" الخَفْضُ : الدَّعَةُ " كما في الصّحاح والعُبَابِ وزادَ غَيْرُهُمَا والسُّكُونُ واللِّينُ . زَادَ في الأَسَاسِ : والانْكِسَار . وفي اللِّسَان : العَيْشُ الطَّيِّب . وكُلُّ ذلِكَ مُتَقَارِبٌ . ويُقَال : هُمْ في خَفْضٍ من العَيْش . من المَجَازِ : " عَيْشٌ خَافِضٌ " كعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ كما في الأَسَاس " وقد خَفُضَ " عَيْشُهُم " ككَرُمَ " وأَنْشَد الصَّاغَانِيّ :
لا يَمْنَعَنَّكَ خَفْضُ العَيْشِ في دَعَةٍ ... نُزُوعُ نَفْسٍ إِلى أَهْلٍ وأَوْطَانِ
تَلْقَى بِكُلّ بِلادٍ إِنْ حَلَلْتَ بِهَا ... أَهْلاً بأَهْلٍ وجِيرَاناً بِجِيرانِ قال شَيْخُنَا : وتَوَقَّفَ سَعْدِي أَفندي في قَوْلِ الشَّاعِر هذَا . وأَشَار المرْزُوقِيّ إِلى أَنَّ خَفَضَ العَيْشِ سَعَتُه ورَغَدُه . ومَعْنَى الدَّعَةِ : الرَّاحَةُ والسُّكُونُ . وكَلامُ المُصَنِّف لا يَخْلُو عن قَلَقٍ يَحْتَاجُ إِلى التَّأْويل . قُلتُ : كَلاَمُ المُصَنِّف ظاهِرٌ وبه عَبَّر الجَوْهَرِيُّ وغَيْرُه مِنَ الأَئِمَّةِ ولا قَلَقَ فِيهِ على ما بَيَّنّا ولا يَحْتَاجُ المَقَامُ إِلَى تَأْوِيلٍ . فتَأَمَّلْ . الخَفْضُ : " السَّيْرُ اللَّيِّنُ ضِدُّ الرَّفْعِ " . يُقَال : بَيْنِي وبَيْنَكَ لَيْلَةٌ خَافِضَةٌ أَي هَيِّنَةُ السَّيْرِ . نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وهو مَجَازٌ . وأَنْشَدَ قَولَ الشَّاعِر وهو طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ :
مَخْفُوضُها زَوْلٌ ومَرْفُوعُهَا ... كمَرِّ صَوْبٍ لَجِلٍ وَسْطَ رِيحْ قال الصّاغَانِيّ : ويُرْوَى : ومَوْضُوعها . وقال ابنُ بَرِّيّ : والَّذِي في شِعْرِه :
" مَرْفُوعُهَا زَوْلٌ ومَخْفُوضُها والزَّوْلُ : العَجَبُ أَيْ سَيْرُها اللَّيِّن كمَرِّ الرِّيحِ . وأَمّا سَيْرُها الأَعْلَى وهو المَرْفُوعُ فعَجَبٌ لا يُدرَكُ وَصْفُه . الحَفْضُ " بمَعْنَى الجَرِّ " وهُمَا " في الإِعْرَابِ " بمَنْزِلَةِ الكَسْرِ في البِنَاءِ في مُوَاضَعَاتِ النَّحْوِيِّين نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والجَمَاعَةُ . من المَجَازِ الخَفْضُ : " غَضُّ الصَّوْتِ " ولينُه وسُهولَتُه . وصَوْتٌ خَفِيضٌ ضِدُّ رَفِيعٍ . " والخَافِضُ في الأَسْمَاءِ الحُسْنَى : مَنْ يَخْفِضُ الجَبَّارينَ والفَرَاعِنَةَ ويَضَعُهُم " ويُهِينُهُم ويَخْفِضُ كُلَّ شَيْءٍ يُرِيدُ خَفْضَهُ . " وخَفَضَ بالمَكَان يَخْفِضُ : أَقَامَ " . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : يُقَال لِلْقَوْمِ : هُمْ خافِضُون إِذا كانوا وَادِعِينَ عَلَى المَاءِ مُقِيمِينَ وإِذا انْتَجَعُوا لم يَكُونُوا في النُّجْعَةِ خافِضِينَ لأَنَّهُم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ وَمساقِطِ الغَيْثِ . " والخَافِضَةُ : التَّلْعَةُ المُطْمَئِنَّةُ " من الأَرْضِ والرَّافِعَةُ : المَتْنُ من الأَرْضِ عن ابْنِ شُمَيْلٍ . الخَافِضَةُ : " الخَاتِنَةُ " نقله الجَوْهَرِيّ . " وخُفِضَتِ الجَارِيَةُ كخُتِنَ الغُلامُ . خَاصٌّ بِهِنّ " . وقِيلَ : خَفَضَ الصَّبِيَّ يَخْفِضُهُ خَفْضاً : خَتَنَهُ فاسْتُعْمِلَ في الرَّجُل . والأَعْرُفُ ما ذَكَرَهُ المُصَنِّف وقد يُقَالُ للْخاتِنِ : خافِضٌ ولَيْس بالكَثِير . وفي الحَدِيثِ : " إِذا خَفَضْتِ فَأَشمِّي " أَي لا تَسْحَتِي شَبَّهَ القَطْعَ اليَسِيرَ بإِشْمَامِ الرّائحَة . قَوْلُه تَعَالَى : " " خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ " أَي تَرْفَعُ قَوْماً إِلَى الجَنَّةِ وتَخْفِضُ قَوْماً إِلى النَّارِ " كما في العُبَاب . وقال الزَّجّاج : المَعْنَى أَنهَا تَخْفِضُ أَهْلَ المَعَاصِي وتَرْفَعُ أَهْلَ الطَّاعَة . وقِيلَ : تَخْفِض قَوْماً فتَحُطُّهُم عن مَرَاتِب آخَرِينَ تَرْفَعُهم إِلَيْهَا ؛ والَّذِينَ خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ والمَرْفُوعُون يُرْفَعون إِلى غُرَفِ الجِنَان . من المَجَازِ قَوْلُهُم : هو خَافضُ الطَّيْرِ أَي وَقُورٌ " ساكِنٌ وكذلكَ خَافضُ الجَنَاحِ . من المَجَازِ قَوْلُه تَعَالَى : و " اخْفضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ من الرَّحْمَةِ " أَي " تَوَاضَعْ لَهُمَا " ولا تَتَعَزَّزْ عَلَيْهَما " أَو " هو " منَ المَقْلُوب أَي " اخْفضْ لَهُمَا " جَنَاحَ الرَّحْمَةِ من الذُّلِّ " كما في العُبَابِ . وكذا قَوْلُه تَعالَى : " واخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنين " أَي أَلِنْ جَانِبَكَ لَهُمْ . قال ابنُ شُمَيْل في تَفْسِير الحَدِيثِ : " إِنَّ الله " يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُه " " . قال : القِسْطُ : العَدْلُ يُنْزِلُه مَرَّةً إِلَى الأَرْضِ ويَرْفَعُه أُخْرَى . وقال الصّاغَانِيّ : أَيْ " يَبْسُطُ لِمَنْ يَشَاءُ ويَقْدِرُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ " العَرَبُ تقولُ : " أَرْضٌ خافِضَةُ السُّقْيَا " إِذا كانَتْ " سَهْلَة السَّقْيِ " ورافعَةُ السُّقْيَا إِذا كانَتْ على خلاَف ذلِكَ . من المَجَازِ : " خَفِّضِ القَوْلَ يا فُلاَنُ " أَي " لَيِّنْهُ و " خَفِّضْ عَلَيْكَ " الأَمْرَ : هَوِّنْهُ " . ومنه حَديثُ الإِفْك " ورَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّم يُخَفِّضُهُم " أَي يُسَكِّنُهُم ويُهَوِّنُ عليهم الأَمْرَ وفيه أَيْضاً قَولُ أَبِي بَكْرٍ لِعَائشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما : " خَفِّضي عَلَيْك " أَي هَوِّني الأَمْرَ ولا تَحْزَني له . خَفِّضْ " رأْسَ البَعِيرِ " أَي " مُدَّهُ إِلَى الأَرْضِ لِتَرْكبَهُ " قاله اللَّيْثُ وأَنْشَدَ لهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ :
" يَكَادُ يَسْتَعْصِي على مُخَفِّضِهْ" واخْتَفَضَ : انْحَطَّ " كانْخفَضَ نَقَلَهُ الصَّاغانيّ . اخْتَفَضَت " الجَارِيَةُ : اخْتَتَنَتْ " وهو مُطَاوِعٌ لِخَفَّضْتُها . " والحُرُوفُ المُنْخَفِضَةُ : ما عَدَا " المُسْتَعْلِيَةَ وهُنَّ الأَرْبَعَةُ المُطْبَقَةُ والخَاءُ والغَيْن المُعْجَمَتَانِ والقافُ يَجْمَعُها قَوْلُكَ " قغضخصطظ " . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه . الانْخفَاضُ : الانْحِطاطُ . وامرأَةٌ خافِضَةُ الصَّوْتِ وخفِيضَتُه : خَفِيَّتُهُ لَيِّنَتُه وفي التَّهْذِيبِ : لَيْسَت بسَلِيطَةٍ وقد خَفَضَت وخَفَضَ صَوْتُها : لاَنَ وسَهُلَ . وخَفْضُ العَدْلِ : ظُهُورُ الجَوْرِ عَلَيْه إِذا فَسَدَ الناسُ . ورَفْعُه : ظُهُورُهُ على الجَوْرِ إِذا تَابُوا وأَصْلَحُوا فخَفْضُهُ من اللهِ تَعالَى استِعْتَابٌ ورَفْعُه رِضاً . ويُقَالُ : خَفَّضَه إِذا وَهَّنَ أَْمْرَهُ وقَدْرَهُ وهَوَّنَه . والخَفِيضَةُ : لِينُ العَيْش وسَعَتُه . وعَيْشٌ خَفْضٌ ومَخْفُوضٌ وخَفِيضٌ : خَصِيبٌ في دَعَةٍ وخِصْبٍ ولِينٍ . والمَخْفِضُ كمَجْلِسٍ مثل الخَفْضِ . ومَخْفِضُ القَوْمِ : المَوْضِعُ الَّذِي هُمْ فيه في خَفْضٍ ودَعَةٍ . وخَفِّضْ عَلَيْكَ جَأْشَكَ أَي سَكِّنْ قَلْبَك . وخَفَضَ الطائِرُ جَنَاحَهُ : أَلاَنَه وضَمَّهُ إِلى جَنْبِهِ لِيُسَكِّنَ من طَيَرانِهِ وخَفَضَ جَنَاحَه خَفْضاً : أَلاَنَ جَانِبَه على المَثَلِ . والخَفْضُ : المُطْمَئِنُّ من الأَرْضِ جَمعُه خُفُوضٌ . وكَلامٌ مَخْفُوضٌ وخَفِيضٌ . وهو مُنْقَادٌ خَافضُ الجَنَاح . وخَفَضَت الإِبِلُ : لاَنَ سَيْرُها ولَهَا مَخْفُوضٌ ومَرْفُوعٌ . وما زَالَتْ تَخْفِضُنِي أَرْضٌ ومَرْفُوعٌ . وما زَالَتْ تَخْفِضُنِي أَرْضٌ وتَرْفَعُنِي أُخْرَى حَتَّى وَصَلْت إِلَيْكُمْ . وكُلُّ ذلِك مَجَاز . وخَفَضَ الرَّجُلُ خُفُوضاً : مَاتَ . وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ : أُصِيبَ بمَصَائِبَ تَخْفِيضُ المَوْتَ أَي " بمَصَائبَ " تُقَرِّب إِليه المَوْتَ لا يفْلِت مِنْهَا كما في اللِّسَان . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : خفرضض
عَنَكَ الرَّمْلُ يَعْنُكُ عَنْكًا وعُنُوكًا وهي رَمْلَةٌ عانِكٌ تَعَقَّدَ وارتَفَع فلَم يَكُنْ فيهِ طَرِيقٌ للبَعِيرِ إِلاّ أَن يَحْبُوَ كتَعَنَّكَ والجمعُ العَوانِكُ قال ذُو الرُّمَّةِ :
على أقْحُوانٍ في حَنادِيج حَرَّةٍ ... يُناصِي حَشَاهَا عانِكٌ مُتَكاوِسُ وقال أَيْضًا :
كأَنَّ الفِرِنْدَ الخُسرُوانِيَ لُثْنَهُ ... بأَعْطافِ أَنْقاءِ العَقُوقِ العَوانِكِ وعَنَكَت المَرأَةُ على بَعْلِها : نَشَزَتْ وعلى أَبِيها : عَصَتْ . ورَواه ابنُ الأَعْرابِي : عَتَكَتْ بالتاءِ وقد تَقَدَّم . وعَنَكَ اللَّبنُ : خَثُرَ نقَلَه الجَوْهَرِيّ ويُروَى بالتاءِ وقد تَقَدّمَ . وعَنَكَ فلانٌ : ذَهَبَ في الأَرْضِ ويُروَى بالتّاءِ وقد تقدم . وعَنَكَ الفَرَسُ : حَمَلَ وكَرَّ قال :
" نُتْبِعْهُم خَيلاً لنا عَوانِكَا ورواه ابن الأَعْرابي بالتاءِ وقد تَقَدَّم . وعَنَكَ الرَّمْلُ والدَّمُ : اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهما يقالُ : رَمْلٌ عانِكٌ ودَمٌ عانِكٌ نقَلَه اللّيث وسيأتِي إِنْكارُه على الجَوهَرِيِّ في آخِرِ التَّركيبِ . وعَنَكَ البَعِيرُ : سارَ في الرَّمْلِ فلم يَكَدْ يَتَخَلَّصُ منهُ هكذا في سائِر النُّسَخِ والصّوابُ أَعْنَكَ البَعِيرُ وأَما عَنَك فلم يَقُلْ به أَحَدٌ كاعْتَنَكَ وهذه عن الجَوْهَرِيِّ وهو قولُ ابنِ دُرَيْد قالَ : ومِنْه قولُ رُؤْبةَ :
" فالذُّخْرُ فِيها عِنْدَنا والأَجْرُ لَكْ
" أَوْدَيْتُ إِنْ لَم تَحْبُ حَبوَ المُعْتَنِكْ يَقُولُ : هَلَكْتُ إِنْ لم تحملْ حَمالتي بجَهْدٍ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : عَنَكَ البابَ يَعْنُكُه عَنْكًا : أَغْلَقَه كأَعنكه لُغَة يَمانِيَةٌ
والعانِكُ : الّلازِمُ والتاءُ أَعْلَى . والعانِكُ : المَرأَةُ السَّمِينَةُ عن ابنِ عَبّادٍ . والعِنْكُ بالكسرِ : الأَصْلُ يقال : هو مِنْ عِنْكِ سَوْءٍ ومن عِنْكِ صِدْقٍ ويُحَرّكُ والجَمْعُ أَعْناكٌ . وقال اللَّيْثُ : العِنْكُ : سُدْفَةٌ من اللَّيلِ تكونُ من أَوَّلِه إِلى ثُلُثِه أَو قِطْعَةٌ منه مُظْلِمَةٌ حَكاهُ ثَعْلَبٌ أَو الثُّلُثُ الباقي منْه قالَه أَبُو تُرابٍ وأَنْشَد :
" باتَا يَجُوسانِ وقَدْ تَجَرَمَا
" لَيلَ التَّمامِ غَيرَ عِنْكٍ أَدْهَمَا وقالَ الأَصْمَعي : أَتانَا بَعْدَ عِنْكٍ من اللَّيلِ أي : بَعْدَ ساعَة وهُدُو ويُثَلَّثُ الكَسرُ والفَتْحُ عن اللَّيث والضَّم عن ابنِ عَبّاد . قالَ ثَعْلَبٌ : الكَسرُ أَفْصَحُ وقال ابنَ بَرّيّ : يُقالُ : عِنْكٌ وعَنْكٌ وعُنْك كما يُقال : عِنْدٌ وعَنْد وعُنْد
والعِنْكُ من كُلِّ شَيءٍ : ما عَظُمَ منه يُقال : جاءَنا من السَّمَكِ ومن الطَّعامِ بعِنْكٍ أي : بشَيءٍ كثيرٍ منه قالَه ابنُ شُمَيل . وقالَ اللَّيثُ : العِنْكُ : البابُ بلُغَةِ أَهْلِ اليَمَنِ : قلتُ ومنه قَوْلُهم في مُعامَلاتِهِم : وهذا عِنْكُ كَذَا كما يَقُولُون : بابُ كَذَا . والعُنْكُ بالضّمِّ : جَمْعُ عَنِيك للرَّمْلِ المُتَعَقِّدِ الكَثِيرِ . والمِعْنَكُ كمِنْبَرٍ : المِغْلَقُ . وعَنَكَه وأَعْنَكَه : أَغْلَقَه وهذا قد تَقَدّم قَرِيبًا فهو تَكْرارٌ . والعَنْكُ بالفتحِ : وهو تَصْحِيفٌ والصّوابُ بالتاءِ وقد تَقَدَّم . وعُنَكُ كزُفَر : بالبَحْرَيْنِ قاله نَصْرٌ . وقالَ أَبو عَمْرو : أَعْنَكَ الرجُلُ : تَجَرَ في العُنُوكِ وهي الأَبْواب . قالَ : وأَعْنَكَ : وَقَعَ في العانِكِ أي الرَّمْلِ الكَثِيرِ . وأَمّا العاتِكُ للأَحْمَرِ والدَّمُ العاتِكُ فكِلاهُما بالمُثَنّاةِ من فَوْق ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ . قلتُ : وهذا الّذِي نَقَلَه الجَوهَرِيُّ وهو نَصُّ كِتابِ العَين للَّيث قال : والعانِك : الأَحْمَرُ يُقالُ : دَمٌ عانِكٌ : إِذا كانَ في لَونِه صُفْرَةٌ وأَنشد :
" أَوْ عانِكٍ كدَمِ الذَّبِيحِ مُدامِ والعانِكُ من الرَّمْلِ : في لَوْنِه حُمْرَةٌ وهذا نَصّ اللّيثِ قال الأَزْهَريُّ : كلُّ ما قالَه اللّيثُ في العانِكِ فهو خطأ وتَصْحِيفٌ والّذِي أَرادَ اللّيثُ من صِفَةِ الحُفرَةِ فهو عاتِكٌ بالتّاءِ وقد تَقَدَّمَ . وقالَ أَيْضًا عن ابن الأَعْرابِي : سَمِعْتُ أَعرابِيًّا يَقولُ : أَتانَا بنَبِيذٍ عاتِك يُصَيِّر النّاسِكَ مثلَ الفالِك واِلعانِكُ من الرِّمال : ما تَعًقّدَ كما فَسَّرَه الأصْمَعِيُ لا ما فيه حُمرَةٌ وأَما استِشْهادُه بقولِه أَو عانِكٍ إلخ فإنَّ الرواةَ يروُونَه أَوْ عاتِقٍ قال : وكَذَا أًنْشَدَنِيهِ الإيادِيّ فيما رَواهُ وِإن كانَ وَقَع للّيثِ بالَكافِ فهو عاتِكٌ كما رَوَيْتُه عن ابنِ الأَعْرابي هذا نَصُّ الأزْهَريِّ ونَبه عليه الصّاغانيُ أَيضًا وأَمّا صاحب المُجْمَلِ فإِنّه قَلّدَ اللّيثَ من غَيرِ تنبيه ورامَ شيخُنا الجَوابَ عن الجَوْهَرِيِّ فلم يَفْعَلْ شيئًا
ومما يُستَدْرَكُ عليه : اسْتَعْنَكَ البَعِيرُ : حَبا في العانِكِ فلم يَقْدِرْ على السَّيرِ عنِ ابن درَيْدِ ونقله الصّاغاني
والتَّعْنِيكُ : المَشَقَّةُ والضِّيقُ والمَنْعُ ومنه حَدِيث أُمِّ سَلَمَةَ : ما كانَ لَكِ أنْ تُعَنِّكِيها وهو مِنْ أَعْنَكَ البَعِيرُ واعْتَنك : إِذا ارْتَطَمَ في الرَّمْلِ أَو من عَنَكَ البابَ وأَعْنَكَه وقد رُوِي بالقافِ كما تقدَّم في ع ن ق . والعَناكُ كسَحابٍ وبه رُوِي في حَدِيث جَرِيرٍ وحُمُوض وعَناك : الرَّمْلُ الكَثِيرُ هكذا رَواهُ الطَّبَرانِي وفَسَّرَه . والعِنْكَةُ : الرَّمْلُ الكَثِيرُ
ونَبِيذٌ عانِكٌ : قَدِيم نَقَلَه اللّيثُ والصّوابُ بالتّاءِ
ويُقالُ : مَكَثَ عِنْكاً بالكسرِ أي : عَصْرا وزَمانًا ويُرْوَى بالتاءِ
وقد ذَكَرُوا عَناك : بُلَيدَةٌ من نَواحِي حَورانَ من أَعْمال دِمَشْقَ يُعْمَلُ فيها بُسُطٌ وأَكْسِيَةٌ جَيِّدَة قالَه ياقوت