وذوات قال الليث
ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك كقولك فلان ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ والتثنية
ذَوان والجمع ذَوُونَ قال وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابه على حرفين غير سبع
كلمات وهنّ ذُو وفُو وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ فأَما فُو فإنك تقول
وذوات قال الليث
ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك كقولك فلان ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ والتثنية
ذَوان والجمع ذَوُونَ قال وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابه على حرفين غير سبع
كلمات وهنّ ذُو وفُو وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ فأَما فُو فإنك تقول
رأَيت فازَيد ووضَعْتُ في فِي زيد وهذا فُو زيد ومنهم من ينصب الفا في كل وجه قال
العجاج يصف الخمر خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا وقال الأَصمعي قال بِشْرُ
بنُ عُمر قلت لذي الرمة أَرأَيت قوله خالط من سلمى خياشيم وفا قال إِنا لنقولها في
كلامنا قَبَحَ الله ذا فا قال أَبو منصور وكلام العرب هو الأَوَّل وذا نادر قال
ابن كيسان الأَسماء التي رفعها بالواو ونصبها بالأَلف وخفضها بالياء هي هذه
الأَحرف يقال جماء أَبُوك وأَخُوك وفُوك وهَنُوك وحَمُوكِ وذُو مالٍ والأَلف نحو
قولك رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهناكَ وذا مال والياء نحو قولك مررت
بأَبِيك وأَخِيك وفِيك وحَميكِ وهَنِيكَ وذِي مالٍ وقال الليث في تأْنيث ذُو ذاتُ
تقول هي ذاتُ مالٍ فإِذا وقَفْتَ فمنهم من يَدَع التاء على حالها ظاهرةً في
الوُقُوف لكثرة ما جَرَتْ على اللِّسان ومنهم من يرد التاء إِلى هاء التأْنيث وهو
القياس وتقول هي ذاتُ مالٍ وهما ذواتا مال ويجوز في الشعر ذاتا مالٍ والتَّمامُ
أَحسنُ وفي التنزيل العزيز ذَواتا أَفْنانٍ وتقول في الجمع الذَّوُونَ قال الليث
هم الأَدْنَوْنَ والأَوْلَوْنَ وأَنشد للكميت وقد عَرَفَتْ مَوالِيَها الذَّوِينا
أَي الأَخَصِّينَ وإِنما جاءت النون لذهاب الإِضافة وتقول في جمع ذُو هم ذَوُو
مالٍ وهُنَّ ذَواتُ مالٍ ومثله هم أُلُو مالٍ وهُنَّ أُلاتُ مالٍ وتقول العرب
لَقِيتُه ذا صبَاحٍ ولو قيل ذاتَ صَباحٍ مثل ذاتِ يَوْمٍ لَحَسُنَ لأَن ذا وذاتَ
يراد بهما وقت مضاف إِلى اليوم والصباح وفي التنزيل العزيز فاتَّقُوا اللهَ
وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكم قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى أَراد الحالةَ التي
للبَيْن وكذلك أَتَيْتُكَ ذاتَ العِشاء أَراد الساعة التي فيها العِشاء وقال أَبو
إسحق معنى ذاتَ بَيْنِكم حَقِيقَةَ وَصْلِكم أَي اتَّقوا الله وكونوا مُجْتَمِعين
على أَمر الله ورسوله وكذلك معنى اللهم أَصْلِح ذاتَ البَيْن أَي أَصْلِح الحالَ
التي بها يجتمع المسلمون أَبو عبيد عن الفراء يقال لَقِيتُه ذاتَ يَوْمٍ وذاتَ
ليلة وذاتَ العُوَيم وذاتَ الزُّمَيْنِ ولقيته ذا غَبُوقٍ بغير تاء وذا صَبُوحٍ
ثعلب عن ابن الأَعرابي تقول أَتيته ذاتَ الصَّبُوحِ وذاتَ الغَبُوقِ إِذا أَتَيْته
غُدْوة وعَشِيَّةً وأَتيته ذا صباح وذا مساء قال وأَتيتهم ذاتَ الزُّمَيْنِ وذات
العُوَيْمِ أَي مُذْ ثلاثة أَزْمان وأَعْوام ابن سيده ذُو كلمة صِيغت ليُتَوصَّل
بها إِلى الوصف بالأَجناس ومعناها صاحب أَصْلُها ذَواً ولذلك إِذا سمى به الخليل
وسيبويه قالا هذا ذَواً قد جاء والتثنية ذَوانِ والجمع ذوونَ والذَّوُون الأَملاك
المُلَقَّبون بذُو كذا كقولك ذُو يَزَنَ وذُو رُعَيْنٍ وذو فائشٍ وذُو جَدَنٍ وذُو
نُواسٍ وذو أَصْبَح وذُو الكَلاعِ وهم مُلوك اليَمن من قُضاعَةَ وهم التَّبابِعة
وأَنشد سيبويه قول الكميت فلا أَعْني بِذلك أَسْفليكُمْ ولكِنِّي أُرِيدُ به
الذَّوِينا يعني الأَذْواء والأُنثى ذات والتثنية ذَواتا والجمع ذَوُون والإِضافة
إِليها ذَوِّيٌ
( * قوله « والاضافة اليها ذوّيّ » كذا في الأصل وعبارة الصحاح ولو نسبت اليه لقلت
ذوويّ مثل عصوي وسينقلها المؤلف ) ولا يجوز في ذات ذاتِيٌّ لأَنَّ ياء النسب
معاقبة لهاء التأْنيث قال ابن جني وروى أَحمد بن إِبراهيم أُستاذ ثعلب عن العرب
هذا ذو زَيْدٍ ومعناه هذا زيدٌ أَي هذا صاحبُ هذا الاسم الذي هو زيد قال الكميت
إِليكُم ذَوِي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ نَوازِعُ مِن قَلْبِي ظِماء وأَلْبُبُ أَي
إِليكم أَصحاب هذا الاسم الذي هو قوله ذَوُو آل النبي ولقيته أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ
وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء وكذلك افعله أَوَّلَ ذِي يدَين وذاتِ يدين
وقالوا أَمّا أَوّلُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ الله وقولهم رأَيت ذا مال
ضارَعَتْ فيه الإِضافةُ التأْنيث فجاء الاسم المتمكن على حرفين ثانيهما حرفُ لين
لما أُمِنَ عليه التنوين بالإِضافة كما قالوا لَيت شِعْري وإِنما الأَصل شِعْرَتي
قالوا شَعَرْتُ به شِعْرَة فحذف التاء لأَجل الإِضافة لما أُمِنَ التنوينُ وتكون
ذو بمعنى الذي تُصاغ ليُتوصَّل بها إِلى وصف المعارِف بالجمل فتكون ناقصة لا يظهر
فيها إِعراب كما لا يظهر في الذي ولا يثنى ولا يجمع فتقول أَتاني ذُو قالَ ذاكَ
وذُو قالا ذاك وذُو قالوا ذاك وقالوا لا أَفعل ذاكَ بذِي تَسْلَمُ وبذي تَسْلَمانِ
وبذِي تَسْلَمُون وبذِي تَسْلَمِين وهو كالمثَل أُضِيفت فيه ذُو إِلى الجملة كما
أُضيفت إِليها أَسماء الزمان والمعنى لا وسَلامَتِك ولا والله يُسَلِّمُك
( * قوله « ولا والله يسلمك » كذا في الأصل وكتب بهامشه صوابه ولا والذي يسلمك )
ويقال جاء من ذِي نفسه ومن ذات نفسه أَي طَيِّعاً قال الجوهري وأَمَّا ذو الذي
بمعنى صاحب فلا يكون إِلا مضافاً وإِنْ وَصَفْتَ به نَكِرةً أَضَفْته إِلى نكرة
وإِن وصفت به معرفة أَضفته إِلى الأَلف واللام ولا يجوز أَن تُضيفَه إِلى مضمر ولا
إِلى زيد وما أَشبهه قال ابن بري إِذا خَرَجَتْ ذُو عن أَن تكون وُصْلةً إِلى
الوَصْف بأَسماء الأَجناس لم يمتنع أَن تدخل على الأَعلام والمُضْمرات كقولهم ذُو
الخلَصَةِ والخَلَصَةُ اسم عَلَمٍ لصَنَمٍ وذُو كنايةٌ عن بيته ومثله قولهم ذُو
رُعَيْنٍ وذُو جَدَنٍ وذُو يَزَنَ وهذه كلها أَعلام وكذلك دخلت على المضمر أَيضاً
قال كعب بن زهير صَبَحْنا الخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفاتٍ أَبارَ ذَوِي أَرُومَتِها ذَوُوها
وقال الأَحوص ولَكِنْ رَجَوْنا مِنْكَ مِثْلَ الذي به صُرِفْنا قَدِيماً مِن
ذَوِيكَ الأَوائِلِ وقال آخر إِنما يَصْطَنِعُ المَعْ روفَ في الناسِ ذَوُوهُ
وتقول مررت برجل ذِي مالٍ وبامرأَة ذاتِ مالٍ وبرجلين ذَوَيْ مالٍ بفتح الواو وفي
التنزيل العزيز وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم وبرجال ذَوِي مال بالكسر وبنسوة
ذواتِ مال وياذواتِ الجِمام فتُكْسَرُ التاء في الجمع في موضع النصب كما تُكْسَرُ
تاء المسلمات وتقول رأَيت ذواتِ مال لأَن أَصلها هاء لأَنك إِذا وقفت عليها في
الواحد قلت ذاهْ بالهاء ولكنها لما وصلت بما بعدها صارت تاء وأَصل ذُو ذَوًى مثل
عَصاً يدل على ذلك قولهم هاتانِ ذواتا مالٍ قال عز وجل ذواتا أَفْنانٍ في التثنية
قال ونرى أَن الأَلف منقلبة من واو قال ابن بري صوابه منقلبة من ياء قال الجوهري
ثم حُذِفت من ذَوًى عين الفعل لكراهتهم اجتماع الواوين لأَنه كان يلزم في التثنية
ذَوَوانِ مثل عَصَوانِ قال ابن بري صوابه كان يلزم في التثنية ذَويانِ قال لأَن
عينه واو وما كان عينُه واواً فلامه ياء حملاً على الأَكثر قال والمحذوف من ذَوًى
هو لام الكلمة لا عَينُها كما ذكر لأَن الحذف في اللام أَكثر من الحذف في العين
قال الجوهري مثل عَصَوانِ فبَقِي ذاً مُنَوَّن ثم ذهب التنوين للإِضافة في قولك
ذُو مال والإِضافة لازمة له كما تقول فُو زَيْدٍ وفا زَيْدٍ فإِذا أًفردت قلت هذا
فَمٌ فلو سميت رجُلاً ذُو لقلت هذا ذَوًى قد أَقبل فتردّ ما كان ذهب لأَنه لا يكون
اسم على حرفين أَحدهما حرف لين لأَن التنوين يذهبه فيبقى على حرف واحد ولو نسَبت
إِليه قلت ذَوَوِيٌّ مثال عَصَوِيٍ وكذلك إِذا نسبت إِلى ذات لأَن التاء تحذف في
النسبة فكأَنك أَضفت إِلى ذي فرددت الواو ولو جمعت ذو مال قلت هؤلاء ذَوُونَ لأَن
الإِضافة قد زالت وأَنشد بيت الكميت ولكنِّي أُريد به الذَّوينا وأَما ذُو التي في
لغة طَيِّء بمعنى الذي فحقها أَن تُوصَف بها المعارِف تقول أَنا ذُو عَرَفْت وذُو
سَمِعْت وهذه امرأَةُ ذو قالَتْ كذا يستوي فيه التثنية والجمع والتأْنيث قال
بُجَيْر بن عَثْمةَ الطائي أَحد بني بَوْلانَ وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني لا
إِحْنةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني يَرْمي ورائي
بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ
( * قوله « ذو يعاتبني » تقدم في حرم ذو يعايرني وقوله « وذو يعاتبني » في المغني
وذو يواصلني )
يريد الذي يُعاتِبُني والواو التي قبله زائدة قال سيبويه إِن ذا وحدها بمنزلة الذي
كقولهم ماذا رأَيت ؟ فتقول مَتاعٌ قال لبيد أَلا تَسأَلانِ المَرْء ماذا يُحاوِلُ
؟ أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ ؟ قال ويجري مع ما بمنزلة اسم واحد كقولهم
ماذا رأَيت ؟ فتقول خيراً بالنصب كأَنه قال ما رأَيْت فلو كان ذا ههنا بمنزلة الذي
لكان الجواب خَيْرُ بالرفع وأَما قولهم ذاتَ مَرَّةٍ وذا صَباحٍ فهو من ظروف
الزمان التي لا تتمكن تقول لَقِيته ذاتَ يوم وذاتَ ليلةٍ وذاتَ العِشاء وذاتَ
مَرَّةٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذات العُوَيْمِ وذا صَباحٍ وذا مَساءٍ وذا صَبُوحٍ وذا
غَبُوقٍ فهذه الأَربعة بغير هاء وإِنما سُمِع في هذه الأَوقات ولم يقولوا ذاتَ
شهرٍ ولا ذاتَ سَنَةٍ قال الأَخفش في قوله تعالى وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُم إِنما
أَنثوا لأَن بعض الأَشياء قد يوضع له اسم مؤنث ولبعضها اسم مذكر كما قالوا دارٌ
وحائطٌ أَنثوا الدار وذكَّروا الحائط وقولهم كان ذَيْتَ وذَيْتَ مثل كَيْتَ
وكَيْتَ أَصله ذَيْوٌ على فَعْلٍ ساكنة العين فحُذِفت الواو فبقي على حرفين
فشُدِّدَ كما شُدِّد كَيٌّ إِذا جعلته اسماً ثم عُوِّض من التشديد التاء فإِن
حَذَفْتَ التاء وجِئْتَ بالهاء فلا بدّ من أَن تردَّ التشديد تقول كان ذَيَّهْ
وذَيَّهْ وإِن نسبت إِليه قلت ذَيَويٌّ كما تقول بَنَوِيٌّ في النسب إِلى البنت
قال ابن بري عند قول الجوهري في أَصل ذَيْت ذَيْوٌ قال صوابه ذَيٌّ لأَنَّ ما عينه
ياء فلامه ياء والله أَعلم قال وذاتُ الشيء حَقِيقتُه وخاصَّته وقال الليث يقال
قَلَّتْ ذاتُ يَدِه قال وذاتُ ههنا اسم لما مَلَكَتْ يداه كأَنها تقع على الأَموال
وكذلك عَرَفه من ذاتِ نَفْسِه كأَنه يعني سَرِيرَته المُضْمرة قال وذاتٌ ناقصة
تمامها ذواتٌ مثل نَواةٍ فحذفوا منها الواو فإِذا ثنوا أَتَمُّوا فقالوا ذواتانِ
كقولك نَواتانِ وإِذا ثلثوا رجعوا إِلى ذات فقالوا ذوات ولو جمعوا على التمام
لقالوا ذَوَياتٌ كقولك نَوَيَاتٌ وتصغيرها ذُوَيّةٌ وقال ابن الأَنباري في قوله عز
وجل إِنه عليم بذات الصُّدُور معناه بحقيقة القلوب من المضمرات فتأْنيث ذات لهذا
المعنى كما قال وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذات الشَّوْكةِ تكون لكم فأَنَّث على معنى
الطائفة كما يقال لَقِيتُه ذاتَ يوم فيؤنثون لأَن مَقْصِدهم لقيته مرة في يوم
وقوله عز وجل وتَرى الشمس إِذا طَلَعَت تَزاوَرُ عن كَهْفِهِم ذاتَ اليَمين وإِذا
غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشمال أُريد بذاتَ الجِهةُ فلذلك أَنَّثها أَراد جهة
ذات يمين الكَهف وذاتَ شِماله والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
الرَّحْمة
الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ والمرْحَمَةُ مثله وقد رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه
وتَراحَمَ القومُ رَحِمَ بعضهم بعضاً والرَّحْمَةُ المغفرة وقوله تعالى في وصف
القرآن هُدىً ورَحْمةً لقوم يؤمنون أَي فَصَّلْناه هادياً وذا رَحْمَةٍ وقوله
تعالى ورَحْمة
الرَّحْمة
الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ والمرْحَمَةُ مثله وقد رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه
وتَراحَمَ القومُ رَحِمَ بعضهم بعضاً والرَّحْمَةُ المغفرة وقوله تعالى في وصف
القرآن هُدىً ورَحْمةً لقوم يؤمنون أَي فَصَّلْناه هادياً وذا رَحْمَةٍ وقوله
تعالى ورَحْمةٌ للذين آمنوا منكم أَي هو رَحْمةٌ لأَنه كان سبب إِيمانهم رَحِمَهُ
رُحْماً ورُحُماً ورَحْمةً ورَحَمَةً حكى الأَخيرة سيبويه ومَرحَمَةً وقال الله عز
وجل وتَواصَوْا بالصَّبْر وتواصَوْا بالمَرحَمَةِ أَي أَوصى بعضُهم بعضاً
بِرَحْمَة الضعيف والتَّعَطُّف عليه وتَرَحَّمْتُ عليه أَي قلت رَحْمَةُ الله عليه
وقوله تعالى إِن رَحْمَتَ الله قريب من المحسنين فإِنما ذَكَّرَ على النَّسَبِ
وكأَنه اكتفى بذكر الرَّحْمَةِ عن الهاء وقيل إِنما ذلك لأَنه تأْنيث غير حقيقي
والاسم الرُّحْمى قال الأَزهري التاء في قوله إِن رَحْمَتَ أَصلها هاء وإِن
كُتِبَتْ تاء الأَزهري قال عكرمة في قوله ابْتِغاء رَحْمةٍ من ربك تَرْجُوها أَي
رِزْقٍ ولئِنْ أَذَقْناه رَحْمَةً ثم نزعناها منه أَي رِزقاً وما أَرسلناك إِلا
رَحْمةً أَي عَطْفاً وصُنعاً وإِذا أَذَقْنا الناسَ رَحْمةً من بعد ضَرَّاءَ أَي
حَياً وخِصْباً بعد مَجاعَةٍ وأَراد بالناس الكافرين والرَّحَمُوتُ من الرحمة وفي
المثل رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوتٍ أَي لأَنْ تُرْهَبَ خير من أَن تُرْحَمَ لم
يستعمل على هذه الصيغة إِلا مُزَوَّجاً وتَرَحَّم عليه دعا له بالرَّحْمَةِ
واسْتَرْحَمه سأَله الرَّحْمةَ ورجل مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ شدّد للمبالغة وقوله
تعالى وأَدْخلناه في رَحْمتنا قال ابن جني هذا مجاز وفيه من الأَوصاف ثلاثة
السَّعَةُ والتشبيه والتوكيد أَما السَّعَةُ فلأَنه كأَنه زاد في أَسماء الجهات
والمحالّ اسم هو الرَّحْمةُ وأَما التشبيه فلأنه شَبَّه الرَّحْمةَ وإِن لم يصح
الدخول فيها بما يجوز الدخول فيه فلذلك وضعها موضعه وأَما التوكيد فلأَنه أَخبر عن
العَرَضِ بما يخبر به عن الجَوْهر وهذا تَغالٍ بالعَرَضِ وتفخيم منه إِذا صُيِّرَ
إِلى حَيّز ما يشاهَدُ ويُلْمَسُ ويعاين أَلا ترى إِلى قول بعضهم في الترغيب في
الجميل ولو رأَيتم المعروف رجلاً لرأَيتموه حسناً جميلاً ؟ كقول الشاعر ولم أَرَ
كالمَعْرُوفِ أَمّا مَذاقُهُ فحُلْوٌ وأَما وَجْهه فجميل فجعل له مذاقاً
وجَوْهَراً وهذا إِنما يكون في الجواهر وإِنما يُرَغِّبُ فيه وينبه عليه
ويُعَظِّمُ من قدره بأَن يُصَوِّرَهُ في النفس على أَشرف أَحواله وأَنْوَه صفاته
وذلك بأَن يتخير شخصاً مجسَّماً لا عَرَضاً متوهَّماً وقوله تعالى والله يَخْتَصُّ
برَحْمته من يشاء معناه يَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ من يشاء ممن أَخْبَرَ عز وجل أَنه
مُصْطفىً مختارٌ والله الرَّحْمَنُ الرحيم بنيت الصفة الأُولى على فَعْلانَ لأَن
معناه الكثرة وذلك لأَن رحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين فأَما
الرَّحِيمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل
والرحيم قد يكون لغيره قال الفارسي إِنما قيل بسم الله الرَّحْمن الرحيم فجيء
بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى
وكان بالمؤمنين رَحِيماً كما قال اقْرَأْ باسم ربك الذي خَلَقَ ثم قال خَلَقَ
الإِنسان من عَلَقٍ فخصَّ بعد أَن عَمَّ لما في الإِنسان من وجوه الصِّناعة ووجوه
الحكمةِ ونحوُه كثير قال الزجاج الرَّحْمنُ اسم من أَسماء الله عز وجل مذكور في
الكتب الأُوَل ولم يكونوا يعرفونه من أَسماء الله قال أَبو الحسن أَراه يعني
أَصحاب الكتب الأُوَلِ ومعناه عند أَهل اللغة ذو الرحْمةِ التي لا غاية بعدها في
الرَّحْمةِ لأَن فَعْلان بناء من أَبنية المبالغة ورَحِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ
كما قالوا سَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر وكذلك رجل رَحُومٌ وامرأَة
رَحُومٌ قال الأَزهري ولا يجوز أَن يقال رَحْمن إِلاَّ الله عز وجل وفَعَلان من
أَبنية ما يُبالَعُ في وصفه فالرَّحْمن الذي وسعت رحمته كل شيء فلا يجوز أَن يقال
رَحْمن لغير الله وحكى الأَزهري عن أبي العباس في قوله الرَّحْمن الرَّحيم جمع
بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ وأَنشد لجرير لن تُدْرِكوا
المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُ بالخَزِّ أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانا
أَو تَتْركون إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ
قُرْبانا ؟ وقال ابن عباس هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر فالرَّحْمن
الرقيق والرَّحيمُ العاطف على خلقه بالرزق وقال الحسن الرّحْمن اسم ممتنع لا
يُسَمّى غيرُ الله به وقد يقال رجل رَحيم الجوهري الرَّحْمن والرَّحيم اسمان
مشتقان من الرَّحْمة ونظيرهما في اللغة نَديمٌ ونَدْمان وهما بمعنى ويجوز تكرير
الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ إِلا
أَن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أَن يُسَمّى به غيره ولا يوصف أَلا ترى
أَنه قال قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ ؟ فعادل به الاسم الذي لا
يَشْرَكُهُ فيه غيره وهما من أَبنية المبالغة ورَحمن أَبلغ من رَحِيمٌ والرَّحيم
يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رَحِيمٌ ولا يقال رَحْمن وكان مُسَيْلِمَةُ
الكذاب يقال له رَحْمان اليَمامة والرَّحيمُ قد يكون بمعنى المَرْحوم قال
عَمَلَّسُ بن عقيلٍ فأَما إِذا عَضَّتْ بك الحَرْبُ عَضَّةً فإِنك معطوف عليك
رَحِيم والرَّحْمَةُ في بني آدم عند العرب رِقَّةُ القلب وعطفه ورَحْمَةُ الله
عَطْفُه وإِحسانه ورزقه والرُّحْمُ بالضم الرحمة وما أَقرب رُحْم فلان إِذا كان ذا
مَرْحَمةٍ وبِرٍّ أَي ما أَرْحَمَهُ وأَبَرَّهُ وفي التنزيل وأَقَربَ رُحْماً
وقرئت رُحُماً الأَزهري يقول أَبرَّ بالوالدين من القتيل الذي قتله الخَضِرُ وكان
الأَبوان مسلمين والابن كافراً فولو لهما بعدُ بنت فولدت نبيّاً وأَنشد الليث
أَحْنَى وأَرْحَمُ من أُمٍّ بواحِدِها رُحْماً وأَشْجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضارِي
وقال أَبو إِسحق في قوله وأَقربَ رُحْماً أَي أَقرب عطفاً وأَمَسَّ بالقرابة
والرُّحْمُ والرُّحُمُ في اللغة العطف والرَّحْمةُ وأَنشد فَلا ومُنَزِّلِ
الفُرْقا ن مالَكَ عِندَها ظُلْمُ وكيف بظُلْمِ جارِيةٍ ومنها اللينُ والرُّحْمُ ؟
وقال العجاج ولم تُعَوَّجْ رُحْمُ مَنْ تَعَوَّجا وقال رؤبة يا مُنْزِلَ الرُّحْمِ
على إِدْرِيس وقرأَ أَبو عمرو بن العلاء وأَقْرَبَ رُحُماً وبالتثقيل واحتج بقول
زهير يمدح هَرِمَ بن سِنانٍ ومن ضَرِيبتِه التَّقْوى ويَعْصِمُهُ من سَيِّء
العَثَراتِ اللهُ والرُّحُمُ
( * في ديوان زهير الرِّحِم أي صلة القرابة بدل الرحُم )
وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وأُمُّ رُحْمٍ وأُمّ الرُّحْمِ مكة وفي حديث مكة هي أُمُّ
رُحْمٍ أَي أَصل الرَّحْمَةِ والمَرْحُومةُ من أَسماء مدينة سيدنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم يذهبون بذلك إِلى مؤمني أَهلها وسَمَّى الله الغَيْث رَحْمةً لأَنه
برحمته ينزل من السماء وقوله تعالى حكاية عن ذي القَرْنَيْنِ هذا رَحْمَةٌ من ربي
أَراد هذا التمكين الذي قال ما مَكَّنِّي فيه ربي خير أَراد وهذا التمكين الذي
آتاني الله حتى أَحكمْتُ السَّدَّ رَحْمَة من ربي والرَّحِمُ رَحِيمُ الأُنثى وهي
مؤنثة قال ابن بري شاهد تأْنيث الرَّحِم قولهم رَحِمٌ مَعْقومَةٌ وقولُ ابن
الرِّقاع حَرْف تَشَذَّرَ عن رَيَّانَ مُنْغَمِسٍ مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْهُ رِحْمُها
الجَمَلا ابن سيده الرَّحِمُ والرِّحْمُ بيت مَنْبِتِ الولد ووعاؤه في البطن قال
عَبيد أَعاقِرٌ كذات رِحْمٍ أَم غانِمٌ كمَنْ يخيب ؟ قال كان ينبغي أَن يُعادِلَ
بقوله ذات رِحْمٍ نقيضتها فيقول أَغَيْرُ ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ قال وهكذا أَراد
لا مَحالة ولكنه جاء بالبيت على المسأَلة وذلك أَنها لما لم تكن العاقر وَلُوداً
صارت وإن كانت ذاتِ رِحْمٍ كأَنها لا رِحْم لها فكأَنه قال أَغيرُِ ذات رِحْمٍ
كذات رِحْمٍ والجمع أَرْحامٌ لا يكسّر على غير ذلك وامرأَة رَحُومٌ إِذا اشتكت بعد
الولادة رَحِمَها ولم يقيده في المحكم بالولادة ابن الأَعرابي الرَّحَمُ خروج
الرَّحِمِ من علة والجمع رُحُمٌ
( * قوله « والجمع رحم » أي جمع الرحوم وقد صرح به شارح القاموس وغيره ) وقد
رَحِمَتْ رَحَماً ورُحِمتْ رَحْماً وكذلك العَنْزُ وكل ذات رَحِمٍ تُرْحَمُ وناقة
رَحُومٌ كذلك وقال اللحياني هي التي تشتكي رَحِمَها بعد الولادة فتموت وقد
رَحُمَتْ رَحامةٌ ورَحِمَتْ رَحَماً وهي رَحِمَةٌ وقيل هو داء يأْخذها في رَحِمِها
فلا تقبل اللِّقاح وقال اللحياني الرُّحامُ أَن تلد الشاة ثم لا يسقط سَلاها وشاة
راحِمٌ وارمةُ الرَّحِمِ وعنز راحِمٌ ويقال أَعْيَا من يدٍ في رَحِمٍ يعني الصبيَّ
قال ابن سيده هذا تفسير ثعلب والرَّحِمُ أَسبابُ القرابة وأَصلُها الرَّحِمُ التي
هي مَنْبِتُ الولد وهي الرِّحْمُ الجوهري الرَّحِمُ القرابة والرِّحْمُ بالكسر
مثلُه قال الأَعشى إِمَّا لِطالِبِ نِعْمة يَمَّمْتَها ووِصالَ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ
بِلالَها قال ابن بري ومثله لقَيْل بن عمرو بن الهُجَيْم وذي نَسَب ناءٍ بعيد
وَصَلتُه وذي رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلاها قال وبهذا البيت سمي بُلَيْلاً وأَنشد
ابن سيده خُذُوا حِذرَكُم يا آلَ عِكرِمَ واذكروا أَواصِرَنا والرِّحْمُ بالغَيْب
تُذكَرُ وذهب سيبويه إِلى أَن هذا مطرد في كلِّ ما كان ثانِيه من حروف الحَلْقِ
بَكْرِيَّةٌ والجمع منهما أَرْحامٌ وفي الحديث من مَلَكَ ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فهو
حُرٌّ قال ابن الأَثير ذَوو الرَّحِمِ هم الأَقارب ويقع على كل من يجمع بينك وبينه
نسَب ويطلق في الفرائض على الأَقارب من جهة النساء يقال ذُو رَحِمٍ مَحْرَم
ومُحَرَّم وهو مَن لا يَحِلّ نكاحه كالأُم والبنت والأُخت والعمة والخالة والذي
ذهب إِليه أَكثر العلماء من الصحابة والتابعين وأَبو خنيفة وأَصحابُه وأَحمدُ أَن
مَنْ مَلك ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ عَتَقَ عليه ذكراً كان أَو أُنثى قال وذهب الشافعي
وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إِلى أَنه يَعْتِقُ عليه الأَولادُ والآباءُ
والأُمهاتُ ولا يَعْتِقُ عليه غيرُهم من ذوي قرابته وذهب مالك إِلى أَنه يَعْتِقُ
عليه الولد والوالدان والإِخْوة ولا يَعْتِقُ غيرُهم وفي الحديث ثلاث يَنْقُصُ
بهنّ العبدُ في الدنيا ويُدْرِكُ بهنّ في الآخرة ما هو أَعظم من ذلك الرُّحْمُ
والحَياءُ وعِيُّ اللسان الرُّحْمُ بالضم الرَّحْمَةُ يقال رَحِمَ رُحْماً ويريد
بالنقصان ما يَنال المرءُ بقسوة القلب ووَقاحَة الوَجْه وبَسْطة اللسان التي هي
أَضداد تلك الخصال من الزيادة في الدنيا وقالوا جزاك اللهُ خيراً والرَّحِمُ
والرَّحِمَ بالرفع والنصب وجزاك الله شرّاً والقطيعَة بالنصب لا غير وفي الحديث
إِن الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مُعلقة بالعرش تقول اللهم صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطَعْ من
قَطَعني الأَزهري الرَّحِمُ القَرابة تَجمَع بَني أَب وبينهما رَحِمٌ أَي قرابة
قريبة وقوله عز وجل واتقوا الله الذي تَساءَلون به والأَرْحام من نَصب أَراد
واتقوا الأَرحامَ أَن تقطعوها ومَنْ خَفَض أَراد تَساءَلون به وبالأَرْحام وهو
قولك نَشَدْتُكَ بالله وبالرَّحِمِ ورَحِمَ السِّقاءُ رَحَماً فهو رَحِمٌ ضَيَّعه
أهلُه بعد عينَتِهِ فلم يَدْهُنُوه حتى فسد فلم يَلزم الماء والرَّحُوم الناقةُ
التي تشتكي رَحِمَها بعد النِّتاج وقد رَحُمَتْ بالضم رَحامَةً ورَحِمَتْ بالكسر
رَحَماً ومَرْحُوم ورُحَيْم اسمان