معنى خلص الزبدة في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
خَلَص الشيء بالفتح يَخْلُص خُلُوصاً
وخَلاصاً إِذا كان قد نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه
دِينَه أَمْحَضَه وأَخْلَصَ الشيءَ اختاره وقرئ إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين والمُخْلَصِين
قال ثعلب يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبا
خَلَص الشيء بالفتح يَخْلُص خُلُوصاً
وخَلاصاً إِذا كان قد نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه
دِينَه أَمْحَضَه وأَخْلَصَ الشيءَ اختاره وقرئ إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين والمُخْلَصِين
قال ثعلب يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه تعالى وبالمُخْلَصِين
الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ الزجاج وقوله واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان
مُخْلَصاً وقرئ مُخْلِصاً والمُخْلَص الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً
من الدنس والمُخْلِص الذي وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة قل هو اللّه
أَحد سورة الإِخلاص قال ابن الأَثير سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى
وتقدّس أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ وكلمة الإِخلاص
كلمة التوحيد وقوله تعالى من عبادنا المُخْلَصِين وقرئ المُخْلِصين فالمُخْلَصُون
المُخْتارون والمُخْلِصون المُوَحِّدُون والتخليص التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ
تقول خَلَّصْته من كذا تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص وتَخلّصَه
تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَس والإِخْلاصُ في الطاعة تَرْكُ
الرِّياءِ وقد أَخْلَصْت للّه الدِّينَ واسْتَخْلَصَ الشيء كأَخْلَصَه والخالِصةُ
الإِخْلاصُ وخَلَص إِليه الشيءُ وَصَلَ وخَلَصَ الشيءُ بالفتح يَخْلُصُ خُلوصاً
أَي صار خالِصاً وخَلَصَ الشيء خَلاصاً والخَلاصُ يكون مصدراً للشيء الخالِص وفي
حديث الإِسراء فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض أَي وَصَلْتُ وبلَغْت يقال
خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا ومنه حديث هِرَقْلَ
إِني أَخْلُص إِليه وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ
أَي الرجوعِ بالثَّمن على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ
ثمَنَها أَي قضى بما يُتَخَلّص به من الخصومة وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل
إِليه ويقال هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة وقوله عزّ وجلّ وقالوا ما
في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل معنى ما
التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم قالوا جماعةُ ما في بطون هذه الأَنعامِ
خالصةٌ لذكورنا وقوله ومُحَرَّمٌ مَرْدُودٌ على لفظ ما ويجوز أَن يكون أَنَّثَه
لتأْنيث الأَنْعامِ والذي في بطون الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك
سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه بَعْضُ الأَصابِع أُصبعٌ وهي واحدة منها وما في بطن كل
واحدة من الأَنعام هو غيرها ومن قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال وقالوا
الأَنعامُ التي في بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا قال ابن سيده والقولُ الأَول
أَبْبَنُ لقوله ومُحَرَّمٌ لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما وقرأَ بعضهم
خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً وأَما قوله عزّ وجلّ قل هي للذين آمَنُوا في
الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة قُرئَ خالصةٌ وخالصةً المعنى أَنها حَلال
للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون فإِذا كان يومُ القيامة خَلَصت للمؤمنين في
الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر وأَما إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه
خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ لبيبٌ المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة
الدنيا في تأْويل الحال كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم
القيامة وقوله عزّ وجلّ إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار يُقْرَأُ
بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى فمن قرأَ بالتنوين جعل ذِكْرى
الدار بَدَلاً من خالصة ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى الدار ومعنى الدار
ههنا دارُ الآخرة ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين بأَن جعلناهم يُذَكِّرون
بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا وذلك شأْن الأَنبياء ويجوز أَن يكون
يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى اللّه وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً
فمعناه تَميّزوا عن الناس يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم وفي الحديث أَنه ذَكَر يومَ
الخلاصِ فقالوا وما يومُ الخَلاصِ ؟ قال يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة
كلُّ مُنافِقٍ ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض وفي حديث
الاستسقاء فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس وخالَصَهُ في العِشْرة أَي
صافاه وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون يُخْلِصُ
بعضُهم بَعضاً والخالصُ من الأَلوان ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان عن اللحياني
والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر والخِلاصةُ
والخُلاصةُ والخِلاصُ التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن وأَخْلَصَه فَعَل به ذلك
والخِلاصُ ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ
الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل والخُلوصُ الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ
ويقول الرجل لصاحبةِ السَّمْنِ أَخْلِصي لنا لم يفسره أَبو حنيفة قال ابن سيده
وعندي أَن معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ غيره وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما
خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه شيئاً من
سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ فإِذا جادَ وخلَصَ من الثُّفْل فذلك السمنُ هو
الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً بكسر الخاء وهو الإِثْر والثُّفْلُ الذي
يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ والقِشْدَةُ والكُدادةُ والمصدر منه
الإِخْلاصُ وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ أَبو زيد الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ
لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ والإِذْوابةُ فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل
فذلك اللبن الإِثْرُ والإِخْلاصُ والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ قال
الأَزهري سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء
والثُّفْل الخِلاصُ وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ فيُؤْخذُ
تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة اللبن
المختلط به وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص بكسر الخاء وأَما الخِلاصة والخُلاصة فهو
ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه أَبو
الدقيش الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج حَدّث
الأَصمعي قال مَرَّ الفرزدق برجل من باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ
فقال له الفرزدق أَتَشْتري أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي ؟ فقال
أَللّهِ عليك لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ فقال أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ فأَلْقى
النِّحْيَ بين يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال لَعَمْرِي لَنِعْمَ
النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ نِحْيُ حُمامِ من السَّمْنِ
رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض
قَيْس كمُحرِمٍ أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ الفراء أَخْلَصَ الرجلُ إِذا
أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة وخَلَّصَ إِذا أَعطى الخَلاص وهو مِثْل الشيء ومنه حديث
شريح أَنه قضى في قَوْس كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها والخِلاص بالكسر ما أَخْلَصَته
النارُ من الذهب والفضة وغيره وكذلك الخِلاصة والخُلاصة ومنه حديث سلمان أَنه
كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص والخِلاصة والخُلاصة
كالخِلاص قال حكاه الهروي في الغريبين واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه
بدُخْلُلِه وهو خالِصَتي وخُلْصاني وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي
خالِصَتي إِذا خَلَصَت مَوَدّتُهما وهم خُلْصاني يستوي فيه الواحد والجماعة وتقول
هؤلاء خُلْصاني وخُلَصائي وقال أَبو حنيفة أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه وأَخْلَصَ
البعيرُ سَمِن وكذلك الناقة قال وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا والخَلَصُ شجرٌ
طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ قال أَبو حنيفة أَخبرني أَعرابي
أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق بالشجر فيعْلق وله ورق أَغبر رِقاقٌ
مُدَوَّرةٌ واسعةٌ وله وَرْدةٌ كوَرْدة المَرْوِ وأُصولهُ مُشْرَبةٌ وهو طيّبُ
الريح وله حبّ كحبّ عِنَبِ الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً وهو أَحمر
كغَرز العقيق لا يؤكل ولكنه يُرْعَى ابن السكيت في قوله بِخالِصةِ الأَرْدانِ
خُضْرِ المَناكِبِ الأَصمعي هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ
المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه ويقال لكل شيء أَبيضَ خالِصٌ
قال العجاج مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ
الليث بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان قَصِيداً سَميناً وأَنشد مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو
رَعُوما والخالصُ الأَبْيَضُ من الأَلوان ثوب خالصٌ أَبْيَضُ وماءٌ خالص أَبيض
وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم فذلك الخَلَصُ قال وذلك في قَصَب العظام في اليد
والرجل يقال خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من
اللحم والخَلْصاءُ ماءٌ بالبادية وقيل موضع وقيل موضع فيه عين ماء قال الشاعر
أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها
صِوَرَا وقيل هو الموضع بالدهناء معروف وذو الخَلَصة موضع يقال إِنه بيت لِخَثْعَم
كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ فَهُدِم وفي الحديث
لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على ذي الخَلَصة هو بيتٌ كان فيه
صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم وقيل ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ
التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها رسول اللّه صلَى اللّه عليه وسلّم جَرِيرَ بنَ
عبد اللّه يُخَرِّبُها وقيل ذو الخَلَصة الصنم نفسه قال ابن الأَثير وفيه نظر
( * قوله « وفيه نظر » أَي في قول من زعم انه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة لأن ذو
لا تضاف الا إلخ كذا بهامش النهاية ) لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء
الأَجناس والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة الأَوثان
فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ أَعجازُهن وخالصةُ اسم
امرأَة واللّه أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
الزُّبْدُ
زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ والقطعة منه زُبْدَة وهو ما خلُص من اللبن إِذا
مُخِضَ وزَبَدُ اللبن رغْوتَه ابن سيده الزُّبْدُ بالضم خلاصة اللين واحدته
زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ أَنشد ابن الأَعرابي
فيها عجوزٌ
الزُّبْدُ
زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ والقطعة منه زُبْدَة وهو ما خلُص من اللبن إِذا
مُخِضَ وزَبَدُ اللبن رغْوتَه ابن سيده الزُّبْدُ بالضم خلاصة اللين واحدته
زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ أَنشد ابن الأَعرابي
فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا يعني أَنه ليس في
فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة والزبدة لا تُنهس لأَنها أَلين من ذلك ولكن هذا تهويل
وإِفراط كقول الآخر لو تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لم يَنْفَلِقْ وقد زَبَّدَ اللبنَ
وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً أَطعمه الزُّبْدَ وأَزبَدَ القومُ كثُرَ زُبْدُهم قال
اللحياني وكذلك كل شيءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم قلت فعلتهم بغير
أَلف وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا وقوم زابدون ذَوُو زُبْد وقال
بعضهم قوم زابدون كثر زُبدهم قال ابن سيده وليس بشيء وتَزَبَّدَ الزّبْدَة أَخذها
وكل ما أُخِذ خالصه فقد تُزُبَّد وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل تَزَبَّده
ومن أَمثالهم قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن والصريح
اللبن الذي تحته المحْضُ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون ويقال
ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه وإِذا خلصت الزبدة فقد
ذهب الارتجان يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي لإِصلاحه وزَبَدَت المرأَة
سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه وزُبَّاد اللبن بالضم والتشديد ما لا خير
فيه والزُّبَّادُ الزُّبْدُ وقالوا في موضع الشدَّة اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد
أَي اختلط الخير بالشر والجيد بالرديء والصالح بالطالح وذلك إِذا ارتجن يضرب مثلاً
لاختلاط الحق بالباطل الليث أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ
الإِنسان إِذا غضِب وظهر على صِماغَيْه زَبدَتان وزَبَّدَ شِدْق فلان وتَزَبَّد
بمعنى والزَّبَد زَبَد الجمل الهائج وهو لُغامُه الأَبيض الذي تتلطخ به مشافره
إِذا هاج وللبحر زَبَد إِذا هاج موجُه الجوهري الزَّبَدُ زَبَد الماءِ والبعير
والفضةِ وغيرها والزّبْدة أَخص منه تقول أَزبَد الشرابُ وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مائج
يقذف بالزَّبَد وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعاب طُفاوتُه وقَذاه والجمع
أَزْباد والزَّبْدة الطائفة منه وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ دفع بزَبَدِه
وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً أَعطاه ورضخ له من مال والزَّبْدُ بسكون الباءِ
الرِّفْد والعطاء وفي الحديث أَن رجلاً من المشركين أَهدى إِلى النبي صلى الله
عليه وسلم هدية فردَّها وقال إِنا لا نقبل زَبْد المشركين أَي رَِفْدَهم الأَصمعي
يقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه بالكسر زَبْداً إِذا أَعطيته زُبداً قلت أَزبُدُه
زَبْداً بضم الباءِ من أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد قال ابن الأَثير يشبه أَن
يكون هذا الحديث منسوخاً لأَنه قد قبل هدية غير واحد من المشركين أَهدى له المقوقس
مارِيَة والبغلة وأَهدى له أُكَيْدِرُ دومةَ فقبل منهما وقيل إِنما ردَّ هديته
لِيَغِيظَه بردها فيحمله ذلك على الإِسلام وقيل ردها لأَن للهدية موضعاً من القلب
ولا يجوز عليه أَن يميل إِليه بقلبه فردها قطعاً لسبب الميل قال وليس ذلك مناقضاً
لقبول هدية النجاشي وأُكيدر دومة والمقوقس لأَنهم أَهل كتاب والزَّبْدُ العَونُ
والرِّفْد أَبو عمرو تَزَبَّدَ فلان يميناً فهو مُتَزَبِّد إِذا حلف بها وأَسرع
إِليها وأَنشد تَزَبَّدَها حَذَّاءَ يَعلم أَنه هو الكاذبُ الآتي الأُمور
البُجاريا الحذَّاءُ اليمين المنكرة وتَزَبَّدَها ابتلعها ابتلاع الزُّبْدَة وهذا
كقولهم جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلَّيانة والزُّبَّاد نبت معروف قال ابن سيده
والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كله نبات سُهْلي له ورق عراض وسِنْفَة وقد
ينبت في الجَلَدَ يأْكله الناس وهو طيب وقال أَبو حنيفة له ورق صغير منقبض غُبر
مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه قال وقال أَبو زيد الزّبَّادُ من الأَحرار
وقد زَبَّد القَتادُ وأَزبَد نَدَرت خُوصتُه واشتدّ عُوده واتصلت بَشَرته وأَثمر
قال أَعرابي تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة
خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وعوسج كأَنه النعام من سواده وكل ذلك مفسر في مواضعه
وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر وتَزْبيدُ القطن تنفيشه وزَبَّدت المرأَة القطنَ
نفشته وجوَّدته حتى يصلح لأَن تغزله والزَّباد مثل السِّنَّوْر
( * قوله « والزباد مثل السنور » صريحه أنه دابة مثل السنور وقال في القاموس وغلط
الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد دابة يجلب منها الطيب وانما الدابة السنور والزباد
الطيب إلى آخر ما قال قال شارحه قال القرافي ولك أن تقول انما سموا الدابة باسم ما
يحصل منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز ) الصغير يجلب من نواحي الهند وقد
يأْنس فيقتنى ويحتلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد يظهر على حلمته بالعصر مثل ما يظهر
على أُنوف الغلمان المراهقين فيجتمع وله رائحة طيبة وهو يقع في الطيب كل ذلك عن
أَبي حنيفة وزُبَيْدة لقب امرأَة قيل لها زُبَيْدة لنعمة كانت في بدنها وهي أُم
الأَمين محمد بن هرون وقد سمت زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً وزَبْداً التهذيب
وزُبَيْدُ قبيلة من قبائل اليمن وزبُيَد بالضم بطن من مَذْحِج رهط عمرو بن معد
يكرب الزُّبَيدي وزَبِيدُ بفتح الزاي موضع باليمن وزَبْيَدان موضع