الْخُفٌّ بِالضَّمِّ : مَجْمَعُ فِرْسِنِ الْبَعِير والنَّاقَةِ تَقولُ العَرَبُ : هذا خُفُّ البَعِيرِ وهذه فِرْسِنُهُ وقال الجَوْهَرِيُّ : الخُفُّ : وَاحشدُ أَخْفَافِ البَعِيرِ وهو للبَعِيرِ كالحَافِرِ لِلفَرَسِ وفي المُحْكَمِ : وقد يَكُونُ الخُفُّ لِلنَّعَامِ سَوَّوْا بَيْنَهُمَا للتَّشَابُهِ قال : أَو الْخُفُّ لا يَكُونُ إِلاَّ لَهُمَا أَخْفَافٌ . والخُفُّ أَيضاً : وَاحِدُ الخِفَافِ التي تُلْبَسُ في الرِّجْلِ ويُجْمَعُ أَيضاً على أَخْفَافٍ كما في اللِّسَانِ . وتَخَفَّفَ الرَّجُلُ إِيّاهُ : لَبِسَهُ
والخَفُّ مِن الأَرْضِ : الغَلِيظَةُ وفي الصِّحاحِ والعُبَابِ : أَغْلَظُ مِن النَّعْلِ وهو مَجَازٌ . ومِن المَجَازِ : الخف مِن الإِنْسَانِ : ما أَصَابَ الأَرْضَ مِن بَاطِنِ قَدَمِهِ كما في المُحْكَمِ والخُلاَصةِ . والخُفُّ : الْجَمَلُ الْمُسِنُّ وقيل : الضَّخْمُ قال الرَّاجِزُ :
" سَأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفَّا
" والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفَّا
وقد تقدَّم إِنْشَادُه في س م ع والجَمْعُ : أَخْفَافٌ وبه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ الحديثُ : " نَهَى عَنْ حَمْىَ الأَرَاكِ إِلاَّ ما لم يَنَلْهُ أَخْفَافُ الإِبِلِ " قال : أَي ما قَرُبَ مِن المَرْعَى لا يُحْمَى بل يُتْرَكُ لِمَسَانَّ الإِبِلِ وما في مَعْنَاهَا مِن الضِّعافِ التي لا تقْوَى علَى الإِمْعَانِ في طَلَبِ المَرْعَى . وقال : غيرُه : مَعْنَاهُ أَي ما لم تَبْلُغْهُ أَفْوَاهُهَا بمَشْيِهَا إِلَيْهِ
وقَوْلُهُم : رَجَعَ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ . قال أَبو عُبَيْدٍ : أَصْلُهُ سَاوَمَ أَعْرَابِيٌّ حُنَيْناً الإِسْكَافَ وكان مِن أَهْلِ الحِيرَةِ بِخفيْنِ حتى أَغْضَبَهُ فَأَرَادَ غَيْظَ الأَعْرَابِيِّ فَلَمَّا ارْتَحَلَ الأَعْرَابِيُّ أَخَذَ حُنَيْنٌ أَحَدَ خُفَيْهِ فَطَرَحَهُ في الطَّريقٍ ثُمَّ أَلْقَى الآخَرَ في مَوْضِعٍ آخَرَ فَلَمَّا مَرَّ الأَعْرَابِيُّ بِأَحَدِهِمَا قَالَ : مَا أَشْبَهَ هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ ولَوْ كَانَ مَعَهُ الآخَرُ لأَخَذْتُهُ ومَضَى فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الآخَرِ نَدِمَ علَى تَرْكِهِ الأَوَّلَ وقد كَمَنَ لَهُ حُنَيْنٌ فَلَمَّ مَضَى الأَعْرَابِيُّ في طَلَبِ الأَوَّلِ عَمَدَ حُنَيْنٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ومَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بِهَا وأَقْبَلَ الأَعْرَابِيُّ ولَيْسَ مَعَهُ إِلاَّ خُفَّانِ فَقِيلَ أَي قال له قَوْمُهُ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ مِن سَفَرِكَ ؟ فَقَالَ : جِئْتَكُمْ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ . فَذَهَبَ وفي العُبَابِ : فذَهَبَتْ مَثَلاً يُضْرَبُ عندَ الْيَأْسِ مِن الْحَاجِةِ والرُّجُوعِ بِالْخَيْبَةِ
وقال ابْنُ السِّكِّيتِ : حُنَيْنٌ رَجُلٌ شَدِيدٌ ادَّعَى إِلَى أَسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ فَأَتَى عبدَ المُطَّلِبِ وعَلَيْه خُفَّانِ أَحْمَرَانِ فقالَ : يا عَمِّ أَنَا ابنُ أَسدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ فَقَالَ عبدُ المُطَّلِبِ : لاَ وِثِيَابِ أَبي هَاشِمٍ مَا أَعْرِفُ شَمَائِلَ هَاشِمٍ فِيكَ فَارْجِعْ فَرَجَع فَقِيلَ : رَجَعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّيْهِ . هكذا أَوْرَدَ الوَجْهَيْنِ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ والزَّمَخْشَرِيُّ في المُسْتَقْصَى والمَيْدَانِيُّ في مَجْمَعِ الأَمْثَال وشُرَّاحُ المَقَامَاتِ واقْتَصَرَ غَالِبُهم علَى ما قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ
والْخِفُّ بِالْكَسْرِ : الْخَفِيفُ يقال : شَيْءٌ خِفٌّ : أَي خَفِيفٌ وكُلُّ شَيْءٍ خَفَّ مَحْمَلُهُ فهو خِفٌّ وقال امْرُؤُ القَيْسِ :
" يَزِلُّ الْغُلاَمُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ ويَلْوِي بِأَثْوَابِ الْعَنِيفِ الْمُثَقَّلِ والخِفُّ : الجَمَاعَةُ الْقَلِيلَةُ يُقَال : خَرَجَ فُلانٌ في خِفٍّ مِن أَصْحابِهِ أَي في جَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ . والخُفَافُ كَغُرَابٍ : الْخَفِيفُ كطُوالٍ وطَوِيلٍ قال أَبو النَّجْمِ
" وقد جَعَلْنَا في وَضِينِ الأَحْبُلِ
" جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ أَي : قَلْبُهُ خَفِيفٌ وبَدَنُه ثَقِيلٌ . وقيل : الخَفِيفُ في الجِسْمِ والخُفَافُ في التَّوَقُّدِ والذَّكَاءِ وجَمَعُهما خِفَافٌ ومنه قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ( انْفِرُوا خِفَافاً وثِقَالاً ) . قال الزَّجَّاجُ : أَي مُوسِرِينَ أَو مُعْسِرِين وقيل : خَفَّتْ عليكُم الحَرَكَةُ أَو ثَقُلَتْ وقيل : رُكْبَاناً ومُشَاةً وقيل : شُبَّاناً وشُيُوخاً . وقد خَفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً بِكَسْرِهَا وتُفْتَحُ وعلى الثَّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وتَخَوُّفاً وهذا مِن غَيْرِ لَفْظِهِ ومَوْضِعُهُ في خ و ف كما سيأْتي : أَي صار خَفِيفاً يكونُ في الجِسْمِ والعَقْلِ والعَمَلِ وفي الآخَرَين مَجَازٌ فهو خِفٌّ وخَفِيفٌ وخُفافٌ ومنه قَوْلُ عَطاءٍ : " خِفُّوا علَى الأَرْضِ " قال أَبو عُبَيْدٍ : أَي في السُّجُودِ ويُرْوَى بالجِيمِ أَيضاً . وخُفَافُ بنُ نُدْبَةَ وهي أُمُّهُ وأَبوه عُمَيْرُ بنُ الحارِثِ بنِ عمرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيُّ : أَحَدُ فُرْسانِ قَيْسٍ وشُعَرَائِها وقد شَهِدَ الفَتْحَ وتقدَّم ذِكْرُه أَيضاً في " ن د ب " وفي " غ ر ب " . خُفافُ ابنُ إِيْمَاءَ . خُفَافُ بنُ نَضْلَةَ الثَّقَفِيُّ له وِفَادَةٌ رَوَى عنه ذَابِلُ بنُ طُفَيْلٍ صَحَابِيُّونَ رَضِيَ اللهُ عَنهم . وخَفّانُ كَعَفَّان : مَوْضِعٌ وهو مَأْسَدَةٌ كما في الصِّحاحِ وفي اللِّسَانِ : مَوْضِعٌ أَشِبُ الغِيَاضِ كثيرُ الأُسْدِ وفي العُبَابِ : قُرْبَ الْكُوفَةِ وفي الأَسَاسِ : أَجَمَةٌ في سَوَادِ الكُوفَةِ ومنه قَوْلُهم : كأَنَّهُم لُيُوثُ خَفَّانَ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الشاعرِ :
شَرَنْبَثُ أَطْرَافِ الْبَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصُورٌ لَهُ في غِيلِ خَفَّانَ أَشْبُلُ وأَنْشَدَ اللِّيْثُ :
" تَحِنُّ إِلَى الدَّهْنَا بِخَفَّانَ نَاقَتِيوأَيْنَ الهَوَى مِنْ صَوْتِهَا المُتَرَنِّمِ وأَنْشَدَ غيرُهُ لِلأَعْشَى :
ومَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْهِ مَهَابَةٌ ... أَبو أَشْبلٍ أَضْحَى بِخَفَّانَ حَارِدَا من المَجَازِ : خَفَّتِ الأُتُنُ لِعَيْرِهَا : إِذا أَطَاعَتْهُ ومنه قَوْلُ الرَّاعِي :
نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا ... فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ وقد تَقَدَّم في ( خ ذ ف ) . وفي الأَسَاسِ : خَفَّتِ الأُنْثَى للفَحْلِ : ذَلَّتْ له وانْقَادَتْ . قال ابنُ دُرَيْدٍ : خَفَّتِ الضَّبُعُ تَخِفُّ خَفّاً بِالفَتْحِ : إِذا صَاحَتْ هكذا في نَصِّ الجَمْهَرَةِ وذِكْرُ الفَتْحِ في كَلامِ المُصَنِّفِ مُسْتَدْرَكٌ . مِن المَجَازِ : خَفَّ الْقَوْمُ عَن وَطَنِهِم خُفُوفاً : ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ وقيل : ارْتَحَلُوا عنه فلم يَخُصُّوا السُّرْعَةَ قال الأَعْشَى :
" خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُواوأَزْعَجَتْهُم نَوىً في صَرْفِهَا غِيَرُوقيل : خَفُّوا خُفُوفاً : إِذَا قَلُّوا وخَفَّتْ زَحْمَتُهم . الخَفُّوفُ كَتَنُّورٍ : الضَّبُعُ عن ابنِ عَبَّادٍ . الخَفِيفُ كَأَمِيرٍ : مَا كَانَ مِن الْعَرُوضِ مَبْنِيّاً على فَاعِلاَتُنْ مُسْتَفْعِلُن هكذا في النُّسَخِ وصَوَابُه : فاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاَتُنْ كما هو نَصُّ العُبابِ والتَّكْمِلَةِ سِتَّ مَرَّاتٍ سُمِّيَ بذلك لِخِفَّتِهِ . وامْرَأَةٌ خَفْخَافَةُ الصَّوْتِ أَي : كَأَنَّ صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِن مَنْخِرَيْهَا . والْخُفْخُوفُ بِالْضَّمِّ : طَائِرٌ نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عن أَبِي الخَطَّابِ الأَخْفَشِ قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه وقال المُفَضَّلُ : هو الذي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا طَارَ ويُقَال له : المِيسَاقُ . وضِبْعَانٌ خَفَاخِفُ : كَثِيرُو الصَّوْتِ هكذا في سَائِرِ النُّسَخِ بفَتْحِ خاءِ خَفاخِف وكَثيرُو علَى طَرِيقِ جَمْعِ السَّلامةِ وهو غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ والصَّوَابُ : خُفَاخِفُ كعُلاَبِطٍ وكَثِيرُ الصَّوتِ بالإِفْرَادِ وضِبْعَانٌ بالكَسْرِ للذَّكَر كما هو نَصُّ العُبَابِ واللِّسَانِ وقد نَبَّه عليه شَيْخُنَا أَيضاً . مِن المَجَازِ : أَخَفَّ الرَّجُلُ : إِذا خَفَّتْ حَالُهُ كما في الصِّحَاحِ زَادَ غَيرُه : ورَقَّتْ وكان قَلِيلَ الثَّقَلِ في سَفَرِهِ أَو حَضَرِه فهو مُخِفٌّ وخَفِيفٌ وخِفٌّ ومنه الحديثُ : " نَجَا الْمُخِفُّونَ " أَي : مِن أَسْبَابِ الدُّنْيَا وعُلَقِهَا وعن مالِكِ بنِ دِينَارٍ أَنَّه وَقَعَ الحَرِيقُ في دَارٍ كان فيها فاشْتَغَلَ الناسُ بنَقْلِ الأَمْتِعَةِ وأَخَذَ مَالِكٌ عَصاهُ وجِرَابَهُ ووَثَبَ فجَاوَزَ الحَرِيقَ وقالَ : " فَازَ المُخِفُّونَ ورَبِّ الكَعْبَةِ " ويُقَالُ : أَقْبَلَ فُلانٌ مُخِفّاً . أَخَفَّ الْقَوْمُ : صَارَتْ لَهُمْ دّوَابٌّ خِفَافٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ أَخَفَّ فُلاناً : إِذا أَغْضَبَهُ وأَزَالَ حِلْمَهُ وحَمَلَهُ عَلَى الْخِفَّةِ والطَيْشِ وبَيْنَ حِلْمِه وحَملَهُ جِنَاس القَلْبِ ومنه قَوْلُ عبدِ الملكِ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ : لا تَغْتَابَنَّ عِنْدِي الرَّعَيَّةَ فإِنَّهُ لا يُخِفُّنِي . والتَّخْفِيفُ : ضِدُّ التَّثْقِيلِ ومنه قَولَهُ تعالَى : " ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ " . ومنه الحديثُ : " كان إِذا بَعَثَ الخُرَّاصَ قال : خَفِّفُوا الخَرْصَ فَإِنَّ في الْمَالِ الْعَرِيَّةَ والْوَصِيَّةَ " أَي : لا تَسْتَقْصُوا عليهم فيه فإِنَّهم يُطْعِمُون منها ويُوصُون . وفي حديثِ عَطَاءٍ : " خَفِّفُوا علَى الأَرْضِ " ويُرْوَى : خِفُّوا وقد تقدَّم قَرِيباً أَي : لا تُرْسِلُوا أَنْفُسَكُم في السُّجُودِ إِرْسَالاً ثَقِيلاً فيُؤَثِّرَ في جِبَاهِكُمْ . والْخَفْخَفَةُ : صَوْتُ الضِّبَاعِ قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وقد خَفْخَفَ الضَّبُعُ قيل : الخَفْخَفَةُ : صَوْتُ الْكِلاَبِ عِنْدَ الأَكْلِ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الخَفْخَفَةُ : صَوْتُ تَحْرِيكِ الْقَمِيصِ الْجَدِيدِ - زَادَ غيرُهُ : أَو الفَرْوِ الجَدِيْدِ - إِذا لُبِسَ . واسْتَخَفَّهُ : ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ أَي : رَآهُ خَفِيفاً ومنه قَوْلُه تعالَى : " تَسْتَخِفُّونَهَا يَوُمَ ظَعْنِكُمْ " أَي يَخِفُّ عليْكُم حَمْلُها ومنه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين : اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَى فَخَفَّفَها أَي : لم تَثْقُلْ عليه فخَفَّفَها لذلك . اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ : إِذا حَمَلَهُ علَى الْجهْلِ ومنه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين : اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَىفَخَفَّفَها أَي : لم تَثْقُلْ عليه فخَفَّفَها لذلك . اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ : إِذا حَمَلَهُ علَى الْجَهْلِ والْخِفَّةِ وأَزَالَهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِن الصَّوَابِ وكذلك : اسْتَفَرَّه عِن رَأْيِهِ نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ . وأَمَّاقولُه تعالَى : " وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ " فقال الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ : لا يَسْتَفِزَّنَّكَ ولا يَسْتَجْهِلَنَّك ومنه : " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ " أَي : حَمَلَهُمْ علَى الخِفَّةِ والجَهْلِ . والتَّخَافُّ : ضِدُّ التَّثَاقُلِ ومنه حديثُمُجَاهِدٍ وقد سَأَلَهُ حَبِيبُ بنُ أَبي ثابِتٍ : " إِني أَخَافُ أَن يُؤَثِّرَ السُّجودُ في جَبْهَتِي فقال : إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَّ " أَي : ضَعْ جَبْهَتَكَ علَى الأَرْضِ وَضْعاً خَفِيفاً قال أَبو عُبَيْدٍ : وبعضُ النَّاسِ يقولون : فَتَجَافَ بالجِيمِ والمَحْفُوطُ عندي بالخَاءِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : خَفَّ المَطَرُ : نَقَصَ قال الجَعْدِيُّ : دٍ وقد سَأَلَهُ حَبِيبُ بنُ أَبي ثابِتٍ : " إِني أَخَافُ أَن يُؤَثِّرَ السُّجودُ في جَبْهَتِي فقال : إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَّ " أَي : ضَعْ جَبْهَتَكَ علَى الأَرْضِ وَضْعاً خَفِيفاً قال أَبو عُبَيْدٍ : وبعضُ النَّاسِ يقولون : فَتَجَافَ بالجِيمِ والمَحْفُوطُ عندي بالخَاءِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : خَفَّ المَطَرُ : نَقَصَ قال الجَعْدِيُّ :
فَتَمَطِّي زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ ... مِن رَبِيعٍ كُلَّمَا خَفَّ هَطَلْ واسْتَخَفَّ فُلانٌ بحَقِّي : إِذا اسْتَهان به وكذا : اسْتَخَفَّهُ الجَزَعُ والطَّرَبُ : خَفَّ لهما فاسْتَطار ولم يَثْبُتْ وهو مَجَازٌ . واسْتَخَفَّهُ : طَلَبَ خِفَّتَهُ . واسْتَخَفهُ : اسْتَجْهَلَهُ فحَمَلَهُ علَى اتِّبَاعِهِ في غَيِّهِ . وتَخَفَّفَ فُلانٌ لِفُلانٍ : إِذا أَطَاعَهُ وانْقَادَ له . وخَفَّ في عَمَلِهِ وخِدْمَتِه كذلك وهو مَجازٌ ومنه : غُلامٌ خِفٌّ : أَي جَلْدٌ وقد ذُكِرَ شاهِدُه . وخَفَّ فُلانٌ علَى المَلِكِ : قَبِلَهُ وأَنِسَ به . والنُّونُ الخَفِيفَةُ : خِلاَفُ الثَّقِيلَةِ ويُكْنَى بذلك عنن التَّنْوِينِ أَيضاً ويُقَال : الْخَفِيَّةُ . ورَجُلٌ خَفِيفُ ذاتِ الْيَدِ : أَي : فَقِيرٌ ويَجْمَعُ الخَفِيفُ علَى أَخْفَافٍ وخِفَافٍ وأَخِفَّاءَ وبكُلِّ ذلك رُوِيَ الحديثُ : " خَرَجَ شُبَّانُ أَصحابِهِ وأَخْفَافُهُم حُسَّراً " . وخَفَّ المِيزَانُ : شَالَ . وخِفَّةُ الرَّجُلِ : طَيْشُه . والخُفُوفُ بالضَّمِ : سُرْعَةُ السَّيْرِ من المَنْزِلِ ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ : " قد كان مِنِّي خُفُوفٌ " أَي : عَجَلَةٌ وسُرْعَةُ سَيْرٍ . ونَعَامَةٌ خَفَّانَةٌ : سَرِيعَةٌ قَالَهُ اللُّيْثُ ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ والمُحِيطِ قال الصَّاغَانِيُّ : وهو تَصْحِيفٌ صَوَابُه بالحَاءِ المُهْمَلَةِ . وهو خَفِيفُ العَارِضَيْنِ . وخَفِيفُ الرُّوحِ : ظَرِيفٌ . وخَفِيفُ القَلْبِ : ذَكِيٌّ . ويُقَال : مَالَهُ خُفٌّ ولا حَافِرٌ ولا ظِلْفٌ وكذا الحدِيثُ : " لاَ سَبْقَ إلاَّ في خُفٍّ أَو حَافِرٍ أَو نَصْلٍ " وكُلُّ ذلك مَجازٌ بحَذْفِ المُضَافِ . ويُقَال : جاءَتِ الإِبِلُ علَى خُفٍّ واحدٍ : إِذا تَبِعَ بَعْضُها بَعْضاً كأَنَّهَا قِطَارٌ كلُّ بَعِيرٍ رأْسُه على ذَنَبِ صاحِبِه - مَقْطُورَةً كانتْ أَو غيرَ مَقْطُورةٍ كذا في اللِّسَانِ والأَسَاسِ وهو مَجَازٌ . وأَخَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ : ذكَرَ قَبِيحَه وَعابَهُ . والخَفْخَفَةُ : صَوْتُ الحُبَارَى والخِنْزِيرِ قال الجَوهَرِيُّ : ولا تكونُ الخَفْخَفَةُ إِلاَّ بَعْدَ الجَفْجَفَةِ . والخَفْخَفَة أَيضاً : صَوْتَ القِرْطَاسِ إِذا حَرَّكْتَه وقَلَبْتَه . والخَفَّانُ : الكِبْرِيتُ نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ . والمُبَارَكُ بنُ كاملٍ الخَفَّافُ : مُحَدِّثُ . وأَبو عَبْدِ الله محمدُ بنُ الخَفيفِ الشِّيرَازِيُّ شيخُ الشُّيوخِ مَشْهُورٌ . وكزُبَيْرٍ : الخُفَيْفُ بنُ مَسْعُودِ بن جَارِيةَ بنِ مَعْقِلٍ أَحَدَ فُرْسَانِ الجاهليَّةِ وهوأَبو الأُقَيْشِر الذي تقدّم ذِكْرُه في " ق ش ر " . وبنو خُفَافٍ كغُرَابٍ : بَطْنٌ مِن بَنِي سُلَيْمٍ منهم الضَّحَّاكُ بنُ شَيْبَانَ الخُفافِيُّ ذَكَرَه الرُّشَاطِيُّ . وبالفَتْحِ والتَّثْقِيلِ : أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عِمْرَانَ الخَفَّافِيُّ الإِسْتِرَابَاذِيُّ عن نَصْرِ بنِ الفَتْحِ السَّمَرْقَنْدِيِّ ذكَره ابنُ السَّمْعَانِيِّ . والخُفُّ بالضَّمِّ : لَقَبُ خَلَفِ بنِ عمرِو بنِ يَزِيدَ بنِ خَلَف مَوْلَى بَنِي رُمَيْلَةَ من تُجِيبَ قَالَه ابنُ يُونُسَ وابْنُه عبدُ الوَهَّابِ المُحَدِّثُ بدَمِيرَةَ بعدَ سنةِ سبعين ومائتين تقدَّم ذِكْرُه
بُلْبَيْس أهمله الجَوْهَرِيّ وَضَبَطه الصَّاغانِيّ كغُرْنَيْقٍ وَنَسَبه بعضُهم للعامّة وقد يُفتَحُ أوَّلُه وهذا قد صحَّحه بعضُهم : د بمِصر بالشَّرقِيَّةِ على عَشْرَةِ فراسخَ منها كما في العُباب أو على مَرْحَلتَيْن منها نَزَلَه عَبْسُ بنُ بَغِيض يُنسَبُ إليه جَماعةٌ من أهلِ العِلمِ والحديثِ ومن المُتأخِّرينَ المُحِبُّ مُحَمَّد بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ عثمانَ الشافعيُّ إمامُ الجامعِ الأَزْهَر كأبيه وجدِّه لازَمَ مَجْلِسَ الحافظ ابنَ حَجَرٍ وماتَ سنة 889 نابَ ابنُه يَحْيَى محَلَّه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : بَلْبُوس بالفَتْح : هو بَصَل الرَّنْدِ يُشبِهُ ورَقُه وَرَقَ السَّذَابِ ذكره صاحب المنهاج
لَبِسَ الثَّوْبَ كسَمِعَ يَلْبَسَه لُبْساً بالضّمّ وأَلْبَسَه إِيّاه ويُقَال : إلْبَسْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ . و منَ المَجاز : لَبِسَ امْرَأَةً إِذا تَمَتَّعَ بها زَماناً . و من المَجَاز : لَبِسَ قَوْماً إِذا تَمَلَّى بِهِمْ دَهْراً قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
لَبِسْتُ أُنَاساً فأَفْنَيْتُهُمْ ... وأَفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسَاً
ثَلاَثَةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُمْ ... وكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسَا و مِن المَجَاز : لَبِسَ فُلانَةَ عُمْرَهُ إِذا كانَتْ مَعَهُ شَبَابَهُ كُلَّه . واللِّبَاسُ بالكَسْرِ وإِنَّمَا أَطْلَقه لشُهْرتِه واللَّبُوسُ كصَبُورٍ واللِّبْسُ بالكَسْر والمَلْبَسُ كمَقْعَدٍ والمِلْبَسُ مِثالُ مِنْبَرٍ ما يُلْبَسُ الأَخيرُ كما يُقَال : مِئْزَرٌ وإِزازٌ ومِلْحَفٌ ولِحَافٌ . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت علَى اللَّبُوسِ لِبَيْهَسٍ الفَزاريِّ وكانَ يُحَمَّقُ :
إلْبَسْ لِكُلِّ حالةٍ لَبُوسَهَا ... إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا بُوسَهَا و مِن المَجَازِ : اللِّبْسُ بالكسرِ : السِّمْحاقُ عن ابن عبّادٍ يقَال : السِّمْحاقُ لِبْسُ العَظْمِ . وفي كتابِ الصّاغَانِيِّ : اللُّبْسُ بالضّمّ هكذا ضَبَطَه بالقَلَمِ . و يوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخِ بِخَطِّ المُصَنِّف عِنْدَ قولِه السِّمْحَاقُ : هوَ جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ تكونُ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ فظَنَّهُ النّاسِخُ من أَصْلِ الكِتَابِ فأَلْحَقه به والصّوابُ إِسْقَاطُه لكَوْنهِ تَطْوِيلاً وليسَ من عادَتهِ في مِثْلِ هذه المَوَاضعِ إِلاّ الإِحالَةُ والإِكتفاءُ بالغَرِيب . ولِبْسُ الكَعْبةِ : كِسْوتُهَا وهو ما عَلَيْها من اللِّبَاسِ وكذا لِبْسُ الهَوْدَجِ يُقَال : كَشَفْتُ عن الهَوْدَجِ لِبْسَه قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ يصِفُ فَرَساً خَدَمَتْه جَوارِي الحَيِّ :
فلَمَّا كَشَفْن اللِّبْسَ عَنْه مَسَحْنَهُ ... بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّمَاً واللِّبْسَةُ بالكَسْرِ : حالَةٌ من حالاتِ اللُّبْسِ ومنه الحَديثُ : نَهَى عَن اللِّبْسَتَيْنِ أَي الحالتَيْن والهَيْئَتَيْنِ ويُرْوَى بالضَّمّ على المَصْدَرِ قال ابنُ الأَثيرِ : والأَوّلُ الوَجْهُ . و اللِّبْسَةُ : ضَرْبٌ منْ الثِّيَابِ كاللَّبْسِ . و عن ابن عَبّادٍ : اللُّبْسَةُ بالضمِّ : الشُّبْهَةُ ويقَال : في حَدِيثهِ لُبْسَةٌ أَي شُبْهَةٌ ليس بوَاضِحِ . و من المَجَاز : اللِّبَاسُ ككِتَاب : الزَّوجُ والزَّوْجةُ كُلٌّ منهما لِبَاسٌ للآخَرِ قال اللهُ تَعَالَى : " هنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ " أَي مِثْلُ اللِّبَاسِ وقالَ الزَّجَّاجُ : ويقَال : إِن المَعْنَى : تُعَانِقُونَهُنَّ ويعَانِقْنَكُمْ . وقِيلَ : كُلُّ فَرِيقٍ منكم يَسْكُن إِلى صاحِبهِ ويُلاَبِسُه كما قال تعالى : " وجَعَلَ منْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنَ إِلَيْهَا " والعربُ تُسَمِّي المَرْأَةَ لِبَاساً وإِزاراً قال الجَعْدِيُّ يصِفُ امرأَةً :
إِذَا ما الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَهُ ... تَثَنَّتْ فكانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَاًو قالَ ابنُ عَرَفَةَ : اللِّبَاسُ مِن المُلاَبَسَةِ أَي الإخْتِلاطُ والإجْتِمَاعُ و من المَجَازِ قولُه تعالَى : " وَ لِبَاسَ التَّقوَى ذلِكَ خَيْرٌ " قيل : هو الإِيمانُ قالَه السُّدِّيُّ أَو الحَيَاءُ وقد لبِسَ الحيَاءَ لِبَاساً إِذا إسْتَتَر به نقلَه ابنُ القَطّاع وقيل : هو العَمَلُ الصالحُ أَو سَتْرُ العَوْرَةِ وهو سَتْرُ المُتَّقِين وإِليه يُلْمِحُ قولُه تَعالَى : " أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ " فيَدُلُّ عَلَى أَنّ جُلَّ المَقْصِدِ منِ اللِّبَاسِ سَتْرُ العَوْرَةِ وما زادَ فتَحَسُّنٌ وتَزَيُّنٌ إِلاّ مَا كَانَ لِدَفْع حَرٍّ وبَرْدٍ فَتَأَملْ . وقِيلَ : هو الغَلِيظُ الخَشِنُ القَصيرُ . و قولُه تَعالَى " فَأَذَاقَها اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوْفِ " أَي جاعُوا حتَّى أَكَلُوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ ولَمّا بَلَغ بِهِمُ الجُوعُ الغَايَةَ أَي الحالَة الّتِي لا غَايَةَ بَعْدَها ضَرَب لَه اللِّباسَ أَي لِمَا نالَهُم من ذَلك مَثَلاً لإشْتِمَالِه على لاَبِسِه . واللَّبُوسُ كصَبُورٍ : الثِّيَابُ والسِّلاحُ . مُذَكَّرٌ فإِنْ ذَهَبْتَ به إِلى الدِّرْعِ أَنَّثْت وقالَ اللهُ تَعَالى : " وعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ " قالوا : هي الدِّرْعُ تُلْبَسُ في الحُرُوبِ كالرَّكُوب لِما يُرْكَبُ . واللَّبيسُ كأَمِيرٍ : الثَّوْبُ قد أُكْثِرَ لُبْسُهُ فأَخْلَقَ يقال : ثَوْبٌ لَبِيسٌ ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ . بغير هاء . واللَّبِيسُ : الْمِثلُ يُقَال : ليسَ لَه لَبِيسٌ أَي نَظِيرٌ ومِثْلٌ . وقال أَبو مالِكٍ : هو من المُلابَسَةِ وهي المُخَالَطَةُ . ودَاهِيَةٌ لَبْسَاءُ : مُنْكَرَةٌ وكذلكَ رَبْسَاءُ وقد تقدَّم . واللَّبَسَةُ مُحَرَّكةً : بَقْلَةٌ قاله اللَّيْثُ وقالِ الأَزهريُّ : لا أَعْرِفُ اللَّبَسَةَ في البُقُولِ ولم أَسْمَعْ بها لغَيْرِ اللَّيْثِ . ويُقَال : إِنَّ فِيه لَمَلْبَساً كمَقْعَدٍ أَي مُسْتَمْتَعاً وقالَ أَبُو زَيْدٍ : أَي ما بهِ كِبْرٌ بكسر الكاف وسكون المُوَحَّدَةِ ويقال : كِبَرٌ بكسرٍ ففتح . ومن أَمْثَالِهم : أَعْرضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ إِذا سَأَلْتَه عن أَمرٍ فلم يُبَيِّنْهُ لك ويُرْوَى : ثَوْبُ الملْبسِ كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ ومُفْلِسٍ نُقِلَ الثَّلاثَةُ عنِ ابنِ الأَعْرَابيِّ وقال : هو مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَن إتَّسَعَتْ قِرْفَتُه . أَي كَثُرَ مَنْ يَتَّهِمُه فيما سَرَقه هذا نَصُّ الأَزْهَرِيّ ونَصُّ التَّكْمِلة : فيما قال . ولَبَسَ عليهِ الأَمْرَ يَلْبِسُهُ من حَدِّ ضَرَبَ لَبْساً بالفَتْحِ أَي خَلَطَهُ أَي خَلَط بعْضَه ببعْضٍ ومنه قولُه تعالَى : " ولَلَبَسْنَا علَيْهمْ ما يَلْبِسُونَ " أَي شَبَّهْنَا عليهِم وأَضْلَلْنَاهم كما ضَلُّوا وقال ابنُ عرفَةَ في تَفْسير قَولهِ تَعَالى : " ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بالْبَاطِلِ " أَي لا تَخْلِطُوه به وقوله تعالى : " أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً " أَي يَخْلِطَ أَمْرَكُم خَلْطَ إضْطِرابٍ لا خَلْطَ إتَّفَاقٍ . وقوله جلّ ذِكْرُه " ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ " أَي لم يَخْلِطُوه بشِرْكٍ وفي الحديث : " فَلَبَس عَلَيْهِ صَلاتَه " وفيه أَيْضاً : " مَنْ لَبَسَ علَى نَفْسِه لَبْساً " . ونَقَل شيخُنَا عن السُّهَيْليِّ في الروْض منَاسبَةَ لَبِسَ الثوْبَ كسَمِعَ ولَبَسَ الأَمْرَ كضَرَبَ فقال : لَمّا كانَ لَبَسَ الأَمْرَ معناه خَلَطَه أَو سَتَرهَ جاء بوَزْنِه ولَمَّا كان لَبِس الثِّيابَ يَرْجِعُ إِلى معْنَى كسِيتُ وفي مُقَابلة عَرِيتُ جاءَ بوَزْنِه وهي لَطِيفَةٌ . وأَلْبَسَه : غَطَّاه يُقَال : أَلْبسَ السَّماءَ السَّحابُ إِذا غَطّاها ويُقَال : الحَرَّةُ : الأَرْضُ التي أَلْبَسْتَها حِجَارَةٌ سُودٌ قال أَبو عَمْروٍ : يُقَال للشْيءِ إِذا غَطّاه كُلَّهُ : أَلْبَسَه كقولهم : أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ وأَلْبَسَ السَّماءَ السَّحابُ ولا يكُونُ : لَبِسَنا الليْلُ ولا لَبِسَ السمَاءَ السحَابُ . وأَمْرٌ مُلْبِسٌ كمُحْسِنٍ ومُلْتَبِسٌ أَي مُشْتَبِهٌ وقد إلْتَبَسَ أَمْرُه وأَلْبَسَ . والتلْبِيسُ : التَّخْلِيطُ مُشَدَّدٌ للمبَالَغَةِ قال الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ :وكَتِيبةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتيبَةٍ ... فيهَا السَّنَوَّرُ والمَغَافِرُ والقَنَا والتَّلْبِيسُ : شِبْهُ التَّدْلِيسِ . ويُقَال : رجلٌ لَبَّاسٌ كشَدَّادٍ : كَثِيرُ اللِّبَاسِ أَو كَثِيرُ اللُّبْسِ وقد سُمَّىَ به : ولا تَقُلْ : مُلَبِّسٌ كمحَدِّثٍ فإِنهُ لُغَةُ العَامَّةِ . وتَلَبَّس بالأَمْرِ والثوْبِ : إخْتَلَطَ وفي الحديث ذَهَبَ ولم يَتَلَبَّسْ منْهَا بِشَيْءٍ يَعْنِي مِن الدُّنْيَا . ويُقَال أَيضاً : تَلَبَّسَ في الأَمْرِ : إخْتَلَط وتَعَلَّقَ وأَنشَدَ أَبو حَنيفةَ
تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُروعِ ضَالِ وتَلَبَّسَ الطعَامُ باليَدِ : إلتَزَقَ ومنه الحديث فيأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بيَدِه طَعَامٌ أَي لا يَلْزَقُ به لِنظَافَةِ أَكْلِه . ولاَبَسَه أَي الأَمْرَ إِذا خَاَلَطَهُ . ولابَسَ فُلاناً حَتَّى عَرَفَ دِخْلَتَه : باطِنَهَ . وفي الحَدِيثِ في المَوْلدِ . والمَبْعَثِ فَجَاءَ المَلَكُ فشَقَّ عَنْ قَلْبه قالَ : فَخِفْتُ أَن يَكُونَ قد التُبِسَ بي أَي خُولطْتُ في عَقْلِي من قَوْلِك : في رَأْيه لَبْسٌ . أَي إخْتِلاطٌ ويقَالُ للمِجنُونُ مُخَالَطٌ . وإلتَبَسَ عليه الأَمْرُ أَي إخْتَلَط وإشْتَبَه . ومَما يُسْتَدْرَك عليه : تَلَبَّسَ بِلِباسٍ حَسَنٍ ولِبَاساً حَسَناً وعليه مَلاَبِسُ بَهِيَّةٌ . واللُّبُسُ بضمَّتَيْنِ : جَمْعُ لَبِيس يُقَالُ : مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ ومَزَادَةٌ لَبِيسٌ وجَمْعُها لَبَائِسُ قال الكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ :
تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حَتَّى كأَنمَّا ... يَشُقُّ برَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبَائِسَا يعني الّتِي أستُعْمِلَتْ حتَّى أَخْلَقَتْ فهو أَطْوَعُ للشَّقِّ والخَرْقِ . ودارٌ لَبِيسٌ : خَلَقٌ على التشْبِيهِ بالثَّوْبِ المَلْبوسِ الخَلَقِ قال :
دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسُ ... لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا أَنِيسُ وحَبْلٌ لِبيس : مسْتَعْمَلٌ عن أَبِي حَنيفَةَ . وَرجُلٌ لَبِيسٌ : ذو لِبَاسٍ حكاه سيبوَيه . ورجُلٌ لَبُوسٌ : كَثيرُ اللِّبَاسِ . ولَبِسْتُ الثوْبَ لَبْسَةً وَاحدَةً . ولِبَاسُ النَّوْرِ : أَكِمَّتُهُ . ولِبَاسُ كُلِّ شْيءٍ : غِشَاؤُه . ولاَبَسَ عَمَله وإلْتَبَسَ بهِ وتَلَبَّسَ . وفي أَمْرِه لُبْسٌ بالضّمِّ أَي شُبْهَةٌ . وفي فُلانٍ مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ وهو مَجَازٌ . وفُلانٌ جِبْسٌ لِبْسٌ بكسرهما أَي لَئِيمٌ . ولِبَسَ أَباه : مُلِّيَهُ وهو مَجَازٌ قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ :
لَبِسْتُ أَبِي حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... ومُلِّيتُ أَعْمامِي ومُلِّيتُ خالِيَاً ويقال : ألْبَسِ النّاسَ على قَدْرِ أَخْلاقِهمِ أَي عاشِرْهم وهو مَجَازٌ . ولكُلِّ زَمَانٍ لِبْسَةٌ أَي حالَةٌ يُلْبَسُ عليها من شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ . وفي حَديثِ ابن صَيّادٍ : فلَبسَنِي أَي جَعَلَنِي أَلْتَبِسُ في أَمْرِه . ولَبَسَ الأَمْرَ عليه إِذا شَبَّهَهُ عليه وجَعَلَه مُشْكِلاً . واللَّبْسُ : إخْتِلاَطُ الظلاَمِ . ولَبِسْتُ فُلاناً على ما فيه : إحْتَمَلْتُه وقَبِلْتُه وهو مَجَازٌ . وفي كلامِه لَبُوسَةٌ ولُبُوسَةٌ أَي أَنه مُلْتَبِسٌ عن اللِّحْيَانِيّ . ولَبَّسَ الشْيءُ : إلْتَبَسَ وهو من باب :
" قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ وجاءَ لاَبِساً أُذُنَيْه أَي مُتَغَافِلاً وقد لَبِسَ له أُذُنَه عن ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنْشَدَ :
لَبِسْتُ لِغَالِبٍ أُذُنَيَّ حَتَّى ... أَرَادَ لقَوْمِه أَنْ يَأْكُلُونِي يَقُولُ : تَغَافَلْتُ له حَتَّى أَطْمَعَ قَوْمَه فِيَّ . وفي الأَساسِ : لَبِسْتُ عَلَى كذا أُذُنَيَّ : سَكَتَّ عليه ولم تَتَكَّلمْ وتَصَامَمْتَ عنه وهو مَجَازٌ . ورجُلٌ لبيسٌ بالكَسْرِ : أَي أَحْمَقُ . ويُقَالُ : إلَتَبَسَتْ به الخَيْلُ إِذا لَحِقَتْه وهو مَجازٌ . وقولُه تَعالَى : " وجَعَلْنَا الَّليْلَ لِبَاساً " أَي يَسْتُرُكُم بظُلْمَتِه