معنى حوم فوق موضوع في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الحَوْمُ
القَطيع الضخمُ من الإِبل أَكثرُه إِلى الأَلف قال رؤبة ونَعَماً حَوْماً بها
مُؤَبَّلا وقيل هي الإِبل الكثيرة من غير أَن يُحَدَّ عددُها وحَوْمةُ كل شيء
معظمه كالبحر والحوض والرمل والحَوْمةُ أَكثر موضع في البحر ماءً وأَغْمَرُه وكذلك
في الحوض وح
الحَوْمُ
القَطيع الضخمُ من الإِبل أَكثرُه إِلى الأَلف قال رؤبة ونَعَماً حَوْماً بها
مُؤَبَّلا وقيل هي الإِبل الكثيرة من غير أَن يُحَدَّ عددُها وحَوْمةُ كل شيء
معظمه كالبحر والحوض والرمل والحَوْمةُ أَكثر موضع في البحر ماءً وأَغْمَرُه وكذلك
في الحوض وحَوْمَةُ القتال معظمه وأَشدُّ موضعٍ فيه وكذلك من الرمل والماء وغيره
وأَنشد ابن بري لرؤبة حتى إِذا كَرَعْنَ في الحَوْمِ المَهَقْ وحَوْمةُ الماء
غَمْرَتُهُ عن اللحياني والحَوَمانُ دَومانُ الطائر يُدَوِّم ويَحُومُ حول الماء
وفي حديث ابن عمر ما وَليَ أَحدٌ إِلاَّ حامَ على قرابته أَي عطف كفعل الحائم على
الماء ويروى حامى وحامَ الطائرُ على الشيء حَوْماً وحَوَماناً دَوَّمَ والطائرُ
يَحُومُ حول الماء ويَلُوبُ إِذا كان يدور حوله من العطش الجوهري حامَ الطائر
وغيره حول الشيء يَحُومُ حَوْماً وحَوَماناً أَي دار وفي حديث الاستسقاء اللهم
ارْحَمْ بهائمَنا الحائمةَ هي التي تحوم حول الماء أَي تطوف فلا تجد ماءً تَرِدُهُ
وحامَتِ الإِبلُ حول الماء حَوْماً كذلك وكلُّ من رامَ أَمْراً فقد حامَ عليه
حَوْماً وحِياماً وحُؤُوماً وحَوَماناً والحَومُ اسم للجمع وقيل جمع وكلُّ عطشان
حائمٌ وإِبل حَوائم وحُوَّمٌ عطاش جِدّاً الأَصمعي الحوَّمُ من الإِبل العِطاش
التي تَحومُ حول الماء وقال الأَصمعي في قول عَلْقَمة بن عَبدَةَ كأْسٌ عزيز من
الأَعْناب عَتَّقَها لبَعْضِ أَربابها حانِيَّةٌ حُومُ قال الحُومُ الكثيرة وقال
خالد بن كلثوم الحُومُ التي تَحُومُ في الرأْس أَي تدور والمُعَتَّقة التي طال
مُكْثُها وهامَةٌ حائِمةٌ عَطْشى وفي التهذيب قد عَطِشَ دِماغُها والحَوْمانةُ
مكان غليظٌ منْقادٌ وجمعه حَوْمان وحَوامِينُ وقال أَبو حنيفة الحَومْانُ من السهل
ما أَنبت العَرْفَجَ وقرئ بخط شَمرٍ لأَبي خَيْرَةَ قال الحَوْمانُ واحدتها
حَوْمانةٌ شقائق بين الجبال وهي أَطيب الحُزُونة ولكنها جَلَدٌ ليس فيها إِكام ولا
أَبارقُ وقال أَبو عمرو ما كان فوق الرمل ودونه حين تَصْعَدُه أَو تَهْبِطُهُ وفي
حديث وَفْد مَذْحِج كأَنها أَخاشِبُ بالحَوْمان أَي الأَرض الغليظة المنقادة
والحَوْمانُ نبات بالبادية واحدته حَوْمانةٌ قال أَبو منصور لم أَسمع الحَوْمان في
أَسماء النبات لغير الليث قال وأَظنه وَهَماً وحَامٌ أَحدُ أَولاد نبيّ الله نوح
عليه السلام وهو أَبو السُّودان يقال غلام حامِيٌّ وعَبْدٌ حامِيٌّ والحَوْمانُ
موضع قال لبيد يصف ثَوْرَ وَحْشٍ وأَضحى يَقْتَرِي الحَوْمانَ فَرْداً كنَصْلِ
السَّيف حُودِثَ بالصِّقالِ الأَزهري وردتُ رَكِيَّة في جَوٍّ واسع يلي طَرَفاً من
أَطراف الدَّوّ يقال لها رَكِيَّة الحَوْمانة قال ولا أَدري الحَوْمان فَوْعال مِن
حَمَنَ أَو فَعْلان من حام
معنى
في قاموس معاجم
فَوْقُ نقيض تحت
يكون اسماً وظرفاً مبني فإذا أًضيف أًعرب وحكى الكسائي أَفَوْقَ تنام أَم أَسفَلَ
بالفتح على حذف المضاف وترك البناء قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً مّا
بعوضةً فما فَوْقَها قال أبو عبيدة فما دونها كما تقول إذا قيل لك فلان صغير تق
فَوْقُ نقيض تحت
يكون اسماً وظرفاً مبني فإذا أًضيف أًعرب وحكى الكسائي أَفَوْقَ تنام أَم أَسفَلَ
بالفتح على حذف المضاف وترك البناء قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً مّا
بعوضةً فما فَوْقَها قال أبو عبيدة فما دونها كما تقول إذا قيل لك فلان صغير تقول
وفَوْقَ ذلك أي أصغر من ذلك وقال الفراء فما فَوْقَها أي أعظم منها يعني الذُّباب
والعَنْكبوت الليث الفَوْقَ نقيض التحت فمن جعله صفة كان سبيله النصب كقولك عبد
الله فَوْقَ زيدٍ لأنه صفة فإن صيرته اسماً رفعته فقلت فوقُه رأسُه صار رفعاً ههنا
لأنه هو الرأس نفسه ورفعت كلَّ واحد منهما بصاحبه الفَوْقُ بالرأس والرأسُ
بالفَوْقِ وتقول فَوْقَهُ قَلَنْسُوتُهُ نصبت الفَوْقَ لأنه صفة عين القَلَنْسُوة
وقوله تعالى فخرَّ عليهم السقف من فَوْقِهِمْ لا تكاد تظهر الفائدة في قوله من
فَوْقِهِمْ لأن عليهم قد تنوب عنها قال ابن جني قد يكون قوله من فَوْقِهِم هنا
مفيداً وذلك أن قد تستعمل في الأفعال الشاقة المستثقلة عَلى تقول قد سِرْنا عشْراً
وبَقيَتْ علينا ليلتان وقد حفظت القرآن وبقيت عَلَيَّ منه سورتان وقد صمنا عشرين
من الشهر وبقي علينا عشر وكذلك يقال في الاعتداد على الإنسان بذنوبه وقُبْح أفعاله
قد أَخرب عليّ ضَيْعَتي وأعْطَبَ عليَّ عَواملي فعلى هذا لو قيل فخرَّ عليهم السقف
ولم يُقَلْ من فوقهم لجاز أن يظن به أنه كقولك قد خربت عليهم دارهم وقد هلكت عليهم
مواشيهم وغلالهم فإذا قال من فوقهم زال ذلك المعنى المحتمل وصار معناه أنه سقط وهم
من تحته فهذا معنىً غيرُ الأول وإنما اطّردَتْ على في الأفعال التي قدمنا ذكرها
مثل خربت عليه ضَيْعَتُه وبطلت عليه عَواملهُ ونحو ذلك من حيث كانت عَلى في الأصل
للاستعلاء فلما كانت هذه الأحوال كُلَفاً ومَشاقَّ تخفضُ الإنسان وتَضَعُه وتعلوه
وتَتَفَرَّعُه حتى يخضع لها ويَخْنع لما يَتَسَدَّاه منها كان ذلك من مواضع عَلى
ألا تراهم يقولون هذا لك وهذا عليك ؟ فتَسْتعمل اللام فيما تُؤثِرهُ وعلى فيما
تكرهه قالت الخنساء سَأحْمِلُ نَفْسي على آلَةٍ فإمَّا عَلَيْها وإمَّا لَها وقال
ابن حلزة فلَهُ هنالِكَ لا عَلَيْهِ إذا دَنِعَتْ نفوسُ القومِ للتَّعْسِ فمِنْ
هنا دخلت على هذه في هذه الأفعال وقوله تعالى لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم أراد
تعالى لأكلوا من قَطْر السماء ومن نبات الأرض وقيل قد يكون هذا من جهة التوسعة كما
تقول فلان في خير من فَرْقِهِ إلى قَدَمه وقوله تعالى إذ جاؤوكم من فَوْقِكم ومن
أسْفَلَ منكم عَنى الأحزاب وهم قريش وغَطَفان وبنو قُرَيظةُ قد جاءتهم من قَوقهم
وجاءت قريش وغطَفان من ناحية مكة من أسفل منهم وفاقَ الشيءَ فَوْقاً وفَواقاً
علاهُ وتقول فلان يَفُوقَ قومه أي يعلوهم ويفوق سطحاً أي يعلوه وجارية فائِقةٌ
فاقَتْ في الجمال وقولهم في الحديث المرفوع إنه قَسَم الغنائم يوم بدر عن فُواقٍ
أي قسمها في قدر فُواقِ ناقةٍ وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة تضم فاؤه وتفتح
وقيل أراد التفضيل في القسمة كأنه جعل بعضهم أفْوقَ من بعضٍ على قدر غَنائهم
وبَلائهم وعن ههنا بمنزلتها في قولك أعطيته عن رَغْبَةٍ وطِيبِ نفس لأن الفاعل وقت
إنشاء الفعل إذا كان متصفاً بذلك كان الفعل صادراً عنه لا محالة ومجاوزاً له وقال
ابن سيده في الحديث أرادوا التفضيل وأنه جعل بعضهم فيها فَوْق بعض على قدر غنائهم
يومئذ وفي التهذيب كأنه أراد فَعَل ذلك في قدر فُواق ناقة وفيه لغتان من فَواق
وفُواق وفاقَ الرجل صاحبه علاه وغلبه وفَضَلَهُ وفاقَ الرجل أصحابه يَفُوقهم أي
علاهم بالشرف وفي الحديث حُبّب إليّ الجمال حتى ما أُحب أن يَفُوقني أحد بشِراك
نعل فُقْت فلاناً أي صرت خيراً منه وأعلى وأشرف كأنك صرت فَوْقه في المرتبة ومنه
الشيء الفائقُ وهو الجيد الخالص في نوعه ومنه حديث حنين فما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ
يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ وفَاقَ الرجلُ فُوَاقاً إذا شخصت الريح من صدره
وفلان يَفُوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج مثل يَرِيقُ بنفسه وفَاقَ
بنفسه يَفُوقعند الموت فَوقاً وفُؤوقاً جاد وقيل مات ابن الأعرابي الفَوْق نفس
الموت أبو عمرو الفُوق الطريق الأول والعرب تقول في الدعاء رجع فلان إلى فُوقه أي
مات وأنشد ما بالُ عِرْسي شَرِقَتْ بِريقِها ثُمَّتَ لا يَرجِعْ لها في فُوقِها ؟
أي لا يرجع ريقها إلى مجراه وفَاقَ يَفُوق فُؤوقاً وفُواقاً أَخذه البَهَرُ
والفُواقُ ترديد الشَّهْقة العالية والفُواق الذي يأخذ الإنسانِ عند النزع وكذلك
الريح التي تَشْخَصُ من صدره وبه فُواق الفراء يجمع الفُواق أفِيقَةً والأصل
أفْوِقَة فنقلت كسرة الواو لما قبلها فقلبت ياء لإنكسار ما قبلها ومثله أقيموا
الصلاة الأصل أقْوِمُوا فألقوا حركة الواو على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء
لكسرة القاف فقُرِئَتْ أقيموا كذلك قولهم أفِيقة قال وهذا ميزان واحد ومثله مُصيبة
كانت في الأصل مُصْوبِة وأفْوِقَة مثل جواب وأجْوِبة والفُوَاق والفَوَاق ما بين
الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تُتْرَك سُوَيعةً يُرضعها الفَصيل لتَدِرّ ثم
تحلب يقال ما أقام عنده إلا فُوَاقاً وفي حديث علي قال له الأسير يوم صفِّين
أنْظِرْني فُوَاق ناقة أي أخِّرني قدر ما بين الحلبتين وفلان يفوق بنفسه فُؤوقاً
إذا كانت نفسه على الخروج وفُوَاق الناقة وفَواقها رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها
يقال لا تنتظره فُوَاق ناقة وأقام فُوَاق ناقة جعلوه ظرفاً على السعة وفُوَاق
الناقة وفَواقها ما بين الحلبتين إذا فتحتَ يدك وقي إذا قبض الحالب على الضَّرْع
ثم أرسله عند الحلب وفيقَتُها درّتها من الفُواق وجمعها فيقٌ وفَيقٌ وحكى كراع
فَيْقَةَ الناقة بالفتح ولا أدري كيف ذلك وفَاقَت الناقة بدِرّتها إذا أرسلتْها
على ذلك وأفَاقَتِ الناقة تُفِيق إفاقةً أي اجتمعت الفِيقةُ في ضرعها وهي مُفِيق
ومُفِيقةٌ دَرّ لبنها والجمع مَفَاويق وفَوّقَها أهلُها واسْتَفَاقوها نَفَّسوا
حلبها وحكى أبو عمرو في الجزء الثالث من نوادره بعد أن أنشد لأبي الهيثم التغلبي
يصف قِسيّاً لنا مسائحُ زُورٌ في مَراكِضِها لِينٌ وليس بها وَهْيٌ ولا رَفَقُ
شُدَّت بكل صُهَابيّ تَئِطُّ به كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ قال الفُيُق
جمع مُفِيق وهي التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب وذلك أنهم يحلبون الناقة ثم
يتركونها ساعة حتى تفيق يقال أفَاقَت الناقة فاحْلُبْها قال ابن بري قوله الفُيُق
جمع مُفِيقٍ قياسه جمع فَيُوق أو فَائقٍ وأفاقَتِ الناقةُ واسْتَفَاقها أهلُها إذا
نَفَّسوا حلبها حتى تجتمع دِرّتها والفُواقَ والفَوَاق ما بين الحلبتين من الوقت
والفُواق ثائب اللبن بعد رضاع أو حلاب وهو أن تُحْلب ثم تُتْرك ساعة حتى تَدِرّ
قال الراجز أَلا غلامٌ شَبَّ من لِدَاتِها مُعاوِدٌ لشُرْبِ أفْوِقَاتِها
أفْوِقاتٌ جمع أفْوقِةٍ وأفْوقةٌ جمع فُوَاقٍ وقد فاقَتْ تَفُوقُ فُوَاقاً وفِيقةً
وكلما اجتمع من الفُواق دِرَّةٌ فاسمها الفِيقةُ وقال ابن الأعرابي أفاقتِ الناقةُ
تُفِيقُ إفاقةً وفُوَاقاً إذا جاء حين حلبها ابن شميل الإفاقةُ للنافة أن تَرِدَ
من الرعي وتُتْرك ساعة حتى تستريح وتفيق وقال زيد بن كُثْوة إفاقةُ الدِّرة رجوعها
وغرارُها ذهابها يقال اسْتَفِقِ الناقةَ أي لا تحلبها قبل الوقت ومنه قوله لا
تَسْتَفِقْ من الشراب أي لا تشربه في الوقت وقيل معناه لا تجعَلْ لشربه وقتاً إنما
تشربه دائماً ابن الأعرابي المُفَوَّقُ الذي يُؤخَذ قليلاً قليلاً من مأكول أو
مشروب ويقال أفاقَ الزمانُ إذا أخصب بعد جَدْب قال الأعشى المُهِيِنينَ ما لَهُمْ
في زمان السْ سوءِ حتى إذا أفَاقَ أفَاقُوا يقول إذا أفاقَ الزمانُ بالخِصْب
أفاقُوا من نحر الإبل وقال نصير يريد إذا أفاقَ الزمانُ سهمِه ليرميهم بالقحط
أفاقُوا له سِهامهم بنحر الإبل وأفَاوِيقُ السحاب مطرها مرة بعد مرة والأفاويقُ ما
اجتمع من الماء في السحاب فهو يُمطر ساعة بعد ساعة قال الكميت فباتَتْ تَثِجُّ
أفاوِيقُها سِجالَ النِّطافِ عليه غِزَارَا أي تثجُّ أفاويقُها على الثور الوحشي
كسجال النطاف قال ابن سيده أراهم كَسَّرُوا فُوقاً على أَفْواقٍ ثم كسّروا
أفْواقاً على أفاوِيقَ قال أبو عبيد في حديث أبي موسى الأشعري وقد تذاكر هو ومعاذ
قراءةَ القرآن فقال أبو موسى أما أنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقوح يقول لا
أقرأ جزئي بمرة ولكن أقرأ منه شيئاً بعد شيء في آناء الليل والنهار مشتق من فُوَاق
الناقة وذلك أنها تُحلب ثم تترك ساعة حتى تدرّ ثم تحلب يقال منه فاقت تَفُوق
فُواقاً وفِيقةً وأنشد فأضْحَى يَسُحُّ الماءَ من كل فِيقةٍ والفيِقةُ بالكسر اسم
اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها قال الأعشى يصف بقرة
حتى إذا فِيقة في ضرعها اجْتَمَعَتْ جاءت لتُرْضِع شِقَّ النَّفْسِ لو رَضَعا
وجمعها فيقٌ وأفْواقٌ مثل شِبْر وأشبار ثم أفاوِيقُ قال ابن هَمّام السلولي
وذَمُّوا لَنَا الدُّنْيا وهم يَرْضَعُونها أفاوِيقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثعْلُ قال
ابن بري وقد يجوز أن تجمع فِيقةٌ على فِيقٍ ثم تجمع فِيَقٌ على أفْواقٍ فيكون مثل
شِيعَةٍ وأَشِيَاعٍ وشاهد أفواق قول الشاعر تَعْتادُهُ زَفَرَاتٌ حين يَذْكرُها
يَسْقِينَهُ بكؤوس الموت أفْواقا وفَوَّقْتُ الفصيل أي سقيته اللبن فُواقاً
فُواقاً وتَفَوَّقَ الفصيل إذا شرب اللبن كذلك وقوله أنشده أبو حنيفة شُدَّت بكل
صُهَابيٍّ تِئِطُّ به كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ فسر الفُيُقَ بأنها
الإبل التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب قال والواحدة مُفِيقٌ قال أبو الحسن أما
الفُيُقُ فليست بجمع مُفِيق لأن ذلك إنما يجمع على مَفَاوق ومفَاوِيق والذي عندي
أنها جمع ناقة فَووق وأصله فُوُقٌ فأبدل من الواو ياء استثقالاً للضمة على الواو
ويروى الفِيَقُ وهو أقيس وقوله تعالى ما لها من فَوَاقٍ فسره ثعلب فقال معناه من فَتْرَةٍ
قال الفراء ما لها من فَوَاقٍ يقرأ بالفتح والضم أي ما لها من راحة ولا إفاقة ولا
نظرة وأصلها من الإفاقة في الرضاع إذا ارتضعت البَهْمةُ أُمَّها ثم تركتها حتى
تنزل شيئاً من اللبن فتلك الإفاقة الفَواقُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال عيادة المريض قَدْرُ فُوَاقِ ناقةٍ وتقول العرب ما أقام عندي فُواقَ ناقةٍ
وبعض يقول فَوَاق ناقة بمعنى الإفاقة كإفاقةِ المَغْشِيّ عليه تقول أفَاقَ يُفِيقُ
إفَاقَةً وفَواقاً وكل مغشيٍّ عليه أو سكران معتوهٍ إذا انجلى ذلك عنه قيل قد
أفاقَ واسْتَفَاقَ قالت الخنساء
هَرِيقي من دُوموعك واسْتَفيقي ... وصَبراً إن أَطقْتِ ولن تُطِيقي
قال أبو عبيدة من قرأ من فَوَاقٍ بالفتح أراد ما لها من إفاقةٍ ولا راحة ذهب بها
إلى إفاقة المريض ومن ضمها جعلها من فُوَاق الناقة وهو ما بين الحلبتين يريد ما
لها من انتظار قال قتادة ما لها من فواق من مرجوع ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد
وتَفَوَّقَ شرابَهُ شربه شيئاً بعد شيء وخرجوا بعد أفاوِيق من الليل أي بعدما مضى
عامة الليل وقيل هو كقولك بعد أقطاع من الليل رواه ثعلب وفِيقةُ الضحى أوَّلها
وأفاق العليلُ إفاقة واسْتَفاقَ نَقِه والاسم الفُواقَ وكذلك السكران إذا صحا ورجل
مْستَفيق كثير النوم عن ابن الأعرابي وهو غريب وأفاقَ عنه النعاسُ أقلع والفَاقةُ
الفقر والحاجة ولا فعل لها يقال من القافَةِ إنه لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ وافتاق الرجلُ
أي افتقر ولا يقال فاق وفي الحديث كانوا أهل بيت فاقةٍ الفاقةُ الحاجة والفقر
والمُفْتاق المحتاج وروى الزجاجي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال خرج سامة بن
لؤَي بن غالب من مكة حتى نزل بعُمَان وأنشأَ يقول بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً
إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ إن تكنْ في عُمَانَ دَاري فإني ماجدٌ ما خرجْتُ من
غير فَاقَهْ ويروى فإني غالبيّ خرجت ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ
فَقَرَاهُ وبات عنده فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها فلما
رمى سواكه أخذتها فمصتها فنظر إليه زوجها فحلب ناقة وجعل في حلابها سمّاً وقدمه
إلى سامة فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير فيينا هو في موضع يقال له جوف
الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها
فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات فبلغ الأزدية فقالت ترثيه عينُ بَكِّي لسامةَ
بنِ لُؤيٍّ علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ حَمَلَتْ
حَتْفَهُ إليه النّاقَة رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ حَذَرَ الموت لم تكن
مُهراقَةْ وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة وتعاطيت
مَفْرَقاً بحُسَامٍ وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ وفي حديث علي عليه السلام إن
بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً
قليلاً وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي
الزيادة المطلوبة وقيل لا يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب
كان خائناً وإذا ظهرت منه خيانة سقطت طاعته والفُوقُ من السهم موضع الوَتَر والجمع
أفْوَاق وفُوَقٌ وفي حديث علي عليه السلام يصف أبا بكر رضي الله عنه كنتَ أخفضهم
صوتاً وأعلاهم فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين وهو مستعار من فُوقِ السهم
موضع الوَتَر منه وفي حديث ابن مسعود اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا
ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ أراد خيرنا وأكملنا تامّاً في
الإسلام والسابقة والفضل والفُوق مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع الوَتَر وحرفاة
زَنَمتَاهُ وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ وأنشد كأنَّ النَّصْلَ
والفُوقَيْنِ منه خلالَ الرأًس سِيطَ به مُشِيحُ وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو
انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه فذلك السهم أفْوَق وفعله الفَوَقُ وأنشد لرؤبة
كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق وذهب بعضهم إلى أن
فُوَقاً جمع فُوقةٍ وقال أبو يوسف يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق وأنشد بيت رؤبة
أيضاً وقال هذا جمع فُوقَةٍ ويقال فُقْوَة وفُقاً على القلب ابن الأعرابي
الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره فاقَ يَفُوقُ
فُوَاقاً وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا فأمَّرْنا
عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ قال الأصعمي قوله ذا فُوقٍ يعني السهم الذي له
فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل
خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ وإن لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ
فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم
ذو فُوقٍ فجعله عبد الله مثلاً لعثمان رضي الله عنه يقول إنه خيرنا سهماً تامّاً
في الإسلام والفضل والسابقة والجمع أفْواقٌ وهو الفُوقَةُ أيضاً والجمع فُوَقٌ
وفُقاً مقلوب قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان ونَبْلي وفُقَاها كَ
مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ وقال الكميت ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو نِ لا الفُوقُ
نَبْلاً ولا النُّصَّل أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ
ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها قال ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج
اللام كما تقول هو حسنٌ وَجْهاً وكريمٌ والداً والفَوَق لغة في الفُوق وسهم
أفْوَقُ مكسور الفُوقِ وفي المثل رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه ورجع
فلان بأفْوَقَ ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب رجع
بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام ويقال ما
بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ وهو السهم المنكسر وفي حديث عليّ رضي الله عنه ومَن
رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له والأفْوَقُ
السهم المكسور الفُوقِ ويقال مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ
مثل فُوقَيِ السهم وانْفَاقَ السهمُ انكسر فُوقُه أو انشق وفُقْتُه أنا أفُوقُه
كسرت فُوقَه وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً عملت له فُوقاً وأفَقْتُ السهم وأوفَقْتُه
وأوفَقْتُ به كلاهما على القلب وضعته في الوَتَر لأرْمي به وفي التهذيب فإن وضعته
في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ وقال الأصمعي أفَقْتُ بالسهم
وأوْفَقْتُ بالسهم بالباء وقيل ولا يقال أوْفَقُتُه وهو من النوادر الأصمعي فَوَّق
نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها أفْواقاً ابن الأعرابي الفُوقُ السهام الساقطات
النُّصُول وفاق الشيءَ يفُوقُه إذا كسره قال أبو الربيس يكاد يَفُوقِ المَيْسَ ما
لم يَرُدّها أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر أمين القوى الزمام وأيْمَنُ رجل
وحادر غليظ والفُوق أعلى الفصائل قال الفراء أنشدني المفضل بيت الفرزدق ولكن
وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ عليكَ فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ وقال هكذا
أنشدنيه المفضل وقال إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة قال أبو الهيثم يقال شَنَّة
وشِنان وشَنّ وشِنَان ويقال رمينا فُوقاً واحداً وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية
بجميع ما معهم من السهام يعني يرمي هذا رمية وهذا رمية والعرب تقول أقْبِلْ على
فُوقِ نَبْلك أي أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك النضر فُوقُ الذكر أعلاه يقال
كَمَرَةٌ ذات فُوقٍ وأنشد يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ
الطَّريق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق وفُوقُ الرَّحِم
مَشَقّه على التشبيه والفَاقُ البانُ وقيل الزيت المطبوخ قال الشماخ يصف شعر امرأة
قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ
وقال بعضهم أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت ورواه أبو عمرو قد شُدِّخن بالفاقِ
وقال الفاقُ الصحراء وقال مرة هي الأرض الواسعة والفاقُ أيضاً المشط عن ثعلب وبيت
الشماخ محتمل لذلك التهذيب الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طعاماً وأنشد تَرَى الأضيافَ
يَنْتَجِعُونَ فاقي السُّلَمِيُّ شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق باللام والياء والفائقُ
مَوْصل العنق في الرأس فإذا طال الفائقُ طال العنق واسْتَفَاق من مرضه ومن سكره
وأفاق بمعنى وفي حديث سهل بن سعد فاستْفاقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أيْنَ الصبيُّ ؟ الاسْتِفاقةُ استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه
وعاد إلى نفسه وفي الحديث إِفاقةُ المريض
( * قوله « وفي الحديث إفاقة المريض إلخ » هكذا في الأصل وفي النهاية بعد قوله
وعاد إلى نفسه ومنه إفاقة المريض ) والمجنون والمغشي عليه والنائم وفي حديث موسى
عليه السلام فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته
معنى
في قاموس معاجم
الوَضْعُ ضدّ
الرفع وضَعَه يَضَعُه وَضْعاً ومَوْضُوعاً وأَنشد ثعلب بيتين فيهما مَوْضُوعُ
جُودِكَ ومَرْفوعُه عنى بالموضوع ما أَضمره ولم يتكلم به والمرفوع ما أَظهره وتكلم
به والمواضِعُ معروفة واحدها مَوْضِعٌ واسم المكان المَوْضِعُ والمضَعُ بالفتح
الأَخي
الوَضْعُ ضدّ
الرفع وضَعَه يَضَعُه وَضْعاً ومَوْضُوعاً وأَنشد ثعلب بيتين فيهما مَوْضُوعُ
جُودِكَ ومَرْفوعُه عنى بالموضوع ما أَضمره ولم يتكلم به والمرفوع ما أَظهره وتكلم
به والمواضِعُ معروفة واحدها مَوْضِعٌ واسم المكان المَوْضِعُ والمضَعُ بالفتح
الأَخير نادر لأَنه ليس في الكلام مَفْعَلٌ مما فاؤه واوٌ اسماً لا مَصْدراً إِلا
هذا فأَما مَوْهَبٌ ومَوْرَقٌ فللعلمية وأَما ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحدَ ففتحوه
إِذ كان اسماً موضوعاً ليس بمصدر ولا مكان وإِنما هو معدول عن واحد كما أَن عُمر
معدول عن عامر هذا كله قول سيبويه والموضَعةُ لغة في الموْضِعِ حكاه اللحياني عن
العرب قال يقال ارْزُنْ في مَوضِعِكَ ومَوْضَعَتِكَ والموضِعُ مصدر قولك وَضَعْتُ
الشيء من يدي وَضْعاً وموضوعاً وهو مثل المَعْقُولِ ومَوْضَعاً وإِنه لحَسَنُ الوِضْعةِ
أَي الوَضْعِ والوَضْعُ أَيضاً الموضوعُ سمي بالمصدر وله نَظائِرُ منها ما تقدم
ومنها ما سيأْتي إِن شاء الله تعالى والجمعُ أَوضاعٌ والوَضِيعُ البُسْرُ الذي لم
يَبْلُغْ كلُّه فهو في جُؤَنٍ أَو جِرارٍ والوَضِيعُ أَن يُوضَعَ التمرُ قبل أَن
يَجِفَّ فيُوضَعَ في الجَرِينِ أَو في الجِرارِ وفي الحديث من رَفَعَ السِّلاحَ ثم
وَضَعَه فدَمُه هَدَرٌ يعني في الفِتْنةِ وهو مثل قوله ليسَ في الهَيْشاتِ قَوَدٌ
أَراد الفِتْنةَ وقال بعضهم في قوله ثم وضَعَه أَي ضرَبَ به وليس معناه أَنه وضعَه
من يده وفي رواية من شَهَرَ سيفَه ثم وضَعَه أَي قاتَلَ به يعني في الفِتْنةِ يقال
وضَعَ الشيءَ من يده يَضَعُه وَضْعاً إِذا أَلقاه فكأَنه أَلقاه في الضَّرِيبةِ
قال سُدَيْفٌ فَضَعِ السَّيْفَ وارْفَعِ السَّوْطَ حتى لا تَرى فوْقَ ظَهْرِها
أُمَوِيّا معناه ضَعِ السيفَ في المَضْرُوبِ به وارفع السوْطَ لتَضْرِب به ويقال
وضَعَ يدَه في الطعام إِذا أَكله وقوله تعالى فليسَ عليهن جُناح أَن يَضَعْنَ
ثِيابَهُنَّ غير مُتَبَرِجاتٍ بزينة قال الزجاج قال ابن مسعود معناه أَن يَضَعْنَ
المِلْحَفةَ والرِّداءَ والوَضِيعةُ الحَطِيطةُ وقد اسْتَوْضَعَ منه إِذا اسْتَحَطَّ
قال جرير كانوا كَمُشْتَرِكِينَ لَمّا بايَعُوا خَسِرُوا وشَفَّ عليهِمُ
واستَوْضَعُوا ووَضعَ عنه الدَّيْنَ والدمَ وجميع أَنواعِ الجِنايةِ يَضَعُه
وَضْعاً أَسْقَطَه عنه ودَيْنٌ وضِيعٌ مَوْضُوعٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لجميل
فإِنْ غَلَبَتْكِ النَّفْسُ إِلاَّ وُرُودَه فَدَيْني إِذاً يا بُثْنُ عَنْكِ
وضِيعُ وفي الحديث يَنْزِل عيسى بنُ مريمَ فيَضَعُ الجِزْيةَ أَي يَحْمِل الناسَ
على دينِ الإِسلامِ فلا يبقى ذِمِّيٌّ تَجْري عليه الجِزيةُ وقيل أَراد أَنه لا
يبقى فقير مُحْتاجٌ لاسْتِغْناءِ الناسِ بكثرة الأَمْوالِ فتُوضَعُ الجِزيةُ وتسقط
لأَنها إِنما شُرِعَت اتزيد في مَصالِحِ المسلمين وتَقْوِيةً لهم فإِذا لم يَبْقَ
محتاجٌ لم تؤخذ قلت هذا فيه نظر فإِن الفرائِضَ لا تُعَلَّلُ ويطرد على ما قاله
الزكاةُ أَيضاً وفي هذا جُرْأَةٌ على وَضْعِ الفَرائِضِ والتَّعَبُّداتِ وفي الحديث
ويَضَعُ العِلْمَ
( * قوله « ويضع العلم » كذا ضبط بالأصل وفي النهاية أيضاً بكسر أوله ) أَي
يَهْدِمُه يُلْصِقُه بالأَرض والحديث الآخر إِن كنتَ وضَعْتَ الحَرْبَ بيننا وبينه
أَي أَسْقَطْتَها وفي الحديث من أَنْظرَ مُعْسِراً أَو وَضَعَ له أَي حَطَّ عنه من
أَصْلِ الدَّيْنِ شيئاً وفي الحديث وإِذا أَحدهما يَسْتَوْضِعُ الآخرَ
ويَسْتَرْفِقُه أَي يَسْتَحِطُّه من دَيْنِه وأَما الذي في حديث سعد إِنْ كان
أَحدُنا ليَضَعُ كما تَضَعُ الشاةُ أَراد أَنَّ نَجْوَهُم كان يخرج بَعَراً
ليُبْسِه من أَكْلِهِم ورَقَ السَّمُرِ وعدمِ الغِذاء المَأْلُوفِ وإِذا عاكَمَ
الرجلُ صاحِبَه الأَعْدالَ بقولْ أَحدهما لصاحِبه واضِعْ أي أَمِلِ العِدْلَ على
المِرْبَعةِ التي يحملان العِدْلَ بها فإِذا أَمره بالرفع قال رابِعْ قال الأَزهري
وهذا من كلام العرب إِذا اعْتَكَمُوا ووضَعَ الشيءَ وَضْعاً اخْتَلَقَه وتَواضَعَ
القومُ على الشيء اتَّفَقُوا عليه وأَوْضَعْتُه في الأَمر إِذا وافَقْتَه فيه على
شيء والضَّعةُ والضِّعةُ خِلاف الرِّفْعةِ في القَدْرِ والأَصل وِضْعةٌ حذفوا
الفاء على القياس كما حذفت من عِدة وزنِه ثم إِنهم عدلوا بها عن فِعلة فأَقروا
الحذف على حاله وإِن زالت الكسرة التي كانت موجبة له فقالوا الضَّعة فتدرَّجوا
بالضَّعةِ إِلى الضَّعةِ وهي وَضْعةٌ كجَفْنةٍ وقَصْعةٍ لا لأَن الفاء فتحت لأجل
الحرف الحلقي كما ذهب إِليه محمد بن يزيد ورجل وَضِيعٌ وَضُعَ يَوْضُعُ وضاعةً
وضَعةً وضِعةً صاروَضِيعاً فهو وَضِيعٌ وهو ضِدُّ الشريف واتَّضَعَ ووَضَعَه
ووَضْعَه وقصر ابن الأَعرابي الضِّعةَ بالكسر على الحسَب والضَّعةَ بالفتح على
الشجرِ والنباتِ الذي ذكره في مكانه ووَضَعَ الرجلُ نفسَه يَضَعُها وَضْعاً
ووُضوعاً وضَعةً وضِعةً قبيحة عن اللحياني ووَضَعَ منه فلان أَي حَطَّ من درَجته
والوَضِيعُ الدَّنِيءُ من الناس يقال في حسبَه ضَعةٌ وضِعةٌ والهاء عوض من الواو
حكى ابن بري عن سيبويه وقالوا الضِّعةَ كما قالوا الرِّفْعةَ أَي حملوه على نقيضه
فكسروا أَوَّله وذكر ابن الأَثير في ترجمة ضعه قال في الحديث ذكر الضَّعةِ
الضَّعةُ الذّلُّ والهَوانُ والدَّناءةُ قال والهاء فيها عِوَضٌ من الواو المحذوفة
والتَّواضُعُ التَّذَلُّلُ وتَواضَعَ الرجلُ ذَلَّ ويقال دخل فلان أَمْراً
فَوَضَعَه دُخُولُه فيه فاتَّضَعَ وتَواضَعَتِ الأَرضُ انخفضت عما يليها وأَراه
على المثل ويقال إِنَّ بلدكم لمُتَواضِعٌ وقال الأَصمعي هو المُتَخاشِعُ من
بُعْدِه تراهُ من بَعيدٍ لاصِقاً بالأرض وتَواضَعَ ما بيننا أَي بَعُدَ ويقال في
فلان تَوْضِيعٌ أَي تَخْنِيثٌ وفي الحديث أَن رجلاً من خُزاعةَ يقال له هِيثٌ كان
فيه تَوْضِعٌ أو تخْنيتٌ وفلان مُوَضَّعٌ إِذا كان مُخَنَّثاً ووضِعَ في تِجارتِه
ضَعةً وضِعةً ووَضِيعةً فهو مَوْضُوعٌ فيها وأُوضِعَ ووَضِعَ وَضَعاً غُبِنَ
وخَسِرَ فيها وصِيغةُ ما لم يسم فاعله أَكثر قال فكان ما رَبِحْت وَسْطَ
العَيْثَرَهْ وفي الزِّحامِ أَنْ وُضِعْت عَشَرَهْ ويروى وَضِعْت ويقال وُضِعْت في
مالي وأُوضِعْتُ ووُكِسْتُ وأُوكِسْتُ وفي حديث شريح الوَضِيعةُ على المال والريح
على ما اصطلحا عليه الوَضِيعةُ الخَسارة وقد وُضِعَ في البَيْعِ يُوضَعُ وَضِيعةً
يعني أضنَّ الخَسارةَ من رأْس المال قال الفراء في قلبي مَوْضِعةٌ وموْقِعةٌ أَي
مَحَبّةٌ والوَضْعُ أَهْوَنُ سَيْرِ الدوابِّ والإِبل وقيل هو ضَرْبٌ من سير
الإِبل دون الشدّ وقيل هو فَوْقَ الخَبَب وضَعَتْ وَضْعاً وموْضُوعاً قال ابنُ
مُقْبِلٍ فاستعاره للسّراب وهَلْ عَلِمْت إِذا لاذَ الظِّباءِ وقَدْ ظَلَّ
السَّرابُ على حِزَّانهِ يَضَعُ ؟ قال الأَزهري ويقال وَضَعَ الرجلُ إِذا عَدا
يَضَعُ وَضْعاً وأَنشد لدريد بن الصّمة في يوم هَوازِنَ يا لَيْتَني فيها جذَعْ
أَخُبُّ فيها وأَضَعْ أَقُودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ كأَنها شاةٌ صَدَعْ أَخُبُّ من
الخَبَبِ وأَضَعُ أَعْدُو من الوَضْعِ وبعير حَسَنُ الموضوعِ قال طرَفةُ
مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَوْضُوعُها كَمَرِّ غَيْثٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيح وأَوْضَعَها
هو وأَنشد أَبو عمرو إِنَّ دُلَيْماً قد أَلاحَ من أَبي فقال أَنْزِلْني فلا
إِيضاعَ بي أَي لا أَقْدِرُ على أَن أَسير قال الأَزهري وضَعَتِ الناقةُ وهو نحو
الرَّقَصانِ وأَوْضَعْتُها أَنا قال وقال ابن شميل عن أَبي زيد وَضَعَ البعير إِذا
عَدا وأَوْضَعْتُه أنا إِذا حملته عليه وقال الليث الدابّةُ تَضَعُ السير وَضْعاً
وهو سير دُونٌ ومنه قوله تعالى لأَوضَعُوا خِلالَكم وأَنشد بماذا تَرُدِّينَ
امْراً جاءَ لا يَرَى كَوُدِّكِ وُدًّا قد أَكَلَّ وأَوْضَعا ؟ قال الأَزهري قول الليث
الوَضْعُ سَير دُونٌ ليس بصحيح والوَضْعُ هو العَدْوُ واعتبر الليثُ اللفظَ ولم
يعرف كلام العرب وأَما قوله تعالى ولأَوْضَعُوا خِلالَكم يَبْغُونَم الفتنةَ
فإِنَّ الفراء قال الإِيضاعُ السير بين القوم وقال العرب تقول أَوْضَعَ الراكِبُ
ووَضَعَتِ الناقةُ وربما قالوا للراكب وَضَعَ وأَنشد أَلْفَيْتَني مُحْتَمَلاً
بِذِي أَضَعْ وقيل لأَوْضَعُوا خِلالَكم أَي أَوْضَعُوا مَراكِبَهم خِلالَكم وقال
الأَخفش يقال أَوْضَعْتُ وجئت مُوضِعاً ولا يوقِعُه على شيء ويقال من أَيْنَ
أوْضَعَ ومن أَين أَوْضَحَ الراكِبُ هذا الكلام الجيّدفقال أَبو الهيثم وقولهم
إِذا طرأَ عليهم راكب قالوا من أَين أَوْضَحَ الراكِبُ فمعناه من أَين أَنشأَ وليس
من الإِيضاعِ في شيء قال الأَزهريّ وكلام العرب على ما قال أَبو الهيثم وقد سمعتُ
نحواً مما قال من العرب وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَفاض من عَرفةَ وعليه
السكينةُ وأَوْضَعَ في وادِي مُحَسِّرٍ قال أَبو عبيد الإِيضاعُ سَيْرٌ مثل
الخَبَبِ وأَنشد إِذا أُعْطِيتُ راحِلةً ورَحْلاً ولم أُوضِعْ فقامَ عليَّ ناعِي
وضَعَ البعيرُ وأَوْضَعه راكِبُه إِذا حَملَه على سُرْعةِ السيْرِ قال الأَزهري
الإِيضاعُ أَن يُعْدِيَ بعيرَه ويَحْمِلَه على العَدْوِ الحَثِيثِ وفي الحديث أَنه
صلى الله عليه وسلم دَفَعَ عن عرفات وهو يَسِيرُ العَنَقَ فإِذا وجَدَ فَجْوةً
نَصَّ فالنصُّ التحريك حتى يُسْتَخْرَجَ من الدابة أَقْصَى سيْرِها وكذلك
الإِيضاعُ ومنه حديث عمرو رضي الله عنه إِنك واللهِ سَقَعْتَ الحاجِب وأَوْضَعْتَ
بالراكِب أَي حملْته على أَن يُوضِعَ مَرْكُوبَه وفي حديث حذيفة بن أُسَيْدٍ شَرُّ
الناسِ في الفتنةِ الراكِبُ المُوضِعُ أي المُسْرِعُ فيها قال وقد يقول بعض قيس
أَوْضَعْتُ بعِيري فلا يكون لَحْناً وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه سمعه يقول
بعدما عُرِضَ عليه كلامُ الأَخفش هذا فقال يقال وضَعَ البعيرُ يَضَعُ وَضْعاً إِذا
عَدا وأَسرَعَ فهو واضِعٌ وأَوْضَعْتُه أَنا أُوضِعُه إِيضاعاً ويقال وضَعَ
البعيرُ حَكَمَته إِذا طامَنَ رأْسَه وأَسرعَ ويراد بِحَكَمَتِه لَحْياه قال ابن
مقبل فَهنّ سَمامٌ واضِعٌ حَكَماتِه مُخَوِّنةٌ أَعْجازُه وكَراكِرُه ووَضَعَ
الشيءَ في المكانِ أَثْبَتَه فيه وتقول في الحَجَرِ واللَّبِنِ إِذا بُنِيَ به
ضَعْه غيرَ هذه الوَضْعةِ والوِضْعةِ والضِّعةِ كله بمعنًى والهاء في الضِّعةِ
عِوَضٌ من الواو ووَضَّعَ الحائِطُ القُطْنَ على الثوب والباني الحجرَ توْضِيعاً
نَضَّدَ بعضَه على بعض والتوْضِيعُ خِياطةُ الجُبَّةِ بعد وَضْعِ القُطن قال ابن
بري والأَوضع مثل الأَرْسَحِ وأَنشد حتى تَرُوحُوا ساقِطِي المَآزِرِ وُضْعَ
الفِقاحِ نُشَّزَ الخَواصِرِ والوضيعةٌ قوم من الجند يُوضَعُون في كُورةٍ لا
يَغْزُون منها والوَضائِعُ والوَضِيعةُ قوم كان كِسْرى ينقلهم من أَرضهم
فَيُسْكِنُهم أَرضاً أُخرى حتى يصيروا بها وَضِيعةً أَبداً وهم الشِّحْنُ
والمَسالِحُ قال الأَزهري والوَضِيعةُ الوَضائِعُ الذين وضَعَهم فهم شبه
الرَّهائِنِ كان يَرْتَهِنُهم وينزلهم بعض بلاده والوَضِيعةُ حِنْطةٌ تُدَقُّ ثم
يُصَبُّ عليها سمن فتؤكل والوَضائعُ ما يأْخذه السلطان من الخَراج والعُشور
والوَضائِعُ الوَظائِفُ وفي حديث طَهْفَةَ لكم يا بَني نَهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ
ووضائِعُ المِلْكِ والوَضائِعُ جمع وَضيعةٍ وهي الوَظِيفةُ التي تكون على المِلك
وهي ما يلزم الناسَ في أَموالهم من الصدَقةِ والزكاةِ أَي لكم الوظائِفُ التي تلزم
المسلمين لا نَتجاوزها معكم ولا نَزِيدُ عليكم فيها شيئاً وقيل معناه ما كان ملوك
الجاهليةُ يُوَظِّفُون على رعيتهم ويستأْثرون به في الحروب وغيرها من المَغْنَمِ
أَي لا نأْخذ منكم ما كان ملوككم وضفوه عليكم بل هو لكم والوَضائِعُ كُتُبٌ
يُكْتَبُ فيها الحِكمةُ وفي الحديث أَنه نبيّ وأَن اسْمه وصورَتَه في الوَضائِعِ
ولم أَسمع لهاتين الأَخيرتين بواحد حكاهما الهروي في الغريبين والوَضِيعةُ واحدة
الوَضائع وهي أَثقالُ القوم يقال أَين خَلَّفُوا وضائِعَهم وتقول وضَعْتُ عند فلان
وَضِيعةً وفي التهذيب وَضِيعاً أَي اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً ويقال للوَدِيعةِ
وضِيعٌ وأَما الذي في الحديث إِنّ الملائكةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتها لطالب العلم أَي
تَفْرُشُها لتكون تحت أَقدامه إِذا مشى وفي الحديث إِن الله واضِعٌ يده لِمُسيء
الليلِ لِيَتُوبَ بالنهارِ ولمُسِيء النهار ليتوب بالليل أَراد بالوَضْعِ ههنا
البَسْطَ وقد صرح به في الرواية الأُخرى إِن الله باسِطٌ يده لمسيء الليل وهو مجاز
في البسط واليد كوضع أَجنحة الملائكة وقيل أَراد بالوضع الإِمْهالَ وتَرْكَ المُعاجَلةِ
بالعُقوبة يقال وضَعَ يده عن فلان إِذا كفّ عنه وتكون اللام بمعنى عن أَي يَضَعُها
عنه أَو لام الأَجل أَي يكفّها لأَجله والمعنى في الحديث أَنه يَتَقاضَى المذنبين
بالتوبة ليَقْبَلَها منهم وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه وضَعَ يدَه في كُشْيةِ
ضَبٍّ وقال إِن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُحَرِّمه وضعُ اليد كناية عن الأَخذ
في أَكله والمُوَضِّعُ الذي تَزِلُّ رِجْلهُ ويُفْرَشُ وظِيفُه ثم يَتْبَعُ ذلك ما
فوقه من خلفه وخصّ أَبو عبيد بذلك الفرس وقال هو عيب واتَّضَعَ بعيرَه أَخذ برأْسه
وخَفَّضَه إِذا كان قائماً لِيَضَعَ قدمه على عنقه فيركبه قال رؤبة أَعانَكَ اللهُ
فَخَفَّ أَثْقَلُهْ عليكَ مأْجُوراً وأَنْتَ جَملُهْ قُمْتَ به لم يَتَّضِحْكَ
أَجْلَلُهْ وقال الكميت أَصْبَحْتَ فَرْعا قداد نابك اتَّضَعَتْ زيْدٌ مراكِبَها
في المَجْدِ إِذ رَكِبوا
( * هكذا ورد هذا البيت في الأصل )
فجعل اتَّضَعَ متعدّياً وقد يكون لازماً يقال وضَعْتُه فاتَّضَعَ وأَنشد للكميت
إِذا ما اتَّضَعْنَا كارِهِينَ لبَيْعةٍ أَناخُوا لأُخْرَى والأَزِمّةُ تُجْذَبُ
ووَضَّعتِ النَّعامةُ بَيْضَها إِذا رَثَدَتْه ووضَعَتْ بعضَه فوق بعض وهو بيضٌ
مُوَضَّعٌ منضُودٌ وأَما الذي في حديثِ فاطمةَ بنت قيسٍ لا يَضَع عَصاه عن عاتِقِه
أَي أَنه ضَرّاب للنساء وقيل هو كنايةٌ عن كثرة أَسْفارِه لأَنّ المسافر يحمل
عَصاه في سفَرِه والوُضْعُ والتُّضْعُ على البدل كلاهما الحَمْل على حيْضٍ وكذلك
التُّضُعُ وقيل هو الحَمْلُ في مُقْتَبَلِ الحَيْضِ قال تقولُ والجُرْدانُ فيها
مُكْتَنِعْ أَمَا تَخافُ حَبَلاً على تُضُعْ ؟ وقال ابن الأَعرابي الوُضْعُ الحمْل
قبل الحيض والتُّضْعُ في آخره قالت أُم تَأبَّطَ شرّراً والله ما حمَلْتُه وُضْعاً
ولا وَضَعْتُه يَتْناً ولا أَرْضَعْتُه غَيْلاً ولا أَبَتُّه تَئِقاً ويقال
مَئِقاً وهو أَجود الكلام فالوُضْعُ ما تقدّم ذكره واليَتْنُ أَن تخرج رجلاه قبل
رأْسه والتّئِقُ الغَضْبانُ والمَئِقُ من المأَقة في البكاء وزاد ابن الأَعرابي في
قول أُم تأَبط شرّاً ولا سَقَيْتُه هُدَبِداً ولا أَنَمْتُه ثَئِداً ولا
أَطْعَمْتُه قبل رِئةٍ كَبِداً الهُدَبِدُ اللبن الثَّخِينُ المُتَكَبِّدُ وهو
يثقل عليه فيمنعه من الطعام والشراب وثَئِداً أَي على موضِعٍ نَكِدٍ والكَبِدُ
ثقيلة فانْتَقَتْ من إِطْعامِها إِيَّاه كَبِداً ووضَعَتِ الحامِلُ الوَلَدَ
تَضَعُه وَضْعاً بالفتح وتُضْعاً وهي واضِعٌ ولدَتْه ووضَعَت وُضْعاً بالضم
حَمَلَتْ في آخِر طُهْرِها في مُقْبَلِ الحَيْضةِ ووضَعَتِ المرأةُ خِمارَها وهي
واضِعٌ بغير هاء خَلَعَتْه وامرأَةٌ واضِعٌ أَي لا خمار عليها والضَّعةُ شجر من
الحَمْضِ هذا إِذا جَعَلْتَ الهاء عوضاً من الواو الذّاهبة من أَوّله فأَما إِن
كانت من آخره فهو من باب المعتل وقال ابن الأَعرابي الحَمْضُ يقال له الوضِيعةُ
والجمع وضائِعُ وهؤلاء أَصحابُ الوَضِيعةِ أَي أَصحابُ حَمْضٍ مقيمون فيه لا
يخرجون منه وناقةٌ واضِعٌ وواضِعةٌ ونُوقٌ واضِعاتٌ تَرْعَى الحمضَ حولَ الماء
وأَنشد ابن بري قول الشاعر رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً وأَمْثالَها في
الواضِعاتِ القَوامِسِ وقد وَضَعَتْ تَضَعُ وَضِيعةً ووضَعَه أَلْزَمَها المَرْعى
وإِبِلٌ واضِعةٌ أَي مقيمةٌ في الحمض ويقال وضَعَت الإِبلُ تَضَعُ إِذا رعت الحمض
وقال أَبو زيد إِذا رعت الإِبلُ الحَمض حول الماء فلم تبرح قيل وضَعَت تَضَعُ
وضِيعةً ووضَعْتُها أَنا فهي مَوْضُوعةٌ قال الجوهريّ يتعدّى ولا يتهدّى ابن
الأَعرابي تقول العرب أَوْضِعْ بنا وأَمْلِكْ الإِيضاعُ بالحَمْضِ والإِمْلاكُ في
الخُلَّةِ وأَنشد وضَعَها قَيْسٌ وهِيْ نَزائِعُ فَطَرَحَتْ أَولادها الوَضائِعُ
نَزائِعُ إِلى الخُلَّةِ وقومٌ ذَوُو وَضِيعةٍ ترْعى إِبلُهم الحمضَ والمُواضَعةُ
مُتاركةُ البيع والمُواضَعةُ المُناظَرة في الأَمر والمُواضَعةُ أَن تُواضِعَ
صاحبك أَمراً تناظره فيه والمُواضَعةُ المُراهَنةُ وبينهم وِضاعٌ أَي مُراهنةٌ عن
ابن الأَعرابي ووضَع أَكثرَه شعَراً ضرَب عنُقَه عن اللحياني والواضِعةُ
الرَّوْضةُ ولِوَى الوَضِيعةِ رَمْلةٌ معروفةٌ ومَوْضُوعٌ موْضِعٌ ودارةُ موضوعٍ
هنالك ورجلٌ مُوَضَّعٌ أَي مُطَرَّحٌ ليس بِمُسْتَحْكِم الخَلْقِ