الحلقة بتسكين اللام : السلاح عاماً وقيل : الدرع خاصة وفي الصحاح : الدروع وفي المحكم اسم لجملة السلاح والدروع وما أشبهها وإنما ذلك لمكان الدروع وغلبوا هذا النوع من السلاح أعني الدروع لشدة غنائه ويدل على أن المراعاة في هذا إنما هي للدروع أن النعمان قد سمى دروعه حلقة . ومن الحديث إنكم أهل الحلقة والحصون الحلقة الكر أي الحبل . والحلقة من الإناء ما بقي خالياً بعد أن جعل فيه شيء من الطعام والشراب إلى نصفه فما كان فوق النصف إلى أعلاه فهو الحلقة قاله أبو زيد . وقال أبو مالك الحلقة من الحوض امتلاؤه أو دونه قال أبو زَيْد : وفَّيْتُ حَلْقةَ الحوْضِ تَوْفِيَةً والإِناء كَذلك وهو مَجازٌ . والحَلْقةُ : سمَةٌ في الإِبِلِ مُدورة شِبْهُ حَلْقةِ البابِ . والحلق مُحَرَّكَةً : الإِبلُ المَوْسومَةُ بها كالمحَلَّقَةِ كمُعَظَّمَةِ وأَنْشدَ الجَوهَرِيُ لأبِي وَجْزَةَ السعدِيَ :
وذو حَلَقٍ تَقْضي العَواذِيرُ بَيْنَها ... يَروح بأَخْطارٍ عِظام اللَّقائِح وقالَ عَوفُ بن الخَرِع يخاطبُ لّقِيطَ بن زرارةَ :
وذكرتَ مِن لَبَنِ المحَلَقِ شَرْبَةً ... والخَيْلُ تَعدو في الصَّعِيدِ بَدادِ وأًنْشَدَه ابنُ سِيدَه للنابِغَةِ الجعدي : ولكن ابنَ بَرِّيّ أَيَّدَ قولَ الجَوْهَرِيَ . وحَلْقَةُ البابِ والقوْم بالفَتْح وكَذا كُلّ شيء اسْتَدَارَ كحلْقَةِ الحَدِيدِ والفِضَّةِ والذَّهبِ وقد تُفْتَحُ لامُهُما حَكاه يُونس عن أَبِي عَمْرِو بنِ العَلاءَ كما في الصِّحاح وحَكاه سِيبوَيهِ أَيضاً واخْتارَه أَبو عُبَيْدِ في الحَدِيدِ كما سيأْتِي قريباً وقد تُكْسَرُ أَي : حاؤُهُما كما في اللسانِ وفي العبابِ تكسَرُ الّلامُ نَقله الفَرّاءُ والأموي وقالا : هي لغَة لبَلْحارِثِ بنِ كَعب في الحَلْقَة والحَلَقَة . أَو لَيسَ في الكَلام الفَصِيح حَلَقَةٌ محَرَّكَةً إلاّ في قَوْلِهم : هؤلاءَ قَوْم حَلَقَةٌ للَّذِينَ يَحْلقُونَ الشعرَ وفي التَّهْذِيبِ : يَحْلقونَ المِعْزَى جَمع حالِقٍ قالَ الجَوْهَرِي : قالَ أَبو يُوسُف : سَمِعتُ أَبا عَمرو الشَّيْبانيَّ يَقول هكَذا . قالَ شيخُنا وقد جَزَم به أَكثرُ أَئِمةِ التحقِيق وعليه اقْتَصَر التَبْرِيزِي في تَهْذيب إِصْلاح المنطَقِ وجَماعَةٌ من شُرّاحِِ الفصِيحِ . أَو التَّحْرِيكُ لغَة ضعِيفَةٌ وقالَ ثَعلَب : كلُّهُم يُجِيزُه على ضَعْفه وقال اللحْيانِيُّ : حلقة البابِ وحَلَقتَه بإِسْكانِ اللام وفَتْحِها وقالَ كُراع : حَلْقَةُ القَوْم وحَلَقَتهم وقالَ اللَّيْثُ : الحَلْقة بالتَّخْفِيفِ من القَوْم ومِنْهُم من يَقُول : حَلَقةٌ وقالَ أَبو عبَيْدٍ : أَخْتارُ في حَلقَةِ الحَدِيدِ فتحَ الّلام ويَجُوزُ الجَزْمُ وأَخْتار في حَلْقَةِ القَوْم الجزْمَ ويَجُوز التثقيل وقال أَبو العَبَّاس : وأَختارُ في حَلْقَة الحَدِيدِ وحَلقَةِ النّاسِ التَّخْفِيف ويَجوز فِيهما التثْقِيلُ وعِندَه ج : حَلَقٌ مُحَرَّكَة وهو عَلَى غيرِ قِياسِ قالَه الجَوْهَرِي وهو عند سيبَوَيْهِ اسم للجَمْع وليس بجَمْعٍ لأَنَّ فَعْلَةَ لَيْسَتْ مما يكَسَّر على فَعَل ونَظِيرُ هذا ما حَكاهُ من قَوْلِهم : فَلْكَةٌّ وفَلَكٌ وقد حَكَى سِيبوَيْهِ في الحَلْقةِ فتحَ اللام وأَنْكَرَها ابنُ السِّكِّيتِ وغيرُه فعَلى هذه الحِكَاية حَلَقٌ جَمْعُ حَلَقَةٍ وليس حينئَذٍ اسمَ جَمْع كما كانَ ذلِك في حَلَق الّذِي هو اسمُ جَمْعٍ لحَلْقَة ولم يَحْمِل سِيبَوَيْه حَلَقاً إِلاّ عَلَى أَنّه جمْعُ حَلْقَة وإِن كانَ قد حَكَى حَلَقَةً بفتحها . قلتُ وقد اسْتَعْمَلَ الفَرَزْدَقُ حَلَقَة في حَلْقَةِ القَوم قال :
" يا أَيُّها الجاَلِسُ وَسْطَ الحَلَقَه
" أَفِي زِناً قُطِعتَ أَمْ في سَرِقَهْ وقال الرّاجِزُ :
" أُقْسِمُ باللهِ نُسْلِمُ الحَلَقَهْ
" ولا حرَيْقاً وأخْتَه الحُرَقَهْ وقال آخَرُ :
حَلَفْتُ بالملْح والرَّمادِ وبالنّ ... ارِ وباللهِ نُسْلِمُ الحَلَقَهْ
حَتَّى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً ... ويَخْضبُ القَيْل عُرْوَةَ الدَّرَقَهْ وقالَ الأَصمَعِي : حَلْقَةٌ من النّاس ومن الحَدِيد والجمع : حلَق كبِدَرٍ في بَدْرَة وقصع في قَصْعَة وعَلَى قَوْلِ الأمَوِيِّ والفَرّاءَ : جمع حِلْقَة بالكسرِ على بابِه وحالَقاتٌ مُحَرَّكَةً حكاه يُونُسُ عن أَبِى عَمْرو هو جَمْعُ حَلَقَة مُحَرَّكَةً وكذلِكَ حَلَقٌ وأَنشدَ ثَعْلَبٌ :
أَرِطُّوا فقَدْ أَقْلَقْتمُ حَلَقاتِكُم ... عَسَى أَن تَفُوزُوا أن تَكُونوا رَطائِطَا وتقَّدَم تفسيرُه في : ر ط ط وفي الحَدِيثِ : نَهَى عن الحِلَقِ قَبْلَ الصَّلاةِ وفي رِوايَةٍ : عن التَّحَلُّقِ هي : الجَماعَةُ من الناسِ مُسْتَدِيرِين كحَلْقَةِ البابِ وغَيْرِها وفي حَدِيثٍ آخَرَ : الجالِسُ وَسَطَ الحَلْقَةِ مَلْعُونٌ وفي آخر نَهَى عن حَلَقِ الذَّهَبِ وتُكْسَرُ الحاءُ فحِينَئذٍ يَكُون جَمْعَ حِلْقَة بالكسرِ . وقالَ أَهْلُ التَّشريح للرَّحِمِ حَلْقَتانِ : حَلْقَةٌ على فَم الفَرْجِ عند طَرَفِه والحَلْقَةُ الأخرَى تَنْضمّ على الماءِ وتَنْفَتِحُ للحَيْضِ وقِيلَ : إِنَّما الأخرَى التي يُبالُ منها يُقالُ : وَقَعَت النُّطْفَةُ في حَلْقَةِ الرَّحِم أَي : بابِها وهو مَجازٌ . وقال ابنُ عَبّادٍ : يُقالُ : انْتَزَعْتُ حَلْقَتَهُ كأَنّه يُريدُ سَبَقْتُه . وقَوْلُهم للصَّبِيِّ المَحْبوبِ إِذا تَجَشَّأَ : حَلْقَةً وكَبْرَة وشَحْمَةً في السُّرَّة أَي : حُلِقَ رَأْسُكَ حَلْقَةً بعدَ حَلْقَةِ حَتّى تَكْبَرَ نقلَهُ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً وفي الأَساسِ : أَي : بَقِيتَ حَتَّى يُحْلَقَ رَأْسُكَ وتَكْبَرَ . وحَلَقَ رَأسَه يَحْلِقُه حَلْقاً وتَحْلاقاً بفَتْحِهما : أزالَ شَعْرَه عنه واقْتَصَرَ الجَوْهرِيّ على الحَلْقِ . كحَلَّقَه تَحليقاً وفي الصحاح : حلَّقوا رُؤوسَهُمْ شُدِّدَ للكَثْرَة وفي العُباب : التَّحْلِيقُ مُبالَغَةُ الحَلْقِ قالَ اللّه تَعالَى : " مُحَلِّقِينَ رؤُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ " . وفي المُحْكَم : الحَلْق في الشَّعَرِ من النّاسِ والمَعزِ كالجَزِّ في الصُّوفِ حَلَقَه حَلْقاً فهو حالِقٌ وحلاّقٌ وحَلقهُ واحْتَلَقَه أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيَ :
" فابْعَثْ عليهِم سَنَة قاشُورَة
" تَّحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النّورَهْ ويقال : رَأسٌ جَيَدُ الحِلاقِ ككِتابٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ . ونُقِل عن أَبِي زَيْدٍ : عَنْز مَخلُوقَةٌ وشَعَر حَلِيق ولحْيَة حَلِيق ولا يقالُ : حَلِيقَة وقالَ ابنُ سِيده : رأس حلِيقٌ أي : مَحْلوق قالت الخَنْساء :
ولكِني رأَيْتُ الصبْرَ خَيْراً ... من النَّعلَيْن والرأسِ الحَلِيقِ وحلَقَهُ كنَصَره . ضربه فأصابٌ حَلْقَه وكذلِكَ : رَأسَهُ وعَضدَه وصَدَرَه نقله الجَوْهَرِيّ . ومن المَجازِ : حَلَقَ الحَوْضَ : إذا مَلأه فوَصَلَ بهِ إِلى حَلقه كأَحْلَقَه . نَقله الصّاغانِيُّ : وحَلَقَ الشيء : قَدره كخلَقَه بالخاءَ المعجَمة نقله الصاغانِي . ومن المجاز : أَخَذوا في حلوقِ الأَرضِ وكذلِك الطُّوق : مَضايِقها وهو عَلَى التَّشبِيهَ أَيضاً . ويَوْمُ تَحلاقِ اللمَمَ كانَ لتَغلب عَلى بكرِ بن وائِل لأَنَّ شعارَهم كان الحَلقَ يومَئذِ نقله الجوهري . وفي الحَديثِ : دَبَّ إِلَيكُم داء الأمَم قَبْلَكُمْ : البغضاء والحالقة قالَ خالدُ بنُ جَنْبَةَ : هي قَطيعَةُ الرحِم والتَّظالمُ والفولُ السَّيئ وهو مجاز وقالَ غيرُه : هي الَّتِي من شأنها أنْ تحلق أَي : تهْلِكَ وتَستَأْصِلَ الدينَ كما يَستّأصِل الموسَى الشَعَرَ . ولَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلَّمَ من النِّساءَ الحالقَةَ والخارقَةَ والسّالِقَةَ فالحالقَةُ : التي تحْلقٌ شَعرَها في المُصِيبَةِ وقِيلَ : أَرادَ التي تَحْلِقُ وَجهَها للزِّينَةِ وفي حَدِيث آخَرَ : ليسَ مِنّا من سلَق أو حَلَق أَو خَرَقَ . ومن المَجازِ : الحالِقُ : الضَّرْع المُمتَلِئ وكأَنَ اللبَنَ فيه إلى حَلْقِه ومنه قولُ لَبِيد رَضِي اللهُ عنه يَصف مَهاةً :
حَتّى إِذا يَبِسَتْ وأَستحَقَ حالِق ... لم يُبْلِهِ إِرْضاعُها وفِطامُهاقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : الحالِق : الضَّرع المُرْتَفِع الذي قلَّ لَبَنه وأَنْشدَ هذا البَيْتَ نَقَلَهُ الصّاغانِيّ والجمعُ : حلَّق وحَوالقُ وقالَ أَبو عُبَيْدٍ : الحالِقُ : الضرْعُ ولم يحَلِّه قالَ ابنُ سيدَه : وعِندي أَنَّه الممْتَلِئ وفي التَهْذِيب : الحالِقُ من نَعْتِ الضُّروع جاءَ بمَعْنَيَينِ مَتَضاديْنِ فالحالِقُ : المرتفِعُ المنْضَمُّ الذي قَلَّ لبَنه وإِسْحاقُه دَلِيل على هذا المَعنَى والحالِقُ أَيضاً : الضَّرْع المُمْتَلئ ودَلِيلُه قول الحطَيْئَةِ يصف الإِبِلَ بالغَزارَةِ :
وإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلاّ الأمالِيسُ أَصبَحَتْ ... لَها حُلَّق ضَرّاتُها شَكِراتِ لأَن قولَه : شَكِراتٌ يَدُلُّ على كَثْرةِ اللَبَنِ فانْظُر هذا مَعَ ما نَقَلهُ الصاغانِي ولم يُفْصِح المُصَنِّف بالضدِّيّةِ وهو قصُور منه مع تَأَمّل في سياقِه . وقال الأصمَعِي : أَصبحت ضَرَّةُ الناقَةِ حالِقاً : إِذا قارَبت المَلء ولم تَفْعَلْ ونَقَلَ ابنُ سِيدَه عن كُراع : الحالِقُ : التي ذَهَبَ لبَنها وحَلَقَ الضَّرعُ يَحْلِقُ حُلُوقاً فهو حالِقٌ وحُلُوقُه : ارْتِفاعُه إِلى البَطْنِ وانْضِمامُه قالَ : وهو في قول آخَر : كثرَة لَبَنِه . قلتُ : ففيه إشارَة إِلى الضِّدِّيَّة . والحالقُ : من الكَرْمَ والشَّرْىِ ونَحْوِه : ما الْتَوَى منه وتَعَلَّقَ بالقُضْبانِ قالَ الأزهرِيُّ : مَأْخُوذٌ من اسْتِدارَتِه كالحَلْقَةِ . ومن المَجازِ : الحالِقُ : الجَبَلُ المُرْتفعُ المُنِيفُ المُشْرِفُ ولا يَكُونُ إلاَّ مع عَدَم نَباتٍ ويُقالُ : جاءَ من حالِقٍ أَي : مِنْ مَكانٍ مُشْرِفٍ وفي حَدِيثِ المَبْعَثِ : فهَمَمْتُ أَن أَطْرَح نَفْسي من حالِقٍ أي : من جَبَلٍ عالِ وأَنشدَ اللَّيْثُ :
فخَرَّ مِنْ وَجْأتِه مَيِّتاً ... كأنَّما دُهْدِهَ مِنْ حالِقِ وقيل : جَبَل حالِقٌ : لا نَبات فيه كأَنّه حُلِقَ وهو فاعِلٌ بمعنى مَفْعُول قال الزَّمَخْشَرِيُّ : وهو من تَحْليقِ الطّائِرِ أَو من البُلُوغ إلى حَلْقِ الجَوِّ . ومن المجازِ : الحالِقُ : المَشْؤومُ على قَوْم كأَنَّه يَحْلِقُهم أَي : يَقْشِرُهم كالحالِقةِ هكذا في النّسخ وفي العُبابِ والتكْمِلَة : كالحالُوقَةِ وهو الصَّواب . وقالَ ابنُ الأَعرابِي : الحَلْقُ : الشُّؤْمُ وهو مجازٌ ومنه قولهم في الدُّعاء : عَقْراً حَلْقاً . والحَلْق : مساغٌ الطَّعام والشَّرابِ في المَرِئ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : هو مَخْرَجُ النَّفَسِ من الحُلْقُوم ومَوْضِعُ الذَّبْح . وقالَ أَبو زَيْدٍ : الحَلْق : موضِع الغَلْصَمَة والمَذْبَحَ . والحُلْقُوم : فعْلومٌ عند الخَليلِ وفعْلُول عندَ غيرِه وسيَأْتي ذكره . قال أبُو حَنِيفَةَ : أَخْبَرَنِي أَعْرابِي من السَّراةِ أَن الحَلْقَ : شَجَر كالكَرْم يرتَقِي في الشَّجَرِ وله وَرَقٌ كوَرَقِ العِنَبِ حامِضٌ يطبخ به اللَّحْمُ وله عَناقِيدُ صِغارٌ كعَناقِيدِ العِنَب البَريِّ يَحْمَرُّ ثم يَسْوَد فيكونُ مُراً ويُؤْخَذ وَرَقُه فيُطْبَخُ ويُجْعَلُ ماؤُه في العُصْفُرِ فيَكُونُ أَجْوَدَ لَهُ مِنْ ماءَ حَبِّ الرُّمّانِ ومَنابِتُه جَلَدُ الأَرْضِ وقالَ اللَّيْثُ : هو نَباتٌ لوَرَقِه حُمُوضَةٌ يُخلَطُ بالوَسْمَةِ للخِضابِ الواحِدَةُ حَلْقَةٌ أَو تُجْمَعُ عِيدانُها وتُلْقَى في تَنورٍ سَكَن نارُه فتَصِيرُ قِطَعاً سُوداً كالكَشْكِ البابِليِّ حامِضٌ جِدّاً يَقْمَعُ الصَّفْراءَ ويُسَكًّنُ اللَّهِيبَ . وقالَ ابنُ عَبّادِ : سَيْفٌ حالُوقَةٌ : ماضٍ وكذا رَجلٌ حَالُوقَةٌ : إِذا كان ماضِياً وهو مجازٌ . وحَلِقَ الفَرَسُ والحِمارُ كفَرِحَ يَحْلَقُ حَلَقاً بالتَّحْرِيكِ : إِذا سَفَدَ فأَصابَهُ فَسادٌ في قَضِيبِه من تَقَشُّرٍ واحْمِرارٍ فيُداوَى بالخِصاء كما في الصِّحاح قاله أَبُو عُبَيْدٍ قالَ ثَوْر النّمَرِي : يكونُ ذلك من داءِ ليسَ له دَواءٌ إِلا أَنْ يُخْصَى فرُبّما سَلِم ورُبّما ماتَ قال :
خَصَيْتُكَ يا ابْنَ جَمْرَةَ بالقَوافِي ... كما يُخْصَى مِنَ الحَلَقِ الحِمارُوقال الأصْمَعِيُّ : يكون ذلِكَ من كَثْرَةِ السِّفادِ قالَ ابنُ بَرَيّ : الشُّعَراءُ يَجْعَلُونَ الهِجاءَ والغَلَبَة خِصاءً كأَنَّه خَرَج من الفُحُولِ . وقالَ شمر : أتانٌ حَلَقِيَّةٌ مُحَرَّكَةً : إِذا تَداوَلَتْها الحُمُرُ حَتّى أَصابَها داءٌ في رَحِمِها . وقالَ ابنُ درَيْد : الحَوْلَقُ كجَوْهَرٍ : وَجَعٌ في حَلْقِ الإِنسانِ وليسَ بثَبَتٍ . قالَ والحَوْلَقُ أَيضاً : الدّاهِيَةُ كالحَيْلَقِ كحَيْدَرٍ وهو مجازٌ . قالَ : وحَوْلَقٌ أيضاً : اسمُ رَجلٍ . قالَ : ومَثَلٌ للعَرَبِ : لأمِّكَ الحُلقُ بالضَّمِّ وهو الثكْل كما يَقُولُونَ : لعَيْنَيكَ العُبرُ وفي الأَساس أي : حَلْقُ الرأسَ . والحِلْقُ بالكَسرِ : خاتَمُ المَلِكِ الذي يَكُونُ في يَدِه عن ابْنِ الأَعرابِيِّ وأَنشدَ :
وأعْطى مِنّا الحِلْقَ أَبيَضُ ماجِدٌ ... رَدِيفُ مُلوكٍ ما تغِبّ نوافِلُهْ وأَنشدَ الجَوْهرِي لجَريرٍ :
ففاز بحِلقِ المُنْذرِ بنِ مُحَرِّقٍ ... فتىً منهمُ رَخْوُ النِّجادِ كَرِيمُ أو الحِلْقُ : خاتَمٌ من فِضَّةٍ بلا فَص نَقَلَه ابنُ سِيدَه . والحِلق : المال الكَثِير يقال : جاءَ فُلانٌ . بالحِلقِ والإِحْرافِ لأنه يَحْلِقُ النَّباتَ كما يَحْلِقُ الشَّعَرَ وهو مَجازٌ . والمحْلَقُ كمنبَرٍ : المُوسَى لأَنّه آلةُ الحَلْقِ . ومن المَجازِ : المِحْلَقُ : الخشِن من الأكْسِيَةِ جِداً كأنّه لخُشونتِه يَحْلِقُ الشَّعَر وأنشَدَ الجَوهرِي للراجِز وهو عُمارَ بنُ طارِق يصِف إبلاً تَرِدُ الماءَ فتَشْرَبُ :
" يَنْفُضْن بالمشافِرِ الهَدالِق
" نفضكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ ومن المَجازِ : سُقوّا بكأسِ حَلاقِ كقطام وعليه اقتَصر الجَوْهَرِيُّ وبُنِيَت على الكَسْرِ لأَنَّه حَصَلَ فيها العَدْلُ والتأنِيث والصِّفةُ الغالِبَةُ وهي مَعْدولَةٌ عن حالقَةٍ وجَوّزَ ابنُ عَبّادِ حَلاقٍ بالتَّنوينِ مِثْل سَحاب ووقَعَ في التَّكْملَة مثل كِتاب أَي : المَنِيَّة الحالِقَةُ أي : القاشِرة وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ :
لَحِقَت حَلاقِ بِهِم عَلَى أكسائِهِم ... ضَرْبَ الرِّقابِ ولا يهِم المَغنَم قالَ ابن بَرِّيّ : البَيْتُ للأَخْزَم بنِ قارِبٍ الطّائي وقِيلَ : هو للمُقْعَدَِ بنِ عَمْرو وعليه اقتَصَر الصّاغانِيُّ وأَنشَدَ ابن سِيدَه للمهلْهِلٍ :
ما أُرَجِّى بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى ... قَدْ أُراهُم سُقُوا بكَأْسِ حَلاقِوحُلاقةُ المِعْزَى بالضَّمِّ : ما حُلِقَ من شَعرِه نَقله الجَوهَرِي . قالَ : والحلاقُ كغراب : وَجَعُ الحَلْقِ . و في المُحْكَم : الحُلاقُ : أَن لا تَشْبَعَ الأَتانُ من السِّفادِ ولا تَعْلَقَ على ذلِكَ أَي : مع ذلك وكذَا المَرْأَةُ قالَ ابنُ سِيدَه : الحُلاقُ : صِفَةُ سَوْء كأَنَّ مَتاعَ الإِنسانِ يفْسُدُ فتعُودُ حَرارَتُه إِلى هُنالكَ وقد اسْتحْلَقَت الأتانُ والمرْأَةُ . والحُلْقانُ بالضَّمِّ والمُحَلْقِنُ نَقَلَهما الجَوْهرِيُّ والمُحَلِّقُ كمُحَدِّثِ وهذِه عن أَبي حَنِيفَةَ : البُسْرُ قد بَلَغَ الإِرْطابُ ثُلُثَيْهِ وإِذا بَدَا من قِبَل ذَنَبِه فتُذْنُوب وإِذا بَلَغَ نِصْفَه فهو مُجَزع وفي حَدِيثِ بَكّارٍ : أَنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مَرَّ عَلَى قَوْم وهُمْ يَأكُلونَ رُطَباً حُلْقانيّاً وثَعْداً وهم يَضْحَكُون فقال : لو عَلِمْتُم ما أَعْلَمُ لضَحِكْتُم قَلِيلاً ولبَكَيْتُم كَثِيراً الواحِدَة بهاءِ قالَ ابنُ سِيدَه : بُسْرَةٌ حُلْقانَةٌ : بَلَغَ الإِرْطابُ حَلْقَها وقِيلَ : هي التي بَلغ الإِرْطابُ حَلْقَها قَرِيباً من الثُّفْرُوق من أَسْفَلِها . وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : قَدْ حَلَّقَ البُسْرُ تَحْلِيقاً وهي الحَوالِيقُ بثَباتِ الياءَ قالَ ابنُ سِيدَه : وهذا البناءُ عِنْدِي على النَّسَبِ إِذْ لو كانَ على الفِعْلِ لقالَ : مَحالِيقُ وأَيْضاً فإِنِّي لا أَدْرِي ما وَجْهُ ثَباتِ الياءَ في حَوالِيقَ . وفي الحَدِيثِ : قالَ صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم لصَفِيَّةَ بنتِ حُيَي حِينَ قِيلَ له يوْمَ النقرِ : إِنّها نَفِسَتْ أَو حاضَت فقالَ : عقراً حَلْقاً ما أُراها إِلا حابِسَتَنَا قالَ الأَزْهَرِيُّ : عقراً حَلْقاً بالتَّنْوِينِ علَى أَنَّهُ مصدَرُ فِعْلٍ مَتْرُوكِ اللَّفْظِ تقديرُه : عَقَرَها اللّهُ عَقْراً وحَلَقَها اللهُ حَلْقاً وتَرْكهُ قَلِيل بل غيرُ مَعْرُوفِ في اللُّغَةِ أَو هو من لَحْنِ المُحدِّثِينَ وفي التَّهْذِيب : وأصحابُ الحَدِيثِ يَقُولُونَ : عقْرَى حَلْقى بوَزْنِ غَضْبىَ حيث هو جارٍ عَلَى المُؤَنَّثِ والمَعْرُوفُ في اللُّغَةِ التَّنْوِينُ ومَعْنى هذا أَنَّه دَعى عليها أَنْ تَئَيمَ مِنْ بَعْلِها فتَحْلِقَ شَعْرَها وقِيلَ : مَعناه : أَصابَها اللّه تَعالَى بوَجَع في حَلْقِها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وليسَ بقَويّ . وقالَ ابنُ سيدَه : قِيل : معناه أَنّها مَشْؤُومَة ولا أُحقها وقالَ الأَزْهَرِيّ : حَلْقَى عَقْرَى : مَشْؤومَةٌ مُؤْذِيَة وقالَ أَبو نَصْرٍ : يُقالُ عِنْدَ الأَمْرِ تَعْجَبُ منه : خَمْشَى عَقْرَى حلقى كأَنَّه من الخَمْشِ والعَقر والحَلْقِ وأَنشد :
أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحلْقَى ... لِما لاقَتْ سلامانُ بنُ غنم هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ والمَعْنىَ : قَوْمِي أُولُو نساءَ قد عَقَرنَ وجُوُهَهُن فخَدَشْنَها وحَلَقْنَ شُعُورَهُن قال ابنُ بَرِّي : وقد رَوَى هذا البَيْتَ ابنُ القَطّاع هكذا وكَذَا الهَرَوىُّ في الغَرِيبَيْنِ والذي رَواهُ ابنُ السكًّيتِ
" أَلا قُومِى إِلى عقرَى وحَلْقَى وفسَّرَهُ ابنُ جِنِّي فقال : قولُهم : عَقْرَى وحَلْقَى الأَصْلُ فيه أَنَّ المَرْأَةَ كانت إِذا أصِيبَ لها كَرِيمٌ حَلَقَتْ رَأسها وَأَخَذَتْ نَعْليْنِ تَضْرِبُ بهما رأسَها وتَعْقرُهُ وعلى ذلِك قولُ الخَنْساءَ :
ولكِنّي رأَيتُ الصَّبْرَ خيراً ... من النَّعْلَيْنِ والرَّأْس الحَليقيُرِيدُ أنَّ قَوْمِي هؤُلاءَ قد بَلَغ بهم من الَبلاءِ ما يبلغ بالمَرْأَةِ المَعْقُورَةِ المَحْلُوقَةِ ومعناه أَنَّهم صارُوا إِلى حال النِّساءَ المَعْقُوراتِ المَحْلُوقاتِ وقالً شَمِر : رَوَى أَبو عُبَيْدٍ : عَقْراً حَلْقاً فقُلْتُ له : لم أَسْمَعْ هذا إِلا عَقْرَى حَلْقَى فقال : لكِنِّي لم أَسْمَعْ فَعْلَى على الدُّعاءَ قال شَمِرٌ : فقلتُ له : قال ابنُ شُمَيْلٍ : إِنَّ صِبْيانَ البادِيَةِ يَلْعَبُون ويَقُولُون : مِطِّيرَى على فِعِّيلَى وهو أَثقلُ من حَلْقَى قال : فَصَيَّرَه في كِتابِه على وَجْهيْنِ : مُنَوَّناً وغَيْرَ مُنَوَّنٍ . وتَحْلِيقُ الطّائِرِ : ارْتِفاعُه في طَيَرانِه واسْتِدارَتُه في الهَواءَ وهو مَجازٌ قال ذُو الرُّمَّةِ يصفُ ماءً وَرَدَهُ :
وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيّا كأَنَّه ... عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ ابنُ ماءَ مُحَلِّقُ وقالَ النّابِغَةُ الذُّبْيانِيّ :
إِذا ما غَزَوْا بالجَيْشِ حَلَّقَ فَوْقَهُم ... عَصائِبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بعَصائِبِ وقالَ ابنُ دُرَيْد : حَلَّقَ ضَرْع النّاقَةِ تَحْلِيقاً : إِذا ارْتفع لَبَنُها إِلى بَطْنِها . وقالَ ابنُ سِيدَه : حَلَّقَ اللَّبَنُ : ذَهَبَ . وقالَ أَبو عَمْرو : حَلَّقَتْ عيُونُ الإِبِلِ : إِذا غارَتْ وهو مَجازٌ . وحَلَّقَ القَمَرُ : صارَتْ حَوْلَه دَوّارَة أَي : دارة كتَحَلَّقَ . وحَلَّقَ النَّجْمُ : ارْتَفع ورَوَى أَنَس - رضِي اللهُ عنه - : كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّمَ يُصَلى العَصْرَ والشَّمْسُ بَيْضاءُ مُحَلِّقَةٌ قال شَمِر : أَي : مُرْتَفِعَةٌ وقال غَيْرُه : تَحْلِيقُ الشَّمْسِ من أَوَّلِ النَّهارِ : ارْتِفاعُها من المَشْرِق ومن آخِرِ النَّهار : انْحِدارُها وقال شَمِر : لا أَدْرِي التَّحْلِيقَ إِلاّ الارْتِفاعَ قال ابنُ الزَّبِيرِ الأَسَدِيّ في النَّجْمَ :
رُبَ مَنْهَلٍ طاوٍ وَرَدْتُ وقد خَوَى ... نَجْم وحَلَّقَ في السَّماءَ نُجُومُ خَوَى أَي : غابَ . وحَلَّقَ بالشَّيءَ إِليه : رَمَى ومنه الحَدِيثُ : فبَعَثَتْ عائِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عنها - إِليهِم بقَمِيصِ رَسول الله صَلّى الله عليه وسَلَّم فانْتَحَبَ النّاس فحَلَّقَ به أبو بَكرٍ - رَضِي الله عَنْه - إِلي وقال : تَزَوَّدِي به واطْوِهِ . وقالَ ابنَ عَبّاد : يُقال : شَرِبتُ صُواجاً فحَلَّقَ بِي أًي : نَفخ بطني وهو مَجازٌ . وقالَ الليْثُ : المُحَلَّقُ كمُعَظَّمٍ : موضِعُ حَلْقِ الرَّأْسِ بمنى وأَنْشدَ :
" كَلاّ ورَبَ البَيْتِ والمُحَلَّق وقال الفَرَزْدَقُ :
بمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كنْتُما بهِ ... وزَمزمَ والمَسْعَى وعندَ المُحلَّقِ والمُحَلَّقُ : لقبُ عَبْدِ العُزَّى ابنِ حنْتَمِ بنِ شدّادِ بن رَبِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عُبَيْدِ بنِ كِلابٍ العامري وضَبَله صاحِبُ اللِّسانِ كمحَدث لأَنَّ حِصاناً له عَضَّه في خَدِّه وكانَت العَضَّةُ كالحَلْقَة هذا قولُ أَبي عُبيدَة أَو أصابَه سهم غَرب فكوى بحلْقة مِقْراضِ فبَقِي أَثَرها في وَجْهِه قال الأَعْشى :
تُشَبّ لمَقْرُورَيْنِ يَصطلِيانِها ... وباتَ على النّارِ النَّدَى والمُحلق والمحلق بكسر اللام الإناء دون الملء وأنشد أبو مالك :
" . . فَوافِ كيلها ومُحَلِّق وحَلَّقَ ماء الحَوْضِ : إِذا قل وذَهبَ قال الفرَزْدَقُ :
أُحاذِرُ أَنْ أدعى وحَوْضى مُحَلِّق ... إذا كانٌ يَوْمُ الورْدِ يَوْمَ خصامَ وقالَ ابن عَبّاد : المحَلِّقُ : الرُّطَبُ نَضِجَ بعضُه ولم يَنْضَجْ بعض وهذا قد تَقَدَّم عند ذِكر الحُلْقان . والمُحَلِّقُ من الشِّياهِ : المهْزولَة عن ابنِ عَبّادِ
والمحلقة كمُعَظَّمة : فرس عبَيْدِ اللهِ بنِ الحُرِّ الجُعْنفيِّ . وتَحَلَّقوا : إِذا جَلَسُوا حَلْقَةً حَلْقَةً منه الحَدِيثُ : نهى عن التحلّق قَبْلَ الصَّلاةِ وقد تَقَدم وهو تَفعل من الحلْقة . ويقال : ضَرَبُوا بيتهم حِلاقاً ككتاب أَي : صفاً واحِداً حَتَّى كأَنَّها حَلْقَةٌ والحِلاقُ هنا : جَمْعُ الحلقة بالفتح على الغالِبِ أَو جمع حِلقةٍ بالكسرِ على النادرومما يُسْتَدركُ عليه : حَلق التَمْرَةِ والبُسْرَةِ : مُنْتَهى ثُلُثيها كأَن ذلك مَوْضِع الحَلْقِ منها . وجَمع حَلْقِ الرَجُلِ : أَحلاقٌ في القليل وحلوق وحلق في الكثيرِ والأَخِيرةُ عَزِيزَةٌ قال الشاعر :
إن الذين يسوغ في أحلاقِهم ... زادٌ يمرُّ عليهِمُ لَلِئام وأَنشدَه المبَرَدُ : في أَعْناقِهم فرَدَّ ذلِكَ عليه عَليّ بنُ حمْزَةَ : وأَنشَد الفارِسِيُّ
" حَتى إذا ابْتَلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيَ : حَلَقَ الرَجُلُ كضرَبَ : إِذا أَوْجَعَ وحلِقَ كفرِحَ : إِذا وَجِعَ وقال غَيْرُه : شَكَى حَلْقَه . وحلوق الآنيةِ والحِياضِ : مجارِيها والحُلُق بضَمَّتَيْنِ : الأهوِيَةُ بين السماء والأَرْضِ واحِدها حالِقٌ . وفَلاةٌ مُحَلِّقٌ كمُحَدِّث : لا ماءَ بِها قال الزَّفَيانُ :
" ودُونَ مَرْآها فَلاةٌ خَيفَق
" نائِى المِياهِ ناضِبٌ مُحَلّقُ وهوَى من حالِقٍ : هَلَكَ وهو مَجازٌ . وجَمعُ المُحلِّقِ من البُسرِ : مَحالِيقُ . والحلاقُ بالكَسْرِ : جمحُ حلِيق للشَّعرِ المَحْلوق وجَمْع حَلقَةِ القَوْم أَيضاً . وكَشّدادِ : الحالِقُ . والحَلَقَةُ محرَّكَةً : الضرُوعُ المُرْتَفِعةُ جمعُ حالِقٍ يُقال : ضَرْع حالِقٌ : إِذا كان ضَخْماً يَحْلِقُ شَعرَ الفَخِذَيْنِ من ضِخَمه . وقالُوا : بَيْنَهُمِ احْلِقي وقومِي أَي : بَيْنَهُم بَلاءٌ وشِدةٌ قال :
" يَوْمُ أَدِيم بَقةَ الشَرِيم
" أَفْضَلُ من يَوْم احْلِقِي وقُومِي وامرأَةٌ حَلْقَى عَقرَى : مَشْؤُومَة مُؤْذِيَة نقلَهُ الأزْهَرِي . ويُقال : لا تفْعَلْ ذلك أمُّكَ حالِق أَي : أَثْكَلَ اللهُ أمكَ بكَ حَتَّى تَحْلِقَ شَعرها . وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ : كالحَلْقَةِ المُفْرَغَةِ يُضرَبُ مَثَلاً للقَوْم إِذا كانُوا مُؤْتَلفِينَ الكلمةَ والأيدِيَ . وحَلَّقَه حَلْقَةً : ألْبَسَها إِيّاه . وحَلقَ بإِصْبَعِه : أدارَهَا كالحَلْقَةِ . وحَلقَ ببَصَرِه إِلى السّماء : رفَعَهُ . وحَلَّقَ حَلقَةً : أَدارَ دائِرَةً . وسكِّينٌ حالقِ وحاذِقٌ أَي : حَدِيدٌ وهو مجاز . وناقَةٌ حالِق : حافِل والجمعُ : حَوالقِ وحُلَّقٌ ومنه قول الخطَيْئةِ :
" لَها حُلَّقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ وقالَ النَّضْرُ : الحالِقُ من الإِبِلِ : الشَّدِيدَةُ الحَفْلِ العَظِيمَةُ الضرَّةِ وإِبِلٌ محَلَّقَةٌ : كثيرةُ اللَّبَنِ ويرْوى قول الحُطيْئةِ :
" مُحَلَّقَةٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ والحالِقُ : الضامِرُ . والحالِقُ : السرِيعُ الخَفِيفُ . وحَلَقَ الشَّيء يَحْلِقه حَلْقاً : قَشَرَه . ويُقال : وَقَعَت فِيهم حالِقَة لا تَدَعُ شَيْئاً إِلا أَهْلَكَتْه وهي السَّنَة المُجْدِبَةُ وهو مَجازٌ . وحُلِّقَ على اسم فُلانٍ أَي : أُبْطِل رِزْقُه وهو مَجازٌ . وأعْطِىَ فُلانٌ الحِلْقَ : إِذا أمِّرَ . والحُروفُ الحَلْقِيَّةُ سِتَّةٌ : الهَمْزَةُ والهاءُ ولهُما أَقْصَى الحَلْقِ والعَيْنُ والحاءُ المُهْمَلَتَانِ ولَهُما أَوْسَطُ الحَلْق والغَيْنُ والخاءُ المُعْجَمَتانِ ولَهُما أَدْنَى الحَلْقِ . ومِحْلَقٌ كمِنْبَرٍ : اسمُ رَجُلٍ وأَنْشَدَ اللّيْثُ :
أَحَقّاً عبادَ اللّهِ جُرْأَةُ مِحْلَقٍ ... عَلَىَّ وقَدْ أَعْيَيْتُ عاداً وتُبَّعَا ؟ والحَوْلَقَةُ : قَوْلُ الإِنْسانِ : لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاّ باللهِ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ قالَ ابنُ بَرِّي : أَنْشَدَ ابنُ الأنْبارِيِّ شاهِداً عليه :
فِداكَ من الأَقْوام كُل مُبَخَّلٍ ... يُحَوْلِقُ إِمّا سالهُ العُرْفَ سائِلُ قالَ ابنُ الأَثِير : هكذا أَوْرَدَها الجَوهرِيُّ بتَقْدِيم الّلام على القافِ وغيرُه يَقُول : الحَوْقَلَةُ بتَقْدِيم القافِ على الّلامَ وسَيَأْتِي . ومن كُناهُم : أَبو حُلَيْقَة مُصَغَّراً منهم : المُهَلَّبُ بنُ أبِي حُلَيْقَةَ الطَّبِيبُ مِصْرِي مشهورٌ . وحَلْقُ الجَرَّةِ : موضِعٌ خارِجَ مِصْر
الطَّرْفُ : العَيْنُ لا يُجْمَعُ ؛ لأَنَّه في الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً ويكونُ الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً ويكونُ جماعةً قال الله تعالى : " لا يَرْتَدُّ إِلَيْهمُ طَرْفُهُم " كما في الصِّحاح . أَو هو : اسمٌ جامِعٌ للبَصَرِ قاله ابنُ عَبَّادٍ وزاد الزَّمَخْشَرِيُّ : لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ لأَنَّه مصدَرٌ ولو جُمِعَ لم يُسْمَعْ في جَمْعِهِ أَطْراف وقالَ شيخُنا - عندَ قولِه : لا يُجْمَع - : قلتُ : ظاهِرُه بلْ صَرِيحُه - أَنَّهُ لا يَجُوزُ جَمْعُه ولَيْسَ كذلك بل مُرادُهمُ أَنَّه لا يُجْمَعُ وُجوباً كما في حاشيةِ البَغْدادِيِّ على شرح بانَتْ سُعاد وبعد خُرُوجه عن المَصْدَرِيَّةِ وصَيْرُورَتِه اسماً من الأَسْماءِ لا يُعْتَبَرُ حُكْمُ المَصْدَرِيَّةِ ولاسِيَّما ولم يَقْصِدْ به الوَصْفَ بل جَعَله اسْماً كما هو ظاهِرٌ وقيل : أَطْرافٌ ويَرُدُّ ذلك قولُه تَعالى : " فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ " ولم يَقُل : الأَطْراف وَروَى القُتَيْبِيُّ في حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ قالت لعائِشَةَ رضي الله عنهُما : حُمادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ قال : هو جمع طَرْفِ العَيْن أَرادَتْ غَضَّ البَصَرِ وقد رُدَّ ذلك أَيضاً قال الزَّمخْشَرِيُّ : ولا أَكادُ أَشُكُّ في أَنَّه تَصْحِيفٌ والصَّوابُ : غَضُّ الإِطْراقِ أَي : يَغْضُضْنَ من أَبصارِهِنَّ مُطْرِقاتٍ رامياتٍ بأَبْصارِهِنَّ إِلى الأَرْضِ . وقال الرّاغِبُ : الطَّرْفُ : تَحْرِيكُ الجَفْنِ وعُبِّرَ به عن النَّظَر ؛ إِذْ كانَ تحريكُ الجَفْنِ يُلازمُه النَّظَرُ وفي العُبابِ : قولُه تعالى : " قَبْلَ أَنْ يرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ " قالَ الفَرّاءُ : معناهُ قبلَ أَنْ يَأْتِيكَ الشيءُ من مَدِّ بَصَرِكَ وقيلَ : بمِقْدارِ ما تَفْتَحُ عينَكَ ثم تَطْرِفُ وقيل : بمِقْدارِ ما يَبْلُغُ البالِغُ إِلى نهايَةِ نَظَرِكَ . والطَّرْفُ أَيْضاً : كَوْكَبانِ يُقْدُمانِ الجَبْهَةَ سُمِّيا بذلك لأَنَّهُما عَيْنا الأَسدِ يَنْزِلُهُما القَمَرُ نقله الجوهريُّ . والطَّرْفُ : اللَّطْمُ باليَدِ على طَرفِ العَيْنِ ثم نُقِلَ إلى الضَّرْبِ عَلَى الرَّأْسِ . والطَّرْفُ : الرَّجُلُ الكَرِيمُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ . والطَّرْفُ : مُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ ومُقْتَضَى سِياقِ ابنِ سِيدَه أَنَّه الطَّرَفُ مُحَرَّكَةً فليُنْظَرْ . وبَنُو طَرْفٍ : قومٌ باليَمَنِ لهم بَقِيَّةٌ الآن . والطَّرْفُ بالكَسْرِ : الخِرْقُ الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ مِنّا يريدُ الآباءَ والأُمَّهاتِ وهو مجازٌ . وقوله : مِنّا أي من بَنِي آدَمَ واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الكَرِيمِ ولم يُقَيِّد بالطَّرَفَيْنِ وقالَ : من الفِتْيانِ زادَ في اللِّسانِ : ومن الرِّجالِ ج : أَطْرافٌ وأَنْشدَ ابنُ الأَعْرابيّ لابنِ أَحْمَرَ :
عَلَيْهِنَّ أَطْرافٌ من القَوْمِ لم يَكُنْ ... طَعامُهُمْ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرَا يَعْنِي العَدَسَ وزُغْمَةُ : اسمُ مَوْضِع . والطِّرْفُ أَيضاً : الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ من غَيْرِنا وحِينَئِذٍ ج : طُرُوفٌ لا غيرُ . والطِّرْفُ أَيضاً : الكَرِيمُ من الخَيْلِ العَتِيقُ قال الرّاغِبُ : وهو الَّذي يُطْرِفُ من حُسْنِه فالطِّرْفُ في الأَصْلِ هو المَطْرُوفُ أَي : المَنْظُورُ كالنِّقْضِ بمعنى المَنْقُوضِ وبهذا النَّظَرِ قِيلَ له : هو قَيْدُ النَّواظِر فيما يَحْسُنُ حَتَّى يَثْبُتَ عليه النَّظَرُ وهو مَجازٌ . أَو الطِّرْفُ : هو الكَرِيمُ الأَطْرافِ من الآباءِ والأُمَّهاتِ وهذا قولُ اللَّيْثِ . أَو هو نَعْتٌ للذُّكورِ خاصَّةً قاله أَبو زَيْدٍ ج : طُرُوفٌ وأَطْرافٌ قال كعبُ بن مالِكٍ الأَنْصارِيُّ :
نُخَبِّرُهُمْ بأَنّا قَدْ جَنَبْنَا ... عِتاقَ الخَيْلِ والبُخْتَ الطُّرُوفَا أَو هو المُسْتَطْرَفُ الذي ليسَ من نِتاجِ صاحِبِه نَقَلَه اللَّيْثُ وهي بهاءٍ قالَ العَجّاجُ :
" وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجَا
" جَرْداءَ مِسْحاجٍ تُبارِي مِسْحَجَاوقالَ اللَّيْثُ : وقد يَصِفُونَ بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النَّجِيبَ والنَّجِيبَةَ على غير استعمالٍ في الكَلامِ وقالَ الكِسائِيُّ : فَرَسٌ طِرْفَةٌ بالهاءِ للأُنْثَى : صارِمَةٌ وهي الشَّدِيدَةُ . والطِّرْفُ أَيضاً : ما كانَ في أَكْمامِهِ من النَّباتِ قالَه ابنُ عَبّادٍ . والطِّرْفُ أَيضاً : الحَدِيثُ المُسْتفادُ من المالِ ويُضَمُّ كالطّارِفِ والطَّرِيفِ والمُطرِفِ الأَخيرُ كمُحْسِنٍ وهو خلافُ التّالِدِ والتَّلِيدِ . ويَقُولونَ : مالَه طارِفٌ ولا تالِدٌ ولا طَرِيفٌ ولا تَلِيدٌ فالطّارِفُ والطَّرِيفُ : ما استَحْدَثْتَ من المالِ واسْتَطْرَقْتَه والتّالِدُ والتَّلِيدُ : ما وَرِثْتَه من الآباءِ قَدِيماً . والطِّرْفُ أَيْضاً : الرَّجُلُ لا يَثْبُتُ على صُحْبَةِ أَحَدٍ ؛ لمَلَلهِ . وفي الصِّحاحِ : رَجلٌ طِرْفٌ : لا يَثْبُتُ على امْرَأَةٍ ولا صاحبٍ غير أَنَّه ضَبَطَه ككَتِفٍ وهو القِياسُ ومثلُه في العُبابِ . والطِّرْفُ أَيضاً : الجَمَلُ يَنْتَقِلُ مِنْ مَرْعىً إِلى مَرْعىً لا يَثْبُت على رِعْيٍ واحدٍ وهذا أَيضاً الصَّوابُ فيه الطَّرِفُ ككَتِفٍ . ورَجُلٌ طِرْفٌ في نَسَبِه بالكَسْرِ : أَي حَدِيثُ الشَّرَفِ لا قَدِيمُه كأَنَّه مُخَفَّفٌ من طرِفٍ كَكَتِفٍ . والطِّرْفُ أَيضاً : الرَّغِيبُ العَيءنِ الذِي لا يَرَى شَيْئاً إِلا أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَه . ويُقالُ : امْرَأَةٌ طِرْفُ الحَدِيثِ بالكسرِ . أَي : حَسَنَتْه يَسْتَطْرِفُه كلُّ مَنْ سَمِعَه . والطُّرْفُ بالضمِّ : جَمْعُ طِرافٍ وطَرِيفٍ ككِتابٍ وأَمِيرٍ وهما بمعنَى المالِ المُسْتَحْدَثِ وذَكَر طِرافاً هُنا ولم يذْكُرُه مع نظائِرِه التي تَقَدَّمَتْ وهو قُصُورٌ لا يَخْفَى وسَنُورِدُهُ في المُسْتَدْرَكاتِ . والطَّرْفَةُ بالفتحِ : نَجْمٌ . وفي الصِّحاحِ : الطَّرْفَةُ : نُقْطَةٌ حَمْراءُ من الدَّمِ تَحْدُثُ في العَيْنِ مِنْ ضَرْبَةٍ وغَيْرِها وقد ذَكَرَ لها الأَطِبَّاءُ أَسْباباً وأَدْويَةً . وسِمَةٌ لا أَطْرَافَ لها إِنّما هِي هِيَ خَطٌّ . والطَّرْفاءُ : شَجَرٌ وهي أَرْبَعَةُ أَصنافٍ منها : الأَثلُ وقالَ أَبو حَنيفَةَ : الطَّرْفاءُ من العِضاهِ وهُدْبه مثلُ هُدْبِ الأَثْلِ وليسَ له خَشَبٌ وإِنّما يُخْرِجُ عِصِيّاً سَمْحَةً في السَّماءِ وقد تَتَحَمَّضُ به الإِبلُ إِذا لم تضجِدْ حَمْضاً غَيْرَه قال : وقالَ أَبو عَمْروٍ : الطَّرْفاءُ : من الحَمْضِ الواحِدَةُ طَرْفاءَةٌ وَطَرَفَةُ مُحَرَّكَةً قال سِيبَوَيْهِ : الطَّرْفاءُ واحِدٌ وجَمِيعٌ والطَّرْفاءُ : اسمٌ للجَمْعِ وقِيلَ : واحِدَتُها طَرْفاءَةٌ وفي المُحْكَم : الطَّرَفَةُ : شَجَرَةٌ وهي الطَّرَفُ والطَّرْفاءُ : جَماعَةُ الطَّرَفَةِ وقالَ ابنُ جِنِّي : من قالَ : طَرْفاءُ فالهَمْزةُ عندَه للتّأْنِيثِ ومن قالَ طَرْفاءَةٌ فالتاءُ عندَه للتَّأْنِيثِ ومن قالَ طَرْفاءَةٌ فالتاءُ عندَه للتَّأْنيثِ وأَما الهَمْزَةُ على قولِه فزائِدَةٌ لغيرِ التَّأْنيثِ . قالَ أَبو عمْروٍ : وبِها لُقِّبَ طَرَفَةُ ابنُ العَبْدِ بنِ سُفْيانَ بنِ سَعْدِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَة الحَصْنِ واسْمُه عَمْروٌ وهكَذا صَرَّح به الجَوْهَرِيُّ أَيضاً أَو لُقِّبَ بقَوْلِه :
لا تُعْجِلاَ بالبُكاءِ اليَوْمَ مُطَّرِفاً ... ولا أَمِيرَيْكُما بالدّارِ إِذْ وَقَفَاكما في العُبابِ . وفي الشُّعراءِ طَرَفَةُ الخُزَيْمِي هكذا في النُّسَخِ وفي العُبابِ الخُزَمِيّ مِن بَنِي خُزَيْمَةَ بنِ رَوَاحَةَ بنِ قُطَيْعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ بَغِيضٍ . وطَرَفَةُ العامِرِيُّ من بَنِي عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ . وطَرَفَةُ بنُ أَلاءَةَ بنِ نَضْلَةَ الفَلَتانِ بنِ المُنْذِرِ بنِ سَلْمَى بنِ جَنْدَلِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ الدَّارِمِيُّ . وطَرَفَةُ بنُ عَرْفَجَةَ بنِ أَسْعَدَ بنِ كَرِب التَّيْمِيُّ الصَّحابِيُّ رضِيَ الله عنه وهو الَّذي أُصِيبَ أَنْفُهُ يومَ الكُلابِ فاتَّخَذَها من وَرِقٍ فأَنْتَنَ فرُخِّصَ له في الذَّهَبِ . وقِيلَ : الّذي أُصِيب أَنْفُه هو والِدُه عَرْفَجَةُ وفيه خِلافٌ تَفَرَّدَ عنه حَفِيدُه عبدُ الرَّحْمنِ بنُ طَرَفَة بنِ عَرْفَجَةَ . ومَسْجِدُ طَرَفَةَ بقُرْطُبَةَ : م معروفٌ وإِليه نُسِبَ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن مُطَرِّفٍ الطَّرَفِيُّ الكِنانِيُّ إِمامُ هذا المَسْجِدِ أَخَذَ عن مَكِّيٍّ واختَصَر تفسيرَ ابنِ جَرِيرٍ قالَهُ الحافِظُ . وتَمِيمُ بنُ طَرَفَةَك مُحَدِّثٌ . وامْرأَةٌ مَطْرُوفَةٌ بالرِّجالِ : إِذا طَمَحَتْ عَيْنُها إِليهِمْ وتَصْرِفُ بَصَرَها عن بَعْلِها إِلى سِواه فلا خَيْرَ فيها وهو مَجازٌ قال الحُطَيْئَةُ :
وما كُنْتُ مثلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه ... بَغَى الوُدَّ من مَطْرُوفَةِ العَيْنِ طامِحِ وقال طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ :
" إِذا نَحْنُ قُلْنَا : أَسْمِعِينَا انْبَرَتْ لَناعَلَى رِسْلِها مَطْرُوفَةً لَمْ تَشَدَّدِ وقيلَ : امرأَةٌ مَطْرُوقَةٌ : تَطْرِفُ الرِّجالَ أَي : لا تَثْبُتُ على واحدٍ وُضِع المفعولُ فيه موضِعَ الفاعِلِ وقال الأَزْهَريُّ : هذا التَّفْسِيرُ مخالِفٌ لأَصْلِ الكَلِمَةِ والمَطْرُوفَةِ من النِّساءِ : التي قد طَرَفَها حُبُّ الرِّجالِ أَي : أَصابَ طَرْفَها فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكلِّ من أَشْرَفَ لها ولا تَغُصُّ طَرْفَها كأَنَّما أَصابَ طَرْفَها طُرْفَةٌ أَو عُودٌ ولذلك سُمِّيَتْ مطْرُوقَةً أَو المَعْنَى : كأَنَّ عَيْنَها طُرِفَتْ فهي ساكِنَةٌ وقالَ أَبو عَمْروٍ : يُقال : هي مَطْرُوفَةُ العَيْنِ بهم : إِذا كانَتْ لا تَنْظُرُ إِلاّ إِلَيْهِم وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ : مَطرُوفَةٌ : مُنْكَسِرَةُ العينِ كأَنَّها طُرِفَتْ عن كُلِّ شيءٍ تَنْظُرُ إِليه وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
ومَطْرُوفَةِ العَيْنَيْنِ خَفّاقَةِ الحَشَى ... مُنَعَّمَةٍ كالرِّيمِ طابَتْ فطُلَّتِ ومَطْرُوفٌ : عَلَمٌ من أَعلامِ الأَناسِيِّ . ويُقال : جاءَ بطارِفَةِ عَيْن إِذا جاءَ بمالٍ كَثِيرٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وكذلك جاءَ بعائِرَةٍ وهو مجازٌ . وقولُهم : هو بمكانٍ لا تَراهُ الطّوارِفُ : أَي العُيُونُ جمع طارِفَةٍ . والطَّوارِفُ من السِّباعِ : التي يَسْتَلِبُ الصَّيْدَ قال ذو الرُّمَّةِ يصِفُ غَزالاً :
تَنْفِي الطَّوارِفَ عَنْه دِعْصَتَا بَقَرٍ ... أَو يافعٌ من فِرِنْدادَيْنِ مَلْمومُ والطَّوارِفُ من الخِباءِ : ما رَفَعْت من جَوانِبِه ونَواحِيهِ للنَّظَرِ إِلى خارِجٍ وقيلَ : هي حَلَقٌ مركَّبَةٌ في الرُّفُوفِ وفيها حِبالٌ تُشَدُّ بها إِلى الأَوْتادِ . وَطَرَفَه عنه يَطْرِفُه : إِذا صَرَفه ورَدَّه ومنه قَوْلُ عُمَرَ بنِ أَبي رَبيعَةَ :
إِنَّكَ واللهِ لذُو مَلَّةٍ ... يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عن الأَبْعَدِ يقولُ : يَصْرِفُ بَصَرَكَ عنه أَي تَسْتَطْرِفُ الجديدَ وتَنْسَى القَدِيمَ كذا في الصِّحاحِ قالَ ابنُ برِّيٍّ : والصوابُ في إِنشادِه :
" يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عن الأَقْدَمِ قالَ : وبَعْدَه :
قلتُ لَها : بَلْ أَنْتَ مُعْتَلَّةٌ ... في الوَصْلِ يا هِنْدُ لكَيْ تَصْرِمِيوفي حَديثِ نَظَر الفَجْأَةِ : وقال : اطرِفْ بَصَرَكَ أَي اصْرِفْه عَمّا وَقَعَ عليه وامتَدَّ إِليه ويُرْوَى بالقاف . وطَرَفَ بَصَرَهُ يَطْرِفُه طَرْفاً : إِذا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَيْهِ على الآخَرِ كما في الصِّحاح . أَو طَرَفَ بعَيْنِه : حَرَّكَ جَفْنَيْها وفي المُحْكمِ : طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً : لَحَظَ وقِيلَ : حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَرَ . والطَّرْفُ : تَحْرِيكُ الجُفُونِ في النَّظَرِ يقال : شَخَصَ بَصَرُه فما يَطْرِفُ المَرَّةُ الواحِدَةُ منه طَرْفَةٌ يُقال : أَسْرَعُ من طَرْفَةِ عَيْنٍ وما يُفارِقُنِي طَرْفَةَ عِيْن . وطَرَفَ عَيْنَه يَطْرِفُها طَرْفاً : أصابَها بشَيْءٍ كثَوْبٍ أَو غَيْرِه فَدمَعَتْ وقد طُرِفَتْ كعُنِيَ أَصابَتْها طَرْفَةٌ وطَرَفَها الحُزْنُ والبكاءُ . وقال الأَصْمَعِيُّ : طُرِفَتْ عينُه فهي مَطْرثوفَةٌ تُطْرَفُ طَرْفاً : إِذا حرَّكَتْ جُفُونَها بالنَّظَرِ والاسْمُ الطُّرْقَةُ بالضمِّ . ويُقال : ما بَقِيَتْ منهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ : أَي ماتُوا وقُتِلُوا كما في العُبابِ وهو مجازٌ . والطُّرْفَةُ بالضمِّ : الاسمُ من الطَّرِيفِ والمُطْرِفِ والطّارِفِ للمالِ المُسْتَحْدَثِ وقد تَقَدَّمَ ذكرُه فإِعادَتُه ثانياً تَكْرارٌ لا يَخْفَى . والطَّرِيفُ كأَمِيرٍ : ضِدُّ القُعْدُدِ وفي الصِّحاح : الطَّرِيفُ في النَسبِ : الكَثِيرُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبرِ وهو نَقِيضٌ القُعْدُد وفي المُحْكَمِ : رجُلٌ طَرِفٌ وطَرِيفٌ : كثيرُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ ليس بذِي قُعْدُدٍ وقد طَرُفَ كَكَرُمَ فيهِما طَرَافَةً قال الجَوْهَرِيُّ : وقد يُمْدَحُ به وقالَ ابنُ الأَعرابِي : وهو عِنْدَهُم أَشْرَفُ من القُعْدُدِ وقال الأَصمعِيُّ : فلانٌ طَرِيفُ النَّسَبِ والطَّرافَةُ فيه بَيِّنَةٌ وذلك إِذا كانَ كَثِيرَ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكبرِ . والطَّرِيفُ : الغَرِيبُ المُلَوَّنُ من الثَّمَرِ وغيرِه مما يُسْتَطْرَفُ به عن ابنِ الأَعرابِيِّ . وأَبُو تَمِيمَةَ . طَرِيفٌ - كأَمِير - ابنُ مُجالِدٍ الهُجَيْمِيُّ وقولُه : كأَمِيرٍ مُسْتَدْرَكٌ تابِعِيٌّ عن أَهْلِ البَصْرةِ يَرْوِي عن أَبي مُوسَى وأَبي هُرَيْرَةَ رَوَى عنه حَكِيمٌ الأَثْرَمُ مات سنة 95 وقيلَ : سنة 97 وُثِّقَ أَوْرَدَه ابنُ حِبّانَ هكذا في كِتابِ الثِّقاتِ أَو صَحابِيٍ نَقَلَهُ الصاغانِيُّ في العُبابِ واقْتَصَر عليه ولم أَجِدْ مَن ذَكَرَه في مَعاجِمِ الصَّحابَةِ غيرَه فانْظُرْه . وطَرِيفُ بنُ تَمِيمٍ العَنْبَرِيُّ : شاعِرٌ نقَلَه الصاغانِيُّ . وطَريفُ بنُ سُلَيْمانَ ويقال : ابنُ سَعْد ويقال : طَرِيفٌ الأَشَلُّ أَبو سُفْيانَ السَّعْدِيُّ يختَلِفُون في صِفاتِه قالَ الدارَقُطْنِيُّ : ضَعِيفٌ وقال أَحْمَدُ ويَحْيَى : ليس بشَيْءٍ وقال النَّسائِيُّ : مَتْروكُ الحَديثِ وقال ابنُ حِبّان : مُتَّهَمٌ في الأَخْبارِ يَرْوِي عن الثِّقاتِ ما لا يُشْبِهُ حَديثَ الأَثْباتِ وقد رَوَى عن الحَسَنِ وأَبي نَضْرَةَ هكَذا ذكره الذَّهَبِيُّ في الدِّيوانِ وابنُ الجَوْزِيّ في الضُّعَفاءِ ونبَّه عليه أَبو الخَطّابِ بنُ دِحْيَةَ في كتابِه العَلَم المَشْهُور . وقد بَقِيَ على المُصَنَّفِ أَمْرانِ :أوّلاً : فإِنه اقْتَصَر على طَرِيفِ بنِ مُجالِدٍ في التابِعِينَ وتَرَكَ غيرَه مع أَنَّ في المُوَثَّقِينَ منهم جَماعة ذَكَرَهم ابنُ حِبّان وغيرُه منهم : طَرِيفُ بنُ يَزيدَ الحَنَفِيُّ عن أَبي مُوسَى وطَرِيفٌ العَكِّيُّ عن عليٍّ وطَرِيفٌ البزّارُ عن أَبي هُرَيْرَةَ وطَرِيفٌ يَرْوِي عن ابنِ عَباتٍ ومن أَتْباع التابِعِينَ : محمَّدُ بنُ طَرِيف وأَخُوه مُوسَى رَوَيَا عن أَبيهِما عن عَلِيٍّ . وثانِياً : فإِنه اقْتَصَر في ذِكْرِ الضُّعَفَاءِ على واحِدٍ وفي الضُّعَفاءِ والمَجاهِيلِ مَن اسمُه طَرِيفٌ عِدَّةٌ منهم : طَريفُ بنُ سُلَيْمانَ أَبو عاتِكَةَ عن أَنَسٍ وطَريفُ بن زَيْدٍ الحَرّانِيّ عن ابنِ جُرَيْحٍ وطَرِيْفُ بنُ عبدِ الله المَوصِلي وطَريفُ بنُ عِيسَى الجَزَرِي وطَرِيفُ بنُ يَزيدَ وطَرِيفٌ الكُوفِيُّ وغيرُهم ممَّنْ ذَكَرَهم الذَّهَبِي وابنُ الجَوْزِيّ فَتَأَمَّلْ . والطَّرِيفَةُ من النَّصِيِّ كسَفِينَةٍ : إِذا ابْيَضَّ ويَبِسَ أَو هو مِنْهُ إِذا اعْتَمَّ وتَمَّ وكذلِك من الصِّلِّيَانِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابْنِ السِّكِّيتِ . وقال غيرُه : الطَّريفَةُ من النَّباتِ : أَوّلُ الشيءِ يَسْتَطْرِفُهُ المالُ فيَرْعاهُ كائِناً ما كانَ وسُمِّيَتْ طَريفَةً ؛ لأَنَّ المالَ يَطَّرِفُه إِذا لم يَجِدْ بَقْلاً وقِيلَ : لكَرَمِها وطَرافَتِها واسْتِطْرافِ المالِ إِيّاها . وأُطْرِفَت الأَرْضُ : كَثُرَتْ طَريفَتُها . وأَرْضٌ مَطْرُوفَةٌ : كَثِيرَتُها وقالَ أَبو زِيادٍ : الطَّرِيفَةُ : خيرُ الكَلإِ إِلاّ ما كانَ من العُشْبِ قال : ومن الطَّرِيفَةِ : النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ والعَنْكَثُ والهَلْتَى والسَّحَم والثَّغَامُ فهذه الطَّرِيفَةُ قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ في فاضِلِ المَرْعَى يَصِفُ ناقَةً :
تأَبَّدَتْ حائِلاً في الشَّوْلِ واطَّرَدَتْ ... من الطَّرائفِ في أَوْطانِها لُمَعَا وطُرَيْفَةُ كجُهَيْنَةَ : ماءَةٌ بأَسْفَلِ أَرْمامٍ لبنِي جَذِيمَةَ كذا في العُبابِ . قلتُ : وهي نُقَرٌ يُسْتَعْذَبُ لها الماءُ ليَوْمَيْنِ أَو ثَلاثَةِ من أَرْمامٍ وقيلَ : هي لبَنِي خالِد بنِ نَضْلَةَ بنِ جَحْوانَ بن فَقْعَسٍ قالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ :
وكُنتُ حَسِبْتُ طِيبَ تُرابِ نَجْدٍ ... وَعَيْشاً بالطُّرَيْفَةِ لَنْ يَزُولا وطُرَيْفَةُ بنُ حاجزٍ قيل : إِنَّه صَحابيٌّ كتَبَ إِليه أَبو بكر في قتْلِ الفُجاءَةِ السُّلَمِيِّ وقد غَلِطَ فيه بعضُ المُحَدِّثِين فجَعَلَه طريفَةَ بنتَ حاجزٍ وقال : إِنها تابعيَّةٌ لم تَرْوِ ورَدَّ عليه الحافظ فقال : إِنَّما هو رَجُلٌ مُخَضْرَمٌ من هَوازنَ ذكره سَيْفٌ في الفتوح . وطُرَيْفٌ كزُبَيْرٍ : ع بالبَحْرَيْنِ كانت فيه وَقْعَةٌ . وطُرَيْفٌ : اسْم رجُل وإِليه نُسِبَت الطُّرَيْفِيّات من الخَيْلِ المَنْسُوبَةِ . وطِرْيَف كحِذْيَمٍ : ع باليَمَنِ كما في المُعْجَم . والطَّرائِفُ : بلادٌ قَرِيبَةٌ من أَعْلامِ صُبْحٍ وهي جِبالٌ مُتَناوِحَةٌ كما في العُبابِ وهي لبَنِي فَزارَةَ . والطَّرَفُ مُحَرَّكَةً : الناحِيةُ من النَّواحِي ويُسْتَعْمَلُ في الأَجْسامِ والأَوْقاتِ وغيرِها قاله الراغِبُ . وأَيضاً : طائِفَةٌ من الشَّيءِ نقَله الجَوْهَرِيُّ . وأَيضاً : الرَّجُلُ الكَرِيمُ الرَّئِيسُ والأَطْرافُ الجَمْعُ من ذلِك فمن الأَوَّلِ قولُه عزَّ وجَلَّ : " لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِن الذِينَ كَفَرُوا " أَي : قِطْعَةً وفي الحديثِ : أَطْرافُ النَّهارِ : ساعاتُه وقالَ أَبُو العَباسِ : أَرادَ : طَرَفَيْهِ فجَمَع ومن الثاني قَوْلُ الفَرَزْدَقُ :
واسْأَلْ بِنا وبِكُم إِذا وَرَدَتْ مِنىً ... أَطْرافُ كُلِّ قبِيلَةِ مَنْ يَمْنَعُ ؟والأَطْرافُ مِنَ البَدَنِ : اليَدانِ والرِّجْلانِ والرَّأْسُ وفي اللِّسانِ : الطَّرَفُ : الشَّواةُ والجَمْعُ أَطْرافٌ . ومن المجازِ : أَطْرافُ الأَرْضِ : أَشْرافُها وعُلَماؤُها وبه فُسِّرَ قولُه تَعالَى : " أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُها من أَطْرافِهَا " مَعْناه موتُ عُلَمائِها وقِيلَ : موتُ أَهْلِها ونَقْصُ ثِمارِها وقالَ ابنُ عَرَفَةَ : من أَطْرافِها : أَي نَفْتَحُ ما حولَ مكَّةَ عَلَى النَّبِيِّ صلَى اللهُ عليهِ وسلَّم وقالَ الأَزْهَرِيّ : أَطْرافُ الأَرْضِ : نَواحِيها ونَقْصُها من أَطْرافِها : مَوْتُ عُلَمائِها فهو من غَيْرِ هذا قال : والتفْسِيرُ على القَوْلِ الأَوَّلِ . والأَطْرافُ مِنْكَ : أَبَواكَ وإِخْوَتُكَ وأَعْمامُكَ وكُلُّ قَريبٍ لك مَحْرَمٍ كما في الصِّحاحِ وأَنْشَدَ أِبو زَيْدٍ لعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ :
وكَيْفَ بأَطْرافِي إِذا ما شَتَمْتَنِي ... وما بَعْدَ شَتْمِ الوَالِدَيْنِ صُلُوحُ هكذا فَسَّر أَبو زَيْدٍ الأَطْرافَ وقال غيرُه : جَمَعَهُما أَطرافاً ؛ لأَنه أَرادَ أَبويه ومَن اتَّصَل بهما من ذَوِيهِما
وقال ابنُ الأَعرابي : قولُهم : لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَطْوَلُ : أَي ذَكَرِه ولِسانِه وهو مجازٌ ومنه حديثُ قَبِيصَةُ بنِ جابِرٍ : ما رَأَيْتُ أَقْطَعَ طَرَفَاً مِنْ عَمْرِو بنِ العاصِ يريدُ أَمْضَى لِساناً منه أَو نَسَبِ أَبِيه وأُمِّه في الكَرمِ والمَعْنَى لا يُدْرَى أَيُّ والِدَيْه أَشرَفُ هكذا قاله الفَرّاءُ وقِيلَ : معناه لا يَدْرِي أَيُّ نَصْفَيْهِ أَطْوَلُ ؟ آلطَّرَفُ الأَسْفَلُ أَم الطَّرَفُ الأَعْلَى فالنِّصْفُ الأَسْفَلُ طَرَفٌ والنصفُ الأَعلَى طَرَفٌ والخَصْرُ : ما بَيْنَ مُنْقَطَعِ الضُّلُوعِ إِلى أَطْرافِ الوَرِكَيْنِ وذلك نِصْفُ البَدَنِ والسَوْأَةُ بينهُما كأَنه جاهِلٌ لا يَدْري أَيُّ طَرَفَيْ نَفْسِهِ أَطْوَلُ وقيلَ : الطَّرَفان : الفمُ والاسْتُ أَي : لا يَدْري أَيُّهُما أَعَفُّ . وحَكَى ابنُ السِّكِّيتُ عن أَبي عُبَيْدَةَ قولَهُم : لا يَمْلِكُ طَرَفَيْهِ : أَي فَمَهُ واسْتَهُ إِذا شَرِبَ الدَّواءَ أَو الخَمْرَ فقاءَهُما وسَكِرَ كما في الصِّحاح ومنه قولُ الرّاجِزُ :
" لَوْ لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ
" في صَدْرِه مثلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّْ يَقولُ : إِنَّه لولا أَنّه سَلَحَ وقاءَ لقام في صَدْرِه من الطَّعامِ الَّذي أَكَلَ ما هُو أَغْلَظُ وأَضْخَمُ من قَفَا الكَبْشِ الأَجَمِّ وفي حديثِ طَاوُسَ أَنَّ رَجُلاً واقَعَ الشّرابَ الشَّدِيد فسُقي فضَرِيَ فلقد رأَيْتُه في النِّطَع وما أَدْري أَيُّ طَرَفَيْهِ أَسْرَعُ أَرادَ حَلْقَه ودُبُرَه أَي أَصابَه القَيْءُ والإِسْهالُ فلم أَدْرِ أَيُّهُما أَسْرَعُ خُروجاً من كَثْرَتِهِ . ومن المَجازِ : جاءَ بأَطْرافِ العَذارَى : أَطْرافُ العَذارَى : ضَرْبٌ من العِنَبِ أَبْيَضُ رِقاقٌ يكون بالطّائِفِ يُقال : هذا عُنْقُودٌ من الأَطْرافِ كذا في الأَساس وفِي اللِّسان : أَسْوَدُ طُوالٌ كأَنّه البَلُّوطُ يُشبَّه بأَصابِع العَذارى المُخَضَّبَةِ لطُولِه وعُنْقُودُه نحو الذِّراع . وذُو الطَّرَفَيْنِ : ضَرْبٌ من الحَيّاتِ السُّودِ لها إِبْرَتانِ إِحْداهُما في أَنْفِها والأُخرَى فِي ذَنَبِها يُقال : إِنّها تَضْرِبُ بهما فلا تُطْنِي الأَرْضَ . والطَّرَفاتُ مُحَرَّكَةً : بَنُو عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ الطّائِيِّ قُتلوا بصِفِّينَ مع عَليٍّ كَرّم اللهُ وَجْهَه وهم : طَرِيفٌ كأَمِير وَطَرَفَةُ مُحَرَّكةً ومُطَرِّفٌ كمُحدِّث . قلتُ : وفي بني طَيِّئٍ " طريفُ بنُ مالِك بن جثدْعانَ الذي مَدَحه امرُؤُ القَيْسِ : بَطْنٌ . وابنُ أَخيهِ : طَرِيفُ بنُ عَمْرِو بن ثُمامَةَ بنِ مالِكٍ . وطَرِيفُ بنُ حُيَيٍّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلسِلة وغيرهم . وطَرِفَت كَفرِحَ طَرَفاً : إِذا رَعَتْ أَطْرافَ المَرْعَى ولم تَخْتَلِطْ بالنُّوقِ كتَطَرَّفَتْ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
إِذا طَرِفَتْ في مَرْتَعٍ بَكَراتُها ... أَو اسْتَأْخَرَتْ عنْها الثِّقالُ القَناعسُوالطَّرِفُ ككَتفٍ : ضدُّ القُعْدُدِ وفي الصِّحاحِ : نَقيضُ القُعْدُدِ وفي المُحْكَم : رَجُلٌ طَرِفٌ : كثيرُ الآباءِ إِلى الجدِّ الأَكْبَرِ ليس بذِي قُعْدُد وقد طَرُفَ طَرافَةً والجمعُ : طَرِفُونَ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ في كَثيرِ الآباءِ في الشَّرَفِ للأَعْشَى :
أَمِرُونَ وَلاّدُونَ كُلَّ مُبارَكٍ ... طَرِفُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعدُدِ والطَّرِفُ أَيضاً : مَنْ لا يَثْبُتُ على امْرأَةٍ ولا صاحبٍ نقله الجوهريُّ . والطَّرِفُ أيضاً : ع على ستَّةٍ وثَراثِينَ مِيلاً من المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصلاةِ والسلام قاله الواقِدِيُّ . وناقَةٌ طَرِفَةٌ كفَرِحةٍ : لا تَثْبُتُ على مَرْعىً واحِدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقال الأَصْمَعِيُّ : ناقَةٌ طَرِفَةٌ : إِذا كانت تُطْرِفُ الرياضَ رَوْضَةً بعدَ رَوْضَةٍ . وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : الطَّرِفَةُ من الإِبِلِ : التي تَحاتَّ مُقَدَّمُ فِها هَرَماً كما في العُباب . وفي الحَديثِ : كانَ إِذا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْل بَيْتِه لم تَزَلِ البُرْمَةُ على النارِ ونصُّ اللِّسانِ : لم تُنْزَلِ البُرْمَةُ حتَّى يَأْتِيَ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ : أَي البُرْءِ أَو المَوْتِ أَي حَتى يُفِيقَ من عِلَّتِه أَو يَمُوتَ وإِنَّما جَعَل هذينِ طَرَفَيهِ لأَنَّهُما غايَتَا أَمْرِ العَلِيلِ في عِلَّتِه فالمُرادُ بالطَّرَفِ هنا : غايَةُ الشيءِ ومُنْتَهاه وجانِبُه . والطِّرافُ ككِتابٍ : بيْتٌ من أَدَمٍ ليسَ له كِفاءٌ وهو من بُيوتِ الأَعرابِ ومنه الحَدِيثُ : كانَ عَمْرٌو لمُعاوِيَةَ كالطِّرافِ المُمَدَّك وقالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ :
رَأَيْتُ بنِي غَبْراءَ لا يُنْكِرُونَنِي ... ولا أَهْلُ هذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ والطِّرافُ أَيضاً : ما يُؤْخَذُ من أَطْرافِ الزَّرْعِ نقله ابنُ عبّادٍ . والطِّرافُ أَيضاً : السِّبابُ وهو ما يَتَعاطاه المُحِبُّونَ من المُفاوضَةِ والتَّعْرِيضِ والتَّلْوِيحِ والإِيماءِ دونَ التَّصْرِيحِ وذلك أَحْلَى وأَخَفُّ وأَغْزَلُ وأَنْسبُ من أَنْ يَكونَ مشافَهةً وكشْفاً ومُصارحةً وجَهْراً . ويُقالُ : تَوارَثُوا المَجْدَ طِرافاً : أَي عن شَرَفٍ عن ابنِ عبّادٍ وهو نقيضُ التِّلادِ . وقد أَغْفَلَهُ عند نَظائِرِه . والمِطْرافُ : النّاقَةُ التي لا تَرْعَى مَرْعىً حَتَّى تَسْتَطْرِفَ غيرَه عن الأَصْمَعِيِّ . والمُطْرَفُ كمُكْرَمٍ هكذا في سائِر النُّسَخِ والصوابُ : كمِنْبَرٍ ومُكْرَمٍ كما فِي الصِّحاحِ والعُبابِ واللِّسانِ فالاقْتِصارُ على الضَّمّ قُصورٌ ظاهِرٌ وهو : رِداءٌ مِنْ خَزٍّ مُرَبَّعٌ ذو أَعْلامٍ ج : مَطارِفُ وقالَ الفَرّاء : المِطْرَفُ من الثِّيابِ : الذي جُعلَ في طَرَفَيْه عَلَمانِ والأَصْلُ مُطْرَفٌ بالضم فكَسَرُوا الميمَ ؛ ليكونَ أَخَفَّ كما قالُوا : مِغْزَلٌ وأَصْله مُغْزَل من أُغْزِلَ : أَي أُدِيرَ وكذلك المِصْحَفُ والمِجْسَدُ ونَقَل الجوهريُّ عن الفَرّاءِ ما نَصُّه : أَصْلُه الضمُّ ؛ لأَنَّه في المَعْنَى مَأْخُوذٌ من أُطْرِفَ أَي جُعِلَ في طَرَفَيْهِ العَلَمانِ ولكِنَّهم استَثْقَلوا الضَّمّةَ فَكَسَرُوهُ . قُلتُ : وقد رُوِيَ أَيضاً بفَتْح المِيمِ نقله ابنُ الأَثِيرِ في تفسيرِ حَديثِ : رأَيْتُ على أَبي هُرَيْرَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ فهو إِذاً مُثَلَّثٌ فافْهَمْ ذلك . وطَرّافٌ كشَدّادٍ : عَلَمٌ . ويُقالُ : أَطْرَفَ البَلَدُ : إِذا كثُرَت طَرِيفَتُه وقد مَرَّ ذكرُها . وأَطْرَفَ الرَّجُلُ : طابَقَ بينَ جَفْنَيْهِ عن ابنِ عَبّادٍ . وأَطْرَفَ فُلاناً : أَعْطاهُ ما لَمْ يُعْطِ أَحَدٌ قَبْلَكَ هكذا في سائر النسخِ والصوابُ ما لم يُعْطِهِ أَحَداً قبْلَه كما هو نَصُّ اللِّسان . ويُقال : أَطْرَفْتُ فُلاناً : أَي أَعْطَيْتُه شَيْئاً لم يَمْلِكْ مِثْلَه فأَعْجَبَه . والاسْمُ الطُّرْفَةُ بالضَّمِّ قالَ بعضُ اللُّصُوص بعدَ أَن تاب :
" قُلْ للُّصُوصِ بَني اللَّخْناءِ يَحْتَسِبُوابُرَّ العِراقِ ويَنْسَوْا طُرْفَةَ اليَمَنِومُطْرَفٌ كُمُكْرَمٍ : لَقَبُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِمْرِو بنِ عُثْمانَ بنِ عَفّان لُقِّبَ به لحُسْنِه : وكُنْيَتُه أَبو محمَّدٍ ويُلَقَّبُ أَيضاً بالدِّيابجِ لجَمالِه رَوَى عن أَبيه . ويُقال : فَعَلْتُه فِي مُطَرَّفِ الأَيّامِ كُعَظَّمٍ وفي مُسْتَطْرَفِها أَي : في مُسْتَأْنَفِها نقله الجَوْهريُّ والصاغانيُّ
والمُطَرَّفُ كمُعَظَّمٍ من الخَيْلِ : الأَبْيَضُ الرَّأْسِ والذَّنَبِ وسائِرُ جَسَدِه يُخالِفُ ذلك أَو أَسْوَدُهُما وسائِرُه مُخالِفٌ ذلِك كِلاَ القَولَيْنِ نقلَهما الجَوْهَرِيُّ وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : من الخَيْلِ أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ وهو الذي رَأْسُه أَبيَضُ وكذلِكَ إِذا كانَ ذَنَبُه وَرأْسُه أَبْيَضَيْنِ فهو أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ . والمُطَرَّفَةُ بهاءٍ : الشّاةُ اسْودَّ طَرَفُ ذَنَبِها وسائِرُها أَبْيَضُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو هي البَيْضَاءُ أَطْرافِ الأُذُنَيْنِ وسائِرُها أَسْوَدُ أَو سَوْداؤُهُما وسائِرُها أَبيضُ . وطَرَّفَ فُلانٌ تَطْريفاً : إِذا قاتَلَ حَوْلَ العسْكَرِ ؛ لأَنَّه يَحْمِلُ على طَرَفٍ منهُمْ فَيَرَدُّهُم إلى الجُمْهُور كما فِي الصِّحاح وفي المُحْكَم : قاتَلَ على أَقْصاهُم وناحِيَتهم وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ مُطَرِّفاً وقِيلَ : المُطَرِّفُ : هو الَّذِي يُقاتِلُ أَطْرافَ النّاسِ . وطَرَّفَ البَعِيرُ ذَهَبَتْ سِنُّه هَرَماً . وطَرَّفَ على الإِبِلِ : رَدَّ على أَطْرافِها . وطَرَّفَ الخَيْلَ تَطْرِيفاً : رَدَّ أَوائِلَها على أَواخِرِها وقَوْلُ ساعِدَةَ الهُذَلِيِّ :
مُطَرّفٍ وَسْطَ أُولَى الخَيْل مُعْتَكِرٍ ... كالفَحُل قرْقَر وَسْطَ الهَجْمَةِ القَطِيمِ يُرْوَى بكسْرِ الرّاءِ وبفَتْحِها ومَعْنَى الكَسْرِ : الذي يَرُدُّ أَطْرافَ الخَيْل والقَوْمِ وَروى الجُمحيُّ بفَتْحها أَي مُرَدَّدٌ في الكَرَمِ . وقال المُفَضَّل : التَطْرِيفُ : أَنْ يردَّ الرّجُلُ على أُخْرَيَاتِ أَصْحابِهِ يُقال : طَرَّفَ عَنّا هذا الفارِسُ قال مُتَمِّمٌ رضي الله عنه :
وقَدْ عَلِمَتْ أُولَى المُغِيرَة أَنَّنا ... نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقَصاتِ السَّوابِقا وطَرَّفَت المَرْأَةُ أَصابِعِها بالحِنّاءِ . ومُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مُطَرِّفٍ كمُحَدِّثٍ ابن سُلَيْمانَ بنِ يَسارٍ مولى مَيْمُونَةً الهِلالِيَّة أَبُو مُصْعَبٍ الهِلالِيُّ ثم اليَسارِيُّ المَدَنِيُّ الفَقِيهُ شَيْخُ البُخارِيّ ماتَ سنَةَ عشرينَ ومائتينِ قيلَ : مولدُه سنة سَبْعٍ وثَلاثِينَ ومائة . ومُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ الله بنِ الشِّخِّيرِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْبٍ العامِرِيُّ الحَرَشِيُّ أَبو عبدِ الله البَصْرِيُّ تابِعِيٌّ ثِقَةٌ عابدٌ فاضل يُقالُ : وُلِدَ في حياةِ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسَلّم يَرْوِي عن أَبيهِ وأَبِي هُرَيْرَةَ ومات عُمَرُ وهو ابنُ عِشْرِينَ سَنَةً رَوَى عنه قَتادَةُ وأَبُو التيّاحِ ماتَ بعد طاعونِ الجارِفِ سنة تسعٍ وسِتِّينَ وقِيلَ سبْعٍ وثَمانينَ وكانَ أَكبَر من الحَسَنِ بِعِشْرِينَ سنةً كذا في الثِّقاتِ لابْنِ حبّانَ وفي أَسماءِ رِجالِ الصَّحِيحِ ماتَ سنة خمسٍ وتسْعينَ فانظُره . ومُطرِّفٌ بنُ طَرِيف الكُوفي أَبو بكْرٍ الحارِثِيُّ مات سنَةَ ثلاثٍ وقيل : إِحْدَى وقيل : اثنتين وأَربَعينَ ومِائة . ومثطَرِّفُ بنُ مَعْقِل يَرْوِي عن ثابِتٍ . ومُطَرِّفُ بنُ مازِنٍ أَبو أَيّوُبَ الصَّنْعانيّ الكِنانِي قاضي اليَمَن يروي عن مَعْمَرٍ وابنِ جُرَيْجٍ : مُحَدِّثُون وقد ضُعِّفَ الأَخِيران . وفاتَه من ثِقات التّابِعِين : مُطرِّفُ بنُ عَوْفٍ الَّذي يَرْوِي عن أَبي ذَرّ . ومُطَرِّفُ بنُ مالك الذي رَوَى عنه مُحمّدُ بنُ سيرِينَ . ومُطَرِّفٌ العامِرِيُّ الذي رَوَى عنه سَعيدُ بنُ هِنْد ذكَرَهم ابنُ حِبَّان في الثِّقاتِ . واطَّرَفْتُ الشَّيْءَ كافْتَعَلْتُ : اشْتَرَيْتُه حَدِيثاً يُقال : بَعِيرٌ مُطَّرِفٌ نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشَدَ لذِي الرُّمَّة :
كأَنَّني مِنْ هَوَى خَرْفاءَ مُطَّرَفٌ ... دامِي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْو مَهْيُومُأَرادَ أَنَّه مِنْ هَواها كالبَعِيرِ الذِي اشْتُرِيَ حَدِيثاً فلا يزالُ يَحِنُّ إِلى أُلاّفِهِ قال ابنُ بَرِّيّ : المُطَّرَفُ : الذي اشْتُرِي من بَلَدٍ آخَر فهو يَنْزِعُ إِلى وَطَنِه . واخْتَضَبَت المَرْأَةُ تَطاريفَ : أَي أَطْرافَ أَصابِعها نَقَله الصّاغانيُّ . واسْتَطْرَفَه : عَدَّهُ طَرِيفاً نَقَله الجوهريُّ . واسْتَطْرَفَ الشَّيْءَ : اسْتَحْدَثَه نَقَلَهُ الجوهريُّ أَيضاً : ومنه المالُ المُسْتَطْرَفُ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الطَّرْفُ من العَيْنِ : الجَفْنُ . والطَّرْفُ : إِطْباقُ الجَفْنِ على الجَفْنِ . وطَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً : لَحَظَ وقِيل : حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَر . وطَرَفَه يَطْرِفُه وطَرَّفَه كِلاهُما : إِذا أَصابَ طَرْفَه والاسمُ الطُّرْفَةُ . وعَيْنٌ طَرِيفٌ : مَطْرُوفَةٌ . والطِّرْفُ بالكسرِ من الخَيْلِ : الطَّوِيْلُ القَوائِمِ والعُنُقِ المُطَرَّفُ الأُذُنَيْنِ . وتَطْرِيفُ الأُذُنَيْنِ : تَأْلِيلُهُما وهو دِقَّةُ أَطْرافِهِما . وقالَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ : خيرُ الكَلامِ ما طَرُفَتْ مَعانِيه وشَرُفَت مَبانِيه والتَذَّهُ آذانُ سامِعِيه . وطِرَافٌ : جمعُ طَرِيفٍ كظَرِيفٍ وظِرافٍ أَو طارِفٍ كصاحِبٍ وصِحابٍ أَو لُغَةٌ في الطَّرِيفِ وبكُلٍّ منها فُسِّرَ قولُ الطِّرِمَّاح :
فِدىً لفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ ... وزِمّانَ التِّلادُ معَ الطِّرافِ والوَجْهُ الأَخيرُ أَقيسُ ؛ لاقْتِرانِه بالتِّلادِ . وأَطْرَفَه : أَفادَه المالَ الطّارِفَ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابِيُّ :
تَئِطُّ وتَأْدُوها الإِفالُ مُرِبَّةً ... بأَوْطانِها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائِلِ قالَ : مُطْرَفاتٌ : أُطْرِفُوها غَنِيمةً من غيرهم . ورَجُلٌ مُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ : لا يَثْبُت على أَمْرٍ . وطَرَفَه عَنّا شُغُلٌ : حَبَسَه . وطَرَفَه : إِذا طَرَدَه عن شَمِرٍ . واسْتَطْرَفَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ : اخْتَارَتْه وقيل : اسْتَأْنَفَتْه . والطَّرِيفُ - الذي هو نَقيضُ القُعْدُدِ - يُجْمَعُ على طُرُفٍ بضمَّتَيْنِ وطُرَفٍ بضمٍّ فَفَتْحٍ وطُرّافٍ كرُمَانٍ الأَخيرانِ شاذّانِ ومن الأَوًّلِ قولُ الأَعْشَى :
هُمُ الطُّرُفُ البادُو العَدُوِّ وأَنْتُمُ ... بقُصْوَى ثَلاثٍ تَأْكُلُون الوقائِصَا هكذا فسَّرَهُ ابنُ الأَعرابِيُّ . والإِطْراف : كثرةُ الآباءِ . وقالَ اللِّحْيانِيُّ : هو أَطْرَفُهم : أَي أَبْعَدُهُم من الجَدِّ الأَكْبَرِ . قال ابنُ بَرِّي : والطُّرْفَى - في النَّسَب - : مَأْخُوذٌ من الطَّرَفِ وهو البُعْدُ والقُعْدَى أَقْرَبُ نَسَباً إِلى الجَدِّ من الطُّرْفَى قالَ : وصَحَّفَه بانُ وَلاّدٍ فقالَ : الطَّرْقَى بالقاف . وفي حَديث عَذابِ القَبْرِ : كان لا يتَطَرَّفُ من البَوْلِ أَي لا يتَباعدُ من الطَّرَف : الناحيَة . وتَطَرَّفَ عَلَى القَوْمِ : أَغارَ . وَتَطَّرفَ الشيءُ : صارَ طَرَفاً . والأَطْرافُ : الأَصابعُ ولا تُفْرَدُ الأَطْرافُ إِلاّ بالإِضافَة كقولِك : أَشارَتْ بطَرَفِ إِصْبعِها وأَنشد الفَرّاءُ :
" يُبْدينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ قال الأَزْهَرِيُّ : جعل الأَطْرافَ بمَعْنَى الطَّرَف الواحدِ ولذلك قالَ : عَنَمَه وفي الحَدِيثِ : إِنَّ إِبْراهيمَ عليه السّلام جُعِلَ في سَرَبٍ وهو طِفْلٌ وجُعِلَ رِزْقُه في أَطْرافه أَي : كان يَمَصُّ أَصابعَه فيَجِدُ فيها ما يُغَذِّيه . وطَرَّفَ الشَّيْءَ وتَطَرَّفَه : اخْتارَهُ قال سُويْدٌ العُكْلِيُّ :
أُطرِّفُ أَبْكاراً كأَنَّ وُجُوهَها ... وُجُوهُ عَذارَى حُسِّرَتْ أَنْ تُقَنَّعَا وكلُّ مُختارٍ : طَرَفٌ محركةً والجمعُ أَطْرافٌ قال :
أَخَذْنا بأَطْراف الأَحاديثِ بَيْنَنا ... وسالَتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأَباطحُ وقال ابنُ سيدَه : عَنَى بأَطْرافِ الأَحاديثِ ما يَتَعاطاهُ المُحِبُّونَ من المُفاوضَةِ والتَّعْرِيض والتَّلْوِيحِ . وطَرائِفُ الحَدِيثِ : مُختارُهُ أَيضاً كأَطْرافِهِ قال :
أَذْكُرُ من جارِتي ومَجْلِسِها ... طَرائِفاً من حدِيثِها الحَسَنِ
ومِنْ حَديثٍ يَزِيدُنِي مِقَةً ... ما لِحَدِيثِ المَوْمُوقِ من ثَمَنِوالطَّرَفُ مُحَرَّكةً : اللَّحْمُ . ويُقال : فُلانٌ فاسدُ الطَّرَفَيْنِ : إِذا كان خَبِيثَ اللِّسانِ والفَرْجِ . وقد يكونُ طَرَفا الدّابَّةِ : مُقَدَّمَها ومُؤُخَّرَها قال حُمَيدُ بنُ ثورٍ يصفُ ذِئْباً وسُرعَتَه :
تَرضى طَرَفَيْهِ يَعْسِلانِ كِلاهُما ... كما اهْتَزَّ عُود ُالسّاسَمِ المُتَتابِعُ قال ابنُ سِيدَه : والطَّرَفانِ : والطَّرَفانِ في المَدِيدِ : حَذْفُ أَلفِ فاعلاتُنْ ونونِها هذا قولُ الخَلِيلِ وإِنّما حُكْمُه أَن يَقُولَ : التَّطْرِيفُ : حذفُ أَلِفِ فاعلاتُنْ ونونِها أَو يقُولَ : الطَّرَفانِ : الأَلفُ والنونُ المَحذُوفَتانِ من فاعِلاتُنْ . وتَطَرَّفَتْ الشَّمْسُ : دَنَتْ للغُروب قالَ :
" دَنَا وقَرْنُ الشَّمْسِ قد تَطَرَّفا والمِطْرَفُ كمِنْبرٍ ومَقْعَدٍ : لُغتانِ في المُطْرِف كمُحْسِنٍ . قالَ الأَزْهَرِيُّ : سمِعْتُ أَعرابِيّاً يقولُ لآخرَ - وقد قَدِمَ من سَفَرٍ - : هل ورَاءَك طَرِيفَةُ خَبَرٍ تُطْرِفُنا بِه ؟ يعني خبراً جَدِيداً ومُغَرَّبَةُ خبرٍ : مِثْلُه . والطُّرْفَةُ والأُطْرُوفَةُ بضمِّهِما : كُلُّ شيءٍ اسْتَحْدَثْتَه فَأَعْجَبَك وهو الطَّرِيفُ . ورجلٌ طَريفٌ بَيِّنُ الطَّرافَةِ : ماضٍ هَشٌّ . والطَّرْفاءُ : مَنْبِتُ الطَّرَفَةِ وبه سُمِّيت القَرْيَةُ بقُرْبِ مصر وقد رَأَيْتُها . والطُّرَيْفاتُ بالضمّ : موضعٌ قال :
" تَرْعَى سُمَيْراءَ إِلى أَعْلامِها
" إِلى الطُّرَيْفاتِ إِلى أَهْضامِها وناقَةٌ مُسْتَطْرَفَةٌ : طَرِفَةٌ . وطَرَفَةُ المُجاشِعِيِّ : أَخُو الفَرَزْدَقِ . وجَزِيرَةُ طَرِيفٍ : مدينَةٌ عظيمةٌ قربَ الأَندَلُسِ . وطَرِيفَةُ الكاهِنَةُ سَتُذْكَرُ مع شِقٍّ . وطُرْفَةُ بالضمِّ الكَرْجِيَّة : حَدَّثَت عن المُفَضَّلِ بنِ أَبي حَرْب وعنها ابنُ السَّمْعانِي . والطُّرَفِيُّ بضم ففَتحٍ : أَبو عَبْدِ الله محمّدُ بنُ عبدِ الواحِدِ أَحْمَد الأَدِيب حَدّ بأَصْبَهانَ . وبالفتح : طَرِيفُ بنُ أَحمدَ الطَّرِيفِيّ ذكره حَمْزَةُ في تاريخِه . وأَحْمَدُ بن ناصِرِ بنِ طِعانٍ أَبو العَبّاس الطَّرِيفِيُّ البَصْرَوِيُّ الدِّمَشْقِيّ وابْناهُ عبدُ الرّحمنِ وعَبْدُ اللهِ رَوى عن الخشوعي ورَوى أَحمَدُ عن الخَضْرِ بن طاوُسَ . وقد سَمَّوْا مِطْرَفاً كمِنْبَرٍ منهم : مِطْرَفُ بنُ سَعْدِ بنِ مِطْرَف وأَخوه عبدُ الوَهّابِ سَمِعا من يُونُسَ بنِ يَحْيَى الهاشِمِيِّ بمكة ذكرهما ابنُ سُلَيمٍ في تاريخِه . وأَبو جَعْفَرٍ محمَّدُ بنُ هارُونَ بنِ مُطَرَّفٍ - كمُعَظَّمٍ - المُطَرَّفِيّ عن أَبي الأَزْهَرِ العَبْدِيّ . وأَبو أَحمدَ محمَّدُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ مُطَرَّفٍ المُطَرَّفِيّ الأَسْتَراباذِيّ عن أَبي سَعِيدٍ الأَشَجِّ
قَبَضَه بيَدِه يَقْبِضُه : تَنَاوَلَه بيَدِه مُلامَسَةً كما في العُباب وهو أَخَصُّ مِنْ قولِ الجَوْهَرِيّ : قَبَضْتُ الشَّيءَ قَبْضاً : أَخَذْتُه ويَقْرَب منهُ قَوْلُ اللَّيْثِ : القَبْضُ : جمعُ الكَفِّ على الشَّيْءِ . وقيلَ : القَبْضُ : الأَخْذُ بأَطْرافِ الأَنَامِل وهذا نَقَلَهُ شَيْخُنَا وهو تَصْحيفٌ . والصَّوابُ أَنَّ الأَخْذَ بأَطْرافِ الأَنامِلِ هو القَبْصُ بالصَّاد المُهْمَلة وقد تَقَدَّم . وقَبَضَ عَلَيْهِ بيَدِه : أَمْسَكَه . ويُقالُ : قَبَضَ عَلَيْهِ وبِهِ يَقْبِضُ قَبْضاً إِذا انْحَنَى عَلَيْهِ بجَميعِ كفِّه . وقَبَضَ يَدَهُ عنه : امْتَنَعَ عن إمْساكِه ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى " ويَقْبِضُون أَيْدِيَهُمْ " أَي عن النَّفَقَةِ وقيلَ : عن الزَّكاةِ فهو قَابِضٌ وقَبَّاضٌ حكاه أَبو عُثمانَ المازِنِيّ قالَ : وهو لُغَةُ أَهل المَدينَة في الَّذي يَجْمَعُ كلَّ شَيْءٍ وقَبَّاضَةٌ بزِيادَةِ الهاء وليستْ للتَّأْنيث . وقَبَضَهُ : ضدُّ بَسَطَه ويُرادُ به التَّضْييقُ . ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى " والله يَقْبِضُ ويَبْسُطُ " أَي يُضَيِّقُ عَلَى قَوْم ويُوَسِّعُ عَلَى قَوْمٍ . وروى المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ عنِ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم أَنَّهُ قالَ : " فاطِمَةُ بَضْعةٌ مِنِّي يَقْبِضُني مَا قَبَضَها ويَبْسُطُنِي مَا بَسَطَها " وقال اللَّيثُ : يُقَالُ : إِنَّهُ لَيَقْبِضُني مَا قَبَضَكَ . قالَ الأَزْهَرِيُّ : معناه أَنَّهُ يُحْشِمُني مَا أَحْشَمَكَ . وقَبَضَ الطَّائِرُ وغَيْرُه : أَسْرَعَ في الطَّيَرانِ أو المَشْيِ . وأَصْلُ القَبْضِ في جناحِ الطَّائر هو أَنْ يَجْمَعَهُ ليَطيرَ وقد قَبَضَ وهوَ قابِضٌ وقَبَضَ فهو قَبِيضٌ بيِّنُ القَباضَة والقَبَاضِ والقَبَضِ بفَتْحَتِهِنّ وفيه لفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّب أَي مُنْكَمِشٌ سريعٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجز :
" أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِلُ المَشِيَّا
" ماءً مِنَ الطَّثْرَةِ أَحْوَذِيَّا
" يُعْجِلُ ذَا القَبَاضَةِ الوَحِيَّا
" أَنْ يَرْفَعَ المِئْزَرَ عَنْهُ شَيَّا
ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى " والطَّيْر صَافَّات ويَقْبِضْنَ " هكذا في سائر النُّسَخ وهو غَلَطٌ فإنَّ الآيَةَ " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ " وأَمَّا آيَةُ النُّور " والطَّيْرُ صافَّاتٍ " لَيْسَ فيها ويَقْبِضْنَ وكَأَنَّهُ سَقَطَ لَفْظُ فَوْقَهُمْ من أَصل نُسْخَةِ المُصَنِّف إمَّا سهواً أَو مِنَ النُّسَّاخ وقد ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ الآيَةَ عَلَى صِحَّتِها وكذا الصَّاغَانِيُّ وصاحبُ اللّسَان إلاَّ أَنَّهما اقْتَصَرا عَلَى صَافَّات ويَقْبِضْنَ ولم يذكُرا أَوَّلَ الآيَةِ فتأَمَّل . ورجُلٌ قَبيضُ الشَّدِّ هكذا في سائر النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصَّوابُ : فَرَسٌ قَبيضُ الشَّدِّ أَي سَريعُ نَقْلِ القَوائِم كما في الصّحاح والعُبَاب . وفي اللّسَان : القَبيضُ من الدَّوابِّ : السَّريعُ نَقْلِ القَوَائِم . قالَ الطِّرِمّاح :
" سَدَتْ بقَبَاضَةٍ وثَنَتْ بلِينِ ولكنْ في قَوْل تَأَبَّطَ شَرًّا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُقَالُ رَجُلٌ قَبيضُ الشَّدِّ وهو قولهُ :
حتَّى نَجَوْتُ ولَمَّا يَنْزِعُوا سَلَبِي ... بوَالِهٍ من قَبِيضِ الشَّدِّ غَيْداقِفإنَّهُ يَصِفُ عَدْوَ نَفْسِهِ كما قالهُ الصَّاغَانِيُّ . قٌلْت : وكانَ مِنْ أَعْدَى العَرَبِ كما سيأتي في أَ ب ط . وقُبضَ فُلانٌ كعُنِيَ : ماتَ فهو مَقْبوضٌ كما في الصّحاح . وفي الحَدِيث : قالتْ أَسْماءُ رضي الله عنها " رَأَيْتُ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم في المَنَام فسَأَلَني : كَيْفَ بَنُوكِ ؟ قُلْتُ : يُقْبَضُونَ قَبْضاً شَديداً فأَعْطاني حَبَّةً سَوْدَاءَ كالشُّونِيزِ شِفاءً لَهُمْ . قالَ : وأَمَّا السَّامُ فلا أَشْفي مِنْهُ " وفي اللّسَان : قُبِضَ المَريضُ إِذا تُوُفِّيَ وإذا أَشْرَفَ عَلَى المَوْتِ ومِنْهُ الحديثُ : " فأَرْسَلَتْ إِلَيْه : أَنَّ ابْناً لي قُبِضَ " أَرادَتْ أَنَّهُ في حالِ القَبْضِ ومعَالَجَةِ النَّزْع . ويُقَالُ : دَخَلَ مالُكَ في القَبْضِ مُحَرَّكَةً أَي في المَقْبوضِ كالهَدَمِ للمَهْدُومِ والنَّفَضِ للمَنْفوضِ . وفي الصّحاح : هو مَا قُبِضَ من أَموالِ النَّاسِ . قُلْت : ومِنْهُ الحَدِيث : " اذْهَبْ فاطْرَحْه في القَبَضِ " قالهُ لسَعْدِ بنَ العاصِ وأَخَذَ سَيْفَهُ . وفي حديث أَبي ظَبْيَانَ : " كانَ سَلْمانُ عَلَى قَبَضٍ مِنْ قَبَضِ المُهَاجِرين " . وقالَ اللَّيثُ : القَبَضُ : مَا جُمِعَ من الغنائم قبلَ أَن تُقْسَمَ . وأُلقيَ في قَبَضِهِ أَي مُجْتَمَعِه . والمَقْبِضُ كمَنْزِلٍ وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ والمَقْبَضُ مِثْلُ مَقْعَدٍ نقله اللَّيْثُ قالَ : والكَسْرُ أَعَمُّ وأَعرفُ أَي كسرِ الباءِ ويُقَالُ : المِقْبَضُ مثلُ مِنْبَر وما رأَيْتُ أَحداً من الأَئمَّة ذكره والمقْبضة بهاءٍ فِيهنّ وهذه عن الأّزْهَرِيّ : مَا يُقْبَضُ عَلَيْهِ بجُمْعِ الكَفِّ من السَّيفِ وغيره كالسِّكِّين والقَوْسِ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : المقْبضَة : موضِعُ اليدِ من القناةِ . وقال أَبو عَمْرو : القُبَّض كرُكَّعٍ : دابَّةٌ تُشبه السُّلَحْفَاةَ وهي دونَ القُنْفُذِ إلاَّ أَنَّها لا شَوْكَ لها . والقَبْضَةُ بالفتح وضَمُّهُ أَكْثَرُ : مَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ مِنْ شيءٍ . يُقَالُ : أَعْطاهُ قبْضَةً من السَّوِيقِ أَو من التَّمْرِ أَي كَفًّا مِنْهُ . ويُقَالُ : بالضَّمِّ اسمٌ بمعنى المَقْبوضِ كالغُرْفَةِ بمعنى المَغْروفِ . وبالفتحِ المَرَّة . وقَوْلُه تَعَالَى " فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسولِ " قالَ ابنُ جِنِّي : أَرادَ من تُرابِ أَثَرِ حافرِ فرس رَسُولُ الله ومثله مَسْأَلَةُ الكتابِ : أَنْتَ منِّي فَرْسَخَانِ أَي أَنْتَ منِّي ذو مَسافَةِ فَرْسَخَيْنِ . وقوله عَزَّ وَجَلّ : " والأَرْضُ جَميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيامَةِ " أَي في حَوْزَتِهِ حيث لا تَمْليكَ لأَحَدٍ . ويُقَالُ : رَجُلٌ قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ كهُمَزَةٌ فيهما : مَنْ يُمْسِكُ بالشَّيْءِ ثمَّ لا يَلْبَثُ أَنْ يَدَعَه ويَرْفُضَه كما في الصّحاح . وهذا هو الصَّوابُ عِبَارَةُ المُصَنِّفِ تَقْتَضي أَنَّ هذا تفسيرُ قُبَضَةٍ وحدَهُ وليس كذلك . وقد سَبَقَ أَيْضاً في ر ف ض مِثْلُ ذلك . والقُبَضَةُ : الرَّاعي الحَسَنُ التَّدْبيرِ وعِبَارَةُ الصّحاح : راعٍ قُبَضَةٌ إِذا كانَ مُنْقَبِضاً لا يَتَفَسَّحُ في رَعْيِ غَنَمِه والذي قالهُ الأّزْهَرِيّ : يُقَالُ للرَّاعي الحَسَنِ التَّدْبيرِ الرَّفيقِ برَعِيَّتِه : إِنَّهُ لقُبَضَةٌ رُفَضَةٌ ومعنى ذلك أَنَّهُ يَقْبِضُها فيَسوقُها إِذا أَجْدَبَ لها المَرْتَعُ فإذا وَقَعَتْ في لُمْعَةٍ من الكَلإِ رَفَضَها حتَّى تَنْتَشِرَ فتَرْتَعَ . وكأَنَّ المُصَنِّفِ جَمَعَ بَيْنَ القوليْنِ فأَخَذَ شيئاً مِنْ عِبَارَةِ الأّزْهَرِيّ وشيئاً من عِبَارَة الصّحاح . والقِبِضَّى كزِمكَّى : ضربٌ من العَدْوِ فيه نَزْوٌ ويُروى بالصَّاد المُهملة وقد تقدَّم وبهما يُروى قَوْلُ الشّمّاخ يصفُ امرأتهُ :
" أَعَدْوَ القِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَىولَمْ تَدْرِ مَا خُبْرِي ولَمْ أَدْرِ مَالَهاوالقَبيضُ من النَّاسِ : اللَّبيبُ المُقْبِلُ المُكِبُّ عَلَى صَنْعَتِه عن ابنِ عبَّاد . وأَقْبَضَ السَّيْفَ وكذا السِّكِّين : جَعَلَ لهُ مَقْبِضاً نقله الجَوْهَرِيّ . وقَبَّضَهُ المالَ تَقْبيضاً : أَعطاهُ في قَبْضَتِهِ أَي حوَّلَهُ إِلَى حَيِّزِهِ . وقَبَّضَ الشَّيْءَ تَقْبيضاً : جَمَعَهُ وزَواهُ . ومِنْهُ قَبَّضَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْه وقد يكونُ مِنْ شدَّةٍ لخَوْفٍ أَو حَرْبٍ . وانْقَبَضَ الشَّيْءُ : انْضَمَّ . يُقَالُ : انْقَبَضَ في حاجَتِي أَي انْضَمَّ كما في العُبَاب . وقالَ اللَّيْثُ : انْقَبَضَ : سارَ وأَسْرَعَ . قالَ :
" آذَنَ جِيرانُك بانْقِبَاضِ وانْقَبَضَ الشَّيْءُ : ضدُّ انْبَسَطَ . قالَ رُؤْبَةُ :
" فَلَوْ رَأَتْ بِنْتُ أَبي فَضَّاضِ
" وعَجَلِي بالقوْمِ وانْقِباضِي والمُتَقَبِّضُ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ . وفي العُبَاب والتَّكْمِلَة : المُنْقَبِض : الأَسَدُ المُجْتَمِعُ والمُسْتَعِدُّ للوُثوبِ . والأَوْلى إسْقاطُ واوِ العطفِ فإِنَّ الصَّاغَانِيُّ جَعَلَهُ من صفَةِ الأَسَدِ . وأَنْشَدَ قَوْلَ النَّابِغَة الذُّبْيَانِيّ :
فقُلْتُ يا قوْمُ إنَّ اللَّيْثَ مُنْقَبِضٌ ... عَلَى بَراثِنِهِ لعَدْوِهِ الضَّارِي وتَقَبَّضَ عنهُ : اشْمَأَزَّ كما في الصّحاح . وتَقَبَّضَ إِلَيْه : وَثَبَ . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ :
" يا رُبَّ أَبَّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ
" تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِلَيْهِ واجْتَمَعْ وتَقَبَّضَ الجِلْدُ عَلَى النَّارِ وفي بعضِ نسخِ الصّحاح : في النَّارِ : انْزَوَى . وتَقَبَّضَ جِلْدُ الرَّجُلِ : تَشَنَّجَ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : التَّقْبيضُ : القَبْضُ الَّذي هو خِلافُ البَسْطِ عن ابنِ الأَعرابيّ . يُقَالُ : قَبَضَه وقَبَّضَهُ وأَنْشَدَ :
تَرَكْتُ ابنَ ذِي الجَدَّيْنِ فيهِ مُرِشَّةٌ ... يُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهيقُها والتَّقْبيضُ أَيْضاً : التَّناوُلُ بأَطْرافِ الأَصابِعِ . وتَقَبَّضَ الرَّجُلُ : انْقَبَضَ . وتَقَبَّضَ : تَجَمَّعَ . وانْقَبَضَ الشَّيْءُ : صارَ مَقْبوضاً نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . والقابِضُ في أَسْمَاءِ الله الحُسنى هو الَّذي يُمْسِكُ الرِّزْقَ وغيرَهُ من الأَشياءِ عنِ العِبادِ بلُطْفِهِ وحِكْمَتِهِ ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمَات . في الحَدِيث : " يَقْبِضُ اللهُ الأَرْضَ ويَقْبِضُ السَّماءَ " أَي يَجْمَعُهُمَا . وقَبَضَ اللهُ روحَهُ : توَفَّاهُ وقابِضُ الأَرْواحِ عِزْرائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ . والانْقِباضُ عنِ النَّاسِ : الانْجِماعُ والعُزْلَةُ . وقَبْضَةُ السَّيف : هي مَقْبِضُه أَو لُغَيَّةٌ . والقَبْضَةُ والقَبْضُ : المِلْكُ . يُقَالُ : هذه الدَّارُ في قَبْضَتي وقَبْضِي كما تقول في يَدِي . وتُجمعُ القَبْضَةُ عَلَى قُبَضٍ . ومِنْهُ حَديثُ بلالٍ والتَّمْر : " فَجَعَل يَجيءُ بِهِ قُبَضاً قُبَضاً " . والمَقْبَضُ كمَقْعَدٍ : المكانُ الَّذي يُقْبَضُ فيه نادِرٌ . والقَبْضُ في زِحافِ الشِّعْرِ : حَذْفُ الحرفِ الخامسِ السَّاكنِ من الجُزْءِ نحوُ النُّونِ مِنْ فَعُولُنْ أَيْنَما تَصَرَّفَتْ ونحوُ الياءِ مِنْ مَفَاعِيلُنْ . وكلُّ مَا حُذفَ خامسُه فهو مَقْبوضٌ وإِنَّما سُمِّيَ مَقْبوضاً ليُفْصَلَ بَيْنَ مَا حُذفَ أَوَّله وآخرُه ووَسَطُه . وتَقَبَّضَ عَلَى الأَمْرِ : توقَّفَ عَلَيْهِ . والقَبَاضُ كسَحَابٍ : السُّرْعَةُ . والقَبْضُ : السَّوقُ السًّريعُ : يُقَالُ : هذا حادٍ قابِضٌ . قالَ الرَّاجزُ :
" كَيْفَ تَراهَا والحُدَاةُ تَقْبِضُ
" بالغَمْلِ لَيْلاً والرِّحالُ تَنْغِضُ كذا في اللّسَان والصّحاح . قُلْتُ : وهو قَوْلُ ضَبٍّ ويُرْوى :
" كَيْفَ تَرَاهَا بالفِجَاجِ تَنْهَضُ
" بالغَيْل لَيْلاً والحُداةُ تَقْبِضُ تَقْبِضُ أَي تَسوقُ سَوْقاً سَريعاً . وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسيّ :
هَلْ لكِ والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ ... في هَجْمَةٍ يُغْدِرُ مِنْها القَابِضُوقد تقدَّم الكلامُ عَلَيْهِ في ع ر ض وفي ع و ض . قالَ الأّزْهَرِيّ : وإِنَّما سُمِّيَ السَّوْقُ قَبْضاً لأنَّ السائقَ للإِبْلِ يَقْبِضُها أَي يَجْمعُها إِذا أَرادَ سَوْقَها فإذا انْتَشَرَتْ عَلَيْهِ تعذَّرَ سَوْقُها . قالَ : وقَبَضَ الإبلَ يَقْبِضُها قَبْضاً : ساقَها سَوْقاً عَنيفاً . والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَتَهُ : يَشُلَّها وعَيْرٌ قَبَّاضَةٌ : شَلاَّلٌ وكذلك : حادٍ قَبَّاضَةٌ وقبَّاضٌ . قالَ رُؤْبَةُ :
" أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرَّاعي الحَمِقْ
" قَبَّاضَةٌ بَيْنَ العَنيفِ واللَّبِقْ قالَ ابنُ سِيده : دَخَلَتِ الهاءُ في قَبَّاضَةٍ للمُبالغة وقد انْقَبَضَ بها . والقَبْضُ : النَّزْوُ . وقال عَبْدَةُ بنُ الطَّبيبِ العَبْشَمِيُّ يصف ناقَتَهُ :
تَخْذِي به قُدُماً طَوْراً وتَرْجِعُهُ ... فَحَدُّه من وِلافِ القَبْضِ مَفْلُولُ ويُروى بالصَّاد المُهملة وقد نقدَّم . وقال الأَصْمَعِيُّ : يُقَالُ : مَا أَدري أَيُّ القَبيضِ هو كقولك : مَا أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هو . وربَّما تكلَّموا به بغيرِ حرفِ النَّفْيِ . قالَ الراعي :
أَمْسَتْ أُمَيَّةُ للإسْلامِ حائِطَةً ... وللقَبيضِ رُعَاةً أَمْرُها الرَّشَدُ وذكر اللَّيْثُ هنا القَبيضَة كسَفينة من النِّساءِ : القصيرة . قالَ الأّزْهَرِيّ : هو تَصْحِيف . صوابُهُ القُنْبُضَةُ بالنُّون وسيأْتي للمُصنِّف . وذكرهُ الجَوْهَرِيّ هنا عَلَى أنَّ النُّونَ زائِدةٌ . والقَبيضَةُ كسَفينةٍ : القَبْضَةُ وبه قُرئ في الشَّاذّ : " فقَبَضْتُ قَبيضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ " نقله المُصَنِّفِ في البَصائِر . واقْتَبَضَ مِنْ أَثَرِهِ قَبْضَةً كقَبَضَ والصَّادُ لغةٌ فيه . وأَنْشَدَ في البَصائرِ لأَبي الجَهْمِ الجَعْفَرِيّ :
" قَالَتْ لهُ واقْتَبَضَتْ مِنْ أَثَرِهْ
" يا رَبُّ صاحِبْ شَيْخَنَا في سَفَرِهْ قيلَ لهُ كَيْفَ اقْتَبَضَتْ من أَثره ؟ قالَ : أَخَذتْ قَبْضَةً من أَثَرِه في الأَرْضِ فقبَّلتها . ويُستعارُ القَبْضُ للتَّصرُّفِ في الشَّيْءِ وإنْ لم يكنْ فيه ملاحَظة اليَدِ والكَفِّ نحوُ : قَبَضْتُ الدَّارَ والأَرْضَ أَي حُزْتُها . تَذْنيب : القَبْضُ عند المُحقِّقين من الصُّوفِيَّة نوعان : قَبْضٌ في الأَحوالِ وقَبْضٌ في الحَقائق . فالقَبْضُ في الأَحوالِ أَمرٌ يطرُقُ القلبَ ويمنعَهُ عن الانْبِساطِ والفَرَحِ وهو نوعان أَيْضاً : أَحدهُما مَا يُعرفُ سببه كتَذَكُّرِ ذَنْبٍ أَو تَفْريطٍ . والثَّاني : مَا لا يُعرفُ سببه بل يَهجم عَلَى القلبِ هُجوماً لا يُقدرُ عَلَى التَّخلُّص منه وهذا هو القَبْضُ المُشار إِلَيْه بأَلْسِنَةِ القوم وضدُّه البَسْطُ . فالقَبْضُ والبَسْطُ حالَتانِ للقَلْبِ لا يَكادُ يَنْفَكُّ عنهُما . ومنهمْ مَنْ جَعَلَ القَبْضَ أَقْساماً غيرَ مَا ذكَرْنا : قَبْضَ تأْديبٍ وقَبْضَ تَهْذيبٍ وقَبْضَ جمعٍ . وقَبْضُ تَفْريقٍ : فقَبْضُ التَّأْديب يكونُ عُقوبةً عَلَى غَفْلَةٍ وقَبْضُ التَّهذيبِ يكونُ إِعْداداً لبَسْطٍ عَظيمٍ يأتي بعدَهُ . فيكونُ القَبْضُ قبله كالمُقدِّمة لهُ . وقد جَرَتْ سُنَّةُ الله تَعالى في الأُمورِ النَّافعَةِ المَحْبوبَةِ يُدخَلُ إليها مِنْ أَبوابِ أَضْدادِها . وأَمَّا قَبْضُ الجَمْع فهو مَا يحصُل للقلبِ حالَةَ جَمْعِيَّتِهِ عَلَى اللهِ من انْقِباضِه عن العالمِ وما فيه قلا يبقى فيه فَضْلٌ ولا سَعَةٌ لغيرِ من اجتمعَ عَلَيْهِ قَلْبُهُ . وفي هذه مَن أَرادَ مِنْ صاحِبِه مَا يَعْهَدُهُ مِنْهُ من المُؤانسَةِ والمُذاكرَةِ فقد ظَلَمَهُ . وأَمَّا قَبْضُ التَّفرقَةِ فهو الَّذي يَحصُلُ لمن تَفَرَّقَ قلبُهُ عن الله وتَشَتَّت في الشِّعاب والأَودِيَةِ فأَقَلُّ عُقوبَتِهِ مَا يجدهُ من القَبْض الَّذي ينتَهي معه الموتُ . وثَمَّ قَبْضٌ آخَرُ خَصَّ الله به ضَنائنَ عِبادِهِ وخَوَاصَّهم وهم ثلاثُ فرقٍ . وتَحقيقُ هذا المَحَلِّ في كُتُبِ التَّصَوُّفِ وفي هذا القدر كفَايَةٌ