أَبَرَ النَّخْلَ والزَّرْعَ يَأْبُره بالضَّمِّ ويَأْبِره باكسر أَبْراً بفَتْحٍ فسكُونٍ وإبَاراً وإبارةً بكسرِهما أَصْلَحه كأَبَّره تَأَبِيراً . الآبِر : العامِلُ . المَأْبور : الزَّرْعُ والنَّخْلُ المصْلَحُ
وفي حديث عليٍّ رَضِيَ اللهَ عَنْه : " ولاَ بِقيَ منكم آبِرٌ " أي رجلٌ يقومُ بتَأبِيرِ النَّخلِ وإِصلاحِهَا اسمُ فاعلٍ من أبَرِ
قال أَبو حنيفَة : كل إِصلاح إبَارةٌ وأَنشد قَولَ حُمَيْدٍ :
إنَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْني إبَارتُهَا ... حتى أَصِيدَكُمَا في بعضها قَنَصَا . فجَعل إصلاحَ الحِبَالَةِ إبارةً . وفي الخبرِ : " خيرُ المالِ مُهْرَةٌ مَأْمورةٌ وسِكَّةٌ مَأْبورةٌ " السِّكَّةَ : الطرِيقَة المُصْطَفَّة من النَّخلِ والمَأْبُورة : الملَحَّقة يقال : أَبَرْتُ النَّخلةَ وأَبَّرْتها فهي مَأْبورة ومؤَبَّرَةٌ . وقيل : السِّكَّةُ : سكَّة الحَرْثِ والمَأْبورةُ : المُصْلَحَةُ له أَراد : خيرُ المالِ نِتَاجٌ أو زَرْعٌ
في حديث آخَرَ : " من باع نَخْلاً قد أُبِّرتْ فَثَمَرَتُها للبائعِ إِلاَّ أن يَشْترِطَ المُبْتَاعُ " . قال أبو منصور : وذلك أَنها لا تُؤبَّر إلاَّ بعد ظُهور ثَمرتِها وانشقَاقِ طَلْعِهَا . ويقال : نَخْلَةٌ مُؤَبَّرَةٌ مثل مَأْبورةِ والاسمُ منه الإِبار على وِزنِ الإِزارِ وروَى أَبو عَمرِ بنُ العَلاءِ قال : يقال : نَخْلٌ قد أُبِّرَت ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثَلاثُ لغاتٍ فمَن قال : أُبِّرتْ فهي مُؤَبَّرةٌ ومَن قال : وُبِرَتْ فهي مَوْبُورَةٌ ومَن قال : أُبِرَتْ فهي مَأْبُورة أَي مُلَقَّحَةٌ
قال أبو عبد الرَّحمن : يُقَال لكلِّ مُصلِحِ صَنْعةٍ : هو آبِرُهَا . وإِنما قيل للملقِّح : آبِرٌ لأنَّه مُصلِحٌ له وأنشد :
" فإِنْ أَنتِ لمْ تَرْضَىْ بِسَعْيِيَ فاتْرُكِيلِيَ البَيْتَ آبِرْهُ وكُوني مَكَانِيَا . أي أُصلِحْه
أَبَرَ الكَلْبَ أَبْراً أطْعَمَه الإِبْرَةَ في الخُبْز . وفي الحديث : " المؤمِن كالكَلْبِ المَأْبُورِ
في حديث مالك بن دينار : " مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ الشّاةِ المَأْبُورَةِ " أي التي أَكَلت الإِبرةَ في عَلَفِها فنَشِبَتْ في جَوْفِها فهي لا تأْكُلُ شيئاً وإِن أَكَلْت لم يَنْجَع فيها
من المَجاز : أَبَرَتْه العَقْرَبُ تَأْبُره وتَأْبِرُه أَبْراً : لَسَعتْه أَي ضَرَبَتْه بإِبرتها . وفي المُحكَم : لَدَغَتْ بإِبْرَتِها أي طَرَفِ ذَنَبِها . وفي الأَساس : وأَبَرَتْه العقربُ بِمِئْبَرِها والجَمْع مآبِرُ
من المَجَاز : أَبَرَ فلاناً إذا اغتابَه وآذاه . قال ابنُ الأعرابيِّ : أَبَرَ إذا آذَى وأَبَرَ إذا اغتابَ
أَبَر إذا لَقَّحَ النَّخْلَ . أَبَرَ : أَصْلَحَ . أَبَرَ القَوْمَ : أَهْلَكَهم ومنه في حديث عليٍّ رضي الله عنه : " والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه وأشار إلى لحيتهِ ورأسهِ فقال الناسُ : لو عَرَفناه أَبَرْنَا عِتْرَتَه " . أي أهلكناهم وهو من أَبَرْتُ الكلبَ إذا لأطعمتَه الإبرةَ في الخُبْز
قال ابن الأثير : هكذا أَخرجَه الحافظ أبو موسى الأصْفَهانيُّ في حرفِ الهمزةِ
قيل أَبَرْتُه من البَوارِ فالهمزةُ زائدةٌ وسيأْتي . الإبْرَةُ بالكسر : مِسَلَّةُ الحَدِيدِ . ج إِبَرٌ بكسرٍ ففتحٍ وإبارٌ قال القُطاميُّ :
وقَوْلُ المَرْءِ يَنْفُذُ بعْدَ حِينٍ ... أَمَاكِنَ لا تُجَاوِزُها الإِبَارُ . صانِعُه وبائِعُه هكذا في النُّسخِ بتذكيرِ الضَّمِيرِ وفي الأُصول كلِّهَا : صانِعُها : الأبّارُ . وفي التَّهْذِيب : ويُقال للمِخْيَطِ إبْرَةٌ وجمعُها إبَرٌ . والذي يُسَوِّي الإبَرَ يقال له : الأبّار أبو البائعُ إبْرِيُّ بكسرٍ فسكون وفَتْحُ الباءِ لَحْنٌ . وقد نُسِبَ إلَى بَيْعَِها أبو القاسم عُمَرُ بنُ منصورِ بنِ يَزِيدَ الإبْرِيُّ ومحمّدُ بنُ عليِّ بنِ نَصْرٍ الإِبْرِيُّ الحَنَفيُّ صَدُوقٌ
من المَجَاز : الإبْرةُ عَظْمُ وَتَرِةِ العُرْقُوبِ وهو عُظَيْمٌ لاصِقٌ بالكَعْب
قيل : الإبْرةُ من الإنسان : طَرَفُ الذِّراعِ من اليدِ الذي يَذْرَعُ منه الذَّارِعُ أو عَظْمٌ وفي بعض النُّسخ : عُظَيْمٌ بالتصغير وهي الصَّواب مُسْتَوٍ مع طَرَفِ الزَّنْدِ من الذِّراعِ إلى طَرَفِ الإصْبَعِ كذا في المُحْكَمِ . في التَّهْذيبِ : إبرةُ الذِّراع : طَرَفُ العَظْمِ الذي منه يَذْرَعُ الذَّارِعُ . وطَرَفُ عَظْم العَضُد الذي يَلِي المِرْفَقَ يقال له : القَبِيحُ وزُجُّ المِرْفَقِ بين القّبِيح وبين إبْرةِ الذِّراع وأنشد :
" حتّى تُلاقِي الإِبرةُ القَبِيحَا . في المُحْكَم والأَساسِ : إِبْرَةُ الذِّراعِ : مُسْتَدَقُّهَا . الإبرةُ أيضاً : ما انْحَدَّ أي استدَقَّ من عُرْقُوبِ الفَرَسِ وفي عُرْقُوبَيِ الفَرَسِ إبْرَتَانِ وهما حَدُّ كلِّ عُرْقُوبٍ مِن ظاهِرٍ
من المَجَاز : الإبرةُ فَسِيلُ المُقْلِ يَعْنِي صِغَارَها . ج إبَراتٌ بِكَسْرٍ فتَحْرِيك وضبطه القفّال محرَّكةً وإبَرٌ كعِنَب . الأول عن كُراع . قال ابنُ سيدَه : وعندي أنه جَمْعُ الجَمْعِ كحُمُرات وطُرُقات . من المجاز : الإبْرة : النَّمْيمَةُ وإفسَادُ ذاتِ البينِ . الإبْرة : شجَرٌ كالتِّينِ
الأبّارُ ككَتّانٍ : البُرْغُوثُ عن الصاغانيّ . أَشْيَافُ الأبّارِ ككَتّانٍ : دَوَاءٌ للعَيْنِ معروف نَقَله الصاغانيّ وضَبَطَ الأشْيَافَ بكَسْرِ الْهَمْزةِ والأبَّارَ بالتشديد . والْمِئْبرُ كمِنْبَرٍ : مَوْضِعُ الإبْرَةِ
الْمِئْبَرُ أيضاً : النَّميمَةُ وإفسادُ ذات البَيْنِ كالمئْبَرَةِ عن اللِّحْيَانيّ جَمْعُه مآبِرُ . قال النّابغةُ :
وذلك مِنْ قَوْلٍ أتَاكَ أَقُولُه ... ومِن دَسِّ أعدائِي إِلَيْكَ المآبِرِا . ومِن سَجَعات الأسَاسِ : خَبُثَتْ منهم المَخَابرُ فَمَشَتْ بينهم المآبِرُ
عن ابنِ الأعْرَابِيّ : الْمِئْبَر والمَأْبَر : ما يُلَقَّحُ به النخْلُ كالكُشّ . الْمِئْبَرُ : مارَقَّ مِن الرَّمْلِ قال كثر عزة :
" إلى الْمِئْبَرِ الرّابِي من الرَّمْلِ ذي الغَضَىتَرَاهَا وقد أَقْوَتْ حَدِيثاً قَدِيمُها . أَبِرَ الرجلُ كفَرِحَ : صَلَحَ . آبُرُ كآمُلَ : ة بسِجِسْتَانَ منها : أبو الحسن محمّدُ بن الحُسَينِ بنِ إبراهيمَ بنِ عاصمٍ الحافظُ السَّجْزِيُّ الآبُرِيُّ صَنَّفَ في مَنَاقِب الإمام الشافعيّ كتاباً حافلاً رَتَّبه في أربعةٍ وسبعينَ باباً . ائتَبَرَه : سَأَلَه أَبْرَ نَخْلِه أَو زَرْعِه أن يُصلِحَه له قال طَرَفةُ :
ولِيَ الأصْلُ الذي في مثله ... يُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المُؤْتَبِر . الآبِرُ : العامِلُ . والمُؤْتَبِرُ : رَبُّ الزَّرْعِ . ائْتَبَرَ البئْرَ : حَفَرها قيل : إنه مقلوبٌ من البَأْر
أُبَيْرٌ كزُبَيْر : ماءٌ دُونَ الأحْسَاءِ من هَجَرَ وقيل : ماءٌ لبني القَيْن وقيل : موضعٌ ببلادِ غَطَفَانَأُبَيْرُ بنُ العَلاءِ مُحَدِّث عن عيسى بنِ عَبْلَةَ وعنه الواقِدِيُّ . وعِصْمَةُ بنُ أُبَيْرٍ التَّيْمِيُّ تَيم الرَّبابِ له وفَادةٌ وقَاتَلَ في الرِّدَّةِ مُؤْمِناً قاله الذَّهَبِيُّ في التَّجْرِيد . عُوَيْفُ بنُ الأَضْبَطِ بنِ أُبَيْرِ الدِّيلِيّ أَسْلَمَ عامَ الحُدَيْبيِة واسْتُخْلِف على المدينةِ في عُمْرَةِ القَضاءِ صَحَابِيّانِ . بَنُو أُبَيْرٍ : قبيلةٌ من العرب . أَبْرِينُ بالفَتْحِ لغةٌ في يَبْرِينَ بالياءِ وسيأْتِي . الآبَارُ : مِن كُوَرِ واسِطَ . نَقَلَه . الصغانيّ . آبارُ الأعْرَابِ : ع بين الأجْفُرِ وَفَيْدَ . ولا يَخْفَى أنَّ ذِكْرَهما في بأْر كان الأنسبَ وسيأْتي . والمِئْبَرةُ مِن الدَّوْمِ : أوَّلَ ما يَنْبُتُ وهو بعَيْنِه فَسِيلُ المُقْلِ الذي تقدَّمَ ذكُره لغةٌ كالإِبْرة فكان يَنْبغِي أن يقولَ هناك : كالْمِئْبَرَةِ ليكونَ أوفقَ لقاعدتِه كما هو ظاهرٌ . وقولُ عليٍّ عليه السّلامُ والرِّضوانُ وقد أخرجه الأئِمَّةُ من حديث أسماءَ بنتِ عُمَيسٍ قيل لعليٍّ : ألاَ تَتَزَوَّج ابنةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ما لي صفراءُ ولا بيضاءُ ولستُ بمَأْبُورٍ في دِينِي فيُورِّيَ بها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عنِّي إني لأَوَّلُ مَن أسلم قال ابنُ الأثير : والمَأْبُورُ : مَن أَبَرَتْه العقربُ أي لَسَعَتْه بإبْرَتِها أي لستُ غيرَ الصحيحِ الدِّينِ ولا بمُتَّهَمٍ في دِينِي فيتَأَلَّفَنِي النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتَزْوِجِي فاطمةَ رضي الله عنها . وفي التهذيب والنهايةِ : " بتزويجِهَا إيّايَ " . قال : " ويُرْوَى أيضاً بالمثلَّثةَ ِ أي لستُ مِمَّنْ يُؤْثَرُ عنِّي الشَّرُّ وسيأْتِي . قال ابنُ الأثيرِ : ولو رُوِىَ ولستُ بمَأْبُونٍ بالنونِ لكان وَجْهاً
ومّما يُسْتدرَكُ عليه : تَأَبَّر الفَسِيلُ إذا قَبِلَ الإبارَ . قال الراجز :
تَأَبَّرِي يا خَيْرةَ الفَسيلِ ... إذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بالفُحُولِ . يقول : تَلَقَّحِي مِن غيرِ تَأْبِير . وأَبَرَ الرَّجلُ : آذَى عن ابنِ الأعرابيُّ . يُقَال للِّسَانِ : مِئْبَرٌ ومِذْرَبٌ ومِفْصَلٌ ومِقْوَلٌ . أَبَّرَ الأَثَرَ : عَفَّى عليه من التُّرَاب . في حديثِ الشُّورَى : " لا تُؤَبِّرُوا آثارَكم فتُولوا دِينَكم " قال الأزهريُّ : هكذا رَواه الرِّياشِيُّ بإسناده وقال التَّوْبِيرُ : التَّعْفِيَة ومَحْوُ الأثَرِ قال : وليس شيءٌ من الدّوابِّ يُؤَبِّر أَثَرَه حتى لا يُعرَف طَرِيقُه إلاّ عَناق الأرضِ . حكاه الهَرَوِي في الغَرِبيَيْن وسيأْتي في وبر وفي ترجمة بأْر
ابْتَأَرَ الحَرُّ قَدَمَيْه . قال أَبو عُبَيْدٍ : في الابتِئَارِ لُغَتَان يُقال : ابتأَرْتُ وائْتَبْرتُ ابْتئاراً وائْتباراً قال القُطَاميُّ :
فإنْ لم تَأْتَبَرْ رُشْداً قُرَيْشٌ ... فليس لسائرِ الناسِ ائْتِبَارُ . يَعْنِي اصطناعَ الخَيرِ والمعروفِ وتَقْدِيمَه كذا في اللِّسَان
أُبائِرُ بالضَّمِّ : مَنْهَلٌ بالشَّام في جهة الشَّمَالِ من حَوْرانَ . أُبَارٌ كغُرَاب : موضعٌ ناحية اليمن وقيل : أرضٌ من وراءِ بلادِ بني سَعْدٍ . واستدرك شيخُنا : مَأْبُور : مَوْلَى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . قلتُ : هو الذي أَهداه المُقَوْقِسُ مع ماريةَ وسِيرِينَ . قالَه ابنُ مُصْعَبٍ . وفي شُروح الفَصيح . قولُهم : ما بِها آبِرٌ أي أَحْدٌ . في الأَساس : ومن المَجَاز : إبْرَةُ القَرْنِ طَرَفُه . وإبْرةُ النَّحْلَةِ شَوْكَتُهَا . وتقول : لا بُدَّ مع الرُّطَبِ من سُلاَّءِ النخْلِ ومع العَسَلِ من إبَرِ النَّحْلِ
قلتُ : الإبرةُ أيضاً كِنَايةٌ عن عُضْو الإنسان . إبِرٌ بكَسْرتين وتشديدِ الموحَّدةِ : قَريةٌ مِن قُرَى تُونَس وبها دُفِنَ أبو عبد الله محمّدٌ الصِّقِلِّيُّ المعمَّرُ ثلاثمائة سنةٍ فيما قيل
الرَّأْسُ : م أَي معروفٌ وأَجْمَعُوا على أَنَّه مُذَكَّرٌ . والرَّأْسُ : أَعْلَى كُلِّ شيْءٍ . ومن المَجَازِ : الرَّأْسُ : سَيِّدُ القَوْمِ كالرَّيِّسِ ككَيِّسٍ . والرَّئِيسِ كأَمِيرٍ . قالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ سُلَيْمَانَ الهاشِمِيَّ :
تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّد ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ
لاَ ذِي تَخَافُ ولاَ لِهذَا جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ والثَّوْلاءُ : النَّعْجَةُ . والمُخْرِفَةُ . الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لعَدْلِه وإِنْصَافِه حتَّى إِنّه لَيَشْرَبُ الذِّئْبُ والشَّاةُ من ماءٍ وَاحدٍ ج أَرْؤُسٌ في القِلَّةِ وآرَاسٌ على القَلْبِ ورُؤُوسٌ في الكَثْرَةِ ولم يَقْلِبُوا هذِه ورُؤْسٌ وهذِه عَلَى الحَذْفِ . قال امْرُؤُ القَيْسِ :
" فيَوْماً إِلَى أَهْلِي ويَوْماً إِليْكُمُويَوْماً أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ رُؤْسِ أَجْبَالِ وأَمّا الرَّئِيسُ فيُجْمَع على الرُّؤَسَاءِ . والعامَّةُ تَقُولُ : الرُّيَسَاء . والرَّأْسُ : القُوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا نقَلَه الأَصْمَعِيُّ . قال عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ :
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ ... نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَاَ
وهو مَجَازٌ . قال الجَوْهَرِيُّ : وأَنا أُرَى أَنَّه أَرادَ الرَّئِيسَ ؛ لأَنَّه قال : نَدُقُّ به ولم يَقُلْ : بِهِمْ
ويقال : رَأْسٌ مَرْأَسٌ كمَقْعَدٍ . كذا هو مَضْبُوطٌ وصوابُه بالكَسْرِ أَي مِصَكٌّ للرُّؤُوسِ . وقال العَجَّاجُ :
" وعُنُقَاً عَرْداً ورَأْساً مِرْأَسَا
" مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسَا
" عَضْباً إِذا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا وفي الجمع : رُؤُوسٌ مَرَائِيسُ . ورُؤُوسٌ رُؤّسٌ كرُكَّع . وبَيْتُ رَأْسٍ : ع بالشّامِ مِن قُرَى حَلَبَ يُنْسَبُ إِليهِ الخَمْرُ قالَ حَسّان : كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ ومَاءُ ونَقَل شيخُنَا أَنها قَرْيَةٌ بينَ غَزَّةَ والرَّمْلَةِ ويُقَال : إِنَّ بها مَوْلِدَ الإِمَامِ الشافِعِيِّ رضِيَ اللهُ تعالَى عنه قالَه الفَنَارِيّ في حَواشِي المُطَوَّلِ . قلتُ : وقالَ الصّاغَانِيُّ : هي كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ وهي المُرَادَةُ من قَوْلِ حَسّان . ورَأْسُ عَيْنٍ : مَدِينةٌ بالجَزِيرَةِ ويُقَالُ فِيهَا : رأْسُ العَيْنِ ولها يَوْمٌ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيدَةَ لسُحَيْمِ بنِ وَثِيلٍ الرِّياحِيِّ :
وَهُمْ قَتَلُوا عَمِيدَ بَنِي فِرَاسٍ ... بِرَأْسِ العَيْنِ فِي الحُجُجِ الخَوَالِي وفي الصّحاح : قَدِمَ فُلانٌ مِن رأْسِ عَيْنٍ وهو مَوْضِعٌ والعامَّة تقول : مِن رأْسِ العَيْنِ : قال ابنُ بَرِّيٍّ : جَاءَ فلانٌ مِنْ رأْسِ عَيْنٍ إِذا كانَتْ عَيْناً من العُيُونِ نَكِرَةً فأَمَّا رأْسُ عَيْنٍ هذِه الَّتِي في الجَزِيرَةِ فلا يُقال فِيهَا رأْسُ العَيْنِ . ورَأْسُ الأَكْحَلِ : قَرْيَةٌ باليَمَنِ مِن نَوَاحِي ذَمَارِ . ورَأْسُ الإِنْسَانِ : جَبَلٌ بِمَكَّةَ بَيْنَ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ وأَبِي قُبَيْس . ورَأْسُ ضَأْنٍ : جَبَلٌ لِدَوْسٍ . وَرَأْسُ الحِمَارِ : د قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ . وَرأْسُ الكَلْبِ : ة بِقُومَسَ . وقيل : ثَنِيَّةٌ بِهَا . ويُقَال : إِنَّهَا قَارَاتُ الكَلْبِ . ورَأْسُ الكَلْبٍ : ثَنِيَّةٌ باليَمَامَةِ . وَرأْسُ كِيفَى بكسرِ الكَاف : ع . بالجَزِيرةِ من دِيَار مُضَرَ وهو المَشْهُورُ بِحِصْنِ كِيفَى أَو غَيْرُه فَلْيُنْظَرْ . وقولُهم : رُمِيَ فُلانٌ مِنْهُ في الرَّأْسِ أَي أَعْرَضَ عَنْهُ ولم يَرْفَعْ به رَأْساً واستَثْقَلَه . تقول : رُمِيتُ مِنْكَ في الرَّأْسِ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه أَي ساءَ رأْيُكَ فِيَّ حتى لا تَقْدِرَ أَنْ تَنظُرَ إِليَّ . وذو الرَّأْسٍ : لَقَبُ جَرِير بن عَطِيَّةَ بنِ الخَطَفَي واسمُه حُذَيْفةُ بنُ بَدْرِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوع بن حَنْظَلَةَ بنِ مالِك بن زِيْدِ مَنَاةَ قِيلَ لَهُ ذلِك لجُمَّةٍ كانتْ له وكانَ يقال له في حَدَاثَتِه : ذو اللِّمَمِ . وذُو الرَّأْسَيْنِ لَقَبُ خُشَيْنِ بن لأْيِ بنِ عُصَيْمٍ . وذو الرَّأْسينِ أَيضاً : أُمَيَّةُ بنُ جُشَمَ بنِ كِنَانةَ بنِ عَمْرو بنِ قَيْن بن فَهْم بن عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ . ومِن المَجَازِ : رَأْسُ المالِ : أَصْلُه . ويقال : أَقْرِضْنِي عَشْرَةً برُؤوسِهَا أَي قَرْضاً لا رِبْحَ فيه إلاَّ رأْسُ المالِ
ومِن المَجَازِ : الأَعْضَاءُ الرَّئِيسَةُ وهي أَرْبَعَةٌ عِنْدَ الأَطِبَّاءِ : القَلْبُ والدِّماغُ والكَبِدُ فهذِه الثَّلاثَةُ رَئيسَةٌ مِن حَيْثُ الشَّخْصُ على مَعْنَى أَنَّ وُجُودَه بدُونِهَا أَو بِدُونِ وَاحدٍ منها لا يُمْكِنُ . والرّابِعُ الأُنْثَيَانِ وكونُه رَئيساً مِن حَيْثُ النَّوْعُ على مَعْنَى أَنَّه إِذا فاتَ فاتَ النَّوْعُ . ومَنْ قالَ : إِنَّ الأَعْضَاءَ الرَّئيسَةَ هي الأَنْفُ واللِّسَانُ والذَّكَرُ فقدْ سَهَا
قالَ الصّاغَانِيُّ : وشاةٌ رَئيسٌ كأَمِيرٍ : أُصِيبَ رَأْسُهَا . مِنْ غَنَمٍ رَآسىَ بوزنِ رَعَاسىَ مثْل : حَبَاجَى ورَمَاثَى . والرَّئيسُ وفي التَّبْصِيرُ والتَّكْمِلَة : رَئيسُ بنُ سَعِيد بنِ كَثير بنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيّ مُحَدِّثٌ شاعِرٌ وهو أَخو عُبَيْدِ الله . والرِّئِيسُ كسِكِّيتٍ : الكَثِيرُ التَّرَؤُّسِ أي التأَمُّرِ . والمِرْآسُ كمِحْرَابٍ : الفَرَسُ الذي يَعَضُّ رُؤُوسَ الخَيْلِ إذا صارَتْ مَعَهُ في المُجَاراةِ قال رُؤْبَةُ :لَوْ لمْ يُبَرِّزْهُ جَوَادٌ مِرْآسْ ... لَسَقَطَتْ بِالْمَاضِغَيْنِ الأَضْراسْ أَو الْمِرْآسُ الَّذِي يَرْأَسُ أي يَكُونُ رَئِيساً لَها في تَقَدُّمِه وسَبْقهِ . ورَأَسهُ يَرْأَسُهُ رَأْساً كمَنَع : أَصابَ رَأْسَهُ فهو مَرْؤُسٌ ورَئيسٌ . والرَّآس كشَدَّادٍ : بائِعُ الرُّؤُوسِ . والرَّوَّاسِيُّ بالواو وياءِ النِّسْبَةِ لَحْنٌ وفي اللِّسَانِ : مِن لُغَةِ العَامَّةِ . منه أَبو الفِتْيَانِ عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الكَرِيمِ الدِّهِسْتَانِيّ الحَافِظُ الرَّآسِيّ نُسِبَ إلى بيعِ الرُّؤُوسِ . وَقَع لي حَدِيثُه عالِياً في الأَرْبَعِين البُلْدانِيَّةِ للحَافِظِ أَبي طاهِرٍ السِّلَفِيِّ وخَرَّجْتُه أَيضاً في بَذْلِ المَجْهُود بتَخْرِيجِ حَدِيثِ : شَيَّبَتْنِي هُود مات سنة 530 . والمُرَأّسُ كمُعَظَّمٍ ومِصْباحٍ وصَبُورٍ من الإِبِلِ : الذِي لم يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ بالكَسْرِ إلاَّ فِي رَأْسِه عن الفَرَّاءِ حكاه عنه أَبو عُبَيْدٍ . وفي نَصِّه : المُرائِسُ كمُقَاتِلٍ . وقد صَحَّفَهُ المُصَنِّف . وليسَ عِنْدَه المِرْآسُ كمِصْبَاحٍ . والمُرَئِّسُ كمُحَدِّثٍ : الأَسَدُ
والَّرَوائِسُ : أعالِي الأَوْدِيَةِ الوَاحِدَةُ : رَأئِسٌ . وبه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى الأَصَحِّ :
" خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍومَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ وهي أَيضاً المُتَقَدِّمَةُ مِن السّحابِ كالمَرَائِسِ . يُقَال : سَحَابَةٌ رَائسَةٌ . وبه فُسِّر بَعْضُ قول ذِي الرُّمَّةِ السّابِق . والرَّائِسُ : جَبَلٌ في بَحْرِ الشَّامِ . وبه فُسِّر قولُ أُمُيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ :
وفي مَعْرَكِ الآلِ خِلْتُ الصُّوَى ... عُرُوكاً على رائسٍ يَقْسِمُونا ورائِسُ : بِئْرٌ لِبَنِي فَزَارَةَ . والرَّائِسُ : الوَالِي . والمَرْؤُوسُ : الرَّعِيَّةُ . وقَالَ الفَرَّاءُ : المَرْؤُوسُ : الَّذِي شَهْوَتهُ في رَأْسِهِ لا غَيْرُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . والمَرْؤُوسُ : الأَرْأَسُ أَي العَظِيمُ الرَّأْسِ . ورِئَاسُ السَّيْفِ بالكَسْرِ : مَقْبِضُهُ أَو قَبِيعَتُه قال الصّاغَانِيُّ : وهذِه أَصَحُّ . قال ابنُ مُقْبِلٍ :
ثُمَّ اضطغَنْتُ سِلاَحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا هكذا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ وقال شَمِرٌ : لم أَسْمَعْ : رِئَاساً إلاَّ هُنَا . قال ابنُ سِيدَهْ : ووَجَدْنَاهُ في المُصَنَّفِ : كرِيَاسِ السَّيْف غَيْرَ مَهْمُوزٍ . قال : فلا أَدْرِي هَلْ هُو تَخْفِيفٌ أَم الكَلِمَةُ من الياءِ . ومِن المَجَازِ : الرَّأْسُ مِن الأَمْرِ : أَوَّلُهُ وتقولُ لمَنْ يُحدِّثُكَ : أَعِدْ عَلَيَّ كَلاَمَكَ مِن رَأْسٍ ومِن الرَّأْسِ وهي أَقَلُّ اللُّغَتَيْنِ وأَنْكَرَهَا بَعضُهُم وقال : لا تَقُلْ : مِنَ الرَّأْسِ . قال : والعَامَّةُ تقولُه . قالَهُ شيخُنَا وبه فُسِّرَ حَدِيثُ : لَمْ يُبْعَثْ نَبيٌّ إِلاَّ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ عَاماً . ونَعْجَةٌ رَأْسَاءُ : سَوْداءُ الرَّأْسِ والوَجْهِ وسائِرُها أَبْيَضُ . قالَهُ الجَوْهَرِيُّ . وقالَ غَيرُه : شاةٌ رَأْساءُ : مُسْوَدَّةُ الرَّأْسِ . وقال أَبو عُبَيْد : إِذا اسْوَدَّ رأْسُ الشَّاةِ فهي رَأْسَاءُ فإِن أَبْيَضَّ رَأْسُهَا مِن بَيْنِ جَسَدِهَا فهي رَخْمَاءُ ومُخَمَّرَةٌ . وبَنُو رُؤَاسٍ بالضَّمِّ : حَيٌّ مِن عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ . وهو رُؤَاسُ بن كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بن عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ . منهم أَبو دُوَادٍ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عُمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدِ بنِ رُؤَأسِ بنِ كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ . قاله الأَزْهَرِيُّ
قلت : ورُؤَاسٌ اسمُه الحَارِثُ وعَقِبُه مِنْ ثلاثةٍ : بِجَادٍ وبُجَيْدٍ وعُبَيْدٍ أَولادِ رُؤاسٍ لِصُلْبِهِ
ومِن وَلَدِ رُؤَاسٍ : وَكِيعُ بن الجَرَّاحِ بنِ مَلِيحِ بنِ عَدِيّ بنِ الفَرَسِ الفَقِيهُومنهم حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّونَ . مُحَدِّثُون . قال الأَزْهَرِيُّ : وكانَ أَبو عُمَرَ الزاهِدُ يَقُولُ في أَبِي جَعْفَرِ الرُّؤاسِيِّ أَحَدِ القُرَّاءِ والمَحَدِّثِين : إِنَّه الرَّوَاسِيُّ بفتح الرّاءِ وبالوَاوِ من غَيْر هَمْزٍ مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاس : قَبِيلَةٍ من سُلَيْمٍ وكانَ يُنْكِرُ أَنْ يُقَال : الرُّؤَاسيُّ بالهَمْزِ كمَا يَقُولُه المُحَدِّثُون وغيرُهم . قلت : ويَعْنِي بأَبِي جَعْفَر هذا مُحَمَّدَ بنَ أَبي سارةَ الرَّوَاسِيّ . ذكرَ ثَعْلَبٌ أَنَّه أَوَّلُ مَن وَضَعَ نحوَ الكُوفِيِّينَ . وله تَصانِيفُ وقد تقدَّم ذِكْرهُ في المُقَدِّمة . والرُّؤَاسِيُّ أَيضاً : العَظِيمُ الرَّأْسِ ومِمَّن نُسِبَ إِلى ذلِكَ مِسْعَرُ ابنُ كِدَامٍ الفَقِيهُ وغيرُه ومنهم مَن يقولُه بتَشْدِيدِ الواوِ من غَيْرِ هَمْزٍ وهو غَلَظٌ . ويُقَال : رَأسْتُه تَرْئيساً إِذا جَعَلْتَه رَئيساً على القَوْمِ . وارْتَأَسَ هو : صارَ رَئيساً كتَرَأّسَ مثلُ تأَمَّرَ . وفي نَوَادِرِ الأَعْرابِ : ارْتَأَسَ زَيْداً إِذا شَغَلَه . وأَصْلُه أَخْذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُهَا إِلى الأَرْضِ ومثله : اكْتَأَسَه وارْتَكَسَه واعْتَكَسَه كلُّ ذلِكَ بمَعْنًى وَاحدٍ
والمُرَائِسُ كمُقَاتِلٍ : المتَخَلِّفُ عن القومِ في القِتَالِ نقَلَه الصّاغَانِيُّ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : رُئِسَ الرجُلُ كعُنِيَ شَكَا رَأْسَه فهو مَرْؤوسٌ . والرَّئِيس : الَّذِي قَدْ شُجَّ رَأْسُه ومنه قولُ لَبِيدٍ :
كَأَنَّ سَحِيلَهُ شَكْوَى رَئيسٍ ... يُحَاذِرُ مِنْ سَرَابَا وَاغْتِيَالِ والمَرْؤُوسُ : مَنْ أَصَابَهُ البِرْسَامُ . قاله الأَزْهَرِيُّ . وأَصَابَ رأْسَه : قَبَّلَهُ وهو كِنَايَةٌ . وارْتَأَسّ الشَّيْءَ : رَكِبَ رأْسَه . وفَحْلٌ أَرْأَسُ وهو الضَّخْمُ الرَّأْسِ كالرُّؤَاسِ والرُّؤَاسيّ وقيل : شاةٌ أَرْأَسُ ولا تَقُلْ : رَؤاسِيٌّ عن ابنِ السِّكِّيتِ . والرَّائِسُ : رَأْسُ الوَادِي . وكُلُّ مُشْرِفٍ : رَائِسٌ . ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ : جَمَعَه وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ في ر و سوهُم رأُسٌ عَظِيمٌ أَي جَيْشٌ على حِيَالِهِ لا يَحْتَاجُون إِلى إِحْلاب . ورأَسَ الْقَوْمَ يَرْأَسُهُم رَآسةً : فَضَلَهُمْ . ورأَسَ عليهم . قاله الأَزْهَرِيُّ . ورَوَّسُوه على أَنفُسِهم قال : وهكَذَا رأَيتُه في كِتَابِ اللَّيْثِ والقِيَاسُ : رَأّسُوه . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : رَأَسَ الرَّجُلُ رَآسَةً إِذا زَاحَمَ عليها وأَرَادَهَا . قال : وكانَ يُقَال : الرَّآسَةُ تَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بها رَأْسُ مَنْ لا يَطْلُبُها . وفي الحَدِيث : " رَأْسُ الكُفْرِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ وهو مَجَازٌ يكون إِشَارَةً إلى الدَّجَّالِ أَوْ غَيْرِه من رُؤَسَاءِ الضَّلاَلِ الخَارِجِينَ بالمَشْرِقِ . ورَئِيسُ الكِلابِ وَرائِسُهَا : كَبِيرُها الذي لا تَتَقَدَّمُه في القَنَصِ وهو مَجازٌ . وكَلْبَةٌ رَؤُوسٌ كصَبُورٍ : تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّيْدِ . ويُقَال : أَعْطِنِي رَأْساً مِن الثُّومِ وسِنًّا منه وهو مَجَازٌ . ويقال : كَمْ في رَأْسِك مِن سِنٍّ ؟ وهو مَجَازٌ . والضَّبُّ رُبَّمَا رأَسَ الأَفْعَى ورُبَّمَا ذَنَّبَها وذلِكَ أَنَّ الأَفْعَى تَأْتِي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه فيَخْرُجُ أَحْيَاناً برأْسِه مُسْتَقْبِلَهَا فيُقَال : خَرَجَ مُرَئِّساً ورُبَّما احْتَرشَهُ الرَّجُلُ فيَجْعَلُ عُوداً في فَمِ جُحْرِه فيَحْسبُه أَفْعَى فيَخْرُجُ مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً . وقالَ ابنُ سِيدَهْ : خَرَجَ الضَّبُّ مُرَائِساً : اسْتَبقَ برَأْسِه من جُحْرِه . ورُبَّمَا ذَنَّبَ . ويقال : وَلَدَتْ وَلَدَها على رَأْسٍ وَاحِدٍ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ أَي بعضُهُم في إِثْرِ بَعْضٍ وكذلِكَ : وَلَدَتْ ثلاثةَ أَوْلادٍ رَأْساً عَلَى رأسٍ أَي وَاحِداً في إِثْرِ آخَرَ . ويُقَال : أَنْتَ علَى رأْسِ أَمْرِك ورِئَاسِهِ أَي على شَرَفٍ منه . قالَ الجَوْهَرِيُّ قولُهُم : أَنْتَ على رِئاسِ أَمْرِكَ : أَي أَوَّلهِ . والعَّامَّةُ تقول : عَلَى رَأْسِ أَمْرِكَ . وعِنْدِي رَأْسٌ من الغَنَمِ وعِدَّةٌ مِن أَرْؤُسٍ وهو مَجَازٌ وكذا : رَأْسُ الدِّينِ الخَشْيَةُ . وأَهْلُ مَكَّةَ يُسَمُّون يَوْمَ القَرِّ يَوْمَ الرُّؤُوسِ ؛ لأَكْلِهِم فيه رُؤُوسَ الأَضَاحِي . وَرَأْسُ الشَّيْءِ : طَرَفُه وقيل : آخِرُه نَقَلَه شيْخُنَا
والرَّأْسُ : من أَسْمَاءِ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ وتُسَمَّى رأْسَ القُرَى . وقال ابنُ قُتَيْبَة في المُشْكِلِ : رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ : جَبَلٌ بِالحِجَازِ مُتَشَعِّبٌ شَنِعُ الْخِلْقَةِ . واسْتَدْرَك الصّاغَانِيُّ هُنَا : رَأسِكُ من مُدُنِ مُكْرَان . وحَقُّه أَنْ يُذْكَرَ في الكَافِ . والرَّئِيسُ : أَبُو عَلِيِّ بنُ سِينَاءَ مَشهورٌ . وَجَعْفَرُ بنُ محمَّد بنِ الفَضْل الرَّأْسِيّ من رَأْسِ العَيْنِ عن أَبِي نُعَيْم وعنه أَبو يَعْلَى الْمَوْصَلِيّ . والصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بنِ عليّ بنِ محَّمد الرُّؤَاسِيّ الأَسَدِيّ الإِسْفِرَايِنِيّ الشافِعيّ وُلد بِشِقّان من بلادِ خُرَاسَان لقيه البِقَاعِيُّ بمَكَّة
" السَّطْح : ظَهْرُ البيتِ " إِذا كان مُسْتَوِياً لانْبِسَاطه وهو معروف " وأَعْلى كلِّ شيْءٍ " والجمع سُطُوحٌ . السَّطْح : " ع بين الكُسْوَةِ وغُبَاغِبٍ " الكُسْوَة بالضَّمّ : قَرْيَة بدمشقَ وسيأْتي . وتقدّم غُبَاغبٌ " كان فيه وَقْعَةٌ للقَرْمَطِيّ أَبي القاسِم " نُسِبُوا إِلى حَمْدَانَ بنِ الأَشْعَثِ الملقَّب بقَرْمَط " صاحِبِ النَّاقَة " . سَطَحَه يَسْطَحه " كمَنَعه " فهو مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ : " بَسَطَه " . وفي حديث عُمرَ رضي الله عنه : قال للمَرْأَةِ الّتي معها الصِّبْيَان : " أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَح لك " أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ . سَطَحَه : إِذا " صَرَعَه " أَو صَرَعَه فبَسَطه على الأَرض كما في اللّسَان . سَطَحَه يَسْطَحُه : " أَضِجَعه " . وفي الأَساس : ضَرَبَه فسَطَحَه : بَطَحَه على قَفاه مُمْتَدّاً فانْسَطَحَ وهو سَطيحٌ ومُنْسَطِحٌ . ومثلُه في التَّهْذِيب . وانْسَطحَ الرَّجلُ : امتَدَّ على قَفَاه فلم يَتَحَرَّك . سَطَحَ " سُطوحَه سَوّاها " . وسَطَحَ البَيْتَ يَسْطَحه سَطْحاً : " كسَطَّحَهَا " تَسْطِيحاً . سَطَحَ " السَّخْلَ : أَرْسَلَه مع أَمِّه " . " والسَّطِيحُ : القَتيلُ المُنْبسِطُ " . وقال اللَّيث : السَّطِيحُ : " كالمَسْطُوح " وأَنشد :
" حَتَّى يَرَاه وَجْهها سَطِيحَا
قيل : السَّطِيح : هو " المُنْبَسِط البَطِيءُ القِيَامِ لضَعْفٍ " وقد أَنكره شيخنا . وهو موجودٌ في أُمَّهاتِ اللُّغة . والسَّطِيح أَيضاً : الّذِي يُولَد ضَعيفاً لا يَقْدِر على القِيَامِ والقُعودِ فهو أَبَداً مُنبسِطٌ " أَو " السَّطِيح : المُسْتَلْقِي على قَفاه من " زَمَانَةٍ " . السَّطِيح : " المَزادَة " الّتي من أَدِيمَيْنِ قُوبِلَ أَحَدُهما بالآخَر وتكون صَغيرَةً وتكون كبيرةً " كالسَّطيحةِ " وهي من أَوانِي المِيَاهِ . وفي الحديث " أَنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم كان في بعض أَسْفَارِه ففَقَدُوا الماءَ فأَرْسَلَ عَلِيّاً وفُلانا يَبْغِيَانِ المَاءَ فإِذا هما بامرأَةٍ بين سَطِيحَتَيْنِ " . قال : السَّطِيحَةُ : المَزَادَةُ تكون من جِلْدَيْنِ أَو المَزَادَةُ أَكبَرُ مِنها . سَطِيحٌ : " كاهِنُ بني ذِئْبٍ " كان يَتَكَهَّن في الجاهليّة واسمُه رَبِيعَةُ بنُ عَدِيٍّ بنِ مسعودِ بنِ مازِنِ ابنِ ذِئِبِ بن عَدِيّ بنِ مازِنِ بنِ غَسَّانَ . كان يُخبِّر بمَبْعَثِ نبيِّنا صلَى الله عليه وسلّم . عاش ثلاثَمائة سَنَةٍ . ومات في أَيّامِ أَنو شِرْوَانَ بعد مَوْلِده صلَّى الله عليه وسلّم . سُمِّيَ بذلك لأَنه كان إِذا غَضِبَ قَعَدَ مُنْبَسِطاً فيما زَعَموا . وقيل : سُمِّيَ بذلك لأَنه لم يكن له بين مفاصِلِه قَصَبٌ تَعْمِده فكان أَبداً مُنْبَسِطاً مُنْسَطحاً على الأَرْضِ لا يَقدِرُ على قِيام ولا قُعود . يقال : " مَا كان فيه عَظْمٌ سِوَى رَأْسِه " . وهو خالُ عَبْد المَسِيحِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلَةَ الغَسّانيّ ؛ كذا في شَرْح المَواهبِ وفي المُضاف والمنسوب : أَنّ سَطِيحاً كان يُطْوَى كما تُطْوَى حَصِيرَةٌ ويتكلَّمُ بكلّ أُعْجُوبةِ . السُّطَّاح " كرُّمّان : نَبْتٌ " والواحدة سُطَّاحَةٌ . قال الأَزهريّ : السُّطَّاحَة : بَقْلَةٌ تَرْعَاهَا المَاشِيَة وتُعْسَل بوَرَقِها الرُّؤُوس . وقيل : هي نَبْتَةٌ سُهْليّة وقيل : هي شَجرةٌ تَنْبُتُ في الدِّيَارِ في أَعْطَانِ المِيَاهِ مُتَسطِّحَةً وهي قليلةٌ وليست فيها مَنفعةٌ . قيل : السُّطَّاح : " ما افْتَرَشَ من النَّبَاتِ فانْبَسَطَ " ولم يَسْمُ ؛ عن أَبي حَنيفَة . المِسْطَحُ " كمِنْبَرٍ " وتُفتح مِيمه ؛ قاله الجَوْهَرِيّ : مكانٌ مُسْتَوٍ يُبْسَطُ عليه التَّمْرُ ويُجَفَّف ؛ كذا في الرّوض للسُّهيليّ ويُسمَّى " الجرِين " يَمانِيَةٌ . المِسْطَح : " عَمُودٌ للخِبَاءِ " . وفي الحديث " أَن حَمَلَ بنَ مالِكٍ قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم : كُنْتُ بين جَارِيَتَيْنِ لي فضرَبَتْ إِحداهما الأُخْرَى بمِسْطَح فأَلْقَتْ جَنيناً مَيتاً وماتَتْ " . فقَضَى رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم بِديَةِ المَقْتُولةِ على عاقِلَةِ القَاتِلَةِ وجَعَل في الجَنينِ غُرَّةً " . وقال عَوْفُ بن مالك النَّصْريّ . وفي حواشي ابن بَرِّيّ : مالكث بن عَوْفٍ :
تَعرَّضَ ضَيْطَارُو خُزاعةَ دُونَنا ... وما خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقلِّب مِسْطَحاً يقول : ليس له سِلاحٌ يُقاتِل به غير مِسْطَحٍ . والضَّيْطار : الضَّخْم الّذي لا غَنَاءَ عندَه . المِسْطَح : " الصَّفَاةُ يُحَاطُ عليها بالحِجَارَةِ ليَجْتَمِعَ فيها الماءُ " . وفي التَّهْذِيب : المِسْطَحُ : صَفيحَةٌ عَرِيضةٌ من الصَّخر يُحوَّط عليها لِماءِ السَّمَاءِ . قال : ورُبما خَلَقَ الله عند فَمِ الرَّكيَّة صَفَاةً مَلْسَاءَ مُسْتَوِيةً فيُحَوَّط عليها بالحجارة ويُسْتَقَى فيها للإِبل شِبْه الحَوْض . المِسْطَحُ " كُوزٌ " يُتَّخذ " للسَّفَر ذُو جَنْبٍ واحدٍ " كالمِسْطَحَةِ وهي شبه مِطْهَرَةٍ ليست بمُربَّعةٍ . المِسْطَحُ : " حَصِيرٌ " يُسَفُّ " من خُوصِ الدَّوْمِ " . ومنه قول تَميمِ بن مُقْبِل :
إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنّه ... من الحَرِّ في حَدِّ الظَّهِيرةِ مِسْطَحُوقال الأَزهريّ : قال الفرَّاءُ : هو المِسْطَح والمِحْوَر المِسْطضح : " مِقْلىً عَظِيمٌ للبُرّ " يُقْلَى فيه . المِسْطَح : " الخَشَبَةُ المُعَرَّضة على دِعَامَتيِ الكَرْمِ بالأُطُر " . قال ابن شُمَيْل : إِذا عُرِّش الكرم عُمِدَ إِلى دَعَائِمَ يُحْفَر لها في الأَرض لكلّ دِعَامَةٍ شُعْبَتَانِ ثم تُؤْخَذ شُعْبَةٌ فتُعَرَّض على الدِّعَامَتَيْنِ وتُسَمَّى هذه الخَشَبَةُ المُعَرَّضَةُ المسْطَحَ ويُجْعَل على المَسَاطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أٌقصاها . المِسْطَح : " المِحْوَر يُبْسَطُ به الخُبْزُ " . مِسْطَحُ " بن أُثَاثَةَ " بنِ عَبّادِ ابنِ عبد المُطَّلِب بن عبدِ مَنَافٍ " الصّحابيّ " رضي الله عنه وأُمُّه أُمّ مِسْطَحٍ : مُطَّلِبِيّة . " وأَنْفٌ مُسَطَّحٌ كمُحَمَّد : مُنْبَسِطٌ جِدّاً " . وسَطْحٌ مُسَطَّحٌ : مُسْتَوٍ . ومما يستدرك عليه : رَأَيْت الأَرْضَ مَسَاطِحَ لا مَرْعَى بها شُبِّهَتْ بالبُيُوت المَسطوحة . وتَسَطَّحَ الشَّيْءُ وانْسَطَح : انْبَسَطَ . وتَسْطِيحُ القَبْرِ : خِلاَفُ تَسْنِيمه . وسَطَحَ النَّاقَةَ : أَناخَها . والمِسْطَاحُ : لُغة في المِسْطَح بمعنَى الجَرينِ . وأُمّ سَطِيحٍ : قَرْيَة بمصْر