُّ : أَي ليَزْهَدْ في الدُّنْيَا وليَصْبِرْ علَى الفَقْرِ والقِلَّةِ كَنَى به عن الصَّبْرِ لأَنه يَسْتُرُ الفقْرَ كما يَسْتُر الجِلْبابُ البَدَنَ وقيل غيْرُ ذلك من الوُجُوهِ التي ذُكرت في كتاب اسْتِدْراكِ الغلَط لأَبي عُبيْدٍ القاسمِ بن سلاَّم . والجِلْبابُ : المُلْكُ
والجَلنْبَاةُ كحَبَنْطاةٍ : المَرْأَةُ السَّمِينَةُ ويُقالُ : ناقَةٌ جَلَنْبَاةٌ أَي سَمِينَةٌ صُلْبةٌ قال الطِّرِمَّاحُ :
" كَأَنْ لَمْ تَخِدْ بِالوَصْلِ يا هِنْدُ بيْنَنَاجَلَنْبَاةُ أَسْفَارٍ كَجَنْدَلَةِ الصَّمْدِوالجُلاَّبُ كزُنَّارٍ . وسَقَطَ الضبطُ من نُسخةِ شيخنا فقال : أَطْلقَه وكان الأَوْلى ضبْطُه . وَقَعَ في حديث عائشة رضي الله عنها : " كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا اغْتَسلَ مِن الجَنابةِ دَعا بِشيْءٍ مِثْلِ الجُلاَّبِ فأَخذَ بِكفِّهِ فبدأ بِشِقِّ رأْسِهِ الأَيْمنِ ثُمَّ الأَيْسرِ " قال أَبو منصور : أَرادَ بالجُلاَّبِ ماءَ الورْدِ وهو فارِسِيٌّ مُعرَّبٌ وقال بعضُ أَصحاب المعَانِي والحديثِ كأَبي عُبَيدٍ وغيرِه إنَّما هُوَ الحِلابُ بكسْرِ الحاءِ المهملة لا الجُلاَّب وهو ما يُحْلبُ فيه لبَنُ الغَنمِ كالمِحْلَبِ سَوَاءٌ فصحّف فقال جُلاَّب يَعْنِي أَنه كان يَغْتَسِلُ من الجَنَابةِ في ذلك الحِلابِ وقيل : أُرِيدَ به : الطِّيبُ أَوْ إناءُ الطِّيبِ وتفْصِيلُه في شرح البُخارِيِّ للحافظِ ابن حَجَرٍ رحمه الله تعالى
والجُلاَّبُ : ة بالرُّهَى نَواحِي دِيارِ بَكْرٍ واسمُ نَهْرِ مدِينةِ حَرَّانَ سُمِّيَ باسم هذه القَرْيةِ
وأَبُو الحَسنِ علِيُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ الطَّيِّب الجُلاَّبِيُّ عالِمٌ مُؤرِّخٌ سمِع الكثيرَ من أَبِي بَكْرٍ الخَطيبِ وله ذيْلُ تارِيخِ واسِطَ تُوُفّيَ سنة 534 وابنهُ مُحمَّدٌ صاحب ذاك الجُزْءِ مات سنة 543
وقدْ أَجْلَبَ قَتَبَه محرَّكةً أَي غَشَّاهُ بالجُلْبَةِ وقِيل غَشَّاهُ بالجِلْدِ الرَّطْبِ فَطِيراً ثم تَرَكَه عليه حتى يَبِسَ وفي التهذيب : الإِجْلابُ : أَنْ تأْخُذَ قِطْعةَ قِدٍّ فَتُلْبِسَها رأْسَ القَتَبِ فتَيْبَسَ عليه قال النابغةُ الجَعْدِيُّ :
أُمِرَّ ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِهِ ... كتَنْحِيَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ وأَجْلَبَ فُلاناً : أَعانَه وأَجْلَبَ القَوْمُ عليهِ : تَجمَّعُوا وتَأَلَّبُوا مثلُ أَحْلَبُوا بالحاءِ المُهْملَةِ قال الكُميْتُ :
عَلى تِلْكَ إجْرِيَّايَ وَهْيَ ضَريبَتِي ... ولَوْ أَجْلَبُوا طُرًّا عَليَّ وأَحْلبُوا وأَجْلَبَ : جَعلَ العُوذَةَ في الجُلْبَةِ فهو مُجْلِبٌ وقد تقدّم بيانُه آنفاً وتقدَّم أَيضاً قولُ عَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ ومَنْ رَواهُ مُجْلَب بفتح اللام أَراد أَنَّ على العُوذَةِ جُلْبَةً
وأَجْلَبَ الرَّجُلُ إذا نُتِجتْ ناقَتُه سَقْباً وأَجْلَبَ : ولَدَتْ إبِلُهُ ذُكُوُراً لأَنَّه يَجْلِبُ أَوْلادَها فَتُبَاعُ وأَحْلَبَ بالحاء إذا نُتِجَتْ إنَاثاً ويَدْعُو الرجُلُ على صاحبِه فيقولُ : أَجْلَبْتَ ولاَ أَحْلَبْتَ أي كان نِتَاجُ إبِلِكَ ذُكوراً لا إنَاثاً لِيَذْهبَ لَبنُه
وجِلِّيبٌ كَسِكِّيتٍ : ع قال شيخُنا قال الصاغانيّ : أَخْشَى أَنْ يَكُون تَصْحِيفَ حِلِّيت أَي بالحاءِ المُهْملةِ والفَوْقِيَّةِ في آخِرِه لأَنَّه المشهورُ وإن كان في وَزْنِه خِلافٌ كما سيأْتي ونقَلَه المقْدِسِيُّ وسلَّمه ولم يذكره في المراصد
قُلْتُ : ونَقَلَه الصاغانيُّ في التكملة عن ابن دُريد ولم يذْكُرْ فيه تصحيفاً ولعلَّه في غير هذا الكِتَابِوالجُلُبَّانُ بضَمِّ الجيمِ واللام وتشديدِ المُوحَّدَةِ وهو الخُلَّرُ كسُكَّرٍ : وهو نَبْتٌ يُشْبِهُ الماشَ الواحِدةُ : جُلُبَّانةٌ . وفي التهذيب : هُو حَبٌّ أَغْبرُ أَكْدَرُ على لوْنِ الماشِ إلاَّ أَنَّه أَشدُّ كُدْرةً منه وأَعْظمُ جِرْماً يُطْبَخُ ويُخفَّفُ وفي حديث مالكٍ " تُؤْخَذُ الزَّكَاةُ مِنَ الجُلْبَانِ " هو بالتَّخْفِيفِ : حَبٌّ كالمَاشِ والجُلْبَانُ منَ القَطَانِي معروفٌ قال أَبو حنيفةَ : لَمْ أَسْمَعْهُ من الأَعراب إلا بالتَّشْدِيدِ ومَا أَكْثَرَ مَنْ يُخَفِّفُه قال : ولَعَلَّ التخفيفَ لغةٌ والجُلبانُ بالوَجْهَيْنِ كالجِرَابِ من الأَدَمِ يُوضَعُ فيه السَّيْفُ مَغْمُوداً ويَطْرَحُ فيه الراكبُ سَوْطَهُ وأَدَاتَه يُعَلِّقُه من آخِرَةِ الكُورِ أَو في وَاسِطَتِه واشتقاقُه من الجُلْبَةِ وهي الجِلْدَةُ التي تُجْعَلُ فوقَ القَتَبِ أَو هو قِرَابُ الغِمْدِ الذي يُغْمَدُ فيه السَّيْفُ وقد رَوَى البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنه قال : لَمَّا صَالَحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المُشْرِكِينَ بالحُدَيْبِيَةِ صالَحَهم على أَن يَدْخُلَ هو وأَصحابُه من قابلٍ ثلاثَةَ أَيام ولا يَدخلونُها إلاّ بجُلُبَّانِ السِّلاَحِ . وفي رواية فسأَلتُه : ما جُلُبَّانُ السلاح ؟ قال : القِرَابُ بِمَا فيهِ قال أَبو منصور : القِرَابُ : هو الغِمْدُ الذي يُغْمَدُ فيه السيفُ ففي عبارة المؤلّف تَسامُحٌ وفي لسان العرب : ورواه القُتَيْبِيُّ بالضم والتشديد قال : أَوْعِيَةُ السّلاحِ بما فيها قال : ولا أَراه سُمِّيَ به إلاَّ بجَفَائِه ولذلك قيل للمرأَةِ الغَلِيظَةِ الجافِيَةِ : جُلُبَّانَة وفي بعض الروايات : " ولا يدخُلُها إلاّ بجُلُبَّانِ السِّلاَحِ " السَّيْفِ والقَوْسِ ونحوِهِما يريدُ ما يُحْتَاجُ إليه في إظْهَارِه والقتالِ به إلى مُعَانَاةٍ لا كالرِّماحِ فإنَّهَا مُظْهَرةٌ يُمْكِنُ تَعْجِيلُ الأَذَى بها وإنَّمَا اشترطوا ذلك ليكونَ عَلَماً وأَمَارَةً لِلسَّلْم إذ كانَ دخولُهم صُلْحاً انتهى ونَقَلَ شيخُنا عن ابن الجَوْزِيِّ : جِلِبَّانٌ بكسر الجيم واللام وتشديد المُوَحَّدة أَيضاً ونقله الجَلالُ في الدُّرِّ النَّثِيرِ وقد أَغْفله الجماهيرُ
والْيَنْجَلِبُ على صيغةِ المضارعِ : خَرَزَةٌ لِلتَّأْخِيذِ أَي يُؤَخَّذُ بها الرِّجَالُ أَو هي لِلرُّجُوع بَعْدَ الفِرَارِ وقد ذكرها الأَزهريُّ في الربَاعيِّ فقال : ومن خَرَزَاتِ الأَعراب : اليَنْجَلِب وهو للرُّجُوعِ بعد الفِرَارِ وللعَطْفِ بَعْدَ البُغْضِ وحكى اللحْيَانِيّ عن العَامِرِيَّةِ : إنَّهُن يَقُلْنَ :
" أَخَّذْتُهُ بِاليَنْجَلِبْ
" فَلاَ يَرِمْ وَلاَ يَغِبْ
" وَلاَ يَزَلْ عِنْدَ الطُّنُبْ قلتُ : وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ قال : تَقُولُ العربُ
" أُعِيذُهُ باليَنْجَلِبْ
" إنْ يُقِمْ وإنْ يَغِبْ والتَّجْلِيبُ : المَنْعُ يقال : جَلَّبْتُه عن كذَا وكَذَا تَجْلِيباً أَي مَنَعْتُه . والتَّجْلِيبُ : أَنْ تُؤْخَذَ صُوفَةٌ فتُلْقَى عَلَى خِلْفِ بالكسر النَّاقَةِ فتُطْلَى بِطِينٍ أَو نحْوِه كالعَجِينِ لِئَلاَّ يَنْهَزَه وفي نُسخة لسان العرب : لِئَلاَّ يَنْهَزَهَا الفَصِيلُ يقال : جَلِّبْ ضَرْعَ حَلُوبَتِكَ
والتَّجَلُّبُ : الْتِمَاسُ المَرْعَى ما كَانَ رَطْباً هكذا رُوِيَ بالجيم
والدَّائِرَةُ المجْتَلَبَة ويقال : دائِرَةُ المُجْتَلَبِ مِنْ دَوَائِرِ العَرُوضِ سُمِّيَتْ لِكَثْرَةِ أَبْحُرِهَا لأَنَّ الجَلْبَ مَعْنَاهُ الجَمْعُ أَوْ لأَنَّ أَبْحرَهَا مُجْتَلَبَةٌ أَي مُسْتَمَدَّةٌ ومُسْتَوِقَة . وقد تقدَّمَ
وجُلَيْبِيبٌ مُصَغَّراً كَقُنَيْدِيلٍ وفي نسخة شيخنا جِلْبِيبٌ مُكَبَّراً كقِنْدِيلٍ ولذا قال : وهذا غَرِيبٌ ولعلَّه تَصَحَّفَ على المصنّف وإنما تَصَحَّفَ على ابنِ أُخْتِ خَالَتِه فإِنّه هكذا في نُسَخِنَا وأُصولِنا المُصَحَّحَةِ مُصَغَّراً : صَحَابِيٌّ وفي عبارة بعضهم أَنْصَارِيٌّ ذكره الحافظُ بن حَجَر في الإِصابة وابن فهد في المعجم وابن عَبْدِ البَرِّ في الاستيعاب جاءَ ذكره في صحيح مسلموذَكَرَ شيخُنَا في آخر هذه المادة تَتِمَّةً ذكر فيها أُموراً أَغْفَلَها المصنفُ فذكر منها المَثَلَ المشهور الذي ذكره الزمخشريُّ والميداني : " جَلَبَتْ جَلْبَةً ثُمَّ أَمْسَكَتْ " قالوا : ويُرْوَى بالمُهْمُلَةِ أَي السَّحَابَةُ تُرْعِدُ ثُمَّ لا تُمْطِرُ يُضْرَبُ للجَبَانِ يَتَوَعَّدُ ثم يَسْكُتُ ومنها أَن البَكْرِيَّ في شرحِ أَمالي القالي قال : جِلِخْ جِلِبْ : لُعْبَةٌ لِصِبْيَانِ العَرَبِ
ثم ذَكَر : رَعْدٌ مُجَلِّبٌ ومَا فِي السَّمَاءِ جُلْبَةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُهَا واليَنْجَلِبَ وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ هذا الذي ذكره وأَمثالَه مذكورٌ في كلام المؤلّف نَصًّا وإشارةً فكيفَ يكونُ من الزِّيَادَات ؟ فتأَمَّل
جَلَّ الرجُلُ يَجِلُّ جَلالَةً وجَلالاً : أَسَنَّ واحْتَنَكَ فهو جَلِيلٌ ومنه الحديث : " فاعْتَرَضَ لهم إبْلِيسُ في صُورَةِ شَيخٍ جَلِيلٍ " مِن قَوْمٍ جِلَّةٍ بالكسر . جَلَّ جَلالاً وجَلالَةً : عَظُمَ قَدْرُه فهو جَلِيلٌ قال الراغِبُ : الجَلالَةُ : عِظَمُ القَدْرِ والجَلالُ : التَّناهِي في ذلك وخُصَّ بوَصْفِ اللّهِ تعالى فقِيل : ذو الجَلالِ والإكرام ولم يُستَعْمَل في غيرِه والجَلِيلُ : العَظِيمُ القَدْرِ وليس خاصّاً به ووَصْفُه تعالى بذلِكَ إمّا لخَلْقِه الأَشْياءَ العَظِيمَةَ المُسْتَدَلَّ بها عليه أو لأنه يَجِلُّ عن الإحاطَةِ به أو لأنه يَجِل أن يُدْرَكَ بالحَواسّ . وجَلٌّ بالكسر والفتح جُلالٌ كغُرابٍ ورُمّانٍ وهي جَلِيلَةٌ وجُلالَةٌ بالضمّ . وأَجَلَّهُ إجْلالاً : عَظَّمَهُ ورَفَع مِن شأنِه . والتَّجِلَّةُ : اسمٌ كالتَّكْرِمة . وجُلُّ الشيء وجُلالُه بضَمِّهما : مُعْظَمُه يقال : أَخَذ جُلَّه وكُبْرَه وعُظْمَه بمعنًى واحدٍ . وتَجلَلَهُ : إذا عَلاهُ أيضاً أخذَ جُلَّهُ : أي مُعْظَمَه . وقال الراغِبُ : تجَلَّلْتُ البَعِيرَ : تَناوَلْتُ جُلالَه . وتَجالَّ عنه : تعاظَمَ وكذا تَجالَّ عليه ويُقال : هو من أصدقائي وأنا أتَجالُّه : أي أُعَظِّمُه . والجُلَّى كرُبَّى : الأَمْرُ العَظِيمُ ج : جُلَلٌ مِثال كُبرَى وكُبَرٍ قال طَرَفَةُ :
مَتَى أُدْعَ في الجُلَّى أَكُنْ مِن حُماتِها ... وإنْ تَأتِكَ الأعداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ وقال بَشامَةُ بن حَزْنٍ النَّهْشَليُّ :
وإن دَعَوْتِ إلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ ... يوماً سَراةَ كِرامِ الناسِ فادْعِينا وقومٌ جِلَّةٌ بالكسر : عُظَماءُ سادَةٌ خِيارٌ ذَوُو أَخْطارٍ . وهي أي : الجِلَّةُ أيضاً : المَسانُّ مِنّا وهذا قد تقدَّم بعَينه فهو تَكرارٌ ومِن الإبِلِ للواحِدِ والجَمْع والذَّكَر والأنْثى يُقال : جَلَّت النَّاقَةُ : إذا أَسَنَّتْ عن أبي نَصْر . وقال الراغِبُ : وخُصَّ الجُلالَةُ بالنّاقَةِ الجَسِيمَةِ والجِلَّةُ بالمَسانِّ منها . وقال الصاغانيُّ : الجَلَّةُ مِن الإبِلِ : المَسانُّ وهو جَمْعُ جَلِيلٍ مِثل صَبِيٍّ وصَبِيَّةٍ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رضي اللّه عنه :
أَزْمانَ لم تأخُذْ إليَّ سِلاحَها ... إبلِي بِجِلَّتِها ولا أَبْكارِها أو هي الثَّنِيَّةُ إلى أن تَبْزُلَ أي تَصيرَ بازِلاً . أو الجَمَلُ إذا أَثْنَى أي دَخل في الثانية . أو يُقال : بَعِيرٌ جِلٌّ وناقَةٌ جِلّةٌ بكسرِهما . الجُلَّةُ بالضّم : قُفَّةٌ كبيرةٌ للتَّمْرِ والجَمْعُ : جُلَلٌ . والجَلَلُ مُحرَّكةً : الأَمْرُ العَظِيمُ والصَّغِيرُ ضِدٌّ فمِن العَظيم قولُ الحارث بنِ وَعْلَةَ الجَرْمِي :
فلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ... ولَئِنْ سَطَوْتُ لأُوهِنَنْ عَظْمِي وبمَعْنى الهَيِّن اليَسِير قولُ امرِئ القَيس حين قُتِل أبوه :
بِقَتْلِ بني أَسَدٍ رَبَّهُم ... أَلا كُل شيء سِواهُ جَلَلْ وقال حَضْرَمِيُّ بن عامِرٍ في جَزْءِ بن سِنانِ بن مَوْءَلَةَ :
يَقولُ جَزْءٌ ولم يَقُلْ جَلَلَا ... إِنِّي تَرَوَّحْتُ ناعِماً جَذِلَا وقال الراغب : الجَلَلُ : المُتَناوَلُ مِن البَعَر وعُبِّر به عن الشيء الحَقِير وعلى ذلك قولُه : فكُلُّ مُصِيبَةٍ بَعْدَه جَلَلٌ . والجِلُّ بالكسر : ضِدُّ الدِّقِّ . وقال الراغِبُ : أَصْلُ الجَلِيلِ : مَوضوعٌ للجِسم الغَلِيظ ولِمُراعاةِ مَعْنى الغِلَظِ فيه قُوبلَ بالدَّقِيق وقُوبل العَظِيمُ بالصَّغير فقِيل : جَلِيلٌ ودَقِيقٌ وعَظِيمٌ وصَغِير . الجِلُّ مِن المَتاعِ : البُسُطُ والأَكْسِيَةُ ونحوُها وهو ضِدُّ الدِّقِّ منه كالحِلْسِ والحَصِير ونحوِهما الجِلُّ : قَصَبُ الزَّرْع إذا حُصِد كما في العُباب ويُضَمُّ ويُفْتَح . الجُلُّ بالضّمّ وبالفَتح : ما تُلْبَسُه الدابَّةُ لِتُصانَ به وقد جَلَّلْتُها تَجْلِيلاً وجَلَلْتُها بالتخفيف : ألْبَسْتُها إيّاه يقال : فَرَسٌ مُجَلَّلٌ ومَجْلُولٌ قال أبو النَّجْم :
" مَيَّاسَة كالفالِجِ المُجَلَّلِ ج : جِلالٌ بالكسر وأَجْلالٌ وجَمْعُ الجِلالِ : أَجِلَّةٌ . الجَلُّ بالفَتح : الشِّراعُ ويُضَم ج : جُلُولٌ قال القُطامِيُّ :في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحِبُه ... إذا الصَّرارِيُّ مِن أَهوالِه ارْتَسَما أي كَبَّرَ ودَعا . جَلٌّ : اسمُ أبي حَيٍّ مِن العَرَب مِن مُضَرَ وهو جَلُّ بنُ عَدِيٍّ والِد الدُّول الآتي ذِكره في دول . والجَلِيلُ والحَقِيرُ . الجُل بالضمّ ويُفْتَح : الياسَمِينُ والوَردُ بأنواعِه أبْيَضُه وأحمَرُه وأصْفَرُه قاله أبو حنيفة الواحِدةُ بِهاءٍ قال : وهو كلامٌ فارِسِيٌّ وقد دخل في كلامِ العَرب وذكر بعضٌ : أنه يقال له : الوَتِيرُ الواحِدَةُ : وَتِيرَةٌ . قال : والوَرْدُ ببِلادِ العَرَب كثيرٌ رِيفِيٌّ وبَرِّيٌّ . وقال الصاغاني هو مُعَرَّب : كُلْ قال الأعشَى :
وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِي ... نُ والمُنسْمِعاتُ بقُصّابِها ويُروى : الوَرْدُ والياسَمُون . الجُلُّ : ماءٌ قُربَ واقِصَةَ وسَلْمان كما في العُباب وقال نَصْرٌ : هو على سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً مِنْ القَرْعاء بينَها وبينَ الرُّمَّانَتَينِ على جادَّةِ طَرِيقٍ يَسلُك مِن القادِسِيَّةِ إلى زُبالَةَ . وجُلُّ بنُ حِقِّ بنِ رَبِيعةَ . بالضّمّ في طَيِّئٍ وحِقٌّ بكسر الحاء المهملة ويُروَى بضم الخاء المعجمة أيضاً وإليه يُنْسَب المَرَّارُ بن مُنْقِذ الجُلِّيُّ الطائِيُّ الشاعِر كان في زَمَن الحَجّاج ولم يذكره المصنِّفُ في المَرّارِين مِن الشُّعراء وقد تقدَّم . وجُلُّ بَيْتِكَ : حيث ضُرِبَ وبُنِيَ . وكسَحابٍ : أبو الجَلالِ الزُّبَيرُ بن عُمَر الكِرْمِينيُّ أو هو بالحاء : مُحدِّثان هكهذا في النُّسَخ والذي في كُتب الأنساب : أبو الجَلالِ الزُّبَيرُ بن عُمر عن يوسُفَ بن عَبدَةَ وعنه أحمدُ بنُ عُروَةَ من أهل ما وراء النَّهر . وأبو الجَلالِ الكِرمِينيُّ عن العَبّاس بنِ شَبِيب وجَعله الخَطِيبُ بحاءٍ مهملة . قلتُ : فحينئذٍ يَستَقِيم قولُه : محدِّثان لكن سَقط واوُ العَطْف قبل الكِرمِينيّ ولكن قالَ الحافِظُ : هو والذي قبلَه واحِدٌ وذلِكَ واضحٌ في كتاب الأمير . قلت : فإذن الصَّوابُ مُحَدِّثٌ بالإفراد . وأُمُّ الجَلالِ بِنتُ عبدِ الله بنِ كُلَيب العُقَيلِيَّةُ أوردَها الحافِظُ . ومحمدُ بن أبي بَكْرٍ الجَلالِيُّ مُحدِّثٌ رَوى عن ابنِ الحُصَين مات سنةَ 592 ، عن مائةِ سنة قاله الحافِظُ . وقال الداوُدِيّ : نِسبة إلى قَبِيلةٍ مِن الأكراد . وذاتُ الجِلالِ بالكسر : فَرَسُ هِلالِ بن قَيسٍ الأَسَدِيّ وكان يُقال له عَرقَلٌ . الجُلالُ بالضّمّ : الضَّخْمُ العَظِيمُ . جُلالٌ : جَبَلٌ الجُلالُ : مُعْظَمُ الشيء كالجُلِّ وقد ذُكِر فهو تَكرارٌ . وجَلّالٌ كشَدَّادٍ : اسمٌ لِطريقِ نَجْدٍ إلى مَكَّةَ سُمِّيَ به كما سُمِّي بمِثْقَب والقَعْقاع . وفي حديثِ الهِرماسِ بن حَبِيبٍ عن أبيه عن جَدِّه قال : التَقْطتُ شَبَكةً علَى ظَهْرِ جَلَّالٍ بقُلَّةِ الحَزْن ذَكره ابنُ شُمَيْل قال الراعِي :
يُهِيبُ بأُخْراها بُرَيْمَةُ بَعْدَما ... بَدا رَمْلُ جَلَّالٍ لها وعَواتِقُهْ في الحديث : " نَهَى رسولُ اللَّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم عن لُحُومِ الجَلَّالَةِ " وهي البَقَرةُ التي تتَبَّعُ النَّجاساتِ كُنِيَ عن العَذِرَةِ بالجِلَّة فقِيل لآكِلَتِها : جَلَّالَةٌ الجُلالَةُ ككُناسَةٍ : الناقَةُ العَظِيمَةُ الجَسِيمةُ قال طَرَفَةُ :
فمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ ... عَقِيلَةُ شَيخٍ كالوَييلِ يَلَنْدَدِ والجُلَّةُ بالضّمّ : وِعاءٌ مِن خُوصٍ يُتَّخَذُ للتَّمْر ج : جِلالٌ بالكسر وجُلَلٌ بضَمٍّ ففَتْح وقد تقدَّم هذا . والجُلَّة مُثلَّثةً والمشهورُ الكَسر ثم الفَتح : البَعَرُ أو البَعَرَةُ أو الذي لم يَنْكَسِر يقال : إنّ بني فُلانٍ وقودُهم الجِلَّةُ . وجَلَّ البَعَرَ يَجُلُّهُ جَلّاً وجَلَّةً : جَمَعَهُ بيَدِه ولَقَطَهُ . واجْتَلَّهُ اجْتِلالاً : التَقَطَه للوَقُودِ . يُقال : فَعَلَهُ مِن جُلِّكَ بالضم وجَلالِكَ وجَلَلِكَ محرَّكةً وتَجِلَّتِك وِإجلالِك بالكسر أي : من أجلِك قالَ جَمِيلٌ :
رَسْمِ دارٍ وَقَفْتُ في طَلَلِهْ ... كِدتُ أَبْكِي الغَدَاةَ مِن جَلَلِهْكذا مِن أَجْلِ إجْلالِك ومِن أجْلِكَ : بمَعْنًى واحِدٍ . يُقال : جَلَلْتَ هَذا على نَفْسِك : أي جَنَيتَه . وجَلُّوا عن مَنازِلِهم يَجِلُّونَ مِن حَدِّ ضَرَب واقْتَصَرَ الصاغاني على يَجُلُّون مِن حَدِّ نَصَر وجَمَع بينَهما ابنُ مالك وغيره وهو الصَّوابُ والاقتصارُ على أَحَدِهما قُصُور جُلُولاً بالضّمِّ وجَلّاً أي جَلَوْا عنها وخَرجوا إلى بلدٍ آخَرَ وهم الجالَّةُ ويُقال : اسْتُعْمِل فُلانٌ علَى الجالَّة كما يُقال : على الجالِيةِ وهما بمَعْنًى قال العَجّاجُ :
" كأنَّما نُجومُها إذْ وَلَّتِ
" زُوراً تُبارِى الغَوْرَ إذْ تَدَلَّتِ
" عُفْرٌ وصِيرانُ الصَّرِيمِ جَلَّتِ جَلُّوا الأَقِطَ جَلّاً : أَخَذُوا جُلالَه بالضم . وجَلٌّ وجَلَّانُ : حَيَّانِ مِن العَرَب . أمّا جَلٌّ فقد تقدَّم أنه في مُضَرَ . وأمّا جَلّانُ : فهو ابنُ العَتِيكِ بنِ أسْلَمَ بن يَذْكر بن عَنَزَةَ بن أَسَد قال ذو الرُّمة :
وبالشَّمائِلِ مِن جَلَّانَ مُقْتَنِصٌ ... رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُنْزَرِبُ وهو جَلّانُ بنُ عَتيك بن أسْلَمَ بن يَذْكر وكانت أُمُّ عَمْرِو بنِ العاصي منهم والتَّجَلْجُلُ : السُّؤُوخُ في الأرضِ ومنه الحديث : " خَرَجَ رجُلٌ في الجاهِليّةِ يَتَبخْتَرُ فأمر اللّهُ الأرضَ أن تَخْسِفَ به فهو يَتَجَلْجَلُ فيها إلى يومِ القِيامةِ " . التَّجَلْجُلُ : التَّحَرُّكُ وهو مُطاوِعُ الجَلْجَلَةِ . أيضاً : التَّضَعْضُعُ يُقال : تَجَلْجَلَتْ قَواعدُ البُنيانِ : أي تَضَعْضَعَتْ . والجَلْجَلَةُ : التَّحْرِيكُ يُقال : جَلْجَلْتُه : إذا حَرَّكتَه بيدِك فتَجَلْجَلَ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ :
فجَلْجَلَها طَوْرَيْنِ ثُمّ أمَرَّها ... كما أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُخَرَّمِ ومنه : جَلْجَلَ الياسِرُ القِدَاحَ : إذا حَرَّكها . الجَلْجَلَةُ : شِدَّةُ الصَّوْتِ أيضاً : صَوتُ الرَّعْد أيضاً : الوَعِيدُ مِن وَراءَ وَراءَ . قال الراغِبُ : أمّا الجَلْجَلَةُ : فحِكايةُ الصَّوتِ وليس مِن ذلك الأصلِ في شيء ومنه سَحابٌ مُجَلْجِلٌ : أي مُصَوِّتٌ . وغَيثٌ جَلْجالٌ كذلك . ورَجُلٌ مُجَلْجَلٌ بالفتح : أي على صِيغةِ اسم المَفْعُول : ظَرِيفٌ جِدّاً لا عيب فيه . المُجَلْجَلُ مِن الإبل : ما تَمَّتْ شِدَّتُه وقُوَّتهُ . والمُجَلْجِلُ بالكسر : السَّيِّدُ القَوِيُّ أو البَعِيدُ الصَّوتِ قِيل : هو الجَرِيءُ الدَّفّاعُ المِنْطِيقُ الذي يُخاطِرُ بنَفْسه . أيضاً : الكَثِيرُ مِن الأعْداد عن ابنِ عَبّاد . والجُلْجُلُ بالضمّ : الجَرَسُ الصَّغِيرُ منه : إِبِلٌ مُجَلْجَلَةٌ : عُلِّقَ عليها الجُلْجُلُ . ودارَةُ جُلْجُلٍ في قول امرئ القيس :
" ولا سِيَّما يَوماً بِدارَةِ جُلْجُلِ ع بنَجْدٍ في دار الضِّباب ممّا يُواجِهُ دِيارَ فَزارَةَ قاله نَصْرٌ . والجَلَلُ مُحرَّكةً : الأَمرُ العَظِيمُ والهَيِّنُ الحَقِيرُ ضِدٌّ وهذا قد تقدَّم وهو مُكرَّر . والجُلْجُلانُ بالضم : ثَمَرُ الكُزْبَرَةِ . في لُغةِ اليَمن : حَبُّ السِّمسِمِ مِن المَجاز : الجُلْجُلانُ : حَبَّةُ القَلْبِ يُقال : استَقرَّ ذلك في جُلْجُلانِ قَلبِه : أي في سُوَيدائِه وكَلامٌ خَرج مِن جُلْجُلانِ القَلْب إلى قِمَعِ الأذُنِ وهو في الأصل : السِّمْسِمُ قاله الزَّمخشريّ . وجَلْجَلَهُ : خَلَطَهُ . جَلْجَلَ الفَرَسُ : صَفا صَهِيلُه . قال ابنُ عَبّاد : جَلْجَلَ الوَتَرَ : أي شَدَّ فَتْلَهُ . وجَلاجِلُ بالفتح ويُضَمّ : ع وهو جَبَلٌ مِن جِبال الدَّهْناء قال ذو الرُّمَّةِ :
أيا ظَبْيَةَ الوَعْساءِ بَين جَلاجِلٍ ... وبَين النَّقا آأنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِورَوى أبو عمرو : ها أنْتِ . وَقع في بعض كُتُب اللُّغة : جَلاجِلُ بالفَتْح وهو موضِعٌ آخَرُ وفي بعضِها : حُلاحِل بضمّ الحاء المهملة قال الصاغاني : وكِلاهُما خُلْفٌ . والمَجَلَّةُ بفَتْحِ الجيم : الصَّحِيفَةُ فيها الحِكْمَةُ قال أبو عُبَيد : كُل كِتابٍ عندَ العَربِ مَجَلَّةٌ . وقَدِم سُوَيدُ بنُ الصامت رضي اللّه تعالى عنه فتَصدَّى له رسولُ الله صلّى اللّه عليه وسلّم فدَعاه فقال له سُوَيدٌ : لعلّ الذي مَعَك مِثْلُ الذي مَعِي قال : وما الذي مَعَك ؟ قالَ : مَجَلَّةُ لُقْمانَ . قال النابِغةُ الذُّبيانيُّ :
مَجَلَّتُهُم ذاتُ الإله ودِينُهُمْ ... قَوِيمٌ فما يَرجُونَ غَيرَ العَواقِبِ ويُروَى : محلّتهم بالحاء : أي إنهم يَحُجُّون فيَحُلُّون مَواضِعَ مُقَدّسة . وفي الأساس : وكان ابنُ عبّاسٍ رضي اللّه تعالى عنهما إذا أنشد شِعْر أمَيَّةَ قال : مَجَلَّةُ ابنِ أبي الصَّلْت . وقال ابنُ الأعرابي : قلتُ لأعرابِيٍّ : ما المَجَلَّةُ ؟ وفي يدي كُرّاسة فقال : التي في يدِك . وقال الراغِبُ : والجُلُّ : ما يُغَطَّى به المُصْحَفُ ثم سُمِّيَ المُصْحَفُ مَجَلَّةً . الجَلِيلُ كأَمِيرٍ : العَظِيمُ وهذا قد تقَدّم فهو تَكرارٌ جَمْعُه : أَجِلَّةٌ وجِلَّةٌ وأَجِلَاءُ . الجَلِيلُ : الثُّمامُ وهو نَبتٌ ضَعِيفٌ يُحْشَى به خَصاصُ البُيُوت قال بِلالٌ رضي اللّه تعالى عنه :
ألا لَيتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتنَّ لَيلَةً ... بِمكَّةَ حَوْلِي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ الواحِدةُ : جَلِيلَةٌ ج : جَلائِلُ قال :
" يَلُوذُ بجَنْبَي مَرْخَةٍ وجَلائِلِ جَلِيلٌ : اسمُ جَماعةٍ منهم والدُ عائشةَ التي رَوتْ عن عائشةَ رضي اللّه تعالى عنها . ومنهم الجَلِيلُ بنُ خالِد بنِ حُرَيْثٍ العَبدِ البخاريُّ جَدُّ أبي الخَير أحمدَ بن محمد الذي رَوى عن البُخارِيّ كتابَ الأَدَب . بَنُو الجَلِيلِ : قَومٌ باليَمَن منهم أبو مُسلِم الجَلِيلِيُّ التابِعيُّ أو مِن ذي الجَلِيلِ وادٍ بها فيه الثُّمامُ وقال نَصْرٌ : هو قُربَ مكَّةَ قال النابِغةُ الذُّبْيانيُّ :
كأنَّ رَحْلِي وقَدْ زالَ النَّهارُ بِنا ... بِذِي الجَلِيلِ علَى مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِوجَبَلُ الجَلِيلِ : بالشَّأمِ في ساحِلِه مُمْتَدٌّ إلى قُرب مِصْرَ كان مُعاويةُ رضي اللّه تعالى عنه حَبَس فيه مَن ظَفِر به ممَّن كان يُتَّهُم بقَتل عُثمانَ رضي اللّه تعالى عنه منهم محمّدُ بن أبي حُذَيفَة وابنُ عُدَيْس وكُرَيْب بن أَبْرَهَة وذلك سنةَ سبعٍ وثلاثين قاله نَصْرٌ . والجَلِيلَةُ مِن الإبلِ : التي نُتِجَتْ بَطْناً واحِداً كما في العُباب . يُقال : ما أَجَلَّنِي : أي ما أعطانِيها . الجَلِيلَةُ : النَّخْلَةُ العَظِيمةُ الكثيرةُ الحَمْل ج : جَلِيلٌ وفي بعض النسَخ : جِلالٌ بالكسر . وجَلُولاءُ بالمَدِّ : ة ببَغدادَ قُربَ خانِقِينَ بمَرحَلَةٍ هي على سبعةِ فَراسِخَ منها . وهو جَلُولِيٌّ على غير قِياس كحَرُورِيٍّ : إلى حَرُوراءَ . ولها وَقْعةٌ مشهورةٌ كانت للمسلمين على الفُرس . وأُمّ جَمِيلٍ : فاطمةُ بنتُ المُجَلِّلِ كمُحَدِّثٍ ابنِ عبد الله القُرَشِيَّةُ العامِرِيَّةُ صَحابِيَّةٌ هاجَرتْ مع زوجِها حاطِبِ بن الحارث بن المُغِيرة إلى الحَبشة فتُوفِّيَ هنالك وولدْت له محمّداً والحارث قاله ابنُ فَهْدٍ في مُعْجَمه . وأَجَلَّ : قَوِيَ وضَعُفَ ضِدٌّ عن ابن عَبّاد . واجْتَلَلْتُه وتَجالَلْتُه وهذه عن ابنِ عَبّاد : أخذتُ جُلالَهُ نقلَه الصاغانيُّ . وجَلُلْتا بفتح الجِيم وضَمِّ اللام الأولى وسُكون الثانية : ة بنَواحِي النَّهْرَوان هنا ذكرها الصاغانِيّ فتَبِعه المصنِّفُ وقد مَرَّ له ذلك في التاء الفَوقيّة أيضاً . وجَلُولَتَيْنِ تَثْنية جَلُول : ة قُربَ النَّهْرَوان مِن قُرى بَغْدادَ سَمِع بها السَّمْعانِيُّ من أبي البَقاء كَرَمِ بن البَقاء بن مُلاعِب الجَفولَتَينيّ . وأبو جُلَّةَ بالضم : كُنْيَةُ رَجُلٍ . وجُلالَةُ بالضّمّ : عَلَمُ امرأةٍ . مِن المَجاز : أَبْثَثْتُه جُلاجِلَ نَفْسِي بالضّمّ : أي أظْهرتُ له ما كان يَتَجَلْجَلُ أي يَخْتَلِجُ فيها عن ابنِ عَبّاد . وحِمارٌ جُلاجِلٌ وجُلالٌ بضَمِّهما : صافي النَّهِيقِ ونَصُّ المُحِيط : ناقَةٌ جُلالٌ وحِمارٌ جُلالٌ : صافي النَّهِيق . وغُلامٌ جُلاجِلٌ أيضاً جُلْجُلٌ كهُدْهُدٍ وهذه عن ابنِ عَبّاد : أي خَفِيفُ الرُّوحِ نَشِيطٌ في عمَلِه . قال الصاغانِيُّ : التَّركيبُ يدُلُّ على مُعْظَمِ الشيء وعلى شيء يشْمَلُ شَيئاً وعلى الصَّوت وقد شَذَّ عن هذا التَّركيب : الجِلَّةُ : البَعْرُ
ومما يُسْتَدْرَك عليه : جَل بالفتح : اسمُ رَجُلٍ قال عَجْرَدُ النَّهْمِي :
" عُوجِي عَلَينا وارْبَعِي يا بْنَةَ جَلّ والجالَّةُ : هي الجَلَّالَةُ مِن الدَّوابِّ والجَمْع : جَوالُّ ومنه : " فإني إنما كَرِهْتُ لكَ جَوالَّ القَريَةِ " . وماءٌ مَجْلُولٌ : وقَعَتْ فيه الجِلَّةُ . والأَجَل : الأعْظَم قال لَبِيدٌ رضي اللّه تعالى عنه :
غَيرَ أنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى ... واخْزُها بالبِرِّ لِلّهِ الأَجَل وقال آخر :
" الحَمْدُ لِلّهِ العَلِيُّ الأَجْلَلِ يريدُ الأَجَلّ وأظْهَر التضعيف ضَرورةً . وجَلَّت الهاجِنُ علَى الوَلَدِ أي : صَغُرَتْ وهو مَثلٌ . والهاجِنُ : الصَّبِيَّة تُزَوَّجُ قبلَ بُلوغِها وكذلك الصَّغيرةُ مِن البَهائم . وجَلُولاءُ : قَريةٌ بناحية فارِس . وجَلُول كصَبُورٍ : فَخِذٌ مِن هَوَّارَةَ أو قريةٌ بِتُونُسَ وإليها نُسِب سُلَيمان بن عبد الله الهَوّارِيّ الجَلُولِيُّ كذا بخط الحافظ المُنْذِرِيّ . ويُقال : فُلانٌ يُعَلِّقُ الجُلْجُلَ في عُنُقِه : إذا خاطَرَ بنَفْسِه وهو مَجازٌ قال أبو النَّجْم :
" إلاَّ امْرأً يَعْقِدُ خَيطَ الجُلْجُلِ كبر يعني الجريءَ الذي يخاطِرُ بنَفْسِه . وقال أبو عَمرٍ و : هو مَثَلٌ : أي يُشَهِّرُ نفسَه فلا يتقدَّمُ عليه إلا شُجاع لا يُبالِيه وهو صَعْبٌ مَشْهُور . وجُلْجُلانُ الشيء : جَلِيلُه عن ابنِ عَبّاد . قال : وبَعِيرٌ مَجْلولٌ مِن الجُلّ . وقال أَوْسُ بنُ حَجَر :
وَرَّثْتَني وُدَّ أقوامٍ وخُلَّتَهُم ... وذَكْرةٌ مِنكَ تَغْشانِي بأَجْلالِأي بأُمورٍ عِظام . والجُلّاءُ بالصمّ وتشّديد اللام ممدوداً : الأمرُ العظيم عن أبي عَمرٍو . قالَ : والمَجَلَّهّ : العِلْمُ والفِقْه . ويقال : مالَهُ دِقٌّ ولا جِلٌّ : أي لا دَقِيقٌ ولا جَلِيلٌ ولا جَلِيلَةٌ ولا دَقِيقَةٌ : أي ناقَةٌ ولا شاة . وقال الراغبُ : قِيل للبَعِير : جَلِيلٌ وللشاة : دَقِيقٌ لاعتبارِ أحدِهما بالآخر فقيل : ما لَهُ دَقِيقٌ ولا جَلِيل وما أَجَلَّني ولا أَدَقَّني : أي ما أعطاني بَعِيراً ولا شاةً ثم جُعِل مَثَلاً في كُلِّ كبيرٍ وصغيرٍ . وفي العُباب : لَقِيتُ فُلاناً فما أَجَلَّني ولا أحْشاني أي : ما أَعْطاني جَلِيلَة ولا حاشِيَةً . وقولُ المَرّار الفَقْعَسِيّ يَصِفُ عَينَه :
لَجُوجٍ إذا سَحَّتْ سَحُوحٍ إذا بَكَتْ ... بَكَتْ فأَدَقَّتْ في البُكا وأَجَلَّتِ أي أَتَتْ بقَلِيل البكاءِ وكثيرِه . وفي الحديث : " أَجِلّوا اللّهَ يغفر لَكُم " : أي قولوا : يا ذا الجَلالِ والإكرام وآمِنُوا بعَظَمته وجَلاله ويُروَى بالحاء أيضاً ويؤيِّد الروايةَ الأولى الحَدِيثُ الآخَرُ : " أَلِظوا بِيا ذَا الجَلالِ والإكْرام " . وأَجَلَّ فَرَسَهُ فَرْقاً مِن ذُرَةٍ : أي عَلَفَها عَلْفاً جَلِيلاً . وجَلَّلَ الشيء تَجْلِيلاً : عَمَّ . وسَحابٌ مُجَلِّلٌ : يُجَلِّل الأرضَ بالمَطَر : أي يَعُمُّ . وفي الأساس : راعِدٌ مُطَبِّقٌ بالمَطَر وفي المُفْرَدات : كأنه يُجَلِّلُ الأرضَ بالماءِ والنَّبات . والجَلْجَلَةُ : صَوْتُ الجَرَسِ . وتَجالَّتِ المرأةُ : أَسَنَّتْ . وذُو الجَلِيلِ كأَمِيرٍ : وادٍ قُرْبَ أَجَأ قاله نَصْرٌ وضبَطه بعضٌ بالتَّصغير مع التشديد ولا يَثْبُت . وأيضاً : وادٍ قُربَ مَكّةَ . والجِلِّيُّ بالكسر : نِسبَةُ جَماعةٍ من المُحَدِّثين منهم : أبو إسحاق إبراهيمُ بنُ محمد بنِ الفتح المِصِّيصيُّ عن محمّد بن سُفْيانَ الصَّفّار مات سنةَ 385 . وعُمرُ بن محمد بنِ أبي زَيد الحَرَّانيّ الجِلِّيّ عن أحمدَ بن سُليمان الرهاوِيّ وعنه ابن المُقْري . وأبو الفتح أحمد بن الجِلِّيّ حدَّث عنه نِظامُ المُلْك وأبو الفتح عبدُ الله بن إسماعيل الجِلِّيّ روى عنه أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أبي جَرادَةَ العُقَيلِيّ : الجِلِّيُّون . وأحمدُ بن إسماعيل الجُلِّيُّ بالضم : نِسبة إلى الجُلِّ كان يَبَيعُ جِلالَ الدَّوابّ وهو أحَدُ عُلماء الشِّيعة كان في زَمن سَيفِ الدَّولةِ بن حَمْدان وله تَصانِيفُ . وعبدُ الرحيم بنُ محمد اللَّواتِيّ الجَلَّالِيّ بالتشديد حَكَى عنه السلَفِيُّ . وعبدُ العزيز بنُ عبد الرحمن بن مُهَذَّب يُعْوَفُ بابن أبي الجَلِيلِ كأمِيرٍ اللُّغَوِيُّ كان على رأس الأربعمائة بمِصْر صنَّف كتابَ السَبَب لِحَصْرِ كلامِ العَرَب في سِتِّين سِفْراً ضبَطه محمدُ بنُ الزَّكِيّ المُنْذِرِيُّ ونقله الحافِظُ من خَطِّه . والجَلالُ كسَحابٍ : لَقَبُ قَيسِ بن عاصِمٍ النَّهْدِيّ جاهِلِيٍّ وفيه يقول الشاعر :
وِإنِّي لَداعِيكَ الجَلالَ وعاصِماً ... أَباكَ وعِندَ اللّهِ عِلْمُ المُغَيَّبِ وجَلْجُولِيا : قريةٌ بفِلَسطِينَ . وأبو بكر محمّد بن زَكريّا الرازِيُّ الطَّبِيب المعروفُ بابنِ جِلْجِل كزِبْرِج تُوفي سنةَ 311