حَرُكَ ككَرُمَ حَركاً بالفَتْحِ قالَ شيخُنا : ذِكْرُ الفَتْحِ مُستَدرَكٌ لَفْظاً ومَعْنى أَمّا لَفْظاً فإِنّ الإطْلاقَ كافٍ فيه كما هو اصْطِلاحُه وأما مَعْنًى فإِنّه غيرُ صَحِيحٍ إِذ لا قائِلَ بهِ بل صَرّح ابنُ القَطاعِ والفَيومِي وغيرُ واحِد أَنّه مُحَرَّكٌ ككَرُمَ كَرَماً وشَرُفَ شَرَفاً ونحوِهما . قلت : وهذا الذي أَنْكَرَه شيخُنا هو الواقِعُ في كِتابِ العَيْنِ والمَضْبُوط بالفَتْحِ هكَذا ومثلُه في نُسَخِ العبابِ فتَقْيِيدُه بالفتحِ في مَحَلِّه ؛ لإِزالَةِ الاشْتِباه فإنه جاءَ على غيرِ قِياسِ البابِ فتَأَمّلْ . وحَرَكَةً هو بالتّحْرِيكِ وِإنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِه : ضِدّ سَكَنَ . وحَرَّكْتُه فتَحَرَّكَ ورُوِى عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللّه عنه أَنّه قال : آمنْتُ بمُحَرِّفِ القُلُوبِ ورواه بعضهم بمُحَرِّكِ القلوبِ . قال الفَرّاءُ : المُحَرفُ : المُزِيل والمُحَركُ : المُقَلِّبُ وقال أَبو العبّاسِ : المُحَركُ أَجودُ ؛ لأَنّ السُّنَّةَ تؤيِّدُه : يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ . ويُقال : ما بِه حَراكٌ كسَحابٍ : أي حَرَكَةٌ قالَه ابنُ سِيدَه يُقال : قد أَعْيَا فما به حَراكٌ ونَقَلَ الخَفاجِي - في العِنايَةِ في سُورةِ النَّجْمِ - وقد يُكْسَر قالَ شيخُنا : ولا يُلْتَفَتُ إِليه فإنَّ الصوابَ كما ضَبَطَه المُصنِّف . والمِحْراكُ : خَشَبَةٌ يُحَرَّكُ بها النّارُ وهي المِحْراثُ أيضاً . والمَحْرَكُ كمَقْعَدٍ : أَصْلُ العُنُق من أَعْلاها قاله أَبو زَيْد وهو مُنْتَهَى العُنُقِ عِنْدَ المَفْصِلِ من الرَّأْسِ
والحارِكُ : أَعْلَى الكاهِلِ من الفَرَسِ وقيل : هو عَظْمٌ مُشْرِفٌ من جانِبَيهِ اكْتَنَفَه فَزعا الكَتِفَيْن وقيل : هو مَنْبِتُ أَدْنَى العُرفِ إِلى الظّهْرِ الذي يَأْخُذ به مَنْ يَركَبُه قال أَبو دُوادٍ :
أَرِبَ الدِّينُ فأَعْدَدْتُ لَه ... مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ والجَمْعُ حَوارِكُ قال ذُو الرمَّةِ :
ونَوْمٍ كحَشوِ الطَّيرِ نازَعْتُ صُحْبتِي ... على شُعَبِ الكِيرانِ فَوْقَ الحَوارِكِ والحُركُوكُ بالضم : الكاهِلُ . والحَركَكَةُ : الحُرقُوفُ حَراكِكُ وحَراكِيكُ وهي رُؤُوس الوِرِكَيْنِ ويُقال : أَطْراف الوَرِكَيْنِ مِمّا يَلي الأرْضَ إِذا قَعَدْتَ كما في الصِّحاحِ وقال ابنُ سِيدَه : وكُلّ ذلك اسمٌ كالكاهِلِ والغارِبِ وهذا الجَمْعُ نادِرٌ وقد يَجُوزُ أَن يكونَ كَراهِيَةَ التَّضْعِيفِ كما حَكَى سِيبَوَيْه قرادِيدَ في جميع قَردَدٍ ؛ لأَنّ هذا لا يُدْغَم لمكانِ الإِلْحاقِ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الحَرِيكُ كأَمِيرٍ في بعضِ اللُّغاتِ : العِنِّين وقد حَرِكَ كفَرِحَ : إِذا عُنَّ عَن النِّساءِ وهذه عن ابنِ الأَعْرابِي . قال ابنُ دُرَيْد : والحَرِيكُ : من يَضْعُفُ خَصْرُه فإِذا مَشَى رأَيْتَه كأنه يَتَقَلَّعُ عن الأَرْضِ وهِيَ حَرِيكَةٌ بهاءٍ . وقال ابن الأَعرابِي : حَرَكَ بالفتح : إِذا امْتَنَعَ من الحَقِّ الذي عَلَيه وفي بعضِ الأُصولِ : مَنَعَ
وحَرَكَ فلاناً : أَصابَ حارِكَه عن أبي عَمْرو . وقالَ الفَرّاءُ : حرَكْتُ حارِكَه : قَطَعْتُه فهو مَحْرُوكٌ . وقال ابنُ عَبّادٍ : المُحْتَرِكُ : اللازِمُ لِحارِكِ بَعِيرِه . وقالَ الجَوْهَرِيُّ : رَجُلٌ حَرِكٌ ككَتِف وهو : الغُلامُ الخَفِيفُ الذَّكِيُ
ومما يُستَدْركُ عليه : يُقال : فلانٌ ميمُونُ العَرِيكَةِ والحَرِيكَةِ بمعنًى . وقال أَبو زَيْدٍ : حَرَكَه بالسَّيفِ حَركاً : إذا ضَرَبَ عُنُقَه . وقال غيرُه : حَرَكَه يَحْرُكُه حَركاً : أَصابَ منه أي ذلك كان . وحَرَكَ حَركاً : شَكَا أي ذلك كانَ . وحَرَكَه : أَصابَ وَسَطَه غيرَ مُشْتَق . ورجلٌ حَرِيكٌ : ضَعِيفُ الحَراكِيكِ . والمِحْراكُ : المِيلُ الذي تُحَرَّكُ به الدَّواةُ عن الليث . وقال أَبو عمرو : إِذا قلًّ صيدُ البَحْرِ قيل : حَرِك يَحْرَك بالكسرِ وهي أَيّام الحراكِ بالضم وذلك في الصَّيفِ . وحَرُكَ يَحْرُك بالضّمِّ : إِذا أَلْحَفَ في المَسأَلَةِ . وقال ابنُ عبّادٍ والزَّمَخْشَرِيّ : يُقال ظَلِلْتُ اليومَ أحَرِّكُ هذا البَعِيرَ أي : أسَيِّرُه فلا يَسِيرُ
قال ابنُ عبّاد : والحَرَكْرَكُ : الغَلِيظُ القَوِيّ
" نَاجٍ أَمَامَ الرَّكْبِ مُجْلَعِبّ ذ ن ب
الذَّنْبُ : الإِثْمُ والجُرْمُ والمَعْصِيَةُ الجَمْعُ : ذُنُوبٌ وجج أي جَمْعُ الجَمْعِ ذُنُوبَاتٌ وقَدْ أَذْنَبَ الرَّجُلُ : صارَ ذَا ذَنْبٍ وقد قالوا إنَّ هذا من الأَفْعَالِ التي لم يُسْمَعْ لها مصْدرٌ عَلَى فِعْلِهِا لأَنَّه لم يُسْمعْ إذْنَابٌ كإكرام قاله شيخُنا وقوله عزّ وجلّ في مناجاة موسى عليه السلام " ولَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ " عنَى به قَتل الرجلِ الذي وَكَزَه موسى عليه السلام فَقَضَى عَلَيْه وكان ذلك الرجلُ من آلِ فِرْعَوْنَ
والذَّنَبُ بالتَّحْرِيكِ معروفٌ وَاحِدُ الأَذْنَابِ ونقل شيخُنا عنِ عِنَايَةِ الشِّهَابِ أَن الذَّنْبَ مَأْخُوذٌ مِنَ الذَّنَبِ مُحَرَّكَة وهو الذَّيْلُ وفي الشِّفَاءِ أَنه مأْخُوذٌ مِنَ الشيْءِ الدّنِيءِ الخَسِيسِ الرَّذْلِ قال الخفاجي : الأَخْذُ أَوْسَعُ دَائِرَةً مِن الاشْتِقَاقِ وذَنَبُ الفَرَس : نَجْمٌ في السماءِ يُشْبِهُهُ ولذا سُمِّيَ به ومن ذلك ذَنَبُ الثَّعْلَب : نَبْتٌ يُشْبِهُهُ وهو الذَّنَبَانُ وقد يأْتي وذَنَبُ الخَيْلِ : نَبَات ويقَال فيه : أَذْنَابُ الخَيْلِ وهي عُشْبَةٌ تُحْمَدُ عُصَارَتُهَا على التشبيه
والذُّنَابَى والذُّنُبَّى بضَمِّهِما وفتح النون في الأَول وضَمِّهِمَا مع تشديد المُوَحَّدة في الثاني والذِّنِبَّى بالكَسْرِ : الذَّنَبُ الأَخِيرَانِ عن الهَجَرِيّ وأَنشد : يُبَشِّرُنِي بالبَيْنِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ أَحَمُّ الذّنبَّى خُطَّ بالنَّفْسِ حَاجِبُهْ يُرْوَى بِهِمَا وعلى الأَول قولُ الشاعر :
" جَمُومُ الشَّدِّ شَائِلَةُ الذُّنَابَى وفي الصحاح : الذُّنَابَى : ذَنَبُ الطَّائِر وقيل : الذُّنَابَى : مَنْبِت الذَّنَبِ وذُنَابَى الطَّائِرِ : ذَنَبُه وهي أَكْثَرُ مِنَ الذَّنَبِ وذَنَبُ الفَرَسِ والعَيْرِ وذُنَابَاهُمَا وذَنَبٌ فِيهِمَا أَكْثَرُ مِنْ ذُنَابَى وفي جَنَاحِ الطَّائرِ أَرْبَعُ ذُنَابَى بَعْدَ الخَوَالِي وعن الفراءِ : يُقَالُ : ذَنَبُ الفَرَسِ وذُنَابَى الطَّائِرِ والذي قالَهُ الرِّياشِيُّ : الذُّنَابَى لِذِي جَنَاحٍ والذَّنَب لِغَيْرِه وربَّمَا اسْتُعِيرَ الذُّنَابَى لِلْفَرَسِ نقله شيخنا ومن المجاز : ذَنَبُ الرَّجُلِ وأَذْنَابُ النَّاسِ وذَنَبَاتُهُم مُحَرَّكَة أَي أَتْبَاعُهمْ وسَفِلَتُهُمْ دونَ الرُّؤَساءِ على المَثَلِ وسَفِلَتُهُمْ بكَسْرِ الفاءِ ويقال : جاءَ فلانٌ بِذَنَبِهِ أَي بأَتْبَاعِه وقال الحُطيئةُ يمدح قوماً :
" قَوْمُ هُمُ الرَّأْسُ والأَذْنَابُ غَيْرُهُمُوَمَنْ يُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا
وهؤلاءِ قومٌ من بَنِي سَعْدِ بنِ زيدِ مَنَاةَ يُعْرَفُونَ ببني أَنْفِ الناقةِ لقولِ الحطيئة هذا وهم يَفْتَخِرُونَ به
وأَذْنَابُ الأُمُورِ : مآخِيرُها على المَثَلِ أَيضاً
ومِنَ المَجَازِ : الذَّانِبُ : التَّابِع الشيْءِ على أَثرِه يقال : ذَنَبَهُ يَذْنُبُهُ بالضَّمِّ ويَذْنِبُهُ بالكَسْرِ : تَلاَهُ واتَّبَعَ ذُنَابَتَه فلم يُفَارِقْ أَثَرَهُ قال الكِلابِيُّ :
" وجَاءَتِ الخَيْلُ جَمِيعاً تَذْنُبُهْ كاسْتَذْنَبَه : تَلاَ ذَنَبَه والمُسْتَذْنِبُ : الذي يكونُ عندَ أَذْنَابِ الإِبِلِ لا يُفَارِقُ أَثَرَهَا قال :
" مِثْل الأَجِيرِ اسْتَذْنَبَ الرَّوَاحِلاَ والذَّنُوبُ : الفَرَسُ الوَافِرُ الذَّنَبِ والطَّوِيلُ الذَّنَبِ وفي حديث ابن عباس " كانَ فِرْعَوْنُ عَلَى فَرَسٍ ذَنُوبٍ " أَي وافِرِ شَعَرِ الذَّنَبِ والذَّنُوبُ مِنَ الأَيَّامِ : الطَّوِيلُ الشَّرِّ لاَ يَنْقَضِي كأَنَّهُ طَوِيلُ الذَّنَبِ وفي قولٍ آخَرَ : يَوْمٌ ذَنُوبٌ : طَوِيلُ الذَّنَبِ لاَ يَنْقَضِي يَعْنِي طُولَ شَرِّهِ ورَجُلٌ وَقَّاحُ الذَّنَبِ : صَبُورٌ عَلَى الر [ ُّكُوبِ وقولُهُم : عُقَيْلٌ طَوِيلَةُ الذَّنَبِ لَمْ يُفَسِّرْهُ ابنُ الأَعْرَابيّ قال ابنُ سِيده : وعِنْدِي أَنَّ معناهُ أَنَّهَا كَثِيرَة رِكَابِ الخَيْلِ وحَدِيثٌ طَوِيلُ الذَّنَبِ لاَ يَكَادُ يَنْقَضِي عَلَى المَثَلِ أَيضاً كذا في لسان العرب
والذَّنُوبُ : الدَّلْوُ العَظيمَةُ مَا كَانَتْ كذا في المصباح أَو التي كانَتْ لها ذَنَبٌ أَو هي التي فِيهَا مَاءٌ أَو هي الدَّلْو المَلأَى قال الأَزهريّ : ولا يقال لها وهي فَارِغَةٌ أَو هي التي يكون الماءُ فيها دُونَ المَلْءِ أَو قريبٌ منه كلُّ ذلك مذكورٌ عن اللِّحْيَانيّ والزَّجَّاج وقال ابن السِّكِّيت : إنَّ الذَّنُوبَ تُؤَنَّثُ وتُذَكَّرُ ومن المجاز : الذَّنُوبُ : الحَظُّ والنَّصِيب قال أَبو ذُؤيب :
لَعَمْرُكَ والمَنَايَا غَالِبَاتٌ ... لِكُلِّ بَنِي أَبٍ مِنْهَا ذَنُوبُ ج في أَدْنَى العَدَدِ أَذْنِبَةٌ والكَثِيرُ ذَنَائِبُ كقَلُوصٍ وقَلاَئِص وذِنَابٌ ككِتَابٍ حكاه الفَيُّوميّ وأَغفله الجوهريّ وقَد يُسْتَعَارُ الذَّنُوبُ بمعنى القَبْرِ قال أَبُو ذؤيب :
" فَكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَبَسَّلَتْوسُرْبِلْتُ أَكْفَانِي وَوُسِّدْتُ سَاعِدِي وقدِ اسْتَعْمَلَهَا أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عَائِذٍ الهُذَلِيُّ في السَّيْرِ فقالَ يَصِفُ حِمَاراً :
إذَا مَا انْتَحَيْنَ ذَنُوبَ الحِضَا ... رِ جَاشَ خَسِيفٌ فَرِيغُ السِّجَالِ يقول : إذا جَاءَ هَذَا الحِمَارُ بذَنُوبٍ مِنْ عَدْوٍ جاءَتِ الأُتُنُ بخَسِيفٍ وفي التهذيب : والذَّنُوبُ في كَلامِ العَرَبِ على وُجُوهٍ مِنْ ذلك قولُه تعالَى " فإنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ " وقال الفراءُ : الذَّنُوبُ في كَلاَم العَرَبِ : الدَّلْوُ العَظِيمَةُ ولكنَّ العربَ تَذْهَبُ بِه إلى النَّصِيبِ والحَظِّ وبذلك فَسَّرَ الآيةَ أَي حَظًّا مِنَ العَذَابِ كما نَزَل بالذين من قبلهم وأَنشد :
لَهَا ذَنُوبٌ ولَكُمْ ذَنُوبُ ... فَإنْ أَبَيْتُمْ فَلَكُمْ قَلِيبُ ومن المجاز قولُهُم : ضَرَبَهُ على ذَنُوبِ مَتْنِهِ الذَّنُوبُ : لَحْمُ المَتْنِ وقِيلَ : هُوَ مُنْقَطَعُ المَتْنِ وأَسْفَلُه أَو الذَّنُوبُ الأَلْيَةُ والمَآكِمُ قال الأَعْشَى :
" وَارْتَجَّ مِنْهَا ذَنُوبُ المَتْنِ والكَفَلُ والذَّنُوبَانِ : المَتْنَانِ من هُنَا وهُنَا
والذِّنَابُ بالكَسْرِ كَكِتَابٍ : خَيْطٌ يُشَدُّ به ذَنَبُ البَعِيرِ إلى حَقَبِهِ لِئَلاَّ يَخْطِرَ بِذَنَبِهِ فَيُلَطِّخَ ثَوْبَ رَاكِبِهِ نقله الصاغانيّ
وذَنَبُ كُلِّ شيْءٍ : آخِرُهُ وجَمْعُه ذِنَابٌ والذِّنابُ مِنْ كُلِّ شيْءٍ : عَقِبُهُ ومُؤَخَّرُه قال :
ونَأْخُذْ بَعْدَهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ لَيْسَ لَهُ سَنَامُوقالوا : مَنْ لَكَ بِذِنَابٍ والذِّنَابُ مَسِيلُ مَا بَيْنَ كُلِّ تَلْعَتَيْنِ على التشبيه بذلك ج ذَنَائِبُ ومن المجاز رَكِبَ المَاءُ ذَنَبَة الوَادِي والنَّهْرِ والدَّهْرِ مُحَرَّكَةً وذُنَابَته بالضَّمِّ ويُكْسَرُ وكذا ذِنَابُه بالكَسْرِ وذَنَبُهُ مُحَرَّكَةً عن الصاغانيّ وذِنَابَتُه بالكسْرِ عن ثعلبٍ أَكْثَرُ من ذَنَبَتِه : أَوَاخِرُهُ وفي بعض النسخ : آخِرُهُ وفي التكملة : هو المَوْضِعُ الذي يَنْتهي إليه سَيْلُه وقال أبو عبيد : الذُّنَابَةُ بالضَّمِّ : ذَنَبُ الوَادِي وغَيْرِه وأَذْنَابُ التِّلاَعِ : مَآخِيرُهَا وكان ذلك على ذَنَبِ الدَّهْرِ أَي في آخِرِهِ وجَمْعُ ذُنَابَةِ الوَادِي : ذَنَائِبُ
والذُّنَابَةُ بالضَّمِّ : التَّابعُ كالذَّانِبِ وقد تقدّم والذُّنَابَةُ مِنَ النعْلِ : أَنْفُها
ومن المجاز : ذِنَابَة العَيْنِ وذِنَابُهَا بكَسْرِهِمَا وذَنَبُهَا : مُؤَخَّرُهَا
والذِّنَابَةُ بالكَسْرِ مِنَ الطَّرِيقِ : وَجْهُهُ حكاه ابن الأَعْرابيّ وقال أَبُو الجَرَّاحِ لِرَجُلٍ : إنَّكَ لَمْ تُرْشَدْ ذِنَابَةَ الطَّرِيقِ يَعْنِي وَجْهَهُ
وفي الحديث " مَنْ مَاتَ عَلَى ذُنَابَي طَرِيقٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِهِ " يَعْنِي عَلَى قَصْدِ طَرِيقٍ وَأَصْل الذُّنَابيَ مَنْبتُ ذَنَبِ الطائر
والذِّنَابَةُ : القَرَابَةُ والرَّحِمُ : وذُنَابَةُ العِيصِ بالضَّمِّ : ع
وذَنَبُ البُسْرَةِ وغَيْرِهَا من التَّمْرِ : مُؤَخَّرُهَا
ومن المجاز ذَنَّبَتِ البُسْرَةُ تَذْنِيباً فهي مُذَنِّبَةٌ وَكَّتَتْ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِهَا قال الأَصمعيّ : إذَا بَدَتْ نُكَتٌ مِنَ الإِرْطَابِ في البُسْرِ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِهَا قِيلَ : ذَنَّبَ وهو أَيِ البُسْرُ مُذَنِّبٌ كمُحَدِّثٍ
وتَذْنُوبٌ بالفَتْحِ وتاؤه زائدةٌ وفي لسان العرب : التَّذْنُوبُ : البُسْرُ الذي قد بَدَا فيه الإِرْطَابُ من قِبَلِ ذَنَبِهِ ويُضَمُّ وهذه نَقَلَها الصاغانيّ عن الفراءِ وحينئذٍ يحتملُ دَعْوَى أَصَالَتِهَا وقال الأَصمعيّ : والرُّطَبُ : التَّذْنُوبُ وَاحِدَتُهُ بِهَاءٍ أَي تَذْنُوبَةٌ قال :
فَعَلِّقِ النَّوْطَ أَبَا مَحْبوبِ ... إنَّ الغَضَى لَيْسَ بِذِي تَذْنُوبِ وعن الفراءِ : جَاءَنَا بِتُذْنُوبٍ وهي لُغَةُ بَنِي أَسَدٍ والتَّمِيمِيُّ يقولُ : تَذْنُوبٌ وهي تَذْنُوبَةٌ وفي الحديث " كَانَ يَكْرَه المُذَنِّبَ مِنَ البُسْرِ مَخَافَةَ أَن يَكُونَا شَيْئيْنِ فيكونَ خَلِيطاً " وفي حديث أَنَسٍ " كَانَ لاَ يَقْطَعُ التَّذْنُوبَ مِنَ البُسْرِ إذَا أَرَادَ أَنْ يَفْتَضِخَه " وفي حديث ابن المُسَيِّبِ " كانَ لاَ يَرَى بالتَّذْنُوبِ أَنْ يُفْتَضَخَ بَأْساً " ومِنَ المَجَازِ : ذَنَّبْت كَلاَمَهُ تَعَلَّقْت بأَذْنَابِهِ وأَطْرَافِهِ
والمِذْنَبُ كمِنْبَرٍ والمِذْنَبَةُ وضَبَطَهُ في الأَساس كمَقْعَدٍ : المِغْرَفَةُ لأَنَّ لَهَا ذَنَباً أَوْ شِبْهَ الذَّنَبِ والجَمْعُ مَذَانِبُ قال أَبو ذُؤيب الهذليّ
" وسُودٌ مِنَ الصَّيْدَانِ فِيهَا مَذَانِبُ النُّضَارِ إذَا لَمْ نَسْتَفِدْهَا نُعَارُهَا الصَّيْدَانُ : القُدُورُ التي تُعْمَلُ مِنَ الحِجَارَةِ ويُرْوَى " مَذَانِبٌ نُضَارٌ " والنُّضَارُ بالضَّمِّ : شَجَرُ الأَثْلِ وبالكسر الذَّهَبُ كذا في أَشعار الهُذليّين
والمِذْنَبُ : مَسِيلُ مَا بَيْنَ التَّلْعَتَيْنِ ويقال لِمَسِيلِ مَا بَيْنَ التَّلْعَتَيْنِ : ذَنَبُ التَّلْعَةِ وفي حديث حُذَيْفَةَ " حَتَّى يَركَبَهَا اللهُ بالمَلاَئِكَةِ فلا يَمْنَع ذَنَبَ تَلْعَةٍ " أَو هُوَ مَسِيلُ المَاءِ إلَى الأَرْضِ والمِذْنَبُ مَسِيلٌ في الحَضِيضِ لَيْسَ بِخَدٍّ واسِعٍ وأَذْنَابُ الَوْدِيَةِ ومَذَانِبُهَا : أَسَافِلُهَا وفي الصحاح : المِذْنَبُ : مَسِيلُ مَاءٍ في الحَضِيضِ والتَّلْعَةِ في السَّنَدِ والمِذْنَبُ : الجَدْوَلُ وقال أَبو حنيفَةَ : كَهَيْئَةِ الجَدْوَلِ يَسِيلُ عَنِ الرَّوْضَةِ بمَائِهَا إلى غَيْرِهَا فَيُفَرَّقُ ماؤُهَا فِيهَا والتي يَسِيلُ عليها الماءُ : مِذْنَبٌ أَيْضاً قال امرؤ القيس :
" وقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ في وُكُنَاتِهَاوَمَاءُ النَّدَى يَجْرِي عَلَى كُلِّ مِذْنَبِوكُلُّهُ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِن بَعْضٍ وفي حديث ظَبْيَانَ " وذَنَبُوا خِشَانَهُ " أَي جَعَلُوا له مَذَانِبَ ومَجَارِيَ والخِشانُ ما خَشُنَ من الأَرْضِ
كالذُّنَابَةِ والذِّنَابَةِ بالضَّمِّ والكَسْرِ والمِذْنَبُ : الذَّنَبُ الطَّوِيلُ عن ابن الأَعْرَابيّ
ومُذَيْنِبٌ كأُحَيْمِرٍ : اسْمُ وادٍ بالمَدِينَةِ يَسِيلُ بالمَطَرِ يَتَنَافَسُ أَهْلُ المَدِينَةِ بسَيْلِهِ كَمَا يَتَنَافَسُونَ بسَيْلِ مَهْزُورٍ كذا قاله ابن الأَثير ونقله في لسان العرب واستدركه شيخنا
والذَّنَبَانُ مُحَرَّكَةً نَبْتٌ مَعْرُوفٌ وبَعْضُ العَرَبِ يُسَمِّيهِ " ذَنَبَ الثَّعْلَبِ " وقيل : الذَّنَبَانُ بالتَّحْرِيكِ نِبْتَةٌ ذَاتُ أَفْنَانٍ طِوَال غُبْرِ الوَرَقِ وتَنْبُتُ في السَّهْلِ على الأَرْضِ لا تَرْتَفِعُ تُحْمَدُ في المَرْعَى ولا تَنْبُتُ إلاّ في عامٍ خَصِيبٍ وقال أَبو حنيفة : الذَّنَبَانُ : عُشْبٌ لَهُ جَزَرَةٌ لا تُؤْكَلُ وقُضْبَانٌ مُثْمِرَةٌ من أَسْفَلِهَا إلى أَعْلاَهَا وله وَرَقٌ مِثلُ وَرَقِ الطَّرْخُونِ وهو نَاجعٌ في السَّائِمةِ وله نُوَيْرَةٌ غَبْرَاءُ تَجْرُسُهَا النَّحْلُ وتَسْمُو نَحْوَ القَامَةِ تُشْبِعث الثِّنْتَانِ منه بَعِيراً قال الراجز :
" حَوَّزَهَا من عَقِبٍ إلَى ضَبُعْ
" في ذَنَبَانس ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ
" وفي رُفُوضِ كَلإٍ غَيْرِ قَشِعْ . أَوْ نَبْتٌ له سُنْبُلٌ في أَطْرَافِهِ كالذُّرَةِ وقُضُبٌ وَوَرَقٌ ومَنْبِتُه بكلِّ مكانٍ ما خَلاَ حُرَّ الرَّمْلِ وهُوَ يَنْبُتُ على سَاقٍ وسَاقَيْنِ وَاحِدَتُهُ بِهَاءٍ قال أَبُو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيُّ :
" فِي ذَنَبَانٍ يَسْتَظِلُّ رَاعِيهْ والذَّنَبَانُ : ماءٌ بالعِيصِ
والذنَيْبَاءُ مَمْدُودَةٌ كالغُبَيْرَاءِ وهي حَبَّةٌ تَكُونُ في البُرِّ تُنَقَّى مِنْهُ عن أَبي حنيفةَ حتَّى تَسْقُطَ
والذِّنَابَةُ بالكَسْرِ والذَّنائبُ والذُّنَابَةُ بالضَّمِّ والذَانِبُ والذَّنُوبُ والذِّنَابُ مَوَاضِعُ قال ابن بَرِّيّ : الذَّنَائِبُ موضعٌ بِنَجْدٍ هو عَلَى يَسَارِ طرِيقِ مَكَّةَ قال مُهَلْهِلُ بنُ رَبِيعَةَ
فَلَوْ نُبِشَ المَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ ... فتُخْبِرَ بالذَّنَائِبِ أَيَّ زِيرِ وبيت الصحاح له أَيضاً :
فإنْ يَكُ بالذَّنَائِبِ طَالَ لَيْلِي ... فَقَدْ أَبْكيِ عَلَى اللَّيْلِ القَصِيرِ وفي كتاب أَبي عُبَيْد : قالوا : الذَّنَائِبُ عن يَسَارِ فَلْجَةَ لِلْمُصْعِدِ إلى مَكَّةَ وبه قَبْرُ كُلَيْبٍ وفيها منازل رَبِيعةَ ثم منازل بني وَائلٍ وقال لبيد شاهد المذانب :
" أَلَمْ تُلْمِمْ عَلَى الدِّمَنِ الخَوَالِي
" لِسَلْمَى بالمَنَاقِبِ فالقُفَالِ وقال عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ شاهد الذنوب :
أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ ... فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ وأَمَّا الذِّنَابُ كَكِتابٍ فهو وَادٍ لِبَنِي مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ غَزِيرُ الماءِ كَثِيرُ النَّخْلِ والذُّنَيْبِيُّ كَزُبَيْرِيٍّ وياءُ النِّسْبَةِ متروكة : ضَرْبٌ مِنَ البُرُودِ قالَه أَبُو الهَيْثَمِ وأَنشد :
" لَمْ يَبْقَ مِنْ سُنَّةِ الفَارُوقِ نَعْرِفُهُإلاَّ الذُّنَيْبِي وإلاَّ الدِّرَّةُ الخَلَقُوعن أَبي عُبَيْدَة : فَرسٌ مُذَانِبٌ وقَدْ ذَانَبَتْ قال شيخنا : ضَبَطَه الصاغانيّ بخطِّه بالهمزة وغيرُهُ بغيرِها وهو الظاهرُ : إذا وَقَعَ وَلَدُهَا فِي القُحْقُحِ بِضَمَّتَيْنِ هو مُلْتَقَى الوَرِكَيْنِ من باطنٍ ودَنَا خُرُوجُ السِّقْيِ وارْتَفَعَ عَجْبُ الذَّنَبِ وعِكْوَتُه والسِّقْيُ بكَسْرِ السِّينِ المُهْمَلَةِ هكذا في النسخ التي بأَيدينا ومثله في لسان العرب وضبطه شيخُنا بكسر العين المهملة قال : وهو جِلْدة فيها ماءٌ أَصْفَرُ وفي حديث عَليٍّ كرَّم اللهُ وجهه " ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِه " أَي سارَ في الأَرْضِ ذاهباً بأَتْبَاعِه ويقال أَيضاً : ضَرَبَ فلانٌ بِذَنَبِهِ : أَقَامَ وثَبَتَ ومن المجاز : أَقَامَ بأَرْضِنَا وغَرَزَ ذَنَبَهُ أَي لاَ يَبْرَح وأَصْلُه في الجَرَادِ والعربُ تقولُ : رَكِبَ فلانٌ ذَنَبَ الرِّيحِ إذا سَبَقَ فَلَمْ يُدْرَك مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ وهو مجاز ومن المجاز أَيضاً : يَقُولُونَ رَكِبَ ذَنَبَ البَعِيرِ إذَا رَضِيَ بِحَظٍّ نَاقِصٍ مَبْخُوس ومن المجاز أَيضاً : ولَّى الخَمْسِينَ ذَنَباً : جَاوَزَهَا وأَرْبَى عَلَى الخَمْسِينَ وَوَلَّتْهُ ذَنَبَهَا قال ابن الأَعْرَابيّ : قلتُ للكِلاَبيّ : كَمْ أَتَى عَلَيْكَ : فقال : قَدْ وَلَّتْ لِي الخَمْسُونَ ذَنَبَهَا هذه حكايةُ ابنِ الأَعْرَابيّ والأَول حكايةُ يعقوبَ وبَيْنِي وبَيْنَهُ ذَنَبُ الضَّبِّ إذَا تَعَارَضَا واسْتَرْخَى ذَنَبُ الشَّيخِ : فَتَرَ شَيْبُه وكلُّ ذلك مجاز
واسْتَذْنَب الأَمْرُ : تَمَّ واسْتَتَبَّ
والذَّنَبَةُ مُحَرَّكَةً : مَاءٌ بَيْنَ إمَّرَةَ بكسرِ الهمزةِ وتشديدِ الميمِ وأُضَاخَ كان لِغَنِيٍّ ثم صار لتَمِيمٍ
وذَنَبُ الحُلَيْفِ : مَاءٌ لِبَنِي عُقَيْلِ ابنِ كعبٍ
وذَنَبُ التِّمْسَاحِ مِنْ قُرَى البَهْنَسَا
ومن المجاز تَذَنَّبَ الطَّرِيقَ : أَخَذَهُ كأَنَّه أَخَذَ ذُنَابَتَه أَو جَاءَه من ذَنَبِهِ ومن المجاز : تَذَنَّبَ المُعْتَمُّ ذَنَبَ عِمَامَتِهِ وذلكَ إذا أَفْضَلَ منها شَيْئاً فَأَرْخَاهُ كالذَّنَبِ
وتَذَنَّبَ عَلَى فُلاَنٍ : تَجَنَّى وتَجَرَّمَ كذا في الأَسَاس
والمُذَانِبُ مِنَ الإِبِلِ كالمُسْتَذْنِبِ : الذي يكونُ في آخِرِ الإِبِلِ وقال الجَوْهَرِيّ : عِنْدَ أَذْنَابِ الإِبلِ
والمُذَنِّبُ كمُحَدِّثٍ : الضَّبُّ و : التي تَجِدُ مِنَ الطَّلْقِ شِدَّةً فُتمَدِّدُ ذنَبَهَا
في لسان العرب : التَّذْنِيبُ لِلضَّبِّ والفَرَاشِ ونحوِ ذلك إذا أَرَادَتِ التَّعَاظُلَ والسِّفَادَ قال الشاعر :
" مِثْلَ الضِّبَابِ إذَا هَمَّتْ بِتَذْنِيبِ وذَنَّبَ الجَرَادُ والفَرَاشُ والضِّبَابُ إذَا أَرَادَتِ التَّعَاظُلَ والبَيْضَ فَغَرَزَتْ أَذْنَابَهَا وذَنَّبَ الضَّبُّ : أَخْرَجَ ذَنَبَهُ مِنْ أَدْنَى الجُحْرِ وَرَأْسُه في دَاخِلِه وذلك في الحَرِّ قال أَبو منصور : إنَّمَا يقال للضَّبِّ مُذَنِّبٌ إذَا ضَرَبَ بِذَنَبِهِ مَنْ يُرِيدُهُ مِنْ مُحْتَرِشٍ أَوْ حَيَّةٍ وقَدْ ذَنَّبَ تَذْنِيباً إذا فَعَلَ ذلكَ
وَضَبٌّ أَذْنَبُ : طَوِيلُ الذَّنَبِ وفي الأَسَاس : وذَنَّبَهُ الحَارِشُ : قَبَضَ عَلَى ذَنَبِهِ ومن أَمثالهم " مَنْ لَكَ بِذِنَابِ لَوْ " قال الشاعر
فَمَنْ يَهْدِي أَخاً لِذِنَابِ لَوٍّ ... فأَرْشُوَهُ فإنَّ اللهَ جَارُ واستشهَدَ عليه شيخُنا بقول الشاعر :
تَعَلَّقَتُ مِنْ أَذْنَابِ لَوٍّ بلَيْتَنِي ... ولَيْتٌ كَلَوٍّ خَيْبَةٌ لَيْسَ يَنْفَعُ ومن المجاز : اتَّبَعَ ذَنَبَ الأَمْرِ : تَلَهَّفَ عَلَى أَمْرٍ مَضَىومما في الصحاح نقْلاً عن الفراءِ : الذُّنَابَى : شِبْهُ المُخَاطِ يَقَعُ مِنْ أُنُوفِ الإِبِلِ وقال شيخُنَا : ولعل المصنّف اعتمد ما ذكره ابن بَرِّيّ في رَدّه وعدمِ قَبُوله : فإنه قال : هكذا في الأَصل بخَطِّ الجوهريّ وهو تصحيفٌ والصحيح الذُّنَانَي بالنون وهكذا قَرَأْناه على شيخنا أَبي أُسَامَةَ جُنَادَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْديِّ مأْخوذٌ من الذَّنِينِ وهو الذي يَسِيلُ من أَنْفِ الإِنْسَانِ والمِعْزَى فكانَ حَقُّهُ أَن يَذْكُرَه ويتعقّبَه تبعاً لابن بَرِّيّ لأَنه يتبعه في غالب تعقُّبَاتِه أَو يذكُرَه ويُبْقِيَه اقْتِفَاءً لأثَرِ الجوهريّ لأَنه صحَّ عنده أَمَّا تركُه مع وجوده في الصحاح وخصوصاً مع البَحْثِ فإنه بمَعْزِل فيه عن التحقيق انتهى قُلْتُ : ومِثْلُه في المُزْهر للسيوطيّ والذي في لسان العرب ما نصُّه : ورأَيت في نسخٍ متعدّدة من الصحاح حواشيَ منها ما هو بخطّ الحافظ الصَّلاَحِ المُحَدِّث رحمه الله ما صُورته : حاشية من خط الشيخ أَبي سَهْلِ الهَرَوِيِّ قال : هكَذَا في الأَصل بخطّ الجوهَرِيّ قال : وهو تَصْحِيفٌ والصوابُ : الذُّنَانَى : شِبْهُ المُخَاطِ يَقَع من أُنُوفِ الإِبِلِ بِنُونَيْنِ بينهما أَلفٌ قال : وهكذا قَرَأْنَاه على شيخنا أَبِي أُسَامةَ جُنَادَةَ بنِ محمد الأَزْدِيِّ . وهو مأْخوذٌ مِنَ الذَّنِينِ ثم قال صاحبُ الحاشيةِ : وهذَا قد صَحَّفَه الفرّاءُ أَيضاً وقد ذكر ذلك فيما رَدَّ عليه من تَصْحِيفِه وهذا ممّا فات الشيخَ ابنَ بَرِّيٍّ ولم يذكره في أَماليه انتهى
ويقالُ : اسْتَذْنَبَ فلاناً إذَا تَجَنَّاهُ وقال ابن الأَعْرَابيّ : المِذْنَبُ كمِنْبَرٍ : الذَّنَبُ الطَّوِيلُ
والذُّنَابَةُ بالضَّمِّ : مَوْضِعٌ باليَمَنِ نقله الصاغانيّ هكذا وقد تَقَدَّم في المهملة أَيضاً والذُّنَابَةُ أَيضاً : موضعٌ بالبَطَائِحِ
الكلب : كل سبع عقور كذا في الصحاح والمحكم ولسان العرب . وفي شموله للطير نظر . قاله الشهاب الخفاجي في أول المائدة قد غلب الكلب على هذا النوع النابح . قال شيخنا : بل صار حقيقة لغوية فيه لا تحتمل غيره ولذلك قال الجوهري وغيره : هو معروف ولم يحتاجوا لتعريفه لشهرته . وربما وصف به يقال : رجل كلب وامرأة كلبة . ج : أكلب وجمع الجمع أكالب والكثير : كلاب وقالو في جمع كلاب : كلابات ؛ قال :
أحب كلب في كلابات الناس ... إلى نبحا كلب أم العباس
وفي الصحاح : الأكاليب جمع أكلب . وقال سيبويه : وقالوا : ثلاثة كلاب على قولهم ثلاثة من الكلاب . قال : وقد يجوز أن يكونوا أرادوا ثلاثة أكلب فاستغنوا ببناء أكثر العدد عن أقله . قد غلب أيضا على الأسد هكذا في نسختنا مخفوضا معطوفا على النابح وعليه علامة الصحة . وفي الحديث : " أما تخاف أن يأكلك كلب الله ؟ فجاء الأسد ليلا فاقتلع هامته من بين أصحابه . الكلب : أول زيادة الماء في الوادي كذا في النهاية . الكلب : حديدة الرحى في رأس القطب . الكلب : خشبة يعمد بها الحائط نقله الصاغاني . الكلب سمك على هيئته . الكلب : القد بالكسر ومنه رجل مكلب أي : مشدود بالقد . وسيأتي بيان ذلك . الكلب : طرف الأكمة . الكلب : المسمار في قائم السيف الذي فيه الذؤابة لتعلقه بها . وفي لسان العرب : الكلب : مسمار مقبض السيف ومعه آخر يقال له : العجوز . الكلب : سير أحمر يجعل بين طرفي الأديم إذا خرز واستشهد عليه الجوهري بقول دكين بن رجاء الفقيمي يصف فرسا :
كأن غر متنه إذ نجنبه ... سير صناع في خريز تكلبه وغر متنه : ما يثنى من جلده . وعن ابن دريد : الكلب : أن يقصر السير على الخارزة فتدخل في الثقب سيرا مثنيا ثم ترد رأس السير الناقص فيه ثم تخرجه . وأنشد رجز دكين أيضا . الكلب : بين قومس والري منزل لحاج خراسان . وأطم نحو اليمامة يقال له : رأس الكلب قيل : هو جبل باليمامة هكذا ذكره ابن سيده واستشهده بقول الأعشى :
" إذ يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا الكلب من الفرس : الخط الذي في وسط ظهره منه تقول : استوى على كلب فرسه . الكلب : حديدة عقفاء تكون في طرف الرحل يعلق فيها الزاد والأداوي قال الشاعر يصف سقاء :
وأشعث منجوب شسيف رمت به ... على الماء إحدى اليعملات العرامس
فأصبح فوق الماء ريان بعدما ... أطال به الكلب السرى وهو ناعسكالكلاب بالفتح والتشديد . قيل : الكلب : ذؤابة السيف بنفسها . وكل ما وثق . وفي بعض النسخ : أوثق به شيء فهو كلب لأنه يعقله كما يعقل الكلب من علقه . الكلب بالتحريك : العطش من قولهم : كلب الرجل كلبا فهو كلب إذا أصابه داء الكلاب فمات عطشا لأن صاحب الكلب يعطش فإذا رأى الماء فزع منه . الكلب : القيادة بالكسر كالمكلبة بالفتح قال الأصمعي : ومنه اشتقاق الكلبتان بتقديم المثناة الفوقية على الموحدة للقواد وهو الذي تقوله العامة : القلطبان أو : القرطبان والتاء على هذا زائدة حكاهما ابن الأعرابي يرفعهما إليه ولم يذكر سيبويه في الأمثلة فعتلان قال ابن سيده : وأمثل ما يصرف إليه ذلك أن يكون الكلب ثلاثيا والكلتبان رباعيا كزرم وازرأم وضفد واضفأد كذا في لسان العرب . والكلب : وقوع الحبل بين القعو والبكرة وهو المرس والحضب . من المجاز : الكلب : الحرص كلب على الشيء كلبا : إذا اشتد حرصه على طلب شيء . وقال الحسن إن الدنيا لما فتحت على أهلها كلبوا عليها - والله - أسوأ الكلب وعدا بعضهم على بعض بالسيف " . وقال في بعض كلامه : " وأنت تجشأ من الشبع بشما وجارك قد دمي فوه من الجوع كلبا " أي : حرصا على شيء يصيبه . ومن المجاز : تكالب الناس على الأمر : حرصوا عليه حتى كأنهم كلاب . من المجاز : الكلب : الشدة في حديث علي رضي الله عنها كتب إلى ابن عباس رضي الله عنهما حين أخذ مال البصرة : " فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب والعدو قد حرب " كلب : أي اشتد يقال كلب الدهر على أهله : إذا ألح عليهم واشتد . وفي الأساس في المجاز : سائل كلب : شديد الإلحاح . وما ذكر شيخنا من قوله : ظاهره الإطلاق إلى آخره فإنه سيأتي في الكلبة وقد اشتبه عليه فلا يعول عليه . الكلب : الأكل الكثير بلا شبع نقله الصاغاني . و من المجاز : الكلب : أنف الشتاء وحدته يقال : نحن في كلب الشتاء وكلبته . الكلب : صياح من عضه الكلب الكلب . كلب الكلب كلبا فهو كلب واستكلب : ضرى وتعود أكل الناس . قيل : الكلب جنون الكلاب المعترى من أكل لحم الإنسان فيأخذه لذلك سعار وداء شبه الجنون . قيل : الكلب : شبه جنونها أي : الكلاب المعتري للإنسان من عضها . وفي الحديث : " يخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه " هو بالتحريك : داء يعرض للإنسان من عض الكلب الكلب فيصيبه شبه الجنون فلا يعض أحدا إلا كلب ويعرض له أعراض رديئة ويمتنع من شرب الماء حتى يموت عطشا . وأجمعت العرب أن دواءه قطرة من دم ملك يخلط بماء فيسقاه منه يقال : كلب الرجل كفرح : إذا أصابه ذلك أي : عضه الكلب الكلب . ورجل كلب من رجال كلبين وكليب من قوم كلبى . وقول الكميت :
أحلامكم لسقام الجهل شافية ... كما دماؤكم يشفى بها الكلبقال اللِّحْيِانُّي : إِنَّ الرَّجُلَ الكَلَبُ يَعَضُّ إِنساناً فيأْتُونَ رجلاً شريفاً فَيَقْطُرُ لهم من دم إِصْبَعِهِ فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبْرَأُ . وفي الصِحاح : الكَلَبُ شبيهٌ بالجُنون ولم يَخُصّ الكِلاَبَ . وعن اللَّيْثِ : الكَلْبُ الكَلِبُ : الّذِي يَكْلَبُ في أَكْلِ لحُوُم النّاس فيأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ فإِذا عَقَرَ إِنْساناً كَلِبَ المَعقورُ وأَصابَه داءُ الكَلَبِ يَعْوِي عُوَاءِ الكَلْب ويُمَزِّق ثِيابَهُ عن نَفْسِه ويَعْقِرُ مَنْ أَصابَ ثُمَّ يَصيرُ أَمرُه إِلى أَنْ يأْخُذَهُ العُطاشُ فيموتَ من شِدَّةِ العَطَشِ ولا يَشْرَبُ . وقال المُفضَّلُ : أَصْلُ هذا أَنَّ داءً يقعُ على الزَّرْعِ فلا يَنْحَلُّ حتّى تَطْلُعَ عليه الشّمْسُ فيَذُوبَ فإِن أِكِلِ منه المالُ قبل ذلك مات قال ومنه ما رُوِيَ عن النَّبيّ صلَّى الله عليهِ وسلّم أَنّه " نَهَى عن سَوْمِ اللَّيْلِ " أَي : عن رَعْيِهِ ورُبَّما نَدَّ بَعيرٌ فأَكَلَ من ذلك الزَّرْعِ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْس فإِذا أَكله ماتَ فيأْتِي كَلْبٌ فيأْكُلُ من لحْمِه فَيَكْلَبُ فإِنْ عضَّ إِنساناً كَلِبَ المعضوضُ فإِذا سمع نُباحَ كَلْب أَجابَه . وفي مجمع الأَمْثَال والمُسْتَقْصَى " دماءُ المُلُوكِ أَشْفَى من الكَلَبِ " . ويُرْوَى : دِمَاءُ المُلُوكِ شفَاءٌ الكَلَبِ . ثُمَّ ذَكَرَ ما قدّمْنَاهُ عن اللِّحْيَانيّ . قال شيخُنَا : ودفع بعضَ أَصحاب المعاني هذا فقال : معنى المَثَلِ : أَنّ دَمَ الكَريمِ هو الثّأْرُ المًنِيمُ كما قال القائلُ :
كَلِبٌ مِنْ حسِّ ما قَدْ مَسَّنِي ... وأِفِانِين فُؤادٍ مُخْتَبَلْ وكما قيل :
" كَلِبٌ بِضَرْبِ جَمَاجِمٍ ورِقَابِ قال : فإِذا كَلِبَ من الغَيْظ والغَضَب فأَدْرَكَ ثأْرَه فذلك هو الشِّفاءُ من الكَلَب لا أَنَّ هُنَاكَ دِمَاءً تُشْرَبُ في الحقيقة . كَلِبَ عَلَيْهِ كَلَباً : غَضِبَ فَأَشْبَهَ الرَّجُلَ الكَلِبَ . كَلِبَ : سَفِهَ فأَشْبَهَ الكَلِبَ . قال أَبو حنيفة : قال أَبو الدُّقَيْشِ : كَلِبَ الشَّجَرُ فهو كَلِبٌ : إِذا لَمْ يَجْدْ رِيَّهُ فخَشُنَ وَرَقُهُ من غيِر أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُهُ فَعِلقَ ثَوْبَ مَنْ مَرَّ بِهِ وآذَى كما يَفعَلُ الكَلْبُ . كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهلِه ؛ وكذا العَدُوُّ والشِّتاءُ : أَي اشْتَدَّ
يقالُ : أَكْلَبُوا : إِذا كَلبَتْ إِبِلُهُمْ أَي : أَصابَها مثلُ الجُنُونِ الّذِي يَحْدُثُ عن الكَلَبِ قال النّابغةُ الجَعْدِيُّ :
وقَوْمٍ يَهِينُونَ أَعْرَاضَهُم ... كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ المَكْلِبِ والكُلْبَةُ بالضَّمّ مثُل الجُلْبَة : الشِّدَّةُ من الزَّمَان ومن كلّ شَيءٍ . الكُلْبَةُ من العيش : الضِّيقُ . وقال الكِسائُّي : أَصابَتْهُمْ كَلْبَةٌ من الزَّمان شِدةَّ حالِهم وعيشهم وهُلْبَةٌ من الزَّمَان قال : ويقال : هُلْبَةٌ من الحَرِّ والقُرّ وكما سيأْتي . قال أَبو حنفيةَ : الكُلْبَةُ : كُلُّ شدّة من قِبَلِ القَحْط والسُّلْطَانِ وغيرِه . وعامٌ كَلبٌ : أَي جَدْبٌ . وكلّه من الكَلَبِ . الكُلْبَةُ : حَانُوتُ الخَمّارِ عن أَبي حنفيةَ وقد استعملها الفُرْسُ في لسانهم . في حديث ذي الثُّدَيَّةِ : " يَبْدُور في رأْس ثَدْيِهِ شُعَيْرَاتٌ كأَنَّها كُلْبَةُ كَلْبِ " يعني : مخالبَهُ . قال ابْنُ الأَثِيرِ : هكذا قال ابْن الهَرَوِيّ وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : كَأنَّهَا كُلْبَةُ كَلْبٍ أَو كُلْبَةُ سِنَّوْرٍ وهي الشَّعَرُ النّاِبُت في جانِبَيْ خَطْمِ الكَلْبِ والسِّنَّوْرِ قال : ومن فَسَّرَهَا بالمَخَالب نظراً إلى مجئِ الكَلاليبِ في مَخَالبِ البازِي فقد أَبْعَدَ . كُلَبْةُ : ع بديارِ بَكْرِ بْنِ وائل . الكُلْبَةُ : شدَّةُ البَرْد . وفي المحكم : شِدَّةُ الشِّتَاءِ وجَهْدُهُ منه أَنشد يَعْقُوبُ :
أَنْجَمَت قرَّةُ الشِّتَاءِ وكانَتْ ... قد أَقامَتْ بِكُلْبَة وقطَارِوكذلك : الكَلَبُ بالتَّحريك . وبقيَت علينا كُلْبَةٌ من الشّتاءِ وَكَلَبَةٌ : أَي بقيّةُ شِدّةٍ . الكُلْبَةُ : السَّيْرُ أَو الطَّاقَةُ أَو الخُطْلَةُ من اللِّيفِ يُخْزَرُ بِها . وكَلَبَت الخارِزَةُ السَّيْرَ تَكْلُبُهُ كَلْباً قَصُرَعنها السَّيْرُ فثَنَتْ سَيْراً تُدْخِلُ فيه رَأْسَ القَصيرِ حَتَّى يَخْرُجَ منه . قال دُكَيْنُ رَجَاءِ الفُقَيْمِيُّ يَصِفُ فَرَساً :
كَأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجَنبُهْ ... سَيْرُ صَنَاعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُهُ وقد تَقَّدم هذا الإنْشَاد
وعبارة لسان العرب : الكُلْبَة : السَّيْرُ وَرَاءِ الطَّاَقِة من اللِّيفَ يُسْتَعْمَلُ كما يُسْتعملُ الإِشْفَى الّذِي في رَأْسه حُجْرٌ يُدْخَلُ السَّيْرُ أَو الخَيْطُ في الكُلبَة وهي مَثْنِيَّة فَيَدْخُلُ في مَوضعِ الخَرْزِ ويُدْخَلُ الخارزُ يَدَهُ في الإِداوَة ثُمَّ يَمُدُّ السَّيْرَ أَو الخيْطَ في الكُلْبَة . والخارِزُ يقالُ له : مُكْتَلِب . وقال ابْن الأَعْرَابيّ : الكَلْبُ : خَرْزُ السَّيْر بيْنَ سَيْرَيْنِ كَلَبْتُهُ أكْلُبُهُ كَلْباً . واكْتَلَبَ الرَّجُلُ : اسْتعملَ هذه الكُلْبَة هذه وَحْدَها عن اللِّحْيَانّي . والقولُ الأَوّل كذلك قولُ ابْنِ الأَعْرابِيّ . الكَلْبَةُ بالفَتْح من الشِّرْسِ وهو صِغَارُ شَجَرِ الشَّوْكِ وهي تُشْبِهُ الشُّكَاعَي وهي من الذٌّكُور وقيل : هي شجَرَةٌ شاكَةٌ من العضاه ولها جِرَاءٌ كالكَلِبَةِ بكسر الّلام . وكُلُّ ذلك تَشبيهٌ بالكَلْبِ . وقد كَلِبَت الشَّجَرَةُ : إِذا انْجَرَدَ وَرَقُهَا واقْشَعَرَّت فعَلِقَتِ الثِّيَابَ وآذَتْ مَن مَرَّبها كَمَا يَفْعَلُ الكَلْبُ . ومن المَجَاز : أَرْض كَلبَةٌ : إِذا لم يَجدْ نَبَاتُهَا رِيًّاً فَيَيْبَسُ . و أَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ : إِذا لم يُصِبْهَا الرَّبيعُ . وعن أبي خَيْرَة : أَرْضٌ كَلِبَةٌ أَي : غليظةٌ قُفّ ولا يكون فيها شَجَرٌ ولا كَلأٌ ولا تكونُ جَبَلاً . وقال أَبو الدُّقَيْشِ : أرْضٌ كَلِبَةٌ الشَّجَنِة أَي خَشِنَةٌ يابِسة لم يُصِبهْا الرَّبِيعُ بَعْدُ ولم تَلِنْ . الكَلِبَة من الشَّجَر أَيضاً : الشوْكَةُ العارِيَةُ من الأغْصَانِ اليابسَة المُقْشَعرَّةُ الفاردةُ وذلك لِتَعَلُّقِها بمن يَمُرُّ بها كما تَفْعَل الكلابُ . الكلبة : ع بعُمَانَ على السّاحِلِ وقَيَّدَه الصَّاغانِيُّ بفتح فسكون وهو الصَّواب . والكَلْبَتَانِ بتقديم المُوَحَّدة على المُثَنَّاة : ما يَأْخُذُ به الحَدّادث الحديد المُحْمَى يقال : حَديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْنِ وحَديدتَان ذَواتُ كَلْبَتْينِ وحدائدُ ذَواتُ كَلْبَتَيْن . في حديث الرُّؤْيا : وإذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حديدِ " الكَلُّوبُ كالتَّنُّورِ : المِهْمَازُ وهو الحديدةُ الَّتي على خُفِّ الرّائضِ كالكُلاَّبِ بالضَّمّ والتّشديد وهو المِنْشالُ . كذا في سِفْرِ السّعادة وسيأْتي للمَصَنِّف أَنَّهُ حديدةٌ يَنْشالُ بها اللَّحْمُ ثُمَّ قال السَّخَاوِيُّ في السِّفْر : وقالوا للمِهْمازِ أيضاً : كَلُّوبٌ ففرَّق بينَهما وقَالَهُمَا في معناهُ انتهى . قال جَنْدَلُ بنُ الرّاعِي يهجو ابْنَ الرِّقَاعِ وقيلَ : هو لأبِيهِ الرّاعي :
جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ ... كأَنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلاَّبِ والكُلاَّبُ والكَلُّوب : السَّفُّودُ ؛ لأِنّهُ يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّلهُ وهذا عن اللِّحْيَانّي . وقال غيرُهُ : حديدةٌ مَعطوفةٌ كالخُطّاف ومثلُه قولُ الفَرّاءِ في المصادر . وفي كتاب العين : الكُلاّبُ والكَلُّوبُ : خَشَبَةٌ في رأْسِهَا عُقَّافَةٌ زاد في التَّهْذِيب : منها أَو من حَديدٍ . وكَلَبَه بالكُلاّب ضَرَبَهُ بِهِ قال الكُمَيْتُ :
وَوَلَّي بِإِجْرِيَّا ولاَفِ كَأَنَّه ... على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُسَاطُ ويُكْلَبُقال : ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ : يُضَمَّ أَوّلُ الكَلُّوب . ولم يَجِئ في شْيءٍ من كلام العرب . قال أَبو جعفر اللَّبْليِ : ُّ حكى ابْنُ طَلْحَةَ في شَرْحِه : الكُلُّوب : بالضَّمّ ولم أَرَهُ لغيره . وفي الرَّوْضِ : الكَلُّوبُ كسَفُّودِ : حَديدةٌ مُعْوَجَّةُ الرَّأْسِ ذاتُ شُعَبٍ يُعَلَّق بها اللَّحْمُ والجمع كَلاليبُ . والمُكَلِّبُ كمُحَدّثِ : مُعَلِّمُ الكلابِ الصَّيْدَ مُضَرٍّ لها عليه . وقد يكونُ التّكليبُ واقعاً على الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْرِ . وفي التَّنْزِيلِ : " وما عَلَّمْتُم مِنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبينَ " فَقَد دَخَلَ في هذا : الفَهْدُ والبَازِي والصَّقْرُ والشّاهِينُ وجميعُ أَنْوَاعِ الجَوارِحِ . والكَلاَّبُ : المُكَلِّبُ الَّذي يُعَلِّمُ الكِلابَ أَخْذَ الصَّيْدِ . وفي حديث الصَّيْدِ " إِنَّ لي كِلاَباً مُكَلَّبَةً فَأَفتِنِى في صَيْدِها " . المُكَلَّبَةُ : المُسَلَّطَةُ على الصَّيْد المعَوَّدةُ بالاصطِياد الّتي قد ضَرِيَتْ به والمُكَلِّب بالكسر صاحِبُها الّذي يَصطادُ بها . كذا في لسان العرب . المُكَلَّبُ بالفَتْحِ المُقَيَّدُ يقال : رجل مُكَلَّبٌ : مشدودٌ بالقِدِّ وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ :
فبَاءَ بِقَتْلانا من القَوْمِ مثْلُهُمْ ... وما لا يُعْدُّ من أَسِيرٍ مُكَلَّبِ وقيل : هو مقلوبٌ عن مُكَبَّل . ومن المَجَاز : يُقَال : كَلِبَ عليه القدُّ إِذا أُسرَ به فَيبِسَ وعَضَّهُ . وأَسِيرٌ مُكَلَّب ومُكَبَّلٌ : أَي مُقَيَّدُ . والكَلِيبُ والكالِبُ : جَماعةُ الكلابِ . فالكَلِيبُ : جَمْع كَلْب كالعَبِيدِ والمَعِيزِ وهو جمعٌ عزيزٌ أَي : قليلٌ . قال يَصِفُ مَفَازَةً :
كَأَنَّ تَجاوُبَ أَصدائِها ... مُكَاءُ المُكَلِّبَ يَدْعُو الكَلِيبَا قال شيخُنَا : وقد اختلفوا فيه هل هو جمْعٌ أَو اسْمُ جمْعٍ ؟ وصَحَّحُوا أَنّه إِذا ذُكِّرَ كان اسْمُ جمْعٍ كالحَجِيج ؛ وإِذا أُنِّثَ كانَ جمْعاً كالعَبِيد والكَليب . وفي لسان العرب : الكالِبُ : كالجامل والباقر . وَرَجُلٌ كالِبٌ وكَلاّبٌ : صاحبُ كِلاب مثلُ تامِر ولابنِ ؛ قال رَكّاضُ الدُّبَيْرِيُّ :
سَدا بيَدَيْه ثُمّ أَجَّ بِسَيْرِهِ ... كَأَجِّ الظَّليمِ من قَنيصٍ وكالِبِ وقيل : كَلاَبٌ : سائسُ كِلاب
ونقل شيخُنا عن الرَّوْض : الكُلاَّبُ بالضَّمّ والتَّشْديد : جمع كالِب وهو صاحبُ الكِلاب الّذِي يَصِيدُ بها . قال ابْنُ مَنْظُورٍ : وقولُ تأَبَّطَ شَرّاً
" إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ فَوَلِّهَاكَلِيبَكَ واعْلَمْ أَنَّهَا سَوْفَ تَنْجَلِيقيل في تفسير قولان : أَحدُهما أَنّه أَرادَ بالكَلِيبِ المُكالِبَ وسيأْتي معناه قريباً ؛ والقول الآخرُ أَنَّ الكَليبَ مصدَرُ : كَلِبَتِ الحَرْبُ والأَوّلُ أَقوَى . من المَجَاز : فلانٌ عَنِيفٌ المُطَالَبَة شَنِيعُ المُكَالَبَةِ . المُكَالَبَةُ : المُشَارَّةُ والمُضَايَقَةُ . كذلك التَّكالُبُ وهو التَّوَاثُبُ يقال : هم يَتكالَبونَ على كذا أَي . يَتواثونَ عليه . وكَالَبَ الرَّجُلَ مُكَالَبةً وكلاباً : ضَايقَه كمُضَايقَةِ الكلابِ بعضها بعضاً عندَ المُهارشة . والكَليبُ في قول تأَبَّطَ شَرّاً بمعنى المُكالب . وكَلْبٌ وبنو كَلْبٍ وبنو أِكْلُب وبنو كَلْبَةَ وبنو كِلابٍ : قبائلُ من العرب . قال الحافظ ابْنُ حَجَرٍ في الإِصابة : حيثُ أُطْلقَ الكَلْبيُّ فهو من بني كَلْبِ ابْنِ وَبْرَةَ . قال شيخُنَا : هو أَخو نَمِرٍ وَتَنُوخ كما في مَعارف ابْنِ قُتَيْبَةَ . وقال العَيْنِيُّ : في طَيِّئٍ كَلْبُ ابْن وَبْرَةَ بْنِ تَغْلِبُ بْنُ وائلٍ فَعدْنانِيٌّ وهذا قحْطانيٌّ . وأَمَّا كلابٌ ففي قُرَيْش هو ابْنُ مُرَّةَ وفي هَوَازِنَ ابْنُ رَبِيعَةَ بن عامِر ابْنِ صَعْصَعَةَ وفيه المَثَلُ : " ثَوْر ُكلاب في الرِّهَانِ أَقْعَدُ " . وهو في أَمثال حَمْزَةَ . وبَنُو كَلْبَةَ : نُسبُوا إِلى أُمّهم . وكَفُّ الكَلْبِ : عشُبْةَ ٌمُنْتَشرَة تَنْبُتُ بالقيعَانِ ببلاد نَجْدِ يقال لها ذلك إذا يَبِسَت تُشَبَّهُ بكفَ ِّالكَلْبِ الحَيَوَانّي وما دامت خَضْرَاءَ فهي الكَفْنَةُ . وأُمُّ كَلْبٍ : شُجَيْرَةٌ شاكَةٌ تَنْبُتُ في غَلْظِ الأَرْضِ وجَلَدِها صفراءُ الوَرَقِ حَسْناءُ فإِذا حُرِّكت سطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحة وأخبَثها سُمِّيتْ بذلك لِمَكَانِ الشَّوكْ أو لأِنَّهَا تُنْتِنُ كالكَلْب إذا أَصابَه المَطرُ قال أَبو حنيفَةَ : أخبَرني أَعرابيٌّ قال : رُبَّمَا تَخلَّلَتْهَا الغنمُ فحاكَّتْها فأَنْتَنَت حَتَّى يَتَجَنَّبَها الحَلاّبُ فتُبَاعَدَ عن البيوتِ وقال : وليست بمَرْعىً . والكَلَبَاتُ محرَّكَةً : هَضَبَات م أَي معروفةٌ باليَمَامَة وهي دُونَ المَجَازِ على طريق اليمَنِ إليها من ناحيتها . الكُلاَبُ كَغُراب : ع قاله أبو عُبَيْد أوْ ماءٌ معروف لبني تَمِيم بينَ الكُوفَةِ والبَصْرةِ على سبعِ لَيال من اليَمَامَةِ أو نَحْوِها . لَهُ يَوْ كانَت عندَهُ وقعةٌ للعرب قال السَّفّاحُ بْنُ خَالِدٍ التَّغْلَبِيُّ :
إنّ الكُلابَ ماؤنا فخَلُّوهٌ ... وساجِراً والله لَنْ تَحُلُّوهْ وساجِرٌ : اسْمُ ماءِ يجتمع مع السَّيْل . وكان أوّلَ مَنْ وَرَدَ الكُلاَبَ من بني تَمِيِمٍ سُفْيَانُ بْنُ مُجاشِعٍ وكان من بني تَغْلِبَ . وقالوا : الْكُلابُ الأَوّلُ والكُلاَبُ الثّاني وهُمَا يومانِ مشهورانِ للعرب . ومنه حديثُ عَرْفَجَةَ : أنَّ أنْفَهُ أصِيبَ يَوْمَ الكُلاَبِ فاتَّخَذَ أَتْفاً من فضَّة " . قال أبو عُبَيْد : كَلاَبٌ الأَوّلُ وكُلاَب الثّاني : يَوْمَانِ كانا بينَ مُلُوك كِنْدَةَ وبني تَمِيم . وبينَ الدَّهْنَاءِ واليَمَامَة موضعٌ يُقالُ له الكُلابُ أَيضاً كذا قالوه والصَّحيح أَنّه هو الأَوّل الكَلاَبُ كَسَحَابِ : ذَهَابُ : العَقْلِ من الكَلَبَ مُحَرّكةً . وقد كُلبَ الرَّجُلُ كُعنِىَ إذا أَصابَهُ ذلك وقد تقدّمَ معنى الكَلَب ولِسانُ الكَلْبِ : سَيْفُ تُبَّع اليمانِيّ أَبِي كَرِبٍ كان في طُولٍ ثَلاَثَةِ أذْرُعٍ كأَنَّهُ البَقلْ ُخُضْرَةً مُشَطَّبٌ عَريضٌ نقله الصَّاغانيّ . لسان الكَلْبِ : اسْمُ سُيوف أخَرَ منها : سيفٌ كان لأوْسِ بْن حارِثَةَ بْنَ لأْمٍ الطّائِيّ وفيه يقولُ :
فإِن لِسَانُ الكَلْبِ مانعِ حَوْزَتِي ... إذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفْنَاءُ بُحْتُرِوأَيضاً سيفُ عَمْرِو بْنِ زَيْد الكَلْبِيّ وسَيْفُ زَمْعَةَ بن الأسودِ بْنِ المُطَّلِبِ ثُمَّ صار إِلى ابْنِهِ عبدِ الله وبه قَتَلَ هُدْبَةَ بْنَ الخَشْرَمِ . وذُو الكَلْبِ : عَمْرُو بن العَجْلانِ الهُذَليُّ سُمِّيَ به لأِنَّه كان له كَلْبٌ لا يُفارِقُه وهو من شُعَراءِ هُذَيْلٍ مشهورٌ . ونَهْرُ الكَلْبِ : بَيْنَ بَيْرُوتَ وصَيْدَاءَ من سواحلِ الشَّام . وكَلْبُ الجَرَبَّةِ بتشديد المُوَحَّدَة : ع هكذا نقلَهُ الصَّاغانيُّ . وكَلاَّبٌ العُقَيْلِيُّ كَكَتَّان وكذا كَلاّبُ بْنُ حَمْزَةَ وكُنْيَتُهُ أَبو الهَيْذَامِ بالذّال المعجمة : شاعِرانِ نقلهما الصَّاغانيّ والحافظُ . وفَاَتهُ كَلاَّبُ بْنُ الخُواريّ التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ الّذِي عَلَّقَ فيه السِّلَفِىُّ . والكَالِبُ والكَلاَّبُ : صاحبُ الكِلابِ المُعَدَّةِ للصَّيْد وقيل : سائسُ كِلاَبٍ وقد تقدّم . ودَيْرُ الكَلْبِ : بناحِيَةِ المَوْصِلِ بالقربِ مِن باعَذْراءَ كذا قَيَّدَهُ الصّاغانيّ بالفتح وصوابُهُ بالتّحريك . وجُبُّ الكَلْبِ : تقدّم ذِكرُهُ في ج ب ب . وعَبْدُ اللهِ بْنُ سَعيدِ بْنِ كُلاّبٍ كُرمّانٍ التَّمِيميُّ البِصْرِيُّ : مُتَكَلِّمٌ وهورأْسُ الطّائفة الكُلاّبِيّة من أَهل السُّنَّة . كانت بينَهُ وبينَ المُعْتَزِلَة مناظراتٌ في زمن المأْمونِ ووَفاتُهُ بعدَ الأَرْبَعينَ ومِائَتَيْنِ . ويقال له ابْنُ كُلاّبٍ وهو لقبٌ لشدّةُ مُجَادَلتِه في مجلسِ المناظرةِ . وهكذا كما يُقال فُلانٌ ابْنُ بَجْدَتِهَا لا أَنّ كُلاَّباً جَدٌّ له كما ظُنَّ ومن الغريبِ قولُ والد الفَخْرِ الرّازيّ في آخِر كتابه غايةِ المَرام في علم الكلام : إِنّه أَخو يَحْيَى بن سَعِيد القَطّانِ المُحَدِّث . وفيه نَظَرٌ . وقَوْلُهم : الكِلابُ هي روايةُ الجُمهورِ وعليها اقتصر أَبو عُبَيْدٍ في أَمثاله وثعلبٌ في الفَصيح وغيرُ واحدٍ أَوالكِرابُ عَلَى البَقَرِ بالرّاء بدِل اللاّم وبالوَجْهَيْنِ رواه أَبو عُبيْدٍ البَكْرِيّ في كتابه فصْل المقال ناقلاً الوجه الأَخيرَ عن الخليل وابْنِ دُرَيْدٍ وأَثبتهما المَيْدَانّي في مجمع الأَمثال على أَنهما مَثَلاَنِ كُلُّ واحدٍ منهما على حِدَةٍ في معناه . تَرْفَعُهَا على الابتداءِ وتَنْصِبُها بفعل محذوف أَي : أَرْسِلْها عَلَى بَقَرِ الوَحْشِ . ومَعْنَاهُ على ما قَدَّرَهُ سِيبَوَيْهِ : خَلَّ امْرَأَ وصِناعَتَهُ . قال ابْنُ فارسٍ في المُجْمَل : يُرادُ بهذا الكلام صيد البَقَر بالكِلاب قال : ويُقَالُ : تأْويلُهُ مثلُ ما قاله سِيبَوَيْهِ . وقال أَبو عُبَيْدٍ في أَمثاله : من قِلَّة المُبالاة قولهم : الكِلاب على البقَر يُضْربُ مثلاً في قلَّة عِنايةِ الرجلِ واهتمامه بشأن صاحبه . قال : وهذا المَثلُ مُبْتَذَلٌ في العامَّة غير أَنّهم لا يَعرِفُون أَصلَه . ونقل شيخُنا عن شروح الفصيح : يجوزُ الرَّفْعُ والنَّصب في الرِّوايتَيْنِ فالرَّفْعُ على الابتداءِ وما بَعْدَه خبرٌ . وأَما النَّصْب فعلى إِضمارِ فعْلٍ كأَنّه قال : دَعِ الكِلابَ على البَقَر . وكذلك من روى الكِرابَ " إِنْ شِئتَ نَصَبْتَ فقلتَ : أَي دَعِ الحَرْثَ على البَقَر وإِنْ شئتَ رَفَعْتَ على الإبتداءِ والخَبَر . وأُم كَلْبَةَ : الحُمَّى لشدَّةِ ملازمتِها للإِنسان أُضِيفَت إِلى أُنْثَى الكِلاب . وكَلَبَ الرجُلُ يَكْلِبُ من باب ضَرَبَ كذا هو مضبوط عندَنا ومثله الصَّاغانيُّ وفي بعضِ النُّسَخ : من بابِ فَرِحَ . واسْتَكْلَبَ : إِذا كان في قَفْرٍ فنَبَحَ لِتَسْمَعَهُ الكلابُ فَتَنْبَحَ فَيُستدَلَّ بها عليه أَنَّه قريبٌ من ماءٍ أَو حِلَّة قال :
" ونَبْحُ الكِلابِ لِمُسْتَكْلِبِكَلِبَ الكَلْبُ من باب فَرِحَ وكذا اسْتَكْلَبَ : ضَرِىَ وتَعَوَّدَ أَكْلَ النّاسِ فأَخَذَهُ لِذلك سُعارٌ وقد تَقَدّم . من المَجَاز : كَلالِيبُ البَازِي : مَخَالِبُهُ جمعُ كَلُّوب ويقال : أَنْشَبَ فيه كَلالِيبَه أَي : مَخَالِبَهُ . ومِنَ الشَّجَرِ : شَوْكُهُ . كلُّ ذلك على التَّشبيه بمَخَالبِ الكِلاب والسِّباع . وقولُ شيخنا : ولهم في الَّذِي بعدَهُ نَظَرٌ منظورٌ فيه . وكالَبَتِ الإِبِلُ : رَعَتْهُ أَي : كَلالِيبَ الشَّجَرِ . وقد تكونُ المُكَالبَةُ ارْتِعاءَ الخَشنِ اليابِس وهو منه ؛ قال الشّاعرُ :
" إِذا لَمْ يَكُنْ إِلاّ القَتَادُ تَنَزَّعَتْمَنَاجِلُهَا أَصْلَ القَتَادِ المُكَالَبِ ومما يُسْتَدْرَكُ على المؤلّف : الكَلْبُ من النُّجُومِ بحِذاءِ الدَّلْو من أَسْفَلَ وعلى طريقته نَجْمٌ أَحمرُ يقالُ له الرّاعِي . وكِلابُ الشِّتَاءِ : نُجُومٌ أَوّلَهُ وهي الذِّراعُ والنَّثْرَةُ والطَّرْفُ والجَبْهَةُ . وكلُّ هذه إِنَّما سُمِّيَتْ بذلك على التّشبيه بالكِلاب . ولِسَانُ الكَلْبِ : نَبْتٌ عن ابْنِ دُرَيْدٍ . والكُلاَب كغُراب : وادٍ بِثَهْلاَن مُشْرِفٌ به نَخْلٌ ومِياهٌ لبني العَرْجاءِ من بني نُمَيْرٍ . وثَهْلانُ : جبلٌ لبَاهِلَةَ وهو غير الّذي ذكرَه المصنِّفُ . وَدهْرٌ كَلِبٌ : أَي مُلِحٌّ على أَهْلِه بما يَسُوؤُهم مُشتَقٌ من الكَلْبِ الكَلِبِ ؛ قال الشاعرُ :
مالِي أَرَى النَّاسَ لا أَبَا لَهُمُ ... قد أَكَلُوا لحْمَ نابِحٍ كَلِبِ ومن المجاز أَيضاً : دَفَعْتُ عنك كَلَبَ فُلان أَي : شّرَّهُ وأَذاهُ . وعبارة الأَساس : كَفَّ عنه كِلابَهُ : تَرَكَ شَتْمَهُ وأَذاهُ انتهى
وكُلاَّبُ السَّيْفِ بالضَّمّ : كَلْبه . والكَلْب : فَرَسُ عامرِ بْنِ الطُّفيْلِ من وَلَدِ داحِسٍ وكان يُسمَّى الوَرْدَ والمَزْنُوقَ . والكلْبُ بْنُ الأَخْرَس : فَرسُ خَيْبَرِيِّ بْنِ الحُصَيْنِ الكَلْبِيّ . وأَهْلُ المَديِنَةِ يُسَمُّون الجَرِيءَ مُكَالِباً لمُكَالَبَتِهِ للمُوَكَّلِ بهم . وفلانٌ بِوَادِي الكَلْبِ : إِذا كانَ لا يُؤْبهُ به ولا مأْوى يُؤْوِيهِ كالكَلْبِ تَراهُ مُصْحِراً أَبداً وكلُّ من المَجَاز . وكِلاَبٌ : اسْمٌ سُمِّي بذلك ثُمَّ غَلَبَ على الحَيِّ والقبيلة ؛ قالَ :
وإن كلاباً هذِهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ ... وأَنْتَ بَرِيءٌ من قَبَائِلها العَشْرِ قال ابْنُ سِيدَه : أَيْ أَنَّ بطونَ كِلاب عشرُ أَبْطُنٍ قال سِيبَوَيْهِ : كِلابٌ اسمٌ للواحِد والنَّسَبُ إِليه كِلابيٌّ . يعني أَنَّه لو لم يكن كِلابٌ اسماً للواحد وكان جمْعاً لقيل في الإِضافة إِليه كَلْبِيٌّ . وقولهم : " أَعَزُّ من كُلَيْبِ وائل " هو كُلَيْبُ بْنُ رَبِيعَةَ من بَنِي تَغْلِبَ بْنِ وائِلٍ . وأَما كُلَيْبٌ رَهْطُ جَرِيرٍ الشاعرِ فهو كُلَيْبُ بْنُ يَرْبُوعِ بُنِ حَنْظَلَةَ . وكالِبُ بن يوقنا : من أَنبياءِ بني إِسْرَائِيلَ في زَمَنِ سيِّدنا موسَى عليهما السلام كما في الكَشّاف في أَثناءِ القَصَص والعناية في المائدة نقله شيخُنا وفي أَنساب الإِمام أَبي القاسم الوزير المَغْربِيِّ : كُلَيْبٌ في خُزَاعَةَ : كُلَيْبُ ابْنُ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولَ وكلْبٌ في بَجِيلَة : ابْنُ عَمْرِو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ دُهْنِ ابْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَحْمَسَ . وأَرْضٌ مَكْلَبةٌ بالفتح : كثيرة الكِلاب نقله الصَّاغانيّ . واِسْتُ الكَلْبِ : ماءٌ نَجْدِيٌّ عند عُنَيْزَةَ من مياهِ رَبيعَةَ ثُمَّ صارَت لكِلابٍ . ووادي الكَلَب محرَّكَةً : يَفرُغ في بُطْنَانِ حَبِيبٍ بالشّام