السَّطْرُ
والسَّطَرُ الصَّفُّ من الكتاب والشجر والنخل ونحوها قال جرير مَنْ شاءَ بايَعْتُه
مالي وخُلْعَتَه ما يَكْمُلُ التِّيمُ في ديوانِهمْ سَطَرا والجمعُ من كل ذلك
أَسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأَساطِيرُ عن اللحياني وسُطورٌ ويقال بَنى سَطْراً وغَرَسَ
سَطْراً
السَّطْرُ
والسَّطَرُ الصَّفُّ من الكتاب والشجر والنخل ونحوها قال جرير مَنْ شاءَ بايَعْتُه
مالي وخُلْعَتَه ما يَكْمُلُ التِّيمُ في ديوانِهمْ سَطَرا والجمعُ من كل ذلك
أَسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأَساطِيرُ عن اللحياني وسُطورٌ ويقال بَنى سَطْراً وغَرَسَ
سَطْراً والسَّطْرُ الخَطُّ والكتابة وهو في الأَصل مصدر الليث يقال سَطْرٌ من
كُتُبٍ وسَطْرٌ من شجر معزولين ونحو ذلك وأَنشد إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا
لقائلٌ يا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا وقال الزجاج في قوله تعالى وقالوا أَساطير
الأَوّلين خَبَرٌ لابتداء محذوف المعنى وقالوا الذي جاء به أَساطير الأَولين معناه
سَطَّرَهُ الأَوَّلون وواحدُ الأَساطير أُسْطُورَةٌ كما قالوا أُحْدُوثَةٌ
وأَحاديث وسَطَرَ بَسْطُرُ إِذا كتب قال الله تعالى ن والقلم وما يَسْطُرُونَ أَي
وما تكتب الملائكة وقد سَطَرَ الكتابَ يَسْطُرُه سَطْراً وسَطَّرَه واسْتَطَرَه
وفي التنزيل وكل صغير وكبير مُسْتَطَرٌ وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً كتب واسْتَطَرَ
مِثْلُهُ قال أَبو سعيد الضرير سمعت أَعرابيّاً فصيحاً يقول أَسْطَرَ فلانٌ اسمي
أَي تجاوز السَّطْرَ الذي فيه اسمي فإِذا كتبه قيل سَطَرَهُ ويقال سَطَرَ فلانٌ
فلاناً بالسيف سَطْراً إِذا قطعه به كَأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ ومنه قيل لسيف
القَصَّابِ ساطُورٌ الفراء يقال للقصاب ساطِرٌ وسَطَّارٌ وشَطَّابٌ ومُشَقِّصٌ
ولَحَّامٌ وقُدَارٌ وجَزَّارٌ وقال ابن بُزُرج يقولون للرجل إِذا أَخطأَ فَكَنَوْا
عن خَطَئِهِ أَسْطَرَ فلانٌ اليومَ وهو الإِسْطارُ بمعنى الإِخْطاءِ قال الأَزهري
هو ما حكاه الضرير عن الأَعرابي أَسْطَرَ اسمي أَي جاوز السَّطْرَ الذي هو فيه
والأَساطِيرُ الأَباطِيلُ والأَساطِيرُ أَحاديثُ لا نظام لها واحدتها إِسْطارٌ
وإِسْطارَةٌ بالكسر وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ وأُسْطُورٌ وأُسْطُورَةٌ بالضم وقال
قوم أَساطِيرُ جمعُ أَسْطارٍ وأَسْطارٌ جمعُ سَطْرٍ وقال أَبو عبيدة جُمِعَ سَطْرٌ
على أَسْطُرٍ ثم جُمِعَ أَسْطُرٌ على أَساطير وقال أَبو أُسطورة وأُسطير وأُسطيرة
إِلى العشرة قال ويقال سَطْرٌ ويجمع إِلى العشرة أَسْطاراً ثم أَساطيرُ جمعُ
الجمعِ وسَطَّرَها أَلَّفَها وسَطَّرَ علينا أََتانا بالأَساطِيرِ الليث يقال
سَطَّرَ فلانٌ علينا يُسَطْرُ إِذا جاء بأَحاديث تشبه الباطل يقال هو يُسَطِّرُ ما
لا أَصل له أَي يؤلف وفي حديث الحسن سأَله الأَشعث عن شيء من القرآن فقال له والله
إِنك ما تُسَيْطِرُ عَلَيَّ بشيء أَي ما تُرَوِّجُ يقال سَطَّرَ فلانٌ على فلان
إِذا زخرف له الأَقاويلَ ونَمَِّّْقَها وتلك الأَقاويلُ الأَساطِيرُ والسُّطُرُ
والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ المُسَلَّطُ على الشيء لِيُشْرِف عليه ويَتَعَهَّدَ
أَحوالَه ويكتبَ عَمَلَهُ وأَصله من السَّطْر لأَن الكتاب مُسَطَّرٌ والذي يفعله
مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ يقال سَيْطَرْتَ علينا وفي القرآن لست عليهم بِمُسْيِطرٍ
أَي مُسَلَّطٍ يقال سَيْطَرَِ يُسَيِطِرُ وتَسَيطَرَ يتَسَيْطَرُ فهو مُسَيْطِرٌ
ومَتَسَيْطِرٌ وقد تقلب السين صاداً لأَجل الطاء وقال الفراء في قوله تعالى أَم
عندهم خزائن ربك أَم هم المُسَيْطِرُونَ قال المصيطرون كتابتها بالصاد وقراءتها
بالسين وقال الزجاج المسيطرون الأَرباب المسلطون يقال قد تسيطر علينا وتصيطر
بالسين والصاد والأَصل السين وكل سين بعدها طاء يجوز أَن تقلب صاداً يقال سطر وصطر
وسطا عليه وصطا وسَطَرَه أَي صرعه والسَّطْرُ السِّكَّةُ من النخل والسَّطْرُ
العَتُودُ من المَعَزِ وفي التهذيب من الغنم والصاد لغة والمُسَيْطِرُ الرقيب
الحفيظ وقيل المتسلط وبه فسر قوله عز وجل لستَ عليهم بمسيطر وقد سَيْطْرَ علينا
وسَوْطَرَ الليث السَّيْطَرَةُ مصدر المسيطر وهو الرقيب الحافظ المتعهد للشيء يقال
قد سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ وفي مجهول فعله إِنما صار سُوطِر ولم يقل سُيْطِرَ لأَن
الياء ساكنة لا تثبت بعد ضمة كما أَنك تقول من آيَسْتُ أُويِسَ يوأَسُ ومن اليقين
أُوقِنَ يُوقَنُ فإِذا جاءت ياء ساكنة بعد ضمة لم تثبت ولكنها يجترها ما قبلها فيصيرها
واواً في حال
( * قوله « في حال » لعل بعد ذلك حذفاً والتقدير في حال تقلب الضمة كسرة للياء مثل
وقولك أَعيس إلخ ) مثل قولك أَعْيَسُ بَيِّنُ العِيسةِ وأَبيض وجمعه بِيضٌ وهو
فُعْلَةٌ وفُعْلٌ فاجترت الياء ما قبلها فكسرته وقالوا أَكْيَسُ كُوسَى وأَطْيَبُ
طُوبَى وإِنما تَوَخَّوْا في ذلك أَوضحه وأَحسنه وأَيما فعلوا فهو القياس وكذلك
يقول بعضهم في قسمة ضِيزَى إِنما هو فُعْلَى ولو قيل بنيت على فِعْلَى لم يكن خطأ
أَلا ترى أَن بعضهم يهمزها على كسرتها فاستقبحوا أَن يقولوا سِيطِرَ لكثرة الكسرات
فلما تراوحت الضمة والكسرة كان الواو أَحسن وأَما يُسَيْطَرُ فلما ذهبت منه مَدة
السين رجعت الياء قال أَبو منصور سَيْطَرَ جاء على فَيْعَلَ فهو مُسَيْطِرٌ ولم
يستعمل مجهول فعله وينتهي في كلام العرب إِلى ما انتهوا إِليه قال وقول الليث لو
قيل بنيتْ ضِيزَى على فِعْلَى لم يكن خطأَ هذا عند النحويين خطأَ لأَن فِعْلَى
جاءت اسماً ولم تجئ صفة وضِيزَى عندهم فُعْلَى وكسرت الضاد من أَجل الياء الساكنة
وهي من ضِزْتُه حَقَّهُ أَضُيزُهُ إِذا نقصته وهو مذكور في موضعه وأَما قول أَبي
دواد الإِيادي وأَرى الموتَ قد تَدَلَّى مِنَ الحَضْ رِ عَلَى رَبِّ أَهلِهِ
السَّاطِرونِ فإِن الساطرون اسم ملك من العجم كان يسكن الحضر وهو مدينة بين
دِجْلَةَ والفرات غزاه سابور ذو الأَكتاف فأَخذه وقتله التهذيب المُسْطَارُ الخمر
الحامض بتخفيف الراء لغة رومية وقيل هي الحديثة المتغيرة الطعم والريح وقال
المُسْطَارُ من أَسماء الخمر التي اعتصرت من أَبكار العنب حديثاً بلغة أَهل الشام
قال وأُراه روميّاً لأَنه لا يشبه أَبنية كلام العرب قال ويقال المُسْطار بالسين
قال وهكذا رواه أَبو عبيد في باب الخمر وقال هو الحامض منه قال الأَزهري المسطار
أَظنه مفتعلاً من صار قلبت التاء طاء الجوهري المسطار
( * قوله « الجوهري المسطار بالكسر إلخ » في شرح القاموس قال الصاغاني والصواب
الضم قال وكان الكسائي يشدد الراء فهذا دليل على ضم الميم لأَنه يكون حينئذٍ من
اسطارّ يسطارّ مثل ادهامّ يدهامّ ) بكسر الميم ضرب من الشراب فيه حموضة
معنى
في قاموس معاجم
شكا الرجلُ
أَمْرَه يشْكُو شَكْواً على فَعْلاً وشَكْوى على فَعْلى وشَكاةً وشَكاوَةً
وشِكايةً على حَدّ القَلْب كعَلايةٍ إِلاَّ أَنَّ ذلك عَلمٌ فهو أَقْبَلُ
للتَّغْيير السيرافي إِنما قُلِبت واوُه ياءً لأَن أَكثر مصادِرِ فِعالَةٍ من
المُعْتَلّ إِنما هو م
شكا الرجلُ
أَمْرَه يشْكُو شَكْواً على فَعْلاً وشَكْوى على فَعْلى وشَكاةً وشَكاوَةً
وشِكايةً على حَدّ القَلْب كعَلايةٍ إِلاَّ أَنَّ ذلك عَلمٌ فهو أَقْبَلُ
للتَّغْيير السيرافي إِنما قُلِبت واوُه ياءً لأَن أَكثر مصادِرِ فِعالَةٍ من
المُعْتَلّ إِنما هو من قِسْمِ الياءِ نحو الجِراية والوِلايَة والوِصايَة فحُمِلت
الشِّكايَةُ عليه لِقلَّة ذلك في الواو وتَشَكَّى واشْتَكى كشَكا وتَشاكى القومُ
شَكا بعضُهُم إِلى بَعْضٍ وشَكَوْتُ فلاناً أَشْكوه شَكْوى وشِكايَةً وشَّكِيَّةً
وشَكاةً إذا أَخْبََرْتَ عنه بسُوءِ فِعْلِه بِكَ فهو مَشْكُوٌّ ومَشْكِيٌّ
والاسْم الشَّكْوى قال ابن بري الشِّكاية والشَّكِيَّة إِظْهارُ ما يَصِفُك به
غيرُك من المَكْرُوهِ والاشْتِكاءُ إِظْهارُ ما بِكَ من مَكْروهٍ أَو مَرَضٍ
ونحوِه وأَشْكَيْتُ فلاناً إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً أَحْوَجه إِلى أَن يَشْكُوك
وأَشْكَيْتُه أَيضاً إِذا أَعْتَبْته من شَكْواهُ ونَزَعْتَ عن شَكاته وأَزْلْتَه
عمَّا يَشْكُوه وهو من الأَضْداد وفي الحديث شَكَوْنا إِلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم حَرَّ الرَّمْضاءِ فلم يُشْكِنا أَي شَكَوْا إِليْه حرَّ الشَّمْسِ وما
يُصِيبُ أَقْدامَهُم منه إِذا خَرجوا إِلى صَلاةِ الظُّهْرِ وسأَلوه تأْخِيرَها
قليلاً فلم يُشْكِهِمْ أَي لم يُجِبْهُم إِلى ذلك ولم يُزِلْ شَكْواهم ويقال
أَشْكَيْت الرجُلَ إِذا أَزَلْت شَكْواه وإِذا حمَلْته على الشَّكْوى قال ابن
الأَثير وهذا الحديث يذكر في مواقيت الصلاة لأَجْلِ قول أَبي إسحق أَحد رُواته قيل
له في تَعْجيلِها فقال نعَم والفُقَهاء يَذْكرونه في السُّجودِ فإِنَّهم كانوا
يَضَعون أَطْرافَ ثِيابهم تحت جباهِهِم في السجود من شِدَّة الحرّ فَنُهُوا عن ذلك
وأَنَّهم لمَّا شَكَوْا إليه ما يجدونه من ذلك لم يَفْسَحْ لهُمْ أَن يَسْجُدوا
على طَرَف ثِيابِهِمْ واشْتَكَيْته مثلُ شَكَوْته وفي حديث ضَبَّةَ ابنِ مِحْصَنٍ
قال شاكَيْتُ أَبا مُوسى في بَعْض ما يُشاكي الرجلُ أَميرَه هو فاعَلْت من
الشَّكْوى وهو أَن تُخْبر عن مكروه أَصابَك والشَّكْوُ والشَّكْوى والشَّكاةُ
والشَّكاءُ كُلُّه المَرَض قال أَبو المجيب لابن عمِّه ما شَكاتُك يا ابن حَكيمٍ ؟
قال له انتِهاءُ المُدّةِ وانْقضاءُ العِدَّةِ الليث الشَّكْوُ الاشْتِكاءُ تقول
شَكا يَشْكُو شَكاةً يُسْتَعْمَل في المَوْجِدَةِ والمرَض ويقال هو شاكٍ مريض
الليث الشَّكْوُ المرَضُ نفسُه وأَنشد أَخي إِنْ تَشَكَّى من أَذىً كنتُ طِبَّهُ
وإِن كان ذاكَ الشَّكْوُ بي فأَخِي طِبِّي واشَتَكى عُضواً من أَعضائه وتَشَكَّى
بمعنىً وفي حديث عمرو بن حُرَيْث دخل على الحسن في شَكْوٍ له هو المرضُ وقد شَكا
المرضَ شَكْواً وشَكاةً وشَكْوى وتَشَكَّى واشْتَكى قال بعضهم الشاكي والشكِيُّ
الذي يمْرَضُ أَقلَّ المرَض وأَهْوَنه والشَّكِيُّ الذي يَشْتَكي والشَّكِيُّ
المشكُوُّ وأَشكى الرجلَ أَتى إِليه ما يَشْكو فيه به وأَشْكاهُ نزَع له من
شِكايتِه وأَعْتَبَه قال الراجز يصفُ إِبلاً قد أَتْعَبها السَّيْرُ فهي تَلْوي
أَعناقها تارةً وتَمُدُّها أُخْرى وتَشْتَكي إِلينا فلا نُشْكيها وشَكْواها ما
غَلَبها من سُوء الحالِ والهُزال فيقوم مقامَ كلامِها قال تَمُدُّ بالأَعْناق أَو
تَثْنيها وتَشْتكي لو أَنَّنا نُشْكِيها مَسَّ حَوايا قَلَّما نُجْفيها قال أَبو
منصور وللإِشْكاء معنيان آخران قال أَبو زيد شكاني فلانٌ فأَشْكَيْتُه إِذا شَكاكَ
فزِدْتَه أَذىً وشكْوى وقال الفراء أَشْكى إِذا صادَفَ حَبيبَه يشكُو وروى بعضُهم
قولَ ذي الرُّمَّة يصف الربع ووقوفه عليه وأُشكِيه حتى كاد مما أُبِثُّه
تُكَلِّمني أَحجارُه وملاعِبُهْ قالوا معنى أُشْكِيه أَي أُبِثُّه شَكْواي وما
أُكابدُه من الشَّوْق إِلى الظاعِنِين عن الرَّبْعِ حين شَوَّقَتْني معاهِدُهُم
فيه إِليهم وأَشْكى فلاناً من فلانٍ أَخذَ له منه ما يَرْضى وفي حديث خَبَّاب بن
الأَرَتِّ شكَوْنا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّمْضاءَ فما أَشْكانا
أَي ما أَذِنَ لنا في التخلُّف عن صلاة الظَّهيرة وقتَ الرَّمْضاء قال أَبو عبيدة
أَشْكَيْتُ الرجل أَي أَتَيْتُ إِليه ما يشْكوني وأَشْكَيتُه إِذا شَكا إِليكَ
فرَجَعْت له من شِكايتِه إِيَّاكَ إِلى ما يُحِبُّ ابن سيده وهو يُشْكى بكذا أَي
يُتَّهَمُ ويُزَنُّ حكاه يعقوبُ في الأَلْفاظِ وأَنشد قالت له بَيْضاءُ من أَهلِ
مَلَلْ رَقْراقةُ العَيْنين تُشْكى بالغَزََلْ وقال مُزاحِم خلِيلَيَّ هل بادٍ به
الشَّيْبُ إِن بكى وقد كان يُشْكى بالعَزاء مَلُول والشَّكِيّ أَيضاً المُوجِع
وقول الطِّرِمَّاح بن عَدِيٍّ أَنا الطَّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتِمُ وسْمي شَكِيٌّ
ولساني عارِمُ كالبَحر حينَ تَنْكَدُ الهَزائِمُ وسْمي من السِّمَةِ وشَكيٌّ
موجِعٌ والهزائمُ البئارُ الكثيرة الماءِ وسمي شَكِيٌّ أَي يُشْكى لذْعُه
وإِحْراقُه التهذيب سلمة يقال به شَكأٌ شديدٌ تَقَشُّرٌ وقد شَكِئَتْ أَصابعُه وهو
التَّقَشُّر بين اللحمِ والأَظفارِ شَبيةٌ بالتشققِ ويقالُ للبعير إذا أَتعبَه
السَّير فمدَّ عنُقَه وكثر أَنِينُه قد شَكا ومنه قول الراجز شكا إِليَّ جملي طولَ
السُّرى صبراً جُمَيْلي فكِلانا مُبْتَلى أَبو منصور الشَّكاةُ تُوضع موضع العَيب
والذَّمِّ وعيَّر رجلٌ عبد الله بنَ الزُّبَيرِ بأُمِّه فقال ابن الزبير
( * قوله « بأمه فقال ابن الزبير إلخ » هكذا في الأصل وعبارة التهذيب وعير رجل عبد
الله بن الزبير بأمه فقال يا ابن ذات النطاقين فتمثل بقول الهذلي وتلك شكاة إلخ )
وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها أَراد أَن تعييرَه إِيَّاه بأَن أُمَّه كانت ذات
النطاقَين ليس بعارٍ ومعنى قوله ظاهرٌ عنك عارُها أَي نابٍ أَراد أَن هذا ليس
عاراً يَلزَق به وأَنه يُفتَخر بذلك لأَنها إِنما سميت ذات النِّطاقَين لأَنه كان
لها نِطاقانِ تحْمِلُ في أَحدهما الزاد إِلى أَبيها وهو مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الغارِ وكانت تَنْتَطِق بالنطاق الآخر وهي أَسماءُ بنتُ أَبي بكرٍ
الصديقِ رضي الله عنهما الجوهري ورجلٌ شاكي السلاح إِذا كان ذا شَوْكةٍ وحدٍّ في
سلاحه قال الأَخفش هو مقلوبٌ من شائك قال والشَّكِيُّ في السلاحِ مُعَرَّبٌ وهو
بالتركَّية بش ابن سيده كل كَوَّةٍ ليست بنافِذةٍ مِشْكاةٌ ابن جني أَلف مِشْكاةٍ
منقلِبة عن واو بدليل أَن العرب قد تنْحو بها مَنْحاة الواو كما يفعلون بالصلاة
التهذيب وقوله تعالى كمِشْكاةٍ فيها مِصباحٌ قال الزجاج هي الكَوَّةُ وقيل هي بلغة
الحبش قال والمِشْكاةُ من كلام العرب قال ومثلُها وإِن كان لغير الكَوَّةِ
الشَّكْوةُ وهي معروفة وهي الزُّقَيْقُ الصغيُر أَولَ ما يُعمَل مثلُه قال أَبو
منصور أَراد والله أَعلم بالمِشْكاة قصَبة الزجاجة التي يُسْتَصبح فيها وهي موضِع
الفَتيلة شُبّهت بالمِشْكاة وهي الكَوَّة التي ليست بنافِذَة والعرب تقول سلِّ
شاكيَ فلانٍ أَي طَيِّب نفسَه وعزِّه عما عراه ويقال سلَّيت شاكيَ أَرض كذا وكذا
أَي تركتُها فلم أَقرَبْها وكل شيء كفَفْت عنه فقد سلَّيتَ شاكِيَه وفي حديث
النجاشي إِنما يخرجُ من مِشْكاةٍ واحدةٍ المشْكاةُ الكَوَّةُ غير النافذةِ وقيل هي
الحديدة التي يعلَّق عليها القِنديلُ أَراد أَن القرآن والإِنجيل كلام الله تعالى
وأَنهما من شيءٍ واحدٍ والشَّكْوةُ جلدُ الرضيع وهو لِلَّبنِ فإِذا كان جلدَ
الجَذَعِ فما فوقَه سمِّي وَطْباً وفي حديث عبد الله بنِ عمرو كان له شَكْوةٌ
يَنْقَعُ فيها زَبيباً قال هي وعاءٌ كالدَّلوِ أَو القِرْبَة الصغيرة وجمعُها
شُكىً ابن سيده الشَّكْوة مَسْكُ السَّخْلَة ما دامَ يَرْضَعُ فإِذا فُطِم
فمَسْكُه البَدْرةُ فإِذا أَجْذَع فمَسْكُه السِّقاءُ وقيل هو وِعاءٌ من أَدَمٍ
يُبَرَّدُ فيه الماءُ ويُحبَس فيه اللبن والجمع شَكَواتٌ وشِكاءٌ وقول الرائد
وشكََّتِ النساءُ أَي اتَّخذت الشِّكاءَ وقال ثعلب إِنما هو تشَكَّت النساءُ أَي
اتخذْن الشِّكاءَ لِمَخْضِ اللبن لأَنه قليلٌ يعني أَن الشَّكْوةَ صغيرةٌ فلا
يُمَخْضُ فيها إِلا القليلُ من اللبن وفي حديث الحجاج تشَكَّى النساءُ أَي اتخذْن
الشُّكى للَّبنِ وشَكَّى وتشَكَّى واشْتَكى إِذا اتخذَ شَكْوةً أَبو يحيى بنُ
كُناسة تقول العرب في طلوع الثُّرَيَّا بالغَدَواتِ في الصيف طلَع النَّجمُ
غُدَيَّهْ ابتَغى الرَّاعي شُكيَّهْ والشُّكَيَّة تصغير الشَّكْوة وذلك أَن
الثُّرَيّا إِذا طَلَعت هذا الوقت هَبَّت البوارِحُ ورَمِضَت الأَرض وعَطِشَت
الرُّعيان فاحتاجوا إِلى شِكاءٍ يَسْتقُون فيها لشفاهِهِم ويحقِنُون اللُّبَيْنة في
بعضِها ليشربوها قارِصةً يقال شَكَّى الراعي وتشَكَّى إِذا اتخذ الشَّكْوةَ وقال
الشاعر وحتى رأَيتُ العَنزَ تَشْرى وشَكَّتِ ال أَيامي وأَضْحى الرِّئْمُ
بالدَّوِّ طاوِيا العَنزُ تَشْرى للخِصْب سِمَناً ونشاطاً وقوله أَضحى الرِّئْمُ
طاوِياً أَي طَوى عنُقه من الشِّبَع فرَبَضَ وقوله شَكَّت الأَيامى أَي كثُرَ
الرُّسْلُ حتى صارت الأَيِّمُ يفضلُ لها لبنٌ تَحْقِنُه في شَكْوتِها واشْتَكى أَي
اتخذ شَكْوةً والشَّكْوُ الحَمَلُ الصغير
( * قوله « الحمل الصغير » هكذا بالحاء المهملة في الأصل والمحكم وفي القاموس
بالجيم )
وبَنو شَكْوٍ بَطْنٌ التهذيب وقيل في قول ذي الرمة على مُسْتَظِلاَّت العُيونِ
سَواهِمٍ شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُراها لُغامُها قيل شُوَيْكِيَةٌ بغير همز إِبلٌ
منسوبةٌ