رَضَعَ الصبيُّ أمَّهُ كسَمِعَ وضَرَبَ الثانيةُ لغةُ نَجدٍ والأُولى لغةُ تِهامَة كما في الصحاحِ والعُبابِ واللِّسان . وفي المِصباحِ بعَكسِ ذلك قال الجَوْهَرِيّ : قال الأَصْمَعِيّ : أَخْبَرَني عيسى بنُ عمرَ أنّه سَمِعَ العربَ تُنشِدُ هذا البيتَ - لابنِ هَمّام السَّلُوليِّ - على هذه اللُّغَة :
وذَمُّوا لنا الدُّنيا وهمْ يَرْضِعونَها ... أفاويقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثُعْلُ وفي العُباب : هو قَوْلُ عَبْد الله بنِ هَمّامٍ يُخاطبُ النعمانَ بنَ بشيرٍ - رَضِيَ اللهُ عنهما - :
فَقَبْلَكَ ما كانتْ تَلينا أَئِمَّةٌ ... يُهِمُّهُمُ تَقْوِيمُنا وهمُ عُضْلُ
يَذُمُّونَ دُنْياهمْ وهمْ يَرْضِعونَها ... أفاويقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثُعْلُ هكذا بكسرِ الضاد رَضْعَاً بالفَتْح مصدر رَضَعَ كَضَرَبَ ويُحرَّك مصدر رَضِعَ كسَمِع ورَضاعاً ورَضاعَةً بفَتحِهما أمّا الأوّلُ فمصدر رَضِعَ رَضاعاً كسَمِع سَماعاً ونقله الجوهري ويكسران قال اللهُ تعالى : " أنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ " بفَتحِ الراء وقرأَ أبو حَيْوَةَ وأبو رَجاء والجارودُ وابنُ أبي عَبْلَةَ : " أن يُتِمَّ الرِّضاعَةَ " بكسرِ الراء ورَضِعاً ككَتِفٍ فهو راضِعٌ ج : رُضَّعٌ كرُكَّعٍ وهو رَضِعٌ ككَتِفٍ ج : رُضُعٌ كعُنُق : امْتصَّ ثَدْيَها . وفي الحديث : " انْظُرْنَ ما إخوانِكُنَّ فإنّما الرَّضاعةُ من المَجاعة " قال ابنُ الأثير : الرَّضاعةُ بالفَتْح والكَسرِ : الاسمُ من الإرضاع فأما من الرَّضاعة : اللُّؤْمِ فالفَتح فقط . وتفسيرُ الحديث : أنَّ الرَّضاعَ الذي يُحَرِّمُ النِّكاحَ إنّما هو في الصِّغَرِ عند جُوعِ الطِّفل فأمّا في حالِ الكِبَرِ فلا . والرُّضوعة التي تُرْضِعُ وَلَدَها وخَصَّ أبو عُبَيْدةَ به الشاة تُرْضِع . والرّاضِعَتان : ثَنِيَّتا الصبيِّ المُتَقدِّمَتانِ اللتانِ يَشْرَبُ عليهما اللبَنَ . ج : رَواضِع وقيل : الرَّواضِعُ : ما نَبَتَ من أسنانِ الصبيِّ ثمّ سَقَطَ في عَهْدِ الرَّضاع يقال منه : سَقَطَت رَواضِعُه ويقال : الرَّواضِعُ : سِتٌّ من أَعْلَى الفَمِ وسِتٌّ من أَسْفَلِه . منَ المَجاز : رَضُعَ الرجلُ ككَرُمَ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وقال ابنُ عَبّادٍ : رَضَعَ الرجلُ أيضاً مثل مَنَعَ رَضاعَةً بالفَتْح لا غيرُ . ومنه رَجَزٌ يُروى لفاطمةَ - رَضِيَ اللهُ عنها - :
" ما بي مِن لُؤْمٍ ولا رَضاعَهْ قال الجَوْهَرِيّ : قالوا : رَضُعَ الرجلُ بالضَّمّ كأنّه كالشيءِ يُطبَع عليه وقال الزَّمَخْشَرِيّ : ولمّا نُقِلَ إلى معنى المُبالَغةِ في اللُّؤْمِ بَنَوْا فِعلَه على فَعُلَ فقالوا : رَضُعَ رَضاعَةً فهو راضِعٌ ورَضِعٌ ورَضّاعٌ كشَدَّادٍ مِن قومٍ رُضَّعٍ ورُضَّاعٍ كرُكَّعٍ وكُفَّارٍ أي لَؤُمَ أي صارَ لَئيماً ومنه قَوْلُ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَع رضي الله عنه :
" واليومُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
أي : اليومُ يَوْمُ هَلاكِ اللِّئامِ . وفي حديثِ ثَقيفٍ : قالتْ عجوزٌ منهم : أَسْلَمَها الرُّضَّاعَ وتركوا المِصَاعَ . أي اللِّئام والمِصَاع : المُضارَبَةُ بالسيفِ والاسمُ : الرَّضَع مُحرّكةً وككَتِفٍ . قال اليَماميُّ : الرَّاضِع : اللئيمُ الذي رَضَعَ اللؤْمَ من ثَدْيِ أمِّه يريدُ أنّه وُلِدَ في اللؤْم . وهو مَجاز . قيل : الرّاضِع : الرّاعي الذي لا يُمسِكُ معه مِحْلَباً فإذا سُئِلَ اللبَنَ اعتلَّ بذلك أي بأنّه لا مِحلَبَ له وإذا أرادَ الشُّربَ رَضَعَ حَلُوبَتَه . قيل : اللئيمُ الرّاضِع : مَن يأكلُ الخُلاَلَةَ من بَيْنِ أَسْنَانِه لُؤْماً لئلاّ يَفوتَهُ شيءٌ . قال ابنُ عَبّادٍ : اللئيمُ الرّاضِع : مَن يَرْضَعُ الناسَ أي يَسْأَلُهم . قلتُ : وبه فَسَّرَ ابْن الأَعْرابِيّ قَوْلَ جَريرٍ :
ويَرْضَعُ مَن لاقى وإنْ يَرَ مُقْعَداً ... يَقودُ بأَعْمى فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ قال : أي يَسْتَعْطيه ويطلبُ منه أي لو رأى هذا لَسَأَلَه . وهذا لا يكون ؛ لأنّ المُقعَدَ لا يَقْدِرُ أن يقومَ فيقودَ الأعمى . وفي الأساس وتَقُولُ : استعِذُ باللهِ مِنَ الرَّضاعةَ كما تَستعيذُ به مِنَ الضَّراعَة . ونَقَل ابن الأثيرِ أيضاً مثل ذلك . وفي الصِّحاح : قَوْلَهَم : لئيمٌ راضعٌ أَصلهُ زعموا أنَّ رجلاً كانَ يَرْضَعُ إبلَهُ ولا يَحْتلُبُها لئلا يُسمعَ صَوْتُ حَلْبهِ فَيُطْلَبَ منه . وقالَ ابنُ دُرَيدْ : كان هذا في الحدِيثِ في العمالِقَةِ فَكَثُرَ حتَّى صارَ كُلُ لئيم رَاضِعاً فَقلَ ذلك الفِعْلَ أو لمْ يَفْعَلْ . قالَ وأَصْلُ الحديثِ أنَّ رَجُلاً مِنَ العَمالِيقِ طَرَقَهُ ضَيِفٌ لَيلاً فَمضَّ ضِرْعَ شَاتِه لئلا يَسْمَعَ الضَّيفُ صَوْتَ الشَّخَبِ . قال : والرَّضاعَة : كَسَحَابةٍ : اسمُ الدَّبُور أو رِيحٌ بَيْنَها وبَيْنَ الجَنوبِ وذلك لأنّها إذا هَبَّتْ على اللِّقاحِ رَضَعَتْ أَلْبَانُها أي قَلَّت وهو مَجاز . قال : والرِّضْع بالكَسْر : شجَرٌ تَرْعَاهُ الإبلُ كما في العُباب . تقول : هذا رَضيعُكَ أي أخوكَ من الرَّضاعةِ بالفَتْح كما في الصحاح كما تقول : أَكيلُكَ قال الأعْشى :
رَضيعَيْ لِبَانٍ ثَدْيَ أمٍّ تَقاسَما ... بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ قال ابْن الأَعْرابِيّ : الرَّضَع مُحرّكةً : صِغارُ النَّحْل واحدِتُها رَضَعَة كالرَّصَع بالصاد وقد تقدّم عن الأَزْهَرِيّ أنّه بالصادِ المهملة تَصحيفٌ . وأَرْضَعَتِ المرأةُ فهي مُرْضِعٌ أي لها ولَدٌ تُرضِعُه ومنه قولُ امرئِ القَيسِ :
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ ... فَأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائمَ مُحْوِلِويُروى مُرْضِعاً ويُروى مُغْيلٍ أي ذاتِ رَضيعٍ فإن وَصَفْتَها بإرضاعِ الولَدِ أَلْحَقْتَ الهاءَ . وقلتَ : مُرْضِعَة كما في الصحاحِ والعُباب ومنه قَوْله تَعالى : " يَوْمَ تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ عمّا أَرْضَعَتْ " وفي الحديثِ حين ذكر الإمارةَ فقال : " نِعْمَتِ المُرْضِعَةُ وبِئْسَتِ الفاطِمَةُ " ضَرَبَ المُرضِعَةَ مَثَلاً للإمارةِ وما تُوَصِّلُه إلى صاحبِها من الأَحْلاب يعني المَنافع والفاطِمَةَ مثلاً للمَوتِ الذي يَهْدِمُ عليه لَذّاتِه ويقطعُ مَنافِعَها . قال ثعلبٌ : المُرْضِعَة : التي تُرْضِعُ وإنْ لم يكن لها ولَدٌ أو كان لها ولَدٌ والمُرْضِع : التي ليس مَعَهَا ولَدٌ وقد يكون معها ولَدٌ . وقال مَرّةً : إذا أدخلَ الهاءَ أرادَ الفِعلَ وجَعَلَه نَعْتَاً وإذا لم يُدخِل الهاءَ أرادَ الاسمَ . وقال الفَرّاء : المُرْضِعُ والمُرْضِعَة : التي معها صبيٌّ تُرْضِعُه قال : ولو قيلَ في الأمِّ : مُرْضِعٌ - لأنّ الرَّضاعَ لا يكونُ إلاّ من الإناثِ كما قالوا : امرأةٌ حائِضٌ وطامِثٌ - كان وَجْهَاً . قال : ولو قيلَ في التي معها صَبيٌّ : مُرْضِعَةٌ كان صَواباً . وقال الأخفَشُ : أَدْخَلَ الهاءَ في المَرْضِعَةِ لأنّه أرادَ - واللهُ أَعْلَم - الفِعلَ ولو أرادَ الصِّفةَ لقال : مُرْضِعٌ . وقال أبو زَيْدٍ : المُرْضِعة : التي تُرْضِعُ وثَدْيُها في فَمِ ولَدِها وعليه قَوْله تَعالى : " تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ " قال : والمُرضِع : التي دنا لها أن تُرْضِعَ ولم تُرْضِع بعد والمُرْضِع : التي معها الصبيُّ الرَّضيع . وقال الخليل : امرأةٌ مُرضِعٌ : ذاتُ رَضيع كما يقال : امرأةٌ مُطْفِلٌ : ذاتُ طِفلٍ بلا هاءٍ لأنّك تَصِفُها بفِعلٍ منها واقِعٍ أو لازمٍ فإذا وَصَفْتَها بفِعلٍ هي تَفْعَلُه قلتَ : مُفْعِلَةٌ كقولِه تعالى : " تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ عمّا أَرْضَعَتْ " وَصَفَها بالفِعلِ فأدخلَ الهاءَ في نَعْتِها ولو وَصَفَها بأنّ مَعَهَا رَضيعاً قال : كلُّ مُرضِعٍ . وقال ابنُ بَرّي : أمّا مُرضِعٌ فَعَلَى النَّسَبِ أي ذاتُ رَضيعٍ كما تقول : ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ أي ذاتُ شادِنٍ وعليه قولُ امرئِ القَيسِ :
" فمِثلِكِ... الخ فهذا على النَسَب وليس جارِياً على الفِعلِ كما تقول : رجلٌ دارِعٌ تارِسٌ أي معه دِرعٌ وتُرْسٌ ولا يقال منه : دَرِعٌ ولا تَرِسٌ فلذلك يُقَدَّرُ في مُرْضِعٍ أنّه ليس بجارٍ على الفِعلِ وإن كان قد استُعمِلَ منه الفعلُ . وقد يَجيءُ مُرضِعٌ على معنى ذاتِ إرْضاعٍ أي لها لبَنٌ وإن لم يكن لها رَضيع هذا خُلاصَةُ ما قاله النَّحَوِيُّون . وراضَعَ فلانٌ ابْنَه أي دَفَعَه إلى الظِّئْرِ . نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأنشد لرُؤْبَة :
إنَّ تَميماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ... وَلَمْ تَلِدْهُ أمُّهُ مُقَنَّعا أي وَلَدَتْه أمُّه مكشوفَ الأمرِ ليس عليه غِطاءٌ . قال الجَوْهَرِيّ : ارْتَضَعَتِ العَنزُ أي شَرِبَتْ لَبَنَ نَفْسِها وأنشدَ للشاعر وهو عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِليُّ :
إنِّي وَجَدْتُ بَني أَعْيَا وجاهِلَهُم ... كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيْها فَتَرْتَضِعُهكذا هو في الصحاح ويُروى : بَني سَهمٍ وجامِلَهم ويُروى وعِزَّهُم يريدُ تَرْضَعُ نَفْسَها يصِفُهم باللُّؤْم والعَنزُ تفعلُ ذلك . واسْتَرضَعَ : طَلَبَ مُرضِعَةً ومنه قَوْله تَعالى : " وإن أردتُم أنْ تَسْتَرْضِعوا أولادَكم فلا جُناحَ عليكم " أي : تَطْلُبوا مُرضِعةً لأولادِكم . قال ابنُ بَرّيّ : وتقول : اسْتَرْضَعْتُ المرأةَ ولَدي أي طَلَبْتُ منها أن تُرضِعَه قال اللهُ تعالى : " أن تَسْتَرْضِعوا أولادَكم " والمَفعولُ الثاني محذوفٌ أي أن تَسْتَرْضِعوا أولادَكم مَراضِع والمحذوفُ في الحقيقةِ المفعولُ الأوّل ؛ لأنّ المُرضِعةَ هي الفاعِلَةُ بالولَدِ ومنه فلانٌ المُسْتَرْضِع في بَني تَميم وحكى الحوفِيُّ في البُرهانِ في أحَدِ القولَيْن : أنّه مُتَعَدٍّ إلى مفعولَيْن والقولُ الآخَر : أن يكونَ على حَذْفِ اللام أي لأولادِكُم . قال الأَزْهَرِيّ : قَرَأْتُ بخطِّ شَمِرٍ : رُبَّ غلامٍ يُراضَع . قال : والمُراضَعَة : أن يَرْضَعَ الطفلُ أمَّه وفي بَطْنِها ولَدٌ قال : ويقال لذلك الولَدِ الذي في بَطْنِها : مُراضَعٌ ويجيءُ مُخْتَلاًّ ضاوِيَّاً سَيِّئَ الغِذاء ونقله الصَّاغانِيّ عن النَّضْر . المُراضَعَة : أن يَرْضَعَ معه آخَرُ كالرِّضاع بالكَسْر يقال : راضَعَه مُراضَعَةً ورِضاعاً . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : رَضَعَ الصبيُّ ثَدْيَ أمِّه كَمَنَعَ لغةٌ حكاها صاحبُ المِصباحِ وابنُ القَطّاع واستَدْركَه شَيْخُنا . وارْتَضعَ كَرَضَعَ . والرَّاضِع : ذاتُ الدَّرِّ واللبَن على النَّسَب . وتَراضَعا : رَضَعَ كلٌّ منهما مع الآخَر . والرَّضيع : المُراضِع والجمعُ رُضَعاء . وجَمعُ المُرْضِع : المَراضِع قال اللهُ تعالى : " وحَرَّمْنا عليه المَراضِع " . والمَراضيع على ما ذهب إليه سيبويهِ في هذا النحوِ قال الهُذَليُّ :
ويَأْوي إلى نِسْوَةٍ عُطَّلٍ ... وشُعْثٍ مَراضيعَ مِثلِ السَّعالي واستعارَ أبو ذُؤَيْبٍ المَراضيعَ للنَّحْلِ فقال :
تَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ ... مَراضيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها والرَّاضِعون : اللِّئام . وهو يَرْضَعُ الدنيا ويَذُمُّها وهو مَجاز . ويقال : بينهما رِضاعُ الكَأْسِ وهو مَجاز أيضاً . وفي حديثِ قُسٍّ : رَضيعُ أَيْهُقان . قال ابنُ الأَثير : فَعيلٌ بمعنى المَفعولِ يعني أنَّ النَّعَامَ في ذلك المكانِ يَرْتَع هذا النَّبتَ ويمصُّه بمَنزِلَةِ اللبَن ؛ لشِدَّةِ نُعومَتِه وكَثرَةِ مائِه . ويُروى بالصادِ المُهمَلة وقد تقدّم . والراضِع : الشَّحَّاذ لأنّه يَرْضَعُ الناسَ بسؤالِه وهو مَجاز . والرَّضَع مُحرّكةً : سِفادُ الطائرِ عن كُراعٍ والمعروفُ بالصادِ المُهمَلة
الوَلَدُ محركةً والوُلْد بالضمّ واحِدٌ مِثْل العَرَبِ والعَجَمِ والعُجْم ونحو ذلك قاله الزَّجَّاج وأَنشَدَ الفَرَّاءُ :
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِراً ... قَدْ ثَمَّرُوا مَالاً وَوُلْدَا الوِلْد بالكَسْرِ لُغَة كذا الفتح مع السكون واحدٌ وجَمعٌ قال ابنُ سِيده : وهو يَقَع على الوَاحِد والجَمِيع والذَّكرِ والأُنْثَى وقد يُجْمَع أَي الوَلَدُ محركةً كما صَرَّح به غيرُ واحد على أَوْلاَدٍ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ ووِلْدَةٍ بالكسر وإِلْدَةٍ بِقَلْب الواوِ هَمزةً ووُلْدٍ بالضَّم وهذَا الأَخيرُ نَقَلهُ ابنُ سِيدَهْ بِصيغَةِ التَّمْرِيض فقال : وقد يَجُوز أَن يَكون الوُلْد جَمْعَ وَلَدٍ كوُثْنٍ ووَثُنٍ فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المِثَال لاعْتِقاب المِثَالَيْنِ عَلَى الكَلَمةِ ثم قَال : والوِلْدُ بالكَسْر كالوُلْدِ لُغَةٌ وليس بجَمْعٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْلٍ . وفي اللسان : والوِلْدَةُ جَمْعُ الأَوْلاَدِ قال رُؤْبَة :
" سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعَابِلاَ
قال الفَرَّاءُ : قرأَ إِبراهِيمُ " مَالُه ووُلْدُه " وهو اخْتِيَار أَبي عَمْرٍ, وكذلك قَرأَ ابنُ كَثِيرٍ وحَمْزَةُ وروى خارِجةُ عن نافِعٍ : وَوُلْدُه . أَيضاً . وقرأَ ابنُ إِسحاقَ : مالَه وَوِلْدُه وقال : هما لغتانِ وُلْد ووِلْد في التهذيب : ومن أمثال العرب وفي الصحاح : من أَمثال بني أَسَد : وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ هكذا مُحَرَّكة وكسر الكاف فيهما بناءً عَلَى أَنه خِطابٌ للأُنثى أَي مَنْ نُفِسْتِ به وصَيَّر عَقِبَيْكِ مُلْطَّخَيْنِ بالدَّمِ فهو ابنُكِ حَقِيقةً لا مَن اتَّخَذْتِه وَتَبَنَّيْتِه وهو مِن غَيرِك كذا في سائر النُّسخ والمضبوط في نثسخ الصحاح وُلْدُكَ وبالذَمّ وفَتح الكافِ قال شَيْخُنا : والتَّدْمِيَةُ للذَكَر . على المَجَاز ثم أِنشدَ الجَوْهَرِيّ :
فَلَيْتَ فُلاَناً كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ... وَلَيْتَ فُلاناً كَانَ وُلْدَ حِمَارَ ثم قال : فهذا واحِدٌ . قال : وقَيْسٌ تَجْعَل الوُلْدَ حَمْعاً والوَلَدَ وَاحِداً . وقال ابنُ السِّكّيت : يقال في الوَلَدِ الوِلْدُ والوُلْدُ قال : وقد يكون الوُلْدُ واحِداً وجَمْعاً قال : وقد يكون الوُلْدُ جمْعَ الوَلَدِ مثْل أَسَدٍ وأُسْدٍ . والوَلِيدُ : المَوْلُود حِين يُولَد فهو فَعِيلٌ بمعنى المفْعُولِ . وصَرِيحُ كَلاَمِه أَنه لا يُؤَنَّث وقال بَعْضُهم بل هو للذَّكَر دُونَ الأُنْثَى . الوَلِيدُ : الصَّبِيُّ ما دَامَ صَغِيراً لِقُرْبِ عَهْدِه مِن الوِلاَدَة ولا يقال ذلك للكَبِير لِبُعْدِ عَهْدِه مِنها وهذا كما يقال : لَبَنٌ حَلِيبٌ وجُبْنٌ طَرِيٌّ للطَّرِيّ منهما دون الذي بَعُدَ عن الطَّرَاوَةِ كذا في المِصْبَاح : الوَلِيد : العبْدُ وَقَيَّدَه بعضُهم بمن يُولَدُ في الرِّقّ وأُنْثَاهما بهاءٍ وَلِيدَة الوَلائِدُ مَقِيسٌ مَشهور والوِلْدَانُ الكَسْر جَمْع وَلِيدٍ كما أَن الأَول جمْع وَليدة كما في الأَساس . وفي التهذيب : والوَلِيد : المَوْلُود حين يُولَد والجَمْع وِلْدَانق والإسمُ الوِلاَدَة والوُلُودِيَّة عن ابن الأَعرابيّ . قال ثعلبٌ : الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاهُ على لَفْظِ الوَلِيد وهي من المصادر التي لا أَفْعَالَ لها والأُنْثَى وَلِيدَة والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووَلائدُ . وفي الحَدِيث وَاقِيَةً كوَاقِيَةِ الوَلِيدِ هو الطِّفل فَعيل بمعنى مفعول أَي كِلاَءَةً وحِفْظاً كما يُحْفَظ الطِّفْل وقيل : أَرَادَ بالوَلِيد مُوسَى عَلَى نَبِيِّنا وعَلَيْه الصَّلاَةُ والسلامُ . وفي الحديث الوَلِيدُ فِي الجَنِّةِ أَي الذي ماتَ وهو طِفْلٌ أَو سَقَطٌ قال : وقد تُطْلَقُ الوَلِيدَةُ على الجارِيَةِ والأَمَة وإِن كانَتْ كَبِيرةً وفي الحديث تَصَدَّقَتْ أُمِّي عَلَيَّ بِوَلِيدَةٍ يعني جَارِيَةً . وفي الأَساس : من المَجازِ : رأَيْتُ وَلِيداً ووَلِيدَةً غلاماً وجَارِيَةً اسْتُوصِفَا قَبْلَ أَن يَحْتَلِمَا وفي النِّهَايَة والمُحكم والتهذيب : الوَلِيدَةُ : المَوْلُودَة بين العَرَبِ وغُلامٌ وَلِيدٌ كذلك والوَلِيد : الغُلاَمُ حين يُسْتَوْصَف قَبل أَنْ يَحْتَلِم والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووِلْدَة ويقال للأَمةِ وَلِيدَةٌ وإِن كانَتْ مُسِنَّة قال أَبو الهَيْثَم : الوَلِيد : الشَّابُّ . والوَلائِدُ : الشَّوَابُّ منِ الجَوَارِي والوَلِيد مِن حِينِ يُولَد إِلى أَنْ يَبْلُغ قال : والخَادِمُ إِذا كَان شابًّا وَصِيفٌ والوَصِيفَةُ وَلِيدَةُ وأَمْلَحُ الخَدَمِ الوُصَفَاءُ والوَصَائِفُ وخادِمُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَلِيدٌ أَبَداً لا يَتَغَيَّر عن سِنِّه كذا في اللسان
وأُمُّ الوَلِيد كُنْيَة الدَّجَاجَة عن الصاغانيّ . ويقال في المثَل : أَمْرٌ وفي كتب الأَمْثَال : هُمْ في أَمْرٍ لا يُنَادَى وَلِيدُه ويُضْرَب في الخَيْرِ والشَّرِّ أَي اشْتَغَلُوا به حتَّى لَوْمَدَّ الوَلِيد يَدَه إِلَى أَعَزِّ الأَشْيَاءِ لا يُنَادَى عليهِ زَجْراً أَي لَم يُزْجَر عَنْه لِكَثْرَةِ الشيْءِ عِنْدهم . قلت : فهو في مَوْضِعِ الكَثْرَةِ والسَّعَةِ وقال ابنُ السِّكّيت في قول مزَرِّدٍ الثَّعلَبِيّ :
" تَبَرَّأْتُ مِنْ شَتْمِ الرِّجَالِ بِتَوْبَةٍإِلَى اللهِ مِنِّي لاَ يُنَادَى وَلِيدُهَاقال : هذا مَثَلٌ ضَرَبَه مَعْنَاه أَي لا أُرَاجَعُ ولا أُكَلَّم فيها كما لا يُكَلَّم الوَلِيدُ في الشيْءِ الذي يُضْرَب له فيه المَثَلُ وقال الأَصمعيّ وأَبو عُبَيْدَةَ في قولهم : هو أَمْرٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه . قال أَحدُهما : أَي هو أَمْرٌ جَلِيلٌ شدِيدُ لا يُنَادَى فيه الوَلِيدُ ولكن يُنَادَى فيه الجِلَّةُ وقال آخرُ : أَصلُه من الغَارَة أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عنِ ابْنِها أَنْ تُنَادِيَه وتَضُمَّه ولكِنَّهَا تَهْرُبُ عنه ويقال : أَصْلُه مِن جَرْيِ الخَيْلِ لأَن الفَرسَ إِذا كانَ جَوَاداً أَعْطَى مِنْ غَيْرِ أَن يُصاحَ به لاِسْتِزَادَتِه كما قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرساً :
وَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ العَجَاجَةِ صَدْرَهُ ... وَهَزَّ اللِّجَامَ رَأْسُه فَتَصَلْصَلاَ
أَمَامَ هَوِيٍّ لا يُنَادَى وَلِيدُه ... وشَدٍّ وَأَمْر بِالعِنَانِ لِيُرْسَلاَ ثم قِيل ذلك لكُلّ أَمرٍ عظيمٍ ولكُلِّ شَيْءٍ كثيرٍ قال ابنُ السّكّيت : ويقال : جاءُوا بطعامٍ لا يُنادَى وَلِيدُه . وفي الأَرْض عُشْبٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه أَي إِن كان الوَلِيدُ في ماشِيَةٍ لم يَضُرَّه أَيْنَ صَرَفَهَا لأَنها في عُشْب فلا يُقَالُ له اصْرِفْهَا إِلى مَوْضِعِ كذا لأَن الأَرْضَ كُلَّهَا مُخْصِبَةٌ وإِن كان طَعَامٌ أَو لَبَنٌ فمعناه أَنه لا يُبَالَى كيْف أَفْسَد فِيه ولا مَتَى شَرِبَ ولا في أَيِّ نَوَاحِيه أَهْوَى . ووَلَدَت المرأَةُ تَلِدُ وِلاَداً ووِلاَدَةً بكسْرِهما وإِنما أَطْلقَهما أعتماداً على الشُّهْرةِ ولكن في المِصْباح أَن كَسْرَهما أَفْصَحُ مِن فَتْحِهما وهذا يَدُلُّ على أَن الفتحَ قَوْلٌ فيهما وإِلاَدَةً أُبدِلتِ الواوُ همزةً وهو قِيَاسق عند جَمَاعَةٍ في الهَمْزَةِ المَكْسُورة كإِشَاحٍ وإشكافٍ قاله شيخُنَا . ولِدَةً ومَوْلِداً كِعدَةٍ ومَوْعِدٍ أَمَّا الأَوَّل فهو القياسُ في كُلِّ مِثَالٍ كما سبق وأَما الثاني فهو أَيضاً مَقِيسٌ في بابِ المِثَال وما جاءَ بالفَتْح فهو على خِلافِ القِياسِ كمَوْحَدٍ وقد سبق البَحْثُ فيه . في المحكم : وَلَدَتْه أُمُّه وِلاَدَةً وإِلادَةً على البَدَلِ فهي والِدٌ على النَّسب ووَالِدَةٌ على الفِعْلِ حكاه ثَعْلَبٌ في المرْأَةِ وكُلّ حامِلٍ تَلِدُ ويقال لأُمِّ الرجُلِ : هذه والِدَةٌ في الحديث فَأَعْطَى شَاةً وَالِداً قال الليثك شَاةٌ والِدٌ هي الحامِلُ وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلاَدِ . ومعنى الحديثِ أَي عُرِفَ منها كَثْرَةُ النِّتَاجِ كما في النهاية . ومثل ذلك في الصحاح نَقْلاً عن ابنِ السِّكّيت وزاد في المصباح : والوِلاَدُ بغير هاءٍ يُسْتَعْمَل في الحَمْلِ في اللسان وشاةٌ وَالِدَةٌ ووَلُودٌ الأَخير كصَبُورٍ وج وُلَّدٌ بضَمّ فتشديد كسُكَّر وهو المَقِيس في فاعِلٍ كرَاكعٍ ورُكَّع وهكذا هو مضبوط عندنا في سائرِ النُّسخ ووُجِد في نُسخ الصحاح واللسان بضمّ فَسُكونٍ ومثلُه في أَكثرِ الدَّواوين قال شيخُنَا : وكلاهما ثابِتٌ . قد وَلَّدْتُها تَوْلِيداً فأَوْلَدَتْ هي وهي مُولِدٌ كمُحْسِن من غَنمٍ مَوَالِيدَ وَمَوَالِدَ ويقال : وَلَّدَ الرجُلُ عَنَمَهُ تَوْلِيداً كما يقال : نَتَّجَ إِبلَه . وفي حديثِ لقيطٍ ما وَلَّدْتَ يا رَاعي يقال : وَلَّدْت الشَّاةَ تَوْلِيداً . إِذا حَضَرْت وِلادَتَها فَعَالَجْتها حَتَّى يَبِينَ الوَلَدُ مِنها وأَصحابُ الحَدِيث يقولون : مَا وَلَدَتْ . يَعْنُونَ الشَّاةَ والمحفوظُ بِتَشْدِيد اللامِ علَى الخِطَابِ للرَّاعِي ومنه حديثُ الأَعْمَى والأَبرص والأَقْرَع فَأُنْتِجَ هذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا وقال الأُمويّ : إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُها بعد بَعْضٍ قيل : قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاَءَ ممدودٌ ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً وقول الشاعر :
إِذَا مَا وَلَّدُوا شَاةً تَنَادَوْا ... أَجَدْيٌ تَحْتَ شَاتِك أَمْ غُلاَمُقال ابنُ الأَعْرَابيّ في قولِه وَلَّدُوا شاةً : رَمَاهُم بأَنَّهُم يَأْتُونَ البَهَائِمَ قال أَبو منصور : والعَرب تَقول : نَتَّج فلانٌ ناقَتَه إِذا وَلَدَت وَلَدَها وهو يَلِي ذلك مِنْهَا فهي مُنْتُوجَة والناتِج للإِبل بمنزلة القابِلَة للمرْأَةِ إِذا وَلَدتْ ويقال في الشاءِ وَلَّدْنَاها أَي وَلِينا وِلاَدَتَها ويقال لِذَواتِ الأَظلاف والشاء : والبقرِ : وُلِّدت الشَّاةُ والبَقَرَةُ مضمومة الواوِ مَكْسُورة اللام مشدَّدَة ويقال أَيضاً وَضَعَتْ في موضع وُلِّدَت كذا في اللسان وبعضٌ من ذلك في البصائر والمِصباح والأَفعالِ لابن القَطَّاع . واللِّدَةُ بالكسر : التِّرْبُ وهو الذي يُولَد مَعَك في وَقْتٍ واحِد لِدَاتٌ وهو القياس في كُلّ كَلمة فيها هاءُ تأْنِيثٍ كما جزم به النُّحَاةُ وحكَى الشاطِبيُّ عليه الإجماعَ قاله شيخُنَا ولِدُونَ نقله الجوهريُّ وغيرُه قال أَبو حَيّان وغيرُه من شُرَّاح التَّسهيل : إِن مثْل هذه الأَلفاظِ إِذا صارَتْ عَلَماً صحَّ جَمْعُهَا بالواو والنُّونِ وزعمَ بعضٌ أَن لِدَةً مِن لدى لا من ولد وسيأْتي الكلامُ عليه في المُعْتلّ إِن شاءَ الله تعالى قال الفرزدق :
رَأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤَزَّرَاتٍ ... وَشَرْخَ لِدِيَّ أَسْنَانَ الهِرَامِ وفي الصحاح : ولِدَةُ الرَّجُلِ : تِرْبُه والهاءُ عِوَضٌ من الواو الذاهِبةِ من أَوَّلِه لأَنَّه من الوِلاَدَة وهما لِدَانِ والتَّصغيرُ وُلَيْدَاتٌ ووُلَيْدُونَ لأَنهم قالوا : إِن التصغيرَ والتَّكْسِيرَ يَرُدَّانِ الأَشياءَ إِلى أُصولِها ولا لُدَيّاتٌ ولُدَيُّونَ نظراً إِلى ظاهِرِ اللفْظِ كما غَلِطَ هو الذي مَشى عليه الجوهريُّ وأَكثرُ أَئمَّةِ الصَّرْف وقالوا : مُرَاعَاةُ الأَصلِ ورَدُّه إِليه يُخْرِجه عن مَعْنَاه المُراد لأَن لِدَة إِذا صُغّر وُلَيْد يَبْقَى لا فَرْقَ بينه وبين تصغير وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي جلْبِي في حاشِيتِه أَنه شاذٌّ مُخَالِف للقِيَاسِ ومثلُه لا يُعَدُّ غَلَطاً وسيأْتي البحث في آخر الكتاب إِن شاءَ الله تعالى . واللِّدَة : وَقْتُ الوِلاَدَةِ كالمَوْلِد والمِيلادِ أَما المَوْلد والمِيلاد فقد ذَكرَهما غيرُ واحدٍ من أَئِمّةِ اللُّغَة وأَما اللِّدّة بمعناهما لا يَكَاد يُوجَد في الدواوينِ ولا نَقَلَه أَحَدٌ غيرُ المُصَنّف فينبغِي التَّحَرِّي والمُرَاجَعَة حَتَّى يَظْهَرَ أَيْنَ مَأْخَذُه . ففي اللسانِ والمُحْكَم والتهذيبِ والأَساس : مَوْلِدُ الرَّجُلِ : وَقْتُ وِلاَدَتِه . ومَوْلِده : المَوْضِع الذي وُلِدَ فيه ومثله في الصحاح . وفي المِصْباح : المَوْلِد : المَوْضِع والوَقْتُ والمِيلادُ الوَقْتُ لا غَيْرُوالمُوَلَّدَةُ : الجارية المَولُودةُ بين العرب كالوَلِيدة ومثله في المحكم وقال غيرُه : عَرَبِيَّةٌ مُوَلَّدَة ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبِيًّا غيرَ مَحْضٍ وقال ابنُ شُمَيل : المُوَلَّدَة : التي وُلِدَتْ بأَرْضٍ وليس بها إِلاَّ أَبُوها أَو أُمُّها . والتَّلِيدَةُ : التي أَبوهَا وأَهْلُ بَيْتِها وجَمِيعُ مَن هو بِسَبِيل منها بِأَرْضٍ وهي بأَرْضٍ أُخْرَى . قال : والقِنُّ مِن العَبيد التَّلِيدُ : الذي وُلِدَ عندَك . وجاريَةٌ مُوَلَّدَةٌ : تُولَد بين العَرَبِ وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذُونَها غِذَاءَ الوَلَدِ ويُعَلِّمونَها مِن الأَدَب مثْل ما يُعَلِّمون أَوْلادَهم وكذلك المُوَلِّد من العَبِيدِ . والوَلِيدة : المَوْلُودَة بين العَرَبِ ومثلُه في الأَساس . والمُوَلَّدَة : المُحَدَثَة من كُلِّ شيْءٍ ومنه المُوَلَّدُون من الشُّعراءِ وإِنما سُمُّوا بذلك لِحُدوثِهِم وقُرْبِ زَمَانِهم وهو مَجازٌ . المولِّدة بِكَسرِ اللامِ : القابِلَةُ وفي حَدِيث مُسافعٍ حَدَّثَتْنِي امرأَةٌ مِنْ بني سُلَيْم قالت : أَنَا وَلَّدْتُ عَامَّةَ أَهْلِ دِيارِنَا أَي كُنْتُ لهم قابِلَةً . والوُلُودِيَّةُ بالضَّم : الصِّغَرُ عن ابنِ الأَعْرَابيّن ويُفٍْتَح قال ثعلبٌ الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاه على لفْظِ الوَلِيدِ وهي من المصادِر التي لا أَفْعَال لها . وفي البصائر : يقال فعَل ذلك فِي وَلُدِيَّتِه ووَلُودِيَّتِه أَي في صِغَره وفي اللّسَان : فَعلَ ذلك في وَلِيدِيَّتِه أي في الحالة التي كان فيها وَلِيداً قال ابن بُزُرْج : الوُلُودِيَّة أَيضاً : الجَفَاءُ وقِلَّةُ الرِّفْقِ والعِلْمِ بالأُمورِ وهي الأُمِّيّة . والتَّوْلِيدُ : التَّرْبِيَةُ ومنه قولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لعيسى صلَّى الله عليه وعلى نَبِيِّنَا وسَلَّم : أَنْتَ نَبِيِّ وأَنَا وَلَّدْتُك أَي رَبَّيْتُك فقالت النَّصارَى وقد حَرَّفَتْه في الإِنجيل أَنت بُنَيَّى وأَنَا وَلَدْتُك وخَفَّفُوه وجَعَلُوه له وَلَداً تَعالَى اللهُ عن ذلك عُلُوًّا كَبِيراً هكذا حكاه أَبو عمرٍو عن ثَعْلَبٍ وأَورده المصَنِّف في البصائر . وبنو وِلاَدَةَ ككِتَابَة : بَطْنٌ من العَرَب . وسَمَّوْا وَلِيداً ووَلاَّداً الأَخير ككَتَّانٍ والمُسَمَّون بالوَلِيدِ من الصحابَة أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً راجعْه في التَّجْرِيد ومن التابِعِين ثَلاَثَةٌ وعِشْرُونَ رَجُلاً راجِعْه في الثِّقَات لابنِ حبَّان . يقال : هذه بَيِّنَةٌ مَوْلَّدَةٌ . إِذا كانتْ غَيْر مُحَقَّقةٍ وكذلك قَوْلُهم كِتَابٌ مُوَلِّد أَي مُفْتَعَلٌ وهو مَجازٌ وكذا قولُهم : كَلاَمٌ مُوَلَّدُ وحَدِيث مُوَلَّد أَي ليس من أَصْلِ لُغَتِهِم . وفي اللسان : إِذا اسْتَحْدَثُوه ولم يَكُنْ مِن كلامِهم فيما مَضَى . قال ابنث السِّكّيت : ويقال : ما أَدْرِي أَيّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ أَيْ أَيّ الناسِ هو وأَوْرده الجَوْهَرِيّ في الصحاح والمُصنِّف أَيضاً في البصائر هكذا . ومما يستدرك عليه : الوالد : الأَبُ والوَالِدَة : الأُمُّ وهما الوَالِدَنِ أَي تَغليباً كما هو رَأْيُ الجوهرِيّ وغيرِه وكلامُ المُصَنِّف فيما تقَدَّم صَرِيحٌ في أَن الأُمَّ يقال لها الوَالِدُ بغيرِ هَاءٍ على خِلافِ الأَصْلِ ووالِدَةٌ بالهاءِ على الأَصْل فعَلَى قولِ المُصَنّف الوَالِدَانِ تَحْيقاً ووَلَدُ الرَّجُلِ وَلَدُه في مَعْنًى ووَلَدَه رَهْطُه في مَعنًى وبه فُسِّر قولُه تَعالى " مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً " . وتَوَالَدُوا أَي كَثُرُوا ووَلَدَ بَعْضُهُم بَعْضاً وكذا اتَّلَدُوا واسْتَوْلَد جَارِيَةً . وفي حديثِ الاستِعَاذَة ومِن شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ يَعْنِي إِبْلِيسَ والشَّيَاطِينَ هكذا فُسِّر وفي البصائرِ : يَعْنِي آدَمَ وما وَلَدَ مِن صِدِّيقٍ ونَبِيٍّ وشَهِيدٍ ومَؤْمِن وتَوَلُّدُ الشَّيْءِ من الشيْءِ : حُصُولِ بِسَببٍ من الأَسباب . ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبيًّا غيرَ مَحْضٍ . والتَّلِيدُ مِن العَبِيد : الذي وُلِد عِنْدَك . والتَّلِيدَةُ مِن الجَوَارِي : هي التي تُولَد في مِلْكِ قَوْمٍ وعِنْدَهم أَبَوَاهَا . وفي الأَفعال لابن القطاع : أَوْلَد القَوْمُ : صارُوا في زَمَنِ الأَوْلاَد . وأَوْلَدَتالماشِيَةُ : حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ . حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ