البَضْعُ كالمَنْعِ : القَطْعُ يُقَالُ : بَضَعْتُ اللَّحْمَ أَبْضَعُهُ بَضْعاً : قَطَعْتُه
كالتَّبْضِيع شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ . والبَضْعُ : الشَّقُّ يُقالُ : بَضَعْتُ الجُرْحَ أَي شَقَقْتُه كَما في الصّحاح
والبَضْعُ : تَقْطِيعُ اللَّحْمِ وجَعْلُهُ بَضْعَةً بَضْعَةً . ومِن المَجازِ : البَضْعُ : التَّزَوُّجُ
ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً : البَضْعُ : المُجامَعَةُ كالمُبَاضَعَةِ والبِضاعِ ومِنْهُ الحَدِيثُ : وبَضْعُه أَهْلَهُ صَدَقَةٌ أَي المُبَاشَرَة وفي المَثَلِ : كمُعَلِّمَة أَهْلَهَا البِضَاعَ . والبَضْعُ التَّبْيِينُ : يُقَالُ : بَضعَ أَي بَيَّن كالإِبضاعِ . والبَضْعُ أَيْضاً التَّبَيُّن يُقَالُ : بَضَعْتُه فبَضَعَ أَي بَيَّنْتُه فتَبَيَّنَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ ويُقَالُ : بَضَعَهُ الكَلامَ وأَبْضَعَهُ الكَلاَمَ أَيْ بَيَّنَهُ لَهُ فَبَضعَ هو بُضُوعاً بالضَّمّ أَيْ فَهِمَ وقِيلَ : أَبْضَعَهُ الكَلامَ وبَضَعَهُ به : بَيَّنَ لَهُ ما يُنَازِعُهُ حَتَّى تَبَيَّنَ كائناً ما كَانَ
والبَضْعُ في الدَّمْعُِ : أَنْ يَصِيرَ في الشُّفْرِ ولا يَفِيضَ . والبُضْعُ بالضَّمِّ : الجِمَاعُ وهو اسْمٌ مِنْ بَضَعَها بَضْعاً إِذا جامَعَها . وفي الصّحاح : البُضْعُ بالضَّمّ : النِّكَاحُ عن ابنِ السِّكِّيتِ . وفي الحَدِيثِ فإِنَّ البُضْعَ يَزِيدُ في السَّمْعِ والبَصَرِ أَيْ الجِمَاعَ . وقَالَ سِيبَوَيْه : البَضْعُ مَصْدَرٌ ُيقال : بَضَعَهَا بَضْعاً وقَرَعَهَا قَرْعاً وذَقَطَها ذَقْطاً وفُعْل في المصادر غَيْرُ عَزِيزٍ كالشُّكْرِ والشُّغْلِ والكُفْرِ . وفي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنها ولَهُ حَصَّنَنِي رَبِّي من كُلِّ بُضْعٍ تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم أَي من كُلِّ نِكَاحٍ وكَان تَزَوَّجَهَا بِكْراً مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ
أَو البُضْعُ : الفَرْجُ نَفْسُه نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ ومِنْهُ الحَدِيثُ عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتَارِي أَيْ صارَ فَرْجُك بالعِتْقِ حُرّاً فاخْتَارِي الثَّبَاتِ عَلَى زَوْجِكَ أَوْ مُفَارَقَتْهُ . وقِيلَ : البُضْعُ : المَهْرُ أَيْ مَهْرُ المَرْأَةِ وجَمْعُهُ البُضُوعُ . قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِب :
وفي كَعْبٍ وإِخوَتِها كِلاَبٍ ... سَوَامِي الطَّرْفِ غالِيَةُ البُضُوعِ سَوَامِي الطَّرْفِ أَي مُعْتَزَّاتٌ . وغالِيَةُ البُضُوعِ كِنَايَةً عن المُهُورِ اللَّوَاتِي يُوصَلُ بِهَا إِلَيْهِنَّ وقال آخَرُ :
عَلاهُ بِضَرْبَةٍ بَعَثَتْ إِلَيْهِ ... نَوَائِحَهُ وأَرْخَصَتِ البُضُوعَا وقِيلَ : البُضْعُ : الطَّلاقُ نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ . وقالَ قَوْمٌ : هو عَقْدُ النِّكَاح استُعِمِل فيه وفي النِّكاح كما اسْتُعْمِل النِّكاحُ في المَعْنَيَيْن وهو مَجَاز ضِدُّ . والبُضْعُ : ع . والبَضْعُ بالكَسْرِ ويُفْتَحُ : الطَّائِفَةُ من اللَّيْلِ . يُقَالُ : مَضَى بِضْعٌ من اللَّيْلِ . وقَالَ اللِّحْيَانيّ : مَرَّ بِضْعٌ من اللَّيْلِ أَيْ وَقْتٌ منه وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ في الصّادِ المُهْمَلَةِ وفَسَّرَهُ بالجَوْشِ منه وقَدْ تَقَدَّمَ البِضْعُ بالكَسْرِ في العَدَدِ
وقالَ أَبُو زَيْدٍ : أَقَمْتُ بَضْعَ سِنينَ وجَلَسْتُ في بَقْعَةٍ طَيِّبَةٍ وأَقمْتُ بَرْهَةً كُلُّهَا بالفَتْحِ . وهو ما بَيْن الثَّلاثِ إِلى التِّسْعِ تَقُولُ : بِضْع سِنِين وبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً . وبِضْعَ عَشْرَةَ امرَأَةً وقَدْ رُوِيَ هذا المَعْنَى في حَدِيثٍ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم قال لأَبِي بَكْرٍ في المُنَاحَبَةِ هَلاَّ احْتَطْتَ فإِنّ البِضْعَ ما بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى التِّسْعِ أَو هو ما بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى الخَمْسِ رَوَاهُ الأَثْرَمُ عن أَبِي عُبَيْدَةَ أَو البِضْعُ : ما لَمْ يَبْلُغِ العَقْدِ ولا نِصْفَه أَي ما بَيْنَ الواحِدِ إِلى الأَرْبَعَةِ . يُرْوَى ذلِكَ عن أَبِي عُبَيْدَة أَيْضاً كما في العُبَابِ أَو مِنْ أَرْبَعٍ إِلى تِسْعٍ نَقَلَهُ ابن سِيدَه وهو اخْتِيَارُ ثَعْلَبٍ . أَوْ هُو سَبْعٌ هو مِنْ نَصِّ أَبِي عُبَيْدَةَ فإِنَّه قالَ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ قَوْله السابِقَ - ويُقَالُ : إنَّ البَضْعَ سَبْعٌ - قالَ : وإِذا جَاوَزْتَ لَفْظَ العَشْرِ ذَهَبَ البِضْعُ لا يُقَالُ بِضْعٌ وعِشْرُونَ ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ أَيْضاً هكَذَا . قال الصّاغَانِيُّ : أَوْ هُو غَلَطٌ بل يُقَالُ ذلِكَ . قال أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ لَهُ : بِضْعَةٌ وعِشْرُون رَجُلاً وبِضْعٌ وعِشْرُون امْرَأَةً وهو لكُلِّ جَماعَةٍ تَكُونُ دُون عَقْدَيْنِ . قالَ ابنُ بَرِّيّ : وحُكِيَ عن الفَرَّاءِ في قَوْله : " بِضْع سِنِينَ " أَنَّ البِضْعَ لا يُذْكَر إِلاَّ مع العَشَرَةِ والعِشْرِينَ إِلَى التِّسْعِينَ ولا يُقَالُ فِيمَا بَعْدَ ذلِك يَعْنِي أَنَّه يُقَالُ : مائَةٌ ونَيِّفٌ ولا يُقَالُ بِضْعٌ ومائَةٌ ولا بِضْعٌ وأَلْفٌ . وأَنْشَد أَبُو تَمَّامٍ في بَابِ الهِجَاءِ من الحَمَاسَة لِبَعْضِ العَرَبِ :
أَقُولُ حِينَ أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَهُ ... لا بارَكَ اللهُ فِي بِضْعٍ وسِتِّينِ
مِنَ السِّنِين تَمَلاَّها بلا حَسَبٍ ... ولا حَيَاءٍ ولا قَدْرٍ ولا دِينِوقد جاء في الحديث بضعا وثلاثين ملكا . وفي الحديث : صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحد ببضع وعشرين درجة . وقال مبرمان وهو لقب محمد بن علي بن إسماعيل اللغوي أحد الآخذين عن الجرمي والمازني وقد تقدم ذكره في المقدمة : البضع : ما بين العقدين من واحد إلى عشرة ومن أحد عشر إلى عشرين . وفي إصلاح المنطق : يذكر البضع مع المذكر بهاء ومعها بغير هاء أي يذكر مع المؤنث ويؤنث مع المذكر . يقال : بضعة وعشرون رجلا وبضع وعشرون امرأة ولا يعكس . قال ابن سيده : لم نسمع ذلك ولا يمتنع . قلت : ورأيت في بعض التفاسير : قوله تعالى : " فلبث في السجن بضع سنين " أي خمسة . وروي عن أبي عبيدة : البضع : ما بين الواحد إلى الخمسة . وقال مجاهد : ما بين الثلاثة إلى السبعة . وقال مقاتل : خمسة أو سبعة . وقال الضحاك : عشرة ويروى عن الفراء ما بين الثلاثة إلى ما دون العشرة . وقال شمر : البضع : لا يكون أقل من ثلاث ولا أكثر من عشرة . أو البضع من العدد : غير معدود كذا في النسخ . والصواب غير محدود أي في الأصل . قال الصاغاني : وإنما صار مبهما لأنه بمعنى القطعة والقطعة غير محدودة
والبضعة بالفتح وقد تكسر : القطعة اسم من بضع اللحم يبضعه بضعا أي قطعة من اللحم المجتمعة . قال شيخنا : زعم الشهاب أن الكسر أشهر على الألسنة . وفي شرح المواهب لشيخنا : بفتح الموحدة وحكى ضمها وكسرها . قلت : الفتح هو الأفصح والأكثر كما في الفصيح وشروحه . انتهى . قلت : ويدل على أن الفتح هو الأفصح قول الجوهري : والبضعة : القطعة من اللحم هذه بالفتح وأخوتها بالكسر مثل القطعة والفلذة والفدرة والكسفة والخرقة وما لا يحصى ونقل الصاغاني مثل ذلك ومثل البضعة الهبرة فإنه أيضا بالفتح . ويقال : فلان بضعة من فلان يذهب به إلى التشبيه . ومنه الحديث فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها . ويروى : فمن أغضبها فقد أغضبني . وفي بعض الروايات بضيعة مني . والمعنى أنها جزء مني كما أن البضيعة من اللحم جزء منه . ج : بضع بالفتح مثل تمرة وتمر . قال زهير بن أبي سلمى يصف بقرة مسبوعة :
أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها ... فلاقت بيانا عند آخر معهد
دما عند شلو تحجل الطير حوله ... وبضع لحام في إهاب مقدد ويجمع أيضا على بضع كعنب . مثل بدرة وبدر نقله بعضهم وأنكره علي بن حمزة على أبي عبيد . وقال : المسموع بضع لا غير وأنشد :
ندهدق بضع اللحم للباع والندى ... وبعضهم تغلى بذم مناقعه وعلى بضاع مثل صحفة وصحاف وجفنة وجفان وأنشد المفضل :
" لما نزلنا حاضر المدينه
" جاءوا بعنز غثة سمينه
" بلا بضاع وبلا سدينه قال ابن الأعرابي : قلت للمفضل : كيف تكون غثة سمينة ؟ قال : ليس ذلك من السمن إنما هو من السمن وذلك أنه إذا كان اللحم مهزولا رووه بالسمن والسدينة : الشحموعلى بضعات مثل تمرة وتمرات . والمبضع كمنبر : المشرط وهو ما يبضع به العرق والأديم . والباضعة من الشجاج : الشجة التي تقطع الجلد وتشق اللحم تبضعه بعد الجلد شقا خفيفا وتدمى إلا أنها لا تسيل الدم فإن سال فهي الدامية وبعد الباضعة المتلاحمة . ومنه قول زيد بن ثابت رضي الله عنه : في البضعة بعيران . والباضعة أيضا : الفرق من الغنم نقله الصاغاني أو هي القطعة التي انقطعت عن الغنم تقول : فرق بواضع كما قاله الليث
وقال الفراء : الباضع في الإبل كالدلال في الدور كذا في اللسان والعباب أو الباضع : من يحمل بضائع الحي ويجلبها نقله الصاغاني عن ابن عباد . وفي الأساس : باضع الحي : من يحمل بضائعهم . وقال الأصمعي : الباضع : السيف القطع إذا مر بشيء بضعه أي قطع منه بضعة وقيل : يبضع كل شيء يقطعه . قال الراجز :
" مثل قدامى النسر ما مس بضع ج : بضعة محركة . قال الفراء : البضعة : السيوف والخضعة : السياط . وقيل : على القلب كما في العباب . قلت : ويؤيد القول الأخير حديث عمر رضي الله عنه أنه ضرب رجلا أقسم على أم سلمة ثلاثين سوطا كلها تبضع أي تشق الجلد وتقطع وتحدر الدم وقيل تحدر أي تورم
وباضع : ع بساحل بحر اليمن أو جزيرة فيه سبى أهلها عبد الله وعبيد الله ابنا مروان الحمار آخر ملوك بني أمية كذا نقله الصاغاني . قلت : أما عبيد الله فقتلته الحبشة وأما عبد الله فكان في الحبس إلى زمن الرشيد وولده الحكم كان في حبس السفاح . وبضعت به كمنع هكذا في سائر النسخ ونص الليث : تقول : بضعت من صاحبي بضوعا : إذا أمرته بشيء فلم يفعله فدخلك منه وهكذا نقله عنه صاحب اللسان والعباب . وقال غير الليث : فلم يأتمر له فسئم أن يأمره بشيء أيضا . وفي الصحاح : بضعت من الماء بضعا وزاد غيره : وبضع بالماء أيضا وزاد في المصادر بضوعا بالضم وبضاعا بالفتح أي رويت كما في الصحاح وزاد غيره : وامتلأت . قال الجوهري : وفي المثل حتى متى تكرع لا تبضع
والبضيع كأمير : الجزيرة في البحر عن الأصمعي وأنشد لأبي خراش الهذلي :
ساد تجرم في البضيع ثمانيا ... يلوي بعيقات البحار ويجنب هكذا نسبه الصاغاني لأبي خراش وراجعت في شعره فلم أجد له قافية على هذا الروي . وفي اللسان : قال ساعده بن جؤية الهذلي وأنشد البيت . قلت : ولساعدة قصيدة من هذا الروي وأولها :
هجرت غضوب وحب من يتجنب ... وعدت عواد دون وليك تشغب ولم أجد هذا البيت فيها . وقال الصاغاني وصاحب اللسان - واللفظ للأخير - ساد مقلوب من الإسآد وهو سير الليل . تجرم في البضيع أي أقام في الجزيرة . وقيل تجرم أي قطع ثماني ليال لا يبرح مكانه . ويقال للذي يصبح حيث أمسى ولم يبرح مكانه : ساد وأصله من السدى وهو المهمل وهذا الصحيح . ويلوي بعيقات أي يذهب بما في ساحل البحر . ويجنب أي تصيبه الجنوب . وقال القتيبي في قول أبي خراش الهذلي :" فلما رأين الشمس صارت كأنهافويق البضيع في الشعاع خميل قال : البضيع : جزيرة من جزائر البحر . يقول : لما همت بالمغيب رأين شعاعها مثل الخميل وهو القطيفة . قلت : والذي في الديوان :
" فظلت تراعي الشمس حتى كأنها وروى أبو عمرو : جميل بالجيم قال : وهي الإهالة شبه الشمس بها لبياضها
وقال الجمحي : لم يصنع أبو عمرو شيئا إذ شبهها بالإهالة . وقد قالوا : صحف أبو عمرو كما في العباب . والبضيع : مرسى بعينه دون جدة مما يلي اليمن غلب عليه هذا الاسم
والبضيع : العرق لأنه يبضع من الجسد أي يسيل والصاد لغة فيه وقد تقدم
والبضيع : جبل نجدي . قال لبيد رضي الله عنه :
عشت دهرا وما يدوم على الأي ... ام إلا يرمرم وتعار وكلاف وضلفع وبضيع والذي فوق خبة تيمار والبضيع : البحر نفسه . والبضيع : الماء النمير كالباضع . يقال : ماء بضيع وباضع . والبضيع : الشريك . يقال : هو شريكي وبضيعي
ج : بضع بالضم هكذا هو في سائر النسخ والذي في اللسان والعباب : هم شركائي وبضعائي
والبضيعة كسفينة : العليقة وهي الجنيبة تجنب مع الإبل نقله ابن عباد . وأنشد ابن الأعرابي :
احمل عليها إنها بضائع ... وما أضاع الله فهو ضائع البضيع كزبير : ع من ناحية اليمن به وقعة . وقيل : مكان في البحر أو جبل بالشام وقد جاء ذكره في شعر حسان رضي الله عنه :
أسألت رسم الدار أم لم تسأل ... بين الجوابي فالبضيع فحومل قال الأثرم : وقيل : هو البصيع بالصاد المهملة . قال الأزهري : وقد رأيته وهو جبل قصير أسود على تل بأرض البثنية فيما بين نشيل وذات الصمين بالشأم من كورة دمشق
وهو أيضا : ع عن يسار الجار بين مكة والمدينة قيل : هو مما يلي الجحفة وظريبة أسفل من عين الغفاريين . وبئر بضاعة بالضم وقد تكسر حكى الوجهين الجوهري والصاغاني وقال غيرهما : المحفوظ الضم . قال ابن الأثير : وحكي بالصاد المهملة أيضا وقد أشرنا إلى ذلك والكسر نقله ابن فارس أيضا : هي بئر معروفة بالمدينة كان يطرح فيها خرق الحيض ولحوم الكلاب والمنتن وقد جاء ذكرها في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قطر رأسها ستة أذرع . قال أبو داوود سليمان بن الأشعث : قدرت بئر بضاعة بردائي مددته عليها . ثم ذرعته فإذا عرضها ستة أذرع . قال : وسألت الذي فتح لي باب البستان فأدخلني إليه : هل غير بناؤها عما كانت عليه ؟ فقال : لا ورأيت فيها ماء متغير اللون
قال الصاغاني : كنت سمعت هذا الحديث بمكة حرسها الله تعالى وقت سماعي سنن أبي داوود فلما تشرفت بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم - وذلك في سنة خمس وستمائة - دخلت البستان الذي فيه بئر بضاعة وقدرت قطر رأس البئر بعمامتي فكان كما قال أبو داوود
قلت : ويقال : إن بضاعة اسم امرأة نسبت إليها البئروأبضعة كأرنبة : ملك من ملوك كندة وذكر ملوك مستدرك أخو مخوس ومشرح وجمد والعمردة بنو معد يكرب بن وليعة وقد تقدم ذكرهم في حرف السين . وقد دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ولعنهم قاله الليث ويروى بالصاد المهملة وقد تقدم
والأبضع : المهزول من الرجال . نقله ابن عباد
قال : وأبضعها أي زوجها وهو مثل أنكحها . وفي الحديث : تستأمر النساء في إبضاعهن أي في إنكاحهن . وأبضع الشيء : جعله بضاعة كائنة ما كانت كاستبضعه . ومنه المثل : كمستبضع التمر إلى هجر وذلك أن هجر معدن التمر . قال حسان رضي الله عنه وهو أول شعر قاله في الإسلام :
فإنا ومن يهدي القصائد نحونا ... كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا وقال خارجة بن ضرار المري : فإنك واستبضاعك الشعر نحونا كمستضع تمرا إلى أهل خيبرا وإنما عدي بإلى لأنه في معنى حامل
وأبضع الماء فلانا : أرواه نقله الجوهري وهو مجاز
وأبضعه عن المسألة : شفاه ونص الجوهري : وربما قالوا : سألني فلان عن مسألة فأبضعته إذا شفيته . وقال الليث : أبضعه الكلام إبضاعا إذا بينه أي بين له ما ينازعه بيانا شافيا كائنا ما كان : وتبضع العرق مثل تبصع أي سال وبالمعجمة أصح . . وهنا نقله الجوهري . وقد صحفه الليث وتبعه ابن دريد وابن بري كما تقدم . قال الجوهري : ويقال : جبهته تبضع عرقا أي تسيل وأنشد لأبي ذؤيب :
تأبى بدرتها إذا ما استكرهت ... إلا الحميم فإنه يتبضع قال الأصمعي : وكان أبو ذؤيب لا يجيد وصف الخيل وظن أن هذا مما توصف به . انتهى
قلت : وقد تقدم رد أبي سعيد السكري عليه . ومعنى يتبضع : يتفتح ويتفجر بالعرق ويسيل متقطعا
وقال ابن بري : ووقع في نسخة ابن القطاع إذا ما استضغبت وفسره بفزعت لأن الضاغب هو الذي يختبي في الخمر ليفزع بمثل صوت الأسد . والضغاب : صوت الأرنب وتقدم شيء ؟ من ذلك في ب ص ع قريبا فراجعه
وانبضع : انقطع هو مطاوع بضعته بمعنى قطعته . وابتضع : تبين وهو مطاوع بضعه بمعنى بينه هكذا في التكملة
وفي اللسان : بضعته فانبضع وبضع أي بينته فتبين
ومما يستدرك عليه : ويجمع بضعة اللحم على بضيع وهو نادر ونظيره الرهين جمع الرهن وكليب ومعيز جمع كلب ومعز
والبضيع أيضا : اللحم كما في الصحاح . قال يقال : دابة كثيرة البضيع وهو ما انماز من لحم الفخذ . الواحدة بضيعة
ويقال : رجل خاظي البضيع أي سمين . قال ابن بري : يقال : ساعد خاظي البضيع أي ممتلئ اللحم . قال الحادرة :
ومناخ غير تئية عرسته ... قمن من الحدثان نابي المضجع
عرسته ووساد رأسي ساعد ... خاظي البضيع عروقه لم تدسع أي عروق ساعده غير ممتلئة من الدم لأن ذلك إنما يكون للشيوخ . ويقال : إن فلانا لشديد البضعة حسنها إذا كان ذا جسم وسمن . وقوله :و لا عضل جثل كأن بضيعه ... يرابيع فوق المنكبين جثوم يجوز أن يكون جمع بضعة وهو أحسن لقوله : يرابيع ويجوز أن يكون اللحم
ويقال : سمعت للسياط خضعة وللسيوف بضعة بالتحريك فيهما أي صوت وقع وصوت قطع كما في الأساس . والمبضوعة : القوس . قال أوس ابن حجر :
" ومبضوعة من رأس فرع شظية يعني قوسا بضعها أي قطعها . وبضعت من فلان : إذا سئمت منه على التشبيه كما في الصحاح وفي الأساس : سئمت من تكرير نصحه فقطعته
والبضع بالضم : ملك الولي العقد للمرأة . ويقال : البضع : الكفء ومنه الحديث : هذا البضع لا يقرع أنفه أراد صاحب البضع يريد : هذا الكفء لا يرد نكاحه ولا يرغب عنه . وقرع الأنف عبارة عن الرد . وقال ابن الأثير : الاستبضاع : نوع من نكاح الجاهلية وذلك أن تطلب المرأة جماع الرجل لتنال منه الولد فقط كان الرجل منهم يقول لأمته أو امرأته : أرسلي إلى فلان فاستبضعى منه ويعتزلها فلا يمسها حتى يتبين حملها من ذلك الرجل وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد . والبضاعة : بالكسر والعامة تضمها : السلعة وهي القطعة من مال يتجر فيه وأصلها من البضع وهي القطع والجمع البضائع . وأبضعه البضاعة : أعطاه إياها . وابتضع منه : أخذ والاسم البضاع كالقراض . ومنه الحديث : المدينة كالكير تنفي خبثها وتبضع' طيبها . أي تعطي طيبها ساكنيها هكذا فسره الزمخشري . والمشهور في الرواية : تنصع بالنون والصاد المهملة ويروى بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة من النضح وهو الرش
وبضعت جبهته : سالت عرقا
وقال البشتي : مررت بالقوم أجمعين أبضعين وذكره الجوهري في ب ص ع وقال : ليس بالعالي . وقال الأزهري : بل هو تصحيف واضح . والذي روي عن ابن الأعرابي وغيره . أبصعين بالصاد المهملة
الصَّرْفُ في الحَدِيثِ : الْمدِينَةُ حَرَمٌ ما بينَ عائَرٍ - ويُرْوَي عَيْرٍ - إِلى كَذا مَنْ أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أَو آوَي مُحْدِثاً فعليه لَعْنَةُ اللهِ والمَلائِكةِ والناسِ أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ : التَّوْبَةُ والعَدْلُ : الفِدْيَةُ قاله مَكْحُولٌ . أَو : هو الناقِلَةُ والعَدْلُ : الفَرِيضَةُ قاله أَبو عُبَيْدٍ . أَو بالعَكْسِ أَي : لا يُقْبَلُ منه فَرْضٌ ولا تَطَوُّعٌ نقله ابنُ دُرَيْدٍ عن بعضِ أَهلِ اللُّغَةِ . أَو هو الوَزْنُ والعَدْلُ : الكَيْلُ أَو هو الاكْتِسابُ والعَدْلُ : الفِدْيَةُ . أَو الصَّرْفُ : الحِيلَةُ وهو قولُ يُونُسَ ومنه قيل : فُلانٌ يَتَصَرَّفُ : أَي يَحْتالُ وهو مجازٌ وقال الله تعالى : " فما يَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً ولا نَصْراً " وقال غيرُه في مَعْنَى الآيةِ : أَيْ ما يَسْتَطِيعُونَ أَن يَصْرِفُوا عن أَنْفُسِهِمُ العَذابَ ولا أَن يَنْصُرُوا أَنْفُسَهُم . وفي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ ظاهر . ثم إِنه ذَكَر للصِّرْفِ المذكورِ في الحَديثِ مع العَدْلِ أَربعةَ مَعانٍ وفاتَهُ الصَّرْفُ : المَيْلُ والعَدْلُ : الاسْتِقَامَةُ قاله ابنُ الأَعرابِيّ : وقِيلَ : الصَّرْفُ : ما يُتَصَرَّفُ به والعَدْلُ : المَيْلُ قاله ثَعْلَبٌ وقِيلَ : الصَّرْفُ : الزِّيادَةُ والفَضْلُ وليس هذا بشَيءٍ وقيل : الصَّرْفُ : القِيمة والعَدْلُ : المِثْل وأَصلُه في الفِدْيَةِ يقال : لم يَقْبَلُوا منهم صَرْفاً ولا عَدْلاً : أَي لم يَأْخُذوا منهم دِيَةً ولم يَقْتُلُوا بقَتِيلِهم رَجُلاً واحِداً أَي : طَلَبُوا منهم أَكْثَرَ من ذلك وكانت العَرَبُ تَقْتُلُ الرجُلَيْنِ والثلاثةَ بالرَّجُلِ الواحدِ فإِذا قَتَلُوا رَجُلاً برَجُلٍ فذلك العَدْلُ فيهم وإِذا أَخَذُوا دِيَةً فقد انْصَرَفُوا عن الدَّمِ إلى غيره فصَرَفُوا ذلك صَرْفاً فالقِيمةُ صَرْفٌ لأَنَّ الشيءَ يُقَوَّمُ بغيرِ صِفَتِه ويُعَدَّلُ بما كانَ في صِفَتِهِ ثم جُعِلَ بعدُ في كُلِّ شيءٍ حتى صارَ مَثَلاً فيمَنْ لم يُؤْخَذْ منه الشَّيْءُ الذي يَجِبُ عليه وأُلْزِمَ أَكْثَرَ منه فتأَمَّلْ ذلِكَ . والصَّرْفُ من الدَّخْرِ : حِدْثانُهُ ونَوائِبُه وهو اسمٌ له ؛ لأَنَّه يَصْرِفُ الأَشْياءَ عن وُجُوهِها . وقولُ صَخْرِ الغَيِّ :
عاوَدَنِي حُبُّها وقد شَحَطَتْ ... صَرْفُ نَواهَا فإِنَّنِي كَمِدُ
أَنَّثَ الصَّرْفَ لتَعْلِيقِهِ بالنَّوَى وجَمْعُه صُرُوفٌ . والصَّرْفُ : اللَّيْلُ والنَّهارُ وهما صِرْفانِ بالفَتْح ويُكْسَرُ عن ابنِ عَبّادٍ وكذلِكَ الصِّرْعانِ بالكسرِ أَيضاً وقد ذُكِر في العين . وصَرْفُ الحَديثِ في حديثِ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلانِيِّ : من طَلَبَ صَرْفَ الحَدِيثِ ليَبْتَغِيَ بهِ إِقبالَ وُجُوهِ الناسِ إِليه لم يَرَحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ هو : أَنْ يُزادَ فيهِ ويُحَسَّنَ من الصَّرْفِ في الدَّراهِمِ وهو فَضْلُ بعضِه على بَعْضٍ في القِيمَةِ قال ابنُ الأَثِيرِ : أَرادَ بصَرْفِ الحَدِيثِ : ما يَتَكَلَّفُه الإِنسانُ من الزِّيادَةِ فيه على قَدْرِ الحاجَةِ وإِنَّما كُرِهَ ذلك لِما يَدْخُلُه من الرِّياءِ والتَّصَنُّعِ ولِما يُخالِطُه من الكَذِبِ والتَّزَيُّدِ والحَدِيثُ مَرْفُوعٌ من روايةِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضِيَ اللهُ عنه - في سُنَنِ أَبي دَاوُد وكذلك صَرْفُ الكَلامِ يُقال : فلانٌ لا يَعْرِفُ صَرْفَ الكَلامِ أَي : فَضْلَ بعضِه على بَعْضٍ . ويُقالُ : لَهُ عليهِ صَرْفٌ : أَي شَِفٌّ وفَضْلٌ وهُوَ مِنْ صَرَفَهُ يَصْرِفُه ؛ لأَنَّهُ إِذا فُضِّلَ صُرِفَ عن أَشْكالِهِ ونَظائِرِه . والصَّرْفَةُ : مَنْزِلَةٌ للقَمَرِ نَجْمٌ واحِدٌ نَيِّرٌ يتلُو الزُّبْرَةَ خَلْفَ خَراتَيِ الأَسَدِ يُقال : إِنه قَلْبُ الأَسدِ إِذا طَلَعَ أَمامَ الفَجْرِ فذلِكَ أَوّلُ الرَّبِيعِ قال ابن كُناسَةَ : سُمِّيَ هكذا في النُّسَخِ وكَأَنَّهُ يرجِعُ إِلى النَّجْمِ وفي سائِرِ الأُصُولِ سُمِّيَتْ بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقْبالِ البَرْدِ بطُلُوعِها أَيْ : تلك المَنْزِلَة قال ابنُ بَرِّي : صوابُه أَنْ يُقالَ : سُمِّيَت بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقْبالِ البَرْدِ . والصَّرْفَةُ : خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ وقال ابنُ سِيدَه : يُسْتَعْطَفُ بها الرِّجالُ يُصْرَفُونَ بها عن مَذاهِبِهِم ووُجُوهِهِم عن اللِّحْيانِيّ . والصَّرْفَةُ : نابُ الدَّهْرِ الذي يَفْتَرُّ هكَذا هو نَصُّ المُحِيط وفي التَهْذِيب : والعَرَبُ تقولُ : الصَّرْفَةُ نابُ الدّهْرِ ؛ لأَنَّها تَفْتَرُّ عن البَرْدِ أَو عن الحَرِّ في الحالَتَيْنِ فتَأَمَّلْ ذلِكَ . والصَّرْفَةُ : القَوْسُ التي فِيها شامَةٌ سَوْداءُ لا تُصِيبُ سِهامُها إِذا رُمِيَتْ عن ابنِ عَبّادٍ . وقال أَيضاً : الصَّرْفَةُ : أَنْ تَحْلُبَ النّاقَةَ غُدْوَةً فتَتْرُكَها إِلى مِثْلِهامِنْ أَمْسِ نقله الصّاغاتِيّ . وصَرَفَه عن وَجْهِهِ يَصْرِفُه صَرْفاً : رَدَّه فانْصَرَفَ . وقولُه تَعالى : " صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ " أَي : أَضَلَّهُم اللهُ مُجازاةً على فِعْلِهِمْ . وقولُه تَعالَى : " سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ " أَي أَجْعَلُ جَزاءَهُم الإِضْلالَ عن هِدايَةِ آياتِي . وصَرَفَتِ الكَلْبَةُ تَصْرِفُ صُرُوفاً بالضمِّ وصِرافاً بالكَسْرِ : اشْتَهَتِ الفَحْلَ وهي صارِفٌ قال ابنُ الأَعْرابِيِّ : السِّباعُ كلُّها تُجْعِلُ وتَصْرِفُ : إِذا اشْتَهَتِ الفَحْلَ وقد صَرَفَتْ صِرافاً وهي صارِفٌ وأَكثَرُ ما يُقالُ ذلك كُلُّه للكَلْبَةِ . وقال اللَّيْثُ : الصِّرافُ : حِرْمَةُ الشّاءِ والكِلابِ والبَقَرِ . وصَرَفَ الشرابَ صُروفاً : لم يَمْزُجْها هكذا في سائِرِ النُّسَخِ ومثلُه نصُّ المُحِيطِ وهو غَلَطٌ صوابُه : لم يَمْزُجْه وهو أَي الشَّرابُ مَصْرُوفٌ وقولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِّي :
إِنْ يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفَةٍ ... مِنْها بِرِيٍّ وعَلَى مِرْجَلِ يَعْني بكأْسٍ شُرِبَتْ صِرْفاً على مِرْجَلٍ أَي : على لَحْمٍ طُبِخَ في قِدْرٍ . وصَرَفَتِ البَكَرَةُ تَصْرِفُ صَرِيفاً صَوَّتَتْ عندَ الاسْتِقاءِ . وصَرَفَ الخَمْرَ يَصْرِفُها صَرْفاً : شَرِبَها وهي مَصْرُوفَةٌ خالصةٌ لم تُمْزَجْ . وصَرَفَ الصِّبْيانَ : قَلَبَهُم من المَكْتَبِ . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : الصَّرِيفُ كأَمِيرٍ : الفِضَّةُ ومثلُه قولُ أَبي عَمْروٍ وزادَ غيرُهما : الخالِصَةُ وأَنشَد : وهذا البيت أورده الجوهري :
بَنِي غُدانَةَ حَقّاً ما ... إِنْ أَنْتُمُ ذَهَباً ولاصَرِيفاً...
حقاً لستم ذهباً ... ولا صرسفاً ولكن أنتم خزفاًقال ابنُ بَرِّيّ : صوابُ إِنْشادِه ما إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ ؛ لأَنَّ زيادَةَ إِنْ تُبْطِلُ عملَ ما . والصَّرِيفُ : صَرِ ] رُ البابِ و : صَرِيرُ نابِ البَعيرِ ومنه ناقَةٌ صَرُوفٌ بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ وكذا نابُ الإِنْسانِ يقالُ : صَرَفَ الإِنسانُ والبَعيرُ نابَه وبِنابِهِ يَصْرِفُ صَرِيفاً : حَرَقَه فسَمِعْتَ له صَوْتاً . وقال ابنُ خالَوَيْهِ : صَرِيفُ نابِ الناقَةِ يَدُلُّ على كَلالِها ونابِ البَعِيرِ على غُلْمَتِه . وقولُ النابِغَةِ يصفُ ناقةً :
مَقْذُوفَةٍ بدَخِيسِ النَّخْضِ بازِلُها ... له صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسَدِ هو وَصْفٌ لها بالكَلاَلِ وقال الأَصْمَعِيُّ : إِنْ كانَ الصَّرِيفُ من الفُحُولَةِ فهو من النَّشاطِ وإِنْ كانَ من الإِناثِ فهو من الإِعْياءِ وبين بابٍ ونابٍ جِناسٌ . والصَّرِيفُ : اللَّبَنُ ساعةَ حُلِبَ وصُرِفَ عن الضَّرْعِ فإِذا سَكَنَتْ رَغْوَتُه فهو الصَّرِيحُ قال سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ - رضِيَ اللهُ عنه - :
" لكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الخَرِيفْ
" أَلْمَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ والصَّرِيفُ : ع قُرْبَ النِّباجِ على عَشْرَةِ أَميالٍ منه مِلْكٌ لبَنِي أُسَيْد بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ قال جَرِيرٌ :
" أَجِنَّ الهَوَى ما أَنْسَ لا أَنْسَ مَوْقِفاًعَشِيَّةَ جَرْعاءِ الصَّرِيفِ ومَنْظَرَا وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : زَعَم بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الصَّرِيفَ : ما يَبِسَ من الشَّجَرِ مثل الضَّرِيعِ وهو الَّذي فارِسِيَّتُهُ خُذْخوش وهو القُفْلُ أَيضاً . وقالَ مَرَّةً : الصَّرِيفَةُ كسَفِينَةٍ : السَّعَفَةُ اليابِسَةُ والجَمْعُ صَرِيفٌ . والصَّرِيفَةُ : الرُّقاقَةُ ج : صُرُفٌ بضَمَّتَيْنِ وصِرافٌ وصَرِيفٌ . وصَرِيفُونَ في سَوادِ العِراقِ في موضِعَيْنِ أَحَدُهُما : ة كَبِيرةٌ غَنَّاءُ شَجْراءُ قُربَ عُكْبَراءَ وأَوانَي عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ دُجَيْل . والآخَرُ : ة بواسِطَ . وقولُه : مِنها الخَمْرُ الصَّرِيفِيَّةُ ظاهِرُه أَنَّ الخَمْرَ مَنْسُوبةٌ إلى التي بواسِطَ وليس كذلك بل إِلى القَرْيَةِ الأُولَى التي عندَ عُكْبَراءَ وإِليه أَشارَ الأَعْشَى بقوله :
وتُجْبَى إِليه السَّيْلَحُونَ ودُونَها ... صَرِيفُونَ في أَنْهارِها والخَوَرْنَقُ قال الصاغانِيُّ : وإِليها نُسِبَت الخَمْرُ وقال الأَعْشى أَيضاً :
تُعاطِي الضَّجِيعَ إِذا أَقْبَلَتْ ... بُعَيْدَ الرُّقادِ وعندَ الوَسَنْ
صَرِيفِيَةً طَيِّبٌ طَعْمُها ... لها زَبَدٌ بينَ كُوبٍ ودَنْ أَو قيلَ لها : صَرِيفِيَّةٌ لأَنَّها أُخِدَتْ منَ الدَّنِّ ساعَتَئذٍ كاللَّبَن الصَّريفِ ويُرْوَى :
" مُعَتَّقَةً قَهْوَةً مُرَّةً وقال اللَّيْثُ - في تَفْسِيرِ قَوْلِ الأَعْشَى - : إِنّها الخَمْرُ الطَّيِّبَةُ . والصَّرَفانُ مُحَرَّكَةً : المَوْتُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وقال ابنُ عَبّادٍ : هو النُّحاسُ وفي اللسانِ الرَّصاصُ القَلَعِيُّ وبهما فُسِّرَ قولُ الزَّبّاءِ :
" ما لِلْجِمالِ مَشْيُها وَئِيدَا
" أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أِم حَدِيدَا
" أَمْ صَرَفاناً بارِداً شَدِيدَا
" أَم الرِّجالُ جُثَّماً قُعُودا وقيل : بل الصَّرَفانُ هنا : تَمْرٌ رَزِينٌ مثلُ البَرْنِيِّ ؛ إِلاّ أَنَّه صُلْبُ المَضاغِ عَلِكٌ يُعِدُّها هكذا في النُّسَخِ والصوابُ : يُعِدُّه ذَوُو العِيالاتِ وذَوُو الأُجَراءِِ وذَوُو العَبِيدِ ؛ لِجَزائِها هكذا في النُّسَخِ والصوابُ : لجَزائِه وعِظَمِ مَوْقِعِه والناسُ يَدَّخرُونَه قاله أَبو حَنِيفَة . أَو هُوَ الصَّيْحانِيُّ بالحِجازِ نَخْلتُه كنَخْلَتِه حكاه أَبو حَنِيفَةَ عن النُّوشَجَانِيِّ وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للنَّجاشِيِّ :
حَسِبْتُم قِتالَ الأَشْعَرِينَ ومَذْحِجٍ ... وكِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ وقال عِمْرانُ الكَلْبِيّ :
أَكُنْتُمْ حَسِبْتُم ضَرْبَنا وجِلادَنَا ... على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ ؟ قال أَبو عُبَيْدٍ : ولم يكُنْ يُهْدَى للزَّبّاءِ شيءٌ أَحَبَّ إِليها من التَّمْرِ الصَّرَفانِ وأَنشج :ولمّا أَتَتْها العِيرُ قالَتْ : أَبارِدٌ ... من التَّمْرِ أَمْ هذا حِدِيد ٌوجنْدَلُ ؟ ! ومن أَمْثالِهِم : صَرَفانَةٌ رِبْعِيَّةٌ تُصْرَمُ بالصَّيْفِ وتُؤْكَلُ بالشَّتِيَّةِ نقله أَبو حَنِيفَةَ في كتابِ النباتِ . والصِّرْفُ بالكَسْرِ : صِبْغٌ أَحْمَرُ تُصْبَغُ به شُرُكُ النِّعالِ نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ لابنِ الكَلْحَبَةِ :
كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكِنْ ... كَلْونِ الصِّرْفِ عُلَّ بهِ الأَدِيمُ يعني أَنها خالِصَةُ الكُمْتَةِ كَلْونِ الصِّرْفِ وفي المُحْكَمِ : خالِصَةُ اللَّوْنِ ومنه الحديث : " فاسْتَيْقَظَ مُحْمارّاً وَجْهُه كأَنَّهُ الصِّرْفُ " . والصِّرْفُ : الخالِصُ البَحْتُ من الخَمْرِ وغَيْرِها ولو قالَ : من كُلِّ شيءٍ لأَصابَ ويُقال : شَرابٌ صِرْفٌ أَي : بَحْتٌ لم يُمْزَجْ وكذلك دَمٌ صِرْفٌ وبَلْغَمٌ صِرْفٌ . والصَّيْرَفِيُّ : المُحْتالُ المُتَصَرِّفُ في الأُمُورِ المُجَرِّبُ لها كالصَّيْرَفِ قاله أَبُو الهَيْثَمِ قال سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ :
ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً ... كحُسامِ السَّيْفِ ما مَسَّ قَطَعْ وقالَ أُمَيَّةَ بنُ أَبي عائِذٍ الهُذَلِيُّ :
قد كُنْتُ خَرّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً ... لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ والصَّيْرَفِيُّ والصَّيْرَفُ والصَّرّافُ : صَرّافُ الدَّراهِمِ ونُقَّادُها من المُصارَفَةِ وهو من التَّصَرُّفِ ج : صَيارِفُ وصَيارِفَةٌ والهاءُ للنِّسْبَةِ وقد جاءَ في الشِّعْرِ صَيارِيفُ :
تَنْفِي يَدَاها الحَصى في كُلِّ هاجِرَةٍ ... نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصّيارِيفِ لمّا احتاجَ إِلى تمامِ الوَزْنِ أَشْبَعَ الحَرَكَةَ ضرورةً حتى صارَتْ حَرْفاً أَنشده سِيَبَويْه للفَرَزْدَقِ قال الصّاغانِيُّ : وليس له . والصَّرَِيُّ محرَّكةً من النَّجائِبِ : مَنْسُوبٌ إِلى الصَّرَفِ قالهُ اللَّيْثُ أَو الصَّوابٌ بالدّالِ وصَحَّحُوه وقد تقدّم . وقال ابنُ الأَعرابِيِّ : أَصْرَفَ الشاعرُ شِعْرَهُ : إِذا أَقْوَي فيه وخالَفَ بين القافيَتَيْنِ يُقال : أَصْرَفَ الشاعرُ القافيَةَ قال ابنُ بَرِّي : ولم يَجِيءْ أَصْرَفَ غيره أَو هو الإِقواءُ بالنَّصْبِ ذكره المُفَضَّلُ بنُ محمّدٍ الضَّبِّيُّ الكُوفِيُّ ولم يَعْرِف البَغدادِيُّونَ الإِصْرافَ والخَليلُ لا يُجيزُه - أَي الإِقْواءَ - بالنَّصْبِ وكذا أَصْحابُه لا يُجيزُونَه وقَدْ جاءَ في شِعْرِ العربِ ومنه قوله :
أَطْعَمْتُ جابانَ حتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُه ... وكاد ينْقَدُّ لَوْلا أَنَّهُ طافَا ويَنْقَدُّ أَي : يَنْشَقُّ :
فقُلْ لجابانَ يَتْرُكْنا لطِيَّتِه ... نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ نَوْمِ اللَّيْلِ إِسْرافُ وبعضُ الناسِ يَزْعُمُ أَنَّ قولَ امْرِئِ القَيْسِ :
فَخَرَّ لرَوْقِيْه وأَمْضَيْتُ مُقْدِماً ... طُوالَ القَرَا والرَّوْقِ أَخْنَسَ ذَيّالِ من الإِقْواءِ بالنَّصْب لأَنَّه وَصَلَ الفعْلَ إِلى أَخْنَسَ . وتَصْريفُ الآياتِ : تَبْيِينُها ومنه قوْلُه تَعالَى : " وَصَرَّفْنَا الآياتِ " والتَّصَريفُ في الدَّراهِمِ والبِياعاتِ : إِنْفاقُها هكذا في سائِر النُّسخ والصواب : تَصْرِيفُ الدَّراهِمِ في البِياعاتِ كُلِّها : إِنْفاقُها كما هو نَصّ العُباب وفي اللِّسانِ : التَّصْرِيفُ في جَميعِ البِياعاتِ : إِنْفاقُ الدِّراهِم فتَأَمَّلْ ذلك . والتَّصْرِيفُ في الكَلامِ : اشْتِقاقَ بَعْضِهِ من بَعْض . والتصريف في الرِّياحِ : تَحْويلُها من وَجْهٍ إلى وَجْهٍ ومن حالٍ إِلى حالٍ قال اللَّيْثُ : تَصْرِيفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جِهَةٍ إلى جِهَةٍ وكذلك تَصْرِيفُ السُّيُولِ والخُيُولِ والأُمورِ والآياتِ وقال غيرُه : تَصْرِيفُ الرِّياحِ : جَعْلُها جَنُوباً وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً فجَعَلَها ضُرُوباً في أَجْناسِهاوالتَّصْرِيفُ في الخَمْرِ : شُرْبُها صِرْفاً أَي : غير مَمْزُوجَةٍ . وصَرَّفْتُهُ في الأَمْرِ تَصْرِيفاً فتَصَرَّفَ فيهِ : أَي قَلَّبْتُهُ : فَتَقَلَّبَ . ويُقال : اصْطَرَفَ لِعيالِهِ : إِذا تَصَرَّفَ في طَلَبِ الكَسْبِ قال العَجّاجُ :
" قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافِي
" بغَيْرِ ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ هكذا أَنْشَدَهُ الجوهريُّ والمَشْطورُ الثانِي للعَجّاج دُونَ الأول والرِّوايَةُ فيه : مِنْ غير لا عَصْفٍ . ولرُؤْبَةَ أُرْجُوزةٌ على هذا الرَّوِيِّ وليسَ المَشْطورانِ ولا أَحدُهُما فِيها قاله الصاغانِيّ
واسْتَصْرَفْتُ اللهَ المَكارِهَ : أَي سَأَلْتُه صَرْفَها عَنِّي . وانْصَرَفَ : انْكَفَّ هكذا في النُّسَخِ والصوابُ انْكَفَأَ كما هو نَصُّ العُبابِ وهو مُطاوِعُ صَرَفَه عن وَجْهِه فانْصَرَفَ وقوله تعالى : " ثُمَّ انْصَرَفُوا " أَي : رَجَعُوا عن المَكانِ الذي استَمَعُوا فيه وقِيلَ : انْصَرَفُوا عن العَمَلِ بشَيءٍ مما سَمِعُوا . والاسْمُ على ضَرْبَتَيْنِ : مُنْصَرِفٌ وغيرُ مُنْصَرِفٍ قال الزَّمَخْشَريُّ : الاسمُ يمتَنِعُ من الصَّرْفِ متى اجْتَمَع فيه اثْنانِ من أَسْبابِ تِسْعَةٍ أَو تَكَرَّرَ واحِدٌ وهي : العَلَمِيّة والتّأْنِيثُ اللاّزِمُ لَفْظاً أَو مَعْنىً نحو : سُعادَ وطَلْحَةَ . ووَزْنُ الفِعْلِ الذي يَغْلِبُه في نَحْوِ أَفْعَلِ فإِنَّه فيه أَكْثَرُ منه في الاسْمِ أَو يَخُصُّه في نحو : ضَرَبَ إِن سُمِّيَ به والوَصْفِيَّة في نحو : أَحْمَرَ . والعَدْلُ عن صِيغَةٍ إِلى أُخْرَي في نحو : عُمَرَ وثُلاثَ . وأَنْ يكونَ جَمْعاً ليس على زِنَتِه واحد كمَساجِدَ ومَصابِيحَ إِلاّ ما اعتَلَّ آخِرُه نحو جَوارٍ فإَنَّه في الجَرِّ والرفعِ كقاضٍ وفي النَّصْبِ كضَوارَِبَ وحَضاجِرُ وسَراوِيلُ في التقدير جمع حِضَجْرٍ وسِرْوالَة . والتَّرْكِيبُ في نحو : مَعْدِ يكَرِبَ وبَعْلَبَكَّ . والعُجْمَةُ في الأَعْلامِ خاصَّةً . والأَلِفُ والنونُ المُضارِعَتانِ لأَلِفَيِ التَّأْنِيث في نحو : عُثْمانَ وسَكْرانَ إِلاّ إِذا اضْطُّرَّ الشاعِرُ فَصَرَفَ . وأَما السببُ الواحدُ فغيرُ مانعٍ أبداً وما تَعَلَّقَ به الكوفيُّونَ في إِجازةِ مُنْعِه في الشِّعْر ليس بثَبْتٍ . وما أَحَدُ سبَبَيْه أَو أَسبابه العَلَميّةُ فحكمُه الصَّرْفُ عند التَّنْكيرِ كقولكَ : رُبَّ سُعادٍ وقَطامٍ ؛ لبَقائهِ بلا سَبَبٍ أَو على سَببٍ واحدٍ إِلاّ نحو أَحْمَرَ فإِنَّ فيه خلافاً بين الأَخْفَش وصاحبِ الكتاب . وما فيه سَبَبان في الثُّلاثيِّ الساكن الحَشْوِ كنُوحٍ ولُوطٍ مُنْصَرفٌ في اللُّغَة الفَصيحة التي عليها التَّنْزيلُ لمُقاوَمَةِ السُّكونِ أَحدَ السببنيِ وقومٌ يُجْرُونَه على القياس . فلا يَصْرفُونَه وقد جَمَعَهُما الشاعر في قوْله :
لَمْ تَتَلَفَّعْ بفَضْل مِئْزَرِها ... دَعْدٌ ولم تُسْقَ دَعْدُ في العُلَبِ وأَمّا ما فيه سببٌ زائدٌ كمَاه وجُور فإِنّ فيهما ما في نُوحٍ مع زيادة التأْنيث فلا مَقالَ في امْتناعِ صَرْفِه . والتكَرُّر في نحو بُشْرَى وصَحْراءَ ومَساجدَ ومَصابيحَ نُزِّلَ البناءُ على حرف تأَنيثٍ لا يَقَعُ مُنْفَصلاً بحالٍ والزِّنَةُ التي لا واحدَ عليها مَنْزلَةَ تأْنيثٍ ثانٍ وجمعٍ ثانٍ انتهى كلامُ الزَّمَخْشَريّ . والمُنْصَرَفُ : ع بَيْنَ الحَرَمَيْن الشَّريفَيْن على اَرْبَعَةِ بُرُدٍ من بَدْرٍ مما يلي مَكَّةَ حَرَسها اللهُ تَعالَى . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : المُنْصَرَفُ قد يكونُ مكاناً وقد يكونُ مَصْدراً . وصَرَفَ الكَلمةَ : أَجْراها بالتنْوينِ . والتَّصْريفُ : إِعمالُ الشَّيْءِ في غير وَجْهٍ كأَنه يَصْرفُه عن وَجْهٍ إلى وَجْهٍ . وتَصاريفُ الأُمورِ : تَخاليفُها . والصَّرْفُ : بَيْعُ الذّهَبِ بالفِّضَة . والمَصْرِفُ : المَعْدِلُ ومنه قولُه تَعالَى : " وَلَمْ يَجدُوا عَنْها مَصْرِفاً " وقولُ الشاعر :
" أَزُهَيْرُ هَلْ عن شَيْبَةٍ من مَصْرِفِ ويقال : ما في فَمهِ صارِفٌ : أَي نابٌ . وصَرِيفُ الأَقْلامِ : صوتُ جَرَيانِها . بما تَكْتُبُه من أَقْضيَة الله تَعالَى ووَحْيهِ . وقَوْلُ أَبِي خِراشٍ :
مُقابَلَتَيْن شَدَّهُما طُفَيْلٌ ... بصَرّافَيْنِ عَقْدُهُما جَمِيلُعَنَى بهما شِراكَيْنِ لَهُما صَرِيفٌ . وصَرَّفَ الشَرابَ تَصْرِيفاً : لم يَمْزُجْه كأَصْرَفَه وهذا عن ثَعْلَبٍ . وصَرِيفُون : قريةٌ قربَ الكُوفَة وهي غيرُ التي ذَكَرَهَا المصَنفُ . والصَّرِيفُ : كُلُّ شيءٍ لا خِلْطَ فيه . وفي حَديث الشُّفْعَةِ : إِذا صُرِّفَت الطُّرُقُ فلا شُفْعَةَ أَي بُيِّنَتْ مصارفُها وشَوارعُها . وكمُحَدِّثٍ : طَلْحَةُ بنُ سِنانِ بن مُصَرِّفٍ الإِياميُّ مُحَدِّث . وكأَميرٍ : صَريفُ بنُ ذُؤالِ بن شَبْوَةَ أَبو قَبيلَةٍ من عَكٍّ باليَمَن منهم فُقَهاءُ بني جَعْمانَ أَهْلُ محَلِّ الأَعْوَص لهم رياسَةُ العلْمِ باليَمَن . واصْطَرَفَ لعياله : اكْتَسَبَ وهو مَجاز