" الزَّوْجُ " للمرأَةِ : " البَعْلُ . و " للرَّجل : " الزَّوْجَةُ " بالهاءِ وفي المحكم الرَّجُلُ زَوْجُ المرأَةِ وهي زَوْجُه وزَوْجَتُه . وأَبَاها الأَصمَعِيُّ بالهاءِ . وزعم الكسائيُّ عن القاسم بن مَعْنِ أَنه سَمِعَ من أَزْدِشَنُوءَةَ بغيرِ هَاءٍ والكلامُ بالهاءِ أَلاَ ترى أَنّ القرآن جاءَ بالتذكير : " اسْكُنْ أَنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّة " هذا كله قولُ اللِّحْيَانيّ . قال بعض النّحويّين : أَمّا الزَّوْجُ فأَهْلُ الحِجَازِ يَضَعونه للمذكّر والمؤنّث وَضْعاً واحداً تقول المرأَةُ : هذا زَوْجي ويقول الرجل : هذه زَوْجي . قال تعالى : " وإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ " أَي امرأَةٍ مكان امرأَةٍ وفي المِصْباح : الرَّجل : زَوْجُ المرأَةِ وهي زَوْجُه أَيضاً . هذه هي اللُّغةُ العالية وجاءَ بها القرآن... والجمع منهما أَزْوَاج . قال أَبو حاتم : وأَهل نَجْد يقولون في المرأَة : زَوْجةٌ بالهاءِ وأَهلُ الحَرَمِ يتكلمون بها . وعَكَسَ ابنُ السِّكِّيت فقال : وأَهلُ الحجاز يقولون للمرأَة : زَوْجٌ بغير هاءٍ وسائرُ العرب زوجةٌ بالهاءِ وجمعها زَوْجَاتٌ . والفقهاءُ يقتصرون في الاستعمال عليها للإِيضاح وخَوْف لَبْسِ الذَّكَرِ بالأُنثى إِذ لو قيل : فَرِيضة فيها زَوْجٌ وابنٌ لم يُعْلَم أَذكرٌ أَم أُنثى
وقال الجَوْهَرِيّ : ويقال أَيضاً : هي زَوجَتُه واحْتَجَّ بقول الفَرَزْدَقِ :
وإِنّ الّذي يَسْعَى يُحَرِّشُ زَوْجَتي ... كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا والزَّوْج : خلاف الفَرْدِ . يقال زَوْجٌ أَو فَرْدٌ كما يقال : شَفْعٌ أَو وَتْر
والزَّوْجُ : النَّمَطُ . وقيل : الدِّيباج . قال لَبيد :
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليهِ كِلَّةٌ وقِرامُها وقال بعضهم : الزَّوجُ هنا : النَّمَطُ يُطْرَحُ على الهَوْدَجِ . ومثله في الصّحاح وأَنشد قول لبيد . ويُشبِه أَن يكون سُمِّيَ بذلك لاشْتماله على ما تَحتَه اشتمالَ الرَّجُلِ على المَرأَة . وهذا ليس بقَوِيٍّ
والزَّوْجُ : اللَّوْنُ من الدِّيبَاج ونَحْوِه . والذي في التهذيب : والزَّوج اللَّوْنُ . قال الأَعْشَى :
وكُلُّ زَوْجٍ منَ الدِّيباجِ يَلْبَسُهُ ... أَبو قُدَامَهَ مَحْبُوًّا بِذاك مَعاَ فتقييدُ المصنِّف بالدِّيباج ونحوه غيرُ سديدٍ . وقوله تعالى : " وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ " قال : مَعناه أَلوانٌ وأَنواعٌ من العَذَاب
ويقال للاثنينِ : هما زَوْجانِ وهما زَوْجٌ كما يقال : هما سِيَّانِ وهما سَوَاءٌ . وفي المحكم : الزَّوْجُ : الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ والزَّوْجُ : الاثنانِ . وعنده زَوْجَا نِعَال وزَوْجَا حَمامٍ يعني ذَكَرَيَنِ أَو أُنْثَيَينِ وقيل : يَعني ذَكَرَاً وأُنثى . ولا يقال : زَوْجُ حَمامٍ لأَنّ الزَّوجَ هنا هو الفَرْدُ وقد أُولعت به العَامَّة . وقال أَبو بكر : العَامَّة تُخطِئُ فَتَظنُّ أَن الزَّوجَ اثنانِ وليس ذلك من مَذَاهبِ العربِ إِذ كانوا لا يَتَكلَّمون بالزَّوْجِ مُوَحَّداً في مثل قولهم : زَوْجُ حَمامٍ ولكنهم يُثَنّون فيقولون : عندي زَوْجَانِ من الحَمام يَعنونَ ذَكراَ وأُنثى ؛ وعندي زَوْجَانِ من الخِفَافِ يَعنونَ اليَمِينَ والشِّمَالَ ويُوقِعونَ الزَّوْجَينِ على الجِنْسَيْنِ المُخَتَلفَيْنِ نَحْو الأَسود والأَبيضِ والحُلْوِ والحَامِض وقال ابن شُمَيلٍ : الزَّوْج : اثنانِ كُلُّ اثنينِ : زَوْجٌ . قال : واشتريْت زَوْجينِ من خِفافٍ : أَي أَربعةً . قال الأَزهريّ : وأَنكرَ النّحويّون ما قال . والزَّوْجُ : الفَرْدُ عندهم . ويقال للرجلِ والمرأَةِ : الزَّوْجَانِ . قال الله تعالى : " ثَمَانِيَةَ أَزْوَاج " يريد ثمانيةَ أَفرادٍ وقال هذا هو الصَّواب . والأَصلُ في الزَّوْج الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كُلّ شْيءٍ وكلُّ شَيْئينِ مُقْتَرِنَيْنِ : شَكْلَيْنِ كانا أَو نَقِيضَيْنِ : فهما زَوجانِ وكلّ واحدٍ منهما : زَوْجٌ
" وَزَوَّجْتُه امرأَةً " يَتعَدَّى بنفسه إِلى اثنينِ فَتَزَوَّجَها : بمعنى أَنْكَحْتُه امرأَةً فَنَكَحها . " وتَزَوَّجْتُ امرأَةً . و " زَوَّجْتُه بامرأَةٍ . وتَزَوَّجْتُ " بها أَو هذه " تَعْدِيَتُها بالباءِ قليلةٌ نَقَله الجوهريّ عن يونس . وفي التهذيب وتقول العرب : زَوَّجْتُه امرأَةً وتَزَوَّجْتُ امرأَةً وليس من كلامهم : تَزَوَّجْتُ بامْرَأَةٍ ولا زَوَّجْتُ منه امرأَةً وقال الفَرّاءُ : تَزَوَّجْتُ بامرأَة : لغةٌ في أَزْدِشَنُوءَةَ وتَزَوَّج في بني فُلان نَكَحَ فيهم . وعن الأَخفش : وتَجُوز زِيَادَةُ الباءِ فيُقَال : زَوَّجْتُه بامرأَةٍ فتَزَوَّج بها
وامرأَةٌ مِزْوَاجٌ : كثيرَةُ التَّزَوُّجِ والتَّزَاوُجِ
وكثيرَةُ الزِّوَجَةِ كعِنَبَة أَي الأَزْوَاجِ إِشارة إِلى أَنه جَمْعٌ للزَّوْج فقول شيخِنَا : إِنْ الأَقْدَمينَ ذَكَرُوا في جمع الزَّوْج زِوَجَةً كعِنَبَةٍ وقد أَغفله المصنِّفُ كالأَكْثَرِين فيه تأَمُّلٌ
وزَوَّجَ الشيءَ بالشيءِ وزَوَّجَه إِليه : قَرَنه . وفي التَّنْزِيل " وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ " أَي قَرَنّاهُم وأَنشد ثَعْلَب :
" ولا يَلْبَثُ الفِتْيَانُ أَنْ يَتَفَرَّقُواإِذا لَمْ يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلِ قال شيخنا : وفيه إِيماءٌ إِلى أَنْ الآية تكون شاهداً لِمَا حكاه الفَرّاءُ لأَن المرادَ منها القِرَانُ لا التَّزويجُ المعروفُ لأَنه لا تَزْويجَ في الجَنَّة . وفي " واعي اللغة " لأَبي محمد عبد الحقّ الأَزْديّ : كلُّ شَكْل قُرِنَ بصاحبه : فهو زَوجٌ له يقال : زَوَّجْت بين الإِبلِ : أَي قَرَنْت كلَّ واحدٍ بواحِدٍ . وقوله تعالى : " وإِذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ " أَي قُرِنَتْ كلُّ شِيعةٍ بمَن شايَعتْ . وقيل : قُرِنتْ بأَعمالها . وليس في الجَنَّةِ تَزْوِيجٌ . ولذلك أَدخَلَ الباءَ في قوله تعالى " وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ " وقال الزَّجّاج في قوله تعالى : " احْشُرُوا الّذينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ " " الأَزْوَاجُ : القُرَناءُ " والضُّرَباءُ والنُّظَرَاءُ . وتقول : عندي من هذا أَزْواجٌ : أَي أَمثالٌ . وكذلك زَوْجَانِ من الخِفَافِ أَي كلُّ واحدٍ نَطِيرُ صاحِبِه . وكذلك الزَّوْجُ المَرْأَةُ والزَّوْجُ المَرْءُ قد تَنَاسَبا بعَقْدِ النِّكَاحِ . وقوله تعالى " أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً " أَي يَقْرِنهم وكلُّ شيئينِ اقترنَ أَحدُهما بالآخَر فهما زَوْجَانِ . قال أَبو منصورٍ : أَراد بالتَّزْوِيجِ التَّصْنِيفَ والزَّوْج : الصِّنْف . والذَّكَرُ صِنْف والأُنثى صِنْف
وتَزَوَّجَه النَّومُ : خالَطَه
" والزّاجُ : مِلْحٌ م " أَي معروف . وقال اللَّيْث : يقال له الشَّبُّ اليَمَاني وهو من الأَدوية وهو من أَخْلاط الحِبْر" والزِّيجُ بالكسر : خَيْطُ البَنَّاءِ " كشَدّاد وهو المِطْمَر وهما مُعَرَّبانِ الأَول عن زَاك والثاني عن زِه وهو الوَتَر ؛ كذا في " شِفاءِ الغَليل " . وفي " مفاتيح العلوم : " " الزِّيج : كتابٌ يُحسَب فيه سَيْرُ الكواكبِ وتُسْتَخْرَجُ التَّقْوِيماتُ أَعنِي حِسابَ الكواكبِ سَنَةً سَنَةً وهو بالفارسيّة زِه أَي الوَتَر ثم عُرِّبَ فقيل : زِيجٌ وجمعوه على زِيَجَةٍ كقِرَدَة "
بَقيَ أَن المصنّف أَورد الزِّيج في الواو إِشارة إِلى أَنه واويٌّ . وليس كذلك بل الأَوْلَى ذِكرُهَا في آخِرِ الموادّ لكونها مُعّربةً . فإبقاؤها على ظاهرِ حُرُوِفها أَنْسبُ . قاله شيخُنا . وقال الأَصمعيّ في الأَخير : لست أَدري أَعربيٌّ هو أَم مُعرّب
" وزَاج بَينهم " وزَمَجَ : إِذا " حَرَّشَ " وأَغرَى . وقد تقدّم . وقيل : إِن زاج مهموز العين فليس هذا محلّ ذِكْره
ومن المجاز : تَزاوَجَ الكَلامانِ وازْدَوَجَا . وقالوا على سَبِيلِ " المُزاوَجَة " هو والازْدِواجُ بمعنىً واحدٍ . وازْدَوَجَ الكلامُ وتَزاوَجَ : أَشْبَهَ بَعضُه بعضاً في السَّجْعِ أَو الوَزْن أَو كان لإحْدَى القَضِيتَّينِ تَعَلُّقٌ بالأُخرَى
ومن المجاز أَيضاً : أَزْوَجَ بينهما وزَاوَجَ كذا في الأَساس
وفي اللسان : والافتعالُ من هذا البابِ ازْدَوَجَت الطَّيرُ ازْدِوَاجاً فهي مُزْدَوِجَةٌ
وتَزاوَجَ القَوْمُ وازْدَوَجُوا : تَزَوَّجَ بعضُهُم بعضاً . صَحَّت في ازْدَوَجُوا لكَوْنِهَا في معنى تَزَاوَجُوا
ومما يستدرك عليه : الزَّوَاج بالفتح من التَّزويجِ : كالسَّلامِ من التَّسليم . والكسرُ فيه لغة كالنِّكاح وَزْناً ومعنىً وحَمَلُوه على المُفَاعَلَة أَشار إِليه الفَيّوميّ
والزِّيج : عِلْمُ الهَيْئةِ
وزايجة : صُورَةٌ مُرَبَّعَة أَو مُدَوَّرَةٌ تُعْمَل لموضِعِ الكواكبِ في الفَلَك ليُنْظَر في حكم المَوْلِد في عبارة المُنجِّمين ؛ ونقله عن " مفاتيح العلوم " للرازيّ
" وزاجٌ : لقبُ أَحمدَ بنِ منصورٍ الحَنْظَلِيّ " المحدِّث
مَرُؤَ الرجلُ كَكَرُمَ يَمْرَؤُ مُرُوءةً بضم الميم فهو مَرِيءٌ على فَعيلٍ كما في الصحاح أَي ذو مُرُوءةٍ وإنْسانِيَّةٍ . وفي العُباب : المُروءة : الإنسانيَّة وكمال الرُّجولِيَّة . ولك أَن تُشَدِّدَ قال الفَرَّاء : ومن المُروءة مَرُؤَ الرجلُ . وكتب عمر بن الخطَّاب إلى أَبِي موسى : خُذِ النَّاس بالعربيَّةِ فإنه يزيد في العَقْلِ ويُثْبِتُ المُرُوءة . وقيل للأحنف : ما المُرُوءة ؟ فقال : العِفَّةُ والحِرْفَةُ . وسُئِل آخر عنها فقال : هي أن لا تفعل في السِّرِّ أَمراً وأَنت تَسْتَحْيي أَن تفعَلَهُ جَهْراً . وفي شرح الشِّفاء للخفاجي : هي تعاطي المَرْءِ ما يُستحسن وتجَنُّبُ ما يُسْتَرْذَل انتهى . وقيل : صيانَةُ النَّفْسِ عن الأَدْناس وما يَشينُ عند النَّاس أوالسَّمْتُ الحَسَنُ وحِفْظُ اللسانِ وتَجَنُّبُ المَجونِ . وفي المصباح : المُرُوءة : نَفْسانيَّةٌ تحمل مُراعاتها الإنسانَ على الوُقوفِ عند مَحاسِن الأَخلاق وجميل العَادات نقله شيخنا . وتَمَرَّأَ فلانٌ : تكَلَّفَها أَي المُرُوءةَ . وقيل : تَمَرَّأَ : صارَ ذا مُرُوءةٍ وفلانٌ تَمَرَّأَ بهم أَي طلب المُرُوءة بنقصهم وعيبهم نقله الجوهريّ عن ابن السكِّيت واقتصر في العُباب على النَّقْصِ وغيره على العَيْبِ والمصنِّف جمع بينهما . وقد مَرَأَ الطَّعامُ مُثلَّثة الرَّاء قال الأَخفش كفَقُهَ وفَقِهَ والفتح ذكره ابنُ سيده وابنُ منظور مَراءةً ككَرُم كَرَامَةً واسْتَمْرَأَ فهو مَرِيءٌ أَي هَنيءٌ حميدُ المَغَبَّةِ بيِّن المَرْأَةِ كتَمْرَةٍ نقل شيخنا عن الكشَّاف في أَوائل النِّساء : الهَنيءُ والمَريءُ صفتان من هَنَأَ الطَّعامَ ومَرَأَ إِذا كانَ سائِغاً لا تَنْغيصَ فيه وقيل : الهُنيءُ : ما يَلَذُّه الآكل والمَريءُ : ما يحمَدُ عاقبته . وقال غيره : الهَنيءُ من الطَّعامِ والشَّرابِ ما لا يعقبُه ضَرَرٌ وإن بَعُدَ هضمُه . والمَريءُ : سريعُ الهَضْمِ . انتهى . وقال الفَرَّاء : مَرُؤَ الرجلُ مُرُوءةً ومَرُؤَ الطَّعامُ مَراءةً وليس بينهما فرقٌ إِلاَّ اختلافُ المصدرين . وفي حديث الاستسقاءِ " اسْقِنا غَيْثاً مَريئاً مَريعاً " وقالوا : هَنِئَني الطَّعامُ ومَرِئَني وهَنَأَني ومَرَأَني بغير أَلف في أَوَّله على الإتباع أَي إِذا أَتبعوها هَنَأَني قالوا مَرَأَني فإن أُفْرِدَ عن هَنَأَني فأَمْرَأَني ولا يقال أَهْنَأَني يقال : مَرَأَني الطَّعامُ وأَمْرَأَني إِذا لم يثقُل على المَعِدة وانْحَدَرَ عنها طيِّباً . وفي حديث الشُّرْبِ " فإنَّه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ " قال : أَمْرَأَني الطَّعامُ إمْراءً وهو طعامٌ مُمْرِئٌ ومَرِئْتُ الطَّعامَ بالكسر : اسْتَمْرَأْتُهُ وما كانَ مَريئاً ولقد مَرُؤَ وهذا يُمْرِئُ الطَّعامَ . وقال ابن الأَعْرابِيّ : ما كانَ الطَّعامُ مَريئاً ولقد مَرُؤَ وما كانَ الرجلُ مَريئاً ولقد مَرُؤَ . وقال شَمِرٌ عن أَصحابه : يقال مَرِئَ لي هذا الطَّعامُ مَراءةً أَي اسْتَمْرَأْتُهُ وهَنِئَ هذا الطَّعامُ وأَكلْنا هذا الطَّعامَ حتَّى هَنِئْنا منه أَي شبعْنا ومَرِئْتُ الطَّعامَ فاسْتَمْرَأْتُه وقلَّما يَمْرَأُ لك الطَّعام . وكَلأٌ مَرِيءٌ : غير وَخيمٍ ومَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءةً فهي مَريئَةٌ أَي حَسُنَ هَواؤُها . والمَرِيءُ كأَميرٍ : مجرى الطَّعامِ والشَّرابِ وهو رأسُ المَعِدَةِ والكَرِشِ اللاّصِقِ بالحُلْقومِ الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ ويدخل فيه ج أَمْرِئَةٌ ومُرُؤٌ مهموزةٌ بوزن مُرُعٍ مثل سريرٍ وسُرُرٍ وكلاهما مَقيسٌ مسموعٌ وفي حديث الأَحنف : يأْتينا في مثل مَرِيءِ نَعامٍ . المَرِيءُ : مجرى الطَّعام والشَّراب من الحَلْقِ ضَرَبَه مَثلاً لضيقِ العَيْشِ وقلَّة الطَّعام وإِنَّما خصَّ النَّعامَ لدِقَّةِ عُنُقُه ويُستدلُّ به على ضيقِ مَرِيئِه وأَصلُ المَرِيءِ رأسُ المَعِدَةِ المتَّصلُ بالحُلْقوم وبه يكون استمراءُ الطَّعام ويقال هو مَرِيءُ الجَزورِ والشَّاةِ للمُتَّصل بالحُلْقوم الذي يجري فيه الطَّعام والشَّراب . قال أَبو منصور : أَقْرَأَني أَبو بكرٍ الإياديُّ المَرِيءُ لأبي عبيدٍ فهمزه بلا تشديد . قال : وأَقْرَأَني المنذريُّ : المَرِيُّ لأبي الهيثم فلم يهمزه وشدَّد الياء . والمَرْءُ : مُثلّثة الميم لكن الفتح هو القياس خاصَّةً والأُنثى مرأة : الإنسانُأَي رجلاً كانَ أَو امرأةً أَو الرجلُ تقول هذا مَرْؤٌ وكذلك في النصب والخفض بفتح الميم هذا هو القياس ومنهم من يضمّ الميمَ في الرفع ويفتَحها في النَّصب ويخفضها في الكسر يُتْبِعُها الهمز على حَدِّ ما يُتبِعونَ الرَّاءَ إيَّاها إِذا أَدْخلوا ألف الوَصْلِ فقالوا : امْرُؤٌ وقال أَبو خِراشٍ الهذليُّ : ي رجلاً كانَ أَو امرأةً أَو الرجلُ تقول هذا مَرْؤٌ وكذلك في النصب والخفض بفتح الميم هذا هو القياس ومنهم من يضمّ الميمَ في الرفع ويفتَحها في النَّصب ويخفضها في الكسر يُتْبِعُها الهمز على حَدِّ ما يُتبِعونَ الرَّاءَ إيَّاها إِذا أَدْخلوا ألف الوَصْلِ فقالوا : امْرُؤٌ وقال أَبو خِراشٍ الهذليُّ :
جَمَعْتَ أُموراً يُنْفِذُ المِرْءَ بعضُها ... من الحِلْمِ والمَعْروفِ والحَسَبِ الضَّخْمِ هكذا رواه السّكّريّ بكسر الميم وزعم أَنَّ ذلك لغة هُذيلٍ . ولا يُكَسَّر هذا الاسم ولا يُجمع من لفظه جمعَ سلامَةٍ فلا يقال أَمْراءٌ ولا أَمْرُؤٌ ولا مَرْؤونَ ولا أَمارِئٌ ولكن يُثَنَّى فيقال : هما مِرْآنِ صالِحانِ بالكسر لغة هذيل ويُصغَّر فيقال مُرَيْءٌ ومُرَيْئة . وفي الحديث " تَقْتَلونَ كَلْبَ المُرَئيةَ " وهي تصغير المرأة أَو سُمِعَ مَرْؤُونَ جمع سلامة كما في حديث الحسن " أَحْسِنوا أَمْلاءَكُم أَيُّها المَرْؤُونَ " قال ابنُ الأَثير : هو جَمْعُ المَرْءِ وهو الرجُل ومنه قول رؤبة لطائفةٍ رَآهم : أَين يُريد المَرْؤُونَ ؟ وقال في المشوف : هو نادر . وربَّما سمُّوا الذِّئب امْرَأً كذا قاله الجوهريّ وصرَّح الزَّمخشري وغيره بأَنَّه مجازٌ وذكر يونس أَنَّ قول الشاعر :
وأَنتَ امْرُؤٌ تَعْدو على كُلِّ غِرَّةٍ ... فتُخْطِئُ فيها مَرَّةً وتُصِيبُيعني به الذِّئب وهي الأُنثى بهاءٍ ويُخفَّف تخفيفاً قياسيًّا ويقال : وفي بعض النُّسخ ويقِّلُّ أَي في كلام أَهل اللسان مَرَةٌ بترك الهمز وفتح الرَّاء وهذا مُطَّرِد قال سيبويه : وقد قالوا : مَرَاةٌ وذلك قليل ونَظيرُه كماة قال الفارسيّ : وليس بمُطَّرد كأَنَّهم توهَّموا حركة الهمزة على الرَّاء فبقِيَ مَرَأْةً ثمَّ خُفِّف على هذا اللفظ وأَلحَقوا ألف الوصل في المؤنَّث أيضاً فقالوا : امْرَأَة فإذا عرَّفوها قالوا المرأة وقد حكى أَبو عليٍّ الامْرَأة أيضاً بدخول ال على امرأةٍ المَقرون بهمزة الوصل من أَوَّله أَنكرها أَكثر شُرَّاح الفَصيح ومن أَثبتَها حكم بأَنَّها ضعيفةٌ وزاد ابنُ عُدَيْس : وامْرَاة بأَلف غير مهموزة بعد الرَّاء نقله اللّبليّ وغيره قاله شيخنا وقال الليث : امْرَأَةٌ تأْنيث امْرِئٍ وقال ابن الأَنْباري : الأَلف في امرَأَةٍ وامْرِئٍ أَلف وَصْلٍ . قال : وللعرب في المَرْأَةِ ثلاث لغاتٍ يقال : هي امْرَأَتُه وهي مَرْأَتُه وهي مَرَتُه وحكى ابن الأَعْرابِيّ أَنَّه يقال للمَرْأَة إنَّها لامْرُؤُ صِدْقٍ كالرجل قال : وهذا نادرٌ وفي حديث عليّ رضي الله عنه لمَّا تزوَّج فاطمَةَ عليها السَّلامُ قال له يهوديٌّ أَراد أَن يبتاع منه ثِياباً : لقد تَزَوَّجْتَ امْرَأَةً . يُريد امْرَأَةً كاملةً كما يقال : فلانٌ رجلٌ أَي كاملٌ في الرِّجال . وفي امْرِئٍ مع أَلف الوَصْلِ ثلاثُ لغاتٍ : فتحُ الرَّاء دائماً على كلّ حال كإصبعٍ ودِرهمٍ رَفْعاً ونَصْباً وجرًّا حكاها الفَرَّاءُ وضمُّها دائماً على كلّ حال وإعرابُها دائماً على كلّ حال أَي اتباعها حركة الإعراب في الحرف الأَخير قاله شيخنا وتقول : هذا امْرُؤٌ ومَرْءٌ بالإتباع فيهما الأُولى بالأَلف والثانية بحذف همزِه ورأَيْتُ امْرَأً ومَرْأً ومررتُ بامْرِئٍ وبمَرْءٍ مُعْرَباً من مكانَيْنِ أَي العين واللام بالنسبة إلى امْرُإِ الذي أَوَّله همزة وصل أَو الفاء واللام بالنسبة إلى مَرْء المُجَرَّد منها قال الكسائيّ والفَرَّاء : امْرُؤٌ مُعرب من الرَّاء والهمزة وإِنَّما أُعرِبت من مكانين والإعرابُ الواحدُ يكفي من الإعرابَيْنِ لأنَّ آخرِه همزةٌ والهمزة قد تترك في كثيرٍ من الكلام فكَرِهوا أَن يفتَحوا الرَّاءَ ويترُكوا الهمزة فيقولوا امْرَوْ فتكون الرَّاء مفتوحةً والواو ساكنةً فلا تكون في الكلمة علامةٌ للرفع فعرَّبوه من الرَّاء ليكونوا إِذا تَرَكوا الهمْزَ آمِنينَ من سقوط الإعراب . قال الفَرَّاء : ومن العرب من يعربه من الهمزِ وحده ويدَع الرَّاءَ مفتوحةً فيقول : قام امْرَأٌ وضَرَبتُ امْرَأً ومَرَرْتُ بامْرَإٍ . وقال أَبو بكر : فإذا أَسقطت العربُ من امْرِئ الأَلِفَ فلها في تعريبِه مذهبان : أَحدهُما التعريبُ من مكانين والآخر التعريبُ من مكانٍ واحدٍ فإذا عرَّبوه من مكانين قالوا : قام مُرْؤٌ ورأَيتُ مَرْأً ومررتُ بمِرْءٍ قال : ونزل القرآنُ بتعريبِه من مكانٍ واحدٍ قال الله تعالى " يَحُولُ بينَ المَرْءِ وقَلْبِه " على فتح الميم . ومَرَأَ الإنسانُ وفي بعض النُّسخ زيادة كمَنَعَ : طَعِمَ يقال : ما لكَ لا تَمْرَأُ ؟ أَي ما لكَ لا تَطْعَم وقد مَرَأْتُ أَي طَعِمْتُ والمَرْءُ : الإطْعامُ على بناءِ دارٍ أَو تزويجٍ . ومَرَأَ : اسْتَمْرَأَ . في قول ابن الأَعْرابِيّ ومَرَأَ : جامَعَ امرأته وتقول مَرَأْتُ المرأَةَ : نَكَحْتُها . ومَرِئَ الطَّعام كفَرِحَ استمرأَه عن أَبِي زيد . ومَرِئَ الرجل - ورَجِلَت المرْأَةُ - صار كالمرأة هيئَةً وحديثاً أَي كلاماً وبالعكس وفي بعض النُّسخ : أَو حديثاً وهو المُخَنَّث خِلْقَةً أَو تَصَنُّعاً والنسبة إلى امْرِئٍ مَرَائِيٌّ بفتح الرَّاء ومنه المَرَائِيُّ الشَّاعر وأَمَّا الذين قالوا مَرَئِيّ فكأَنَّهم أَضافوا إلى مَرْءٍ فكان قياسه على ذلك مَرْئِيّ ولكنَّه نادرٌ مَعْدولُ النَّسَبِ قال ذو الرُّمَّة :
إِذا المَرَئِيُّ شَبَّ له بَناتٌ ... عَقَدْنَ برأْسِهِ إبَةً وعَارَاوقد أَغفله المُؤَلِّف وتعرَّض شيخنا لنسبة امْرِئ وغفل عن نسبة مَرْءٍ تقصيراً وقد أَوْضحنا لك النِّسبتين . ومَرْآةُ وهو فَعْلاة من مَرَأَ : اسمٌ لقرية مأْرِب كانت ببلاد الأَزَد وهي التي أَخرجهُم منها سَيْلُ العَرِم . ومَرْأَة كهَمْزَةَ : أُخرى وقد قيل إنَّه منها هشامٌ المَرَئِيُّ وفيها يقول ذو الرُّمَّة :
ولَمَّا دَخَلْنا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ ... دَسَاكِرُ لم تُرْفَعْ لخَيْرٍ ظِلالُها وفي العُباب والتكملة بالضبط الأَخير وإيَّاه تبعَ شيخنا ولكن هذه غير التي تقدَّمت فتأَمَّلْ ذلك . وامْرُؤُ القيس من أَسمائهم ويأتي ذِكره والنسبة إليه في حرف السين المهملة إن شاء الله تعالى وأَنَّه في الأَصل اسمٌ ثمَّ غلب على القبيلة