الحَوْلُ : السَّنَةُ اعتِباراً بانقلابِها ودَوَرانِ الشَّمس في مَطالِعها ومَغارِبها قال اللَّه تعالى : " وَالْوَالِدَاتُ يُرضِعْنَ أَوْلاَدَهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ " وقال : " مَتَاعاً إلى الحَولِ غَيرَ إِخْرَاجٍ " قاله الراغِبُ . وقال الحَرالِّيُّ : الحَوْلُ : تَمامُ القُوَّةِ في الشيء الذي يَنْتَهي لدَوْرةِ الشَّمس وهو العامُ الذي يَجْمَعُ كمالَ النَّباتِ الذي يُثْمِرُ فيه قواه . ج : أَحْوالٌ وحُؤُولٌ بالهمز وحُوُولٌ بالواو مع ضَمِّهما كما في المحكَم قال امرؤ القَيس :
وهل يَنْعَمَنْ مَن كان أَقْرَبُ عَهْدِهِ ... ثلاثِينَ شَهْراً أو ثلاثةَ أَحْوالِ وحالَ الحَوْلُ حَوْلاً : تَمَّ وأحالَهُ اللَّهُ تعالى علينا : أًتمَّهُ . وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً كذا في النُّسَخ وفي المحكَم : حُؤُلاً : أَتَى . في الحديث : " مَن أَحَالَ دَخَلَ الجَنَّةَ " قال ابنُ الأعرابيّ : أي أَسْلَمَ لأنه تَحوَّل عمَّا كان يَعبُدُ إلى الإِسلام . أحال الرجُلُ : صارَتْ إِبِلُه حائِلاً فلم تَحْمِلْ عن أبي عمرو . أحالَ الشيء : أَتَى عليه حَوْلٌ سواءٌ كان مِن الطَّعام أو غيرِه فهو مُحِيلٌ كاحْتالَ وأَحْوَلَ أَيْضاً . أحالَ بالمَكانِ : أقامَ به حَوْلاً وقيل : أَزْمَنَ مِن غيرِ أن يُحَدَّ بحَوْلٍ . كأَحْوَلَ به عن الكِسائيّ . أحالَ الحَوْلَ : بَلَغَهُ ومنه قولُ الشاعر :
" أَزائِدَ لا أَحَلْتَ الحولَ... البيت أي : أماتَكَ اللَّهُ قبلَ الحَولِ . أحالَ الشيء : تَحوَّلَ مِن حالٍ إلى حالٍ . أو أحالَ الرجُلُ : تَحوَّلَ من شيء إلى شيءٍ كحالَ حَوْلاً وحُؤُولاً بالضمِّ مع الهمزِ ومنه قولُ ابنِ الأعرابي السابقُ في تفسير الحديث . أحالَ الغَرِيمَ : زَجَّاه عنه إلى غَريمٍ آخَرَ والاسمُ : الحَوالةُ كسَحابةٍ . كذا في المحكَم . أحالَ عليه : اسْتَضْعفَه . أحالَ عليه الماءَ مِن الدَّلْو : أَفْرَغَهُ وقَلَبها قال لَبِيدٌ رضي الله عنه :
كأنَّ دُمُوعَهُ غَرْبَا سُناةٍ ... يُحِيلُونَ السِّجالَ على السِّجالِ أحالَ عليه بالسَّوْطِ يَضْرِبُه : أي أَقْبَلَ قال طَرَفَةُ بن العَبد :
أَحَلْتُ عليهِ بالقَطِيع فأَجْذَمَتْ ... وقد خَبَّ آلُ الأَمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
أحالَ اللَّيلُ : انْصَبَّ على الأرضِ وأقْبَلَ قال الشاعرُ في صِفَة نَخْل :
" لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائِها
" وإن أحالَ اللَّيلُ مِن ورَائِها يَعْني أنّ النَّخلَ إنما أولادُها الفُسلانُ والذِّئابُ لا تأكلُ الفَسِيلَ فهي لا تَرهَبُها عليها وإن انصَبَّ اللَّيلُ مِن ورائها وأَقْبلَ . أحالَ في ظَهْرِ دابَّتِه : وثَبَ واسْتَوى راكِباً كحالَ حُؤُولاً . أحالَت الدارُ : تَغيَّرتْ أتى عليها أحْوالٌ جَمْعُ حَوْلٍ بمعنى السَّنَة . كأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها وكذلك أعامتْ وأشْهَرَتْ كذا في المحكَم والمُفْردات . وفي العُباب : أحالَت الدارُ وأحْوَلَتْ : أي أتَى عليها حَوْلٌ وكذلك الطَّعامُ وغيرُه فهو مُحِيلٌ قال الكُمَيت :
أَلَمْ تُلْمِمْ على الطَّلَلِ المُحِيلِ ... بفَيْدَ وما بُكاؤكَ بالطُّلُولِ ويقال أيضاً : أحْوَلَ فهو مُحْوِلٌ قال الكُمَيت أيضاً :
أأَبْكاكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ ... وما أنتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ وقال امرؤ القيس :
مِن القاصِراتِ الطَّرفِ لو دَبَّ مُحْوِلٌ ... من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لَأَثَّرا وأَحْوَلَ الصَّبِيُّ فهو مُحْوِلٌ : أتَى عليه حَوْلٌ مِن مَولدِه قال امرؤ القَيس :
" فأَلْهَيْتُها عن ذِي تَمائِمَ مُحْوِلِ وقيل : مُحْوِلٌ : صَغِيرٌ من غير أن يُحَدَّ بحَوْلٍ . والحَوْلِيُّ : ما أَتَى عليه حَوْلٌ مِن ذي حافِرٍ وغيرِه يقال : جَمَلٌ حَوْلِيٌّ ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ كقولِهم فيه : نَبتٌ عامِيٌّ . ونَصّ العُباب : وكلُّ ذِي حاِفرٍ أَوْفى سَنَةً حَوْلِيٌّ . وهي بِهاءٍ ج : حَوْلِيَّاتٌ . والمُسْتَحالَةُ والمُسْتَحِيلَةُ مِن القِسِيِّ : المُعْوَجَّةُ في قابها أو سيَتِها وقد حالَتْ حَوْلاً . وحال وَتَرُ القَوْسِ : زالَ عندَ الرَّمْي وحالَت القَوْسُ وَتَرها وفي العُباب : استحالَت القَوْسُ : انقَلَبَتْ عن حالِها التي غُمِزَتْ عليها وحصَل في قابِها اعْوِجاجٌ مِثل حالَتْ قال أبو ذُؤَيب :
وحالَتْ كحَوْلِ القَوْسِ طُلَّتْ فعُطِّلَتْ ... ثَلاثاً فأَعْيا عَجْسُها وظُهارُهايقول : تَغيَّرتْ هذه المرأةُ كالقَوْس التي أصابها الطَّلُّ فنَدِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتَرُ ثلاثَ سِنين فزاغ عَجْسُها واعوَجَّ . المُسْتحالَةُ مِن الأرْضِ : التي تُرِكَتْ حَوْلاً أو أَحْوالاً كذا في النسَخ وفي بعضها : أو حَوْلَيْن ونَصُّ المحكَم : وأَحْوالاً . وفي حديث مُجاهِد : " أنه كان لا يَرَى بَأْساً أن يَتَوَّركَ الرجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأرضِ المُسْتَحِيلةِ في الصَّلاة " قال الصاغانيُّ : هي التي ليست بمُسْتَوِيةٍ لأنها اسْتَحالَتْ عن الاستِواء إلى العِوَج . وكُلُّ ما تَحَوَّل أو تَغَيَّرَ مِن الاستِواء إلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحالَ وفي نُسخة : كُلّ ما تَحرَّك أو تَغيَّر . وفي العُباب : كُلُّ شيء تَحوَّلَ وتحرَّك فقد حالَ . ونصُّ المحكَم : كلّ شيء تغَيَّر إلى العِوَجِ فقد حالَ واسْتَحالَ . وقال الراغِب : أصلُ الحَوْلِ تغيُّرُ الشيء وانفِصالُه عن غيرِه وباعتِبار التَّغيُّرِ قِيل : حالَ الشيء يحُولُ حَوْلاً وحُؤُولاً . واستحالَ : تَهيَّأَ لأَن يحُولَ وبلسانِ الانفِصال قِيل : حالَ بيني وبينَك كذا . والحَوْلُ والحَيلُ والحِوَلٌ كعِنَبٍ والحَوْلَةُ والحِيلَةُ بالكسر والحَوِيل كأمِيرٍ والمَحَالَة والمَحالُ والاحتِيالُ والتَّحوّلُ والتَّحَيُّلُ إحْدَى عَشْرَة لُغَةً أوردها ابنُ سِيدَه في المُحْكَم ما عدا الرابعةَ والسابعةَ . وفاتَتْه : المُحِيلَةُ عن الصاغاني وكذا الحُولَةُ بالضمّ عن الكسائي كلُّ ذلك الحِذْقُ وجَودَةُ النَّظَرِ والقُدْرةُ على دِقَّةِ التَّصرُّفِ . وفي المِصْباح : الحِيلَةُ : الحِذْقُ في تدبيير الأُمور وهو تَقلُّبُ الفِكر حتى يَهْتديَ إلى المقصُود . وقال الراغِبُ : الحِيلَةُ : ما يُتَوصَّلُ به إلى حالةٍ مّا في خِفْيَةٍ وأكثَرُ استعمالِه فيما في تعاطيه حِنْثٌ قد يستعمل فيما في استعماله حِكْمَةٌ ولهذا قِيل في وَصفِه تعالى : " وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ " أي الوُصولِ في خِفْيةٍ مِن الناسِ إلى ما فيه حِكمةٌ وعلى هذا النَّحْو وُصِف بالمَكْر والكَيد لا على الوَصفِ المفهوم تعالى اللَّهُ عن القَبِيح . قال : والحِيلَةُ : مِن الحَوْل ولكن قُلِب واوُه ياءً لانكسار ما قبلَه ومنه قِيل : رجُلٌ حُوَلٌ . وقال أبو البَقاء : الحِيلَةُ : مِن التّحوُّلِ ؛ لأن بها يُتَحوَّلُ مِن حالٍ إلى حال بنَوعِ تدبيرٍ ولُطْفٍ يُحِيلُ بها الشيء عن ظاهِره . وشاهِدُ الحَوِيل قولُ بَشامَةَ بن عمرو :
بِعَيْنٍ كَعَيْنِ مُفِيضِ القِداحِ ... إذا ما أَراغَ يُرِيدُ الحَوِيلَا وقال الكُمَيت :
يَفُوتُ ذَوِي المَفاقِرِ أَسْهَلاهُ ... مِن القُنَّاصِ بالفَدَرِ العَتُولِ
وذات اسْمَين والألوانُ شَتَّى ... تُحَمَّقُ وهي كَيِّسَةُ الحَوِيلِيعني الرَّخَمة . وذَوُو المفَاقِرِ : الذين يَرْمُون الصَّيدَ على فُقْرةٍ : أي إمْكانٍ . والحِوَلُ والحِيَلُ كعِنَبٍ فيهما والحِيلاتُ بالكسر : جُموعُ حِيلَةٍ الأوّل نَظراً إلى الأصل واقتصر ابنُ سِيدَه على أوّلهما . ورجُلٌ حُوَلٌ كصُرَدٍ وبُومَةٍ وسُكَّرٍ وهُمَزَةٍ وهذه من النَّوادِر وحَوالِيُّ بالفتح ويُضَمّ وحَوَلْوَلٌ وحُوَّلِيٌّ كسُكَّرِيٍّ ثمانية لُغات ذكرهُنّ ابنُ سيدَه ما عدا الثانيةَ والأخيرةَ فقد ذكرهما الصاغاني : أي شَدِيدُ الاحتِيالِ . ورجُلٌ حَوَلْوَلٌ : مُنْكَرٌ كَمِيشٌ مِن ذلك . ورجُلٌ حَوالِيُّ وحوَّلٌ : بَصيرٌ بتحويلِ الأمور . وهو حُوَّلٌ قُلَّبٌ وحُوَّلِيٌّ قُلَّبٌ وحُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ بَمْعنًى . يُقال : ما أَحْوَلَهُ وأَحْيَلَه وهو أحْوَلُ منكَ وأَحْيَلُ مُعاقَبَةٌ : أي أكثَرُ حِيلَةً عن الفَرّاء . يُقال : لا مَحالَةَ منه بالفتح : أي لا بُدَّ يقال : الموتُ آتٍ لا مَحالَةَ . والمُحالُ مِن الكلامِ بالضمّ : ما عُدِلَ به عن وَجْهِه . وقال الراغِبُ : هو ما جُمِعَ فيه بينَ المُتناقِضَيْن وذلك يُوجَد في المَقالِ نحو أن يقال : جِسمٌ واحِدٌ في مَكانَينْ في حالةٍ واحدة . وقال غيرُه : هو الذي لا يُتَصَوَّرُ وجودُه في الخارِج . وقيل : المُحالُ : الباطِلُ مِن : حالَ الشيء يحُولُ : إذا انتقل عن جِهَتِه . كالمُستَحِيل يقال : كلامٌ مُستَحِيلٌ : أي مُحالٌ . واسْتَحالَ الشيء : صار مُحالاً . وأحالَ : أتَى به أي بالمُحال زاد الصاغانيُّ وَتَكَلَّمَ به . والمِحْوالُ كمِحْرابٍ : الرجُلُ الكَثيرُ المُحالِ في الكلام عن اللَّيث . وحَوَّلَهُ تَحوِيلاً : جَعَلَهُ مُحالاً . حَوَّلَهُ إليه : أزالَهُ . وقال الراغِبُ : حوَّلتُ الشيء فتحوَّل : غَيَّرتُه فتغيَّرَ إمّا بالذات أو بالحُكْم أو بالقَول وقولُك : حَوَّلتُ الكِتابَ : هو أن تَنقُلَ صُورةَ ما فيه إلى غيره مِن غيرِ إزالةٍ للصُّورةِ الأُولى . والاسمُ الحِوَلُ والحَوِيلُ كعِنَبٍ وأَمِيرٍ ومنه قولُه تعالى : " لاَ يَبغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " كما في المُحكَم كما سيأتي . حَوَّلَ الشيء : تَحوَّلَ لا زِمٌ مُتَعَدٍّ وقولُ النابغة الجَعْدِي :
أَكَظَّكَ آبائِي فحَوَّلْتَ عَنْهُمُ ... وقُلت له يا بْنَ الحَيَا لا تَحَوَّلا يجوز أن يُستَعملَ فيه حَوَّلْت مكانَ تَحوَّلْت ويجوز أن يريد : حَوَّلْتَ رَحْلَك فحَذف المفعولَ وهذا كثيرٌ كما في المحكَم . وفي العُباب : حَوَّلتُ الشيء : نقلتُه مِن مكانٍ إلى مَكان وَحَوَّلَ أيضاً بنفسِه يتَعدَّى ولا يتَعدّى قال ذو الرُّمّة :
إذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأيتَهُ ... حَنِيفاً وفي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ يَصِفُ الحِرباءَ يعني تَحوَّل هذا إذا رفعتَ الظِّلّ على أنه الفاعل وفتحتَ العَشِيَّ على الظَّرف . ويُروى : الظِّلَّ العَشِيُّ على أن يكون العَشِيُّ هو الفَاعِلَ والظِّلّ مفعولٌ به . قال شَمِرٌ : حَوَّلَتِ المَجَرَّة : صارَتْ في وسَطِ السماءِ وذلك في شِدَّة الصَّيف وإقْبالِ الحَرّ قال ذو الرمة :
وشُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلَا في رُؤوسِهِ ... إذا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوابِكِ يُقال : قَعَد هو حَوالَيهِ بفتح اللام وكسر الهاء مُثنى حَوال . وحَوْلَهُ وحَوْلَيْهِ مُثَنًّى وحَوالهُ كسَحابٍ وأَحْوالَة على أنه جَمْعُ حَوْلٍ بمَعْنًى واحِدٍ . قال الصاغانيُّ : ولا تَقُلْ حَوالِيه بكسرِ اللّامِ . وفي حَدِيثِ الدُّعاء : " اللَّهُمَّ حَوالَينَا ولا عَلَيْنا " . وقالَ الراغِبُ : حَوْلُ الشيءِ : جانِبُه الذي يُمْكِنُه أَنْ يَحُولَ إليه قال اللَّهُ تعالى : " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرشَ وَمَنْ حَوْلَهُ " . وفي شرح شواهِدِ سِيبَويه : وقد يُقال : حَوالَيْكَ وَحَوْلَيْك وإنما يُريدون الإحاطةَ مِن كلِّ وَجْه ويَقْسِمون الجِهاتِ التي تُحِيط إلى جهتَينْ كما يُقالُ : أحاطُوا به مِن جانِبَيه ولا يُراد أنّ جانباً مِن جوانِبِه خَلا نقلَهُ شيخُنا . وشاهِدُ الأَحْوالِ قولُ امرئ القيس :
فقالَت سَباكَ اللَّهُ إنَّكَ فاضِحِى ... ألَسْتَ ترَى السُّمّارَ والناسَ أَحْوالي ؟قال ابنُ سِيده : جَعل كُلَّ جزءٍ مِن الجِزمِ المُحيطِ بها حَوْلاً ذَهب إلى المُبالغَة بذلك : أي إنه لا مكانَ حولَها إلّا وهو مشغولٌ بالسُّمَّار فذلك أَذْهَبُ في تعذُّرِها عليه . واحْتَوَلُوه : احْتاشُوا عليه ونَص المحكَم والعُباب : احْتَوشُوا حَوالَيه . وحاوَلَهُ حِوالاً بالكسر ومُحاوَلَةً : رامَهُ وأراده كما في المحكَم . والاسمُ : الحَوِيلُ كأمِيرٍ كما في العُباب ومنه قولُ بَشامَةَ بنِ عمرو الذي تقدَّم . وكُلُّ مما حَجَز بينَ شَيئينِ فقد حالَ بينَهما حَوْلاً . قال الراغِبُ : يقال ذلك باعتِبارِ الانفصالِ دُونَ التَّغيُّر قال اللّه تعالى : " وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرءِ وَقَلْبِهِ " أي يَحجِزُ . وقال الراغِبُ : فيه إشارةٌ إلى ما قيل في وَصْفِه : مُقَلِّب القُلُوب وهو أن يُلقِىَ في قلبِ الإنسان ما يَصْرِفُه عن مُرادِه لحِكْمةٍ تَقْتَضِي ذلك وقِيلَ على ذلك : " وَحِيلَ بَينَهُم وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ " . وفي العُباب : أي يَمْلِك عليه قَلْبَه فيُصَرِّفُه كيف شاء . قال الراغِبُ : وقال بعضُهم في معنى قوله : " يَحُولُ بَين المَرءِ وقَلْبِهِ " : هو أن يُهْلِكَه أو يَرُدَّه إلى أرذَلِ العُمر لِكَيلا يَعْلَم مِن بَعْدِ عِلْمٍ شيئاً . واسمُ الحاجِزِ : الحِوالُ والحُوَلُ ككِتابٍ وصُرَدٍ وجَبَلٍ . وفي المُحكَم : الحِوالُ والحوال والحَوَلُ . وفي العُباب : قال اللَّيثُ : الحِوالُ بالكسر : كلّ شيء حالَ بينَ اثنين يُقال : هذا حِوالٌ بينَهما : أي حائِلٌ بينَهما كالحِجازِ والحاجِز . وحَوالُ الدَّهْرِ كسَحابٍ : تَغيّرُه وصَرفُه قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلد :
" أَلاَ مِن حَوالِ الدَّهْرِ أصبحت ثاويا وهذا مِن حُولَةِ الدَّهْرِ بالضمّ وحَوَلانِه مُحرَّكةً وحِوَلِه كعِنَبٍ وحُوَلائِه بالضم مع فَتح الواو : أي مِن عَجائِبِه . ويقال أيضاً : هو حُولَةٌ من الحُوَلِ : أي داهِيَةٌ مِن الدَّواهي . وتَحَوَّل عنه : زال إلى غَيرِه وهو مُطاوِعُ حَوَّله تَحْوِيلاً . والاسمُ الحِوَلُ كعِنَبٍ ومنه قولهُ تعالى : " لاَ يَبغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " . وجَعله ابنُ سِيدَه اسماً مِن : حَوَّلَه إليه . وفي العُباب في معنى الآية : أي تَحَوُّلاً يقال : حالَ مِن مَكانِه حِوَلاً وعادَني حُبُّها عِوَداً . وقيل : الحِوَلُ : الحِيلَةُ فيكون المعنَى على هذا الوَجْهِ : لا يَحتالُون مَنْزِلاً عنها . تَحَوَّلَ : حَمَل الكارَةَ على ظَهرِه وهي الحالُ يقال : تَحَوَّلَ حالاً : حَملَها . تحوّلَ في الأمرِ : احْتالَ وهذا قد تقدَّم . تحوَّلَ الكِساءَ : جَعَل فيه شَيئاً ثم حَمَله على ظَهرِه : كما في المُحكَم . والحائلُ : المُتغيِّرُ اللَّونِ من كلِّ شيء مِن : حالَ لونُه : إذا تَغيَّر واسودَّ عن أبي نَصر ومنه الحديث : " نهى عن أن يَستَنجِيَ الرجلُ بعَظْمٍ حائلٍ " . الحائِلُ : ع بجَبَلَي طَيِّئ عن ابنِ الكَلْبي قال امرؤ القَيس :
يا دارَ ماوِيَّةَ بالحائِلِ ... فالفَرْدِ فالخَبْتَيْنِ مِن عاقِلِ وقال أيضاً :
تَبِيتُ لَبُونِي بالقُرَيَّةِ أُمَّناً ... وأَسْرَحُها غِبّاً بأَكْنافِ حائِلِالحائلُ أيضاً : ع بنَجْدٍ . والحَوالَةُ : تَحْوِيلُ نَهْرٍ إلى نَهْر كما في المحكم . قال : والحالُ : كِينَةُ الإنسانِ وما هو عليه مِن خيرٍ أو شَرّ . وقال الراغِب : الحالُ : ما يَختَصُّ به الإنسانُ وغيرُه من الأمورِ المتغيِّرة في نَفسِه وبَدَنِه وقُنْيَتِه . وقال مَرَّةً : الحالُ يُستَعْمَلُ في اللّغَةِ للصِّفةِ التي عليها المَوصوفُ وفي تعارُفِ أهلِ المَنطِق لكيفيَّةٍ سريعةِ الزَّوال نحوُ حرارةٍ وبُرودَةٍ ورُطُوبةٍ ويُبُوسةٍ عارِضةٍ . كالحالَةِ وفي العُباب : الحالَةُ : واحِدَةُ حالِ الإنسانِ وأحوالِه . قال اللَّيثُ : الحالُ : الوَقْتُ الذي أنتَ فيه . وشَبَّه النَّحْويُّون الحالَ بالمَفْعُولِ وشَبَهُها به من حيثُ إِنها فَضْلَةٌ مثلُه جاءت بعدَ مُضيِّ الجُمْلة ولها بالظَّرْفِ شَبَهٌ خاصٌّ من حيثُ إنها مفعولٌ فيها ومَجِيئُها لبَيانِ هَيئَةِ الفاعلِ أو المَفْعُولِ . وقال ابنُ الكَمال : الحالُ لُغَةً : نِهايةُ الماضِي وبدايةُ المستَقْبَل واصطلاحاً : ما يُبيِّن هيئةَ الفاعلِ أو المفعول به لفظاً نحو : ضربتُ زيداً قائماً أو معنًى نحو : زيدٌ في الدارِ قائماً . يؤنَّثُ ويُذَكَّرُ والتأنيثُ أكثَرُ . ج : أَحوالٌ وأَحْوِلَةٌ هذه شاذَّةٌ . وتَحَوَّلَهُ بالمَوْعِظَةِ والوَصِيَّةِ : تَوخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقَبُولِها قاله أبو عمرٍو وبه فَسَّر الحديثَ : " كان يَتَحوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ " ورواه بحاءٍ غيرِ مُعْجَمة وقال : هو الصَّوابُ . وحالاتُ الدَّهْرِ وأحوالُه : صُروفُه جَمعُ حالَةٍ وحالٍ . والحال : أيضاً : الطِّينُ الأسوَدُ مِن حالَ : إذا تغَيَّر وفي حديث الكَوثَر : " حالُهُ المِسْك " . أيضاً : التّرابُ اللَّينِّ الذي يُقال له : السَّهْلَة . أيضاً : وَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ ويُنفَضُ في ثَوْبٍ يقال : حالٌ مِن وَرَق ونُفاضٌ مِن وَرِق . أيضاً : الزَّوجَةُ قال ابنُ الأعرابيّ : حالُ الرجُلِ : امرأتُه هُذَلِيَّةٌ وأنشد :
" يا رُبَّ حالٍ حَوْقَلٍ وَقَّاع
" تَرَكْتُها مَدِينَةَ القِناع أيضاً : اللَّبَنُ كما في المُحكَم . أيضاً : الحَمْأَةُ هكذا خَصَّه بعضُهم بها دُونَ سائرِ الطِّين الأسْودِ ومنه الحديث : " إنَّ جِبريلَ أخذَ مِن حالِ البَحْرِ فأَدْخَلَهُ فا فِرْعَوْن " . الحالُ : ما تَحْمِلُه على ظَهْرِك كما في العُباب زاد ابنُ سِيدَه : ما كانَ وقد تَحوَّلَه : إذا حَمَله وتقدَّم . أيضاً : العَجَلَةُ التي يَدِبُّ عليها الصَّبِيُّ إذا مَشَى وهي الدَّرّاجَةُ قال عبدُ الرحمن بنُ حَسّانَ :
ما زالَ يَنْمِى جَدُّه صاعِداً ... مُنْذُ لَدُنْ فارَقَهُ الحالُ كما في العُباب . وفي اقتطافِ الأزاهر : تَجْعَلُ ذلك للصَّبِي يتَدرَّب بها على المشي . أيضاً : مَوْضِعُ اللِّبدِ مِن الفَرَسِ أو طَرِيقَةُ المَتْنِ وهو وسَطُ ظَهرِه قال امْرُؤ القَيسِ :
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ... كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزِّلِ أيضاً : الرَّمادُ الحارُّ عن ابنِ الأعرابيّ . أيضاً : الكِساءُ الذي يُحْتَشُّ فيه كما في العُباب . أيضاً : د باليَمَنِ بِديارِ الأَزْد كما في العباب . زاد نَصْرٌ ثم لِبارِقٍ وشَكْرٍ منهم قال أبو المِنْهال عُيَينَةُ بن المِنْهال : لَمّا جاء الإسلامُ سارَعَتْ إليه شَكْرٌ وأبطأت بارِقٌ وهم إخوتُهم واسمُ شَكْرٍ : والان . والحَوْلَةُ : القُوَّة أو المَرَّةُ مِن الحَوْل . الحَوْلَةُ : التَّحَولُ والانقِلابُ . أيضاً الاستِواءُ على الحالِ : أي ظَهْرِ الفَرَسِ يقال : حالَ على الفَرَسِ حَوْلَةً . الحُولَةُ بالضّمِّ : العَجَبُ قال الشاعِر :
ومِن حُولَةِ الأيَّامِ والدَّهْرِ أَنَّنا ... لَنا غَنَمٌ مَقْصورةٌ ولَنا بَقَرْج : حُولٌ . الحُولَةُ : الأَمْرُ المُنْكَرُ الداهي وفي المُحكَم : ويُوصَفُ به فيقال : جاء بأَمْرٍ حُولَةٍ . واسْتَحالَهُ : نَظَر إليه هل يَتَحرَّكُ كما في المُحكَم كأنه طَلَبَ حَوْلَه وهو التحرُّكُ والتغيُّر . وناقَةٌ حائِلٌ : حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ كما في المُحكَم قال الراغِبُ : وذلك لتَغَيُّرِ ما جَرَتْ به عادَتُها . أو هي التي لم تَلْقَحْ سَنةً أو سنتَينْ أو سَنَواتٍ وكذلك كُلُّ حائِلٍ كذا في النُّسَخ . وفي المُحكَم : كلُّ حامِلٍ يَنْقطِعُ عنها الحَملُ سنةً أو سنواتٍ حتى تَحْمِلَ . ج : حِيالٌ بالكسر وحُولٌ بالضمِّ وحُوَّلٌ كسُكَّرٍ وحُولَلٌ وهذه اسمُ جَمعٍ كما في المحكَم ونَظِيرُه : عائِطٌ وعُوَّطٌ وعُوطَطٌ وقد تقدَّم . وشاهِدُ الحُولِ ما أنْشَدَه اللَّيثُ :
وِراداً وحُوّاً كلَوْنِ البَرُودِ ... طِوالَ الخُدُودِ فَحُولاً وحُولَا وحائلُ حُولٍ وحُولَلٍ مُبالَغَةٌ كرَجُلِ رِجالٍ . أو إن لم تَحْمِلْ سَنَةً فحائِلٌ وذلك إذا حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ . إن لم تَحْمِلْ سنَتَيْن فحائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ . وفي بعض النُّسَخ : أو سنتين . وقد حالَتْ حُؤُولاً كقُعُودٍ وحِيالاً وحِيالَةً بكسرِهما . وأَحالَتْ وحَوَّلَتْ وهي مُحَوِّلٌ وقيل : المُحَوِّلُ : التي تُنْتَجُ سنةً سَقْباً وسَنَةً قَلُوصاً . والحائِلُ : الأُنْثَى مِن أولادِ الإبِلِ ساعةَ تُوضَعُ كما في المُحكَم وقال غيرُه : ساعةَ تُلْقِيه مِن بَطْنِها . في العُباب : لأنه إذا نُتِجَ ووَقَع عليه اسمُ تذكيرٍ وتأنيثٍ فإنّ الذَّكَر منها سَقْبٌ والأنثى حائِلٌ . يُقال : نُتِجَت الناقَةُ حائِلاً حَسَنةً ولا أفعلُ ذلك ما أَرْزمَتْ أمُّ حائلٍ والجَمْعُ : حُوَّلٌ وحَوائِلُ . الحائلُ أيضاً : نَخْلَةٌ حَمَلتْ عاماً ولم تَحْمِلْ عاماً وقد حالَتْ حُؤولاً . وقُرَّةُ بنُ عبدِ الرحمن بنِ حَيْوِيلٍ المَعافِرِيُّ مُحَدِّثٌ عن الزُّهرِيّ ويَزِيدَ بن أبي حَبِيب وعنه ابنُ وَهْب وابنُ شابُور وجَمْعٌ ضَعَّفه ابنُ مَعِين وقال أحمدُ : مُنْكَرُ الحديثِ جدّاً مات سنةَ 147 . قلت : وأبوه حَدَّث أيضاً . والمَحَالَةُ : المَنْجَنُونُ يُستَقَى عليها الماءُ قاله اللَّيث . قيل : هي البَكْرَةُ العَظِيمةُ يُستقَى بها الإبِلُ قال الأعشى :
فانْهَى خَيالَكِ يا جُبَيرُ فإنَّهُ ... في كُلِّ مَنْزِلَةٍ يَعُودُ وِسادِي
تُمْسِى فَيَصْرِفُ بابُها مِن دُونِها ... غَلَقاً صَرِيفَ محالَةِ الأَمْسادِ ج : مَحالٌ ومَحاوِلُ قال :
" يَرِدْنَ واللَّيلُ مُرِمٌّ طائِرُهْ
" مُرْخًى رِواقاهُ هُجُودٌ سامِرُهْ
" وَرا المَحالِ قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ المَحالَةُ : واسِطَةُ كذا في النّسَخ والصَّواب كما في العُباب والمحكَم : واسِطُ الظَّهْرِ فيقال : هو مَفْعَلٌ ويقال : هو فَعالٌ والمِيمُ أصليّة . قِيل : المَحالَةُ الفِقارُ كالمَحالِ فيهما . وفي المحكَم : المَحالَةُ : الفَقارَةُ ويجوز كونُه فعالة والجمعُ : المَحالُ . والحَوَلُ محرَّكةً : طهُورُ البَياضِ في مُؤْخِرِ العَيْن ويكونُ السَّوادُ مِن قِبَلِ الماقِ أو هو إقْبالُ الحَدَقَة على الأَنْفِ نَقلَه اللَّيث . أو هو ذَهابُ حَدَقَتِها قِبَلَ مُؤْخِرِها أو أن تكونَ العَين كأنما تَنظُر إلى الحِجَاجِ أو أن تَميلَ الحَدَقَةُ إلى اللِّحاظِ كلّ ذلك في المحكَم والمشهورُ من الأقوالِ الأَوَّلُ . وقد حَوِلَتْ وحالَتْ تَحالُ وهذه لُغة تَمِيمٍ كما قاله اللَّيث . واحْوَلَّتْ احْوِلالاً . وقولُ أبي خِراشٍ :
" وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِيرِقيل : معناه : انْقَلَبَتْ . وقال محمدُ ابنُ حَبِيب : صار أحْوَلَ . قال ابنُ جِنِّي : فيجبُ أن يقال : حَوِلَتْ كعَوِرَ وصَيِدَ وهو أَحْوَلُ وأَعْوَرُ وأَصْيَدُ . فعلَى قولِ ابنِ حَبيب ينبغي كونُ حالَتْ شاذّاً كما شَذّ اخْتارَ في مَعْنى اخْتَوَر . ورَجُلٌ أَحْوَلُ وحَوِلٌ ككَتِفٍ بَينُ الحَوَلِ . وأحالَ عَينَه وحَوَّلَها : صَيَّرها حَوْلاءَ أي ذاتَ حَوَلٍ . والحِوَلاءُ بالكسر والمَدّ كالعِنَباء والسِّيَراءِ قال : ولا رابعَ لها في الكلام وتُضَمُّ وهذه عن أبي زَيد كالمَشِيمَةِ للنّاقَةِ أي : الحِوَلاءُ للناقَةِ كالمَشِيمَةِ للمرأة وهي جِلْدَةٌ خَضْراءُ مَملُوءةٌ ماءً تَخرُج مع الوَلَد فيها أَغْراسٌ فيها خُطُوطٌ حُمْرٌ وخُضْرٌ تأتي بعدَ الوَلَدِ في السَّلَى الأَوّل وذلك أوّلُ شيء يَخرُج منه . قاله ابنُ السِّكِّيت . وقد يُستَعمَلُ للمرأة . وقال أبو زيد : الحِوَلاءُ : الماءُ الذي يَخرُجُ على رأْسِ الوَلَد إذا وُلِد . وقال غيرُه : هو غِلافٌ أخضَرُ كأنه دَلْوٌ عظيمةٌ مملوءةٌ ماءً وتَتفقَّأُ حينَ تَقعُ على الأرض ثم يخرُج السَّلَى فيه القُرنتَان ثم يَخرُج بعدَ ذلك بيومٍ أو بيومين الصاءَةُ ولا تَحْمِلُ حامِلَةٌ أبداً ما كان في الرَّحِم شيء مِن الصاءَة والقَذَرِ أو تُخَلَّصَ وتُنَقَّى . ومنه قولُهم : نَزَلُوا في مِثْلِ حِوَلاءِ الناقةِ وفي مَثَلٍ : حِوَلاء السَّلَى يُريدُون بذلك الخِصْبَ وكثرةَ الماءِ والخُضْرةِ لأنّ الحِوَلاءَ ملآى ماءً رِيّاً وهو مَجازٌ . مِن مَجاز المَجاز : احْوالَّتِ الأرضُ احْوِيلالاً : اخْضَرَّتْ واستَوَى نَباتُها ويقال : رأيتُ أرضاً مِثلَ الحِوَلاءِ : إذا اخضرَّتْ وأظْلَمتْ خُضرتُها وذلك حينَ يَتفَقَّأُ بعضُها وبعضٌ لم يَتفَقَّأْ . الحِوَلُ كعِنَبٍ : الأُخْدُودُ الذي يُغْرَسُ فيه النَّخْلُ على صَفٍّ عن ابنِ سِيده . والحِيالُ ككِتابٍ : خَيطٌ يُشَدُّ مِن بِطانِ البَعِير إلى حَقَبِه لئلّا يَقعَ الحَقَبُ على ثِيلِه كذا في المُحكَم . وفي العُباب : قال أبو عمرٍو : والحُوَلُ مِثالُ صُرَدٍ : الخَيْطُ الذي بينَ الحَقَبِ والبِطان . الحِيالُ : قُبالَةُ الشيء يقال : هذا حِيالَ كَلمتِك : أي مُقابَلةَ كلمتِك يُنصَبُ على الظَّرف ولو رُفع على المبتدأ والخبرِ لَجاز ولكن كذا رواه ابنُ الأعرابيّ عن العَرب قاله ابنُ سِيدَه . يُقال : قَعدَ حِيالَهُ وبحيالِه : أي بإزائه وأصلُه الواو كما في العُباب . والحَوِيلُ كأَمِيرٍ : الشاهِدُ . حَوِيل : ع كما في المُحكَم . الحَوِيلُ : الكَفِيلُ والاسمُ منه الحَوالةُ بالفتح . وعبدُ اللَّهِ بنُ حَوالَةَ الأزدَيُّ أو ابنُ حَوْلِيٍّ بفتح فسكون وتشديد الياء كذا ذكره ابنُ ماكُولا كنيته أبو حَوالَةَ صَحابِيٌّ رضي الله عنه نَزل الأُرْدُنَّ . تَرجَمتُه في تاريخ دمشق له ثلاثَةُ أحادِيث روَى عنه مَكْحولٌ ورَبِيعةُ بن يَزِيدَ وعِدَّةٌ . قال الواقِدِيُّ : مات سنةَ ثمانٍ وخمسين . وبَنُو حَوالَةَ : بَطْنٌ مِن العرَب عن ابنِ دُرَيد . وعبدُ اللَّهِ بنُ غَطَفانَ كان اسمُه عبدَ العُزَّى فغيَّره النبي صلى الله عليه وسلم فسُمِّيَ بَنُوه بَني مُحَوَّلَةَ كمُعَظَّمةٍ هكذا ذكره ابنُ الأعرابيّ ونقله عنه ابنُ سِيدَه وغيرُه ونقله الصاغانيُ أيضاً ولكنه قال : لم أجِدْ في الصَّحابة مَن اسمُه عبدُ اللّه بن غَطَفانَ . قلت : وتصفَّحْتُ مَعاجِمَ الصّحابة ممّا تَيسَّرتْ عندي كمُعجَم ابنِ فَهْد والذَّهبي وابنِ شاهين والإصابة للحافظ فلم أجِدْ مَن اسمُه هكذا فيهم فلْيُنظَر ذلك . والمُحَوَّلُ كمُعَظَّمٍ : ع غَربيَّ بَغْدادَ وفي العُباب : قريةٌ نَزِهَةٌ على نهر عيسى غَربيَ بغداد . وفي معجم ياقوت : باب مُحَوَّل : مَحلَّةٌ كبيرة من مَحالِّ بغداد كانت متصلةً بالكَرخ وهي الآن منفردةٌ كالقَرية ذات جامعٍ وسُوق مستَغْنِية بنفسها في غَربيِّ الكَرْخ . وحاوَلْتُ له بَصَرِى مُحاوَلَةً : حَدَّدْتُه نحوَه ورَمَيتُ به عن ابنِ سِيدَه . وامرأَةٌ مُحِيلٌ وناقَةٌ مُحِيلٌ ومُحْوِلٌ ومُحَوِّلٌ : إذا ولَدَتْ غلاماً إثْرَ جاريةٍ أو عَكَستْ أي جارِيةً إثْرَ غُلامٍ نقله الصاغاني عن الكِسائي . قال : ويُقال لها : العَكُومُ أيضاً : إذا حَمَلتْ عاماً ذَكَراً وعاماً أنثى . ورَجُلٌ مُستَحالَةٌ : إذاكان طَرَفا ساقَيهِ مُعْوَجّانِ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : رِجْلٌ مُستَحالَةٌ بكسر الراء وسكون الجيم : إذا كان طَرَفا ساقَيها مُعوَجَّيْن كما في العُباب وفي المُحكَم : رَجُلٌ مُستَحالٌ : في طَرَفي ساقِه اعوِجاجٌ . والمُستَحيِلُ : المَلْآن . وحالَةُ : ع بدِيارِ بَني القَيْنِ قُربَ حَرَّةِ الرَّجْلاء بينَ المدينةِ والشام قاله نَصْر . وحَوْلايا : ة مِن عَمِل النَّهْرَوان كما في العُباب . وحُوالى بالضم : ع . وذُو حَوْلانَ بالفتح : ع باليَمَنِ وفي العُباب : قَريةٌ . قلت : ولعلّه نُسِب إلى ذي حَولانَ ابنِ عمرو بن مالك بن سَهْل جاهِلِيٍّ ذكره الهَمْداني في الأنساب . وتَحاوِيلُ الأَرضِ : أن تُخطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً كما في العُباب . والحَوَلْوَلُ كسَفَرجَلٍ : المُنْكَرُ الكَمِيشُ الشَّديدُ الاحتِيالِ وقد تقَدّم نقلَه ابنُ سِيدَه والصاغاني . وذُو حَوالٍ كسَحابٍ : قَيلٌ من أَقْيالِ اليَمَن نقله الصاغاني وضَبطه بعضُ أئمّة النَّسَب : ككِتابٍ . قال : وهو عامِرُ بن عَوسَجَة المُلقَّب بذي حِوال الأصغر . ن طَرَفا ساقَيهِ مُعْوَجّانِ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : رِجْلٌ مُستَحالَةٌ بكسر الراء وسكون الجيم : إذا كان طَرَفا ساقَيها مُعوَجَّيْن كما في العُباب وفي المُحكَم : رَجُلٌ مُستَحالٌ : في طَرَفي ساقِه اعوِجاجٌ . والمُستَحيِلُ : المَلْآن . وحالَةُ : ع بدِيارِ بَني القَيْنِ قُربَ حَرَّةِ الرَّجْلاء بينَ المدينةِ والشام قاله نَصْر . وحَوْلايا : ة مِن عَمِل النَّهْرَوان كما في العُباب . وحُوالى بالضم : ع . وذُو حَوْلانَ بالفتح : ع باليَمَنِ وفي العُباب : قَريةٌ . قلت : ولعلّه نُسِب إلى ذي حَولانَ ابنِ عمرو بن مالك بن سَهْل جاهِلِيٍّ ذكره الهَمْداني في الأنساب . وتَحاوِيلُ الأَرضِ : أن تُخطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً كما في العُباب . والحَوَلْوَلُ كسَفَرجَلٍ : المُنْكَرُ الكَمِيشُ الشَّديدُ الاحتِيالِ وقد تقَدّم نقلَه ابنُ سِيدَه والصاغاني . وذُو حَوالٍ كسَحابٍ : قَيلٌ من أَقْيالِ اليَمَن نقله الصاغاني وضَبطه بعضُ أئمّة النَّسَب : ككِتابٍ . قال : وهو عامِرُ بن عَوسَجَة المُلقَّب بذي حِوال الأصغر
ومما يُستَدْرَكُ عليه : شاةٌ حائِلٌ : لم تَحْمِلْ وشاءٌ حِيالٌ ومنه حديثُ أمّ مَعْبَد رضي الله تعالى عنها : " والشَّاءُ عازِبٌ حِيالٌ " . وحالَ عن العَهْدِ حُؤُولاً : انقَلَب . وحالَ لونُه : اسْوَدَّ . وحالَ إلى مكانٍ آخَرَ : أي تَحوَّلَ . وحالَ الشَّخصُ : أي تَحرَّك . وقال أَبُو الهَيثَم فيما أَكْتَبَ ابنَه : يقال للقَوم إذا أَمْحَلُوا فقَلَّ لبنُهم : حالَ صَبُوحُهم علي غَبُوقِهم : أي صار صَبُوحُهم وغَبُوقُهم واحداً . وحالَ الشيء : انصَبَّ . والحَوْلُ والحِيلَةُ والقُوَّةُ واحِدٌ . وفي الحديث : " لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللّه العَلِي العظيم كَنْزٌ مِن كُنوزِ الجَنّة " قالَ أبو الهَيثم : الحَوْلُ هنا : الحَرَكةُ والمعنى : لا حَرَكَةَ ولا استطاعةَ إلّا بمشيئةِ اللَّه تعالى . وقال الراغِبُ : الحَوْلُ : مالَهُ مِن القُوّة في أحدِ هذه الأُمورِ الثلاثة : نَفْسِه وجِسمِه وقُنْيتِه ومنه : " لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه " . وحَوْلِيُّ الحَصَى : صِغارُها . والحِوَالَةُ : اسمٌ مِن الإحالة . والمَحِيلَةُ : الحِيلَةُ . وحُولُ الناقةِ بالضمّ : حِيالُها قال :
لَقِحْنَ على حُولٍ وصادَفْنَ سَلْوَةً ... مِن العَيشِ حتّى كُلُّهنُّ مُمَتَّعُ وقال الكِسائي : سمعتُهم يقولون : لا حُولَةَ له : أي لا حِيلَةَ له وأنشد :
لَهُ حُولَةٌ في كُلِّ أَمْرٍ أَرَاغَهُ ... يُقَضِّى بها الأمْرَ الذي كاد صاحِبُهْ وقال أبو سَعِيد : يقالُ للذي يُحالُ عليه وللذي يَقْبَلُ الحَوالَةَ : حَيِّلٌ ككَيِّسٍ وهما الحَيلانِ كما يُقال : البَيِّعانِ . وقال أَبُو عَمْرٍو : أحالَ بفُلانٍ الخُبْزَ : إذا سَمِنَ عنه وكلُّ شيء يُسْمَنُ عنه فهو كذلك . وأحالَ : أقبلَ قال الفَرزْدَقُ يُخاطِبُ هُبَيرَةَ بنَ ضَمْضَم :
وكنتَ كذِئْبِ السَّوْءِ لَمَّا رأى دَماً ... بصاحِبِه يَوماً أحالَ على الدَّمِ أي أقْبلَ عليه . وفي المَثَل :
" تَجنَّبَ رَوْضَةً وأحالَ يَعْدُوأي تركَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاءَ . وأحالَ عليه الحولُ : أي حالَ . وحالَ الشيء : أتَى عليه الحَوْلُ كما في المِصباح . وأحالَ عليه بدَيْنه إحالَةً . وقال اللِّحْيانيُّ : أَحال اللَّهُ عليه الحَوْلَ هكذا ذكره مُتَعدِّياً . قال : وأحالَ الرجلُ إِبِلَه العامَ : إذا لم يُضْرِبْها الفَحْلَ . قال : وأَحْوَلْتُ عينَه : أي جعلتُها ذاتِ حَوَلٍ . واحْتالَ عليه بالدَّيْن مِن الحَوالَة . وأرضٌ مُحْتالَةٌ : لم يُصِبها المَطَرُ وهو مَجازٌ . واسْتحالَ الجَهامَ : نَظَر إليه . وفي الحديث : " بِكَ أُحاوِلُ " قال الأزهريُّ : معناه : بِكَ أُطالِبُ . وحالَ وَتَرُ القَوْسِ : زالَ عِندَ الرَّمْي . وحالَت القَوْسُ وتَرَهَا . وفي المَثَلِ : أَحْوَلُ مِن بَوْلِ الجَمَلِ ؛ لأن بَؤلَه لا يخرج مستقيماً يَذْهَبُ به في إحْدَى الناحِيتيْن . والحائِلُ : كلُّ شَيءٍ تحرَّكَ في مكانِه . وحِيالُ ككِتابٍ : بَلدةٌ مِن أعمال سِنْجار نَزَلَ بها الإمامُ شمسُ الدين أبو بكر عبد العزيز ابن القُطْب سيّدي عبد القادِر الجَيلاني قُدِّس سِرُّه في سنة 508 ، فنُسِب ولدُه إليها وبها وُلِد حَفيدُه الزاهِد شمسُ الدين أبو الكرم محمد بن شِرشِيق الحِيالِيُّ شيخُ بِلاد الجَزيرة في سنة 651 ، وتوفي بها سنَة 739 . والحَيَّالُ كشَدّادٍ : صاحبُ الحِيلة وكذلك الحِيَلِي بكسرٍ ففتح . وحولّة بتشديد اللام : لَقَب جماعةٍ بطَرابُلُسِ الشام . وحَيوِيلُ بنُ ناشِرَةَ المِصْريّ الأعورُ رَوى عن عمرو بن العاص وشًهِد صِفّينَ مع مُعاوية
الخَلْقُ فى كَلام العَرَبِ على وَجْهَيْنِ : الإِنشاءُ على مِثالٍ أَبْدَعَه والآخَرُ : التَّقْدِيرُ . وكُل شَيْءٍ خَلَقه اللَّهُ فهو مُبْتَدِئُه عَلَى غيرِ مِثالٍ سُبِقَ إِليه : " أَلا لَه الخَلْقُ والأَمْرُ " و " فتَبارَكَ اللّهُ أحْسَنُ الخالِقِينَ " قالَ ابْنُ الأَنْبارِيّ : مَعْناه أَحْسَنُ المُقَدِّرِينَ وقولُه تَعالى : " وتَخْلُقُونَ إِفْكاً " أي : تُقَدِّرُونَ كَذِباً وقولُه تعالى : " أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ من الطِّينِ " خَلْقُه : تَّقْدِيرُه ولم يُرِدْ أَنَّه يُحْدِثُ مَعْدُوماً
والخالِقُ فيْ صِفاتِه تَعالَى وعَزَّ : المُبْدِعُ للشَّيْءَ المُخْتَرِع على غَيرِ مِثالٍ سَبَقَ وقالَ الأزْهَرِي : هو الّذِي أوْجَدَ الأشْياءَ جَمِيعَها بعدَ أَنْ لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً وأصْلُ الخَلْقِ : التَّقْدِير فهُوَ باعْتِبار ما مِنْهُ وجودُها مُقَدِّرٌ وبالاعْتِبارِ للإِيجادِ على وَفْقِ التقْدِيرِ خالِقٌ
ويسَمونَ صانعَ الأدِيم وِنَحْوِه الخالِقَ لأنّه يُقَدِّرُ أَولاً ثُم يَفْرِى
ومن المَجازِ : خَلَقَ الإِفْكَ خَلْقاً : إِذا افْتَراهُ كاخْتَلَقَه وتَخَلَّقَه ومنه قوله تَعالَى : " وتَخْلُقُونَ إفكاً " وقُرِىء : " إِنْ هَذا إِلاّ خَلْقُ الأَوَّلِينَ " . أي : كَذِبُهُمْ واخْتِلاقُهُم وقَوْلُه تعالى : " إِنْ هذا إلا اخْتِلاقٌ " أي : تَخَرصٌ وكَذِبٌ
وخَلَقَ الشَّيْءَ خَلْقاً : مَلَّسَه ولَيَّنَه
ومن المَجازِ : خَلَقَ الكَلامَ وغَيْرَه : إِذا صَنَعَه اخْتِلاقاً
وتَقُولُ العَرَبُ : حَدَّثَنا فُلانٌ بأحادِيثِ الخَلْقِ وهي الخُرافاتُ من الأحادِيثِ المُفْتَعَلَة
وخَلَقَ النِّطْعَ والأدِيمَ خَلْقاً وخَلْقَةً بفَتْحِهما : إِذا قَدَّرَه وحَزَرَه أو قَدَّرَه لما يُرِيدُ قَبْلَ أن يَقْطَعَه وقاسَهُ لِيَقْطَعَ مِنْهُ مَزادَةً أَو قِرْبَةً أو خُفُّا فإِذا قَطَعَه قِيلَ : فَراهُ
قالَ زُهَيْرٌ يمدَحُ هَرِمَ بنَ سِنان :
ولأنْتَ تَفْرِى ما خَلَقْتَ وبَع ... ضُ القَوْم يَخْلُقُ ثم لا يَفْرِى أي : أنْتَ إذا قَدرتَ أَمرًا قَطَعْتَه وأَمْضَيْتَه وغَيْرُك يُقَدِّر مالا يَقْطَعُه لأَنَّه ليس بماضِي العَزْم وأَنْتَ مَضّاءٌ على ما عَزَمْتَ عليه
وقالَ اللَّيْثُ : وهُنَّ الخالِقاتُ ومنه قَوْلُ الكُمَيْتِ :
أَرادُوا أَنْ تُزايِلَ خالِقات ... أَدِيمَهُمُ يَقِسْنَ ويَفْتَرِينَا يَصِفُ ابْنَيْ نِزارِ بنِ مَعَد وهُما رَبِيعَةُ ومُضَرُ أَرادَ أَنَّ نَسَبَهم وأَدِيمَهُم واحِدٌ فإذا أرادَ خالِقاتُ الأدِيم التَّفْرِيقَ بينَ نَسَبِهم تَبَيَّنَ لهم أَنّه أَدِيمٌ واحِدٌ لا يَجُوزُ خَلْقُه للقَطْع وضَرَب النِّساءَ الخالِقاتِ مَثَلاً للنَّسّابِينَ الَّذِينَ أَرادُوا التَّفْرِيقَ بينَ ابْنَيْ نِزارٍ وفي حَدِيثِ أُخْتِ أُمَيَّةَ بنِ أبِي الصَّلْتِ : " قالَتْ : فدَخَلَ علي وأَنا أَخْلُقُ أَدِيماً " أَي : أُقَدِّرُه لأقطعَه وقالَ الحَجّاجُ : " ما خَلَقْتُ إِلاَّ فَرَيْتُ وما وَعَدْت إِلاَّ وَفَيْتُ "
وخَلَقَ العُودَ : سَوّاه كخَلَّقَه تَخْليقاً ومنه قِدْحٌ مُخَلَّق أَي مُسْتَو أملَسُ مُلَيَّن وقيل : كُلًّ ما لُيِّنَ ومُلِّسَ فقد خُلِّقَ وأَنْشَد الجَوْهرِي للشاعر يَصِفُ القِدْحَ :
فخَلَّقْتُه حَتَّى إِذا تَمَّ واسْتَوَى ... كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كمَتْنِ إِمامِ
قَرَنْتُ بحِقْوَيْهِ ثَلاثاً فلَمْ يَزُغْ ... عَن القَصْدِ حَتّى بُصِّرَتْ بدِمام وخَلِقَ الشّيْءُ كفَرِحَ وكَرُمَ : امْلأسُّ ولانَ واسْتَوى وقد خَلَّقَهُ هو يُقال : حَجَرٌ أَخْلَقُ أي : لَين أمْلَسُ مُصْمَتٌ لا يُؤَثِّرُ فيه شَيءٌ . وصَخْرَةٌ خَلْقاءُ : مُصْمَتَةٌ مَلْساءُ وكذلِكَ هَضْبَةٌ خَلْقاءُ أي : لا نَباتَ بها وقِيلَ : صَخْرَةٌ خَلْقاءُ بَيِّنَةُ الخَلَقِ : ليسَ فِيها وَصْمٌ ولا كَسْرٌ وفي الحَدِيث : " لَيْسَ الفَقِيرُ فَقِيرَ المالِ إنَّما الفَقِيرُ الأَخْلَقُ الكَسْب " يَعْنِي الأَمْلَسَ من الحَسَناتِ أرادَ أنَّ الفَقْرَ الأكْبَرَ هو فَقْرُ الآخِرِة
ويُقال : رَجُلٌ أَخْلَقُ من المالِ أَي : عارٍ منه وقالَ الأعْشَى :
" قَدْ يَتْرُكُ الدَّهْرُ في خَلْقاءَ راسِيَةٍوَهْياً ويُنْزِلُ مِنْها الأَعْصَمَ الصَّدَعَا وخَلُقَ الرجلُ كَكَرُمَ : صارَ خَلِيقاً أَي : جَدِيراً يُقال : فُلانٌ خَلِيقٌ بكَذا أَي : جَدِيرٌ به وقد خَلُقَ لذلِكَ كأَنَّه مِمَّنْ يُقَدَّرُ فيه ذاك وتُرَى فيه مَخايِله
وقالَ اللِّحْيانِيُّ : إِنَّه لخَلِيق أَن يَفْعَلَ ذلِك وبأنْ يَفْعَلَ ذلك ولأنْ يَفعَلَ ذلكَ ومِنْ أَنْ يَفْعَلَ ذلِك قالَ : والعَرَبُ تَقُولُ : يا خَلِيقُ ذلِكَ فتَرفَعُ ويا خَلِيقَ بذلِكَ فتَنْصِب قالَ ابن سِيدَه : ولا أَعْرِفُ وَجْهَ ذلِك
ويُقالُ : إنَّه لخَلِيق أيْ : لحَرِيٌّ يُقالُ ذلك للشَّيْءَ الَّذِي قَد قَرُبَ أَن يَقَع وصَح عندَ من سَمِعَ بوُقُوعِه كَوْنه وتَحْقِيقُه واشْتِقاق خَلِيقٍ من الخَلاقَةِ وهو التَّمرِينُ من ذلِكَ أَن يَقُولَ للذِي قد أَلِفَ شَيئاً : صارَ ذلِكَ له خُلُقاً أَي : مَرَنَ عليه ومن ذلِكَ الخُلُق الحَسَنُ
والخَلاقَةُ والخُلُوقَةُ : المَلاسَة
وخَلُقَت المَرْأَةُ خَلاقَةً : حَسُنَ خُلُقُها
ويُقالُ : هذِه قَصِيدَةٌ مَخْلُوقَةٌ أي : مَنْحُولَةٌ إِلى غيَرِ قائِلِها نَقَلَه الجوهريُّ وهو مَجازٌ
وخوالِقُها فى قَوْلِ لَبيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه :
والأَرْض تَحْتَهُمُ مِهادًا راسِياً ... ثَبَتَتْ خَوالِقُها بصُمِّ الجَنْدَلِ أي : جِبالُها المُلْسُوالخَلِيقَةُ : الطَّبِيعَةُ يُخْلَقُ بها الإنْسانُ وقالَ اللِّحْيانِي : هذه خَلِيقَتُه الَّتِي خُلِقَ عَلَيْها وخُلِقَها والَّتِي خُلِقَ : أَرادَ الّتِي خُلِقَ صاحِبُها وقال أَبو زَيْد : إِنَّه لكَرِيمُ الطَّبِيعَةِ والخَلِيقَةِ والسَّلِيقَةِ بمعنىً واحِدٍ والجَمْعُ خلاَئِقُ قال لَبِيدٌ :
فاقْنَعْ بما قَسَمَ المَلِيلكُ فإنَّما ... قَسَمَ الخَلائِقَ بَيْنَنا عَلاّمُها نَقَله الجَوهَرِي . والخَلِيقَةُ : النّاسُ كالخَلْقِ يُقال : هم خَلِيقَةُ اللهِ وخَلْقُ اللهِ وهُوَ في الأَصْلِ مَصْدرٌ كما في الصِّحاح
وقولُهُم في الخَوارِج : " هم شَرُّ الخَلْقِ والخَلِيقَةِ " قالَ النضْرُ : الخَلِيقَةُ : البَهائِمُ
وقالَ أبو عَمْرٍو : الخَلِيقَةُ : البِئْرُ ساعَةَ تُحْفَرُ وقالَ غيرُه : هي الحَفِيرَةُ المَخْلُوقَةُ في الأرْضِ وقِيلَ : هي البئْرُ الَّتِي لا ماءَ فِيها وقِيلَ : هي النقْرَةُ فِي الجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماء وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ : الخُلُقُ : الآبارُ الحَدِيثاتُ الحَفْرِ
وقالَ الأَزْهَرِيُّ : الخَلائِق : قِلاتٌ بذِرْوَةِ الصَّمّانِ تُمْسِكُ ماءَ السَّماءَ في صفاةٍ مَلْساءَ خَلَقَها اللَّهُ تَعالَى فِيها وقد رَأيْته
وخَلِيقَةٌ كسَفِينَة : ع بالحِجازِ على اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً من المَدِينَةِ على ساكِنِها أفْضَلُ الصَّلاةِ والسُّلام بينَها وبينَ دِيارِ بَنِى سُلَيْم . وخَلِيقَةُ أيْضاً : ماءٌ إلى الجادة بينَ مَكةَ واليَمامَةِ لبَنِي العَجْلانِ
وخَلِيقَةُ : اسمُ امْرأَةِ الحَجّاج ابنِ مِقْلاصٍ مُحَدِّثَة عن أُمِّها رَوَى عنها زَوْجُها ذَكَرها الأَمِيرُ . وخَلَقَ الثَّوْبُ كنَصَرَ وكَرُمَ وسَمِعَ خُلُوقاً وخُلُوقَةً وخَلَقاً مُحَرَّكَةً وخَلاقَةً أي : بَلِىَ قالَ ابنُ بَرِّىِّ : شاهِدُ خَلُقَ قولُ الأعْشَى :
أَلا يا قَتْلُ قد خَلُق الجَدِيدُ ... وحُبُّكِ ما يَمُح ولا يَبيدُ ويُقالَ : هُو مَخْلَقَةٌ بذلِك كمَرْحَلَةٍ وكذا الأَمْرُ مَخْلَقَةٌ لكَ وإَنَّه مَخْلَقَة من ذلِك مثل مَجْدَرَة ومَحْراةٌ ومَقْمَنَةٌ وكذلكَ الاثْنانِ والجميعُ والمُؤَنَّثُ قاله اللِّحْيانِيّ
وسَحابَةٌ خَلِقَةٌ وخَلِيقَة كَفرِحَة وسَفِينَةٍ أي : فيها أَثَرُ المَطَرِ كما في الصِّحاح وأَنْشَدَ قَولَ أبِي دُوادٍ الآتِي فيما بعدُ
والخَلَقُ مُحَرَّكَةً : البالِي يُقال : ثَوْبٌ خَلَق ومِلْحَفَةٌ خَلَقٌ ودارٌ خلَق للمُذَكَّرِ والمُؤَنَثِ قالَ الجَوْهرِي : لأَنّه في الأَصْلِ مَصدَر الأخْلَقِ وهو الأَمْلَسُ وفي اللِّسان : قالَ اللِّحْيانِي : قال الكِسائي : لم نَسْمَعْهُم قالُوا : خَلَقَةٌ في شَيءٍ من الكَلام وجِسْمٌ خَلَقٌّ ورِمَّة خَلَق قال لَبِيد :
والنِّيبُ إنْ تَعْرُ مِنِّي رِمةً خَلَقاً ... بَعْدَ المَماتِ فإنِّي كُنْتُ أَتَّئرُ هكذا أَنْشَدَه الصَّاغانِيُّ قلتُ : وقد أَنْشَدَتْهُ السَّيِّدَةُ عائِشَةُ - رضِيَ اللَّه عَنْها - أَيضاً وفيه :
ارْقَعْ جَدِيدَكَ إِنّي راقِعٌ خَلَقِي ... ولا جَدِيدَ لِمَنْ لا يَرْقَعُ الخَلَقَا كذا قَرَأتُه في كتاب " لبس المُرَقعَةِ " لأبي المَنْصُورِ السَّرنَجيِّ النَّصِيبِيِّ شيخ أَبِى طاهِرٍ السِّلَفِيِّ ج : خُلْقانٌ بالغًّّ وأَخْلاق وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّىّ في التثْنِيَة لشاعِرٍ :
كأَنَّهُما والآلُ يَجْرِي عَلَيْهِما ... من البُعْدِ عَيْنا بُرْقُع خَلَقانِوقالَ الفَرّاءُ : وإِنّما قِيلَ له بغيرِ هاء لأنَّه كانَ يسْتَعْمَلُ فى الأصلِ مُضافاً فيُقال : أعْطِنِي خَلَقَ جُبَّتِكَ وخَلَق عِمامَتِك ثُمَّ اسْتُعْملَ في الإفْرادِ كَذلِكَ بغيرِ هاءً قال الزَّجّاجِي في شرح رسالَةِ أَدَب الكاتِبِ : ليسَ ما قالَهُ الفَرّاءُ بشَيْءٍ لأنّه يُقالُ له : فلمَ وَجَبَ سقُوُطُ الهاءَ في الإِضافَةِ حَتّىَ حُملَ الإِفْرادُ عليها ؟ ألا تَرَى أَنَّ إِضافَةَ المُؤَنَّثِ إلى المُؤَنَّثِ لا تُوجِبُ إسْقاطَ العلامَةِ منه كقولهِ مِخَدَّةُ هِنْد ومِسْوَرَةُ زَيْنَبَ وما أَشبهَ ذلك وحَكَى الكِسائي : أَصْبَحَتْ ثِيابُهُم خُلْقاناً وخَلَقُهُم جُدُدًا فوضَعَ الواحِدَ في مَوْضِع الجَمْع الذي هو خُلْقان
ويُقالُ : مِلْحَفَةٌ خُلَيْق كزُبَيْر صَغَّرُوه بلا هاءً لأنَّهُ صِفَة وإِنَّ الهاءَ لا تَلْحَقُ تَصْغِيرَ الصِّفاتِ وهذا كنُصَيْفٍ في تَصْغِيرِ امْرَأَة نَصَف
وقد يُقال : ثَوْبٌ أَخْلاقٌ يَصِفُونَ به الواحِدَ : إِذا كانَت الخُلُوقَةُ فيه كُلِّه كما قالُوا : بُرْمَةٌ أعْشارٌ وأرْضٌ سَباسِبُ كما في الصِّحاح وكذا ثَوْبٌ أكياشٌ وحَبْلٌ أَرْمامٌ وهذا النحْوُ كَثِيرٌ وكذلِك مُلاءَةٌ أَخْلاقٌ عن ابنِ الأعْرابِيَ وفي التَّهْذيبِ : يُقال : ثَوْب أَخْلاقٌ يُجْمَع بما حَوْلَه وقالَ الرّاجِزُ :
" جاءَ الشِّتاءُ وقَمِيصِي أَخْلاقْ
" شَراذِمٌ يَضْحَكُ منه التَّوّاقْ وقالَ الفَرّاءُ : إِنّما قِيلَ : ثَوْبٌ أَخْلاقٌ لأن الخُلُوقَةَ تَتَفَشَّى فِيه فتَكْثُرُ فيَصِيرُ كُل قِطْعَة منها خَلَقاً . والخَلُوقُ والخِلاقُ كصَبُورٍ وكِتابٍ : ضَرْبٌ من الطِّيبِ يُتَّخَذُ من الزَّعْفَرانِ وغيرِه وتَغْلِبُ عليه الحُمْرَةُ والصُّفْوَةُ وإِنَّما نُهِى عَنْه لأنَّهُ من طِيبِ النِّساءَ وهُنَّ أَكْثَرُ اسْتِعْمالاً له منهم وشاهِدُ الخَلُوقِ ما أنْشَدَ أبو بَكْرٍ :
" قَدْ عَلِمَتْ إِنْ لَمْ أَجِدْ مُعِينَا
" لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِينَا يَعْنِى امْرَأَتَه يقولُ : إِنْ لَمْ أَجِدْ مَنْ يُعِيننِي عَلَى سَقْيِ الإبِلِ قامَتْ فاسْتَقَتْ مَعِي فوَقَع الطينُ على خَلُوقِ يَدَيْها فاكْتَفَى بالمُسَببِ عن السَّبَبِ وأنْشَدَ اللِّحْيانِيُّ :
ومُنْسَدِلاً كقُرُونِ العَرُو ... سِ تُوسِعُه زَنْبَقاً أو خِلاقَا والخَلاقُ كسَحاب : الحَظًّ والنَّصِيبُ الوافِرُ من الخَيْرِ والصلاحُ يقال : لا خَلاقَ لَهُ أَي : لا رَغْبَةَ لَه في الخَيْرِ ولا صَلاحَ في الدِّينِ ومنه قولُه تَعالى : " أَولئكَ لا خَلاَقَ لَهُمْ في الآخِرَةِ " وكَذا قولُه تَعالى : " فاسْتَمْتَعُوا بخَلاقِهِمْ " أَي : انْتَفَعُوا بهِ وفي حَدِيثِ أَبَي : " إِنَّما تَأكُل مِنْهُ بخَلاقِكَ " أي : بحَظِّكَ ونَصِيبِكَ من الدِّينِ قالَ له ذلك في حَقِّ إِطْعام من أَقْرأَهُ القُرْآنَ
والخُلُقُ بالضَّمِّ وبضَمَّتيْنِ : السَّجيَّةُ وهُو ما خُلِقَ عليهِ من الطًّبْع ومنه حَدِيثُ عائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عنها - : " كانَ خُلُقُه القُرآنَ " : أي كانَ مُتَمَسِّكاً بهِ وبِآدابِهِ وأَوامِرِه ونَواهِيه وما يَشْتَمِلُ عليه من المَكارِم والمَحاسِنِ والألطافِوقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ : الخُلُقُ : المُرُوءةُ والخُلُقُ : الدِّينُ وفِي التنزيل : " وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيم " والجَمْعُ أَخْلاقٌ لا يُكَسرُ على غَيْرِ ذلِك وفي الحَدِيثِ : " لَيْسَ شَيءٌ في المِيزانِ أَثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ " وحَقِيقَتُه أَنَّه لصُورَةِ الأنْسانِ الباطِنَةِ وهي نَفْسُه وأوْصافُها ومعانِيها المُخْتَصَّه بها بمَنْزِلَةِ الخَلْقِ لصُورَتهِ الظاهِرَةِ وأَوْصافِها ومَعانِيها ولهما أوصافٌ حَسَنَةٌ وقَبِيحَةٌ والثوابُ والعقابُ يَتَعَلَّقانِ بأوْصافِ الصُّورَةِ الباطِنَةِ . أَكْثَرَ مِمّا يَتَعَلَّقانِ بأوْصافِ الصُّورَةِ الظّاهِرَةِ ولهذا تَكَررتِ الأَحادِيثُ في مَدْح حُسْنِ الخلُقِ في غَيْرِ مَوْضع كقَولِه : " أَكْمَلُ المُؤْمنِينَ إِيماناً أَحْسَنُهم خُلُقاً " وقوله : " إنَّ العَبْدَ ليُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه دَرَجَةَ الصَّائم القائِم " وقوله : " بُعثْتُ لأتمِّمَ مَكارِمَ الأخلاقِ " وكذلِكَ جاءَت في ذَمِّ سُوءَ الخُلُقِ أَيْضاً أحادِيثُ كَثِيرَة
والأَخلَقُ : الأمْلَسُ المُصْمَتُ من كُلَ شَيءَ قالَ رُؤْبَةُ :
" وَبَطَّنَتهُ بَعْدَ ما تَشَبْرَقَا
" من مَزْقِ مَصْقُولِ الحَواشيِ أَخْلَقا وقالَ ذُو الرُّمة :
أَخَا تَنائِفَ أَغْفَى عندَ ساهِمَةٍ ... بأَخْلَقِ الدَّفِّ مِنْ تَصْدِيرِها جُلَبُ وفي حَدِيثِ عُمَرَ - رِضيَ اللّهُ عنه - : " لَيْسَ الفَقِيرُ الَّذِي لا مَالَ لَه إِنَّما الفَقِيرُ الأخْلَقُ الكَسْبِ " أَرادَ أَنَّ الفَقْرَ الاكبَرَ إِنُّما هو فَقْرُ الآخِرَةِ لمَنْ لم يُقَدِّمْ من مالِه شَيْئاً يُثابُ عليه هُنالِكَ . وفي حَدِيث آخر : " أَمّا مُعاوِيَةُ فرَجُلٌ أخْلَقُ من المالِ "
والخِلْقَة بالكسرِ : الفِطرَة التي فُطِرَ عليها الإنْسانُ كالخَلْقِ "
والخُلْقُ بالضمِّ : المَلاسَةُ والنعُومَةُ كالخلُوقَةِ والخَلاقَةِ بفَتْحِهما على مُقْتَضَى إطلاقِهم والصَّحِيحُ أَن الخُلُوقَةَ بمَعْنَى المَلاسَةِ بالضَّم مَصْدَرُ خَلُقَ ككَرُمَ
وقالَ أَبو سَعِيدٍ : الخَلَقَةُ بالتَّحْرِيكِ : السَّحابَةُ المُسْتَوِيَةُ المُخِيلَةُ للمَطَرِ وأَنْشَدَ لأَبِي دُواد الإِيادِيِّ :
ما رَعَدَتْ رَعْدَةٌ ولا بَرَقَتْ ... لكِنّها أُنْشِئَتْ لنا خَلَقَهْ
فالماءُ يَجْرِى ولا نِظامَ لَهُ ... لو يَجِدُ الماءُ مَخْرَجاً خَرَقَهْ وأَنْشَدَه الجَوْهَرِي على " خَلِقَهْ " كفَرحَة . والخَلْقاءُ من الفَراسِنِ : التِي لا شَقَّ فِيها عن ابْنِ عَبّاد
وفي حَدِيثِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ كُتِبَ له في امْرأةٍ خَلْقاءَ تَزَوَّجَها رَجُلٌ فكَتَب إِليه : " إِنْ كانُوا عَلِمُوا بذلك لكَ يَعْنِي أَولِياءَها فأَغْرِمْهُمْ صَداقَها لزَوْجِها " . الخلقاءُ هي : الرَّتْقاءُ لأنَّها مُصْمَتَةٌ كالصَّفاةِ الخَلْقاءَ قال ابنُ سيدَه : هو مَثَلٌ بالهَضْبَة الخَلْقاءَ لأَنَّها مُصْمَتَةٌ مِثْلُها
كالخُلَّقِ كرُكَّع وهذه عن ابنِ عَبَّاد
والخَلْقاءُ : الصَّخْرَةُ ليسَ فِيها وَصْمٌ ولا كَسْرٌ قالَ ابنُ أَحْمَرَ الباهِلِي :
في رَأسِ خَلْقاءَ مِنْ عنَقاءَ مُشْرِفَةٍ ... لا يُبْتغَي دُونَها سَهْلٌ ولا جَبَلُ وهي بَيِّنَةُ الخلَقِ مُحَركَةً
وقالَ بنُ دُرَيْدٍ : الخَلْقاءُ من البَعِيرِ وغَيْرِه : جَنْبُه ويُقالُ : ضَرَبْت على خَلْقاءَ جَنْبِه أَيضاً أَي : صَفْحَةِ جنَبه
والخَلْقاءُ من الغارِ الأعلَى : باطِنُه وما امْلاَّس منه قالَه اللَّيْثُ
والخَلْقاءُ من الجَبْهَة : مُسْتَواها وما امْلاَّس منها
كالخُلَيْقاءَ بالتَّصغير فِيهما أَي : في الغارِ والجَبْهَة وقِيلَ : هُما ما ظَهَر من الغارِ وقد غَلَب عليه لَفْظُ التصْغيرِ
ويُقال : سُحبُوا على خَلْقاواتِّ جِباهِهِم وهو مَجازٌوالخلَيْقاءُ من الفَرَسِ : حَيْثُ لَقِيتْ جَبْهَتُه قَصَةَ أَنْفِه من مُسْتَدَقِّها وهي كالعِرْنِينِ مِنّا قالَ أَبو عُبَيْدَةَ : في وَجْهِ الفَرَسِ خُلَيقاوانِ وهُما حَيْثُ لَقِيَتْ جَبْهَتُه قَصَبَةَ أَنْفِه قالَ : والخليقانِ عَنْ يَمِينِ الخلَيقْاءَ وشِمالِها يَنْحَدِرُ إِلى العَيْنِ قالَ : والخُلَيْقاءُ بينَ العَيْنَيْنِ وبَعْضُهم يَقول : الخَلْقاءُ . وأَخْلَقَه : كَساهُ ثَوْباً خَلَقاً كما في الصِّحاح وقِيلَ : أَخْلَقَه خَلَقاً : أعْطاهُ إيّاها
ومُضْغَةٌ مُخَلقَةٌ كمُعَظَّمَةٍ : تامَّةُ الخَلْقِ وغَيْرُ مُخَلَّقَةٍ : هو السّقْطُ قالَه الفَرّاءُ وسُئلَ أحْمَدُ بنُ يَحيَى عن قَوْلِه تَعالَى : " مُخَلقَةٍ وغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ " . فقَال : النّاسُ خُلِقُوا على ضَرْبَيْنِ : منهم تامُّ الخَلْقِ ومِنْهُم خَدِيجٌ : ناقِصٌ غَيْر تامٍّ يَدُلُّكَ على ذلِكَ قولُه تَعالَى : " ونُقِرُّ فِي الأرحام ما نَشاءُ " وقالَ ابن الأعْرابِي : مُخَلَّقةٌ : قد بَدا خَلْقُها وغَيْرُ مُخَلَّقَةٍ : لم تُصَوَّرْ
والمُخَلَّقُ كمُعَظَّمٍ : القِدْحُ إذا لُيِّنَ نَقَله الجَوْهَرِي وأنْشَد للشاعِر ِيَصِفُه :
فخَلَّقْتُهُ حَتَّى إِذا تَمَّ واسْتَوَى ... كمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمام وقد تَقَدم ذلِكَ
وخَلَّقَهُ بخَلُوقٍ تَخْلِيقاً أَي : طَيّبَه به فتَخَلَّقَ به : إِذا تَطَيِّب به وخَلَّقَت المَرْأَةُ جسْمَها : إذا طَلَتْه بالخَلُوق وأَنْشَدَ اللِّحْيانِيُّ :
" يا لَيْتَ شِعْرِي عنْكِ يا غَلابِ
" تَحْمِلُ مَعَها أَحْسَنَ الأرْكابِ
" أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بالمَلابِ والمُخْتَلَقُ للمَفْعُولِ : الرَّجُل التّامُّ الخَلْقِ المُعْتَدِلُه وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ - للبُرْج بنِ مُسْهِرٍ - :
فلَمَّا أَنْ تَنَشَّى قامَ خِرْقٌ ... من الفِتْيانِ مُخْتَلَقٌ هَضِيمُ وفي الأساسِ : رَجُلٌ مخْتَلَقٌ : حَسَنُ الخِلْقَةِ وامْرَأَةٌ مُخْتَلَقَة : ذاتُ خَلْقٍ وجِسْم وهو مَجازٌ
وقالَ ابنُ فارِسٍ : يُقال : المخْتَلَقُ من كُلِّ شَيءٍ : ما اعْتَدَلَ منه قال رُؤبَة :
" في غِيلِ قَصْباءَ وخِيسٍ مُخْتَلَقْ ومن المَجازِ : تَخَلَّقَ بغَيْرِ خُلُقِه : إِذا تَكَلَّفَه ومِنْهُ الحَدِيثُ : " مَنْ تَخَلَّقَ للناسِ بما يَعْلَمُ اللهُ أَنَّه لَيْسَ من نَفْسِه شانَهُ اللَّهُ تَعالَى " قالَ المُبَرِّدُ : أَي : أظْهَرَ في خُلُقِه خِلفَ نِيَّتِه وقالَ غَيْرُه : أَي : تَكَلَّفَ أَنْ يُظْهِرَ من خُلُقِه خِلافَ ما يَنْطَوِي عليه مثل تَصَنعَ وتَجَمَّلَ : إِذا أظْهَر الصَّنِيعَ والجَمِيلَ . وتَخَلَّقَ بكَذا : استعْمَلَه من غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقاً فى فِطْرَتِه
وقولُه : تَخَلَّقَ مثل تَجَمَّلَ إِنَّما تأوِيلُه الإظْهارُ قال سالِمُ بنُ وابِصَةَ :
عليكَ بالقَصْدِ فيما أَنْتَ فاعِلُهُ ... إنَّ التَّخَلُّقَ يَأْتِي دُونَه الخُلُقُ أراد بغَيرِ شيمَتِه فحَذَفَ وأَوْصَلَ
واخْلَوْلَقَ السَّحابُ : اسْتَوى وارْتَتَقَت جوانِبُه وقِيل : امْلاسَّ ولان
وقالَ الجَوْهَرِي : يُقال : صارَ خَلِيقاً أَي : جَدِيرًا للمَطَرِ كأَنّه مُلِّسَ تَمْلِيساً وفي حَدِيثِ صِفَةِ السَّحابِ : " واخْلَوْلَقَ بعدَ تَفَرق " أَي : اجْتَمَع وتَهَيَّأ للمَطَرِ وهذا البناءُ للمُبالَغَةِ وهو افْعَوْعَلَ كاغْدَوْدَنَ واعْشَوْشَبَ
واخْلَوْلَقَ الرَّسمُ : اسْتَوَى بالأَرْضِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ ومنه قَولُ المُرَقِّشِ :
ماذَا وُقُوفِي عَلىَ رَبْع عَفا ... مُخْلَوْلِقٍ دارسِ مُسْستَعْجِمَ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للشّاعِر :
هاجَ الهَوَى رَسْمٌ بذَاتِ الغَضَا ... مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ واخْلَوْلَقَ مَتنُ الفَرَسِ : إِذَا امَّلَسَ
ويُقال : خالَقَهُم مُخالَقَة : إِذا عاشَرَهُم على أَخْلاقِهِم ومنه الحَدِيثُ : " اتَّقِ اللَّه حَيْثُ كُنْتَ وأَتبع السَّيَّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُها وخالِقِ النَاسَ بخلقٍ حسَن " . ويقال : خالِصِ المُؤْمِنَ وخالِقِ الكافِرَ وقالَ الشاعِر :خالِقِ النّاسَ بخُلْقٍ حَسَنٍ ... لا تَكُنْ كَلْباً على النّاسِ يَهِرّْ ومما يستدرك عليه : من صِفاتِ الله تعالَى - جلَّ وعَزّ - : الخَلاّقُ ففي كِتابِه العَزِيز : " بَلَى وهُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ " ومَعْناه ومَعْنَى الخالِقِ سواءٌ
وخَلَقَ اللهُ الشَّيْء خَلْقاً : أَحْدَثَه بعدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ
والخَلْقُ : يَكُونُ المَصْدَرَ ويَكُون المَخْلُوقَ
وفي الأساسِ : ومن المَجازِ : خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ : أَوْجَدَهُ على تَقْدِيرٍ أَوْجَبَتْهُ الحِكْمَةُ
وقولُه عَز وجَلَّ : " فليُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ " قيل : مَعْناهُ دِينُ اللَّهِ قالَه الحَسَنُ ومُجاهِد لأنَّ الله فطَرَ الخَلْقَ على الإِسلام وخلَقَهم من ظَهْرِ آدَمَ عليه السلام كالذَّرِّ وأشْهَدَهم أنَّه رَبهُم وآمَنُوا فمَنْ كَفَرَ فقَدْ غَيَّرَ خَلْقَ اللَّهِ وقِيلَ : المُرادُ به هُنا الخِصَاءُ قال ابن عَرَفَة : ذَهَبَ قومٌ إلى أَنَّ قَوْلَهُما حُجةٌ لمن قال : الإِيمانُ مَخلُوقٌ ولا حُجَّةَ له لأنَّ قَوْلَهما : دينُ اللهِ أرادَا حُكْمَ اللهِ وكَذَا قولُ تَعالَى : " لا تَبْدِيلَ لخَلْقِ اللهِ " قالَ قَتادَةُ : أي لدِينِ الله
وحَكَى اللِّحْيانِيُّ عن بَعْضِهم : لا والَّذِي خَلَقَ الخُلُوقَ ما فَعَلْتُ ذلِك يريدُ جَمِيعَ الخَلْق
ورَجُلٌ خَلِيقٌ كأميرٍ بَيِّن الخَلْقِ أَي : تامُّ الخَلْقِ مُعْتَدِلٌ وهي خَلِيقَةٌ وقِيلَ : خَلِيقٌ : تَمَّ خَلْقُه وقيلَ : حَسُنَ خَلْقُه وقالَ اللَّيْثُ : امْرأةٌ خَلِيقَةٌ : ذاتُ جِسْم وخَلْقٍ ولا يُنْعَتُ به الرَّجُل
وفي حَديثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وقَتْلِه أبا جَهْلٍ : " وهو كالجملِ المُخَلَّقِ " . أي : التامِّ الخَلْقِ
والخَلِيقُ كالخَلِيقَةِ عن اللِّحْيانِيِّ قالَ : وقالَ القَنانِيُّ في الكِسائيِّ :
ومالي صَدِيقٌ ناصِحٌ أغْتَدِي لَهُ ... ببَغْدادَ إِلاّ أنْتَ برٌّ مُوافِقُ
يَزِينُ الكسائِيَّ الأَغرَّ خَلِيقَةٌ ... إِذا فَضحَتْ بعضَ الرِّجالِ الخَلائِقُ وقد يَجُوز أنْ يَكُونَ الخَلِيقُ جَمْعَ خَلِيقَة كشَعِيرٍ وشَعِيرَة قالَ : وهُو السّابقُ إليَّ
والخَلِيقَةُ : الأرْضُ المَحفورَةُ
والخُلُقُ : العادَةُ ومنه قَوْلُه تعالى : " إِنْ هذا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ "
وِخَلَقَ الثَّوْبُ : بَلِىَ وأنْشَد ابنُ بَريٍّ للشّاعِرِ :
مَضَوْا وكأنْ لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ أهْلُهُم ... وكُل جَديد صائِرٌ لخُلُوقِ وقد أَخْلَقَ الثَّوْبُ إِخْلاقاً واخْلَوْلَقَ : إذا بلىَ وأخْلَقْتُه أنَا : أَبْلَيتُه يتَعَدى ولا يَتَعدًّى
ويُقال : أَخْلَقَ فَهو مُخْلِق : صارَ ذا إِخْلاقٍ وأَنْشَد ابنُ بَرِّيٍّ لابن هَرْمَةَ :
عَجِبَتْ أُثَيْلَةُ أَنْ رَأتْنِي مُخْلِقاً ... ثَكِلَتْكٍ أُمكِ أَيُّ ذاكِ يَرُوعُ
قد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتَى ورِداؤُه ... خَلَقٌ وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ وأنْشدَ ليَ ابنُ بَرَيّ شاهِدًا على أَخْلَقَ الثَّوبُ لأبِي الأَسْوَدِ الدؤلِيِّ :
نَظَرْتُ إِلى عُنْوانِه فنَبَذْتُه ... كنَبذِكَ نَعْلاً أَخْلَقَتْ من نِعالِكَا وفي حَدِيثِ أُمِّ خالِد : " قالَ لها : أَبْلِى وأَخْلِقِى " يُرْوَى بالقافِ وبالفاءَ من إخْلاقِ الثوْبِ وتَقْطِيعِه والفاءُ بمعنَى العِوَضِ والبَدَلِ وهو الأشْبَهُ وقد تَقَدَّم
وحَكَى بن الأعرابِيِّ : باعَه بَيْعَ الخَلَقِ ولم يُفَسِّرْهُ وأَنْشَدَ :
أبْلغْ فَزارَةَ أَنِّي قد شَرَيْتُ لَها ... مَجْدَ الحَياةِ بسَيْفِي بَيْعَ ذِي الخَلَقِ والخَلْقُ بالفَتحِ : كُلّ شَيْءٍ مُمَلَّس
والخَلائِق : حَمائِرُ الماءَ وهي : صخُورٌ أَرْبعَ عِظامٌ مُلْسٌ تَكُونُ على رَأسِ الرَّكِيَّةِ يَقُوم عليها النّازِعُ والماتِحُ قالَ الرّاعِي :
فغادَرْنَ مَركُوًّا أكَسَّ عَشِيَّةً ... لَدَى نَزَح رَيّانَ باد خَلائِقُهْ وقالَ ابنُ عَبّاد : حَوْضٌ بادِي الخَلائِقِ أَي : النَّصائِب
وسَحابَةٌ خَلْقاءُ مثلُ خَلَقَةٍ عن ابْنِ الأعْرابِيِّوالخَلْقاءُ : السماءُ لمَلاسَتِها واسْتِوائِها
حكِىَ عن الكِسائِيِّ : إِنَّ أَخْلَقَ بكَ أنْ تَفعَلَ كَذا قال : أَرادُوا إِن أَخْلَقَ الأَشْياءَ بكَ أن تَفْعَلَ ذلك . وهو خَلِيقٌ له أَي شَبِيه وما أخْلَقَه أَي : ما أَشْبَهَهُ
ويُقال : أخْلِقْ بهِ أي : أَجْدِرْ بهِ وأَحْرِ بهِ واشتِقاقُه من الخَلاقَةِ وهو التَّمْرِينُ
والخِلاقَى : من مِياه الجَبَلَيْنِ قال زَيْدُ الخَيْلِ الطّائِي - رَضِيَ اللهُ عنه - :
نَزَلْنا بَيْن فَتْكٍ والخِلاقَّى ... بحَيِّ ذِي مُداراةٍ شَدِيدِ وقول ذِي الرمةِ :
ومُخْتَلَقٌ للمُلْكِ أَبْيَضُ فَدْغَمٌ ... أَشَم أَبَجُّ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ عَنَى بهِ أنَّه خُلِقَ خِلْقَةً تَصْلُحُ للمُلْكِ وكذا قَوْلُ ابْنِ أَحْمَرَ :
مُسْتَبْشِرُ الوَجْهِ للأصْحابِ مُخْتَلَقٌ ... لا هَيِّبان ولا فِي أمْرِه زَلَلُ والمُخْتَلَقُ : المُمَلَّسُ قال رُؤْبَةُ :
" فارْتازَ عَيرَىْ سَنْدَرِىٍّ مُخْتَلَقْ واخْلَوْلَقَتِ السَّماءُ أَنْ تُمْطِرَ أي قارَبَتْ وشابَهَتْ
والخَلاقُ كسَحابٍ : الدِّينُ أَو الحَظُّ مِنْهُ
وأخْلَقَ الدَّهْرُ الشَّيْءَ : أبْلاهُ
وأَخْلَقَ شَبابُه : وَلَّى
ويُقالُ للسّائِلِ : أخْلَقْتَ وَجْهَك وهو مَجازٌ
والخُلْقانِيُّ بالضمِّ : نِسْبَةُ من يَبِيعُ الخَلَقَ من الثِّيابِ وغيرِها وقد انْتَسَبَ هكذا بعض المُحَدِّثِينَ منهم : الربِيعُ ابنُ سُلَيْم الأزْدِي وأَبو زِيادٍ إِسْماعِيل ابن زَكَرِيّا وأَبُو سَعِيد الحَسَنُ بنُ خلَفٍ الأسْتَراباذِيِّ وأَبَو عَبْدِ اللّهِ مُوسىَ بنُ داوُدَ الضَّبِّيُّ الخُلْقانِيُّونَ
وخَلُوق كصَبُورٍ أَو خَلُوقَة . بَطْنٌ من العَرَبِ منهم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ الخَلُوقِي وله ابْنانِ : عبدُ الرَّحْمنِ وعَبْدُ الواحِدِ حَدَّثُوا
وأبُو مَرْوانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ هُذَيل ابن إِسْماعِيلَ التمِيمي الخَلَقي مُحَرَّكَةً الفَقِيهُ المُحَدِّثُ الزاهِدُ كانَ يَلْبَس خَلَقَ الثِّيابِ ذَكَرَه القاضِي عِياضٌ فِي المُدارَك توفِّيَ سنة 359
وخُلَّيْقَى كسُمَّيْهَى : هَضْبَةٌ ببلادِ بَنِي عُقَيْلٍ
الطَّبْعُ والطَّبيعَةُ والطِّباعُ ككِتابٍ : الخَليقَةُ والسَّجِيَّةُ التي جُبِلَ عليها الإنسان زادَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَي الطَّبْعُ في الأَصلِ مَصدَرٌ وفي الحديث : " الرِّضاعُ يُغَيِّرُ الطِّباعُ " أَو الطِّباعُ ككِتابٍ : ما رُكِّبَ فينا من المَطعَمِ والمَشرَبِ وغير ذلكَ من الأَخلاق الّتي لا تُزايِلُنا المُرادُ من قولِه : وغير ذلك كالشِدَّةِ والرَّخاءِ والبُخلِ والسَّخاءِ . والطِّباعُ مؤَنَّثَةٌ كالطَّبيعةِ كما في المُحكَمِ . وقال أَبو القاسم الزَّجّاجِيُّ : الطِّباعُ واحِدٌ مُذَكَّرٌ كالنِّحاسِ والنِّجارِ . وقال الأَزْهَرِيّ : ويُجمَعُ طَبعُ الإنسانِ طِباعاً وهو ما طُبِعَ عليه من الأَخلاقِ وغيرِها . والطِّباعُ : واحِدُ طِباعِ الإنسانِ على فِعالٍ نَحو مِثالٍ ومِهادٍ ومثلُه في الصِّحاحِ والأَساسِ وغيرِ هؤلاءِ من الكُتُبِ فقول شيخِنا : ظاهِرُه بل صَريحُه كالصِّحاح أَنَّ الطِّباعَ مفرَدٌ كالطِّبْعِ والطِّبيعَةِ وبه قال بعضُ من لا تَحقيقَ عندَه تقليداً لِمثلِ المُصَنِّفِ والمَشهورُ الذي عليه الجُمهورُ أَنَّ الطِّباعَ جَمعُ طَبْعٍ . يُتَعَجَّبُ من غرابَتِه ومَخالَفَته لِنُقولِ الأَئمَّةِ الّتي سَرَدناها آنِفاً ولَيتَ شِعري مَن المُراد بالجُمهور ؟ هل هم إلاّ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كالجوهَرِيِّ وابنِ سِيدَه والأَزْهَرِيِّ والصَّاغانِيِّ ومِن قَبلِهِم أَبي القاسِم الزَّجّاجِيُّ ؟ فهؤلاءِ كُلُّهُم نقلوا في كتُبِهِم أَنَّ الطِّباعَ مُفرَدٌ ولا يَمنعَ هذا أَنْ يكونَ جَمعاً للطَّبع من وَجهٍ آخَرَ كما يَدُلُّ لهُ نَصُّ الأَزْهَرِيِّ وأرى شيخَنا رحمَه الله تعالى لم يُراجِعْ أُمَّهاتِ اللُّغةِ في هذا المَوضِعِ سامَحَه الله تعالى وعفا عَنّا وعنه وهذا أَحدُ المَزالِق في شَرحِه فتأَمّلْ كالطَّابِعِ كصاحِبٍ فيما حكاه اللِّحيانِيُّ في نوادرِه قال : له طابِعٌ حسَنٌ أَي طَبيعَةٌ وأَنشدَ :
لَه طابِعٌ يَجري عليه وإنَّما ... تُفاضِلُ ما بينَ الرِّجالِ الطَّبائِعُ
وطَبَعَه اللهُ على الأَمر يطْبَعه طَبعاً : فطَرَه وطَبَعَ الله الخَلقَ على الطَّبائع الّتي خلَقَها فأَنشأَهُم عليها وهي خَلائقُهُم يَطبَعُهم طَبعاً : خَلَقَهم وهي طبيعته التي طُبِعَ عليها . وفي الحَديثِ : " كُلُّ الخِلالِ يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إلاّ الخِيانَةَ والكَذِبَ " أَي يُخلَقُ عليها . منَ المَجاز : طَبَعَ عليه كمَنَع طَبعاً : خَتَمَ يقال : طَبَعَ اللهُ على قلبِ الكافِرِ أَي خَتَمَ فلا يَعي ولا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ قال أَبو إسحاقَ النَّحْوِيُّ : الطَّبْعُ والخَتْمُ واحِدٌ وهو التَّغطِيَةُ على الشيءِ والاستيثاقُ مِن أَن يَدخُلَهُ شيءٌ كما قال الله تعالى : " أَمْ على قُلوبٍ أَقفالُها " وقال عزَّ وجَلَّ : " كَلاّ بلْ رانَ على قُلوبِهِمْ " مَعناهُ غَطَّى على قُلوبِهِم قال ابنُ الأَثيرِ : كانوا يَرَوْنَ أَنَّ الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ قال مُجاهِدٌ : الرَّيْنُ أَيسر من الطَّبع والطَّبعُ أَيسرُ من الإقفالِ والإقفال : أَشَدُّ من ذلكَ كُلِّه قلتُ : والّذي صَرَّحَ به الرَّاغِبُ أَنَّ الطَّبْعَ أَعَمُّ من الخَتْمِ كما سيأتي قريباً . الطَّبْعُ : ابتداءُ صَنعَةِ الشيءِ يُقال : طَبَعَ الطَّبَّاعُ السَّيفَ أَو السِّنانَ : صاغَه طَبَعَ السَّكَّاكُ الدِّرهَمَ : سَكَّه طَبَعَ الجَرَّةَ من الطِّينِ : عمِلَها ولو قال : واللَّبِنَ : عَمِلَه كان أَخْصَرَ . طَبَعَ الدَّلْوَ وكذا الإناءَ والسِّقاءَ يَطْبَعُها طَبعاً : ملأَها كطبَّعَها تَطبيعاً فتَطَبَّعَ . في نوادِرِ الأَعراب : قَذَّ قَفا الغُلامِ : ضَرَبَهُ بأَطرافِ الأَصابِعِ وطَبَع قَفاهُ إذا مَكَّنَ اليَدَ منها ضَرباً . عن ابنِ الأَعرابيِّ : الطَّبعُ : المِثالُ والصِّيغَةُ تَقول : اضْرِبْهُ على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وهِدْيَتِه أَي على قَدرِه . الطَّبْعُ : الخَتْمُ وهو التّأثير في الطِّينِ ونَحوِه وقال الرَّاغِبُ : الطَّبْعُ : أَنْ يُصَوِّرَ الشيءَ بصورَةٍ ما كطَبْعِ الدَّراهِمِ وهو أَعَمُّ من الخَتْمِ وأَخَصُّ من النَّقْشِ قال الله تعالى : " وَطُبِعَ على قُلوبِهِم فهُم لا يَفْقَهونَ " قال : وبه اعْتُبِرَ الطّضبْعُ والطَّبيعَةُ الّتي هي السَّجِيَّة فإنَّ ذلكَ هو نفسُ النَّقشِ بصورةٍ ما إمّا من حيث الخِلقَةُ أَو من حيثُ العادَةُ وهو فيما تُنقَشُ به من جِهة الخِلْقَةِ أَغلَبُ ولهذا قيل :
" وتأْبَى الطِّباعُ على النّاقِلِ وطبيعَةُ النّارِ وطبيعَةُ الدَّواءِ : ما سَخَّرَ الله تعالى من مِزاجِهِ وقال في تركيب ختم ما نَصُّه : الخَتْمُ والطَّبْعُ يُقال على وَجهَينِ : مَصدر خَتَمْت وطَبَعْت وهو تأْثيرُ الشيءِ بنَقشِ الخاتِمِ والطَّابِعِ والثّاني : الأَثرُ الحاصِلُ عن النَّقْشِ ويُتَجَوَّزُ بذلكَ تارَةً في الاستيثاقِ من الشيءِ والمَنعِ فيه اعتباراً بما يَحصُل منَ المَنعِ بالخَتْمِ على الكُتُبِ والأَبوابِ وتارَةً في تَحصيلِ أَثَرِ الشيءِ من شيءٍ اعتِباراً بالنَّقْشِ الحاصِلِ وتارَةً يُعتبَرُ منه ببُلوغِ الآخِر . . إلى آخِر ما قال . وسيأْتي في مَوضِعِه إن شاءَ الله تعالى . قال الليثُ : الطِّبْعُ بالكَسرِ : مَغيضُ الماءِ جَمعُه أَطْباعٌ وأَنشدَ :
" فلَمْ تَثْنِهِ الأَطباعُ دُونِي ولا الجُدُرْ وعلى هذا هو معَ قولِ الأَصمعيِّ الآتي : إنَّ الطِّبْعَ هو النَّهْر : ضِدٌّ أَغفلَه المُصَنِّفُ ونَبَّه عليه صاحِبُ اللِّسان . الطِّبْعُ : مِلءُ الكَيْلِ والسِّقاءِ حتّى لا مَزيدَ فيهما من شِدَّةِ مَلْئِها وفي العبابِ : والطِّبْعُ المَصدَر كالطَّحْنِ والطِّحْن وفي اللسانِ : ولا يُقال في المَصدَرِ الطَّبْعُ لأَنَّ فِعلَهُ لا يُخَفَّف كما يُخَفَّف فِعلُ مَلأَ فتأَمَّلْ بينَ العِبارَتين وقال الرَّاغِب : وقيل : طبعْتُ المِكيالَ إذا مَلأْتَه وذلكَ لِكَونِ المَلءِ العلامة منها المانِعَة من تناوُل بعض ما فيه . الطَّبْعُ : نَهْرٌ بعينِهِ قال الأَصمعِيُّ : الطَّبْعُ : النَّهْرُ مُطلَقاً قال لَبيدٌ رضي الله عنه :
فَتَوَلَّوا فاتِراً مَشْيُهُمُ ... كرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْقال الأَزْهَرِيّ : ولم يعرف الليثُ الطِّبْعَ في بيتِ لَبيدٍ فتحَيَّرَ فيه فمرَّةً جَعَلَه المِلءَ وهو : ما أَخَذَ الإناء من الماءِ ومرّةً جَعَلَه الماءَ قال : وهو في المَعنيَيْن غيرُ مُصيبٍ والطِّبْعُ في بيتِ لَبيدٍ : النَّهْر وهو ما قاله الأَصْمَعِيّ وسُمِّي النهرُ طِبْعاً لأنّ الناسَ ابْتَدَءوا حَفْرَه وهو بمعنى المَفعول كالقِطْفِ بمعنى المَقْطوف وأمّا الأنهار التي شَقَّها الله تَعالى في الأرضِ شَقّاً مثل دِجْلَةَ والفُراتِ والنيلِ وما أَشْبَهها فإنّها لا تُسمّى طُبوعاً وإنّما الطُّبوع : الأنهارُ التي أَحْدَثَها بَنو آدَم واحْتَفَروها لمَرافِقِهم وقولُ لَبيدٍ : هَمَّتْ بالوَحَلْ . يدلُّ على ما قاله الأَصْمَعِيّ ؛ لأنّ الرَّوايا إذا وُقِرَت المَزايدُ مَمْلُوءَةً ناءً ثمّ خاضتْ أنهاراً فيها وَحَلٌ عَسُرَ عليها المَشيُ فيها والخروجُ منها وربما ارتَطمَتْ فيها ارْتِطاماً إذا كَثُرَ فيها الوحَلُ فشَبَّه لبيدٌ القومَ الذين حاجُّوه عند النعمانِ بنِ المُنذِر فَأَدْحَضَ حُجَّتَهم حتى زَلِقوا فلم يتكلَّموا بروايا مثْقَلةٍ خاضتْ أَنْهَاراً ذاتَ وَحَلٍ فتساقَطَتْ فيها واللهُ أعلم . الطِّبْع بالكَسْر : الصدَأُ يركبُ الحَديد والدَّنَسُ والوسَخُ يَغْشَيان السيفَ ويُحرَّكُ فيهما ج : أَطْبَاعٌ أي جَمْعُ الكلِّ ممّا تقدّم . أو بالتحريك : الوسَخُ الشديدُ من الصدَإ قاله الليث . منَ المَجاز : الطَّبَع : الشَّيْنُ والعَيبُ في دِينٍ أو دنيا عن أبي عُبَيْدٍ ومنه الحديث : " اسَتعيذوا باللهِ من طَمَعٍ يهدي إلى طَبَعٍ " بينهما جناسُ تَحريفٍ وقال الأعشى :
مَن يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيْرَ مُتَّئِبٍ ... إذا تعَمَّمَ فوقَ التاجِ أو وَضَعَا
له أكاليلُ بالياقوتِ زَيَّنَها ... صَوَّاغُها لا ترى عَيْبَاً ولا طَبَعَا وقال ثابتُ قُطْنَةَ وهو ثابتُ بن كَعْبِ بن جابرٍ الأَزْديُّ وأنشدَه القاضي التَّنوخِيُّ - في كتابِ الفرَجِ بعدَ الشِّدَّة - لعُروَةَ بنِ أُذَيْنةَ :
لا خيرَ في طَمَعٍ يهدي إلى طَبَعٍ ... وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيشِ تَكْفيني والطابِع كهاجَر وتُكسَرُ الباءُ عن اللِّحيانيِّ وأبي حنيفة : ما يَطْبَعُ ويَخْتِم كالخاتَم والخاتِم وفي حديثِ الدعاء : " اخْتِمْه بآمين فإنّ آمينَ مثلُ الطابَعِ على الصَّحيفةِ " أي الخاتَم يريدُ أنّه يُختَمُ عليها وتُرفَعُ كما يَفْعَلُ الإنسانُ بما يَعِزُّ عليه . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الطابَع : مِيسَمُ الفَرائِضِ يقال : طَبَعَ الشاةَ . قال ابْن عَبَّاد : يقال : هذا طُبْعانُ الأمير بالضَّمّ أي : طِينُه الذي يَخْتِمُ به . الطَّبَّاع كشَدَّادٍ : الذي يأخذُ الحَديدةَ المُستَطيلَةَ فَيَطْبَعُ منها سَيْفَاً أو سِكِّيناً أو سِناناً أو نحوَ ذلك . ويُطلَقُ على السَّيَّافِ وغيرِه . الطِّبَاعَة ككِتابَةٍ : حِرفَتُه على القياسِ فيما جاءَ من نَظائرِه . قال ابْن دُرَيْدٍ : طُبِعَ الرجلُ على الشيءِ بالضَّمّ إذا جُبِلَ عليه وقال اللحيانيُّ : فُطِرَ عليه . قال شَمِرٌ : طَبِعَ الرجلُ كفَرِحَ : إذا دَنِسَ . وطُبِعَ فلانٌ : إذا دُنِّسَ وعِيبَ وشِينَ قال : وأنشدَتْنا أمُّ سالمٍ الكِلابِيَّةُ :
ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأهلُ كلُّهمْ ... وتُبْغِضُ أيضاً عن تُسَبَّ فتُطْبَعا قال : ضمَّتْ التاءَ وفتحتْ الباءَ وقالت : الطِّبْع : الشَّيْن فهي تُبغِضُ أن تُشانَ وعن تُسَبَّ أي أنْ وهي عَنْعَنَةُ تَميمٍ . منَ المَجاز : فلانٌ يَطْبَعُ إذا لم يكن له نَفاذٌ في مكارمِ الأمور كما يَطْبَعُ السيفُ إذا كَثُرَ الصَّدأُ عليه قاله الليثُ وأنشدَ :
بِيضٌ صَوارِمُ نَجْلُوها إذا طَبِعَتْ ... تَخالُهُنَّ على الأبْطالِ كَتّانا منَ المَجاز : هو طَبِعٌ طَمِعٌ ككَتِفٍ فيهما أي دَنيءُ الخُلُقِ لَئيمُه دَنِس العِرْضِ لا يَستَحي من سَوْأَةٍ قال المُغيرَةُ بنُ حَبْنَاءَ يشكو أخاه صَخْرَاً :
وأمُّكَ حين تُذكَرُ أمُّ صِدقٍ ... ولكنَّ ابنَها طَبِعٌ سَخيفُوفي حديثِ عمر بن عبد العزيز رحمه الله تَعالى : لا يَتَزَوَّجُ من العربِ في المَوالي إلاّ كلُّ طَمِعٍ طَبِعٍ ولا يتزوَّجُ من الموالي في العربِ إلاّ كلُّ أَشِرٍ بَطِرٍ . الطَّبُّوع كتَنُّور : دُوَيْبَّةٌ ذات سمٍّ نقله الجاحظ أو هي من جِنسِ القِرْدان لعَضَّتِه ألمٌ شديدٌ وربما وَرِمَ مَعْضُوضُه ويُعَلَّلُ بالأشياءِ الحُلوة . قال الأَزْهَرِيّ : كذا سَمِعْتُ رجلاً من أهلِ مِصرَ يقول ذلك قال الأَزْهَرِيّ : وهو النِّبْرُ عند العربِ . قلتُ : والمعروفُ منه الآن شيءٌ على صورةِ القُرادِ الصغيرِ المَهزول يَلْصَقُ بجَسَدِ الإنسان ولا يكادُ يَنْقَطِعُ إلاّ بحَملِ الزِّئبَقِ قال أعرابيٌّ من بَني تَميمٍ يذكرُ دَوابَّ الأرضِ وكان في باديةِ الشام :
وفي الأرضِ أَحْنَاشٌ وسَبعٌ وخارِبٌ ... ونحنُ أَسارى وَسْطَها نَتَقَلَّبُ
رُتَيْلا وطَبُّوعٌ وشِبْثانُ ظُلمَةٍ ... و أَرْقَطُ حُرْقوصٌ وَضَمْجٌ وَعَنْكَبُ الطِّبِّيع كسِكِّيت : لُبُّ الطَّلْع سُمِّي بذلك لامتِلائِه من طَبَعْتُ السِّقاءَ إذا ملأتَه . وفي حديثِ الحسَنِ البَصْريِّ أنّه سُئِلَ عن قَوْله تَعالى : " لها طَلْعٌ نَضيدٌ " فقال : هو الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه والكُفُرَّى : وعاءُ الطَّلْع . وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ كمُعَظّمة : مُثْقَلَةٌ بالحِملِ قال :
أينَ الشِّظاظانِ وأينَ المِرْبَعَهْ ... وأينَ حِمْلُ الناقةِ المُطَبَّعَهْ ويُروى الجَلَنْفَعَة . والتَّطْبيع : التَّنْجيس قال يزيدُ بنُ الطَّثَريَّة :
وعن تَخْلِطي في الشِّربِ يا لَيْلَ بَيْنَنا ... من الكَدِر المأبِيّ شِرْباً مُطبَّعا أرادَ : أن تَخْلِطي وهي لغةُ تَميمٍ والمُطبَّع الذي نُجِّسَ والمَأْبِيّ : الذي تأبى الإبلُ شُربَه . منَ المَجاز : تطَبَّعَ بطِباعِه أي تخَلَّقَ بأخلاقِه . تطَبَّعَ الإناءُ : امتلأ وهو مُطاوِعُ طَبَعَه وطَبَّعَه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الطابِع كصاحِبٍ : الناقِش . وقيل للطابِع طابِعٌ وذلك كنِسبَةِ الفِعلِ إلى الآلةِ نحو سَيْفٌ قاطِعٌ قاله الراغبُ ومن سَجَعَاتِ الأساسِ : رَأَيْتُ الطابَع في يدِ الطابِع . وجمعُ الطَّبْع : طِبَاعٌ وأَطْبَاعٌ . وجمعُ الطَّبيعَة : طَبائِع . وطَبَعَ الشيءَ كَطَبَعَ عليه . وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ كمُعَظَّمةٍ : سَمينةٌ نقله الزَّمَخْشَرِيّ . وقال الأَزْهَرِيّ : ويكون المُطَبَّعَةُ : الناقة التي مُلِئَت شَحْمَاً ولَحْمَاً فَتَوَثَّقَ خَلْقُها . وقِربَةٌ مُطَبَّعةٌ طَعاماً : مَمْلُوءةٌ قال أبو ذُؤَيْبٍ :
فقيلَ تحَمَّلْ فوقَ طَوْقِكَ إنَّها ... مُطبَّعَةٌ مَن يَأْتِها لا يَضيرُها وتَطبَّعَ النهرُ بالماءِ : فاضَ به من جوانبِه وتدفَّق . وجمع الطِّبْع بالكَسْر : طِباع . وقال الأَزْهَرِيّ : ويُجمَع الطِّبْع بمعنى النهرِ على الطُّبُوع سَمِعْتُه من العرب . وقال غيرُه : ناقةٌ مُطْبَعَةٌ كمُكرَمةٍ : مُقَلَةٌ بحِملِها على المثَل قال عُوَيْفُ القَوافي :
عَمْدَاً تسَدَّيْناكَ وانْشَجرَتْ بنا ... طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٌ من الوِقْرِ والطَّبِع ككَتِفٍ : الكَسِلُ قال جَريرٌ : وإذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَريبَةٍ و خَرَجْتَ لا طَبِعاً ولا مَبْهُورا قال ابنُ بَرِّيّ . وسَيفٌ طَبِعٌ ككَتِفٍ : صَدِئُ . وطَبِعَ الثوبُ طَبَعَاً : اتَّسخَ . وطُبِّعَ بالضَّمّ تَطْبِيعاً : دُنِّسَ عن شَمِرٍ . وما أدري من أين طَبَعَ أي طَلَعَ . ومُهرٌ مُطَبَّعٌ كمُعَظَّمٍ : مُذَلَّلٌ . ومنَ المَجاز : هو مَطْبُوعٌ على الكرِم . وكَريم الطِّبَاع . وكلامٌ عليه طابِعُ الفَصاحَة