خَلَصَ الشّيْءُ يَخْلُصُ بالضَّمِّ خُلُوصاً كقُعُودٍ وخَالِصَةً - كعَافِيَةٍ وعاقِبَةٍ قالَ شَيْخُنَا : وزَعَمَ بَعْضُهُم أَنّ الهَاءَ فِيهَا لِلمُبَالَغَةِ كرَاوِيَةٍ والسِّياق يَأْباهُ انْتَهَى . وفي اللِّسَانِ : ويُقَالُ : هذَا الشَّيْءُ خَالِصَةٌ لكَ أَيْ خَالِصٌ لَكَ خَاصَّةً . قُلْتُ وكَوْنُ هذَا البَابِ ككَتَبَ هُوَ المَشْهُور في دَوَاوِينِ اللُّغَةِ إِلاَّ ما فِي التَّوْشِيحِ لِلْجَلالِ أَنَّه ككَرُمَ وكَتَبَ وبَقِيَ عَلَيْه مِنَ المَصَادِرِ الخَلاَصُ بالفَتْحِ وقيلَ الخَالِصَةُ والخَلاَصُ : اسْمَانِ - : صَارَ خالِصاً . ومِن المَجَازِ : خَلَصَ إِلَيْهِ خُلُوصاً : وَصَلَ وكذا خَلَصَ بهِ ومِنْهُ حَدِيثُ الإِسْرَاءِ : فلمَّا خَلَصْتُ بمُسْتَوىً مِنَ الأَرْضِ أَيْ وَصَلْتُ وبَلغْتُ وكَذا خَلَصَ إِليْهِ الحُزْنُ والسُّرُورُ . وقالَ الهوَازِنِيُّ : خَلِصَ العَظْمُ كفَرِحَ خَلَصاً إِذا نَشطَ هكَذا في سَائِرِ النُّسَخ الَّتِي بِأَيْدِينَا وهو غَلَطٌ وصوابُه تَشَظَّي في اللَّحْمِ كمَا هو نَصُّ الهَوازِنِيِّ فِي اللِّسَانِ والتّكْمِلَةِ قالَ : وذَلِكَ فِي قَصَبِ عظَامِ اليَدِ والرِّجْلِ وزادَ في اللِّسَانِ بَقِيَّةَ نَصِّ الهَوَازِنِيَّ يُقَالُ : خلِصَ العَظْمُ يَخْلَصُ خَلَصاً : إِذَا بَرَأَ وفِي : خِلَلِه شَيْءٌ مِنَ اللَّحْمِ . وقالَ الدَّينَوَرِيُّ : أَخْبَرنِي أَعْرَابِيٌّ أَنَّ الخَلَصَ مُحَرَّكَةً : شَجَرٌ يَنْبُتُ كالكَرْمِ يَتَعَلَّقُ بالشَّجَرِ فيَعْلُو ولَهُ وَرَقٌ أَغْبَرُ رِقَاقٌ مُدَوَّرَةٌ وَاسِعَةٌ ولَهُ وَرْدٌ كوَرْدِ المَرْوِ وأُصُولُه مُشْرَبَةٌ وهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ وحَبُّه كنحْوِ حَبِّ عنَبِ الثّعْلَبِ يَجْتَمِعُ الثَّلاثُ والأَرْبَعُ مَعاً وهُوَ أَحْمَرُ كخَرَزِ العَقِيقِ لا يُؤُكَلُ ولكنّه مَرْعىً وَاحِدَتُه بهَاءٍ . والخَالِصُ : كُلُّ شَيْءٍ أَبْيَضَ يُقَالُ : لَوْنٌ خَالِصٌ وماءٌ خَالِصٌ وثَوْبٌ خَالِصٌ . وقال اللِّحْيَانِيُّ : الخَالِصُ من الأَلْوَانِ : ما صَفَا ونَصَعَ أَيّ لَوْنٍ كانَ وفي البَصَائِر : الخَالِصُ : الصّافِي الَّذِي زالَ عَنْهُ شَوْبُه الَّذِي كانَ فِيه . والخَالِصُ : نَهْرٌ شَرْقِيَّ بَغْدَاد عَلَيْه كُورَةٌ كَبِيرَةٌ تُسَمَّى الخالِصَ وقَدْ نُسِبَ إِلَيْهَا بَعْضُ المُحَدِّثينَ هكذَا وبَعْضُهُم : بِالنَّهْرِ خالِصيّ . وخالِصَةُ : د بِجَزِيرَةِ صقِلِّيَةَ . وخَالِصَة : بِرْكَةٌ بَيْنَ الأَجْفَرِ والخُزَيْمِيَّةِ . والخَلْصَاءُ : ع بالدَّهْنَاءِ فِيه عَيْنُ ماءٍ قالَ الحارِثُ بنُ حِلّزَةَ :
بَعْدَ عَهْدِي لَهَا ببُرْقَةِ شَمَّا ... ءَ فأَدْنَى دِيَارِهَا الخَلْصَاءُ وقالَ غَيْرُه :
أَشْبَهْنَ من بَقَرِ الخَلْصَاءِ أَعْيُنَهَا ... وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرَانِهَا صُوَرَا
وقَوْلُه عزَّ وجَلَّ : إِنّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ . أَيْ خَلَّةٍ خَلَّصْنَاهَا لَهُم فمن قَرَأَ بالتَّنْوِينِ جَعَلَ ذِكْرَى الدّارِ بَدَلاً مِنْ خالِصَة ويَكُونُ المَعْنَى إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِذكرى الدار ومَعْنَى الدار ها هنا دار الآخرة ومعنى أَخْلَصْنَاهُم جَعَلْنَاهُم خالِصِينَ بِأَنْ جَعَلْنَاهُم يُذَكِّرُونَ بِدَارِ الآخرة ويُزَهِّدُونَ فِيهَا أَهْلَ الدُّنْيَا وذلِكَ شَأْنُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهمُ الصّلاةُ والسّلامُ ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يًكْثُرِونَ ذِكْرَ الآخِرَةِ والرُّجُوعَ إِلَى اللهِ تَعَالَى وقُرِئَ عَلَى إِضَافضةِ خَالِصَةٍ إِلى ذِكْرَى أَيْضاً . وخَلْصٌٌ بالفَتْح : ع بآرَةَ من دِيَارِ مُزَيْنَةَ قَال ابنُ هَرْمَةَ :
كَأَنَّكَ لم تَسْرْ بجُنُوبِ خَلْصِ ... ولَمْ تَرْبَعَ على الطَّلَلِ المُحِيلِوخُلَيْصٌ كزُبَيْرٍ : حِصْنٌ بَيْنَ عُسْفانَ وقُدَيْدٍ عَلَى ثَلاثِ مَرَاحِلَ مِنْ مَكَّةَ شَرّفَها اللهُ تَعَالَى . وكُلُّ أَبْيَضَ خُلَيْصٌ كالخَالِصِ . وخَلْصَا الشَّنَّةِ - مُثَنّى خَلْص بِالفَتْحِ والشَّنَّةُ بفَتْحِ الشِّينِ وتَشْدِيدِ النّونِ - عِرْقاهَا هكذا في سَائرِ الأُصُولِ وصَوَابُه : عِرَاقاهَا وهو ما خَلَصَ مِن الماءِ مِنْ خَلَلِ سُيُورِهَا عن ابنِ عَبّادٍ . ويُقَالُ : هُوَ خِلْصُكَ بالكسْرِ أَيْ خِدْنُكَ ج : خُلَصاءُ بالضَّمِّ والمَدّ تَقُولُ : هؤُلاءِ خُلصَائِي إِذا كانُوا مِنْ خاصَّتِك نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ . وخُلاَصَةُ السَّمْنِ بالضَّمِّ وعَليْه اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ والكَسْر نقَلَه الصّاغَانِيُّ عنَ الفَرّاءِ : ما خَلَصَ منْهُ لأَنَّهُمْ إِذَا طَبَخُوا الزُّبْدَ ليتَّخذُوه سَمْناً طَرحُوا فيه شَيْئاً من سَوِيقٍ وتَمْرٍ وأَبْعارِ غزْلانٍ فإِذا جاد وخَلَصَ من الثُّفلْ فذلكَ السَّمْنُ هو الخُلاصةُ . والخِلاصُ بالكَسْرِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ : الإِثْرُ بكَسْرِ الهَمْزَة وقَالَ أَبُو زَيْدٍ : الزُّبْدُ حِينَ يُجْعَلُ في البُرْمَةِ ليُطْبَخَ سَمْنا فهُو الإِذْوَابُ والإِذْوَابَةُ فإِذا جادَ وخَلَصَ اللَّبَنُ من الثُّفْلِ فذلِك اللَّبَنُ الإِثْرُ والإِخْلاصُ وقَال الأَزْهَرِيُّ : سَمِعْتُ العَرَبَ تقُولُ لِمَا يُخْلَصُ بِهِ السّمْنُ في البُرْمَةِ مِن الماءِ واللَّبَنِ والثُّفْلِ : الخِلاَصُ وذلِك إِذا ارْتجَن واخْتَلَطَ اللّبَنُ بالزُّبْدِ فيُؤْخذُ تَمْرٌ أَو دَقِيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَحُ فِيهِ ليَخْلُصَ السَّمْنُ مِنْ بَقِيَّةِ اللَّبَنِ المُخْتلِطِ بِهِ وذلِكَ الَّذِي يَخْلُصُ هو الخِلاَصُ بالكَسْرِ وأَمَّا الخُلاَصَةُ فهو ما بَقِيَ في أَسْفلِ البُرْمَةِ من الخِلاَصِ وغيْرِهِ من ثُفْلٍ أَوْ لبَنٍ وغيْرِه وقال أَبُو الدُّقَيْشِ : الزُّبْدُ : خِلاَصُ اللَّبَنِ أَيْ مِنْهُ يُسْتَخْلصُ أَيْ يُسْتَخْرَجُ . والخِلاَصُ : ما أَخْلَصَتْهُ النّارُ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ والزُّبْدِ وكذلِك الخُلاَصَة حَكاهُ الهَرَوِيّ في الغَرْيبَيْنِ وبِهِ فُسِّر حَدِيثُ سَلْمَانَ أَنَّه كاتَبَ أَهْلَهُ عَلى كَذَا وكَذَا وعَلى أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةَ خَلاَصِ . والخُلاَّصُ كرُمّانٍ : الخَلَلُ في البَيْتِ بِلُغَةِ هُذيْلٍ نَقَله ابنُ عَبّادٍ . والخُلُوصُ بالضَّمِّ : القِشْدَةُ والثُّفْلُ والكُدَادَةُ والقِلْدَةُ الَّذِي يَبْقَى في أَسْفَلِ خُلاصَةِ السَّمْنِ والمَصْدَرُ مِنْهُ الإِخْلاصُ نقله الجَوْهَرِيُّ وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ . وذُو الخَلَصَةِ مُحَرَّكَةً وعَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ ويُقالُ بضَمَّتيْنِ حَكاهُ هِشامٌ وحَكَى ابنُ دُرَيْدٍ فتْحَ الأَوَّلِ وإِسْكانَ الثّانِي وضَبَطَه بَعْضُهُم بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وضَمِّ ثانِيه والأَوَّلُ الأَشْهَرُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ : بَيْتٌ كان يُدْعَى الكَعْبَةَ اليَمَانِيَّة ويُقالُ لهُ : الكعْبَةُ الشّامِيَّةُ أَيْضاً لِجَعْلِهِم بَابَه مُقابِل الشَّامِ وصَوَّبَ الحَافِظُ بنُ حَجَرٍ اليَمَانيّة كما نَقَلَه شَيْخُنا . قُلْتُ : وفي بَعْضِ الأُصُولِ : كانَ يُدْعَى كعْبَةَ اليَمامَةِ وهُوَ الَّذِي في أُصُولِ الصّحاحِ وقوْلُه : لِخثْعَمٍ هُوَ الَّذِي اقْتَصَر عَلَيْه الجَوْهَرِيّ فلا تَقْصِيرَ في كَلامِ المُصَنّفِ كمَا زَعمَهُ شيْخُنا لأَنَّهُ تَبِعَ الجَوْهَرِيِّ فيما أَوْرَدَه وزادَ غَيْرُه : ودَوْسٍ وبَجِيلَةَ وغَيْرِهم ومِنْه الحَدِيثُ لا تَقُوم السّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءٍ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَة والذَّي يَظْهَرُ مِنْ سياقِ الحافِظِ في الفَتْحِ أَنَّ المَذْكُورَ فِي هذا الحَدِيثِ غَيْرُ الَّذِي هَدَمَه جَرِيرٌ ؛ لأَنّ دَوْساً رَهْطُ أَبِي هُرَيْرَةَ من الأَزْد وخَثْعَمُ وبَجِيلةُ من بنِي قيْس فالأَنْسَابُ مُخْتَلِفَة والبِلادُ مُخْتلِفَةٌ والصَّحيحُ أَنَّهُ صَنَمٌ كانَ أَسْفَلَ مَكَّةَ نَصَبَهُ عَمْرُو بنُ لُحَىٍّ وقَلَّدَه القَلائدَ وعَلَّقَ بِه بَيْضَ النَّعامِ وكانَ يُذْبَحُ عِنْدَه فتَأَمَّلْ ذلِك . كانَ فيهِ صَنَمٌاسْمُه الخَلَصَةُ فأَنْفَذَ إِلَيْهِ رَسُول اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم جَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ فهَدَمَه وخَرَّبَه . وقِيلَ : ذُو الخلَصَةِ : الصَّنَمُ نَفْسَهُ قال ابنُ الأَثِيرِ : وفِيهِ نَظَرٌ ؛ لأَنَّ ذُو لا تُضافُ إِلاَّ إِلَى أَسْمَاءِ الأَجْناسِ . أَوْ لأَنَّه كانَ مَنْبتَ الخَلَصَةِ : النّباتِ الَّذِي ذُكِرَ قَريباً . وأَخْلَصَ للهِ الدِّينَ : أَمْحَضَهُ وتَرَكَ الرِّياءَ فِيهِ فهُوَ عَبْدٌ مُخْلِصٌ ومُخْلَصٌ وهو مَجَازٌ وفي البَصَائِرِ : حَقِيقَةُ الإِخْلاصِ : التَّبَرِّي منِ دُونِ اللهِ تَعَالَى وقُرِئَ : إِلاّ عِبَادضكِ مِنْهُمُ المُخْلِصينَ . بِكَسْرِ الَّلامِ وفتْحِها قال الزَّجّاجُ : المُخْلَص : الَّذِي جَعَلَه اللهُ مُخْتاراً خَالِصاً من الدَّنَسِ والمُخْلِصُ : الَّذِي وَحَّدَ الله تعالى خَالِصاً . وأَخْلَصَ الرَّجُلُ السَّمْنَ : أَخَذَ خُلاصَتَهُ نَقَلَه الفَرّاءُ . وأَخْلَصَ البَعِيرُ سَمِنَ وكذلِكَ النّاقَةُ نَقَلُه أَبو حَنِيفَةَ وأَنْشدَ : وأَرْهَقَتْ عِظَامُهُ وأَخْلَصَا وقالَ اللَّيْثُ : أَخْلَصَ إِذا صَارَ مُخُّهُ قَصِيداً سَمِيناً وأَنْشد : مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُومَا . وخَلَّصَ الرَّجُلَ تخْلِيصاً : أَعْطَى الخَلاَصَ وهو مِثْلُ الشَّيْءِ ومِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ أَنَّه قَضَى في قَوْسِ كَسَرَها رَجُلٌ بالخَلاَصِ أَيْ بمِثْلِها . والخَلاَصُ أَيْضاً : أُجْرَةُ الأَجِيرِ يُقالُ : أَعْطَى البَحَّارَةَ خَلاَصَهُم أَي أَجْرَأَ مْثالِهِم . وخَلَّصَ تخْلِيصاً : أَخَذَ الخُلاَصَةَ من السَّمْنِ وغَيْرِه كَذا يَقْتَضِيه سِيَاقُ عِبَارَتِهِ والَّذِي في الأُصُولِ الصّحِيحة أَنّ فِعْلَة بالتَّخْفِيفِ يقال أَخْلصَ وخَلَصَ إِخْلاصاً وخَلاَصاً وخُلُوصاً : إِذا أَخَذَ الخُلاصَةَ ومِثْلُه في التّكْمِلَةِ وهُوَ مَضْبُوطٌ بالتَّخْفِيفِ هكذا فتأَمَّلْ . وخَلَّصَ اللهُ فُلاناً : نَجّاهُ بَعْدَ أَنْ كانَ نَشِبَ كأَخْلَصَه فتَخلَّصَ كما يَتَخَلَّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَسَ . ومِنَ المَجَازِ خَالَصَهُ في العِشْرَةِ أَيْ صافاهُ ووَادَدَهُ . واسْتَخْلَصَه لِنَفْسِه : اسْتَخَصَّهُ بدُخْلُلِهِ كأَخْلَصَه وذلِكَ إِذا اخْتَارَه . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : التَّخْلِيصُ : التَّصْفِيَةُ . ويَاقُوتٌ مُخَلَّصٌ أَي مُنَفّي . وقِيل لِسُورَة : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد . سُوْرَةُ الإِخْلاص قال ابنُ الأَثِيرِ : لأَنَّها خَالِصَةٌ في صِفَةِ اللهِ تَعَالَى أَوْ لأَنَّ الّلافِظ بها قدْ أَخْلَصَ التَّوْحِيد للهِ عَزَّ وجَلَّ . وكَلِمَةُ الإِخْلاصِ : كَلِمَةُ التّوْحِيدِ . والخَالِصَةُ : الإِخْلاصُ . وقولُه عَزَّ وجَلَّ : خَلَصُوا نَجِيّاً . أَيْ تَمَيَّزُوا عَنِ النّاسِ يتَناجَوْنَ فِيمَا أَهَمَّهُم . ويَوْمُ الخَلاَصِ : يَوْمُ خُرُوجِ الدَّجّالِ : لتَمَيُّيِز المُؤْمِنين وخَلاصِ بَعْضِهِم مِنْ بَعْضٍ . وأَخْلَصَه النَّصِيحَة والحُبَّ وأَخْلَصَهُ له وهُوَ مَجَاز . وهُم يَتَخالَصُون : يُخْلِصُ بَعْضُهم بَعْضاً . والخُلُوصُ بالضّمِّ : رُبٌّ يُتَّخَذُ مِنْ تَمْرٍ . والإِخْلاصُ والإِخْلاصَةُ : الإِذْوَابُ والإِذْوَابَةُ . وهو خَالِصَتِي وخُلْصَانِي يَسْتَوِي فِيهِ الوَاحِدُ والجَمَاعَةُ . وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : أَخْلَصَ العَظْمُ إِذا كَثُرَ مُخُّه . وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بنُ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ خَلَصَةَ مُحَرَّكةً اللَّخْمِيُّ البَلَنْسِيُّ النَّحْوِيُّ اللُّغوِيُّ أَخَذَ عن ابنِ سِيدَه ونَزَل دَانِيَةَ تُوفِّي سنة 521 . وخُلْصٌ بالضَّمّ : مَوْضع . وخَلَصَ مِن القَوْمِ : اعْتَزَلَهُم وهو مَجَاز . وخَالِصَةُ : اسْمُ امْرَأَة . والخَلَصِيُّون : بَطْنٌ مِن الجَعَافِرَةِ جَدُّهُمْ أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ محمَّدِ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيسَى بنِ جَعْفَر بن إِبْراهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طالِبٍ قالَ الهَجَرِيُّ : وهو الخَلَصِيُّ مِنْ ساكِنِي خَلَص . ولَعَلَّهُ يُرِيدَ ذا الخَلَصَةِ . ْمُه الخَلَصَةُ فأَنْفَذَ إِلَيْهِ رَسُول اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم جَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ فهَدَمَه وخَرَّبَه . وقِيلَ : ذُو الخلَصَةِ : الصَّنَمُ نَفْسَهُ قال ابنُ الأَثِيرِ : وفِيهِ نَظَرٌ ؛ لأَنَّ ذُو لا تُضافُ إِلاَّ إِلَى أَسْمَاءِ الأَجْناسِ . أَوْ لأَنَّه كانَ مَنْبتَ الخَلَصَةِ : النّباتِ الَّذِي ذُكِرَ قَريباً . وأَخْلَصَ للهِ الدِّينَ : أَمْحَضَهُ وتَرَكَ الرِّياءَ فِيهِ فهُوَ عَبْدٌ مُخْلِصٌ ومُخْلَصٌ وهو مَجَازٌ وفي البَصَائِرِ : حَقِيقَةُ الإِخْلاصِ : التَّبَرِّي منِ دُونِ اللهِ تَعَالَى وقُرِئَ : إِلاّ عِبَادضكِ مِنْهُمُ المُخْلِصينَ . بِكَسْرِ الَّلامِ وفتْحِها قال الزَّجّاجُ : المُخْلَص : الَّذِي جَعَلَه اللهُ مُخْتاراً خَالِصاً من الدَّنَسِ والمُخْلِصُ : الَّذِي وَحَّدَ الله تعالى خَالِصاً . وأَخْلَصَ الرَّجُلُ السَّمْنَ : أَخَذَ خُلاصَتَهُ نَقَلَه الفَرّاءُ . وأَخْلَصَ البَعِيرُ سَمِنَ وكذلِكَ النّاقَةُ نَقَلُه أَبو حَنِيفَةَ وأَنْشدَ : وأَرْهَقَتْ عِظَامُهُ وأَخْلَصَا وقالَ اللَّيْثُ : أَخْلَصَ إِذا صَارَ مُخُّهُ قَصِيداً سَمِيناً وأَنْشد : مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُومَا . وخَلَّصَ الرَّجُلَ تخْلِيصاً : أَعْطَى الخَلاَصَ وهو مِثْلُ الشَّيْءِ ومِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ أَنَّه قَضَى في قَوْسِ كَسَرَها رَجُلٌ بالخَلاَصِ أَيْ بمِثْلِها . والخَلاَصُ أَيْضاً : أُجْرَةُ الأَجِيرِ يُقالُ : أَعْطَى البَحَّارَةَ خَلاَصَهُم أَي أَجْرَأَ مْثالِهِم . وخَلَّصَ تخْلِيصاً : أَخَذَ الخُلاَصَةَ من السَّمْنِ وغَيْرِه كَذا يَقْتَضِيه سِيَاقُ عِبَارَتِهِ والَّذِي في الأُصُولِ الصّحِيحة أَنّ فِعْلَة بالتَّخْفِيفِ يقال أَخْلصَ وخَلَصَ إِخْلاصاً وخَلاَصاً وخُلُوصاً : إِذا أَخَذَ الخُلاصَةَ ومِثْلُه في التّكْمِلَةِ وهُوَ مَضْبُوطٌ بالتَّخْفِيفِ هكذا فتأَمَّلْ . وخَلَّصَ اللهُ فُلاناً : نَجّاهُ بَعْدَ أَنْ كانَ نَشِبَ كأَخْلَصَه فتَخلَّصَ كما يَتَخَلَّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَسَ . ومِنَ المَجَازِ خَالَصَهُ في العِشْرَةِ أَيْ صافاهُ ووَادَدَهُ . واسْتَخْلَصَه لِنَفْسِه : اسْتَخَصَّهُ بدُخْلُلِهِ كأَخْلَصَه وذلِكَ إِذا اخْتَارَه . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : التَّخْلِيصُ : التَّصْفِيَةُ . ويَاقُوتٌ مُخَلَّصٌ أَي مُنَفّي . وقِيل لِسُورَة : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد . سُوْرَةُ الإِخْلاص قال ابنُ الأَثِيرِ : لأَنَّها خَالِصَةٌ في صِفَةِ اللهِ تَعَالَى أَوْ لأَنَّ الّلافِظ بها قدْ أَخْلَصَ التَّوْحِيد للهِ عَزَّ وجَلَّ . وكَلِمَةُ الإِخْلاصِ : كَلِمَةُ التّوْحِيدِ . والخَالِصَةُ : الإِخْلاصُ . وقولُه عَزَّ وجَلَّ : خَلَصُوا نَجِيّاً . أَيْ تَمَيَّزُوا عَنِ النّاسِ يتَناجَوْنَ فِيمَا أَهَمَّهُم . ويَوْمُ الخَلاَصِ : يَوْمُ خُرُوجِ الدَّجّالِ : لتَمَيُّيِز المُؤْمِنين وخَلاصِ بَعْضِهِم مِنْ بَعْضٍ . وأَخْلَصَه النَّصِيحَة والحُبَّ وأَخْلَصَهُ له وهُوَ مَجَاز . وهُم يَتَخالَصُون : يُخْلِصُ بَعْضُهم بَعْضاً . والخُلُوصُ بالضّمِّ : رُبٌّ يُتَّخَذُ مِنْ تَمْرٍ . والإِخْلاصُ والإِخْلاصَةُ : الإِذْوَابُ والإِذْوَابَةُ . وهو خَالِصَتِي وخُلْصَانِي يَسْتَوِي فِيهِ الوَاحِدُ والجَمَاعَةُ . وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : أَخْلَصَ العَظْمُ إِذا كَثُرَ مُخُّه . وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بنُ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ خَلَصَةَ مُحَرَّكةً اللَّخْمِيُّ البَلَنْسِيُّ النَّحْوِيُّ اللُّغوِيُّ أَخَذَ عن ابنِ سِيدَه ونَزَل دَانِيَةَ تُوفِّي سنة 521 . وخُلْصٌ بالضَّمّ : مَوْضع . وخَلَصَ مِن القَوْمِ : اعْتَزَلَهُم وهو مَجَاز . وخَالِصَةُ : اسْمُ امْرَأَة . والخَلَصِيُّون : بَطْنٌ مِن الجَعَافِرَةِ جَدُّهُمْ أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ محمَّدِ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيسَى بنِ جَعْفَر بن إِبْراهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طالِبٍ قالَ الهَجَرِيُّ : وهو الخَلَصِيُّ مِنْ ساكِنِي خَلَص . ولَعَلَّهُ يُرِيدَ ذا الخَلَصَةِ
الزَّبَدُ مُحَرَّكةً للماءِ وغيرهِ كالبعيرِ والفِضَّة وغيرِهَا . والزَّبَد : زَبَدُ الجَملِ الهائجِ وهو لُغَامُه الأَبيضُ الذي تَتلطَّخ به مَشافِرُه إذا هاج وللبحرِ زَبَدٌ إذا هاج مَوْجُه . وزَبَدٌ : جَبَلٌ باليَمَن عن ابن حَبيب . وزَبَدُ : ة بِقِنَّسْرِينَ لِبنِي أَسد كما في التكملة والتبصير . وهي التي أَوردها المصنّف في ري د . وزَبَدُ اسْمُ حِمْصَ القديمُ وبه فُسِّرَ قَول صَخْرِ الغيِّ :
مآبُهُ الرُّومُ أًوتنوخُ أَو الْ ... آطامُ من صَوَّرانَ أَو زَبَدُ أَو زَبَدُ : ة بهَأ أَي بقُرْبها ويُرْوى بالنون أَيضاً . والزَّبَد : ع غَرْبِيَّ بَغْدَادَ وقد أَزْبَدَ البحرُ إِزباداً فهو مُزْبِدٌ قاله اللَّيْث وبَحْر مُزْبِدٌ أَي مائج يَقذِف بالزَّبَد وزبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعَأبِ : طُفَاوَتُه وقَذَاه والجمْع : أَزْبَادٌ
ومن المجاز : أَزْبَدَ السِّدْرُ إِزباداً إِذا ثَوَّرَ أَي طَلعَتْ له ثَمْرةٌ بيضاءُ كالزَّبَد على الماءِ وزَبَّدَ القَتَادُ وأَزْبَدَ : نَدَرَتْ خُوصَتُه واشْتدَّ عًودُه واتَّصلتْ بَشرَتُه وأَثمرَ قال أَعرابيّ : تَركْت الأَرض مُخضَرَّة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيَصةٌ رقطاءُ وعَرْفجَة خاضِبة وقَتَأدة مُزْبِدَةٌ وعَوْسَجٌ كأَنه النَّعَأمُ من سَواده . وكلّ ذلك مُفسَّرٌ في مواضعه . كذا في اللسان . والزُّبْدُ بالضّمّ وكرُمَّانٍ الأَخيرة عن الصاغانيّ : زُبْدُ السَّمْنِ قبل أَن يُسْلأَ والقِطْعَة منه زُبْدَةٌ وهو ما خَلَصَ من اللَّبَن إذا مُخِضَ . وزَبَدُ اللَّبَنِ : رَغْوَتُه . وفي المحكم : الزُّبْدُ : خُلاَصة اللَّبَنِ والزُّبْدَةُ أَخصُّ من الزَّبَدِ . وقد زَبَّدَ اللَّبَنُ . وزَبدهُ يَزْبِدُه زَبْداً : أَطْعَمَه إِيَّاهُ أَي الزُّبْدَ وزَبَدَ السِّقَاءَ : مَخَضَة ليَخْرُجَ زُبْدُه . والمُزْدَبِدُ : صاحِبُهُ وزَبَدَ لهُ يَزْبِدُه زَبْداً : رَضَخَ له من مالِهِ والزَّبْد بفتح فسكون : الرِّفْد والعَطاءُ . وفي الحديث : أَنَّ رَجُلاً من المُشْرِكِين أَهْدَى إلى النبي صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً فرَدَّها وقال : إِنّا لا نًفْبَل زَبْدَ المُشْرِكين . أي رِفْدَهم . وقال الأَصمعيُّ : يقال زَبَدْت فلاناً أَزْبِدُه بالكسر زَبْداً إذا أَعْطَيْته فإِن أَعْطَيْته زُبْداً قلت : أَزْبُدُهُ زَبْداً بضمّ الباءِ من أَزْبُدُه أَي أَطْعَمْته الزُّبْدَ . وقال اللِّحْيَانٍيُّ : وكل شيءٍ إذا أَردْت أَطعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم قلْت : فعَلْتهم بغير أَلف وإذا أَردت أَن ذلك قد كَثُر عندهم قلت : أَفْعَلوا . وتَزَبَّدَ الإِنسانُ إذا غَضِبَ وظَهَرَ على صِمَاغيْهِ زَبَدَتانِ . وزَبَّدَ شِدْقُهُ تَزْبِيداً : تَزبَّدَ وتَزَبَّدْت السَّوِيقَ وزَبَدْته أَزبِدُه وَسوِيقٌ مزبودٌ . والزُّبَّاد والزُّبَّادَى كرُمَّان وحُوَّارَى : نَبْتٌ سُهْلِيٌّ له وَرَقٌ عراضٌ وسِنْفَةٌ وقد يَنبُت في الجَلَدِ يأْكله النّاسُ وهو طَيِّبٌ . وقال اَبو حنيفة : له وَرَقٌ صغيرٌ منْقبِضٌ غبْرٌ مثل وَرَقِ المَرْزَنْجُوش : تَنفرِش أَفنانُه قال : وقال أبو زيد : الزُّبَّاد من الأَحرار كالزَّبَادِ كسَحاب . وزُبَّادُ اللَّبَنِ كرُمَّان : مالاَ خيْرَ فيه . وقالوا في مَوضع الشِّدَّة اخْتلط الخاثرُ بالزُّبَّادِ أَي اختلطَ الخَيرُ بالشَّرّ والجَيِّدُ بالردئِ والصّالحُ بالطالِحِ وذلك إذا ارتَجَنَ . يُضرب مَثلاً لاختلاطِ الحقِّ بالباطِل . ومُزبِّدٌ كمُحَدِّثٍ : اسم رَجلٍ ضاحِب النّوادرِ وضبطه عبدُ الغنيّ وابن ماكولا : كمعظَّم وكذا وُجِدَ بخطّ الشَّرف الدِّمياطيّ وقال : إنه وَجَدَه بخطِّ الوزير المغربيّ . قال الحافظ : ووُجِدَ بخطّ الذَّهَبِيّ ساكن الزّاي مكسور الموحّدة . وزُبَيْد كزُبَيْرٍ ابن الحارِثِ أَبو عبد الرَّحمن اليامِيّ نِسْبَة إلى يَامٍ القبيلةِ مات سنة 126 وليس في الصَّحِيحَيْنِ غَيرُهُ . وفي أَسماءِ رِجالِ الصَّحيحَيْن للبرماويّ : وليس في الصّحيح زُبَيْدٌ غيره . وزُبَيْد بَطْنٌ من مّذْحِجٍ . وهو مُنبِّه الأَكبر بن صَعْب بن سَعْد العَشيرةِ بن مالِكٍ وهو جِمَاع مَذْحج . وزُبَيْد الأَصغرُ هو مُنبّه بن رَبِيعة بن سَلَمَة بن مازِن بن رَبيعة بن زُبَيْد الأَكبرِ قال ابن دُريد : زُبَيْد تصغيرُ زَبْد وهو العَطِيّة . وهم رَهْط عَمْرِو بن مَعْدِ يكرِبَ بن عبدِ الله بن عَمْرِو بن عُصْمِ بن عَمْرِو بن زُبَيْد الأَصغر كُنْيَته أَبو ثَوْر قدم في وَفْد زُبَيد وأَسلَمَ سنة تسع وشهد الفُتوحَ وقُتِل بالقادسيةِ وقيل بنَهَاوَنْدَ رضي الله عنه . ومنهم : محمد بن الوليد بن عامر الزُّبَيْدي القاضي أَبوالهُذيْل الحِمْصِيّ صاحبُ محمد بن شِهَاب الزَّهْريِّ قال أحمد بن عوف : هو من ثقاتِ المسلمين مات سنة 148 عن سبعين سنةً . ومَحْمِيَّة بنُ جَزْء بن عبد يَغوث ابن جريج بن عَمرو بن زُبيد الأَصغر . قال الكلبيّ : حَليفُ بني جُمَحَ وقيل بني سَهْمٍ . قال أَبو عمرو : هو عمّ عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة . ومحمد بن الحُسَيْن الأَندلسيّ صاحب القاليّ وابناهُ اللُّغَوِيُّونَ وفي نسخة الزُّبَيْدِيُّون ومنهم محمد ابن عبيد اللهبن مّذحج بن محمد ابن عبد الله بن بشر الزُّبيْدي الإشبيلي اللغويّ نزيل قرطبة . مّذحج بن محمد ابن عبد الله بن بشر الزُّبيْدي الإشبيلي اللغويّ نزيل قرطبة
وزَبِيدٌ كأَمِير : د باليمن مشهور اختَطّه محمد بن زياد مولى المهديّ في زمن الرّشيد العَبّاسيّ إٍذ بَعَثه إلى اليمن فاختار هذه البُقْعَةَ واختَطَّ بها هذه المدينَةَ المباركةَ وَسوَّرَها وجعلَ لها أَبواباً ثم مات سنة 245 . ثم خلَفَه ابنُه إِبراهيِمُ بن زيادٍ واتسمر إلى سنة 289 . وخلَفَه ابنُه زِيَادُ بن إبراهِيمَ ثم أخوه إسحاق ومات سنة 391 . ثم ابنه زياد وهو طِفْل فتوزَّرَ له حسين بن سلامة وهو بانِي السُّورِ ثم أَدار عليها سُوراً ثانياً الوزيرُ أَبو منصور الفاتكيّ ثم أَدار عليها سُوراً ثالثاً سيف الإسلام طغتكين بن أَيوب في سنة 589 وهو الذي ركَّبَ على السور أَربعةَ أَبواب قال ابن المُجَاوِر : عَددتُ أَبراجَ مَدينة زَبِيدَ فوجدتُهَا مائةَ بُرْجٍ وسَبْعَة أَبراجِ ؟ ٍ بين كل بُرْجٍ وبُرْج ثمانون ذراعاً قال : ويَدخل في كلّ بُرْج عشرون ذِراعاً فيكون دور البلد عشرة آلاف ذراعٍ وتِسْعَمائةُ ذِراعٍ . وقد تكفّلَ بتفصيل أَخبارها ابنُ سمرة الجنديّ في تاريخ اليمن وكذا صاحب المفيد في تَاريخ زَبِيد . منه موسى بنُ طارِقٍ أَبو قُرَّةَ قاضي زَبِيدَ روى عن إِسحاقَ بن راهَوَيه وابنِ جُرَيج والثَّوْرِيّ . ومحمدُ بن يُوسُف كُنْيَتُه أَبو حَمَّة رَوَى عن موسى بن طارق وغيرِه . وتلميذُه : محمَّد بن شُعَيْب بن الحَجّاج شيخ للطَّبرانيّ : المُحدِّثون . وقد بقيَ عليه ممن نُسِبَ إلى زَبيد : موسى بن عيسى شيخٌ للطبرانيّ وقد وَهِمَ فيه ابن ماكولا فسمّاه مُحمَّداً نَبَّه على ذلك ابنُ نقطةَ . ومحمّد بن يحيّى بن مهرانَ شيخُ مُسْلم ذكرَ ابنُ طاهر أَنه من زَبِيدِ اليمنِ . ومحمّد ابن يحيى بن عليّ بن المسلم الزَّبِيديّ الزاهد نزيلُ بغدادَ وأَولاده إسماعيلُ وعمرُ ومباركٌ حَدّثوا . والحسن والحسين ابنا المبارك الزَّبِيديّ سمَأ من أَبي الوَقت صحيحَ البخاريّ واتصل عنه بالعُلوّ بالديار المصرية والشاميّة من طريقِ الحسين وابن أَخيهما عبد العزيز بن يحَيى بن المبارك الزَّبِيدي سمعَ منه منصورٌ وذكرَه في الذّيل وأَبوه يحيى سمعَ أَبا الفُتوح الطائيّ وأَخواه أَحمد ومحمد ابنَا يحيى وإسماعيل ابن محّمد وإبراهيم ابن أَحمد بن محمد بن يحيى حدّثوا كلهم وأحمد وإِسماعيل ابنا عبد الرحمن بن إسماعيلَ الزَّبِيديّ سمعَأ إسماعِيلَ بنَ الحَسن بن المبارك الزَّبِيديّ . ذَكَرَه أَبو العلا الفَرَضيّ . وأبو بكر بن المضرب الزَّبِيديّ انتشر عنه مذهب الشافعيّ باليمن على رأْس الأَربعمائة . والحسن بن محمد ابن أَبي عَقَامة الزَّبِيديّ قاضي اليمن زمن الصُّليحيّ وابن أَخيه أَبو الفتوح ابن عبد الله بن أَبي عَقَامة أَوْحَدُ عَصرِهِ نقل عنه صاحبُ البيان وآل بيته وهم أَجلُّ بيت بِزَبيد وعبد الله بن عيسى بن أَيمنَ الهرميّ من جِلَّة فقهاءِ زَبِيدَ كان يحفظ المهذب وعلي بن القاسم بن العليف الحكميّ الزَّبِيديّ صاحب مشكلات المهذب يقال خَرجَ من تلامذته ستّون مدرساً توفي سنة 640 ، وتلميذه محمد بن أَبي بكر الزَّوقريّ الحطّاب الزَّبيديّ وأَبو الخير بن منصور بن أَبي الخير الشَّماخ الزَّبِيدِيّ السَّعْدِيّ سمعَ من ابن الجُمّيزيّ وكان حَسن الضَّبْط توفي سنة 680 . وابنه أَحمد سمع عليه الملك المؤيد داوود سننَ أَبي داوود وتُوفِّيَ نسة 729 كذا في التبصير للحافظ . وزَيْبُدانُ كفَيْعُلاَن بضمّ العين ع قال القرافيّ : في قوله بضمّ العين غِنًى عن قوله كفَيْعُلان لأَن الباء عَيْن الكلمة . وزَبَادٌ كسَحاب : طِيبٌ م مفرد يَتوَلّد من السِّنَّورِ الآتي ذِكرُه وغَلِطَ الفقهاءُ واللُّغَوِيُّون في قولهم : الزَّبَأد دَابَّة يُحْلَب منها الطِّيب . قال القَرافيّ : ولك أَن تقول إِنما سَمَّوا الدَّابّة باسم ما يَحْصل منها ومثْلُ ذلك لا يُعَدّ غَلَطاً وإِنّمَا هو مَجَاز علاقَتُه المجاورةُ كما في قوله تعالى : " فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً " انتهىقلت : وقد وقع التعبير بهذا في كلام الثِّقَات كالزمخشريّ وأَضربِه من اَئمّة اللِّسَان وقال ابنُ أَبي الحَديد في شرح نهج البلاغَة : قال الزَّمَخْشَرِيّ الزَّبَادُ : هِرَّةٌ . ويقال للزَّيْلَع وهم الّذين يَحْلبون الزَّبَاد : يا زَيْلَع : يا زَيْلَع الزَّبَادَةُ ماتتْ . فيغْضَب وإِنّمَأ الدَّابَّةُ : السِّنَّوْرُ أَي البَرِّيّ وهو كالأَهليّ لكنه أَطولُ منه وأَكبرُ جُثَّةً وَوَبَرُه أَمْيَلُ إلى السَّواد ويُجْلَبُ من بلاد الهِند والحَبشة . وفي كتاب طبائع الحيوان : ومن السَّنانير ما يقال له الزَّبَادَةُ . والزَّبَادُ : الطِّيبُ وهو رَشْحٌ شَبِيهٌ بالوَسَخ الأَسودِ اللَّزِجِ يَجْتَمعُ تَحْتَ ذَنَبِها على المَخْرَجِ وفي باطِنِ أَفخاذِهَأ أَيضاً . كما في عين الحياة للدّمامينيّ فَتُمْسَكُ الدَّابّةُ وتُمْنَعُ الاضْطِرَابَ ويُسْلَتُ ذلك الوَسخ المُجْتَمِعُ هُنَأك بِلِيطَةٍ أَو مِلْعَقة وهو الأَكثر أَو خِرْقَة أَو دِرْهَم رَقيق وقد نَظَر القَرَافيُّ في قوله على المخرج بقوله : إِذ لو كان كذلك لكان مُتنجِّساً . وفي كتاب طبائع الحيوان : وإِذا تُفُقِّدَتْ أَرفاغُه ومغابِنُه وخَواصِرُه وُجِدَ فيها رُطُوبةٌ تُحَكُّ منها فتكون لها رائحةُ المِسْكِ الذَّكِيّ وهو عَزِيزُ الوُجُودِ
وفي اللسان : الزَّبَاد مِثْلُ السِّنَّور الصغير يُجلَب من نواحي الهندِ وقد يأْنس فيُقْتَنى ويُحتَلب شيئاً شبيهاً بالزَّبْد يَظْهر على حَلمَته بالعصْر مثْل ما يَظهر على أُنوفِ الغِلْمَان المراهِقين فيَجْتَمع وله رائحةٌ طَيِّبة وهو يَقَعُ في الطِّيب . كلّ ذلك عن أَبي حنيفَةَ . وزَبَادُ : د بالمَغْرِب منه مالك ابن خَيْر الإِسكندرانيّ قاله أَبو حاتم بن حِبَّان . وزَبَادُ بنُ كَعْبٍ جاهليٌّ . وقال عبد الغنّي بن سعيدٍ : زَبَادٌ : بطْن من وَلدِ كَعْبِ بن حجر بن الأَسود بن الكَلاَعِ منهم خالدُ بن عبدالله الزَّبَادِيّ . وزَبَاد بِنْتُ بِسْطَامِ بْنِ قَيْس وهي امرأَةُ الوَليدِ بن عبدِ الملك التي قال فيها الشاعر :
لَعَمْرُ بَنِي شَيْبَانَ إِذ يُنْكِحُونَه ... زَبَادِ لقد ما قَصَّروا بِزَبَادِ ذكره المبرّد في الكامل ومُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ زَبَادٍ المَذَارِيّ عن عَمْرِو بن عاصم أَو زَبْدَاءَ . والثاني أَشْهَرُ وهكذا ذَكره الحافظ في التبصير نقلاً عن أَبي بكرِ بنِ خُزيمةَ . وأَحمد بن يحَيى التُّسْتَرِيّ وآخَرينَ وقد وقع في مُسنَد البَزَّار : حدَّثنا محمّد بن زَبَادٍ عن عَمْرو بن عاصمٍ . وأَبو الزُّبْدِ بالضّمّ : مُحَمّد بن المُبَارَكِ بن أَبي الخَير العامِرِيُّ هكذا ضبطَه الحافظ في التبصير والصاغانيُّ . وتَزَبَّدَه ابْتَلَعَهُ ابتلاعَ الزُّبْدةِ كقولِهِم : حَذهَأ حَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيَانَةَ أَو تَزَبَّده : أَخَذ صَفْوَتَهُ وكلّ ما أُخِذَ خالِصُه فقد تُزُبِّد وإِذا أَخَذَ الرَّجلُ صَفْوَ الشيءِ قيل تَزَبَّدَه . وعن أَبي عَمْرو : تَزَبَّدَ فُلانٌ اليَمِينَ فهو مُتَزبِّد إِذا حَلَفَ بها وأَسرع إِليها وأَنشد :
تَزَبَّدَها حَذَّاءَ يَعْلَم أَنَّه ... هو الكاذِبُ الآتِي الأُمُورَ البَجَارِيَا الحَذَّاءُ : اليمينُ المُنْكَرةُ
والزَّبِدُ كَكَتِف اسم فَرَس الحَوْفَزَانِ بن شَرِيكٍ . واسم الحَوْفَزَانِ بن شَرِيكٍ . واسم الحَوْفَزَانِ : الحارث . والزَّعْفَرَان أَيضاً له . وهو الزَّعْفَرَان بن الزَّبِدِ . وزُبْدَة بنْت الحارِثِ بالضّمّ أُمّ عليٍّ أُخت بِشْر الحافِي قُدِّس سِرُّه . والحَسَن بْن مُحَمّد بن زُبْدَة بالضّمّ : مُحَدِّث كُنيته أَبو عليّ القَيرَاوانيّ عن عليّ بن مُنِير الخَلاَّل . وزَبْدُ بنُ سِنَانٍ بالفتح فالسكون وقال الحافظ : ومنهم من ضَبطَه بالتحتية . وزَبَدٌ بالتحريك : اسم أُمّ وَلَدِ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ رضي الله عنهوزُبَيْدَةُ مصغّراً لَقَبُ امرأَة الرَّشِيدِ الخليفةِ العباسِيّ لنَعْمَةٍ كانت في بَدَنِهَا وهي بِنْتُ جَعْفَر ابنِ المَنْصُورِ وأُمُّ الأَمِينِ محمَّدِ بن هارونَ . وزُبَيْدُ بنت إِسماعيلَ بن الحسنِ البغدادِيّة أَجازَ لها أَبو الوَقْت تُوفِّيَتْ سنة 628 . والزُّبَيْديَّةُ بالضَّمِّ ؟ : بِرْكَةُ ماء بطرِيقِ مَكَّةَ المَشرَّفة قُرْبَ المُغيثَة . والزُّبَيْدِيّة : ة بالجِبَال وأُخرَى بوَاسِطَ . وهي أَيضاً مَحَلَّةٌ بِبَغْدَادَ وأُخْرَى أَسْفَلَ مِنْهَأ نِسْبَةُ كلٍّ منها إِلى زُبَيْدَة َ المذكورةِ
ومما يستدرك عليه : من الأَمثال : قد صَرَّحَ المَحْضُ عن الزَّبَدِ في الصِّدْق يحصُل بعد الخَبَرِ المظنون . ويقالك ارتْجَنَت الزُّبْدةُ إذا اختلَطَتْ باللَّبن فلم تَخلُصَْ منه . يُضْرَب في الأَمرِ المُشْكل لا يُهتَدَى لإِصلاحه . وتَزَبَّدَ الإِنسانُ إِذا غَضِبَ وظَهَر على صِمَاغَيْة زَبَدَتانِ . وأَزْبَدَ الشَّرابُ . ومن المجاز : زَبَّدَت المرأَةُ القُطْنَ : نَفَشَتْه وَجوَّدَتْه حتَى يَصْلُح لأَن تَعْزِلَهُ والتَّزْبِيد : التنفيش . وكان لقاؤُك زُبْدَةَ العُمُرِ . وزَبَّدتُه ضَرْبَةً أَورَمْيَةً : عجَّلتُهَأ له كَأَنّي أَطعَمتُه بها زُبْدةً . وفلانٌ يُزَابِدُ فُلاناً : يُقَأرِضُه الكلامَ ويوازِرُه به . وأَزْبدَ الشيءُ : اشتدَّ بَيَاضُه وأَبيضُ مُزْبِدٌ نَحْو يَقَقٍ وكلُّ ذلك مَجَاز . وزَبِيدُ كأَمير : قَرْيَةٌ من بلاد أَفريقيَّة بساحلِ المَهْدِيَّة . وزُبْدَان كعُثْمَانَ : مَنزِلٌ بينَ بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ والزَّبْدَانِيّ بفتح فسكون : نَهْرٌ من أَنهار دِمَشْقَ . وأَبو طالبٍ يحيَى بن سعيدِ بنِ زَبَادَة كسَحابَةَ : شيخُ الإِنشاءِ مات سنة 594 . وهِبَةُ اللهِ بن محمّد بن جَرِيرٍ الزَّبَدَانِيّ محرَّكَةً روَى عن ابن مُلاعبٍ حُضوراً . وإبراهيم بنُ عبد الله بن العَلاَءِ بن زَيْدِ الزَّبيديّ بفتح فسكون : محدِّث . والمنسوب إلى الزُّبْد المأْكول : الشَّمْسُ عليُّ بنُ سُلَيْمَانَ بن الزُّبْدِيّ البغداديّ سَمعَ من عبد الصّمد بن أَبي الجَيْش وتوفِّيَ سنة 666 . والأَنجب بن أَبي مَنصورٍ الزُّبْديّ روَى عن أَبي الحُسَينِ بنِ يوسفَ . وأَمين الدِّينِ محمَّدُ بنُ عليّ بن يُوسفَ الزُّبْديّ رَوَى عنه قُطْبُ الدِّينِ الحَلبيّ . والزِّبْدِيَّة بالكسر : صَحْفةٌ من خَزَف والمع . الزَّبادِيُّ