معنى حرر صفحات كتاب في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الحَرُّ ضِدُّ
البَرْدِ والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس من وجهين أَحدهما بناؤه والآخر
إِظهار تضعيفه قال ابن دريد لا أَعرف ما صحته والحارُّ نقيض البارد والحَرارَةُ
ضِدُّ البُرُودَةِ أَبو عبيدة السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل
والحَ
الحَرُّ ضِدُّ
البَرْدِ والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس من وجهين أَحدهما بناؤه والآخر
إِظهار تضعيفه قال ابن دريد لا أَعرف ما صحته والحارُّ نقيض البارد والحَرارَةُ
ضِدُّ البُرُودَةِ أَبو عبيدة السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل
والحَرُورُ الريح الحارَّة بالليل وقد تكون بالنهار قال العجاج ونَسَجَتْ لَوافِحُ
الحَرُورِ سَبائِباً كَسَرَقِ الحَريرِ الجوهري الحَرُورُ الريح الحارَّة وهي
بالليل كالسَّمُوم بالنهار وأَنشد ابن سيده لجرير ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ
كأَنَّنا لَدَى فَرَسٍ مْسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صائم مستن الحرور مشتدّ حرها أَي
الموضع الذي اشتدّ فيه يقول نزلنا هنالك فبنينا خِباءً عالياً ترفعه الريح من
جوانبه فكأَنه فرس صائم أَي واقف يذب عن نفسه الذباب والبعوض بسَبِيبِ ذَنَبِهِ
شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ عند تحركه لهبوب الريح بسَبِيبِ هذا الفرس والحَرُورُ حر
الشمس وقيل الحَرُورُ استيقاد الحرّ ولَفْحُه وهو يكون بالنهار والليل والسَّمُوم
لا يكون إِلا بالنهار وفي التنزيل ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ قال ثعلب الظل ههنا
الجنة والحرور النار قال ابن سيده والذي عندي أَن الظل هو الظل بعينه والحرور
الحرّ بعينه وقال الزجاج معناه لا يستوي أَصحاب الحق الذين هم في ظل من الحق
وأَصحاب الباطل الذين هم في حَرُورٍ أَي حَرٍّ دائم ليلاً ونهاراً وجمع الحَرُور
حَرائِرُ قال مُضَرِّسٌ بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها وفاضَتْ عليها
شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ وتقول
( * قوله « وتقول إِلخ » حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في القاموس والمصباح
وغيرهما وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي والمضارع ) حَرَّ
النهارُ وهو يَحِرُّ حَرّاً وقد حَرَرْتَ يا يوم تَحُرُّ وحَرِرْتَ تَحِرُّ بالكسر
وتَحَرُّ الأَخيرة عن اللحياني حَرّاً وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ
حَرُّكَ وقد تكون الحَرارَةُ للاسم وجمعها حينئذ حَراراتٌ قال الشاعر بِدَمْعٍ ذِي
حَراراتٍ على الخَدَّيْنِ ذي هَيْدَبْ وقد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذي
هو المصدر إِلا أَن الأَوَّل أَقرب قال الجوهري وأَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي
الكسائي شيء حارٌّ يارٌّ جارٌّ وهو حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ وقال اللحياني
حَرِرْت يا رجل تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً قال ابن سيده أُراه إِنما يعني الحَرَّ
لا الحُرِّيَّةَ وقال الكسائي حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير وقال ابن
الأَعرابي حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ وحَرَّ يَحَرُّ حُرِّيَّةً من
حُرِّيَّة الأَصل وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ قال الجوهري فهذه الثلاثة
بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل وفي حديث الحجاج أَنه باع مُعْتَقاً في
حَرارِه الحرار بالفتح مصدر من حَرَّ يَحَرُّ إِذا صار حُرّاً والاسم الحُرِّيَّةُ
وحَرَّ يَحِرُّ إِذا سَخُنَ ماء أَو غيره ابن سيده وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة
لله أَي حَرّاً وقُرّاً والحِرَّةُ والحَرارَةُ العَطَشُ وقيل شدته قال الجوهري
ومنه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ إِذا عطش في يوم بارد ويقال إِنما
كسروا الحرّة لمكان القرَّة ورجل حَرَّانُ عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ وحَرارَى
وحُرارَى الأَخيرتان عن اللحياني وامرأَة حَرَّى من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى عَطْشى
وفي الحديث في كل كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ الحَرَّى فَعْلَى من الحَرِّ وهي تأْنيث
حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ من العَطَشِ
قال ابن الأَثير والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى أَجراً وقيل أَراد بالكبد
الحرى حياة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حرى إِذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي
روح من الحيوان ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر في كل كبد حارّة أَجر والحديث
الآخر ما دخل جَوْفي ما يدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ وما جاء في حديث ابن عباس
أَنه نهى مضارِبه أَن يشتري بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ وفي حديث آخر في كل كبد حرى
رطبة أَجر قال وفي هذه الرواية ضعف فأَما معنى رطبة فقيل إِن الكبد إِذا ظمئت
ترطبت وكذا إِذا أُلقيت على النار وقيل كنى بالرطوبة عن الحياة فإِن الميت يابس
الكبد وقيل وصفها بما يؤول أَمرها إِليه ابن سيده حَرَّتْ كبده وصدره وهي تَحَرُّ
حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً قال وحَرَّ صَدْرُ الشيخ حتى صَلاَّ أَي التهبتِ
الحَرَارَةُ في صدره حتى سمع لها صَليلٌ واسْتَحَرَّتْ كلاهما يبست كبده من عطش
أَو حزن ومصدره الحَرَرُ وفي حديث عيينة بن حِصْنٍ حتى أُذِيقَ نَسَاهُ من الحَرِّ
مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسايَ يعني حُرْقَةَ القلب من الوجع والغيظ والمشقة ومنه حديث
أُم المهاجر لما نُعِيَ عُمَرُ قالت واحَرَّاه فقال الغلام حَرٌّ انْتَشَر فملأَ
البَشَرَ وأَحَرَّها اللهُ والعرب تقول في دعائها على الإِنسان ما له أَحَرَّ
اللهُ صَدْرَه أَي أَعطشه وقيل معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه وأَحَرَّ الرجلُ فهو
مُحِرٌّ أَي صارت إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً ورجل مُحِرٌّ عطشت إِبله وفي الدعاء
سلط الله عليه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ يريد العطش مع البرد وأَورده ابن سيده
منكراً فقال ومن كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَي عطشٌ في يوم بارد وقال اللحياني
هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد وقال ابن دريد الحِرَّةُ حرارة العطش والتهابه
قال ومن دعائهم رماه الله بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بالعطش والبرد ويقال إِني
لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً في فمي أَي حَرارةً ولَذْعاً والحَرارَةُ حُرْقَة في
الفم من طعم الشيء وفي القلب من التوجع والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ وسيأْتي ذكره وقال
ابن شميل الفُلْفُلُ له حَرارَة وحَراوَةٌ بالراء والواو والحَرَّة حرارة في الحلق
فإِن زادت فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ
ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ وهو عند خروج الروح وامرأَة حَرِيرَةٌ حزينة مُحْرَقَةُ
الكبد قال الفرزدق يصف نساء سُبِينَ فضربت عليهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي
القِدَاحُ خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً ودارَتْ عَلَيْهِنَّ
المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ وفي التهذيب المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وحَرِيراتٌ أَي
محرورات يَجِدْنَ حَرارَة في صدورهن وحَرِيرَة في معنى مَحْرُورَة وإِنما دخلتها
الهاء لما كانت في معنى حزينة كما أُدخلت في حَمِيدَةٍ لأَنها في معنى رَشِيدَة
قال والمِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصيبة والمُكَتَّبَةُ
السهام التي أُجِيلَتْ عليهن حين اقتسمن واستهم عليهن واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ
بمعنى اشتدَّ وفي حديث عمر وجَمْع القرآن إِن القتل قد اسْتَحَرَّ يوم اليمامة
بِقُرَّاءِ القرآن أَي اشتدَّ وكثر وهو استفعل من الحَرِّ الشِّدَّةِ ومنه حديث
عليٍّ حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ وأَما ما ورد في حديث علي عليه السلام
أَنه قال لفاطمة لو أَتَيْتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأَلته خادماً يَقِيكَ
حَرَّ ما أَنتِ فيه من العمل وفي رواية حارَّ ما أَنت فيه يعني التعب والمشقة من
خدمة البيت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما كما أَن البرد مقرون بالراحة والسكون
والحارُّ الشاق المُتْعِبُ ومنه حديث الحسن بن علي قال لأَبيه لما أَمره بجلد
الوليد بن عقبة وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ من يَلْزَمُ
الوليدَ أَمْرُه ويعنيه شأْنُه والقارّ ضد الحارّ والحَرِيرُ المَحْرُورُ الذي
تداخلته حَرارَةُ الغيظ وغيره والحَرَّةُ أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها
أُحرقت بالنار والحَرَّةُ من الأَرضين الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود
نخرة كأَنها مطرت والجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ قال سيبويه وزعم يونس أَنهم يقولون
حَرَّةٌ وحَرُّونَ جمعوه بالواو والنون يشبهونه بقولهم أَرض وأَرَضُونَ لأَنها
مؤنثة مثلها قال وزعم يونس أَيضاً أَنهم يقولون حَرَّةٌ وإِحَرُّونَ يعني الحِرارَ
كأَنه جمع إِحَرَّةٍ ولكن لا يتكلم بها أَنشد ثعلب لزيد بن عَتاهِيَةَ التميمي
وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصِفِّين قد انهزم ولحق بالكوفة وكان عليّ رضي
الله عنه قد أَعطى أَصحابه يوم الجمل خمسمائة خمسمائة من بيت مال البصرة فلما قدم
زيد على أَهله قالت له ابنته أَين خمس المائة ؟ فقال إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ
صِفِّينْ لما رأَى عَكّاً والاشْعَرِيين وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين وابنَ
نُمَيرٍ في سراةِ الكِنْدِين وذا الكَلاعِ سَيِّدَ اليمانين وحابساً يَسْتَنُّ في
الطائيين قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ هَلْ تَفِرِّين ؟ لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ
الإِحَرِّين والخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين جَمْزاً إِلى الكُوفةِ من
قِنِّسْرِينْ ويروى قد تُجْشِمُكِ وقد يُجْشِمْنَكِ وقال ابن سيده معنى لا خمس ما
ورد في حديث صفين أَن معاوية زاد أَصحابه يوم صفين خمسمائة فلما التَقَوْا بعد ذلك
قال أَصحاب علي رضوان الله عليه لا خمس إِلا جندل الإِحرِّين أَرادوا لا خمسمائة
والذي ذكره الخطابي أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ قال شهدنا مع عليّ يوم الجَمَلِ فقسم
ما في العسكر بيننا فأَصاب كل رجل منا خمسمائة خمسمائة فقال بعضهم يوم صفين
الأَبيات قال ابن الأَثير ورواه بعضهم لا خِمس بكسر الخاء من وِردِ الإِبل قال
والفتح أَشبه بالحديث ومعناه ليس لك اليوم إِلا الحجارة والخيبة والإِحَرِّينَ جمع
الحَرَّةِ قال بعض النحويين إِن قال قائل ما بالهم قالوا في جمع حَرَّةٍ
وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَةٍ وثُبة
وليست حَرَّة ولا إِحَرَّة مما حذف منه شيء من أُصوله ولا هو بمنزلة أَرض في أَنه
مؤَنث بغير هاء ؟ فالجواب إِن الأَصل في إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ وهي إِفْعَلَة ثم
إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد فأَسكنوا الأَوَّل منهما ونقلوا
حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده فلما دخل على الكلمة هذا الإِعلال
والتوهين عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو والنون فقالوا إِحَرُّونَ ولما فعلوا ذلك
في إِحَرَّة أَجروا عليها حَرَّة فقالوا حَرُّونَ وإِن لم يكن لحقها تغيير ولا حذف
لأَنها أُخت إِحَرَّة من لفظها ومعناها وإِن شئت قلت إِنهم قد أَدغموا عين حَرَّة
في لامها وذلك ضرب من الإِعلال لحقها وقال ثعلب إِنما هو الأَحَرِّينَ قال جاء به
على أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَي الذي هو أَحَرُّ من غيره فصيره
كالأَكرمين والأَرحمين والحَرَّةُ أَرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كبيرة كانت
بها وقعة وفي حديث جابر فكانت زيادة رسولُ الله صلى الله عليه وسلم معي لا تفارقني
حتى ذهبتْ مني يوم الحَرَّةِ قال ابن الأَثير قد تكرر ذكر الحرّة ويومها في الحديث
وهو مشهور في الإِسلام أَيام يزيد بن معاوية لما انتهب المدينة عسكره من أَهل
الشام الذين ندبهم لقتال أَهل المدينة من الصحابة والتابعين وأَمَّر عليهم مسلم بن
عقبة المرّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد وفي التهذيب الحَرَّة
أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار وقال ابن شميل الحَرَّة الأَرض
مسيرة ليلتين سريعتين أَو ثلاث فيها حجارة أَمثال الإِبل البُروك كأَنما شُيِّطَتْ
بالنار وما تحتها أَرض غليظة من قاع ليس بأَسود وإِنما سوَّدها كثرة حجارتها
وتدانيها وقال ابن الأَعرابي الحرّة الرجلاء الصلبة الشديدة وقال غيره هي التي
أَعلاها سود وأَسفلها بيض وقال أَبو عمرو تكون الحرّة مستديرة فإِذا كان منها شيء
مستطيلاً ليس بواسع فذلك الكُرَاعُ وأَرض حَرِّيَّة رملية لينة وبعير حَرِّيٌّ
يرعى في الحَرَّةِ وللعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد حَرَّةُ النار لبني سُليم وهي
تسمى أُم صَبَّار وحَرَّة ليلَى وحرة راجِل وحرة واقِم بالمدينة وحرة النار لبني
عَبْس وحرة غَلاَّس قال الشاعر لَدُنْ غُدْوَةٍ حتى استغاث شَريدُهُمْ بِحَرَّةِ
غَلاَّسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ والحُرُّ بالضم نقيض العبد والجمع أَحْرَارٌ وحِرارٌ
الأَخيرة عن ابن جني والحُرَّة نقيض الأَمة والجمع حَرائِرُ شاذ ومنه حديث عمر قال
للنساء اللاتي كنَّ يخرجن إِلى المسجد لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي لأُلزمنكنّ
البيوت فلا تخرجن إِلى المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب على الحرائر دون الإِماء
وحَرَّرَهُ أَعتقه وفي الحديث من فعل كذا وكذا فله عَِدْلِ مُحَرَّرٍ أَي أَجر مُعْتَق
المحرَّر الذي جُعل من العبيد حرّاً فأُعتق يقال حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً
بالفتح أَي صار حُرّاً ومنه حديث أَبي هريرة فأَنا أَبو هريرة المُحَرَّرُ أَي
المُعْتَقُ وحديث أَبي الدرداء شراركم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم
إِذا أَعتقوه استخدموه فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ
( * قوله « ادّعوا رقه » فهو محرر في معنى مسترق وقيل إِن العرب كانوا إِذا
أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك قال الشاعر
فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً ... فليس له حتى الممات خلاص
كذا بهامش النهاية ) وفي حديث أَبي بكر فمنكم عَوْفٌ الذي يقال فيه لا حُرَّ بوادي
عوف قال هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّيْباني كان يقال له ذلك لشرفه وعزه
وإِن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد والخَوَل وسنذكر قصته في ترجمة عوف
وأَما ما ورد في حديث ابن عمر أَنه قال لمعاوية حاجتي عَطاءُ المُحَرَّرينَ فإِن
رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا جاءه شيء لم يبدأْ بأَوّل منهم أَراد
بالمحرّرين الموالي وذلك أَنهم قوم لا ديوان لهم وإِنما يدخلون في جملة مواليهم
والديوان إِنما كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإِيمان
وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم إِعطائهم لما علم من
ضعفهم وحاجتهم وتأَلفاً لهم على الإِسلام وتَحْرِيرُ الولد أَن يفرده لطاعة الله
عز وجل وخدمة المسجد وقوله تعالى إِني نذرت لك ما في بطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ
منِّي قال الزجاج هذا قول امرأَة عمران ومعناه جعلته خادماً يخدم في مُتَعَبَّداتك
وكان ذلك جائزاً لهم وكان على أَولادهم فرضاً أَن يطيعوهم في نذرهم فكان الرجل
ينذر في ولده أَن يكون خادماً يخدمهم في متعبدهم ولعُبَّادِهم ولم يكن ذلك النذر
في النساء إِنما كان في الذكور فلما ولدت امرأَة عمران مريم قالت رب إِني وضعتها
أُنثى وليست الأُنثى مما تصلح للنذر فجعل الله من الآيات في مريم لما أَراده من
أَمر عيسى عليه السلام أَن جعلها متقبَّلة في النذر فقال تعالى فَتَقَبَّلَها
رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ والمُحَرَّرُ النَّذِيرُ والمُحَرَّرُ النذيرة وكان يفعل
ذلك بنو إِسرائيل كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَي جعله نذيرة في
خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه وإِنه لَحُرٌّ بَيِّنُ الحُرِّية
والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ بفتح الحاء قال فلو أَنْكِ في
يوم الرَّخاء سأَلْتِني فراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ فما رُدَّ تزوِيجٌ
عليه شَهادَةٌ ولا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ والكاف في أَنك في موضع نصب
لأَنه أَراد تثقيل أَن فخففها قال شمر سمعت هذا البيت من شيخ باهلة وما علمت أَن
أَحداً جاء به وقال ثعلب قال أَعرابيّ ليس لها أَعْراقٌ في حَرارٍ ولكنْ
أَعْراقُها في الإِماء والحُرُّ من الناس أَخيارهم وأَفاضلهم وحُرِّيَّةُ العرب
أَشرافهم وقال ذو الرمة فَصَارَ حَياً وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ على حُرِّيَّةِ
العَرَبِ الهُزالى أَي على أَشرافهم قال والهزالَى مثل السُّكارى وقيل أَراد
الهزال بغير إِمالة ويقال هو من حُرِّيَةِ قومه أَي من خالصهم والحُرُّ من كل شيء
أَعْتَقُه وفرس حُرٌّ عَتِيقٌ وحُرُّ الفاكهةِ خِيارُها والحُرُّ رُطَبُ الأَزَاذ
والحُرُّ كلُّ شيء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غيره وحُرُّ كل أَرض وسَطُها وأَطيبها
والحُرَّةُ والحُرُّ الطين الطَّيِّبُ قال طرفة وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ
مُنَوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدُّ وحُرُّ الرمل وحُرُّ الدار
وسطها وخيرها قال طرفة أَيضاً تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي أَلا رُبَّ
يومٍ لي سِوَى حُرّ دارِك وطينٌ حُرٌّ لا رمل فيه ورملة حُرَّة لا طين فيها والجمع
حَرائِرُ والحُرُّ الفعل الحسن يقال ما هذا منك بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ ولا جميل قال
طرفة لا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلاً ليس هذا مِنْكِ ماوِيَّ بِحُرّ أَي بفعل حسن
والحُرَّةُ الكريمة من النساء قال الأَعشى حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبْ
بُ سُخاماً تَكُفُّه بِخِلالِ قال الأَزهري وأَما قول امرئ القيس لَعَمْرُكَ ما
قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ ولا مُقْصِرٍ يوماً فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ إِلى أَهله
أَي صاحبه بحرّ بكريم لأَنه لا يصبر ولا يكف عن هواه والمعنى أَن قلبه يَنْبُو عن أَهله
ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريم في فعله ويقال لأَوّل ليلة من الشهر ليلةُ
حُرَّةٍ وليلةٌ حُرَّةٌ ولآخر ليلة شَيْباءُ وباتت فلانة بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لم
تُقْتَضَّ ليلة زفافها ولم يقدر بعلها على اقْتِضاضِها قال النابغة يصف نساء
شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ
الأَزهري الليث يقال لليلة التي تزف فيها المرأَة إِلى زوجها فلا يقدر فيها على
اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ يقال باتت فلانةُ بليلة حُرَّةٍ وقال غير الليث فإِن
اقْتَضَّها زوجها في الليلة التي زفت إِليه فهي بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ وسحابةٌ
حُرَّةٌ بِكْرٌ يصفها بكثرة المطر الجوهري الحُرَّةُ الكريمة يقال ناقة حُرَّةٌ
وسحابة حُرَّة أَي كثيرة المطر قال عنترة جادَتْ عليها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ
فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ أَراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة وحُرُّ البَقْلِ
والفاكهة والطين جَيِّدُها وفي الحديث ما رأَيت أَشْبَهَ برسولِ الله صلى الله
عليه وسلم من الحُسن إِلا أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان أَحَرَّ حُسْناً منه
يعني أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ وأَحْرارُ البُقُول ما أُكل غير مطبوخ واحدها
حُرٌّ وقيل هو ما خَشُنَ منها وهي ثلاثة النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ وقال
أَبو الهيثم أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها ورَطُبَ وذُكُورُها ما غَلُظَ منها
وخَشُنَ وقيل الحُرُّ نبات من نجيل السِّباخِ وحُرُّ الوجه ما أَقبل عليك منه قال
جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ وكان عليها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ
وقيل حُرُّ الوجه مسايل أَربعة مدامع العينين من مقدّمهما ومؤخرهما وقيل حُرُّ
الوجه الخَدُّ ومنه يقال لَطَمَ حُرَّ وجهه وفي الحديث أَن رجلاً لطم وجه جارية
فقال له أَعَجَزَ عليك إِلاَّ حُرُّ وَجْهِها ؟ والحُرَّةُ الوَجْنَةُ وحُرُّ
الوجه ما بدا من الوجنة والحُرَّتانِ الأُذُنانِ قال كعب بن زهير قَنْواءُ في
حُرَّتَيْها للبَصِير بها عِتْقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ وحُرَّةُ
الذِّفْرَى موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها وأَنشد في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ
التَّحْرِيرِ يعني حُرَّةَ الذِّفْرَى وقيل حُرَّةَ الذِّفْرَى صفة أَي أَنها حسنة
الذفرى أَسيلتها يكون ذلك للمرأَة والناقة والحُرُّ سواد في ظاهر أُذن الفرس قال
بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ والحُرَّانِ السَّودان في أَعلى الأُذنين وفي
قصيد كعب بن زهير قنواء في حرتيها البيت أَراد بالحرّتين الأُذنين كأَنه نسبها
إِلى الحُرِّيَّةِ وكرم الأَصل والحُرُّ حَيَّة دقيقة مثل الجانِّ أَبيضُ والجانُّ
في هذه الصفة وقيل هو ولد الحية اللطيفة قال الطرماح مُنْطَوٍ في جَوْفِ نامُوسِهِ
كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ وزعموا أَنه الأَبيض من الحيات وأَنكر ابن
الأَعرابي اين يكون الحُرُّ في هذا البيت الحية وقال الحرّ ههنا الصَّقْر قال
الأَزهري وسأَلت عنه أَعرابيّاً فصيحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابي وقيل الحرّ
الجانُّ من الحيات وعم بعضهم به الحية والحُرُّ طائر صغير الأَزهري عن شمر يقال
لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما يكونُ جُمَيِّلُ حُرٍّ
والحُرُّ الصقر وقيل هو طائر نحوه وليس به أَنْمَرُ أَصْقَعُ قصير الذنب عظيم
المنكبين والرأْس وقيل إِنه يضرب إِلى الخضرة وهو يصيد والحُرُّ فرخ الحمام وقيل
الذكر منها وساقُ حُرٍّ الذَّكَرُ من القَمَارِيِّ قال حميد بن ثور وما هاجَ هذا
الشَّوْقَ إِلاَّ حَمامَةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما وقيل الساق
الحمام وحُرٌّ فرخها ويقال ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي ورواه أَبو عدنان ساق حَرّ
بفتح الحاء وهو طائر تسميه العرب ساق حرّ بفتح الحاء لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول
ساق حرّ وبناه صَخْرُ الغَيّ فجعل الاسمين اسماً واحداً فقال تُنادي سَاقَ حُرَّ
وظَلْتُ أَبْكي تَلِيدٌ ما أَبِينُ لها كلاما وقيل إِنما سمي ذكر القَماري ساقَ
حُرٍّ لصوته كأَنه يقول ساق حرّ ساق حرّ وهذا هو الذي جَرَّأَ صخر الغيّ على بنائه
كما قال ابن سيده وعلله فقال لأَن الأَصوات مبنية إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها
وقال الأَصمعي ظن أَن ساق حر ولدها وإِنما هو صوتها قال ابن جني يشهد عندي بصحة
قول الأَصمعي أَنه لم يعرب ولو أَعرب لصرف ساق حر فقال سَاقَ حُرٍّ إِن كان مضافاً
أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فيصرفه لأَنه نكرة فتركه إِعرابه يدل على أَنه حكى
الصوت بعينه وهو صياحه ساق حر ساق حر وأَما قول حميد بن ثور وما هاج هذا الشوقَ
إِلا حمامةٌ دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما البيت فلا يدل إِعرابه على
أَنه ليس بصوت ولكن الصوت قد يضاف أَوّله إِلى آخره وكذلك قولهم خازِ بازِ وذلك
أَنه في اللفظ أَشْبه بابَ دارٍ قال والرواية الصحيحة في شعر حميد وما هاج هذا
الشوقَ إِلا حمامةٌ دعت ساق حر في حمام تَرَنَّما وقال أَبو عدنان يعنون بساق حر
لحن الحمامة أَبو عمرو الحَرَّةُ البَثْرَةُ الصغيرة والحُرُّ ولد الظبي في بيت طرفة
بين أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى مُخْرِفٌ تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ حُرّ
والحَرِيرَةُ بالنصب
( * قوله « بالنصب » أراد به فتح الحاء ) واحدة الحرير من الثياب والحَرِيرُ ثياب
من إِبْرَيْسَمٍ والحَرِيرَةُ الحَسَا من الدَّسَمِ والدقيق وقيل هو الدقيق الذي
يطبخ بلبن وقال شمر الحَرِيرة من الدقيق والخَزِيرَةُ من النُّخَال وقال ابن
الأَعرابي هي العَصِيدَة ثم النَّخِيرَةُ ثم الحَرِيرَة ثم الحَسْوُ وفي حديث عمر
ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لك يقول ذرِّي الدقيق لأَتخذ لك منه حَرِيرَةً وحَرَّ الأَرض
يَحَرُّها حَرّاً سَوَّاها والمِحَرُّ شَبَحَةٌ فيها أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ
يكون فيهما حبلان وفي أَعلى الشبحة نقران فيهما عُود معطوف وفي وسطها عود يقبض
عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى
أَن يأْتيا به المكان المنخفض وتحرير الكتابة إِقامة حروفها وإِصلاح السَّقَطِ
وتَحْرِيرُ الحساب إِثباته مستوياً لا غَلَثَ فيه ولا سَقَطَ ولا مَحْوَ
وتَحْرِيرُ الرقبة عتقها ابن الأَعرابي الحَرَّةُ الظُّلمة الكثيرة والحَرَّةُ
العذاب الموجع والحُرَّانِ نجمان عن يمين الناظر إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انتصب
الفرقدان اعترضا فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا والحُرَّانِ الحُرُّ وأَخوه أُبَيٌّ
قال هما أَخوان وإِذا كان أَخوان أَو صاحبان وكان أَحدهما أَشهر من الآخر سميا
جميعاً باسم الأَشهر قال المنخّل اليشكري أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني
مُغَلْغَلَةً وخصَّ بها أُبَيَّا فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ فلا
أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ ويَطْعَنُ
بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا قال وسبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت
تَهْوى المنخل اليشكري وكان يأْتيها إِذا ركب النعمان فلاعبته يوماً بقيد جعلته في
رجله ورجلها فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال فأَخذ المنخل ودفعه إِلى
عِكَبٍّ اللَّخْمِيّ صاحب سجنه فتسلمه فجعل يطعن في قفاه بالصُّمُلَّةِ وهي حربة
كانت في يده وحَرَّانُ بلد معروف قال الجوهري حرَّان بلد بالجزيرة هذا إِذا كان
فَعْلاناً فهو من هذا الباب وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون وحَرُوراءُ موضع
بظاهر الكوفة تنسب إِليه الحَرُورِيَّةُ من الخوارج لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها
وتحكيمهم حين خالفوا عليّاً وهو من نادر معدول النسب إِنما قياسه حَرُوراوِيٌّ قال
الجوهري حَرُوراءُ اسم قرية يمد ويقصر ويقال حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ
ومنه حديث عائشة وسُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟ هم
الحَرُورِيَّةُ من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ وكان عندهم من التشديد في الدين
ما هو معروف فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد في أَمر الحيض شبهتها بالحرورية
وتشدّدهم في أَمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها وقيل أَرادت أَنها خالفت السنَّة
وخرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمين قال الأَزهري ورأَيت بالدَّهْناءِ
رملة وَعْثَةً يقال لها رملةُ حَرُوراءَ وحَرِّيٌّ اسم ونَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ والحُرَّانُ
موضع قال فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا فَجَنْبَا حِمًى فالخانِقان
فَحَبْحَبُ وحُرَّيَات موضع قال مليح فَراقَبْتُه حتى تَيامَنَ واحْتَوَتْ
مطَِافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ والحَرِيرُ فحل من فحول الخيل معروف قال
رؤبة عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا فيه إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا
الحَرِيرُ جد هذا الفرس وضَرْبُه نَسْلُه وحَرِّ زجْرٌ للمعز قال شَمْطاءُ جاءت من
بلادِ البَرِّ قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وقالت حَرِّ ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ
عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ قال وحَيَّهْ زجر للضأْن وفي المحكَم وحَرِّ زجر
للحمار وأَنشد الرجز وأَما الذي في أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ
قال ابن الأَثير هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال الحِرُ بتخفيف
الراء الفرج وأَصله حِرْحٌ بكسر الحاء وسكون الراء ومنهم من يشدد الراء وليس بجيد
فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر قال والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف
طرقه يستحلُّون الخَزَّ بالخاء والزاي وهو ضرب من ثياب الإِبريسم معروف وكذا جاء
في كتاب البخاري وأَبي داود ولعله حديث آخر كما ذكره أَبو موسى وهو حافظ عارف بما
روى وشرح فلا يتهم
معنى
في قاموس معاجم
الصَّفْحُ
الجَنْبُ وصَفْحُ الإِنسان جَنْبُه وصَفْحُ كل شيءٍ جانبه وصَفْحاه جانباه وفي
حديث الاستنجاء حَجَرَين للصَّفْحَتين وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج
وصَفْحُه ناحيته وصَفْحُ الجبلِ مُضْطَجَعُه والجمع صِفاحٌ وصَفْحَةُ الرجل عُرْضُ
وجهه و
الصَّفْحُ
الجَنْبُ وصَفْحُ الإِنسان جَنْبُه وصَفْحُ كل شيءٍ جانبه وصَفْحاه جانباه وفي
حديث الاستنجاء حَجَرَين للصَّفْحَتين وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج
وصَفْحُه ناحيته وصَفْحُ الجبلِ مُضْطَجَعُه والجمع صِفاحٌ وصَفْحَةُ الرجل عُرْضُ
وجهه ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي بعُرْضِه وفي الحديث غيرَ مُقْنِعٍ
رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد
الشِّقَّيْن وفي شعر عاصم بن ثابت تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ أَي أَحد
جانِبَي وجهه ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه هذه عن اللحياني وصَفْحُ
السيف وصُفْحُه عُرْضُه والجمع أَصفاح وصَفْحَتا السيف وجهاه وضَرَبه بالسيف
مُصْفَحاً ومَصْفوحاً عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً وضربه بصُفْح السيف والعامة
تقول بصَفْحِ السيف مفتوحة أَي بعُرْضه وقال الطِّرِمّاح فلما تنَاهتْ وهي عَجْلى
كأَنها على حَرْفِ سيفٍ حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ وفي حديث سعد بن عُبادة لو وجدتُ
معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ مُصْفَِحٍ يقال أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه
دونَ حَدِّه فهو مُصْفِحٌ والسيف مُصْفَحٌ يُرْوَيان معاً وقال رجل من الخوارج
لنضرِبَنَّكم بالسيوف غيرَ مُصْفَحات يقول نضربكم بحدّها لا بعُرْضها وقال الشاعر
بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ
( * قوله « بحيث مناك القرط إلخ » هكذا هو في الأصل بهذا الضبط )
وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي بعُرْضه
وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح عريض وتقول وَجْهُ هذا السيف مُصْفَح أَي عريض مِن
أَصْفَحْتُه قال الأَعشى أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ إِن نُسِبْنا وأَضْرَبَ
بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ ؟ يعني العِراض وأَنشد وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ
إِذا ضاقتْ عن الموتِ الصُّدورُ وقال بعضهم المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم
تستقم على وجه واحد كالمُصْفَحِ من الرؤوس له جوانب ورجل مُصْفَح الوجه سَهْلُه
حَسَنُه عن اللحياني وصَفِيحةُ الوجه بَشَرَةُ جلده والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ
الخَدَّان وهما اللَّحْيانِ والصَّفْحانِ من الكَتِف ما انْحَدَر عن العين
( * قوله « ما انحدر عن العين » هكذا في الأصل وشرح القاموس ولعله العنق ) من
جانبيهما والجمع صِفاحٌ وصَفْحَتا العُنُق جانباه وصَفْحَتا الوَرَقِ وَجْهاه
اللذان يُكتبان والصَّفِيحة السيف العريض وقال ابن سيده الصَّفيحة من السيوف
العريضُ وصَفائِحُ الرأْس قبائِلُه واحِدتُها صَفيحة والصفائح حجارة رِقاقٌ عِراض
والواحد كالواحد والصُّفَّاحُ بالضم والتشديد العَرِيضُ قال والصُّفَّاح من
الحجارة كالصَّفائح الواحدة صُفَّاحة أَنشد ابن الأَعرابي وصُفَّاحةٍ مثلِ
الفَنِيقِ مَنَحْتُها عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه شبه الناقة
بالصُّفَّاحةِ لصلابتها وابن حَوْبٍ رجلٌ مجهود محتاج لأَن الحَوْبَ الجَهْدُ
والشِّدَّة ووَجْهُ كل شيء عريض صَفِيحةٌ وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما
صُفَّاحة والجمع صُفَّاحٌ وصَفِيحةٌ والجمع صفائح ومنه قول النابغة ويُوقِدْنَ
بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ قال الأَزهري ويقال للحجارة العريضة صَفائح واحدتها
صَفِيحة وصَفِيحٌ قال لبيد وصَفائِحاً صُمّاً رَوا سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا
وصَفائح الباب أَلواحه والصُّفَّاحُ من الإِبل التي عظمت أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ
الناقة يأْخذ قَراها جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح وصَفْحَة الرجل عُرْضُ صدرِه
والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه فطال ما بين جبهته وقفاه وقيل
المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه قال
أَبو زيد من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ
جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ ولا يقال رُؤَاسِيّ
وقال ابن الأَعرابي في جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة
أَنه ذكر رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه وتَصْفِيحُ الشيء جَعْلُه عريضاً ومنه
قولهم رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها والمُصَفَّحاتُ السيوف العريضة وهي
الصَّفائح واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ وأَما قول لبيد يصف سحاباً كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ
في ذُراهُ وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي قال الأَزهري شبَّه البرق في ظلمة السحاب
بسيوفٍ عِراضٍ وقال ابن سيده المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ
وتَصْفِيحها تعريضها ومَطُّها ويروى بكسر الفاء كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا
لمَعَ منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا صَفَّقْنَ
بأَيديهن والتَّصفيح مثل التصفيق وصَفَّحَ الرجلُ بيديه صَفَّق والتَّصْفيح للنساء
كالتصفيق للرجال وفي حديث الصلاة التسبيح للرجال والتصفيح للنساء ويروى أَيضاً
بالقاف التصفيح والتصفيق واحد يقال صَفَّحَ وصَفَّقَ بيديه قال ابن الأَثير هو من
ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف الأُخرى يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم
إِن كان رجلاً قال سبحان الله وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ
الكلام وروى بيت لبيد كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ جعل المُصَفِّحات نساءً
يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ شَبَّه صوتَ الرعد بتصفيقهن ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ
أَراد بها السيوف العريضة شبه بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها والمُصافَحةُ الأَخذ باليد
والتصافُحُ مثله والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه وصُفْحا
كفيهما وَجْهاهُما ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء وهي مُفاعَلة من إِلصاق
صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ معتدل القَصَبة
مُسْتَوِيها بالجَبْهة وصَفَحَ الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما نصبهما قال
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا أَراد صَفْحَ
كَلْبٍ ذراعيه فَقَلَبَ وقيل هو أَن يبسطهما ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله وهذا
البيت أَورده الأَزهري قال وأَنشد أَبو الهيثم وذكره ثم قال وصف حَبْلاً عَرَّضه
فاتله حتى فتله فصار له وجهان فهو مَصْفُوح أَي عريض قال وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي
كما يَبْسُط الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه
ونصب كلباً على التفسير وقوله أَنشده ثعلب صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها
كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما وصَفَحَ
القَومَ صَفْحاً عَرَضَهم واحداً واحداً وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف وتَصَفَّحَ
الأَمرَ وصَفَحَه نظر فيه قال الليث صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً وصَفَحَ القومَ
وتَصَفَّحَهم نظر إِليهم طالباً لإِنسان وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها نظرها
مُتَعَرِّفاً لها وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم تنظر إِلى
حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم وأَنشد ابن الأَعرابي صَفَحْنا الحُمُولَ
للسَّلامِ بنَظْرَةٍ فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ أَي تَصَفَّحْنا وجوه
الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في صَفَحاته وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ
إِذا أَمررتها عليه وفي التهذيب ناقة مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ
بمعنى واحد وصَفَحَتِ الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً وَلَّى لَبَنُها ابن
الأَعرابي الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها وقد
صَفَحَتْ صُفُوحاً وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه سأَله فمنعه قال
ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ لا يَزَلْ يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ
ويقال أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها فمَنَعْتَه وفي
حديث أُم سلمة أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم فقلت للخادم ارفعيها لرسول الله صلى
الله عليه وسلم فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ حَجَر فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لعله وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه
قال ابن الأَثير يقال صَفَحْتُه إَذا أَعطيته وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه وصَفَحه
عن حاجته يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه كلاهما رَدَّه وصَفَحَ عنه يَصْفَح صَفْحاً
أَعرض عن ذنبه وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ عَفُوٌّ والصَّفُوحُ الكريم لأَنه يَصْفَح
عمن جَنى عليه واستْصَْفَحَه ذنبه استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه وأَما
الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل فمعناه العَفُوُّ يقال صَفَحْتُ عن ذنب فلان
وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا أَعرضت عنه وتركته
فالصَّفُوحُ في صفة الله العَفُوُّ عن ذنوب العباد مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة
تَكرُّماً والصَّفُوحُ في نعت المرأَة المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً فأَحدهما
ضدُّ الآخر ونصب قوله صَفْحاً في قوله أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ على
المصدر لأَن معنى قوله أَنُعْرِضُ
( * قوله « لأن معنى قوله أنعرض إلخ » كذا بالأصل ) عنكم الصَّفْحَ وضَرْبُ
الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه وتركه وفي حديث عائشة تصف
أَباها صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم وأَصله من
الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض بوجهه عن ذنبه والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة
وقال الأَزهري في قوله تعالى أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ المعنى
أَفَنُعْرِضُ عن أَن نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم
؟ يقال صَفَح عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت
عنه صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ
وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان والمُصْفَحُ
المُمالُ عن الحق وفي الحديث قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على الحق أَي مُمالٌ عليه كأَنه
قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه وفي حديث حذيفة أَنه قال القلوب أَربعة فقلبٌ
أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان وقلب
أَجْرُدُ مثل السِّراج يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق
والإِيمان فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ ومَثَل
النفاق كمثل قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ وهو لأَيهما غَلَبَ المُصْفَحُ الذي
له وجهان يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه وصَفْحُ كل شيء وجهه وناحيته
وهو معنى الحديث الآخر من شَرِّ الرجال ذو الوجهين الذي يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء
بوجه وهو المنافق وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان
بوجه آخر ذا وجهين قال الأَزهري وقال شمر فيما قرأْت بخطه القلبُ المُصْفَحُ زعم
خالد أَنه المُضْجَعُ الذي فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين وقال ابن بُزُرْجٍ
المُصْفَحُ المقلوب يقال قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه والمُصْفَحُ
المُصابَى الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن
يَغْمِدُوه ويقال صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه وقوله
أَنشده ثعلب ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ وربما ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا
نُصافِحُ ويروى ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ فسره فقال لمن لا نصافح أَي
لمن لا نعرف وقيل للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم والمُصْفَحُ من سهام
المَيْسر السادسُ ويقال له المُسْبِلُ أَيضاً أَبو عبيد من أَسماء قداح المَيْسِر
المُصْفَحُ والمُعَلَّى وصَفْحٌ اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة وله حديث عند العرب
معروف وأَما قول بشر رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ لها بَلَقٌ فوقَ
الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
( * قوله « بالجباه » كذا بالأصل بهذا الضبط وفي ياقوت الجباة بفتح الجيم ونقط
الهاء والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة وهو ماء بالشام بين
حلب وتدمر )
فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً يقول غَدْرَتكم بصَفْحٍ
الكَلْبيِّ وصِفاحُ نَعْمانَ جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه ونَعْمانُ جبل بين
مكة والطائف وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ بكسر الصاد وتخفيف الفاء موضع بين حُنَين
وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة وملائكةُ الصَّفيح الأَعْلى هو من
أَسماء السماء وفي حديث عليّ وعمار الصَّفِيحُ الأَعْلى من مَلَكُوته
معنى
في قاموس معاجم
الكِتابُ معروف
والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً
وكَتَّبَه خَطَّه قال أَبو النجم أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ تَخُطُّ
رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ قال ورأَيت في
بعض النسخ
الكِتابُ معروف
والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً
وكَتَّبَه خَطَّه قال أَبو النجم أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ تَخُطُّ
رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ قال ورأَيت في
بعض النسخِ تِكِتِّبانِ بكسر التاء وهي لغة بَهْرَاءَ يَكْسِرون التاء فيقولون
تِعْلَمُونَ ثم أَتْبَعَ الكافَ كسرةَ التاء والكِتابُ أَيضاً الاسمُ عن اللحياني
الأَزهري الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً والكِتابُ مصدر والكِتابةُ لِمَنْ
تكونُ له صِناعةً مثل الصِّياغةِ والخِياطةِ والكِتْبةُ اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه
ويقال اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً أَي سأَله أَن يَكْتُبَ له كِتاباً في حاجة
واسْتَكْتَبه الشيءَ أَي سأَله أَن يَكْتُبَه له ابن سيده اكْتَتَبَه ككَتَبَه
وقيل كَتَبَه خَطَّه واكْتَتَبَه اسْتَمْلاه وكذلك اسْتَكْتَبَه واكْتَتَبه كَتَبه
واكْتَتَبْته كَتَبْتُه وفي التنزيل العزيز اكْتَتَبَها فهي تُمْلى عليه بُكْرةً
وأَصِيلاً أَي اسْتَكْتَبَها ويقال اكْتَتَبَ الرجلُ إِذا كَتَبَ نفسَه في دِيوانِ
السُّلْطان وفي الحديث قال له رجلٌ إِنَّ امرأَتي خَرَجَتْ حاجَّةً وإِني
اكْتُتِبْت في غزوة كذا وكذا أَي كَتَبْتُ اسْمِي في جملة الغُزاة وتقول
أَكْتِبْنِي هذه القصيدةَ أَي أَمْلِها عليَّ والكِتابُ ما كُتِبَ فيه وفي الحديث
مَن نَظَرَ في كِتابِ أَخيه بغير إِذنه فكأَنما يَنْظُرُ في النار قال ابن الأَثير
هذا تمثيل أَي كما يَحْذر النارَ فَلْيَحْذَرْ هذا الصنيعَ قال وقيل معناه كأَنما
يَنْظُر إِلى ما يوجِبُ عليه النار قال ويحتمل أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن
الجناية منه كما يُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلى قوم وهم له كارهُونَ قال وهذا
الحديث محمولٌ على الكِتابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانة يَكْرَه صاحبُه أَن يُطَّلَع
عليه وقيل هو عامٌّ في كل كتاب وفي الحديث لا تَكْتُبوا عني غير القرآن قال ابن
الأَثير وَجْهُ الجَمْعِ بين هذا الحديث وبين اذنه في كتابة الحديث [ ص 699 ] عنه فإِنه
قد ثبت إِذنه فيها أَن الإِذْنَ في الكتابة ناسخ للمنع منها بالحديث الثابت
وبإِجماع الأُمة على جوازها وقيل إِنما نَهى أَن يُكْتَبَ الحديث مع القرآن في
صحيفة واحدة والأَوَّل الوجه وحكى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العَلاء أَنه سمع بعضَ
العَرَب يقول وذَكَر إِنساناً فقال فلانٌ لَغُوبٌ جاءَتْهُ كتَابي فاحْتَقَرَها
فقلتُ له أَتَقُولُ جاءَته كِتابي ؟ فقال نَعَمْ أَليس بصحيفة فقلتُ له ما
اللَّغُوبُ ؟ فقال الأَحْمَقُ والجمع كُتُبٌ قال سيبويه هو مما اسْتَغْنَوْا فيه
ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عن بناء أَدْناه فقالوا ثلاثةُ كُتُبٍ والمُكاتَبَة
والتَّكاتُبُ بمعنى والكِتابُ مُطْلَقٌ التوراةُ وبه فسر الزجاج قولَه تعالى
نَبَذَ فَريقٌ من الذين أُوتُوا الكِتابَ وقوله كتابَ اللّه جائز أَن يكون القرآنَ
وأَن يكون التوراةَ لأَنَّ الذين كفروا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم قد نَبَذُوا التوراةَ
وقولُه تعالى والطُّورِ وكتابٍ مَسْطور قيل الكِتابُ ما أُثْبِتَ على بني آدم من
أَعْمالهم والكِتابُ الصحيفة والدَّواةُ عن اللحياني قال وقد قرئ ولم تَجدوا
كِتاباً وكُتَّاباً وكاتِباً فالكِتابُ ما يُكْتَبُ فيه وقيل الصّحيفة والدَّواةُ
وأما الكاتِبُ والكُتَّاب فمعروفانِ وكَتَّبَ الرجلَ وأَكْتَبَه إِكْتاباً
عَلَّمَه الكِتابَ ورجل مُكْتِبٌ له أَجْزاءٌ تُكْتَبُ من عنده والمُكْتِبُ
المُعَلِّمُ وقال اللحياني هو المُكَتِّبُ الذي يُعَلِّم الكتابَة قال الحسن كان
الحجاج مُكْتِباً بالطائف يعني مُعَلِّماً ومنه قيل عُبَيْدٌ المُكْتِبُ لأَنه كان
مُعَلِّماً والمَكْتَبُ موضع الكُتَّابِ والمَكْتَبُ والكُتَّابُ موضع تَعْلِيم
الكُتَّابِ والجمع الكَتَاتِيبُ والمَكاتِبُ المُبَرِّدُ المَكْتَبُ موضع التعليم
والمُكْتِبُ المُعَلِّم والكُتَّابُ الصِّبيان قال ومن جعل الموضعَ الكُتَّابَ فقد
أَخْطأَ ابن الأَعرابي يقال لصبيان المَكْتَبِ الفُرْقانُ أَيضاً ورجلٌ كاتِبٌ
والجمع كُتَّابٌ وكَتَبة وحِرْفَتُه الكِتابَةُ والكُتَّابُ الكَتَبة ابن
الأَعرابي الكاتِبُ عِنْدَهم العالم قال اللّه تعالى أَم عِنْدَهُم الغيبُ فَهُمْ
يَكْتُبونَ ؟ وفي كتابه إِلى أَهل اليمن قد بَعَثْتُ إِليكم كاتِباً من أَصحابي
أَراد عالماً سُمِّي به لأَن الغالبَ على من كان يَعْرِفُ الكتابةَ أَن عنده العلم
والمعرفة وكان الكاتِبُ عندهم عزيزاً وفيهم قليلاً والكِتابُ الفَرْضُ والحُكْمُ
والقَدَرُ قال الجعدي
يا ابْنَةَ عَمِّي كِتابُ اللّهِ أَخْرَجَني ... عَنْكُمْ وهل أَمْنَعَنَّ اللّهَ
ما فَعَلا ؟
والكِتْبة الحالةُ والكِتْبةُ الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ ويقال اكْتَتَبَ
فلانٌ أَي كَتَبَ اسمَه في الفَرْض وفي حديث ابن عمر من اكْتَتَبَ ضَمِناً بعَثَه
اللّه ضَمِناً يوم القيامة أَي من كَتَبَ اسْمَه في دِيوانِ الزَّمْنَى ولم يكن
زَمِناً يعني الرجل من أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ له في الدِّيوانِ فَرْضٌ فلما نُدِبَ
للخُروجِ مع المجاهدين سأَل أَن يُكْتَبَ في الضَّمْنَى وهم الزَّمْنَى وهو صحيح
والكِتابُ يُوضَع موضع الفَرْض قال اللّه تعالى كُتِبَ عليكم القِصاصُ في القَتْلى
وقال عز وجل كُتِبَ عليكم الصيامُ معناه فُرِضَ [ ص 700 ] وقال وكَتَبْنا عليهم
فيها أَي فَرَضْنا ومن هذا قولُ النبي صلى اللّه عليه وسلم لرجلين احتَكما إِليه
لأَقْضِيَنَّ بينكما بكِتابِ اللّه أَي بحُكْم اللّهِ الذي أُنْزِلَ في كِتابه أَو
كَتَبَه على عِبادِه ولم يُرِدِ القُرْآنَ لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْر
لَهُما فيه وقيل معناه أَي بفَرْضِ اللّه تَنْزيلاً أَو أَمْراً بَيَّنه على لسانِ
رسوله صلى اللّه عليه وسلم وقولُه تعالى كِتابَ اللّهِ عليكم مصْدَرٌ أُريدَ به
الفِعل أَي كَتَبَ اللّهُ عليكم قال وهو قَوْلُ حُذَّاقِ النحويين ( 1 )
( 1 قوله « وهو قول حذاق النحويين » هذه عبارة الأزهري في تهذيبه ونقلها الصاغاني
في تكملته ثم قال وقال الكوفيون هو منصوب على الاغراء بعليكم وهو بعيد لأن ما
انتصب بالاغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وقد تقدم في هذا الموضع
ولو كان النص عليكم كتاب اللّه لكان نصبه على الاغراء أحسن من المصدر ) وفي حديث
أَنَسِ بن النَّضْر قال له كِتابُ اللّه القصاصُ أَي فَرْضُ اللّه على لسانِ نبيه
صلى اللّه عليه وسلم وقيل هو إِشارة إِلى قول اللّه عز وجل والسِّنُّ بالسِّنِّ
وقوله تعالى وإِنْ عاقَبْتُمْ فعاقِبوا بمثل ما عُوقِبْتُمْ به وفي حديث بَريرَةَ
من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كتاب اللّه أَي ليس في حكمه ولا على مُوجِبِ قَضاءِ
كتابِه لأَنَّ كتابَ اللّه أَمَرَ بطاعة الرسول وأَعْلَم أَنَّ سُنَّته بيانٌ له
وقد جعل الرسولُ الوَلاءَ لمن أَعْتَقَ لا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور في القرآن نصّاً
والكِتْبَةُ اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه واسْتَكْتَبه أَمَرَه أَن يَكْتُبَ له
أَو اتَّخَذه كاتِباً والمُكاتَبُ العَبْدُ يُكاتَبُ على نَفْسه بثمنه فإِذا سَعَى
وأَدَّاهُ عَتَقَ وفي حديث بَريرَة أَنها جاءَتْ تَسْتَعِينُ بعائشة رضي اللّه
عنها في كتابتها قال ابن الأَثير الكِتابةُ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه على مالٍ
يُؤَدِّيه إِليه مُنَجَّماً فإِذا أَدَّاه صار حُرّاً قال وسميت كتابةً بمصدر
كَتَبَ لأَنه يَكْتُبُ على نفسه لمولاه ثَمَنه ويَكْتُبُ مولاه له عليه العِتْقَ
وقد كاتَبه مُكاتَبةً والعبدُ مُكاتَبٌ قال وإِنما خُصَّ العبدُ بالمفعول لأَن
أَصلَ المُكاتَبة من المَوْلى وهو الذي يُكاتِبُ عبده ابن سيده كاتَبْتُ العبدَ
أَعْطاني ثَمَنَه على أَن أُعْتِقَه وفي التنزيل العزيز والذينَ يَبْتَغُون الكِتاب
مما مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِبُوهم إِنْ عَلِمْتم فيهم خَيْراً معنى الكِتابِ
والمُكاتَبةِ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه على مالٍ يُنَجِّمُه عليه
ويَكْتُبَ عليه أَنه إِذا أَدَّى نُجُومَه في كلِّ نَجْمٍ كذا وكذا فهو حُرٌّ
فإِذا أَدَّى جميع ما كاتَبه عليه فقد عَتَقَ وولاؤُه لمولاه الذي كاتَبهُ وذلك
أَن مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذي هو في الأَصْل لمولاه فالسيد مُكاتِب والعَبدُ
مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المال سُمِّيت مُكاتَبة لِما
يُكْتَبُ للعبد على السيد من العِتْق إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه ولِما يُكتَبُ
للسيد على العبد من النُّجُوم التي يُؤَدِّيها في مَحِلِّها وأَنَّ له تَعْجِيزَه
إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ يَحِلُّ عليه الليث الكُتْبةُ الخُرزَةُ المضْمومة
بالسَّيْرِ وجمعها كُتَبٌ ابن سيده الكُتْبَةُ بالضم الخُرْزَة التي ضَمَّ السيرُ
كِلا وَجْهَيْها وقال اللحياني الكُتْبة السَّيْر الذي تُخْرَزُ به المَزادة
والقِرْبةُ والجمع كُتَبٌ بفتح التاءِ قال ذو الرمة
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها
الكُتَبُ
[ ص 701 ] الوَفْراءُ الوافرةُ والغَرْفيةُ المَدْبُوغة بالغَرْف وهو شجرٌ يُدبغ
به وأَثْأَى أَفْسَدَ والخَوارِزُ جمع خارِزَة وكَتَبَ السِّقاءَ والمَزادة
والقِرْبة يَكْتُبه كَتْباً خَرَزَه بِسَيرين فهي كَتِيبٌ وقيل هو أَن يَشُدَّ
فمَه حتى لا يَقْطُرَ منه شيء وأَكْتَبْتُ القِرْبة شَدَدْتُها بالوِكاءِ وكذلك
كَتَبْتُها كَتْباً فهي مُكْتَبٌ وكَتِيبٌ ابن الأَعرابي سمعت أَعرابياً يقول
أَكْتَبْتُ فمَ السِّقاءِ فلم يَسْتَكْتِبْ أَي لم يَسْتَوْكِ لجَفائه وغِلَظِه
وفي حديث المغيرة وقد تَكَتَّبَ يُزَفُّ في قومه أَي تَحَزَّمَ وجَمَعَ عليه
ثيابَه من كَتَبْتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه وقال اللحياني اكْتُبْ قِرْبَتَك
اخْرُزْها وأَكْتِبْها أَوكِها يعني شُدَّ رأْسَها والكَتْبُ الجمع تقول منه
كَتَبْتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بين شُفْرَيْها بحَلْقَةٍ أَو سَيْرٍ والكُتْبَةُ
ما شُدَّ به حياءُ البغلة أَو الناقة لئلا يُنْزَى عليها والجمع كالجمع وكَتَبَ
الدابةَ والبغلة والناقةَ يَكْتُبها ويَكْتِبُها كَتْباً وكَتَبَ عليها خَزَمَ
حَياءَها بحَلْقةِ حديدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَيْ حيائِها لئلا يُنْزَى عليها
قال
لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ به ... على بَعِيرِك واكْتُبْها بأَسْيارِ
وذلك لأَنَّ بني فزارة كانوا يُرْمَوْنَ بغِشْيانِ الإِبل والبعيرُ هنا الناقةُ
ويُرْوَى على قَلُوصِك وأَسْيار جمع سَيْر وهو الشَّرَكَةُ أَبو زيد كَتَّبْتُ
الناقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْتَها والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ على غير ولدها كُتِبَ
مَنْخُراها بخَيْطٍ قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عنها ليكونَ أَرْأَم لها ابن سيده
وكَتَبَ الناقة يَكْتُبُها كَتْباً ظَأَرها فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ لئلا
تَشُمَّ البَوَّ فلا تَرْأَمَه وكَتَّبَها تَكْتيباً وكَتَّبَ عليها صَرَّرها
والكَتِيبةُ ما جُمِعَ فلم يَنْتَشِرْ وقيل هي الجماعة المُسْتَحِيزَةُ من الخَيْل
أَي في حَيِّزٍ على حِدَةٍ وقيل الكَتيبةُ جماعة الخَيْل إِذا أَغارت من المائة
إِلى الأَلف والكَتيبة الجيش وفي حديث السَّقيفة نحن أَنصارُ اللّه وكَتيبة
الإِسلام الكَتيبةُ القِطْعة العظيمةُ من الجَيْش والجمع الكَتائِبُ وكَتَّبَ
الكَتائِبَ هَيَّأَها كَتِيبةً كتيبةً قال طُفَيْل
فأَلْوَتْ بغاياهم بنا وتَباشَرَتْ ... إِلى عُرْضِ جَيْشٍ غيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ
وتَكَتَّبَتِ الخيلُ أَي تَجَمَّعَتْ قال شَمِرٌ كل ما ذُكِرَ في الكَتْبِ قريبٌ
بعضُه من بعضٍ وإِنما هو جَمْعُكَ بين الشيئين يقال اكْتُبْ بَغْلَتَك وهو أَنْ
تَضُمَّ بين شُفْرَيْها بحَلْقةٍ ومن ذلك سميت الكَتِيبَةُ لأَنها تَكَتَّبَتْ
فاجْتَمَعَتْ ومنه قيل كَتَبْتُ الكِتابَ لأَنه يَجْمَع حَرْفاً إِلى حرف وقول
ساعدة بن جُؤَيَّة
لا يُكْتَبُون ولا يُكَتُّ عَدِيدُهم ... جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا
قيل معناه لا يَكْتُبُهم كاتبٌ من كثرتهم وقد قيل معناه لا يُهَيَّؤُونَ
وتَكَتَّبُوا تَجَمَّعُوا والكُتَّابُ سَهْمٌ صغير مُدَوَّرُ الرأْس يَتَعَلَّم به
الصبيُّ الرَّمْيَ وبالثاءِ أَيضاً والتاء في هذا الحرف أَعلى من الثاءِ وفي حديث
الزهري الكُتَيْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ [ ص 702 ] وفيها صُلْحٌ الكُتَيْبةُ
مُصَغَّرةً اسم لبعض قُرى خَيْبَر يعني أَنه فتَحَها قَهْراً لا عن صلح وبَنُو
كَتْبٍ بَطْنٌ واللّه أَعلم