معنى عطل فوهة أو فتحة في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
عَطِلَتِ
المرأَةُ تَعْطَل عَطَلاً وعُطولاً وتَعَطَّلَتْ إِذا لم يكن عليها حَلْيٌ ولم
تَلْبَس الزينة وخَلا جِيدُها من القَلائد وامرأَةٌ عاطِلٌ بغير هاء من نِسْوَةٍ
عَواطِلَ وعُطَّلٍ أَنشد القَناني ولو أَشْرَفَتْ من كُفَّةِ السِّتْرِ عاطِلاً
لَقُلْتَ غ
عَطِلَتِ
المرأَةُ تَعْطَل عَطَلاً وعُطولاً وتَعَطَّلَتْ إِذا لم يكن عليها حَلْيٌ ولم
تَلْبَس الزينة وخَلا جِيدُها من القَلائد وامرأَةٌ عاطِلٌ بغير هاء من نِسْوَةٍ
عَواطِلَ وعُطَّلٍ أَنشد القَناني ولو أَشْرَفَتْ من كُفَّةِ السِّتْرِ عاطِلاً
لَقُلْتَ غَزالٌ ما عَلَيْهِ خَضَاضُ وامرأَة عُطُلٌ من نسوة أَعطال قال الشّماخ
يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجِيد فإِذا كان ذلك عادتها فهي مِعْطالٌ وقال ابن
شميل المِعْطال من النساء الحَسْناء التي تُبالي أَن تَتَقَلَّد القِلادة لجمالها
وتمامها ومَعاطِلُ المرأَة مَواقِعُ حَلْيِها قال الأَخطل زانَتْ مَعاطِلَها
بالدُّرِّ والذَّهَب
( * قوله « زانت إلخ » صدره كما في التكملة من كل بيضاء مكسال برهرهة )
وامرأَة عَطْلاء لا حَلْيَ عليها وفي الحديث يا عَليُّ مُرْ نساءك لا يُصَلِّين
عُطُلاً العَطَل فِقْدان الحليِ وفي حديث عائشة كَرِهَت أَن تُصلي المرأَةُ
عُطُلاً ولو أَن تُعَلِّق في عُنُقها خيْطاً وجِيدٌ مِعْطالٌ لا حَليَ عليه وقيل
العاطِل من النساء التي ليس في عُنُقها حَليٌ وإِن كان في يديها ورجليها
والتَّعَطُّل ترك الحَلْي والأَعْطال من الخيل والإِبل التي لا قَلائد عليها ولا
أَرْسان لها واحدها عُطُلٌ قال الأَعشى ومَرْسُونُ خَيْلٍ وأَعْطالُها وناقةٌ
عُطُلٌ بلا سِمةٍ عن ثعلب والجمع كالجمع وقوله أَنشده ابن الأَعرابي في جلَّةٍ
منها عَداميسَ عُطُل
( * قوله « عداميس » كذا في الأصل والمحكم بالدال ولعله بالراء جمع عرمس كزبرج وهي
الناقة المكتنزة الصلبة )
يجوز أَن يكون جمع عاطِل كبازِل وبُزُل ويجوز أَن يكون العُطُل يقع على الواحد
والجمع وقَوْسٌ عُطُلٌ لا وَتر عليها وقد عَطَّلها ورجل عُطُلٌ لا سَلاح له وجمعه
أَعْطالٌ وكذلك الرَّعِيَّة
( * قوله « وكذلك الرعية إلخ » هي بقية عبارة الازهري الآتية ومحلها بعد قوله
والمواشي إذا اهملت بلا راع فقد عطلت ) إِذا لم يكن لها والٍ يَسوسُها فهم
مُعَطَّلون وقد عُطِّلوا أَي أُهْمِلوا وإِبلٌ مُعَطَّلة لا راعي لها والمُعَطَّل
المَواتُ من الأَرض وإِذا تُرِك الثَّغْر بلا حامٍ يَحْمِيه فقد عُطَّل والمواشي
إِذا أُهملت بلا راع فقد عُطِّلت والتعطيل التفريغ وعَطَّلَ الدارَ أَخلاها وكلُّ
ما تُرِك ضَيَاعاً مُعَطَّلٌ ومُعْطَل ومن الشاذ قراءة من قرأَ وبئرٍ مُعْطَلة
وبئرٌ مُعَطَّلةٌ لا يُسْتَقى منها ولا يُنْتَفَع بمائها وقيل بئر مُعَطَّلة
لبُيود أَهلها وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها في امرأَة تُوُفِّيت فقالت
عَطِّلوها أَي انزِعُوا حَلَيَها واجعلوها عاطلاً والعَطَلُ شَخْصُ الإِنسان وعمَّ
به بعضُهم جميعَ الأَشخاص والجمع أَعطال والعَطَلُ الشخص مثل الطَّلَل يقال ما
أَحسَنَ عطَله أَي شَطاطَه وتمامَه والعَطَلُ تمامُ الجسم وطوله وامرأَة حَسَنةُ
العَطَل إِذا كانت حسنة الجُرْدة أَي المُجَرَّد وامرأَة عَطِلةٌ ذات عَطَل أَي
حُسْن جسم وأَنشد أَبو عمرو وَرْهاء ذات عَطَلٍ وَسِيم وقد يُسْتَعمل العَطَلُ في
الخُلُوِّ من الشيء وإِن كان أَصله في الحَلي يقال عَطِلَ الرجلُ من المال والأَدب
فهو عُطْلٌ وعُطُلٌ مثل عُسْر وعُسُر وتعطيلُ الحُدود أَن لا تُقام على من
وَجَبَتْ عليه وعُطِّلت الغَلاّتُ والمَزارِعُ إِذا لم تُعْمَر ولم تُحْرَث وفلان
ذو عُطْلة إِذا لم تكن له ضَيْعة يُمارِسها ودَلوٌ عَطِلة إِذا انقَطَع وذَمُها
فتعطَّلت من الاستقاء بها وفي حديث عائشة ووَصَفَتْ أَباها رَأَب الثَّأَى
وأَوْذَم العَطِلة قال هي الدلو التي تُرِك العَمَل بها حيناً وعُطِّلَتْ
وتقَطَّعتْ أَوذامُها وعُراها تريد أَنه أَعاد سُيورَها وعَمِلَ عُراها وأَعادها
صالحةً للعَمَل وهو مَثَلٌ لِفعْله في الإِسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم أَي
أَنه ردَّ الأُمور إِلى نِظامها وقَوَّى أَمْرَ الإِسلام بعد ارتداد الناس وأَوْهى
أَمرَ الرِّدَّة حتى استقام له الناس وتعَطَّل الرجلُ إِذا بَقيَ لا عَمَل له
والاسم العُطْلة والعَطِلة من الإِبل الحسَنة العَطَل إِذا كانت تامَّة الجسم
والطول قال أَبو عبيد العَطِلات من الإِبل الحِسانُ فلم يَشتقَّه قال ابن سيده
وعندي أَن العَطِلات على هذا إِنما هو على النسب والعطِلة أَيضاً الناقة
الصَّفِيُّ أَنشد أَبو حنيفة لِلَبيد فلا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ منها إِلى
البَكْرِ المُقارِبِ والكَزُوم ولكنّا نُعِضُّ السَّيْفَ منها بأَسْؤُقِ عافياتِ
اللَّحْم كُوم والعَطَلُ العُنُق قال رؤبة أَوْقَصُ يُخْزي الأَقْرَبينَ عَطَلُه
وشاةٌ عَطِلة يُعْرَف في عُنُقها أَنها مِغْزار وامرأَة عَيْطَلٌ طويلة وقيل طويلة
العُنُق في حُسْن جسم وكذلك من النوق والخيل وقيل كلُّ ما طال عُنُقُه من البهائم
عَيْطَلٌ والعَيْطَل الناقة الطويلة في حُسْن مَنْظَر وسِمَن قال ابن كُلثوم
ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بِكْرٍ هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا وهذا
البيت أَورده الجوهري ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بَكْرٍ تَرَبَّعَتِ الأَماعِزَ
والمُتُونا وفي قصيد كعب شَدَّ النهارِ ذِراعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ قال ابن الأَثير
العَيْطَلُ الناقةُ الطويلة والياء زائدة وهَضْبةٌ عَيْطَلٌ طويلة والعَطَلُ
والعَيْطَلُ والعَطِيلُ شِمْراخٌ من طَلْع فُحَّال النخل يُؤَبَّر به قال الأَزهري
سمعته من أَهل الأَحساء وأَما قول الراجز باتَ يُبارِي شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا فهْيَ
تُسمَّى زَمْزَماً وعَيْطَلا وقدْ حدَوْناها بهَيْدٍ وَهَلا
( * قوله « بات يباري » كذا في الأصل ونسختي الصحاح هنا وسيأتي في ترجمة زمم باتت
تباري بضمير المؤنث )
فهما اسمان لناقة واحدة قال ابن بري الراجز هو غَيْلان بن حُرَيْث الربعي قال
وصوابه بهَيْدٍ وحَلا لأَن هَلا زَجْرٌ للخيل وحَلا زَجْرٌ للإِبل والراجز إِنما
وَصَف إِبلاً لا خيلاً وعَطالةُ اسم رجل وجَبل والمُعَطَّل من شعراء هُذَيْل قال
الأَزهري ورأَيت بالسَّودة من دِيارات بني سَعْدٍ جَبَلاً مُنِيفاً يقال له عَطالة
وهو الذي قال فيه القائل خَلِيليَّ قُوما في عَطالة فانْظُرا أَناراً تَرَى من ذي
أَبانَيْنِ أَم بَرْقا ؟ وفي ترجمة عضل اعْضَأَلَّتِ الشجرةُ كَثُرت أَغصانها
والْتَفَّتْ وأَنشد كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ تَرَأَّدَ في غُصونٍ
مُعْضَئِلَّة قال أَبو منصور الصواب مُعْطَئِلَّة بالطاء وهي الناعمة ومنه قيل شجر
عَيْطَلٌ أَي ناعم
معنى
في قاموس معاجم
: الفَتْحُ :
نقيض الإِغلاق فَتَحَه يَفْتَحه فَتْحاً و افْتَتَحه و فَتَّحَه فانْفَتَحَ و
تَفَتَّحَ . الجوهري : فُتِّحَتِ الأَبواب شدّد للكثرة فتَفَتَّحتْ هي وقوله تعالى
: { لا تُفَتَّح لهم أَبوابُ السماء } قرئت بالتخفيف والتشديد وبالياء والتاء أَي
لا
: الفَتْحُ :
نقيض الإِغلاق فَتَحَه يَفْتَحه فَتْحاً و افْتَتَحه و فَتَّحَه فانْفَتَحَ و
تَفَتَّحَ . الجوهري : فُتِّحَتِ الأَبواب شدّد للكثرة فتَفَتَّحتْ هي وقوله تعالى
: { لا تُفَتَّح لهم أَبوابُ السماء } قرئت بالتخفيف والتشديد وبالياء والتاء أَي
لا تَصْعَدُ أَرواحُهم ولا أَعمالهم لأَن أَعمال المؤمنين وأَرواحهم تصعد إِلى
السماء قال الله تعالى : { إِن كتاب الأَبرار لفي عِلِّيِّيين } وقال جلَّ ثناؤه :
{ إِليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ } وقال بعضهم : أَبواب السماء أَبواب الجنة
لأَن الجنة في السماء والدليل على ذلك قوله تعالى : { ولا يدخلون الجنة } فكأَنه
قال : لا تُفتح لهم أَبواب الجنة . وقوله تعالى : { مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ }
قال أَبو علي مرة : معناه مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ منها وقال مرة : إِنما هو
مرفوع على البدل من الضمير الذي في مفتحة . وقال : العرب تقول فُتِّحَتِ الجِنانُ
تريد فُتِّحَتْ أَبوابُ الجنان قال تعالى : { و فُتِّحَت السماءُ فكانت أَبواباً }
وا أَعلم . وقوله تعالى : { ما يَفْتَحِ اللَّهُ للناسِ من رحمة فلا مُمْسِكَ لها
وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ له من بَعْده } قال الزجاج : معناه ما يأْتيهم به الله
من مطر أَو رزق فلا يقدر أَحد أَن يمسكه وما يمسك من ذلك فلا يقدر أَحد أَن يرسله
. و المِفْتَحُ بكسر الميم و المِفْتاحُ : مِفْتاحُ الباب وكل ما فُتِحَ به الشيء
قال الجوهري : وكل مُسْتَغْلَق قال سيبويه : هذا الضرب مما يعتمل مكسور الأَول
كانت فيه الهاء أَو لم تكن والجمع مَفاتِيحُ و مَفاتح أَيضاً قال الأَخْفش : هو مثل
قولهم أَماني وأَمانيّ يخفّف ويشدَّد وقوله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها
إِلا هو } قال الزجاج : جاء في التفسير أَنه عنى قوله عز وجل : { إِن الله عنده
علم الساعة وينزِّل الغيثَ ويَعْلَمُ ما في الأَرْحام وما تدري نفسٌ ماذا تَكْسِبُ
غداً وما تدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرض تموت } قال : فمن ادَّعى أَنه يعلم شيئاً من
هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأَنه قد خالفه وفي الحديث : أُوتِيتُ مَفاتيح الكَلِم
وفي رواية : مَفاتِحَ هما جمع مِفْتاح و مِفْتَح وهما في الأَصل مما يتوصل به إِلى
استخراج المُغْلَقات التي يتعذر الوصول إِليها فأَخبر أَنه أُوتي مفاتيح الكلام
وهو ما يسَّر الله له من البلاغة والفصاحة والوصول إِلى غوامض المعاني وبدائع
الحكم ومحاسن العبارات والأَلفاظ التي أُغلقت على غيره وتعذرت عليه ومن كان في يده
مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إِليه . وبابٌ فُتُحٌ أَي واسِع مُفَتَّحٌ وفي
حديث أَبي الدرداء : ومن يأْت باباً مُغْلَقاً يَجِدْ إِلى جنبه باباً فُتُحاً أَي
واسعاً ولم يُرِد المفتوحَ وأَراد بالباب الفُتُح : الطَّلَب إِلى الله والمسأَلة
. وقارورةٌ فُتُحٌ : واسعة الرأْس بلا صِمامٍ ولا غِلاف لأَنها تكون حينئذ مفتوحة وهو
فُعُلٌ بمعنى مَفْعول . و الفَتْحُ : الماء المُفَتَّحُ إِلى الأَرض ليُسْقَى به .
و الفَتْحُ : الماء الجاري على وجه الأَرض عن أَبي حنيفة . الأَزهري : و الفَتْحُ
النهر . وجاء في الحديث : ما سُقِيَ فَتْحاً وما سُقِي بالفَتْحِ ففيه العُشْر
المعنى ما فتحَ إِليه ماءُ النهر فَتْحاً من الزروع والنخيل ففيه العشر . و
الفَتْحُ : الماء يجري من عين أَو غيرها . و المَفْتَحُ و المِفْتَح : قَناةُ
الماء . وكلُّ ما انكشف عن شيء فقد انفتح عنه و تَفتَّح . و تَفَتُّحُ الأَكمة عن
النَّوْر : تَشَقُّقُها . و الفَتْحُ : افتتاح دار الحرب وجمعه فُتُوحٌ . و
الفَتْحُ : النصر . وفي حديث الحديبية : أَهو فَتْحٌ أَي نصر . و اسْتَفْتَحْتُ
الشيءَ و افْتَتَحْتُه و الاستفتاح : الاستنصار . وفي الحديث : أَنه كان
يَسْتَفْتِحُ بصعاليك المهاجرين أَي يستنصر بهم ومنه قوله تعالى : { إِن
تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ } . و اسْتَفْتَحَ الفَتْحَ : سأَله . وقال
الفراء : قال أَبو جهل يوم بدر : اللهم انْصُر أَفضلَ الدينين وأَحَقَّه بالنصر
فقال الله عز وجل : { إِن تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ } قال أَبو إِسحق :
معناه إِن تستنصروا فقد جاءكم النصر قال : ويجوز أَن يكون معناه : إِن
تَسْتَقْضُوا فقد جاءكم القَضاءُ وقد جاء التفسير بالمعنيين جميعاً . وروي أَن
أَبا جهل قال يومئذ : اللهم أَقْطَعُنا للرحم وأَفْسَدُنا للجماعة فأَحِنْه اليومَ
فسأَل الله أَن يَحْكُمَ بحَيْنِ من كان كذلك فنصر النبي وناله هو الحَيْنُ
وأَصحابُه وقال الله عز وجل : { إِن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } أَراد أَن تستقضوا
فقد جاءكم القضاء وقيل إِنه قال : اللهم انْصُرْ أَحَبَّ الفِئَتَينِ إِليك فهذا
يدل أَن معناه إِن تستنصروا وكلا القولين جَيِّدٌ . وقوله تعالى : { إِنا فتحنا لك
فتحاً مبيناً } قال الزجاج : جاء في التفسير قضينا لك قضاءً مبيناً أَي حكمنا لك
بإِظهار دين الإِسلام وبالنصر على عدوِّكَ قال الأَزهري : قال قتادة : أَي قضينا
لك قضاءً فيما اختار الله لك من مُهادَنةِ أَهل مكة وموادعتهم عام الحديبية ابن
سيده قال : وأَكثر ما جاء في التفسير أَنه فَتْحُ الحُدَيْبية وكانت فيه آية عظيمة
من آيات النبي وكان هذا الفتح عن غير قتال شديد وقيل : إِنه كان عن تراض بين القوم
وكانت هذه البئر اسْتُقِيَ جميعُ ما فيها من الماء حتى نَزَحَتْ ولم يبق فيها ماء
فتمضمض رسول الله ثم مَجَّه فيها فَدَرَّتِ البئرُ بالماء حتى شرب جميع من كان معه
. وقوله تعالى : { إِذا جاء نصر الله و الفتح } قيل عنى فتح مكَّة وجاء في التفسير
أَنه نُعِيَتْ إِلى النبي نَفْسُه في هذه السورة فَأُعْلِمَ أَنه إِذا جاء فتح
مكّة ودخل الناس في الإِسلام أَفواجاً فقد قرب أَجله فكان يقول : إِنه قد نُعِيَتْ
إِليَّ نفسي في هذه السورة فأَمر الله أَن يكثر التسبيح والاستغفار . الأَزهري :
وقول الله تعالى : { ويقولون متَى هذا الفَتْحُ إِن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا
يَنْفَعُ الذين كفروا إِيمانُهم ولا هم يُنْظَرونَ } قال مجاهد : يوم الفتح ههنا
يوم القيامة وكذلك قال قتادة والكلبي وقال قتادة : كان أَصحاب رسول ا يقولون : إِن
لنا يوماً أَوْشَكَ أَن نستريح فيه ونَنْعَمَ فقال الكفار : متى هذا الفتح إِن
كنتم صادقين وقال الفراء : يوم الفتح عنى به فتح مكَّة قال الأَزهري : والتفسير
جاء بخلاف ما قال وقد نَفَعَ الكفَّارَ من أَهل مكّة إِيمانُهم يوم الفتح وقال
الزجاج : جاء أَيضاً في قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الفتح } متى هذا الحكم
والقضاء فأَعلم الله أَن يوم ذلك الفتح لا ينفع الذين كفروا إِيمانهم أَي ما داموا
في الدنيا فالتوبة مُعَرَّضة ولا توبة في الآخرة . وقوله تعالى : { ففتحنا أَبواب
السماء } أَي فأَجَبْنا الدعاء . و اسْتَفْتَحَ اللَّهَ على فلانٍ : سأَله النصر
عليه ونحو ذلك . و الفَتَاحَةُ : النُّصْرَةُ . الجوهري : الفُتاحة بالضم الحُكْمُ
. و الفُتاحةُ و الفِتاحةُ : أَن تحكم بين خصمين وقيل : الفُتاحة الحكومة قال
الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ : أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رسولاً فإِني عن فُتاحَتِكم
غَنِيُّ الأَزهري : الفَتْحُ أَن تحكم بين قوم يختصمون إِليك كما قال سبحانه
مخبراً عن شعيب : { ربنا افْتَحْ بيننا وبين قومنا بالحق وأَنت خير الفاتحين } .
الأَزهري : و الفُتاح الحكومة . ويقال للقاضي : الفَتَّاحُ لأَنه يَفْتُحُ مواضع
الحق وقوله تعالى : { ربنا افْتَحْ بيننا } أَي اقْض بيننا . وفي حديث الصلاة : لا
يُفْتَحُ على الإِمام أَراد إِذا أُرتِجَ عليه في القراءة وهو في الصلاة لا
يَفْتَح له المأْموم ما أُرْتِجَ عليه أَي لا يُلَقِّنُه يقال : أَراد بالإِمام
السلطان وبالفتْحِ الحكم أَي إِذا حكم بشيء فلا يُحْكَمُ بخلافه و الفتَّاحُ :
الحاكِمُ الأَزهري : الفَتَّاح في صفة الله تعالى الحاكم قال : وأَهل اليمن يقولون
للقاضي الفَتَّاحُ ويقول أَحدهم لصاحبه : تعال حتى أُفاتحكَ إِلى الفَتَّاح ويقول
: افْتَحْ بيننا أَي احكم وفي التنزيل : { وهو الفَتَّاحُ العليم } . و فاتَحه
مُفاتحة و فِتاحاً : حاكمه . وفي حديث ابن عباس : ما كنت أَدري ما قوله عز وجل : {
ربنا افتح بيينا وبين قومنا } حتى سمعت بنتَ ذِي يَزَنَ تقول لزوجها : تعالَ
أُفاتِحْكَ أَي أُحاكمكَ ومنه : لا تُفاتِحوا أَهل القَدَر أَي لا تحاكموهم وقيل :
لا تَبْدَؤُوهُمْ بالمجادلة والمناظرة . وفي أَسماء الله تعالى الحسنى :
الفَتَّاحُ قال ابن الأَثير : هو الذي يفتح أَبواب الرزق والرحمة لعباده وقيل :
معناه الحاكم بينهم يقال : فَتَحَ الحاكم بين الخصمين إِذا فصل بينهما . و الفاتحُ
: الحاكم . و الفَتَّاحُ من أَبنية المبالغة . و تَفَتَّحَ بما عنده من مال أَو
أَدب : تطاول به وهي الفُتْحة تقول : ما هذه الفُتْحَةُ التي أَظهرتها و
تَفَتَّحْتَ بها علينا قال ابن دريد : ولا أَحسبه عربيّاً . و فاتَحَ الرجلَ :
ساوَمَه ولم يعطه شيئاً فإِن أَعطاه قيل : فاتَكه حكاه ابن الأَعرابي . الأَزهري
عن ابن بُزُرْجٍ : الفَتْحَى الريح وأَنشد : أَكُلُّهُمُ لا بارك اللَّهُ فيهمُ
إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَى من البَيْعِ عاجِبُ فَتْحَى على فَعْلَى . و فاتحة الشيء :
أَوَّله . و افتتاح الصلاة : التكبيرة الأُولى . و فَواتِحُ القرآن : أَوائل السور
الواحدة فاتحة . وأُم الكتاب يقال لها : فاتحة القرآن . و الفتح : أَن تفتح على من
يستقرئك . و المَفْتَحُ : الخِزانة الأَزهري : وكلُّ خزانة كانت لِصِنْفٍ من
الأَشياء فهي مَفْتَحٌ و المَفْتَحُ : الكَنز وقوله تعالى : { ما إِنَّ مَفاتِحَه
لتَنُوءُ بالعُصْبة أُولي القوّة } قيل : هي الكنوز والخزائن قال الزجاج : روي أَن
مفاتحه خزائنه . الأَزهري : والمعنى ما إِن مفاتحه لتُنِيءُ العُصْبَةَ أَي
تُميلهم من ثِقَلها . وروي عن أَبي صالح : ما إِن مفاتحه لتَنُوءُ بالعُصْبة قال ما
في الخزائن من مال تَنُوءُ به العُصْبةُ الأَزهري : والأَشبه في التفسير أَن
مفاتحه خزائن ماله والله أَعلم بما أَراد . وقال : قال الليث : جمع المِفْتاح الذي
يُفتح به المِغْلاقُ مَفاتِيحُ وجمع المَفْتَح الخِزانةِ المَفاتِحُ وجاء في
التفسير أَيضاً أَن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإِصبع وكانت تحمل على سبعين
بغلاً أَو ستّين قال : وهذا ليس بقوي . وروى الأَزهري عن أَبي رَزين قال : مفاتحه
خزائنه إِن كان لكافياً مِفْتاحٌ واحد خَزائنَ الكوفة إِنما مفاتحه المال وفي
الحديث : أُوتيت مفاتيح خَزائِن الأَرض أَراد ما سَهَّل الله له ولأُمَّته من
افتتاح البلاد المتعذرات واستخراج الكنوز الممتنعات . و الفَتُوحُ من الإِبل :
الناقة الواسعة الأَحاليل وقد فَتَحَت و أَفْتَحَتْ بمعنىً . والنَّزُور : مثل
الفَتُوح . وفي حديث أَبي ذرّ : قَدْر حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ أَي واسعة الأَحاليل . و
الفَتْحُ : أَوَّل مطر الوَسْمِيِّ وقيل : أَول المطر وجمعه فَتُوحٌ بفتح الفاء
قال : كأَنَّ تحتي مُخْلِفاً قَرُوحا رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحا ويروى
جَمِيمَ العَهْدِ وهو الفَتْحةُ أَيضاً . و الفَتْحُ : الماءُ الجاري في الأَنهار
. وناقةٌ مَفاتِيحٌ وأَيْنُقٌ مَفاتِيحاتٌ : سِمَانٌ حكاها السيرافي . و الفَتْحُ
: مُرَكَّبُ النَّصلِ في السَّهْمِ وجمعه فُتُوح . و الفتحُ : جَنَى النَّبْعِ وهو
كأَنه الحَبَّةُ الخضراء إِلا أَنه أَحمر حُلو مُدَحْرَجٌ يأْكله الناس . الأَزهري
: فاتَحَ الرجلُ امرأَته إِذا جامعها . و تَفَاتَحَ الرجلان إِذا تَفَاتَحَا
كلاماً بينهما وتَخافَتا دون الناس . و الفُتْحَة : الفُرْجةُ في الشيء . و
الفُتَاحَةُ : طُوَيْرَة مُمَشَّقة بحمرة . و الفَتَّاح : طائر أَسود يكثر تحريك
ذنبه أَبيض أَصل الذنب من تحته ومنها أَحمر والجمع فَتاتيحُ ولا يجمع بالأَلف
والتاء
معنى
في قاموس معاجم
الليث الفُوهُ
أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ قال أَبو منصور ومما يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ
وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ وامرأَة
فَيِّهةٌ ورجل أَفْوَهُ عظيمُ الفَم طويلُ الاسنان ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت
أَس
الليث الفُوهُ
أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ قال أَبو منصور ومما يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ
وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ وامرأَة
فَيِّهةٌ ورجل أَفْوَهُ عظيمُ الفَم طويلُ الاسنان ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت
أَسنانها التي يَجْري الرِّشاءُ فيها ابن سيده الفاهُ والفُوهُ والفِيهُ والفَمُ
سواءٌ والجمعُ أَفواهٌ وقوله عزَّ وجل ذلك قولُهم بأَفْواهِهم وكلُّ قولٍ إنما هو
بالفم إنما المعنى ليس فيه بيانٌ ولا بُرْهانٌ إنما هو قولٌ بالفمِ ولا معنى
صحيحاً تَحْتَه لأَنهم معترفون بأَنّ اللهَ لم يتَّخِذْ صاحبةً فكيف يَزْعُمون
أَنَّ له ولداً ؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَيِّنٌ وأَما كونه جمع فِيهٍ فَمِنْ باب
ريحٍ وأَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ أَفْياهاً وأَما كونُه جمعَ فاهٍ فإن الاشتقاق يؤْذن
أَن فاهاً من الواو لقولهم مُفَوَّةٌ وأَما كونه جمع فِمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ
فَوَهٌ فحُذِفت الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فيمن قال عامَلْتُ مُسانَهةً وكما
حُذِفت من شاةٍ ومن شَفَةٍ ومن عِضَةٍ ومن اسْتٍ وبقيت الواو طرفاً متحركة فوجب
إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقي فاً ولا يكون الاسم على حرفين أَحدُهما
التنوينُ فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لها وهو الميمُ لأَنهما
شَفَهِيَّتان وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ يُضارِعُ امتدادَ الواوِ قال أَبو
الهيثم العربُ تستثقل وُقوفاً على الهاءِ والحاءِ والواوِ والياءِ إذا سَكَنَ ما
قبلَها فتَحْذِفُ هذه الحروفَ وتُبْقي الاسمَ على حرفين كما حذفوا الواوَ من أَبٍ
وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ والياءَ من يَدٍ ودَمٍ والحاءَ من حِرٍ والهاءَ من فُوهٍ وشَفةٍ
وشاةٍ فلما حذفوا الهاءَ من فُوهٍ بقيت الواو ساكنة فاستثقلوا وقوفاً عليها
فحذفوها فبقي الاسم فاءً وحدها فوصلوها بميم ليصيرَ حرفين حرفٌ يُبْتَدأُ به
فيُحرَّك وحرفٌ يُسْكَت عليه فيُسَكِّن وإنما خَصُّوا الميم بالزيادة لِمَا كان في
مَسْكَنٍ والميمُ من حروف الشَّفَتين تنطبقان بها وأَما ما حكي من قولهم أَفْمامٌ
فليس بجمع فَمٍ إنما هو من باب مَلامِحَ ومَحاسِنَ ويدل على أَن فَماً مفتوحُ الفاء
وُجُودك إياها مفتوحةً في هذا اللفظ وأَما ما حكى فيها أَبو زيد وغيرهُ من كسْرِ
الفاء وضمِّها فضرْبٌ من التغيير لَحِقَ الكلمةَ لإعْلالِها بحذف لامِها وإبدال
عيْنِها وأَما قول الراجز يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ حتى يَعودَ
المُلْك في أُسْطُمِّهِ يُرْوَى بضم الفاء من فُمِّه وفتحِها قال ابن سيده القول
في تشديد الميم عندي أَنه ليس بلغة في هذه الكلمة أَلا ترى أَنك لا تجد لهذه
المُشدِّدةِ الميمِ تصَرُّفاً إنما التصرُّفُ كله على ف و ه ؟ من ذلك قولُ الله
تعالى يقولون بأَفْواهِهم ما ليْسَ في قُلوبِهم وقال الشاعر فلا لَغْوٌ ولا
تأْثِيمَ فيها وما فاهُوا به أَبداً مُقِيمُ وقالوا رجلٌ مُفَوَّه إذا أَجادَ
القولَ ومنه الأفْوَهُ للواسعِ الفمِ ولم نسْمَعْهم قالوا أَفْمام ولا تفَمَّمت
ولا رجل أَفَمّ ولا شيئاً من هذا النحو لم نذكره فدل اجتماعهم على تصَرُّفِ الكلمة
بالفاء والواو والهاء على أَن التشديد في فَمٍّ لا أَصل له في نفس المثال إنما هو
عارضٌ لَحِقَ الكلمة فإن قال قائل فإذا ثبت بما ذَكَرْتَه أَن التشديد في فَمٍّ
عارض ليس من نفس الكلمة فمِنْ أَيْنَ أَتَى هذا التشديد وكيف وجهُ دخولهِ إياها ؟
فالجواب أَن أَصل ذلك أَنهم ثَقَّلوا الميمَ في الوقف فقالوا فَمّ كما يقولون هذا
خالِدّ وهو يَجْعَلّ ثم إنهم أَجْرَوُا الوصل مُجْرَى الوقف فقالوا هذا فَمٌّ
ورأَيت فَمّاً كما أَجْرَوُا الوصلَ مُجْرَى الوقف فيما حكاه سيبويه عنهم من قولهم
ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقولهم أَيضاً ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو
عَيْهَلِّ كأَنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ مَوْقِعُ كَفِّيْ راهِبٍ يُصَلِّي يريد
العَيْهَلَ والكَلْكَلَ قال ابن جني فهذا حكم تشديد الميم عندي وهو أَقوى من أَن
تَجْعَل الكلمةَ من ذوات التضعيف بمنزلة همٍّ وحمٍّ قال فإن قلت فإذا كان أَصلُ
فَمٍ عندك فَوَه فما تقول في قول الفرزدق هما نَفَثا في فيَّ مِنْْ فَمَوَيْهِما
على النّابِحِ العاوِي أَشدَّ رِجام وإذا كانت الميم بدلاً من الواو التي هي
عَيْنٌ فكيف جاز له الجمع بينهما ؟ فالجواب أَن أَبا عليٍّ حكى لنا عن أَبي بكر
وأَبي إسحق أَنهما ذهبا إلى أَن الشاعر جمعَ بين العِوَض والمُعَوَّض عنه لأَن
الكلمة مَجْهورة منقوصة وأَجاز أَبو علي فيها وجهاً آخرَ وهوأَن تكون الواوُ في
فمَوَيْهِما لاماً في موضع الهاء من أَفْواه وتكون الكلمة تَعْتَفِبُ عليها لامانِ
هاءٌ مرة وواوٌ أُخرى فجرى هذا مَجْرى سَنةٍ وعِضَةٍ أَلا ترى أَنهما في قول
سيبويه سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُساناة وعِضَوات واوانِ ؟ وتَجِدُهما في قول من قال
ليست بسَنْهاء وبعير عاضِهٌ هاءين وإذا ثبت بما قدَّمناه أَن عين فَمٍ في الأصل
واوٌ فينبغي أََن تقْضِيَ بسكونها لأَن السكون هو الأَصل حتى تَقومَ الدلالةُ على
الحركةِ الزائدة فإن قلت فهلاَّ قضَيْتَ بحركة العين لِجَمْعِك إياه على أَفْواهٍ
لأَن أَفْعالاً إنما هو في الأَمر العامّ جمعُ فَعَلٍ نحو بَطَلٍ وأَبْطالٍ
وقَدَمٍ وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ ؟ فالجواب أَن فَعْلاً مما عينُه واوٌ بابُه
أَيضاً أَفْعال وذلك سَوْطٌ وأَسْواطٌ وحَوْض وأَحْواض وطَوْق وأَطْواق ففَوْهٌ
لأن عينَه واوٌ أَشْبَهُ بهذا منه بقَدَمٍ ورَسَنٍ قال الجوهري والفُوه أَصلُ
قولِنا فَم لأَن الجمع أَفْواهٌ إلا أَنهم استثقلوا اجتماعَ الهاءين في قولك هذا
فُوهُه بالإضافة فحذفوا منه الهاء فقالوا هذا فُوه وفُو زيدٍ ورأَيت فا زيدٍ وإذا
أَضَفْتَ إلى نفسك قلت هذا فِيَّ يستوي فيه حالُ الرفع والنصبِ والخفضِ لأَن
الواوَ تُقُلَبُ ياءً فتُذْغَم وهذا إنما يقال في الإضافة وربما قالوا ذلك في غير
الإضافة وهو قليل قال العجاج خالَطَ مِنْ سَلْمَى خياشِيمَ وفا صَهْباءَ خُرْطوماً
عُقاراً قَرْقَفَا وصَفَ عُذوبةَ ريقِها يقول كأَنها عُقارٌ خالَط خَياشِيمَها
وفاها فكَفَّ عن المضاف إليه قال ابن سيده وأَما قول الشاعر أَنشده الفراء يا
حَبَّذَا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما قال الفراء أَراد والفَمَانِ يعني الفمَ
والأَنْفَ فثَنَّاهُما بلفظ الفمِ للمُجاوَرةِ وأَجاز أَيضاً أَن يَنْصِبَه على
أَنه مفعول معَه كأَنه قال مع الفم قال ابن جني وقد يجوز أَن يُنصَب بفعل مضمر
كأَنه قال وأُحِبُّ الفمَ ويجوز أَن يكون الفمُ في موضع رفع إلا أَنه اسم مقصورٌ
بمنزلة عَصاً وقد ذكرنا من ذلك شيئاً في ترجمة فمم وقالوا فُوك وفُو زيدٍ في حدِّ
الإضافة وذلك في حد الرفع وفا زيدٍ وفي زيدِ في حدِّ النصب والجر لأَن التنوين قد
أُمِنَ ههنا بلزوم الإضافة وصارت كأَنها من تمامه وأَما قول العجاج خالطَ مِنْ
سَلْمَى خَياشِيمَ وفا فإنه جاءَ به على لغة من لم ينون فقد أُمِنَ حذْف الأَلف
لالتقاء الساكنين كما أُمِنع في شاةٍ وذا مالٍ قال سيبويه وقالوا كلَّمْتُه فاهُ
إلى فِيَّ وهي من الأسماء الموضوعة مَوْضِعَ المصادر ولا ينفردُ مما بعده ولو قلتَ
كلَّمتُه فاهُ لم يَجُزْ لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك منه وأَنك كلَّمْتَه ولا أَحَدَ
بينك وبينَه وإن شئت رفعت أَي وهذه حالُه قال الجوهري وقولهم كلَّمتُه فاه إلى
فِيَّ أَي مُشافِهاً ونصْبُ فاهٍ على الحال وإذا أَفْرَدُوا لم يحتمل الواوُ
التنوين فحذفوها وعوَّضوا من الهاءِ ميماً قالوا هذا فمٌ وفَمَانِ وفَمَوان قال
ولو كان الميمُ عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا قال ابن بري الميمُ في فَمٍ بدلٌ من
الواو وليست عِوَضاً من الهاءِ كما ذكره الجوهري قال وقد جاء في الشعر فَماً مقصور
مثل عصاً قال وعلى ذلك جاء تثنيةُ فَمَوانِ وأَنشد يا حَبَّذا وَجْهُ سُلَيْمى
والفَما والجِيدُ والنَّحْرُ وثَدْيٌ قد نَما وفي حديث ابن مسعود أَقْرَأَنِيها
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاهُ إلى فِيَّ أَي مُشافَهةً وتَلْقِيناً وهو نصبٌ
على الحال بتقدير المشتق ويقال فيه كلَّمني فُوهُ إلى فِيَّ بالرفع والجملة في
موضع الحال قال ومن أَمثالهم في باب الدعاء على الرجُل العرب تقول فاهَا لِفِيك
تريد فا الداهية وهي من الأَسماء التي أُجْرِيت مُجْرَى المصدر المدعوّ بها على
إضمار الفعل غير المستعمل إظهارهُ قال سيبويه فاهَا لِفِيك غير منون إنما يريد فا
الداهيةِ وصار بدلاً من اللفظ بقول دَهاكَ اللهُ قال ويَدُلُّك على أَنه يُريدُ
الداهيةَ قوله وداهِية مِنْ دَواهي المَنو نِ يَرْهَبُها الناسُ لا فا لها فجعل
للداهية فماً وكأَنه بدلٌ من قولهم دَهاكَ الله وقيل معناه الخَيْبة لَكَ وأَصله
أَنه يريدُ جَعَل اللهُ بفِيك الأَرضَ كما يقال بفيك الحجرُ وبفيك الأَثْلبُ وقال
رجل من بَلْهُجَيْم فقلتُ له فاهَا بفِيكَ فإنها قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أَنتَ
حاذِرهُ يعني يَقْرِيك من القِرَى وأَورده الجوهري فإنه قلوصُ امرئ قال ابن بري
وصواب إنشاده فإنها والبيت لأَبي سِدْرة الأَسَديّ ويقال الهُجَيْميّ وحكي عن شمر
قال سمعت ابن الأَعرابي يقول فاهاً بفِيك منوَّناً أَي أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ
قال وقال بعضهم فاهَا لفِيكَ غير مُنوَّن دُعاء عليه بكسر الفَمِ أَي كَسَر الله
فَمَك قال وقال سيبويه فاهَا لفِيكَ غيرُ منوَّن إنما يريد فا الداهيةِ وصار
الضميرُ بدلاً من اللفظ بالفعل وأُضْمِرَ كما أُضمر للتُّرب والجَنْدَل وصار بدلاً
من اللفظ بقوله دَهاكَ الله وقال آخر لئِنْ مالكٌ أَمْسَى ذليلاً لَطالَما سَعَى
للَّتي لا فا لها غير آئِبِ أَراد لا فَمَ لها ولا وَجْه أَي للداهية وقال الآخر
ولا أَقولُ لِذِي قُرْبَى وآصِرةٍ فاها لِفِيكَ على حالٍ من العَطَبِ ويقال للرجل
الصغير الفمِ فُو جُرَذٍ وفُو دَبَى يُلَقَّب به الرجل ويقال للمُنْتِن ريحِ الفمِ
فُو فَرَسٍ حَمِرٍ ويقال لو وَجَدتُ إليه فَا كَرِشٍ أَي لو وجدت إليه سبيلاً ابن
سيده وحكى ابن الأَعرابي في تثنية الفمِ فَمَانِ وفَمَيانِ وفَموانِ فأَما فَمانِ
فعلى اللفظ وأَما فَمَيانِ وفَمَوانِ فنادر قال وأَما سيبويه فقال في قول الفرزدق
هُما نَفَثا في فِيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما إنه على الضرورة والفَوَهُ بالتحريك
سَعَةُ الفمِ وعِظَمُه والفَوَهُ أَيضاً خُروجُ الأَسنانِ من الشَّفَتينِ وطولُها
فَوِهَ يَفْوَهُ فَوَهاً فهو أَفْوَهُ والأُنثى فَوْهاء بيِّنا الفَوَهِ وكذلك هو
في الخَيْل ورجل أَفْوَهُ واسعُ الفمِ قال الراجز يصف الأَسد أَشْدَق يَفْتَرُّ
افْتِرارَ الأَفْوَهَِ وفرس فَوْهاءِ شَوْهاء واسعة الفم في رأْسها طُولٌ
والفَوَهُ في بعض الصفات خروجُ الثَّنايا العُلْيا وطولُها قال ابن بري طول
الثنايا العليا يقال له الرَّوَقُ فأَما الفَوَهُ فهو طول الأَسنانِ كلِّها
ومَحالةٌ فَوْهاء طالت أَسنانُها التي يَجْري الرِّشاءُ بينها ويقال لمحالة
السانِيةِ إذا طالت أَسْنانُها إنها لَفَوْهاءُ بيِّنة الفَوَهِ قال الراجز
كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم وبئر فَوْهاء واسَعةُ الفمِ وطَعْنةٌ فَوْهاءُ
واسعةٌ وفاهَ بالكلام يَفُوهُ نَطَقَ ولَفَظَ به وأَنشد لأُمَيَّةَ وما فاهُوا به
لَهُمُ مُقيمُ قال ابن سيده وهذه الكلمة يائيَّة وواويَّة أَبو زيد فاهَ الرجل
يَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً وقالوا هو فاهٌ بجُوعِه إذا أَظْهَرَه وباحَ به
والأَصل فائِهٌ بجُوعِه فقيل فاهٌ كما قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ ابن بري وقال
الفراء رجل فاوُوهةٌ يَبُوح بكلِّ ما في نفسه وفاهٌ وفاهٍ ورجل مُفَوَّهٌ قادرٌ
على المَنْطِق والكلام وكذلك فَيِّهٌ ورجلٌ فَيِّهٌ جَيِّدُ الكلامِ وفَوهَه اللهُ
جعَلَه أَفْوََِهَ وفاهَ بالكلام يَفُوه لَفَظَ به ويقال ما فُهْتُ بكلمةٍ وما
تَفَوَّهْتُ بمعنى أَي ما فتَحْتُ فمِي بكلمة والمُفَوَّهُ المِنْطِيقُ ورجل
مُفَوَّهُ بها وإِنه لذُو فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان وفاهاهُ
إذا ناطَقَه وفاخَرَه وهافاهُ إذا مايَلَه إلى هَواه والفَيِّهُ أَيضاً الجيِّدُ
الأَكلِ وقيل الشديدُ الأَكلِ من الناس وغيرهم فَيْعِل والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ
الأَكل والفَيِّهُ المُفَوَّهُ المِنْطِيقُ أَيضاً ابن الأَعرابي رجل فَيِّهٌ
ومُفَوَّهٌ إذا كان حسَنَ الكلامِ بليغاً في كلامه وفي حديث الأَحْنَفِ خَشِيت أَن
يكون مُفَوَّهاً أَي بليغاً مِنْطِيقاً كأنه مأْخوذ من الفَوَهِ وهو سَعةُ الفمِ
ورجل فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ في الطعام إذا كان أَكُولاً الجوهري الفَيِّهُ الأَكولُ
والأَصْلُ فَيْوِهٌ فأُدْغم وهو المِنْطيقُ أَيضاً والمرأَةُ فَيِّهةٌ واستَفاهَ
الرجلُ اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً الأَخيرة عن اللحياني فهو مُسْتَفِيهٌ اشتَدَّ
أَكْلُه بعد قِلَّة وقيل اسْتَفاهَ في الطعام أَكثَرَ منه عن ابن الأَعرابي ولم
يخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا قال أَبو زبيد يصف شِبْلَيْن ثم اسْتَفاها فلمْ
تَقْطَعْ رَضاعَهما عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ ولا قَدْعُ اسْتَفاها اشتَدَّ
أَكْلِهما والتَّصَبُّبُ اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بعد الفِطامِ والتَّحلُّم
مثلُه والقَدْعُ أَن تُدْفَعَ عن الأَمر تُريدُه يقال قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً
وقد اسْتَفاهَ في الأَكل وهو مُسْتَفِيهٌ وقد تكون الاسْتِفاهةُ في الشَّرابِ
والمُفَوَّهُ النَّهِمُ الذي لا يَشْبَع ورجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أَي شديدُ
الأَكلِ وشَدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتفَوَّهْتَ وفُهْتَ أَي شَدَّ ما
أَكَلْتَ وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيهٌ في الكلام أَيضاً وقد اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً
في الأَكل وذلك إذا كنت قليلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ ويقال ما
أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعيرِك في هذا الكَلإ يريدون أَكْلَه وكذلك فُوّهة فرَسِك
ودابَّتِك ومن هذا قولهم أَفْواهُها مَجاسُّها المعنى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُلك
على سِمَنِها فتُغْنيك عن جَسِّها والعرب تقول سَقَى فلانٌ إِبلَه على أَفْواهِها
إذا لم يكن جَبَي لها الماءَ في الحوض قبل ورُودِها وإِنما نزَعَ عليها الماءَ حين
وَرَدَتْ وهذا كما يقال سَقَى إبلَه قَبَلاً ويقال أَيضاً جَرَّ فلانٌ إبلَه على
أَفْواهِها إذا تركها تَرْعَى وتسِير قاله الأَصمعي وأَنشد أَطْلَقَها نِضْوَ
بُلَيٍّ طِلْحِ جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ
( * قوله « على أفواهها والسجح » هكذا في الأصل والتهذيب هنا وتقدم إنشاده في مادة
جرر أفواههن السجح )
بُلَيّ تصغير بِلُوٍ وهو البعير الذي بَلاه السفر وأَراد بالسُّجْحِ الخراطيمَ
الطِّوال ومن دُعائِهم كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَيْه وفَمِه ومنه قول الهذلي
أَصَخْرَ بنَ عبدِ الله مَنْ يَغْوِ سادِراً يَقُلْ غَيْرَ شَكٍّ لليَدْينِ
وللفَمِ وفُوَّهةُ السِّكَّةِ والطَّريقِ والوادي والنهرِ فَمُه والجمع فُوَّهاتٌ
وفَوائِهُ وفُوهةُ الطريقِ كفُوَّهَتِه عن ابن الأَعرابي والزَمْ فُوهةَ الطريقِ
وفُوَّهَتَهوفَمَه ويقال قَعَد على فُوَّهةِ الطريق وفُوَّهةِ النهر ولا تقل فَم
النهر ولا فُوهة بالتخفيف والجمع أَفْواه على غير قياس وأَنشد ابن بري يا عَجَباً
للأَفْلقِ الفَليقِ صِيدَ على فُوَّهةِ الطَّريقِ
( * قوله « للأفاق الفليق » هو هكذا بالأصل )
ابن الأَعرابي الفُوَّهةُ مصَبُّ النهر في الكِظَامةِ وهي السِّقاية الكسائي
أَفْواهُ الأَزِقَّةِ والأَنْهار واحدتها فُوَّهةٌ بتشديد الواو مثل حُمَّرة ولا
يقال فَم الليث الفُوَّهةُ فمُ النهر ورأْسُ الوادي وفي الحديث أَن النبي صلى الله
عليه وسلم خرج فما تفَوَّهَ البَقيعَ قال السلامُ عليكم يريد لما دَخَل فمَ
البَقِيعِ فشَبَّهه بالفم لأَنه أَول ما يُدْخَل إلى الجوفِ منه ويقال لأَوَّل
الزُّقاقِ والنهر فُوَّهَتُه بضم الفاء وتشديد الواو ويقال طَلع علينا فُوَّهةُ
إبِلك أَي أَوَّلُها بمنزلة فُوَّهةِ الطريق وأَفْواهُ المكان أَوائُله وأَرْجُلُه
أَواخِرُه قال ذو الرمة ولو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَيْلى لقد هَوَتْ رِكابي
بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ يقول لو قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابي وقولهم
إنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ أَي القالةِ وهو من فُهْتُ بالكلام ويقال هو يخاف
فُوَّهَة الناسِ أَي فُهْتُ بالكلام ويقال هو يخاف فُوَّهةَ الناسِ أَي قالتَهم
والفُوهةُ والفُوَّهةُ تقطيعُ المسلمين بعضهم بعضاً بالغِيبة ويقال مَنْ ذا يُطِيق
رَدَّ الفُوَّهةِ والفُوَّهةُ الفمُ أَبو المَكَارم ما أحْسَنْتُ شيئاً قطُّ
كَثَغْرٍ في فُوَّهَةِ جاريةٍ حَسْناء أَي ما صادَفْت شيئاً حسناً وأَفْواهُ الطيب
نَوافِحُه واحدُها فوه الجوهري الأفْواهُ ما يُعالج به الطِّيبُ كما أَنَّ
التَّوابِلَ ما تُعالَج به الأَطْعمة يقال فُوهٌ وأَفْواه مثل سُوقٍ وأَسْواق ثم
أفاويهُ وقال أَبو حنيفة الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ وضُروبُه قال ذو الرمة
تَرَدَّيْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها زَرابيُّ وارْتَجَّتْ عليها
الرَّواعِدُ وقال مرَّة الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّيبِ من الرياحين قال وقد تكون
الأَفْواه من البقول قال جميل بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ ومن كلِّ
أَفْواه البُقول بها بَقْلُ والأَفْواهُ الأَصْنافُ والأَنواعُ والفُوَّهةُ عروقٌ
يُصْبَغ بها وفي التهذيب الفُوَّهُ عروقٌ يصبغ بها قال الأَزهري لا أَعرف
الفُوَّهَ بهذا المعنى والفُوَّهةُ اللبَنُ ما دامَ فيه طعمُ الحلاوةِ وقد يقال
بالقاف وهو الصحيح والأَفْوه الأَوْدِيُّ مِنْ شُعَرائهم والله تعالى أَعلم