شاطَ الشَّيْء يَشيطُ شَيْطاً وشَيْطوطَةً وشِياطَةً بالكَسْرِ : احْتَرَق وخَصَّ بعضُهُم به الزَّيْتَ والرُّبَّ قالَ :
" كشائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ وشاطَ السَّمْنُ والزَّيْتُ إِذا خَثُرا أَو شاطَ السَّمْنُ إِذا نَضِجَ حتَّى كاد أنْ يَهْلِك . وفي الصّحاح حتَّى يَحْتَرقَ . وزادَ في العُبَاب ؛ لأَنَّه يَهْلِكُ حينَئذٍ . قالَ نُقادَةُ الأسَديُّ يَصِفُ ماءً آجِناً :
" أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا
" أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لَمَّا شاطا وشاطَ فُلانٌ يَشيطُ أَي هَلَكَ ومِنْهُ حديثُ غَزْوةِ مُؤْتَةَ " إنَّ زَيْدَ بن حارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه قاتَلَ بِرايَةِ رَسولِ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم حتَّى شاطَ في رِماحِ القَوْمِ " . قالَ الأعْشَى :
قد نَخْضِبُ العَيْرَفي مَكنونِ فائِله ... وقد يَشيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَلُ
هكذا هو في الصّحاح . وروى أَبُو عَمْرٍو : " قد نَطْعُنُ العَيْرَ " وفي حَديثِ عُمَرَ لمّا شَهِدَ عَلَى المُغيرَة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا قالَ : " شاطَ ثلاثةُ أَرْباعِ المُغيرَةِ " . وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ . ومِنْهُ : الشَّيْطانُ فَعْلان في قَوْلِ من قالَ : إنَّ اشْتِقاقَهُ من شاطَ واخْتَلَفوا فقيلَ : بمَعْنَى احْتَرَقَ وقِيل : بمعنَى هَلَكَ وقِيل : بمعنَى ذَهَبَ وقِيل : بمعنَى بَطَل ؛ لأنَّ من أَسمائه المُذْهِبُ والباطِلُ ويَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قِراءةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ والأَعْمَشِ وسعيدِ بن جُبَيْرٍ وأبو البَرَهْسَمِ وطاوُوسٍ وما " تَنَزَّلَتْ به الشَّياطونُ " وقالَ بعضُهُم : هو فَيْعالٌ من شَطَن إِذا بَعُدَ . قالَ شيخُنا : وقد جَعَلَ سِيبَوَيْه - رحمه الله تعالى - في الكِتابِ نونَه زائِدَةً تارَةً وأَصْلِيّةً أُخْرى بِناءً عَلَى مَا ذَكَرْناه من الاشْتِقاقِ وإيّاه تَبِعَ المُصَنِّف فإِنَّه ذَكَرَه هُنا وأَعادَه في شطن إيماءً لذلك عَلَى عادَتِه فيما فيه من الأَلْفاظِ اشْتِقاقٌ أَو أَكْثَر والله أَعْلم . قُلْتُ : بَقِيَ عَلَيْهِ أَمْران : الأَوَّلُ أَنَّهُ إِذا كانَ من شاطَ يَشيطُ بمَعْنَى احْتَرَقَ فهو عَلَى حَقيقَته وإنْ كانَ من الشَّيْط بمعنَى الذَّهابِ والبُطْلانِ والهَلاكِ فإِنَّه مَجازٌ . والثّاني : الشَّيْطانُ مُنْصَرِفٌ فإذا سُمِّيَ به لم يَنْصَرِف وعلى ذلِكَ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَويِّ :
وقد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنًّا عَلَيْهم ... وشَيْطانُ إذْ يَدعوهُمُ ويُثَوِّبُ فلم يَصْرِف شَيْطانَ وهو شَيْطانُ بنُ الحَكَمِ بن جُلْهُمَة والخَذْواءُ : فَرَسُه . ومن المَجَازِ : شاطَتِ الجَزورُ أَي تَنَفَّقَتْ وفي الصّحاح : أَي لمْ يَبْقَ منها نَصيبٌ إلاَّ قُسِمَ . قلتُ : وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيّ . وفي الأَسَاسِ : شاطَ لَحْمُ الجَزورِ إِذا ذَهَبَ مُقَسَّماً لمْ يَبْقَ مِنْهُ شيءٌ . ومن المَجَازِ : شاطَ الدِّماءَ إِذا خَلَطَها كَأَنَّهُ سَفَكَ دَمَ القاتِل عَلَى دَمِ المَقْتولِ كما في الصّحاح . وأَنْشَدَ للشّاعرِ وهو المُتَلَمِّسُ يُخاطِبُ الحارِثَ بن قَتادَةَ ابن التَّوْأَم اليَشْكُريَّ :
أَحارِثُ إنّا لَوْ تُشَاطُ دِماؤُنا ... تَزَيَّلْنَ حتَّى لا يَمَسَّ دَمٌ دَما ويُرْوَى : تُساطُ بالسِّين المُهْمَلَة من السَّوْطِ وهو الخَلْطُ وقد تَقَدَّم . ومن المَجَازِ : شاطَ فلانٌ في الأمْرِ بمَعْنى عَجِلَ . ومن المَجَازِ : شاطَ دَمُهُ أَي ذَهَبَ هَدَراً وبَطَلَ وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ . وشاطَتْ القِدْرُ إِذا لَصِقَ بأَسْفَلِها شَيءٌ مُحْتَرِقٌ كما في العُبَاب وفي الصّحاح : إِذا احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بها الشَّيْءُ . وأَشاطَهُ إشاطَةً : أَحْرَقَهُ يُقَالُ : أَشاطَ الزَّيْتَ وأَشاطَ القِدْرَ كشَيَّطَهُ تَشْييطاً . وأَشاطَهُ إشاطَةً : أَهْلَكَهُ . ومن المَجَازِ : أَشاطَ اللَّحْمَ أَي لَحْمَ الجَزورِ : فَرَّقَهُ وبَضَعَهُ وقَسَمَه وفي الصّحاح : شاطَت الجَزورُ وأَشاطَها فلانٌ وذلِكَ أنَّهم إِذا اقْتَسَموها وبَقِيَ بَيْنَهُم سَهْمٌ فيقال : من يُشيطُ الجَزورَ ؟ أَي مَن يُنَفِّقُ هذا السَّهْمَ ؟ قالَ الكُمَيْتُ :
نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكُو ... مِ ولَمْ نَدْعُ من يُشيطُ الجَزوراومن ذلِكَ حَديثُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فقال : " أَخْوَفُ مَا أَخافُ عليكُم أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ المُسْلِمُ البَريءُ فيُدْسَرَ كما تُدْسَرُ الجَزورُ ويُشاطَ لَحْمُهُ كما يُشاطُ لَحْمُ الجَزورِ ويُقَالُ : عاصٍ وليس بعاصٍ . فقال : عليّ رَضِيَ الله عَنْه : وكيفَ ذاكَ ولَمّا تَشْتَدَّ البَلِيَّةُ وتَظْهَرِ الحَمِيَّةُ وتُسْبَ الذُّرِّيَّةُ وتَدُقَّهُمُ الفِتَنُ دَقَّ الرَّحَى بثِفالِها ؟ فقال عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه : مَتَى يَكُونُ ذلِكَ يا عليُّ ؟ قالَ : إِذا تَفَقَّهوا لِغَيْرِ الدِّين وتَعَلَّموا لغَيْرِ العَمَل وطَلَبوا الدُّنيا بعَمَلِ الآخِرَةِ " هو من أَشاطَ الجَزَّارُ الجَزورَ إِذا قَطَّعَها وقَسَمَ لَحْمَها كما في العُبَاب واللّسَان . ومن المَجَازِ : أَشاطَ السُّلْطانُ دَمَهُ أَي أَهْدَرَهُ . ويُقَالُ : أَشاطَ دَمَه وبِدَمِه أَي أَذْهَبَه وكَذلِكَ : أَشاطَهُ ومِنْهُ حديثُ عُمَر : " القَسامَةُ توجِبُ العَقْلَ ولا تُشيطُ الدَّمَ " أَي يُؤْخَذُ بها الدِّيَةُ ولا يُؤْخَذُ بها القِصاصُ يعني : لا تُهْلِك الدَّمَ رأساً بحيث تُهْدِرُه حتَّى لا يَجِبَ فيه شيءٌ من الدِّيةِ . أَو أَشاطَ بدَمِه إِذا عَمِلَ في هَلاكِهِ أو أَشاطَهُ وأَشاطَ بدَمِه وأَشاطَ دَمَه إِذا عَرَّضَه للقَتْلِ وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقالَ ابن الأَنْباريّ : شاطَ فلانٌ بدَمِ فُلانٍ : معْناهُ عَرَّضَه للهلاكِ ويُقَالُ : شاطَ دَمُ فُلانٍ إِذا جَعلَ الفِعْل للدَّمِ فإذا كانَ للرَّجُلِ قِيل : شاطَ بدَمِه وأَشاطَ دَمَهُ . وأَشاطَ دَمَ الجَزورِ هو مَأْخوذٌ من حَديث سَفينَةَ مَوْلَى رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم ورَضِيَ الله عَنْه " أَنَّهُ أَشاطَ دَمَ جَزور بِجِذْلٍ فأَكلَه " قالَ الأَصْمَعِيّ : أَي سَفَكَهُ وأَراقَهُ وأَرادَ بالجِذْلِ عوداً أَحَدَّهُ للذَّبْحِ . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ فُلانٌ عَلَيْهِ إِذا الْتَهَبَ غَضَباً . وفي الصّحاح : وغَضِبَ فُلانٌ واسْتَشاطَ أَي احْتَدَمَ كَأَنَّهُ الْتَهَبَ في غَضَبِه . قالَ الأَصْمَعِيّ : هو من قَوْلِهم : ناقَةٌ مِشْياطٌ وفي الحَديث : إِذا اسْتَشاطَ السُّلْطانُ تَسَلَّطَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ أَي تَحَرَّق من شِدَّةِ الغَضَبِ وتَلَهَّبَ وصارَ كَأَنَّهُ نارٌ تسَلَّط عَلَيْهِ الشَّيْطانُ فأَغْراه بالإيقاعِ بمَنْ غَضِبَ عَلَيْهِ وهو اسْتَفْعَل من شاطَ يَشيطُ إِذا كادَ أنْ يَحْتَرِقَ . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ نَشيطاً . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ الرَّجُلُ من الأمْرِ إِذا خَفَّ لهُ واحْتَدَّ وتَحَرَّقَ . ومن المَجَازِ : المُسْتَشيطُ : المُبالِغُ في الضَّحِكِ ورَوَى ابن شُمَيْلٍ بإسْنادِه إِلَى النَّبيِّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم أَنَّهُ مَا رُئي ضاحكاً مُسْتَشيطاً قالَ مَعْناه : ضاحِكاً ضَحِكاً شَديداً كالمُتَهالِك في ضَحِكِه . ومن المَجَازِ : المُسْتَشيطُ من الجِمالِ : السَّمينُ . وقد اسْتَشاطَ البَعيرُ أَي سَمِنَ كما في الصّحاح وفي شَرحِ الدِّيوان : أَي تَطايَرَ السِّمَنُ فيه . والمِشْياطُ كمِحْرابٍ : السَّريعَةُ السِّمَنِ منها يُقَالُ : ناقَةٌ مِشْياطٌ وهي الَّتِي يُسْرِعُ فيها السِّمَنُ وهو مَجازٌ من إسْراعِ المُشَيِّطِ وعَجَلَتِه لا يَصْبِرُ بالشِّواءِ حتَّى يَسْكُنَ لِسانُ النّار كما في الأَسَاسِ ج مَشَاييطُ وفي بعض نُسَخِ الصّحاح : مَشَايطُ وقالَ غيرُه : بَعيرٌ مِشْياطٌ وإبْلٌ شياط وقالَ أَبُو عَمْرٍو : المَشَاييطُ : هي الإِبِل الَّتِي تُجْعَلُ للنَّحْرِ من قولِهِم : شاطَ دَمُه . والتَّشْييطُ لَحْمٌ يُصْلَح ويُشْوَى لِلْقَوْمِ اسمٌ كالتَّمْتينِ . والمُشَيَّطُ كمُعَظَّمٍ اسمٌ مِثْله . والشَّيِّطُ كسَيِّدٍ عَلَى فَيْعِلٍ : فَرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ السَّدوسِيِّ الشَّاعِر وهو ابن النَّعامَةِ والشَّيِّطُ أَيْضاً فَرَسُ أُنَيْفِ بن جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ كما في العُبَاب وهو جَدُّ داحِسٍ من قِبَلِ أُمِّه فيما زَعَم العَبْسِيُّون وله يَقُولُ الشَّاعِر :
أُنَيْفُ لقَدْ بَخِلْتَ بعَسْبِ عَوْدٍ ... عَلَى جارٍ لِضَبَّةَ مُسْتَرادِكما في أَنْسابِ الخَيْلِ لابن الكَلْبِيِّ . وتَشَيَّطَ اللَّحْمُ : احْتَرَقَ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" بعدَ انْشِواءِ الجِلْدِ أَو تَشَيُّطِهْ ومن المَجَازِ : تَشَيَّط فُلانٌ إِذا نَحِلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ وهَلَكَ عن أَبي عمرٍو . والشَّيْطِيُّ كصَيْفِيٍّ : الغُبَارُ السَّاطِعُ في السَّماءِ قالَ القُطَامِيُّ :
تَعَادِي المَرَاخِي ضُمَّراً وفي جُنُوبِها ... وهُنَّ من الشَّيْطِيِّ عَارٍ ولابِسُ يَصِفُ الخَيْلَ وإِثارَتَها الغُبَارَ بسَنابِكِها . وشِيطَى كضِيزَى : عَلَمٌ من الأَعْلامِ . والشِّيَاطُ ككِتابٍ : رِيحُ قُطْنَةٍ مُحْتَرِقَةٍ كما في الصّحاح . والشَّيِّطانِ ككَيِّسٍ مُثَنَّى شَيِّطٍ : قاعانِ بالصَّمّانِ في أَرْضِ تَميمٍ لبَنِي دارِمٍ أُحَدُهما طُوَيْلع أَو قريبٌ مِنْهُ فيهِما مَسَاكاتٌ للمَطَرِ قالَ النَّابِغَة الجَعْدِيُّ يَصِفُ ناقةً :
كأَنَّها بعدَ مَا طالَ النَّجَاءُ بِها ... بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رُمَلاَ ويُرْوَى : سُرْبِلَتْ ويُرْوَى : بعد مَا أَفْضَى النَّجاءُ بها أَرادَ خُطوطاً سُوداً تَكُونُ عَلَى قَوائِمِ بَقَرِ الوَحْشِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : شَيَّطَ القِدْرَ تَشْيِيطاً : أَغْلاَها كشَوَّطَها عن الكِلابِيِّ . وقالَ اللَّيْثُ : التَّشَيُّطُ شَيْطُوطَةُ اللَّحْمِ إِذا مَسَّتْهُ النَّارُ يَتَشَيَّطُ فيُحْرَق أَعْلاهُ ويَشِيطُ الصُّوف . ويُقَالُ : شَيَّطْتُ رَأْسَ الغَنَمِ وشَوَّطْتُه إِذا أَحْرَقْتَ صُوفَه لتُنَظِّفُه . وشَيَّطَ فُلانٌ اللَّحْمَ إِذا دَخَّنَهُ ولم يُنْضِجُه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ يَهْجو بَنِي كُرْزٍ :
لَمَّا أَجابَتْ صَفيراً كانَ آيَتَهَا ... من قابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاءَ بالنَّارِ وشَيَّطَ الطَّاهي الرَّأْسَ والكُراعَ إِذا أَشْعَلَ فيهِما النَّارَ حتَّى يَتَشَيَّطَ مَا عَلَيْهِما من الشَّعْرِ والصُّوفِ كشَوَّطَ . وتَشَيَّطَ الدَّمُ إِذا عَلاَ بصَاحِبِه . ولَحْمٌ شائِطٌ : مُحْتَرِقٌ كالشَّاطِي كما يُقَالُ في الهائرِ هَارٍ . قالَ العَجَّاجُ :
" بِوَلْقِ طَعْنٍ كالحَريقِ الشَّاطِي والإِشَاطَةُ : تَقْطِيعُ لَحْمِ الجَزُورِ قَبْلَ التَّقْسيمِ عن ابنِ شُمَيْلٍ . والتَّقْسيمُ أَيْضاً وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ . وقالَ أَبُو عمرٍو : شَيَّطَ فُلانٌ من الهَبَّةِ نَحَلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ وهُو مَجَازٌ كَتَشَيَّطَ وهذه قد ذَكَرَها المُصَنِّفُ . واسْتَشَاطَ فُلانٌ : تَحَرَّقَ وأَيْضاً أَشْرَفَ عَلَى الهَلاكِ . وفي الحَرْبِ : اسْتَقْتَلَ وهُو مَجَازٌ وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ :
أَشَاطَ دِمَاءَ المُسْتَشِيطِينَ كُلِّهِمْ ... وغُلَّ رُؤُوسُ القَوْمِ فيهِمْ وسُلْسِلُوا وشَيَّطَ الصَّقيعُ النَّبْتَ والدَّواءَ الجُرْحَ : أَحْرَقَهُ وهُو مَجَازٌ كما في الأَسَاسِ . ووَسْمٌ مُسْتَشَاطٌ : طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يَشِيطَ فشَاطَ أَي طارَ كُلَّ مَطِيرٍ وانْتَشَرَ في السَّاعِدِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ :
كوَشْمِ المِعْصَمِ المُغْتَالِ عُلَّت ... نَوَاشِرُه بوَشْمٍ مُسْتَشَاطِ وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ : بَيْنَهما مُشَايَطَةٌ أَي كَلامٌ مُخْتَلِفٌ أَوْرَدَه الصَّاغَانِيّ في غ ي ط . وشَيْطانُ الطَّاقِ : لَقَبُ أَبي جَعْفَرٍ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ النُّعْمانِ الكُوفِيّ كانَ في حُدُودِ الثَّمانينَ ومائة وطائِفَةٌ من الرَّافِضَة يُعْرَفُونَ بالشَّيْطَانِيَّة مَنْسُوبونَ إِلَيْه ذَكَرَهُ الشَّهْرِسْتانِيُّ . ونَهْرُ الشَّيْطانِ ذَكَرَهُ ياقوت في المعجم . وشَيْطَانُ العِراقِ : لَقَبُ أَنُوشِرْوَانَ الضَّريرِ الشَّاعِر كانَ ببَغْدادَ في سنة 555
فصل الصَّاد مع الطَّاءِ المهملتين
صَقَعَه كَمَنَعه : ضَرَبَه ببَسْطِ كفِّه . أو صَقَعَه : ضَرَبَه على صَوْقَعَتِه أي رَأْسِه بأيِّ شيءٍ كان قال الصَّاغانِيّ : هذا هو الأصل ثمّ يُستَعارُ لمُطلَقِ الضَّرْبِ ومنه الحديثُ : " ومَن زَنى مِن امْبِكْرٍ فاصْقَعوه مائةً وضَرِّجوه بالأَضاميم " أي : اضْرِبوه وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
وَعَمْرو بن هَمّامٍ صَقَعْنا جَبينَه ... بشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوَةً المُتَظَلِّمِ وفي الحديث : " إنّ مُنْقِذاً صُقِعَ آمَّةً في الجاهليّة " أي شُجَّ شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ رَأْسِه وقد يُستَعارُ ذلك للظَّهْرِ أيضاً كَصَوْقَعَه أي ضَرَبَ صَوْقَعَتَه نَقَلَه ابْن عَبَّادٍ . صَقَعَ الديكُ صَقْعَاً وصَقيعاً وصُقاعاً بالضَّمّ : صاحَ عن ابْن دُرَيْدٍ وصَقيعاً عن غيرِه وبالسينِ أيضاً . يقال : صَقَعَه بِكَيٍّ أي : وَسَمَه به على وَجْهِه أو رَأْسِه نقله الصَّاغانِيّ . صَقَعَ به الأرضَ : صَرَعَه وضَرَبَ به الأرضَ نقله ابْن عَبَّادٍ . قال : صَقَعَ الحمارُ بضَرطَةٍ : جاءَ بها مُنتَشِرةً رَطْبَةً . صَقَعَ فلانٌ في كلِّ النواحي يَصْقَعُ : ذَهَبَ وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
و عَلِمْتُ أنِّيَ إنْ أَخَذْتُ بحَبْلِه ... بَهِشَتْ يَدايَ إلى وَحىً لم يُصْقَعِ أي : لم يذهبْ عن طريقِ الكلامِ ويقال : ما أدري أين صَقَعَ وبَقَعَ أي أين ذَهَبَ قَلَّما يُتَكلَّمُ به إلاّ بحرفِ النَّفيِ أو صَقَعَ : عَدَلَ عن الطريقِ فَنَزَلَ وَحْدَه أو عَدَلَ عن طريقِ الخَيرِ والكرَمِ نَقَلَه ابنُ فارِسٍ وظاهِرُ سِياقِه أنّهما من حدِّ مَنَعَ أو ضَرَبَ وليس كذلك بل هما من باب فَرِحَ . وصَقَعَتْه الصّاقِعَةُ لغةٌ في صَعَقَتْه الصاعِقةُ كما في الصحاح أي أصابَتْه وفي اللِّسان : قال الفرّاء : تَميمٌ تقول : صاقِعَةٌ في صاعِقَة وأنشدَ لابنِ أَحْمَرَ :
أَلَمْ ترَ أنَّ المُجرِمينَ أصابَهُم ... صَواقِعُ لا بل هُنَّ فَوْقَ الصَّواقِع وأنشد ابْن دُرَيْدٍ :
يَحْكُونَ بالهِنْدِيَّةِ القَواطِعِ ... تشَقُّقَ البَرقِ عن الصَّواقِع
فصَقِعَ هو كفَرِحَ مثل : صَعِقَ قال يونُسُ - في قولِهم : صَهْ صاقِعُ - : تقولُه العربُ للرجلِ تَسْمَعُه يَكْذِب أي اسْكُتْ يا كَذَّابُ فقد ضَلَلْتَ عن الحقِّ . والصّاقِع : الكَذّاب . الصَّقيع كأميرٍ : نوعٌ من الزَّنابير نقله أبو حاتمٍ عن الطائِفيِّ سَماعاً . الصَّقيع : الساقِطُ من السماءِ بالليل كأنّه ثَلْجٌ وهو الجَليدُ قال بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ :
ترى وَدَكَ السَّديفِ على لِحاهمْ ... كَلَوْنِ الراءِ لَبَّدَهُ الصَّقيعُ الرَّاءُ : شجَرَةٌ وقد صُقِعَتِ الأَرضُ وأُصْقِعَت بضَمِّهِما الأُولى نقلها الجَوْهَرِيّ والثانيةُ عن ابن دُريدٍ فهي مَصقوعَةٌ وكذلكَ جُلِدَت وضُرِبَتْ . وأَصقعَها الصَّقيعُ : أَصابَها وكذا أَصقعَ الصَّقيعُ الشَّجَرَ والشَّجَرُ صَقِعٌ ومُصقَعٌ . والصُّقْعُ بالضَّمِّ : النّاحيَةُ نقله الجَوْهَرِيُّ . يُقال : فلانٌ من أَهل هذا الصَّقْعِ أَي من هذه النّاحيَةِ والغين المُعجَمَةُ لغةٌ فيهِ عن ابن جِنّي كما سيأْتي والجَمْعُ : أَصقاعٌ . الصُّقْعَةُ بهاءٍ : بَياضٌ في وسَطِ رؤوس الخَيلِ والطَّير وغيرِها وقال أَبو الوازعِ : الصُّقعَةُ : بَياضٌ في وسطِ رأْسِ الشّاةِ السَّوداءِ ومَوضِعُها من الرَّأْسِ الصَّوْقَعَةُ وهو أَصقَعُ وهي صَقعاءُ قال :
كأَنَّها حينَ فاضَ الماءُ واحْتَفَلَتْ ... صَقعاءُ لاحَ لها بالقَفْرَةِ الذِّيبُ يَعني العُقابَ وعُقابٌ أَصقَعُ : في رأْسِه بَياضٌ قال ذو الرُّمَّةِ يصفُ الجَوارِحَ :
من الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤوسَها ... من القَهْزِ والقُوهِيّ بِيضُ المَقانِعِ وظَليمٌ : أَصْقَعُ : قد ابْيَضَّ رأْسُه ونَعامَةٌ صَقعاءُ : في وسط رأْسِها بَياضٌ على أَيَّةِ حالاتِها كانت . والأَصْقَعُ : طائرٌ كالعُصفورِ في ريشه ورأْسِه بَياضٌ يكون بقربِ الماءِ وقد ذُكِرَ في سقع . وقال أَبو حاتِمٍ : الصَّقعاءُ : دُخَّلَةٌ كَدراءُ اللَّونِ صغيرَةٌ ورأْسُها أَصفرُ قصيرةُ الزِّمِكَّى والرِّجلَينِ والعُنُقِ . والصَّقَعُ مُحَرَّكَةً : المَصدرُ لذلكَ وهي تتمَّةُ عِبارة أَبي حاتمٍ . الصَّقَعُ أَيضاً : انْهِيارُ الرَّكِيَّةِ نقله الجَوْهَرِيّ عن أَبي عُبيدٍ وقد صَقِعَتْ صَقْعاً كصَعِقَتْ والسِّينُ في البئر أَعلى . وفرَسٌ أَصْقَعُ أَي أَبيضُ أَعلى الرأسِ . الصَّقَعُ أَيضاً شِبهُ غَمٍّ يأْخُذُ بالنَّفسِ لِشِدَّةِ الحَرِّ نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ لِسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ :
في حُرورٍ يَنضَجُ اللَّحمُ بها ... يأْخُذُ السَّائرَ فيها كالصَّقَع المِصْقَعُ كمِنبَرٍ : البَليغُ مأْخوذٌ من قولِ ابن الأَعرابيِّ . قال : الصَّقْعُ : البلاغةُ في الكلامِ والوُقوعُ على المَعاني . وفي حديث حُذَيفَةَ بنِ أُسَيْدٍ : شَرُّ النّاسِ في الفِتنةِ الخَطيبُ المِصقَع أَي البليغُ الماهِرُ في خُطبَتِه الدَّاعي إلى الفتنةِ الذي يُحَرِّضُ النّاسَ عليها أَو العالي الصَّوتِ مِفعَلٌ من الصَّقْعِ وهو رفع الصَّوتِ ومُتابعَتُه وهو من أَبنِيَةِ المُبالَغَةِ أَو الخَطيبُ المِصقَعُ : مَن لا يُرتَجُ عليه في كلامه ولا يتَتَعْتَعُ قاله قتادَةُ يقال : خطيبٌ مِصقَعٌ ومِسقَعٌ ومِسحَلٌ وشَحْشَحٌ وهو الماهرُ في الخُطْبَةِ الماضي فيها قال الفرزدَقُ :
وعُطارِدٌ وأَبوهُ منهُمْ حاجِبٌ ... والشَّيخُ ناجِيَةُ الخِضَمِّ المِصْقَعُ والجَمْعُ مَصاقِعُ . فال قيس بنُ عاصِمٍ المِنقَرِيُّ رضي الله عنه :
خُطَباءُ حينَ يقومُ قائلُنا ... بِيضُ الوُجوهِ مَصاقِعٌ لُسْنُونقلَ شيخُنا عن حَواشي المُطَوَّلِ وحواشي التَّفسيرَينِ أَنَّ المِصْقَعَ مِن صَقَعَ الدِّيكُ إذا صاحَ أَو من الصُّقْعِ وهو جانبُ الشيءِ لأَخذ الخطيبِ في كلِّ جانبٍ من الكلامِ أَو من صَقَعَه : ضرَبَ صَوْقَعَتَه قال الفَنارِيُّ وغيرُهُ وفي هذه الاشتقاقاتِ نظَرٌ . انتهى . قلتُ : لا نَظَرَ في الأَوَّلَيْنِ أَمّا الأَوّلُ فقد صرَّحَ غيرُ واحِدٍ من الأَئمَّة أنَّه من صَقَعَ بصوتِهِ إذا رفعَه وصَقَعَ الدِّيكُ صوتَهُ من ذلك وسُمِّيَ الخطيبُ مِصقعاً لرَفعِ صوتِه في التَّبليغِ وهو ظاهِرٌ وأَمّا الثّاني فقد نقل صاحب اللسان وغيرُه أَنَّه سُمِّيَ به لأَنَّه يذهبُ في كلِّ صُقعٍ من الكلامِ أَي ناحيةٍ . نعَمْ في اشتقاقِه من صَقَعَهُ : ضَرَبَ صَوقَعَتَه نَظَرٌ وإن كانَ يُوَجَّهُ بضَرْبٍ من المَجازِ ففيه بُعدٌ فتأَمَّل . والصَّقعاءُ : الشَّمسُ نقله الجَوْهَرِيُّ . وقال : قالت ابنَةُ أَبي الأَسوَدِ الدُّؤَلِيِّ في يومٍ شديدِ الحَرِّ : يا أَبَتِ ما أَشَدُّ الحَرِّ ؟ قالَ : إذا كانت الصَّقعاءُ من فوقِكِ والرَّمضاءُ من تحتِكِ فقالتْ : أَرَدْتُ أَنَّ الحَرَّ شَديدٌ . قال : فقولي إذن : ما أَشَدَّ الحَرَّ فحينئذٍ وضَعَ بابَ التَّعَجُّبِ . والأَصْقَعُ : طائرٌ وهو الصُّفارِيَّةُ عن قُطرُبٍ . وقال غيرُه : هو كالعُصفورِ في ريشه ورأْسِه بَياضٌ يكونُ بقرب الماءِ إن شئتَ كسَّرْتَه تكسيرَ الأَسماءِ لأَنَّه صِفَةٌ غالبةٌ وإن شئتَ كسَّرتَه على الصِّفَةِ وقد ذُكِرَ في سقع . الصِّقاعُ ككِتابٍ : البُرْقُعُ ورُبَّما قيلَ له ذلكَ كما في الصِّحاح . الصِّقاعُ : شيءٌ يُشَدُّ به أَنفُ النّاقة إذا أرادوا أَنْ ترأَمَ ولدَها أَو ولَدَ غيرِها قال القُطامِيُّ :
إذا رأْسٌ رأَيْتُ به طِماحاً ... شدَدْتُ له العَمائمَ والصِّقاعا وقال أَبو عُبيدٍ : يُقال للخِرْقَةِ الّتي يُشَدُّ بها أَنفُ النَّاقةِ إذا ظُئرَتْ : الغِمامَةُ والتي تُشَدُّ بها عيناها : الصِّقاعُ وقد ذُكِرَ ذلك في تركيب درج . الصِّقاعُ أَيضاً : خِرقَةٌ تكونُ على رأْسِ المَرأَةِ تَقي بها الخِمارَ من الدُّهْنِ . نقله الجَوْهَرِيُّ كالصَّوْقَعَةِ نقله ابْن دُريدٍ . وقيل : الصَّوقَعَةُ : ما يَقي الرّأْسَ من العِمامَةِ والخِمارِ والرِّداءِ . الصِّقاعُ : حَديدَةٌ تكونُ في مَوضِعِ الحَكَمَة من اللِّجامِ قال ربيعةُ بنُ مَقرومٍ الضَّبِّيُّ :
وخصمٍ يَركَبُ العَوصاءَ طاطٍ ... عن المُثْلَى غُناماهُ القِذاعُ
طَموحِ الرأسِ كنتُ لهُ لِجاماً ... يُخَيِّسُه له منه صِقاعُ قال ابنُ عَبّادٍ : الصِّقاعُ : سِمَةٌ على قَذالِ البَعيرِ . قال أَبو نَصْرٍ : الصَّقَعِيُّ مُحَرَّكَةً : أَوَّلُ النَّتاجِ حينَ تَصقَعُ فيه الشَّمسُ رؤوسَ البَهْمِ صَقعاً وقال غيرُه : هو الذي يُولَدُ في الصَّفَرِيَّة . قال أَبو زَيدٍ : الصَّقَعِيُّ : الحُوارُ الذي يُنتَجُ في الصَّقيعِ وهو من خير النَّتاجِ قال الرَّاعي :
خَراخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ حَتّى ... يَظَلَّ يَقُرُّهُ الرّاعي سِجالاالخَراخِرُ : الغَريزاتُ يعني أَنَّ اللَّبَنَ يَكثُرُ حتّى يأْخُذَه الراعي فيَصُبَّه في سِقائه سِجالاً سِجالاً قال : والإحسابُ : الإكْفاءُ قال أَبو نَصرٍ : وبعضُ العَرَب يُسَمِّيه الشَّمسِيَّ والقَيظِيَّ ثمَّ الصَّفَرِيَّ بعدَ الصَّقَعِيِّ . والصَّوقَعَةُ كجَوهَرَةٍ : العِمامَةُ وغيرُ ها مِمّا يَقي الرأسَ . الصَّوقَعَةُ : وَقْبَةُ الثَّريدِ وقيل : أَعلاهُ . الصَّوْقَعَةُ : وسَطُ الرَّأْس . قال ابنُ دُرَيْدٍ : الصَّوقَعَةُ : مَوضِعُ الحَرْبِ الذي فيه ضَرْبٌ كَثيرٌ . قال غيرُه : ذُو الصَّوْقَعَةِ : وادٍ لِرَبيعةَ وهو وادي حَمْضٍ . يقال : صَقَّعَ لِزَيدٍ تَصقيعاً إذا حلَفَ له على شيءٍ وكذلكَ بَقَّعَ له تبقيعاً عن ابن عَبّادٍ وقد تقدَّمَ . وأَصقَعَ الرَّجُلُ : دخَلَ في الصَّقيعِ نقله ابْن دُرَيْدٍ . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : الصَّقْعُ : ضَرْبُ الشيءِ اليابس المُصْمَتِ بمِثلِه كالحَجَر ونَحوِه وقيل : هو الضَّرْبُ على كلِّ شيءٍ يابسٍ . وصُقِعَ الرَّجُلُ كعُنِيَ : صُعِقَ لغَةُ تَميمٍ نقله ابنُ القَطّاع . والصَّقْعَةُ بالفتح : شِدَّةُ البَردِ من الصَّقيعِ . وأُصْقِعَ النّاسُ بالضَّمِّ . وأَرضٌ صَقِعَةٌ وشَجَرٌ مُصْقِعٌ : أَصابَهُما الصَّقيعُ . والصَّقَعُ : الضَّلالُ والهَلاكُ . وكَكَتِفٍ هو : الغائبُ البعيدُ الذي لا يُدْرَى أَيْنَ هوَ . وقيل : هو الذي ذهبَ فنزّلَ وحدَه قال أَوسُ بنُ حجَرٍ :
أَأَبا دُلَيْجَةَ مَن لِحَيٍّ مُفرَدٍ ... صَقِعٍ من الأَعداءِ في شَوَّالِ قال ابْن الأَعْرابِيِّ : أَي مُتَنَحٍّ بعيدٍ من الأَعداءِ وذلكَ أَنَّ الرَّجُلَ كان إذا اشتَدَّ عليه الشِّتاءُ تَنَحَّى لئلاّ يَنزِلَ به ضيفٌ والأَعداءُ : الضِّيفانُ الغُرَباءُ وقوله في شَوّال يَعني أَنَّ البَرْدَ كان في شَوّال حينَ تَنَحَّى هذا المُتَنَحَّى وقد نقله الجَوْهَرِيّ مُختَصراً وقال غيرُ ابن الأَعرابيّ : هو الذي أَصابَه من الأَعداءِ كالصَّاقِعَةِ أَي الصَّاعِقَةِ . وصَقَعَ الثَّريدَةَ يَصقَعُها صَقعاً : أَكلَها من صَوقَعَتِها وصَوْقَعَها إذا سَطَحَها وصَوْمَعَها وصَعْنَبَها : إذا طَوَّلَها . والصَّوْقَعَةُ : خِرقَةٌ تُعقَدُ في رأْسِ الهَودَجِ تُصَفِّقُها الرِّيحُ . والصَّوْقَعَةُ من البُرْقُع : رأْسُهُ . والصِّقاعُ : الذي يَلي رأْسَ الفَرَسِ دونَ البُرقُعِ الأَكبَر . وصِقاعُ الخِباءِ : حَبْلٌ يُمَدُّ على أَعلاهُ ويُوَتَّرُ فيُشَدُّ طَرفاهُ إلى وَتَدَينِ رُزَّا في الأَرضِ وذلكَ إذا اشتدَّت الرّشيحُ فخافوا تَقَوُّضَ الخباءِ . قال الأَزْهَرِيّ : وسَمعتُ العَرَبِ تقول : اصْقَعوا بُيوتَكُم فقد عَصَفَت الرِّيحُ فيصقعونَه بالحَبلِ كما وصفتُه . والأَصقَعُ من الفَرَس : ناصيتُه وقيل : ناصيتُه البيضاءُ . والصَّقْعُ : رَفعُ الصّوتِ . وجَمْعُ الصُّقْعِ بالضَّمِّ : الأَصقاعُ وجَمْعُ الجَمعِ : الأَصاقِعُ . والمَصْقَعُ كمَقعَدٍ : المُتَوَجَّهُ قال :
ولله صُعلوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّه ... عليه وفي الأَرْضِ العريضَةِ مَصْقَعُ وصَقِعَ فلانٌ نحو صُقعِ كذا كفَرِحَ أَي قصَدَ . وصُقْعُ الرَّكِيَّةِ : ما حولها وتحْتَها من نَواحيها والجَمْعُ : أَصقاعٌ والسِّينُ أَعلى . والصَّقَعُ محركةً : القَزَعُ في الرأسِ . وقيل : هو ذَهابُ الشَّعر . والصَّقْعانُ : البَليدُ عامِّيَّةٌ
" النَّبْتُ : النَّبَاتُ " قال اللَّيْث : كلُّ ما أَنْبَتَ اللهُ في الأَرْضِ فهو نَبْتٌ والنَّبَاتُ فِعْلُه ويَجْري مَجْرى اسمِه يقال : أَنْبَتَ اللهُ النَّبَاتَ إِنْباتاً ونحو ذلك . قال الفَرّاءُ : إِنَّ النَّبَاتَ اسمٌ يَقُومُ مَقامَ المَصْدَرِ قال الله تعالى : " وأَنْبَتَها نَبَاتاً حَسَناً " وفي المُحْكَم : نَبَتَ الشَّيْءُ يَنْبُتُ نَبْتاً ونَبَاتاً وتَنَبَّتَ . " وقد " اخْتَارَ بعضُهم أَنْبَتَ بمعنى نَبَتَ وأَنْكَرَه الأَصمعيُّ وأَجازَه أَبو عُبَيْدَةَ واحتجّ بقولِ زُهيرٍ :
" حتى إِذَا أَنْبَتَ البَقْلُ
أَي نَبَتَ وفي - التنزيل العزيز : " وشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بالدُّهْنِ " قَرَأَ ابنُ كَثِير وأَبو عَمْرو الحَضْرَمِيّ : تُنْبِتُ بالضّم في التاءِ وكسر الباءِ وقرأَ نافِعٌ وعاصِمٌ وحَمْزةُ والكِسائِيّ وابنُ عامرٍ : تَنْبُتُ بفتح التاءِ وقال الفرّاءُ : هما لُغَتانِ . " نَبَتَتِ الأَرْضُ وأَنْبَتَتْ " قال ابنُ سِيدَه : أَمّا تُنْبِتُ فذَهَب كَثيرٌ من النّاس إِلى أَن معناه تُنْبِتُ الدُّهْنَ أَي شَجَرَ الدُّهْنِ أَو حَبَّ الدُّهْنِ وأَن الباءَ فيه زائدةٌ وكذلك قولُ عنترة :
شَرِبَتْ بمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ ... زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ قالوا : أَرادَ شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَيْنِ قال : وهذا عند حُذَّاقِ أَصحابِنا على غيرِ وجهِ الزّيادةِ وإِنما تأْويلُه والله أَعلم : تُنْبِتُه ما تُنْبِتُه والدُّهْنُ فيهَا كما تقولُ : خرَجَ زيْدٌ بثِيابِه أَي وثِيابُه علَيْه وركِبَ الأَميرُ بِسَيْفِه أَي وسَيْفُه مَعَه . " والمَنْبِتُ كمَجْلِسٍ : مَوْضِعُه " أَي النّباتِ وهو " شاذٌّ " وَجْهُ الشذوذِ لأَنّ المَفْعلَ من الثّلاثيّ إِذا كان غير مكسورِ المُضارع لا يكون إلا بالفَتْح مَصْدَراً أَو زَماناً أَو مَكاناً " والقياسُ " مَنْبَتٌ " كمَقْعَد " وقد قيل ومثلُه أَحْرُفٌ معدودةٌ جاءَت بالكَسْرِ مِنْها : المَسْجِدُ والمَطْلِعُ والمَشْرِقُ والمَغْرِبُ والمَسْكِنُ والمَنْسِكُ . " ونَبَتَ البَقْلُ كأَنْبَتَ " بمعنىً . وأَنْشَد لزُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى :
" إِذا السَّنَةُ الشَّهْباءُ بالنَّاسِ أَجْحَفَتْونالَ كِرامَ النّاسِ في الحَجْرَةِ الأَكْلُ
" رَأَيْتَ ذَوِي الحَاجَاتِ حَوْلَ بُيُوتِهْمقَطِيناً لَهُمْ حتَّى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُأَي نَبَتَ يعني بالشَّهْباءِ البَيْضَاءَ من الجَدْبِ ؛ لأَنّها تَبْيَضُّ بالثَّلْج أو عَدَم النَّبات والحَجْرَةُ : السَّنَةُ الشَّدِيدةُ التي تَحْجُرُ النَّاسَ في بُيوتِهم فيَنْحَرُوا كرائِمَ إِبِلِهِمْ ليَأْكُلُوها والقَطِينُ : الحَشَمُ وسُكَّانُ الدَّارِ وأَجْحَفَتْ : أَضَرَّبْ بهم وأَهْلَكَتْ أَمْوالَهم قال : نَبَتَ وأَنْبَتَ مثلُ قولِهم : مَطَرَتِ السَّماءُ وأَمْطَرَتْ وكُلُّهم يَقُول : أَنْبَتَ اللهُ البَقْلَ والصَّبِيَّ نَبَاتاً قال عزّ وجلّ : " وأَنْبَتَها نَبَاتاً حَسَناً " وهو مجازٌ قال الزَّجَّاجُ : معنَى أَنْبَتَها نَبَاتاً حَسَناً أَي جَعَل نَشْوَها نَشْواً حَسَناً وجاءَ " نَبَاتاً " على لفظ نَبَتَ على معنَى نَبَتَتْ نَباتاً حَسَناً وفي التنزيل العزيز : " واللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً " جاءَ المصدَرُ فيه على غَيْرِ وَزْنِ الفِعْل وله نَظَائِرُ . من المَجازِ : نَبَتَ " ثَدْيُ الجَارِيَةِ نُبُوتاً : نَهَدَ " وارْتَفَعَ . قالوا : " أَنْبَتَهُ اللهُ " فَتَعَدّى " فهو مَنْبُوتٌ " على غير قياس كما نَبّه عليه الجوهريّ . " وأَنْبَتَ الغُلامُ : " رَاهَقَ و " نَبَتَتْ عانَتُه " واسْتَبانَ شَعُرها وفي حديث بَنِي قُرَيْظَةَ : " فَكُلُّ مَنْ أَنْبَتَ مِنْهُم قُتِلَ " أَرادَ نَبَاتَ شَعَر العَانَةِ فجَعَله علامةً للبُلُوغِ وليس ذلك حَدّاً عندَ أَكْثَرِ أَهلِ العِلْمِ إِلّا في أَهلِ الشِّرْكِ ؛ لأَنّه لا يُوقَفُ على بُلُوغِهِم من جِهةِ السِّنِّ ولا يُمْكِنٌ الرُجوعُ إِلى أَقوالهم للتُّهَمَةِ في دَفْعِ القَتْلِ وأَداءِ الجِزْيَةِ وقالَ أَحْمَدُ : الإِنْباتُ حَدُّ مُعْتَبَرٌ تُقَام به الحُدودُ علَى من أَنْبَتَ من المسلمين ويحكى مثلُه عن مالِك : من المَجازِ : " التَّنْبِيتُ : التَّرْبِيَةُ " وَنَبَّتُّ الصَّبِيَّ تَنْبِيتاً : رَبَّيْتُه يقال : نَبِّتْ أَجَلَكَ بَيْنَ عَيْنَيكَ . ونَبَّتَ الجارِيةَ : غَذَّاها وأَحْسَنَ القيامَ عليها ؛ رَجَاءَ فَضْلِ رِبْحِها . التَّنْبِيتُ " : الغَرْسُ " يقال : نَبَّتَ الناسُ الشَّجَرَ إِذا غَرَسُوه . ونَبَّتُوا الحَبَّ : حَرَثُوه كذا في الأَساس . وفي المُحْكَم : نَبَّتَ الزَّرْعَ والشَّجَرَ تَنْبِيتاً إِذا غَرَسَه وزَرَعَه ونَبَّتُّ الشَّجَرَ تَنْبِيتاً : غَرَسْتُه . التَّنْبِيتُ أَيضاً " اسْمٌ لمَا يَنْبُتُ " على الأَرْضِ من النَّباتِ " مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ " بكسر الدال أَي صِغارِه " وكِبارِه " قال رُؤْبة :
" مَرْت يُناضى خَرْقَها مُرُوتُ
" بَيْداءَ لم يَنْبُتْ بها تَنْبِيتُ" ويُكْسَرُ أَوَّلهُ " قال شيخُنا : وذِكْر أَوّلهِ مسْتَدْرَك ونُقِل عن أَبِي حَيّانَ أَنّ كَسْرَه إِتْباعٌ لا على جِهَةِ الأَصالَة . وقال ابنُ القَطّاع : التَّنْبِيتُ : فَسيلُ النَّخْلِ . وفي اللسان : التَّنْبيتُ : قِطَعُ السَّنامِ . والتَّنْبِيتُ : ما شُذِّبَ على النَّخْلَةِ من شَوْكِها وسَعَفها للتَّخْفِيف عنها عَزَاها أَبو حَنِيفَةَ إِلى عِيسَى بن عُمَرَ . والنَّابِتُ من كُلّ شَيْءٍ : الطَّرِىُّ حين يَنْبُت صَغِيراً . " ونَابِتُ بنُ يَزِيدَ " سَمِعَ الأَوْزاعِي . أَبُو عَمْرٍو " أَحمدُ بنُ نابِتٍ الأَنْدَلُسِ " ّ عن عُبَيْد الله بن يَحْيى اللَّيْثِيّ . " وعليُّ بنُ نابِت الوَاعِظُ " الطَّالَقانِيّ سَمعَ شُهْدَةَ وهو من شُيُوخ الفَخْرِ ابنِ البُخَارِيّ " مُحَدِّثُون " عن اللّحيانِيّ : رَجُلٌ " خَبِيتٌ نَبِيتٌ " أَي " خَسِيسٌ حَقِيرٌ " وفي بعض النسخ : فقيرٌ - بالفاءِ بدلَ الحاءِ - وكذلك شَيْءٍ خَبِيتٌ نَبِيتٌ . من المجاز يُقال : " نَبَتَتْ لَهُم نَابِتَةُ " إِذا " نَشَأَ لَهُمْ نَشْءٌ صِغَارٌ " لَحِقُوا الكِبارَ وصارُوا زيادَةً في العَدَدِ . وما أَحْسَنَ نابِتَةَ بني فُلانٍ أَي ما نَبَتَتْ عليهِ أَمْوالُهم وأَوْلادُهم . وإِنّ بَنِي فُلانٍ لنَابِتَةُ شَرٍّ وفي حديث الأَحْنَفِ " أَنّ معاوِيَةَ قال لِمَنْ بِبابِهِ : لا تَتَكَلَّموا بحولائِجِكْم فقال : لولا عَزْمَةُ أَميرِ المُؤمِنينَ لأَخْبَرْتُه أَنّ دَافَّةً دَفَّتْ وأَنّ نابِتَةً لَحِقَتْ " من المَجازِ : هذا قَوْلُ النَّابِتَةِ و " النَّوابِتُ " هُم " الأَغْمَارُ من الأَحْداثِ " وفي الأَساس : النَّوابِتُ طائِفَةٌ من الحَشْوِيَّة أَي أَنهم أَحْدَثُوا بِدَعاً غَرِيبةً في الإِسلام قال شيْخُنا : وللجاحِظِ فيهم رِسالةٌ قَرَنَهُم فيها بالرَّافِضَةِ . " واليَنْبُوتُ شَجَرُ الخَشْخَاشِ " وقيل : هي شجرَةٌ شاَكّة لها أَغْصانٌ وَوَرقٌ وثمرَتُها جِرْوٌ أَي مُدَوَّر ويُدْعَى بِعُمَانَ : الغَافَ واحدتُها يَنْبُوتَةٌ قال أَبو حَنيفةَ : اليَنْبُوتُ ضَرْبانِ : أَحَدُهما هذا الشَّوْكُ القِصَارُ وسيأْتي . " وشَجَرٌ آخرُ عِظَامٌ أَو شَجَرُ الخَرُّوبِ " وهو الضَّرْبُ الأَوّل في قولِ أَبي حَنِيفةَ الذي عَبّر عنه بالشَّوْكِ القِصار له ثَمَرةٌ كأَنَّهَا تُفَّاحَة فيها حَبٌّ أَحمَرُ وهي عَقُولٌ للبَطْنِ يَتَدَاوَى بها قال : وهي التي ذَكَرَهَا النّابِغَةُ فقال :
يَمْدُّه كُلُّ واد مُتْرَعٍ لَجِبٍ ... فيه حُطَامٌ مِنَ اليَنْبُوتِ والخَضَدِ وقال ابنُ سِيده : أَخْبَرنِي بعضُ أَعرابِ رَبِيعَةَ قال : تكون اليَنْبُوتَةُ مثلَ شجرةِ التُّفّاحِ العظيمةِ وورقُها أَصغَرُ من وَرَق التُّفَّاحِ ولها ثَمَرَةٌ أَصغَرُ من الزُّعْرُورِ شديدةُ السَّوَادِ شديدةُ الحَلاَوَةِ ولها عَجَمٌ يُوضَعُ في المَوَازِينِ . " والنَّبَائتُ : أَغْصَانُ " هكذا في نسختنا وصوابه أَعْضَادُ " الفُلْجَانِ " كما في لسان العرب وغيره " الواحِدُ نَبِيتَةٌ " . " والنَّبِيتُ : أَبوحَىٍّ " وفي الصّحاح : حَيٌّ " باليَمَنِ اسمُه عَمْرُو بنُ مالِكِ " ابنِ الأَوْسِ بن حَارِثَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عامِرٍ وهو من أَجْدَادِ أُسَيْدِ ابنِ حُضَيْرٍ وغيرِه من الصَّحابَة . قلت : وفاتَه إِبراهيمُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن محمّد بنِ إِبراهِيمَ البَغْدَادِيّ عُرِف بابنِ النَّبِيتِ عن أَبي الفضْل الأُرْمَوِيّ وكان من العُدولِ بِمصر مات سنة 605 . " ونابِتٌ : ع بالبَصْرَةِ منه إِسحاقُ ابنُ إِبراهِيمَ " بنِ أَحمدَ بن يَعِيشَ الهَمْدَانِيّ " النَّابِتِيّ " عن محمودِ ابنِ غَيْلان وَطبَقتِه وعنه أَبو أَحْمَدَ الغَسّانِيّ هكذا في نسختنا وهو الصحيح وفي بعضِها : منه علّي بن عبد العزيزِ النَّابِتِّي وهو خطأٌ ؛ لأَنّه سيأْتي في - ن ى ت . " وذاتُ النّابِتِ " مَوْضعٌ " مِنْ عَرَفاتٍ " نقله الصّاغانيّ . " ونُبَاتَي كسُكارَى : ع بالبَصْرَةِ " قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
فالسِّدْرُ مُخْتِلجٌ فغُودِرَ طافياً ... ما بَيْن عَيْنَ إِلى نُبَاتَي الأَثْأَبُويُرْوَى . نُبَاةَ كحَصَاة عن أَبي الحسن الأَخفش وسيأْتي في المُعْتَلّ ويروى أَيضاً : نَبَاتَ كَسَحَابٍ كلّ ذلك عن السُّكَّرِىّ . " وسَمَّوْا نَبَاتاً كَسَحَابٍ ونَبَاتَةَ " بالفتح منهم : نَبَاتَةُ بنُ حَنْظَلَةَ من بني بَكْرِ بنِ كِلابٍ كان فارِسَ أَهلِ الشّام ووَلِىَ جُرْجَانَ والرَّيَّ لمَرْوَانَ . " ونُبَاتَةَ " بالضَّم . نُبَيْتُ " كزُبَيْرٍ " نُبَيْتَةَ مثل " جُهَيْنَة " . " ونَبْتاً ونَابِتاً " منهم : النَّبْتُ بنُ مَالِكِ بنِ زيدِ بن كَهْلانَ بنِ سَبَإٍ أَبو حَيٍّ باليَمَن . ونابِتُ بنُ اسماعيلَ عليه السّلام وَلِيَ بعد أَبِيه أُمّه السيّدةُ بنْتُ مضَاضِ ابنِ عَمْرٍو الجُرْهُمِيّ قاله ابنُ قُتَيْبَةَ في المَعَارف . نُبَيْتَةُ " كجُهَيْنَةَ بنتُ الضَّحَّاكِ " كذا قَيَّدهُ ابنُ ماكُولا " صحابيّة " أَوْرَدَها في المُعْجَمِ ابنُ فَهْد " أَو هي بالثَّاءِ " المثَلَّثَة قد " تَقَدّم . " ومُحَمَّدُ بنُ سَعِيدِ بنُ نَبَات النَّبَاتِيّ نِسْبَةٌ إِلى جَدِّه " وهو شيخٌ لأَبي محمدِ بنِ حَزْمٍ وقد رَوَى عن أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ وغيرِه . أَبُو العَبّاسِ " أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ " بنِ مُفَرِّج الأَنْدَلُسِيّ " النَّبَاتِيُّ لمَعْرِفَتِه بالنَّبَاتَاتِ " والحَشَائِشِ " مُحَدِّثانِ " سمع الأَخِيرُ عن ابنِ زَرقون ورَحَل فلَقِيَهُ ابنُ نُقْطَةَ وكان مجموعَ الفَضَائِل ويعُرَف أَيضاً بابنِ الرُّومِيّة وكان غايَةً في معرفةِ النَّباتِ . نُبَاتَةُ " بالضَّمِّ " إِليه ينْتَسِبُ " الحُسَيْنُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ النُّباتِيّ الشَّاعِر ؛ لأَنَّه تِلْمِيذُ أَبي نَصْرٍ " وفي نسخة : لأَنّه تَلْمَذَ أَبَا نَصْرٍ " عبد العَزِيزِ بن عُمَرَ بنِ نُبَاتَةَ " الشّاعر وكانت وَفَاةُ أَبي نَصْرٍ سنة 405 ، وله ثَمان وسَبْعُون سنة . " واخْتُلِف في نُبَاتَةَ جَدِّ الخَطِيبِ " أَبي يَحْيى " عبدِ الرَّحِيمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ " محمَّدِ بنِ " إِسْماعِيلَ " الفَارِقِيّ الجُذامِيّ خطيب الخطَباءِ الذي رأَى النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم في مَنامِه وتَفَلَ في فَمِه " والضمُّ أَكثَرُ وأَثبَتُ " ومن ولدِه : القَاضِي الأَجَلُّ تاجُ الدين أَبو سالمٍ طاهرُ ابنُ القاضِي عَلَمِ الدِّين علّي ابنِ القاضِي أَبِي القاسِمِ يَحْيى ابنِ طاهرِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ . " وعَبْدَانُ بنُ نُبَيْتٍ المَروَزِيّ كزُبَيْرٍ مُحدِّثٌ " عن عبدِ الله بن المُبارَكِ وعنه حاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطَّوَاشِيّ
وفاتَه نُبَيْتٌ مولى سُوَيْدِ بنِ غَفْلَةَ شيخٌ لمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّف قال الدَّارَ قُطْنّي : ضَبطْنَاه عن أَبي سعيد الإِصْطَخْرِيّ بالنون وذكره البُخاريّ في تاريخه في المُثَلَّثَةِ . وأَحْمَدُ بنُ عُمرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن نُبَيْتٍ القَاضي أَبْو الحَسَن الشِّيرازِيّ ذكره القَصَّارُ في طبقاتِ أَهلِ شِيرازَ وقال : له رِواياتٌ عن أَبي بَكْرِ بنِ سَعْدانَ وغيرِه . قال شيخنا : وأَمّا الجَمَالُ مُحَمَّدُ بنُ نَبَاتَةَ المِصْريُّ الشّاعر فإِنه بالفَتْح كما جَزمَ به أَئمّةٌ من شيوخنا ؛ لأَنّه كان يُوَرِّى في شعرِه بالقَطْرِ النَّبَاتِيّ وهو بالفتح ؛ لأَنَّه نِسْبَةٌ للنَّبَاتِىّ وهو نَوْعٌ من السُّكَّرِ العَجيبِ يُعْمَلُ مِنْه قِطَعٌ كالبَلُّورِ شَدِيدُ البَياض والصَّقالَةِ والظاهِرُ أَنه فارِسِيّ حادِثٌ وكان الأَوْلَى بالمُصَنِّفِ أَن يُنَبِّهَ عليهِ ولكنه أَغْفَلَه . قلت : وقال الحَافِظ : وشاعرُ الوَقْتِ الجَمَالُ أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَبَاتَةَ النَّباتِيُّ بالفَتْح نُسِبَ إِلى جَدِّهِ وهو من ذُرِّيَّةِ الخَطيب عبْدِ الرَّحِيمِ . قلت : ورَوى عن عبد العَزِيزِ بنِ عبدِ المُنْعِمِ الحَرَّانِيِّ وغيرِه فانظُرْه مع قولِ المُصَنِّفِ في جَدِّهِ : إِنَّ الضَّمّ فيه أَثْبتُ وأَكثَرُ وكذا مع قولِ شَيْخِنا : لأَنّه كان يُوَرِّى في شِعْرِه إِلى آخره . ثم قال شَيْخُنا : وأَنشدني شيخُنا الإِمامُ ابنُ الشَّاذِلِيّ أَعزّ اللهُ ذاتَه :
حَلاَ نَباتُ الشَّعْرِ يا عَاذِلي ... لمّا غَدَا في خَدِّهِ الأَحْمَرِفشَاقَنِي ذاكَ العِذَارُ الّذِي ... نَبَاتُه أَحْلَى مِن السُّكَّرِ ومما يُستدرك عليه من المحكم : نَبَتَ الشَّيْءُ يَنْيُتُ نَبْتاً ونَبَاتاً وتَنَبَّتَ . قال :
مَنْ كَانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فَالِج ... فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغدَّتِ
إِلاّ كَناشِرَةَ الّذي ضَيَّعْتُمُ ... كالغُصْنِ في غُلَوائِهِ المُتَنَبِّتِ وقيل : المُتَنَبِّتُ هنا : المُتأَصِّلُ . والنِّبْتَةُ بالكَسْرِ شَكْلُ النَّباتِ وحَالتُه التي نَبَتَ عَلَيْها . والنَّبْتَةُ : الواحِدَةُ من النَّبات حكاه أَبُو حَنِيفَة فقال : العُقَيْفاءُ نَبْتَةٌ ورَقُها مِثلُ وَرَقِ السَّذَابِ وقال في موضع آخر : إِنما قَدَّمْنَاها لِئَلاّ يُحْتاجَ إِلى تَكْرِيرِ ذلك عند ذِكْر كُلِّ نَبْتٍ أَرادَ : عِنْدَ كُلِّ نوعٍ من النَّبْتِ . والنُّوَيْبِتَةُ تصغِيرُ نَابِتَةٍ وقد جاءَ ذِكرُها في حديثِ أَبي ثَعْلَبَةَ . ويُقَال : إِنّه لَحَسَنُ النِّبْتَةِ أَي الحَالَةِ التي يَنْبُتُ عليْهَا . وإِنَّهُ لَفِي مَنْبِتِ صِدْقٍ أَي في أَصْلِ صِدْقٍ وكذا في أَكْرَمِ المَنَابِتِ . وهو مجاز . ومَنْ ثَبَتَ نَبَتَ . وتَقُولُ : أَلَمْ يَنْبُتْ حِلْمُ فُلانٍ ؟ : كذا في الأَساس . ونَبَاتُ بنُ عَمْرٍو الفارِسِيّ كسَحَاب حَدَّثَ بِمصرَ سَمِع منه ابنُ مَسْرُور . ونَبَاتُ جاريةُ الحَسَنِ بنِ وَهْبٍ له معهَا أَخْبَارٌ . ومُنْيَةُ نَابِتٍ قَرْيَةٌ بمصرَ وقد نُسِب إِليها جماعَةٌ من أَهلِ القَرْنِ التَّاسِعِ مّمن أَخذَ عن الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ . وأَبو مُحَمَّد عبدُ الله بنُ أَحْمَدَ المَالَقِيّ عُرِف بابنِ البَيْطَارِ وبالنَّبَاتِيّ وهو مُؤَلّف المُفْردَاتِ في النّباتَات وغيرِهَا ماتَ سنة 646 . وفي حديثِ عليٍّ رضي الله عَنْه " أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عَلَيْه وسلّم " قالَ لِقَوْمٍ منَ العَرَبِ : أَنتُم أَهْلُ بَيْتٍ وأَهْلُ نَبْتٍ " أَي نحنُ في الشَّرفِ نِهايَةٌ وفي النَّبْتِ نِهايَةٌ أَي يَنْبُتُ المَالُ على أَيْدِينَا . فأَسْلَمُوا . والنَّبْتِيتُ : قريةٌ بمِصْر منها أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن محمَّدٍ الضَّريرُ من شُيُوخِ شيخِ الإِسْلامِ زَكَرِيّا . ومن المُتَأَخِّرينَ أَبُو محمد عبدُ المُنْعِمِ النَّبْتِيتِيُّ إِمَامُ المَشْهَدِ الحُسَينِيّ ومُدَرِّسُه سَمع منهُ بعضُ شيوخِ مشَايِخنا مات سنة 1084 والنَّبُّوتُ كتَنُّورٍ : الفَرْعُ النّابِتُ من الشَّجَرِ ويُطْلَقُ عَلَى العَصَا المُسْتَوِيَة لُغَةٌ مِصْرِيّة