" الحَمْضُ : ما مَلُحَ وأَمَرَّ مِنَ النَّبَاتِ " كالرِّمْثِ والأَثْلِ والطَّرْفَاءِ ونَحْوِها كما في الصّحاح . وفي المُحْكَم : الحَمْضُ من النَّبَاتِ كُلُّ نَبْتٍ مَالِحٍ أَو حَامِضٍ يَقُومُ على سُوقٍ ولا أَصْلَ له . وقال اللِّحْيَانيّ : كُلُّ مِلْحٍ أَو حَامِضٍ من الشَّجَرِ كانَتْ وَرَقَتُه حَيَّةً إِذا غَمَزْتَهَا انفَقَأَتْ بمَاءٍ وكان ذَفِرَ المَشَمِّ يُنْقِي الثَّوْبَ إِذَا غُسِلَ بِهِ أَو اليَدَ فهو حَمْضٌ نحو النَّجِيلِ والخِذْرافِ والإِخْرِيطِ والرِّمْثِ والقِضَّةِ والقُلاَّمِ والهَرْمِ والحُرُضِ والدَّغَلِ والطَّرْفَاءِ وما أَشْبَهَهَا . وفي التَّهْذِيب عن اللَّيْثِ : الحَمْضُ : كُلُّ نَبَاتٍ لا يَهِيجُ في الرَّبِيع ويَبْقَى على القَيْظِ وفيه مُلُوحَةٌ إِذا أَكَلَتْهُ الإِبِلُ شَرِبَتْ عَلَيْه وإِذَا لم تَجِدْهُ رَقَّتْ وضَعُفَت . " وهِي كفَاكِهَةِ الإِبِلِ والخُلَّةُ مَا حَلاَ وهي كخُبْزِهَا " أَي أَنَّ العَرَبَ تَقُولُ : الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبِلِ والحَمْضُ فَاكِهَتُهَا . ويُقَال : لَحْمُها كما في الصّحاح " ج : الحُمُوضُ " قال الرّاجِزُ :
" يَرْعَى الغَضَى من جَانِبَيْ مُشَفِّقِ
" غِبّاً ومَنْ يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْفِقِ أَي يَرِد المَاءَ كُلَّ سَاعَةٍ كما في الصّحاح . " وحَمَضَتِ الإِبِلُ " من حَدِّ نَصَرَ " حَمْضاً وحُمُوضاً : أَكَلَتْه " وفي الصّحاح : رَعَتْهُ ونَقَلَه عن الأَصْمَعِيّ . واقْتَصَر في المَصَادِرِ على الأَخِيرِ " كاحْمَضَت " نَقَلَه الصَّاغانِيُّ في التَّكْمِلَة والزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس . " وأَحْمَضْتُهَا أَنا " . رَعَّيْتُهَا الحَمْضَ . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : حَمَضَت الإِبِلُ " فهِيَ حامِضَةٌ " إِذا كَانَت تَرْعَى الخُلَّةَ ثمّ صَارَتْ إِلى الحَمْضِ تَرْعَاهُ " مِنْ حَوَامِضَ " . يقال : " إِبلٌ حَمْضِيَّةٌ " " بالفَتْح " أَي " مُقِيمَةٌ فيه " نقله الجَوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ . وبَعِيرٌ حَمْضِيٌّ : يأْكُلُ الحَمْضَ . " والمحْمَضُ " كمُقْعَدٍ " ويُضَمّ أَوَّلُهُ ذلِكَ المَوْضِعُ " الَّذِي تَرْعَى فيه الإِبِلُ الحَمْضَ الضَّمُّ عن أَبِي عُبَيْدَةَ ويُنْشَدُ على اللُّغَتَيْنِ قَوْلُ هِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ السَّعْديّ :
" وقَرِّبُوا كُلَّ جُمَالِيٍّ عَضِهْ
" قَرِيبَةٍ نُدْوَتُهُ مِنْ مُحْمَضِهْ
" وحَمَضْتُ عنه كَرِهْتُه و " وحَمَضْت " به : اشْتَهَيْتُه " ن نقلهما الصّاغَانيّ . " وأَرْضٌ حَمِيَضَةٌ " كسَفِينَة : " كَثِيرَتُه " عن ابنِ شُمَيْل " وأَرَضُونَ حُمْضٌ " بالضَّمِّ . " والحَمْضَة " بالفَتْح : " الشَّهْوَةُ للشَّيْءِ " . وفي حَدِيثِ الزُّهْرِيّ : " الأُذُنُ مَجَّاجَةٌ وللنَّفْسِ حَمْضَةٌ " . وإِنَّمَا أُخِذَت من شَهْوَةِ الإِبِل للحَمْضِ لأَنَّهَا إِذا مَلَّت الخُلَّةَ اشْتَهَت الحَمْضَ فتَحَوَّلُ إِليه كما في الصّحاح . وهكذا ذَكَرَه أَبُو عُبَيْدٍ في الغَرِيبِ ولكِنْ عَزَاهُ لِبَعْض التَّابِعِينَ . وخَرَّجَه ابنُ الأَثِير من حَدِيثِ الزُّهْرِيّ كما هُو في الصّحاح . وفي نَوَادِرِ الفَرّاءِ : للأُذُنِ مَجَّةٌ ومَجَاجَةٌ . وفي كِتَابِ " يافِعٍ ويَفَعَة " تَقُول للرَّجُلِ الكَثِيرِ الكَلاَمِ : اكْفُفْ عَنَّا كَلاَمَك فإِنَّ للأُذُنِ مَجَّةً وللنَّفْسِ حَمْضَةً أَي تَمُجُّه وتَرْمِي بِهِ . وقال ابنُ الأَثِيرِ : المَجَّاجَة : الَّتِي تَمُجُّ ما سَمِعَتْه فلا تَعيه إِذَا وُعِظَّتْ بشَيءٍ أَو نُهِيَت عَنْهُ ومَعَ ذلكَ فَلَهَا شَهْوَةٌ في السَّمَاع . وقال أَزْهَرِيّ : المَعْنَى أَنَّ الآذَانَ لا تَعِي كُلَّ ما تَسْمَعُه وهي مَعَ ذلك ذَاتُ شَهْوَة لمَا تَسْتَظْرِفُه من غَرَائِبِ الحَدِيثِ ونَوَادِرِ الْكَلاَمِ . " وبَنُو حَمْضَةَ " بالفَتْح : " بَطْنٌ " من العَرَبِ من بَنِي كِنَانَةَ . قُلْت : وهم بَنُو حَمْضَةَ بْنِ قَيْسٍ اللَّيْثِيّ وهو عَمُّ الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْس الصَّحَابِيّ المَشْهُورِ قال الشَّاعر :
ضَمِنْتُ لِحَمْضَةَ جِيرَانَهُ ... وذمَّةَ بَلْعَاءَ أَنْ يُؤْكَلاَ والمَعْنَى أَن لا يُؤْكل وبَلْعاءُ هذا هُوَ ابْنُ قَيْسِ اللَّيْثيّ . " وعَبْدُ اللهِ بنُ حَمْضَة " الخُزَاعِيُّ " تَابِعِيٌّ " عن أَبِي هُرَيْرَةَ في الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ . أَبُو مَحْفُوظ " مُعَاذ " كَذَا في سَائِر النُّسَخ وهو غَلَطٌ صَوَابُه مُعَان بالنُّونِ وكَذَا ضَبَطَه ابنُ مَاكُولاَ وهو " ابنُ حَمْضَةَ " البَصْرِيّ رَوَى عَنْه ابنَ مَهْدِيّ وأَحْمَدُ بنُ حَنْبَل ويَحيَى بنُ معين . أَبو مَحْفُوظٍ " رَيْحَانُ بنُ حَمْضَةَ " البَصْرِيّ روى عنه أَحمد بنُ حَنْبَل هكذا هُوَ في كتاب الذَّهَبِيّ وتَبِعَهُ المُصَنِّف والصَّوَابُ أَنَّ مُعَانَ بنَ حَمْضَةَ هوَ أَبُو مَحْفُوظٍ وقد رَوَى عنه الجَمَاعَةُ المَذكُورُون وهما وَاحِدٌ نَبَّه عَلَيْه الحَافِظُ " مُحدِّثُونَ " . وفَاتَه : حَمْضَةُ بنُ قَيْسٍ اللَّيْثِيُّ عَمُّ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ الصَّحَابِيِّ المَشْهُورِ . " والحَمْضِيُّون مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ " نُسِبُوا إِلى جَدِّهم حَمْضَةَ . " وحَمْضٌ : ماءٌ لتَمِيمٍ " وقِيلَ : وَادٍ " قُرْبَ اليَمَامَةِ " . حَمَضٌ " مُحَرَّكَةً : جَبَلٌ " وقيل : مَنْزِلٌ " بَيْنَ البَصْرَةِ والبَحْرَيْن " وقِيلَ بَيْنَ الدَّوِّ والسُّودَةِ . قال الشَّاعِرُ :
" يا رُبَّ بَيْضَاءَ لَهَا زُوْجٌ حَرَضْ
" حَلاَّلةٍ بَيْنَ عُرَيْقٍ وحَمَضْ" والحُمُوضَةُ " بالضَّمّ : " طَعْمُ الحَامِض " كما في الصّحاح . وقال غَيْرُه : الحُمُوضَةُ ما حَذَا اللسَانَ كطَعْم الخَلِّ واللَّبَن الحَازِرِ نادِر لأَنَّ الفُعُولَة إِنَّمَا تَكُونُ للْمَصَادِرِ . " وقد حَمضَ ككَرُمَ وجَعَلَ وفَرِحَ " الأُولَى عن اللِّحْيَانِيّ ونَقَلَ الجَوْهَرِيّ هذه وحَمَضَ من حَدِّ نَصَر حَمِضَ " كفَرِحَ في اللَّبَنِ خاصَّةً حَمَضاً " مُحَرَّكَةً وهو في الصّحاح بالفَتْح " وحُمُوضَةً " بالضَّمّ . قال : ويُقَالُ : جاءَنا بِإِدْلَةِ ما تُطَاقً حَمْضاً أَي حُمُوضَةً وهي اللَّبَنُ الخَاثِرُ الشَّدِيدُ الحُمُوضَةِ ويُقَال : لَبَنٌ حامضٌ وإِنَّهُ لَشَديدُ الحَمْض والحُمُوضَةِ . " ورِجُلٌ حامضُ الفُؤَادِ " في الغَضَب أَي " مُتَغَيِّرُهُ فَاسِدُه " عَدَاوَةً كما في العُبَابِ وهو مَجَازٌ . والَّذِي في الصّحاح : فُلانٌ حامضُ الرِّئَتَيْنِ أَي مُرُّ النَّفْسِ . " والحَوَامِضُ : مِياهٌ مِلْحَةٌ " لبَنِي عُمَيْرَةَ نَقَله ابنُ عَبّاد . " وحَمِضَةُ كفَرِحَة : ة من " " قُرَى " عَثَّرَ " من جِهَةِ القِبْلَةِ كما في العُبَابِ على ساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ كما في التَّكْمِلَة . " ويَوْمُ حَمَضَى مِثَالُ جَمَزَى : من أَيَّامِهِم " نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . حميضَةُ " كسَفِينَة وجُهَيْنَة : ابنُ رُقَيْمِ " الخَطْمِيُّ " صَحابِيّ " شَهِدَا أُحُداً قاله الغَسّانِيّ . حمِيَضَةُ " بِنْتُ ياسِرٍ و " حميضَةُ " بِنْتُ الشَّمَرْدَلِ أَو " هو " ابْنُه " أَي الشَّمَرْدَل " من الرُّوَاةِ " لَهُمْ ذِكْر . " والحِمّاضُ كرُمّان : عُشْبَةٌ " جَبَلِيَّةٌ من عُشْبِ الرَّبِيع و " وَرَقُهَا " عِظَامٌ ضُخْمٌ فُطْحٌ " كالهِنْدبَا " إِلاَّ أَنَّه " حامِضٌ " شَديدُ الحَمْض وزَهْرُهُ أَحْمَرُ ووَرَقُه أَخْضَرُ ويَتَنَاوَسُ في ثَمَره مِثْل حَبِّ الرُّمَّان " طَيِّبٌ " يَأْكلُه النَّاسُ شَيْئاً قَلِيلاً . وقال أَبو حَنِيفَةَ وأَبُو زِيَادٍ : الحُمَّاضُ يَطُولُ طُولاً شَدِيداً وله وَرَقَةٌ عَرِيضَةٌ وزَهْرَةٌ حَمْرَاءُ فإِذَا دَنَا يُبْسُهُ ابْيَضَّتْ زَهْرَتُهُ . قال أَبو زِيَادٍ : والحُمَّاضُ ببِلادِنَا أَرْضِ الجَبَل كَثِيرٌ وهو ضَرْبَانِ : أَحَدُهما حامِضٌ عَذْبٌ " ومنه مُرٌّ " . وفي أُصُولِهِمَا جَمِيعاً إِذا انْتَهَيَا حُمْرَة وبذْرُ الحُمَّاضِ يُتَدَاوَى بِهِ وكَذلِكَ بوَرَقِه . وقال الأَزْهَرِيُّ : الحُمَّاضُ : بَقْلَةٌ بَرِّيَّةٌ تَنْبُتُ أَيّامَ الرَّبِيعِ في مَسايِل الماءِ ولَهَا ثَمَرَةٌ حَمْرَاءُ وهي من ذُكُورِ البُقُولِ وأَنْشَدَ ابن بَرِّيّ :
فتَدَاعَى مَنْخرَاهُ بدَمٍ ... مِثْل ما أَثْمَرَ حُمَّاضُ الجَبَلْقال : ومَنَابتُ الحُمَّاضِ الشُّعَيْبَاتُ ومَلاجِيءُ الأَوْديَةِ وفِيها حُمُوضَةٌ وربّمَا نَبَّتَها الحاضِرَةُ في بَسَاتِينِهم وسَقُوْهَا ورَبَّوْها فلا تَهِيجُ وَقْتَ هَيْجِ البُقُولِ البَرِّيَّةِ . وفي المِنْهَاج : الحُمَّاضُ بَرِّيّ وبُسْتَانِيّ والبَرِّيُّ يُقَال له السِّلقُ وليس في البّرِّيّ كُلّه حُمُوضَة . والبُسْتَانيّ يُشْبِه الهِنْدَبَا فيه حُمُوضَة ورُطُوبَة فَضْليَّة لَزِجَةٌ وأَجْوَدُه البُسْتَانِيّ الحَامضُ . انْتَهَى . " وكلاَهُمَا " أَي المُرُّ والعَذْبُ أَو البُسْتَانيّ والبَرِّيّ " نافعٌ للعَطَشِ و " الْتهَابِ " الصَّفْرَاءِ " يُقَوِّي الأَحْشَاءَ يُسَكِّنُ " الغَثَيَانَ والخَفَقَانَ الحارّ والأَسْنَانَ الوَجِعَةَ و " يَنْقَعُ من " اليَرَقَانِ " الأَسْوَدِ وَيَنْقَعُ ضمَاداً إِذا طُبِخَ للْبَرَض والقَوْبَاءِ ويُضَمَّدُ به الخَنَازِيرُ حَتَّى قيلَ إِنَّهُ إِذا عُلِّقَ في عُنُق صاحبِ الخَنَازير نَفَعَهُ وهو مَعَ الخَلِّ نافعٌ للجَرَبِ ويُمْسك الطَّبْعَ ويَقْطَعُ شَهْوَةَ الطِّين . " وبِزْرُهُ " بَاردٌ في الأُولَى وفيه قَبْضٌ يَعْقِلُ الطَّبْعَ خاصَّةً إِذا قُلِيَ . وقالُوا : " إِنْ عُلِّق في صُرَّةٍ لَمْ تَحْبَلْ ما دَامَتْ " عليها وهو نافِعٌ من لَسْعِ العَقارِبِ وإِذَا شُرِبَ من البِزْرِ قَبْلَ لَسْعِ العَقْرَبِ لم يَضُرَّ لَسْعُهَا . " ويُقَال : لِمَا في جَوْفِ الأُتْرُج حَماضٌ " بارِدٌ يابِسٌ في الثَّالثَةِ يَجْلُوا الكَلَفَ واللَّوْنَ طِلاَءً ويَقْمَعُ الصَّفْرَاءَ ويُشَهِّي الطَّعَامَ ويَنْفَعُ من الخَفَقَانِ الحَارِّ . ويُطَيِّبُ النَّكْهَةَ مَشْرُوباً ويَنْفَعُ من الإِسْهَال الصَّفْرَاوِيّ ويُوَافقُ المَحْمُومينَ . " والتَّحْمِيضُ : الإِقْلالُ من الشِّيْءْ " . يُقَالُ : حَمَّضَ لَنَا فُلانٌ في القرَى أَي قَلَّلَ وكَذلَكَ التَّحْبِيضُ . " والمُسْتحْمِضُ : اللَّبَنُ البَطيءُ الرَّوْبِ " نَقَلَه ابنُ عَبَّاد . " ومَحْمُودُ بنُ عَلِيٍّ الحُمُّضيُّ بضَمَّتَين مُشَدَّدَةً : مُتَكَلِّمٌ شَيْخٌ للفَخْرِ الرَّازِيّ " . وقد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ في الصَّاد أَيضاً . وذَكَرْنا هُنَاكَ أَنَّه هو الصَّوابُ وهكذا ضَبَطَهُ الحَافظُ وغَيْرُه فإِيرادُهُ هُنَا ثَانِياً تَطْوِيلٌ مُخِلٌّ لا يَخْفَى فَتأَمَّلْ . وممّ يُسْتَدْرَك عليه : قَوْلُهُم : اللَّحْمُ حَمْضُ الرِّجَالِ وقَولُهُم للرَّجُل إِذَا جاءَ مُتَهَدِّداً : أَنْتَ مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وهو مَجَازٌ وقال ابنُ السِّكِّيت في " كِتَاب المَعَانِي : " حَمَّضْتُهَا يَعْنِي الإِبِلَ تَحْمِيضاً أَي رَعَّيْتُهَا الحَمْضَ . ومن المَجَازِ قولُهم :
" جَاءُوا مُخِلِّينَ فَلاَقَوْا حَمْضَا أَي جاءُوا يَشْتَهُونَ الشَّرَّ فوَجَدُوا مَنْ شَفَاهُمْ مِمّا بِهِم . ومثلُه قولُ رُؤْبة :
" ونُورِدُ المُسْتَوْرِدينَ الحَمْضَا أَي مَنْ أَتانَا يَطْلُب شَرّاً شَفَيْنَاه مِنْ دَائه وذلِكَ أَنَّ الإِبِلَ إِذا شَبِعَتْ من الخُلَّةِ اشْتَهَتِ الحَمْضَ . وإِبِلٌ حَمَضِيَّة بالتَّحْرِيك لُغَةٌ في حَمْضِيَّة بالتَّسْكِين على غَيْرِ قِيَاس . وأَحْمَضَتِ الأَرْضُ فهي مُحْمِضَةٌ : كَثِيرَةُ الحَمْضِ وكَذلِك حَمْضِيَّةٌ . وقد أَحْمَضَ القَوْمُ أَي أَصَابُوا حَمْضاً . ووَطِئْنَا حُمُوضاً من الأَرْضِ أَي ذَوَاتِ حَمْضِ . والمُحَمِّضُ من العِنَبِ كمُحَدِّث : الحَامِضُ . وحَمَّضَ تَحْمِيضاً : صار حَامِضاً . وفُؤَادٌ حَمْضٌ بالفَتح ونَفْسٌ حَمْضَةٌ : تَنْفِرُ من الشِّيْءِ أَوّلَ ما تَسْمَعُه . قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ :
إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخَاهُ ... فلَيْسَ فُؤَادُ شانِيهِ بحَمْضِوتَحَمَّضَ الرَّجُلُ : تَحَوَّلَ من شَيْءٍ إِلى شَيْءٍ . وحَمَّضَهُ عنه وأَحْمَضَهُ : حَوَّلَهُ وهو مَجاز . وأَحْمَضَ القَوْمُ : أَفَاضُوا فِيما يُؤْنِسُهُمْ من حَدِيثٍ . ومنه حَدِيث ابنِ عَبّاس - رَضِيَ الله عنهما - أَنّه كانَ يَقُول إِذا أَفاضَ مَنْ عِنْدَهُ في الحَدِيثِ بَعْدَ القُرْآنِ والتَّفْسير : " أَحْمِضُوا " ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لخَوْضِهِم في الأَحادِيثِ وأَخْبَارِ العَرَبِ إِذَا مَلُّوا تَفْسِيرَ القُرْآن وقال الطِّرْمَاحُ :
لا يَنِي يَحْمِضُ العَدوَّ وذُو الخُلَّ ... ةِ يُشْفَى صَدَاهُ بالإِحْمَاضِ وقال بَعْضُ النَّاس : إِذَا أَتَى الرَّجُلُ المَرْأَةَ في دُبُرِهَا فقد حَمَّضَ تَحْمِيضاً وهو مَجَاز كأَنَّه تَحَوَّلَ من خَيْرِ المَكَانَيْنِ إِلى شَرِّهمَا شَهْوَةً مَعْكُوسَةً . ويُقَال للتَّفْخِيذِ في الجِمَاع التَّحْمِيضُ أَيْضاً . ومنه قَوْلُ الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ يَصِفُ كَهْلاً :
" يَضُمُّها ضَمَّ الفَنِيقِ البَدَّا
" لا يُحْسِنُ التَّحْمِيضَ إِلاَّ سَرْدَا
" يَحْشُو المَلاقِيَّ نَضيّاً عَرْدَا والحُمَّيْضَى كسُمَّيْهَى : نَبْتٌ ولَيْسَ من الحُمُوضَة . وبَنُو حُمَيْضَةَ . بَطْنٌ . قال الجَوْهَرِيّ : مِنْ كنَانَةَ . وحُمَيْضَةُ : اسمُ رَجُلٍ مَشْهُورٍ مِنْ بَنِي عامِرِ بْن صَعْصَعَةَ . وحُمَيْضَةُ بنُ مُحَمَّدِ بن أَبي سَعْدٍ الحَسَنِيّ من أُمَرَاءِ مَكَّةَ كَان بالعِرَاق . وحَمِيضٌ كأَمِيرٍ : مَاءٌ لعائِذَةَ بنِ مَالِكٍ بقَاعَةِ بَنِي سَعْدٍ . والحُمّاضِيَّةُ : مَعْجُونٌ يُرَكَّب من حُمَّاضِ الأُتْرُجِّ وصِفَتُهَا مَذْكُورَةٌ في كُتُبِ الطِّبّ . والحَامِضُ : لَقَبُ أَبِي مُوسَى سُلَيْمَانَ بنِ مُحمَّد بْنِ أَحْمَدَ النَّحْوِيِّ أَخَذَ عن ثَعْلَبٍ صَحِبَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وأَلَّفَ في اللُّغَة " غَرِيب الحَدِيثِ " و " خَلْق الإِنْسَانِ " و " الوُحُوش " و " النَّبَات " رَوَى عنه أَبو عُمَرَ الزَّاهدُ وأَبُو جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيّ . مات سنة 305 وحَامِضُ رَأْسِهِ : لَقَبُ أَبي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحاقَ المَرْوَزِيّ الحَامِضِيّ رَوَى عنه الدَّارقُطْنِيّ . قاله السَّمْعَانِيّ
الْخُفٌّ بِالضَّمِّ : مَجْمَعُ فِرْسِنِ الْبَعِير والنَّاقَةِ تَقولُ العَرَبُ : هذا خُفُّ البَعِيرِ وهذه فِرْسِنُهُ وقال الجَوْهَرِيُّ : الخُفُّ : وَاحشدُ أَخْفَافِ البَعِيرِ وهو للبَعِيرِ كالحَافِرِ لِلفَرَسِ وفي المُحْكَمِ : وقد يَكُونُ الخُفُّ لِلنَّعَامِ سَوَّوْا بَيْنَهُمَا للتَّشَابُهِ قال : أَو الْخُفُّ لا يَكُونُ إِلاَّ لَهُمَا أَخْفَافٌ . والخُفُّ أَيضاً : وَاحِدُ الخِفَافِ التي تُلْبَسُ في الرِّجْلِ ويُجْمَعُ أَيضاً على أَخْفَافٍ كما في اللِّسَانِ . وتَخَفَّفَ الرَّجُلُ إِيّاهُ : لَبِسَهُ
والخَفُّ مِن الأَرْضِ : الغَلِيظَةُ وفي الصِّحاحِ والعُبَابِ : أَغْلَظُ مِن النَّعْلِ وهو مَجَازٌ . ومِن المَجَازِ : الخف مِن الإِنْسَانِ : ما أَصَابَ الأَرْضَ مِن بَاطِنِ قَدَمِهِ كما في المُحْكَمِ والخُلاَصةِ . والخُفُّ : الْجَمَلُ الْمُسِنُّ وقيل : الضَّخْمُ قال الرَّاجِزُ :
" سَأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفَّا
" والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفَّا
وقد تقدَّم إِنْشَادُه في س م ع والجَمْعُ : أَخْفَافٌ وبه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ الحديثُ : " نَهَى عَنْ حَمْىَ الأَرَاكِ إِلاَّ ما لم يَنَلْهُ أَخْفَافُ الإِبِلِ " قال : أَي ما قَرُبَ مِن المَرْعَى لا يُحْمَى بل يُتْرَكُ لِمَسَانَّ الإِبِلِ وما في مَعْنَاهَا مِن الضِّعافِ التي لا تقْوَى علَى الإِمْعَانِ في طَلَبِ المَرْعَى . وقال : غيرُه : مَعْنَاهُ أَي ما لم تَبْلُغْهُ أَفْوَاهُهَا بمَشْيِهَا إِلَيْهِ
وقَوْلُهُم : رَجَعَ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ . قال أَبو عُبَيْدٍ : أَصْلُهُ سَاوَمَ أَعْرَابِيٌّ حُنَيْناً الإِسْكَافَ وكان مِن أَهْلِ الحِيرَةِ بِخفيْنِ حتى أَغْضَبَهُ فَأَرَادَ غَيْظَ الأَعْرَابِيِّ فَلَمَّا ارْتَحَلَ الأَعْرَابِيُّ أَخَذَ حُنَيْنٌ أَحَدَ خُفَيْهِ فَطَرَحَهُ في الطَّريقٍ ثُمَّ أَلْقَى الآخَرَ في مَوْضِعٍ آخَرَ فَلَمَّا مَرَّ الأَعْرَابِيُّ بِأَحَدِهِمَا قَالَ : مَا أَشْبَهَ هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ ولَوْ كَانَ مَعَهُ الآخَرُ لأَخَذْتُهُ ومَضَى فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الآخَرِ نَدِمَ علَى تَرْكِهِ الأَوَّلَ وقد كَمَنَ لَهُ حُنَيْنٌ فَلَمَّ مَضَى الأَعْرَابِيُّ في طَلَبِ الأَوَّلِ عَمَدَ حُنَيْنٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ومَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بِهَا وأَقْبَلَ الأَعْرَابِيُّ ولَيْسَ مَعَهُ إِلاَّ خُفَّانِ فَقِيلَ أَي قال له قَوْمُهُ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ مِن سَفَرِكَ ؟ فَقَالَ : جِئْتَكُمْ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ . فَذَهَبَ وفي العُبَابِ : فذَهَبَتْ مَثَلاً يُضْرَبُ عندَ الْيَأْسِ مِن الْحَاجِةِ والرُّجُوعِ بِالْخَيْبَةِ
وقال ابْنُ السِّكِّيتِ : حُنَيْنٌ رَجُلٌ شَدِيدٌ ادَّعَى إِلَى أَسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ فَأَتَى عبدَ المُطَّلِبِ وعَلَيْه خُفَّانِ أَحْمَرَانِ فقالَ : يا عَمِّ أَنَا ابنُ أَسدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ فَقَالَ عبدُ المُطَّلِبِ : لاَ وِثِيَابِ أَبي هَاشِمٍ مَا أَعْرِفُ شَمَائِلَ هَاشِمٍ فِيكَ فَارْجِعْ فَرَجَع فَقِيلَ : رَجَعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّيْهِ . هكذا أَوْرَدَ الوَجْهَيْنِ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ والزَّمَخْشَرِيُّ في المُسْتَقْصَى والمَيْدَانِيُّ في مَجْمَعِ الأَمْثَال وشُرَّاحُ المَقَامَاتِ واقْتَصَرَ غَالِبُهم علَى ما قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ
والْخِفُّ بِالْكَسْرِ : الْخَفِيفُ يقال : شَيْءٌ خِفٌّ : أَي خَفِيفٌ وكُلُّ شَيْءٍ خَفَّ مَحْمَلُهُ فهو خِفٌّ وقال امْرُؤُ القَيْسِ :
" يَزِلُّ الْغُلاَمُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ ويَلْوِي بِأَثْوَابِ الْعَنِيفِ الْمُثَقَّلِ والخِفُّ : الجَمَاعَةُ الْقَلِيلَةُ يُقَال : خَرَجَ فُلانٌ في خِفٍّ مِن أَصْحابِهِ أَي في جَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ . والخُفَافُ كَغُرَابٍ : الْخَفِيفُ كطُوالٍ وطَوِيلٍ قال أَبو النَّجْمِ
" وقد جَعَلْنَا في وَضِينِ الأَحْبُلِ
" جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ أَي : قَلْبُهُ خَفِيفٌ وبَدَنُه ثَقِيلٌ . وقيل : الخَفِيفُ في الجِسْمِ والخُفَافُ في التَّوَقُّدِ والذَّكَاءِ وجَمَعُهما خِفَافٌ ومنه قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ( انْفِرُوا خِفَافاً وثِقَالاً ) . قال الزَّجَّاجُ : أَي مُوسِرِينَ أَو مُعْسِرِين وقيل : خَفَّتْ عليكُم الحَرَكَةُ أَو ثَقُلَتْ وقيل : رُكْبَاناً ومُشَاةً وقيل : شُبَّاناً وشُيُوخاً . وقد خَفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً بِكَسْرِهَا وتُفْتَحُ وعلى الثَّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وتَخَوُّفاً وهذا مِن غَيْرِ لَفْظِهِ ومَوْضِعُهُ في خ و ف كما سيأْتي : أَي صار خَفِيفاً يكونُ في الجِسْمِ والعَقْلِ والعَمَلِ وفي الآخَرَين مَجَازٌ فهو خِفٌّ وخَفِيفٌ وخُفافٌ ومنه قَوْلُ عَطاءٍ : " خِفُّوا علَى الأَرْضِ " قال أَبو عُبَيْدٍ : أَي في السُّجُودِ ويُرْوَى بالجِيمِ أَيضاً . وخُفَافُ بنُ نُدْبَةَ وهي أُمُّهُ وأَبوه عُمَيْرُ بنُ الحارِثِ بنِ عمرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيُّ : أَحَدُ فُرْسانِ قَيْسٍ وشُعَرَائِها وقد شَهِدَ الفَتْحَ وتقدَّم ذِكْرُه أَيضاً في " ن د ب " وفي " غ ر ب " . خُفافُ ابنُ إِيْمَاءَ . خُفَافُ بنُ نَضْلَةَ الثَّقَفِيُّ له وِفَادَةٌ رَوَى عنه ذَابِلُ بنُ طُفَيْلٍ صَحَابِيُّونَ رَضِيَ اللهُ عَنهم . وخَفّانُ كَعَفَّان : مَوْضِعٌ وهو مَأْسَدَةٌ كما في الصِّحاحِ وفي اللِّسَانِ : مَوْضِعٌ أَشِبُ الغِيَاضِ كثيرُ الأُسْدِ وفي العُبَابِ : قُرْبَ الْكُوفَةِ وفي الأَسَاسِ : أَجَمَةٌ في سَوَادِ الكُوفَةِ ومنه قَوْلُهم : كأَنَّهُم لُيُوثُ خَفَّانَ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الشاعرِ :
شَرَنْبَثُ أَطْرَافِ الْبَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصُورٌ لَهُ في غِيلِ خَفَّانَ أَشْبُلُ وأَنْشَدَ اللِّيْثُ :
" تَحِنُّ إِلَى الدَّهْنَا بِخَفَّانَ نَاقَتِيوأَيْنَ الهَوَى مِنْ صَوْتِهَا المُتَرَنِّمِ وأَنْشَدَ غيرُهُ لِلأَعْشَى :
ومَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْهِ مَهَابَةٌ ... أَبو أَشْبلٍ أَضْحَى بِخَفَّانَ حَارِدَا من المَجَازِ : خَفَّتِ الأُتُنُ لِعَيْرِهَا : إِذا أَطَاعَتْهُ ومنه قَوْلُ الرَّاعِي :
نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا ... فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ وقد تَقَدَّم في ( خ ذ ف ) . وفي الأَسَاسِ : خَفَّتِ الأُنْثَى للفَحْلِ : ذَلَّتْ له وانْقَادَتْ . قال ابنُ دُرَيْدٍ : خَفَّتِ الضَّبُعُ تَخِفُّ خَفّاً بِالفَتْحِ : إِذا صَاحَتْ هكذا في نَصِّ الجَمْهَرَةِ وذِكْرُ الفَتْحِ في كَلامِ المُصَنِّفِ مُسْتَدْرَكٌ . مِن المَجَازِ : خَفَّ الْقَوْمُ عَن وَطَنِهِم خُفُوفاً : ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ وقيل : ارْتَحَلُوا عنه فلم يَخُصُّوا السُّرْعَةَ قال الأَعْشَى :
" خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُواوأَزْعَجَتْهُم نَوىً في صَرْفِهَا غِيَرُوقيل : خَفُّوا خُفُوفاً : إِذَا قَلُّوا وخَفَّتْ زَحْمَتُهم . الخَفُّوفُ كَتَنُّورٍ : الضَّبُعُ عن ابنِ عَبَّادٍ . الخَفِيفُ كَأَمِيرٍ : مَا كَانَ مِن الْعَرُوضِ مَبْنِيّاً على فَاعِلاَتُنْ مُسْتَفْعِلُن هكذا في النُّسَخِ وصَوَابُه : فاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاَتُنْ كما هو نَصُّ العُبابِ والتَّكْمِلَةِ سِتَّ مَرَّاتٍ سُمِّيَ بذلك لِخِفَّتِهِ . وامْرَأَةٌ خَفْخَافَةُ الصَّوْتِ أَي : كَأَنَّ صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِن مَنْخِرَيْهَا . والْخُفْخُوفُ بِالْضَّمِّ : طَائِرٌ نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عن أَبِي الخَطَّابِ الأَخْفَشِ قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه وقال المُفَضَّلُ : هو الذي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا طَارَ ويُقَال له : المِيسَاقُ . وضِبْعَانٌ خَفَاخِفُ : كَثِيرُو الصَّوْتِ هكذا في سَائِرِ النُّسَخِ بفَتْحِ خاءِ خَفاخِف وكَثيرُو علَى طَرِيقِ جَمْعِ السَّلامةِ وهو غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ والصَّوَابُ : خُفَاخِفُ كعُلاَبِطٍ وكَثِيرُ الصَّوتِ بالإِفْرَادِ وضِبْعَانٌ بالكَسْرِ للذَّكَر كما هو نَصُّ العُبَابِ واللِّسَانِ وقد نَبَّه عليه شَيْخُنَا أَيضاً . مِن المَجَازِ : أَخَفَّ الرَّجُلُ : إِذا خَفَّتْ حَالُهُ كما في الصِّحَاحِ زَادَ غَيرُه : ورَقَّتْ وكان قَلِيلَ الثَّقَلِ في سَفَرِهِ أَو حَضَرِه فهو مُخِفٌّ وخَفِيفٌ وخِفٌّ ومنه الحديثُ : " نَجَا الْمُخِفُّونَ " أَي : مِن أَسْبَابِ الدُّنْيَا وعُلَقِهَا وعن مالِكِ بنِ دِينَارٍ أَنَّه وَقَعَ الحَرِيقُ في دَارٍ كان فيها فاشْتَغَلَ الناسُ بنَقْلِ الأَمْتِعَةِ وأَخَذَ مَالِكٌ عَصاهُ وجِرَابَهُ ووَثَبَ فجَاوَزَ الحَرِيقَ وقالَ : " فَازَ المُخِفُّونَ ورَبِّ الكَعْبَةِ " ويُقَالُ : أَقْبَلَ فُلانٌ مُخِفّاً . أَخَفَّ الْقَوْمُ : صَارَتْ لَهُمْ دّوَابٌّ خِفَافٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ أَخَفَّ فُلاناً : إِذا أَغْضَبَهُ وأَزَالَ حِلْمَهُ وحَمَلَهُ عَلَى الْخِفَّةِ والطَيْشِ وبَيْنَ حِلْمِه وحَملَهُ جِنَاس القَلْبِ ومنه قَوْلُ عبدِ الملكِ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ : لا تَغْتَابَنَّ عِنْدِي الرَّعَيَّةَ فإِنَّهُ لا يُخِفُّنِي . والتَّخْفِيفُ : ضِدُّ التَّثْقِيلِ ومنه قَولَهُ تعالَى : " ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ " . ومنه الحديثُ : " كان إِذا بَعَثَ الخُرَّاصَ قال : خَفِّفُوا الخَرْصَ فَإِنَّ في الْمَالِ الْعَرِيَّةَ والْوَصِيَّةَ " أَي : لا تَسْتَقْصُوا عليهم فيه فإِنَّهم يُطْعِمُون منها ويُوصُون . وفي حديثِ عَطَاءٍ : " خَفِّفُوا علَى الأَرْضِ " ويُرْوَى : خِفُّوا وقد تقدَّم قَرِيباً أَي : لا تُرْسِلُوا أَنْفُسَكُم في السُّجُودِ إِرْسَالاً ثَقِيلاً فيُؤَثِّرَ في جِبَاهِكُمْ . والْخَفْخَفَةُ : صَوْتُ الضِّبَاعِ قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وقد خَفْخَفَ الضَّبُعُ قيل : الخَفْخَفَةُ : صَوْتُ الْكِلاَبِ عِنْدَ الأَكْلِ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الخَفْخَفَةُ : صَوْتُ تَحْرِيكِ الْقَمِيصِ الْجَدِيدِ - زَادَ غيرُهُ : أَو الفَرْوِ الجَدِيْدِ - إِذا لُبِسَ . واسْتَخَفَّهُ : ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ أَي : رَآهُ خَفِيفاً ومنه قَوْلُه تعالَى : " تَسْتَخِفُّونَهَا يَوُمَ ظَعْنِكُمْ " أَي يَخِفُّ عليْكُم حَمْلُها ومنه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين : اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَى فَخَفَّفَها أَي : لم تَثْقُلْ عليه فخَفَّفَها لذلك . اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ : إِذا حَمَلَهُ علَى الْجهْلِ ومنه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين : اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَىفَخَفَّفَها أَي : لم تَثْقُلْ عليه فخَفَّفَها لذلك . اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ : إِذا حَمَلَهُ علَى الْجَهْلِ والْخِفَّةِ وأَزَالَهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِن الصَّوَابِ وكذلك : اسْتَفَرَّه عِن رَأْيِهِ نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ . وأَمَّاقولُه تعالَى : " وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ " فقال الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ : لا يَسْتَفِزَّنَّكَ ولا يَسْتَجْهِلَنَّك ومنه : " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ " أَي : حَمَلَهُمْ علَى الخِفَّةِ والجَهْلِ . والتَّخَافُّ : ضِدُّ التَّثَاقُلِ ومنه حديثُمُجَاهِدٍ وقد سَأَلَهُ حَبِيبُ بنُ أَبي ثابِتٍ : " إِني أَخَافُ أَن يُؤَثِّرَ السُّجودُ في جَبْهَتِي فقال : إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَّ " أَي : ضَعْ جَبْهَتَكَ علَى الأَرْضِ وَضْعاً خَفِيفاً قال أَبو عُبَيْدٍ : وبعضُ النَّاسِ يقولون : فَتَجَافَ بالجِيمِ والمَحْفُوطُ عندي بالخَاءِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : خَفَّ المَطَرُ : نَقَصَ قال الجَعْدِيُّ : دٍ وقد سَأَلَهُ حَبِيبُ بنُ أَبي ثابِتٍ : " إِني أَخَافُ أَن يُؤَثِّرَ السُّجودُ في جَبْهَتِي فقال : إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَّ " أَي : ضَعْ جَبْهَتَكَ علَى الأَرْضِ وَضْعاً خَفِيفاً قال أَبو عُبَيْدٍ : وبعضُ النَّاسِ يقولون : فَتَجَافَ بالجِيمِ والمَحْفُوطُ عندي بالخَاءِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : خَفَّ المَطَرُ : نَقَصَ قال الجَعْدِيُّ :
فَتَمَطِّي زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ ... مِن رَبِيعٍ كُلَّمَا خَفَّ هَطَلْ واسْتَخَفَّ فُلانٌ بحَقِّي : إِذا اسْتَهان به وكذا : اسْتَخَفَّهُ الجَزَعُ والطَّرَبُ : خَفَّ لهما فاسْتَطار ولم يَثْبُتْ وهو مَجَازٌ . واسْتَخَفَّهُ : طَلَبَ خِفَّتَهُ . واسْتَخَفهُ : اسْتَجْهَلَهُ فحَمَلَهُ علَى اتِّبَاعِهِ في غَيِّهِ . وتَخَفَّفَ فُلانٌ لِفُلانٍ : إِذا أَطَاعَهُ وانْقَادَ له . وخَفَّ في عَمَلِهِ وخِدْمَتِه كذلك وهو مَجازٌ ومنه : غُلامٌ خِفٌّ : أَي جَلْدٌ وقد ذُكِرَ شاهِدُه . وخَفَّ فُلانٌ علَى المَلِكِ : قَبِلَهُ وأَنِسَ به . والنُّونُ الخَفِيفَةُ : خِلاَفُ الثَّقِيلَةِ ويُكْنَى بذلك عنن التَّنْوِينِ أَيضاً ويُقَال : الْخَفِيَّةُ . ورَجُلٌ خَفِيفُ ذاتِ الْيَدِ : أَي : فَقِيرٌ ويَجْمَعُ الخَفِيفُ علَى أَخْفَافٍ وخِفَافٍ وأَخِفَّاءَ وبكُلِّ ذلك رُوِيَ الحديثُ : " خَرَجَ شُبَّانُ أَصحابِهِ وأَخْفَافُهُم حُسَّراً " . وخَفَّ المِيزَانُ : شَالَ . وخِفَّةُ الرَّجُلِ : طَيْشُه . والخُفُوفُ بالضَّمِ : سُرْعَةُ السَّيْرِ من المَنْزِلِ ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ : " قد كان مِنِّي خُفُوفٌ " أَي : عَجَلَةٌ وسُرْعَةُ سَيْرٍ . ونَعَامَةٌ خَفَّانَةٌ : سَرِيعَةٌ قَالَهُ اللُّيْثُ ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ والمُحِيطِ قال الصَّاغَانِيُّ : وهو تَصْحِيفٌ صَوَابُه بالحَاءِ المُهْمَلَةِ . وهو خَفِيفُ العَارِضَيْنِ . وخَفِيفُ الرُّوحِ : ظَرِيفٌ . وخَفِيفُ القَلْبِ : ذَكِيٌّ . ويُقَال : مَالَهُ خُفٌّ ولا حَافِرٌ ولا ظِلْفٌ وكذا الحدِيثُ : " لاَ سَبْقَ إلاَّ في خُفٍّ أَو حَافِرٍ أَو نَصْلٍ " وكُلُّ ذلك مَجازٌ بحَذْفِ المُضَافِ . ويُقَال : جاءَتِ الإِبِلُ علَى خُفٍّ واحدٍ : إِذا تَبِعَ بَعْضُها بَعْضاً كأَنَّهَا قِطَارٌ كلُّ بَعِيرٍ رأْسُه على ذَنَبِ صاحِبِه - مَقْطُورَةً كانتْ أَو غيرَ مَقْطُورةٍ كذا في اللِّسَانِ والأَسَاسِ وهو مَجَازٌ . وأَخَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ : ذكَرَ قَبِيحَه وَعابَهُ . والخَفْخَفَةُ : صَوْتُ الحُبَارَى والخِنْزِيرِ قال الجَوهَرِيُّ : ولا تكونُ الخَفْخَفَةُ إِلاَّ بَعْدَ الجَفْجَفَةِ . والخَفْخَفَة أَيضاً : صَوْتَ القِرْطَاسِ إِذا حَرَّكْتَه وقَلَبْتَه . والخَفَّانُ : الكِبْرِيتُ نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ . والمُبَارَكُ بنُ كاملٍ الخَفَّافُ : مُحَدِّثُ . وأَبو عَبْدِ الله محمدُ بنُ الخَفيفِ الشِّيرَازِيُّ شيخُ الشُّيوخِ مَشْهُورٌ . وكزُبَيْرٍ : الخُفَيْفُ بنُ مَسْعُودِ بن جَارِيةَ بنِ مَعْقِلٍ أَحَدَ فُرْسَانِ الجاهليَّةِ وهوأَبو الأُقَيْشِر الذي تقدّم ذِكْرُه في " ق ش ر " . وبنو خُفَافٍ كغُرَابٍ : بَطْنٌ مِن بَنِي سُلَيْمٍ منهم الضَّحَّاكُ بنُ شَيْبَانَ الخُفافِيُّ ذَكَرَه الرُّشَاطِيُّ . وبالفَتْحِ والتَّثْقِيلِ : أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عِمْرَانَ الخَفَّافِيُّ الإِسْتِرَابَاذِيُّ عن نَصْرِ بنِ الفَتْحِ السَّمَرْقَنْدِيِّ ذكَره ابنُ السَّمْعَانِيِّ . والخُفُّ بالضَّمِّ : لَقَبُ خَلَفِ بنِ عمرِو بنِ يَزِيدَ بنِ خَلَف مَوْلَى بَنِي رُمَيْلَةَ من تُجِيبَ قَالَه ابنُ يُونُسَ وابْنُه عبدُ الوَهَّابِ المُحَدِّثُ بدَمِيرَةَ بعدَ سنةِ سبعين ومائتين تقدَّم ذِكْرُه