معنى دبر الحاكم أمر الرعية في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الأَمْرُ معروف
نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف
يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ
يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصه
الأَمْرُ معروف
نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف
يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ
يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها
وإِلا فليس لهنَّ أَمر وقوله عز وجل وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين العرب
تقول أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل فمن قال أَمرتك بأَن تفعل
فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف
الباء ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ والمعنى
أُمِرْنا للإِسلام وقوله عز وجل أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه قال الزجاج
أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب والدليل على
ذلك قوله تعالى حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور أَي جاء ما وعدناهم به
وكذلك قوله تعالى أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً وذلك أَنهم
استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما
قد أَتى كما قال عز وجل اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر وكما قال تعالى وما
أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ وأَمرتُه بكذا أَمراً والجمع الأَوامِرُ
والأَمِيرُ ذو الأَمْر والأَميرُ الآمِر قال والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذا
هُمُ خَطِئُوا الصوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ
مُرْ وأَصله أُؤْمُرْ فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة
الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة وقد جاءَ على الأَصل وفي التنزيل
العزيز وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة وفيه خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ والأَمْرُ
واحدُ الأُمُور يقال أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ والأَمْرُ الحادثة
والجمع أُمورٌ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك وفي التنزيل العزيز أَلا إِلى الله تصير
الأُمورُ وقوله عز وجل وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها قيل ما يُصلحها وقيل
ملائكتَهَا كل هذا عن الزجاج والآمِرَةُ الأَمرُ وهو أَحد المصادر التي جاءت على
فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة وقالوا في الأَمر أُومُرْ
ومُرْ ونظيره كُلْ وخُذْ قال ابن سيده وليس بمطرد عند سيبويه التهذيب قال الليث
ولا يقال أُومُرْ ولا أُوخُذْ منه شيئاً ولا أُوكُلْ إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ
في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت
وأْمُرْ فأْمُرْ كما قال عز وجل وأْمُرْ أَهلك بالصلاة فأَما كُلْ من أَكَلَ
يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو ويقولون وكُلا وخُذَا
وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ قال وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ
وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ
أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ فإِذا كان الفعل الذي أَوله
همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل إِيسِرْ يا فلانُ إِيْبِقْ
يا غلامُ وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا
إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً قال وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن
يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً
للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو فاستثقلت العرب جمعاً
بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا مُرْ فلاناً
بكذا وكذا وخُذْ من فلان وكُلْ ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ إِلا أَنهم
قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام
يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ فردوه إِلى
أَصله وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في
اللفظ ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا
الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ قال الله
تعالى وكُلا منها رَغْداً ولم يقل وأْكُلا قال فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى
أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ ؟ قيل لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا
الشيء إلى أَصله وربما بنوه على ما سبق وربما كتبوا الحرف مهموزاً وربما تركوه على
ترك الهمزة وربما كتبوه على الإِدغام وكل ذلك جائز واسع وقال الله عز وجل وإِذا
أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها قرأَ أَكثر
القراء أَمرْنا وروى خارجة عن نافع آمَرْنا بالمدّ وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه
مقصوراً وروي عن أَبي عمرو أَمَّرْنا بالتشديد وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف
الميم وبالقصر وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير أَمَّرْنا وسائر
الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ أَمَرْنا خفيفةً فسَّرها
بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة
خالَفَ إِلى الفسق قال الفراء وقرأَ الحسن آمَرْنا وروي عنه أَمَرْنا قال وروي عنه
أَنه بمعنى أَكْثَرنا قال ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا
ومعنى آمَرْنا بالمد أَكْثَرْنا قال وقرأَ أَبو العالية أَمَّرْنا مترفيها وهو
موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه قال سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا وقال أَبو إِسحق
نَحْواً مما قال الفراء قال من قرأَ أَمَرْنا بالتخفيف فالمعنى أَمرناهم بالطاعة
ففسقوا فإِن قال قائل أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً ؟ والمعنى أَنك
أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب ومثله قوله
أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها أَمَرْتُكَ فعصيتَني فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ
الأَمْرِ وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله وقرأَ الحسن أَمِرْنا مترفيها على مثال
عَلِمْنَا قال ابن سيده وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً قال الجوهري معناه
أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا قال وقد تكون من الإِمارَةِ قال وقد قيل إِن معنى
أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها قال والدليل على هذا قول النبي صلى الله
عليه وسلم خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي
مُكَثِّرَةٌ والعرب تقول أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم
مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود وقال لبيد إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا
وإِنْ أَمِرُوا يَوْماً يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله
مُهْرَةٌ مَأْمورة إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ قال وفيها لغتان قال
أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة وقال غيره إِنما هو
مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة فلما ازْدَوَجَ اللفظان
جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما قالت العرب إِني آتيه بالغدايا والعشايا
وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً
للفظين ولها نظائر قال الجوهري والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ كما قال
صلى الله عليه وسلم ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات وإِنما هو مَوْزُورات من
الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا وقال أَبو زيد مُهْرَةٌ مأْمورة
التي كثر نسلها يقولون أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها وأَمِرَ
القومُ أَي كَثُرُوا قال الأَعشى طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ أَمِرُونَ لا
يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ ويقال أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا وفيه
لغتان أَمَرَها فهي مأْمُورَة وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ ومنه حديث أَبي سفيان لقد
أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه يعني النبيَّ صلى الله عليه
وسلم ومنه الحديث أن رجلاً قال له ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ ؟ فقال والله
لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى ومنه حديث ابن مسعود كنا نقول في الجاهلية قد
أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا وأَمِرَ الرجلُ فهو أَمِرٌ كثرت ماشيته وآمَره الله
كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه ولا يقال أَمَرَه فأَما قوله ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى
ما قد أُنِسَ به من الإِتباع ومثله كثير وقيل آمَرَه وأَمَرَه لغتان قال أَبو
عبيدة آمرته بالمد وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ
فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك قال يعقوب ولم يقله أَحد
غيره قال أَبو الحسن أَمِرَ مالُه بالكسر أَي كثر وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً
كَثُرَتْ أَموالهم ورجل أَمُورٌ بالمعروف وقد ائتُمِرَ بخير كأَنَّ نفسَه
أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا تَمَارَوْا
وأَجْمَعُوا آراءَهم وفي التنزيل إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك قال أَبو
عبيدة أَي يتشاورون عليك ليقتلوك واحتج بقول النمر بن تولب أَحَارُ بنَ عَمْرٍو
فؤَادِي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ قال غيره وهذا الشعر لامرئ
القيس والخَمِرُ الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا
ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه قال القتيبي هذا غلط كيف يعدو
على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به
من الشر قال وقوله إِن المَلأَ يأْتمرون بك أَي يَهُمون بك وأَنشد إِعْلمَنْ أَنْ
كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي أَحْيَانَا قال يقول من ركب أَمْراً بغير
مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً قال وقوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف أَي هُمُّوا به
واعْتَزِمُوا عليه قال ولو كان كما قال أَبو عبيدة لقال يَتَأَمَّرُونَ بك وقال
الزجاج معنى قوله يَأْتِمرُونَ بك يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك قال أَبو منصور
ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا
واختصموا وتخاصموا ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي
قتلك قال وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي
يأْتيه وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى قال فمعنى قوله
يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي
إِنه بمعنى يهمون بك قال وأَما قوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف فمعناه والله أَعلم
لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من
ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً وقال العجاج لَمّا رَأَى
تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً
يقال بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك وقال شمر في تفسير حديث عمر رضي الله عنه الرجالُ
ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ قال شمر معناه ارْتَأَى وشاور
نفسه قبل أَن يواقع ما يريد قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه
فلا بد أَن يخطئ الأَحيان قال وقوله ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره ويقال
ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا وقال الأَعشى
فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمارا قال ومنه قوله لا
يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه
ويَعْقِدُ عليه وقال أَبو عبيد في قوله ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه
الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه الجوهري
وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله قال امرؤٌ القيس ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما
تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك ويقال ائْتَمَرُوا به إِذا
هَمُّوا به وتشاوروا فيه والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ المشاوَرَةُ وكذلك
التَّآمُرُ على وزن التَّفاعُل والمُؤْتَمِرُ المُسْتَبِدُّ برأْيه وقيل هو الذي
يَسْبِقُ إِلى القول قال امرؤٌ القيس في رواية بعضهم أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي
خَمِرْ ويَعْدُو على المرْءِ ما يَأْتَمِرْ ويقال بل أَراد أَن المرء يَأْتَمِرُ
لغيره بسوء فيرجع وبالُ ذلك عليه وآمَرَهُ في أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ
شاوره وقال غيره آمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته والعامة تقول
وأَمَرْتُه وفي الحديث أَمِيري من الملائكة جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي
وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته فهو أَمِيرُكَ ومنه حديث عمر الرجال
ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل
مُواقَعَة الأَمر وقيل المُؤْتَمِرُ الذي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه ومنه الحديث
الآخر لا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لا يأْتي برشد من ذات نفسه ويقال لكل من فعل فعلاً
من غير مشاورة ائْتَمَرَ كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها ومن
المُؤَامَرَةِ المشاورةُ في الحديث آمِرُوا النساءَ في أَنْفُسِهِنَّ أَي شاوروهن
في تزويجهن قال ويقال فيه وأَمَرْتُه وليس بفصيح قال وهذا أَمْرُ نَدْبٍ وليس
بواجب مثل قوله البِكر تُسْتَأْذَنُ ويجوز أَن يكون أَراد به الثَّيِّبَ دون البكر
فإِنه لا بد من إِذنهن في النكاح فإِن في ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها
ومنه حديث عمر آمِرُوا النساءَ في بناتهنَّ هو من جهة استطابة أَنفسهن وهو أَدعى
للأُلفة وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما إِذا لم يكن برضا الأُم إِذ البنات إِلى
الأُمَّهات أَميل وفي سماع قولهنَّ أَرغب ولأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها
الخافي عن أَبيها أَمراً لا يصلح معه النكاح من علة تكون بها أَو سبب يمنع من وفاء
حقوق النكاح وعلى نحو من هذا يتأَول قوله لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها
وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قد تستحي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرغبة في النكاح
فيستدل بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة وقوله في حديث آخر البكر تُسْتَأْذَنُ
والثيب تُسْتَأْمَرُ لأَن الإِذن يعرف بالسكوت والأَمر لا يعرف إِلا بالنطق وفي
حديث المتعة فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شاورتها واستأْمرتها ورجل إِمَّرٌ وإِمَّرَة
( * قوله « إمر وإمرة » هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس ) وأَمَّارة
يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد في أَمره والأَميرُ الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ
الإِمارة والأَمارة والجمعُ أُمَراءُ وأَمَرَ علينا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ
وأَمِرَ كوَليَ قال قد أَمِرَ المُهَلَّبُ فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم
فاذْهَبوا وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صار عليهم أَميراً وأَمَّرَ
أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً ويقال ما لك في الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ بالكسر
وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً وقد أَمِرَ فلان وأَمُرَ بالضم أَي صارَ
أَميراً والأُنثى بالهاء قال عبدالله بن همام السلولي ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو
بهنْدٍ لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا والمصدر الإِمْرَةُ والإِمارة بالكسر وحكى
ثعلب عن الفراء كان ذلك إِذ أَمَرَ علينا الحجاجُ بفتح الميم وهي الإِمْرَة وفي
حديث علي رضي الله عنه أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه الإِمْرَة بالكسر
الإِمارة ومنه حديث طلحة لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك وقالوا عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ
ففتحوا التهذيب ويقال لك عليَّ أَمْرَةٌ مطاعة بالفتح لا غير ومعناه لك عليَّ
أَمْرَةٌ أُطيعك فيها وهي المرة الواحدة من الأُمور ولا تقل إِمْرَةٌ بالكسر إِنما
الإِمرة من الولاية والتَّأْميرُ تَوْلية الإِمارة وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ مُمَلَّكٌ
وأَمير الأَعمى قائده لأَنه يملك أَمْرَه ومنه قول الأَعشى إِذا كان هادي الفتى في
البلا دِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ الرُّؤَساءُ وأَهل العلم
وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً فهو أَمِرٌ كَثُرَ وتَمَّ قال أُمُّ عِيالٍ
ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ والاسم الإِمْرُ وزرعٌ أَمِرٌ كثير عن اللحياني ورجل أَمِرٌ
مباركٌ يقبل عليه المالُ وامرأَة أَمِرَةٌ مباركة على بعلها وكلُّه من الكَثرة
وقالوا في وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء
وأَمَرَتُه زيادته وكثرته وما أَحسن أَمارَتَهم أَي ما يكثرون ويكثر أَوْلادُهم
وعددهم الفراء تقول العرب في وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَي زيادته ونماءه
ونفقته تقول في إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه والأَمَرَةُ الزيادة والنماءُ
والبركة ويقال لا جعل الله فيه أَمَرَةً أَي بركة من قولك أَمِرَ المالُ إِذا كثر
قال ووجه الأَمر أَول ما تراه وبعضهم يقول تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا
كَثُرَ وقال أَبو الهيثم تقول العرب في وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَي نقصانه قال
أَبو منصور والصواب ما قال الفراء في الأَمَرِ أَنه الزِّيادة قال ابن بزرج قالوا
في وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَي يُمنَه وأَمارَتَهُ مثله وأَمْرَتَه ورجل أَمِرٌ
وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا ميمونين والإِمَّرُ الصغيرُ من الحُمْلان أَوْلادِ
الضأْنِ والأُنثى إِمَّرَةٌ وقيل هما الصغيران من أَولادِ المعز والعرب تقول للرجل
إِذا وصفوه بالإِعدامِ ما له إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ أَي ما له خروف ولا رِخْلٌ
وقيل ما له شيء والإِمَّرُ الخروف والإِمَّرَةُ الرِّخْلُ والخروف ذكر والرِّخْلُ
أُنثى قال الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تَغْدُونَّ إِمَّرَةً ولا
إِمَّراً ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ أَحمق ضعيف لا رأْي له وفي التهذيب لا عقل له إِلا
ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ مثال إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ قال امرؤُ القيس وليس بذي
رَيْثَةٍ إِمَّرٍ إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا ويقال رجل إِمَّرٌ لا رأْي له
فهو يأْتَمِرُ لكل آمر ويطيعه وأَنشد شمر إِذا طلعت الشعرى سفراً فلا ترسل فيها
إِمَّرَةً ولا إِمَّراً قال معناه لا تُرْسِلْ في الإِبل رجلاً لا عقل له
يُدَبِّرُها وفي حديث آدم عليه السلام من يُطِعْ إِمَّرَةً لا يأْكُلْ ثَمَرَةً
الإِمَّرَةُ بكسر الهمزة وتشديد الميم تأْنيث الإِمَّرِ وهو الأَحمق الضعيف الرأْي
الذي يقول لغيره مُرْني بأَمرك أَي من يطع امرأَة حمقاء يُحْرَمِ الخير قال وقد
تطلق الإِمَّرَة على الرجل والهاء للمبالغة يقال رجل إِمَّعَةٌ والإِمَّرَةُ
أَيضاً النعجة وكني بها عن المرأَة كما كني عنها بالشاة وقال ثعلب في قوله رجل
إِمَّرٌّ قال يُشَبَّه بالجَدْي والأَمَرُ الحجارة واحدتُها أَمَرَةٌ قال أَبو زبيد
من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي
زَعَمُوا حقّاً وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي ؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه
أَمَرٌ كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ جمع عانة وهي حُمُرُ الوحش
ونظيرها من الجمع قارَةٌ وقورٌ وساحة وسُوحٌ وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم
في البيت الذي قبله وشبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه والأَمَرُ
بالتحريك جمع أَمَرَّةٍ وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من حجارة وهو بفتح
الهمزة والميم وقال الفراء يقال ما بها أَمَرٌ أَي عَلَمٌ وقال أَبو عمرو
الأَمَرَاتُ الأَعلام واحدتها أَمَرَةٌ وقال غيره وأَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ وقال حميد
بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارّةً مِنْها إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ
علامَةٍ تُعَدُّ فهي أَمارةٌ وتقول هي أَمارةُ ما بيني وبينك أَي علامة وأَنشد
إِذا طلَعَتْ شمس النهار فإِنها أَمارةُ تسليمي عليكِ فسَلِّمي ابن سيده
والأَمَرَةُ العلامة والجمع كالجمع والأَمارُ الوقت والعلامة قال العجاجُ إِذّ
رَدَّها بكيده فارْتَدَّتِ إِلى أَمارٍ وأَمارٍ مُدَّتي قال ابن بري وصواب إِنشاده
وأَمارِ مدتي بالإِضافة والضمير المرتفع في ردِّها يعود على الله تعالى والهاء في
ردّها أَيضاً ضمير نفس العجاج يقول إِذ ردَّ الله نفسي بكيده وقوّته إِلى وقت
انتهاء مدني وفي حديث ابن مسعود ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بينكم وبينه يَوْمَ
أَمارٍ الأَمارُ والأَمارةُ العلامة وقيل الأَمارُ جمع الأَمارَة ومنه الحديث
الآخر فهل للسَّفَر أَمارة ؟ والأَمَرَةُ الرابية والجمع أَمَرٌ والأَمارة
والأَمارُ المَوْعِدُ والوقت المحدود وهو أَمارٌ لكذا أَي عَلَمٌ وعَمَّ ابنُ
الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فقال الأَمارةُ الوقت ولم يعين أَمحدود أَم غير محدود
؟ ابن شميل الأَمَرةُ مثل المنارة فوق الجبل عريض مثل البيت وأَعظم وطوله في
السماء أَربعون قامة صنعت على عهد عاد وإِرَمَ وربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار
وإِنما هي حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض قد أُلزقَ ما بينها بالطين وأَنت تراها
كأَنها خِلْقَةٌ الأَخفش يقال أَمِرَ يأْمَرُ أَمْراً أَي اشتدّ والاسم الإِمْرُ
بكسر الهمزة قال الراجز قد لَقفيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا داهِيَةً دَهْياءَ
إِدّاً إِمْرا ويقال عَجَباً وأَمْرٌ إِمْرٌ عَجَبٌ مُنْكَرٌ وفي التنزيل العزيز
لقد جِئْتَ شيئاً إِمْراً قال أَبو إِسحق أَي جئت شيئاً عظيماً من المنكر وقيل
الإمْرُ بالكسر والأَمْرُ العظيم الشنيع وقيل العجيب قال ونُكْراً أَقلُّ من قوله
إِمْراً لأَن تغريق من في السفينة أَنكرُ من قتل نفس واحدة قال ابن سيده وذهب
الكسائي إِلى أَن معنى إِمْراً شيئاً داهياً مُنْكَراً عَجَباً واشتقه من قولهم
أَمِرَ القوم إِذا كثُروا وأَمَّرَ القناةَ جعل فيها سِناناً والمُؤَمَّرُ
المُحَدَّدُ وقيل الموسوم وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ قال ابن مقبل وقد كان
فينا من يَحُوطُ ذِمارَنا ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا
والمُؤَمَّرُ أَيضاً المُسَلَّطُ وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ وقال خالد في
تفسير الزاعبي المؤَمر قال هو المسلط والعرب تقول أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجعل فيها
سِناناً والزاعبي الرمح الذي إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّرِه يجري في
مُقدَّمه ومنه قيل مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان يتدافع حكاه عن الأَصمعي ويقال
فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه إِذا كان الياً وقد كان سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب ومتا
بها أَمَرٌ أَي ما بها أَحدٌ وأَنت أَعلم بتامورك تامورهُ وعاؤُه يريد أَنت أَعلم
بما عندك وبنفسك وقيل التَّامورُ النَّفْس وحياتها وقيل العقل والتَّامورُ أَيضاً
دمُ القلب وحَبَّتُه وحياته وقيل هو القلب نفسه وربما جُعِلَ خَمْراً وربما جُعِلَ
صِبغاً على التشبيه والتامور الولدُ والتّامور وزير الملك والتّامور ناموس الراهب
والتَّامورَةُ عِرِّيسَة الأَسَدِ وقيل أَصل هذه الكلمة سريانية والتَّامورة
الإِبريق قال الأَعشى وإِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها والتَّامورة الحُقَّة
والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ الإِنسان وما رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن
من هذه المرأَة وما بالدار تأْمور أَي ما بها أَحد وما بالركية تامورٌ يعني الماءَ
قال أَبو عبيد وهو قياس على الأَوَّل قال ابن سيده وقضينا عليه أَن التاء زائدة في
هذا كله لعدم فَعْلول في كلام العرب والتَّامور من دواب البحر وقيل هي دوَيبةٌ
والتَّامور جنس من الأَوعال أَو شبيه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ في وسَطِ
رأْسه وآمِرٌ السادس من أَيام العجوز ومؤُتَمِرٌ السابع منها قال أَبو شِبل الأَعرابي
كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه
مؤُتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبمُطْفَئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما يأْمرُ الناس
بالحذر والآخر يشاورهم في الظَّعَن أَو المقام وأَسماء أَيام العجوز مجموعة في
موضعها قال الأَزهري قال البُستْي سُمي أَحد أَيام العجوز آمِراً لأَنه يأْمر
الناس بالحذر منه وسمي الآخر مؤتمراً قال الأَزهري وهذا خطأٌ وإِنما سمي آمراً
لأَن الناس يُؤامِر فيه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً لليوم
والمعنى أَنه يؤْتَمرُ فيه كما يقال ليلٌ نائم يُنام فيه ويوم عاصف تَعْصِف فيه
الريحُ ونهار صائم إِذا كان يصوم فيه ومثله في كلامهم ولم يقل أَحد ولا سمع من
عربي ائتْمَرْتُه أَي آذنتْهُ فهو باطل ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ المُحَرَّمُ
أَنشد ابن الأَعرابي نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ في الحَجِّ من قَبْلِ
دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال القَمِرُ المتكبر والجمع مآمر ومآمير قال ابن
الكلبي كانت عاد تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً وصَفَرَ ناجِراً وربيعاً الأَول
خُوَّاناً وربيعاً الآخر بُصاناً وجمادى الأُولى رُبَّى وجمادى الآخرة حنيناً
ورَجَبَ الأَصمَّ وشعبان عاذِلاً ورمضان ناتِقاً وشوّالاً وعِلاً وذا القَعْدَةِ
وَرْنَةَ وذا الحجة بُرَكَ وإِمَّرَةُ بلد قال عُرْوَةَ بْنُ الوَرْد وأَهْلُكَ
بين إِمَّرَةٍ وكِيرِ ووادي الأُمَيِّرِ موضع قال الراعي وافْزَعْنَ في وادي
الأُمَيِّرِ بَعْدَما كَسا البيدَ سافي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور
يوم لبني الحرث بن كعب على بني دارم وإِياه عنى الفرزدق بقوله هَلْ تَذْكُرُون
بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ ؟ وفي الحديث ذكرُِ
أَمَرَ وهو بفتحِ الهمزة والميم موضع من ديار غَطَفان خرج إِليه رسولُ الله صلى
الله عليه وسلم لجمع محارب
معنى
في قاموس معاجم
الله سبحانه
وتعالى أَحْكَمُ الحاكمِينَ وهو الحَكِيمُ له الحُكْمُ سبحانه وتعالى قال الليث
الحَكَمُ الله تعالى الأَزهري من صفات الله الحَكَمُ والحَكِيمُ والحاكِمُ ومعاني
هذه الأَسماء متقارِبة والله أعلم بما أَراد بها وعلينا الإيمانُ بأَنها من
أَسمائه ا
الله سبحانه
وتعالى أَحْكَمُ الحاكمِينَ وهو الحَكِيمُ له الحُكْمُ سبحانه وتعالى قال الليث
الحَكَمُ الله تعالى الأَزهري من صفات الله الحَكَمُ والحَكِيمُ والحاكِمُ ومعاني
هذه الأَسماء متقارِبة والله أعلم بما أَراد بها وعلينا الإيمانُ بأَنها من
أَسمائه ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى الحَكَمُ والحَكِيمُ وهما بمعنى الحاكِم
وهو القاضي فَهو فعِيلٌ بمعنى فاعَلٍ أو هو الذي يُحْكِمُ الأَشياءَ ويتقنها فهو
فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِلٍ وقيل الحَكِيمُ ذو الحِكمة والحَكْمَةُ عبارة عن معرفة
أفضل الأشياء بأفضل العلوم ويقال لمَنْ يُحْسِنُ دقائق الصِّناعات ويُتقنها حَكِيمٌ
والحَكِيمُ يجوز أن يكون بمعنى الحاكِمِ مثل قَدِير بمعنى قادر وعَلِيمٍ بمعنى
عالِمٍ الجوهري الحُكْم الحِكْمَةُ من العلم والحَكِيمُ العالِم وصاحب الحِكْمَة
وقد حَكُمَ أي صار حَكِيماً قال النَّمِرُ بن تَوْلَب وأَبْغِض بَغِيضَكَ بُغْضاً
رُوَيْداً إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْكُما أي إذا حاوَلتَ أن تكون حَكيِماً
والحُكْمُ العِلْمُ والفقه قال الله تعالى وآتيناه الحُكْمَ صَبِيّاً أي علماف
وفقهاً هذا لِيَحْيَى بن زَكَرِيَّا وكذلك قوله الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُهْ
وفي الحديث إنَّ من الشعر لحُكْماً أي إِن في الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل
والسَّفَهِ ويَنهى عنهما قيل أراد بها المواعظ والأمثال التي ينتفع الناس بها
والحُكْمُ العِلْمُ والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حَكَمَ يَحْكُمُ ويروى إن من
الشعر لحِكْمَةً وهو بمعنى الحُكم ومنه الحديث الخِلافةُ في قُرَيش والحُكْمُ في
الأنصار خَصَّهُم بالحُكْمِ لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم منهم مُعاذُ ابن جَبَلٍ
وأُبَيّ بن كَعْبٍ وزيد بن ثابت وغيرهم قال الليث بلغني أنه نهى أن يُسَمَّى
الرجلُ حكِيماً
( * قوله « أن يسمى الرجل حكيماً » كذا بالأصل والذي في عبارة الليث التي في
التهذيب حكماً بالتحريك ) قال الأزهري وقد سَمَّى الناسُ حَكيماً وحَكَماً قال وما
علمتُ النَّهي عن التسمية بهما صَحيحاً ابن الأثير وفي حديث أبي شُرَيْحٍ أنه كان
يكنى أبا الحَكَمِ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن الله هو الحَكَمُ وكناه
بأَبي شُرَيْحٍ وإنما كَرِه له ذلك لئلا يُشارِكَ الله في صفته وقد سَمّى الأَعشى
القصيدة المُحْكمَةَ حَكِيمَةً فقال وغَريبَةٍ تأْتي المُلوكَ حَكِيمَةٍ قد
قُلْتُها ليُقالَ من ذا قالَها ؟ وفي الحديث في صفة القرآن وهو الذِّكْرُ
الحَكِيمُ أي الحاكِمُ لكم وعليكم أو هو المُحْكَمُ الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب
فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَلٍ أُحْكِمَ فهو مُحْكَمٌ وفي حديث ابن عباس قرأْت المُحْكَمَ
على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد المُفَصَّلَ من القرآن لأنه لم
يُنْسَخْ منه شيء وقيل هو ما لم يكن متشابهاً لأنه أُحْكِمَ بيانُه بنفسه ولم
يفتقر إلى غيره والعرب تقول حَكَمْتُ وأَحْكَمْتُ وحَكَّمْتُ بمعنى مَنَعْتُ ورددت
ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكِمٌ لأنه يَمْنَعُ الظالم من الظلم وروى المنذري
عن أَبي طالب أنه قال في قولهم حَكَمَ الله بيننا قال الأصمعي أصل الحكومة رد
الرجل عن الظلم قال ومنه سميت حَكَمَةُ اللجام لأَنها تَرُدُّ الدابة ؟ ومنه قول
لبيد أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ من عَوْراتِها كلَّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ
والجِنْثِيُّ السيف المعنى رَدَّ السيفُ عن عَوْراتِ الدِّرْعِ وهي فُرَجُها كلَّ
حِرْباءٍ وقيل المعنى أَحْرَزَ الجِنثيُّ وهو الزَّرَّادُ مساميرها ومعنى
الإحْكامِ حينئذ الإحْرازُ قال ابن سيده الحُكْمُ القَضاء وجمعه أَحْكامٌ لا
يكَسَّر على غير ذلك وقد حَكَمَ عليه بالأمر يَحْكُمُ حُكْماً وحُكومةً وحكم بينهم
كذلك والحُكْمُ مصدر قولك حَكَمَ بينهم يَحْكُمُ أي قضى وحَكَمَ له وحكم عليه
الأزهري الحُكْمُ القضاء بالعدل قال النابغة واحْكمْ كحكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ إذ
نَظَرَتْ إلى حَمامٍ سِراعٍ وارد الثَّمَدِ
( * قوله « حمام سراع » كذا هو في التهذيب بالسين المهملة وكذلك في نسخة قديمة من
الصحاح وقال شارح الديوان ويروى أيضاً شراع بالشين المعجمة أي مجتمعة )
وحكى يعقوب عن الرُّواةِ أن معنى هذا البيت كُنْ حَكِيماً كفتاة الحي أي إذا قلت
فأَصِبْ كما أصابت هذه المرأَة إذ نظَرَتْ إلى الحمامِ فأَحْصَتْها ولم تُخْطِئ
عددها قال ويَدُلُّكَ على أن معنى احْكُمْ كُنْ حَكِيماً قولُ النَّمر بن تَوْلَب
إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْكُما يريد إذا أَردت أن تكون حَكِيماً فكن كذا وليس من
الحُكْمِ في القضاء في شيء والحاكِم مُنَفّذُ الحُكْمِ والجمع حُكّامٌ وهو
الحَكَمُ وحاكَمَهُ إلى الحَكَمِ دعاه وفي الحديث وبكَ حاكَمْتُ أي رَفَعْتُ
الحُكمَ إليك ولا حُكْمَ إلا لك وقيل بكَ خاصمْتُ في طلب الحُكْمِ وإبطالِ من
نازَعَني في الدِّين وهي مفاعلة من الحُكْمِ وحَكَّمُوهُ بينهم أمروه أن يَحكمَ
ويقال حَكَّمْنا فلاناً فيما بيننا أي أَجَزْنا حُكْمَهُ بيننا وحَكَّمَهُ في
الأمر فاحْتَكَمَ جاز فيه حُكْمُه جاء فيه المطاوع على غير بابه والقياس
فَتَحَكَّمَ والاسم الأُحْكُومَةُ والحُكُومَةُ قال ولَمِثْلُ الذي جَمَعْتَ
لرَيْبِ ال دَّهْرِ يَأْبى حُكومةَ المُقْتالِ يعني لا يَنْفُذُ حُكومةُ من
يَحْتَكِمُ عليك من الأَعداء ومعناه يأْبى حُكومةَ المُحْتَكِم عليك وهو المُقْتال
فجعل المُحْتَكِمَ المُقْتالَ وهو المُفْتَعِلُ من القول حاجة منه إلى القافية
ويقال هو كلام مستعمَلٌ يقال اقْتَلْ عليَّ أي احْتَكِمْ ويقال حَكَّمْتُه في مالي
إذا جعلتَ إليه الحُكْمَ فيه فاحْتَكَمَ عليّ في ذلك واحْتَكَمَ فلانٌ في مال فلان
إذا جاز فيه حُكْمُهُ والمُحاكَمَةُ المخاصمة إلى الحاكِمِ واحْتَكَمُوا إلى
الحاكِمِ وتَحاكَمُوا بمعنى وقولهم في المثل في بيته يُؤْتَى الحَكَمُ الحَكَمُ
بالتحريك الحاكم وأَنشد ابن بري أَقادَتْ بَنُو مَرْوانَ قَيْساً دِماءَنا وفي
الله إن لم يَحْكُمُوا حَكَمٌ عَدْلُ والحَكَمَةُ القضاة والحَكَمَةُ المستهزئون
ويقال حَكَّمْتُ فلاناً أي أطلقت يده فيما شاء وحاكَمْنا فلاناً إلى الله أي
دعوناه إلى حُكْمِ الله والمُحَكَّمُ الشاري والمُحَكَّمُ الذي يُحَكَّمُ في نفسه
قال الجوهري والخَوارِج يُسَمَّوْنَ المُحَكِّمَةَ لإنكارهم أمر الحَكَمَيْن
وقولِهِمْ لا حُكْم إلا لله قال ابن سيده وتحْكِيمُ الحَرُوريَّةِ قولهم لا حُكْمَ
إلا الله ولا حَكَمَ إلا اللهُ وكأَن هذا على السَّلْبِ لأَنهم ينفون الحُكْمَ قال
فكأَني وما أُزَيِّنُ منها قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكيما
( * قوله « وما أزين » كذا في الأصل والذي في المحكم مما أزين )
وقيل إنما بدءُ ذلك في أمر عليّ عليه السلام ومعاوِيةَ والحَكَمان أَبو موسى
الأَشعريُّ وعمرو ابن العاص وفي الحديث إن الجنة للمُحَكّمين ويروى بفتح الكاف
وكسرها فالفتح هم الذين يَقَعُون في يد العدو فيُنَحيَّرُونَ بين الشِّرْك والقتل
فيختارون القتل قال الجوهري هم قوم من أَصحاب الأُخْدودِ فُعِل بهم ذلك حُكِّمُوا
وخُيِّروا بين القتل والكفر فاختاروا الثَّبات على الإسلام مع القتل قال وأما
الكسر فهو المُنْصِفُ من نفسه قال ابن الأَثير والأَول الوجه ومنه حديث كعب إن في
الجنة داراً ووصفها ثم قال لا يَنْزِلُها إلا نبي أو صِدِّيق أو شَهيد أو
مُحَكَّمٌّ في نفسه ومُحَكَّم اليَمامَةِ رجل قتله خالد بن الوليد يوم
مُسَيْلِمَةَ والمْحَكَّمُ بفتح الكاف
( * قوله « والمحكم بفتح الكاف إلخ » كذا في صحاح الجوهري وغلطه صاحب القاموس وصوب
أنه بكسر الكاف كمحدث قال ابن الطيب محشيه وجوز جماعة الوجهين وقالوا هو كالمجرب
فانه بالكسر الذي جرب الأمور وبالفتح الذي جربته الحوادث وكذلك المحكم بالكسر حكم
الحوادث وجربها وبالفتح حكمته وجربته فلا غلط ) الذي في شعر طَرَفَةَ إذ يقول ليت
المُحَكَّمَ والمَوْعُوظَ صوتَكُما تحتَ التُّرابِ إذا ما الباطِلُ انْكشفا
( * قوله « ليت المحكم إلخ » في التكملة ما نصه يقول ليت أني والذي يأمرني بالحكمة
يوم يكشف عني الباطل وأدع الصبا تحت التراب ونصب صوتكما لأنه أراد عاذليّ كفّا
صوتكما )
هو الشيخ المُجَرّبُ المنسوب إلى الحِكْمة والحِكْمَةُ العدل ورجل حَكِيمٌ عدل
حكيم وأَحْكَمَ الأَمر أتقنه وأَحْكَمَتْه التجاربُ على المَثَل وهو من ذلك ويقال
للرجل إذا كان حكيماً قد أَحْكَمَتْه التجارِبُ والحكيم المتقن للأُمور واستعمل
ثعلب هذا في فرج المرأَة فقال المكَثَّفَة من النساء المحكمة الفرج وهذا طريف
جدّاً الأزهري وحَكَمَ الرجلُ يَحْكُمُ حُكْماً إذا بلغ النهاية في معناه مدحاً
لازماً وقال مرقش يأْتي الشَّبابُ الأَقْوَرينَ ولا تَغْبِطْ أَخاك أن يُقالَ
حَكَمْ أي بلغ النهاية في معناه أبو عدنان اسْتَحْكَمَ الرجلُ إذا تناهى عما يضره
في دِينه أو دُنْياه قال ذو الرمة لمُسْتَحْكِمٌ جَزْل المُرُوءَةِ مؤمِنٌ من القوم
لا يَهْوى الكلام اللَّواغِيا وأَحْكَمْتُ الشيء فاسْتَحْكَمَ صار مُحْكَماً
واحْتَكَمَ الأمرُ واسْتَحْكَمَ وثُقَ الأَزهري وقوله تعالى كتاب أُحْكِمَتْ آياته
فُصِّلَتْ من لَدُنْ حَكيم خبير فإن التفسير جاء أُحْكِمَتْ آياته بالأمر والنهي
والحلالِ والحرامِ ثم فُصِّلَتْ بالوعد والوعيد قال والمعنى والله أعلم أن آياته
أُحْكِمَتْ وفُصِّلَتْ بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على توحيد الله وتثبيت نبوة
الأنبياء وشرائع الإسلام والدليل على ذلك قول الله عز وجل ما فرَّطنا في الكتاب من
شيء وقال بعضهم في قول الله تعالى الر تلك آيات الكتاب الحَكِيم إنه فَعِيل بمعنى
مُفْعَلٍ واستدل بقوله عز وجل الر كتاب أُحْكِمَتْ آياته قال الأزهري وهذا إن شاء
الله كما قِيل والقرآنُ يوضح بعضُه بعضاً قال وإنما جوزنا ذلك وصوبناه لأَن
حَكَمْت يكون بمعنى أَحْكَمْتُ فَرُدَّ إلى الأصل والله أعلم وحَكَمَ الشيء
وأَحْكَمَهُ كلاهما منعه من الفساد قال الأزهري وروينا عن إبراهيم النخعي أنه قال
حَكِّم اليَتيم كما تُحكِّمُ ولدك أي امنعه من الفساد وأصلحه كما تصلح ولدك وكما
تمنعه من الفساد قال وكل من منعته من شيء فقد حَكَّمْتَه وأحْكَمْتَهُ قال ونرى أن
حَكَمَة الدابة سميت بهذا المعنى لأنها تمنع الدابة من كثير من الجَهْل وروى شمرٌ
عن أبي سعيد الضّرير أنه قال في قول النخعي حَكِّمِ اليَتيم كما تُحكِّمُ ولدك
معناه حَكِّمْهُ في ماله ومِلْكِه إذا صلح كما تُحكِّمُ ولدك في مِلْكِه ولا يكون
حَكَّمَ بمعنى أَحْكَمَ لأنهما ضدان قال الأَزهري وقول أبي سعيد الضرير ليس
بالمرضي ابن الأَعرابي حَكَمَ فلانٌ عن الأمر والشيء أي رجع وأَحْكَمْتُه أنا أي
رَجَعْتُه وأَحْكَمه هو عنه رَجَعَهُ قال جرير أَبَني حنيفةَ أَحْكِمُوا
سُفَهاءَكم إني أَخافُ عليكمُ أَن أَغْضَبا أي رُدُّوهم وكُفُّوهُمْ وامنعوهم من
التعرّض لي قال الأَزهري جعل ابن الأعرابي حَكَمَ لازماً كما ترى كما يقال
رَجَعْتُه فرَجَع ونَقَصْتُه فنَقَص قال وما سمعت حَكَمَ بمعنى رَجَعَ لغير ابن
الأَعرابي قال وهو الثقة المأْمون وحَكَمَ الرجلَ وحَكَّمَه وأَحْكَمَهُ منعه مما
يريد وفي حديث ابن عباس كان الرجل يَرِثُ امرأَةً ذاتَ قاربة فيَعْضُلُها حتى
تموتَ أو تَرُدَّ إليه صداقها فأَحْكَمَ الله عن ذلك ونهى عنه أي مَنَعَ منه يقال
أَحْكَمْتُ فلاناً أي منعته وبه سُمِّيَ الحاكمُ لأنه يمنع الظالم وقيل هو من
حَكَمْتُ الفَرسَ وأَحْكَمْتُه وحَكَّمْتُه إذا قَدَعْتَهُ وكَفَفْتَه وحَكَمْتُ
السَّفِيه وأَحْكَمْتُه إذا أَخذت على يده ومنه قول جرير أَبَني حنيفة أحْكِمُوا
سُفهاءكم وحَكَمَةُ اللجام ما أَحاط بحَنَكَي الدابة وفي الصحاح بالحَنَك وفيها
العِذاران سميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد مشتق من ذلك وجمعه حَكَمٌ وفي
الحديث وأَنا آخذ بحَكَمَة فرسه أي بلجامه وفي الحديث ما من آدميّ إلا وفي رأْسه
حَكَمَةٌ وفي رواية في رأْس كل عبد حَكَمَةٌ إذا هَمَّ بسيئةٍ فإن شاء الله تعالى
أن يَقْدَعَه بها قَدَعَه والحَكَمَةُ حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس
وحَنَكِهِ تمنعه عن مخالفة راكبه ولما كانت الحَكَمَة تأْخذ بفم الدابة وكان
الحَنَكُ متَّصلاً بارأْس جعلها تمنع من هي في رأْسه كما تمنع الحَكَمَةُ الدابة
وحَكَمَ الفرسَ حَكْماً وأَحْكَمَهُ بالحَكَمَةِ جعل للجامه حَكَمَةً وكانت العرب
تتخذها من القِدِّ والأَبَقِ لأن قصدهم الشجاعةُ لا الزينة قال زهير القائد
الخَيْلَ مَنْكوباً دوائرُها قد أُحْكِمَتْ حَكَمات القِدِّ والأَبَقا يريد قد
أُحْكِمَتْ بحَكَماتِ القِدِّ وبحَكَماتِ الأَبَقِ فحذف الحَكَمات وأَقامَ
الأَبَقَ مكانها ويروى مَحْكومَةً حَكَماتِ القِدِّ والأبَقا على اللغتين جميعاً
قال أبو الحسن عَدَّى قد أُحْكِمَتْ لأن فيه معنى قُلِّدَتْ وقُلِّدَتْ متعدّية
إلى مفعولين الأزهري وفرس مَحْكومةٌ في رأْسها حَكَمَةٌ وأنشد مَحْكومة حَكَمات
القِدِّ والأبقا وقد رواه غيره قد أُحْكِمَتْ قال وهذا يدل على جواز حَكَمْتُ
الفرس وأَحْكَمْتُه بمعنى واحد ابن شميل الحَكَمَةُ حَلْقَةٌ تكون في فم الفرس
وحَكََمَةُ الإنسان مقدم وجهه ورفع الله حَكَمَتَةُ أي رأْسه وشأْنه وفي حديث عمر
إن العبد إذا تواضع رفع اللهُ حَكَمَتَهُ أي قدره ومنزلته يقال له عندنا حَكَمَةٌ
أي قدر وفلان عالي الحَكَمَةِ وقيل الحَكَمَةُ من الإنسان أسفل وجهه مستعار من
موضع حَكَمَةِ اللجام ورَفْعُها كناية عن الإعزاز لأَن من صفة الذَّليل تنكيسَ
رأْسه وحَكَمة الضائنة ذَقَنُها الأزهري وفي الحديث في أَرْش الجِراحات الحُكومَةُ
ومعنى الحُكومة في أَرش الجراحات التي ليس فيها دِيَةٌ معلومة أن يُجْرَحَ
الإنسانُ في موضع في بَدَنه يُبْقِي شَيْنَهُ ولا يُبْطِلُ العُضْوَ فيَقْتاس
الحاكم أَرْشَهُ بأن يقول هذا المَجْروح لو كان عبداً غير مَشينٍ هذا الشَّيْنَ
بهذه الجِراحة كانت قيمتُه ألفَ دِرْهمٍ وهو مع هذا الشين قيمتُه تِسْعُمائة درهم
فقد نقصه الشَّيْنُ عُشْرَ قيمته فيجب على الجارح عُشْرُ دِيَتِه في الحُرِّ لأن
المجروح حُرٌّ وهذا وما أَشبهه بمعنى الحكومة التي يستعملها الفقهاء في أَرش
الجراحات فاعْلَمْه وقد سَمَّوْا حَكَماً وحُكَيْماً وحَكِيماً وحَكّاماً وحُكْمان
وحَكَمٌ أبو حَيٍّ من اليمن وفي الحديث شَفاعَتي لأهل الكبائر من أُمتي حتى حَكَم
وحاءَ وهما قبيلتان جافِيتان من وراء رمل يَبرين
معنى
في قاموس معاجم
الدُّبُرُ
والدُّبْرُ نقيض القُبُل ودُبُرُ كل شيء عَقِبُه ومُؤخَّرُه وجمعهما أَدْبارٌ
ودُبُرُ كلِّ شيء خلاف قُبُلِه في كل شيء ما خلا قولهم
( * قوله « ما خلا قولهم جعل فلان إلخ » ظاهره أن دبر في قولهم ذلك بضم الدال
والباء وضبط في القاموس ونسخة من الصح
الدُّبُرُ
والدُّبْرُ نقيض القُبُل ودُبُرُ كل شيء عَقِبُه ومُؤخَّرُه وجمعهما أَدْبارٌ
ودُبُرُ كلِّ شيء خلاف قُبُلِه في كل شيء ما خلا قولهم
( * قوله « ما خلا قولهم جعل فلان إلخ » ظاهره أن دبر في قولهم ذلك بضم الدال
والباء وضبط في القاموس ونسخة من الصحاح بفتح الدال وسكون الموحدة ) جعل فلان قولك
دبر أُذنه أَي خلف أُذنه الجوهري الدُّبْرُ والدُّبُرُ خلاف القُبُل ودُبُرُ الشهر
آخره على المثل يقال جئتك دُبُرَ الشهر وفي دُبُرِه وعلى دُبُرِه والجمع من كل ذلك
أَدبار يقال جئتك أَدْبار الشهر وفي أَدْباره والأَدْبار لذوات الحوافر والظِّلْفِ
والمِخْلَبِ ما يَجْمَعُ الاسْتَ والحَياءَ وخص بعضهم به ذوات الخُفِّ والحياءُ من
كل ذلك وحده دُبُرٌ ودُبُرُ البيت مؤخره وزاويته وإِدبارُ النجوم تواليها
وأَدبارُها أَخذها إِلى الغَرْبِ للغُرُوب آخر الليل هذه حكاية أَهل اللغة قال ابن
سيده ولا أَدري كيف هذا لأَن الأَدْبارَ لا يكون الأَخْذَ إِذ الأَخذ مصدر والأَدْبارُ
أَسماء وأَدبار السجود وإِدباره أَواخر الصلوات وقد قرئ وأَدبار وإِدبار فمن قرأَ
وأَدبار فمن باب خلف ووراء ومن قرأَ وإِدبار فمن باب خفوق النجم قال ثعلب في قوله
تعالى وإِدبار النجوم وأَدبار السجود قال الكسائي إِدبار النجوم أَن لها دُبُراً
واحداً في وقت السحَر وأَدبار السجود لأَن مع كل سجدة إدباراً التهذيب من قرأَ
وأَدبار السجود بفتح الأَلف جمع على دُبُرٍ وأَدبار وهما الركعتان بعد المغرب روي
ذلك عن علي بن أَبي طالب كرّم الله وجهه قال وأَما قوله وإِدبار النجوم في سورة
الطور فهما الركعتان قبل الفجر قال ويكسران جميعاً وينصبان جائزان ودَبَرَهُ
يَدْبُرُه دُبُوراً تبعه من ورائه ودابِرُ الشيء آخره الشَّيْبانِيُّ الدَّابِرَةُ
آخر الرمل وقطع الله دابِرَهم أَي آخر من بقي منهم وفي التنزيل فَقُطِعَ دابِرُ
القوم الذين ظلموا أَي اسْتُؤْصِلَ آخرُهم ودَابِرَةُ الشيء كَدَابِرِه وقال الله
تعالى في موضع آخر وقَضَيْنا إِليه ذلك الأَمْرَ أَن دَابِرَ هؤلاء مقطوع
مُصْبِحِين قولُهم قطع الله دابره قال الأَصمعي وغيره الدابر الأَصل أَي أَذهب
الله أَصله وأَنشد لِوَعْلَةَ فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخالَتِي غَداةَ
الكُلابِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ أَي يقتل القوم فتذهب أُصولهم ولا يبقى لهم
أَثر وقال ابن بُزُرْجٍ دَابِرُ الأَمر آخره وهو على هذا كأَنه يدعو عليه بانقطاع
العَقِبِ حتى لا يبقى أَحد يخلفه الجوهري ودُبُرُ الأَمر ودُبْرُه آخره قال الكميت
أَعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ على دُبُرٍ ؟ هَيْهَاتَ شأْوٌ
مُغَرِّبُ وفي حديث الدعاء وابْعَثْ عليهم بأْساً تَقْطَعُ به دابِرَهُمْ أَي
جميعهم حتى لا يبقى منهم أَحد ودابِرُ القوم آخِرُ من يبقى منهم ويجيء في آخرهم
وفي الحديث أَيُّما مُسْلِمٍ خَلَف غازياً ي دابِرَتِه أَي من يبقى بعده وفي حديث
عمر كنت أَرجو أَن يعيش رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى يَدْبُرَنا أَي
يَخْلُفَنا بعد موتنا يقال دَبَرْتُ الرجلَ إِذا بقيت بعده وعَقِبُ الرجل دَابِرُه
والدُّبُرُ والدُّبْرُ الظهر وقوله تعالى سَيُهْزَمُ الجمع ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ
جعله للجماعة كما قال تعالى لا يَرْتَدُّ إِليهم طَرْفُهُمْ قال الفرّاء كان هذا
يومَ بدر وقال الدُّبُرَ فوَحَّدَ ولم يقل الأَدْبارَ وكلٌّ جائز صوابٌ تقول ضربنا
منهم الرؤوس وضربنا منهم الرأْس كما تقول فلان كثير الدينار والدرهم وقال ابن مقبل
الكاسِرِينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُّبُرِ ودابِرَةُ الحافر مُؤَخَّرُه وقيل هي
التي تلي مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ وجمعها الدوابر الجوهري دَابِرَة الحافر ما حاذى
موضع الرسغ ودابرة الإِنسان عُرْقُوبه قال وعلة إِذ تحز الدوابر ابن الأَعرابي
الدَّابِرَةُ المَشْؤُومَةُ والدابرة الهزيمة والدَّبْرَةُ بالإِسكان والتحريك
الهزيمة في القتال وهو اسم من الإِدْبار ويقال جعل الله عليهم الدَّبْرَةَ أَي
الهزيمة وجعل لهم الدَّبْرَةَ على فلان أَي الظَّفَر والنُّصْرَةَ وقال أَبو جهل
لابن مسعود يوم بدر وهو مُثْبَتٌ جَريح صَرِيعٌ لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ فقال لله
ولرسوله يا عدوّ الله قوله لمن الدبرة أَي لمن الدولة والظفر وتفتح الباء وتسكن
ويقال عَلَى مَنِ الدَّبْرَةُ أَيضاً أَي الهزيمة والدَّابِرَةُ ضَرْبٌ من
الشَّغْزَبِيَّة في الصِّرَاعِ والدَّابِرَةُ صِيصِيَةُ الدِّيك ابن سيده
دَابِرَةُ الطائر الأُصْبُعُ التي من وراء رجله وبها يَضْرِبُ البَازِي وهي للديك
أَسفل من الصِّيصِيَةِ يطأُ بها وجاء دَبَرِيّاً أَي أَخِيراً وفلان لا يصلي
الصلاة إِلاَّ دَبَرِيّاً بالفتح أَي في آخر وقتها وفي المحكم أَي أَخيراً رواه
أَبو عبيد عن الأَصمعي قال والمُحَدِّثُون يقولون دُبُرِيّاً بالضم أَي في آخر
وقتها وقال أَبو الهيثم دَبْرِيّاً بفتح الدال وإِسكان الباء وفي الحديث عن النبي
صلى الله عليه وسلم أَنه قال ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة رجلٌ أَتى الصلاةَ
دِباراً رجل اعْتَبَدَ مُحرَّراً ورجلٌ أَمَّ قوماً هم له كارهون قال
الإِفْرِيقيُّ راوي هذا الحديث معنى قوله دباراً أَي بعدما يفوت الوقت وفي حديث
أَبي هريرة أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال « إِن للمنافقين علامات يُعرفون بها
تَحِيَّتُهم لَعْنَةٌ وطعامهم نُهْبَةٌ لا يَقْرَبُون المساجد إِلا هَجْراً ولا
يأْتون الصلاة إِلا دَبْراً مستكبرين لا يأْلَفُون ولا يُؤْلَفُونَ خُشُبٌ بالليل
صُخُبٌ بالنهار قال ابن الأَعرابي قوله دباراً في الحديث الأَوَّل جمع دَبْرٍ
ودَبَرٍ وهو آخر أَوقات الشيء الصلاة وغيرها قال ومنه الحديث الآخر لا يأْتي
الصلاة إِلا دبْراً يروى بالضم والفتح وهو منصوب على الظرف وفي حديث آخر لا يأْتي الصلاة
إِلا دَبَرِيّاً بفتح الباء وسكونها وهو منسوب إِلى الدَّبْرِ آخر الشيء وفتح
الباء من تغييرات النسب ونصبه على الحال من فاعل يأْتي قال والعرب تقول العِلم
قَبْلِيٌّ وليس بالدَّبَرِيِّ قال أَبو العباس معناه أَن العالم المتقن يجيبك
سريعاً والمتخلف يقول لي فيها نظر ابن سيده تبعت صاحبي دَبَرِيّاً إِذا كنت معه
فتخلفت عنه ثم تبعته وأَنت تحذر أَن يفوتك ودَبَرَهُ يَدْبِرُه ويَدْبُرُه تَلا
دُبُرَه والدَّابِرُ التابع وجاء يَدْبُرُهم أَي يَتْبَعُهُمْ وهو من ذلك
وأَدْبَرَ إِدْباراً ودُبْراً ولَّى عن كراع والصحيح أَن الإِدْبارَ المصدر
والدُّبْر الاسم وأَدْبَرَ أَمْرُ القوم ولَّى لِفَسادٍ وقول الله تعالى ثم
ولَّيتم مدبرين هذا حال مؤكدة لأَنه قد علم أَن مع كل تولية إِدباراً فقال مدبرين
مؤكداً ومثله قول ابن دارة أَنا ابْنُ دَارَةَ مَعروفاً لها نسَبي وهَلْ بدارَةَ
با لَلنَّاسِ من عارِ ؟ قال ابن سيده كذا أَنشده ابن جني لها نسبي وقال لها يعني
النسبة قال وروايتي له نسبي والمَدْبَرَةُ الإِدْبارُ أَنشد ثعلب هذا يُصادِيكَ
إِقْبالاً بِمَدْبَرَةٍ وذا يُنادِيكَ إِدْباراً بِإِدْبارِ ودَبَرَ بالشيء ذهب به
ودَبَرَ الرجلُ ولَّى وشَيَّخَ ومنه قوله تعالى والليل إِذا دَبَرَ أَي تبع
النهارَ قَبْلَه وقرأَ ابن عباس ومجاهد والليل إِذ أَدْبَرَ وقرأَها كثير من الناس
والليل إِذا دَبَرَ وقال الفراء هما لغتان دَبَرَ النهار وأَدْبَرَ ودَبَرَ
الصَّيْفُ وأَدْبَرَ وكذلك قَبَلَ وأَقْبَلَ فإِذا قالوا أَقبل الراكب أَو أَدبر
لم يقولوا إِلا بالأَلف قال وإِنهما عندي في المعنى لَواحدٌ لا أُبْعِدُ اين يأْتي
في الرجال ما أَتى في الأَزمنة وقيل معنى قوله والليل إِذا دَبَرَ جاء بعد النهار
كما تقول خَلَفَ يقال دَبَرَنِي فلان وخَلَفَنِي أَي جاء بعدي ومن قرأَ والليل إِذا
أَدْبَرَ فمعناه ولَّى ليذهب ودَابِرُ العَيْشِ آخره قال مَعْقِلُ ابنُ خُوَيْلِدٍ
الهُذَلِيُّ وما عَرَّيْتُ ذا الحَيَّاتِ إِلاَّ لأَقْطَعَ دَابِرَ العَيْشِ
الحُبَابِ وذا الحيات اسم سيفه ودابر العيش آخره يقول ما عريته إِلا لأَقتلك
ودَبَرَ النهار وأَدْبَرَ ذهب وأَمْسِ الدَّابِرُ الذاهب وقالوا مضى أَمْسِ
الدَّابِرُ وأَمْسِ الْمُدْبِرُ وهذا من التطوّع المُشامِّ للتأْكيد لأَن اليوم
إِذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنه دَبَرَ لكنه أَكده بقوله الدابر كما بينا قال
الشاعر وأَبِي الذي تَرَكَ الملوكَ وجَمْعَهُمْ بِصُهَابَ هامِدَةً كأَمْسِ
الدَّابِرِ وقال صَخْرُ بن عمرو الثَّرِيد السُّلَمِي ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ
ومَوْحَداً وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ ويروى المُدْبِرِ قال ابن
بري والصحيح في إِنشاده مثل أَمس المدبر قال وكذلك أَنشده أَبو عبيدة في مقاتل
الفرسان وأَنشد قبله ولقد دَفَعْتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعْنَةً نَجْلاءَ تُزْغِلُ مثل
عَطِّ المَنْحَرِ تُزْغِلُ تُخْرِجُ الدَّمَ قِطَعاً قِطَعاً والعَطُّ الشَّقُّ
والنجلاء الواسعة ويقال هيهات ذهب فلان كما ذهب أَمْسِ الدابِرُ وهو الماضي لا
يرجع أَبداً ورجل خاسِرٌ دابِرٌ إتباع وسيأْتي خاسِرٌ دابِرٌ ويقال خاسِرٌ دامِرٌ
على البدل وإِن لم يلزم أَن يكون بدلاً واسْتَدْبَرَهُ أَتاه من ورائه وقول
الأَعشى يصف الخمر أَنشده أَبو عبيدة تَمَزَّزْتُها غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ على
الشُّرْبِ أَو مُنْكِرٍ ما عُلِمْ قال قوله غير مستدبر فُسِّرَ غير مستأْثر وإِنما
قيل للمستأْثر مستدبر لأَنه إِذا استأْثر بشربها استدبر عنهم ولم يستقبلهم لأَنه
يشربها دونهم ويولي عنهم والدَّابِرُ من القداح خلاف القَابِلِ وصاحبه مُدَابِرٌ
قال صَخْر الغَيّ الهُذَلِيُّ يصف ماء ورده فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ خِيَاضَ
المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا المُدابِرُ المقمور في الميسر وقيل هو الذي قُمِرَ
مرة بعد فَيُعَاوِدُ لِيَقْمُرَ وقال الأَصمعي المدابر المُوَلِّي المُعْرِض عن
صاحبه وقال أَبو عبيد المدابر الذي يضرب بالقداح ودَابَرْتُ فلاناً عاديته وقولهم
ما يَعْرِفُ قَبيلَهُ من دَبِيرِه وفلان ما يَدْرِي قَبِيلاً من دَبِيرٍ المعنى ما
يدري شيئاً وقال الليث القَبِيلُ فَتْلُ القُطْنِ والدَّبِيرُ فَتْلُ الكَتَّانِ
والصُّوف ويقال القَبِيلُ ما وَلِيَكَ والدَّبِيرُ ما خالفك ابن الأَعرابي
أَدْبَرَ الرجلُ إِذا عَرَفَ دَبِيره من قَبيله قال الأَصمعي القَبيل ما أَقبل من
الفاتل إِلى حِقْوِه والدَّبِيرُ ما أَدبر به الفاتل إِلى ركبته وقال المفضل
القبيل فَوْزُ القِدح في القِمَارِ والدَّبِيرُ خَيْبَةُ القِدْحِ وقال الشيباني
القَبيل طاعة الرب والدَّبير معصيته الصحاح الدَّبير ما أَدبرتْ به المرأَة من
غَزْلها حين تَفْتِلُه قال يعقوب القَبيلُ ما أَقْبلتَ به إِلى صدرك والدَّبير ما
أَدبرتَ به عن صدرك يقال فلان ما يعرف قَبيلاً من دَبير وسنذكر من ذلك أَشياء في
ترجمةِ قَبَلَ إِن شاء الله تعالى والدِّبْرَةُ خِلافُ القِبْلَة يقال فلان ما له
قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ إِذا لم يهتد لجهة أَمره وليس لهذا الأَمر قِبْلَةٌ ولا
دِبْرَةٌ إِذا لم يعرف وجهه ويقال قبح الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ وأَدْبَرَ
الرجلَ جعله وراءه ودَبَرَ السَّهْمُ أَي خرج من الهَدَفِ وفي المحكم دَبَرَ
السهمُ الهَدَفَ يَدْبُرُه دَبْراً ودُبُوراً جاوزه وسقط وراءه والدَّابِرُ من
السهام الذي يخرج من الهَدَفِ ابن الأَعرابي دَبَرَ ردَّ ودَبَرَ تأَخر وأَدْبَرَ
إِذا انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذن الناقة إِذا نُحِرَتْ إِلى ناحية القَفَا
وأَقْبَلَ إِذا صارت هذه الفَتْلَةُ إِلى ناحية الوجه والدَّبَرَانُ نجم بين الثُّرَيَّا
والجَوْزاءِ ويقال له التَّابِعُ والتُّوَيْبِعُ وهو من منازل القمر سُمِّيَ
دَبَرَاناً لأَنه يَدْبُرُ الثريا أَي يَتْبَعُها ابن سيده الدَّبَرانُ نجم
يَدْبُرُ الثريا لزمته الأَلف واللام لأَنهم جعلوه الشيء بعينه قال سيبويه فإِن
قيل أَيقال لكل شيء صار خلف شيء دَبَرانٌ ؟ فإِنك قائل له لا ولكن هذا بمنزلة
العدْل والعَدِيلِ وهذا الضرب كثير أَو معتاد الجوهري الدَّبَرانُ خمسة كواكب من
الثَّوْرِ يقال إِنه سَنَامُه وهو من منازل القمر وجعلتُ الكلامَ دَبْرَ أُذني
وكلامَه دَبْرَ أُذني أَي خَلْفِي لم أَعْبَأْ به وتَصَامَمْتُ عنه وأَغضيت عنه
ولم أَلتفت إِليه قال يَدَاها كأَوْبِ الماتِحِينَ إِذا مَشَتْ ورِجْلٌ تَلَتْ
دَبْرَ اليَدَيْنِ طَرُوحُ وقالوا إِذا رأَيت الثريا تُدْبِرُ فَشَهْر نَتَاج
وشَهْر مَطَر أَي إِذا بدأَت للغروب مع المغرب فذلك وقت المطر ووقت نَتاج الإِبل
وإِذا رأَيت الشِّعْرَى تُقْبِلُ فمَجْدُ فَتًى ومَجْدُ حَمْلٍ أَي إِذا رأَيت
الشعرى مع المغرب فذلك صَمِيمُ القُرِّ فلا يصبر على القِرَى وفعل الخير في ذلك
الوقت غير الفتى الكريم الماجد الحرّ وقوله ومجد حمل أَي لا يحمل فيه الثِّقْلَ
إِلا الجَمَلُ الشديد لأَن الجمال تُهْزَلُ في ذلك الوقت وتقل المراعي والدَّبُورُ
ريح تأْتي من دُبُرِ الكعبة مما يذهب نحو المشرق وقيل هي التي تأْتي من خلفك إِذا
وقفت في القبلة التهذيب والدَّبُور بالفتح الريح التي تقابل الصَّبَا والقَبُولَ
وهي ريح تَهُبُّ من نحو المغرب والصبا تقابلها من ناحية المشرق قال ابن الأَثير
وقول من قال سميت به لأَنها تأْتي من دُبُرِ الكعبة ليس بشيء ودَبَرَتِ الريحُ أَي
تحوّلت دَبُوراً وقال ابن الأَعرابي مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر
الطائر إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ من التذكرة يكون اسماً وصفة فمن الصفة قول الأَعشى
لها زَجَلٌ كَحَفِيفِ الحَصا د صادَفَ باللَّيْلِ رِيحاً دَبُورا ومن الاسم قوله
أَنشده سيبويه لرجل من باهلة رِيحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ وتارَةً رِهَمُ
الرَّبِيعِ وصائبُ التَّهْتانِ قال وكونها صفة أَكثر والجمع دُبُرٌ ودَبائِرُ وقد
دَبَرَتْ تَدْبُرُ دُبُوراً ودُبِرَ القومُ على ما لم يسمَّ فاعله فهم مَدْبُورُون
أَصابتهم ريح الدَّبُور وأَدْبَرُوا دخلوا في الدَّبور وكذلك سائر الرياح وفي
الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نُصِرْتُ بالصَّبَا وأُهْلِكَتْ عادٌ
بالدَّبُورِ ورجل أُدابِرٌ للذي يقطع رحمه مثل أُباتِرٍ وفي حديث أَبي هريرة إِذا
زَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وحَلَّيْتُمْ مَصاحِفَكُمْ فالدَّبارُ عليكم بالفتح أَي
الهلاك ورجل أُدابِرٌ لا يقبل قول أَحد ولا يَلْوِي على شيء قال السيرافي وحكى
سيبويه أُدابِراً في الأَسماء ولم يفسره أَحد على أَنه اسم لكنه قد قرنه بأُحامِرٍ
وأُجارِدٍ وهما موضعان فعسى أَن يكون أُدابِرٌ موضعاً قال الأَزهري ورجل أُباتِرٌ
يَبْتُرُ رَحِمَهُ فيقطعها ورجل أُخايِلٌ وهو المُخْتالُ وأُذن مُدابَرَةٌ قطعت من
خلفها وشقت وناقة مُدابَرَة شُقت من قِبَلِ قَفاها وقيل هو أَن يَقْرِضَ منها قَرْضَةً
من جانبها مما يلي قفاها وكذلك الشاة وناقة ذات إِقْبالَةٍ وإِدْبارة إِذا شُقَّ
مُقَدَّمُ أُذنها ومُؤَخَّرُها وفُتِلَتْ كأَنها زَنَمَةٌ وذكر الأَزهري ذلك في
الشاة أَيضاً والإِدْبارُ نقيضُ الإِقْبال والاسْتِدْبارُ خلافُ الاستقبال ورجل
مُقابَلٌ ومُدابَرٌ مَحْضٌ من أَبويه كريم الطرفين وفلان مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ
مُسْتَقْبَلٌ أَي كريم أَوَّل مَجْدِهِ وآخِرِه قال الأَصمعي وذلك من الإِقْبالة
والإِدْبارَة وهو شق في الأُذن ثم يفتل ذلك فإِذا أُقْبِلَ به فهو الإِقْبالَةُ
وإِذا أُدْبِرَ به فهو الإِدْبارة والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ من الأُذن هي
الإِقبالة والإِدبارة كأَنها زَنَمَةٌ والشاة مُدابَرَةٌ ومُقابَلَةٌ وقد
أَدْبَرْتُها وقابَلْتُها وناقة ذات إِقبالة وإِدبارة وناقة مُقابَلَة مُدابَرَةٌ
أَي كريمة الطرفين من قِبَل أَبيها وأُمها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه
نهى أَن يُضَحَّى بمقابَلَةٍ أَو مُدابَرَةٍ قال الأَصمعي المقابلة أَن يقطع من
طرف أُذنها شيء ثم يترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمَةٌ ويقال لمثل ذلك من الإِبل
المُزَنَّمُ ويسمى ذلك المُعَلَّقُ الرَّعْلَ والمُدابَرَةُ أَن يفعل ذلك بمؤخر
الأُذن من الشاة قال الأَصمعي وكذلك إِن بان ذلك من الأُذن فهي مُقابَلَةٌ
ومُدابَرَةٌ بعد أَن كان قطع والمُدَابَرُ من المنازل خلافُ المُقابَلِ وتَدابَرَ
القوم تَعادَوْا وتَقاطَعُوا وقيل لا يكون ذلك إِلا في بني الأَب وفي الحديث قال
النبي صلى الله عليه وسلم لا تَدَابَرُوا ولا تَقاطَعُوا قال أَبو عبيد
التَّدَابُرُ المُصارَمَةُ والهِجْرانُ مأْخوذ من أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحِبَه
دُبُرَه وقفاه ويُعْرِضَ عنه بوجهه ويَهْجُرَه وأَنشد أَأَوْصَى أَبو قَيْسٍ بأَن
تَتَواصَلُوا وأَوْصَى أَبو كُمْ ويْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا ؟ ودَبَرَ القومُ يَدْبُرُونَ
دِباراً هلكوا وأَدْبَرُوا إِذا وَلَّى أَمرُهم إِلى آخره فلم يبق منهم باقية
ويقال عليه الدَّبارُ أَي العَفَاءُ إِذا دعوا عليه بأَن يَدْبُرَ فلا يرجع ومثله
عليه العفاء أَي الدُّرُوس والهلاك وقال الأَصمعي الدَّبارُ الهلاك بالفتح مثل
الدَّمار والدَّبْرَة نقيضُ الدَّوْلَة فالدَّوْلَةُ في الخير والدَّبْرَةُ في
الشر يقال جعل الله عليه الدَّبْرَة قال ابن سيده وهذا أَحسن ما رأَيته في شرح
الدَّبْرَة وقيل الدَّبْرَةُ العاقبة ودَبَّرَ الأَمْرَ وتَدَبَّره نظر في عاقبته
واسْتَدْبَرَه رأَى في عاقبته ما لم ير في صدره وعَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً أَي
بأَخَرَةٍ قال جرير ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتى يُصِيبَكُمْ ولا تَعْرِفُونَ
الأَمرَ إِلا تَدَبُّرَا والتَّدْبِيرُ في الأَمر أَن تنظر إِلى ما تَؤُول إِليه
عاقبته والتَّدَبُّر التفكر فيه وفلان ما يَدْرِي قِبَالَ الأَمْرِ من دِباره أَي
أَوَّله من آخره ويقال إِن فلاناً لو استقبل من أَمره ما استدبره لَهُدِيَ
لِوِجْهَةِ أَمْرِه أَي لو علم في بَدْءِ أَمره ما علمه في آخره لاسْتَرْشَدَ
لأَمره وقال أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ لبنيه يا بَنِيَّ لا تَتَدَبَّرُوا أَعجاز
أُمور قد وَلَّتْ صُدُورُها والتَّدْبِيرُ أَن يَتَدَبَّرَ الرجلُ أَمره
ويُدَبِّرَه أَي ينظر في عواقبه والتَّدْبِيرُ أَن يُعتق الرجل عبده عن دُبُرٍ وهو
أَن يعتق بعد موته فيقول أَنت حر بعد موتي وهو مُدَبَّرٌ وفي الحديث إِن فلاناً
أَعتق غلاماً له عن دُبُرٍ أَي بعد موته ودَبَّرْتُ العبدَ إِذا عَلَّقْتَ عتقه
بموتك وهو التدبير أَي أَنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت ودَبَّرَ العبد أَعتقه
بعد الموت ودَبَّرَ الحديثَ عنه رواه ويقال دَبَّرْتُ الحديث عن فلان حَدَّثْتُ به
عنه بعد موته وهو يُدَبِّرُ حديث فلان أَي يرويه ودَبَّرْتُ الحديث أَي حدّثت به
عن غيري قال شمر دبَّرْتُ الحديث ليس بمعروف قال الأَزهري وقد جاء في الحديث أَمَا
سَمِعْتَهُ من معاذ يُدَبِّرُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أَي يحدّث به
عنه وقال إِنما هو يُذَبِّرُه بالذال المعجمة والباء أَي يُتْقِنُه وقال الزجاج
الذِّبْر القراءةُ وأَما أَبو عبيد فإِن أَصحابه رووا عنه يُدَبِّرُه كما ترى وروى
الأَزهري بسنده إِلى سَلاَّمِ بن مِسْكِينٍ قال سمعت قتادة يحدّث عن فلان يرويه عن
أَبي الدرداء يُدَبِّرُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما شَرَقَتْ شمسٌ
قَطُّ إِلا بِجَنْبَيْها ملكان يُنادِيانِ أَنهما يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ
الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس أَلا هَلُمُّوا إِلى ربكم فإِنَّ ما قَلَّ وكفَى
خَيْرٌ مما كَثُرَ وأَلْهَى اللهم عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً وعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ
تَلَفاً ابن سيده ودَبَرَ الكتابَ يَدْبُرُه دَبْراً كتبه عن كراع قال والمعروف
ذَبَرَه ولم يقل دَبَره إِلا هو والرَّأْيُ الدَّبَرِيُّ الذي يُمْعَنُ النَّظَرُ
فيه وكذلك الجوابُ الدَّبَرِيُّ يقال شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ وهو الذي
يَسْنَحُ أَخيراً عند فوت الحاجة أَي شره إِذا أَدْبَرَ الأَمْرُ وفات
والدَّبَرَةُ بالتحريك قَرْحَةُ الدابة والبعير والجمع دَبَرٌ وأَدْبارٌ مثل
شَجَرَةٍ وشَجَرٍ وأَشجار ودَبِرَ البعيرُ بالكسر يَدْبَرُ دَبَراً فهو دَبِرٌ
وأَدْبَرُ والأُنثى دَبِرَةٌ ودَبْراءُ وإِبل دَبْرَى وقد أَدْبَرَها الحِمْلُ
والقَتَبُ وأَدْبَرْتُ البعير فَدَبِرَ وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا دَبِرَ بعيره
وأَنْقَبَ إِذا حَفِيَ خُفُّ بعيره وفي حديث ابن عباس كانوا يقولون في الجاهلية
إِذا بَرَأَ الدَّبَرُ وعفا الأَثَرُ الدبر بالتحريك الجرح الذي يكون في ظهر
الدابة وقيل هو أَن يَقْرَحَ خف البعير وفي حديث عمر قال لامرأَة أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ
أَي دَبِرَ بعيرك وحَفِيَ وفي حديث قيس بن عاصم إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرْعَ
والنَّابَ المُدْبِرَ أَي التي أَدْبَرَ خَيْرُها والأَدْبَرُ لقب حُجْرِ بن
عَدِيٍّ نُبِزَ به لأَن السلاح أَدْبَرَ ظهره وقيل سمي به لأَنه طُعِنَ مُوَلِّياً
ودُبَيْرٌ الأَسَدِيُّ منه كأَنه تصغير أَدْبَرَ مرخماً والدَّبْرَةُ الساقية بين
المزارع وقيل هي المَشَارَةُ في المَزْرَعَةِ وهي بالفارسية كُرْدَه وجمعها دَبْرٌ
ودِبارٌ قال بشر بن أَبي خازم تَحَدَّرَ ماءُ البِئْرِ عن جُرَشِيَّةٍ على
جِرْبَةٍ يَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُها وقيل الدِّبارُ الكُرْدُ من المزرعة واحدتها
دِبارَةٌ والدَّبْرَةُ الكُرْدَةُ من المزرعة والجمع الدِّبارُ والدِّباراتُ
الأَنهار الصغار التي تتفجر في أَرض الزرع واحدتها دَبْرَةٌ قال ابن سيده ولا
أَعرف كيف هذا إِلا أَن يكون جمع دَبْرَة على دِبارٍ أُلحقت الهاء للجمع كما قالوا
الفِحَالَةُ ثم جُمِعَ الجَمْعُ جَمْعَ السَّلامة وقال أَبو حنيفة الدَّبْرَة
البقعة من الأَرض تزرع والجمع دِبارٌ والدَّبْرُ والدِّبْرُ المال الكثير الذي لا
يحصى كثرة واحده وجمعه سواء يقال مالٌ دَبْرٌ ومالان دَبْرٌ وأَموال دَبْرٌ قال
ابن سيده هذا الأَعرف قال وقد كُسِّرَ على دُبُورٍ ومثله مال دَثْرٌ الفرّاء
الدَّبْرُ والدِّبْرُ الكثير من الضَّيْعَة والمال يقال رجل كثير الدَّبْرِ إِذا
كان فاشِيَ الضيعة ورجل ذو دَبْرٍ كثير الضيعة والمال حكاه أَبو عبيد عن أَبي زيد
والمَدْبُور المجروح والمَدْبُور الكثير المال والدَّبْرُ بالفتح النحل والزنابير
وقيل هو من النحل ما لا يَأْرِي ولا واحد لها وقيل واحدته دَبْرَةٌ أَنشد ابن
الأَعرابي وهَبْتُهُ من وَثَبَى فَمِطْرَهْ مَصْرُورَةِ الحَقْوَيْنِ مِثْلِ
الدَّبْرَهْ وجمعُ الدَّبْرِ أَدْبُرٌ ودُبُورٌ قال زيد الخيل بِأَبْيَضَ من
أَبْكَارِ مُزْنِ سَحابَةٍ وأَرْيِ دَبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ أَراد شاره
من النحل وفي الصحاح قال لبيد بأَشهب من أَبكار مزن سحابة وأَري دبور شاره النحلَ
عاسل قال ابن بري يصف خمراً مزجت بماء أَبيض وهو الأَشهب وأَبكار جمع بِكْرٍ
والمزن السحاب الأَبيض الواحدة مُزْنَةٌ والأَرْيُ العسل وشارَهُ جناه والنحل
منصوب بإِسقاط من أَي جناه من النحل عاسل وقبله عَتِيق سُلافاتٍ سِبَتْها
سَفِينَةٌ يَكُرُّ عليها بالمِزاجِ النَّياطِلُ والنياطل مكاييل الخمر قال ابن
سيده ويجوز أَن يكون الدُّبُورُ جمع دَبْرَةٍ كصخرة وصخور ومَأْنة ومُؤُونٍ
والدَّبُورُ بفتح الدال النحل لا واحد لها من لفظها ويقال للزنابير أَيضاً دَبْرٌ
وحَمِيُّ الدَّبْرِ عاصم بن ثابت بن أَبي الأَفلح الأَنصاري من أَصحاب سيدنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أُصيب يوم أُحد فمنعت النحل الكفار منه وذلك أَن المشركين
لما قتلوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا به فسلط الله عز وجل عليهم الزنابير الكبار
تَأْبِرُ الدَّارِعَ فارتدعوا عنه حتى أَخذه المسلمون فدفنوه وقال أَبو حنيفة
الدِّبْرُ النحل بالكسر كالدَّبْرِ وقول أَبي ذؤيب بَأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ
أُفْرِدَ خِشْفها وقد طُرِدَتْ يَوْمَيْنِ فهْي خَلُوجُ عنى شُعْبَةً فيها دَبِرٌ
ويروي وقد وَلَهَتْ والدَّبْرُ والدِّبْرُ أَيضاً أَولاد الجراد عنه وروى الأَزهري
بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال الخَافِقَانِ ما بين مطلع الشمس إِلى
مغربها والدَّبْرُ الزنابير قال ومن قال النحل فقد أَخطأَ وأَنشد لامرأَة قالت
لزوجها إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَخْشَ لَسْعَها وخالَفَها في بَيْتِ نَوْبٍ
عَوامِلُ شبه خروجها ودخولها بالنوائب قال الأَصمعي الجماعة من النحل يقال لها
الثَّوْلُ قال وهو الدَّبْرُ والخَشْرَمُ ولا واحد لشيء من هذا ؟ قال الأَزهري
وهذا هو الصواب لا ما قال مصعب وفي الحديث فأَرسل الله عليهم الظُّلَّةِ من
الدَّبْرِ هو بسكون الباء النحل وقيل الزنابير والظلة السحاب وفي حديث بعض النساء
( * قوله « وفي حديث بعض النساء » عبارة النهاية وفي حديث سكينة ا ه قال السيد
مرتضى هي سكينة بنت الحسين كما صرح به الصفدي وغيره ا ه وسكينة بالتصغير كما في
القاموس ) جاءت إِلى أُمها وهي صغيرة تبكي فقالت لها ما لَكِ ؟ فقالت مرت بي
دُبَيْرَةٌ فَلَسَعَتْنِي بأُبَيْرَةٍ هو تصغير الدَّبْرَةِ النحلة والدَّبْرُ
رُقادُ كل ساعة وهو نحو التَّسْبِيخ والدَّبْرُ الموت ودَابَرَ الرجلُ مات عن
اللحياني وأَنشد لأُمية بن أَبي الصلت زَعَمَ ابْنُ جُدْعانَ بنِ عَمْ روٍ
أَنَّنِي يَوْماً مُدابِرْ ومُسافِرٌ سَفَراً بَعِي داً لا يَؤُوبُ له مُسافِرْ
وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا مات وأَدْبَرَ إِذا تغافل عن حاجة صديقه وأَدْبَرَ صار له
دِبْرٌ وهو المال الكثير ودُبارٌ بالضم ليلة الأَربعاء وقيل يوم الأَربعاء
عادِيَّةٌ من أَسمائهم القديمة وقال كراع جاهلية وأَنشد أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ
وأَنَّ يَوْمِي بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالِي دُبارِ فإِن
أَفُتْهُ فَمُؤْنِس أَو عَرُوبَةَ أَوْ شِيارِ أَول الأَحَدُ وشِيارٌ السبتُ وكل
منها مذكور في موضعه ابن الأَعرابي أَدْبَرَ الرجلُ إِذا سافر في دُبارٍ وسئل
مجاهد عن يوم النَّحْسِ فقال هو الأَربعاء لا يدور في شهره والدَّبْرُ قطعة تغلظ
في البحر كالجزيرة يعلوها الماء ويَنْضُبُ عنها وفي حديث النجاشي أَنه قال ما
أُحِبُّ أَن تكون دَبْرَى لي ذَهبَاً وأَنِّي آذيت رجلاً من المسلمين وفُسِّرَ
الدَّبْرَى بالجبل قال ابن الأَثير هو بالقصر اسم جبل قال وفي رواية ما أُحب أَن
لي دَبْراً من ذَهَبٍ والدَّبْرُ بلسانهم الجبل قال هكذا فُسِّر قال فهو في
الأُولى معرفة وفي الثانية نكرة قال ولا أَدري أَعربي هو أَم لا ودَبَرٌ موضع
باليمن ومنه فلان الدَّبَرِيُّ وذاتُ الدَّبْرِ اسم ثَنِيَّةٍ قال ابن الأَعرابي
وقد صحفه الأَصمعي فقال ذات الدَّيْرِ ودُبَيْرٌ قبيلة من بني أَسد والأُدَيْبِرُ
دُوَيْبَّة وبَنُو الدُّبَيْرِ بطن قال وفي بَنِي أُمِّ دُبَيْرٍ كَيْسُ على
الطعَّامِ ما غَبا غُبَيْسُ